ليس مطلوبا من السيد الصادق ان ينتهج نفس طرائق تفكيرنا..

من الاشياء التى يفتقدها الادب السياسى السودانى القدره على رؤية الايجابيات فى الاخر كما ان خطابنا السياسى مفعم بعبارات التخوين والتنكيل والادانه وابلغ مثال الحمله الواسعه التى كرست للنيل من السيد الصادق المهدى عقب تولى نجله لمنصب رفيع فى رئاسة الجمهوريه مما فسره البعض مشاركه من حزب الامه فى حكومة المؤتمر الوطنى المسماة بالعريضه.
الحمله المشاراليها استهدفت السيد الصادق فى شخصه وشان منزله مما اضطر الرجل ان يشرح كيف انه لايملى على ابنائه خياراتهم السياسيه وهو موقف ماكان الرجل سيحتاجه لو كان المناخ السياسى معافى .
واعتبرت الحمله ضد السيد الصادق ان تبنى ماتسميه قيادة حزب الامه بالجهاد المدنى هو مهادنه للنظام بل وذهب البعض بعيدا بان وصف السيد الصادق بانه متواطئ مع النظامـ وانه فى الاساس جزءا من التنظيم الذى خطط ونفذ انقلاب الانقاذ ولعله من نافلة القول ان ايا من هذه الادعاءات لم تجد سندا وانها لم تتعد جلسات الانس والدردشه التى عرفنا بها كسودانيين.
مايجب ان يقره منتقدوا السيد الصادق ان حزب الامه وبقيادته ليس ملزما باتباع نفس طرائق التفكير التى يتبعها الاخرون..كما ان الموقف من العنف عدا عن كونه موقفا اخلاقيا فانه حين ياتى من شخصيه فى وضعية السيد الصادق يسهل استيعابه باعتبار ان قيادة حزب بحجم حزب الامه لاتريد ان تقذف بجماهير الحزب فى معركة غير متكافئه وهذا موقف يحمد لهذه القياده خصوصا اذا وضعنا فى الاعتبار تجربتى ودنوباوى والجزيره ابا فى سبعينيات القرن الماضى.
المتامل لتصريحات المهدى الاخيره يجدها منتقده للنظام والرجل لايرى اى مستقبل لهذا النظام بل وينادى باسقاطه ولا يملى على الاخرين وسائله لكن يرى ان الوسائل المدنيه والتى جربها شعب السودان هى الانجع فى كسر شوكة النظام واقتلاعه,
وللسيد الصادق المهدى موقف من الاقتتال لاجل اسقاط النظام وهو موقف يدلل الرجل على صحته بسوق مثالى الصومال وليبيا ورغما عن الثقوب الواضحه فى هذه الحجج باعتبار ان النظام هو الذى ساق الاطراف سوقا لحمل السلاح الا انه موقف يعبر عن مزاج مضاد للعنف وعلينا ان نحترمه.
ما يجب ان نؤسس له هو ان نحترم خيارات بعضنا البعض وان نحترم القيادات الوطنيه وازعم ان السيد الصادق احدها وان نعرف انه وفى حالة السيد الصادق تحديدا فان كل القرارات التى يتخذها تضع فى الاعتبار وفى المقام الاول ارواح القوى الاجتماعيه الضخمه التى تصطف خلفـه لانه ودون ادنى شك سيكون مسئولا امام الله والتاريخ عن دمائهم وارواحهم..

.

up

الاخ د. محمد بابكر
سلامات ياخ وربنا يديك العافية والصحة
صدقت والله واتفق معك بالكامل في هذه الرؤى الجريئة
فالرجل سياسي محنك وله رؤيته الخاصة التي تتسم بالحكمة والحنكة والهدوء
ويرى مصلحة البلد والمواطنين عبر منظار كبير يرتديه
فطالما لديه قناعات لمعارضة النظام دون اراقة الدماء ودون انتشار الفوضى
فهذا يحمد له ويسجله له التاريخ
والرجل لا يحتاج نصائح من الاعضاء هنا بفعل هذا او ترك ذاك
فقد سلب الحكم منه لذا سيظل معارضا للنظام الى ان يشاء الله
ولا يحتاج الى سكب الدماء في البلاد حتى يثبت انه معارض بحق




كسرة

اضف الى ذلك الرجل يعارض من الداخل وليس كالمعارضين الذين يهتفون من الخارج

ضمة
تعرف يا دكتور ما أخرت حاجة الانتفاضة الا بسبب حركات التمرد والتهديد بغزو الخرطوم..الخ

فتحة
بعدين ياخ البلد دي يحكموها كيف؟؟؟ انا لو مكانه ما بغامر بأيتوها حاجة الا يكون
في تجاذب بيني وبقية المعارضة وليس تنافر...القصد انو لو الناس ما متوحدة
يعني شعوريآ كده البلد وصلت لمرحلة حرجة جدآ في الجفاء والخلافات بين المعارضين
يعني يمسكوها ويقعدوا يقتلوا في بعض ولا احسن يكون في برنامج واتفاق لانهاء التمرد..الخ
اي زول حا يفكر حتى يعمل انقلاب مليون مرة قبل ما يمسكها
لانو المسؤلية بقت كبيرة جدآ والتحديات خطيرة
الشعب ما عايز بس الناس تزح الحكومة لكن عايز برنامج واضح
وهل ستنتهي حركات التمرد وهل سينتهي الغلاء وهل ستكون حكومة وحدة وطنية وهل وهل؟؟

Quote: الشعب ما عايز بس الناس تزح الحكومة لكن عايز برنامج واضح

قصدي تزح الحكومة فقط


التحدي الأكبر الآن للمعارضة في وضع برنامج لإنهاء التمرد والحول دون فصل الغرب كما الجنوب

أي حزب او جماعة تريد حكم السودان اذا لم تتمكن من حل مشكلة دارفور وتوحيد البلاد لا فائدة منه او منها

بالنسبة للإمام الصادق المهدي الموضوع ما بس ازاحة النظام ولكن التأكد من عدم وصول السودان للمراحل
التي وصلتها الدول العربية مثل ليبيا ومصر وغيرهما...

من لا يفهم في السياسة لا يتحدث عنها..ومن يفهم ويريد اراقة الدماء فهذا شأن آخر