الفرق الكوميدية.. نجوم الغد ( الجامعيين) ... أهى صحوة بأهمية الفن ..أم الطريق الأقصر للثراء ؟؟

نؤمن حتماً بالتطور
ونعرف المواهب
ونعرف التميز الأكاديمي

كذلك أفهم أن كل إنسان ميسر لما خلق له
هناك استعداد فطري
وهناك تحصيل أكاديمي
يتبلور خلال ( 12 ) أو ( 11 ) عاماً من التعليم النظامي العام المؤهل للدراسة الجامعية
فترة كافية يتعرف فيها الطالب على امكانياته
ويحدد بناء على ذلك بمساعدة أسرته وجهته الدراسية الجامعية

كنت أفهم حتى وقت قريب
أن الطالب وقد حزم أمره وحدد خياراته
علمي أحياء .. علمي رياضيات .. ادبي
قد عرف ( تقريباً ) إلى اين تتجه سفنه
ينتظر بعد ذلك النسبة المتحصلة فعلياً أو ( البوكسنق ) - على زماننا -
ليضع عصا الترحال أمام بوابة الطب أم الصيدلة أو يرتحل لشمبات القصية لدراسة الزراعة والبيطرة
على ذلك قس
كل الجامعات
كل الكليات

أهل الفن وقد عرفوا أنفسهم
وعرفهم الطلاب والأساتذة من بواكيرهم
غناء
عزفاً
رسماً
يحددون بدقة خطاهم صوب
كليات / معاهد الفنون الجميلة
كليات / معاهد الموسيقي والدراما والمسرح

هناك من جمع الحسنيين
تفرد أكاديمياً
وخصه الله بموهبة ما
لا سبيل للتضحية بالمستقبل الذي ترسمه الخطى الأكاديمية
تغذيه رغبة ذاتية وتحفزه رغبات الأهل وتشجيعهم المتصل.
لا سبيل كذلك لإلغاء الموهبة فهى جزء من الذات .. جزء عزيز
لجأ كثير من هؤلاء لإشباع الموهبة في نطاق ضيق
في الأوساط الجامعية
في محيط الأسرة
و في محيط الأصدقاء
ومع تقدم العمر
أو زيادة المسؤوليات
أو الإرتقاء في سلم الدرجة الوظيفية أو الإجتماعية
تعدو الهواية وممارستها شئ الماضي
من ذكريات الأمس

تجلى ذلك بصورة أوضح فيمن خصه الله تعالى بموهبة الغناء

الإنسان ابن بيئته
السياسة أفرزت الإقتصاد
الإقتصاد حدد وقع الخطى
ربما لم يعد للوظيفة المردود المتوقع منها
هذا إن وجدت ( أى الوظيفة ) في نفسها أو في عضمها
صرنا نسمع بالجامعيين ( ومن كليات مرموقة ) ، كليات كان معظم من يلج سوحها من قبل يحلم بكرسي الوزارة، أصبحنا نسمع بخريجي تلك الكليات وقد طلقوا ما عرفوه أو هم تناسوه مكونين فرقاً كوميدية لترديد نكات
نكات حديثة
قديمة محدثة
قديمة أعيد ( توزيعها)
نكات أسهبت في وصف تكويناتنا الإثنية ووصف ( محاسنها ) و( مثالبها )
هذا موضوع آخر

المهم عندي الآن
أن هذه المجوعات ( المستنسخة )
قد اتفقت معظمها أن بداياتها كانت في ساحات الجامعات
ومن بعد التخرج احترفوا هذا النوع من ( الفن )

تابعت على مدى الفترة الماضية دورات من برنامج نجوم الغد
شبان وشابات زى الورد
ما شاء الله عليهم
تتباين بطبيعة الحال مواهبهم
إلا أن ما يكادون يجمعون عليه

أنهم طلبة / طالبات جامعيون
وأنهم تحدوهم الرغبة في احتراف الفن
إن هم كانوا مقنعين وتقبلهم المشاهد

على ضوء ذلك
فهل إتجاه هؤلاء الشباب وبهذه الكثافة صوب بوابة الفن
هل هو وعى متأخر بأهمية الفن ؟؟
أم هل هو الطريق الأقصر للثراء والشهرة ؟؟
هل في صمت بل تشجيع الأهل لهذه الظاهرة هو وعى متأخر بأهمية الفن أصاب الأهل كذلك ؟؟
أم هل هو رضوخ للأمر الواقع بأن الوظيفة ( حتى في حال وجودها ) فهى لا تبني أسرة أو تستر حالاً ؟؟

في زمان سابق
شهدت معظم المدن السودانية ظاهرة ظرفاء المدينة
هؤلاء طائفة من الناس لهم حرف ومهن يعوسون بها على عيالهم
لكن وهبهم الله تعالى موهبة الطرفة الجميلة وموهبة زرع البسمة في حياة الناس
لا يبحثون عن طرف ونكات قديمة يعيدون إنتاجها
بل تتنزل من عندهم الطرفة حاضرة
تولدها المواقف الحياتية المتعددة
بعض هؤلاء برعوا في مجال معاشهم ( الرسمي ) وتبؤوا فيه أعلى الدرجات
رحم الله الدكتور عوض دكام
رحم الله الفنان الكبير عبدالعزيز محمد داوود
برع ظرفاء المدن هؤلاء للمدى التي صارت النكات تنسب إليهم
في معظمها صحيح
وبعض منها نسبت إليهم للشبه بين النكتة المعنية وما اشتهرت به الشخصية

باشمهندس عاطف ..

سلام واحترام شديد

بالامس تابعت الشريط الاعلاني الصغير تحت شاشة قناة النيل الازرق

لاحظت ان هناك بعض المطربين تتكرر اسماءهم في الشريط

في حفل راس السنة .. مما يعني اكثر من تعاقد في نفس الليلة

الغناء في السودان أصبح per hour

حصيلة هذا اليوم مبلغ اغتراب سنتين لي المهن الاخري


اختصار الطريق افضل احسن اكون مطرب


مما اثار حفيظتي ايضا ان الشريط الاعلاني ذكر

الموسيقار محمد وردي مع المطربة افراح

قارنت بين المشوارين وضحكت وقلت في سري

كانما وردي وصل بي بص ابورجيلة

وافراح بي الكاثي باسفيك .


دنيا .



بابكر زيكو

باختصار

هذه الفرق
ماعندها اي قضية ولا موضوع

انه الفن الردئ في الزمن الردئ

وفي الزمن الردئ نريد الفن ان يكون حادينا
للخروج من الرداءة

Quote: باختصار هذه الفرق ماعندها اي قضية ولا موضوع انه الفن الردئ في الزمن الردئ وفي الزمن الردئ نريد الفن ان يكون حادينا للخروج من الرداءة

الصورة إذاً بمثل هذا الوضوح عند مامون


___________

شكراً مامون
على المرور
وعلى الوضوح

Quote: الغناء في السودان أصبح per hour حصيلة هذا اليوم مبلغ اغتراب سنتين لي المهن الاخري

سلامات ومحبة زيكو
تلكم هى إذاً
ورغم هذا العطاء المادي هل أثر هؤلاء الفنانون في وجداننا ؟؟
قلت ذات مرة لصديقي الشاعر الغنائي ( المعاصر ) أن تجربة نجوم الغد قد فضحت جيلكم من شعراء وفناني هذا الزمان . ذلك أن معظم النماذج الي يتنافس بها بها هؤلاء الشباب هى إما من أغاني الحقيبة أو من أغاني الرواد . قليلة جداً النماذج التي قدمت لفناني حقبة ما بعد الرواد ، مما يعني أن إنتاجكم لم يثبت بعد في وجدانهم .

Quote: مما اثار حفيظتي ايضا ان الشريط الاعلاني ذكر الموسيقار محمد وردي مع المطربة افراح قارنت بين المشوارين وضحكت وقلت في سري كانما وردي وصل بي بص ابورجيلة وافراح بي الكاثي باسفيك .

عارف يا زيكو
في مرة من ( المرارات ) زارت الفنانة أصالة نصري السودان لأداء حفلة زواج .
الذي أحزنني حد الفجيعة أن نقل لنا تلفزيون السودان أن فناناً بقامة الأستاذ عبدالكريم الكابلي قد جلس يحتفى بها غناء وكأنه كان يريد منها الـ ( Approval ) بحضور فنان آخر بقامة كبيرة بقامة الأستاذ عبد القادر سالم. تذكرت بالتداعي تلك ( السنين ) التي قضاها فناننا الرمز الأستاذ محمد وردي في القاهرة ، ولم يعيره أحد إنتباه .

عاش أحد أعضاء هذه الفرق في ( دوره ) الجديد
وصدق نفسه
سمعته يقول في أحد اللقاءات التلفزيونية

" نحن لا نسعى لإضحاك الناس ، نحن نقدم لهم رسائل في شكل نكات "

أى رسائل يا هداك الله ؟؟
إنها موضة

" ثقافة الكلام الكبار "