صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي

صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي


08-20-2011, 11:30 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=380&msg=1325046584&rn=50


Post: #1
Title: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-20-2011, 11:30 AM
Parent: #0


"حملَ العُودَ المُرِنَّا
وامتطى مُهراً جموحاً،
وتغنَّى .....
بينَ غاباتِ النخيلْ:
غِبتَ عنَّا
لم تعُدْ،
عادتْ عصافيرُ الأصيل
غِبتَ عنَّا
أيُّها الطِفلُ الجميل ......"

Post: #2
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-20-2011, 11:47 AM
Parent: #1

هو الموت يسعى الينا بلا قدم..
في الدجى والنهار
ولدنا له ناضجين استدرنا له..
فلماذا البكاء، أتبكي الثمار..
إذا اقبل الصيف يحقنها في الخلايا
بنار الدمار

Post: #3
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-20-2011, 12:14 PM
Parent: #2

كلمات شعري لم يجئ يوما ًبها أنبيقُ ساحر
تلك القوارير القديمة لم أهجنها ولا تلك المباخر

Post: #4
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-20-2011, 12:33 PM
Parent: #3

وسط حضور كبير أقام نادي الرياض الأدبي مساء الأربعاء 18 رمضان 1432هـ الموافق 17 أغسطس 2011م أمسية أدبية سودانية بعنوان: (تأملات في العودة إلى سنار) للشاعر د. محمد عبدالحي في الذكرى الثانية والعشرين لرحيله وبمصاحبة معرض تشكيلي سوداني على هامش الأمسية
شارك فيه من التشكيليين كل من: عبدالله الفكي، نجاة عثمان، شمس الدين آدم بشارة ومنى عثمان.

في بداية الأمسية تحدث الدكتور/ عبدالله الوشمي – رئيس النادي مرحباً بالحضور وقال: نسمع عن السودان ونتابع أخبار السودان ونتحدث عن السودان وها نحن اليوم نسمع السودان عبر سياق أدبي شعري من خلال الحديث عن رائد عربي كبير، وقد سبق أن احتفلنا في هذا النادي بالشاعر مصطفى سند والشاعر عالم عباس، نتمنى أن نمنهج هذه العلاقة بشراكة للقاء شهري، فرغم أن النادي قد دأب على إقامة الأيام العربية والأجنبية فقد لاحظنا أن النشاط السوداني هو الأكثر حرصاً ونشاطاً وتميزاً من خلال تثمين قيمتيّ النبل والوفاء للمبدعين.

سعيد بإسمي واسم مثقفي هذا البلد أن نسعد بالثقافة السودانية وشكراً للأستاذ محمد عبدالجليل والدكتورة شيراز عبدالحي والشاعر نصار الحاج على تنسيقهم المميز لإنجاح هذه الفعالية.

Post: #5
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-20-2011, 01:11 PM
Parent: #4

awashmi1.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


الدكتور / عبدالله الوشمي - رئيس النادي الأدبي بالرياض
وهو يلقي كلمته في بداية الأمسية

Post: #6
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-20-2011, 01:30 PM
Parent: #5

بعد كلمة د. الوشمي مباشرة قرأت د. شيراز عبد الحي إبنة الراحل الدكتور محمد
عبدالحي النشيد الأول من قصيدة العودة إلى سنار .. وظلت تشارك بين كلمات
المشاركين بقراءات مقاطع من قصيدة (ملحمة) العودة إلى سنار .. وقد
جاء فيما قرأت:

الليلة يستقبلني أهلي:
خيلٌ تحجل في دائرة النار،
وترقص في الأجراس وفي الديباج
امرأة تفتح باب النهر وتدعو
من عتمات الجبل الصامت والأحراج
حرّاس اللغة ـ المملكة الزرقاء
ذلك يخطر في جلد الفهد،
وهذا يسطع في قمصان الماء
===============================


shiraz1.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


د. شيراز محمد عبدالحي .. وهي تلقي على الحضور
مقاطع من العودة في بداية الأمسية



========================================================
قام المصور المبدع أحمد آدم موسى بتوثيق الحفل، ونعتذر عن خطأ حدث
أن لم يقم أي منا بتنبيه الأستاذ أحمد للمعرض التشكيلي المقام في
الصالة الخارجية للنادي .. شكراً أحمد آدم موسى على مثابرتك الصارمة
على توثيق فعاليات الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون

Post: #7
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-20-2011, 01:33 PM
Parent: #6

بعد كلمة د. الوشمي تولى محمد عبدالجليل إدارة الأمسية .. وقال:

بإسم الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون يسعدني أن أرحب بالحضور الكريم من الإخوة والأخوات في هذا المساء الرمضاني العبق وشكراً للمملكة العربية السعودية – شكراً لمدينة الرياض .. شكراً لنادي الرياض الأدبي .. شكراً للدكتور عبدالله الوشمي، الذي أغناني بكلمته عن كثير وعبّر عن بعض ما كنت أود قوله بأحسن مما كنت سأفعل، فقد كنت أرى أن علاقة الجمعية بالنادي لا تكفي فيها شكراً ، وقد ظللنا في الجمعية نتابع نشاطات نادي الرياض الأدبي وما يقوم به من جهد ثقافي عالي القيمة ودعواته للعديد من رموز الأدب والثقافة والفن ليس من المملكة العربية السعودية أو البلدان العربية فحسب بل من جميع أنحاء العالم لإثراء نشاطاته من منطلق أن الثقافة تزدهر بالتعدد، وظللنا نتناول نشاطات نادي الرياض الأدبي عبر منتدياتنا الثقافية السودانية بتقدير كبير .. وظل حظنا من إستضافة النادي للفعاليات السودانية كبيراً ومقدراً ، استعير هنا ما قاله شاعر سوداني:
لو قلت شكرا لا تفي وقولاً يعبر ماهو في
ولننتقل من كلمات الشكر لندخل في دائرة المساهمة الفعالة في أنشطة النادي، لا سيما وأن النادي بالإضافة إلى فعالياته في مجالات الأدب والثقافة والفكر لديه أيضاً نشاط ثر في مجال إقامة الدورات التدريبية في: اللغة العربية، الكمبيوتر، التصوير ، التحرير .. وغير ذلك، وأنتهز هذه الفرصة لأدعو الإخوة والأخوات الحضور لتسجيل أسمائهم لتصبح جزءاً من قاعدة بيانات النادي وسوف تصلهم الدعوات لكل الأنشطة والدورات التي يقيمها النادي كما أعرف أن هنالك العديد من الإخوة المتخصصين في المجالات التي تشملها الدورات التي يقيمها النادي الأدبي بالرياض وبإمكانهم المشاركة كمدربين عبر التنسيق مع إدارة النادي.

موضوعنا اليوم: تأملات في العودة إلى سنار للشاعر الدكتور محمد عبدالحي:
ومن حق الحضور وبالأخص من الإخوة والأخوات غير السودانيين معرفة سنار؟ وماذا تعني العودة إليها؟ ومن هو محمد عبدالحي؟ ..

محمد عبدالحي محمود
الميلاد الخرطوم 11 يناير 1944م
- بكالوريوس آداب جامعة الخرطوم 1967
- ماجستير الأدب الإنجليزي جامعة ليدز 1970
بعنوان الملاك والعذراء The Engle and the Girl
- دكتوراة الآداب المقارنة جامعة أكسفورد كلية برزنوس 1973
بعنوان :
The Effect of English and American Literature on Arabic Romantic Poetry
التأصيل والتأثير الإنجليزي والأمريكي في الشعر العربي الرومانسي
قامت بترجمتها رفيقة دربه الأستاذة عائشة موسى السعيد وهي حاضرة هنا هذا المساء وستكون أحد المتحدثين، وقد أنجزت هذه الترجمة بعد وفاته مباشرة وفي ظروف بالغة التعقيد لتتيح لقراء العربية والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي عملاً أدبياً إبداعياً كبيرا لرجل كبير ويؤمل أن تأخذ هذه الترجمة طريقها لدور النشر قريباً إن شاء الله.
عملت الأستاذة عائشة موسى السعيد أستاذة للترجمة بجامعة الملك سعود من سبتمبر 1990 حتى العام 2003م حيث أحيلت للمعاش وواصلت العمل في جامعة الأمير سلطان قسم اللغة الإنجليزية / الترجمة حتى سبتمبر 2008م، وعادت للسودان وقد تم اختيارها عضواً في لجنة أمناء جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي، وهي أيضاْ رئيس لجان التحكيم لجائزة غادة للإبداع الكتابي للشباب من سن 14 – 18 سنة.

عمل د. محمد عبدالحي.
- أستاذ مشارك جامعة الخرطوم
- رئيس قسم الترجمة – جامعة الخرطوم
- مدير عام مصلحة الثقافة السودانية بالانتداب 1976
أب لأربعة: وضاح/شيراز/محمد المعتز وريل
توفى – يرحمه الله - بمستشفى سوبا الجامعي بالخرطوم مساء الأربعاء
23 أغسطس 1989م

وقد أنجز عبد الحي خلال حياته القصيرة العديد من الأعمال الشعرية:
العودة إلى سنار : قصيدة طويلة من خمسة أناشيد (ديوان) نتأملها الليلة
السمندل يغني – صدرت عن مصلحة الثقافة 1977م
معلقة الإشارات – عن مصلحة الثقافة 1977م
حديقة الورد الأخيرة : عن دار الثقافة وشركة رانيا عام 1984م
رؤيا الملك (مسرحية شعرية) منشورات نادي المسرح السوداني 1989م
الله في زمن العنف – دار جامعة الخرطوم للنشر عام 1991م

بالإضافة لأعماله الشعرية أنجز محمد عبد الحي العديد من الدراسات والكتابات النقدية نذكر منها الرؤيا والكلمات التي كرسها لقراءة شعر التجاني يوسف بشير وأقنعة القبيلة وهو عبارة عن شعر أفريقي مترجم، الأسطورة الأفريقية صدرت في القاهرة و Conflict and Identity الصراع والهوية .

منذ أن نشرت العودة إلى سنار في العام 1963 ظل عبد الحي يشتغل عليها حتى أصبحت توجد منها عدة نسخ وقد حظيت العودة بكثير من الدراسات الجادة كتبت بواسطة نقاد سودانيين أو عرب ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر: أحمد الأمين أحمد /مجذوب عيدروس/نجاة محمود/ سلمى خضراء الجيوسي/عبده بدوي/ وسيد أملس وغيرهم .

وقد قال عبد الحي عن وقفاته الطويلة وتعديلاته على العودة إلى سنار:
" لقد أصبحت هذه القصيدة مركزاً جاذباً لقواي الشعرية، إذا لم أتخلص منها ستظل تجتذبني وذلك مضر".

في ستينيات القرن الماضي ظهر في السودان ما عُرف بمفهوم الغابة والصحراء أو مدرسة الغابة والصحراء كما يفضل البعض، ومن أعلام تلك المدرسة الشعراء محمد عبدالحي /محمد المكي إبراهيم/النور عثمان أبكر وغيرهم وقد كتبوا شعراً جديدا من حيث الشكل والمحتوى عبروا من خلاله عن مشكل الهُوية، في بلد متعدد الألسن والسحنات والمعتقدات. الجدير بالذكر أن محمد عبدالحي قد كتب وأبدع الشعر العمودي ، والتفعيلة ، وقصيدة النثر وظل رافضا لفكرة تصنيف تجربته الشعرية ضمن مجموعة الغابة والصحراء، وربما كان أشد نفي صادر عن كونه لا ينتمي للجماعة الغابة والصحراء هو ما جاء في رده على مقال كتبته الناقدة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي عن العودة إلى سنار .. قال:
"الأمر عندي هو أنني لست شاعراً من شعراء الجماعة فأنا أتكلم
بصوتي الخاص بي، أعمقه وأثقفه حتى يتزاوج فيه الخاص بالعام،
والعام عندي هو تجربة الإنسان الواحدة المتكررة الباطنية الأعمق أو
الأعلى من الزمن ؛ التي لا تتغير في جوهرها بل تتشكل في أشكال
جديدة في كل عصر".
==========================================================
يصاحب هذه الأمسية عرض تشكيلي أبدعه كل من:
الفنان التشكيلي: عبدالله الفكي
الفنانة التشكيلية: نجاة عثمان
الفنان التشكيلي: شمس الدين آدم بشارة
الفنانة التشكيلية: منى عثمان

فقولوا لهم شكراً ..

ومع كلمة الأستاذة عائشة موسى السعيد .. في محطات عن حياة
الشاعر الراحل محمد عبدالحي فالتتفضل ..

Post: #8
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-20-2011, 01:40 PM
Parent: #7

abdelg.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


محمد عبدالجليل

Post: #10
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-20-2011, 01:42 PM
Parent: #8

كلمة الأستاذة عائشة موسى السعيد أول المتحدثين تحت عنوان : محطات في حياة عبدالحي:
النادي السعودي الأدبي بالرياض منبر تشرفت بالانتساب لعضويته والمشاركة في أنشطته طيلة سنوات عملي بجامعتي الملك سعود والأمير سلطان، وتحت مظلته استمعت وتعرفت على العديد من الأصوات والسير الخالدة لعلامات ثقافية سعودية وعربية وعالمية أثرت وجودي بهذه البلاد الرحبة وقد شرفني النادي بشهادة تقدير اعتز بها.
لذا فأنا احمد هذه السانحة التي هيّأت لي فرصة الشكر والعرفان للنادي الأدبي بالرياض والجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون للحفاوة بشخصي وبالفعالية التي نعتبرها حدثاً هاماً ضرورياً في الأسرة وفي السودان وهاهي منذ سنوات تتجاوز تلك الحدود وباستضافتكم لذكرى شاعر سوداني والنظر في شعره إضافة ثمينة عملية في طريق وحدة الثقافة العربية وما أصدق ما قرأته اليوم لكاتب قال: الثقافة تتعمق بالتعدد .واسمحوا لي في هذه اللحظة أن أحيي أولادي يتابعون هذه اللحظة حفاوتكم عبر الفضاء.

تحدثت كثيراً عن محمد عبد الحي الذي تتحدثون عن شعره اليوم، لكنني ترددتُ هذه المرة في الحديث....
فالمستمع هذا المساء فوق انه استثنائي فقد اقتطع من أمسية رمضانية تأتِ مرة واحدة كل عام ليستمع لامرأة من السودان تتحدث عن زوجها وليشارك في إحياء الذكرى بالاستماع لشعره!
ولكن شهادتي أمام الله وأمامكم أن الرجل يستحق منا أن نسمع ما قال! يستحق سعيكم الذي سأحمله قلادة تزين ما مكنني منه محمد عبد الحي هذا المساء ومنذ أن رحل.
لأختصر حديثي وأنا مدرسة وكثيرة الكلام سأقف فقط في ثلاث محطات تهم موضوعكم هذا المساء والذي يمثل جزء من شعره فرضت علينا تسميته واهتمام محمد به، أن نوفيه حقه من البحث والتفسير. وهو مطولته العودة إلى سنار التي سمعناها من الابنة شيراز والتي تحفظ كل أشعار ابيها.


الأولى:
كنتُ في منتصف الستينات في بعثة بجامعة ليدز البريطانية للتدريب لنيل دبلوم اللغة الانجليزية كلغة أجنبية وبحكم أنني كنت سكرتيرة الجمعية السودانية فقد كُلّفت بمقابلة المبعوث محمد عبد الحي الذي سيحضر لدرجة الماجستير بنفس كليتي فذهبت وصديقتي الكندية لمقابلته بمحطة السكة حديد كما نسميها فجاء من لندن فقابلناه وعشيناه ووجدنا له سكن مؤقت ورجعنا لشقتنا وأصدرنا شهادتنا عنه:
كان رجلاً وسيماً شديد الغرور واسع المعارف عربي الملامح وأضافت الكندية:
But he is a gentleman
وبما أنني إقليمية من غرب السودان فقد رأيته مختلفاً عن الشكل السوداني المألوف (وأمامكم نماذج).
خلال ذاك العام علمت انه شاعر وان ليس له دواوين منشورة إلا أن الشارع السوداني صدح بأنشودته وراء جثمان الشهيد القرشي في ثورة اكتوبر 1964م ..عريس المجد؛ وقد عاصر بليدز الشاعر عبد المجيد حاج الأمين رحمه الله فكان معظم من يستمعون لأمسياتنا الشعرية يصفقون لعبد المجيد ولا يعبأون لما يقوله عبد الحي إلا قلة منهم فقط فلم تكن الآذان قد سمعت هذا الصنف من القصائد.
كان يُطلب منه القراءة وبعد إلحاح يقف ليقرأ واحدة من قصائده التي تشبه الهايكو الياباني في قِصرها ودلالاتها الرمزية الغريبة في معظم الأحيان مثل:
الحمامة الخضراء:
وتخرج الحمامة الخضراء
من جسد القتيل
تنوح في حديقة النخيل
أو
الحواس الخمس:
مغسولة كل الحواس فارحلي مع الطيور
يا ررحُ حرةً فإن مطر الصباح أيقظ الجذور
بين صخور الزمن المهجور
أو
الشجرة الأخيرة:
تستيقظ كل الدروب
بين الدم والثور
للشجرة المشتعلة
تضيءُ في الفجر مثل النسر

وكان في ذلك الوقت يدور الجدل حول الشعر الحديث والشعر الملتزم بالبنية الشعرية التقليدية وقصيدة النثر وغير ذلك..
عموماً انتهى العام بأن غيّرت رأيي كقارئة للشعر والآداب بأن محمد عبد الحي يتحدث عن أشياء سابقة للعصر الذي نعيشه.

كانت رسالته للماجستير عن شاعر اسكتلندي إدوين موير- فُتحت له أبواب واسعة من خلال أستاذه وكان شاعراً هو الآخر لمقابلة والاضطلاع على الكثير من الشعر الأوروبي المعاصر وقام بعدة ترجمات من الانجليزية والفرنسية التي تعلمها خصيصاً لقراءة الشعر الفرنسي. فقد كان تخصصه الآداب المقارنة. وجُبنا أصقاع اسكتلنده وشمال انجلترا بعد ذلك إلى أن التقى زوجة موير وهي على فراش الموت تقريباً وأظنها رأت فيه البطل الأفريقي الذي رآه قومها فينا فاتحفته بما سماه كنوز من المعارف.
حصل علي درجة الماجستير في الفلسفة بتوصية الترفيع للدكتوراة الا انه آثر الانتقال إلي كلية برايزنوس بأكسفورد وكان قد جاءه القبول قبل إجازة الماجستير وحرر رسالته في كتاب باللغة الانجليزية أسماه:
The Angel and the Girl العذراء والملاك
لم يجد حظه من النشر بعد.

الثانية:
كانت دراسته في أكسفورد والتي جمعت بين الدراسة الأكاديمية والاجتهاد الفكري الثقافي الأدبي و الفني والرياضي .. كان يجتهد باللقاء برموز وشباب كل هذه المجالات ونشط إنتاجه الأدبي فنُشرت له عدة مقالات في دوريات عالمية ولم تكن سنار تشغله في هذه الفترة وكأنها بلغت سن الرُشد لديه فاحتفظ بها في ملفِ قصي. كان أستاذه البروفيسور مصطفى بدوي فارتبط نشاطه بمدرسة الدراسات الشرقية التابعة لسانت انتوني للدراسات العليا باكسفورد فشارك في كتابة ومراجعة عدد من المعاجم والقواميس وانتهت الدكتوراة بتشخيص حالة ضيق الصمامات وضرورة العملية التي حال دونها إضراب عام في مستشفيات انجلترا فسافر رافضاً الانتظار .
وانتقت جامعة أكسفورد لتُحرر للنشر ونشرتها ايثاكا برس وموضوعها تأثير الأدب الأمريكي والانجليزي على الشعر الرومانسي العربي، نُشرت بالانجليزية وطلب مني محمد ترجمتها ورغم أنني لم أكن قد ضلعت في الترجمة في ذلك الحين أو شغلتني ظروف المرض والعمل والعيال فقمت بالترجمة خلال شهور العدة الأربع وظلت تنتظر من ينقحها وهي الآن تحت يد الدكتور عبد الله علي إبراهيم للتحكيم والنشر إن يسر الله.
أعقب عودته نشاط زائد لأجل الاستقرار وقد أصبحت له أسرة والعمل العام والبلد في حالة حراك وتأسيس قسم الترجمة بجامعة الخرطوم ثم رئاسة قسم اللغة الانجليزية والانتداب لإدارة مصلحة الثقافة والتي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير..
فقد أنجز للثقافة والمثقفين أعمال عديدة بدأت البناء لسياسات ثقافية معافاة لو وجدت من يتفهمها: مثل مراكز ثقافة الطفل وتطوير العمل المسرحي وتفعيل دور التشكيليين في المجتمع ومعهد الموسيقى والمسرح والأكروبات والفرق الشعبية وفتح المراكز الثقافية الإقليمية والملحق الثقافي للصحافة الذي ابرز الوجه الأدبي بشعره ونثره ونقده وبدء تقليد المهرجان الثقافي والذي دعى له رموز لامعة للآداب والفنون كان من ضمنها الوفد السعودي وأذكر أن جاءت ضمنه الدكتورة فاطمة عميدة كلية البنات بجامعة الملك سعود.
وتخلل كل هذا حرباً ضدية شرسة تستنكر تعامله مع السلطة العسكرية أو هذا أو الآخر من الأحزاب السياسية.
وبالفعل كانت فلسفة محمد أن تستخدم الوسائل المتيسرة المشروعة والمتاحة لتحقيق الأهداف الكبيرة لبناء الأمة ثقافياً وأن الطاقة الكبرى الكامنة التي يجب استغلالها لإحياء الثقافة السودانية هي التعدد والتباين العرقي بلا خدش لأصالته ولا إهانة أو مسخ لجذوره فهو الدانة التي تحتوي تفاصيلها على هوية أهل هذا البلد وإغفالها يؤدي إلى شتات لا مفر منه.
ومن منظوره أن صهر أو ربما مزج أصح هنا، هذه الثقافات المتعددة في سنارِ واحد يُثبت وحدة التراب الذي نمت فوقه هذه النخلات المتحدة الجذور والسوق المتعددة الفروع والتي يشير اليها قوله:
عربيٌ أنت؟......لا- - من بلاد الزنج؟......لا- - أنا منكم تائه جاء يغني بلسان ويصلي بلسان.

الثالثة:
سمعتُ في التعليق على شعر محمد عبد الحي انه كان متأثراً بالثقافة الغربية.
نحن في بلاد ما أُطلق عليه العالم الثالث رغم أولويته في ما يهمنا، نصنف التحضُر والتأخر حسب الملبس والمأكل و المشرب والمظهر وكان محمد يهتم كثيراً بمأكله وملبسه فأجرى عليه المجتمع ذات المقياس الذي استخدمناه أنا وزميلتي الكندية. خاصة وان إجادته للانجليزية لغة وآداباً عميقة الظلال وقد عزى البعض ذلك لطول إقامته هناك إلا أن هذا غير صحيح فهو ذات الشخص الذي التقيته في الستينات وفارقته في الثمانينات. وقد أثرت في نمط حياته وشعره وسلوكه أشياء أخرى ربما يتحدث عنها احد الأخوة هذا المساء .
هو الشيخ المتبحر في فتوحات محي الدين بن عربي والطبقات وماشابه الفصيح اللسان الدارس بعمق فقه اللغة والذي لا يقبل الخطأ اللغوي من طفل وكأنما أراد الله أن يمتحن هذه القدرات إذ فُلج محمد في عام 1980م وفقد النطق تماماً والحركة في الجانب الأيمن إلا انه بإصرار أسطوري استعاد من القدرات ما مكنه من الحياة الطبيعية رغم رأي الطب في الإصابة؛ ظل يكتب باليد اليسرى والتي كان قد روضها للكتابة قبل المرض ساخراً بنفسه إذا أصابه مكروه .
واستطاع أن يقدم ورقة وهو بعد في فترة النقاهة بأكسفورد عن الشاعر شيللي والعرب لمعهد الدراسات الشرقية كُنت اقرأ عنه ويحاول الشرح والإجابة على الأسئلة مستعيناً بالإشارات وقد كان جهداً خارقاً يستحق التصفيق الداوي والتهاني التي أعقبته.
ومن الأصدقاء المقربين في ذلك الحين والذي قد يكون حاضراً تلك الندوة الأخ الدكتور علي جاد والذي لن أنسى فضله إذ جاء خصيصاً من الرياض لعيادة محمد بعد العملية بلندن فليت تحياتي تصله وأسرته هذا المساء.

كان محمد في تلك الفترة يرى منامات كثيرة منها انه رأى البوصيري على حماره وقال له شيئاً ما وكان قد فرغ من قصيدته التي أسماها معلقة الإشارات: قصيدة نبوية في مقام الشعر والتاريخ وفيها الرد على من ظنوا أنهم رأوا في شعره نكهة شعراء الانجليز وقد جاءت الإشارات وفقاً لترتيب الأنبياء :
إشارة آدمية: بالأسماء ،نستدعي العالم من فوضاه؛ البحر. الصحراء. الحجر. الريح. الماء. الشجر. النار. الأنثى والظلمة والأضواء.
وإشارة نوحية؛ وإشارة إبراهيمية؛ وإشارة موسوية؛ وإشارة عيسوية؛ وإشارة محمدية:
فاجأتنا الحديقة انعقدت ورداً وناراً في قلبها الأضواء..والخيول النورية البيضاء..والطواويس نشّرت في بلاد الصحو ريشاً مُنسّجاً.. كل شئ في غصون الحقيقة..آس نارِ وموجةٌ في بحارِ عميقة
وكان مسكوناً بالهوية والشأن السوداني كثير التنقيب عن كل ما كُتب فيه وقد جمع عددا من المخطوطات نعكف الآن على ترتيبها ووضعها تحت يد من يفقه أمرها.
عاد هاجس سنار ينام به ويصحو ولولا قصر نظري في أمور الشعر وتحليله لجزمت انه نثر ما قاله في سنار في كل قصائده الأخرى فقد كان يعتبرها الرسالة التي يود توصيلها وقد اكتملت. فرفض المجموعات الباكرة من شعره وقال انه أحرقها إلا أن بعض أصدقائه مازالوا يتحفوننا بشذرات منها آخرها طرحها اليوم الدكتور عبد الرحمن الخانجي والذي كان على صلة وثيقة بمحمد. وقد تستطيع الابنة شيراز قراءتها إذا سمح الوقت رغم أنها لم تُوثق بعد.
ومن حرصه على سنار تركها وديعة لدى دار الوثائق السودانية وأوصى بفتحها بعد عشر سنوات من وفاته. وفعلاً ذهبت وابني وضاح لفتحها وأنا أمني النفس بثروة تعينني على تربية العيال فإذا بها تخصكم فقد كانت خمس مسودات لسنار تقاربت في لغتها ومحتواها واختلفت في نظمها ومازالت الوديعة طرف دار الوثائق وهي متاحة للبحث.
في عام 1987 وهو يزورني في مدينة مانشستر حيث ابتعثت لإكمال الماجستير فقد ذات أمسية الحركة تماماً ثم استعاد النصف الأعلى. وكما كان يقول ضاحكاً كعادته :خرجت من السودان على اثنين وعُدت على أربع.
وعلى تلك الأربع باشر حياته العادية بجامعة الخرطوم إلى أن فارقنا ذات أربعاء.
فانطفأ النور الذي لدربنا أضاء.
رحم الله عبده محمد عبد الحي ابن الحاجة عزيزة
والحمد لله رب العالمين.

Post: #9
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: عبدالله ود البوش
Date: 08-20-2011, 01:40 PM
Parent: #7

محمد عبدالجليل
سلام وتحية
.
.
نلومك الما وريتنا ولا نلوم روحنا الماقرينا؟

كانت جديرة بالمشاهدة
ولكن
.
.

الجفلن خلهن اقرع الواقفات

Post: #11
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: خالد المحرب
Date: 08-20-2011, 01:49 PM
Parent: #9

كانت ليله فيها شرح وافى من المتداخلين لشعر د عبد الحى
وهو يجسد الهويه السودانيه بكل تفاصيلها التى لايعرفها
الا القليل من اخوانا العرب شكرا الاستاذه عشه موسى
على المداخله الجميله التى بديتى بها من اول حب
ان فارق عبد الحى هذه الدنيا شكرا اخونا عبد الجليل

Post: #12
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-20-2011, 02:04 PM
Parent: #9

lawha.JPG Hosting at Sudaneseonline.com




asha2.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

الاستاذة عائشة موسى السعيد وبجانبها إبنتها د. شيراز قبيل أن تبدأ كلمتها

Post: #13
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-20-2011, 02:09 PM
Parent: #9

الحصان الذي يصهل في الهزيع الأخير
ربما دعوة لإكتشاف المصير



في إنتظار بقية الصور ونواصل ..

Post: #14
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-20-2011, 02:22 PM
Parent: #13

group.JPG Hosting at Sudaneseonline.com



جانب من الحضور ويظهر في الصف الأمامي من اليسار د. الوشمي رئيس النادي
الشاعر محمد مدني/ الصحفي اسماعيل محمد علي /الصحفي عمر أبوراس الاستاذ
محمدا لسحيمي/الاستاذ أسامة يس كما يظهر في أقصى يمين الصورة الشاعر/
محمد جميل أحمد

Post: #15
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-21-2011, 10:21 AM
Parent: #14

aishas.JPG Hosting at Sudaneseonline.com



الأستاذة/ عائشة موسى السعيد تلقي كلمتها (أعلاه) محطات في حياة
عبدالحي وبجانبها شيراز ويظهر في الصورة حفيدها معتز حاتم

Post: #16
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-21-2011, 10:24 AM
Parent: #15

osmkar.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


جانب من الحضور ويظهر في مقدمة الصورة الدكتور كرار التهامي
أمين عام شئون جهاز المغتربين وبجانبه البروف عثمان الحسن محمد نور
رئيس الملتقى الثقافي السوداني الإجتماعي الرياضي بالمملكة

Post: #17
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-21-2011, 10:31 AM
Parent: #16

بعد كلمة الأستاذة عائشة موسى السعيد التي أسعدت الحضور بإنسيابها
الشفاف على السليقة تحدث الشاعر محمد مدني - تأملات العودة إلى
سنار .. والتي سترد لاحقاً:



madanis.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


الشاعر محمد مدني - أثناء حديثه تأملات في العودة إلى سنار

Post: #18
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-21-2011, 11:29 AM
Parent: #17

من يا ترى يمنحني
طائراً يحملني
لمغاني وطني
عبر شمس الملح والريح العقيم
لغة تسطع بالحب القديم


بعد ذلك تحدث الشاعر محمد مدني وقال:

التحية للحضور وأتشرف بالمشاركة للمرة الثانية في هذا النادي سبقني أخي محمد عبدالجليل والأستاذة عائشة السعيد الشكر لأدبي الرياض وللجمعية السودانية للثقافة بإحياء الذكرى في هذا المكان ليس فقط لعظمة النادي ولكنها أيضاً تتيح الفرصة لإلقاء الضوء على واحد من رموز الفكر والشعر وسأحاول الالتزام بتأملات في قصيدة العودة إلى سنار.

كون قصيدة العودة إلى سنار تتنسجها دلالات لا تنفك تحيل، و بشكل مركزي، إلى مساءلة مفاهيم الهوية، فهو في رأيي أمرٌ بدهي لا أرى سبباً للملل من تكراره بل ينبغي أن يٌعمل على اختراق أراضٍ جديدة لتأويلات أكثر جسارة وأقدر على محاورتها بانفتاح يتيح آفاقاً أرحب أمام المتلقي.

استخدم عبد الحي في العودة إلى سنار لحماً وسداة لجسد القصيدة تشكل من نسيج انتقاه الشاعر بأناة وحصافة، مستعيناً بإمكاناته الأكاديمية وثقافته الواسعة ليعالق بين مجموعة من المعتقدات والأساطير والحكايات الشعبية والتاريخ والفلسفة، من مختلف المسافات الزمانية، المكانية والحضارية، ولكنه لم يستسلم لشرك جاهزية المعارف الأكاديمية واكتمالها وبالتالي تقريريتها، فأعمل شعرية عالية في البنائين الشكلي واللغوي أنتجت تفاعلاً فذاً بين الإبداعي، المعرفي والفكري في ملحمة شعرية هي العودة إلى سنار.

أسطورة الخلق الرافدية (سومر آشور وبابل) إينوما إليش والتي تعني– عندما في الأعالي- أي هناك في الأعالي عندما لم يكن هناك ما يعرف بالسماء كما لم يكن في الأسفل ما يعرف بالأرض.. لم يكن هناك سوى الغمر أو مياه البدء (المياه الأولى) المتألفة من أبسو (المياه العذبة، تعامة زوجته (المياه المالحة) و ممو (الأمواج)، وباختصار قد يكون مخلاً، نتيجة لتفاعلات وصراعات بينهم وبين نسلهم ابتدأت عملية الخلق والتكون.وظف عبد الحي هذه الأسطورة في مدخله للعودة إلى سنار مع تحوير مركزي (إعادة صياغة) إذ أبقى على مفهوم البداية من الماء، مستفيداً من مرجعية – وجعلنا من الماء كل شيء حي - وغيرها.

تبدأ القصيدة/الملحمة في نشيدها الأول الموسوم (البحر) ومفتتحه (أبصر كيف مر أولُ الطيور فوقنا – ودار دورتين قبل أن يغيبَ، في عتمة النور وفي حديقة المغيب – وكانت الشمس على المياه أمشاجاً من الفوسفور و اللهيب – تغرب من قلب مياه الأفق الغربي – حديقةً وهمية الثمار) إلى أن يصل إلى (ثم رأينا أول الهدايا – ظلَّ وجودٍ دون تحقيقٍ وأمشاج...ورغم إشارة الشاعر في الصفحة 37 من الطبعة المنقحة الصادرة عن دار مدارات في 2010 أن "وجود هذه الإيماءات في القصيدة يختلف عن وجودها في مراجعها" إلا أن قصيدة العودة إلى سنار مثلها مثل أي ملحمة طرزت شعريتها الهامسة/ الصاخبة معاً بصياغات تحويرية لتوليفة جمعت الديني، الأسطوري، الصوفي، الحكاية الشعبية، الطوطم إضافة إلى موجودات الطبيعة البكر من أشجار وجبال وحيوانات من مختلف المسافات الزمانية، المكانية والحضارية.
فهو هنا يفتتح بالمياه (البحر) والشمس التي كانت (أمشاجا على المياه) ثم تحولت إلى حديقة (وهمية الثمار)، ولكنه لا يلبث أن يشير إلى بدايات التكون (ثم رأينا أول الهدايا، ظل وجودٍ "دون تحقيقٍ")..هكذا وبهذه الصيغة التقريرية المباشرة!! فالعبارة لا تقترب بأي شكل من شعرية عبد الحي ولكن ورودها في الطبعة الأخيرة يشير إلى أن الشاعر تعمَّد أن يؤكد على أن القصيدة مفتتح لمشروع لا تحده الأجناس الأدبية والبحثية وأنه مستعد للتضحية بتجليات شعرية(في حدود) في سبيل وضوح طرحه لمفهوم بروز وتطور الهوية.

النشيد الخامس (الصبح) يأتي كخاتمة للقصيدة وهو أشبه بمفتتح لقصيدة أخرى لم تكتب ولكن الشاعر يراها (في ما يرى الشاعر) ، (شجراً أرى وأرى القوارب فوق ماء النهر، والزرّاعَ في الوادي، وأعراساً تقامُ، ومأتماً في الحيِّ، والأطفال في الساحات، والأرواحَ في ظل الشجيرة، في الظهيرة حيث يبتدئ الحديث برنَّة اللغة القديمة) حتى يقول (وتموجُ في دَعَةٍ فلا شيءٌ نشاز، كل شيءٍ مقطعٌ وإشارةٌ تمتد من وترٍ إلى وترٍ على قيثارة الأرض العظيمة).
هذه الصورة الواضحة المعالم المنضبطة إلى حد الكمال هي اليوتوبيا التي يتنبأ الشاعر بأنها ستكون صيرورة ومآل حال أهل المدينة (سنار – السودان) حسب ما تفترضها المكونات والعناصر الواردة في مفتتح القصيدة والأناشيد الثلاثة الأخرى، مع ملاحظة النبرة الجازمة في آخر النشيد الختامي (فلا شيءٌ نشازٌ، كل شيءٍ مقطعٌ، وإشارةٌ تمتد من وترٍ إلى وترٍ على قيثارة الأرض العظيمة) ومقارنتها بمقطع من النشيد الرابع (الحلم) حيث يتساءل في حيرة (حلمٌ، رؤىً وهميةٌ، حقٌ، ماذا أكون بغير هذا الصوت؟ هذا الرمز؟ هذا العبء يخلقني وأخلقه على وجه المدينة؟).
هنا نسأل أنفسنا قراء، متلقين، نقاداً وشعراء (لأننا لا نملك أن نسأل شاعر القصيدة الملحمة الآن) كيف نقرأ العودة إلى سنار بعد قيام دولة جنوب السودان ومع النزوع المتزايد هنا وهناك نحو الهوية المستندة إلى العناصر الأولية (المكونات) وأنا هنا أتحدث عنها من حيث موقعها في المعادلة التكوينية التي يقترحها معظم إن لم نقل كل القراءات لقصيدة العودة إلى سنار؟
==============================================
بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه فقد تضمنت تأملات مدني في العودة إلى سنار:

عبدالحي يتعامل مع تساؤلاته هو نفسه مع إشكال الهوية ولا يجيب على سؤال الهوية بل يلقي عليه الضوء عبر أسئلة نوعية دون أن يجيب عليها .. كأنه يعطي الناس خيارات.

حاول البعض أن يخرجوا بالعودة إلى سنار لأكثر من موضوع الهوية ولا بد لمثل عبدالحي لمظان أخري ما بين نشيدي البحر والصبح أن يستعرض كل قدراته الإبداعية مستعينا بمخزونه الثقافي الغزير واستفادته من تبحره في علوم الدين الإسلامي وثقافته الشاملة واستخدامه المحكم للأسطورة، ويجب ألا يغيب أن عبد الحي كان حينها في شرخ الشباب .

استفاد عبد الحي من جملة من المعتقدات وثقافته على كل المستويات والفكرة المركزية ربط كل هذا بالأسطورة .

الأتون الذي اعتملت فيه القدرات الشعرية لعبد الحي وتركيزه على مركزية سنار كبوتقة لفهمه للإنسان السوداني.

أعتبر أن العودة إلى سنار هي مفتاح في مسألة الهوية وسؤالالهوية بكل تعقيداتها وتعقيداته

Post: #19
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-21-2011, 12:14 PM
Parent: #18

كان برنامج الأمسية مخططاً لتكون المداخلة التالية حول
تأملات في العودة إلى سنار للشاعر/ نصار الحاج، يليـه
الشاعر محمد جميل، ونظرا لضيق الوقت المخصص للندوة
وهو ساعتين ونصف ووجود عدد من طالبي المداخلات استأذن
محمد عبدالجليل الحضور في أن تتاح الفرصة للمتداخلين
من الحضور بإعطاء ثلاثة دقائق لكل منهم.. وبعد نهايـة
المداخلات تتواصل المساهمات الرئيسية في موضوع الندوة
فيما يتبقى من وقت.

ثم فتحت الفرصة للحضور للمداخلات الثرة : فكان أولها

د. شريفة العبودي:

جئت من أجل أستاذتي التي أحببت وعاصرت في جامعة الملك سعود – الأستاذة عائشة موسى السعيد
التي أطلعتني وفاجأتني بهذه الشخصية الشاعرة الفذة الدكتور الشاعر محمد عبدالحي.

من خلال تعاملي مع الأستاذة عائشة لاحظت أنها تترك لمن يتعامل معها مساحة أن يتصرف أن يفهم
ويؤول فلا تتحكم أو تدير الدرس كما تهوى...بل تفتح الذهن لمزيد من الأسئلة فتزرع في
الطالبات شغف التعلم والمعرفة والمنافسة...لا أدري أيهما أثر على الآخر عبدالحي على
عائشة أم العكس؟
وهل يقودنا هذا السؤال إلى المقولة المعروفة بأن وراء كل
عظيم امرأة؟...فلها الاحترام والتقدير على دعمها له وعلى هذا الوفاء الذي يجعلنا نراه
بعد 22 عاما من رحيله ...ما زالت تتحدث عنه كما سمعنا ومازالت تذكره وتبكي....
فأي وفاء هذا..؟!

الأستاذ/ محمد السحيمي:...
نحن رأينا فى هذه الندوة اليوم لمحات من شخصية محمد عبدالحي المبدع والمفكر ومحمد عبدالحي الشخص (الإنسان)....فرأينا الكثير من الاثنين...

ثم قال مداعبا : تجربة الأستاذة عائشة هي مشروع رواية بديعة مثل "معك" لسوزان طه حسين وأقترح أن
تسمى روايتها " الحب من أول تصفيقة "!!.

كنت أقول دوما بأن الشعر العربي كتب ليغنى...فهو مموسق معظمه مقفى ويصلح للحن...اما
الشعر السوداني فهو ملحمي/أسطوري يصور قبل أن يموسق أو يغنى، فهو الشعر العربي
الملحمي الذي نرى فيه العمق الصوفي، الحياة الاجتماعية السودانية ، والرموز القبلية
وهو مشروع بحث إنساني متكامل . كما في كتابات الطيب صالح في بندر شاه مثلا حيث
العمق الصوفي والحياة السودانية بتنوعها...وعبد الحي غلب عليه ايضا العمق الصوفي
الذي يعتبر احد أصول الدين فى السودان..وهذا واضح فيما ذكرته الأستاذة عائشة حول
رؤيته في المنام للإمام البصيري مثلا.

كأنكم أعطيتموني أكثر من وقتي فشكرا.

محمد عبدالجليل:
- لم نقاطعك .. تركت تواصل لأن مداخلتك تضيف شكراً

الأستاذ/ أسامة يس:
لفتت انتباهي بعض العبارات والإشارات مثل: عبارة الثور الإلهي التي قرأتها
د. شيراز وهي ليست موجودة في الديوان الذي بيدي؟ يذكر الشاعر أيضاً اللهب
المقدس والنار المقدسة
وهي فكرة وثنية لا تمت إلى الإسلام بصلة ..!!

محمد عبدالجليل:
نحترم سؤالك ولكننا لن نخضع الابداع الادبي والشعري لمحاكمة عقائدية .. وسنضم أسئلتك
للأسئلة الأخرى التي طرحتها هذه الأمسية الأدبية

ميرغني الشايب:
-لماذا يتم اختزال محمد عبدالحي في العودة إلى سنار؟ وكأنما عبد الحي لم يكتب شعراً آخر

- اختزال هذا العمل ليبدو كأنه منفستو عن الهوية .. قد تكون هذه قراءة مبتسرة

- أرى أنه ينبغي أن نقرأ من خلال الظرف الذي قامت فيه هذه الدولة، هذه قراءات لأحداث تاريخية
حدثت في سياق تاريخي معين.

- كأنما بالتعديل يعيدعبدالحي كتابة نفسه .. هل سؤال الهوية كما عند (سنغور وإنجمي) هل
القصيدة تحتمل هذه القراءة وكأنها قد كفت عن أن تكون مشروعاً جمالياً .

- محاولة قراءة القصيدة وفق تفسير الهوية، كل دلالاتها كأنها قصيدة هوية، كأنها لم تعالج أشياء
أخرى، نقرأها بخلفية حسمت مرجعية القصيدة لصالح الهُوية.

-العودة قصيدة مفتوحة لقراءات وتأويلات متعددة، ولا ينبغي مصادرة حق المتلقي للوصول لما يشاء.

Post: #20
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-21-2011, 12:29 PM
Parent: #19

abdelg2.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


محمد عبدالجليل أثناء حديث المتداخلين

Post: #21
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-21-2011, 12:45 PM
Parent: #20

ثم تحديث في الأمسية الشاعر محمد جميل .. قال:

حول المعنى الثقافي للغابة والصحراء
التعبير الشعري بوصفه معرفة لا يصدق إلا في وصف الهوية ربما ضمن مستوى رمزي ، فالشعر حين يختبر المعرفة ويتصدر كنهها يعجز بالضرورة عن تمثلها ، وإن كان في نفس الوقت من أهم التعبيرات التي تعكس تأويلها .

شكلت تجربة محمد عبد الحي في التعبير عن الهوية اختراقا للمسكوت عنه ، وكان هذا الاختراق جماليا ومعرفيا في نفس الوقت . فما قاله شعرا كان من تابوهات الثقافة التاريخية الشعبوية لسودان الوسط والشمال ، أي الثقافة العربية، لكن الهوية التي أنتجها عبد الحي في شعره كانت تمثلا جماليا لمكون من مكونات الهوية السودانية . ولقد جاءت الزنوجة والإفريقانية كعنصر في سياق دلالة على هوية الوسط . وبطبيعة الحال لم يكن هذا التعريف الشعري يتضمن هويات زنجية أخرى صرفة في الجنوب والغرب ، أي أن محمد عبد الحي كان يختبر هوية ناقصة ويعيد تفسير مكون مسكوتا عنه في هوية سودان الوسط .

وهذا يفسر لنا ربما توقف عبد الحي شخصيا عن مدرسة الغابة والصحراء عندما أدرك أن التمثل المزدوج للهوية السودانية ، لم يكن تمثلا يستقطب مكونات السودان السياسي والجغرافي ، مايعني بالضرورة أن الغابة والصحراء كانت تجربة لغوية جسورة واجهت الثقافة الشعبوية العربية في شمال السودان بمكون آخر كان بمثابة التابو في ماهو معلن من سرديات تلك الثقافة العربية .

نجح عبد الحي في مقاربة هوية ما للسودان عبر الشعر ، وبعيدا عن الايدلوجيا ، لكن نجاحه هذا أدرج الهوية الزنجية للسودان مشروطة بالإندماج في الهوية العربية أي لم يكن هناك حديث عن هوية زنجية ناجزة وخالصة في مكونات السودان السياسي ضمن رؤيته للأنا السودانية .

كانت الغابة والصحراء انتهاكا للهوية العربية السودانية المفترضة ، والمتخيلة ، وتعبيرا جسد اعترافا بالزنوجة في إطار مشروط بالعروبة ومندمج فيها.

إن الغابة والصحراء في المعنى الثقافي لدلالتها حاولت أن تعبر في فضاء عربي بهوية مزدوجة ، لكن تعبيرها ذاك كان في تأويله الأخير إعادة تعريف بهوية ناقصة في بلد لا تزال للزنوجة فيه هوية محضة ومتماسكة .

هناك شاعر سوداني آخر حاول أن يشتق سياقا عربيا للتعبير عن الزنوجة في الشعرية العربية هو الشاعر محمد الفيتوري في بداياته الأفريقية ، لاسيما في قصيدته الشهيرة التي يقول فيها:
(قلها لا تخجل لا تخجل ، قلها في وجه البشرية
أنا زنجي أبي زنجي الجد وأمي زنجية
أنا أسود أسود لكني حر امتلك الحرية).


ثم القى الشاعر محمد جميل رائعته بلد من غبار التي كتبها لعبد الحي والتي يقول فيها :

إلى صاحب : (العودة إلى سِنـِّار)*

كانطِفَاءِ المَصَابيحِ في لَيْلةٍ
ضلَّ عنها النَّهارْ
تسْتَرِيحُ الغُيُومُ على جَسَدٍ
أطفأته الرِّيَاحْ
شَاخِصَاً للتــَّجـلِي كَمَا الرُوح حِينَ يَشُـفُّ الحِجَابْ
لمْ يَكُنْ جَسَداً كالتماثيلِ
أوْ هَيْكَلاً في بَقايَا إهَابْ
كانَ مَحْضَاً مِنَ الرُّوُحِ .. طَيَفَاً سَرَى
وَمْضَةً في سَمَاءِ الغُيُوبْ
لَمْحَةٌ مِنْ سَرَابْ.
لم يَكنْ خَيْطَ فَجْرٍ تــّوهنَ
في آخِرِ الليلِ
أو غَسَقـاً في الدُّرُوبْ
كان شمسَاً .... نهارْ
ورُهُامَاً تـَنـّـزلَ في غابةِ الرُّوُحِ
زَخَّاتِ عِشِق ٍ ترشُ على جَسدِ
الأرضِ ما تـَشـْتـَهِيه الثمَارْ
المُنىَ ، والهَوَى ، والصَبَابَاتُ ... بَعْضٌ مِنَ العِشقِ
أغنيَةٌ لِلفُصُولْ
والمَدىَ هـيْـنـَماتٌ تُرَدِدُ أصْدَاءَها في الدُّجَى
حَمْحَمَاتُ الخِيُولْ
وعلى غَسَقِ الفَجْرِ تُوُحِي لـ " سِّـنـّار ".
و(سِّـنـّار) تصغي إليكْ
لعلَّ الصُّوُىَ بَاقِيَاتٌ علىَ سِّكَةِ ِ العَابِرِيِنْ
إلى تاج سنار
و" سنار" بوابة العاشقين.
إلى بَلَد ٍ حَافِلاً يَلتَـقِيِكَ بِقَرِعِ الطُبُوُلْ
والصَّدىَ أغْنـَيَاتْ
رَاقِصَاتٌ علىَ هَيْكَلِ " الـِّـزنـج " و الناي
مِمَّا تُغـِّنى " الرُّعَاةْ "
طالِعَاً مِنْ ظَلَامِ القُرُونِ
إلى زِينـَة ٍ في النهارْ
***
هو الآنَ يا ابنَ " السَّمَنْدَلِ "
بَعْدَكَ بين الصُّوَى
بَلَدٌ مِنْ غُبَارْ

Post: #22
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-21-2011, 12:56 PM
Parent: #21

وقبل نهاية الأمسية أعطيب الفرصة للدكتورة شيراز لقراءة
ختامية لمقاطع من العودة إلى سنار .. فقسمت الفرصة
بين الرد على سؤال الأستاذ/ أسامة يس وقراءة مقطع

وقد جاء سوال اسامة كما يلي:
لفتت انتباهي بعض العبارات والإشارات مثل: عبارة الثور الإلهي التي قرأتها
د. شيراز وهي ليست موجودة في الديوان الذي بيدي؟ يذكر الشاعر أيضاً اللهب
المقدس والنار المقدسة وهي فكرة وثنية لا تمت إلى الإسلام بصلة ..!!

قالت شيراز:

- قبل أن أقرأ نصاً ختاميا أريد أن أعلق على الأستاذ الذي تحدث عن الثور الإلهي والنار المقدسة رغماً عن اننى لست بناقدة ولا متخصصة بل محض قارئه سودانية :لدينا في جنوب السودان قبائل كثيرة منها قبيلة الدينكا وغيرها من الذين يدينون بشتى الديانات الأفريقية والوثنية ولديهم رموز مقدسة كالثور المقدس ولديهم من الطقوس والموسيقي الدينية ما لا يمت للإسلام بصلة ...وقبائل أخرى في أقصى الغرب والشرق والشمال ممن لديهم مدارس ومذاهب صوفيه...ربما ليست إسلاما او إسلاما مختلفا ولكن في حقيقة الأمر فهذا هو السودان وهذه حقيقتنا...وواقعنا...وشعرنا كالعودة إلى سنار يعبر عن هذا الواقع وهذا التلون والتعدد الإثني والديني واختلاف الموسيقي والألوان السودانية....لاحظت أن المهندس أسامة اختار عبارات معينه من الكتاب وبنى عليها مداخلته ...ولو قرأ الكتاب جيدا سيجد في الحواشي التي كتبها الكاتب بنفسه كثير من الشرح فمثلا عبارة : ببنات البحر ضاجعن إله البحر في الرغو سيجد انه أشار إلى أنها عن قصيدة " ييتس" بتصرف...وهكذا...لذا هذه دعوة للتأمل والقراءة والتفكر في الآخر المختلف بعيدا عن الإقصاء والنعوت.... وما لنا إلا أن نقول:
- مَرحى .. تُطلُّ الشمسُ هذا الصبحُ من أُفْقِ القَبول
لُغة على جسد المياه
ووهجُ مِصبَاحٍ منَ البلور في لَيلِ الجذورْ
و بعضُ إيماءٍ ورمزٍ مُستحيلْ .
اليومَ يا سنارُ أُقبلُ فيكِ أيامي بما فيها من العُشْبِ الطُّفُيلِيِّ
الذي يهتزُّ تحتَ غصونِ أشجارِ ... البريقْ
اليوم أقبلُ فيك كلَّ الوحْلِ واللَّهَبِ المُقَدّسِ في دمائِكِ ،
في دمائي
أحنو على الرملِ اليبيسِ
كما حَنوتُ علَى مواسِمِكِ الثرية بالتدفُّقِ والنَّماء
وَأقولُ ، يا شمسَ القَبولِ توهَّجي في القلبِ ،
صفِّيني ، وصفِّي من غبارٍ داكِنٍ :
لُغتي ، غِنائي
=======================================

شكر محمد النادي الأدبي والحضور وقرأ:

هو الموت يسعى الينا بلا قدم..
في الدجى والنهار
ولدنا له ناضجين استدرنا له..
فلماذا البكاء، أتبكي الثمار..
إذا اقبل الصيف يحقنها في الخلايا
بنار الدمار

كلمات شعري لم يجئ يوما ًبها أنبيقُ ساحر
تلك القوارير القديمة لم أهجنها ولا تلك المباخر

أنتهت الأمسية برضى ظاهر من الحضور الكبير وخرج الجميع
يتجاذبون الحديث حول ما دار في بهو النادي وهم يستعرضون
اللوحات التشكيلية ولسان حالهم يشكر أدبي الرياض

Post: #23
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-21-2011, 02:09 PM
Parent: #22

aishasohaimi.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


الأستاذة عائشة السعيد والأديب السعودي محمد السحيمي
في حديث بعد نهاية الندوة مباشرة

washmejamadam.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


في صالة المعرض التشكيلي قبل بداية الندوة ويظهر في الصورة من اليمين:

الشاعر محمد جميل / محمد عبدالجليل/ د. عبدالله الوشمي رئيس النادي الأدبي
وأحد أعضاء مجلس إدارة النادي


hatimsons.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


د. حاتم وبرفقته أبنيه معتز وبدر وأمامهم عدد من نسخ
الطبعة الجديدة من العودة إلى سنار التي صدرت مؤخراً
عن دار مدارات للطباعة والنشر والتوزيع بالخرطوم العام
الماضي 2010م

Post: #24
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: موسى أحمد مروح
Date: 08-21-2011, 03:11 PM
Parent: #23

...إن لم تخني الذاكرة...تنتهي "العودة إلى سنار" بالمقطع التالي:

"...الشمس تسبح في نقاء حضورها
وعلى غصون القلب عائلة الطيور
ولمعة سحرية في الريح
والأشياء تبحر في قداستها الحميمة
وتموج في دعة
ولا شيء نشاز
كل شيء مقطع
وإشارة
تمتد من وتر
إلى وتر
على قيثارة الأرض العظيمة."

بالله عليكم، كيف يكتب الشعراء الشعر بعد هذا؟
شكرا، محمد، لكم جميعا على هذا الإحتفال الرصين حقا بهذا الشاعر الأسطورة.

Post: #29
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-22-2011, 08:44 AM
Parent: #24

الاخ - موسى أحمد مروح - تحياتي لك ورمضان كريم.. وذاكرتك
تمام لم تسقط شيئاً فقد ابدلت الفاء بالواو .. فلا شيء نشاز

"...الشمس تسبح في نقاء حضورها
وعلى غصون القلب عائلة الطيور
ولمعة سحرية في الريح
والأشياء تبحر في قداستها الحميمة
وتموج في دعة
فلا شيء نشاز
كل شيء مقطع
وإشارة
تمتد من وتر
إلى وتر
على قيثارة الأرض العظيمة."

ومعك يا له من شعر مقطر .. أنظر (غصون القلب)

فالنقرأ سنار من أولو جديد فنحن في عصر تيه الهوية

Post: #25
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-21-2011, 03:19 PM
Parent: #23

التحية للصديق عصمت الصادق على رفد هذا الخيط
بعدد من الصور الواضحة أعلاه وأدناه أيضا
====================================

بدوىُّ أنتَ ؟"
"لا –"
- " من بلاد الزَّنج ؟"
" لا –"
أنا منكم. تائه’’ عاد يغنِّى بلسانٍ
ويصلَّى بلسانٍ
من بحارٍ نائياتٍ
لم تنرْ فى صمتها الأخضرِ أحلامُ المواني.
كافراً تهتُ سنيناً وسنينا
مستعيراً لى لساناً وعيونا
باحثاً بين قصور الماء عن ساحرةِ الماء الغريبه
مذعناً للرِّيح فى تجويف جمجمة البحر الرهيبه
حالماً فيها بأرض جعلت للغرباء
-تتلاشى تحت ضوء الشمس كى تولد من نار المساءْ _
ببناتِ البحر ضاجعنَ إله البحر فى الرغو…
إلى آخِرِهِ ممّا يغنِّى الشعراءْ!

Post: #26
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: كمال علي ابراهيم
Date: 08-21-2011, 03:51 PM
Parent: #1

تهانينا !!
فقد كانت أمسية رائعة لعلم سناري ورمز قومي
شكراً لكم جميعاً على هذا الابداع أخي محمد وكم أحزنني عدم الحضور

Post: #27
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-22-2011, 08:16 AM
Parent: #26

Quote: كانت جديرة بالمشاهدة
ولكن
.
.

الجفلن خلهن اقرع الواقفات


الزملاء الأعزاء - تحياتي لتأخر الرد على مداخلاتكم، فقد
حاولت أن أستعجل نقل الندوة ومن ثم أعود للمداخلات
ولنكمل عبر القراءة المتأنية ما قصرت الأمسية عن تغطيته
من جوانب هذا الشاعر المبدع والإنسان العملاق
--------------------

الاخ/ عبدالله ود البوش .. تحياتي لك ولعلنا نفلح في
نقل فعاليات الأمسية التي حاولت أن تقدم السودان في
سياق شعري بتقديم أحد رموز الأدب والشعر في السودان
وسط جمهور من السعوديين وجنسيات عربية أخرى، فالإبداع حالة
نادرة في كل مكان،
وعبدالحي ورفاقه من جيل الخمسينيات
والستينيات من القرن المنصرم صلاح أحمد إبراهيم،
النور عثمان أبكر ومحمد المكي أبراهيم اسماء في قلب
حياتنا الأدبية وبتقديمهم للعالم ستطول قامتنا فلماذا
لا نفعل الآن بعد أن تأخرنا كثيرا في إبراز مبدعينا
الكبار.

Post: #28
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-22-2011, 08:20 AM
Parent: #27

shirsign.JPG Hosting at Sudaneseonline.com



د. شيراز عبدالحي .. توقع بإسم أسرة الشاعر محمد عبدالحي
على الطبعة الجديدة 2010 من ديوان العودة إلى سنار

Post: #30
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-22-2011, 09:03 AM
Parent: #28

كتب الاخ خالد المحرب:

Quote: كانت ليله فيها شرح وافى من المتداخلين لشعر د عبد الحى
وهو يجسد الهويه السودانيه بكل تفاصيلها التى لايعرفها
الا القليل من اخوانا العرب شكرا الاستاذه عشه موسى
على المداخله الجميله التى بديتى بها من اول حب
ان فارق عبد الحى هذه الدنيا شكرا اخونا عبد الجليل


الاخ - خالد - تحياتي لك

العودة إلى سنار خصوصاً وشعر عبدالحي عموماً حيّر الشُراح
والنقاد والدارسين، ووقت الندوة لم يكن يسمح بإعطاء
العودة حقها ولكنها سانحة تم فيها عرض مقاطع من العودة
وسيرة عبدالحي في حياته القصيرة العميقة وبعض الملامح
للواقع الذي أبدع فيه القصيدة .. ساعد المسألة أنها
تمت أمام جمهور ذكي وعلى صلة يومية بالإبداع .. خرج
جمهور الأمسية إلى أهله مسروراً للحد الذي يؤكد أنهم
قد أصغوا حتى لما لم تقله الأمسية.

Post: #31
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-22-2011, 09:54 AM
Parent: #30

Quote: تهانينا !!
فقد كانت أمسية رائعة لعلم سناري ورمز قومي
شكراً لكم جميعاً على هذا الابداع أخي محمد وكم أحزنني عدم الحضور


الاخ - كمال - تحياتي لك،

كانت سانحة لوقفة مع العودة إلى سنار في أدبي الرياض
ووسط حضور كبير ومقدر وفي توقيت يعني فيه تناول العودة
إلى سنار ما يعني.

ربما يكون هنالك تقصير من الجمعية في إيصال خبر الأمسية
كما ينبغي .. فاليكمل التوثيق والنشر عبر الوسائط الإعلامية
هذا التقصير .. ومعاً ليكون القادم أكثر إحكاما دعوات
وتناول.

Post: #32
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-22-2011, 10:18 AM
Parent: #31

Mutaz.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


معتز حاتم .. وأمامه العودة إلى سنار الطبعة الجديدة 2010م

فافتحوا، حراس سنار،
أفتحوا للعائد الليلة أبواب المدينة
أفتحواالليلة أبواب المدينة
أفتحوا ....

إننا نفتح يا طارق أبواب المدينة
إن تكن منا عرفناك، عرفنا
وجهنا فيك: فأهلا بالرجوع للربوع
وإذا كنت غريبا بيننا
إننا نسعد بالضيف نُفديه
بأرواح وأبناء ومال
فتعال

قد فتحنا لك يا طارق
أبواب المدينة
قد فتحنا لك يا طارق
قد فتحنا

Post: #33
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-22-2011, 12:14 PM
Parent: #32

قال الشاعر محمد مدني:

استخدم عبد الحي في العودة إلى سنار لحماً وسداة لجسد القصيدة تشكل من نسيج انتقاه الشاعر بأناة وحصافة، مستعيناً بإمكاناته الأكاديمية وثقافته الواسعة ليعالق بين مجموعة من المعتقدات والأساطير والحكايات الشعبية والتاريخ والفلسفة، من مختلف المسافات الزمانية، المكانية والحضارية، ولكنه لم يستسلم لشرك جاهزية المعارف الأكاديمية واكتمالها وبالتالي تقريريتها، فأعمل شعرية عالية في البنائين الشكلي واللغوي أنتجت تفاعلاً فذاً بين الإبداعي، المعرفي والفكري في ملحمة شعرية هي العودة إلى سنار.

Post: #34
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-22-2011, 02:23 PM
Parent: #33

كما قال الشاعر محمد جميل:

شكلت تجربة محمد عبد الحي في التعبير عن الهوية اختراقا للمسكوت عنه ، وكان هذا الاختراق جماليا ومعرفيا في نفس الوقت . فما قاله شعرا كان من تابوهات الثقافة التاريخية الشعبوية لسودان الوسط والشمال ، أي الثقافة العربية، لكن الهوية التي أنتجها عبد الحي في شعره كانت تمثلا جماليا لمكون من مكونات الهوية السودانية . ولقد جاءت الزنوجة والإفريقانية كعنصر في سياق دلالة على هوية الوسط . وبطبيعة الحال لم يكن هذا التعريف الشعري يتضمن هويات زنجية أخرى صرفة في الجنوب والغرب ، أي أن محمد عبد الحي كان يختبر هوية ناقصة ويعيد تفسير مكون مسكوتا عنه في هوية سودان الوسط .

وهذا يفسر لنا ربما توقف عبد الحي شخصيا عن مدرسة الغابة والصحراء عندما أدرك أن التمثل المزدوج للهوية السودانية ، لم يكن تمثلا يستقطب مكونات السودان السياسي والجغرافي ، مايعني بالضرورة أن الغابة والصحراء كانت تجربة لغوية جسورة واجهت الثقافة الشعبوية العربية في شمال السودان بمكون آخر كان بمثابة التابو في ماهو معلن من سرديات تلك الثقافة العربية .

Post: #35
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: خالد العبيد
Date: 08-23-2011, 02:03 AM
Parent: #34

سلام
وشكرا ليك كتير يا محمد لنقلنا الى اجواء الاحتفاء
واتمنيت لو كنت معاكم

Quote: يصاحب هذه الأمسية عرض تشكيلي أبدعه كل من:
الفنان التشكيلي: عبدالله الفكي
الفنانة التشكيلية: نجاة عثمان
الفنان التشكيلي: شمس الدين آدم بشارة
الفنانة التشكيلية: منى عثمان

تحية لهذه الكوكبة الرائعة
اين صديقي عادل حجر ..
ايضا كذلك عبدالعزيز عبدالماجد" قيسان" مدير العاصمة العلمانية!
متين عادل حجر يفك الاضراب ؟
بالجد يا عادل مشتاق ليك شديد ولي ونسه طاعمة معاك
وتحية للصديقة شيراز وفرحت شديد انو اشوف اولادها للمرة الاولي
وتعظيم سلام لوالدتنا الاستاذة عائشة
ولو نقلتو لينا صور المعرض التشكيلي تكونو ما قصرتو
وسلام للجميع
ماعدا محمد مدني ماعايزو معاو كلو كلو!

Post: #36
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: طارق ميرغني
Date: 08-23-2011, 05:27 AM
Parent: #35

اخي محمد عبد الجليل

جد اسفين لعدم التمكن منحضور تلك الليلة التي لا اعتقد انها ستعوض

وذلك لظروف قاهره لذا تغيبت اسرتنا بالكامل

ارجو قبول عذرنا واخص بالاعتذار الاستاذه عائشه موسي والاخت شيراز ود. حاتم

Post: #38
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-23-2011, 09:43 AM
Parent: #36

الأخ الفنان - طارق ميرغني - تحياتي لك وللأسرة ورمضان كريم

كان مساءً للتأمل في العودة إلى سنار رائعة عبدالحي التــي
صاغها من دفق روحه وهو في الثامنة عشرة من عمره ومذاك مرت
ثمانية وأربعون عاماً ولا زالت سنار وجلة من القادم والقسـى
موجهة لصدور الاخوة الأعداء .. ولا زالت لغة حرب حرب تتعالـى
كاشفة عن جهل أعمى بطبيعة إنسان سنار الماضي الحاضــــــر
والمستقبل


آمل أن تكونوا حاضرين في القادمات .. فلا زال أمام الجمعية السودانية
للثقافة والآداب والفنون مقترح لدعوات قادمات:

محمد المكي إبراهيم
فضيلي جماع

وأمسيات قادمات حول تجارب:
التجاني يوسف بشير
محمد المهدي المجذوب
صلاح أحمد إبراهيم
الدوش

Post: #39
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-23-2011, 10:08 AM
Parent: #36

الأخ الفنان - طارق ميرغني - تحياتي لك وللأسرة ورمضان كريم

كان مساءً للتأمل في العودة إلى سنار رائعة عبدالحي التــي
صاغها من دفق روحه وهو في الثامنة عشرة من عمره ومذاك مرت
ثمانية وأربعون عاماً ولا زالت سنار وجلة من القادم والقسـى
موجهة لصدور الاخوة الأعداء .. ولا زالت لغة حرب حرب تتعالـى
كاشفة عن جهل أعمى بطبيعة إنسان سنار الماضي الحاضــــــر
والمستقبل


آمل أن تكونوا حاضرين في القادمات .. فلا زال أمام الجمعية السودانية
للثقافة والآداب والفنون مقترح لدعوات قادمات:

محمد المكي إبراهيم
فضيلي جماع

وأمسيات قادمات حول تجارب:
التجاني يوسف بشير
محمد المهدي المجذوب
صلاح أحمد إبراهيم
الدوش

Post: #37
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-23-2011, 08:29 AM
Parent: #35

Quote: ماعدا محمد مدني ماعايزو معاو كلو كلو!


الاخ - خالد العبيد - تحياتي لك،

ليتك لو كنت معنا .. لفاديناك لقاء محمد مدني، ولحضرت أمسية
سودانية الوجه واليد واللسان في قلب الرياض .. فقد كانت العودة
والجذر القديم وروح عبدالحي هناك (فلا شيء نشاز) كأن وديعته
بدار الوثائق المركزية قد أدخرت لمثل هذا المساء، ولولا ضيق
الوقت لذهبت الأمسية صوب التأويلات الجديدة البعيدة فقد كان
كل شيء في مكانه، وكل شيء في مكانه بديع.

Post: #40
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 08-23-2011, 10:24 AM
Parent: #37

لا بأس يا طارق وياخالد..

لكنا فعلا افتقدناكم والأعزاء الذين اعتذروا والذين لم يسمعوا و(المنتشرين).

فقد كانت الأمسية ايماءة قوية نحو المحبة والوفاء

فأنتم معنا بأحاسيسكم التي لم تنقطع

تحياتي للجميع

والشكر ليس له حدود للتشكيل البارع والفكر الثاقب والحضور البهي والغياب المحسوس!

Post: #41
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-23-2011, 12:16 PM
Parent: #40

كتب الأستاذ/محمد السحيمي:

كنت أقول دوما بأن الشعر العربي كتب ليغنى...فهو مموسق معظمه مقفى ويصلح للحن...اما
الشعر السوداني فهو ملحمي/أسطوري يصور قبل أن يموسق أو يغنى، فهو الشعر العربي
الملحمي الذي نرى فيه العمق الصوفي، الحياة الاجتماعية السودانية ، والرموز القبلية
وهو مشروع بحث إنساني متكامل
. كما في كتابات الطيب صالح في بندر شاه مثلا حيث
العمق الصوفي والحياة السودانية بتنوعها...وعبد الحي غلب عليه ايضا العمق الصوفي
الذي يعتبر احد أصول الدين فى السودان
..
وهذا واضح فيما ذكرته الأستاذة عائشة حول
رؤيته في المنام للإمام البصيري مثلا.

=============================================================================

لامست مداخلة الأستاذ السحيمي موضوع الأمسية: تأملات في العودة إلى سنار لا سيما
إذا أخذنا في الاعتبار لغة/رموز/إشارات العودة إلى سنار أمام قاريء جديد للقصيدة،
وطرح السحيمي بعض النقاط التي قد تثير جدلا مثل قوله:

الشعر العربي كتب ليُغنى
الشعر السوداني ملحمي أسطوري
الشعر العربي السوداني الصوفي

طرح السحيمي هذه الاشكاليات قبل أن يجد وقتاً يتأمل فيه العودة
ببداءتها الأولى والنجوم في مشيمة السماء ولا الشيخ إسماعيل
ولا ذاك السناري العائد يغني بلسان ويصلى بلسان أو الهدايا
التي تفتح ألف فضاء :

مسبحة من أسنان الموتى إبريقا جمجمة ..

ثم قال السحيمي:

الرموز القبلية
وهو مشروع بحث إنساني متكامل

Post: #42
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-23-2011, 01:48 PM
Parent: #41

كتبت الأستاذة هدى محمد حامد التي تعرفت عليها
عبر هذا الخيط:

لمسة وفاء لعبد الحي:

ما بين _ الغابة والصحراء _ رؤى إبداعية تتجدد دوماً ، كلما قرأت لعبد الحي .. أكتشف عوالماً جديدة ، ونكهة مختلفة لم أعرفها ، كأنني أطالع شعراً غير الذي عرفت. أجدني أحلق في سماوات من الإبداع .. المتناهي لأتوقف عند بوابة سنار ..أقلب صفحات التاريخ والحضارة والماضي البعيد .. سنار اللغة ، حديثها وقديمها .. سنار الرمز الذي جعل هذا الشعر وكاتبه متفرداً .. وفي الزوايا أتأمل المكان بحثاً عن طائر النار .. عله ورفيقة دربه ، فراشته العاشقة في عناق أبدي .. تلك الأسطورة الخالدة أجد فيها إستمرارية

. لعبد الحي

" النار وطن العشاق"

" يتفتح في قلب الظلمة "

" حيث السمندل والفراشة "

" شيء واحد "

" زهرة نارية "

" في الليل الأبدي "

عبد الحي وخلال ترحاله الكثير في كل بقاع السودان " مع والده " الذي يتنقل بين مدن الوطن ،إختزن , كل الإرث المرتبط بالثقافات السودانية المتباينة ، وبقيت كما هي في الذاكرة .. وعندما بدأ كتابة الشعر ، أسقط تلك الذكريات والرؤى في قصائده كما رآها منذ الطفولة،

حدود الكلام وحدود الحجر

في سماوات ذاكرة العُشبِ والصقرُ في الشمسِ، في

الشمسِ تُعرى الصخور ، وتُعرى الطيور ، وتُعرى نساء

الشجر ، والطيور الكبيرةُ في حافة الأرض ، في حافة

النهر ، والنهرُ أخضرُ ، والأرض داكنةٌ والسماءُ أزرقُ

الجلدِ ، رَنَّ وأشرق ، لا شيء غير الحجارة ، والماءِ

والريحِ تسري الدماءُ الخفيةُ بنت السمندل

تسري الدماءْ

في الصخور العظيمةِ تملؤها الأنجم المعدنيةُ

واللغةُ الأزليةُ : كيف تحجرَّ صوتُ البراكين فيها؟

وتأتي الرياح لتكتبَ تاريخها فوقها ، وتواريخ كل السفر

الصخور العظيمة والريح ، والنارُ بينهما، والحضارةُ

التي رقرق الماءُ ألوانها والرُّتيلاءُ ، والصُرصرُ الذهبيُ

وصلصلةُ الشمسِ في الريحِ ، والطيرُ تعرفُ سرَّ

الفصول : وكلَّ الذي كان قبل البشر

وكثيراً ما كان عبد الحي ، يصرح بل يؤكد نزوعه إلى الصوفية .. التي تعلق بها وجدانه .. حيث استقاها من مناحي شتى .. منها، رسائل اخوان الصفا كمثال .. وتلك النزعة الصوفية تتجلى في الكثير من شعره .. مثل " معلقة الإشارات " وأيضاً في ديوانه " الله في زمن العنف " عبد الحي أسس لمدرسة خاصة .. تمثل إبداعاته المتفردة .. ولأنه جمع مميزات شتى ، لم تجتمع كلها في شعر الآخرين من رفاقه " جماعة الغابة والصحراء " فاللقاء جاء لتشابه بعض الأفكار بينهم ، وبروزهم خلال حقبة زمنية واحدة .. تعمق كثيراً في تعلقه بهوية السودان الزنجي _ العربي ولم يكن يرجح كفة العروبة على الزنجية ، وبالعكس وهذا نجده بارزاً في ديوانه " العودة إلى سنار



بدوىِّ أنتَ ؟

_ لا ،

من بلاد الزنج ؟

_ لا ،

. أنا منكم

تائه عاد يغني بلسان

.. ويصلي بلسان

وفي جانب الحضارة والإرث التاريخي الذي علِقَ بذهن الشاعر منذ الطفولة ، نجده واضحاً في النشيد الأول : البحر

:_ الليلة يستقبلني أهلي

أهدوني مسبحةً من أسنان الموتى

، إبريقاً جمجمةً

، ومصلَّى من جلد الجاموس

رمزاً يلمعُ بين النخلةِ والأبنوسْ

لغة تطلعُ مثل الرُمحْ

من جسدِ الأرضِ

وعبرَ سماءِ الجُرح

.. الليلة يستقبلني أهلي

ويستمر في سرده المنساب الذي أستشعر منه عبق الماضي مرتبطاً بالحاضر .. وتتوالى الأنشودة تعبر عن مكنون دواخله وحبه وتمسكه بالعودة إلى الجذور التي شكلت تلك الشخصية و ذلك الشعر المميز ، العودة لمدينته، الرمز والدين ، العقيدة والأسطورة حاملاً أحلامه وهمومه

في النشيد الثاني " المدينة " يقول الشاعر

: سألتُ ما سألتُ

هل ترى أرجعُ يوماً

لابساً صحوي حلماً

حاملاً حلمي هماً

في دجى الذاكرة الأولى وأحلام القبيلة

بين موتاي وأشكال أساطير الطفولة

أنا منكم . جرحكم جرحي

وقوسي قوسكم

وثنيٌّ مجّدَ الأرضَ _ وصوفي ضرير

مجّدَ الرؤيا ونيران الإله

. فافتحوا

: حراس سنار

افتحوا باب الدم الأول

كي تستقبل اللغة الأولى دماه

حيث بلوّرَ الحضور

لهبٌ أزرق

في عين

المياه

حيث الآفُ الطيور

نبعت من جسد النارِ

وغنتْ

في سماوات

.... الجباه

أما نشيده الثالث " الليل

فإحساسي به مختلف فهو يمثل لي مترادفات عن علاقة الخلق والموت والبعث ومدى إرتباطه بالأسطورة كما قرأتها بمفهومي ولغتي الكامنة بدواخلي ..

ويطبق الليل الذي _ يفتح

في الجمجمة البيضاء

خرافةً تعودُ

، وهلة و وهلةً

إلى نطفتها الأشياءُ

فيها ، وينضج اللهيبْ

في عظام شمسها

.. الفائرة الزرقاء

ويعبر السمندلُ الأحلامَ

في قميصه

المصنوع من شرار

النشيد الرابع .. الحلم

ما يلفتني في جزء منه ورود مفردة الثعبان .. وهي إشارة لا أود الخوض فيها الآن

لإرتباطها بموضوع آخر .. ربما بعد التأكد من بعض الأسماء التي أحتاج إلى التأكد منها



يقول الشاعر

يمد لي يديه

يقودني .. عبر رؤى عينيه

وعبر أدغال ليالي ذاتك القديمهْ

للذهبِ الكامن في صخورك العظيمة

فاحتمى _ كالنطفة الأولى _ بالصوَّرِ

الأولى التي تضيءُ

في الذاكرة الأولى

وفي سكونِ ذهنك النقي

، تمثالاً من العاجِ

، وزهرة

، وثعبانا مقدساً، وأبراجاً

وأشكالاً من الرخام والفخار

.........

..... إلى أن يقول

لغة فوق شفاه من ذهبٍ

أم نورٌ في شجرِ الحُلمِ المزهرْ

، عددَ حدودِ الذاكرةِ الكبرى

الذاكرةُ الأولى ؟

أم صوتي يتكور طفلاً .. كي يولدُ

في عتبات اللغةِ الزرقاءْ ؟

الترحال لأماكن متعددة ومتباينة .. سمح لعبد الحي رؤية أكثر الكائنات الحية إن لم أقل جميعها .. وشكلت هذه الرؤية الكثير من مفرداته التي وردت في الكثير من قصائده .. وحتى التى لم يرها مثل طائر السمندل .. وكان الأوفر حظاً لورود اسمه في الكثير من قصائده .. ذاك الطائر الأسطورة الذي ميز قصائد عبد الحي .. وأرتبط في أذهان الكثير ممن يطالعون دواوين شعره بشخصه .. وكان الإسم الذي اختاره لديوانه " .. السمندل يغني " والسمندل سيظل دوماً مغرداً في وجداننا ما دام في العمر أياماً أُخر ..

وأتابع مع النشيد الخامس الصبح

سنار

تُسفِرُ في

بلاد الصحو ، جُرحاً

أزرقاً ، قوساً ، حصاناً

أسودَ الأعرافِ ، فهداً قافزاً في

عتمةِ الدمِ ، معدناً في الشمسِ ، مئذنةً

نجوماً في عظامِ الصخرِ ، رُمحاً فوق مقبرةٍ

. كتابْ

رجعت طيورُ البحرِ فجراً من مسافات الغياب

البحرُ يحْلُمُ وحدهُ أحلامه الخضراء في فوضى العباب

البحرُ ؟ إنَّ البحرَ فينا خُضرةٌ

، حُلُمٌ ، هبولي

. في إنتظار طلوعها الأبدي في لغةِ الترابْ

______________

أنا لستُ بكاتبة ولا ناقدة .. فعبد الحي في المقام الأول أستاذي الذي تعلمت منه الكثير .. وقرأت أشعاره قبل أن أتعرف عليه وأنا طالبة في الثانوي العالي .. فلمست في مفرداته وطرحه ما شدني إلي قراءة ما يكتب ، وما يكتب عنه في المجلات العربية وصفحات الجرائد .. حتى حالفني الحظ وأنا طالبة في جامعة الخرطوم أن ألتقي به .. وكم تعاظمت سعادتي وفخري أن أكون ضمن القروب الذي كان تحت إشرافه ليدرسنا حتى العام : 1975 , فما كتبته عبارة عن لمحة وفاء لعبد الحي الإنسان .. الذي تواصلت علاقتي به بعد تخرجي وتعرفت على أسرته الرائعة .. الأستاذة عائشة موسى وأطفالهما وضاح وشيراز .. وأخوتهم .. ومن هنا أبعث لهم بكل الود والتقدير والإعزاز .. وأقول لهم :بكم سيظل عبد الحي موجوداً بما ترك من إرث ضخم .. فأنتم من يحفظه ويجدده ليظل لكل الأجيال القادمة تاريخاً ومعلماً يستفاد منه ونعلمه للأبناء من أجيال المستقبل . الراحل المقيم في أعماقنا .. وأتمنى أن يوثق لهذا الإنسان القامة ، والشاعر المتفرد في الوطن العربي .. حتى نحفظ هذا التراث كما ذكرت، لأجل الأجيال القادمة التي لم يسعفها الحظ أن تعاصر هكذا أديب وشاعر

Post: #43
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 08-23-2011, 08:49 PM
Parent: #42

ترحموا معنا الليلة على فقيدنا محمدعبد الحي الذي أسلم الروح لبارئها في مثل هذا الوقت مساء الثلاثاء 23 اغسطس 1989م.

طيب الله ثراه وأبدله داراً وأهلاً خيرا مما ترك وراءه.

اللهم ارحمه واغفر له واكرم نُرُله في جناتِ عرضها السموات والأرض .

ولله ما أبقى ولله ماأخذ.




************
العزيزة هدى،
أحسب ظهورك اليوم من حُسن الطالع ضمن ما قوبلنا به من حفاوة من أهل الرياض

وتعلمين ان الرياض كانت لي وأولادي نِعْم المأوى عندما ضاقت بنا الأرض التي ألفناها!


مداخلة قيمة تحمل بجانب المحبة والوفاء معرفة عميقة بسنار محمدعبد الحي وأعرف ان طلبته سمعوا منه

مالم نسمع.

وأتركك لمحللي سنار رغم التواضع في كلماتك بأنك لستِ كاتبة او ناقدة.

ولك مني الحب والتحية.

Post: #44
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: عصمت العالم
Date: 08-23-2011, 11:57 PM
Parent: #43

..
الاخ الاستاذ محمد عبد الجليل.....

تلك لوحة رائعه تمازجت وتداخلت بثقل الاحاطه وبعد التفاصيل واسحار المكنون والمتاح والمأمول..فى عطاء نافذ تداخلت فيه المعلومات ودقة التفاصيل.
فى معارف التوضيح والتعريف فى مساجلات حوت واحتوت على تفاصيل مهمه وعميقه كشفت عن تسلسل متنسق فى تركيبة ونهج ومسيرة ومعارف الشاعر
الدكتور محمد عبد الحى..وفى نماذج رؤيته الشعريه لمذاهب ظل يعتنقها ويؤمن بها فى سعيه المجتهد فى تشكيل قوام الهويه السودانيه فى واقعها وهى تلاقح
اثنى فى اصوله وبين مكتسابته الثقافيه والاسلاميه فى تزواج لهذا الهجين الذى شكل قوام ذلك التنوع.وفى اعتقادى ان سيرة مسار وفلسلفة فكر ملحمة العوده
الى سنار .وسنار هى المرتكز الاول فى تاريخ السودان والرمز من موقعها وهى حاضرة السلطنه الزرقاء...وتاثيرقيمها الدينيه والاسلاميه وانصهار ذلك المزيج
الزنجى والعربى فى بوتقة نتاج افرز العنصر السودانى وهنا تتضح اشارت الاضاءات التى ارادها دكتور محمد عبد الحى ان تكون معالم للرؤيا.
ولعل ما بين البحر والصبح..كل تلك الدلالات التى فيها المعنى
استاذ محمد عبد الجليل...
التغطيه الشامله للبث الحى لمجريات هذه الندوه العظيمه فى اشراك اتاح كل الفرص التى غطت جزئيا وجهات النظر المختلفه عن مفهوم العوده الى سنار...والذى
قطعا يحتاج لمساحات اكبر واكثر عمقا فى تناول طرح جامع وشامل يعطى كل دلالات التبيان للمشاركات كانت رائعه وعمليه برغم ضيق الوقت وقسوة الزمن..
واعتقد ان لرابط الرفقه بين الشاعرالراحل والاستاذه عائشه موسى السعيد من موقعها كزوجة للراحل المقيم .فى محور ومدار وعمق...يجب الاستفاده منه..
استاذ محمد عبد الجليل...
هذا عمل كبير ومجيد ونافذ للثاقفه السودانيه ولشاعر فى حجم دكتور عبد الحى..وفى مجال متسع مثل مدينة الرياض وفى جمع فريد من المهتمين بالشأن الثقافى السودانى.
وهو منبر ونافذه اتاحت الكثير..وفتحت مجالات لعبور مكنونات الثقاقه السودانيه الى افاق متسعه...وعوالم ارحب
قطعا ساعيد القرءاه للتفاصل اكثر من مره وساعود للطرح والنقاش ومحاولات الاختراق والبحث لما رمى اليه دكتور عبد الحى فى العوده الى سنار..
التقدير والاعزاز لهذا العمل الضخم.وربنا يوفقكم فى كل خطاكم..
ااا

Post: #45
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: صلاح غريبة
Date: 08-24-2011, 00:35 AM
Parent: #44

كنت حريص على الحضور ولكن بعض الظروف حالت دون الحضور

تابعت التوثيق وبالجد كان وافيا .... وعبر بحق عن عظمة المناسبة ......

ولكم الشكر ....

صلاح غريبة - الرياض

Post: #48
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-24-2011, 10:00 AM
Parent: #45

الاخ - صلاح غريبة - تحياتي لك ورمضان كريم

نعم كانت مناسبة عظيمة في ذكرى صاحب العودة إلى سنار
وهو يحلم بوطن مختلف للجميع

سالتٌ ما سالتٌ
هل ترى ارجع يوما
لابسا صحوي حلما
حاملا حلمي وهما
في دجى الذاكرة الاولى واحلام القبيلة
بين موتاي واشكال اساطير الطفولة
انا
منكمٌ
جرحكم .. جرحي
وقوسي.... قوسكم
وثني مجد الارض .... وصوفي ضرير

Post: #46
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-24-2011, 08:16 AM
Parent: #43

الف رحمة على روح محمد عبدالحي الذي وهبنا العودة إلى سنار
وهو في الثامنة عشرة من عمره .. وذهب سريعاً للقاء ربه بعـد
أن ترك أثرا فكريا وشعريا فريدا.. سيبقى حاضرا لأجيال قادمة
جعل الله الجنة مثواه

Post: #47
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-24-2011, 09:09 AM
Parent: #46

الأخ الأستاذ / عصمت العالم .. تحياتي لك

كشفت المحطات التي تناولتها الأستاذة عائشة موسى في مداخلتها بعض
العوالم التي ساهمت في تعميق تجربة عبدالحي وأضفت عليها سحراً وجدة
وسبك بديع.

ولا شك أن الندوة قد أثارت الفضول بأهمية قيام ندوة أخرى بعنوان محطات في
مسيرة عبدالحي
بزمن يسمح للأستاذة عائشة بالاستفاضة .. فعوالم عبدالحي
لازالت تستثير الأمل بأن يبادر أحد المختصين بتناول العودة إلى سنـــار
إضاءة ألفاظها، رموزها وإشاراتها كما فعل محمد مدني (جزئياً) في تلك
الأمسية.

طرح الأستاذ ميرغني الشايب العديد من التساؤلات حول أهمية ألا يتم
اختزال تجربة عبدالحي في العودة إلى سنار .. فهنالك أعماله الشعرية
والنقدية الأخرى، ينبغي أن ينبه اختطاف العودة إلى سنار للأضوا ء
إلى أخذ أعمال عبدالحي الشعرية والنقدية بما تستحقه من وقفات متعمقة
تكشف الإرث الشعري والنقدي لعبدالحي.

محمد جميل أحمد، أحد الذين تناولوا تجربة عبدالحي بقراءات عميقة
منذ أكثر من عشرة سنوات ولعله من الضروري في هذا الوقت الذي
قامت فيه الأستاذ عائشة بتجميع وإتاحة الإرث الشعري والنقدي والثقافي
لعبد الحي للباحثين .. أن يقوم جهد مواز لتجميع الدراسات الجادة حول
تجربة عبدالحي فالإضافة تتطلب استقصاء الكتابات السابقة حول تجربة
عبدالحي الشعرية والنقدية وسنار جزء أنفصل يوم 9 يوليو 2011م
وأجزاء لم تستبن السبيل.

شكرا لك أخي عصمت أن طمأنتنا على أهمية ما قدمت ندوة الجمعية السودانية
للثقافة والآداب والفنون حول عبدالحي في ذكراه الثانية والعشرين بالنادي
الأدبي بالرياض، وحقيقية كنا نؤمل في كثير .. وفي انتظار عودتكم بعد
إعادة القراءة .

Post: #49
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-24-2011, 01:24 PM
Parent: #47

في مثل أمسية تأملات العودة إلى سنار لا تصلح في التغطية الإعلامية أنصاف
الأشياء ولكني دهشت :

نقلت صحيفة الوطن السعودية يوم الجمعة الماضي مجتزأ صغير من فعاليات
الأمسية وانتهى بجزء من حديث الاستاذة عائشة موسى وبـعبارة:

وقد عملت بجامعتي ..

دون تكملة بقية العبارة


الرياض: التجاني محمود
بصحيفة الخرطوم السودانية
تغطية الجزء الأول وهو مقدمة الندوة لحوالي نصف ساعة من زمنها
وهو حوالي ساعتين ونصف .. ولم تشر صحيفة الخرطوم بكلمة يتبع
أو خلافه مما يفيد بذلك .. علما بأن كل المهتمين بمتابعة
الأنشطة الثقافية يهمهم أكثر ماذا أضافت الندوة في موضوعها:

تأملات في العودة إلى سنار

لا ألوم بقدرما آمل أن يتم الإنتباه لمثل هذه الملاحظات حتى تفي
صحافتنا بأهم أغراضها وهو توصيل المعلومة (الثقافية) بالوجه الذي
يحقق غرض المتلقي .

Post: #50
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-25-2011, 10:14 AM
Parent: #49

سنارُ
تسفرُ في
بلاد الصحو، جُرحا
أزرقاً، قوساً، حصاناً
أسود الأعراف فهد قافزا في
عتمةالدم، معدنا في الشمس مئذنة،
نجوما في عظام الصخر، رمحاً فوق مقبرةٍ -
كتاب

==========================================

يجري العمل على إيراد سي دي (صورة وصوت) حتى تتاح فرصة تلقي
تفاصيل الامسية

Post: #51
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-26-2011, 05:16 PM

لا زال توقع إنزال الندوة صوت وصورة لتأتي من بعد التحليلات
لتكشف ماذا أضافت الأمسية لما كتب حول العودة إلى سنار

Post: #52
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-27-2011, 10:50 AM
Parent: #51

حفلت مداخلة الأستاذ عائشة موسى بإشارات عديدة تفيد الباحثين في تجربة الشاعر محمد عبدالحي
من خلال الوقوف على مراحل ومحطات أساسية في تشكيل ثقافته الواسعة وتوضيح المنهج الحياتي الذي
اختطه لنفسه منذ وقت مبكر وانشغاله المستمر بمشكل الهوية وما كتب حولها من دراسات وبحوث
ومخطوطات وكتابته للعودة إلى سنار واستمراره في الاشتغال عليها لوقت طويل،
وإشارتها لإنشودته عريس المجد التي صدح بها الشارع السوداني وراء جثمان الشهيد الأول
أحمد القرشي في ثورة 21 أكتوبر 1964م ، ثم جسارته في محاولات حفر مسارات جديدة في
مسيرة الشعر غير عابئ برأي الناس ولا تصفيقهم وهو في زهو الشباب حيث يكون للتصفيق أثر
وأيما أثر ولكن الرجل قد يمم شطر أفقه البعيد.

اختيار رسالته للماجستير عن الشاعر الاسكتلندي إدوين موير وتحمل متطلبات ذلك بل السعي حتى
حتى تكلل المسعى بلقاء زوجة موير وما رفدته به من ما سماه عبدالحي بكنوز معرفية.

لم يثنه حصوله على الماجستير في الفلسفة بتوصية الترفيع للدكتوراه عن الانتقال لكلية برايزنوس
بأكسفورد، فالمسألة ليست مجرد تحقيق الهدف المحدد بل عبر تدخله الإرادي وتحديد مناهج الوصول
لذلك الهدف، وهنا لابد من النظر إلى قراره المبكر بالانتقال من كلية العلوم في جامعة الخرطوم إلى كلية الآداب
رغم سيادة ثقافة أن المستقبل في الأولى.

إنجازه للعديد من المشروعات الثقافية إبان توليه إدارة مصلحة الثقافة 1976 (ثقافة الطفل – تطوير العمل
المسرحي – تفعيل دور التشكيليين في المجتمع – معهد الموسيقى والمسرح – فرقة الأكروبات
والفرق الشعبية - المراكز الثقافية الإقليمية – الملحق الثقافي للصحافة وبدء تقليد المهرجان الثقافي)* وذلك
بالرغم من المناخ المعادي والحرب الضدية الشرسة من المستنكرين لتعامله مع السلطة العسكرية أو هذا أو
ذاك من الأحزاب السياسية.

تبحره في علوم الدين واللغة العربية منذ وقت مبكر
ثم ..
الجسارة المنتبهة التي مكنته من الاستمرار في العطاء العلمي والفكري والثقافي والشعري بالرغم من المرض
الذي أفقده النطق وحركة الجانب الأيمن .

هذه محطات سجلتها رفيقة دربه عائشة موسى في أمسية ذكراه الثانية والعشرين بأدبي الرياض ولعل تجربة
عبدالحي العلمية والعملية والأدبية تلزم من يتناولها أن يضع ما قالته الأستاذة عائشة وغيرها من متناولي
سيرته بجد في الاعتبار ففي مسائل المعرفة لا يجوز الابتسار ولا الإسقاط فالصورة تكتمل بالتفاصيل التي
لم نلم بجزء يسير منها وتبقى عوالم عبدالحي الشعرية البعيدة مفتوحة للتأويل .. وستكون الوقفة التالية
مع مداخلات الشاعرين الصديقين محمد جميل ومحمد مدني.
============================================================
• بالإضافة لما ورد فقد شهدت فترة تولي عبدالحي لمصلحة الثقافة ازدهار طباعة الكتاب بالمقارنة
بما كان قبلها.

Post: #53
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-27-2011, 02:13 PM
Parent: #52

مَرحى .. تُطلُّ الشمسُ هذا الصبحُ من أُفْقِ القَبول
لُغة على جسد المياه
ووهجُ مِصبَاحٍ منَ البلور في لَيلِ الجذورْ
و بعضُ إيماءٍ ورمزٍ مُستحيلْ

Post: #54
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-28-2011, 12:11 PM
Parent: #53

قال الشاعر محمد مدني:
كون قصيدة العودة إلى سنار تتنسجها دلالات لا تنفك تحيل، و بشكل مركزي، إلى مساءلة
مفاهيم الهوية، فهو في رأيي أمرٌ بدهي لا أرى سبباً للملل من تكراره بل ينبغي أن
يٌعمل على اختراق أراضٍ جديدة لتأويلات أكثر جسارة وأقدر على محاورتها بانفتاح
يتيح آفاقاً أرحب أمام المتلقي.

وستكون الوقفة التالية تأملات فيما طرحه الشاعر محمد مدني
في أمسية تأملات في العودة إلى سنار

Post: #55
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-29-2011, 12:33 PM
Parent: #54

من يا ترى يمنحني
طائراً يحملني
لمغاني وطني
عبر شمس الملح والريح العقيم
لغة تسطع بالحب القديم
ثم كانت كلمة شاعر : نافذة لا تغري الشمس محمد مدني .. في تأملات نقدية في العودة إلى سنار
بقراءة متأنية جديدة تكشف لماذا ظل عبدالحي يعيد مراجعة هذه الملحمة وقال: إن فضاءات العودة
إلى سنار تتضمن مساءلة مفاهيم الهوية بشكل مركزي وتبقى مفتوحة لتأويلات في عوالم عبدالحي
الفلسفية بلغتها المتفردة ورموزها وإشاراتها وأساطيرها من مختلف المسافات الزمانية،
المكانية والحضارية مع الاحتفاظ بالشاعرية العالية .. الهامسة/ الصاخبة معاً بصياغات تحويرية
لتوليفة جمعت الديني، الأسطوري، الصوفي، الحكاية الشعبية، الطوطم إضافة إلى موجودات الطبيعة
البكر من أشجار وجبال وحيوانات .. عبر عوالم تعصف بأذهان متأملي العودة إلى سنار جميعاً قراء،
متلقين، نقاداً وشعراء . وبالرغم من الحراك الراهن الذين يخلخل سنار الافتراضية وما اعتراها من
انفصال الجنوب وبعض اقتتال هنا وهناك، يبقى في مسيرة ملحمة العودة إلى سنار عبر دروب طويلة
عسيرة يقين بتحقق إكتشاف الحقيقية وعودة الأمر إلى جادة الاستقامة على وطن منسجم:

فلا شيءٌ نشازٌ، كل شيءٍ مقطعٌ، وإشارةٌ تمتد من وترٍ إلى وترٍ على قيثارة الأرض العظيمة .

Post: #56
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-31-2011, 05:57 PM
Parent: #55

كل عام وأنتم بخير والأماني تتحقق
والوطن يستقر ويستقيم

محمد جميل - الشاعر وصاحب رواية بر العجم
التي فازت بجائزة الطيب صالح للرواية
كان متحدثا في أمسية ذكرى عبدالحي ..
ومحمد جميل كتب حول تجربة عبدالحي منذ
أكثر من عشر سنوات وهو أحد الذين تأملوا
مليا في تلك التجربة الموحية .

Post: #57
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-03-2011, 07:13 AM
Parent: #56

محمد جميل: الكاتب والشاعر
قال في تلك الأمسية:

• شكلت تجربة محمد عبد الحي في التعبير عن الهوية اختراقا للمسكوت عنه ، وكان
هذا الاختراق جماليا ومعرفيا في نفس الوقت.

• الهوية التي أنتجها عبد الحي في شعره كانت تمثلا جماليا لمكون من مكونات
الهوية السودانية . ولقد جاءت الزنوجة والإفريقانية كعنصر في سياق دلالة على
هوية الوسط . وبطبيعة الحال لم يكن هذا التعريف الشعري يتضمن هويات زنجية
أخرى صرفة في الجنوب والغرب ، أي أن محمد عبد الحي كان يختبر هوية ناقصة
ويعيد تفسير مكون مسكوتا عنه في هوية سودان الوسط.

• نجح عبد الحي في مقاربة هوية ما للسودان عبر الشعر ، وبعيدا عن الايدلوجيا،
لكن نجاحه هذا أدرج الهوية الزنجية للسودان مشروطة بالإندماج في الهوية
العربية أي لم يكن هناك حديث عن هوية زنجية ناجزة وخالصة في مكونات السودان
السياسي ضمن رؤيته للأنا السودانية.

Post: #244
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 03-06-2012, 07:55 AM
Parent: #31

تحياتي لكم .. بين العودة إلى الرياض والعودة إلى سنار
أشياء كثيرة فقد رأيت في الخرطوم فبراير 2012 في محفل
زين وجائزة الطيب صالح للإبداع المثيرة للجدل رموز
الثقافة والأدب .. والتقيت صديقي الذي رأيته لأول مرة
عبدالغني كرم الله أكرمه الله ونعمه.. فما شهدت هنالك؟

Post: #58
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: علي محمود علي
Date: 09-03-2011, 10:04 AM
Parent: #1

كم هي جميلة أمسيات النادي الأدبي بالرياض
والأجمل ان تكون عن رجل في قامة د.محمد عبدالحي
ولكن ...
للأسف لم نتمكن من الحضور لظرف قاهر
لك التحية أخي محمد عبدالجليل وللدكتورة شيراز
وهنيئاً لكل من استمتع بهذا الكم المترع بالجمال

Post: #59
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: احمد الامين احمد
Date: 09-03-2011, 09:13 PM
Parent: #58

الرحمة والمغفرة لعبدالله الفقير العالم/ محمد عبدالحى محمود وعسى ان يسقى من الكوثر
وينعم بالشفاعة ويسير تحت لواء الحمد
ويقطف من تلك الفاكهة الكثيرة (لامقطوعة ولاممنوعة)
ويتفكه بطه ويس والواقعة
وينشد فى تلك الأرائك والزرابى والسرر الشعر مع
شهيد مؤتة شاعر الأنصار سيدى د عبدالله بن رواحة
وحسان بن ثابت وغيرهما من شعراء الصحابه
وعسى ان يلتقى شيخنا عبدالحى بالفردوس بصناجة العرب
ميمون بن قيس أبى بصير أعشى قيس (ادخله المعرى الجنة بواسطة من منا أمنا الزهراء و سيدنا على الكرار الذى زجر عنه الزبانية
وقد هموا بإدخاله لظى حمانا الله منها --راجع رسالة الغفران للمعرى -تحقيق عائشة بنت الشاطى -رحمها الله)
وعلى ذكر عائشة بنت الشاطى-رحمها الله
كتبت الاستاذة عشة موسى -أطال الله عمرها فى صالح الاعمال تقول عن فترة عبدالحى بليدز:
أن الجمهور لم يكن يصفق إستحسانا لخرائده مقارنة بصنوه عبدالمجيد حاج اللمين !!!!!!
هذه الغربة لشعر عبدالحى الصافى والمصفى (كماوصفه مصطفى سند فى رثائه عبدالحى
أمر قديم جدا مرده عدم تعود الجمهور الشعرى بالعربية لغة لا اقول العرب عنصرا
وتوجد شهادات عديدة تؤكد ذلك منها:
1- المهندس عبدالحى محمود والد محمد الشاعر ذكر أنه قال لإبنه محمد بعد زمن طويل من لقائهما
المجذوب الشاعر فى سنطور قطار الشمال وتحذيره الصبى يومها محمد من السير فى الطريق الشعرى الشائك
والمورث للفقر (عندما يكون الشاعر حقيقى كمحمد عبدالحى وقلة غيره) ذكر انه عاتب إبنه قائلا له ان الشعر الذى يكتب
شائك ومجهد للذهن العادى الذى يبحث عن الغنائية فقط فأخبره محمد ان الشعر أعقد من ذلك !!!!
2- المفكر جمال محمد أحمد (1916-1986) ذكر لوالد محمد عبدالحى 1965
عند عودته 1965 تقريبا من بيروت سفيرا عقب نشر مجلة حوار اشعار لعبدالحى
ان المثقفين اللبنانين الحداثين تحديدا قد أجهدوه فى السفارة بالسؤال عن محمد عبدالحى
وشعره الغريب الذى م يألفوه من قبل (وقتها كان عبدالحى طالبا بجامعة الخرطوم )...
ملحوظة: رثى محمد عبدالحى جمال محمد أحمد بقصيدة مقتضبة جدا تقريبا 6 أسطر بها
refraIN يتكرر وهى على هيئة الهايكو (نوع من الشعر اليابانى علمنا بوجوده من محمد عبدالحى
فى يحثه العجيب وصهره لعدة ثقافات ....
ملحوظة: لايوجد افضل من يتحدث عن مرجعية عبدالحى وشغفه بالكتاب تحديدا وحضارات العالم القديمة
من التشكيلى حسين جمعان (صمم ورسم لوحات حديقة الورد الأخيرة وكتاب اليونسكو بالانجليزية عن السياسة
الثقافيه بالسودان الذى كتبه بأرفع لسان شكسبيرى محمد عبدالحى .
3- مظفر النواب الشاعر الكبير والثورى الراقى الذى دفع ثمن صدقه
منافى وسجون وقهر وجوع وتشرد ببلاد الاخرين لانه لايجامل ولاينافق ولايتملق
ذكر عند زيارته للسودان فى الفترة عقب الإنتفاضة وقبل إنقلاب الترابى/ البشير ( كى لا أسمهيا الديمقراطية فاكتب مع الكاذبين)
تم إهدائه بالفندق مجموعة من دواوين الشعر السودانى من حقب مختلفة فأعترف ان الشعر الوحيد الذى أدهشه هو شعر
محمد عبدالحى لانه لايشبه اى شعر عربى بالمشرق او المغرب صادفه فى حياته وذكر أن هذا الشعر المحمدى حرى ان ينتشر فى الوطن العربى
وهنا تكمن اهمية أمسية النادى الأدبى بالرياض وجهد الاخ محمد عبدالجليل وغيره من السودانين فى نشر شعر وسيرة عبدالحى فى الوطن العربى
وهو للأسف امر كان من صميم الإعلام السودانى عبر مختلف عصور الدولة السودانية لكن يبدو أن الإعلام السودانى الرسمى مشغول
بأشياء اخرى ليس منها ثقافة وإبداع أبناء السودان على إختلاف مشاربهم .....
4- دكتور عبدالله الطيب وهدك من رجل ذكر فى اول تأبين لمحمد عبدالحى بقاعة الشارقة قبل أقل من عام من رحيله
أنه فى فتره عمله بجامعة سيدى محمد الخامس بالمغرب كان الأدباء المغاربة يسألونه بشدة عن اشعار عبدالحى
مع ملاحظة ان المغاربة تحديدا هم الأكثر حداثة وإنفتاحا على التيارات الأدبية المهاجرة من شمال المتوسط تحديدا
فرنسا مهد التيارات والمصطلحات المستحدثة فى التشكيل والشعر والرواية تحديدا....
5- الشاعر الرمز احمد عبدالمعطى حجازى أعترف فى مقال طويل بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية
أن شعر عبدالحى بغربته وثقافته وتجاوزه للمألوف فى محيطه العربى يسمو كثيرا
ويقف جنبا إلى جنب مع شعر الرومانسى الإنجليزى William Blake
لا دهشة حول عدم تعود الأذن التقليدية لشعر عبدالحى
ومن يريد فك طلاسمه عليه ملازمة الكتب ومسامرة كافة صنوف المعرفة
كى يستمتع بشعر ثقافى من شاعر مثقف جل عمره كان مبذولا للمعرفة
لذا صهر ثقافات وفنون عديدة فى قصائد ستبقى مابقيت اللغة ....
********
* مصادر هذه المداخلة رغم كتابتها من الذاكرة:
1- العدد الخاص من مجلة حروف (2/3) فى ذكرى عبدالحى
تحديدا حديث أسرة محمد عبدالحى للمسرحى عبدالله عبدالوهاب (عضو مقل بالمنبر )
والصحفى إبراهيم على إبراهيم.
2- حوار مع مظفر النواب بالسودان أجراه القاص محمد خلف الله سليمان( أرجو عدم الخلط مع القاص محمد خلف الله عبدالله)
منشور بمجلة العقل الجماعى ( توقفت بعد عددين تقريبا)
ختاما أثمن الوفاء النادر للأخ المحترم محمد عبدالجليل
الذى ظل يتحفنا وينعشنا ويفرحنا (رغم الحزن) كل عام ببوست
فى ذكرى رحيل أستاذنا الجليل محمد عبدالحى الذى يبقى فى قلوب وذاكرة
أجيال عديدة من طلابه بالجامعة وقراء إبداعه المتعدد وما أكثرهم.
ملحوظة: أرجو المعذرة على بعض الأخطاء الكتابية لظروف تختص بمفتاح الحروف الخاص بى

Post: #60
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 09-03-2011, 10:26 PM
Parent: #59

كل عام وأنت بخير يا أحمد الامين

ارجو ان يعذرني الأخ محمد عبد الجليل في مسابقته في التعليق على دخولك هذا الباب الذي فتحه..

والسبب هو اننا افتقدنا صوتك العالم الدقيق والوفي الحريص على امر ما يخص محمد عبد الحي

ولا تنفع كلمات الشكر ولا الثناء في هذا الشأن!

نسأل الله ان يتقبل دعاءك وان ي}جرك عليه ... رحمة الله على محمد عبد الحي وعلى والديه.

ماكتبته من الذاكرة جميعه صحيح ويمثل إشارات لملامح هامة في اسلوب محمد التفت اليها كل من قرأه من الكتاب والنقاد

ولا أريد ان اقول "العرب" فهناك عدة مقالات في ملاحق ادبية غربية وال Times Literary Supplement اوردت الآراء من خارج

السودان عن شعره ونثره

ربما نجد عندك او الدكتورة نجاة بعضا منها. ومن المؤكد ان بعضها يرقد عندي في المكتبة ينتظر من يبحث في امره.

ختاماً لك ولأسرتك الود والتحية.

Post: #61
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-04-2011, 07:51 AM
Parent: #58

الأخ علي محمود علي .. أكرمه الله ونعمه ..

آمل أن تتمكن من الحضور في القادمات .. لا سيما وأن
النادي الأدبي بالرياض قد فتح الباب لمساهمات
الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون التي أعلنت
منذ يومها الأول العزم على تقديم السودان في كل سانحة
عبر سياق ثقافي مبين

Post: #62
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 09-04-2011, 07:57 AM
Parent: #61

رحم الله الشاعر محمد عبد الحي

لك التحية الاخ محمد لهذا البوست الرائع الذي وثق لهذه الليلة الجميلة

Post: #63
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-04-2011, 11:23 AM
Parent: #62

الأخ الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد .. تحياتي لك ورمضان والعيد مبروكات
عليك والقادم أفضل بإذن عزيز مقتدر .. طلتك تضيف وتشرف وليتك
لو كنت معنا في ذكرى عبدالحي الـ 22 بأدبي الرياض، فتجربة عبدالحي
الشعرية لم تستقص جمعاً فما بالك دراسة ونقداً وتمحيصاً ، وطريق شعره
شائك كما ذكرت استعنا عليه في تلك الأمسية بالقراءة الدرامية والدفقة
الشعورية من إبنته شيراز فانتزعت تصفيق وإعجاب الحضور .. ثم ببعض
محطات حياته من خلال الحكي العفوي للأستاذة عائشة السعيد، وأخيراً بالأصدقاء
محمد مدني ومحمد جميل - رغم ضيق الوقت – فقد قاما بإعطاء الحضور إضاءات
في دهاليز العودة إلى سنار، ومذاك أنطلقت أسئلة المهتمين وسيبقى
(الشعر المحمدي) الذي أدهش مظفر النواب حاضراً في الأمسيات الثقافية
التي نرتادها عبر طريق الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون،
فميثاق أعضاء وعضوات الجمعية أن يسيروا شوط عرض الكتابة السودانية
الحقة عبر الوسائط الصحيحة حتى ييسر الله لإعلامنا رشدا يعيده لجادة تقديم
صورة الوطن كما ينبغي لا كما يريده البعض أدلجة .. وأقول لك يا أخي أحمد
الأمين لا زلنا في الجمعية نعمل بدفع الدهشة والفرح العميق ويقين أن رهان الكتابة
السودانية رابح ولو بعد حين .. وأختم بقولك حول عبد الحي:

(من يريد فك طلاسمه عليه ملازمة الكتب ومسامرة كافة صنوف المعرفة
كي يستمتع بشعر ثقافي من شاعر مثقف جل عمره كان مبذولا للمعرفة
لذا صهر ثقافات وفنون عديدة في قصائد ستبقى ما بقيت اللغة ....)

Post: #64
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-04-2011, 12:16 PM
Parent: #62

الاخ عمر عبدالله فضل المولى .. تحياتي لك وكل سنة
وأنت بخير .. وبيني وبينك أن تكون الأمسية بعنوان:
تأملات في العودة إلى سنار ومكانها النادي الأدبي
في الرياض بكل إنضاطيته العالية في الزمن بداية ونهاية
فهذا يعني أن الزمن لن يكفي حتى لأقل القليل .. ولكن
ما العمل؟ ألا يجدر تقديم ولو لمحة عن بعض إنجاز هذا
الشاعر العملاق، ونحن نشكو جهل أهل اٌلإقليم بالانجاز
الأدبي السوداني؟!!

ثم لما كوكب الرعب أضاء
ارتميت
ورأيتُ ما رايت:
مطرا اسود ينثوه سماء من نحاس وغمام أحمر
شجرا أبيض - تفاحاً وتوتا - يثمر
حيث لا أرض ولا سقيا سوى ما رقرق الحامض من رغو الغمام

وسمعت ما سمعت:
ضحكات الهيكل العظمي ، واللحم المذاب
فوق فوسفور العباب
يتلوى وهو يهتز بغضات الكلام

Post: #65
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-04-2011, 01:47 PM
Parent: #62

group3.JPG Hosting at Sudaneseonline.com



group2sa.JPG Hosting at Sudaneseonline.com



group1.JPG Hosting at Sudaneseonline.com



group2w.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


group4.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


بعض صورة الأمسية التي التقطها الفنان الماهران
محمد آدم وعصمت

Post: #66
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-05-2011, 10:10 AM
Parent: #65

كتبت الأستاذة عائشة السعيد في بعض ردها على مداخلة
الأستاذ/أحمد الأمين أحمد:


ولا أريد ان اقول "العرب" فهناك عدة مقالات في ملاحق
ادبية غربية وال Times Literary Supplement اوردت الآراء من خارج
السودان عن شعره ونثره

ربما نجد عندك او الدكتورة نجاة بعضا منها. ومن المؤكد ان بعضها
يرقد عندي في المكتبة ينتظر من يبحث في امره

============================================================

Post: #67
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: احمد الامين احمد
Date: 09-05-2011, 09:04 PM
Parent: #66

كتب الأخ/ محمد عبدالجليل :
Quote: كتبت الأستاذة عائشة السعيد في بعض ردها على مداخلة
الأستاذ/أحمد الأمين أحمد:

ولا أريد ان اقول "العرب" فهناك عدة مقالات في ملاحق
ادبية غربية وال Times Literary Supplement اوردت الآراء من خارج
السودان عن شعره ونثره

ربما نجد عندك او الدكتورة نجاة بعضا منها. ومن المؤكد ان بعضها
يرقد عندي في المكتبة ينتظر من يبحث في امره

تحية وشكر للأخ محمد عبدالجليل وللمربية الفاضلة
الأستاذة/ عائشة موسى على حسن الرد فى مقام الرحمة
والفردوس والحوض والشفاعة للفقير لرحمة مولاه/
محمد عبدالحى محمود(1944-1989) الذى يحيا بيننا
معرفيا وجماليا وسيظل مثلما عاش معنا اسلافه من لدن
المعرى/ شيللى/هومر/دانتى/ شيللر /بوشكينو غيرهم من
أساطين القريض فى أممم والسن وملل مختلفة..
ردا على بيان الأستاذة عائشة حول مقالات/ مختلفة لعبدالحى
قد تكون مطمورة فى ذواكر الكثير من محبيه وهم كثر( شهد مصطفى سند
بإفتقاد الواقفون بباب عبدالحى الجمالى للسعة لكثرتهم
قصيدة سند فى رثاء عبدالحى العمال الكاملة سند)....
أقول :الشعر المدهش لعبدالحى قد حجب عن جمهرة متابعيه نهرا عذبا فراتا
من إبداعه المتعدد هو الكتابات النثرية التى يكتبها عبدالحى بلغة عالية الشفافية ويشحنها بعمق معرفى
ومرجعى عليه نرجو من المهتمين وأسرة الشاعرر تحديدا تعقب كتاباته النثرية فى مظان متعددة
ونشرها فى كتاب يحمل عنوان :
محمد عبدالحى : الكتابات النثرية
ويمكن ذكر بعض من كتباته تلك ومظان نشرها:
• مقاله النقدى عن شعر جيلى عبدالرحمن (منشور بمجلة كلية الأداب –جامعة الخرطوم وهى متوفرة بكامل اعدادها بمكتبة الجامعة ومكتبة كلية الأداب.
1- مقاله عن شعر المجذوب تحديدا نار المجاذيب ومنشور كذلك بذات المجلة .
2- مقاله عن النيجيرى الروائى حامل نوبل 1986 شوينكا قبل نيله الجائزة ومنشور باكثر من صحيفة قبل وعقب رحيله ( سبق ان انزلته ببوست عن شوينكا لفضيلى جماع بهذا المنبر)
3- إلى جانب الحوارات العدية المختلفة التى اجريت معه خصوصا ان أجاباته فى تلك الحوارات تشكل بعض مفاتيح فهم شعره وشخصيته وهى اكثر من 20 حوار اهمها :-
4- حوار مع المسرحى عبدالله محمد إبراهيم منشور بصحيفة السياسة السودانية 1987 (متوقفة ) وحواره مع الناقد عبدالمكرم عقب زوال نميرى –كى لا اقل الإنتفاضة -( فى كاسيت تم تفريغ جزء منه فى مجلة حروف) وحواره مع الصحفية رباب حسين (مجلة حروف) ويكتسب اهميته كونه الحوار ربما الأخير فى حياته الأولى على هذه الفانية وحواره مع تلميذته سعاد تاج السر (الأن دكتور) ومنشور كذلك بصحيفة السياسة قبل عهد الترابى/ البشير وتكمن اهميته فى نفض عبدالحى يده عن الثنائية فى تكوين الأمة وقبوله مثل ملكوم اكس او مالك شيباز عقب حجه بكة
5- أن الإنسان هو الانسان واحد دون توتر وسؤال مزعج حول عرق ......
6- كل هذه الثروة التى خلفها عبدالحى يمكن ان ترى النور على هيئة كتاب يساعد الأجيال القادمة على فهم شعره وعصره ... شأن التجانى يوسف بشير وبدرجة اقل خليل فرح تم كتابة الكثير عن شعر محمد عبدالحى (1944-1989) عقب رحيله الوجودى ويمكن جمهرة المقالات النقدية المكتوبة عن شعر عبدالحى –إن تم جمعها – أن تظهر فى كتاب لايقل عدد صفحاته عن 200 صفحة تشكل ثروة ترفد الأدب السودانى وهنا تكمن عبقرية وجود وثراء فكر عبدالحى الذى الهم غيره الكتابة عبر التأمل والإرتكاز على إبداعه الثر (مثل شكسبير عند قومه الذين طبعوا معجما خاصا بمفرداته وصوره ومجازاته وبدرجة أقل ديكنز الذى كتب قومه شخصياته واحداثه المتخيلة علد جدر الكنائس وبعض الحدائق بإعتبأرها احداث واقعية جرت يوما ما )...واشهر تلك الدراسات ماكتبه التشكيلى حسين جمعان بصحيفة السياسة السودانية وقتها كان عبدالحى فى اخر زيارة له للندن وتعتبر هذه الدراسة أجمل ماٌقرات حول شعر عبدالحى وهى بعض ماحفتح له مغاليق شعره العصى خصوصا مرجعيته الضخمة فى التشكيل والموسيقى والكتب والتاريخ والديانات حتى الوثنية منها إلى جانب البيئة الطبيعية ومخلقوات الله المسبحه بحمده تعالى والتى ترعى حرة فى شعر عبدالحى كالفهد والفأر والأرنب والغراب والحمامة وغير ذلك كالتنين والذئب والسمندل !!!! إلى جانب دراسة سامى سالم حول طبعات العودة إلى سنار ونشرت بمجلة الأشقاء (متوقفة لكن صاحب إمتيازها هو الباقر احمد عبدالله ناشر صحيفة الخرطوم ويمكن العثور على تلك المقالات بها ....
7- هنلك دراسة اخرى عميقة وممتعة جدا عن شعر عبدالحى كتبها ضابط سجون (نعم ضابط سجون) إسمه نواى ولعله من تلاميذ عبدالحى بالجامعة ومنشورة بصحيفة الإنقاذ بها ثراء نقدى ممتع ومعرفة حقيقية بعوالم ومقاصد عبدالحى .....نطمع ان نطالع يوما ما هذه المقالات النقدية حول شعرر عبدالحى فى كتاب ...

يمكن كذلك طباعة المراثى الشعرية التى كتبها الشعراء السودانيون
فى مقام عبدالحى عقب رحيله وهى مراثى جميلة جدا.. لشعراء من مدارس مختلفة
لعل اهمها مرثية عبدالله الطيب (1921-2003) لتلميذه القديم عبدالحى
-رغم رأى عبدالله الطيب فى شعر الحداثة – لكن عبقرية عبدالحى والضوء الباهر
لشعره ربما جعل عبدالله الطيب يرى مايشده لشاعر حداثى كعبدالحى مع ملاحظة ان عبدالله الطيب ضنين برثاء الشعراء تحديدا ولم اقف له على مرثية لشاعر سوى بكائيته لصاحب الشارفة والنار المجذوب ونونينه الشهيرة فى رثاء الرومانسى محمد عبدالقادر كرف ...
(مرثية عبدالله الطيب لعدالحى انشدها من ورقة وقوفا بقاعة الشارقة
الشهيرة فى اول تأبين لعبدالحى وجرى نشرها بصحيفة الإنقاذ الوطنى )

من مراثى الشعراء لعبدالحى كذلك ماكتبه مصطفى سند وهى مثبتة فى أعماله الكاملة وديوان اخر
وكذلك مرثية عبدالقادر الكتيابى و يوسف الحبوب ( تم إنشادها بسهرة عن عبدالحى
قدمت بالإذاعة شتاء 1993 ومنشورة كذلك بمجلة الدستور اللندنية إلى جانب مرثية خالد عبدالله
(منشورة بصحيفة الإنقاذ الوطنى واملك نسخة منها )....
ختاما أعتذر عن الإطناب لكن عبدالحى –رحمه الله – فى رسالة لعلها ألأخيرة
لصديقة الشاعر عمر عبدالماجد (له ديوان اسرار تمبكتو القديمة وهو مختص بالتأريخ الأفريقى وسفير سابق ومحاضر بقسم الترجمة جامعة جوبا ( مؤكد قبل الإنفصال ) ذكر أنه يكتب كتابة ربما نثرية على هيئة إشارات فهل توجد مسودات من هذه الإشارات التى أثق أنها تكون اجود ماكتب إن تم العثور عليها لانه كتبها فى خواتيم عمره وأكيد يكون بها عصارة حكمته ...
سلاما على عبدالحى وجميع امواتنا فى العالمين .
*تنبيه:
الأخطاء فى الكتابة وقبح التنسيق بهذه المداخلة تحت مسؤولية مفتاح الحروف بجهازى المحمول
مبعث الإعتذار المتكرر حول ذلك دقة عبدالحى بصحة الكتابة وقد نبهنا المفكر (نعم المفكر وبدرجة شرف)
عبدالله على إبراهيم أحد عارفى فضل عبدالحى ان عبدالحى صحح فى صمت الكثير من الأخطاء التى ظهرت فى شعر التجانى يوسف بشير
عند طباعة إشراقة عدة مرات وقد فعل ذلك فى صمت كما نبهنا عبدالله (راجع أنس الكتب -مقال إشراقة كيف إحطوطب بعد اعشوشب)
وعلى المستوى الشخصى شهدت عبدالحى -رحمه الله فى محاضرة بمكتبة حول التصويرية فى الشعر الإنجليزى بجامعة الخرطوم 1988 يصوب نطق طالب إسمه بدوى إبراهيم بشير
لكلمة influence عدة مرات حتى صوب لسانه دون كلل....كماشهدت صحفية إسمها رباب أنه عبدالحى صوبها حين ذكرت عبارة العودة لسنار وهى تقصد العودة إلى سنار!!!!!
إنتهى

Post: #68
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-06-2011, 06:55 AM
Parent: #67

الأخ الأستاذ/أحمد الأمين أحمد – أكرمه الله ونعمه

آمل أن تطنب ونص .. فلمثل ما أضفت يكون الانتظار والترقب والرصد
فبعد أن ظللنا نردد أن أشعار عبدالحي تكضب الغطاسين .. تدهشنا بلغتها وموسيقـاها
وبنائها العجيب وعوالمها البلاحدود، ونعرف إستنادها على فلسفة وتاريخ وعلوم واساطير ورحلات حقيقية
ومتخيلة، ولكن .. وللأسف .. لا زال البحث (الفردي) جارياً للملمة لكثير من إنجاز عبدالحي
النثري والشعري أيضاً .. فأسمح لي أخي أن التقط بعض ما ورد في مداخلتك من إنجاز
عبدالحي ووضعه منفصلاً لتسهيل البحث والسؤال:

- قصيدة سند في رثاء عبدالحى الأعمال الكاملة سند
- مقاله النقدى عن شعر جيلى عبدالرحمن (منشور بمجلة كلية الأداب – جامعة الخرطوم)
- مقاله عن شعر المجذوب تحديدا نار المجاذيب ومنشور كذلك بمجلة كلية الأداب –جامعة الخرطوم
- حوار مع المسرحى عبدالله محمد إبراهيم منشور بصحيفة السياسة السودانية 1987 (متوقفة )
- حواره مع الناقد عبدالمكرم عقب زوال نميرى (في كاسيت تم تفريغ جزء منه في مجلة حروف)
- حواره مع الصحفية رباب حسين (مجلة حروف) - ربما حواره الأخير
- حواره مع تلميذته سعاد تاج السر (الأن دكتور) ومنشور كذلك بصحيفة السياسة قبل عهد
الترابى/ البشير وتكمن أهميته فى نفض عبدالحى يده عن الثنائية فى تكوين الأمة وقبوله
مثل ملكوم اكس او مالك شيباز عقب حجه بكة أن الإنسان هو الانسان واحد دون توتر وسؤال مزعج حول عرق ......
- المقالات والدراسات حول أعمال عبدالحي.
- دراسة حسين جمعان بصحيفة السياسة السودانية.
- دراسة الناقد سامى سالم حول طبعات العودة إلى سنار ونشرت بمجلة الأشقاء (صحيفة الخرطوم)
- دراسة أخرى عميقة وممتعة جدا عن شعر عبدالحى كتبها ضابط سجون (نعم ضابط سجون) إسمه نواى ولعله
من تلاميذ عبدالحى بالجامعة ومنشورة بصحيفة الإنقاذ بها ثراء نقدى ممتع ومعرفة حقيقية بعوالم
ومقاصد عبدالحى
- مرثية د. عبدالله الطيب (1921-2003) لتلميذه القديم عبدالحى
- مرثية الشاعر مصطفى سند لعبد الحي (الاعمال الكاملة لسند)
- مرثية عبدالقادر الكتيابي لعبد الحي (قدمت بالاذاعة شتاء 1993) وبمجلة الدستور اللندنية
- مرثية يوسف الحبوب لعبد الحي (قدمت بالاذاعة شتاء 1993) وبمجلة الدستور اللندنية
- مرثية خالد عبدالله بمجلة الانقاذ (نسخة لدى الأستاذ/احمد الأمين أحمد)
- الرسالة ربما الأخيرة لصديقة الشاعر عمر عبدالماجد (له ديوان اسرار تمبكتو القديمة وهو
مختص بالتأريخ الأفريقى وسفير سابق ومحاضر بقسم الترجمة جامعة جوبا ( مؤكد قبل الإنفصال
ذكر أنه يكتب كتابة ربما نثرية على هيئة إشارات فهل توجد مسودات من هذه الإشارات التي
أثق أنها تكون اجود ماكتب إن تم العثور عليها لأنه كتبها فيخواتيم عمره وأكيد يكون بها
عصارة حكمته ...
- راجع: أنس الكتب - مقال (إشراقة كيف إحطوطب بعد اعشوشب)

Post: #69
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-06-2011, 10:08 AM
Parent: #68

لم يَكنْ خَيْطَ فَجْرٍ تــّوهنَ
في آخِرِ الليلِ
أو غَسَقـاً في الدُّرُوبْ
كان شمسَاً .... نهارْ

الشاعر محمد جميل
من قصيدته في رثاء عبدالحي

Post: #70
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-06-2011, 01:01 PM
Parent: #69

كتب الأستاذ/أحمد الأمين أحمد:

كل هذه الثروة التى خلفها عبدالحى يمكن ان ترى النور على هيئة كتاب يساعد
الأجيال القادمة على فهم شعره وعصره ... شأن التجانى يوسف بشير وبدرجة اقل
خليل فرح تم كتابة الكثير عن شعر محمد عبدالحى (1944-1989) عقب رحيله
الوجودى ويمكن جمهرة المقالات النقدية المكتوبة عن شعر عبدالحى –إن تم
جمعها – أن تظهر فى كتاب لايقل عدد صفحاته عن 200 صفحة تشكل ثروة ترفد
الأدب السودانى وهنا تكمن عبقرية وجود وثراء فكر عبدالحى الذى الهم غيره
الكتابة عبر التأمل والإرتكاز على إبداعه الثر.


====================================================================

Post: #71
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-07-2011, 08:12 AM
Parent: #70

قال الأديب السعودي محمد السحيمي:

كنت أقول دوما بأن الشعر العربي كتب ليغنى...فهو مموسق معظمه مقفى ويصلح للحن...اما
الشعر السوداني فهو ملحمي/أسطوري يصور قبل أن يموسق أو يغنى، فهو الشعر العربي
الملحمي الذي نرى فيه العمق الصوفي، الحياة الاجتماعية السودانية ، والرموز القبلية
وهو مشروع بحث إنساني متكامل . كما في كتابات الطيب صالح في بندر شاه مثلا حيث
العمق الصوفي والحياة السودانية بتنوعها...وعبد الحي غلب عليه ايضا العمق الصوفي
الذي يعتبر احد أصول الدين فى السودان..وهذا واضح فيما ذكرته الأستاذة عائشة حول
رؤيته في المنام للإمام البصيري مثلا.

Post: #72
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: صديق الموج
Date: 09-07-2011, 08:22 AM
Parent: #70

محمد عبد الجليل العيد مبارك عليك
نحن تحت غبار طاحونة الحياة ال########ه دى
بقى الشر يفوتنا والخير يفوتنا..
التحيه للخالد محمد عبد الحى وطاب حيا وميتا،،،

Post: #73
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: الشيخ صالح محمد
Date: 09-07-2011, 08:51 AM
Parent: #72

الأخ محمد عبدالجليل
كل سنة وأنت طيب والعيد مبارك عليك
شكرا لتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض
احتفاء بالراحل محمد عبدالحي
كتر خيرك يازول يارائع

Post: #74
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-07-2011, 09:09 AM
Parent: #73

يشبعك حد الارتواء
ما ترك
ولا يُشبع بعضَ قليِلهِ
كُلّ الكلامِ فيه وعنه


غفر الله له
وأسكنه الجنة
وعاشت ذكراه حيّة
تمشي بين الناس

Post: #75
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: احمد الامين احمد
Date: 09-07-2011, 11:12 AM
Parent: #74

تحية وإحترام الأخ/ محمد عبدالجليل وعموم قراء محمد عبدالحي
ومن أشهر الدراسات التى تمحورت حول مطولته المجهدة (كماوصفها صاحبهافى رسالة لصديق ) العودة إلى سنار تلك الدراسة اتى كتبها السياسى والأكاديمى الشهير محمد محجوب هرون (الأن دكتور) حول نظرية الفيض الصوفية/المعرفية فى ديوان العودة إلى سنار حيث وظف محمد محجوب هرون خبرته الأكاديمية الأولى فى الفلسفة وعلم النفس وقراءته البكر فى التصوف الإسلامى محاولا تفسير العودة إلى سنار عبر الإرتكاز على نظرية الفيض الشهيرة فى التصوف (الدراسة عميقة ورصينة منشورة بالعدد الأول من مجلة سنابل (متوقفة) وصاحب المقال هو ناشرها ويمكن الحصول على نسخة من المقال منه بجامعة الخرطوم حيث يعمل وتقريبا أملك نسخة من المقال لكن ليس فى متناول يدى الأن او قريبا من الأن والله اعلم بذلك ....
كذلك من اعمق الدراسات حول شعره –رحمه الله – مقال المسرحى/التربوى الراحل عبدالله محمد إبراهيم تحت عنوان (التفسير الدينى للتأريخ فى قصيدة معلقة الإشارات ) منشور بملف الدستور حول شعر عبدالحى وتكمن قيمة هذه الدراسة كونها متمحورة حول قصيدة لعبدالحى لم يلتفت إليها النقاد كثيرا هى معلقة الإشارات –تلك النبوية فى مقام التأريخ – أضف لمعرفة كاتب المقال العميقة لعبدالحى ومحاورته إياه حول ثنائية الفكر والوجود ووحدتهما العام 1987 بصحيفة السياسة (متوقفة) إلى جانب إهتمامه كذلك بالدولة السنارية وطبقات ود ضيف الله أحد الأنهار العذبة التى سقت عبدالحى ....
على ذكر معلقةالإشارات هذه النبوية المنسية كتب كذلك عنها شاعر أمتى محمد المكى إبراهيم مقالا نقديا عميقا بوصفها قصيدة نورانيةشحنه بمعرفة ومصطلحات صوفية عميقة جدا (قمت بإنزال المقال ببوست سابق حول عبدالحى العام الماضى تقريبا ).....
هنالك إشارة حضارية وإنسانية حول عبدالحي تفضل بها علينا القاص والمفكر الكونى الراحل جمال عبدالملك إبن خلدون (توفى 2001) كتبها بالصفحة الأخيرة من صحيفة السياسة (اكرر متوقفة ) كان وقتها عبدالحى فى أخر زيارة لإنجلترة فحملت الرياح الجنوبية من هناك نبأ مداهمة المرض له مرة أخرى فكتب إبن خلدون السودانى منوها بشاعرية وقيمة عبدالحى كشاعر فى عصر لن يجود كثيرا بالشعراء ذاكرا صعوبة ميلاد شاعر وسط أمة إلا لماما وختمه بشهادة تعتبر أرفع وساما ناله عبدالحى فى حياته حيث ذكر إبن خلدون أن جامعة الخرطوم (مخدم عبدالحي) خصصت قديما مبلغا لعلاجه فبادر عبدالحى بروح عالية الشفافية بالتبرع بهذا المبلغ لعلاج نجل إبن خلدون المصاب بمرض عضال أودى بحياته لاحقا ويلاحظ هنا أن أحد المعقبين على الندوة بالرياض أحتج على مصطلح الثور الألهى المقدس عند الدينكا كبرى قبائل السودان واكثرها طقوسا (قبل الإنفصال بالطبع ) والذى ورد فى ثنايا وهامش العودة إلى سنار بإعتباره- رمزا غير إسلاميا حسب ديانة المتحدث والشاعر الذى مات على ذلك بحمده ....إبن خلدون-رحمه الله من ملة أخرى لكن لم يزعج محمد عبدالحي نفسه كإنسان مرهف قبل كون شاعر لايشق له غبار نفسه الشفافة بالوقوف او السؤال عن مله من تبرع له لأجل الشفاء البدنى لانه روح ونفس عبدالحى –رغم الداء البدنى – كانت سليمة ومعافاة لاتشغل نفسها بالسؤال المزعج عن معتقد ودين الناس بل تبحر بلاحدود فى محاولة رتق فتق الأمة منذ الأزل معبرا عن مجمل طقوس وسمات البشر الذين أستوطنوا رقعة معينة ...
السؤال عن المعتقد يختص به رب العالمين فقط فى يوم لم يأتى بعد لكنه حتما سيأتى عندها
تفتح السماء فتكون ابواب وتسير الجبال فتكون سرابا
عندها سنأتية جميعا أفواجا
حتى ذلك اليوم العسير
سلاما على إأبن خلدون ومحمد عبدالحى
وعلى سيدنا عيسى وشفيعنا محمد فى العالمين
......
**ملاحظة:
طبيعة وتنوع أصوات ومناخات وصور قصيدة العودة إلى سنار
ودراميتها الثرة تؤهلها للظهور عبر الصوت فى أسطوانات مدمجة
عبر قراءة رمزية درامية بأصوات محترفة أسوة بقصيدتى:
The Ancient Mariner
للرومانسى الإنجليزى صمويل كولرديج و
The Waste Land
لطوماس إستريناس إليوت التى ظهرت قبل اشهر قليلة فى أسطوانة مدمجة
مع ملاحظة ظهور عدة محاولات للمعالجة الدرامية للعودة إلى سنار
عبر المسرح والإذاعة والتلفزيون كالتى قدمها الراحل محمد خيرى أحمد
وأرشح الشاعر والمسرحى والروائى والقاص يحي فضل الله دون سواه
بحسه الدرامى والجمالى العالى مسلحا بصوته الواضح القوى
أن يكون من يقرأ العودة إلى سنار على أسطوانة مدمجة
إن كتب لها الظهور على ذاك الوسيط لتخرج من سطوة
الكتاب والقراءة لتعانق الأذن ويستمتع بها حتى غير المتعلمين للقراءة
وما أكثرهم فى وطننا بفضل الحكومات المتعاقبة الى فشلت فى جعل التعليم
ضرورة كالخبز والماء والهواء

Post: #76
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: حمزاوي
Date: 09-07-2011, 12:26 PM
Parent: #75

سلام على شاعرنا محمد عبدالحي في العليين
والتحية للاخت عائشة السعيد
والتحية للابنة دكتور شيراز

محمد عبدالجليل شقيقي
مسكاقمي
كل سنة وانت طيب وعيد سعيد

Post: #85
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-10-2011, 06:50 AM
Parent: #76

الاخ - حمزاوي - تحياتي وكل سنة والوطن
يتعافى وينسجم والعودة إلى سنار كما
(المطر للطين وتصدق الأشواق)

Post: #79
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-08-2011, 10:41 AM
Parent: #74

الاخ - بله محمد الفاضل - تحياتي لك وكل سنة وإنتا طيب

رحم الله محمد عبدالحي محمود .. فقد غاص عميقاً في الادب
والشعر والتصوف والفلسفة .. ولم يستطع أحد بعد أن يعلن
أن المنتج الشعري والنثري لعبد الحي قد تم حصره وربما
ليس من الحكمة الانتظار وترك شيء لشيء .. ففي كل سانحة
إضاءة وإضافة إن أُستطيع إليها سبيلا .. وأمة بلا ذاكرة ..
أمة بلا تاريخ.. فمعاً لجمع: ماذا كتب عبدالحي .. لكيلا
تأتي الدراسات النقدية لأعماله وقد (غابت عنها أشياء)
مما أبدع الرجل.

Post: #78
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-08-2011, 10:00 AM
Parent: #73

الاخ - الشيخ - تحياتي لك وكل عام والأماني تتحقق

تجري المحاولات الآن لإنزال الأمسية صورة وصوت

ليكتمل توثيق ما تضمنته الأمسية ..

Post: #77
Title: Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-08-2011, 09:26 AM
Parent: #72

الاخ - صديق - تحياتي والعيد مبارك عليك .. توقعتك
حاضر فعهدي بك باحث عن دقائق وغرائب المعاني في الشعر
والنثر .. فكيف والأمسية تأملات في العودة إلى سنار
التي تعرف ..

ثم .. نلوذ بعبد الحي وصحبه كلما غامت سماواتنا بسحب
كذاب عسى ..

Post: #80
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Dr Salah Al Bander
Date: 09-08-2011, 10:58 AM
Parent: #77


الرحمة للحبيب محمد عبد الحي في الاعالي ...
-------------------------------------
على المستوى الشخصي كان تأثيره على ادراكي المبكر لتعقيدات الهوية السوداني كالسونامي لم اتعافى من زلزاله بعد وانا اقترب من الـــ 60 عاماً ...
وقد سعدت برفقته الودودة في مطلع السبعينيات في أوكسفورد واتحفني برعايته زمنذاك وأنا في ريعان الشباب ... ويالها من أيام ....
..... واصلتها بعد ذلك بصورة متفرقة ... ومتعددة ... أعانني عليها الصديق الحبيب سعد - شقيق المرحوم الخالد - بين الاسكندرية وودمدني والخرطوم ومنزلنا في حي العرب بأمدرمان...
فيالها من ذكريات ....
هل تذكر ذلك ياسعد .... الحضور الطاغي والدائم للدكتور محمد عبد الحي وهو بعيد عنا ...
هل تذكر جلساتنا مع والدي المرحوم عباس بندر وشقيقي المرحوم مرتضى؟ ومنافشاتنا ومسامراتنا ....

كنت أعد، بأجتهاد بين واخلاص، للاحتفاء بأرثه في ذكرى مرور 20 عاما على رحيل محمد عبد الحي برعاية مؤسسة المجتمع السوداني (مواطن) .
وناقشت المقترح مع ابنته الدكتورة شيراز عند مقابلتنا في كيمبردج قبل سنوات ... ولكن انقطع الاتصال معها للتنسيق ... فيا للأسف ..
لذلك اشعر بسعادة بالغة ان المبادرة تحققت في الرياض السعودية بينما كان من المفترض ان تكون في الخرطوم السودانية ...
.... لأهل الرياض - من السودان أو أهل نجد - التجلة والاحترام ....

ولاسرته الكريمة ممثلة في شيراز العرفان ... للدكتورة سعاد المودة ... وللحبيب سعد عبد الحي، أينما كان، أقـــــول :
يا حزن المداخيل الصغيرة ...
يا حزن المداخيل أمنحنا نسمة ....
امنحنا نسمة ....
أمنحنا نسمة ...


______
لا حول ولا قوة إلا بالله

Post: #81
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-08-2011, 11:54 AM
Parent: #80

الأخ الأستاذ/أحمد الأمين تحياتي
سأواصل استخدام مداخلاتك المفيدة كمصدر موثوق وموثق لكتابات عبدالحي
أو حول تجربته حتى يأتي اليوم الذي تصبح فيه جميعها متاحة بشكل يسهـل
على الباحثين الوقوف على هذه التجربة الكبيرة:

- السياسى والأكاديمى الشهير محمد محجوب هرون (الأن دكتور) حول نظرية الفيض الصوفية/المعرفية
فى ديوان العودة إلى سنار حيث وظف محمد محجوب هرون خبرته الأكاديمية الأولى فى الفلسفة
وعلم النفس وقراءته البكر فى التصوف الإسلامى محاولا تفسير العودة إلى سنار عبر الإرتكاز
على نظرية الفيض الشهيرة فى التصوف (الدراسة عميقة ورصينة منشورة بالعدد الأول من مجلة
سنابل (متوقفة) وصاحب المقال هو ناشرها ويمكن الحصول على نسخة من المقال منه بجامعة
الخرطوم حيث يعمل وتقريبا أملك نسخة من المقال لكن ليس فى متناول يدى الأن او قريبا من
الأن والله اعلم بذلك ....

- مقال المسرحى/التربوى الراحل عبدالله محمد إبراهيم تحت عنوان (التفسير الدينى للتأريخ فى
قصيدة معلقة الإشارات ) منشور بملف الدستور حول شعر عبدالحى وتكمن قيمة هذه الدراسة كونها
متمحورة حول قصيدة لعبدالحى لم يلتفت إليها النقاد كثيرا هى معلقة الإشارات –تلك النبوية
فى مقام التأريخ – أضف لمعرفة كاتب المقال العميقة لعبدالحى ومحاورته إياه حول ثنائية
الفكر والوجود ووحدتهما العام 1987 بصحيفة السياسة (متوقفة) إلى جانب إهتمامه كذلك
بالدولة السنارية وطبقات ود ضيف الله أحد الأنهار العذبة التى سقت عبدالحى ....

- شاعر أمتى محمد المكى إبراهيم مقالا نقديا عميقا بوصفها قصيدة نورانية شحنه بمعرفة ومصطلحات
صوفية عميقة جدا (قمت بإنزال المقال ببوست سابق حول عبدالحى العام الماضى تقريبا ).....

- هنالك إشارة حضارية وإنسانية حول عبدالحي تفضل بها علينا القاص والمفكر الكونى الراحل
جمال عبدالملك إبن خلدون (توفى 2001) كتبها بالصفحة الأخيرة من صحيفة السياسة (اكرر متوقفة )
كان وقتها عبدالحى فى أخر زيارة لإنجلترة فحملت الرياح الجنوبية من هناك نبأ مداهمة المرض له
مرة أخرى فكتب إبن خلدون السودانى منوها بشاعرية وقيمة عبدالحى كشاعر فى عصر لن يجود كثيرا
بالشعراء ذاكرا صعوبة ميلاد شاعر وسط أمة إلا لماما وختمه بشهادة تعتبر أرفع وساما ناله عبدالحى
فى حياته حيث ذكر إبن خلدون أن جامعة الخرطوم (مخدم عبدالحي) خصصت قديما مبلغا لعلاجه فبادر
عبدالحى بروح عالية الشفافية بالتبرع بهذا المبلغ لعلاج نجل إبن خلدون المصاب بمرض عضال أودى
بحياته لاحقا


- طبيعة وتنوع أصوات ومناخات وصور قصيدة العودة إلى سنار ودراميتها الثرة تؤهلها للظهور عبر
الصوت فى أسطوانات مدمجة عبر قراءة رمزية درامية بأصوات محترفة أسوة بقصيدتى:

The Ancient Mariner

للرومانسى الإنجليزى صمويل كولرديج و

The Waste Land

لطوماس إستريناس إليوت التى ظهرت قبل اشهر قليلة فى أسطوانة مدمجة مع ملاحظة ظهور عدة محاولات
للمعالجة الدرامية للعودة إلى سنار عبر المسرح والإذاعة والتلفزيون كالتى قدمها الراحل محمد
خيرى أحمد وأرشح الشاعر والمسرحى والروائى والقاص يحي فضل الله دون سواه بحسه الدرامى والجمالى
العالى مسلحا بصوته الواضح القوى أن يكون من يقرأ العودة إلى سنار على أسطوانة مدمجة
إن كتب لها الظهور على ذاك الوسيط لتخرج من سطوة الكتاب والقراءة لتعانق الأذن ويستمتع بها حتى
غير المتعلمين للقراءة وما أكثرهم فى وطننا بفضل الحكومات المتعاقبة الى فشلت فى جعل التعليم
ضرورة كالخبز والماء والهواء.
=======================================================================================
ومرة أخرى يا أخي أحمد ليتك لو أفضت في تناولك (مصطلح الثور الألهى المقدس) في العودة والذي كان
مثار سؤال طرحه أحد الحضور .. وبالمناسبة فعند طرح السؤال كان ضابط وقت الندوة يشير بأن وقت
النادي قد شارف على الإنتهاء .. وكان الشاعر محمد مدني رافعاً يده يريد الإجابة على سؤال السائل
واستخدمت حق (الرؤساء) غير المشروع بأن قلت للسائل لا نريد أن نخضع الأدب لمحاكمات عقائدية ..
طافت بذهني أمدرمان تحتضر للشاعر محمد الواثق:

لا حبذا أنت يا أمدرمان من بلد
أمطرتني نكداً لا جادك المطر
من صحن مسجدها حتى مشارفها
حط الخمول بها واستحكم الضجر
ولا أحب بلاد لا ظلال بها
يظلها النيم والهجليج والعشر
ولا أحب رجالا من جهالتهم
أمسي وأصبح فيهم آمن زفر
أكلما قام فيه شاعر فطن
جم المقال نبيل القلب مبتكر
ضاقوا بهمته واستدبروا جزعاً
صم القلوب وفي آذانهم وقر

وقفزت للذاكرة محاكمة أدبية في التلفزيون السوداني في بداية
الثمانينات من القرن الماضي كانت القصيدة في قفص الاتهام
ومحمد الواثق ممثل الدفاع ود. المليك وأديب آخر مثلا الإتهام
وحمي وطيس المحاكمة فقال الواثق : (ما هكذا يحاكم الأدب)..

أيضاً ليتك لو سجلت رأيك حول الإجابة التي أفادت بها د. شيراز
حول سؤال الثور الإلهي المقدس في تلك الأمسية ..

شكرا الأستاذ أحمد الأمين .. شكر الآملين في المزيد

Post: #82
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: احمد الامين احمد
Date: 09-08-2011, 05:00 PM
Parent: #81

تحية وإحترام محمد عبدالجليل
وغمائم من الرحمة تهمى على جدث
سيدنا وشيخنا محمد عبدالحى محمود
فى حديثها عن رسالة الدكتوراة لعبدالحى
كتبت الفضلى /عئشة موسى-حفظها المولى تقول:
Quote: وانتقت جامعة أكسفورد لتُحرر للنشر ونشرتها ايثاكا برس وموضوعها تأثير الأدب الأمريكي والانجليزي على الشعر الرومانسي العربي، نُشرت بالانجليزية وطلب مني محمد ترجمتها ورغم أنني لم أكن قد ضلعت في الترجمة في ذلك الحين أو شغلتني ظروف المرض والعمل والعيال فقمت بالترجمة خلال شهور العدة الأربع وظلت تنتظر من ينقحها وهي الآن تحت يد الدكتور عبد الله علي إبراهيم للتحكيم والنشر إن يسر الله.
أنتهى ....
جامعة أكسفورد لاتغامر بطبع أطروحات تجاز بها
مالم تتيقن من المنحى العلمى الجديد
وقوة وعلو اللغة الإنجليزية التى كتبت بها
وعلو كعب محمد عبدالحى وذرابته باللسان الشكسبيرى
لايخفى ولايحتاج لشهادة منا بذلك (وقد انعم الله علينا بالجلوس صمتا فى مجالس درسه العامرة قديما)
ولعل سبب نبوغه فى ذلك
هو براعته الشديدة فى اللسان العربى المبين -لسان امه-
وهنا يؤكد مقولة عبدالله الطيب (1921-2003) التى تنادى بتجويد
العربية كى تفتح الأبواب لغيرها من السنة الفرنجة ..
وعبدالحى كاكاديمى نتاج تعليم حكومى راقى
يستند على تربية أخلاقية توقر العلم والمعلم شأن ابناء جيله عموما
ويمكن بوضوح ملاحظة براعته فى الكتابة بالإنجليزية فى
عدة مؤلفات له أشهرها:
1- Conflict &Identity in the Sudanese Modern Poetry
الذى حوى أفكار كان يقدمها فى نقاش مفتوح مع ثلة من المهتمين بوحدة ابحاث السودان(معهد الدراسات الأسيوية والأفريقية)
2- كتاب اخر بالانجليزية عن السياسة الثقافية بالسودان من إصدارات اليونسكو بباريس وقد قام
الرجل المهذب (أكرر المهذب )عادل عثمان -عضو مقل بالمنبر بإنزال رابط الكتاب كاملا ببوست للدكتورة شيراز صيف 2010
والكتاب نادر العثور عليه مطبوعا ...
توصية جامعة أكسفورد بطبع أطروحة عبدالحى للدكتوراة على مطابع Ithacca
الشهيرة برصانة مطبوعاتها شهادة تزين جيد المؤسسات العلمية بالسودان القديم
كحنتوب الجميلة وجامعة الخرطوم (عندما كانت دار حكمة) التى أنتجت عقلا فذا
ذرب اللسان بعدة لغات هو محمد عبدالحى محمود(1944-1989
)
وأذكر بفخر وزهو كمواطن من أرض محمد عبدالحى أن جامعة اكسفورد سبق كذلك
أن أنتقت أطروحة لجمال محمد احمد (1916-1986) بالانجليزية حول
الجذور الفكرية للقومية المصرية الحديثة لتطبع فى كتاب
وظهرت بعض فقراتها فى الموسوعة البريطانية حول رموز تلك القومية
المصرية كلطفى السيد وغيره ....
كما أجبرت الإنجليزية العالية للجهبذ عبدالله الطيب (1921-2003)
ناشرى موسوعة كيمبريدج للأدب العربى على تكليفه بكتابة الفصل الأول الخاص
بالأدب الجاهلى أكثر عصور الشعر العربى ثراء وتعقيدا لغويا (المصدر: مقال مقتضب
للأديب السودانى د.أحمد البدوى حول رحيل د.زكية عوض ساتى..منشور بصحيفة القدس العربى اللندنية
منتصف التسعينات)...
ختاما تعقيبى بتواضع على رد الدكتورة شيراز على السائل المحترم
حول مصطلح الثور الإلهى بعض رموز القداسة عند الدينكا شأن جلد الفهد
عند الشلك هو رد مفحم خصوصا حين ردته لهامش العودة إلى سنار كجزء مكمل لمتن القصيدة يصعب فهمها بدونه
وللمتابعين لشعر عبدالحى عليكم بحوارته العديدة فى خواتيم عمره
تجدونه بحكمه وهدوء يستخدم عبارة (شعرى المخطي فيه والمصيب )
فاتحا الباب للنقاد ليعملوا مباضعهم النقديه فيه كشعر وليس كعقيدة
ولقد قال كلمته ثم مضى ..
أخيرا يقول الإمام مالك وهو حاضر بالروضة الشريفة بين القبر والمنبر وهى كما تعلمون
قطعة من الجنة كمافى الحديث قال:
(كلنا يؤخذ منه ويترك إلا صاحب هذا القبر ) فى إشارة لسيدى وشفيعى محمد صلى الله عليه وسلم ...أنتهى :

Post: #83
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 09-09-2011, 07:34 PM
Parent: #82

السلام عليكم...

عُدت قبل ساعة من زيارتي لمدينة سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم..

والتحية لكل المتداخلين مع محمد عبد الجليل في هذا المقام الرفيع

وأخص بندر بالتحية وستصل ذكرياتك لسعد ان شاء الله لك الشكر والتقدير على مساعيك.


قال احمد الأمين:

******ولقد قال كلمته ثم مضى ..

أخيرا يقول الإمام مالك وهو حاضر بالروضة الشريفة بين القبر والمنبر وهى كما تعلمون
قطعة من الجنة كمافى الحديث قال:
(كلنا يؤخذ منه ويترك إلا صاحب هذا القبر ) فى إشارة لسيدى وشفيعى محمد صلى الله عليه وسلم ...أنتهى


فتذكرت في عام 1981 عندما وقف محمد عبد الحي وابنه وضاح لأول مرة أمام قبر سيدي رسول الله بالمدينة المنورة

في زيارة بعد أداء العمرة وهو مفلوج وخارج من عملية كبيرة

ولم يستطيع(السكّات ان يسكتهما) كما يقول المثل... وعندما عدنا لدار الأخوة محمد ام برير وشقيقتي منى سألته ماباله فرد انه

الإحساس الذي لا يمكن تفسيره ولكن لعله: انني في خواتيم المشوار!!!

Post: #84
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Bushra Elfadil
Date: 09-09-2011, 08:44 PM
Parent: #83

شكراً يا محمد عبد الجيل على هذا البوست في ذكرى الراحل الشاعر العظيم والتحية لرفيقة دربه الدكتورة عائشة.

غبت عن المنبر دهراً فانا بقية وقتي امنحه لتقصي اخبار الثورات العربية ومشاريع اخرى.ويبدو انه فاتني ا لقطار في ذكرى عبد الحي هذه المرة لكنني ساقرا البوست .

شعر محمد عبد الحي مثل الجمرة التي يعلوها رماد كثيف كلما نفخ فيها الدارسون لشعره نقضوا عنهم هم لا عن الشعر رماد جهلهم به وإن كانوا من عتاة المثقفين.كلما نفخوا التمع الشعر فوزدادت الجمرة توهجاً ..كلما زاد النفخ وتطاير الرماد زاد الوهج.هو هكذا وسيظل..هذا قدر السابقين لعصرهم دائماً لأن الشعر وغيره من العلوم والفنون عند هؤلاء معرفة تندلق في اي مرحلة عمرية في ادمغتهم لايصدها عن الاندلاق ولو ريق الحداثة.والطفولة.ولهذا جاءت العودة إلى سنار بما ادهش شاعرها نفسه.
التحية لذكرى عبدالحي الحية فينا ما حيينا.

Post: #88
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-10-2011, 12:03 PM
Parent: #84

[red]كتب د. بشرى الفاضل:

شعر محمد عبد الحي مثل الجمرة التي يعلوها رماد كثيف كلما نفخ فيها الدارسون لشعره
نفضوا عنهم هم لا عن الشعر رماد جهلهم به وإن كانوا من عتاة المثقفين. كلما نفخوا
التمع الشعر فازدادت الجمرة توهجاً .. كلما زاد النفخ وتطاير الرماد زاد الوهج.هو
هكذا وسيظل.. هذا قدر السابقين لعصرهم دائماً لأن الشعر وغيره من العلوم والفنون
عند هؤلاء معرفة تندلق في اي مرحلة عمرية في ادمغتهم لايصدها عن الاندلاق ولو ريق
الحداثة والطفولة. ولهذا جاءت العودة إلى سنار بما ادهش شاعرها نفسه.

التحية لذكرى عبدالحي الحية فينا ما حيينا.


========================================================================

د. بشرى الفاضل – تحياتي لك والعيد مبارك عليك وربنا
يحقق الأماني ويبرد جوف الوطن

في انتظار أن تقرأ الخيط وتضيف مساهمتك .. فقد تم وضع شعار ضخم للاحتفالية (تأملات في
العودة إلى سنار) وقامت الأمسية على عجل بعد أخذ موافقة سريعة من النادي الأدبي بالريــــاض
لهم الشكر والتقدير على فتح دار النادي دائما للجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون وكانت
الأمسية التي حاولت توثيقها قدر الإمكان، وهي وإن نالت استحسان الحضور ولكن تبقى العودة إلى
سنار كتاباً مفتوحاً على فضاءات (جميلة ومستحيلة).

Post: #87
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-10-2011, 11:09 AM
Parent: #82

كتب الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد:

حول مصطلح الثور الإلهي بعض رموز القداسة عند الدينكا شأن جلد الفهد عند الشلك هو رد مفحم
خصوصا حين ردته لهامش العودة إلى سنار كجزء مكمل لمتن القصيدة يصعب فهمها بدونه
وللمتابعين لشعر عبدالحى عليكم بحوارته العديدة في خواتيم عمره تجدونه بحكمه وهدوء يستخدم
عبارة (شعري المخطئ فيه والمصيب) فاتحا الباب للنقاد ليعملوا مباضعهم النقدية فيه كشعر وليس
كعقيدة ولقد قال كلمته ثم مضى ..
أخيرا يقول الإمام مالك وهو حاضر بالروضة الشريفة بين القبر والمنبر وهى كما تعلمون قطعة
من الجنة كما في الحديث قال:
(كلنا يؤخذ منه ويترك إلا صاحب هذا القبر) في إشارة لسيدي وشفيعي محمد صلى الله عليه
وسلم ...انتهى
=================================================================================

الأخ الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد – تحياتي

عبد الله الطيب (1921-2003) /جمال محمد أحمد (1916-1986) / محمد عبدالحي (1944-1989
أسماء مشرقة في حياة أهل السودان .. عليهم رحمة الله


كم من الشعر ما لو حاول القاريء أن يفهمه عن غير طريق روحه، لم يكن موفقاً
في فهمه ولا الاستمتاع به"
"حيث تنضج الأشياء تبحر في قداستها الحميمة، وتموج في دعة فلا شيء نشاز".
عبدالحي


في لقاء مع أسرة عبدالحي في سبتمبر 2008م (نشر بصحيفة الخرطوم) _ أجريته والزميل
الشاعر عصام عيسى رجب .. سأل عصام :

لماذا سقط إسم الجلالة (الله) عن ديوان (الله في زمن العنف) في المجموعة التي تم نشرها؟

وأجابت الأستاذة عائشة السعيد: كانت المجموعة لدى دار النشر بجامعة الخرطوم حيث
انتظرت مدة طويلة منذ حياته ولم تنشر، وقد علمت مصادفة من أحد الأصدقاء بوجود الكتاب
لدى دار النشر بجامعة الخرطوم، وعلمت من هذا الشخص اعتذارهم عن نشره بسبب (الله في
زمن العنف)، وقد أشار عليّ عدد من المهتمين بكتابات محمد عبد الحي بحذفها حتى لا تعوق
النشر في تلك الظروف (بداية عهد الإنقاذ وتشديد النشر على المطبوعات) وقد كان، وبالفعل
تم النشر بعد التغيير في العنوان من قبل دار نشر الجامعة .. لذلك وبعد التشاور مع
د. حيدر، وبعض المحررين العاملين معه اتبعنا نفس الإجراء في المجموعة الكاملة لضمان
سهولة توزيعها في الخرطوم حتى لا يحول نفس العائق دون ذلك.
==========================================================

قبل عدة أشهر في إحدى القنوات السودانية (لا أذكر أي قناة) جرى قص لكلمات من بعض
الأغاني القديمة ولصق كلمات أخرى مكانها - بنفس هذا الفهم - وبدا كأنها رسالة للمبدعين:
أبدعوا داخل هذا الإطار!!

ويبقى حق النقاد في (إعمال مباضعهم النقدية) في كل جهد بشري ولكن الحذار في الأدب
من طريق القطار

Post: #89
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: احمد الامين احمد
Date: 09-10-2011, 12:20 PM
Parent: #87

كتب محمد عبدالجليل- حفظه الله-
Quote: آمل أن تكونوا حاضرين في القادمات .. فلا زال أمام الجمعية السودانية
للثقافة والآداب والفنون مقترح لدعوات قادمات:

محمد المكي إبراهيم فضيلي جماع
وأمسيات قادمات حول تجارب:
التجاني يوسف بشير محمد المهدي المجذوب
صلاح أحمد إبراهيم
الدوش
طموح وتخطيط يحمد للجمعية السودانية للأداب والفنون بالرياض
و(أهل مكة أدرى بشعابها ) لكن حبذ ا لو جمعت بين فضيلى جماع وشاعر أمتى محمد المكى
إبراهيم فى فعالية مشتركة العام القادم تحديدا 12012الذى يصادف
ذكرى مرور قرن من الزمان على مولد صاحب إشراقة التجانى يوسف بشير(1912-1937)
رغم رواية تقول مولده العام 1911 ...
إذ جمعت الجمعية بالرياض بين مكى وفضيلى فى أمسية حول التجانى يوسف بشير فى مئويته
العام 1912سيتسنى لمكى الإجابه على سؤاله القديم (التجانى هل سيبقى معنا نصف قرن اخر؟) الذى طرحه
فى عدة مقالات العام 1988 بملحق الإيام الثقافى عند مرور نصف القرن على رحيل التجانى
مع ملاحظة ان التجانى يعد أكثر شاعر سودانى يتم تأليف الكتب وتدبيج المقالات عن فنه
وقد شكل هاجسا ممتعا أنساب جدولا رقراقا كقطرات الندى تلك التى ذكرها بإشراقة فى المشروع الجمالى لمحمد عبدالحي (1944-1989) تجلى ذلك فى خريدة:
هل أنت غير إشارة لمعت فى ليل الصحارى
التى حاور فيها عبدالحى شعر التجانى فى (حديقة الورد الأخيرة ) الصادر العام 1984
إلى جانب تأليفه سفرا نقديا حول (الرؤيا والكلمات ) مستهلا إبحاره النقدى عبر خريدة التجانى (الموحى)
كمدخل لفتح مغاليق شعره ويعتبر الشاعر عالم عباس محمد نور (ولد العام 1948)
كتاب عبدالحى النقدى عن التجانى هذا بمثابة المفتاح الأساسى لفهم فكر وشعر عبدالحي عموما
تحديدا عبر المفردات التى أستعملها ..
ويبدو أن عبدالحي قد قال خلال حياتة العامرة القصيرة (44 عاما )
كل مايود قوله عن التجاني (1912-1937) كشاعر وناثر وقد وصل مرحلة
رفض فيها الحديث مجددا عن التجاني وشعره وكذلك المجذوب حيث أستبعد
أسئلة طرحتها الصحفية رباب (مجلة حروف) تختص برؤيته لهذين الشاعرين الذين ملأ
عصرهما وشغلا الناس (مثل المتنبي كمالايخفى )..

فضيلى جماع كذلك ربما يواصل إبحاره حول (عبقرية الشعر وجحيم الوجود )
عند التجانى يوسف بشير وقد كتب عنه أفضل فصول كتابه النقدى فى الأدب السودانى الحديث الصادر العام 1991 تقريبا بسلطنة عمان مهجره الحالي...
نطمع يامحمد أن يمد الله فى الأجل لنشهد قريبا بوستكم حول
الإحتفال بذكرى التجانى يوسف بشير ونأمل من الجهات الثقافية بالداخل
تخليد مئوية مولده (مثلما خلد الروس قبل أشهر مئوية رحيل تولستوى )
وإعادة طبع إشراقة منقحة بأسعار زهيدة وطبع الكتب النقدية العديدة التى كتبها
أبناء الأمة السودانية حول شعر التجانى وهو تربو على العشرة وفى مقدمتها الرؤيا والكلمات
لعبدالحى ومؤلفات هنرى رياض والشاعر أحمد سامى عبدالله صاحب ديوان (الرمال الظامئة وأحد مديرى ثانوية خورطقت قديماوهو من جيل التجانى
وشيخ الشعراء عبدالله الشيخ البشير وهو معاصر لللتجانى بالمعهد العلمى وأحمد البدوى حول شعر ونثر
التجانى رحمه الذى مات صغير عن ربع قرن لكنه عاش معنا وسيعيش فى الفكر والذاكرة لقرون
مثل الملك الضليل وراعى الأبل والصنوبرى والطرماح وكشاجم ورؤبة وزهير وطرفة والبحترى والحطيئة والمعرى وهلم جرا ...أنتهى

Post: #86
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-10-2011, 09:11 AM
Parent: #80

كتب Dr Salah Al Bander

كنت أعد، باجتهاد بين وإخلاص، للاحتفاء بإرثه في ذكرى مرور 20 عاما
على رحيل محمد عبد الحي برعاية مؤسسة المجتمع السوداني (مواطن)


د. صلاح – تحياتي

قبل عامين – في الذكرى العشرين لرحيل الشاعر محمد عبد الحي – احتفلت الجمعية السودانية
للثقافة والآداب والفنون بالرياض – المملكة العربية السعودية بعشرينية عبدالحي .. وعقدت
ندوة بمركز الملك عبد العزيز التاريخي بوسط الرياض حول تجربة الراحل تحدث
فيها: د. بشرى الفاضل /محمد مدني/ نصار الحاج/ عصام عيسى رجب .. وقد
تم توثيق تلك الأمسية (أرشيف سودانيزونلاين)، ولعل في إعدادك للاحتفاء بإرث عبدالحي في الذكرى
العشرين لرحيله وكذا رفقتك له في مطلع السبعينيات في أكسفورد ما يمكن أن يضيف
للمحاولات الجارية هنا وهناك للاحتفاء والتوثيق لهذه التجربة الفريدة.

Post: #90
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-11-2011, 07:15 AM
Parent: #86

كتب الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد:


نأمل من الجهات الثقافية بالداخل تخليد مئوية مولده (التجاني يوسف بشير 1912 – 1937)
مثلما خلد الروس قبل أشهر مئوية رحيل(تولستوي) وإعادة طبع إشراقه منقحة بأسعار زهيدة
وطبع الكتب النقدية العديدة التي كتبها أبناء الأمة السودانية حول شعر التجاني وهي تربو على
العشرة وفى مقدمتها الرؤيا والكلمات لعبدالحى ومؤلفات هنرى رياض والشاعر أحمد سامى
عبدالله صاحب ديوان (الرمال الظامئة) وأحد مديرى ثانوية خورطقت قديما وهو من جيل التجاني
وشيخ الشعراء عبدالله الشيخ البشير وهو معاصر للتجانى بالمعهد العلمي وأحمد البدوى حول شعر
ونثر التجاني – رحمه الله - الذي مات عن ربع قرن لكنه عاش معنا وسيعيش في الفكر
والذاكرة لقرون مثل الملك الضليل وراعى الإبل والصنوبرى والطرماح وكشاجم ورؤبة وزهير
وطرفة والبحتري والحطيئة والمعرى وهلم جرا ...انتهى .


الأخ الأستاذ – أحمد أمين .. تحياتي،

منذ أكثر من عامين أقترح الأستاذ ميرغني عبدالله مالك (الشايب) على الزملاء
في الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون دعوة الشاعر الكبير محمد المكي
إبراهيم لزيارة الرياض وفي نفس تلك الفترة أقترح بعض الزملاء بالملتقــى
السوداني الثقافي بالمملكة دعوة الأستاذ الشاعر فضيلي جماع لزيارة الريــاض
ومذاك ظل الزملاء في الجمعية يعيدون فكرة هذه الزيارات في كل لقاء يتــاح
ولعل مقترحك قد أختصر مسائل كثيرة (فضيلي ومحمد المكي في مئوية التجاني
2012)
ليكون على الزملاء بالجمعية التعامل مع تضاريس شعاب مكة المعقدة
لكنها ليست مستحيلة إن صدق العزم ، ولو قدر لذلك أن يُنجز .. يا ســلام

شاب سوداني كتب قبل ما يزيد على القرن من الآن:

صُوراً مُوَثَقة العَرى في ناشيء حدث مُصورة عَلـى أَعصابِـهِ
وَالمَجد أَجدَر بِالشَبـاب وإنما لِلناس موجـدة عَلـى أَصحابـه
هُوَ مَعهَدي وَلَئن حَفظت صَنيعه فَأَنا اِبن سرحته الَّذي غَنـى بِـهِ
فَأَعيذ ناشئة التُقـى أَن يرجفـوا بِفَتى يَمت إِلَيـهِ فـي أحسابه
ما زِلت أَكبَر في الشَباب وَأَغتَدي وَأَروح بَينَ بخ وَيا مَرحى بِـهِ
حَتّى رَميت وَلَستُ أَول كَوكَـب نَفس الزَمان عَلَيهِ فَضل شِهابـه
قالوا وأرجفت النُفوس وَأَوجفـت هَلَعاً وَهاجَ وَماجَ قُسـور غابـه
كفر اِبن يوسف مِن شَقي وَأَعتَدي وَبَغى وَلَسـتُ بِعابـئ أَو آبـه
قالوا احرقُوه بل اصلبوه بل انسفوا للريح ناجس عظمه وإهابه
وَلَو أن فَوق المَوت مِن مُتلمـس لِلمَرء مـد إِلَـي مِـن أَسبابـه

و

أذّنَ الليلُ يا نبيَّ المشاعرْ وغفتْ ضجّةٌ ونامت مَزاهرْ
دَفَق العطرُ في صدور الروابي مستجيشاً وفاض ملءَ المحاسر
وسرتْ في الورود أنفاسُ ريّا روحكَ العنبريِّ والوردُ ناضر
قُمْ لموحاكَ في الدجى بين صحوانَ نديٍّ وبين سَهْوانَ ساكر

هل أنت غير إشارة لمعت في ليل الصحارى

Post: #91
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-11-2011, 12:28 PM
Parent: #90

جاء ضمن كلمة الأستاذة عائشة السعيد في الأمسية:

وبالفعل كانت فلسفة محمد أن تستخدم الوسائل المتيسرة المشروعة والمتاحة لتحقيق الأهداف الكبيرة
لبناء الأمة ثقافياً وأن الطاقة الكبرى الكامنة التي يجب استغلالها لإحياء الثقافة السودانية هي
التعدد والتباين العرقي بلا خدش لأصالته ولا إهانة أو مسخ لجذوره فهو الدانة التي تحتوي تفاصيلها
على هوية أهل هذا البلد وإغفالها يؤدي إلى شتات لا مفر منه.

Post: #92
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-12-2011, 11:04 AM
Parent: #91

سأعودُ اليوم ، ياسنّارُ ، حيث الرمزُ خيط’’،
من بريقٍ أسودٍ ، بين الذرى والسّفح ،
والغابةِ والصحراء ، والثمر النّاضج والجذر القديمْ

Post: #93
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-13-2011, 08:36 AM
Parent: #92

أبدع عبدالحي العودة إلى سنار ركيزة إبداعه الشعري بفضاءاتها
المستبدة تجاه كل تأويل .. وبالنظر إلى تجربته الذاخرة شعـرا
ونثرا يتأكد هذا المضمون .. فقد ورد في نهاية دراسته عن شعـر
التجاني:

"الشعر عند التجاني- مراحل ثلاث، انقسام النفس- وتطوره باللغة-
اللغة السحرية- الرمز الى تصالح النفس والتئامه بالعالم والاشياء
العادي بالقدسي، وأخيراً ظهور الشاعر الناضج يحمل مسؤوليته وتاريخه
الانساني والكوني، وثقافته القومية، وشعبه، وسياسته، وطبيعته،
حتى وصل الى ذروة الشعر".

فلو وضعنا (العودة إلى سنار) مكان (الشعر عند التجاني) وابقينا
على بقية الفقرة لأمكننا أن نقول أن هذا هو رأي عبدالحي حــــول
العودة التي ظلت محور فلكه الشعري.

Post: #94
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-13-2011, 01:36 PM
Parent: #93

لا بد أن يتهم المرء نفسه أو يتهم الحياة الأدبية حين يتعرف
على غير انتظار بهذا الشاعر الذي أقدمه لكم اليوم، فيفاجأ بموهبة
فريدة، كان حقها أن تقدم من أول قصيدة، فكيف وقد أصدر الشاعر إلى
الآن سبعة كتب، ظهر أولها قبل اثنين وعشرين عاماً وظهر الأخير الذي عرفت
به الشاعر هذا العام. إن مسؤوليتنا، بما فينا الشاعر نفسه، لا تنكر..
ولكن المسؤولية الأولى تقع على هذه الحياة الأدبية التي نعيشها، والتي
تحكمها شروط تقطع الطريق على الموهوبين وتثير الضجيج حول أدعياء
كثيرين.


الشاعر: أحمد عبد المعطي حجازي

من تعليقه على حديقة الورد الأخيرة

Post: #95
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: احمد الامين احمد
Date: 09-13-2011, 06:55 PM
Parent: #94

هلا محمد عبدالجليل كتبت لاشلت يداك:
لا بد أن يتهم المرء نفسه أو يتهم الحياة الأدبية حين يتعرف
على غير انتظار بهذا الشاعر الذي أقدمه لكم اليوم، فيفاجأ بموهبة
فريدة، كان حقها أن تقدم من أول قصيدة، فكيف وقد أصدر الشاعر إلى
الآن سبعة كتب، ظهر أولها قبل اثنين وعشرين عاماً وظهر الأخير الذي عرفت
به الشاعر هذا العام. إن مسؤوليتنا، بما فينا الشاعر نفسه، لا تنكر..
ولكن المسؤولية الأولى تقع على هذه الحياة الأدبية التي نعيشها، والتي
تحكمها شروط تقطع الطريق على الموهوبين وتثير الضجيج حول أدعياء
كثيرين.

الشاعر: أحمد عبد المعطي حجازي
من تعليقه على حديقة الورد الأخيرة

هذا المقتبس الجميل والشهادة الرفيعة التى تكرم بها
شاعر (مدينة بلاقلب) رفيق صلاح عبدالصبور ونازك والسياب والبياتى
تلك الكوكبة التى عبرت بالقصيد العربى اللسان من التقليد نحو الحداثة والتحديث
الشاعر حجازى كتب شهادته تلك فى صحيفة الشرق الأوسط اللندنية فى النصف الثانى من ثمانين
القرن الماضى تحت عنوان (هذا المبدع المجهول)
بعد ان ألتقى محمد عبدالحى العام 1985 (أرجو تصويب التأريخ ياست عائشة إن لم يكن دقيقا
) وكان عبدالحى فى زيارة علمية للقاهرة تختص بالوقوف على بعض الوثائق التاريخية بفترة
الحكم التركى بالسودان ( أذكر جيدا إشارة إحدى الصحف السودانية لتلك الرحلة فى خبر مقتضب
لايلفت نظر غير المحب لعبدالحى الذى تفرع مجاله ليشمل التاريخ كذلك وعلم الإجتماع والاجناس والفلك وغير ذلك)
تنبيه1:
فى ندوة حروف عن عبدالحى أشار الدكتور إدريس سالم الحسن أن عبدالحى كان يثرى تخصصات
الإجتماع والأجناس وغيرها بكلية الإقتصاد -رغم مجاله الأدب المقارن...
ذكر الشاعر حجازى أنه التقى عبدالحى بالقاهرة على عجل ولم
يقل له محمد عبدالحى أنه شاعر مطلقا!!!!!!! .
تنبيه2:
هذا التواضع المحمدى يذكرنى بتواضع الطيب صالح(1929-2009)
الذى ذكر انه ألتقى فى رحلة جوية فتاة هولندية
علمت اثناء الحديث وهما (بين طيات السحاب ) حسب أغنية الكاشف وخالد أبى الروس
أنه سودانى
فذكرت له انها قرأت رواية موسم الهجرة إلى الشمال مترجمة
لكاتب عبقرى إسمه الطيب صالح فخجل الطيب ولم يقل لها أنه هو
الطيب صالح بلحمه وشحمه إلى جوارها حتى فارقها عند الهبوط...ياللتواضع
فى عصر متكبر ...
أستطرد حجازى ان عبدالحى بعد رجوعة إلى الخرطوم إرسل إليه نسخا من دواوينه
عندها ادرك حجازى كم هو مبدع محمد عبدالحى وكم هى مدهشة مرجعيته
الإسلامية والغربية وإستنطاقة لبليك وسعدى وحافظ والجامى
فى شعر محكم منسق يبعد عن الثرثرة والهرجلة والفوضى
وقد أتهم عبدالمعطى نفسه والحركة الادبية عموما
التى تجهل شاعرا فذا كعبدالحى الذى ...
ملاحظة:
معظم الشعراء الذين نقرأ لهم صنعتهم الاحزاب والشلليات
وجلهم رمى بهم إلى عالمنا الجهل والفوضى والإستهبال
وتزكية الأصدقاء خلافا لعبدالحي وقلة من الشعراء الحقيقيين
صنعتهم الموهبة والصبر والدأب والمثابرة
على الكد ولزوم (بسطام) حتى فتح لهم
وما أجمل الفتح ذاك....
فى حضور شهادة حجازى عن عبدالحي
ذكرت سابقا ست عشة أن عبدالحى -رحمه الله -حين كان ينشد
فصيده ببلاد الفرنجة لم يكن يلقى تصفيقا لغربة وغرابة وقصر شعره
على جمهور نشأ على خريد مختلف يعج بالهتاف وما اكثر هذا النوع
من الشعر المنبرى ...عليه لعل إنتباه حجازى لنوعية وحجم شعر عبدالحى الجديد
فى حديقة الورد الأخيرة تحديدا قصيدة (عباد الشمس)
ومطلعها من ذاكرة صدئة :
من ظلمة الأرض علت مسقية بعرق الأرض
وغيرها من الشعر المدهش
الذى تعج به (حديقة الورد الأخيرة)
التى خلبت لب حجازى لعل هذة الإلتفاتة مبعثها
نهج حجازى عقب غربته الطويلة بباريس (أرض فولتير وهوغو ورامبو وهلم جرا)
لمنهج جديد فى الكتابة الشعرية المبنية على الدقة والتكثيف والإيجاز)
وحشد الغريب والحوار مع اكثر من صوت وحضارة داخل قصيدة واحدة كمايفعل عبدالحي
وقد شاهدت عقب زوال نميرى من الحكم -بإمر الله الذى يؤتى وينزع ممن يشاء كمافى ال عمران المدنية-
شاهدت الشاعر حجازى بدار أساتذة جامعة الخرطوم يلقى أشعارا مقتضبة
لم يصفق لها أحد لغرابتها وقصرها وجدتها عن الأذن
-مثل قصائد عبدالحي خارج العودة إلى سنار تلك الملحمة المطولة
من قصائد حجازى تلك قصيدة تتحدث عن فيلم زد الشهير وأخرى
عن محاكمة الفيلسوف البريطانى برتراند رسل
لرئيس الامريكى عقب حرب فيتنام بحضور عدد من الموتى من الضحايا
الفيتنامين لتلك المحكمة كشهود ....
أخيرا أرجو يامحمد الإنتباه لقصيدة
للشاعر إلياس فتح الرحمن (الأن ناشر مجود )
محورها مرض الشاعر محمد عبدالحى
ووهو موضوع جديد فى الشعر السودانى وربما
مرثية سابقة لوقتها عنوانها:
فى مقام الشفاء إلى أخى الشاعر محمد عبدالحى
فى ديوان إلياس الأول
صوت الطائف اخر الليل
الذى قدم له على المك (1937-1992)
وقد وصفها محمد عبدالحي وقد
قرأته مباشرةعليه أنها من اجمل الشعر الذى
تأمله ...
سلاما على حجازى وعبدالحى
وعلى المك وإلياس فى العالمين..

Post: #96
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-14-2011, 10:43 AM
Parent: #95

كتب الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد:

معظم الشعراء الذين نقرأ لهم صنعتهم الأحزاب والشلليات
وجلهم رمى بهم إلى عالمنا الجهل والفوضى والاستهبال
وتزكية الأصدقاء خلافا لعبد الحي وقلة من الشعراء الحقيقيين
صنعتهم الموهبة والصبر والدأب والمثابرة على الكد ولزوم (بسطام)
حتى فتح لهم وما أجمل الفتح ذاك....



الأخ الأستاذ/أحمد الأمين أحمد – تحياتي،

لولا المشقة (لقرأ ووثق الناس كلهم) أما الإبداع فذاك شأن
بعيد. في لقاء مع الطيب صالح في تلفزيون أبوظبي قال له
مقدم البرنامج : قال عنك نجيب محفوظ أنك تفوقت على الروائيين الخواجات

الطيب: هه

مقدم البرنامج: لقد سمعت بنفسي نجيب محفوظ يتحدث عن تفوقك عليهم

الطيب صالح: ياخي إنتا ما بتعرف المصريين؟! يكون قال
(الواد ده حاطي نفسو مع الخواقات)

وواصل الطيب .. نجيب محفوظ صديقي ولكن كيف لي أن أتفوق عليهم
فالإبداع لا ينمو إلا في مناخات الحرية .. وتعرف حال الحرية في
بلداننا - رحم الله الطيب صالح ومحمد عبدالحي ومبدعي بلادنا في
كل مجال يفيد، ونسأل الله أن يشحذنا بإرادة تلهمنا أن نحسن توثيق
تجارب مبدعينا بما يليق، لا سيما أولئك الذين غفلت عنهم – عمداً-
عين الجهات التي يفترض أن ذلك من أوجب واجباتها.

Post: #97
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-14-2011, 02:34 PM
Parent: #96

كتب الأستاذ/أحمد الأمين أحمد:

أخيرا أرجو يامحمد الإنتباه لقصيدة
للشاعر إلياس فتح الرحمن
(الأن ناشر مجود )
محورها مرض الشاعر محمد عبدالحى
وهو موضوع جديد فى الشعر السودانى وربما
مرثية سابقة لوقتها عنوانها:
فى مقام الشفاء إلى أخى الشاعر محمد عبدالحى
فى ديوان إلياس الأول
صوت الطائف اخر الليل
الذى قدم له على المك (1937-1992)
وقد وصفها محمد عبدالحي وقد
قرأته مباشرةعليه أنها من اجمل الشعر الذى
تأمله ...

===============================================

Post: #98
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 09-14-2011, 09:53 PM
Parent: #97

quote:
أخيرا أرجو يامحمد الإنتباه لقصيدة
للشاعر إلياس فتح الرحمن (الأن ناشر مجود )
محورها مرض الشاعر محمد عبدالحى
ووهو موضوع جديد فى الشعر السودانى وربما
مرثية سابقة لوقتها عنوانها:
فى مقام الشفاء إلى أخى الشاعر محمد عبدالحى
فى ديوان إلياس الأول
صوت الطائف اخر الليل
الذى قدم له على المك (1937-1992)
وقد وصفها محمد عبدالحي وقد
قرأته مباشرةعليه أنها من اجمل الشعر الذى
تأمله ...
سلاما على حجازى وعبدالحى
وعلى المك وإلياس فى العالمين..

*************************8

أشكركما جداً يا أحمد الأمين ومحمد عبد الجليل على ذكر قصيدة الياس فهي فعلاً من أجمل ما قرأت فيما كُتب عن مجمد عبد الحي!

وكنت أحاول ان اجد مدخلاً لذكرها وها هو احمد يزكيها بما تستحق من تعليق وليت احدكما ينزلها تزيد رونق هذا البوست.

وللياس مثل ما لجمعان من ذكريات تشكل مؤلفات عن المجذوب والنور ابكر وعبد الحي كنت من الشاهدين عليها في السبعينات الى ان

تفرقت بهم السُبُل وانفض السامر بفقد شيخهم المجذوب للباقيين العافية وطول العُمر وعلى الراحلين الثلاث الرحمة والغفران.


أما عن تصحيح التواريخ يا احمد فهل هذا تواضع ام تريد ان تتأكد من سلامتي من الظهمرة؟ الا ان التاريخ سليم رغم ان هناك

زيارة أخرى للقاهرة في الثمانينات.

لكم التحية.

Post: #99
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-15-2011, 08:57 AM
Parent: #98

من يأتينا من سبأ بقصيدة إلياس، لنقرأ عبدالحي
والشعر المصفى فقد ذهبت الغابة وتركت الصحراء
تئن .. فهل تصلح الثقافة ما مزقته السياسة

كلام والسلام ريثما أعود

Post: #100
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: احمد الامين احمد
Date: 09-16-2011, 11:21 AM
Parent: #99

كتب محمد عبدالجليل:
من يأتينا من سبأ بقصيدة إلياس، لنقرأ عبدالحي
والشعر المصفى فقد ذهبت الغابة وتركت الصحراء
تئن .. فهل تصلح الثقافة ما مزقته السياسة
****************
تحية وإحترام الأستاذة عائشة موسى وعموم من يراه
من محبى الشاعر محمد عبدالحي محمود(1944-1989)

المتابعين لبوست ذكرى عبدالحي (1944-1989)
فى ذكر سبأ وهدهد سليمان وعرش بلقيس
عفوا من الذاكرة أحاول إستحضار قصيدة فى إلياس فتح الرحمن فى عيادة محمد عبدالحى وعهدى بها لايقل عن 25 عاما او ينيف قال إلياس وهو بصير بالشعر:
فى هياج الماء والنار
وحمى الإنقسام
صعد السيل إلى بيت الإمام
كانت المصلاة خيل
والشرافات حسام
والمواعينه نشيد
والممرات صدام
فلما خجل السيل
ولامته العظام
طلع البدر علينا لابسا
تاج الكلام ....


• تنبيه: أعتذر للشاعر إلياس إن لم تكن القصيدة مضبوطة من الذاكرة
لكنها إلتفاتة نادرة شفافة لمرض الشاعر/الإنسان عبدالحي له مثل إلتفاتة شاعر البنفسج حسن طلب لمرض صديقه الشاعر النادر أمل دنقل حيث اهداه تلك الزبرجدة الشهيرة :
قال فض
• قيل فاض
• وجرى السيل بالويل
• حتى إذا أغرق الحكومة
• ودار البرلمان
• واللافتات الطوال العراض
• قيل غض
• قال غاض!!!!!

• ......
• من ذاك العارف الفذ
• هذا الذى يتالم
• والناس تلتذ؟؟؟

الرحمة والمغفرة لعبدالحي ودنقل
• وعسى أن يسقيا من الكوثر
وينعما بالشفاعة ويسيرا تحت لواء الحمد
ويقطفا من تلك الفاكهة الكثيرة (لامقطوعة ولاممنوعة)
ويتفكها بمريم وبطه ويس والرحمن والواقعة (حسب تأويل سيدنا إبت عباس رضى الله عنهما )
• على ذكر سبأهدهد سليمان فى مداخلة محمد عبدالجليل الأخيرة
ترفرف الكثير من الطيور فى حديقة الوردة الأخيرة(1984) التى زرعها وسقاها عبدالحي كالغراب صاحب الحانة وطيور الجنةوديك الفجر الذى(يقتات الانجم السكرى) والطير الخدارى (طائر الله كما وصفه عبدالحي ) والحمامة الخضراء التى تخرج من (جسد القتيل ) فى إشارة لإسطورة طائر عند العرب فى الجاهلية تختص بالثأر ودم القتيل وطائر النار الأسطورى الذى غذى به عبدالحي القاموس الجمالى بالسودان (السمندل) وعبره هاجر للموسيقى السودانية (فرقة السمندل) وغير ذلك كالطائر المجهول(الذى يحاكى طائر (الباتروس) الذى الذى رافق الملاح العتيق عند صمويل كولريدج الذى يحلق فى بدء وختام العودة سنار:
أبصر كيف مر أول الطيور فوقنا
• ودار دورتين قبل ان تغيب الشمس

وطيور الشاعر محمد عبدالحي (1944-1989) طيور تنطق وتتحاور بحرية وطلاقة لسان مثلما تحدث (هدهد )سليمان و (نملته ) تلك الحكيمة التى حذرت قومها من جند سليمان فتبسم ضاحكا من قولها ليشكر ربه ممايؤكد حضور القرءأن الكريم كمرجع أساسى لشعر عبدالحي إلى جانب تلك المرجعيات الضخمة المتعددة التى سقته تحديدا (تجواله البكر فى شرخ طفولته وباكورة صباه داخل مناطق السودان فى معية والده المهندس بالأنقسنا وجبال النوبة وهى مناطق بكر وقتها تسرح بها الحيوانات المتوحشة والطيور النادرة الجميلة وربما تشارك البشر الابرياء موارد الماء –راجع حديث والديه عن فترة تكوينه تلك-مجلة حروف ) إلى جانب المرجعية البيئية التى أستقاها من قراءته العميقة والشائكة والمعقدة باكثر من لسان فى حياة الحيوان وسلوكه ويلاحظ دقته عبدالحي فى معرفته بالحيوان أنه صحح فى هامش (أقنعة القبيلة) ترجماته من الشعر الأفريقى لشوينكا وليوبولد سيدار سنغور (1929-2001) تصويبه لترجمة كلمة .........swan..التى شاع خطأ ترجمتها بالبجعة موضحا أن الصحيح هى طائر التم وأحالنا لكتاب الدميرى الشهير (حياة الحيوان الكبرى ) لنعرف الفرق بين الطائرين البجعة والتم .....
• لغربة حضور المخلوقات الضعيفة –رغم جمالها فى شعر عبدالحى وغرابتها عن الذاكرة الشعرية الحاضرة –رغم كثافة الطيور والحيوانات المتكلمة فى المصحف وفى بعض مانقله إبن المقفع عن التراث السحرى الهندى فى كليلة ودمنة لغرابة ذلك أساء الكثير من النقاد وحتى الشعراء كثافة حضور تلك المخلوقات فى شعر عبدالحي واذكر جيدا فى حوار مع شاعر وسياسى سودانى شهير جدا الأن عقب الإنتفاضة أنه علل وجود تلك الحيوانات فى شعر عبدالحيى كثقافة برجوازية تهدف لإرهاب القارئ دن ان ينتبه غفر الله له أن الطيور والحيوانات فى شعر عبدالحي حتى الاسطورية منها كالسمندل والعنقاء جزء من الواقع الفعلى والخيال عبر الأسطورة التى هى جزء من الواقع !!!!!!!!!فرد عليه عبدالحي بقصيدة مقتضبة منشورة بصحيفة الصحافة طالبا تركه فى فقره مع تلك الحيوانات الجميلة المسبحة بحمد المولى رغم عدم فهمنا تسبيحها (كمافى الأية الكريمة)....
الرحمة والمغفرة لعبدالحي
والحب والإحترام لكافة مخلوقات المولى
المسبحه بحمده

Post: #101
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-17-2011, 08:03 AM
Parent: #100

يا سلام يا أحمد الأمين أحمد .. والله كيفتني

فى هياج الماء والنار
وحمى الإنقسام
صعد السيل إلى بيت الإمام
كانت المصلاة خيل
والشرافات حسام
والمواعين نشيد
والممرات صدام
فلما خجل السيل
ولامته العظام
طلع البدر علينا لابسا
تاج الكلام ....


وأنا زولاً مسكون بالحزن وحب الشعر وكيفي صعب فأرض
الوطن (تدور بالقلبة) ، وسنكون حمقى إذا طالبنا شعراء الغابة
والصحراء - في شروطهم - بأكثر مما أبدعوا شعرا ونثراً لا زال
يمثل سقفاً عالياً يمد لسانه صوب سيل القضاة الكتبة حول تلـك
التجربة وهي تفتح طريقاً شعرياً ومعرفياً خلاقا لو فقهنا ، لكننا
ظللنا (على رصيف "الشعر والفكر والفعل" عاطلون) .. وصوت
عبدالحي يجلجل:

الليلة يستقبلنى أهلى :

أهدونى مسبحةَّ من أسنان الموتي

إبريقاً جمجمةً ،

مُصلاَّة من جلد الجاموسْ

رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوسْ

لغةً تطلعُ مثلَ الرّمحْ

من جسد الأرضِ

وعبَر سماء الجُرحْ.

الليلة يستقبلنى أهلى


والنور عثمان أبكر يغني:
روعة الفن الأصيل
أن يُحيل العفن الجاري
منارات
قمم
رب هبني تاج عُرى
خلّني أفني لذاذاتي
أُغنّي
سفر تكوين جديد


ومحمد المكي إبراهيم يصدح:
من اشتراك اشترى
للجرح غمداً
وللأحزان مرثيه
من اشتراك اشترى
منى ومنك
تواريخ البكاء
وأجيال العبودية
من اشتراك اشتراني يا خلاسيه
فهل أنا بائع وجهي
وأقوالي أمام الله


ولا زالت أجيال الكُتاب حول تلك التجربة الباذخة (الغابة والصحراء)
ينوسون في هوامشها، غاضين الطرف عن ليل الوطن الحـــلوك
فمن يغنينا سفر تكوين جديد؟!

شكراً يا أحمد الأمين .. نأمل في أن تواصل إثراء الخيط


وتقبل خالص تحياتي وودي

Post: #102
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-17-2011, 02:08 PM
Parent: #101

من يستنطق وعثاء الواقع ببصر حديد يستشرف أفق
وطن أكثر بهاءً من حلم الغابة والصحراء المندثر
في زمان الواقعة، فشدة الزلزال تنبيء أن سنـار
حبلى باحتمالات انسجام فسيفسائها على قاعــــدة
الوعي المتمدد مرة وإلى الأبد وتزغرد الجــارات
والأطفال ترقص والصغار.

Post: #103
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-18-2011, 08:37 AM
Parent: #102

كتب الأستاذ أحمد الأمين أحمد:

لغربة حضور المخلوقات الضعيفة –رغم جمالها فى شعر عبدالحى وغرابتها عن الذاكرة الشعرية
الحاضرة – رغم كثافة الطيور والحيوانات المتكلمة فى المصحف وفى بعض مانقله إبن المقفع
عن التراث السحرى الهندى فى كليلة ودمنة لغرابة ذلك أساء الكثير من النقاد وحتى الشعراء
كثافة حضور تلك المخلوقات فى شعر عبدالحي واذكر جيدا فى حوار مع شاعر وسياسى سودانى
شهير جدا الأن عقب الإنتفاضة أنه علل وجود تلك الحيوانات فى شعر عبدالحيى كثقافة برجوازية
تهدف لإرهاب القارئ دون ان ينتبه غفر الله له أن الطيور والحيوانات فى شعر عبدالحي حتى
الاسطورية منها كالسمندل والعنقاء [red]جزء من الواقع الفعلى والخيال عبر الأسطورة التى هى جزء
من الواقع
!!!!!!!!!فرد عليه عبدالحي بقصيدة مقتضبة منشورة بصحيفة الصحافة طالبا تركه
فى فقره مع تلك الحيوانات الجميلة المسبحة بحمد المولى رغم عدم فهمنا تسبيحها (كمافى
الأية الكريمة)....

Post: #104
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-18-2011, 10:45 AM
Parent: #103

وكتب أيضاً:

هنالك إشارة حضارية وإنسانية حول عبدالحي تفضل بها علينا القاص والمفكر الكونى الراحل
جمال عبدالملك إبن خلدون (توفى 2001) كتبها بالصفحة الأخيرة من صحيفة السياسة
(اكرر متوقفة ) كان وقتها عبدالحى فى أخر زيارة لإنجلترة فحملت الرياح الجنوبية من هناك
نبأ مداهمة المرض له مرة أخرى فكتب إبن خلدون السودانى منوها بشاعرية وقيمة عبدالحى كشاعر
فى عصر لن يجود كثيرا بالشعراء ذاكرا صعوبة ميلاد شاعر وسط أمة إلا لماما
وختمه بشهادة
تعتبر أرفع وساما ناله عبدالحى فى حياته حيث ذكر إبن خلدون أن جامعة الخرطوم (مخدم عبدالحي)
خصصت قديما مبلغا لعلاجه فبادر عبدالحى بروح عالية الشفافية بالتبرع بهذا المبلغ لعلاج نجل إبن
خلدون
المصاب بمرض عضال أودى بحياته لاحقا ويلاحظ هنا أن أحد المعقبين على الندوة بالرياض
أحتج على مصطلح الثور الألهى المقدس عند الدينكا كبرى قبائل السودان واكثرها طقوسا (قبل الإنفصال
بالطبع ) والذى ورد فى ثنايا وهامش العودة إلى سنار بإعتباره- رمزا غير إسلاميا حسب ديانة
المتحدث والشاعر الذى مات على ذلك بحمده ....إبن خلدون-رحمه الله من ملة أخرى لكن لم يزعج
محمد عبدالحي نفسه كإنسان مرهف قبل كون شاعر لايشق له غبار نفسه الشفافة بالوقوف او السؤال
عن مله من تبرع له لأجل الشفاء البدنى لانه روح ونفس عبدالحى –رغم الداء البدنى – كانت سليمة
ومعافاة لاتشغل نفسها بالسؤال المزعج عن معتقد ودين الناس بل تبحر بلاحدود فى محاولة رتق فتق
الأمة منذ الأزل معبرا عن مجمل طقوس وسمات البشر الذين أستوطنوا رقعة معينة ...
السؤال عن المعتقد يختص به رب العالمين فقط فى يوم لم يأتى بعد[/red] لكنه حتما
سيأتى عندها تفتح السماء فتكون ابواب وتسير الجبال فتكون سرابا عندها سنأتية جميعا أفواجا
حتى ذلك اليوم العسير سلاما على إأبن خلدون ومحمد عبدالحى
وعلى سيدنا عيسى وشفيعنا محمد فى العالمين ......

Post: #105
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-18-2011, 01:01 PM
Parent: #104

لدينا في جنوب السودان قبائل كثيرة منها قبيلة الدينكا وغيرها من الذين يدينون بشتى
الديانات الأفريقية والوثنية ولديهم رموز مقدسة كالثور المقدس ولديهم من الطقوس
والموسيقي الدينية ما لا يمت للإسلام بصلة ...وقبائل أخرى في أقصى الغرب والشرق والشمال
ممن لديهم مدارس ومذاهب صوفيه...ربما ليست إسلاما او إسلاما مختلفا ولكن في حقيقة الأمر
فهذا هو السودان وهذه حقيقتنا...وواقعنا...وشعرنا كالعودة إلى سنار يعبر عن هذا الواقع
وهذا التلون والتعدد الإثني والديني واختلاف الموسيقي والألوان السودانية....لاحظت أن
المهندس أسامة اختار عبارات معينه من الكتاب وبنى عليها مداخلته ...ولو قرأ الكتاب جيدا
سيجد في الحواشي التي كتبها الكاتب بنفسه كثير من الشرح فمثلا عبارة : ببنات البحر ضاجعن
إله البحر في الرغو سيجد انه أشار إلى أنها عن قصيدة " ييتس" بتصرف...وهكذا
...


لذا هذه دعوة للتأمل والقراءة والتفكر في الآخر المختلف بعيدا عن الإقصاء والنعوت.... وما لنا
إلا أن نقول:
- مَرحى .. تُطلُّ الشمسُ هذا الصبحُ من أُفْقِ القَبول
لُغة على جسد المياه
ووهجُ مِصبَاحٍ منَ البلور في لَيلِ الجذورْ
و بعضُ إيماءٍ ورمزٍ مُستحيلْ .

Post: #106
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-19-2011, 11:33 AM
Parent: #105

Quote: لكنها إلتفاتة نادرة شفافة لمرض الشاعر/الإنسان عبدالحي له مثل
إلتفاتة شاعر البنفسج حين طلب لمرض صديقه الشاعر النادر أمل دنقل حيث
اهداه تلك الزبرجدة الشهيرة :

• قال فض
• قيل فاض
• وجرى السيل بالويل
• حتى إذا أغرق الحكومة
• ودار البرلمان
• واللافتات الطوال العراض
• قيل غض
• قال غاض!!!!!
• ......
• من ذاك العارف الفذ
• هذا الذى يتالم
• والناس تلتذ؟؟؟
• •

Post: #107
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-20-2011, 07:48 AM
Parent: #106

كتب الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد:

ختاما تعقيبى بتواضع على رد الدكتورة شيراز على السائل المحترم
حول مصطلح الثور الإلهى بعض رموز القداسة عند الدينكا شأن جلد الفهد
عند الشلك هو رد مفحم خصوصا حين ردته لهامش العودة إلى سنار كجزء مكمل لمتن
القصيدة يصعب فهمها بدونهوللمتابعين لشعر عبدالحى عليكم بحوارته العديدة فى
خواتيم عمره تجدونه بحكمه وهدوء يستخدم عبارة (شعرى المخطي فيه والمصيب )
فاتحا الباب للنقاد ليعملوا مباضعهم النقديه فيه كشعر وليس كعقيدة
ولقد قال كلمته ثم مضى ..
أخيرا يقول الإمام مالك وهو حاضر بالروضة الشريفة بين القبر والمنبر وهى كما
تعلمون قطعة من الجنة كمافى الحديث قال:
(كلنا يؤخذ منه ويترك إلا صاحب هذا القبر ) فى إشارة لسيدى وشفيعى محمد صلى الله
عليه وسلم ...أنتهى[/green
]
==========================================================================

الاخ الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد - تحياتي،

والحديث يتعلق بقياس الابداع الشعري بمسطرة فهم محدد للدين، وهنالك من يرى أن

المحاكمة لمثل نص العودة إلى سنار تتطلب حداً من معرفة التضاريس الاجتماعيـــة

والثقافية للمكان (السودان) بتشعباته كلها، وأيضاً لتجربة عبدالحي الأكاديميـة

والابداعية وهو يطرق موضوع (الهوية) في العودة إلى سنار، ليصدر الحكم علــــى

بصيرة غايات الدين في حياة يحفها الحب والسلام.

أحيانا تأخذنا الدهشة ببعض الأعمال الإبداعية إلى الحد الذي يجعل الإنسان يبـدو

كمن يسقط النظر النقدي الموضوعي بإعتباره الطريق لرؤية أوسع وأعمق تســــاهم

في أن تقف الاجيال الجديدة على أكتاف السابقين وترى أعمق وتضيف مداميكهـا

لهذا الصرح الذي ليس له حدود، فبإسم التأصيل أهرقت أحبار بل دماء كثيرة، ولا

زال هنالك من يراهن على قدرة الكلمة في تغيير إتجاه العالم صوب الأجمل، وهذا

يتطلب المزيد مـن مناخات تتيح التنفس الطبيعي في فضاء راشد ومفتوح .

Post: #108
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: احمد الامين احمد
Date: 09-20-2011, 09:24 PM
Parent: #107

تحية محمد وبوستك الجميل على مشارف الأرشفة تتويجا لحفلكم بالرياض فى ذكرى رحيل الشاعر عبدالحي (1944-1989) أرجو من صاحب المنبر بكرى تخصيص مكتبة خاصة لكل البوستات التى كتبت حول الشاعر والمفكر عبدالحي وهى بوستات كثيرة جدا بعضها يحمل عناوين مباشرة وبعضها محورها عبدالحي خصوصا بوست العام 2006 للدكتورة نجاة محمود جرى به جدل راقى حول عبدالحي وكان ذلك البوست الجميل للدكتورة نجاة السبب المباشر فى فتحها بوستا لمنحى عضوية المنبر وقد كان بعد ان شاركت فيه بمداخلات بحساب شقيقى المهندس عبدالكريم وبوست اخر للعضو حيدر حسن ميرغنى به حوار حول الغابة والصحراء شكل عبدالحي جوهر الحديث فيه...
نناشد الأخ بكرى تخصيص مكتبة إسفيرية للشاعر عبدالحي إسوة بمكتبات الطيب صالح (1929-2009) على المك (1937-1992) وعبدالله الطيب (1921-2003) توفر مادة مرجعية تعين الباحثين مستقبلا وراهنا حول إنتاج عبدالحي الذى رحل عن 44 خريفا تاركا اكثر من 13 مؤلفا ومقالات فى مجالات عديدة وترجمات إستعصى على الباحثين سبر غورها لتمددها فى أكثر من مجال وتخصص كماشهد له بذلك البروف/ المفكر (نعم المفكر) عبدالله على إبراهيم فى ندوة حروف عن عبدالحي عقب رحيله كما شهد له كذلك بالمثابرة على العيش بالسودان رغم جشابة عيشه وسوء احواله ( ضمير المفرد الغائب يعود للسودان- قبل الإنفصال كمالايخفى ) ولم يغادره سوى طلبا للعلم والعلاج والفرائض والسنن الدينية ببكة ويثرب ليثبت أن الإبداع إرادة ذاتية وملكة قبل ان يكون جغرافيا وامور أخرى .!!!!
بخصوص عبدالحي كشاعر ووجود الدين بمفهومه العريض ليشمل كذلك الإسلام كدينه ودينى ودين السائل وكافة حضور تلك الندوة بالرياض .....إذا أجهد السائل وقتها حول ورود ثور إلهى لايمت للإسلام بصورة وتأمل الهامش يجد حديث عن صهر أمة فى الروح (حسب بطل صورة الفنان فى شبابه للايرلندى جويس- يلاحظ مدى تأثر عبدالحي بالمبدعين الأيرلندين كوليام بتلر ييتس وجويس اللذين شغلا إبداعهما بإحياء وصهر ضمير الأمة الأيرلندية الجنوبية ) وبالطبع الأمة التى يحلم ذاك الصوت العائد فى سنار هى الأمة السودانية (قبل أن يجهض حلمها مغامرات وتخبط الساسة السودانين فتقسمت إلى امتين بعد نيفاشا ورحيل عبدالحي بنحو 23 عاما) هذه الأمة السودانية فى ذهن عبدالحي الشاعر أعرق وأشمل من دين واحد وتضم عبر تأريخها وحاضرها ديانات شتي الإسلام ديننا إحداها وليس الوحيد لان هذه هى جبلة الحياة إذ قضى المولى ان يكون الناس على عبادات شتى حتى يفصل بينهم عندها سوف ألوذ شخصيا بشفاعة سيدى محمد صلى الله عليه وسلم ...
السائل المحتج على حضور الثور الألهى كرمز غير إسلامى ليس الأول ولن يكون الأخير فى هذا الضيق الفكرى بل سبقه كثيرون للأسف احدهم وزير للثقافة عقب الإنتفاضة طلب بهدم وكسر الأثار السودانية قبل الإسلام بإعتبارها اوثان رغم أن لا احد يعبدها الان بل تمثل تراث حضارى جمالى خلفه أسلاف الأمة السودانية حدقوا فى الموت ربما قبل ان يبعث الله الرسل من لدن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم بالتوحيد !!!!!
تحية للأخ محمد عبدالجليل والرحمة لجميع امواتنا
ولنا إذا صرنا إلى ماصاروا إليه تحت الجنادل والثرى
وسعدنا يامحمد بالحوار حول نار عبدالحي التى تشبه نار موسى (راجع اول قصيدة فى حديقة الورد الأخيرة)

Post: #109
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 09-20-2011, 10:13 PM
Parent: #108

والله يا أحمد الأمين - والله ماجاب يوم شكرك - بفكري دائماً هذا المشروع ولكن ذهبت الى صيغ أخرى...

بمداخلتك الرصينة، الغيت تلك الخطط.

لذا أضم صوتي لك في طلب مكتبة لمحمد عبد الحي قبل ان تتقاذف الأيام والعوارض هذه الأوراق الهامة ليس فقط توثيقاً

لما قاله محمد ولكن حفظاً لهذا الفكر الثاقب الذي اتحفتنا به صفحات المنبر لكتاب وأدباء جميعهم حري بنا ان ننتبه لما يقول!

فها نحن نناديك يابكري.

وسيتحدث التاريخ!

مع الود والتحية.

Post: #110
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 09-20-2011, 10:14 PM
Parent: #108

والله يا أحمد الأمين - والله ماجاب يوم شكرك - بفكري دائماً هذا المشروع ولكن ذهبت الى صيغ أخرى...

بمداخلتك الرصينة، الغيت تلك الخطط.

لذا أضم صوتي لك في طلب مكتبة لمحمد عبد الحي قبل ان تتقاذف الأيام والعوارض هذه الأوراق الهامة ليس فقط توثيقاً

لما قاله محمد ولكن حفظاً لهذا الفكر الثاقب الذي اتحفتنا به صفحات المنبر لكتاب وأدباء جميعهم حري بنا ان ننتبه لما يقول!

فها نحن نناديك يابكري.

وسيتحدث التاريخ!

مع الود والتحية.

Post: #111
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-21-2011, 06:58 AM
Parent: #110

الأٍستاذ/ أحمد الأمين أحمد يطالب بمكتبة للشاعر محمد عبدالحي============================================================


كتب الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد:

أرجو من صاحب المنبر بكرى تخصيص مكتبة خاصة لكل البوستات التى
كتبت حول الشاعر والمفكر عبدالحي وهى بوستات كثيرة جدا بعضها يحمل
عناوين مباشرة وبعضها محورها عبدالحي خصوصا بوست العام 2006
للدكتورة نجاة محمود جرى به جدل راقى حول عبدالحي وكان ذلك البوست
الجميل للدكتورة نجاة السبب المباشر فى فتحها بوستا لمنحى عضوية المنبر
وقد كان بعد أن شاركت فيه بمداخلات بحساب شقيقي المهندس عبدالكريم
وبوست آخر للعضو حيدر حسن ميرغنى به حوار حول الغابة والصحراء شكل
عبدالحي جوهر الحديث فيه...


وكتب أيضاً:

نناشد الأخ بكرى تخصيص مكتبة إسفيرية للشاعر عبدالحي إسوة بمكتبات الطيب
صالح (1929-2009) على المك (1937-1992) وعبدالله الطيب (1921-2003)
توفر مادة مرجعية تعين الباحثين مستقبلا وراهنا حول إنتاج عبدالحي الذي رحل
عن 44 خريفا تاركا أكثر من 13 مؤلفا ومقالات في مجالات عديدة وترجمات استعصى
على الباحثين سبر غورها لتمددها فى أكثر من مجال وتخصص كما شهد له بذلك البروف/
المفكر (نعم المفكر) عبدالله على إبراهيم في ندوة حروف عن عبدالحي عقب رحيله كما شهد
له كذلك بالمثابرة على العيش بالسودان رغم جشابة عيشه وسوء أحواله ( ضمير المفرد الغائب
يعود للسودان قبل الإنفصال).

=============================================================


الأخ الأستاذ – أحمد أمين – تحياتي،

أضم صوتي مناشداً بكري بمكتبة لعبدالحي .. ولكن:

هل سيقرأ بكري هذه المناشدة؟! أشك في ذلك .. أيام فقط تفصلنا من الأرشفة وبالتالي
فالمسألة عاوزة ليها (جكة) كتابة إيميل منك ومن الأستاذة عائشة السعيد للباشمهندس
بكري أبوبكر .. ونتوكل.

Post: #112
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: محمد الكامل عبد الحليم
Date: 09-21-2011, 07:40 AM
Parent: #111

تحية للاستاذ محمد عبد الجليل...يجئ الشكر متاخرا عن جهدكم الوافر وأنتم تحتفلون بذكري عبد الحي...كانكم تمسكون بخيوط الذاكرة الاولي للاشياء حين كان عبد الحي غائئصا في سبر كننها بحثا في جدلية الهوية....عبد الحي
في سعيه المهموم نحو (تشكيل قوائم الهوية وهي تتلاقح) كما اشار الاستاذ العالم كانه يرسم بخيوط النار علي جدران الوعي والذاكرة الجمعية كي تفيق وهي تغني بلسان وتصلي بلسان...يمطرها بالحاحه في السؤال (الي ان ينزع السمندل قميصه المصنوع من شرار)..

لله دركم وانت تعيدون عبر احتفالكم نهر الاشجان الي مجراه القديم وذكري خالدة تدوم بدوام رحلة الابداع الانساني التي كان عبد الحي احد فرسانها ..

ننتظر الكثير من استاذتنا عائشة في اضاءات جديدة عن عبد الحي الانسان...اصدقاؤه... هواياته..الاماكن الاثيرة لديه.. ونحن نقتفي اثار سنار طمعا وارقا نحو هوية صادحة بالحس الانساني في اسمي معانيه..

شكرا عبد الجليل

Post: #113
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: صديق الموج
Date: 09-21-2011, 04:00 PM
Parent: #112

محمد العزيز سلام
ارجو مخلصا الطلب من بكرى نقل البوست الى فترة اخرى قبل الارشفه
شاكرين لكم حسن الصنيع،،،

Post: #114
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-22-2011, 12:11 PM
Parent: #113

الأخ - الموج - تحياتي لك

نزولا عند رغبتك

وأيضا

لكلام كثير في نفس يعقوب حول العودة لم يقل بعد

فقد طلبت من بكري الإبقاء على هذا الخيط ..

لا سيما وهو يحتوي طلباً من الاخ الأستاذ/ أحمد

الامين أحمد لبكري أبوبكر لعمل مكتبة بإسم

الشاعر محمد عبدالحي .. في إنتظارك

Post: #115
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Shiraz Abdelhai
Date: 09-23-2011, 11:38 PM
Parent: #114

"افتحوا للعائد الليلة ابواب المدينه"

...هى العودة الى سنار التى ظلت تجرنا وتعيدنا الى هذا المقام كلما انشغلنا بما لا ينفع ..

...فسلام على صاحبها فى دار الصديقين ينعم بأمان الله...
وسلام على رفيقة دربه بيننا ننعم بغزير علمها ...أمد الله فى أيامها وأدامها تاجا نفخر به...
وسلام محمد عبد الجليل...ولضيوفك من الكتاب والقراء جل التقدير وعميق التحايا....
...للاستاذ احمد الامين شكر واحترام وتقدير خاص.....

-
Quote: وهنا تكمن اهمية أمسية النادى الأدبى بالرياض وجهد الاخ محمد عبدالجليل وغيره من السودانين فى نشر شعر
وسيرة عبدالحى فى الوطن العربى


...تكمن عبقرية أمسية النادى الأدبي بالفعل فى كونها فتحت نافذة هامة على الشعر السودانى - اذا حق لى القول -
وعرفت إشكال الهوية ليس كمشكل سودانى بحت ...وإنما إشكال ثقافى اجتماعى تمور به معظم منطقة الشمال الافريقي ...
وبعض البلدان العربيه كمنطقة الهلال الخصيب....لذا ..فان لتلك الامسية فى ذاك الزمان والمكان اهمية خاصة ..
فللحاضر المستمع بدقة وذكاء لما دار فيها من حوار وأفكار
يجدها مرآة عاكسة ...فإذا حذفنا منها إسم السودان والسودانى ...نجدها يمكن ان تفى لاوصاف كثير من الصراعات الثقافية
والاثنيه فى تلك المناطق التى ذكرت...ولكن ضحالة بعض الاشخاص وأحادية تفكيرهم وتعنتهم واستعصاء فهمهم يجعلهم يسمعون الزقزقة دون اللحن...!!فبرغم سودانوية شعر عبد الحى من ناحية الهم واللغة والقضية إلا أن نفس تلك المناحى (القضية واللغة)
هى ما تجعله فى نظرى ونظر الكثير من النقاد والكتاب اديبا يدخل الى مضمار العالمية بتحليله المتمكن للتاريخ
المحلى وتاريخ الاسطورة...
الأمسية فى حد ذاتها كانت تفتقر الى الزمن الكافى للتبحر والاستفاضة خاصة وان الحضور كان ظامئ بحق للمزيد العميق الجميل...
وكان بين الحضور من الشعراء والنقاد من السودانيين وغيرهم من هم فى اتم الاستعداد للجلوس حتى مطلع الفجر ما بين رقيب ومحاور وسائل...
وبالفعل لا نعتبرها الا بمثابة نافذة ضرورية ودعوة للقارئ العربي أن يري ويتذوق ذاك الآخر الناطق بذات اللسان الحامل لتميز وهوية مختلفه...
ودعوة لمعرفتنا ومعرفة طبيعة الصراع السودانى الذى لم يبدأ الاعلام العربي فى تناوله وتحليله الا بعد انفجار قضية
الانفصال فيما بعد نيفاشا 2005...
وعموما...الوعد بمزيد من تلك الامسيات وعد لن ندعه يمر بهدؤ بل سنرقص حوله على موسيقي على المك قريبا..!!

Quote:
(من يريد فك طلاسمه عليه ملازمة الكتب ومسامرة كافة صنوف المعرفة
كي يستمتع بشعر ثقافي من شاعر مثقف جل عمره كان مبذولا للمعرفة
لذا صهر ثقافات وفنون عديدة في قصائد ستبقى ما بقيت اللغة ....)


......ويا للمعرفة ..فقد احتوت المكتبة (بمنزل الاسرة بحلفاية الملوك الآن) الشخصية لوالدى
كتب فى شتى ضروب المعرفة ...من التاريخ والجغرافيا والعلوم والاساطير والادب الاوروبي والغربي من شعر ونقد
ونثر ....ودراما وأصول الكتب العربية والدينية والتفسير ....والقرآن والانجيل...ومجموعه كبيرة من الاسطوانات الموسيقية الكلاسيكية...
وفى كل كتاب تجد توقيعه وتاريخ...وإشارات حميمة فى الصفحات تحملك الى عوالم عبد الحى وتستحضر روحه ترفرف هانئة بين كتبه..
..لا يمكن لشاعر يستقى معرفته بذاك التدقيق والاخلاص والاهتمام الاصيل إلا ان يكتب بنفس هذا العمق االمعرفى...
ولا يمكن أن تفك طلاسمه كاملة إلا بعد التبحر فى تلك العوالم....

...زيارة اولى...للسلام والتحايا ولى عودة

Post: #116
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Shiraz Abdelhai
Date: 09-23-2011, 11:57 PM
Parent: #115

Quote: ختاما تعقيبى بتواضع على رد الدكتورة شيراز على السائل المحترم
حول مصطلح الثور الإلهى بعض رموز القداسة عند الدينكا شأن جلد الفهد
عند الشلك هو رد مفحم خصوصا حين ردته لهامش العودة إلى سنار كجزء مكمل لمتن القصيدة يصعب فهمها بدونه
]


..تواضعك ليس الا تواضع العلماء العارفين المتبحرين فى علمهم يا استاذ احمد أحمد الأمين...
أشكر كثيرا رفدك هذا الخيط وخيوط اخرى عن عبد الحى بهذا السيل من التوثيق والمعرفة والاشارات الهامة فى درب التوثيق له وجمع الاعمال...
واقف احتراما لاجتهادك ومثابرتك فى التوثيق لكافة مبدعينا فى زمن طمرت فيه المعالم الثقافية الهامة للسودان...
وفى زمن المحاولات البائسه من " هؤلاء" لطمر التاريخ وتغيير السحنه!..
اما عن ردى لذاك المهندس السائل فى النادى الادبي...فقد منعنى المقام من إطالة الحديث حول ما اشار..وامتنعت تأدبا من
أن اذكره بأن هندسة الشعر على مقاسات معينه امر مستحيل..
وفهمه على اساس أطوال وأعراض وارتفاعات لن يأخذك إلا إلى قاع سحيق مظلم لا شعر فيه ولا إبداع...
بل محض طوب واسمنت مفرغ من الإحساس.....فلا يمكن ان تقيس ثور إلهى = كفر
دون حتى أن تعطى هذا الكتاب الذى بين يديك حقه فى القراءة والتأمل...ودون أن تفكر فيما خلفه من ثقافة واختلاف
ولا يمكن أن تعامله كنص لغوى محض ...تلتقط منه بملقط الناقد السطحى بعض الكلمات وتبنى عليها مداخلة تضيع بها زمنا ثمينا تمناه غيرك!!...

Post: #117
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-25-2011, 08:32 AM
Parent: #116

كتب الأستاذ / محمد الكامل:

عبد الحي في سعيه المهموم نحو (تشكيل قوائم الهوية وهي تتلاقح) كما أشار الأستاذ العالم
كأنه يرسم بخيوط النار علي جدران الوعي والذاكرة الجمعية كي تفيق وهي تغني بلسان وتصلي
بلسان...يمطرها بالحاحه في السؤال (إلي أن ينزع السمندل قميصه المصنوع من شرار..)


وكتب أيضاً:
ننتظر الكثير من أستاذتنا عائشة في اضاءات جديدة عن عبد الحي الإنسان...أصدقاؤه...
هواياته..الأماكن الأثيرة لديه.. ونحن نقتفي آثار سنار طمعا وأرقا نحو هوية صادحة
بالحس الإنساني في اسمي معانيه..


الأخ محمد الكامل تحياتي لك .. وننتظر تأويلك حول السمندل وقميصه المصنوع من شرار
لم نقرأ كما ينبغي فبقينا نحيا مآسي الحاضر ومشاكل المستقبل وبالتأكيد معك ننتظر العالم
وأحمد الأمين أحمد وعائشة موسى لمزيد من الإضاءات حول تجربة عبدالحي واللغة الجديدة
والإيقاع المستبد في العودة إلى سنار .

Post: #118
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 09-25-2011, 08:25 PM
Parent: #117

ننتظر الكثير من استاذتنا عائشة في اضاءات جديدة عن عبد الحي الانسان...اصدقاؤه... هواياته..الاماكن الاثيرة لديه.. ونحن نقتفي اثار سنار طمعا وارقا نحو هوية صادحة بالحس الانساني في اسمي معانيه..(محمد الكامل)



التحية للحضور والغياب...

والله يا أخي الكامل وياعبدالجليل، انا مثلكم يدهشني محمد عبد الحي كل يوم بما هو جديد علي وبحساب الحجم الذي تمددت اليه الرؤى

والقصص حول حياة محمد عبد الحي وما قاله وما لم يقله وما قيل عنه وما لم يُطرق أرى حياتي معه -على فخامة ما حوت- تنكمش كل يوم حتى

أنني اخال العقدين من الزمان عشتهما معه جلسة على الكرسي الأمامي في الفيات الخضراء من حي الميرغنية الى الدناقلة شمال وتقف بي

الذاكرة!!

ولكن يقولون ان عقدة اللسان تنطلق وحتى ذلك الحين نسأل الله السلامة.

لك التحية والتقدير ولكل من أوقفته الذكرى العطرة أطلقها عبد الجليل من ذاك المنتدى.


وعاش من سمع صوتك ياشيراز!

Post: #119
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-26-2011, 07:03 AM
Parent: #118

كتبت د. شيراز عبدالحي ما يلي:

...تكمن عبقرية أمسية النادى الأدبي بالفعل فى كونها فتحت نافذة هامة على الشعر
السودانى - اذا حق لى القول - وعرفت إشكال الهوية ليس كمشكل سودانى بحت ...وإنما
إشكال ثقافى اجتماعى تمور به معظم منطقة الشمال الافريقي ... وبعض البلدان العربيه
كمنطقة الهلال الخصيب....لذا ..فان لتلك الامسية فى ذاك الزمان والمكان اهمية خاصة ..
فللحاضر المستمع بدقة وذكاء لما دار فيها من حوار وأفكاريجدها مرآة عاكسة ...فإذا
حذفنا منها إسم السودان والسودانى ...نجدها يمكن ان تفى لاوصاف كثير من الصراعات
الثقافية والاثنيه فى تلك المناطق التى ذكرت...ولكن ضحالة بعض الاشخاص وأحادية
تفكيرهم وتعنتهم واستعصاء فهمهم يجعلهم يسمعون الزقزقة دون اللحن...!!فبرغم
سودانوية شعر عبد الحى من ناحية الهم واللغة والقضية إلا أن نفس تلك المناحى
(القضية واللغة) هى ما تجعله فى نظرى ونظر الكثير من النقاد والكتاب اديبا يدخل
الى مضمار العالمية بتحليله المتمكن للتاريخ المحلى وتاريخ الاسطورة...
============================================================================

د. شيراز - تحياتي، نعم فتحت الأمسية نافذة وأي نافذة بعد أن أصبح أدبي الرياض ملتقى
الشعراء والنقاد والأدباء .. من حسن حظنا في ذلك المساء أن العودة إلى سنار لا تتيح
طرحها على طاولة القراءة النقدية من قراءة واحدة دعك عن قراءة متعجلة بالاضافة إلى ضيق
الوقت المتاح والا لأرهقنا تساؤلات قد توقعنا تحت طائلة أن نهرف بما نعرف وما لا نعرف ولكن
ربك ستر فقد حبست تضاريس العودة عنا الكثير .. أما بعد أن أخذ الحضور نسخهم من الطبعة الجديدة
ليقراؤها ويعيدوا قراءاتها ومن ثم يعودوا في إحتفالية قادمة بتساؤلاتهم فـ (يحلها ألف
حلال) ولا زال بيننا من يعرف تفاصيل مناخات العودة ورموزها وإشاراتها ويصر على اختزالها
في زمان ومكان قراءته هو ويحرم من يعشق التهويم في فضاءاتها وهو يقرأ:

فى الليل حيث تنضج الخمرةُ

قبل أن تموج فى الكرومِ

قبل أن تختم فى آنية الفخّارْ

فى الليل حيث الثمر الأحمرُ

والبرعمُ والزهرةُ فى وحدتها الأولى

من قبل أن تعرف ما الأشجارْ

فى الليل تطفو الصور الأولى

وتنمو فى مياه الصَّمتِ

حيث يرجع النشيدْ

لشكلِهِ القديمِ

قبلَ أن يسمِّى أو يسمَّى ،

فى تجلّى الذات ، قبل أن يكون غيرَ ما يكونُ

قبل أن تجوِّفَ الحروفُ

شكلَهُ الجديدْ.

Post: #120
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-26-2011, 02:11 PM
Parent: #119

Quote: والله يا أخي الكامل وياعبدالجليل، انا مثلكم يدهشني محمد عبد الحي كل يوم بما هو
جديد علي وبحساب الحجم الذي تمددت اليه الرؤى والقصص حول حياة محمد عبد الحي وما قاله
وما لم يقله وما قيل عنه وما لم يُطرق أرى حياتي معه -على فخامة ما حوت- تنكمش كل يوم
حتى أنني اخال العقدين من الزمان عشتهما معه جلسة على الكرسي الأمامي في الفيات الخضراء
من حي الميرغنية الى الدناقلة شمال وتقف بي الذاكرة!!

ولكن يقولون ان عقدة اللسان تنطلق وحتى ذلك الحين نسأل الله السلامة]


==================================================================================

قال عبدالحي كلمته وذهب للقاء ربه راضيا مرضيا وبقيت كتاباته وسيرته حاضرة يجد فيها
كل أناس متعتهم كحال من يمضون العمر يجزلون العطاء فيما وهبوا له نفوسهم الكبار ..
يتفاخر تلاميذه بما سمعوا وقارئيه بما استفادوا من نبع إبداعه الشعري .. ويتحرى مثلي
والكامل أخوي قصة من عائشة موسى تفك مغاليق الرموز والإشارات .. وآخر يريدها مغلقــة
لينفتح باب التأويل إلى ما شاء الله .

Post: #121
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-27-2011, 06:56 AM
Parent: #120

كتبت د. شيراز - بحق - للأستاذ/ أحمد الأمين أحمد:

..تواضعك ليس الا تواضع العلماء العارفين المتبحرين فى علمهم يا
استاذ احمد أحمد الأمين...

أشكر كثيرا رفدك هذا الخيط وخيوط اخرى عن عبد الحى بهذا السيل من
التوثيق والمعرفة والاشارات الهامة فى درب التوثيق له وجمع الاعمال...
واقف احتراما لاجتهادك ومثابرتك فى التوثيق لكافة مبدعينا فى زمن طمرت
فيه المعالم الثقافية الهامة للسودان... وفى زمن المحاولات البائسه
من " هؤلاء" لطمر التاريخ وتغيير السحنه!..

-----------------------------------------------------------------

المتابع لمسيرة الأستاذ/أحمد الأمين أحمد ككاتب موثق يضع الابداع
وليس عداه معياراً لاختيار ما يكتب عنه ومن يكتب عنهم، ويلتزم الاستقصاء للحد
الذي يفي بجلاء صورة الكاتب /المكتوب بميزان دقيق حتى لتقول في نفسك وأنت
تقرأ لأحمد ما في أحسن من كده..

شكرا شيراز وشكرا أحمد الأمين فالفكرة معرفة تضيء وتضيف، وما أكثر
العمل المطلوب ونحن في (بلد لم تصنه الأناشيد) كما أبدع الصديق عصام
عيسى رجب

ولنعد إلى ما لم توفه الأمسية حقه: تأملات في العودة إلى سنار

Post: #122
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: احمد الامين احمد
Date: 09-27-2011, 07:34 PM
Parent: #121

تحية محمد عبدالجليل والبوست يدخل صفحته الثانية
مبحرا بهدوء تجاه الربع القادم
وأعترف مبعث اى جمال فى التداخل يعزى لثراء عوالم الشاعر عبدالحي وجماله
وتعدد مساربه ومناخاته التى تلهم على الغوص فى المعرفة ورشف الشهد عبر
التطواف على الأزاهير ثم إخراج العسل الصافى و (فيه شفاء للناس)
بشرتنا د.شيراز بالحديث عن مكتبة الشاعر عبدالحي بالحلفايا عبر قولها :

Quote: ويا للمعرفة ..فقد احتوت المكتبة (بمنزل الاسرة بحلفاية الملوك الآن) الشخصية لوالدى
كتب فى شتى ضروب المعرفة ...من التاريخ والجغرافيا والعلوم والاساطير والادب الاوروبي والغربي من شعر ونقد
ونثر ....ودراما وأصول الكتب العربية والدينية والتفسير ....والقرآن والانجيل...ومجموعه كبيرة من الاسطوانات الموسيقية الكلاسيكية...
وفى كل كتاب تجد توقيعه وتاريخ...وإشارات حميمة فى الصفحات تحملك الى عوالم عبد الحى وتستحضر روحه ترفرف هانئة بين كتبه..
..لا يمكن لشاعر يستقى معرفته بذاك التدقيق والاخلاص والاهتمام الاصيل إلا ان يكتب بنفس هذا العمق االمعرفى...
حول علاقة عبدالحي (1944-1989) كتب قديما د. عمر عبدالماجد شاعر "أسرار تمبكتو القديمة" ورفيق طلب عبدالحى يقول(انمصدر :مقال ومات الطفل الكبير-صحيفة الإنقاذ وطنى 1989)
(
Quote: كان محمد موسوعة في الثقافة والسياسة والفلسفة والشعر والمسرح والموسيقى والرسم والتصوف والفلك ، يتحدث عن وضاح اليمن" اسم ابنة البكر" والمتنبي والخيام وابن سينا وابن رشد وابن خلدون وشكسبير وبود لير وطمبل والتجانى ونير ودا وبيكاسو ولوركا وماركيز وسنغور كمن عاش معهم واختلط بهم وعرف أسرار دقائق فنونهم وصناعتهم.
) أنتهى...
قلت:هذه الثقافة الرفيعة كست شعر عبدالحى عمقا معرفيا بعيد الغور وجعلته شعرا يستعصى على من لا يداوم على الاطلاع المتنوع كما افقدتة الجماهيرية الواسعة ولعل إحساس عبدالحى بذلك جعله يهتم بالهامش كشكل مكمل لبناء ومضمون شعرة كما فعل في " العودة إلى سنار " وبعض اضاءات "حديقة الورد الأخيرة" وسيدرك المتأمل في أشعاره وفرة وتنوع الرمز والذي يعرف المهتمون "أنه جوهر التعبير الشعري" الأمر الذي يتجلى بوضوح في الحديث خصوصا عند الشاعر المثقف كعبدالحى الذي يتميز رمزه بالعمق والتنوع والهجرة من حضارات وثقافات شتى....فمن حضارة الإغريق يستعير "اوديسيوس"و"بنلوب"صاحبة المنسج فينسج "السمندل في حافة الغياب" متحدثا عن الوفاء والحب والصبر ومن ذات المرجعية يتناول جدلية الشقاء\السعادة،الموت\الخلود عبر توالى المواسم في قصيدة " الفصول الأربعة" ومن جوف الحضارة الإسلامية
زهرة الشمس فوق الجبال
زهرة الفقراء ومستضعفي الأمم
زهرة من دم
زهرة من خراسان قد نضجت بالدم
زهرة الفقراء.
من اريتريا لخراسان يمتد نهر حزين
من دم الحنفاء المساكين والقارئين
إنهم يصعدون
لكهوف الجبال البعيدة
فقراء ومستضعفين
فقراء من التبر والزيت من برجوازية المحدثين .
زهرة من دم
تتألق زهرة من دم مسلم
تحت نجوم السماء الجديدة
في الجبال البعيدة
وترفرف مثل الفراشة في صحو هذى القصيدة
....
* تنبيه 1 : القصيدة الأخيرة اعلاها مثبته بديوان (الله زمن العنف) الصادر 1993
عن دار جامعة الخرطوم للنشر كاول إصدارة له عقب رحيله والقصيدة مناصرة لحركات التحرر
المعاصرة بأرتيريا للخروج من ربقة الإستعمار الأثيوبى ومجاهدى أفغانستان –قبل عصر طالبان –
للتحرر من القهر والإستعمار السوفيتى(قبل رياح البروستاريكا) ويلاحظ فى القصيدة
روح دينية واضحة ظلت تطفو وتغوص بوضوح فى شعر عبدالحيى لكن دون هتاف او ديماجوجية
او تسلط وعنف ضد دين أخر هذا لمن شاء وقد سعدت بسماعى عبدالحي ينشدها وقوفا فى منبر
بميدان الأداب شتاء 1984 فى ليلة شعرية....
*تنبيه2: للشاعر/الدبلوماسى عمر عبدالماجد مقال اخر عن محمد عبدالحي نشر قبل نحو عامين
بصحيفة سودانية..وهوأى عمر عبدالماجد معاصر لعبدالحي بحنتوب الجميلة ولعله ذكر قديما –إن لم تخنى الذاكرة المضطربة أن أول لقاء له بعدالحي يحنتوب كان فى يد الأخير ديوان (الخمائل) للمهجرى إيلياء أبوماضى وكلية أداب جامعة الخرطوم(عندما كانت دار حكمة)ولعله كان رفيقه بالسكن الجامعى بداخلية كسلا الشهيرة بمجمع البركس عندما كان مخصصا بالذكران وهى اى داخلية كسلا وهى من اجمل مبانى البركس من حيث المعمار كانت مخصصة لطلاب الصف الرابع بكلية الأداب .....علما أن عبدالحي كمتذوق للشعر قد ادخل الشاعر عمر عبدالماجد فى طبقة سند والواثق والمجذوب وعبدالله الطيب (انظر حواره مع القاص المسرحى عبدالله محمد إبراهيم بصحيفة السياسة 1987 حول ثنائية ووحدة الوجود
كما ان جمال محمد احمد (1916-1986) قد وضعهأى عمر عبدالماجد كشاعر فى طبقة
التجانى وكرف والهادى العمرابى كبار فجر الرومانسية السودانية
(أنظر مقدمة جمال لديوان (أسرار تمبكتو القديمة)

Post: #123
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Shiraz Abdelhai
Date: 09-28-2011, 00:02 AM
Parent: #122

سلام جميل على صاحب هذا البوست الجميل....
وكثير الاحترام لضيوفك .....

....وشكرا استاذ احمد الأمين على مزيد من الدرر...وعلى ذكر الأصول المعرفيه وتنوعها عند عبد الحى وتأثيراتها على شعره..
فلطالما تأملت تحديدا فى نص أدهشنى كثيرا وما زال....من " حديقة الورد الأخيرة" التى ضجت بعوالم من الحيوان والنبات ما بين الحقيقة والسطورة
افرغ فيه عبد الحى عوالم شديدة الخضرة...كثيرة الأصوات...مختلفة الموسيقي....فسمندل وفراشه وغربان وثعلب وحرباء ...و...و..
وزرافة نار ..ونعنع قمرى.....وجانشاه بكائناتها البحرية الغريبه....
أنشودة قصيرة ...تحكى دورة حيايتة كاملة ,,,وتصف الموت والحياة وتزواجهما وتعامق حقيقة الرحيل كضرورة علمية لاستمرار الحياة :

هو الموت يسعى الينا بلا قدم..
في الدجى والنهار
ولدنا له ناضجين استدرنا له..
فلماذا البكاء، أتبكي الثمار..
إذا اقبل الصيف يحقنها في الخلايا
بنار الدمار



.....حقيقة الموت وفاجعة الرحيل...وربطهما بدورة الحياة والموت التى لا مفر منها...
ورحلة الاخصاب والتلقيح عند الزهور والموت الضرورى لاستمرارها...!!....
أى جمال صوفى هذا؟؟؟

Post: #124
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-28-2011, 01:13 PM
Parent: #123

الأخ الأستاذ / أحمد الأمين أحمد - تحياتي،

فيه شفاء للناس وتنقية للهواء وتعديل للمزاج الذي
أرهقته تعقيدات الواقع وظلم الحكام ..

مكتبة عبدالحي بالحلفايا عالم يكشف أن (لولا المشقة
لكتب الناس كلهم ...) زرتها قبل عام برفقة أسرتــي
بكامل عضويتها حتى التومات 5 سنوات .. حاولت قراءة
العناوين فقط وبقلب مشتت بين القراءة ومتابعة حركة
التومات، فهن بارعات في تمزيق الورق .. وشكــرا
للأستاذ عائشة السعيد فقد قيدت أيديهن بحلوى، وقضينا
ساعة في مكتبة عبدالحي لزوم أن نفخر بزيارة مكتبـة
عبدالحي حتى ييسر الله ساعات قادمات للقراءة .

طلبت من المهندس / بكري أبوبكر أن ينقل هذا الخيط
للربع القادم ولا زالت:

[red]زهرة الشمس فوق الجبال
زهراء الفقراء ومستضعفي الأمم
زهرة من دم

Post: #125
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 09-28-2011, 09:00 PM
Parent: #124

الشكر لك ولأسرتك ياعبد الجليل فقد كنتم من أوائل الذين زاروا مكتبة محمد عبد الحي وقد باركتها اقدام التومات فقد تدفق

علينا بعدكم الكثير من الزوار.أرجو ان تعيدوا الزيارة خاصة وان هناك ركن للأطفال الآن.

وأكرر الدعوة لزوارك هنا قراء ومتداخلين، فهي مكتبة أصدقاء محمد عبد الحي فقد انجز هو ما أراده منها بقدر ما سمح له جل جلاله سبحانه.

Post: #126
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-01-2011, 08:36 AM
Parent: #125

شكرا باشمهندس بكري على الإبقاء على خيط ذكرى عبدالحي لربع
جديد نؤمل أن يتواصل فيه الغوص في تأمل العودة إلى سنــار

ولا زالت المناشدة بمكتبة للشاعر الدكتور محمد عبدالحي قائمة
وتزيد


وشكرا للأستاذة عائشة موسى .. دعوتك لنا وللزوار تشرف وبالنسبة
لي سأنفذها قريبا إن شاء الله .. ويتواصل الخيط

Post: #127
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-02-2011, 10:05 AM
Parent: #126

كتب الأستاذ أحمد الأمين:

هذه الثقافة الرفيعة كست شعر عبدالحى عمقا معرفيا بعيد الغور وجعلته شعرا يستعصى على من لا يداوم على الاطلاع المتنوع كما افقدتة الجماهيرية الواسعة ولعل إحساس عبدالحى بذلك جعله يهتم بالهامش كشكل مكمل لبناء ومضمون شعرة كما فعل في " العودة إلى سنار " وبعض اضاءات "حديقة الورد الأخيرة" وسيدرك المتأمل في أشعاره وفرة وتنوع الرمز والذي يعرف المهتمون "أنه جوهر التعبير الشعري" الأمر الذي يتجلى بوضوح في الحديث خصوصا عند الشاعر المثقف كعبدالحى الذي يتميز رمزه بالعمق والتنوع والهجرة من حضارات وثقافات شتى....فمن حضارة الإغريق يستعير "اوديسيوس"و"بنلوب"صاحبة المنسج فينسج "السمندل في حافة الغياب" متحدثا عن الوفاء والحب والصبر ومن ذات المرجعية يتناول جدلية الشقاء\السعادة،الموت\الخلود عبر توالى المواسم في قصيدة " الفصول الأربعة" ومن جوف الحضارة الإسلامية
------------------------------------------------------------------------------------------------
الأخ الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد - تحياتي مجدداً وانت تضيء غبشة علاقتنا مع أشعار
عبدالحي المستفزة ربما حتى لمن (يداوم على الإطلاع) غير أني شخصيا لا أبحث عــن
مفسر لرموزها وإشاراتها الكثيفة كون (أجمل ما في الشعر كما الهوى التضمين)
ليبقى القاريء على هواه. عندما كنت في الثانوية طلب أحد الزملاء من أستاذ الأدب
شرح بيت شعر قفز عليه الأستاذ أثناء شرحه لإحدى القصائد .. فقال الأستاذ تركته
متعمدا لأنو ده بحسو ما بشرحو، أما الأمر عند عبدالحي فقد أرتكز الشعر على
قاعدة معرفية وفلسفية بنيت على أستقصاء بمعرفة تفصيلة شاملة لهذا الضرب من
الإبداع فكتب شعرا يختال غير آبه بالتصفيق وكلمات الإطراء مستمتعاً بأن قال كلمته
ومضى لتبقى إبداعاً مفتوحا لتأويل أجيال الأدباء ..

Post: #128
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-02-2011, 01:48 PM
Parent: #127

Quote: كما افقدتة الجماهيرية الواسعة ولعل إحساس عبدالحى بذلك جعله يهتم بالهامش كشكل مكمل لبناء ومضمون شعرة كما فعل في " العودة إلى سنار "


تاملت عبارة الأستاذ/أحمد الأمين أحمد (أعلاه) منذ أول لحظة لإيرادها
وأصبحت مثل الفنان خلف الله حمد - يرحمه الله - (أمشي وأجيها راجع)
فمسيرة عبدالحي الثقافية ارتبطت (بالعودة) إلى سنار إلى الجذور
إلى الحقيقة بعاطفة عارمة (أنا منكم .. جرحكم جرحي وقوسي قوسكم)
يا سلالالام كما قالها الشاعر عبدالقادر الكتيابي مساء أمس في أدبي
الرياض - السعودية .. كلمة نستخدمها في السودان نطول لام ألفها
حتى تستوعب محمولها الشعوري - أو كما قال - فسنار مفتوحة على
التنوع خارج الزمان والمكان (التاريخ والجغرافيا) ليستقيم إنسجام
التنوع والإختلاف المأمول وتصبح سنار الوطن(الحن مو الطارد) وإذ
(نجيها وتضحك الأقدار)..

Post: #129
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: احمد الامين احمد
Date: 10-02-2011, 05:46 PM
Parent: #128

فى الذكرى 23 لرحيل (موت ) الشاعر محمد عبدالحي (وجوديا )
تنبهت د.شيراز للموت وفاجعة الرحيل عبر تكاثر وتجدد حيوات الحيوان والنبات
فى شعر عبدالحي الذى يزدحم بالحيوان والنبات وكذلك الجماد فى تناسق كونى وبيئ رهيب
فقالت :
للموت والفناء وتجدد دورة).


.....حقيقة الموت وفاجعة الرحيل...وربطهما بدورة الحياة والموت التى لا مفر منها...
ورحلة الاخصاب والتلقيح عند الزهور والموت الضرورى لاستمرارها...!!....
أى جمال صوفى هذا؟؟؟
الحياة عبر الإخصاب وتوالى
ا
فى الواقع الموت كفكرة وحدث وقدر محتوم يسيطر بقوة ووعى وحضور على معظم شعر عبدا لحى خاصة في ديوانه "حديقة الورد الأخيرة"- صدر العام 1984 والذي سر به كثيرا واعتبره فاتحة لشعره الجديد يقول في حوار مع الأستاذة سعاد تاج السر" العودة إلى سنار" (هي القصيدة الأولى والأخيرة هي "حديقة الورد الأخيرة" و بينهما سنين كبر الشاب وتفرع وشرق وغرب ورجع ثانية وكان بالرجوع مليئا بكل الهدايا الثمينة التي خزنها في دمه وجبلته ورن عن بعد الجرس الذي يقول في ساحة المدينة أن الشاعر قد عاد ..تلك كانت قصيدة العودة ثم بعد ذلك بدأ شغله مع الناس وبالتالي كثف اللغة واخترع تقاليد جديدة يقول بها الشيء الذي يقوله مرة أخرى بالصورة الجديدة ,) أنتهى
إذا حديقة الورد الأخيرة بصوفيتها ومزيتها العالية هي صوت الشاعر بعد تبلور وعيه المعرفي والجمالي وبالتالي هي أجود المراعى لفهم و دراسة خطابة الشعري ...
أحدثت صورة الموت في ذاكرة عبدا لحى الأولى آلما نفسيا شديد الغور فى ذهنه لذا لا غرابة تمدد ظل الموت في ديوان "حديقة الورد الأخيرة" ,قصيدة " الفجر أو نار موسى " فاتحة الديوان يسيطر على صورتها الموت:
وأنت عند تجلى السكر مقتول
وصحراؤك احترقت ليلا
عنادلها
والورد من دمك المذبوح معلول
.
وفى قصيدة " قمار " نجد " منادمة الموت" وفى قصيدة " الفأر" نشاهد " انكسار آنية الخزف" وفى قصيدة "التنين" يصرع المغنى التنين و " هل أنت غير إشارة" التي تمثل قراءة في شعر التجانى يوسف بشير"1912-1937" وخطابه الشعري صورة لما وراء الموت..
كالطفل في الفردوس يمرح
رغم رائحة الحنوط
ورغو رمل المقبرة
.
أما قصيدة " ثلاث غزلان" فتصور مصرع غزالة عند النبع المسحور وهذه الصورة ألهمها مشهد رآه الشاعر في المنام " كما حدثني ذات ضحى بعيد بمكتبه القديم بشعبة الإنجليزى قبل نزوله لاحقا لشعبة التأريخ " ويتمدد ظل الموت في بقية قصائد الديوان "ديك الجن , الفراشة ملكة الليل، الفرس مقتل الملك القديم،سماء الكلام،تنصيب الملك الجديد ،الحمامة الخضراء،الوجه القديم وحديقة النخيل
الفرس البيضاء
تميس على في الحر حر والأجراس
حصى الينبوع يستفيق
طفل الماء
ويفتح الحراس
أبواب سنار كي يدخل موكب
الغناء
ويصعد النهر عبر براري جرحه
الطويل
إلى السماء
لم يسجل عبدالحى مشهد الموت كما رآه ذلك الفجر البعيد بل كساه الكثير من معرفته العميقة التي رشفها عبر السنين فالموت عند صار "وعيا" ملازما ونورا نحو المعرفة وإدراك الحقيقة وتارة مطية لاغتصاب السلطة وقهر الأخر لكنه في الغالب بشارة نحو "الانبعاث" الذي يبشرنا في عالم لا ثنائية فيه تصبح المخلوقات كما في بداية الخلق بريئة ونقية وهذا بديع كما يقول ويتمنى وفى شعرة تمتزج الأسطورة بالطبيعة والفلسفة والحلم......

إلى محمد عبدالجليل:
تحية وسلاما
قصيدة الكتيابى فى رثاء عبدالحي
التى أنزلتها فى بوست اخر
شحنها الكتيابى بمفردات وشخصيات
ومغانى صهرها عبدالحي
قام الكتيابى بمهارة فائقة بجمعها ورصها شعريا
بدرجة تؤكد قوة غوصه فى عوالم عبدالحي
مثلما فعل قديما الشاعر خالد عبدالله فى رثائه لعبدالحي
عبر جانشاه والنفرى ووردسودرث وحارسة النهر (سنار)
والسمندل وقميصه الشهير
وفى القصيدتين للكتيابى وخالد عبدالله يؤكد
عبدالحي مقدرته الفذة على إلهام غيره
كمايؤكد ثبات وقوة قاموسه الذى يثرى غيره
مثل قاموس شكسبير وجون كيتس
لكن أين أمة عبدالحي الرسمية الجاحدة
من امة ذينك الفرقدين حتى تصدر
قاموسا يحوى مفردات وصور وشخصيات صكها
وصهرها جماليا عبدالحي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Post: #130
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-03-2011, 01:09 PM
Parent: #129

زهرة الشمس فوق الجبال
زهرة الفقراء ومستضعفي الأمم
زهرة من دم
زهرة من خراسان قد نضجت بالدم
زهرة الفقراء.
من اريتريا لخراسان يمتد نهر حزين
من دم الحنفاء المساكين والقارئين
إنهم يصعدون
لكهوف الجبال البعيدة
فقراء ومستضعفين
فقراء من التبر والزيت من برجوازية المحدثين .
زهرة من دم
تتألق زهرة من دم مسلم
تحت نجوم السماء الجديدة
في الجبال البعيدة
وترفرف مثل الفراشة في صحو هذى القصيدة

Post: #131
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Shiraz Abdelhai
Date: 10-04-2011, 06:11 AM
Parent: #130

إلى استاذنا المؤرخ العبقري والناقد النابه احمد الأمين....

...تحايا مرة اخرى واحترام....

...لسيادة الموت عند عبد الحى طعم خاص ...ففى كل مقطع يحاور فيه الموت تجد فيه ريحا حياتيا
يعج بالحيوات كلها...انسان ونبات وحيوان...
وصور وموسيقي...وكائنات ملونه ...وشفافه.....
تداخل الموت والحياة عنده تداخل فطرى لا يمكن تجاهله...لذا كانت حياته عطاء وموته عطاء....

...جانشاه عنده...تاسرنى بهيبتها وملوكيتها الفريده...وتألق خروجها من جوف البحر الى قلب الحياة
دون ان تابه لنا ونحن نمشي فى الشوارع ولا نراها تجلس على عرشها عند شواطئنا....حية هى من لحم ودم؟؟؟
أم من اموات عبد الحى الذى يبعث فيهم بشعره ارواح جديدة؟؟



[center]الملكة جانشاه

1- مملكة البحر

تحت مياه البحر
حيث لا تعى الذاكرة الشمس، أقامت عرشها
تحت مياه البحر
فى جهاته الأربع، منحوتا من الرخام
مطعما بالصدف الإخضر واللؤلؤ والمعادن القديمة
مزينا بصور الطير الغريب والتنانين التى تناكحت وأفرخت
فى الحمأ الساخن قبل أن يفور البحر ثم ينجلى
لتطلع الشمس على إبتداء وعى عالم جديد

تحت مياه البحر كان عرشها الرخام
يشع فسفورا على مملكة المياه
والمياه ترخى فوقه
من ضوئها المنحبس الأخضر كالأحلام
وحولها كانت خيول البحر
تصهل
والحيتان تمخر لحم البحر
وحشرات البحر
تنقش بالمخالب الرخوة فوق طحلب يلمع كالهلام
حوارها الفريد

2- إضاءة بالنثر

الملكة جانشاه، كنت أبصرها تخرج فى ليلة منتصف الصيف تقيم عرسها على جزر المرجان النائية، تحرق قطعة من شجر البحر فى مجمرة من محار البحر وتتكلم بشفرة البحر القديمة، فيطلع الدخان الأخضر العظيم، ويزبد البحر ويضطرب ثم يجئ الموج يرفع ما تحته ويسيح على الساحل

ثعابين الماء والكواسج والدلافين والحيتان
والسرطانات والكرازنك وذوات الأصداف
والفلوس، وعلى رأسها الضفدع، زعيم حيوانات الماء
راكب خشبة

الملك السمندل فى قميص النار يشع بنقاء ذاته
والنورس الملاك
وعائلة الأسماك
وجمهور الزواحف الرخوة
وحشرات فى عقيقها وزمردها
وسلاحف فى تروسها المقيتة
وعناصر بلا أسماء نشرت ذخائرها فوق الرمل
وتبدأ الرقصة فى ظهيرة الفضة العميقة
على حدود المياه الخطرة

آه يا جانشاه
بعض المخاطر على جسدك نجاة
ولكن من هلك على نيران الموج الهائلة
بين فخذيك الممتلئين
بظلال الشهوة الكثيفة
صار لما هلك فيه

Post: #132
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-04-2011, 11:05 AM
Parent: #131

أحمد الأمين وشيراز والضاربين لواءهم عند المعاني:

هو الموت يسعى الينا بلا قدم
في الدجى والنهار
ولدنا له ناضجين استدرنا له
فلماذا البكاء، اتبكي الثمار
اذا اقبل الصيف يحقنها في الخلايا
بنار الدمار

---------------------------

لا يعرف الشوق إلا من يكابده ومن رأى السم لا يشقى كمن شربا

لامستم العوالم الفلسفية المركبة في تجربة عبدالحي تداخل
الحياة الموت والغوص على هدى وهج الروح للوقوف أمام جلال
الحقيقة المحضة لكيلا تبقى لمقابلة الفرح حجة بعد يقين
المعرفة وننتظر المزيد.

في محاضرة الأستاذة عائشة موسى بالرياض مارس 2008
حول رسالة الدكتوراه: التأصيل والتأثير الإنجليزي والأمريكي في
الشعر العربي الرومانسي: دراسة في الأدب المقارن
للدكتور عبدالحي والتي بترجمتهافي العام 1989م بعد رحيل
عبدالحي مباشرة كان حديث الموت حاضراً في تلك الدراسة حيث
ورد فيها:

كان موت كيتس وشيللي في عمر مبكر – مثل موت الشاعر المصري
الهمشري، والشاعر السوداني التجاني يوسف بشير، والشاعر
التونسي أبو القاسم الشابي – قد أعتبر كدافع ميتافيزيقي
داخلي لكي يتم التحقيق الكامل لما هو أزلي ومطلق.

وأن الوعاء البشري – لديهم – كان مفرط الحساسية حتى أنه
لم يتمكن من احتواء حدة العواطف الميتافيزيقية العنيفة

التي كابدها هؤلاء الشعراء.

Post: #133
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-04-2011, 12:51 PM
Parent: #132

كتب الأستاذ / أحمد الأمين أحمد:

فى الواقع الموت كفكرة وحدث وقدر محتوم يسيطر بقوة ووعى وحضور
على معظم شعر عبدا لحى خاصة في ديوانه "حديقة الورد الأخيرة"-
صدر العام 1984 والذي سر به كثيرا واعتبره فاتحة لشعره الجديد

Post: #134
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: احمد الامين احمد
Date: 10-04-2011, 04:51 PM
Parent: #133

مواصلة لما تفضلت به د.شيراز حول مكتبة أبيها الراحل الشاعر محمد عبدالحي(1944-1989) بحلفاية الملوك (مثوى العبدلاب الذين شكلوا الجذر العرقى والجغرافى الثانى للهوية الثنائية/الهجين/ لدولة الفونج (1504-1820) التى أتكأ عليها عبدالحي فى-العودة إلى سنار-أنظر هامش القصيدة – رغم تخليه لاحقا عن خطل هذا السؤال وتقسيم البشر عرقيا وجغرافيا مؤكدا أن السؤال عن العرق نوع من الفاشية!!!حيث الإنسان عند الله واحد كالكعبة المشرفة –أنظر حواره مع د.سعاد تاج السر وكذلك حواره مع صديقه المسرحى عبدالله محمدإبراهيم صحيفة السياسة ) .....
رجع الحديث: وماحوته أى مكتبة عبدالحي من أسفاركتب قديما التشكيلي المبدع حسين جمعان عمر فى – مقالين حول العودة إلى سنار بين الطبعتين الأولى والثانية-صحيفة السياسة السودانية 1988 وقد عاصر فترة مضيئة في مشروع عبدالحى " العودة إلى سنار" بانجلترا وصمم ورسم اللوحات المصاحبة ل"حديقة الورد الأخيرة" كتب منوها أن " عبدالحى بلندن كان كثير الاستماع للموسيقى الأسيوية وخاصة الهندية وانكب على قراءة الكتاب المقدس وقرأ كثيرا مما يتعلق بالحيوان وسلوكه كما انه وقف على التاريخ القديم وقفة متأمل ودرس الأجرام والأفلاك ووقف على بعض الرسوم الإيضاحية القديمة للمجرات والنجوم ودرس عادات الإنسان القديم في الحضارات المختلفة وخاصة النوبية وتحرى في حركة التشكيل المعاصرة والقديمة..."

قلت: ولعل هذا ما جعل قصيدة بصوره وألوانه ولغته وروائحه " لوحة" تكاد تنصهر فيها وتتوحد كل الفنون ..."العودة إلى سنار " يصنفها البعض "مسرحية" وآخرون يقولون "رواية قصيرة" ويلاحظ أن أسلوب تركيب معمار الأبيات يستعير معمار بعض الأشكال الهندسية كالهرم كما نبهنا الناقد "سامي سالم1953-2007"
سنار
تسفر في
بلاد الصحو جرحا
اسود الأعراف،فهدا قافزا في
عتمة الدم ،معدنا في الشمس مئذنة
نجوما في عظام الصخر ،رمحا فوق مقبرة


كتاب[/red
وهذه الهياكل لا يبنيها الشاعر لزخرفة أسلوبه بل تكاد تكون هناك علاقة بين الشكل واللون الهندسي والفني ومضمون موضوع صورته الشعرية. حسين جمعان برهافته تنبه إلى ا"انسجام الأصوات وتناغمها في بعض مقاطع " العودة إلى سنار
" في إحكام ونسق يحاكيان موسيقى استعارت كل الأصوات " رنة المعدن،صوت الإنسان ،الحيوان،النبات ،الأسماك،الحمام ،صرير الباب،" تأمل بعض نشيد العودة. :
أم صوت بشرى غامض يزحف
كالسحلية الخضراء تحت خشبات
الباب
يبعثه من أخر الضمير مرة
عواء ذئب أخر
في طرف الصحراء مرة رنين
معدن الصمت
مرة حفيف السمك الراقص في دوائر النجوم في النهر
ومرة همس عصافير الثمار
حين يلمسها باللهب الأزرق جني
القمر..
وترد في مقاطع متفرقة من هذه الأناشيد وخرائد الحديقة صور ومفردات عديدة ذات صلة وعلاقة بالموسيقى والرقص:
تنفخ في رئة المداح
وتضرب بالساعد
عبر ذراع الطبال

ويلاحظ أن الشاعر قد كثف استخدام الموسيقى ليخلق مناخا من الفرح والبهجة التي سادت المجتمع عند عودة "الصوت/ الطارق لأبواب سنار" الذي يبشر بعالم جديد من الجمال.ومتعدد الاهتمامات يتحدث حديث العارف والمتبحر في التاريخ علما أنه أى محمد عبدالحي -1944-1989- ولع بالتأريخ و كان يرافق سنوات طلبه –حسب قوله حين أشار لتتلمذه على عبدالله الطيب وهدك من نحرير جمعية التأريخ بجامعة الخرطوم سنوات الستين (عندما كانت دار حكمة) فى رحلاتها للبجراوية (مروى القديمة ) وبعض فجاج السودان التأريخية الأخرى (راجع حلقات إذاعية بإذاعة البيت السودانى العام 2009 مع المفكر عبدالله على إبراهيم) ولعبدالحي قصائد عن مروى وسدرة التأريخ والكروان الذى يغنى على شرفة تهراقا قديما (أنظر قصيدة مروى 1965 منشورة بمجلة حروف ).....
تنبيه:
كتابات التشكيلى المبدع حسين جمعان عن عوالم وفضاءات عبدالحي ومصادر تكوينه تمثل فى تقديرى الشخصى (أكرر الشخصى ) أفضل ماكتب حول عبدالحي حتى الراهن خصوصا أنها كتبت بحب وصدق ومعرفة وتقدير عميق لعبقرية عبدالحي الشعرية والفكرية
إضافة لمقدرة جمعان فى الكتابة بمفردات تشبه الألوان التى يرسم بها لجمالها وحرى بكتابات جمعان عن عبدالحي أن تظهر مجتمعة فى ملف خاص وتتمثل حين وقوفى عليها فى :
- مقالين طويلين بصحيفة السياسة (نشرت أثناء وجود عبدالحي ببرطانيا فى اخر زيارة له.
- مقال طويل جدا بعد رحيل عبدالحي منشور بصحيفة السودانى (فترة محجوب عروة) وبه إشارة للقائه الأول بعبدالحي بداية سبعين القرن الماضى بمعرض للصلحى بشارع بوند ستريت وسط لندن وبه حديث عن إعجاب عبدالحي بسلفادور دالى ( يلاحظ حضور السريالية فى جل قصائد حديقة الورد الأخيرة لدرجة أن يقتات ديكا نجوم الفجر وهى سكرى !!!!!!!
- إشارات كثيرة لكنها عميقة جدا ومكثفة فى شكل مخاطبة لروح عبدالحي وبها سرد لمراحل وتجارب إصدار بعض دواوينه تحديدا العودة والحديقة بعمود (مراجيح الضوء) بصحيفة الأيام (قبل العام 2005 )............

*معذرة محمد عبدالجليل والمتابعين الكرام لاحظت تداخل فى إقتباس حسين جمعان مع تعليقى عليه ويصعب تصحيح ذلك كى لاتفسد الالوان

Post: #135
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-05-2011, 07:31 AM
Parent: #134

الأخ – الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد – تحياتي

اتخذت إشاراتك لمصادر عبدالحي مرشداً للبحث عن ما كُتب حول تجربته
الإبداعية وحتى اللحظة لم أجد شيئاً مما أشرت إليه من كتابات الفنان التشكيلي
المبدع بالكلمات وبالفرشاة حسين جمعان. ليتك ترفد الخيط بما يتيسر لك مما
كتب حسين خاصة حول عوالم عبدالحي الضاربة في فضاءات لم تمتد إليها أيدي
الشعراء.

Post: #136
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-05-2011, 11:50 AM
Parent: #135

كتب الشاعر عالم عباس عن محمد عبدالحي:

تقرأ شعر عبد الحي كله فقلما تجد أثراً لمناجاة شخصية أو حنين لحيز جغرافي
محدود، لن تجد غزلاً في أنثى أو شكوى للذات، بل حتى الوطن، لن تجد الصورة
التي يراها أو يتغنى بها الآخرون، ودع عنك ترهات المدح والهجاء والفخر
والنسيب وهلم جرا. ومع ذلك تجد كل ذلك في شعره على نحو ما، وفي صورة فريدة،
هي خالصة لعبد الحي لا يدانيه فيها شريك أو منازع:

كلمات شعري لم يجيء يوماً بها إنبيق ساحر
تلك القوارير القديمة لم أهجنها ولا تلك المباخر

تلك كلماته التي ليس ثمة أبلغ منها في وصف شعره، ويمضي حتى يقول: لذا
فعبد الحي يكتب القصيدة بدمه، يقتطعها من لحمه وعصبه، يعتصر شعره من ذاته
اعتصاراً، ويقطره تقطيراً، فلا تجد في خوابيه إلا الشعر الصرف الوهاج، يترقرق
في سربال من الضوء المعطر، كشأن الشعراء العظام

Post: #137
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Amin Mahmoud Zorba
Date: 10-05-2011, 03:17 PM
Parent: #136


شكراً محمد عبد الجليل
وشكراً لكل من شارك هنا

___________

كلي إمتنان

Post: #138
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-06-2011, 09:53 AM
Parent: #137

وشكرا لك أخي أمين وأنت تتابع خيط تأملات في العودة إلى سنار
هذه الملحمة التي أعتصرها عبدالحي من دمه وهو في شرخ الشباب
ثم ظل يعمل عليها لسنوات عديدة حتى استوت عملا إبداعيا مثيـرا
للجدل ربما لأجيال قادمة.

Post: #139
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: احمد الامين احمد
Date: 10-06-2011, 06:56 PM
Parent: #138

كتب محمد عبدالجليل:
Quote: في محاضرة الأستاذة عائشة موسى بالرياض مارس 2008
حول رسالة الدكتوراه: التأصيل والتأثير الإنجليزي والأمريكي في
الشعر العربي الرومانسي: دراسة في الأدب المقارن
للدكتور عبدالحي والتي بترجمتهافي العام 1989م بعد رحيل
عبدالحي مباشرة كان حديث الموت حاضراً في تلك الدراسة حيث
ورد فيها:
كان موت موت كيتس وشيللي في عمر مبكر – مثل موت الشاعر المصري
الهمشري، والشاعر السوداني التجاني يوسف بشير، والشاعر
التونسي أبو القاسم الشابي – قد أعتبر كدافع ميتافيزيقي
داخلي لكي يتم التحقيق الكامل لما هو أزلي ومطلق.

وأن الوعاء البشري – لديهم – كان مفرط الحساسية حتى أنه
لم يتمكن من احتواء حدة العواطف الميتافيزيقية العنيفة
التي كابدها هؤلاء الشعراء)
أنتهى الإقتباس
بحضور جون كيتس وشيللى فى ذكرى عبدالحي (1944=1989) يحفرمحمد عبدالجليل
جدولا جديدا فى سر ادق العزاء ونحن نتحلق حول ضريح محمد عبدالحي (1944-1989) كما يضع المزيد من العشب الجاف حول (نار عبدالحي ) التى لاتخبو مثل (نار المجوس)
قبل (أن تتوالى بشرى الهواتف ان قد ولد المصطفى وحق الهناء – أنظر الإشارة المحمدية فى معلقة الإشارات لمحمد عبدالحي )
خروج:
نبوية عبدالحي (معلقة الإشارات ) التى ألهمها رغم تعقيدها رؤيا المحب البوصيرى فى المنام
قام صاحبها الشاعر محمد عبدالحى عام تأليفها (تقريبا منتصف سبعين القرن الماضى ) قام
بطباعتها على هئية ملزمة ووزعهامجانا على مرتادى حلقات المولد النبوى بساحاته المختلفة بالخرطوم فى
تلك (الليلة الكبيرة-حسب مصطلح صلاح جاهين وسيد مكاوى)
هذا المنحى النبيل يعكس مدى حب عبدالحي لجمهوره ورغبته فى حوارهم مع شعره
دون مقابل مادى كما يعكس مدى حبه لسيد البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وهذه الروح الدينيه برزت بوضوح فى كافة شعره ورسائله الخاصة للأصدقائه وهى رسائل
تمثل نبعا ثرا لمن اراد سبر غور عبدالحي كفرد وشاعر وصوفى معذب –حسب مصطلح التجانى يوسف بشير-
لدرجة جعلته –رحمه الله فى المحاضرة حول الشعر الإنجليزى المعاصر
يستطرد ويعرج ويسرى للحديث عن معانى ومقاصد بعض سور المصحف
تحديدا سورة الرحمن (وهى رغم جمالها من أكثر الصور تعقيدا وبه فواكه ونبات ونجوم
وسماء وأنهار وجن وبشر وجنان ونيران وهذا بعض عوالم مفردات عبدالحي


عودة للحديث :
أم هى مثل (نار المجاذيب ) التى أوقدها عيسى ود قنديل ...؟؟؟؟

(أنظر مقدمة ديوان نار المجاذيب للمجذوب وكذلك دراسة محمد عبدالحي العميقة حول التجربة والبراءة أو التفسير الدينى لنار المجاذيب –مجلة كلية الأداب جامعة الخرطوم )
تنبيه 1 : مصطلح البراءة والتجربة أستعاره محمد عبدالحي من مصطلحات الشاعر الرومانسى وليام بليك ( أنظر مجموعة خرائد :أغنيات البراءة وأغنيات التجربة لوليام بليك حيث يسود النفس الدينى الواضح )
كما ألهم إلتفاتة عبدالحي للتفسير الدينى للشعر السودانى المعاصر عند المجذوب
الدكتور قيصر موسى الزين فكتب عقب أكثر من عقد من ذلك دراسة بعنوان (العمق الدينى فى شعر عالم عباس) –انظر العدد الرابع والخير من مجلة حروف وهكذا الشاعر محمد عبدالحي كمبدع متفاعل يتأثر ويؤثر وهنا مكمن الخلود الفكرى رغم الموت الوجودى!!!
فى حضور شيللى وكيتس فى مداخلة محمد عبدالجليل
يظل SHELLEY 1792—1822 الشاعر الرومانسي الكامل نسبة لسعية وراء الحقيقة والعدالة ومعر فتة الفريدة بالتراث اليوناني والروماني وتعدد أفق قصائدة فى العشق والسياسة والتاريخ والفلسفة وكذلك التعدد الباهر وجدة وطرافة اشعارة وروعة مفرداتة ومرونة فكرة وتتجلى أجمل خرائدة فى غنائيتة المقتضبة ومطولتة الرعوية الأنيقة المعقدة ADONAIS التي رثى بها الرومانسي الأخير كيتس عند تحديقة فى الموت .
ولد الشاعر لأسرة ثرية ذات مجد موروث بمنطقة "SUSSEX " لكنة نشأ غريبا عن محيطة معانيا من اعتلال فى صحتة لازمة طوال حياتة ولقد طرد فى عامة الدراسى الثاني من الدراسة بجامعة أكسفورد لكتابتة كراسة حول الإلحاد فى العام 1811 مثل تجانى السودان الذي طرد من المعهد العلمي اثر نقاش حول أمر ديني ،ثم استشاط غضبا من والدة عقب زواجة من ابنة حارس حانة ‍‍‍والتي عاش معها فى منطقة البحيرة حيث عاش اسلافة الرومانسيين قبل الرحيل إلى ايرلندة وويلز ليفترقا فى العام 1814 ليهيم حبا بابنة رائدة الحركة النسوية " " والشاعر الفيلسوف الشهير " WILLIAM GODWIN " والتي ابتنى بها عقب انتحار الزوجة الأولى بالغاز وقد أقام معها لاحقا قرب جنيف حيث التقى بالشاعر بايرون أثناء تجوالة المبدع.

تتمثل أجود أشعار SHELLEY فى OZYMANDIAS والتي تعتبر اشهر SONNET بلسان شكسبير ويندرج تحت المؤثرات السياسية المتمردة إلى جانب قصيدة ODE TO THE WEST WIND والتي تأثر بها كثيرا الشاعر العراقي المجدد السياب وقصيدة ADONIS التي رثى بها الرومانسي الأخير KEATS والتي جارى بها الشاعر الانجليزى الأعمى JOHN MILTON فى خريدتة الشهيرة LYCIDAS صديقة الذي غرق فى البحار الجنوبية وكلاهما يتحدثان عن الموت وجمالة بطقوس وسحر ونبرات أشبة بالغناء ورغم الاختلاف والجدل حول سمعة ووعى SHELLEY إلا أنة اليوم يعتبر السيد الأعظم لجميع رصفائة الرومانسيين.

أما جون كيتس (1795-1820) فلعلة لا يوجد شاعرا إنجليزيا أخرا ومض وتوهج بصورة سريعة مثله "والذي كتب كل قريضة خلال فترة خمسة أعوام فى ريعان شبابة المجهض إذ حدق فى الموت دون الخامسة والعشرين كالتجانى بفعل مرض السل داء الرومانسيين والذي صرع قبلة امة وشقيقة الأصغر.
فتحت وطأة الإخلاص لوضع والدة المدير اللندني تأثر الشاعر بالأساطير اليونانية والدراسات الأخرى التي رشفها بالمدرسة إلا أن يتمة المبكر جعلة يلجأ لدراسة الجراحة فى العديد من المشافى بلندن حتى زارة شيطان الشعر فى سن الثامنة عشر ليكتب نشيدة الأول On First Looking In To Chapman's Homer ليخلد بعدها تماما إلى الشعر تحت تأثير الكاتب Leigh Hunt الذي قدمة إلى العديد من الأدباء اللامعين ثم كتب فى العام 1817 رائعتة المطولة Endymion راعى الضأن الوسيم الذي سحرة ديانا ربة القمر فى الميثولوجيا اليونانية ووهبتة النوم الابدى تلك الخريدة التي استوحاها الشاعر الزنجي الامريكى كاونتى كوليين وتأملناها ضمن نقول على ألمك 1937-1992 عن الأدب الزنجي وتتجلى أجود اشعارة فى La Belle Dame Sans Merci تلك السردية التي قدمها عبر مقاطع بطولية وهام بترجمتها العديد من السودانيين منهم الجهبذ النحر ير عبداللة الطيب1921—2003 إلى جانب اناشيدة العديدة التي خاطب بها البلبل ،النفس، الخريف والمالنخوليا ولقد ارتفع إلى جانب بالسنت الانجليزى(الشكسبيرى إلى ذرى شاهقة لا تسامق.
تنبيه 2:
الإشارة العاجلة لشيللى وكيتس أعلاه بعض دين عبدالحي علينا وهذه بضاعته نردها إليه او كماقال إخوة يوسف ذلك الصديق- او ذاك الخليفة العباسى حين أستلم نسخة إكرامية من صاحب العقد الفريد إبن عبد ربه الأندلسى او كماقالوا رحمهم الله
وسلاما على يوسف وإخوته(الأسباط ) وصلاة وسلاما على سيدى وشفيعى محمد
والرحمة والشفاعة لعبدالحي مجمد عبدالحي
وتحية وتقدير لمحمد عبدالجليل!!!!

Post: #140
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-07-2011, 02:44 PM
Parent: #139

الأخ الأستاذ/أحمد أمين أحمد - تحياتي،

قبل عامين كنت أعيد طباعة رسالة الدكتوراة
التأصيل والتأثير الإنجليزي والأمريكي في
الشعر العربي الرومانسي: دراسة في الأدب المقارن
للدكتور عبدالحي والتي ترجمتها رفيقة دربه الأستاذة عائشة
السعيد وسلمتني نسخة على CD لأقوم بتعديلها .. فأستأذنتها
في أن أقوم بإعادة طباعة الرسالة كاملة وذلك أولا:
لكثرة وصعوبة التعديلات المطلوبة وقبل الأوللشيء
في نفس محمد عبدالجليل بهدف قراءة الرسالة
عبر إدخالها في الجهاز حرفاً حرفاً .. وقد فعلت واستمتعت
ايما متعة عبر السياحة في إنجاز أكاديمي لباحث محقق مدقق
يفي بشروط البحث دون إخلال بالقيمة الفنية والإبداعية.

أعادتني مداخلتك أعلاه لتلك السياحة التي أفدت
منها واستمتعت بها وهي تتنقل في الزمان والمكان عبر منهج دقيق
من كيتس وشيللي لإبن الفارض
و

آنست في الحي نارا ليلا فبشرت أهلي
قلت أمكثوا فلعلي أجد هداي لعلي
نوديت منها فكانت نار المكلم قبل
فصارت جبالي دكا من هيبة المتجلي
وصرت موسى زماني مذ صار بعض كلي

فاليرحم الله محمد عبدالحي ويبارك في أحمد الأمين أحمد

Post: #141
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: هاشم محمد الحسن عبدالله
Date: 10-08-2011, 07:03 AM
Parent: #140

الأستاذ الفاضل محمد عبدالجليل ، تحياتى، واشكرك بعمق على هذا التوثيق الهام لهذه الاحتفائية بشاعرنا وأديبنا الراحل الفذ دكتور محمد عبدالحى ولقد أستمتعت جدا بمداخلات الزملاء العميقة والآراء النقدية والفنية لعبقرية هذا الفنان الانسان الجميل الذى رحل عن دنيانا وهو فى عز الشباب ولكنه ترك آثار ادبية وفنية ورائعة سنظل ولمدة طويلة تنقب فى كنوز ومضامينها الضاربة فى الجذور، وتركت لنا أستاذتنا الدكتورة عشة السعيدة والأبنة شيراز ، وقد ملأت الدكتورة عشة الحياة النقدية والأدبية وخاصة فى الترجمة وفنونه بكثير من الابداع وأبنتنا شيراز فى الطريق نفسه ، ربنا يطيل عمر عشة ويحفظه برعايته، واصر مع باقى الزملاء وأعضد من أقتراحهم بتخصيص مكتب للراحل العظيم دكتور محمد عبدالحى، والشكر الجزيل مجددا لإثارتك هذه الكوامن الجميلة وللتوثيق الرائع الذى امتعنى كثيرا، اكيد الود .

Post: #143
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-08-2011, 01:30 PM
Parent: #141

كتب الأٍستاذ / هاشم محمد الحسن عبدالله :

أستمتعت جدا بمداخلات الزملاء العميقة والآراء النقدية والفنية لعبقرية هذا الفنان الانسان الجميل الذى رحل عن دنيانا وهو فى عز الشباب ولكنه ترك آثار ادبية وفنية ورائعة سنظل ولمدة طويلة تنقب فى كنوز ومضامينها الضاربة فى الجذور، وتركت لنا أستاذتنا الدكتورة عشة السعيد والأبنة شيراز ، وقد ملأت الدكتورة عشة الحياة النقدية والأدبية وخاصة فى الترجمة وفنونها بكثير من الابداع وأبنتنا شيراز فى الطريق نفسه ، ربنا يطيل عمر عشة ويحفظها برعايته، واصر مع باقى الزملاء وأعضد من أقتراحهم بتخصيص مكتبة للراحل العظيم دكتور محمد عبدالحى، والشكر الجزيل مجددا لإثارتك هذه الكوامن الجميلة وللتوثيق الرائع الذى امتعنى كثيرا.
===============================================
الأخ الأستاذ/ هاشم محمد الحسن عبدالله:

كلماتك تحفز وما تركه السمندل من إرث فكري وأدبي وشعري يستحق أضعاف ما أنجز
شكراً على تعضيدالمناشدة بمكتبة للراحل يتم فيها تجميع ما كتب حول تجربة عبدالاحي في
هذا المنبر وفي غيره
===================

ولي رغدُ من صوم نفسي عن الأذى وذخرا إذا شحت لديك الذخائر
جلاجل صبيان على بعض دمية وفقا وحل حركته المساخـــــر
أترهبني من ظلمة العيش قطعة أترهبُ وحشي الفواد الدياجرُ؟

محمد عبدالحي




Post: #142
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-08-2011, 11:17 AM
Parent: #140

الصور الشعرية البديعة والمسيرة الحياتية القصيرة الذاخرة لعبدالحي بين :

أنا منكم تائه
عاد يغني بلسان ويصلي بلسان

و

رفرف التنين في ليل المدينة
أخضر الجلدة وهاج الشعل
وأنار النهر، فالأصداف في الماء مرايا
والحصى في الرمل أزهار غريبة
وهدايا
من مغارات الفراديس الرهيبة
ورآه الناس في غمرتهم بين اندهشٍ ووجل:

فرآه الشرطيُ
ورآهُ اللص في مكمنه
ورآهُ صبية السوق ينامون على كوم القمامة
ورآه رجل القصر الفسيح
ورأتهُ امرأةُ الكوخ الصفيحْ
ورأته العاهرةْ
ورآه الطفلُ والشحاذ والسكرانُ:
وهمٌ ما رأوه أم حقيقه
أم حديقة
صعدت في السحر
للعُلى، أم هبطت من شرفات القمر

وعبر الدروب:

أواه أيتُها القوافل التي تحملنا للعالم
أو تحمل العالم إلينا
ثم تلتقي كل الدروب عند جذع النخلة الأولى
أو تضيعُ في أفق الدم الأخير

والسراب:

في المقاهي، وفي لحية الشيخ الوقور
في كأس الخمر يترقرق، وفي السن الذهبية يلمع، في أوراق الكتاب
..........................
..........................
أواه هل لي بقدرة شاعر أصفُ بها كل ذلك العذاب،
أو قُدرة نبي أتحمله بها؟

ثم يُبدع :
معلقة الإشارات التي كتب حولها الأستاذ: أحمد الأمين (أعلاه) أن عبدالحي:
ألهمها رغم تعقيدها رؤيا المحب البوصيرى فى المنام

قام صاحبها الشاعر محمد عبدالحى عام تأليفها (تقريبا منتصف سبعين القرن الماضى ) قام
بطباعتها على هيئة ملزمة ووزعها مجانا على مرتادي حلقات المولد النبوي بساحاته المختلفة بالخرطوم في
تلك (الليلة الكبيرة - حسب مصطلح صلاح جاهين وسيد مكاوى

ويمضي الأستاذ/ أحمد الأمين متتبعاً تطور تجربة د. عبدالحي عبر مسيرته
الحياتية والعملية حيث يكتب:


هذا المنحى النبيل يعكس مدى حب عبد الحي لجمهوره ورغبته في حوارهم مع شعره
دون مقابل مادي كما يعكس مدى حبه لسيد البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وهذه الروح الدينيه برزت بوضوح في كافة شعره ورسائله الخاصة لأصدقائه وهى رسائل
تمثل نبعا ثرا لمن أراد سبر غور عبدالحي كفرد وشاعر وصوفي معذب – حسب مصطلح التجانى يوسف بشير-
لدرجة جعلته –رحمه الله في المحاضرة حول الشعر الإنجليزي المعاصر
يستطرد ويعرج ويسرى للحديث عن معاني ومقاصد بعض سور المصحف
تحديدا سورة الرحمن (وهى رغم جمالها من أكثر الصور تعقيدا وبها فواكه ونبات ونجوم
وسماء وأنهار وجن وبشر وجنان ونيران وهذا بعض عوالم مفردات عبد الحي.

Post: #144
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-09-2011, 01:06 PM
Parent: #142

وفي سياحة جديدة كتب الأستاذ/أحمد الأمين أحمد:

عودة للحديث :
أم هى مثل (نار المجاذيب ) التى أوقدها عيسى ود قنديل ...؟؟؟؟


(أنظر مقدمة ديوان نار المجاذيب للمجذوب وكذلك دراسة محمد عبدالحي العميقة
حول التجربة والبراءة أو التفسير الدينى لنار المجاذيب –مجلة كلية الأداب جامعة الخرطوم )
تنبيه 1 : مصطلح البراءة والتجربة أستعاره محمد عبدالحي من مصطلحات الشاعر الرومانسى وليام بليك ( أنظر مجموعة خرائد :أغنيات البراءة وأغنيات التجربة لوليام بليك حيث يسود النفس الدينى الواضح )كما ألهم إلتفاتة عبدالحي للتفسير الدينى للشعر السودانى المعاصر عند المجذوب
الدكتور قيصر موسى الزين فكتب عقب أكثر من عقد من ذلك دراسة بعنوان (العمق الدينى فى شعر عالم عباس) –انظر العدد الرابع والخير من مجلة حروف وهكذا الشاعر محمد عبدالحي كمبدع متفاعل يتأثر ويؤثر وهنا مكمن الخلود الفكرى رغم الموت الوجودى!!!

فى حضور شيللى وكيتس فى مداخلة محمد عبدالجليل
يظل SHELLEY 1792—1822 الشاعر الرومانسي الكامل نسبة لسعية وراء الحقيقة والعدالة ومعر فتة الفريدة بالتراث اليوناني والروماني وتعدد أفق قصائدة فى العشق والسياسة والتاريخ والفلسفة وكذلك التعدد الباهر وجدة وطرافة اشعارة وروعة مفرداتة ومرونة فكرة وتتجلى أجمل خرائدة فى غنائيتة المقتضبة ومطولتة الرعوية الأنيقة المعقدة ADONAIS التي رثى بها الرومانسي الأخير كيتس عند تحديقه فى الموت .
ولد الشاعر لأسرة ثرية ذات مجد موروث بمنطقة "SUSSEX " لكنة نشأ غريبا عن محيطة معانيا من اعتلال فى صحتة لازمة طوال حياتة ولقد طرد فى عامة الدراسى الثاني من الدراسة بجامعة أكسفورد لكتابتة كراسة حول الإلحاد فى العام 1811 مثل تجانى السودان الذي طرد من المعهد العلمي اثر نقاش حول أمر ديني ،ثم استشاط غضبا من والدة عقب زواجة من ابنة حارس حانة ‍‍‍والتي عاش معها فى منطقة البحيرة حيث عاش اسلافة الرومانسيين قبل الرحيل إلى ايرلندة وويلز ليفترقا فى العام 1814 ليهيم حبا بابنة رائدة الحركة النسوية " " والشاعر الفيلسوف الشهير " WILLIAM GODWIN " والتي ابتنى بها عقب انتحار الزوجة الأولى بالغاز وقد أقام معها لاحقا قرب جنيف حيث التقى بالشاعر بايرون أثناء تجوالة المبدع.

تتمثل أجود أشعار SHELLEY فى OZYMANDIAS والتي تعتبر اشهر SONNET بلسان شكسبير ويندرج تحت المؤثرات السياسية المتمردة إلى جانب قصيدة ODE TO THE WEST WIND والتي تأثر بها كثيرا الشاعر العراقي المجدد السياب وقصيدة ADONIS التي رثى بها الرومانسي الأخير KEATS والتي جارى بها الشاعر الانجليزى الأعمى JOHN MILTON فى خريدتة الشهيرة LYCIDAS صديقة الذي غرق فى البحار الجنوبية وكلاهما يتحدثان عن الموت وجمالة بطقوس وسحر ونبرات أشبة بالغناء ورغم الاختلاف والجدل حول سمعة ووعى SHELLEY إلا أنة اليوم يعتبر السيد الأعظم لجميع رصفائة الرومانسيين.

أما جون كيتس (1795-1820) فلعلة لا يوجد شاعرا إنجليزيا أخرا ومض وتوهج بصورة سريعة مثله "والذي كتب كل قريضة خلال فترة خمسة أعوام فى ريعان شبابة المجهض إذ حدق فى الموت دون الخامسة والعشرين كالتجانى بفعل مرض السل داء الرومانسيين والذي صرع قبلة امة وشقيقة الأصغر.
فتحت وطأة الإخلاص لوضع والدة المدير اللندني تأثر الشاعر بالأساطير اليونانية والدراسات الأخرى التي رشفها بالمدرسة إلا أن يتمة المبكر جعلة يلجأ لدراسة الجراحة فى العديد من المشافى بلندن حتى زارة شيطان الشعر فى سن الثامنة عشر ليكتب نشيدة الأول On First Looking In To Chapman's Homer ليخلد بعدها تماما إلى الشعر تحت تأثير الكاتب Leigh Hunt الذي قدمة إلى العديد من الأدباء اللامعين ثم كتب فى العام 1817 رائعتة المطولة Endymion راعى الضأن الوسيم الذي سحرة ديانا ربة القمر فى الميثولوجيا اليونانية ووهبتة النوم الابدى تلك الخريدة التي استوحاها الشاعر الزنجي الامريكى كاونتى كوليين وتأملناها ضمن نقول على ألمك 1937-1992 عن الأدب الزنجي وتتجلى أجود اشعارة فى La Belle Dame Sans Merci تلك السردية التي قدمها عبر مقاطع بطولية وهام بترجمتها العديد من السودانيين منهم الجهبذ النحر ير عبداللة الطيب1921—2003 إلى جانب اناشيدة العديدة التي خاطب بها البلبل ،النفس، الخريف والمالنخوليا ولقد ارتفع إلى جانب بالسنت الانجليزى(الشكسبيرى إلى ذرى شاهقة لا تسامق.
تنبيه 2:
الإشارة العاجلة لشيللى وكيتس أعلاه بعض دين عبدالحي علينا وهذه بضاعته نردها إليه او كماقال إخوة يوسف ذلك الصديق- او ذاك الخليفة العباسى حين أستلم نسخة إكرامية من صاحب العقد الفريد إبن عبد ربه الأندلسى او كماقالوا رحمهم الله
وسلاما على يوسف وإخوته(الأسباط ) وصلاة وسلاما على سيدى وشفيعى محمد
والرحمة والشفاعة لعبدالحي محمد عبدالحي .

========================================================
الاخ الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد - شكرا

فقد فتحت إشاراتك وتأملاتك في تجربة شاعر العودة فضاءات إبداعية
لا حد لها

Post: #145
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-10-2011, 07:56 AM
Parent: #144

في دراسته عن أعمال د. عبد الحي كتب الأستاذ/ محمد الربيع ما يلي:

(... وقد ذكر كثير من مؤرخي الأدب السوداني مثل عبد الهادي صديق، سلمى خضراء الجيوسي ، عبده بدوي انتماء محمد عبد الحي إلى ما يسمى تيار الغابة والصحراء ولكن عبد الحي تنصل عن ذلك ونفاه عن نفسه في التذييل الذي كتبه في مقال كتبته سلمى خضراء الجيوسي عن العودة إلى سنار قائلا: ("الأمر عندي هو أنني لست شاعراً من شعراء الجماعة ، فأنا أتكلم بصوتي الخاص بي الذي أعمقه وأثقفه حتى يتزاوج فيه الخاص بالعام والعام عندي هو تجربة الإنسان الواحدة المتكررة الباطنية الأعمق أو الأعلى من الزمن التي لا تتغير في جوهرها بل تتشكل في أشكال جديدة في كل عصر")

--------------------------------------------------------
تلخص عبارة عبدالحي تجربته الشعرية (العام عندي هو تجربة الإنسان الواحدة
المتكررة الباطنية الأعمق أو الأعلى من الزمن التي لا تتغير في جوهرها بل
تتشكل في أشكال جديدة في كل عصر) لكيلا يكون لمتعجل حجة وقد سارت تلك
التجربة منذ العودة إلى حديقة الورد الأخيرة عبر دروب عصية على التأطيــر
في قالب ، أيديولوجيا أو حيز زماني أو مكاني بنهج شعري يُدهش القارئين.

Post: #146
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: صلاح هاشم السعيد
Date: 10-10-2011, 08:58 PM
Parent: #120

اتصل بي قبل قليل أخي وصديقي محمد عبدالجليل :
ـ صلاح : ادخل وأقرأ مداخلات (احمد الامين احمد) في بوست ندوة: محمد عبد الحي ـ شوف بالله الواحد لمن يكون عندو المعلومة والثقافة الكافية وعارف بسوي في شنو ..!!.. : ودخلت ولم أخرج حتى الآن ولا أظنني استطيع:
Quote: على ذكر سبأهدهد سليمان فى مداخلة محمد عبدالجليل الأخيرة
ترفرف الكثير من الطيور فى حديقة الوردة الأخيرة(1984) التى زرعها وسقاها عبدالحي كالغراب صاحب الحانة وطيور الجنةوديك الفجر الذى(يقتات الانجم السكرى) والطير الخدارى (طائر الله كما وصفه عبدالحي ) والحمامة الخضراء التى تخرج من (جسد القتيل ) فى إشارة لإسطورة طائر عند العرب فى الجاهلية تختص بالثأر ودم القتيل وطائر النار الأسطورى الذى غذى به عبدالحي القاموس الجمالى بالسودان (السمندل) وعبره هاجر للموسيقى السودانية (فرقة السمندل) وغير ذلك كالطائر المجهول(الذى يحاكى طائر (الباتروس) الذى الذى رافق الملاح العتيق عند صمويل كولريدج الذى يحلق فى بدء وختام العودة سنار:
• أبصر كيف مر أول الطيور فوقنا
• ودار دورتين قبل ان تغيب الشمس
• وطيور الشاعر محمد عبدالحي (1944-1989) طيور تنطق وتتحاور بحرية وطلاقة لسان مثلما تحدث (هدهد )سليمان و (نملته ) تلك الحكيمة التى حذرت قومها من جند سليمان فتبسم ضاحكا من قولها ليشكر ربه ممايؤكد حضور القرءأن الكريم كمرجع أساسى لشعر عبدالحي إلى جانب تلك المرجعيات الضخمة المتعددة التى سقته تحديدا (تجواله البكر فى شرخ طفولته وباكورة صباه داخل مناطق السودان فى معية والده المهندس بالأنقسنا وجبال النوبة وهى مناطق بكر وقتها تسرح بها الحيوانات المتوحشة والطيور النادرة الجميلة وربما تشارك البشر الابرياء موارد الماء –راجع حديث والديه عن فترة تكوينه تلك-مجلة حروف ) إلى جانب المرجعية البيئية التى أستقاها من قراءته العميقة والشائكة والمعقدة باكثر من لسان فى حياة الحيوان وسلوكه
أدهشني تماماً ـ أنظر كيف يصف الأستاذ: أحمد الأمين أحمد فكرة الموت عند محمد عبدالحي:
في معرض رده على الدكتورة :شيراز:
Quote: فالموت عند صار "وعيا" ملازما ونورا نحو المعرفة وإدراك الحقيقة وتارة مطية لاغتصاب السلطة وقهر الأخر لكنه في الغالب بشارة نحو "الانبعاث" الذي يبشرنا في عالم لا ثنائية فيه تصبح المخلوقات كما في بداية الخلق بريئة ونقية وهذا بديع كما يقول ويتمنى...

أحمد الأمين أحمد :
أينما كنت
لك منا القيام حتى تأذن لنا بالجلوس ..

Post: #147
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: صلاح هاشم السعيد
Date: 10-11-2011, 07:35 AM
Parent: #146

من أقوال أحمد الأمين أحمد في العودة إلى سنار:
Quote:
وخريدتة المطولة العودة إلى سنار تلك الأغنية التي تستعصى مفاتيحها لغرابة وحداثة" لغتها ومجازاتها ومساربها وأغوارها ,إنها فتح جديد في اللغة الشعرية يختلف اختلافا ضخما عن اللغة القديمة " وهى حقا " معضلة في ديوان الشعر السوداني " يعضد ذلك حيرة النقاد والشعراء والسحرة والكهنة والصعاليك والعلماء والمتصوفة فك طلاسمها وإدراك مراميها فأهل الغابة والصحراء ينادون " أنها سؤال في الهوية" وآخرون يقولون بل هي " تعبير عن الجوهر الديني في الطبيعة البشرية" وعبدا لحى نفسه حار في أمرها وكان في كل حوار يغذيها ويشحنها روحا جديدة وهذا قمة الجمال فطبيعة شعرة شديدة التوهج بدرجة يستحيل معها التحديق فيه لإدراك جوهرة ...شعر غريب يحاكى النار والحلم.

Post: #148
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-11-2011, 09:32 AM
Parent: #147

الأخ الأستاذ صلاح هاشم السعيد - تحياتي

أراك قد دُهشت وهذا مطلوب دون الحد حيث تنبهم الفهوم
والعهد بيننا وبين أحمد الأمين أحمد أن يدلي كل بما
لديه .. وقد قال في مداخلة سابقة:

ختاما تعقيبى بتواضع على رد الدكتورة شيراز على السائل المحترم
حول مصطلح الثور الإلهى بعض رموز القداسة عند الدينكا شأن جلد الفهد
عند الشلك هو رد مفحم خصوصا حين ردته لهامش العودة إلى سنار كجزء مكمل لمتن
القصيدة يصعب فهمها بدونهوللمتابعين لشعر عبدالحى عليكم بحوارته العديدة
فى خواتيم عمره تجدونه بحكمه وهدوء يستخدم عبارة (شعرى المخطيء فيه والمصيب )
فاتحا الباب للنقاد ليعملوا مباضعهم النقديه فيه كشعر وليس كعقيدة
ولقد قال كلمته ثم مضى ..
أخيرا يقول الإمام مالك وهو حاضر بالروضة الشريفة بين القبر والمنبر وهى كما تعلمون
قطعة من الجنة كمافى الحديث قال:
(كلنا يؤخذ منه ويترك إلا صاحب هذا القبر ) فى إشارة لسيدى وشفيعى محمد صلى الله عليه
وسلم ...أنتهى

Post: #149
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 10-11-2011, 06:46 PM
Parent: #148

مَرْحَى تُطِلُّ الشَّمْسُ هذا الصُّبْحَ مِنْ أُفْقِ القَبُولْ
لُغَةٌ على جَسَدِ المِيَاهِ
ووَهْجُ مِصْبَاحٍ مِنَ البِّلَّوْرِ في لَيْلِ الجُّذُورِ،
وبَعْضُ إِيْمَاءٍ ورَمْزٍ مُسْتَحِيل.

اليَوْمَ يَا سِنَّارُ أَقْبَلُ فِيكِ أَيَّامِي بِمَا فِيهَا مِنَ العُشْبِ الطُّفَيْلِيِّ
الَّذي يَهْتَزُّ تَحْتَ غُصُونِ أَشْجَارِ البَرِيق.

اليَوْمَ أَقْبَلُ فِيكِ أَيَّامِي بِمَا فِيهَا مِنَ الرُّعْبِ المُخَمَّرِ في شَرَايِينِي
ومَا فِيهَا مِنَ الفَرَحِ العَمِيقْ.

اليَوْمَ أَقْبَلُ فِيكِ كُلَّ الوَحْلِ واللَّهَبِ المُقَدَّسِ في دِمَائِكِ؛ في دِمَائِي
أَحْنُو على الرَّمْلِ اليَبِيْسِ كَمَا حَنَوْتُ على مَوَاسِمِكِ الثَّرِيَّةِ بِالتَّدَفُّقِ والنَّمَاءِ.

وأَقُولُ:

لم أجد ما أهديه لك يا عبد الجليل ولزوارك بأقلامكم العالمة الأنيقة الزاهية تنضح عطاءً وذكاء ووفاء غير مقطعي المفضل

من نشيدي المفضل: الصبح من العودة الى سنار أستحضره بقوة وأنا اقرأكم كل ساعة فتسعدوني وأستحضره بقوة أكثر

اليوم وأنا اتلقى خبراً كان محمد عبد الحي سيزهو لسماعه!

فقد حمل لنا الفضاء خبر حيازة بنتنا ريل محمد عبد الحي على درجة الماجستير في التسوق بتميز من جامعة قلاسقو باسكتلندا بعد

ان اكملت البكالوريوس في بورتسماوث في علوم الكمبيوتر. وهكذا نتفرغ الآن لأوراقك ياعبد الحي !

عفواً ان خرجت بكم عن الموضوع وانا أعلم ان عبد الحي وعياله يتكتمون على امورهم الخاصة ولكني لا أنتمي اليهم بالقرابة هم من

شرق السودان وانا من غربه والقسمة غلّابة.

لريل التهاني والتمنيات بمستقبل مليء بالنجاحات

ولكم الشكر للمشاركة (الاجبارية).

Post: #150
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-12-2011, 12:41 PM
Parent: #149

شكرا أستاذة عائشة على المقطع الذي كأنه يقول:
أنظروا للشعر كيف يكون .. ومبروك للإبنة ريل وهي تحقق
نجاحا باهرا وتقول لعبدالحي نم هانئا فكل شيء سيكون
على ما يرام، ولعائشة ترجمي الهايكو ولملمي أوراق
عبدالحي ببال مرتاح .. بوحك بما يتكتم عليه آل عبدالحي
يعطي رسالة يحتاجها الناس أن ثابروا حتى (يكون المجد
وهو مصوح في الأرض منقلب على أعقابه) كما أبدع التجاني
يوسف بشير عليه رحمة الله .

سعدت حقا بإشراكنا في الخبر المفرح وليحقق الله الأماني
وعودي في كل سانحة لهذا الخيط (عودة المطر للطين)

Post: #151
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-13-2011, 09:57 AM
Parent: #150

العودة إلى سنار عالم من الرموز والإشارات المموسقة
عبر شعر رقراق يحكي قصة حلم وطن يتشكل من تنوع مستحيل:


وأقولُ: يا شمسَ القبولِ توهّجى فى القلبِ

صفيِّنى ، وصفِّى من غبارٍ داكنٍ

لغتى ، غنائى.

سنَّارُ

تسفَر فى

نقاءِ الصحو ، جرحاً

أزرقا، جبلاً ، إلهاً ، طائراً

فهــداً ، حصاناِ ، أبيضاً ، رمحاً

كتـــابْ

رجعت طيور البحر فَجْرَاً من مسافات الغيابْ.

البحر يحلم وحده أحلامه الخضراء فى فوضى العبابْ.

البحرُ؟ إنّ البحر فينا خضرة’’ ،

حلم’’ ، هيولى ،

شجراً ارى ، وأرى القوارب فوق ماء النّهرِ

والزرّاع فى الوادى ، وأعراساً تقامُ ، ومأتماً فى الحىِّ ،

والأطفال فى الساحات ، والارواح فى ظلَّ الشجيرةِ

فى الظهيرةِ حين يبتدىُْ الحديث برنّه اللغة القديمةْ.


الشمس تسبح فى نقاء حضورها ، وعلى غصونِ القلب عائلةُ الطيّورِ،

ولمعةُُ سحرية’’ فى الريحِ ، والأشياء تبحر فى قداستها الحميمةْ.



وتموج فى دعةٍ ، فلا شىءُُ نشازُُ كلُّ شىءٍ مقطعُ ، وإشارةُُ

تمتد من وترٍ إلى وترٍ ، على قيثارة الأرض العظيمةْ.

Post: #152
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-15-2011, 08:19 AM
Parent: #151

سنار تُسفرُ في بلاد العرب
جرحاً أزرقاً، قوساً
حصاناً أسود الأعراف
فهداً قافزاً في عتمة الدم
معدناً في الشمس مئذنة
نجوماً من عظام الصخر
رمحاً فوق مقبرة
كتابْ

Post: #153
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-15-2011, 12:50 PM
Parent: #152

تحت مياه البحر كان عرشها الرخام
يشع فسفورا على مملكة المياه
والمياه ترخى فوقه
من ضوئها المنحبس الأخضر كالأحلام
وحولها كانت خيول البحر
تصهل
والحيتان تمخر لحم البحر
وحشرات البحر
تنقش بالمخالب الرخوة فوق طحلب يلمع كالهلام
حوارها الفريد

Post: #154
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-16-2011, 01:28 PM
Parent: #153

الإخوة الأعزاء - عائشة السعيد - أحمد الأمين أحمد - صلاح هاشم السعيد

وزوار خيط تأملات العودة إلى سنار،أين أنتم .. وماذا تروني فاعل، في

أمر لم يغادر الشعراء والكتاب والنقاد فيه جانباً معرفيا/فلسفياً/

مزاجياً/إلا أغرقوه ! ويبقى الخيال وفضاءات التأويل البديع البعيد فـي

الهزيع الأخير من ليل الوطن ومشكل الهوية وتشاكس الغابة والغابـة

والصحراء والصحراء والاحتمالات البيئسة ونحن نردد (جميع الأغاني إتكالن

عليك) يا ثقافة تلم شعث وطن أوشك أن يضيع.

Post: #155
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 10-16-2011, 06:47 PM
Parent: #154

التحيات زاكيات.............

والله يامحمد لا يمنعني عن المساهمة في هذا المهرجان الضافي سوى التخلُّف التقني!
فالمواد التي تستحق الضوء متوفرة ولكنها على الورق وعملية النقل مشكلة..

أمنني الأخ الدكتور سعد الدين عبد الحي توصيل التحية لك والشكر والتقدير على هذه الإحتفائية الثرية
كما يبعث التحية والشكر لكل المشاركين وصديقه صلاح البندر وقد وعد بمشاركة فعلية قريبة.
له ولزوجته الدكتورة رشيدة الشكر فقد جاءا احتفالاً بماجستير ريل.


سأوافيك قريباً ببعض ماورد في كتابات عبد الحي عن الهوية التي تشغل بالكم...وبالمناسبة انا ما شاغلني
موضوع الهوية دا باعتبار قولتي المأثورة:
إن الفتى من يقول ها أنا ذا.............

Post: #156
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-17-2011, 06:57 AM
Parent: #155

سريعة النهمه الأستاذة عائشة السعيد .. تحياتي

الوطن حدادي أو مدادي قد أوشك يضيع بين الأعادي كما أبدع د. مبارك بشير
وهو يغني لشاعر الشعب محجوب شريف- شفاه الله –

محجوب شريف
راجل نضيف
جانا من عرب المدينة وبالنهار
عنوانو مدرسة الأساس
وفي المساء
بيكتب أغاني .. أو كما قال ..

ننتظر كتابات عبدالحي عن الهوية .. ويبقى أن الفتى من يقول ها أنا ذا ..[/green] والهوية ليست ما كان وما هو كائن، بل ما يصوغه الناس بإرادتهم، بفعلهم
وإبداعهم .. كتب عنها الشاعر محمود درويش في طباق لإدوارد سعيد:

والهويَّةُ؟ قُلْتُ
فقال: دفاعٌ عن الذات...
إنَّ الهوية بنتُ الولادة لكنها
في النهاية إبداعُ صاحبها
, لا
وراثة ماضٍ. أنا المتعدِّدَ... في
داخلي خارجي المتجدِّدُ. لكنني
أنتمي لسؤال الضحية. لو لم أكن
من هناك لدرَّبْتُ قلبي على أن
يُرَبي هناك غزال الكِنَايةِ...
فاحمل بلادك أنّى ذهبتَ وكُنْ
نرجسيّاً إذا لزم الأمرُ/
- منفىً هوَ العالَمُ الخارجيُّ
ومنفىً هوَ العالَمُ الباطنيّ
فمن أنت بينهما؟
< لا أعرِّفُ نفسي
لئلاّ أضيِّعها. وأنا ما أنا.
وأنا آخَري في ثنائيّةٍ
تتناغم بين الكلام وبين الإشارة
ولو كنتُ أكتب شعراً لقُلْتُ:
أنا اثنان في واحدٍ
كجناحَيْ سُنُونُوَّةٍ
إن تأخّر فصلُ الربيع
اكتفيتُ بنقل البشارة!

يحبُّ بلاداً, ويرحل عنها.
]هل المستحيل بعيدٌ؟[
يحبُّ الرحيل الى أيِّ شيء
ففي السَفَر الحُرِّ بين الثقافات
قد يجد الباحثون عن الجوهر البشريّ
مقاعد كافيةً للجميع...
هنا هامِشٌ يتقدّمُ. أو مركزٌ
يتراجَعُ. لا الشرقُ شرقٌ تماماً
ولا الغربُ غربٌ تماماً,
فإن الهوية مفتوحَةٌ للتعدّدِ
لا قلعة أو خنادق

التحية للدكتور سعد الدين ولزوجته الدكتورة رشيدة وفي انتظار مشاركاتهم ، وكذا وعدك بما كتب عبدالحي
حول الهوية حتى لو هارد كوبي أتولى طباعته ونقله إلى هنا

Post: #157
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-17-2011, 11:59 AM
Parent: #156

تحت مياه البحر
حيث لا تعى الذاكرة الشمس، أقامت عرشها
تحت مياه البحر
فى جهاته الأربع، منحوتا من الرخام
مطعما بالصدف الإخضر واللؤلؤ والمعادن القديمة
مزينا بصور الطير الغريب والتنانين التى تناكحت وأفرخت
فى الحمأ الساخن قبل أن يفور البحر ثم ينجلى
لتطلع الشمس على إبتداء وعى عالم جديد

Post: #158
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-18-2011, 02:48 PM
Parent: #157

كتب الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد:

هذه الثقافة الرفيعة كست شعر عبدالحى عمقا معرفيا بعيد الغور وجعلته شعرا
يستعصى على من لا يداوم على الاطلاع المتنوع كما افقدتة الجماهيرية الواسعة
ولعل إحساس عبدالحى بذلك جعله يهتم بالهامش كشكل مكمل لبناء ومضمون شعره
كما فعل في " العودة إلى سنار " وبعض اضاءات "حديقة الورد الأخيرة" وسيدرك
المتأمل في أشعاره وفرة وتنوع الرمز والذي يعرف المهتمون "أنه جوهر التعبير
الشعري"

----------------------
حدد عبدالحي أهدافه بوضوح وظل يعمل بدأب ومثابر صارمة طوال سنوات عمره
القصير الطويل، وعبارة أحمد الأمين (أعلاه)بعدم التفات عبدالحي لإغراء
(الجماهيرية الواسعة) وربطها بإنحيازه المبكر لإنسان الهامش تتطلب
المزيد من الإضاءة

Post: #159
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 10-18-2011, 06:40 PM
Parent: #158

تحياتي وتقديري اخي محمد عبد الجليل
والمجد والخلود لشاعرنا الكبير محمد عبد الحي..
وشكرا يا محمد علي هذا البوست الكبير الذي صار سفينة مدهشة تجوب في عوالم الشاعر العظيم وتمنحنا متعة
ومعرفة وسياحة ادبية وثقافية نادرة الحدوث في هذا الفضاء الذي غادرت شواطيه مثل هذه البوستات العميقة منذ ردح من الزمان...

الاخ احمد الامين يغريكم السلام والتحية
وهو يعاني من مشكلة في الدخول الي الانترنت
ويرسل تحية خالصة وامتنان للاخ صلاح هاشم السعيد
ونتمني عودة احمد سريعا حتي يواصل معكم في هذا التوثيق المهول

وتحياتي

Post: #160
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Shiraz Abdelhai
Date: 10-19-2011, 00:17 AM
Parent: #159


شكرا محمد ...وشكرا لقراء هذا البوست الاحتفائي التوثيقي الضخم ....

....وفى معرض الحديث عن التموجات والمواعين الواسعة المتناسقه فى شعر عبد الحى ....
كنت قد فتحت بوستا فى زمن مضي ( ولا اعرف له طريق الآن) حول الاشارات السياسية فى شعره
والتى لا اظننى استقرئها فقط لارتباطى بالاحداث السياسية ولكنها بالفعل إشارات اقل ما يقال عنها....أنها ذكيه وخالده....
ذكيه فى وصفها غير المباشر واللاهتافى الفلسفس العميق لماهية الملك والسلطة والفساد والثورة...
وخالده فى كونها تصلح الان...ربما للدائرة المجنونة الشريرة التى تكتنف التاريخ السياسي السودانى - كما كانت تصلح فى ازمان سابقه
...هناك من يرفض التأويلات السياسية الجافة لشعره وحيث انها تهبط بالقارئ من العوالم الاسطورية الساحرة بصخب حيواناتها
وطبيعتها وأصواتها الى أرض واقعية صلبة الحقائق.....
ولكن ارتباط عبد الحى بالارض والاسطورة القديمة والحيوانات التى امتزجت بشعره مزيجا طبيعيا هادئا متسقا دون قسر
ارتباطه هذا جعل حتى تلك الاشارات التى ذكرت تأتى فى جرعات مدروسة من السطور التى ربما تشبه الهايكو فى بساطتها وعمقها...
وتحكى ببضع كلمات قصة خيالية من وحى الواقع....

فلنقرأ إذن :


لا يحق للملك أن يحيا حياة خاصه

فالملوك هم روح الشعب المتعالية.

على الملك أن لا يخاف من العقاب

فالرحمة لا تحجب العدالة.




خمارة الغراب

يا صاحبي الدميم

صاحبتنى الليلة فى أزقة الجحيم

ياخدنى النديم

ونحن فى خمارة الغراب

بين دخان الأوجه المقوسات بالعذاب

والأنفس المعلقات فى الرماد والتراب

كخرق الثياب

تدور بالنقل علينا مرة،

ومرة تدور بالشراب

ومرة ترقص فى جحيمنا راقصة الخراب

(ونقلنا حجارة...وخمرنا سراب)

جماهير الغراب:
حين مُد السماط وجاء الغراب
بادئا رافلا في حلى الطواويس
دار الشراب
ثم مزق لحم الكتاب
بين برثن صقر عجوز
ومخلب ضبع ذكي
تغرقر بالموت تحت الخضاب
والجماهير تهتف:

عاش الغراب .. الغراب .. الغراب!!



تتويج الغراب:

في الزمن اليباب
ليس سوى الثعلب والحرباء
والحية الرقطاء
في حقلهم هذا الذي
تتويجه الغراب.




فى الحلُم رأيتُ "سعْدى" و "حافظ" يتناجيانِ
فى حَديقةِ الورد الأخيرة قرب المسجد المهجور:

الأرضُ وطَنناْ
فيها كل شىءٍ أو لا شىء
الله أقربُ من حبْلِ الوَريدْ.
لقدْ رحلَ جميعُ الصِّحابْ
وبَقينا وحدَنا فى العالمْ
كالنحل البرىِّ فى نقْرةِ الجبَلْ
وسكِر الجميعُ وقامرُوا
فى حانةِ الدَّم والنُّورِ
وكسْبنا وحدَنا سوءَ السُّمعة.

لا يمكنْ أن تفْصل
عَبقَ العبيرِ من عَفنِ الوَباءِ
فى هذهِ الدِّمنْ المخَضَّرهْ.

المُلْكُ حِذاء’’ نلبَسهُ
لنمشىَ بهِ فى الزَّمانْ.
عليْنا أنْ نَمشى حُفَاةً
فى مَملكةِ الفقرِ
لا حرَّاسَ على الحدودِ
ولا جلساتِ استجْواب ، واجراءات آمنْ



حين عثر الأطفال على جثة الرجل الغريب فى دغل منعزل

قرب سور المدينه

تذكر الشيوخ وقائع مشابهة:

أجنة تولد بأظلاف كأظلاف السخلان

وغراب متوج حجب بجناحيه شمس الظهيرة

وأبلغ العسس رئيس الشرطة بشبح الملك السابق

الذي ظل يحوم ثلاث ليل متواليات حول القصر الملكى،

بدرعه وسيفه وقوسه.



وكثر الأجانب ومزيفو النقود والمهاجرون إلى المدينة.

وشوهدت نجوم بأذناب نارية وأثداء تقطر دما.

وركد النهر، وهاجمت الذئاب القري.

Post: #164
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-19-2011, 01:25 PM
Parent: #160

Quote: لا يمكنْ أن تفْصل
عَبقَ العبيرِ من عَفنِ الوَباءِ
فى هذهِ الدِّمنْ المخَضَّرهْ


د. شيراز - تحياتي،

لهذا نريد أن نعيد القراءة فسنوات التيه على
هامش المأساة عمقها ..
لم نقرأ التجاني والمجذوب وعبدالحي ورفاقهم
من أصحاب الرؤى كما ينبغي، لا بد من عودة إلى
سنار .. إلى الوطن الذي يمجد الله والإنسان
لا بد من خلق العالم الذي وضعوا بذرته شعرا
لنخرج من (هذه الدمن المخضره)

Post: #161
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-19-2011, 10:34 AM
Parent: #159

لك التحيات والتقدير أخي عبدالكريم الأمين أحمد أن طمأنتنا
على أخونا أخوك الأستاذ أحمد الأمين أحمد ولله الحمد أنه بخير
ومعاناة عدم الدخول على النت ساهله .. أنتهز هذه الفرصـة
لأنقل لك أني وبينما كنت أقوقل وأطبع مشاركات أحمد في النت
وجدت لك خيطاً قديما أوردت فيه كثيرا من كتابات أحمد .. طبعتها
واستمتعت بقراءاتها واستقصائها للموضوعات الأدبية ولبعض رموز
الأدب العالمي .. فلك وله شكر لا يحد.

لا زلت أشمر عن ساعد الرغبة والأمل في قيادة هذا الخيط نحو
عوالم جديدة في تجربة عبدالحي الفكرية والشعرية رغم يقيني
أن هذا يتطلب الوقوف على كل ما ُكتب عن تجربة الرجل وهـــذا
أمر يشبه المستحيل وقد يضطرني في لحظة معينة أن أحرق سفني
وأكتب كلمتي وأمضى.

Post: #162
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: أيمن التوم حسن
Date: 10-19-2011, 10:58 AM
Parent: #161

سأعود اليوم يا سنَّار ، حيث الحلم ينمو تحت ماء الليل أشجاراً

تعرّى فى خريفى وشتائي

ثم تهتزّ بنار الأرض، ترفَضُّ لهيباً أخضر الرّيش لكى

تنضج فى ليل دمائي

طبت وطابت سيرتك ياعبد الحى

Post: #163
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: صلاح هاشم السعيد
Date: 10-19-2011, 11:46 AM
Parent: #162

Quote: الاخ احمد الامين يغريكم السلام والتحية
وهو يعاني من مشكلة في الدخول الي الانترنت
ويرسل تحية خالصة وامتنان للاخ صلاح هاشم السعيد
ونتمني عودة احمد سريعا حتي يواصل معكم في هذا التوثيق المهول

Post: #165
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-20-2011, 09:48 AM
Parent: #163

د. شيراز – تحياتي،

ليتنا نمعن النظر في تجربة عبد الحي وصحبه المبدعين الميامين ممن تركوا
أثراً إبداعياً نفاخر به الدنيا .. ليتنا نجد العزم لقراءة التفاصيل ففيها يكمن
شيطان الإبداع .

ثم


تظل المشكلة قائمة ما ظل مورد الخواء كثير الزحام .. وما كان للشعراء الرواد
أن تراودهم رغبة طلب الدنية في إبداعهم، فقديماً صدح شيخنا التجاني وهو في
شرخ الشباب (طالب في المعهد العلمي) ينعى سوء الفهم والتفكير والتفسير:

هو معهدي ولئن حفظت صنيعه*** فأنا ابن سرحته الذى غنى به
فاعيذ ناشـئة التقى ان يُرجفـوا***بفتىً يمُت اليه فـى احسابه
-------------------------------------
-------------------------------------
قالوا وأرجفت النفوس واوجفت ***هلـعاً وهاج وماج قسور غـابه
كفر ابن يوسف من شقي واعتدى ***وبغـى..ولست بعابئ أو آبـه
قالوا حرقوه بل اصــلبوه ***بل أنسفوا للريح ناجس عظمه وإهابه
ولو أن فوق المـــوت متلمس*** للمــرء مُـد إلي من أسبـابه


ربما لا يجوز إقحام الانتاج الأبداعي الأدبي في خط سكة حديد لهوجة السياسة
(ووضعت كلمة (ربما) لأضيق الطريق على من قد يقول .. ليه هو على كيفك إنتا؟)
وذلك لأن(كل شيء في فضائه الرحب جميل) .. و

وضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى
و
(قميص دابي) السياسة يضيق بالإبداع الحق قبل البداية، والمبدع لا يجهد نفسه
بهز الأغصان، بل يبذر البذرة النصيحة فالمجد للحقيقة والأشياء ستستوي (والصيف
آت لا محالة) وسيغني ود اللمين: المجد للآلاف تهدر في الشوارع كالسيووول ..

Post: #166
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-22-2011, 07:01 AM
Parent: #162

تحياتي يا أيمن .. لقد إنتخبت أبياتاً مكتنزة
بحلم العودة إلى سنار .. نحتاج أن نتمثل العودة
بتفاصيلها وتعقيدهاالمعبر عنه في عودة
عبدالحي إلى سنار، فسنارنا الراهنة قد تشظت إجتماعياً
وجغرافيا وثقافيا تشظياً مبينا .. فالنعض على أمل
العودة المرتكز على إرادة الرغبة والوعي الحق
بعقبات الطريق، كما عبر عنه عبدالحي في
الأبيات التي نقلتها لنا:



سأعود اليوم يا سنَّار ، حيث الحلم ينمو تحت ماء الليل أشجاراً

تعرّى فى خريفى وشتائي

ثم تهتزّ بنار الأرض، ترفَضُّ لهيباً أخضر الرّيش لكى

تنضج فى ليل دمائي

شكرا يا أيمن التوم

Post: #167
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-22-2011, 12:24 PM
Parent: #166

الاخ - صلاح السعيد - تحياتي،

أحمد الأمين غيبته تعقيدات النت .. (فهلا أبتكرت لنا
كدأبك) زوايا جديدة لتعميق الحوار حول العودة ..
وانت على ذرى سفح الربيع العربي بين سرت والقاهرة
صنعاء وتونس واليوم = 21 أكتوبر في تاريخ السودان
والعودة حق وواجب ويقين وإن طال السفر.

Post: #168
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-23-2011, 08:49 AM
Parent: #167

أستأذن الصديق نصار الحاج في إنزال ما أورد في
هذا المنبر العام 2003م ، مما كتب
الشاعر الكبير عالم عباس حول تجربة عبدالحي
إثراءً لهذا الخيط:


هناك إذ وضع السمندل تاجه



نحن خُلقنا من النسيج الذي صنعت منه الأحلام
بول إيلوار
وحين يقبل الليل ننام، وقد أثقلت أحلامنا بغلال الجسد والروح
عبدالحي – حديقة الورد الأخيرة
في هدوء فاجع دخل عبد الحي نومته النبيلة،

" مثلما ينام في الحصى المبلول
طفل الماء
والطير في أعشاشه
والسمك الصغير في أنهاره
وفي غصونها الثمار
والنجوم في مشيمة السماء"

يحتاج الناس إلى وقت طويل ومثابرة ودأب، وإلى علم غزير للوصول إلى المفاتيح اللازمة لدخول العالم الشعري لمحمد عبد الحي.

لقد سعدت حقا بالدراسة النقدية الجيدة التي كتبها الأستاذ عبد المنعم عجب الفيا في جريدة الخرطوم والتي نشرت أيضا في مجلة كتابات سودانية (العدد التاسع، سبتمبر 1999م – في ذكرى عبد الحي) ، وكذلك دراسة الأستاذ محمد عبد الخالق في نفس العدد.

ترى ماذا يعني الشعر عند محمد عبدا لحي؟
تأتي ضرورة هذا السؤال من الاهتمام البالغ الذي يلحظه الذين يعرفون عبدا لحي وتعامله مع شعره والغوص فيه حتى يكاد يستغرقه جملة وتفصيلا. فهو حين يقترب من الشعر، إذ هو شخص آخر تماما. فالشعر محرابه ومأمنه، جحيمه ومطهره وفردوسه. وإذ يلجأ إلى الشعر فهو ينفصم وينفصل انفصالا تاما عن هذا العالم اليومي المستهلك (بكسر اللام وبفتحها أيضا). لا هروبا أو عجزاً أو تعاليا، ولكن كما فعل (بروميثيوس) في جلب الشعلة المقدسة ، نور ونار المعرفة سمواً بالإنسانية.

تقرأ شعر عبد الحي كله، فقلما تجد، بل لن تجد أثراً لمناجاة شخصية أو حنين لحيز جغرافي محدود، لن تجد غزلا ما في أنثى أو شكوى للذات، بل حتى الوطن، لن تجده بالصورة التي يراها أو يتغنى به الآخرون، ودع عنك ترهات المدح والهجاء والفخر والنسيب وهلم جرا. ومع ذلك تجد كل ذلك في شعره على نحوٍ ما، وفي صورة فريدة، هي خالصة لعبد الحي لا يدانيه فيها شريك أو منازع.

"كلمات شعري لم يجيء يوما بها إنبيق ساحر
تلك القوارير القديمة لم أهجنها ولا تلك المباخر"


تلك كلماته التي ليس ثمة أبلغ منها في وصف شعره.

عبد الحي حين يلج محراب شعره فهو يدخل ملكوتا من الدهشة والحضور، ينفصل عن الدنيا ليتصل بالعليا، بالكون والشموس والمجرات والسديم ، وحين يفعل هذا فهو دائما يعود إلى براءته الأولى، طفلا خلاقا. طفلا محرر الذهن من وثاق كل تاريخ يكبل انطلاقته ويثقل خطاه، ويوثق دهشته، وخلاقاً لأنه يعيد تشكيل العالم (من فوضاه) لا يستهدي إلا بالنقاء والحب والسمو يودع الله في قلبه ثم ينطلق فيلتحم بالكائنات ، النجوم ، يستصحب الذر والنحل والفراشات، واللآلئ والأصداف والطحالب، منبهر بالألوان والأضواء، يغشى حدائق الفسفور والمرايا، يلهو مع طفل النار والماء والبخار والضباب والبرق.

عبد الحي يعرف أن:

"الشعر ملاك وحشي
والشعر فقر ، والفقر إشراق
والإشراق معرفة لا تدرك
إلا بين النطع والسيف"

لذا فعبد الحي يكتب القصيدة بدمه، يقتطعها من لحمه وعصبه، يعتصر شعره من ذاته اعتصارا، ويقطره تقطيرا، فلا تجد في خوابيه إلا الشعر الصرف الوهاج، يترقرق في سربال من الضوء المعطر. وكشأن الشعراء العظام، فهو قاسٍ مع شعره وعنيف، يقلِّب الكلمة ويعتصرها حتى تتوهج في ألقها الأقصى، وحين لا يرضى فبيده مبضع الجراح الحاذق، حاسم البتر، شجاع الرأي سريع الحز .وحين يضع الكلمة في القصيدة فإنما يضع قطعة من كبده وقلبه، جمرة مقدسة متقدة، من لحمه ودمه.

"تهدي الأضاحي، وأهدى مهجتي ودمي"

وهكذا ، فلن تجد في شعره نبواً، أو عبارة فضفاضة أو حرفا زائدا. ولم أجد فيما قرأت وعرفت أحدا يؤرقه شعره ويضنيه ويأكل من جسده وأعصابه وعظامه كما يفعل الشعر بعبد الحي، ولا الفرزدق الذي روى عنه أنه يقول (لخلع ضرس أهون عليَّ من قول بيت شعر) ولا ذلك الذي يتلوى على الأرض كالسليم يعاني وهو يقول الشعر، من الذين يحترقون كالسمندل بجمر القصيد. فليست ضريبة الإبداع بهينة. نعرف ذلك في أبي تمام، ونعرفه في المتنبي ونعرفه في ذي الرمة (غيلان بن عقبة العدوي) أ ليس هو من يقول:

وشعر قدا أرقت له غريب
أجنبه المساند والمحالا
فبت أقيمه وأقدّ منـــه
قوافي لا أعد لها مثالا
غرائب قد عرفن بكل أفق
من الآفاق تفتعل افتعالا

ولذا كان عبد الحي يحتفي كما يحتفي ذو الرُّمة ويأرق لابتداع شعر مبتكر إذ يقول عبد الحي على ذات النسق:

وشعر قد أرقت به غريب
تملأ بالكواكب في الظـلام
وتشرق في قوافيه إذا مـا
تنفس مصبحا شمس الكلام
تطل به القصيدة في ابتهاج
تفتح مثل أشكال الغمــام

والشعر معه حين يصبح وحين يمسي، يقظة ومناما ، وحين ينام فهو ينام نومة الفهد عين للهجوع وعين للشعر:

ينام بإحدى مقلتيه ويتقى
بأخرى المنايا فهو يقظان هاجع
الشعر يوقظه وبه يحلم، ويأرق:
سمعت صوتك يا الله يهتـف بي
في الليل والبدر تم غير محدود
أدرك قصيدك من فوضى يلاحقه
فالعصر عاهرة سكرى بتجديد
لن تدرك البرق إلا أن تراوغـه
في النار ما بين تطريق وتجويد

التجويد! ذلك الذي أفنى عبد الحي عمره في ملاحقته، فهو
لا يرضى،ولا يرضى. يغير ويبدل. تنتابه الوسوسة والتوجس وهو يعالج قصيدته، تماما كما يفعل أبو تمام:

أحذاكها صنع اللسان يمده
جفر إذا نضب الكلام معين
ويسيء بالإحسان ظنا لا كمن
هو بابنه وبشعره مفتون

وهو إذ يقوم ويثقف ويتعهد شعره ويغنيه، فكأبي تمام :

"خذها فما زالت على استقلالها مشغولة بمثقف ومقوم
تذر الفتي من الرجاء وراءها وترود في كنف الرجاء القشعم
زهراء أحلى في الفؤاد من المنى وألذ من ريق الأحبة في الفم

ويحترق عبد الحي في شعره ويعبق وهو يهذبه، ويتعهده. على خطا أبي تمام:

نشر يسير به شعر يهذبه
فكر يجول مجال الروح في الجسد
ساعات شكر غذاهن البقاء به
فهن أطول أعمارا من الأبد
إذا دجاها أحاطت بي، أحطت بها
قلبا متى أسر في مصباحه يقد

وشعر عبد الحي غريب. والغرابة هنا ليست في ألفاظها وغرائب كلماتها، وإنما العالم الذي يؤطره هذا الشعر ويقتحمه ويبنيه ولفهم هذه الغرابة فإن عليك أن تقرأ دانتي في (الملهاة المقدسة) وتقرأ المعري في رسالة الغفران، وتصحبه في درعياته وطلاسمها المستغلقة في سقط الزند، واللزوميات، وتقرأ جيمس جويس في "يوليسيس" وتقرأ اليوت في (الأرض اليباب) وتقرأ آزرا باوند، وتقرأ (كوبلاخان)و (الملاح العتيق) لكوليردج وتقرأ لوورد وورث. ثم تقرأ لأبي تمام وكيف يحتفي بشعره ويجله على نحو فريد، وتمضي مع ذي الرمة لا في غزله في مي ولكن في ليل صحرائه وتتبعه لمساقط المطر، وأرقه مع الشعر، تقرأ ديك الجن الحمصي وعذابه وهواجسه وعطيل شكسبير وانشطاره ووسواسه ثم تعوج فتهوم مع الخيام حتى الهلاك، ومع النواسي في احتدام صراعه النفسي وحواره مع الكأس، حيث الكأس ليست هي الكأس ولا الخمر هي الخمر، وحيث يتجلى الشعر في الضعف الإنساني في لحظته الفريدة المتجلية، وأن يكون لديك الصبر الذهني والجلد فتقرأ (الفتوحات المكية وفصوص الحكم )لابن عربي وتقرأ النفري في مواقفه وتجلياته والسهروردي، وأن تقرأ ابن سينا لا في طبه ولكن في جانبه الآخر النفسي :

" هبطت إليك من المحل الأرفع ورقاء ذات تدلل وتمنع"

وتقرأ لابن الفارض "سلطان العاشقين" وتستهدي (بطبقات ود ضيف الله)، وأن تطوف في تراث أفريقيا وأسرارها وقبائلها وأقنعتها وموسيقاها وطقوسها وسحرها ، تقترب من الأدب الفارسي مع سعدي وحافظ وابن المقفع ورحلة السندباد، وألف ليلة وليلة، وترافق أبا حامد الغزالي في إحيائه مرورا بزرياب في الأندلس وابن زيدون وعبدالرحمن الداخل وابن المعتز وتطوف بقصر الحمراء وحضارات مصر ومروى وكوش وبابل ونينوى، تقرأ أراجيز رؤبة وتبيت الليل ترقب البرق مع أوس بن حجر وتجلس مع الشماخ بن ضرار وهو يتعهد قوسه ويثقفها وتتأمل في المسرح الأغريقي والشكسبيري وتقف معه أمام منحوتات مايكل انجلو وآلن مور وسلفادور دالى وابدعات بيكاسو، سيزان، لوتريك والصلحي والعوام وحسين جمعان وأحمد عبدالعال.

وإذا تيسر لك بعض من ذلك تستطيع ولوج عالمه الشعري الغرائبي إذ أنك تجد كل هؤلاء يصطحبونك في الطواف على عالم عبد الحي، عالم الأحلام الموارة، حيث يسيل الزمن رقراقا وحيث توجد الأشياء قبل أن تلتقي بأسمائها.

لكي تقترب من هذا العالم فينبغي أن تترك خلفك حاضرك الماثل. فثمة اتجاه واحد فقط يصلك بالمستقبل ، ألا وهو الماضي ماضيك! لكن يجب الانتباه! فالماضي هنا ليس هو الماضي المعهود المعتاد،؛ قبل يوم أو عام أو مائة أو ألف أو مليون! الماضي هو ذلك الذي يسميه هو (البراءة الأولى)، الذي إليه تعود – الصيرورة- أي منذ (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا …)الآية 172 الأعراف عالم البراءة الأولى هذا هو هاجسه الأول، (حيث يرجع النشيد لشكله القديم قبل أن يسمى أو يُسمَّى) نشدان هذه البراءة التي لم يكتف بها حينما كانت في السماء، وإنما التمسها في الأرض بعد أن تدنست، بعد طوفان نوح، في بشارات أول الطيور عائدا إلى السفينة.

وأنت تقرأ عبد الحي، ثمة إشارات تنبيه لا تني تتردد في شعره تهديك في أغواره السحيقة ودهاليزه المدهشة، فألفاظ مثل (أول) (ابتداء) و (البداءة) و (الأولى) و (تبتدئ) و (القديمة) و (القديم) هي مفاتيح مركزية في شعره.

ثمة إشارات أخرى إلى اللغة. اللغة بكل معاني وتواترت هذه العبارة، فاللغة تعني عنده فيما تعني الأسماء (وعلم آدم الأسماء كلها) وتعني الإفصاح، وتعني مطلق التعبير، وتعني العجز عن التعبير، وتعني الكلام المجرد، وتعني الكلام المبهم. وتعني الذات وتعني التواصل، وتعني الإشارة (يغني بلسان، ويصلي بلسان) (لغة تطلع مثل الرمح) (لغتي أنت) (لغة تسطع بالحب القديم) (اللغة المالحة الأصداء) (حراس اللغة)، (اللغة الأولى)،( لغة فوق شفاه من ذهب) (دياجير الكلام) (لغة على جسد المياه) (تصفي لغة الكلام) (اللغة القديمة) (اللغة القديمة الجديدة) (الجسد لغة أولى) (قيثارة الله تغني في اللغة العربية) (لغة في الرياح) (دم اللغة القديمة) (لغة الشمس والريح) (لغتها السرية) (سماء الكلام) (اللغة طيور تعرف أسرار الفصول) (شجرة النار المتكلمة) (نبع اللغة الأولى) (اللغة الميتة) (اللغة الأخرى) (أفعى لغة البريق) (لغة النخيل) (لغة تفري من رماد حضارة) (لغة النار) (لغة تفتش عن لسان) .
وإذا أردت من بعدئذٍ أن تقرأ عبد الحي فلا بد أن تقرأ كتابه النقدي عن التجاني يوسف بشير (الرؤيا والكلمات) فمن خلاله تعرف كيف ينظر إلى الشعر وكيف يتعامل معه وكيف يفكر شعريا فكما روى (..فالتفكير الشعري يختلف عن التفكير المنطقي اختلافا جوهريا، فهو نوع من تفكير سحري، الذي تحتشد فيه كل قوى النفس والقدرة على البيان لتحفظ ما يلازم تلك الإلهامات من تعقيد ودقة، فإذا ضعفت قبضة الشاعر عليهما تبخر السحر الخفي)، وهكذا يتطور هاجس الشعر في نفسه وهو ينظر إلى الشعر (شعره هو نفسه) من خلال التجاني يوسف بشير.

ومحطة أخرى، هي صورة الشاعر الذي سعى عبد الحي أن يكونه. الشيخ إسماعيل صاحب الربابة (النموذج الأسطوري الأول للشاعر السوداني، النموذج المتجدد عبر العصور، تاريخه ومستقبله في ذاته. أرضه سماؤه، أسماؤه أفعاله، تتحد طفولته بطفولة الكون، ميلاد الحضارة التي يشهد حيويتها وشيخوختها وتجددها ويعيش نظامها الكوني الهائل في وجدانه، الشاعر المتحد بصورته وثقافته بداءة ، ذلك المركز الذي يجمع في نفسه دائرة التاريخ الزماني والروحي للإنسان)

أن نتتبع هذا الخيط من رؤى ورؤيا عبد الحي، نستطيع بعدها، بعدئذ أن نبدأ معه الرحلة في قصيدة العودة إلى سنار، بعد اصطحاب كل هذه المعارف والرموز، ولكن ثمة تحذير واجب عند دخول هذا العالم الشعري الساحر، فتماما كما أورد : " كم من الشعر ما لو حاول القارئ أن يفهمه عن غير طريق روحه، لم يكن موفقا في فهمه أو الاستمتاع به) الرؤيا والكلمات ص 115 فانتبه.!
وكما قد نعلم فإن قصيدة العودة إلى سنار ليست قصيدة مركزية فحسب، وإنما هو منافستو أو بيان شعري كامل لعالم عبد الحي، وكل قصيدة أتت قبلها هي إرهاص بها، وكل قصيدة أتت بعدها إنما هي ثمرة من حدائقها الفردوسية المتجددة، فهي الذات حين تتجلى وحين تصير. وكما قال: (عودة التفاحة الأولى إلى الغصن القديم) و (حين يرجع النشيد لشكله القديم) و (حيث تنضج الخمرة قبل أن تموج في الكروم) وحيث (الأشياء تبحر في قداستها الحميمة، وتموج في دعة فلا شيء نشاز، كل شيء مقطع وإشارة تمتد من وتر إلى وتر على قيثارة الأرض العظيمة).

عالم عباس /جدة/ اغسطس2000

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



خمر من الدن القديم

(إلى د. محمد عبد الحي )

*(1)
في حانة الأيامْ
وحدك والكأس التي
تيبست على حافتها براعم الكلامْ
تحدقان في الظلام
وحدك ، والحباب في حميا الكأس ذاب
بعد عنفوانه المشبوب والعرام
غاب في التلهف الكظيم والضرام
وانسرب الوقت يجر غيظه إليه
والسقاة عبسوا ونعسوا
ولم يعد لدى الدنان جام
حتام ترتجي من آخر الليل
وأول الصباح ، فالنيام
تململوا،
ونشوة الخمر التي عاقرتها خبت
وأذن الختام
*(2)
وانفجر الصباح أيها الطريح
وديكنا الفصيح
قد أيقظ السقاة بالصياح
فالصبوح
أنى. وهاجت روح
ودب في الخلائق النشاط
والسفوح
احتشدت ندى
والياسمين ند عن شذى يفوح
والرند والآس والبنفسج المليح
والورد في دمائه ذبيح
وهبت ريح
سكرى من الطل ، وقد هريقا
من الأباريق دم مسيح
فاشرب،لربما إذا أغتبقت واصطبحت
أن تندمل الجروح
أو وجهها لبرهة يلوح
*(3)
نام السقاة والخليون
وأقفر المكان
وأقفرت نفسك منك
صرت فارغا ،والآن
أنت والشمعة ساهران
ساهران جاثيان ساكران
تثرثران عبر لغة الطيوف والظلال والألوان
وهي على خمارها الوسنان
ترقص في إسارها
وأنت في اساك المبهم العريان
معا تمزقان من إهاب الليل
باللغو ،وعاثر البيان
ترنقت شمعتك الساهرة السكرى
وهتكت إزارها وانتفضت
وهاهي الرفيقة الوحيدة التي
تؤنس وحشتك
وتسكن اللوعة في حشاشتك
غفت .
وآخر الانفاس مات
وجفت الخمرة في الدنان
وانبهم الزمان في المكان
ودورة اخرى تعود لليل
لذات الليل والوحشة والرهان
*(4)
على عتبات هذا الحان كان لقاؤنا المنسي
وتشهد نجمة كنا على أهدابها نجثو
وشاطئنا الذي كانت عواطفنا به ترسو
ودوحتنا التي كانت عليها حلمنا يغفو
وخمرتنا التي باتت على راووقها تصفو
وكرمتنا وكم سكبت لنا من جامها القدسي
وتشهد وردة أنا التقيناها هنا وهنا
مكان حضورها القمري،
وأفق جبينها الشمسي
وكان الخمر يسكر من شذاها وهي مسكرة
فينعتق الهوى الظمآن عن ملكوتها الأنسي
وإذ هلت،وكم هلت،
تطير الأرض موسيقى
وتنبجس السماء شذى
أفاويقا أفاويقا
وتفهق لهفة سكرى ، قواريرا وابريقا
ونرحل كلنا نشوى، نغادر كوننا الحسي .
*(5)
وهل الوقت هل الوقت
ضاع العمر والذات
وأثمر من دقائقه السويعات الطويلات
تكاثرت السويعات
وقد ضاقت بهن الأرض والسبع السموات
تهيجت المشاعر واستفزتها الأويقات
وتضغطها خناجرها بطيئات بطيئات
على القلب.ويا قلبي
تفجرت الرؤى تترى، غشاوات غشاوات
وها أنذا تحاصرني الهواجس والغوايات
على آثار من جنوا
وفي خطوات من ماتوا
*(6)*
وهبت يقظة كبرى
أطاحت بالسمادير .


شعر / عالم عباس محمد نور

Post: #169
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-24-2011, 08:36 AM
Parent: #168

كتب الشاعر عالم عباس :

وإذا أردت من بعدئذٍ أن تقرأ عبد الحي فلا بد أن تقرأ كتابه النقدي عن
التجاني يوسف بشير (الرؤيا والكلمات) فمن خلاله تعرف كيف ينظر إلى الشعر
وكيف يتعامل معه وكيف يفكر شعريا فكما روى (..فالتفكير الشعري يختلف
عن التفكير المنطقي اختلافا جوهريا، فهو نوع من تفكير سحري، الذي تحتشد
فيه كل قوى النفس والقدرة على البيان لتحفظ ما يلازم تلك الإلهامات من
تعقيد ودقة، فإذا ضعفت قبضة الشاعر عليهما تبخر السحر الخفي)، وهكذا
يتطور هاجس الشعر في نفسه وهو ينظر إلى الشعر (شعره هو نفسه) من خلال
التجاني يوسف بشير

-------------------------------------------------------------------

وبين الرؤيا والكلمات وربما غيرها كثير من نثر عبدالحي يمكن أن تقترب من
عوالم عبدالحي الشعرية وهي تجوس في أرض ليست الأرض وسماء ليست السماء
يصيبها ظلم إن جرت محاكمتها بمرجعيات وأشراط ليست من طبيعتها

Post: #170
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 10-24-2011, 07:34 PM
Parent: #169

عالم عباس :

وإذا أردت من بعدئذٍ أن تقرأ عبد الحي فلا بد أن تقرأ كتابه النقدي عن
التجاني يوسف بشير (الرؤيا والكلمات) فمن خلاله تعرف كيف ينظر إلى الشعر
وكيف يتعامل معه وكيف يفكر شعريا فكما روى (..فالتفكير الشعري يختلف
عن التفكير المنطقي اختلافا جوهريا، فهو نوع من تفكير سحري، الذي تحتشد
فيه كل قوى النفس والقدرة على البيان لتحفظ ما يلازم تلك الإلهامات من
تعقيد ودقة، فإذا ضعفت قبضة الشاعر عليهما تبخر السحر الخفي)، وهكذا
يتطور هاجس الشعر في نفسه وهو ينظر إلى الشعر (شعره هو نفسه) من خلال
التجاني يوسف بشير
******************

(( العلاقة بين مايمكن ان نسميه "الوعي الشعري" هو علاقة تناغُم بين انكشاف الوجودواستجابة الشاعر)).

(("الشكل الشعري" هو مُجتلى "الوعي الشعري". ولأن هذا الوعي لا يمكن، بالضرورة ،الا ان يُؤخذ في "كُلِ متكامل"،

علينا ان ننظر لشعر الشاعر في مجموعة ونقرؤه في تكامله نحو "نظام لغوي جمالي" ، وكأننا نقرأقصيدة واحدة متصلة

ليست فروعها الا مراحل في طريق الكشف. ومهمة الناقد هي ان يستخلص العناصر التي تتكون منها " وحدة الرؤيا"، كما تتجلى

في "نسق الكلمات" الذي يصنع شعر الشاعر. وبتعبير آخر، مهمته تركيب المعمار الداخلي لرؤيا الشاعر خلال تأمله في

الشكل الشعري المتجسدة فيه تلك الرؤيا.


-محمد عبد الحي- الرؤيا والكلمات؛ ص 10.

Post: #171
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-25-2011, 03:03 PM
Parent: #170

Quote: ومهمة الناقد هي ان يستخلص العناصر التي تتكون منها " وحدة الرؤيا"، كما تتجلى

في "نسق الكلمات" الذي يصنع شعر الشاعر. وبتعبير آخر، مهمته تركيب المعمار الداخلي لرؤيا الشاعر خلال تأمله في الشكل الشعري المتجسدة فيه تلك الرؤيا.


شكرا الاستاذة عائشة،

آفة المعرفة العجلة والإبتسار ولا ضير ما أتخذ النقد
منهج الإستقصاء قبل البت ليضيف وإلا ..

Post: #172
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عبدالله الشقليني
Date: 10-25-2011, 09:04 PM
Parent: #171




كلمة الأستاذة عائشة موسى السعيد أول المتحدثين تحت عنوان : محطات في حياة عبدالحي:
النادي السعودي الأدبي بالرياض منبر تشرفت بالانتساب لعضويته والمشاركة في أنشطته طيلة سنوات عملي بجامعتي الملك سعود والأمير سلطان، وتحت مظلته استمعت وتعرفت على العديد من الأصوات والسير الخالدة لعلامات ثقافية سعودية وعربية وعالمية أثرت وجودي بهذه البلاد الرحبة وقد شرفني النادي بشهادة تقدير اعتز بها.
لذا فأنا احمد هذه السانحة التي هيّأت لي فرصة الشكر والعرفان للنادي الأدبي بالرياض والجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون للحفاوة بشخصي وبالفعالية التي نعتبرها حدثاً هاماً ضرورياً في الأسرة وفي السودان وهاهي منذ سنوات تتجاوز تلك الحدود وباستضافتكم لذكرى شاعر سوداني والنظر في شعره إضافة ثمينة عملية في طريق وحدة الثقافة العربية وما أصدق ما قرأته اليوم لكاتب قال: الثقافة تتعمق بالتعدد .واسمحوا لي في هذه اللحظة أن أحيي أولادي يتابعون هذه اللحظة حفاوتكم عبر الفضاء.

تحدثت كثيراً عن محمد عبد الحي الذي تتحدثون عن شعره اليوم، لكنني ترددتُ هذه المرة في الحديث....
فالمستمع هذا المساء فوق انه استثنائي فقد اقتطع من أمسية رمضانية تأتِ مرة واحدة كل عام ليستمع لامرأة من السودان تتحدث عن زوجها وليشارك في إحياء الذكرى بالاستماع لشعره!
ولكن شهادتي أمام الله وأمامكم أن الرجل يستحق منا أن نسمع ما قال! يستحق سعيكم الذي سأحمله قلادة تزين ما مكنني منه محمد عبد الحي هذا المساء ومنذ أن رحل.
لأختصر حديثي وأنا مدرسة وكثيرة الكلام سأقف فقط في ثلاث محطات تهم موضوعكم هذا المساء والذي يمثل جزء من شعره فرضت علينا تسميته واهتمام محمد به، أن نوفيه حقه من البحث والتفسير. وهو مطولته العودة إلى سنار التي سمعناها من الابنة شيراز والتي تحفظ كل أشعار ابيها.


الأولى:
كنتُ في منتصف الستينات في بعثة بجامعة ليدز البريطانية للتدريب لنيل دبلوم اللغة الانجليزية كلغة أجنبية وبحكم أنني كنت سكرتيرة الجمعية السودانية فقد كُلّفت بمقابلة المبعوث محمد عبد الحي الذي سيحضر لدرجة الماجستير بنفس كليتي فذهبت وصديقتي الكندية لمقابلته بمحطة السكة حديد كما نسميها فجاء من لندن فقابلناه وعشيناه ووجدنا له سكن مؤقت ورجعنا لشقتنا وأصدرنا شهادتنا عنه:
كان رجلاً وسيماً شديد الغرور واسع المعارف عربي الملامح وأضافت الكندية:
But he is a gentleman
وبما أنني إقليمية من غرب السودان فقد رأيته مختلفاً عن الشكل السوداني المألوف (وأمامكم نماذج).
خلال ذاك العام علمت انه شاعر وان ليس له دواوين منشورة إلا أن الشارع السوداني صدح بأنشودته وراء جثمان الشهيد القرشي في ثورة اكتوبر 1964م ..عريس المجد؛ وقد عاصر بليدز الشاعر عبد المجيد حاج الأمين رحمه الله فكان معظم من يستمعون لأمسياتنا الشعرية يصفقون لعبد المجيد ولا يعبأون لما يقوله عبد الحي إلا قلة منهم فقط فلم تكن الآذان قد سمعت هذا الصنف من القصائد.
كان يُطلب منه القراءة وبعد إلحاح يقف ليقرأ واحدة من قصائده التي تشبه الهايكو الياباني في قِصرها ودلالاتها الرمزية الغريبة في معظم الأحيان مثل:
الحمامة الخضراء:
وتخرج الحمامة الخضراء
من جسد القتيل
تنوح في حديقة النخيل
أو
الحواس الخمس:
مغسولة كل الحواس فارحلي مع الطيور
يا ررحُ حرةً فإن مطر الصباح أيقظ الجذور
بين صخور الزمن المهجور
أو
الشجرة الأخيرة:
تستيقظ كل الدروب
بين الدم والثور
للشجرة المشتعلة
تضيءُ في الفجر مثل النسر

وكان في ذلك الوقت يدور الجدل حول الشعر الحديث والشعر الملتزم بالبنية الشعرية التقليدية وقصيدة النثر وغير ذلك..
عموماً انتهى العام بأن غيّرت رأيي كقارئة للشعر والآداب بأن محمد عبد الحي يتحدث عن أشياء سابقة للعصر الذي نعيشه.

كانت رسالته للماجستير عن شاعر اسكتلندي إدوين موير- فُتحت له أبواب واسعة من خلال أستاذه وكان شاعراً هو الآخر لمقابلة والاضطلاع على الكثير من الشعر الأوروبي المعاصر وقام بعدة ترجمات من الانجليزية والفرنسية التي تعلمها خصيصاً لقراءة الشعر الفرنسي. فقد كان تخصصه الآداب المقارنة. وجُبنا أصقاع اسكتلنده وشمال انجلترا بعد ذلك إلى أن التقى زوجة موير وهي على فراش الموت تقريباً وأظنها رأت فيه البطل الأفريقي الذي رآه قومها فينا فأتحفته بما سماه كنوز من المعارف.
حصل علي درجة الماجستير في الفلسفة بتوصية الترفيع للدكتوراه الا انه آثر الانتقال إلي كلية برايزنوس بأكسفورد وكان قد جاءه القبول قبل إجازة الماجستير وحرر رسالته في كتاب باللغة الانجليزية أسماه:
The Angel and the Girl العذراء والملاك
لم يجد حظه من النشر بعد.

الثانية:
كانت دراسته في أكسفورد والتي جمعت بين الدراسة الأكاديمية والاجتهاد الفكري الثقافي الأدبي و الفني والرياضي .. كان يجتهد باللقاء برموز وشباب كل هذه المجالات ونشط إنتاجه الأدبي فنُشرت له عدة مقالات في دوريات عالمية ولم تكن سنار تشغله في هذه الفترة وكأنها بلغت سن الرُشد لديه فاحتفظ بها في ملفِ قصي. كان أستاذه البروفيسور مصطفى بدوي فارتبط نشاطه بمدرسة الدراسات الشرقية التابعة لسانت انتوني للدراسات العليا بأكسفورد فشارك في كتابة ومراجعة عدد من المعاجم والقواميس وانتهت الدكتوراه بتشخيص حالة ضيق الصمامات وضرورة العملية التي حال دونها إضراب عام في مستشفيات انجلترا فسافر رافضاً الانتظار .
وانتقت جامعة أكسفورد لتُحرر للنشر ونشرتها ايثاكا برس وموضوعها تأثير الأدب الأمريكي والانجليزي على الشعر الرومانسي العربي، نُشرت بالانجليزية وطلب مني محمد ترجمتها ورغم أنني لم أكن قد ضلعت في الترجمة في ذلك الحين أو شغلتني ظروف المرض والعمل والعيال فقمت بالترجمة خلال شهور العدة الأربع وظلت تنتظر من ينقحها وهي الآن تحت يد الدكتور عبد الله علي إبراهيم للتحكيم والنشر إن يسر الله.
أعقب عودته نشاط زائد لأجل الاستقرار وقد أصبحت له أسرة والعمل العام والبلد في حالة حراك وتأسيس قسم الترجمة بجامعة الخرطوم ثم رئاسة قسم اللغة الانجليزية والانتداب لإدارة مصلحة الثقافة والتي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير..
فقد أنجز للثقافة والمثقفين أعمال عديدة بدأت البناء لسياسات ثقافية معافاة لو وجدت من يتفهمها: مثل مراكز ثقافة الطفل وتطوير العمل المسرحي وتفعيل دور التشكيليين في المجتمع ومعهد الموسيقى والمسرح والأكروبات والفرق الشعبية وفتح المراكز الثقافية الإقليمية والملحق الثقافي للصحافة الذي ابرز الوجه الأدبي بشعره ونثره ونقده وبدء تقليد المهرجان الثقافي والذي دعي له رموز لامعة للآداب والفنون كان من ضمنها الوفد السعودي وأذكر أن جاءت ضمنه الدكتورة فاطمة عميدة كلية البنات بجامعة الملك سعود.
وتخلل كل هذا حرباً ضدية شرسة تستنكر تعامله مع السلطة العسكرية أو هذا أو الآخر من الأحزاب السياسية.
وبالفعل كانت فلسفة محمد أن تستخدم الوسائل المتيسرة المشروعة والمتاحة لتحقيق الأهداف الكبيرة لبناء الأمة ثقافياً وأن الطاقة الكبرى الكامنة التي يجب استغلالها لإحياء الثقافة السودانية هي التعدد والتباين العرقي بلا خدش لأصالته ولا إهانة أو مسخ لجذوره فهو الدانة التي تحتوي تفاصيلها على هوية أهل هذا البلد وإغفالها يؤدي إلى شتات لا مفر منه.
ومن منظوره أن صهر أو ربما مزج أصح هنا، هذه الثقافات المتعددة في سنارِ واحد يُثبت وحدة التراب الذي نمت فوقه هذه النخلات المتحدة الجذور والسوق المتعددة الفروع والتي يشير إليها قوله:
عربيٌ أنت؟......لا- - من بلاد الزنج؟......لا- - أنا منكم تائه جاء يغني بلسان ويصلي بلسان.

الثالثة:
سمعتُ في التعليق على شعر محمد عبد الحي انه كان متأثراً بالثقافة الغربية.
نحن في بلاد ما أُطلق عليه العالم الثالث رغم أولويته في ما يهمنا، نصنف التحضُر والتأخر حسب الملبس والمأكل و المشرب والمظهر وكان محمد يهتم كثيراً بمأكله وملبسه فأجرى عليه المجتمع ذات المقياس الذي استخدمناه أنا وزميلتي الكندية. خاصة وان إجادته للانجليزية لغة وآداباً عميقة الظلال وقد عزى البعض ذلك لطول إقامته هناك إلا أن هذا غير صحيح فهو ذات الشخص الذي التقيته في الستينات وفارقته في الثمانينات. وقد أثرت في نمط حياته وشعره وسلوكه أشياء أخرى ربما يتحدث عنها احد الأخوة هذا المساء .
هو الشيخ المتبحر في فتوحات محي الدين بن عربي والطبقات وما شابه الفصيح اللسان الدارس بعمق فقه اللغة والذي لا يقبل الخطأ اللغوي من طفل وكأنما أراد الله أن يمتحن هذه القدرات إذ فُلج محمد في عام 1980م وفقد النطق تماماً والحركة في الجانب الأيمن إلا انه بإصرار أسطوري استعاد من القدرات ما مكنه من الحياة الطبيعية رغم رأي الطب في الإصابة؛ ظل يكتب باليد اليسرى والتي كان قد روضها للكتابة قبل المرض ساخراً بنفسه إذا أصابه مكروه .
واستطاع أن يقدم ورقة وهو بعد في فترة النقاهة بأكسفورد عن الشاعر شيللي والعرب لمعهد الدراسات الشرقية كُنت اقرأ عنه ويحاول الشرح والإجابة على الأسئلة مستعيناً بالإشارات وقد كان جهداً خارقاً يستحق التصفيق الداوي والتهاني التي أعقبته.
ومن الأصدقاء المقربين في ذلك الحين والذي قد يكون حاضراً تلك الندوة الأخ الدكتور علي جاد والذي لن أنسى فضله إذ جاء خصيصاً من الرياض لعيادة محمد بعد العملية بلندن فليت تحياتي تصله وأسرته هذا المساء.

كان محمد في تلك الفترة يرى منامات كثيرة منها انه رأى البوصيري على حماره وقال له شيئاً ما وكان قد فرغ من قصيدته التي أسماها معلقة الإشارات: قصيدة نبوية في مقام الشعر والتاريخ وفيها الرد على من ظنوا أنهم رأوا في شعره نكهة شعراء الانجليز وقد جاءت الإشارات وفقاً لترتيب الأنبياء :
إشارة آدمية: بالأسماء ،نستدعي العالم من فوضاه؛ البحر. الصحراء. الحجر. الريح. الماء. الشجر. النار. الأنثى والظلمة والأضواء.
وإشارة نوحية؛ وإشارة إبراهيمية؛ وإشارة موسوية؛ وإشارة عيسوية؛ وإشارة محمدية:
فاجأتنا الحديقة انعقدت ورداً وناراً في قلبها الأضواء..والخيول النورية البيضاء..والطواويس نشّرت في بلاد الصحو ريشاً مُنسّجاً.. كل شئ في غصون الحقيقة..آس نارِ وموجةٌ في بحارِ عميقة
وكان مسكوناً بالهوية والشأن السوداني كثير التنقيب عن كل ما كُتب فيه وقد جمع عددا من المخطوطات نعكف الآن على ترتيبها ووضعها تحت يد من يفقه أمرها.
عاد هاجس سنار ينام به ويصحو ولولا قصر نظري في أمور الشعر وتحليله لجزمت انه نثر ما قاله في سنار في كل قصائده الأخرى فقد كان يعتبرها الرسالة التي يود توصيلها وقد اكتملت. فرفض المجموعات الباكرة من شعره وقال انه أحرقها إلا أن بعض أصدقائه مازالوا يتحفوننا بشذرات منها آخرها طرحها اليوم الدكتور عبد الرحمن الخانجي والذي كان على صلة وثيقة بمحمد. وقد تستطيع الابنة شيراز قراءتها إذا سمح الوقت رغم أنها لم تُوثق بعد.
ومن حرصه على سنار تركها وديعة لدى دار الوثائق السودانية وأوصى بفتحها بعد عشر سنوات من وفاته. وفعلاً ذهبت وابني وضاح لفتحها وأنا أمني النفس بثروة تعينني على تربية العيال فإذا بها تخصكم فقد كانت خمس مسودات لسنار تقاربت في لغتها ومحتواها واختلفت في نظمها ومازالت الوديعة طرف دار الوثائق وهي متاحة للبحث.
في عام 1987 وهو يزورني في مدينة مانشستر حيث ابتعثت لإكمال الماجستير فقد ذات أمسية الحركة تماماً ثم استعاد النصف الأعلى. وكما كان يقول ضاحكاً كعادته :خرجت من السودان على اثنين وعُدت على أربع.
وعلى تلك الأربع باشر حياته العادية بجامعة الخرطوم إلى أن فارقنا ذات أربعاء.
فانطفأ النور الذي لدربنا أضاء.
رحم الله عبده محمد عبد الحي ابن الحاجة عزيزة
والحمد لله رب العالمين.
*


لمنْ بُردة النبي .. يا تُرى ؟

تلك البُردة قد فضّ غلافها سيدنا في الأعالي ،
وفي الهمهمة الصادرة من أزيز النفوس حين تتلاقى ،
هذه أمسية ، لحَضرة نيرة ، للأرواح المؤتلفة أن تلتقي بعضها ،
على نار الحفاوة بعندليب الشِعر العربي " الدكتور محمد عبد الحي " ، بغنائيته بنظم جديد وأبجدية جديدة للطرب .
هذا يوم للوفاء للكلمة التي هي أمضى من النصال ، وأورق من شجر الربيع ،
انزاحت البسمة عن غيمة الرحيل ، ولبس الحُزن ثياب الفرح ، فعادت عذوبة الشاعر وقد مدّ ذراعيه إلينا ، ووشوشت الريح بلغة أبلغُ من الهمس ،
واخضرّت الأمسية بذاكرة تترنح في التفاف الدَرويش في لولبية عُرس الطرب .
هذا يوم ننحني فيه ، ونمسحُ جبين التاريخ أن مهدَ لهذا الجمع أن يلتقي، ونحن قد غيبتنا المهالك .
هذا الضوء الخافت من خلف نواح الفراق يمدُ أذرع الخير الشعري وهو يلثُم ذكرى نبيل الشِعر العربي الوثيق الصلة بتاريخ أمته " عبد الحي "
الشكر للجميع ، ومحمد عبد الجليل ، ونخُص الفاضلة بهية القِوام :
الدكتورة " عائشة موسى "

*

Post: #173
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-26-2011, 10:22 AM
Parent: #172

كتب الأستاذ/ عبدالله الشقليني:

لمنْ بُردة النبي .. يا تُرى ؟

تلك البُردة قد فضّ غلافها سيدنا في الأعالي ،
وفي الهمهمة الصادرة من أزيز النفوس حين تتلاقى ،
هذه أمسية ، لحَضرة نيرة ، للأرواح المؤتلفة أن تلتقي بعضها ،
على نار الحفاوة بعندليب الشِعر العربي " الدكتور محمد عبد الحي " ،
بغنائيته بنظم جديد وأبجدية جديدة للطرب .
هذا يوم للوفاء للكلمة التي هي أمضى من النصال ، وأورق من شجر الربيع ،
انزاحت البسمة عن غيمة الرحيل ، ولبس الحُزن ثياب الفرح[/red] ، فعادت عذوبة الشاعر وقد مدّ ذراعيه إلينا ، ووشوشت الريح بلغة أبلغُ من الهمس ،
واخضرّت الأمسية بذاكرة تترنح في التفاف الدَرويش في لولبية عُرس الطرب .
هذا يوم ننحني فيه ، ونمسحُ جبين التاريخ أن مهدَ لهذا الجمع أن يلتقي، ونحن قد غيبتنا المهالك .
هذا الضوء الخافت من خلف نواح الفراق يمدُ أذرع الخير الشعري وهو يلثُم ذكرى نبيل الشِعر العربي الوثيق الصلة بتاريخ أمته " عبد الحي "
الشكر للجميع ، ومحمد عبد الجليل ، ونخُص الفاضلة بهية القِوام :
الدكتورة " عائشة موسى "

===============================
والشكر لك أخي عبدالله الشقليني ولأدبي الرياض الذي فتح
ذراعيه هاشا لإستقبال ذكرى عبدالحي الثانية والعشرين
كان الوقت قصيرا أما الأمل فكعادته ممتدا حيث تم الاتفاق على أن
تكون الأمسية بعنوان: تأملات في العودة إلى سنار
تقاطر أبناء الجالية السودانية بشارات الرضا ليشرفوا بعبد الحي
وينعموا بتأمل العودة إن لم يُسعد واقع الوطن واستمعوا للمتحدثين
بدءاً بالوشمي رئيس النادي وقراءات شيراز وكلمات أستاذة عائشة
الناضحات وفاءاً ثم مدني وجميل وعدد من المداخلات العميقة ولا زالت
العودة في إنتظارك يا شقليني والآخرين على شرفات تأويلاتها المفتوحة

Post: #174
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-27-2011, 11:52 AM
Parent: #173

واخضرّت الأمسية بذاكرة تترنح في التفاف الدَرويش في لولبية عُرس الطرب

Post: #175
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-29-2011, 08:59 AM
Parent: #174

الشجرة الأخيرة:
تستيقظ كل الدروب
بين الدم والثور
للشجرة المشتعلة
تضيءُ في الفجر مثل النسر

Post: #176
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-30-2011, 08:09 AM
Parent: #175

لكي تقترب من هذا العالم فينبغي أن تترك خلفك حاضرك الماثل. فثمة اتجاه واحد فقط يصلك بالمستقبل ، ألا وهو الماضي ماضيك! لكن يجب الانتباه! فالماضي هنا ليس هو الماضي المعهود المعتاد،؛ قبل يوم أو عام أو مائة أو ألف أو مليون! الماضي هو ذلك الذي يسميه هو (البراءة الأولى)، الذي إليه تعود – الصيرورة- أي منذ (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا …)الآية 172 الأعراف عالم البراءة الأولى هذا هو هاجسه الأول، (حيث يرجع النشيد لشكله القديم قبل أن يسمى أو يُسمَّى) نشدان هذه البراءة التي لم يكتف بها حينما كانت في السماء، وإنما التمسها في الأرض بعد أن تدنست، بعد طوفان نوح، في بشارات أول الطيور عائدا إلى السفينة.

Post: #177
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عبدالله الشقليني
Date: 10-30-2011, 08:52 PM
Parent: #173





مملكة سنار و وحي الشعر عند عبد الحي



(1)

نبدأ من حيث طلبنا الأستاذ / محمد عبد الجليل لإثراء الملف ، ورغم انشغالي ، وغلظة جهاز اللاب توب ، سوف أحاول المستطاع :

كتب دكتور قيصر موسى في سِفره :
فترة انتشار الإسلام والسلطنات ( 641إلى 1821 م ):

موجز لتأريخ سلطنة سنار السياسي ( 1504 ـ 1821 م ) :
حكم سلطنة سنار حوالي خمسة وعشرون سلطاناً في فترة تزيد قليلاً على الثلاثة قرون . وكان هؤلاء السلاطين يحكمون قبضتهم على شئون المملكة حوالي مائتين وثمانية وخمسين عاماً من هذه الفترة ، وذلك حتى عام 1762 م/ 1175 هـ عندما خلع الهمج الوزراء و معهم العسكر السلطان بادئ الرابع وأصبحوا يتحكمون في السلطنة و السلطان حتى مجيء الأتراك والمصريين في 1821 م .

- النظام السناري يقوم على أركان أربعة هي : السلطان ( جيشه وحاشيته ) ـ
المشيخة في الأقاليم ـ الطرق الصوفية ـ التجارة والمؤسسة التجارية . وإن هذه العناصر شكلت حلفاً رباعياً غبر مكتوب في إطار شبه إقطاعي . وعندما تحولت تلك العناصر من التحالف والوفاق إلى المنافسة والتحارب انفرط عقد السلطنة وتدهورت حتى السقوط .

- تمتد حدود مملكة سنار من مقرن النيلين و جنوباً تتاخم القبائل النيلية ، وغرباً حتى تتاخم مملكة تقلي في النوبة ، وتحالفت مع العبدلاب الذين يمتد نفوذهم من مقرن ألنيلين وإلى مناطق الشمالية حتى مناطق الشايقية والتي تمردت عليها ، وشرقاً حتى مناطق البجا الذين تمردوا أيضاً .كان المجتمع إسلاميا هجيناً ، عربي اللغة بما تيسرت لهجات التلاقُح . ازدهرت الطرق الصوفية ، وكان التمازج بين الأعراق مُيسراً .

ما ورد أعلاه هو ما يعنينا من سفر دكتور قيصر .

(2)
نبدأ حديثنا عن شعر الدكتور محمد عبد الحي ، و نقارن بين الخلفية التاريخية لنصوص العودة إلى "سنار" ، ونجد هنالك خلافاً بين التاريخ وبين رؤية الشاعر . وشاعرنا الفخم يعيد بناءها في الحُلم الشعري ، وهي تختلف عن الواقع التاريخي إلى واقع افتراضي في حُلم الشاعر . كانت الهوية رُكنا ركينا من الرؤى الشعرية التي تبدت . ها هو يُجدد بناءها من يفاعته الأولى وإلى إشراق الثقافة المُقارنة التي مهدت لمفردات شعره أن ترويها الدنيا :
غربها المتقدم علينا في الثقافة والنهل من ينابيعه ، تاريخ السودان في عهد مملكة سنار ، طفولتها وشبابها والكهولة .
(3)
تتلمس وأنت تقرأ نصوص العودة إلى سنار أن المحبة قد تكورت وتضخمت في وجدان شاعرنا الدكتور محمد عبد الحي ، وكانت هي حلم من أحلام البحث عن الهوية ، وتعميق التاريخ في صلب العمل الشِعري . وقد فارق تاريخ " سنار " الحقيقي إلى الحلم ، وهو اتحاد الضدين في عمله المُبدع ،
إنني أرى من خلف النصوص الشعرية حلما جميلا بأن يعود المرء لسنار( الثانية ) من جديد ،وإعادة تخليقها من غلظة تاريخها إلى سماحة التآلف بين الأعراق .
وأن ترفد فيكتوريا النهر الثقافي مرة أخرى ، ليس من بيت الثارات بل من وحدة العالم الذي نعيش . ربما كانت مدرسة الغابة والصحراء حُلم من أراد أن يجمع التنوع في البون الجغرافي الذي يميز الصحراء عن الغابة وإمكانية الربط بينهما جمعاً في السودان الواحد ، وتلك مرحلة سار الدكتور محمد عبد الحي مساراته أكثر بُعداً من سذاجة المعنى ، لا تقف المسميات في وجه رواه إلا ورأها أقل مرتبة من رؤيته للشعر وللحياة ولسنار التي عادت في دعوته لأمجادٍ لا نراها تشابه التاريخ . لكن النصوص الشعرية عند تشريحها كانت أكبر من الحُلم . اللغة الشعرية متقدمة تقنياً بحمولاته الفلسفية أكثر من الواقع التاريخي الحياتي ، رغم علو شأنه في ذاك الزمان . لكنني أرى النصوص تحتوي آراء لأشواق الكثيرين في الوجدان الحالم في قصيدة خرجت مُبرأة من وعثاء التاريخ وغلظته على الفقراء وتاريخ العبودية .و أنا أزعُم أنه قد ابتنى لنا معبداً شِعرياً يستحق أن نُجلسه مجلسه من معابد الدنيا التي تستعين بالتاريخ كمادة ينتقي منها المُبدع ما يراه في النهوض بالحُلم .

(4)
لم تكن العودة إلى سنار برنامجاً للإسلام السياسي :

ربما حاول السياسيون أن ينسبوا ( العودة إلى سنار ) إلى أنه برنامج سياسي للعودة للمملكة ، وأنا أختلف معهم بأن الشاعر " محمد عبد الحي " كان حراً طليقاً في إعادة هيكلة التاريخ بما يوافق الحُلم ، وتلك هي الفروق بين الخطاب السياسي الذي أراد أصحابه إلباسه لشعر عبد الحي ، بل أغلظوا في سوء الفهم وفق ما أرى ، حين رأوا فيه المنظر الثقافي الذي مهد لعودة الإسلاميين إلى سدة الحُكم بالقوة ، مثلما جاء حصاد التاريخ من بعد معركة " سوبا " ضد المسيحية من تآلف حلف عبد الله جماع الذي هزم " سوبا " المسيحية عام 1504 .والذي أسس لمملكة سنار التي دامت سلطتها أكثر من ثلاثة قرون .
وتلك فيما أرى مكيدةً أراد بها أصحاب السياسة قصيري النظر من الولوج لفهم مشروع الدكتور " محمد عبد الحي " على أنه مشروع إعادة تدوير المجتمع ليعود بسنار للبرنامج السياسي للإسلام السياسي السلفي الذي يريد الرجوع بالمجتمع إلى العهد الظلامي الذي لا يناسب العصر ولا التاريخ ، والذي فشل فيه الساسة عندنا أيما فشل .
(5)
هذا ما رأيته الآن من وحي ( العودة إلى سنار ) في رواها الأولى في محاولة لتخليص قيثارة الحُلُم الشعري النبيل من طمس المشروع الحضاري للذين سرقوا العقيدة من سماحتها الكامنة في جوهر الخطاب الديني المتسامَح المختلف عن الخطاب الديني الغليظ ، والذي ائتلف في النص القرآني ولم يستطع التفريق بينهما إلا المُكتشف ( محمود محمد طه ) في الفصل بين الاثنين وتسميتهما ( رسالة أولى غليظة بما يناسب المجتمع في التاريخ القديم ) و ( رسالة ثانية هي رسالة التسامُح والإنسانية الرحبة ) وذلك إنجاز يُحسب له ،
وها هي ثمرة الإسلام السلفي الغليظ الذي نعيش طعمه المُرّ على الوطن من عودة إلى القبلية والعرقية البغيضة ، والعودة للفساد المؤسس لأصحاب الموالاة للبرنامج السياسي السلفي والكيل بألف مكيال من أجل أن تؤول الدولة ومواردها وأرضها إلى ضيعة للإسلاميين وبرامجهم التعسة لتفتيت الوطن وكسر التعايش الذي كان قائماً بين الثقافات والكيانات والشعوب السودانية .
(6)
نماذج من النشيد الأول ( البحر ) :
أُبصرُ كيفَ مرَّ أولُ الطُّيورِ فَوقنا ، ودار دورتين قبلَ أن يغيبْ
في عتمةِ النُّورِ وفي حديقةِ المغيبْ
وكانت الشَّمسُ على المياهِ أمشاجاً من الفسْفورِ واللّهيبْ
تغربُ من قلب مياه الأُفق الغربيّ
حديقةً وَهْميةَ الثِّمارْ جملها الجِنيّ
تَمرٌ و رُمّانٌ وتُفّاحٌ بلا أشجارْ
يُولدُ بغتةً لكي يغيبَ في الشّرارْ
*
الليلة يستَقْبِلُني أهلي:*
أهْدَوْني مسبحةً من أسنانِ الموتى
إبريقاً جُمْجُمةً
ومُصلَّى من جِلدِ الجَّامُوسْ
رمزاً يلمعُ بين النَّخلةِ والأبنوسْ


لغةً تَطْلعُ مثلَ الرُّمحْ
من جسد الأرضِ
وعبر سماءِ الجُّرحْ.

*
الليلة يستقبلني أهلي:
وكانت الغابة والصَّحراءْ
امرأةً عاريةٌ تنامْ

على سرير البرق في انتظار
ثَورِهَا الإلهيِّ الذي يزورُ في الظّلام ْ
وكان أفقُ الوجه والقناعِ شكلاً واحداً

يزهرُ في سلطنةِ البراءة
وحمأ البداءة
على حدودِ النُّور والظُلمةِ بين الصحوِ والمَنامْ

(7)
هنالك علاقة بين ما ورد عن ( النَّفرّي ) في ( موقف البحر ) الوارد في مقدمة نص " العودة إلى سنار " وبين النشيد الأول ( البحر ) الذي أوردانا في الأعلى :
نص ( النَّفرّي ) في ( موقف البحر ) :

( أوقفني في البحرِ فرأيتُ المراكبَ تغرَقْ والألواحَ تسلَمُ ، ثم غرقتِ الألواح ُ ، وقال لي : لا يسلَمُ مَنْ رَكِبَ . وقال لي خَاطَرَ من ألقى نَفسَهُ ولمْ يركب. وقال لي : هَلَكَ منْ ركِبَ وما خاطرَ . وقال لي : في المُخاطرة جُزءٌ منِ النجاة .)
(8)
أرى أن ( النَّفرّي ) قد اتفق مع ( دكتور عبد الحي ) في البحر ، واختلفت رؤاهما ولغتهما وفي هذا المقام لا يصلُح الإجمال ، يحتاج الأمر لسانحة أخرى .


*
تحية لأضياف الملف جميعاً
*

Post: #178
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عبدالله الشقليني
Date: 10-30-2011, 09:19 PM
Parent: #177



عندما نقرأ للأستاذ / أحمد أمين ،
نسابقه فيسبقنا ، فرسه أكثر رشاقة وخفة ، وسهمه يعرف بوضوح مكان التصويب في قلب الهدف . أثرى صاحبنا الملف ، وإنها لصحبة ترّق لها النفوس ، وتشرئب لها الأعناق ، وبمثلك أيضاً سيدي " محمد عبد الجليل " ، فقد أوقفت قلمك لعندليب الشعر العربي " محمد عبد الحي " ومشقت حُسامك بالدرر .
ألف تحية لكما على هذا الصنيع .

*

Post: #179
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-31-2011, 08:14 AM
Parent: #178

كتب الأستاذ/ عبدالله الشقليني،

[green]و أنا أزعُم أنه قد ابتنى لنا معبداً شِعرياً يستحق أن نُجلسه مجلسه من معابد الدنيا التي تستعين بالتاريخ كمادة ينتقي منها المُبدع ما يراه في النهوض بالحُلم.


ظللت أردد عبر هذا الخيط أن عبدالحي تحدث عن سناره الحلم وليس عن سنار السلطنة والجغرافيا
رغم ورودها مرات عديدة مباشرة أو عبر الرموز والإشارات ولكن عبر أحلام اللغة الشعرية
العالية منطلقاً من البداءة الأولى مؤشراً لمستقبل سنار وإنسجام التنوع النبيل، ومن هنا جاء
طلبي المتكرر للتأمل في إبداع عبدالحي والإبحار في آفاقه البعيدة، بعيداً عن اللهوجة والإبتسار

شكرا الاستاذ / عبدالله الشقليني وأنت تبحر بالتأمل صوب غاياته عبر قراءة عميقة ومبينة حيث تقول:

تتلمس وأنت تقرأ نصوص العودة إلى سنار أن المحبة قد تكورت وتضخمت في وجدان شاعرنا الدكتور محمد عبد الحي ، وكانت هي حلم من أحلام البحث عن الهوية ، وتعميق التاريخ في صلب العمل الشِعري . وقد فارق تاريخ " سنار " الحجقيقي إلى الحلم ، وهو اتحاد الضدين في عمله المُبدع ،
إنني أرى من خلف النصوص الشعرية حلما جميلا بأن يعود المرء لسنار( الثانية ) من جديد ،وإعادة تخليقها من غلظة تاريخها إلى سماحة التآلف بين الأعراق


لقد عبرت يا الشقليني عما أحس به كلما أقرأ العودة ، أحس بهذه المعاني التي عبرت عنها
(أنت) أعلاه، أحس أن سنار عبدالحي حلم لفضاء إنساني واسع وحميم (لا درادر لا عساكر
لا مظاليم لا مظالم) فضاء يحقق (الدين لله والوطن للجميع) بمحبة تقيمه مستقيماً ورحباً لجميع
قاطنيه يبدعونه وفق أشواقهم سمحة ومتدفقة كما خلقها الله.

الاخ - عبدالله الشقليني - تحياتي أسعدتني مداخلتك

أنت تعاني مشاكل الكمبيوتر وأنا أعاني إضطراب شوق السفر لسنار خلال أيام معدودات
ولكني سأحرص على أن أكون قريباً فلا زال الحلم فتياً والعودة إلى سنار فضاءا للتأمل
والتأويل الذي يجهد العقول والأفئدة والكلمة الأخيرة ستبقى في رحـم الغيب .

Post: #180
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 11-01-2011, 08:20 AM
Parent: #179

كتب عبدالله الشقليني:

ربما حاول السياسيون أن ينسبوا ( العودة إلى سنار ) إلى أنه برنامج سياسي للعودة للمملكة ، وأنا أختلف معهم بأن الشاعر " محمد عبد الحي " كان حراً طليقاً في إعادة هيكلة التاريخ بما يوافق الحُلم ، وتلك هي الفروق بين الخطاب السياسي الذي أراد أصحابه إلباسه لشعر عبد الحي ، بل أغلظوا في سوء الفهم وفق ما أرى ، حين رأوا فيه المنظر الثقافي الذي مهد لعودة الإسلاميين إلى سدة الحُكم بالقوة ، مثلما جاء حصاد التاريخ من بعد معركة " سوبا " ضد المسيحية من تآلف حلف عبد الله جماع الذي هزم " سوبا " المسيحية عام 1504 .والذي أسس لمملكة سنار التي دامت سلطتها أكثر من ثلاثة قرون .
وتلك فيما أرى مكيدةً أراد بها أصحاب السياسة قصيري النظر من الولوج لفهم مشروع الدكتور " محمد عبد الحي " على أنه مشروع إعادة تدوير المجتمع ليعود بسنار للبرنامج السياسي للإسلام السياسي السلفي الذي يريد الرجوع بالمجتمع إلى العهد الظلامي الذي لا يناسب العصر ولا التاريخ ، والذي فشل فيه الساسة عندنا أيما فشل .

Post: #181
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عبدالله الشقليني
Date: 11-01-2011, 12:39 PM
Parent: #180




sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan5.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

مسرح شكسبير الملكي باسترادفورت



*
كم يا تُرى هنالك من علائق بين شكسبير ومحمد عبد الحي !؟
هذا ملف يحتاج دراسة وعمقا ... ربما نلقى الشريكان يتسامران على الضفاف
من بعد قرونٍ ...
.

Post: #182
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 11-01-2011, 04:39 PM
Parent: #181

أجل يا أستاذ شقليني!
لقد أبدعتُم جميعاً برفد هذا البوست بمعلومات من الصعب تحصيلها في وعاء واحد.
فلكم الشكر وحُسن الجزاء على هذا الإجتهاد المُقدّر.
**************

وجاء في فقرتك الأخيرة:

*
كم يا تُرى هنالك من علائق بين شكسبير ومحمد عبد الحي !؟
هذا ملف يحتاج دراسة وعمقا ... ربما نلقى الشريكان يتسامران على الضفاف
من بعد قرونٍ ...
****

لا أعلم !
ستجيب انت وعبد الجليل واحمد الأمين على هذا السؤال فعندكم الخيوط السحرية.

ما أعرفه
انه بعد زواجنا أصر محمد على قضاء عدة أسابيع في استرادفورد ابون ايفون،
كُنا نقضي ساعات طويلة في التجول حول وتفحُّص المسرح؛ ومن حُسن حظه ان صاحبة البنسيون
كانت تعشق المكان وتحفظ تاريخه ؛ واندهشت ان يأتي عِرسان من (مجاهل الأرض) لقضاء شهر
العسل مع مسرح وبيت شكسبير و أصرت ان تهدينا التذاكر لمشاهدة " الملك لير" التي كانت
في بداية موسم العرض من فرقة شكسبير..
كان محمد سعيداً كالطفل يوم العيد !
فلا أشك انه دخل مع شكسبير في ذاك السمر... ماكنت أصحبه في كل جولاته الاستكشافية خاصة انني
كنت على معرفة بالمكان من زيارة مع المجلس البريطاني قبل الزواج.

ومن المصادفات انني قرأت اليوم إعادة مزاعم ان شكسبير كان رجلاً أمياً وليس هو من كتب تلك الروايات
بل كتبها ادوارد دى فيري او ايرل اوف اكسفورد..ويُعرض هذا في فيلم امريكي باسم Anonymous كما جاء في
صحافة اليوم....


لذا أشكركم على التوثيق لسنار حتى لا يأتي من ينتحلها ذات يوم!
تحياتي لكم .

Post: #183
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 11-02-2011, 10:46 AM
Parent: #182

الاعزاء/ عبدالله الشقلينى/ عائشة موسى /أحمد الأمين
وأصحاب خيط التأمل جميعاً ..

أبقوا عشرة على هذا الخيط ريثما أعود، فقد يممت
شطر الوطن بعد غياب إمتد لعشرة أشهر حسوما ..
ذاهب وفي النفس شيء من حتى العودة ورغبة في إعادة
قراءة ما أبدعتم وأضفتم لهذا الخيط ولا زال باب
النظر مشرعاً وأهل سنار ينظرون لبعضهم بعيون ريبة
ممزوجة بحنين يلوح وراء أفقه آمل كالسهى

Post: #184
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 11-03-2011, 10:46 AM
Parent: #183

أهلاً بك في الخرطوم يا عبد الجليل..
ونأسف ، حاولنا استقبالكم بأسعار أفضل للأضاحي
ولكن ماباليد حيلة!
وهانحن نستبدلها بالسمك والعدس
وليجعل الله أيامنا أعياداً باية حال يعود بها العيد!

أما الشيلة فلا أظننا نستطيع حمل ما حملت ولكننا نحاول
فقصص الشقليني كفيلة بأن تسد كل فراغ
وسنظل نسمعه ولا نَمِل.
ونتمنى عودة من الأمين

لكم جميعاً التحية وعيد مبارك.

Post: #185
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 12-04-2011, 12:19 PM
Parent: #184

بلدي يا بلد التاريخ ما دمنا حزانى

والنيل يهدر في سلساله كدرا مما تبول عليه الناس والغنم

وعمي حامد يفلح الأرض التي عجزت أن تنتج غلة تفي
بالضروري ولا زال حتى تجاوز التسعين مثل توماس أديسون وهو
يجري بطمأنينة محاولاته غير المفضية إلى شيء فلا بد من إختراع المصباح
الكهربائي وإن طال المسير ولا بد من وطن مستقيم على جادة
التنمية وكرامة البشر

الاستاذة عائشة العيد مبارك عليك وتحياتي لك عدت من السودان
بعد قضاء 29 يوما لم أشاهد فيها لا المنبر ولا التلفزيون ولم
أقرأ صحيفة وفقدت هاتفي الجوال لأكتشف كم كان أهلنا سعداء
بين المزرعة والبيت والاكتفاء بعالمهم المحلي المترع بالفرح
والسكينة

والتحية لكم جميعا من جديد

Post: #186
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 12-05-2011, 07:24 AM
Parent: #185

أهلاً بعودتك لديار عمومتك.

ونتمنى ان تكون تركت الوالد بصحة جيدة.


كنا نتمنى حضورك هنا عدة مناسبات لا تنعد كثيراً عن محتوى هذا

البوست الرائع.
كان آخرها بالأمس افتتاح معرض الأخ الفنان التشكيلي الرائد بوفيسور حسين جمعان.

كانت قراءتي لبعض لوحاته الجديدة كأنما أسمع معها خلفية من ترانيم شعر محمد عبد الحي!!!

لم أندهش كثيراً بعد استرجاعي للعلاقة الحميمة التي ربطت بينهما مظللة بعلاقتهما مع الفنان المبدع عثمان

وقيع الله وهما في لندن والشاعر الفيلسوف محمدالمهدي مجذوب وهما في الخرطوم واحتفيت بنفسي وانا أتعرف على هذا الرباط

الروحي الفني العجيب... ولعل الصالة الزاخرة بالنقاد والعارفين ليلة أمس أن يتحفونا برؤى استخلصوها من ذاك المهرجان

الفني التشكيلي لحسين جمعان له الشكر لنقلنا لعالم الجمال والتهاني على العمل الرائع الذي قال عنه السفير الفرنسي:

(بعض ما أحضره جمعان للعرض).... ما كانت القاعة لتحمل فوق ما حملت من ابداع.

Post: #187
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 12-08-2011, 10:04 AM
Parent: #185

كان الأمل أن أزور مكتبة عبدالحي متمهلا، ولكن في السودان
تتعذر القراءة ويضيع الوقت بين (لمة ناس في خير أو ساعة
حزن) .. لم يعد صوت عويل النساء في حالة وفاة يرتفع كما كان في بعض
الوقت، وقد أصبح الناس يستقبلون الموت ككل الأشياء العادية
وكما وصفه عبدالحي:

هو الموت
يسعى إلينا بلا قدم
في الدجى والنهار

ولدنا له ناضجين

أستدرنا له

فلماذا البكاء؟

أتبكي الثمار؟!

إذا أقبل الصيف ليحقنها في الخلايا
بنار الدمار

أخذت معي بعض الكتب الأدبية وفلاش يحوي أمسية النادي الأدبي
في الذكرى الثانية والعشرين لعبدالحي لأفاجأ بأن غالب
المستهدفين قد جرفهم تيار التوتر الحياتي اليومي وكل
الوقت لهثا وراء إشباع بعض حاجات الحيوان في الإنسان
أو لأداء الواجبات الاجتماعية وزيارة المرضى وغير ذلك
كان ينبغي أن أعذرهم ولكن صدري لم يتسع فأقسمت أن أعود
بما حملت ولا أترك الكتب (ليأكلها الدود ويسرقها السارقون)


أخذت معي أيضا بعض كتيبات الأطفال مستهدفا بها إبنتي (ملاذ)
ثالثة إبتدائي .. أخذتها بلهفة والتهمتها في وقت قصير
ولم تعلق عليها .. فأضطررت لسؤالها عن رأيها في الكتب
التي أحضرتها:

قالت: يابوي دي كتب شفع صغار!!!!

Post: #188
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 12-10-2011, 09:46 AM
Parent: #187

كتب الأستاذ / عبدالله الشقليني:

لم تكن العودة إلى سنار برنامجاً للإسلام السياسي :
ربما حاول السياسيون أن ينسبوا ( العودة إلى سنار ) إلى أنه برنامج سياسي للعودة للمملكة ، وأنا أختلف معهم بأن الشاعر " محمد عبد الحي " كان حراً طليقاً في إعادة هيكلة التاريخ بما يوافق الحُلم ، وتلك هي الفروق بين الخطاب السياسي الذي أراد أصحابه إلباسه لشعر عبد الحي ، بل أغلظوا في سوء الفهم وفق ما أرى ، حين رأوا فيه المنظر الثقافي الذي مهد لعودة الإسلاميين إلى سدة الحُكم بالقوة ، مثلما جاء حصاد التاريخ من بعد معركة " سوبا " ضد المسيحية من تآلف حلف عبد الله جماع الذي هزم " سوبا " المسيحية عام 1504 .والذي أسس لمملكة سنار التي دامت سلطتها أكثر من ثلاثة قرون .
وتلك فيما أرى مكيدةً أراد بها أصحاب السياسة قصيري النظر من الولوج لفهم مشروع الدكتور " محمد عبد الحي " على أنه مشروع إعادة تدوير المجتمع ليعود بسنار للبرنامج السياسي للإسلام السياسي السلفي الذي يريد الرجوع بالمجتمع إلى العهد الظلامي الذي لا يناسب العصر ولا التاريخ ، والذي فشل فيه الساسة عندنا أيما فشل .
(5)
هذا ما رأيته الآن من وحي ( العودة إلى سنار ) في رواها الأولى في محاولة لتخليص قيثارة الحُلُم الشعري النبيل من طمس المشروع الحضاري للذين سرقوا العقيدة من سماحتها الكامنة في جوهر الخطاب الديني المتسامَح المختلف عن الخطاب الديني الغليظ ، والذي ائتلف في النص القرآني ولم يستطع التفريق بينهما إلا المُكتشف ( محمود محمد طه ) في الفصل بين الاثنين وتسميتهما ( رسالة أولى غليظة بما يناسب المجتمع في التاريخ القديم ) و ( رسالة ثانية هي رسالة التسامُح والإنسانية الرحبة ) وذلك إنجاز يُحسب له ،
وها هي ثمرة الإسلام السلفي الغليظ الذي نعيش طعمه المُرّ على الوطن من عودة إلى القبلية والعرقية البغيضة ، والعودة للفساد المؤسس لأصحاب الموالاة للبرنامج السياسي السلفي والكيل بألف مكيال من أجل أن تؤول الدولة ومواردها وأرضها إلى ضيعة للإسلاميين وبرامجهم التعسة لتفتيت الوطن وكسر التعايش الذي كان قائماً بين الثقافات والكيانات والشعوب السودانية .

Post: #189
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عبدالله الشقليني
Date: 12-10-2011, 04:04 PM
Parent: #182



كتبت الدكتورة عائشة موسى :

Quote:


أجل يا أستاذ شقليني!
لقد أبدعتُم جميعاً برفد هذا البوست بمعلومات من الصعب تحصيلها في وعاء واحد.
فلكم الشكر وحُسن الجزاء على هذا الإجتهاد المُقدّر.
**************

وجاء في فقرتك الأخيرة:

*
كم يا تُرى هنالك من علائق بين شكسبير ومحمد عبد الحي !؟
هذا ملف يحتاج دراسة وعمقا ... ربما نلقى الشريكان يتسامران على الضفاف
من بعد قرونٍ ...
****

لا أعلم !
ستجيب انت وعبد الجليل واحمد الأمين على هذا السؤال فعندكم الخيوط السحرية.

ما أعرفه
انه بعد زواجنا أصر محمد على قضاء عدة أسابيع في استرادفورد ابون ايفون،
كُنا نقضي ساعات طويلة في التجول حول وتفحُّص المسرح؛ ومن حُسن حظه ان صاحبة البنسيون
كانت تعشق المكان وتحفظ تاريخه ؛ واندهشت ان يأتي عِرسان من (مجاهل الأرض) لقضاء شهر
العسل مع مسرح وبيت شكسبير و أصرت ان تهدينا التذاكر لمشاهدة " الملك لير" التي كانت
في بداية موسم العرض من فرقة شكسبير..
كان محمد سعيداً كالطفل يوم العيد !
فلا أشك انه دخل مع شكسبير في ذاك السمر... ماكنت أصحبه في كل جولاته الاستكشافية خاصة انني
كنت على معرفة بالمكان من زيارة مع المجلس البريطاني قبل الزواج.

ومن المصادفات انني قرأت اليوم إعادة مزاعم ان شكسبير كان رجلاً أمياً وليس هو من كتب تلك الروايات
بل كتبها ادوارد دى فيري او ايرل اوف اكسفورد..ويُعرض هذا في فيلم امريكي باسم Anonymous كما جاء في
صحافة اليوم....


لذا أشكركم على التوثيق لسنار حتى لا يأتي من ينتحلها ذات يوم!
تحياتي لكم .


أربعمائة عالم أو نحو ذلك ما بين عبد الحي ووليام شكسبير .
لعبد الحي دراسات في الشعر المُقارن ثم دلف إلى الشِعر .
ووليام شكسبير كان ممثلاً ومؤلفاً مسرحياً. سبر في مسرحياته أغوار النفس البشرية،
وحلّلها في بناء متسق جعلها أشبه شيء بالسيمفونيات الشعرية..

نحن في حاجة للتأمُل

شكراً للدكتورة عائشة ، وللأستاذ / محمد عبد الجليل
وللأستاذ / أحمد أمين ..
هذا الملف ينبغي أن يستمر ففيه أغنيات لم تكتمل ..

*

Post: #190
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عبدالله الشقليني
Date: 12-10-2011, 04:38 PM
Parent: #189




Quote:
"سهو الاتيي" والرمز السناري بين السياسي والشعري
النور أحمد علي من ركائز حركة
الحداثة في السودان

محمد عبد الخالق بكري

....

على خلاف محمد عبد الحي ، صديقه الذى يكبره بثمانى اعوام ، الذى ساهم في ارساء دعائم مدرسة الغابة والصحراء ، بمشروعه الشعري الرؤيوي الضخم الذى اجترح (سنار) المعروفة بالسلطنة الزرقاء في تاريخ السودان في العصور الوسطى ليجعلها رمزاً للهوية السودانية ، اخذ النور رموزها نحو الباطن ، باطنه كفرد ، يحتفل بتلك الرموز ويغنى لها في حدود فردانيته . وعلى الرغم من ان شعبه لم يغب عن رؤيته الا انه لم يبشر بمدينة فاضلة تحل فيها معضلة الهوية السودانية الشائكة .

تعرض مشروع عبد الحي لنقد جاسر ومحيق في مشروعه الرؤيوي ، هز ركائزه الفكرية وان احترم شعريته . يمثل قمة هذا النقد د. حسن موسي ، الذى لا يخف تقديره الطاغى لشعرية عبد الحي ، لكن يمضى في تفنيد عدم جدواه بل ضرره في الحوار بل الصراع الدائر حول الهوية السودانية .يرى موسي ان الاصرار على سنار كمرجع للهوية السودانية والقوم الذين اسسوها ، الفونج ، باعتبارهم خلاسيين ، عرب افارقة ، يجرد التكوينات الثقافية والعرقية الاخري في السودان من حق الاختيار ويفرض عليهم خيار وحيد . فسلطنة سنار ذات مرجعية اسلامية ، فماذا نفعل بالسودانيين المسيحيين والوثنيين ؟ بل ماذا نفعل بالمسلمين المستعربين وهم افارقة اقحاح ؟ اتت الضربة القاضية لمشروع عبد الحي السناري من الواقع السوداني نفسه بانفصال جنوب السودان هذا العام واصطدام مقولة امة الخلاسيين بصخرة الواقع العنيدة . هذا اذا اخذنا في الاعتبار ان اهم الاشارات الثقافية في قصيدة (العودة الى سنار) الشهيرة تتضمن الاشارة الصريحة الى طقوس قبيلة الدينكا في جنوب السودان .



http://sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t...cb376b89791a4





ذكر الكاتب " محمد عبد الخالق بكري " في مدونة سودان فور أول كما ذكر كثيرون حول أن شِعر الدكتور عبد الحي كما أسلفنا قد تمّ النظر إليه ليس بتقنيات الشِعر ، ورؤاه ، بل من خلال مفاهيم سياسية قامت بلي عُنق الشِعر ليكون أداة للسياسة ، في حين أن الشِعر أنضر وأن أفقه أوسع من أفق السياسيين وأدواتهم ...

Post: #191
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 12-13-2011, 05:28 PM
Parent: #190

الأخ الاستاذ عبدالله الشقليني .. التحيات الطيبات تغشاك والاخ الأستاذ أحمد الأمين أحمد والأستاذة
عائشة موسى السعيد وكل المساهمين في توق هذا الخيط ليربو ويضيف.

انطلقت أمسية ذكرى عبدالحي الـ 22 (تأملات في العودة إلى سنار)، لتعيد الحوار إلى منصة قاعدتها
قصيدة العودة إلى سنار بمحمولاتها الثقافية والإبداعية المستبدة .. وجرى حديث مع أحد زملاء الشاعر
محمد عبدالحي ليكون المتحدث الرئيس في الأمسية، قاتل الله المرض فقد منع الرجل من الحضور في
تلك الأمسية .. التي خرج جمهورها سعيدا بما سمع وشخصيا وربما بعض الزملاء ممن شاركوا في
الاعداد وامتدت آمالهم لتأمل يحاول تفكيك الرموز ويؤول الإشارات ويضيء المعاني ويرد الشبهات
خرجنا وفي النفوس شىء من حتى تأملات شاء القدر أن يغب عنها المتحدث الرئيس فرأيت أن يكون هـــذا
الخيط منبراً لما قصرت عنه الأمسية من تأملات في العودة وغيرها من إبداع عبدالحي بعيدا عن
الابتسار والزج في أطر رفضها الشاعر منذ ضحى تجربته الفريدة ، وفي هذا المقام لا بد من قراءة
جديدة لأعماله النقدية والشعرية وما كتب حول تلك التجربة .. فهو إنجاز إبداعي يستحق الوقوف
عنده حتى مطلع فجر الوطن الجريح.

Post: #192
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: osama elkhawad
Date: 12-24-2011, 00:24 AM
Parent: #191

عزيزي محمد عبد الجليل
سلامات
شكرا على هذا الخيط الذي تابعته سطرا سطرا بمتعة ،و أشكر كل من ساهم فيه من المشاركين\ات في الندوة جميعا.و كان لتعليقاتك اللمَّاحة و مقتطفاتك أثرها في إضفاء مسحة بديعة.

و ما قمتم به كان من المفترض أن تقوم به أولا المؤسسة الأكاديمية التي وهب عبدالحي عمرها له و ظل بها حتى آخر أيامه المباركات أي "جامعة الخرطوم".
و من بعد ذلك مؤسسات الدولة التي ما زالت تشكل المؤسسة الأولى القادرة على القيام بذلك.

و الإحتفاء بمن يقومون بإنتاج الرأسمال الرمزي للأمه من خلال إبداعاتهم، تقليد راسخ بل و يومي أحيانا،في المجتمعات التي تقدِّر أعمال بناتها و بنيها.
و هذا ما أشار إليه الطيب صالح في "من أين أتى هؤلاء"؟و سنبسطه رغما عن أن الطيب صالح قد تراجع عمليا عن مقاله حين قبل التكريم من الذين هجاهم،ربما لأنهم مسكوه من اليد التي توجعه أي حاجة الإنسان عامة للإحساس ب"التقدير".

يقول الطيب صالح عن الاحتفاء بالمبدعين في مقارنة بين الإنقاذ و المجتمع البريطاني:
Quote: أما سمعوا مدائح حاج الماحي وود سعد ، وأغاني سرور وخليل فرح وحسن عطية والكابلي المصطفى ؟أما قرأوا شعر العباس والمجذوب ؟ أما سمعوا الأصوات القديمة وأحسُّوا الأشواق القديمة ، ألا يحبّون الوطن كما نحبّه ؟ إذاً لماذا يحبّونه وكأنّهم يكرهونه ويعملون على إعماره وكأنّهم مسخّرون لخرابه ؟
أجلس هنا بين قوم أحرار في بلد حرٍّ ، أحسّ البرد في عظامي واليوم ليس بارداً . أنتمي الى أمّة مقهورة ودولة ت ا ف ه ة . أنظر إليهم يكرِّمون رجالهم ونساءهم وهم أحياء ، ولو كان أمثال هؤلاء عندنا لقتلوهم أو سجنوهم أو شرّدوهم في الآفاق.
من الذي يبني لك المستقبل يا هداك الله وأنت تذبح الخيل وتُبقي العربات ، وتُميت الأرض وتُحيي الآفات ؟

ولي مستقبلا غشوتان هنا على الأقل.
شكرا لكن\م مرة أخرى.

Post: #193
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: osama elkhawad
Date: 12-24-2011, 00:27 AM
Parent: #191

عزيزي محمد عبد الجليل
سلامات
شكرا على هذا الخيط الذي تابعته سطرا سطرا بمتعة ،و أشكر كل من ساهم فيه من المشاركين\ات في الندوة جميعا.و كان لتعليقاتك اللمَّاحة و مقتطفاتك أثرها في إضفاء مسحة بديعة.

و ما قمتم به كان من المفترض أن تقوم به أولا المؤسسة الأكاديمية التي وهب عبدالحي عمرها له و ظل بها حتى آخر أيامه المباركات أي "جامعة الخرطوم".
و من بعد ذلك مؤسسات الدولة التي ما زالت تشكل المؤسسة الأولى القادرة على القيام بذلك.

و الإحتفاء بمن يقومون بإنتاج الرأسمال الرمزي للأمه من خلال إبداعاتهم، تقليد راسخ بل و يومي أحيانا،في المجتمعات التي تقدِّر أعمال بناتها و بنيها.
و هذا ما أشار إليه الطيب صالح في "من أين أتى هؤلاء"؟و سنبسطه رغما عن أن الطيب صالح قد تراجع عمليا عن مقاله حين قبل التكريم من الذين هجاهم،ربما لأنهم مسكوه من اليد التي توجعه أي حاجة الإنسان عامة للإحساس ب"التقدير".

يقول الطيب صالح عن الاحتفاء بالمبدعين في مقارنة بين الإنقاذ و المجتمع البريطاني:
Quote: أما سمعوا مدائح حاج الماحي وود سعد ، وأغاني سرور وخليل فرح وحسن عطية والكابلي المصطفى ؟أما قرأوا شعر العباس والمجذوب ؟ أما سمعوا الأصوات القديمة وأحسُّوا الأشواق القديمة ، ألا يحبّون الوطن كما نحبّه ؟ إذاً لماذا يحبّونه وكأنّهم يكرهونه ويعملون على إعماره وكأنّهم مسخّرون لخرابه ؟
أجلس هنا بين قوم أحرار في بلد حرٍّ ، أحسّ البرد في عظامي واليوم ليس بارداً . أنتمي الى أمّة مقهورة ودولة ت ا ف ه ة . أنظر إليهم يكرِّمون رجالهم ونساءهم وهم أحياء ، ولو كان أمثال هؤلاء عندنا لقتلوهم أو سجنوهم أو شرّدوهم في الآفاق.
من الذي يبني لك المستقبل يا هداك الله وأنت تذبح الخيل وتُبقي العربات ، وتُميت الأرض وتُحيي الآفات ؟

ولي مستقبلا غشوتان هنا على الأقل.
شكرا لكن\م مرة أخرى.

Post: #194
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 12-25-2011, 09:40 AM
Parent: #191

اسامة الخواض/المشاء
يا صاحب

مشّاؤونَ في أزياء عرَّافينَ

وضعوا حقائبهمْ أمام البابِ،
و افترشوا حصير السرْدِ،
و اجترعوا - على مهلٍ -مريستهمْ
لم تبقَ في قعر الدنانِ سوى خثارة سهدهمْ،
نفضوا غبار الريْبِ عن ورق الهدايا
نبشوا السرائرَ،
والسراديبَ الغميسةَ،
علّهمْ يجدوا رفات حنينهمْ،
بسطوا على شرفاتِ شهقتهمْ مراثيهمْ لأسراب القطا البرِّيِّ،
مشَّاؤونَ في أزياء عرَّافينَ لم تهب النجومُ لهم سلافةَ حدْسها الكونيِّ،
مشَّاؤونَ في الأشواكِ،
مشَّاؤونَ في الأسواقِ،
قصّاصونَ للأعماقِ،
حلّابونَ نسّاجونَ للكتْمانِ،
لوّامونَ للزمَكانِ،
و اتكأوا على الأشواقِ،
و انكسروا كما العشَّاقِ،
و انتظروا ملاكاً سوف يهبط جالباً مفتاح شقّتهمْ،
فتقترح الحقائبُ نخب أوْبتها



شكرا فمتابعتك تطمئن بنصاحة خيط ذكرى عبدالحي الـ 22
وعلى عشم غشواتك القادمات سندفع بالخيط لربع جديد نحو الأعمق
فلازال في سوحنا من يلون بمزاجه إبداع محجوب شريف:

أحمر زاهي باهي
يلفت انتباهي
هل سكر زيادة؟
أم سكر خفيف؟

وآخر يرفض أن يرى الفضاءات المفتوحة في قصيدة
العودة إلى سنار التي أبدعها عبدالحي في سنيه الخُضر
شعرا رقراقاً (حالما بعالم سعيد)


ولي عودة سريعة كان الله هون والسيستم استعدل

Post: #195
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 12-26-2011, 09:27 AM
Parent: #194

الليلة يستقبلنى أهلى :
أرواح جدودي تخرج من
فضَّة أحلام النّهر ، ومن
ليل الأسماءْ
تتقمص أجساد الأطفالْ.
تنفخ في رئةِ المدّاحِ
وتضرب بالساعد
عبر ذراع الطبّالْ.
الليلة يستقبلنى أهلى :
أهدوني مسبحةَّ من أسنان الموتى
إبريقاً جمجمةً ،
مُصلاَّة من جلد الجاموسْ
رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوسْ
لغةً تطلعُ مثلَ الرّمحْ
من جسد الأرضِ
وعبَر سماء الجُرحْ.
الليلة يستقبلني أهلي.
وكانت الغابة والصحراءْ
امرأةً عاريةً تنامْ
على سرير البرقِ في انتظارِ
ثورها الإلهي الذي يزور في الظلامْ.
وكان أفق الوجه والقناع شكلاً واحداً.
يزهر فى سلطنة البراءة
وحمأ البداءهْ.
على حدودِ النورِ والظلمةِ بين الصحوِ والمنامْ.
- - - - - - - - - - - - - - - - -
-- - - -- - - - - - - -- - - --
.
" قد فتحنا لك يا طارقُ أبواب المدينة
" قد فتحنا لك يا طارقُ…
" قد فتحنا…."
ودخـــلتُ
حافيا منكفئا
عارياً ، مستخفياً فى جبة مهترئة
وعبرتُ
في الظلامْ
وانزويت
في دياجير الكلام
ونمــــتُ
مثلما ينامُ في الحصى المبلول طفل الماءْ
والطّير في أعشاشهِ
والسمك الصغير في أَنهارِهِ
وفى غصونها الثِّمارُ
والنجوم في مشيمةِ
السماءْ.

يختزل حاصل جمع الانجاز الشعري لعبد الحي متكئاً على تفسيرات
تضيق بعوالمه وقاموسه الشعري المشرع على فضاءات
تقطع نفس المتأملين ولديها مزيد، فالنوثق لمبدعينا كما ينبغي ومن ثم
فاليعمل النقاد مباضعهم على تجارب (منتجي رأس المال الرمزي للأمة
السودانية) العزيزة الجبارة الباحثة عن موطئ قدمها بين الأمم التي
سبقت وجمعت وأوعت ورعت وكرمت مبدعيها وهم في شرخ شبابهم
وإبداعهم ولا زلنا نذبح الخيل والخيال والوطن ولا زال بعض مبدعينا
(يخون بصيرتهم الإنتباه)
ولا حتى قال ديل المغول

كما أبدع حميد في رائعته النخلة:

النخلة في الليل المهول ...
وحيدا في عز الرياح
فارس يدارق في الرماح ...
الجايا من كل إتجاه
رغم الجراح ...شح المي ...
والزاد والسلاح
راكز يصول ...لا أنَّ لا حنى للجباه
لا خان بصيرتو الإنتباه
لا حتى قال ديل المغول ... لا خت آه
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

معوض الليل بالصباح
يا معود النار اللهب ...
روض نخلنا على الرياح
وفي لجة البحر الغريب ...
أدي الرواويس الصلاح
يكفيها دا ... يكفيها صاح.

Post: #196
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: osama elkhawad
Date: 12-28-2011, 01:48 PM
Parent: #195

يا صاحب
شكرا على بسط النص الشعري.

و غشوتي الثانية هي عن ترجمة عنوان رسالة دكتوراة محمد عبد الحي.فقد ورد الآتي:
Quote: دكتوراة الآداب المقارنة جامعة أكسفورد كلية برزنوس 1973
بعنوان :
The Effect of English and American Literature on Arabic Romantic Poetry
التأصيل والتأثير الإنجليزي والأمريكي في الشعر العربي الرومانسي

من أين أتت كلمة "التأصيل"؟من روح الدكتوراة؟

مع خالص التقدير حتى غشوات أُخر.

Post: #197
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 12-28-2011, 07:04 PM
Parent: #196

التحية والتهاني ياعبد الجليل لك ولزوار زاوية عبد الحي التي استطاعت ان تفلِت من بين
براثِن تشطيبات الباشمهندس لصنفرة الرُبع الجديد للعام الجديد...

نحاول استنشاق بعض عبير الاستقلال من هنا وهناك أعاده الله عليكم والأجواء تفوح عِطراً وليس دماً.


لايمكن أن تفلِت الهفوات من نظرة الأستاذ خواض... لذا لزم التصحيح والاعتذار كمان!!
************


Quote: دكتوراة الآداب المقارنة جامعة أكسفورد كلية برزنوس 1973
بعنوان :
The Effect of English and American Literature on Arabic Romantic Poetry
التأصيل والتأثير الإنجليزي والأمريكي في الشعر العربي الرومانسي
****************

في الواقع عنوان الرسالة هنا كُتِب من الذاكرة خلال أيام مزدحمة وأنا في الرياض وطُلِبت مني
تلك المحاضرة في غياب النص الأصل والذي يحمل هذا العنوان:

Tradition and English and American Influence in Arabic Romantic Poetry
A study in Comparative Literature

أما "التأصيل" والتي اقترحها الكاتب واستخدمها في مقال افترعه من الرسالة..فهي إذا اتفقنا
ان المصطلح يعني "التأسيس" أو وضع الأُسس فهي تناسب مرمى الأصل (foundation)
أما الآن والأصل هو tradition and influence أراها كذلك تناسب الأصل وهي فعلاً من روح المادة
اذا لم تختلط بالمفهوم الجديد للتأصيل...(كانت في1973).

يهمني جداً اقتراحك لترجمة هذا العنوان فالترجمة الآن قيد المراجعة فقد تفضل مركز عبد الكريم
ميرغني بطباعتها.

Post: #198
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-05-2012, 00:07 AM
Parent: #197

لولا تسجيل أستاذة عائشة للتاريخ 1973م لكانت ايحاءات
التأصيل حمالة الحرب بداية لمبحث يخرجنا من العودة
إلى سنار التي لم اعتبرها يوما سنار المدينة ولا السلطنة
ولا السودان، محض فضاء شعري مفتوح نحو عالم إنساني
قدر ما يسمح به الخيال وأبعد، لهذا اراها ستبقى ملهمة
لمثلي من قراء الشعر على هواهم لا تلهيهم هوامش ولا
رموز وإشارات.

Post: #199
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: osama elkhawad
Date: 01-05-2012, 05:29 AM
Parent: #198

الاستاذة عائشة موسى السعيد
سلامات
قلت سيدتي:
Quote: في الواقع عنوان الرسالة هنا كُتِب من الذاكرة خلال أيام مزدحمة وأنا في الرياض وطُلِبت مني
تلك المحاضرة في غياب النص الأصل والذي يحمل هذا العنوان:

Tradition and English and American Influence in Arabic Romantic Poetry
A study in Comparative Literature

أما "التأصيل" والتي اقترحها الكاتب واستخدمها في مقال افترعه من الرسالة..فهي إذا اتفقنا
ان المصطلح يعني "التأسيس" أو وضع الأُسس فهي تناسب مرمى الأصل (foundation)
أما الآن والأصل هو tradition and influence أراها كذلك تناسب الأصل وهي فعلاً من روح المادة
اذا لم تختلط بالمفهوم الجديد للتأصيل...(كانت في1973).

من هو الكاتب هنا بالاحمر؟هل هو عبد الحي؟و متى اقترح ذلك؟
و ما هي الترجمة النهائية حتى الآن على ضوء العنوان الجديد؟

مع خالص الاحترام

Post: #200
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 01-05-2012, 07:09 AM
Parent: #199

لتحية مع نسائم الستقلال الباقية يا استاذ اساةة

ارى سكاكينك مسنونة تبشر خيراً نحتاجه
****************


من هو الكاتب هنا بالاحمر؟هل هو عبد الحي؟و متى اقترح ذلك؟
و ما هي الترجمة النهائية حتى الآن على ضوء العنوان الجديد؟

********************


الكاتب هو كاتب الرسالة: محمد عبد الحي محمود
متى اقترح:
في مناقشة حول الترجمة والاقتراح مكتوب في مذكرة بقلم الرصاص لكن لا أجزم بخط مَن.
احتاج مراجعة مقالة onflict and identity مترجمة في أوراقه للرد النهائي ان ما اقترحه نُشِر.
الترجمة للعنوان الجديد في المراجعة للنشر ولا أريد الخوض فيها حتى تتم المراجعة

كذلك يجب ان اذكر هنا لاهتمامك ان المرحوم الدكتور علي المك أشرف على رسالة ماجستير للأستاذة نفيسة عبد الرحيم الأمين
وكان محمد مشرف مساعد_ ان لم تخونني الذاكرة- وكان العنوان الذي أوردته الباحثة ومن المؤكد أجازاه، هو:
التراث والتأثير الخارجي في ثقافة الرومانتيكيين العرب، 1986.

وعليه...
اقتراحك لترجمة العنوان هام ومستعجل...ما رأيك؟
ولك جزيل الشكر والتقدير.

Post: #201
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: osama elkhawad
Date: 01-05-2012, 08:22 AM
Parent: #200

عزيزتي الاستاذة عائشةموسى السعيد
سلامات

من الواضح انّ إشارتك للتأصيل، و ترجمة نفيسة من خلال ايرادها ل"ثقافة" و "التراث"،
يجعلنا نقول انهما ترجمتان تستندان إلى روح الرسالة،و ليس عنوانها المباشر ،
و لذا فترجمتي ستكون ترجمة حرفية مثل:
التقليد و التأثير الانجليزي الامريكي في الشعر الرومانتيكي العربي
دراسة في الأدب المقارن

كوني بخير.


*سؤال مهم:
هل ترجم عبد الحي "الأرض الخراب" أو "اليباب" لإليوت؟
نص اليوت له علاقة قوية ب"العودة إلى سنار"،
و هي علاقة لم أجد في ما قدم من دراسات جيدة،أية إشارة إلى تأثيرها على عبد الحي،
و أرى انها النص الأكثر تأثيرا في العودة إلى سنار، من حيث بنيتها المعرفية،و أناشيدها الخمسة،التي تشبه أجزاء "الارض اليباب" الخمسة،و إن اختلفت الثيمة اختلافا تاما،يجعل "العودة إلى سنار" شعرا سودانيا.

Post: #202
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-06-2012, 09:31 AM
Parent: #201

الاستفهامات تترى .. أين أنتم
أصدقاء المعاني

Post: #203
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-06-2012, 09:31 AM
Parent: #201

الاستفهامات تترى .. أين أنتم
أصدقاء المعاني

Post: #204
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 01-09-2012, 06:43 AM
Parent: #203

نحن هنا يا عبد الجليل!
في ساحةِ القتال يهون عما يدور فيها!
ولو سألتني أقول عن كل الذين يكتبون ويتثاقفون من السودان:
ياللبسالة!!!!
وتعلم ان التفاصيل الكتابية ما عادت هي الطريق الناجع للعلاج...
فلعل السُكات وراءه معاني تبشر خيراً

ضمن المشاغل
لمحة مشرقة
فقد شاركت في سمنار بجامعة الأحفاد قسم اللغات
اسمه:
Mohammed Abdel Hai Literary Seminars
,
أدارته مُبتدعته الدكتورة إيمان عباس ...وأفخر انها كانت طالبتي (حين بانت عليها أعراض الشعر)،
ثم طالبة محمد عبد الحي بجامعة الخرطوم حتى نضجت!
وشارك بالورقة الرئيسة د. احمد الصادق عن حياة وأعمال ودراسات عبد الحي فأبدع كعادته
وشارك جمع من الأساتذة وطلاب الدراسات العلياوهم في دورة عن الترجمة
وهذا برعاية الدكتورة امنة بدري مديرة قسم اللغة الانجليزية بالأحفاد وقد كانت احدى طالبات عبد الحي
المميزات ..تحدثت عنه بخبرة ومعرفة
وتحدثت انا بما فتح الله علي به واطمئنك وشيراز (لم أسهب "كثيراً").

لهم الشكر والتقدير للفتة نادرة وبارعة
وأُعلنت الجلسة القادمة للسمنار في فبراير وستستضيفها مكتبة محمد عبد الحي بمنزلنا كأول نشاط أكاديمي يحمل إسمه
وسأحضر الكركدي الذي ما زال الوعد به جاري.

السلام للأخ خواض
أحِلت اقتراح للعنوان للدكتور أحمد الصادق
فقد طُلِب منه مراجعة الترجمة وقد نرجع اليك في أمور أخرى
كذلك سأوافيك عن الأسئلة التي سألتها بعد أن "أحُك" رأسي مع هذه المشاغل تترى.

لكم الشكر والتحية

Post: #205
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: osama elkhawad
Date: 01-10-2012, 06:47 AM
Parent: #204

شكرا أستاذة عائشة

تحت الخدمة في أي وقت.
أيميلي لدى دكتور أحمد الصادق.

خالص التقدير.

Post: #206
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 01-11-2012, 03:02 PM
Parent: #205

QUOTE
*سؤال مهم:
هل ترجم عبد الحي "الأرض الخراب" أو "اليباب" لإليوت؟
نص اليوت له علاقة قوية ب"العودة إلى سنار"،
و هي علاقة لم أجد في ما قدم من دراسات جيدة،أية إشارة إلى تأثيرها على عبد الحي،
و أرى انها النص الأكثر تأثيرا في العودة إلى سنار، من حيث بنيتها المعرفية،و أناشيدها الخمسة،التي تشبه أجزاء "الارض اليباب" الخمسة،و إن اختلفت الثيمة اختلافا تاما،يجعل "العودة إلى سنار" شعرا سودانيا.
*********************

نأسف للتأخير في الرد على السؤال المهم بسبب ضرورة البحث أولاً...وقد كان
والنتيجة لا أرى معي (والواقع لم ارى من قبل) ترجمة للأرض الخراب..
فقط هناك مقاله المعروف عن: ت.س. اليوت والقاريء العربي في الأربعينات،
وهذا لم يصحبه بأي ترجمات..
الترجمات المتوفرة والتي جمعت من الأرشيف بدار الوثائق هي:
من الشعراء: ط أ هيوم ، تيد هيوز، بيتر ليفاي ، ر س طوماس ، عذرا باوند ، و ب ييتس ،
لورنس دوريل والمريكي ويليام كاوز وليامز.

أما عن تشبيه أو تأثير أرض اليوت الخراب على سنار عبد الحي العامرة فقد يكون تشابه
في الرسم- ربما- قالوا يخلق من الشبه اربعين.... ولكن ليس ثمة أعراض أخرى في رأيي.

مع الود والتحية

Post: #207
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-11-2012, 09:48 PM
Parent: #206

يا لعودتكما بوعودها الباذخة أستاذة عائشة واستاذ أسامة .. نتابع
على مقعد التوقع نفرك اليدين ريثما يأتينا نبأ تفاصيل ما كان في
أنشطة ثقافية تمحورت حول تجربة عبدالحي في جامعة
الأحفاد والشيخ بابكر بدري رائد المسرح وتعليم المرأة
والكاتب المبدع .. وفركة أخرى يأتينا فيها أسامة برؤياه حول
ما أوجزته أستاذة عائشة بـ يخلق من الشبه أربعين

اشكركما جدا

Post: #208
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-11-2012, 09:48 PM
Parent: #206

يا لعودتكما بوعودها الباذخة أستاذة عائشة واستاذ أسامة .. نتابع
على مقعد التوقع نفرك اليدين ريثما يأتينا نبأ تفاصيل ما كان في
أنشطة ثقافية تمحورت حول تجربة عبدالحي في جامعة
الأحفاد والشيخ بابكر بدري رائد المسرح وتعليم المرأة
والكاتب المبدع .. وفركة أخرى يأتينا فيها أسامة برؤياه حول
ما أوجزته أستاذة عائشة بـ يخلق من الشبه أربعين

اشكركما جدا

Post: #209
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-15-2012, 02:14 PM
Parent: #208

زوار خيط عبدالحي .. تحياتي لكم .. لا زال الخيط
في بداياته ..

Post: #210
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-16-2012, 10:30 AM
Parent: #209

كتبت الأستاذة عائشة موسى السعيد:

وتعلم ان التفاصيل الكتابية ما عادت هي الطريق الناجع للعلاج...
فلعل السُكات وراءه معاني تبشر خيراً

Post: #211
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-18-2012, 11:29 AM
Parent: #210

وكتبت أيضاً:

ضمن المشاغل
لمحة مشرقة
فقد شاركت في سمنار بجامعة الأحفاد قسم اللغات
اسمه:
Mohammed Abdel Hai Literary Seminars
,
أدارته مُبتدعته الدكتورة إيمان عباس ...وأفخر انها كانت طالبتي (حين بانت عليها أعراض الشعر)،
ثم طالبة محمد عبد الحي بجامعة الخرطوم حتى نضجت!
وشارك بالورقة الرئيسة د. احمد الصادق عن حياة وأعمال ودراسات عبد الحي فأبدع كعادته
وشارك جمع من الأساتذة وطلاب الدراسات العلياوهم في دورة عن الترجمة
وهذا برعاية الدكتورة امنة بدري مديرة قسم اللغة الانجليزية بالأحفاد وقد كانت احدى طالبات عبد الحي
المميزات ..تحدثت عنه بخبرة ومعرفة
وتحدثت انا بما فتح الله علي به واطمئنك وشيراز (لم أسهب "كثيراً").

لهم الشكر والتقدير للفتة نادرة وبارعة
وأُعلنت الجلسة القادمة للسمنار في فبراير وستستضيفها مكتبة محمد عبد الحي بمنزلنا كأول نشاط أكاديمي يحمل إسمه
وسأحضر الكركدي الذي ما زال الوعد به جاري.

=========================================================================================

الاستاذة - عائشة تحياتي لك .. وللمشاركين في سمنار الاحفاد وألف رحمة تغشى قبر شيخنا المحارب
الوصاف الشيخ بابكر بدري .. فقد قال كلمته ومضى وبقيت الكلمة الصادقة ورياض الأطفال ومدارس
وجامعة الاحفاد ومكتبةالحفيد منارات علم واستنارة لجميع الأزمنة والفصول.. ومعكم ننتظر فبراير ليأتينا
بتجارب من عرفوا عبدالحي وربما استكنهوا رموزه وإشاراته أكثر من غيرهم من النقاد والمؤولين
والواقفين عند حد الإعجاب بشعره.

Post: #212
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 01-18-2012, 05:19 PM
Parent: #211

الاستاذة - عائشة تحياتي لك .. وللمشاركين في سمنار الاحفاد وألف رحمة تغشى قبر شيخنا المحارب
الوصاف الشيخ بابكر بدري .. فقد قال كلمته ومضى وبقيت الكلمة الصادقة ورياض الأطفال ومدارس
وجامعة الاحفاد ومكتبةالحفيد منارات علم واستنارة لجميع الأزمنة والفصول.. ومعكم ننتظر فبراير ليأتينا
بتجارب من عرفوا عبدالحي وربما استكنهوا رموزه وإشاراته أكثر من غيرهم من النقاد والمؤولين
والواقفين عند حد الإعجاب بشعره.
**********************************8

حيّاك الله ياعبد الجليل...
نعم كانت لفتةبارعة
والأحفاد عُرِفت بمبادراتها الادبية المعبِّرة.
- أذكر هنا انني الآن أُكبر في الأحفاد تسمية احد برامجها الهامة باسم محمد عبد الحي، وأقاتِل في جبهة أخرى
إجراء مدير متحف السودان الطبيعي التابع لكلية العلوم بجامعة الخرطوم بنزعه لافتة تحمل اسم محمد عبد الحي
عن قاعة أسستها بحُر مالي وصُنتها بناء على اعلان من الجامعة مقابل تسميتها باسم عبد الحي!!! المدير يقول لم يخبره
(وهو جاء حديثاً لإدارة المتحف) أحد بأي شيء في هذا الخصوص ووجد القاعة مهملة ولا يدري أصلاً لماذا تحمل اسم
محمد عبد الحي!!!!!

عموماً...
كان الحديث بنكهة مختلفة عن محمد الأستاذ والمحاضر داخل القاعة ورئيس القسم وهو يقوم بأعبائه بنفسه رغم الإعاقة
بل والزميل في حنتوب وهو يشارك في النشاط الأدبي ويحث رفاقه على القراءة.
فطوّفنا قليلاً بعيداً عن أجواء سنار..
وبما ان المجموعة في الأساس لدارسي دراسات عليا فأتوقع المزيد من الطروقات البحثيةالجديدة خاصة ان الكتورة ايمان
عباس عُرفت بعُمق وتنوع دراساتها.
لا تحمّلني مسئولية التوثيق سأكون مجرد مضيفة والعايز يسمع يتفضل.
تحياتي.

Post: #213
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-19-2012, 12:38 PM
Parent: #212

Quote: - أذكر هنا انني الآن أُكبر في الأحفاد تسمية احد برامجها الهامة باسم محمد عبد الحي، وأقاتِل في جبهة أخرى
إجراء مدير متحف السودان الطبيعي التابع لكلية العلوم بجامعة الخرطوم بنزعه لافتة تحمل اسم محمد عبد الحي
عن قاعة أسستها بحُر مالي وصُنتها بناء على اعلان من الجامعة مقابل تسميتها باسم عبد الحي!!! المدير يقول لم يخبره
(وهو جاء حديثاً لإدارة المتحف) أحد بأي شيء في هذا الخصوص ووجد القاعة مهملة ولا يدري أصلاً لماذا تحمل اسم
محمد عبد الحي!!!!![/
QUOTE]

تأمل

Post: #214
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-21-2012, 07:36 AM
Parent: #213

التحية لجامعة الأحفاد ولجميع المؤسسات التي تتضمن رسالتها إحياء ذكرى
رموز الفكر والثقافة .. تقيم الفعاليات وتعيد قراءة المبدعين مستخدمة
المناهج الحديثة في إستكناه ما أبدع المبدعون على مر الأجيال .. فقــد
ترجل التجاني يوسف بشير في شرخ الشباب والابداع تحت وطأة السل
وأصيب محمد عبدالحي بالجلطةالدماغية وهو في الخامسة والثلاثين وبقي يغالب
المرض ويبدع الشعر ويحاضر طلابه حتى أيامه الأخيرة .. ألا يجدر بـــــدور
العلم أن تلتفت لمثل هؤلاء بإنتباه عميق ليس لأجلهم فقط بل لأجل التأسيـس
الصحيح لتاريخ الثقافة في بلدٍ تعصف به الصراعات ويتراجع بعد أن كان يحث
الخطى الواعدة ولكن ..

هو معهدي فلئن حفظت صنيعه فأنا ابن سرحته الذى غنى به

Post: #215
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-21-2012, 12:21 PM
Parent: #214

كتب الأستاذ عبدالله الشقليني:

تتلمس وأنت تقرأ نصوص العودة إلى سنار أن المحبة قد تكورت وتضخمت في وجدان شاعرنا الدكتور محمد عبد الحي ، وكانت هي حلم من أحلام
البحث عن الهوية ، وتعميق التاريخ في صلب العمل الشِعري . وقد فارق تاريخ " سنار " الحقيقي إلى الحلم ، وهو اتحاد الضدين في عمله
المُبدع ، إنني أرى من خلف النصوص الشعرية حلما جميلا بأن يعود المرء لسنار( الثانية ) من جديد ،وإعادة تخليقها من غلظة تاريخها
إلى سماحة التآلف بين الأعراق .

وأن ترفد فيكتوريا النهر الثقافي مرة أخرى ، ليس من بيت الثارات بل من وحدة العالم الذي نعيش . ربما كانت مدرسة الغابة والصحراء
حُلم من أراد أن يجمع التنوع في البون الجغرافي الذي يميز الصحراء عن الغابة وإمكانية الربط بينهما جمعاً في السودان الواحد ، وتلك
مرحلة سار الدكتور محمد عبد الحي مساراته أكثر بُعداً من سذاجة المعنى ، لا تقف المسميات في وجه رواه إلا ورأها أقل مرتبة من رؤيته
للشعر وللحياة ولسنار التي عادت في دعوته لأمجادٍ لا نراها تشابه التاريخ . لكن النصوص الشعرية عند تشريحها كانت أكبر من الحُلم .
اللغة الشعرية متقدمة تقنياً بحمولاته الفلسفية أكثر من الواقع التاريخي الحياتي ، رغم علو شأنه في ذاك الزمان . لكنني أرى النصوص
تحتوي آراء لأشواق الكثيرين في الوجدان الحالم في قصيدة خرجت مُبرأة من وعثاء التاريخ وغلظته على الفقراء وتاريخ العبودية .و أنا
أزعُم أنه قد ابتنى لنا معبداً شِعرياً يستحق أن نُجلسه مجلسه من معابد الدنيا التي تستعين بالتاريخ كمادة ينتقي منها المُبدع ما يراه
في النهوض بالحُلم

Post: #216
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-22-2012, 08:52 AM
Parent: #215

وهكذا يا عبدالله الشقليني أبدع عبدالحي شعرا رؤيويا محلقا يجد فيه كل متأمل
فضاءا للتحليق الحالم بالعوالم الإنسانية المشتهاة، وربما كان هذا هو سبب رفضه
لإطار الغابة والصحراء كمرجعية لتجربته الشعرية، ويبقى للنـاس
في تأويلاتهم فنون يصوغونها وفق فهمهم للتجربة التي يتناولونها يضيقونهــــا
أو يوفونها حقها كمعالجة إبداعية (لوعثاء التاريخ) .. ويبقى باب شعر عبدالحي
مشرعاً تحت عنوانه الرمزي (العودة إلى سنار) ليست المملكة ولا السلطنة لكنهـا
الافق الانساني لوطن يدفن قتلاه وأحقاده وثاراته وينهض من تحت الركام- كما سمندل
عبدالحي.

Post: #217
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: osama elkhawad
Date: 01-22-2012, 07:36 PM
Parent: #216

عزيزتي الاستاذة عائشة موسى السعيد
سلامات

حين سألتك عن ترجمة عبدالحي للأرض الخراب أو اليباب،كنت أستند على كلام قرأته في مكان ما للصديق الدكتور أحمد الصادق أحمد.
و الآن عثرت عليه.

ورد كلام أحمد الصادق في سياق تغطية صحفية لندوة عن ترجمة الشعر،و الغريب في الأمر أنك كنتِِ واحدة من المتداخلات.

تقول التغطية الصحفية:
Quote: بعدها عقب الدكتور أحمد الصادق بالتأكيد على مقولة هاديقر بأن اللغة هي صورة يتجلى فيها الوجود ، وبـان ترجمة الشعر تتصل بحساسيبة وذائقة المترجم ، فعمر الخيام وجلال الدين الرومي أكثر من ترجم شعرهما فقد ترجمت قصيدة المثنوي لجلال الدين الرومي منذ 60 عاما على يد المستشرق الإنكليزي نيكلسون وظلت تترجم حتى الآن فيما كان الدكتور محمد عبد الحي يركز على ترجمة ت.س.إليوت وخصوصاً (الأرض اليباب)


و أدناه رابط كلام أحمد الصادق:

http://sudanray.com/Forums/showthread.php?209...D-%C7%E1%CD%ED%C7%C9

Post: #218
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 01-22-2012, 09:24 PM
Parent: #217

الأخ الأستاذ خواض...
الحمدلله إذن انك وجدت ماتبحث عته...
لا أشك ان أحمد الصادق لا يتحدث الا عن ثقة بما يعرف

quote:
((و الغريب في الأمر أنك كنت احدى المتداخلات)))

ما سر الغرابة ياترى؟؟؟؟

عندما رددت عليك أخبرتك بما لدي من أوراق ومخطوطات تخص محمدعبد الحي بالبيت
ولم أجد بين التراجم التي جمعت بعضها معه من دار الوثائق ذات يوم أي ترجمة لقصائد اليوت وسردت لك الموجودات
بعد بحث مُضني وسط جبل الأوراق.

أما عن حضوري تلك الندوة ..نعم حضرتها وتداخلت فقد كنت وأسرتي ضيوف الشرف في تلك الندوة ان كانت ندوة دال
(الرابط لم يفتح معي).

وبالمناسبة..
أنا لست باحثة في شأن عبد الحي....(حيّ الله فقط زوجته).. وأنتظر النتائج لبحوثكم كقارئة ومهتمة بالشأن...واجتهد
وأثابر للرد على ما أستطيع وأبدي رأيي أحياناًووو

وقد أكملت بحمد الله جمع مااستطعت من أوراق وكتب تخصه وهي في انتظاركم وكل من يهمه الأمر...

لك الود والتحية.

Post: #219
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 01-22-2012, 09:24 PM
Parent: #217

الأخ الأستاذ خواض...
الحمدلله إذن انك وجدت ماتبحث عته...
لا أشك ان أحمد الصادق لا يتحدث الا عن ثقة بما يعرف

quote:
((و الغريب في الأمر أنك كنت احدى المتداخلات)))

ما سر الغرابة ياترى؟؟؟؟

عندما رددت عليك أخبرتك بما لدي من أوراق ومخطوطات تخص محمدعبد الحي بالبيت
ولم أجد بين التراجم التي جمعت بعضها معه من دار الوثائق ذات يوم أي ترجمة لقصائد اليوت وسردت لك الموجودات
بعد بحث مُضني وسط جبل الأوراق.

أما عن حضوري تلك الندوة ..نعم حضرتها وتداخلت فقد كنت وأسرتي ضيوف الشرف في تلك الندوة ان كانت ندوة دال
(الرابط لم يفتح معي).

وبالمناسبة..
أنا لست باحثة في شأن عبد الحي....(حيّ الله فقط زوجته).. وأنتظر النتائج لبحوثكم كقارئة ومهتمة بالشأن...واجتهد
وأثابر للرد على ما أستطيع وأبدي رأيي أحياناًووو

وقد أكملت بحمد الله جمع مااستطعت من أوراق وكتب تخصه وهي في انتظاركم وكل من يهمه الأمر...

لك الود والتحية.

Post: #220
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-23-2012, 07:36 AM
Parent: #219

ما ورد بالرابط الذي أورده الأستاذ/ أسامة الخواض أعلاه:

ترجمة الشعر .. اللغة هي الحياة
[align=right][align=justify]
[align=center]المترجم محمد الكردي : اللغة هي الحياة [/align]

أدار الناقد والمترجم الدكتور أحمد الصادق ندوة ترجمة الشعر التي قدمها المترجم محمد الكردي مساء الثلاثاء 26 مايو في
المنتدى الدوري لنادي الشعر السوداني باليونسكو
والتي أشار فيها إلى أن الشعر يعد سابقاً للأجناس الأدبية الأخرى التي نبعت
منه من حيث أن الشعرية هي العمود الفقري لجميع الأجناس الأدبية الأخرى .

كما أن جميع الأجناس تعاطت مع الشعر وجربته وقد لعب أدواراً مهمة على مر التاريخ فمثلا كانت المعلقات على جدران الكعبة
والشعر يقوم على الاشتغال على اللغة فيما تعمل الترجمة على اللغة إلا أنها تتسع عندها لتشمل جميع الأجناس الأدبية باعتبارها
أداة وواسطة تعبير مما يجعلها كائناً حياً بل تتجاوز ذلك لتصبح هي الحياة في تمظهراتها المختلفة .


إن ترجمة الشعر تستدعي مهارتي الكتابة والقراءة في اللغتين المراد ترجمتها والمراد الترجمة إليها فالنص المترجم قطعاً ليس
هو النص الأصلي إذ أنه نتاج عمليات عقلية يحسها المترجم تحدث فيها معالجة مركبة ومعقدة ومتعددة الجوانب حيث تتطلب ترجمة
الشعر إلماماً ومعرفة بأمرين أساسيين الأول : هو ثقافة النص فلا توجد لغة بمعزل عن ثقافتها فاللغة والثقافة وجهان لعملة
واحدة
، والأمر الثاني هو مكونات اللغة المحملة بالتصورات الفنية فلغة الشعر أكثر إنحرافاً عن لغة الأستعمال اليومي ولابد
عند ترجمته من الغوص إلى ما وراء الدلالات المباشرة فمفردات النص عادة ليس لها معنى واحد إذ النص الشعري نص مراوغ ويمكن أن
يتمدد إلى أقصى درجات الغموض أو ينزوي إلى وضوح مبهم
وإذا أدركنا أنه من الصعب أن يتلمس الإنسان أطراف الشعر وأطراف اللغة
اتضح لنا لماذا يطرح سؤال ( هل يمكن ترجمة الشعر؟ ) على مدى التاريخ .. نعم .. يمكن ترجمة الشعر إذا نجح المترجم في إيصال
رسالة النص وحافظ على قدرته على الإمتاع
وهذا يستوجب التمكن من اللغة [B]كما لابد لمترجم الشعر من حس وتذوق للشعر فلا ترجمة
ميكانيكية للشعر حيث تفشل الترجمة الآلية لمحرك البحث ( قوقل ) في ترجمة الشعر .

وبيّن الكردي أن القراءة في الترجمة لها أهميتها فهناك قراءة أولية استكشافية لنظم ورموز النص في لغته الأصلية تصل عبر
الاستمتاع الشخصي إلى انتقاء النص دون غيره ، وقراءة ثانية بغرض تكوين صورة ذهنية بمعزل عن اللغتين المراد الترجمة إليها
والمترجم منها بافتراض أن الصورة مشفر لهذه الصورة الذهنية ، وقراءة ثالثة هي عملية إلباس النص اللغة المراد الترجمة إليها ،
ويجري عندها تحرير النص عدة مرات حتى يحس القارئ بأن النص مكتوب بلغته هو ، وهكذا تكون القراءة ثلاثية لكاتب النص في لغته
الأصلية ، وللمترجم في ذهنه ونيابة عن القارئ في اللغة المراد الترجمة إليها .

وعبّر محمد الكردي عن رؤيته بأن المترجم هو كاتب، فالنص المترجم هو نص جديد في ملكاته اللغوية عن النص الأصلي فعملية الترجمة تعيد
إنتاج النص
. فلا وجود لترجمة معيارية حيث أن اللغة بها العديد من المزالق وعملية الترجمة هي عملية خلق معنى جديد يحمل دلالة النص
الأول والدلالة هي مجموع المعنى زائدا الشكل .

ولا بد للمترجم من أن يندمج بروح العصر وأن يصبح إحساسه الروحي جزءا من إحساس العصر كما تتصل الترجمة في حيثياتها بالإشكالات التي
تتعلق بالكتابة مثل الطباعة والنشر.

وتطرق محمد الكردي إلى مكانة الشعر في العصر الحالي معتبرا أن كل عصر يسود فيه جنس أدبي وكثير من الآراء تعتبر أن الرواية هي
التي تسود في هذا العصر ، وتذهب آراء أخرى إلى سيادة الرواية المنتجة كفيلم كما أن خدمة الراسل التي يوفرها البريد الإليكتروني
والتي تستعمل فيها فعليا مهارتي القراءة والكتابة في آن ساهمت مع العديد من عوامل العصر في شحذ أذهان الشباب مما أنتج منجزاً ضخماً
من الشعر و هو ما سبب ربما انحسار في حركة نقد الشعر.

بعدها عقب الدكتور أحمد الصادق بالتأكيد على مقولة هاديقر بأن اللغة هي صورة يتجلى فيها الوجود ، وبـان ترجمة الشعر تتصل بحساسيبة
وذائقة المترجم
، فعمر الخيام وجلال الدين الرومي أكثر من ترجم شعرهما فقد ترجمت قصيدة المثنوي لجلال الدين الرومي منذ 60 عاما على
يد المستشرق الإنكليزي نيكلسون وظلت تترجم حتى الآن فيما كان الدكتور محمد عبد الحي يركز على ترجمة ت.س.إليوت وخصوصاً (الأرض اليباب)
وثمّن الدكتور أحمد الصادق دور المترجم السر الخضر الذي ظل لما يزيد عن ثلاثة عقود يترجم الشعر الرومانسي .
وعقب الدكتور التجاني الجزولي بأن المترجم يحتاج إلى حضور ذهني وذاكرة قوية وعضد الدكتور التجاني الجزولي حقيقة أن المترجم يحتاج إلى
القدرة على الإبداع بالمقولة الشهيرة للفيلسوف الألماني جوته والتي ترجمتها الإنكليزية هي:
when we say"i love you"we say usualy in the captial (i) and the small (y)
فحين طلب الدكتور التجاني من طلابه ترجمتها قالوا بأن اللغة العربية ليس بها خصائص الحرف الكبير والحرف الصغير لكنه قام بترجمتها
على النحو عندما نقول " أنا أحبك " نقولها بتقديم (الأنا) وتأخير كاف المخاطبة ) واعتبر بذلك أن المشكلة قد حلت جزئيا إلا أن أي ترجمة
لاحقة تطعن في الترجمة السابقة لها وهو أمر قد يحدث باعتبار أن الترجمة تستند على ما تمده بها ثقافة العصر من معطيات لغوية .


وجاءت بعد ذلك العديد من المداخلات من المترجمة الدكتورة عائشة موسى والمترجم والقاص عبد القادر محمد إبراهيم والناقد عز الدين ميرغني
والناقد محمد الجيلاني والشاعرة الطبيبة ريجويس استانسلاوس وأثارت المداخلات أسئلة حول مصطلحي ( التعريب ) و( الترجمة ) والمعاجم الحضارية
ومستويات النضج الحضاري وإمكانية توازي حضارتين في ذاكرة شخص خاصة وأن هناك أشكالا في تأصيل أيقونات الشعر [B]رغم التأكيد على أن الترجمة
ساهمت بشكل كبير في ابتداع قصيدة الشعر الحر ومن ثم قصيدة الثر فالمترجمون هم خيول التنوير كما قال بوشكين
. [/align][/align]

Post: #221
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 01-23-2012, 09:01 AM
Parent: #220

بعدها عقب الدكتور أحمد الصادق بالتأكيد على مقولة هاديقر بأن اللغة هي صورة يتجلى فيها الوجود ، وبـان ترجمة الشعر تتصل بحساسيبة
وذائقة المترجم ، فعمر الخيام وجلال الدين الرومي أكثر من ترجم شعرهما فقد ترجمت قصيدة المثنوي لجلال الدين الرومي منذ 60 عاما على
يد المستشرق الإنكليزي نيكلسون وظلت تترجم حتى الآن فيما كان الدكتور محمد عبد الحي يركز على ترجمة ت.س.إليوت وخصوصاً (الأرض اليباب
*******************************

تمام....جزيل الشكر ياعبد الجليل النت عندنا هذه الأيام غاية في الكسل..

كانت تلك جلسة جميلة في نادي الشعر والقصة بدار اليونسكو للثقافة (أو تسمية من هذا القبيل).

وأعوداليك ياخواض وأنا اكثر ارتياحاً.. إذ انني مازلت أواصل النبش في الورق بحثاً عن ترجمات محمد لاليوت؛

كلام د. الصادق أعلاه لا يعني بالضرورة " ترجمة عبد الحي

لاليوت" بل ترجمات أعمال اليوت التي اهتم بها الناس....والله أعلم...

سآتيك برأي احمد الصادق ذات يوم ان مدّ الله في الأيام ، فهو يحتفظ بكل الكنوز المفقودة.

تحياتي

Post: #222
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: osama elkhawad
Date: 01-24-2012, 00:12 AM
Parent: #221

شكرا للصديق محمد عبد الجليل لبسط رابط ندوة ترجمة الشعر.

و الشكر موصول ايضا للأستاذة عائشة ،و قبل ذلك شكرنا لها على جهودها الفذّة لجمع "كنوز" شاعرنا و ناقدنا و مترجمنا الكبير :محمد عبد الحي.

سألت الأستاذة عائشة:
Quote: ما سر الغرابة ياترى؟؟؟؟

و قد زالت تلك الغرابة عندما قرأت ردها التالي:
Quote: وبالمناسبة..
أنا لست باحثة في شأن عبد الحي....(حيّ الله فقط زوجته).. وأنتظر النتائج لبحوثكم كقارئة ومهتمة بالشأن...واجتهد
وأثابر للرد على ما أستطيع وأبدي رأيي أحياناًووو

عموما إلى أن نسمع تفاصيل من دكتور أحمد الصادق عن ترجمة عبدالحي للأرض اليباب،فإن ما قال به يعزِّّر انطباعي عن تناص ما بين نص اليوت و "العودة إلى سنار".
أقول "انطباعي،"لأنه لن يتحوَّل إلى حكم نقدي،حتى تؤكده المقاربة النقدية.

مع خالص التقدير.

Post: #223
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 01-24-2012, 09:37 AM
Parent: #222

أعاد الله عليكم الأيام الزاكيات بعبق سيدي رسول الله وأنتم بخير وعافية.


وبالبركة بحلول المولد النبوي الشريف، أودعت الرد للبوست وخرجت لأحد محافل الطيب صالح
فكان من أول من قابلت احمد الصادق! وكان السؤال لايزال ساخناً "فسكبته" عليه شفاهةً فكان الرد:

لا هي ليس ترجمات لاليوت لكنه كان دائماً يستشهد بمقاطع من الأرض اليباب ويضعها للدارسين ك:
assignment لترجمتها ويناقشها معنا فيما بعد (وقد يورد بدائل للترجمة من عنده).

وكان هذا كلام مهم بالنسبة لي (لا أدري وقعه عليك)لأن قبل فترة وصلتني رسالة من دكتور شاب بقسم اللغة
الانجليزية كان منزعجاً لأنه قرأ ترجمة لاليوت بصحيفة ما منسوبة لمحمد عبد الحي وبها أغلاط ترجمية
كثيرة تؤكد انها ليس من ترجمات محمد..ويجب أن نتابع الأمر مع الجريدة....
طمأنته بأن محمد يحتفظ بكل ما يكتب ولم أجد من ضمنه ترجمة لاليوت؛ اذن الأمر يخصه كباحث اكثر مما يخصني .

لكني مازلت أعجب لعبارتك حول غرابة ما قلته؟؟؟؟

تحياتي.

Post: #224
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-24-2012, 01:34 PM
Parent: #223

التحيات الطيبات الزاكيات لكما عائشة وأسامة وأنتما تستقصيان في مسيرة إبداعية
وعرة، والتحيات الطيبات الزاكيات لزوار وقراء الخيط ومتابعيه وللدكتور أحمد
الطيب الذي قال بإيجاز:

لا هي ليس ترجمات لاليوت لكنه كان دائماً يستشهد بمقاطع من الأرض اليباب ويضعها
للدارسين ك: assignment لترجمتها ويناقشها معنا فيما بعد (وقد يورد بدائل
للترجمة من عنده).


وبمناسبة المولد نورد:

إشارَة محَمَّديَّـــة :

فَاجَأتْنا الحَديقةْ

فاجأتْنَا الحَديقةُ انعقَدتْ وَرْداً ونَاراً فىِ قلبِهَا الأضْواءُ

والخيولُ النُّوريُّة البيضَاءُ

والطّواويسُ نَشَّرتْ فى بِلاد الصَّحوِ ريشاً مُنَسَّجاً

كلُّ شىء فى غصونِ الحقيقَةْ

آسُ نارٍ ، وموجَة فى بِحَارٍ عَميقةْ

منْ لهيبٍ ومن جَمَالٍ ويُمْنٍ

يَسقط’ الطّيْرُ قبْلَ أن يُدرِكَ السَّاحِلَ مِنهَا

مُستَقبلاً فى ابتهاجٍ حَرِيقَهْ.

فاجَأتنا الحَديقة’ الزّهْراءُ

أشرقَتْ فى مَركَزِها القُبّةُ الخَضْراءُ

وتوالَتْ بُشرىَ الهوَاتفِ أنْ قَدْ وُلِدَ المصطَفى وَحقَّ الهَنَاءُ ،

واَكتَسَتْ بالنُّورِ الجَديدِ من الشمسِ ابتهاجاً وغنَّتْ الأسْمَاءُ.

-------------------------------------------------
خيطنا يمضي قطرة قطرة في صميم فكرته (تأمل في العودة
إلى سنار) وسنار قد شالت نعامتها، وبين رهانات العودة
وربما في مقدمتها ايفاء إبداع مبدعينا حقه من الدراسة
والتأمل كما يحاول هذا الخيط فأوغلوا ما شئتم وعليكـم
منا القراءة المتأنية وحسن الظن.

Post: #225
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: osama elkhawad
Date: 01-24-2012, 09:18 PM
Parent: #224

عزيزتي الاستاذة عائشة موسى
تحياتي

حاولت في ردي السابق الاستشهاد بمقالة لك،حول عدم تخصصك في عبدالحي و كنت أعتقد ان هذا هو ما ازال عني الغرابة.

الغرابة أتت من التغطية الصحفية التي قالت ان عبدالحي ترجم الارض اليباب،و أنت حاضرة،فكنت أتصور انك ستعترضين على كلام أحمد الصادق.

و الواضح بعد لقائك بأحمد الصادق،انه اصلا لم يقل ذلك في الندوة،و أن الذين قاموا بالتغطية الصحفية قد قوَّلوه أن عبدالحي ترجم الارض اليباب.

أرجو أن أكون قد تمكنت من إزالة عجمة لساني.


*سؤال مهم:
هل رحل عبدالحي عن 45 عاما أو 46؟

خالص الود

Post: #226
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 01-25-2012, 07:01 AM
Parent: #225

Quote:(( أرجو أن أكون قد تمكنت من إزالة عجمة لساني.

*سؤال مهم:
هل رحل عبدالحي عن 45 عاما أو 46؟

خالص الود))

*********

لك التحية، وبعد:

إن كان بلسانك "عجمة" فلا أجد تعريفاً للفصاحة!

* إجابة:
بينهما ؛ وُلد 11/1/1944 ؛ ومات 23/8/1989
يبقى الحساب: 45 عاماً و سبعة أشهُر و اثنى عشرة يوماً.
رحمة الله عليه.

Post: #227
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: osama elkhawad
Date: 01-25-2012, 06:39 PM
Parent: #226

عزيزتي الأستاذة عائشة
سلامات

شكراعلى توضيحك حين قلتِ عن حياة طيِّب السيرة محمد عبدالحي:
Quote: بينهما ؛ وُلد 11\1\1944 ؛ ومات 23/8/1989
يبقى الحساب: 45 عاماً و سبعة أشهُر و اثنى عشرة يوماً.

لكنني قرأت في الانترنت الكلام التالي:
Quote: ولد الشاعر محمد عبد الحي في الخرطوم بتاريخ 11\4\1944 وتوفي رحمه الله في مستشفى سوبا الجامعي إثر نكسة صحية في 23/8/1989م وهو في السادسة والأربعين من عمره .

فمن نصدِّق:
الزوجة و الحساب،
أم "الرسائل الأكاديمية

كوني بخير.

Post: #228
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عبدالله الشقليني
Date: 01-26-2012, 03:20 PM
Parent: #227



الأكرم : الصديق الشاعر والناقد : أسامة
تحية طيبة .

إن تواريخ الدكتورة عائشة موسى هي الأصح ،
فالميلاد والرحيل عند الزوجة ختم على الجسد من النار .
التحية للجميع ...
وواصلوا بحسب الملف أن يكون أغنى

.

Post: #229
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-26-2012, 04:09 PM
Parent: #228

الأستاذ/ عبدالله الشقليني - تحياتي لك، مرحبا بعودتك إلى سنار
الخيط في وقت هام فقد ظللت أحرض وأمحض بغية افاق جديدة مــن
عوالم عبدالحي .. واخدت نفساً قلت ربما أن كل ما أقشر به مـن
مداخلات يطلع أوف بوينت ويتلاشى حلم طموح كاتب في الهزيــــع
النهائي من مسيرة أحب مكان وطني السودان الذي كان .. وفـــي
إنتظارك ريثما تعود الاستاذة عائشة ويعود الناقد أسامة الخواض
من سبأ الاسئلةالاستكشافية بنبأ يضيف، فلولا الأمل بأن أجمل
الكتابات قادمة لمتنا من زمان .

Post: #230
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: osama elkhawad
Date: 01-26-2012, 10:00 PM
Parent: #229

أين كان المشرف على رسالة الدكتورة نجاة محمود عن عبد الحي؟

الصديق الكاتب الشقليني
سلامات

قلت سيدي:
Quote: إن تواريخ الدكتورة عائشة موسى هي الأصح ،

هذه المعلومة الخاطئة وردت في رسالة دكتوراة عن "عبد الحي"،للأخت الفاضلة نجاة محمود المشهورة باسم "بيان".
و قد يستغرب القارئ عدم مشاركتها في هذا الخيط،و هي المتخصصة في محمد عبد الحي.
و قد نشرت اجزاء من رسالتها تلك في موقع "أفق"،كما تمت إعادة نشرها هنا في سودانيزأونلاين".

و لا يبدو أن في الأمر خطا ما،فقد قامت الأخت الفاضلة بتكرار الخطأ مرة أخرى.
تقول "الدارسة" الأكاديمية:
Quote: قد مرض وهو في عنفوان شبابه ومات وهو في السادسة والأربعين بعد صراع مع المرض الذي أورثه العجز واليأس

هذا الخطأ غير مقبول،و يزداد عدم القبول بمعرفة أن منهج الرسالة هو منهج تقليدي عفا عليه الزمن،و لا يمكن أن تقبل به أية جامعة معاصرة تحترم تقاليدها الأكاديمية.
فالمنهج قائم في جزء منه على تتبع السيرة الذاتية للمؤلف،و إجراء صلة بين ذلك و خطابه.

ما رشح من الرسالة مليئ بالأخطاء الكتابية و البحثية القاتلة،
و ما خفي يبدو أنه سيكون "أزرط".

الأخت الفاضلة بيان تقع عليها مسؤولية هذه الأخطاء،لأنها غير مؤهلة فنيا لكتابة بحث أكاديمي رصين عن كاتب بحجم محمد عبد الحي.
لكن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المشرف على الرسالة،و الذي يبدو ألا علاقة له إطلاقا بمحمد عبدالحي ،و إلا لما حدثت تلك "المذبحة الأكاديمية".

نتمنى أن نرى الأخت الكريمة/ بيان هنا في هذا الخيط ،
لتوضِّح لنا ملابسات تلك الأخطاء.
و ما هي علاقة المشرف على رسالتها بعبد الحي؟
و ما هي النصوص التي كتبها ذلك المشرف عن خطاب عبدالحي؟

مع خالص التحايا

Post: #231
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: osama elkhawad
Date: 01-28-2012, 09:06 AM
Parent: #230

نشر الكاتب الكبير محمد جميل أحمد دراسة في سودانيزاونلاين بعنوان" السمندل يغني* ... قراءة في تجربة الشاعر الكبير الدكتور محمد عبد الحي .

و جاء فيها الآتي عن عمر محمد عبد الحي:
Quote: هكذا أبدع محمد عبد الحي (الذي توفى في مستشفى سَوبا بالخرطوم عام 1989 عن 45عاما ) شعرا جميلا في حياة قصيرة.


شاركت الأخت الفاضلة نجاة محمود في البوست،و لم تنتهز ما قال به محمد جميل،لتعتذر عن إيرادها معلومة خاطئة مرتين مع سبق الإصرار.
لكن يبدو أن سبب عدم اعتذارها يرجع إلى أن ذلك سيثير تساؤلا طبيعيا:
و أين كان المشرف على الرسالة؟

و لن نجد عذرا له،
فإن كان غير مُلمٍّ بعبد الحي،
فالحساب البسيط كان سيقوده إلى إجراء قلمه على "رسالة" الدارسة.

Post: #232
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-28-2012, 10:58 AM
Parent: #227

في انتظار انهمار أسامة الخواض وعائشة السعيد بعد جولات من
الاستيضاحات .. فمنذ أن قال عبدالحي كلمته وذهب للقاء ربه
راضيا مرضيا.. جرت دماء كثيرة، وأنكفأت الغابة وصوحت الصحراء
وتم تناول تجربة الرجل من كثيرين كل بحسب زاوية رؤيته وما
يملك من أدوات وما توفر له من معلومات.

المؤكد أن إنجاز عبد الحي الشعري والنثري سيتغرق جدلا طويلا
فقد كان مبدعا جادا طوال سني عمره القصيرة الطويلة

Post: #233
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-29-2012, 08:08 AM
Parent: #232

كتب الأستاذة / عائشة موسى:

Quote: * إجابة:
بينهما ؛ وُلد 11/1/1944 ؛ ومات 23/8/1989
يبقى الحساب: 45 عاماً و سبعة أشهُر و اثنى عشرة يوماً.
رحمة الله عليه.


الاخ الأستاذة/ أسامة .. تحياتي،

البشر يخطئون وينسون ويقصرون ويقررون أن يأتوا أو لا هنا
أو هناك فالبدائل كثيرة ومن أخصب تخير ..

ثم

إن الحواجز التي تحدالمسيرة الإبداعية تتقهقر بوتائر
متسارعة ونحيا على آمل قراءة توسع الافق وتعمق الحياة
وتمتع النفس، فهب أن الدكتورة نجاة أخطأت في تاريخ أو
غيره في رسالتها التي استمتعت (شخصيا) بقراءتها فماذا
يضير لو تم تناول القصور بروح تكمل النقص دون أن يشعر
القاريء أن مثار النقع في الخيط يعمي عن الهدف الرئيس

في انتظارك

Post: #234
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-30-2012, 10:52 AM
Parent: #233

فى الليل تطفو الصور الأولى
وتنمو فى مياه الصَّمتِ
حيث يرجع النشيدْ
لشكلِهِ القديمِ

قبلَ أن يسمِّى أو يسمَّى ،
فى تجلّى الذات ، قبل أن يكون غيرَ ما يكونُ
قبل أن تجوِّفَ الحروفُ
شكلَهُ الجديدْ


محمد عبدالحي

Post: #235
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-31-2012, 09:13 AM
Parent: #234

كتب الأستاذ/ عبدالله الشقليني:

تتلمس وأنت تقرأ نصوص العودة إلى سنار أن المحبة قد تكورت وتضخمت في وجدان شاعرنا الدكتور محمد عبد الحي ،
وكانت هي حلم من أحلام البحث عن الهوية ، وتعميق التاريخ في صلب العمل الشِعري . وقد فارق تاريخ " سنار "
الحقيقي إلى الحلم ، وهو اتحاد الضدين في عمله المُبدع ، إنني أرى من خلف النصوص الشعرية حلما جميلا بأن
يعود المرء لسنار( الثانية ) من جديد ،وإعادة تخليقها من غلظة تاريخها إلى سماحة التآلف بين الأعراق .
وأن ترفد فيكتوريا النهر الثقافي مرة أخرى ، ليس من بيت الثارات بل من وحدة العالم الذي نعيش . ربما كانت
مدرسة الغابة والصحراء حُلم من أراد أن يجمع التنوع في البون الجغرافي الذي يميز الصحراء عن الغابة وإمكانية
الربط بينهما جمعاً في السودان الواحد ، وتلك مرحلة سار الدكتور محمد عبد الحي مساراته أكثر بُعداً من سذاجة
المعنى ، لا تقف المسميات في وجه رواه إلا ورأها أقل مرتبة من رؤيته للشعر وللحياة ولسنار التي عادت في دعوته
لأمجادٍ لا نراها تشابه التاريخ . لكن النصوص الشعرية عند تشريحها كانت أكبر من الحُلم . اللغة الشعرية متقدمة
تقنياً بحمولاته الفلسفية أكثر من الواقع التاريخي الحياتي ، رغم علو شأنه في ذاك الزمان . لكنني أرى النصوص
تحتوي آراء لأشواق الكثيرين في الوجدان الحالم في قصيدة خرجت مُبرأة من وعثاء التاريخ وغلظته على الفقراء
وتاريخ العبودية .و أنا أزعُم أنه قد ابتنى لنا معبداً شِعرياً يستحق أن نُجلسه مجلسه من معابد الدنيا التي تستعين
بالتاريخ كمادة ينتقي منها المُبدع ما يراه في النهوض بالحُلم .

Post: #236
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 02-01-2012, 12:51 PM
Parent: #235

أبدعت يا شقليني

فالعودة إلى سنار .. كتبت لتبقى
وأبدعت خصيصا للتنوع بكل تعقيداته لمن أرخى
أذنه لجرسها، ولكن ضاع الأمس منا وحدث ما حدث
إنها عين شعرية جارية، يجد فيها القاريء
شعراً نقيا ولغة تتقطر وتنساب في فضاء مفتوح يزدهــي
بالعائد .. إفتحوا للعائد الليلة أبواب المدينة

إفتحوا

فسنار حضن فسيح .. لأنها سنار الحلم

Post: #237
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 02-01-2012, 04:28 PM
Parent: #236

أأسف للأساتذة: شقليني وأسامة وعبد الجليل لعدم الرد على التفاصيل والأسئلة والردودالأخيرة

لعدم استجابة كمبيوتري مع هذا البوست بالذات...

أشكر الأخ شقليني على رده عني...

ليته كان تاريخاً يُنتَسى!!



أحترم اجتهاد بيان ولا أشك في ان هناك اخطاء ولكنها لاتؤذي محمد ولا هي المرجع الوخيد لسيرته الذلتية

فليجتهد غيرها لإصدار بحوث لا تستند على معلوماته!

Post: #238
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 02-02-2012, 11:53 AM
Parent: #237

مثلك يا أستاذة/ عائشة .. لم يعد هذا الخيط سلسلا معي - ما عارف الحاصل فيهو شنو -
والكتابة عن العودة - تقطع نفس خيل المنابر .. والعودة ليست ما كان بل ما سيكون
هوية معافاة تطهر الوطن من أسباب الصراع المفضى إلى الفشل وتقيمه على جادة حقائق
تنوعه البديع.

Post: #239
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 02-04-2012, 09:17 AM
Parent: #238

كتب الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد:

هذه الثقافة الرفيعة كست شعر عبدالحى عمقا معرفيا بعيد الغور وجعلته شعرا يستعصى على
من لا يداوم على الاطلاع المتنوع كما افقدتة الجماهيرية الواسعة ولعل إحساس عبدالحى بذلك
جعله يهتم بالهامش كشكل مكمل لبناء ومضمون شعرة كما فعل في " العودة إلى سنار " وبعض
اضاءات "حديقة الورد الأخيرة" وسيدرك المتأمل في أشعاره وفرة وتنوع الرمز والذي يعرف
المهتمون "أنه جوهر التعبير الشعري" الأمر الذي يتجلى بوضوح في الحديث خصوصا عند الشاعر
المثقف كعبدالحى الذي يتميز رمزه بالعمق والتنوع والهجرة من حضارات وثقافات شتى....فمن
حضارة الإغريق يستعير "اوديسيوس"و"بنلوب"صاحبة المنسج فينسج "السمندل في حافة الغياب"
متحدثا عن الوفاء والحب والصبر ومن ذات المرجعية يتناول جدلية الشقاء\السعادة،الموت\الخلود
عبر توالى المواسم في قصيدة " الفصول الأربعة" ومن جوف الحضارة الإسلامية

Post: #240
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 02-05-2012, 10:17 AM
Parent: #239

ومع عبق ذكرى المولد النبوي الشريف نستدعي من إحدى
مداخلات الأستاذ/ أحمد الأمين .. الفقرة التالية:


نبوية عبدالحي (معلقة الإشارات ) التى ألهمها رغم تعقيدها
رؤيا المحب البوصيرى فى المنامقام صاحبها الشاعر محمد
عبدالحى عام تأليفها (تقريبا منتصف سبعين القرن الماضى )
قام بطباعتها على هئية ملزمة ووزعهامجانا على مرتادى
حلقات المولد النبوى بساحاته المختلفة بالخرطوم فى
تلك (الليلة الكبيرة-حسب مصطلح صلاح جاهين وسيد مكاوى)

هذا المنحى النبيل يعكس مدى حب عبدالحي لجمهوره ورغبته
فى حوارهم مع شعره دون مقابل مادى كما يعكس مدى حبه لسيد
البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهذه الروح الدينيه
برزت بوضوح فى كافة شعره ورسائله الخاصة لأصدقائه وهى
رسائل تمثل نبعا ثرا لمن اراد سبر غور عبدالحي كفرد
وشاعر وصوفى معذب –حسب مصطلح التجانى يوسف بشير-
لدرجة جعلته –رحمه الله - فى المحاضرة حول الشعر الإنجليزى المعاصر
يستطرد ويعرج ويسرى للحديث عن معانى ومقاصد بعض سور المصحف
تحديدا سورة الرحمن (وهى رغم جمالها من أكثر الصور تعقيدا وبها
فواكه ونبات ونجوم وسماء وأنهار وجن وبشر وجنان ونيران وهذه
بعض عوالم مفردات عبدالحي.

Post: #241
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 02-07-2012, 12:58 PM
Parent: #240

مَرْحَى تُطِلُّ الشَّمْسُ هذا الصُّبْحَ مِنْ أُفْقِ القَبُولْ
لُغَةٌ على جَسَدِ المِيَاهِ
ووَهْجُ مِصْبَاحٍ مِنَ البِّلَّوْرِ في لَيْلِ الجُّذُورِ،
وبَعْضُ إِيْمَاءٍ ورَمْزٍ مُسْتَحِيل.

Post: #242
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 02-07-2012, 02:10 PM
Parent: #241

تقصد الصفحة التالتة؟

Post: #243
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 02-08-2012, 07:29 AM
Parent: #242

الاستاذة عائشة مرحبا بك في مطلع فجر الصفحة
الثالثة .. وأقصد أيضاً بعضَ إيماءٍ ورمزٍ مستحيلْ

Post: #245
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 03-10-2012, 09:41 AM
Parent: #239

العودة إلى سنار حاضرة في كل فضاء ثقافي سوداني وسؤال الهوية
في السودان سيبقى مرفوعا بالفرقة وليس الضمة .. وقد كانت
حاضرة عبر ورقة الدكتور أحمد الصادق حول
سن الغزال:
رواية على حدود التاريخ وتخوم الفنطازيا
للكاتب: صلاح حسن أحمد

Post: #246
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: احمد الامين احمد
Date: 03-30-2012, 04:55 PM
Parent: #245

تحية وإحترام لصاحب البوست محمد عبدالجليل
وجميع رواد البوست من القراء والأعضاء:
هذا البوست أبحر معنا عبر ثلاثة أرباع منذ الربع الثالث
للعام المنصرم 2011 وربما مرد ذلك ل:
1- هدوء وادب ورقة صاحب البوست ومقدرته الفذة على الأمساك بتلابيب البوست
والسير به فى لجاج وعتمة المنبر عبر إحترام الأراء مهما تباينت والرد عليها بهدوء
وهذه محمدة تحسب للاخ محمد عبدالجليل فى كل بوستاته وربما مرد ذلك ميله نحو الموضوعات التى تجمع ولاتفرق
2- البوست وإبحاره عبر ثلاثة أرباع رسالة من الشاعر الراحل المقيم
محمد عبدالحي محمود (1944-1989) لغيره من الشعراء فىى الأزمنة الحالية
فحواها ان الشاعر عندما يكون كبيرا ومنتجا ومؤثرا ومتمكنا من مادته يمكنه ان يعيش بسهولة
فى الذاكرة مهما طال الأمد منذ الرحيل الوجودى للشاعر ..
كذلك رسالة من محمد عبدالحي تقرأ أن الشعر لايفرض عبر أيدليوجية قاهرة او شلة او حزب
بل هو نهر ينساب بقوة وهدوء طالما كان شعرا صافيا...
3- من أسباب تمدد هذا البوست ثراء عوالم عبدالحي وتمددها عبر النثر -الشعر -النقد الترجمة
التأريخ الأدبى والثقافى والتدريس لأكثر من تخصص ...وهنا تصح مقولة المفكر عبدالله على إبراهيم فى ندوة حروف
قديما حول عبدالحي حين أعترف أن إبداع عبدالحي فاض كثيرا رغم رحيل صاحبه عن عمر صغير (44 عاما) لدرجة عصيانه
على الإمساك به فى جلسات النقاش الخاصة به وهنا يرتفع عبدالحي لمقام شكسبير- المعرى- المتنبى- شوقى - شوينكاوغيرهم من مبدعى
الأمم والثقافات الأخرى ...
4- فى هذا البوست -تحديدا فى الربع الثالث من العام 2011 جرى التنبيه -عبر جملة إعتراضية-
ان هذا العام 2012 يشهد مرور قرن على مولد صاحب إشراقة التجانى يوسف بشير (1912-1937)
خاصة أن التجانى يمثل هاجسا ممتعا فى نثر وشعر وشخصية عبدالحي كشاعر وناقد وأكاديمى
( له كتاب : الرؤيا والكلمات قراءة فى شعر التجانى... له قصيدة هل أنت غير إشارة فى حوار مع شعر التجانى بحديقة الورد الأخيرة ولاحظت أن الشاعر عالم عباس فى رثائه المتأخر لعبدالحي كان يحاوره عبر مفردات هذه القصيدة التجانية ..كذلك لعبدالحي تجربة فى إصدار الأعمال النثرية للتجاني)
سبقت إشارة ذكرى مئوية التجانى بهذا البوست مقال الأديب والدبلوماسى السودانى د. خالد فرح بموقع سودانايل فى يناير 2012 حين
جرد الأحداث الهامة فى هذا العام 2012 ومنها مرور قرن على مولد التجانى...
كماسبقت إشارة هذا البوست لذكرى مئوية التجانى 2012 البوست الهام والمفيد جدا الذى ظهر فى الأسبوع الاخير لشهر شباط 2012
بموقع سودانفور اول والمكرس لمئوية التجانى وهو بوست حقا ممتعا....
وأرجو ان نلتقى فى معية محمد عبدالجليل فى بوست خاص عن مئوية التجاني
5- من مطالب البوست فى الربع الاول لظهوره تخصيص مكتبة إسفيرية
لجمع كل مايكتب حول الشاعر عبدالحي بهذا المنبر هو مطلب رخيص جدا فى حق شاعر وأكاديمى سلاحه وإرثه الكلمة
فقط (مثل الجاحظ والغزالى والتجانى الماحى ) وأشهد هنا ان عبدالحى كأستاذ جامعى كان يدلنا بدقة على مواضع بعض الكتب
فى مكتبة الجامعة الرئيسية وهو جالس على كرسى متحرك بمكتبه فهل يضن الاخ بكرى على عقل كهذا بمكتبة إسفيرية
تساعد الباحثين فى الحصول على بعض المواد التى تعينهم فى الكتابة عنه ...
تحية محمد عبدالجليل وجميع المتداخلين والقراء لهذا البوست
والرحمة والمغفرة لصاحب (حانة الغراب ) الفقير لرحمة مولاه محمد عبدالحي..
قف:
تحية وشكر خاص للأستاذ- صلاح هاشم السعيد واعتذر عن تأخر ذلك بسبب عدم المقدرة على الدخول لفترة طويلة ..

Post: #247
Title: Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 03-31-2012, 10:42 AM
Parent: #246

الاخ - أحمد الامين أحمد - تحياتي لك فقد جعلت ختامه كبدايته مسكا
خيط ذكرى عبدالحي .. واشكر كلماتك الطيبات في حق إدارتي للخيــط
وسيبقى:

وضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى

وطالما الأمر أمر كتابة فلا أقل من أن نأخذه بحقها من روية وهدؤ يتيح
للعقل أن يعمل في مناخه الطبيعي .

تلاحقت الأحداث ولم تتح فرصة للمزيد من عوالم عبدالحي ..

Quote: فى هذا البوست -تحديدا فى الربع الثالث من العام 2011 جرى التنبيه -عبر جملة إعتراضية-
ان هذا العام 2012 يشهد مرور قرن على مولد صاحب إشراقة التجانى يوسف بشير (1912-1937)
خاصة أن التجانى يمثل هاجسا ممتعا فى نثر وشعر وشخصية عبدالحي كشاعر وناقد وأكاديمى
( له كتاب : الرؤيا والكلمات قراءة فى شعر التجانى... له قصيدة هل أنت غير إشارة فى حوار مع شعر التجانى بحديقة الورد
الأخيرة ولاحظت أن الشاعر عالم عباس فى رثائه المتأخر لعبدالحي كان يحاوره عبر مفردات هذه القصيدة التجانية ..كذلك لعبدالحي
تجربة فى إصدار الأعمال النثرية للتجاني)
سبقت إشارة ذكرى مئوية التجانى بهذا البوست مقال الأديب والدبلوماسى السودانى د. خالد فرح بموقع سودانايل فى يناير 2012 حين
جرد الأحداث الهامة فى هذا العام 2012 ومنها مرور قرن على مولد التجانى...
كماسبقت إشارة هذا البوست لذكرى مئوية التجانى 2012 البوست الهام والمفيد جدا الذى ظهر فى الأسبوع الاخير لشهر شباط 2012
بموقع سودانفور اول والمكرس لمئوية التجانى وهو بوست حقا ممتعا....
وأرجو ان نلتقى فى معية محمد عبدالجليل فى بوست خاص عن مئوية التجاني


يشرفني ذلك

من مطالب البوست فى الربع الاول لظهوره تخصيص مكتبة إسفيرية
لجمع كل مايكتب حول الشاعر عبدالحي بهذا المنبر هو مطلب رخيص جدا فى حق شاعر وأكاديمى سلاحه وإرثه الكلمة
فقط (مثل الجاحظ والغزالى والتجانى الماحى ) وأشهد هنا ان عبدالحى كأستاذ جامعى كان يدلنا بدقة على مواضع بعض الكتب
فى مكتبة الجامعة الرئيسية وهو جالس على كرسى متحرك بمكتبه فهل يضن الاخ بكرى على عقل كهذا بمكتبة إسفيرية
تساعد الباحثين فى الحصول على بعض المواد التى تعينهم فى الكتابة عنه ...