احداث السبت واهلى فى دارفور

الرابعة من عصر يوم السبت العاشر من مايو

كنت انا واخواتى بسوق امدرمان نتجول فى ارجاء السوق العتيق ولاادرى كم مره من الزمن عندم بداءت بالجرى نحو مخرج السوق تحول كل شى فى لحظات الكل يصرخ مستنجد بالاخر وما من مغيث الا الله ونعم بالله وتوجهنا الى العربة وبداءت اقود بسرعه صاروخية الى اين لااعلم ووجدت نفسى امام الاذاعة والدبابات تحاصرها والطرق ملغمه ونسأل الله ان يخارجنا من هذا الموقف وان يكون حلم ليس حقيقة ووصلنا كبرى شمبات وأذا بالقوات النظامية تعتلى الكبرى وتوجه المدافع الى اسفل ونصرخ انها الحرب لا محال وتتمتمنا بكل التعاويذ التى نعلمها والتى لانعلمها واصبحت العاصمة ممتدة بالنسبة الى كالصحراء الشاسعة لا استبين منها طريق وبداءت المعركة وتوالت الضربات والقذائف وتحول سماء الخرطوم الى اعمدة دخان وعزمت ان لا التفت ورائى ووصلنا الى القيادة العامة وكان ماكان ان حولت كل الاتجاهات الى شارع واحد ولتنظروا معى بحر يصب فى (حفير بلغة اهلى الشوايقة عبارة عن خور ضيق تجرى به مياه ويشرب منه ) وبداءنا فى الزحف الى ان وصلت منزلى بعد ساعتين كالدهر وكلى اتصبب عرقا وانادى افتحوا الباب وانا لست بالباب وزحفت الى بيتى اجرجر ارجلى الى اعلى وتخوننى قواى .
هلا شاركتمونى الاحساس اى نعم انها ساعات ولكن بمثابة الشهور مابالى لااحتملها ساعات ونطالب اهلنا فى دارفور ان يحتملوا المزيد بأن يصبروا على ظلم واضهاد وحقوق مسلوبة ونحن لانحتمل يوم مظلم واحد .
اهلى فى دارفور نحن نؤمن بقضيتكم ولكن ليست هذه هى الطريقة المناسبة لى ايصال صوتكم للعالم ما ذنب الابرياء الذين ماتوا فيهم الذى يؤمن بقضيتكم وفيهم الذى يعيل الاسرة وفيهم الطفل . انتم تعلمون ويلات الحرب ودمارها فلا تشعلوها فى بلادكم فمازال الجرح ينزف من الجنوب الحبيب .
انتم لستم مرتزقة بل ابناء هذا الوطن ولكن عصية عليكم ايصال الكلمات .
اشارككم احساس الخوف الذى يعيشه اهلنا فى دارفور لم احتمله للحظات فما بال الاطفال والنساء والشيوخ .
نعم لدينا قضية ولكن بالحوار وليس البندقية ولنبننى فالخراب هين والعمار اصعب مايكون .
فلنعيش فى سلام