أزمة السودان ..... هي ازمة مواطن

بعد طول غياب عن الكتابة في المنبر .. عدت بهذا الموضوع لجس النبض .. وذلك بعد ان اتضحت كثير من الرؤى التي كانت عائمة ومبهمة سابقا .. بالنسبة لي وبالنسبة للمتابعين بشكل عام.
كنت خلال الفترة السابقة كلها اتابع بصمت الكتابات المختلفة ومختلف الاراء التي ـ وللغرابة ـ لا يحدها منطق .. فبعض الاراء تشطح بشكل يدعوني لان اعتقد بان كاتبها اما مجنون او يدعي الجنون.
الاغرب ان هناك من يشاركه الراي .... ليس فقط يشاركه بل احيانا يضيف اليه !!!

عموما ...

الان بعض انفصال الجنوب .. فليطبقوا هم ما كانوا (|يقرفوننا ) به وكان (فرمالة) المنبر ... وهو (السودان الجديد)
الان تخلصنا من هذه الدعوة ـ كما اعتقد ـ فليبنوا سودانهم الجديد الذي حاربوا من اجله .. ولينتظر الشماليون ((الذين كانوا يدعون للسودان الجديد مع الحركة الشعبية)) ليروا صناع الفكرة كيف سيتم تطبيقها في الجنوب وهل هي فكرة قابلة للتطبيق
ام خطة طريق للسلطة ليس الا .
ولكن ان نظل نراوح مكاننا في نظريات لا عائد منها في وقت يتطلب منا العمل .. فهذا هو الجنون بعينه

كان في فترة سابقة يقال ان ازمة السودان هي ازمة هوية ، وقيل ازمة دستور ، وقيل ازمة ثقة ... الخ
انا الان اعتقد جازما .................. انني عرفت تماما ماهي ازمة السودان كدولة

مشكلة السودان كبلد يملك تقريبا ............................. (كل شيء) واعني تماما هذه الكلمة .... كل شيء
مواد خام - عدد سكان - موقع استراتيجي - ثروة مائية وزراعية وحيوانية - مناخ مثالي .. الخ
فاين المشكلة ؟؟؟؟؟
المشكلة هي اننا نفتقر الى المواطن
نعم .... المواطن بمعناه الحقيقي المفيد ... فليس كل من يحمل جواز سفر بلد هو مواطن (صالح)
وصلنا ـ وانا ايضا ـ الى مرحلة اصبحت فيه الوطنية = فلم هندي ... اسطورة .. كلام فاضي
وصلنا لمرحلة من الياس تجعل الكل يفكر في الهرب خارج السودان باي ثمن .. ولا حتى يخجل من ذكر تبرؤه من بلده
ولا اقول الكل .. ولكنها نسبة معتبرة لم تكن موجوده في الثمانينيات
اما النسبة الباقية فلا تصل نسبة وطنيتهم لمرحلة رفض الاغتراب ولكن الفرق في الاحتفاظ بالرغبة في العودة ثانية الى السودان

لذا ان لم يعلو فينا الحس بالوطنية وحب السودان وان نكف عن تخوين بعضنا البعض فلن تقوم لنا قائمة ابدا ولن نتقدم ابدا
اتمنى ان يفهم من يقرا كلامي مقصدي .. وان يتبدل الحال ويبدا التغيير من الشعور بالمسئولية اولا قبل المطالبة بالحقوق

الملاحظ ايضا انه اصبح بالامكان اطلاق كلمة خائن على كل الشعب السوداني
كل من لا اتفق معه فهو خائن
اللي مع البشير خائن - واللي مع الحركة الشعبية برضو خائن - والماليهو دعوة برضو خائن

وعادي جدا جدا

واحد شمالي يتباهي "بانتصار" دولة الجنوب على بلده ... ويرفض ان يسمى خائن او عميل ... الغريبة ان لديه حجة !!!!!!!!!!!
وهي ان النظام الحاكم فاسد في رأيه !!!!!!

وأكثر من عادي

ان يكون هناك نقاش محتدم وشكله العام نقاش بين عقلاء .. لكن الموضوع عبارة عن (خيانة عظمى) ـــ من له اعتراض فليعرف معنى الخيانة العظمى اولا ــــ حتى لو اتفقنا على فساد النظام الحاكم


ولا املك الا ان اقول كما قال الشهيد الفلسطيني البطل صلاح خلف (ابو اياد) حين قال (( أخشى ما أخشاه .. أن يأتي يوم تصبح فيه الخيانة .. وجهة نظر ))
أما وقد اتى هذا اليوم ... فأقول : اليس فينا رجل رشيد ؟؟؟؟