متلازمة أنا والآخر- مدخل إجتماعي للأزمة

كلما أعملت الفكر في محاولة لخلق مقاربات .. لفهم واقع المشكل.. واساسه.. أجد نفسي أمارس إقصاءً لاشعورياً لكل العوامل الموضوعية والتاريخية التي مثلت عدسة نظر خلالها وعبرها غالبية المثقفين والساسة في بلادي.. المشكل السوداني.. وحسب إعتقادي المتواضع.. في الشخصية البناءية والتركيبة المعقدة المكونة للشخصية السودانية النمطية.. مزيج معقد ومركب من متلازمة أنا والآخر. بمعني أصح .. التمركز حول الذات.. وعدم القدرة علي قبول الآخر المختلف .. وإن تشابه في السحنة..وإختلف في الرأي.. أو حتي إتفق في الرأي وإختلف في السحنة..!! هي مشكلة في تقديري المسئول الأول والأخير عنها نظام التنشئة الإجتماعية التقليدي لدينا والمشحون بالعواطف منذ الصغر.. والإمعان في تأليه القبلية.. والذات الصغري والكبري..وعدم مراعاة الأنساق القيمية الدينية في إطارها الواسع وإعتماد أنساق تقليدية تتبني الخرافة السماعية والتي بمرور الزمن أضحت قواعد.يطول الحديث هنا.. ندلف مباشرة للرؤية المحققة للخروج من هذا المأزق التاريخي الذي يعيشه إنساننا وإفتراضه لفرضيات ومسلمات عفا عليها الدهر. . مثل الإعتقاد الراسخ للسوداني البسيط بأنه أفضل العالمين.. وأذكي العالمين وأنشط العالمين.. وعند أول إحتكاك له بالعالمين يكتشف ويصطدم بالحقيقة المرة بأن البون شاسع جدا جدا جدا .. الحل يكمن في تصحيح نماذج ومناهج بناء إنساننا وتصحيح مناهجنا وبناء الثقة وإعادة النظر في الأساليب المتبعة في التنشئة الإجتماعية والسياسية سيما عند الأطفال..