المحطه الاخيره.للقطار..!!

وهو بين الغفوه والصحوه.. يحس بهدهدة حركة القطار تاخذه و.يسمع صليل عجلات القطار وهى تعصر القضبان ..تستحلبها .تلتصق بها ..تولد من الاحتكاك بها تلك الشرارات
بتلك القوة الدفع وهى تمتطيها وتنزلق على سطحها مندفعة ..ويغيب الضوء تحت تلك الانفاق التى يخترقها ذلك القطار وهو لايكل ولا يمل..يقف فى محطات معلومه...لينفصل مسافرون ولينضم عدد اخر..كل الى وجه محدده لا يتكلمون ولا يهمسون .وهو وحده قد اغلق نوافذ تفكيره.وعطله لا يريد ان يتذكر او يتاسف .كل شىء قد مضى..هكذا.والقطار يمضى..وكان هو الراكب الوحيدالذى يتجه الى تلك المحطه..اكتشف ذلك لان القطار لم يتوقف فى المحطات الاربع قبل الاخيره..السائق اعلن ذلك واخيرا وقف القطار...وسمع النداء عبر مايكرفون يبث اشارة ان هذه هى المحطه الاخيره..واصلح البالطو..وحمل شنطته الصغيره..ونزل الى رصيف المحطه..المحطه خاويه الا منه.. وعامل يقف على نهاية ذلك الممر..واتجه الى خارج المحطه..وتحرك القطار عابرا الى نفق يمتد.واختفى هنالك.وكان نظره يتابع الانوار الحمراء الخلفيه لعربة القطار الاخيره وهى تختفى..كانت انوارها تبرق ..وكانها ترسل اليه اشارة مبهمه..
وخرج من المحطه.. فلفح وجهه هبوب زمهرير ذلك الشتاء..واحس بلسعة البرد..وشعر بوجع احساس الغربه..وتخيلها الان..بعد ان رحل وتركها وحيدة..خلفه..ومضى..واحس بغصة فى حلقه..وبطعنة فى كبده..ورعشة تصيبه..
واحس بمرارة الفقد...!! وانه اضاع..العمر... وانزلقت من عينه دمعه.حرى.فمسحها.ومضى الى المجهول...!!واحس ان غشاء تلك الكبرياء الزائفه قد فضت بكارته..وازيلت تلك البراءه الطهر..واحس بضعفه الشديد..