عبدالرحيم محمد حسين - حوار مع الراية القطرية

جريدة الراية القطرية يوم الأربعاء 28/3/2012:

الحوار:

نبدأ من آخر التطوّرات .. من الواضح أن الوضع يتجه للحرب بين السودان وجنوب السودان إذا لم تكن الحرب قد بدأت بالفعل؟


- نحن في السودان لا نُريد الحرب، ولسنا حريصين على خوضها، لكن إذا فُرضت علينا سنُواجهها، وستردّ القوات المسلحة السودانية دفاعًا عن السودان، وهي من أكفأ القوات العسكرية بالمنطقة .. مشكلة الجنوب بدأت عام 1955 قبل استقلال السودان، والجيش السوداني كان بداية التكوين ونحن في السودان دفعنا بسبب قضية الجنوب فاتورة ضخمة ثمنًا للسلام، حيث رأينا أن ندفع فاتورة الاستفتاء وما ينتج عنه ليتحقق السلام ولا يُمكن بالتالي أن نكون الجانب الذي يُخرّب السلام ونحن لا نُريد أن ندفع الفاتورة مرة ثانية. ندفع فاتورة انفصال الجنوب وندفع فاتورة الحرب، فنحن الأكثر حرصًا على السلام، لكن هناك قوى دولية في المنطقة وعالمية تسعى لتغيير النظام في السودان وتسعى لجعل الجنوب منصّة لإسقاط النظام، وهذا أمر يتحمّل الجنوبيون مسؤوليته، فقضية شكل وطبيعة النظام في السودان لا تخصّهم وهي ليست في مصلحة المواطن الجنوبي الذي لن يستفيد شيئًا .. فما يهمّ المواطن في الجنوب أن تكون علاقات بلاده ممتازة مع الشمال.

الرئيس البشير اتخذ قرارًا بتشكيل لجنة التعبئة والاستنفار .. هل يعني هذا أن السودان اتخذ قرارًا بحل خلافاته مع الجنوب بالحرب وأنه لا عودة للمفاوضات؟


- هذا اختيارهم في الجنوب .. فنحن لم نبدأ الهجوم حتى نبدأ الحرب لكن عندما يجري الهجوم علينا وتفرض علينا الحرب لا بد من الردّ للدفاع عن أنفسنا وهذا أمر طبيعي.

كان يُفترض أن يقوم الرئيس بزيارة إلى جوبا في 3 إبريل المقبل وهناك وفد من الجنوب زار الخرطوم وهناك اتفاقيات أديس أبابا .. ماذا حدث؟ .. ولماذا الانقلاب في المواقف؟

- نحن لم نبدأ الحرب في الجنوب .. لقد زارنا وفد من الجنوب وقال: نحن نُريد السلام ونُريد حل مشكلة البترول ونُريد وقف الحرب، قبلنا ذلك ووجّهوا دعوة للرئيس وقبل الدعوة، لكن ماذا يفعل الرئيس عندما يبدأ الهجوم على منطقة "أهليلج" لنفطية كما حدث. من الواضح أن الهجوم مدبّر ومخطّط له وبمعرفة وعلم رئاسة الجنوب، وهذا باعتراف سيلفا كير بنفسه في مؤتمر صحفي مباشر منقول على الهواء، والذي قال فيه: لم نستطع أن نحلّ قضية « أهليلج » بالقانون، لكن الآن قواتنا قوات الحركة الشعبية استولت على .« أهليلج »

هل نفهم من ذلك أن الرئيس السوداني لن يزور جوبا في إبريل؟

- في ظل هذه الظروف .. بالتأكيد لا.

كأنك تقول إن الجنوب والرئيس سيلفا كير اتخذا قرارًا بشن الحرب على السودان؟

- نعم .. طبعًا .. فهذه المنطقة التي جرى الهجوم عليها ليست منطقة نزاع أصلاً .. فمن المعروف أن هناك أربع مناطق متنازعًا عليها يجري التفاوض بشأنها في اللجنة الفنية، وهي لجنة الحدود وهذه المنطقة ليست من ضمنها.

هناك معلومات تقول إن القوات المسلحة السودانية قصفت آبار النفط في ولاية الوحدة ؟
- لا يُوجد لدينا مصلحة في قصف آبارالنفط في الجنوب، ومنطقة « أهليلج » هي منطقة المعالجة الكلية للنفط قبل أن تضخ في الأنابيب لكل الآبار النفطية في الشمال وفي الجنوب، وهي منطقة غير مختلف عليها وتابعة للسودان.

إذن .. باب المفاوضات بين السودان والجنوب أقفل؟
- لا .. أنا لا أرى ما يمنع المفاوضات بين الطرفين وهناك كثير من الدول يُمكن أن تتحرّك في هذا المجال.

أنت تُؤكّد أن القوات السودانية لم تقصف آبار النفط بولاية الوحدة كما يقولون في الجنوب ؟
- نحن لا نقصف مناطق النفط .. فنحن لنا مصلحة في آبار النفط بالجنوب .. ماذا سنستفيد من أنبوب النفط إذا قصفنا آبار النفط في الجنوب ؟

كيف تُفسّر هذا الانقلاب في موقف الجنوب من السعي للسلام إلى العودة لأجواء الحرب؟
- هناك عناصر في الجنوب تدفع وتضغط باتجاه الحرب وهي عناصر مدفوع لها من قوى دولية وإقليمية بهدف إسقاط النظام في السودان .. والسودان مضطر للدفاع عن نفسه .. أُريد أن أسأل .. الجنوب يعتمد على البترول بنسبة 99 بالمائة في موازنته وليس لديه مصدر دخل آخر غير البترول .. فلماذا يُوقف توريد النفط ومن ثمّ قفل أنابيب البترول .. إذن هدفهم أن يفقد السودان 42 بالمائة من موارده وحينها سوف يثور الشارع ويحصل الربيع العربي، ويسقط النظام وبعد ما يسقط النظام يعود البترول وخلال شهرين تنتهي الحكاية .. هذا ما يجري بالفعل.

في موضوع دارفور .. هل تعتقد أن الأمور هناك تتجه نحو الاستقرار؟
- أعتقد أن إقليم دارفور بعد ذهاب نظام القذافي والعلاقات التي تحسّنت مع تشاد لا يُوجد أمامه سوى طريق واحد هو طريق السلام والاستقرار والتنمية.

قيل الكثير عن ملابسات مقتل خليل إبراهيم وتدخّل دولي في مقتله .. هل تعتقدون أن حركة العدل والمساواة انتهت بموت زعيمها؟
- زعيم حركة قتل بواسطة اشتباك حصل مع القوات المسلحة السودانية وليس من قبل غارة جوية أو صواريخ أطلقت عليه من طائرة أجنبية .. فلماذا يجري التشكيك في قدرات القوات المسلحة السودانية .. فزعيم حركة العدل والمساواة قتل في اشتباك مسلح مع القوات السودانية ..هذه هي الرواية الصحيحة.

وهل انتهت الحركة بمقتله؟
- الحركة لم تنته، لكن تأثّرت تأثرًا كبيرًا، وهي مشتّتة الآن ومحصورة في الجنوب والمهم هنا أنها فقدت الدعم من ليبيا بسقوط نظام القذافي وفقدت الدعم الذي كان يأتي من تشاد بعد تحسن علاقات البلدين.

هناك اتهامات توجه للجيش السوداني من قبل المنظمات الدولية باستهداف المدنيين وارتكاب جرائم حرب من خلال الغارات الجوية على كردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق؟
- أريد أن أسأل .. كم عدد الحوادث التي ارتكبها الجيش الأمريكي في أفغانستان واستهدفت مواطنين مدنيين قتلوا خلالها؟ .. لماذا لا تتهم المنظمات الدولية الجيش الأمريكي بارتكاب جرائم حرب، بينما تقوم الدنيا ولا تقعد إذا قتل ثلاثة أشخاص أو خمسة بطريق الخطأ في هذه المناطق؟ ..كم حادث وقع من قبل الجيش الأمريكي؟ .. وكم حادث وقع من قبل الجيش السوداني؟ .. أظن لا مجال للمقارنة، والقوات المسلحة السودانية لها خبرة في القتال، وهي تعرف ما يجري في هذه المناطق وفي كثير من الأحيان يستخدم المتمردين المدنيين بالقرى كدروع بشرية .. ونحن نتعامل مع ذلك بحذر شديد وخبرتنا كبيرة في هذا الصدد، والأخطاء إن وقعت قليلة ولا تُقارن كما قلت مع الأخطاء الكبيرة والمرتفعة التي يرتكبها الجيش الأمريكي في أفغانستان وباكستان.. وأودّ أن أُشير هنا إلى أن جميع معسكرات النازحين من إقليم دارفور هي في الفاشر ونيالا ووادي النيل وفي الجنينة والحكومة السودانية والجيش السوداني متواجدون هناك.

كيف تعلق على قرار المحكمة باعتقالك وضمك لقائمة المطلوبين بارتكاب جرائم حرب .. وهل حد ذلك من تحركاتك؟
- نحن في السودان لا تعنينا هذه المحكمة كما لا تعني روسيا أو الصين أو أمريكا .. فهم غير أعضاء فيها، وكذلك نحن غير أعضاء فيها.

الرئيس البشير كشف في حوار مع{الراية} مؤخّرًا أنه لن يكون مرشّحًا للرئاسة في السودان مجدّدًا .. هل هناك بديل للرئيس من قبل المؤسسة العسكرية؟
- الترشّح لرئاسة الجمهورية ليس قرار الرئيس .. فالرئيس لا يُمكن أن يُقرّر في هذه المسألة .. من يُقرّر المترشّح هي جماهير حزب المؤتمر الوطني ومؤسسات المؤتمر الوطني .. فالمؤتمر الوطني هو من يقرر وليس البشير أو غير البشير.

وإذا اختار المؤتمر الوطني ترشيح الرئيس البشير؟
- سيكون البشير هو المرشّح .. فالقرار قرار المؤتمر الوطني وليس أي جهة أو شخص حتى قرار البشير نفسه.

كيف تصفون العلاقات بين قطر والسودان؟
- العلاقات القطرية -السودانية متميّزة .. ونحن في السودان نُكنّ تقديرًا عميقًا جدًّا للقيادة القطرية .. فالقيادة القطرية دخلت بثقلها في قضية دارفور بطريقة محايدة وأمينة وبصبر وجلد، واستضافت الفرقاء أكثر من عامين وبحكمة كبيرة إلى أن نجحت في تحقيق السلام.. وهي من رعت اتفاقيات شرق السودان .. قطر وقفت وتقف دائمًا إلى جانب السودان وتدعم السودان .. ونحن نُكنّ التقدير العميق لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين وللشعب القطري الذين وقفوا معنا وقفة عملية وكانوا شركاء حقيقيين في قضايا الأمن والسلام والتنمية
.. والشعب السوداني عنده حب عميق لهذه القيادة التي تقف مع السودان بكل قضاياه.





إنتهى الحوار

كلام (سمح) و(مقعّد)

Quote: .. وإذا اختار المؤتمر الوطني ترشيح الرئيس البشير؟ - سيكون البشير هو المرشّح .. فالقرار قرار المؤتمر الوطني وليس أي جهة أو شخص حتى قرار البشير نفسه.

سؤال ماكر ....

ابو حميد ابو الريش

كنت عاوز اعمل اقتباس من مداخلتك الاخيرة

لكن مالقيت كلام اعمل منو ....

المهم كل المشاكل دي من البروفايل بتاعك

وانت ما داير تسمع كلامي

مع ودي ....