Post: #2
Title: Re: مـذكرات طفلة أفريقية - اجزاء جديدة
Author: سمرية
Date: 01-10-2012, 12:36 PM
Parent: #1
عدت ذلك اليوم فرحة لكن حين اخبرتني ويبي انها ستعود للعمل الاسبوع القادم بعد ان تعافت ذراعها بكيت ، لاني احببت صداقتي مع جولي واحببت الخروج معها للتنزه واحببت العمل ومحاولات القراءة قالت ويبي ان العمل قد يفيدها لتتجنب مشاجرات يوك ثم قالت لي : يجب ان تعودي للارسالية لتكملي دروسك وتعلم الاشياء الجديدة فرحتي بالعودة للارسالية جعلتني اشعر ببعض الراحة ولكنها لن تجعلني انسى جولي
في صباح اليوم التالي غادرت مع امي الى السوق ثم واصلت سيري حيث اعمل تابعت اعمالي المنزلية كما افعل كل يوم ولم اخبر جولي التي امضت النهار نائمة على غير عادتها او السيدة استيلا عن رغبة ويبي العودة للعمل كي لا تحزن جولي .. لانها قالت لي حين عدنا من رحلة الصيد انها احبت رفقتي .. لانها صارت تشعر بالوحدة بعد ان تزوجت اختها الكبرى نتالي التي تعيش بــ مدينة في بلدها تدعى مرسيليا
حين افاقت جولي من نومها اغتسلت وجلست ترثر مع امها ثم ذهبت غرفتها ونادتني اعطتني جولي دفترا ملونا به الكثير من الاوراق اعجبني كثيرا خاصة حين قالت جولي انه يمكنني استخدامه والكتابة عليه سالتها : ماذا ساكتب فيه ؟ قالت جولي : اكتبي أي شيء أكتبي ما تعرفين .. وما لا تعرفين .. وعدت جولي انني ساكتب فيه يوما ما اشياءا مهمة ثم تابعت عملي حتى حان موعد ذهابي وحين هممت بالخروج نادتني السيدة استيلا وطلبت مني توصيل بعض الاشياء لمنزل احدى قريباتها والتي تقطن على مسافة ليست بعيدة من منزل السيدة وصلت هناك سريعا وطرقت الباب وسلمت الاشياء للرجل الذي فتح الباب وغادرت .. في طريق عودتي سلكت الطريق الموازي للنهر .. والاشجار الكثيفة تصطف على جانبي الطريق قليل من المارة كانوا يسلكون هذا الطريق وكنت اسرع الخطو .. كي لا اتأخر على امي حتى سمعت ضحكة فتاة أتية من خلف الاشجار البعيدة ضحكتها .. لم تكن غريبة عني لذا صرت انظر الى حيث تقف الفتاة ومعها شاب كنت ارى من الفتاة ظهرها وشعرها .. المجعد
اما الشاب فقد كان طويلا ، بارز العضلات .. كان ينحني ليلامس بشفتيه الفتاة في وجهها وعنقها .. وهي تصدر بعض الضحكات القصيرة .. فكرت ان اواصل سيري .. ولكني اختبأت خلف احدى الاشجار .. ورايتهما يتلامسان .. والشاب يرفع تنورة الفتاة حتى اعلى فخذيها .. ثم يخلع سرواله ويجذبها اليه كانا واقفين .. والشاب ملتصقا بها ولكن حين استدارت الفتاة ورأيت وجهها .. فزعت ! وتعلق لساني في حلقي .. كانت فيولا .. صديقتي التي درست معي في الارسالية والتي لعبت معي خلف كوخ جدتها والتي كنت افتقدها بشدة حينها لم استطيع الحركة او النظر نحوهما .. وجلست على الارض والدموع تملأ عيني .. والريح تنقل لي صوتها وضحكتها .. ثم .. خشيت ان اتأخر فوقفت ومسحت دمعتي فرأيت الشاب يقف ويرفع سرواله ويضع في يديها شيئا .. ثم يمضي في الطريق فوقفت فيولا .. تعدل تنورتها .. وتمسح شعرها بيدها حينها ناديتها : فيولا فيولا .. فيولا
كان صوتي ضعيفا وواهنا .. خلتها سمعتني ..
ولكنها مضت خلف الشاب .. وانا مضيت نحو امي .. والدموع كلما مسحتها عادت من جديد
يتبع
|
Post: #3
Title: Re: مـذكرات طفلة أفريقية - اجزاء جديدة
Author: سمرية
Date: 01-10-2012, 02:01 PM
Parent: #2
حين وصلت السوق كان امي جاهزة للعودة للكوخ ولكنها حين رأتني صاحت : هل طرودوك من العمل ؟ قلت لها : لم يفعلوا .. ولكنها ظلت تسألني عن سبب دموعي اخبرتها كاذبة : ان ويبي ستعود للعمل وانني احببت العمل مع السيدة لذا انا حزينة صارت امي تقول لي : العمل لا يناسبك لا زلت صغيرة وصلنا الكوخ.. ولكني لم استطيع تناول الطعام ولم استطيع النوم ايضا فظللت ساهرة حتى وقت متاخر من الليل
ثم غفوت بعد ان شعرت بألم في رأسي .. وكل جسدي فرأيت في منامي اختى ونجا .. لاول مرة اراها في المنام بعد غيابها كانت ونجا تقف .. قرب النهر وتنحني لتأخذ بعض الماء وتغسلني به .. غسلت به كل جسدي .. وشعري .. وسقتني بعض قطرات الحليب الذي كان معها
ثم .. أخذت بعض من شعر رأسي ورمته في النهر .. المتني فروة رأسي .. فجفلت .. حينها افقت على صوت أمي . ووجدتها تصيح .. وتصرخ لم اعرف ما يحدث الا حين جذبتني وخرجنا .. من الكوخ.. كانت الاكواخ تحترق .. وصياح الاهالي في كل ناحية رأيت كوخ اخي جاجا تلتهمه النيران .. فزغت وسألت امي .. هل جاجا بخير ؟! اسكتني امي .. ثم جذبتني خلف الشجرة الكبيرة.. حيث انضمت الينا ويبي واطفالها وزوجة جاجا التي كانت حاملا لم اعرف ما يحدث حقاً والنيران تأكل كل شيء.. صرخات تتعالي في السماء وحراب تتطاير هنا وهناك .. امي كانت قلقة ومرعوبة قالت امي ان الشجار بدأ منذ ساعات وكان بعيدا قرب الجبل ثم سرعان ما وصل الينا .. حيث انضم جاجا و يوك الى المقاتلين حمدت الله ان اخي ادي لا زال في رحلة صيده بعد لحظات ظهر اخي بوبا .. وارشدنا الى طريق لم تصله النيران بعد.. زحفنا على بطوننا تحت الاشجار المتدلية
بوبا كان غاضبا جدا لان جاجا منعه من الذهاب للقتال معهم بسبب ذراعه الواحدة مضينا نسلك الطريق المؤدي للنهر ولكننا اضطررنا ان نسلك الطريق البعيد حتى لا تصلنا النيران المشتعلة
حين وصلنا .. النهر كانت الشمس قد ظهرت تماما .. انضم الينا الكثير من النساء الاخريات والكثير من الاطفال وبعض كبار السن من الرجال كان اخي بوبا يرشد الناس ويدلهم على الاماكن الآمنة والتي لا تتطأها النيران التي يقذفها الاشرار من رجال القبيلة الاخرى التي غزت اكواخنا وسلبت ابقارنا .. مضينا ذلك النهار بلا طعام والاطفال الجياع صاروا يبكون وثمار الاشجار الجافة لم تعد تكفهم بوبا ذهب لتفقد الاحوال ولم يعد بعد ظللنا نبحث عن مكان تحت الاشجار لننام فيه ليلتنا تلك ولكن صوت الاطفال الجياع كان مؤلماً
اقترح احد الرجال ان نجد طريقة لنصطاد الاسماك ريثما يعود بوبا .. راقت الفكرة للكثيرين ولكن لم نكن نملك ادوات الصيد طلبت ان يسمحوا لي بالعودة للاكواخ حيث هناك بعض معدات الصيد التي كان يستخدمها اخي جاجا رفضت امي وصرخت في وجهي ولكني حين نظرت للاطفال لم اعد اخشى الذهاب الى هناك
قنعت امي انني سأتسلل كالفهد .. وان لم أجد المكان آمنا سأعود على الفور ولكنها رفضت ومنعتني احد رجال قبيلتنا قال انه سيذهب وحده ويتسلل خلف الاكواخ وربما سيبحث عن بوبا ويعودا سويا خلعت بعض النسوة الملاءات التي يلفن بهن اجسادهن وربطها الرجال ما بين الشجيرات .. حتى ينام عليها الاطفال في تلك الاثناء خرج الرجل واسمه ابدولاي نحو قريتنا التي تركناها خلفنا وفكرت ان امضي خلفه واساعده في الحصول على ادوات الصيد سار ابدولاي بين الاشجار بحذر فتسللت خلفه وسرت على بعد خطوات قليلة كان المكان حالك الظلام. وبالكاد كنت ارى طريقي .. ولولا ان القمر كان يرسل ضوئه عبر الاشجار العالية ما استطعت ان ارى الطريق امامي ..
يتبع ...
|
|