ألشوق وحزن ألرحيل و.الفة ألأنتماء فى فن الغنا ء ألشايقى..أنطباع عن زياره لبعض مناطق ألشايقيه

هذه مجرد ملامح من ذكرى عطره وفواحه.. وليس تحليلا ..انطباع عفوى خلفه أبداع فن ألغناء ألشايقى ألبديع

فى ثمانيات القرن الماضى منحتنى الظروف فرصه أعتبرها نادره عندما أتاحت لى فى رحلة أستكشاف سريعه مرافقا لبعثه امريكيه كانت تتولى رصدا طبوغرافيا للمنطقه..بدات من شمال الخرطوم .الجيلى النوراب ثم شندىثم عطبره.وبنطون ألعكد ثم اختراق الصحراء حتى مروى.ثم بنطون البركل كريمه ثم البنطون الى نورى..ثم مرورا بالقرير خطفا ثم عبر الصحراء الى غرب امدرمان...وابدا من مروى تلك المدينه الشجون.الجمال والسحر الشايقى فى سمات ومسميات احساس الدفق فى كل ما شاهدناه.واحساس الحنين الملازم..كنا ضيوفا على الاستراحه المقابله للنيل امامنا مشرع البنطون وفى الجانب الاخر كريمه...وتجولنا فى انحاء مروى تلك المدينه الفتنه الصبيه الساحره..وتملكنا إحساس مروى المترعه بالشجن وسماء الالفه و,أنين الحنين النازف.تسحرك وتاسرك وتحس انك شبيت فيها وتمرغت فى اديمها منذ فجر الصبا وترعرت فيها شبابا ومنحتنا.حنين الولف الخفىألذى ينسرب فيك ويسرى..ومقاطع الجمال الفياض فى صبوح الوجوه وحسن الطبيه وتلك الملامح الطيبه والصفاء ..واستمعنا للغناء الموشح بحزن الفرح وزمن الرحيل ودفء المحبه وذلك الشجن العذاب وحنين الارتباط...وتلك الصرخه ألأنتماء للعذاب والارض والولف وانتماء الربط العميق المتصل.يشدك ذلك الهمس الذى يتعلق بك ويتحلق بمشاعرك وتحسه فى ربط محاوره وتحسه وهو يخترق صمامات ألأمان فى القلب ويسكن فيه وهو ينزف كل ذلك الشجن المرتبط ببيئة المنطقه وتلاقح كل تلك العوامل المخلوطه فى رحم ذلك التكور العاطفى العميق النازف شوقا وحنينا وطيبه وشجنا وحنينا وحزنا..مجاميع من دفق الشجون...ولم اجد تفسيرا ابلغ من تاثير سحر ربط المنطقه فى احساس الخروج من المنطقه لتواجه الصحراء القاحله ومنها يبدأ زمن احساس الرحيل..وحنين العوده لتلك الشريحه الجنان حيث الربط .أحسست بذلك وفسرته بما اراحنى...والدتى عليها رحمة الله من المتمه.وووالدى من أقاصى الشمال.هل هذا هو حنين ألانتماء للنيل..أختلاط وشائج ارتباط معاشره طويله وعميقه..كلما سمعت هذه الالحان الشجيه.النازفه بشوق الحنين وشجن اللوعه ولهفة حنين العوده..وزمن سفر النجوع..فى كل لحظة وهى تنبع وتتحلق وتتخلق بطاقات أنتاج جديده فيها صباحات العيد المفرهده وشوق الحنين الى لمة أهل وجموع عودة المفارقين فى فجر صباح العيد .واستقرار ذلك الحزن الرحيل وهو يحط رحل السفر الطويل..وشوق السنين اذا لم يتفق زمن الحضور للمنطقه ولمة العيد ..حيث يتدفق ويتناثر دمع البكاء الحزين مشاعرا من وجع ووحيح.كل ذلك الارتباط الخفى.وصباحات مروى العذبه الشوق ..ونضارات الصبا الفواح لكل مشاهد الحسن و.المنطقه وولوج اندياح سحر سر ربطها وكل مجامع الغيد الحسان فى صبوح الوجوه الجمال وزمن الدفق...وكل تلك ألذكريات ونحن نتحرك عبر البنطون الى البركل كريمه..امتلأت عيوننا بالدموع ووحت قلوبنا شجنا واسى ونحن نفارق مروى الجنان..وكانت البركل تمثل مرحلة تاريخيه غيبنا فيها ذلك التاريخ التليد.وواصلنا عبر البنطون الى نورى..تلك الرحاب الجنان..تمرغنا فى اديم وهج الحس الاندياح وعانقنا اشراق الصباح واختلطنا بالمزارع والجروف وتنفسنا اريج العطر الشذى.ودعاش كل ذلك الخليط.ردتنى تلك المنطقه الى طفولتى فى كسلا السواقى الجنوبيه والسوريبه..ترعرت فى صبا تلك المنطقه.وانا مع ابناء وبنات خالاتى الذين ابائهم من عيون مناطق الشايقيه من مروى والقرير..تلك المنطقه التى بها ربط كل اهلنا الذين قدموا من الشمال من المتمه وشندى ومناطق الشايقيه ومناطق النوبه وكل بقاع السودان..فرضعنا ذلك التمازج وتداخل الروابط الثقافيه الابداعيه فى اختلاط وانصهار وجدانى عميق ألأثر..ولعل ما شدنى هو ارتباط عمل الناس فى مناطق الشايقيه خاصة والتى أثرت بين أيقاع الطمبور وايقاع الدليب فى تفاعل ردة فعل تمازج كل ذلك الشجن الخفى بين الألفه والرحيل والحنين.يشجيك النغم العذب الشايقى وتغريك منافذ الرؤيه المتجدده للكلمه وللحن وللأصوات الشابه المتميزه وتمدد الرؤيا الفنيه المتجدده التى اضافة ابعاد جماليه وايقاعيه ولحنيه ..وشعريه وللمعانى الممتده.ويشدك ذلك ألولف الحنين فى دواخل معادلة شجن كانت اضلاع تركيبها حزن الصفاء ووحيح الحنين وتلك الأ اه التى حين تخرج تدلق تلك المجامر المشتعله من شوق الحنين ونيران الاحتراق..فتخرج وبها دفق أثر فياض فيه كل مشاهد زخر ألحس ألأنسانى العميق...وربط ألأنتماء ألىاديم ألارض الطاهره..ورائحة الجروف..وأنفاس الزرع.وطبيعة ألناس وألفة ألحنين والشوق.كل ألأحضان.وشوق السنين ألراحل.ألفياض حنين ..لون مساحات الزمن.و.الفة حنين وحزن رحيل ولوعة نغم..مشتاق يقول كل شىء جميل ..ويدلق امواج ألأسى وهو يتحرق شوقا وبعدا..ويحترق هياما وحبا..ويشتعل فيه أحساس الفراق ألراحل...

ايها ألأحباء.

هذه ملامح ذكرى من واقع .ما تخلفه ألاغنيات ألأبداعيه للغناء الشايقى الملامح..وهو مساحات ومسارات من تمدد ابداع خلاق توفرت له كل ظروف ألأثراء الفنى تعمق فى انتشاره وتاثيره وتمددت بصماته.فى وجدان الناس.وهو ينثر الحنين وشوق الالفه وعمق الانتماء وحزن الرحيل..والربط....فحقيقة هو فن خلاق ونافذ..ياسر الأحساس ويمتلك المشاعر ويرحل بالمستمع الى افق مدى ومساحة مدارات فيه عمق وفن وابداع..ويخلف ذلك التاثير المدوى...
هو ربط شجون خفى ونافذ..اثر وشجى..يدغدغ أحاسيس الاشتياق ويثير زوابع أعصار الحنين..فيه شجن وصفاء وربط[/size]

صدقت عزيزي عصمت

كل سنه وانت طيب

لدي صعوبات في الدخول والمشاركة معكم بي (غادي)

up

الموسيقار الفنان الموصلى

كل عام وانت بخير.والاسره بكل خير وكل عذب المنى بالنجاح والافراح...


وانت كفنان وموسيقى تعرف اسرار رنة النغم الحزين..ومعنى هاجس الرحيل..ودفق ألبكاءولواعج الشجن.وهى صفات ارتبطت بغناء الشايقيه وشجنهم وحزنهم الدفين والشوق للبلد والاهل..فيها رنة كل ذلك الحزن المصاحب..الخلخال. ليتك يا رائع تفرد جزء من بحوثك الموسيقيه فى نبش منظم لكل ذلك..

ايها الرائع الفنان..

بلغت الوصيه و وتم التنفيذ بسرعة البرق راجع بريدك الخاص...

ونتواصل..معنا هذه الايام البروف ألمعز وكان فى مدرسة الاسر السودانيه .كان رائعا كعادته


ووطريناك وكل ذلك الزمن الجميل.
عميق الود

عزيزي الرجل الجميل النادر لك الشكر مقدما

ساراجع بريدي ولكنني ارجوك انقذني من ورطة عدم القدرة علي الدخول الي سودانيات

محبتي ياجميل

عزيزي الحبيب عصمت لم اجد شيئ في بريدي ارجو اعادة الارسال فانا متشوق

عصمت. كتبت فأبدعت فاجدت.. نعم هم هكذا كما وصفت.. وانت حينك عابر ما بالك بمن مكث السنوات في هذه المناطق.. ولما كانت الأخلاق عالية والمجتمع متماسك شديد..يجمعهم الحقل نساء ورجال الأسرة ويجمعهم حش التمر وتجمعهم الأعراس ويجمعهم حصاد القمح.. ويجمعهم صحن القراصة. ولا يفرقهم إلا النوم يعني موش زي ناس المدن مقفولين في بيت وخلاص. إذا درتا ناس خالتك تروح الدروشاب واذا درتا ناس عمتك تروح الثورة واذا درتا ناس عمك تروح الكلاكلة وهكذا لا.. الأسرة كلها مع بعض غير مفرقة من هنا نشأت الحنية.. ومن تلك نشأت الفرقة في المدن والجفاء.. اذا زهجت من البيت تروح البحر واذا زهجت من البحر تروح الجرف واذا زهجت من الجرف تروح الزراعة وحقول القمح واذا زهجت من ديل تروح القمر المضي وقيزان الرمال وهكذا حياة مفتوحة وهذه اللمة ولدت الحنية فجاءت مشاعر الحب الذي لم يجد له متنفس طبيعي بعوامل الكبت في هذه البيئة القوية المتماسكة والكبت يولد الإبداع والفن والشجون والجوي.. ثم جاءت الاسفار وبدت تنثلم بعض هذه الأسر بالأسفار.. فجاءت أنواع أخري من الم الفراق والسفر والتباكي على هذا التماسك.. وهكذا نشأت الحنية.. ثم هي اصلاً موجودة في المعدن عندهم. أظهرتها هذه العوامل..حساسية رقة تدفق في جميع انواع المعاملات اليومية.. لذلك يصعب علينا التعامل مع بعض المشاعر القاسية في بعض الجهات من سوداننا الحبيب حينما نختلط بهم ونشعر بالفارق في الحنية في المروءة في أشياء كثيرة.. البيئة تولد الإحساس والشعور.. لك الشكر عصمت على هذه الروائع..

العزيز منصورى..


سمات الفن وألأبداع والجمال هى مداخل مباشره للمدارك والبحث والمعرفه والدلالات عن طبيعة اى مجتمع او مجموعه..وفى الفن الخاص باهلنا الشايقيه.ياسرك الحنين الشجن فى كل نمه او رفة لحن او انسكاب نغم.تحس بانك قد كبلت تماما بقيود ذلك الوحيح الدافق ونحن كلنا تقتلنا رهافة الحس..وياسرنا الحنين ..ننتمى فى وشائج ربطنا بتلك التاثيرات المباشره التى هى تمتلك الوجدان ومنابع الدفق..استمعت للغناء لمناطق الشايقيه المختلفه والى الان حين اسمع الفنان الراحل المقيم..النعام ادم..فى مرحبتين حبابك؟...اقف بين الرهبة والشجن.. وحين اسمع. حتى الطير رحل خلانى.اسرح فى زمان الدنيا وخيال الاشياء تتطرف الدمعه من العين وانت تذكر كل من ينتمى لك وكل المناطق التى عشت فيها وكل الاهل والاحباب والمدن والليالى والتجمعات والحضور والغياب .وحتى مشاهد الطريق..يربطك الحنين بقسوة شجنه فتجلس وانت مقيد بكل ذلك الاحساس الدافق
وشاهدت عابرا تلك المناطق التى لا تقل تاثيرا نافذا عن تلك الألحان الناس والطيبعه والحب والكرم والاحساس والرجوله والشهامه والقبول والنخوه والعطاء المستمر بدون من ولاشكر..ولا فضل.ولعلك صدقت ايها الاخ العزيز المنصورى باننى عابر لم امكث سنوات مع هؤلاء الرائعون.لكن هذا ما أثر فى انا شخصيا.وولكن الذهول الذى اعترى هؤلاء الاجانب الامريكيون وهم يشاركون الناس فى كل شىء..فارقوا المنطقه وكانت الدموع تطفح من عيونهم..اخذوا العديد من الصور وكانوا يراسلوننى على زمن متواصل يسالون وهو يشتهون ان يعودوا يوما كما قالوا لان فى تلك المراتع سر الحياه على اساس واحساس براءتها وطهرها...

وانا يقتلنى الحنين كى اعود ثانية لفترة اخرى طويله.لكن اطفىء ظمأ اشتياقى بما اسمعه من دفء وحنين وشجن تلك الالحان التى تمنحنى من دفقها ما يجعلنى اعيش فى عشق دائم لمناطق الشايقيه الرائعه واهلها الرائعون
الاخ العزيز المنصورى

لك عميق محبتى وتقديرى