حسن المعامله

حسن المعامله


05-02-2002, 04:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=363&msg=1205706211&rn=1


Post: #1
Title: حسن المعامله
Author: cola
Date: 05-02-2002, 04:21 PM
Parent: #0

تلك قصة تعبر عن حسن المعاملة وتلطف الأزواج بزوجتهم وذلك ما هو مطلوب منا

ذلك من سنة الهادى فأين انت اخى منه اليك مثل قد يكون قريب منك ..







طوال الأسبوعين الأولين من زواجي لم أطبخ شيئاً .. فقد كنا نلبي دعوات الأهل والأقارب على طعام الغداء .

وفي الأيام التي لا ندعى فيها .. كان عبد الرحمن يحضر طعاماً جاهزاً ، ولهذا فاجأني عبد الرحمن حين قال لي :

- ماذا ستطبخين لنا غداً ؟!

وعلى الرغم من أن سؤاله كان مشفوعاً بابتسامة صادقة ..

فقد أحسست بشيء من الارتباك حاولت دفعه وأنا أجيب : أطبخ لك ما تشتهيه نفسك !

قال : لا أريد أن أثقل عليك .. ابدئي بطبخ ما تتقنين طبخه .

هل أقول له : إنني لا أتقن طبخ شيء ؟ هل أطلب منه أن يستمر في إحضار الطعام الجاهز من السوق أسبوعاً آخر

ريثما أستعد ؟ ولكن ..أي استعداد هذا في أسبوع إذا كنت لا أعرف شيئاً عن الطبخ ؟!!

قطع عليّ شرود ذهني بقوله : اكتبي ما تحتاجينه من خضار وغيرها لأحضره معي اليوم .

إنه مصرٌّ إذاً على أن أبدأ الطبخ .. لا داعي إذاً لمحاولة التأجيل ..!

قمت وأحضرت ورقة وقلماً لأكتب ما أحتاجه .. ولكن ماذا أكتب ؟

جلست أفكر في ماذا يمكنني أن أطبخ له في الغد ؟

نظرت في زوجي الذي كان يقرأ في كتاب وكأني أستنجد به ..لا شك في أنه مشفق عليّ في محاولتي الأولى ..لكن..

هل يعلم أنها الأولى ؟؟ من المؤكد أنه يحرص على بدئي بتحمل مسؤوليات البيت الداخلية .

سيعذرني إن لم يستطب طبخي غداً .. أجل سيعذرني ..! فلأبعد هذا القلق عني ..ولأمنح نفسي ثقة أحتاجها .

وبدأت أكتب أنواعاً من الخضار مختلفة ، ولحوماً وفاكهة .. مثل طفل ظهر له مارد مصباح علاء الدين ..

وبدأ يعدد له كل ما في ذهنه من أطعمة وألعاب وأشياء ..!

ناولت عبد الرحمن الورقة .. فأخذها باهتمام وصار يقرأ فيها وهو مبتسم ..ثم قال : هل ستطبخين كل هذا ؟!

وأحسست بحرج وضيق ظهرت أماراتها على وجهي .. وأردف عبد الرحمن قائلاً : سأحضر لك جميع ما طلبتِ

ولو لم تطبخيه كله ، حتى تختاري غداً ما ترغبين في طبخه ، والباقي تتركينه في البراد ولن يصيبه شيء إن شاء الله

على الرغم من أنه أراد بكلامه هذا التخفيف عليّ .. إلا أن همّ الطبخ ملأ صدري .. ولهذا ..

فما إن خرج عبد لرحمن حتى أسرعت إلى كتب الطبخ .. والمجلات التي تنشر طرائق صنع بعض الأطعمة ..

أبحث فيها عن أكلة مناسبة أطبخها لزوجي في الغد !

ولم تنجدني الكتب والمجلات .. فمعظم ما فيها طرائق لصنع الحلويات ، أو طبخات أجنبية !

ولم أجد أمامي غير الاتصال بأمي ..!

استيقظت في اليوم التالي مبكرة .. ومرتبكة .. أفكر في هم الطبخ الذي جعل نومي متقطعاً قلقاً ..

وضعت طريقة الطبخ التي أملتها عليّ أمي واختارتها لي لبساطتها وسهولتها ..وبدأت أنفذها بنداً بنداً !

لا أدري كيف مضى النهار .. وكيف أنجزت طبختي ..التي رافق إعدادها اتصالي المتكرر بوالدتي !

أنقل لها النتائج وأستشيرها في الطريقة والمقادير .

أعددت مائدة الطعام أكثر من مرة ..أغير ترتيب الصحون .. وأبدل أماكن الملاعق والشوك …!

وأنا أحاول أن تبدو المائدة في أحسن شكل .

أدركت أنني بدأت مبكرة جداً ..فها هو الطعام جاهز قبل موعد عودة عبد الرحمن بزمن !

أفزعني جرس الباب على غير العادة..........!!!


أفزعني جرس الباب على غير العادة،كان صوت الجرس يعني عودة عبد الرحمن وعودته كانت تعني الأنس والفرح والبهجة،

أما صوت الجرس اليوم فأثره مثل أثر الجرس الذي كنا نسمعه في المدرسة مؤذناً ببدء الامتحان…!

وأنا اليوم في امتحان ..امتحان في مادة الطبخ .. امتحان عملي يختبرني فيه زوجي ..

لهذا أحسست بوجيب في قلبي وأنا أسمع رنين جرس الباب .. وجيب لم أكن أشعر به في الأيام الماضية !

حين جلس زوجي إلى مائدة الطعام ، وبدأ يضع اللقمات الأولى من أول طعام أطبخه ، كان قلبي يدعو الله تعالى ،

يدعوه سبحانه أن لا يخيبني أمام عبد الرحمن في امتحان الطعام الأول ي حياتي الزوجية معه ..!

كانت عيناي ترمقانه ، تنتظر النتائج المبدئية للامتحان على وجه زوجي عبد الرحمن الذي كان يأكل برغبة واضحة تبشر بنجاح طيب .

انتبه عبد الرحمن إلي وأنا أنظر إليه بقلق ، قال على الفور : مالك لا تأكلين ؟؟ هل أكلتِ قبلي ؟

قلت : وأنا في بداية نجاح أحققه : وكيف أستسيغ طعاماً دون أن آكله معك؟

أعجبه الجواب فابتسم راضياً وقال : أيتها الغالية .!

وأردف : ولكن لماذا لا تأكلين ؟ ألم يعجبك ما طبخته يداك ؟

قلت : المهم أن يعجبك أنت !

ضحك بعطف وقال : كل ما تصنعه يداك يعجبني !

ملأتني عبارته رضاً وطمأنينة .. تابع بعد أن أنهى مضغ لقمة وابتلاعها :

الآن فهمت سرّ نظرك إليّ بهذا القلق الظاهر في عينيك .قلت بصوت متهدج : خشيت أن أخفق في أول طعام أطبخه لك فأكون سبباً في تكديرك .

توقف عن الأكل تماماً ووضع الملعقة من يده .. نظر إلي وأنهار من الحنان تفيض من عينيه !

قال : أيتها العزيزة ..لا تشغلي بالك بهذا أبداً ، طعامك طيب وهو لذيذ حقاً ..

وتأكدي أيتها الغالية أنني لم أكن لأذم طعامك حتى ولو لم يكن طيباً ..

فقد بذلت جهدك وحاولت ، وإن لم تنجحي اليوم فستنجحين غداً.

وكوني مطمئنة أني لن أذم طعاماً تصنعينه بيدك حتى وإن لم آكل منه لأنه لم يعجبني ..

هذا ما علمنا إياه رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم الذي ما عاب طعاماً قط ..إن أحبه أكل منه ،

وإن لم يحبه انصرف عنه ولم يأكل منه.

أضاف ملاطفاً وهو يصغّر اسمي : يا سريرة كيف للواحد منا أن يتأفف من طعام وغيرنا من المسلمين لا يجد ما يسد به جوعته ؟!!

هيا عزيزتي .. مدي يدك إلى الطعام وكلي معي.. !

ولم يواصل عبد الرحمن تناوله للطعام ..حتى اطمأن أنني بدأت آكل معه ..وقد زال ما كان يحيط بي من قلق .

ولم أشعر بالسعادة لأن عبد الرحمن أحب ما طبخته له من طعام .. قدر سعادتي لهذا الخلق العظيم الذي كان يتأسى فيه بالنبي صلى الله ليه وسلم .

لقد كبر عبد الرحمن في عيني أكثر فأكثر ..كبر بتواضعه الجم .. كبر برضاه القريب من كل شيء ..

كبر بقلبه الكبير الذي وسع قلقي فأبدله طمأنينة ورضى



ما وارء تلك الكلمات





ليست قصة نسردها لكن مغزاها أكبر ... ترنا وصلنا اليه

الى بيت هادئ مستقر تلفه الرحمة والمودة وحب بين الزوجين فيصبع حقا بيتا وسكنا