هذا هو ديدين هذه المؤسسة النيلية التى حكمت السودان ومازالت تحكمه
لقد فشلت فشل زريع في جعل السودان يتسع للجميع على الرغم من المساحات الشاسعة والامكانيات الهائلة التى يتمتع بها هذا البلد
لقد فشلت في بناء دولة حديثة تتحقق فيها روح المساواة والعدل
فضلت ان تظل هكذا وتناطح كل من حاول ان يمد الية التغيير
كل النخبة السياسية هدفها الاول والاخير الوصول الى السلطة دون اي برامج
تكريس للطائفية والعنصرية القبلية
والويل لمن عارض
هذا الجيش الذي يسمى زوا قوات شعب مسلحة هو جيش النخبة النيلية
كل اسلحته والياته التى يشتريها بضرائب الغلابة يموت بها الغلابة من بنو شعبه فقط
هاهي حركة صغيرة من دارفوراخترقت كل دفاعته و كشفت زيف وخداع من يعتقد بان هذا الجيش يمكن ان يحمي قطر بمساحة السودان في ظل هذا الانقاسم الذي يشهده هذا الشعب . واقسم لك اذا جاءت ستة فرق من المارينز تملك قوة جوية ضاربة لما صمت هذا الجيش ساعات
فقد ارتكب اي شي محرم ضد هذا الشعب
حتى الاسرى قتلوهم
فمابالك امثال هذه الانظمة اذا كان لديها سلاح نووي سوف تستعمله ضد شعبها لايهمها شيء ومافعله صدام مع الاكراد
يرى الكثيرون من أبناء الشمال النيلي ان كلام اهل الهامش من غير العرب !! عن حقوق المواطنة الكاملة والتوزيع العادل للسلطة والثروة ينصب في خانة العنصرية! ولذلك فأن الحركة الشعبية لتحرير السودان كانت ومازالت في أذهان الكثيرين من أبناء الشمال تعتبر حركة عنصرية حاقدة! وبالتالي كل حركات دارفور المسلحة تعتبر بالضرورة حركات عنصرية حاقدة!! وكل من يتكتبون عن عنصرية الجلابة حتى ولو كانوا شماليين من أمثالي فهم عنصريون حاقدون!!
سيعتبر البعض ان نوعية كلامي هذا تعتبر كصب الزيت على النار ولكني أقول بأن النار مشتعلة تحت الارض منذ مئات السنين منذ أن تبنى بعضاً من أفارقة السودان هوية غير هويتهم الاصلية. فالعنصرية هي السبب الاساسي وراء كل الحروب المتخفية وراء ستار الصراع على السلطة والثروة. كما انها تعتبر منبع كل الشرور التي ستشعل حروباً إضافية جديدة في سوداننا المثقل بالحروب والجراحات... كما انها السبب وراء قتل مؤسسات الانقاذ الامنية والعسكرية لاسرى الحركة الشعبية اثناء حرب الجنوب واسرى حركة العدل والمساواة مؤخراً..
الحقيقة التي لا تقبل المغالطة ان كل اهل السودان هم سود مع اختلاف نسبي في درجة سوادهم وملامحهم ولكنها في كل احوالها سحنة أفريقية. الحقيقة ان كل العرب الذين يتماهي فيهم اهل الشمال النيلي لا يعترفون بعروبة السودانيين الشماليين لسحنتهم الافريقية التي لا تخطئها عين.
الواقع ان كل اهل الشمال النيلي يعتقدون بانهم عرباً وانقى سلالة من باقي القبائل الافريقية السودانية الاخرى.
تاريخياً شارك أهلنا الشماليين في تجارة الرقيق وإستعباد القبائل الاكثر سواد منهم باطراف السودان ولذلك يعتبرونهم عرقاً أدني برغم إنتهاء الرق رسمياً ولكن!!. ولذلك لا يقبل العقل الجلابي ان يحكمه او يتحكم فيه اي اسود اقل منه عرقياً حسبما يعتقد.
المقولة الشهيرة " الغرابي اكثر حقداً من الجنوبي" برغم شهرة هذه المقولة ربما لم يسمع بها كثير من أبناء الغرب لانها متداولة في اوساط الشماليين. هذه المقولة أول مرة أسمع تداولها في أوساط الشماليين كانت في بدايات حكم الجبهة الاسلامية والتي صعد من خلالها بعض الاسلاميين من الغرابة لبعض المناصب التنفيذية بالدولة.بينما لم تتوفر هذه الفرصة بنفس المقدار للجنوبي في طيلة تاريخ السودان الحديث قبل اتفاقية نيفاشا، ولذلك يبدو أن سببها هو تذمر وإستهجان العقل الجلابي الشمالي الاستعلائي من ترأس وسيطرة غرابي عليهم. العقلية الجلابية ترفض تماماً ان تشارك الشخص الاسود في السلطة والثروة بغض النظر عن اية قواسم مشتركة قد تجمعه مع الجلابي. بالرغم من أن الاسلام والثقافة العربية يجمعان الى حد ما قسم كبير من الغرابة مع الشمالي الجلابي ولكنهما لم يستطيعا تخليص الغرابي من الدونية المرسومة في مخيلة الجلابي.
المثقف الجلابي تراه يرفض ويشجب العنصرية ولكن هذا الرفض الشوفوني لا يصمد امام أية محاولة من الهامش لمهابشة الحقوق التاريخية للجلابي في الاستئثار بالسلطة والثروة! اما غوغاء الجلابة والهتيفة نجدهم اكثر وضوحاً ومصداقية في طروحاتهم العنصرية من المثقفين والسياسيين الجلابة بمختلف احزابهم وإنتمائاتهم الايدلوجيا.
فلذلك لم استغرب من التمييز العنصري الذي يواجه اهلنا الدارفوريين في الخرطوم على اثر عملية الذراع الطويلة. وبالتاكيد لم تدهشني البوستات العنصرية بهذا المنتدى والتي كتبها افراد ينتمون لاحزاب شمالية مختلفة تدعوا للديمقراطية والحريات وحقوق الانسان و..و الخ الخ.
فمشاكل السودان العويصة وحروبه لا اعتقد ان سببها الاصيل هو الصراع على السلطة والثروة انما هي واقع هوية الجلابي المأزومة.. إعتقاد الجلابي بانه ليس افريقي وانه عربي اصيل وذو نسب شريف يقابله اسود غير اصيل ومن نسب وضيع.
الجميع هنا وهناك من المثقفين والسياسيين الشماليين يناقشون مسألة الديمقراطية والحريات العامة . بينما لا نجدهم يتجرأون لمناقشة أخطر قضية على وحدة السودان وهي العنصرية المتأصلة في لا وعي الشمالي الجلابي لعل مناقشتها بكل شفافية مصداقية قد تعيد الامور لنصابها. لان المحافظة على هذه الوضعية وعدم تغييرها يضمن للجلابة الاستئثار بالسلطة والثروة ومن الافضل عدم مناقشتها والاستمرار في استغلال اهل الهامش. فكيف لنا ان نتوقع من هذه العقلية الاستعلائية بغض النظر عن مسمياتهم الحزبية من تطبيق قيم الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان؟؟؟
برغم كل هذه الصورة المحبطة ولكن دعنا نحلم بتغيير حقيقي للسودان من خلال تحالف قوى الهامش لهزيمة قوى الإستعلاء العنصري .