اليوم نرفع راية استقلالنا

اليوم تمر علينا الذكري 56 لاستقلال البلاد و بهذه المناسبة لابد لنا ان نقف اجلالا وعرفانا لابناء وبنات الشعب السوداني الذين حققوا لنا استقلالنا
بعد جهاد وكفاح طويل ضد الاستعمار البريطاني
والذي تحقق نتيجة لثمرة الجهود المتواصلة لجدودنا حيث شهدت البلاد اول حركة احتجاجية ضد الاستعمار في العام 1899م
في قرية الشكابة وكان يقودها الخليفة شريف وابناء الإمام المهدي
وفي عام 1900م جاءتمرد جنود الكتيبة 14 السودانية والذين اعتقلوا بعض الضباط الانجليز
ثم جاءت ثورة الحلاويين التي قادها الشهيد البطل عبد القادر ودوحبوبة الذي يعتبر اول ثائر سوداني ينفذ فيه الانجليز حكم الإعدام شنقاً
وتلا ذلك مقاومة السلطان علي دينار للحكم الانجليزي وقد كان محافظا علي استقلال دارفور حتي عام 1916 وقد ابلي بلاء حسنا
في مقاومة المستعمرين ولكنه انهزم بسبب السلاح الناري وعلي اثر ذلك احتلت القوات البريطانية الفاشر
ثم صدرت مجلة حضارة السودان وتكونت جمعية اللواء الابيض والتي اشعلت ثورة 1924
وبعد ذلك جاء تأسيس مؤتمر الخرجين ,وبفضل قيادته للحركة الوطنية جاءت اتفاقية الحكم الذاتي في عام 1953م
وشهد ذات العام اجراء أول انتخابات في تاريخ البلاد وتم علي اثرها انتخاب اول مجلس نواب سوداني
وفي يناير 1954م تم انتخاب الزعيم الأزهري كأول رئيس لمجلس الوزراء السوداني والذي حقق الجلاء والسودنة
الي ان جاء يوم 19ديسمبر 1955 م وفي جلسة تاريخية خالدة قدم عضو البرلمان عن حزب الامة السيد عبد الرحمن دبكة
اقتراحا بان يتم اعلان الاستقلال وبعد اجازته بالاجماع بواسطة السادة النواب
اعلن الزعيم سماعيل الأزهري استقلال السودان من داخل البرلمان
وقد اصبح السودان دولة مستقلة في يوم 1يناير 1956
وبعد كل هذه السنوات ال 56 مازالت البلاد لاتستقر علي دستور
وقد انفصل عنها الجنوب في العام الماضي ومازالت الحروب الاهلية مستمرة
ومازال الاستقلال الاقتصادي مفقودا ومازالت التدخلات والمؤامرات الخارجية تلقي بظلالها علي الاوضاع في البلاد
ومازالت الحركة السياسية متخلفة عن توحيد السودانيين حول اهداف قومية جامعة
ومازلت كثير من القضايا الوطنية الكبري معلقة حتي الان
و مازال الخلاف والشقاق والعمالة والارتزاق امراضا تسعي في المجتمع السوداني والذي عجز حتي الان من اكمال مطلوبات الاستقلال
ولكن ورغم هذه العلل التي ذكرناها او التي لم نذكرها يبقي لهذه الذكري العطرة للاستقلال
عبقها ورونقها وتجلياتها المتجددة والخالدة في وجدان الشعب السوداني
والتي تلهمه كل يوم اشواق التحرر والانعتاق حيث مازالت الجموع السودانية تحلم باكمال استقلالها
وهي تغني وتنشد عزة في هواك
وبلادي انا وواجب الاوطان داعينا
وياوطني العزيز وجدودنا زمان وانا سوداني انا
ويابلدي ياحبوب والفينا مشهودة و لن يفلح المستعمرو ن
و مرحبتين بلدنا حبابا ويا غريب يلا لي بلدك
واليوم نرفع راية استقلالنا

كل عام وانتم جميعا بالف خير