نعيا مستحقا : بقلم الدكتور الصادق عوض بشير

نعيا مستحقا:
جاء الدوحة زائرا فخرج منها ميتا بعد شهرين،حيث استطاع ذلك المرض الخبيث أن يصرع كمال احمد داود(1939-2012) فجر الأحد 26 فبراير...
ذلك المناضل المحسى والنوبي إبن وادي النيل الذي عرفناه منذ أيام الدراسة في وادي سيدنا الثانوية في منتصف خمسينيات القرن الماضي،
شاقا لنفسه طريقا متميزا عرف من خلاله بالظرف واللطف والصمود وحسن الخلق والروح السمحة المشبعة بحب الوطن وشعبه وبالضحكة الهادئة والابتسامة النابعة من القلب التي لاتعرف الرياء...
وبالإصرار على مد حبال الصداقة إلى آخر العمر وتلك الطلعة البهية المشرقة منذ أن كان صبيا حتى أصبح كهلا مريضا...ومنذ إن كان تلميذا ذكيا حتى أصبح دبلوماسيا مرموقا بامتياز، حتى ضاقت به وبصراحته ووطنيته وعفة يده ولسانه دكتاتورية النميرى ففصلته من الخدمة وبلادنا أحوج ماتكون له ولأمثاله من نوابغ الخدمة المدنية .
لقد كان طيب الذكر من الكوادر التي عانت الكثير بعد فصلها من العمل وكان عزاؤه الوحيد هو الصبر والتمسك بكرامته ومبدئه وعفته كالقابض على الجمر فى نكران ذات وصمود يدير شئونه العامة والخاصة بطريقة لا يعرف سرها إلا القليلون.
إذا تحدثت إلى اى محسى أو نوبي يعمل في قطر لوجدت لسانه يلهج بالشكر والتقدير لما قدمه له كمال من عون لا ينسى عندما كان يعمل بالدوحة في سابق أيامه. ومن هنا اكتسب حب وتقدير الكثيرين الذى انعكس فى الجموع التي تقاطرت للعزاء والتشييع في الدوحة وفى مقابر برى بالخرطوم.

رحمك الله ياكفيل الأيتام ويا صديق العمر ويا فقيد الدبلوماسية السودانية بقدر ماقدمت من جلائل الأعمال.
مع بالغ العزاء لزوجه عواطف وأبنائه امجد ومحمد ونفيسة وكل آل داود وكل قبيلة السكوت داخل وخارج الوطن .وإنا لله وإنا إليه لراجعون.

صديقك المكلوم د.الصادق عوض بشير بالدوحة قطر.

نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأحسن الله عزاء أسرته.

له الرحمة والمغفرة

شكر الله سعيك يا سمعة