أين صاحب (غناء العزلة ضد العزلة) ... المبدع الصادق الرضي؟

أين صاحب (غناء العزلة ضد العزلة) ... المبدع الصادق الرضي؟


05-30-2005, 08:29 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=382&msg=1189800363&rn=0


Post: #1
Title: أين صاحب (غناء العزلة ضد العزلة) ... المبدع الصادق الرضي؟
Author: عبد الله إبراهيم الطاهر
Date: 05-30-2005, 08:29 AM

علاقة الدم
سوف أصنع لي فتاةً
من دمائي كي تقدسني وتبكي
عند موتي دون زيف
سوف أصنع لي فتاة
من دخان سجائري
لتلم عن وجهي غبار الإغتراب
وكي تقيني من مكابدة النزيف
سوف أصنع لي حبيبة
تفهم الوطن الذي أشقى به
وأخصها بالشعر والحمى
أسميها: "نضال"
(إن هذا الإسم أقرب من دمي)

***

قد قلت يوماً: هكذا تلد المدينة
من قزارتها غباراً كي تسميه دماً
فتلفت الوجهاء حيث أشرت
ثم تناقشوا في اللون
واللغة البزيئة، والرغيف
كم تبعد الأشياء عن لغتي
وأنت تغادرين دمي
إلى أقصى تفاصيل النقيض
تتسللين إلى نوافذ غربتي
وتهيئين القبر من أجلي
لأرقد في سلام
كم يبعد الشعراء عن ألحانهم
كي يكتبوا أشياء أخرى لا تخص العاشقات
إذن سأعلن في المدينة عن حياتي
ثم أخرج عارياً
في هيئة الأطفال
كي أجد البراءة في ثياب الأتقياء
أكذا نموت - كما ولدنا - عاريين من البكاء

***

إنه وطن جميل
رغم التناقض في أزقته
ولكن كيف يمكن
أن أعود إلى السماء؟!
فأنا غريب عن دمي - إني غريب
والآن قد أدركت بعض خصائص
الكون الرحيب
فلا مفر من الحبيبة
سوف أصنعها
لتكتب عن دمي نثراً
وتصنع ثورة للحلم والوطن الحبيب
سوف أصنع لي حبيبة!
سوف أصنع لي وطن!!!

الصادق الرضي
نوفمبر 1987م

***

يا ناس الحلة هوي مين الشاف هذا الشفاف الصادق ود الرضي ...

Post: #2
Title: Re: أين صاحب (غناء العزلة ضد العزلة) ... المبدع الصادق الرضي؟
Author: ahmed haneen
Date: 05-31-2005, 03:56 AM
Parent: #1

يا سلام عليك يا عبدالله

واصرخ معك

اين انت ايها الصادق الرضي

قل للذين يوزعون الظلم باسم الله في الطرقات
الله حي لا يموت

Post: #3
Title: Re: أين صاحب (غناء العزلة ضد العزلة) ... المبدع الصادق الرضي؟
Author: عبد الله إبراهيم الطاهر
Date: 05-31-2005, 06:30 AM
Parent: #1

ahmed haneen
ليك الأمنيات والود يا رايع ...


وتشكر على المرور والتضامن من أجل هذا الرجل المختفي ...

Quote: قل للذين يوزعون الظلم باسم الله في الطرقات
الله حي لا يموت


هذا النص جميل حتى النخاع
هذا الرجل يا حنين مبدع حتى آخر المشوار ...

Post: #4
Title: Re: أين صاحب (غناء العزلة ضد العزلة) ... المبدع الصادق الرضي؟
Author: Alsadig Alraady
Date: 05-31-2005, 09:26 AM
Parent: #3

الاعزاء : عبدالله الطاهر وأحمد حنين
شكرا جزيلا على السؤال والتحية

ثمة ظروف كثيرة ، تجعل المكوث امام الشاشة من الامور الصعبة ، في وقت تتنازعنا فيه شواغل الحياة اليومية بكافة وجوهها ، وان كانت محبتنا للتواصل ، تدفعنا دفعا للمشاركة من موقع المتصفح ، تعز المشاركة بالكتابة التي تتطلب التركيز والمتابعة

احاول جاهدا تسجيل نوع من الحضور هذه الايام
ارجو صادقا ان يتواصل
ومجددا
لكما
وافر
الشكر
والتقدير

Post: #5
Title: Re: أين صاحب (غناء العزلة ضد العزلة) ... المبدع الصادق الرضي؟
Author: Sidig Rahama Elnour
Date: 05-31-2005, 09:36 AM
Parent: #4

الصديق الصادق الرضي
وينك يا رجل والله ليك وحشة ، جينا السودان وبرضو ما أتلاقينا رغم وعدنا بالتلفون ، ربك بس يسهلا ونتلاقي قريب
تحياتي ليك ولناس البيت بدون فرز

Post: #6
Title: Re: أين صاحب (غناء العزلة ضد العزلة) ... المبدع الصادق الرضي؟
Author: Alsadig Alraady
Date: 05-31-2005, 09:50 AM
Parent: #5

الحبيب : العريس صديق رحمة
تصل تحاياك الطيبة وكما رأيت فتلك حالنا في هذه الغربة التي اسمها الخرطـــــــــوم
بالامس التقيت الصديق الشاعر الطيب برير صدفة ، واندهش كوننا لم نلتق في اجازتك السابقة
فانظر
وتأمل

..
..
..

اتمنى ، نقدر نتشاوف المرة الجاية

Post: #7
Title: Re: أين صاحب (غناء العزلة ضد العزلة) ... المبدع الصادق الرضي؟
Author: Sidig Rahama Elnour
Date: 05-31-2005, 10:12 AM
Parent: #6

والله يا الصادق معاهو حق الطيب لو أندهش ، لانو أنا ذاتي لمن وصلت أندهشت اني ما لاقيتك
لكن والله الخستكا بتاعت أخر أيام هي المنعتنا من الزيارة ....
معليش يا الصادق وليك العتبي حتى ترضي والبركة في شوفتك للطيب برير والمرة الجاية أوعدك من المطار وعليك عشان نتلافي أي خستكة.
بالمناسبة أنا لمن جيت من السودان أتصلت على الطيب وعرفت أنو مسافر وبرضو ما التقينا قبال سفرو ،،، شفت المحن بي هنا وهناك لاما فينا

Post: #8
Title: Re: أين صاحب (غناء العزلة ضد العزلة) ... المبدع الصادق الرضي؟
Author: الصادق اسماعيل
Date: 05-31-2005, 08:57 PM
Parent: #7

العزيز الصادق
كيفك والدنيا، تحياتي لك ولإنتصار
الصادق

Post: #9
Title: Re: أين صاحب (غناء العزلة ضد العزلة) ... المبدع الصادق الرضي؟
Author: عبد الله إبراهيم الطاهر
Date: 06-01-2005, 05:38 AM
Parent: #1

هلا بيك يا راجل يا رايع ...
ويا ريت ما تكتر الغياب تاني ...
تواصل معنا ...
وأسمح لي أن أغني معك هذا الغناء الجميل ...
ولنا عودات معك يا أيها الصادق ....

غناء العزلة ضد العزلة
الصادق الرضي

كما يتسرّب الضوء شفيفاً
صوب سطح البحر
وهو محمّل’’ بروائحِ القمر
النبيِّ خلاصة السحر
غناء النشوةِ الكبرى.
وهفهفة العناصر في تراكيب الضياء
تتصاعدُ الأرواحُ في الأمواجِ
وهي ترتّلُ الغصِّة شيئاً من
خواص الماء
خيطاً من دُخان الرغو
في همسِ المزاميرِ
وَوَشوشة الغناء على شفاه الحورِ
إذ يسبحن بين القاع والسطحِ
فضاء الرهبة الصدفيةِ، اللالونَ
حيث الصمتُ فاتحة الوجودِ الداخليّ
لدولةِ البحرِ وقانون المياه
خذ من شعاع الشمس نافذةً
وحلّق في فضاءات الغيابِ
إلى رحيل أبدي
لا مكان الآنَ لكْ
والله يسكن بالأماكنِ كلّها
وجهاً يضوِّء بالأزقّةِ
شارعاً يمتدُّ في كسرةِ
الخبز - الطعام
المستحيل - إالى ثياب الفقراء
! ماذا يلوّحُ بالنوافذ؟
هل ترى منديل عاشقةٍ
بلون البحرِ
دمع صبابة في نهد عاشقةٍ
بطعم النارِ
يقطرُ ...
والعصافيرُ اكتمال للندى
في شرفة الحلمِ
تسدُّ الأفقَ
تبحثُ عن طفولتها بذاكرةِ
الفضاء الرحبِ
والفجر المعلّب في رفوف الصمتِ
واللغة الخفية للغناء على
مسام العشبِ
والشجر المخبّأ في تماثيلِ الشجرْ
**********************
الحزن لا يتخير الدمع ثيابا
كى يسمى بالقواميس بكاء
هو شىء يتعرى من فتات الروح
يعبر من نوافير الدم الكبرى
ويخرج من حدود المادة السوداء
شىء’’ ليس يفنى فى محيط اللون
أو يبدو هلاماً فى مساحات العدم
الحُزن فينا كائن
يمشى على ساقين
دائرة’’ تطّوف فى فراغ الكون
تمحو من شعاع الصمت
ذاكرة السكون المطمئنه
كيف ترفضُّ الجدائل
فضة فى الضوء
ترفضُّ الفقاقيع
ما بين إمرأة الرزاز
إشارة للريح فى المطرالصبى
إضاءة فى الماء
خيطاً من حبيبات الندى
سحراً..صلاةً..هيكلاً..قوسَ قزح
ذلك سر الكون
أن تبصر فى كل حسن آية لله
أنواراً من الملكوت والسحر
الإلهى المهيب
ذلك سر العدل
أن تتفجر الأشياء تُفصحُ
عن قداستها
ترى فىالشىء ما كان احتمالا
ثم تنفتح الكنوز
الأرض كانت تدخر القمح لأطفال لها
فقراء لا يتوسدون سوى التراب
قل للذين يوزعون الظلم
باسم الله فى الطرقات
الله فى نار الدموع
الله فى نار الدموع
وفى صفوف الخبز
والعربات والأسواق
والغرف الدمار
البحر يا صوت النساء الأُمهات
القحط يا صمت الرجال الأُمهات
الله حى’’ لا يموت
الله حى’’ لا يموت
الله حى’’ لا يموت
**********
كيف استوى ما كان
بالأمس هواءاً نتناً
ريحاً بغيضاً
بما كان هواءاً طيباً
ريحاً يؤسس معـطيات
الشارع الكبرى
عبيراً ضد تلك الرائحة
ما أشبه الليلة بالبارحة
كل ما كنا نغنيه على
شاطىء النيل تغّيب
وانطوى فى الموج منسيا
حطاما فى المرافىء
أو طعاماً للطحالب
فى إنزلاق الصوت للقاع
وفى صمت المسافات القصية
نحن في ساعة الحزن
اختر مكانك واحترق حيث انتهيت
أنت منسوب الدم الآنَ
وأنت الإشتعال - النارُ
مجمرة الغضب
أنت - إذن - ضياء اللحظة الآتي
أنا / أنت : ونحن الناسُ
والشارعُ
والعواميد التى تمتد بالإسفلتِ
صوتي / صوتكَ : المشروخ
في صدأ المقاعدِ
وانهيار البراكين
لم أقل : إن الفضيحة قد ترآءت
في تلافيف العمامةِ
وامتداد اللحية - الزيفِ
لماذا لم تقل ؟
إن العماراتِ استطالت
أفرغت أطفالك الجوعى
على وسخ الرصيفْ
ومقيات الفيجعة ، والفراغ
العاطفيِّ الوطنيِّ
الآن لن نبكي
ولكن مَنْ يساوم بالغدِ الآتي
!وماذا سوف نخسرُ؟
نحن بالغربة رتبنا بلاداً
لا تشابه غير وجه الذات بالمرآةِ-امرأة’’هى اللغة - الرماد
لا تثق بالقلب : إن العشق يؤذي
بينما يجدي التحرك في السكون
وفي مساحات الأنا
وعي التكّون
وابتكار الفرد مجموعاً
يوازي سلطة الإطلاق ،
تحديد المواضعِ
بالإشارة نحوها بالاسم
تفتيت الهلامِ
واختراق السرّ ،
فتح نوافذ الأشياء
تكريس التفاصيل الدقيقةِ
قوةَ تنسف الأحلام والذكرى
وأشباه الحبيباتِ –
الدمى ، والأصدقاء.
لا تثق بالقلب : كي يتصاعد
الضوء على كل المساحاتِ
وحدّق جيّداً
أنت تعرف أنهم يقفون
ضدّك .. ضدّنا ..ضدِّي
و أعرفُ أنني سأظلّ
السلطة - الاوعي
نحن الآن في عمق القضيةِ ،
مركز النارِ
وبالهامش تبقى سلطةُ اللغةِ الخفيفةِ
كي تُعلَّقَ في الفراغِ
نعم ، سننسى كل ما يأتون
من فعلٍ وقولٍ
سوف نصلبهم عرايا بالمساميرِ
على بوابةِ التاريخ
ثمَّ نعِّبىء الأيام في الصمت
الخرافيّ الرهيب
لست من نورٍ لِتغفِر
أنتَ من طينٍ لتبنى
فابنى لي بيتاَ
لنا .. لكَ
للصغارِ القادمينْ.
إن يكُ للعدلِ في الأرضِ وجود’’
فليكن دمنا هو المقياسُ
إن تكُ السماء مقابلاً للأرضِ
فلتكنِ الدماء مقابلاً للعدلِ
قال الله كونوا ، ثم كنَّا
هل تحققنا تماماً من وجود
الذات في أرواحنا
! ضوء التكون وانطلاق الكائنات؟
نحن نخرج عن غناء العزلة الكبرى
لنكتب عن غناء العزلة الكبرى
ولكنا نصاب بضربة الحزن
أوان خروجنا من داخل الصمتِ
وفى جوف السؤال.

أغسطس 1988