حركة الحياد وبيان رقم واحد

السادة المهندسين الأعزاء
تحضرني ذكريات الكلية و الجامعة باستمرار وقد رأيت أن يكون مدخلي إليكم عبر هذه المناقشة والنقد عن حركة محايدي الهندسة ورأيت أن أبدأ بهذا العنوان.. لاسيما وأنّ حركة محايدي هندسة بدأت بدايتها الحقيقية عبر البيان الذي أصدره الأخ الأكرم علاء الدين محمد بابكر بعنوان بيان رقم واحد وقد نشر ببوردات نشاط الهندسة الموجودة بكافتيريا الهندسة و ذلك بعد استقالتي من لجنة الجمعية الهندسية دورة أيمن احمد محمود المشهور بأيمن بُوبُّس ومن هنا أدعو معاصري تلك الأحداث لاسيّما الأخ علاء للمداخلة بالسرد والنقد

salam

ألف مرحب بالباشمهندس طارق حاج التوم ،،


الظاهر يا جماعة اليوم الحار
فعلا حا يبقى حار ،،
من تااااني ،،

طارق حاج التوم شخصيا؟؟؟؟
كدة الواحد يا داب يحس بالماضي وقساوتو..الأدة للحاضر حلاوتو..
وفي رواية أخري (العكس)..

الأخوة والاخوات
الحركات الوسطية و المستقلة بالجامعة على وجه الخصوص تحتاج الى دراسة..فلطالما عُرِّفت بعبارة الببسى كولا كونها تفور وما تلبث أن تهمد.. ووصفت بسهولة الاختراق واكتساب رائحة المعارضة وقد رأى بعض المنظّمين عقائدياً بأنّها تمييع للصراع خاصة من أمن منهم بعلاقات الجدل المادية.. أما المتأسلمون فقد حاربوها بمبدأ لا حياد تجاه الفكر مستغلين خلفية المحايدين الإسلامية فطرياً وتلقائياً.
ونتابع..

واصل يا طارق..
أثقب الفكر الجامد..
متابعين بشدة..

الاخوة والاخوات
لابد لي أن أدلف الى الظروف التاريخية التي أدت الى تكوين كيان المحايدين فلتسمحوا لي أن اسرد تجربتي الشخصية متخذاً من نفسي مثالاً لجيل كامل ولد في منتصف الستينات من القرن الماضي وتشكل وعيه الابتدائي بعد انقلاب مايو الذي كرس لا لدكتاتورية حزب ديموقراطي بل لدكتاتورية فرد, خاصةً بعد عودة نميري إثر فشل انقلاب هاشم العطا وصيرورتنا الى مركزية الرئيس القائد ( الملهم) فسقط مجلس قيادة الثورة وآل الحال الى الولاية الاولى والثانية والثالثة وصرنا نسمع عن ضرب الرئيس حتى لوزرائه.
في تلك الظروف تحولت المعارضةالحزبية الى الخارج وصرنا تحت نظام الطلائع والرواد والشعب الطلابية وصارت ثقافتنا يا مايو حبيب زي أمي و ابوي, زي أختي و اخوي.
نعم صار أفقنا ضيقاً بقدر ما سمح لنا النظام وانقطعت عن جيلنا فرص الوعي الممكنة في أجواء ديمقراطية نظيفة وكرس ذلك لأن تصبح أحزابنا أكثر انزواءً وانطواءً حتى صار احزابنا تنتقل بالإرث حتى العقائدي منها كالحزب الشيوعي والاخوان المسلمين صارت محتكرة في أسرية ظاهرة.
ظلّ الحال كئيباً هكذا وفشلت الانقلابات ضد مايو وفشلت الجبهة الوطنية في غزوها المسلح التي انتصرت عليه مايو واطلقت عليه اسم المرتزقة وأفلحت في خلخلة الجبهة الوطنية وإضعافها بالمصالحة الوطنية عام77.
ونتابع...

متابعين بمزااااااااااج
ولنا عوده

ومرحب طارق حاج التوم بين صفحات منبر اليوم الحار
ومنتظرين منك كل الوان الابداع كما عودتنا

الاخوة والاخوات
كان دخولي الى المرحلة المتوسطة عام 77 -78 وقد جرت ما سميت بالمصالحة الوطنية بين النظام المايوي والاخوان المسلمين بل وحزب الامة أيضاً ولعب السيد الصادق المهدي البولو جنباً الى جنب زبانية النظام وآثر الاتحاديون البقاء على المعارضة بقيادة الشريف حسين الهندي بينما داهن السادة المراغنة النظام واختفى الشيوعيون الى الى العمل السري.
وحريٌ بالقول أن حزب الامة كان سريعاً في عزوفه عن مشاركة النظام رغم دخول السيد الصادق المهدي للاتحاد الاشتراكي. وجديرُ ايضاً بالذكر أن معارضي المصالحة من بين الاخوان بزعامة السيد صادق عبد الله عبد الماجد ود. الحبر قد انسلخوا عن جماعة الترابي.
كانت محصلة المصالحة ان خلا الجو للترابيين دون سواهم في ممارسة النشاط العلني وتجديد عضويتهم وتجنيد المراهقين.
ونتابع...

الاخوة والاخوات
ربما رأى بعضكم أني انحو نحواً جاداً بعض الشيء في منبرٍ ظنّ معظمنا أنه مساحة الهزل فيه أكبر فهل ترون ذلك؟
قف...
راجعوا بوست الاخ علاء
هل ترون أتوقف؟

ود المزاد
طارق حاج التوم

نحن مستمتعين شديد بالسرد

وتلك الحقبة التي عاصرناهابحلوها ومرها

وكل شخص له رؤيته الخاصة بتلك الحقبة

تاكد ان الجدية هي اساسنا

راجع حكايات من وادي عبقر

دعم الكلية ... الخ

طارق ... وانت البوست ده للتوثيق

واصل علي بركة الله

طارق حاج التوم ،،

Quote: الاخوة والاخوات ربما رأى بعضكم أني انحو نحواً جاداً بعض الشيء

إنت صدقت حكاية إننا ما جادين دي ،، ولا شنو؟



في نوع كلام وحكي ،،
يصعب التعليق عليه ،،
وتلقى الواحد جالس القرفصاء ،،
ومقهي ،،
ومستمتع بالسرد ..

واصل يا مان ،،
وأتحفنا ،،

طارق التوم،،،

Quote: الاخوة والاخوات ربما رأى بعضكم أني انحو نحواً جاداً بعض الشيء في منبرٍ ظنّ معظمنا أنه مساحة الهزل فيه أكبر فهل ترون ذلك؟

لو تابعت كلامنا بهناك في الكافتريا
كنت عرفت إنك سلكت الطريق الصاح بفتح هذاالبوست
فتلك مساحة للترفيه وهناك مساحات عدة للجد


يا باش نحن متابعين ومستمتعين بسردك

وزي ما قال ليك ابراهيم
نجلس القرفصاء ونقهي

واصل فنحن في الانتظار

طارق..
البوست المنفصل وجاد بنكون جادين معاهو..
لكن الكافتيريا دي خلوها لينا نرفع رجلينا فوق الترابيز ونغني
ونغول:
البعشق الجمااال البيعشق الجمااال يقول معاي............!!!!
نحن معاك في التوثيق الي حين البيان رقم واحد حينها أسمح لي بالدخول؟؟

طارق .. شاعرنا الحبيب

مرحب بيك.. أحلى مفاجأة

توثيق جميل لحقبة ثرية..
بالطبع قد /تنع عن التعليق على ما ذكرت حتى حين كي لا أقطع إيقاع السرد الجميل خاصةوأنني كنت أقف على أحد جانبي الضفة التي كنتم تودون الإبحار بعيدا عنها.. رغم ما بيننا من تقارب وقتها..

دمت يا حبيب ... واصل ودعنا نستمتع بالسرد وإجترار الذكريات خاصة بعد تداخل بندق المرتقب (وش شمشاااار)

طاخ

يلا يا طارق.. الحقبة دي محتاجة لتوثيق..وانا متأكد انو كتير من اصدقانا بالمنبر
ما عندهم عنو فكرة..
متابعين..وجادين شديد.

واصل ياطارق

ونحن فى الانتظار

وسيكون لنا مداخلات

أشكر بعمق الاخوة والاخوات وسأستمر في السرد وعلى بركة الله.
الاخوة والاخوات
ذكرت سابقاً كيف خلا الجو للاتجاه الاسلامي للعمل العلني بعد المصالحة وسط الطلاب. ويمكن القول بأنهم اعني جماعة الترابي قد وفروا مساحة بديلة وموازية للنظام لاستيعاب تلك الطاقات رغم مشاركتهم العميقة فيه وفي اطالة عمره فبدأت حفلات التجنيد( الخمّ) الاخواني في البيوت والمنازل الخاصة حيث يضفى عليها شيء من السرية بحيث يستشعر المخمومون أهميتهم ثمّ يتعمق ذلك بأن يزرع في أدمغتهم أنّ الانضمام للتنظيم يرفع أقدارهم عند الله ويجعلهم في الفئة الناجية.
وما كانت حملات التجنيد أكثر من محاولة لحشد أكبر عدد من الطلاب دون وجود منهجية فكرية وتجهيزات تربوية تتيح لهم الإلتفاف حول فكرة. فحتى ذلك الوقت وربما حتى قيام الانقاذ لم يكن للترابيين أية رؤية عن كيف سيديرون دولتهم حال قيامها وإنما كانت عبارة عن مشاعر اسلامية استغلت خلفيتنا الاسلامية لا أكثر. وقد كُرِّس لذلك بمقولة ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه :(إنّ الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).ولعل ابلغ دليل على ذلك تخبطهم الواضح حين آل الامر إليهم بالانقاذ.
وما كان حظي أكثر من حظ غيري من المخمومين في تلك المرحلة.
ونتابع

الاخوة والاخوات
حدث في أواخر السبعينات أن قامت بعض الاحداث العالمية الهامة وكان ابرزها قيام الثورة (الاسلامية) في ايران حيث سقط الشاه وملأ ذكر الخميني الآفاق وساهم ذلك بشدة في إزكاء الحمية الإسلامية في كثير من البلاد الاسلامية حيث بدا التحول الاسلامي ممكناً فظهرت الجماعات الاسلامية في كثير منها ومنها ما كان أكثر تطرفاً كالتكفير والهجرة في مصر ودخلنا مرحلة الاسلام السياسي من أوسع الابواب.

طارق حاج التوم

ننتظر كتاباتك وتوثيقك لحقبة فيها تحولات عالمية غيرت مجرى التاريخ

الثورة الايرانية

القطبية الاحادية

مقرونة بالتحولات الداخلية

بمزاااج قاعدين ليك

الاخوة والاخوات
لم يكن من نعم المصالحة على الاتجاه الترابوي أن خلّت بينهم وبين الدعوة التنظيمية فحسب بل اتاحت لهم قدرات اقتصادية مهولة فظهر البنك الاسلامي والشركة الاسلامية والمضاربة الاسلامية والمرابحة الاسلامية و الترحيلات الاسلامية والمخبزالاسلامي والجزارة الاسلامية ومكِّن لهم في الارض وصار الابحار في الاتجاه الاسلامي يعني تدفق المال والخيرات وسرعة اكتساب الثروة ..واختفت الاسماء الرأسمالية التقليدية وحلّت محلها اسماء أخرى لا يعلم الناس من أين جاءت وكيف اكتسبت ثرواتها.. وصار التنظيم (الرسالي) تنظيماً رأسمالياً طفيلياً فطفح بالانتهازيين واصحاب الرغبات في الدنيا لا في الآخرة, وكنت في ذلك الوقت قد انتقلت الى المرحلة الثانوية.
ونتابع

الملاح التائه،،،

Quote: حين الصمت الحائر ،،، خيّم في الطرقات ...

نتابع السرد الجميل
ليس فقط من باب المتابع
لكن لمتعة معرفة تلك الفترة

في انتظار المزيد والمزيد








_____________________________________________
*تخريمة...
بوست الابداع الفتحو ط ا خ كان سبب في حصولي
على كلمة المرور (وش بشكر فيك شديييد)

الاخ طارق
تسرد سردا جميلا ومرتباًً.. وباسلوب شيق .. لا يملك من يقراك الا ان يتابعك بشغف .. وينتظر انسيابك

نحن في الانتظار..

الاخوة والاخوات

كان أهم الأحداث التي مرت علينا عربياً اتفاقية كامب ديفيد في اوآخر عام ٧٨ والتي اجرت الصلح بين مصر واسرائيل وأيدتها حكومة نميري بينما عارضتها بقية الدول العربية في معظمها وكان من نتائجها اغتيال الرئيس المصري السادات على يد الاسلامي المتشدد خالد الاسلامبولي في سابقة فريدة من نوعها وهو يشهد احتفالات ٦ اكتوبرعام ٨١. وفي هذا ما يؤكد شروع الاسلام السياسي كما اسلفت.

ثمّ عشنا داخلياً في بداية الثمانينات وأنا في المرحلة الثانوية أياماً صعبة وأزمات وقضينا أوقاتاً غالية في صفوف الرغيف والبترول وانتظار المواصلات وضاربت البنوك في كلّ شيء بدءاً من الذرة وحتى الشطّة.
ما كان ارتباطي التنظيمي وأنا في المرحلة الثانوية بأكثر من ارتباطي بالمسجد فقد كان ملاذاً من لفح ذلك الزمان تعلمت فيه التجويد وجلست في حلقات التلاوة واكتسبت لغتي وأدبي من القرآن الكريم. وصرت بعد ذلك أكثر اكاديمية مع اقتراب الشهادة الثانوية التي أُمتُحِنتها عام ٨٣.

ونتابع

الاخوة والاخوات
ربما تلاحظون كيف اختفى في هذا السرد المتصل ذكر بقية الاحزاب والتنظيمات السياسية الاخرى والمحظورة في ذلك الزمان التي ما كان لاصواتها أن تصل الى معظم جيلنا في تلك الفترة المعتمة من تاريخنا حتى خيِّل لجيلنا في ذلك الوقت أنها المجهول بعينه!!
ولعل آخر ما وصل الى مداركنا عن الوطني الاتحادي هو موكب تشييع الشريف حسين الهندي عام ٨٢ وعن حزب الأُمة ذكر دخول السيد الصادق المهدي للإتحاد الإشتراكي أو لعبه للبولو على ظهور الخيل مع زمرة النظام. وما تأتى لنا (لي شخصياً على الأقل) إلا اليسير عن الحزب الشيوعي عبر بعض الأساتذة الذين درّسوني في بحري الحكومية فقد اختفى الحزب الشيوعي الى بطن الارض وكانت صحيفته الميدان تطبع على الرونيو وتوزع سرياً.
ظلّ البلاد على وضعها المتردي ذاك إثر فشل مايو في خططها التنموية وتفشي الفساد الاداري والمالي.وتفاقمت الحرب في الجنوب بعد إعلان التقسيم الاداري الجديد وتقسيم الاقليم الجنوبي الى ثلاث ولايات فاستنفذت مايو كل مقومات بقائها ودخل النميري فيما يشبه الجذبة الصوفية مهدت له لإعلان قوانين سبتمبر ٨٣.
ونتابع

متابعين يا طارق

كلنا فتحنا عيونا في مايو

الاخوة والاخوات
انهيت امتحانات الشهادة الثانوية في مارس ٨٣ ثمّ ظهرت نتائجها وصرت مقبولاً بكلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية. وما بين ظهور النتائج ودخولي الى الجامعة في اكتوبر من نفس العام حدث إعلان قوانين سبتمبر وإغلاق محلات بيع الخمور والتخلص منها وبات الكثيرون بين مصدّق لما يرى ومكذّب.
أتيت الى الجامعة بنفس خلفيتى التنظيمية التي ما كانت الا ارتباطاً بمسجد الحي (محمود بكر بحي الختمية ببحري) والتي اجتهدت قبلها الاّ اطورها بأية حال بأخذ أي منصب تنظيمي ولكن ذلك تغير بعد الدخول الى الجامعة فصرت فجأة أميراً على كتيبة ويبدو لي الآن أنّ الخمّ الحقيقي كاد أن يبدأ بتلك الإمارة. فأتت انتخابات الاتحاد وأنا أجرّ كلّ من اعرف للتصويت للاتجاه الاسلامي.
ونتابع..

طارق

منتظرنك امبارح

ومنتظرين السرد الممتع

الاخوة والاخوات
استيحكم عذراً إذ دخلت بكم في ما يشبه التأريخ الشخصي ولكن ما أوردته على وجه الاختصار كان لازماً على سبيل المثال لابناء جيلي خاصة طلاب العاصمة والمدن الكبيرة.
اكتوبر٨٣ وانا ابدأ عامي الأول وأدخل عالم البرلمة, الاتحاد الكيزاني بقيادة خالد حسن ابرهيم(جردل), الاوضاع الاقتصادية المتردية, الاجواء المتوترة خارج الجامعة وداخلها عقب اعلان قوانين سبتمبر.
بدا لكثيرين مثلي بسذاجة تكوينهم الفكري الهش أن الموقف من القوانين موقف من الدين والتدين واستمرت عضويتي حتى نهاية العام.
ونتابع.

التوثيق ياطارق بكون من التجربة الذاتية
مع تداخل العناصر التي حولك
نحن نعمم ولا نخصص
حتى ولو كان الكلام خاص نعلم انك لا تعني نفسك بل تعني جيلك
واصل ونحن متابعين

اخي حمد
شكراً للمتابعة والتشجيع

الاخ طارق

متابعين معاك
وعاوزنك تواصل لان تلك حقبة مهمة في التاريخ
وحصلت فيها تحولات كبيرة ( نميري الشريعة , الانتفاضة والحكومةالانتقالية , الديمقراطية , عمر البشير )
وكذلك في الجامعة هناك تحولات كبيرة
منتظرنك
..
وبرضو عاوزنك بهناك حتة الونسة
عشان تقول لينا اخر الاخبار الشعرية
وممكن تكتبها برضو في البوست الفتحو ليك طارق احمد خالد
..

الاخوة والاخوات
انقطعت عنكم بسبب العيد وارجو من الله عزّ وجلّ أن يتقبل أضحيتكم وأن يعود العيد علينا جميعاً باليمن والخير.

الاخوة والاخوات
يبدو أن التوثيق للسنوات ٨٥,٨٤,٨٣. من الصعوبة بمكان وفقد اكتنفت تلك الفترة أحداث كثيرة ومتسارعة تستعصي على الذاكرة أحياناً وتستوجب التثبت من حيث الترتيب.

الاخوة والاخوات
خلصنا سابقاً الى كيف لعب نميري كرته الاخير بموضوع الشريعة وما كان معدُّو تلكم القوانين من قادة الترابيين, وقد يبدو أن إصدار تلكم القوانين بصورتها المستعجلة تلك كأنما قُصِد منه سحب البساط من تحت أرجلهم وكأنما أسقطت في يدهم أو أنهم آثروا السلامة بالابتعاد عن ذلك, إلاّ أنهم ما توانوا عن تأييدها وشاركوا في مهزلة التنفيذ ومحاكم العدالة (الناجزة) والتي انشئت لتفعيل التنفيذ في ظل صدمة قضاة المحاكم التقليديين.
وعلى الصعيد السياسي فقد تنامت المعارضة ضدّ النظام وقوانينه داخل وخارج الجامعة حتى نجح التحالف المكون من مؤتمر الطلاب المستقلين والجبهة الديموقراطية والاتحاديين والانصار وجبهة كفاح الطلبة والناصريين والجبهة الوطنية الافريقية في اقصاء الكيزان عن الاتحاد بانتخابهم لاتحاد الدقيراتحاد الانتفاضة اواخر عام ٨٤ .
ونتابع

طارق حاج التوم
كل عام وانت ترفل في الخير
متابعين

طارق حاج التوم..والمتداخلين

كل سنه وانتو طيبين

نتابع باستمتاع..نضن بالتعليقات خوفا من قطع السرد الممتع

لك التجله

طارق حاج التوم

الذي وقف بين بين وبكي مرتين


عيدك مبارك

يقول المرحوم محمد طه محمد احمد

لا حياد تجاه الفكر



بهزر ساكت واصل ياخ

نضمك سمح

الشكر الجزيل للإخوة الذين جادوا علي بالتعليق والعيدية.
الاخوة والاخوات
مازحني خليل بذكر الشهيد محمد طه محمد أحمد رحمه الله وكنت أحترمته وأنا في التنظيم وخارجه, وهو عندي رجل من أصحاب أبي ذر الغفاري رضي الله عنه , ولطالماً رأيته ثائراً في وجه السلطة حتى داخل التنظيم. أخلص القول أنَّه سقط شهيداً لنعرف كيف يضيق بعضنا ببعضنا يسقط لأجل حرف وساتعرض لمقولة لاحياد تجاه الفكر لاحقاً.
ونتابع

مرحب بالاخ طارق حاج التوم،،،

Quote: ربما رأى بعضكم أني انحو نحواً جاداً بعض الشيء في منبرٍ ظنّ معظمنا أنه مساحة الهزل فيه أكبر فهل ترون ذلك؟

أكيد لأ،،،،

واصل،،

مستمتعون بالسرد الشيق،،،

الاخوة الاخوات
تحيةً من عند الله مباركةً طيبة
لكم العتبى على التأخير وهذه الوقفة عندها ما وراءها من أسباب.

الاخوة والاخوات
خلصنا سابقاً الى نجاح التحالف في اقصاء الاتجاه الاسلامي عن الاتحاد عام ٨٤ وقد ظل الاتحاد بيد الاسلاميين لفترة طويلة وذلك منذ تحول نظام الاقتراع الى الحر المباشرعوضاً عن نظام التمثيل النسبي في بداية السبعينات الاّ ان بقية التنظيمات كوّنت تحالفاً لإعادة التمثيل النسبي في نهاية العقد ووصل تحالفها الى الاتحاد في عام ٧٩,٧٨وانتهت معركة الدستور الى بقاء الحر المباشر بعد أحداث دامية سقط خلالها الشهيد الغالي عبد الحكم إغتيالاً.
بعد ذلك ظلّ الاتجاه الاسلامي قابضاً على الاتحاد حتى دورة الدقير.
كان من أبرز الاحداث التي مرت على إتحاد الدقير مذكرة الطب المشهورة حيث اخرج احد أعضاء الاتجاه الاسلامي المنشقين الطالب عماد الدين محمد بابكر(شقيق علاء الدين) مذكرةً تكشف جانبا سيئاً من الاوضاع الداخلية للتنظيم وتقدح في رساليته وكانت رابطة طلاب الطب المُسيطر عليها من قبل مؤتمرالطلاب المستقلين كانت قد تولت طباعة وتوزيع المذكرة وقد اغضب ذلك اعضاء الإتجاه الاسلامي فاقتحموا رابطة الطب وعمت احداث الشغب الجامعة واعتدى بعضهم على اعضاء الاتحاد في سكنهم بالبركس.
كانت تلك الاحداث العنيفة نهاية المطاف بالنسبة لي وقد كانت بداية كفري بالتنظيمات السياسية جميعها فقد كنت اعتقد بمثالية الجامعة من حيث الحوار الفكري المستنير حوار المنطق والعقل بدلاً عن المولتوف والسيخ.
ونتابع

الملاح الحائر ،،

نتمنى تستمر في سردك الشيق ،،
فنحن بالجد مستمتعون ،،

Quote: حيث اخرج احد أعضاء الاتجاه الاسلامي المنشقين الطالب عماد الدين محمد بابكر(شقيق علاء الدين) مذكرةً تكشف جانبا سيئاً من الاوضاع الداخلية للتنظيم وتقدح في رساليته وكانت رابطة طلاب الطب المُسيطر عليها من قبل مؤتمرالطلاب المستقلين كانت قد تولت طباعة وتوزيع المذكرة وقد اغضب ذلك اعضاء الإتجاه الاسلامي فاقتحموا رابطة الطب وعمت احداث الشغب الجامعة واعتدى بعضهم على اعضاء الاتحاد في سكنهم بالبركس.

كانت أيام من الرعب غير المسبوق في قلعة العلم ....والسيخ!!!

الاخوة والاخوات
كانت تلك الاحداث دعوة صريحة للزهد في ما تطرحه لنا التنظيمات بالجامعة من لغة لا تتفق مع فهمنا المثالي للجامعة وللحوار الفكري الجاد والهادف, وينبغي الا نهمل أن الاتجاه الاسلامي كان مسؤولاً رئيسياً عن عدم استقرار الجامعة خاصةً عند غيابه عن الاتحاد وكان يباهي بأنه يضمن استقرارها حال كونه يسيطر عليه, وما دعوته للطلاب لينتخبوه لأنه أحسن السيئين بغائبةٍ عن الأذهان.
كان من الاحداث الهامة التي مرت علينا أيضاً محكمة الردّة المتهافتة التي نصبت للشهيد الاستاذ محمود محمد طه بعد معارضته لقوانين سبتمبر وقد كان حكمها معدّاً سلفاً ولن أبالغ في وصفي لتهافت المحكمة ولكني أدعوكم لتأملها وهي متاحة في YuoTube وغيرها من المواقع وليس غائباً كيف يغيِّب النصوصيون عقولهم في ظاهر الدين دون استشراف آفاقه والخلوص الى روحه.
انتهت المحكمة المهزلة بحكمها المسبق بإعدام الأستاذ وأيّد الحكم بسرعة فائقة من قبل محكمة الاستئناف ومن قبل رئيس الجمهورية ثمَّ نفذ الحكم بنفس السرعة مسجلاً صفحةً سوداء في تاريخ السودان ومتوقعة في تاريخ الاسلام السياسي.
كنت قد عبرت الميدان الغربي منتقلاً من السنة الاولى الى السنة الثانية بكلية الهندسة عند حدوث هذه الأحداث وكنت متوقفاً تماماً عن عضوية الاتجاه الاسلامي.
ونتابع

الاخوة والاخوات
ثمّ جاءت انتخابات الجمعيةلهندسية للطلااب وانا بالسنة الثانية بكلية الهندسة وقد كانت تجرى بأن ينتخب كلُ فصل ممثلاً له فيها وكان نصيب السنة الثانية الموحّدة ممثليْن فتقدمت للانتخابات بصورة فردية مستقلاً عن أية تنظيم سياسي وكان ظن الكثيرين أنني أمثل الاتجاه الاسلامي ولكني كنت قد خلعت ثوب طاعته في صمت واردت أن أسجِّل موقفاً ضده بمخالفته بنزولي ضدّ ممثليه بل وتشتيت اصواتهم وجاءت نتيجة الانتخابات بفوز ممثلي التحالف وقد كان من عادة مؤتمر الطلاب المسقلين النزول الى انتخابات الاتحاد متحالفاً مع بقية التنظيمات بعكس انتخابات الكليات فقد كان يخوضها منفرداً إلا في تلك السنة فقد اتخذوا من التحالف سبيلاً بعد فوزه في الاتحاد وما كنت اريد من نزولي تلك الانتخابات الاّ تسجيل الموقف وقد فعلت.

الاخوة والاخوات
كانت الجامعة تغلي في ذلك الزمان من جرّاء أوضاعها الداخلية والسيخ والمولوتوف وكانت اوضاع البلاد الاقتصادية سيئةً للغاية فشبح المجاعة منذ بداية الثمانينات يأكل أطرافها والنازحون بسبب الحاجة والجوع قد تحلَّقوا الخرطوم فعسكروا عند المويلح والشيخ أب زيد. وقد صارت الهيئة القضائية في خبر كان فقد حلّت محاكم العدالة الناجزة محل الجهاز القضائي وأُحِلْنا الى حالة الطوارئ وعمّ البلاد روعٌ شديد فاضطرب الشارع وخرجت الاحزاب والنقابات من كُمِّ خوفها وخلعت ثوب صمتها فكان اتحاد الطلاب بقيادة الدقير في مقدمة الداعين الى مواجهة النظام وكان التغيير بادياً لكل ذي بصيرة.
ونتابع

الاخوة والاخوات
تصاعد الضغط الشعبي ضد مايو وتسارعت الاحداث بعد محاكمة محمود محمد طه وزيارة جورج بوش الاب وخروج الترابي وجماعته من الحكومة ثمّ جاءت الانتفاضة ولا أودّ الخوض في التفاصيل ولكننا انتهينا الى حكومية انتقالية لعام,جاءت بعدها انتخابات ٨٦ كما تعرفون وعلى الصعيد الشخصي فقد انتخبني فصلي(تالتة كهرباء) عضواً بالجمعية الهندسية للطلاب دورة ٨٦,٨٥ وقد كان الغلبة في تلك الدورة لمؤتمرالطلاب المستقلين ولا ادّعي أنني اول المحايدين فقد ضمت الدورات السابقة عدداً من غير المنتمين تنظيمياً ولكن لم يكن الحديث عن الحياد قد نضج كرؤية سياسية ولعل أبرز هؤلاء هو الاخ المهندس أمير وداعة الذي لم يشفع له عمق تجربته في العمل بالجمعية لعدد من الدورات لدى إعادة انتخابه للمرة الثالثة فتم تهميشه داخل اللجنة التنفيذية وبدا واضحاً أن معيار الاهلية لتولي المناصب الرئيسية يتطلب الانتماء التنظيمي لا عمق التجربة.
الاخوة والاخوات
دخلت الى اجتماع الجمعية المنتخبة الاول المخصص لتحديد المناصب ولكن كان الاختيار قد حسم في إجتماع تنظيمي سابق لجماعة المؤتمر فعهد الي أن اكون نائباً للسكرتير الثقافي استناداً الى خلفية اهتمامي الادبي والشعري. وكان الأعضاء غير المنتمين ثلاثة هم محمد جعفر سعد ومحمد خالد هلال إضافةً الى شخصي الضعيف.
كانت تجربة انتمائي للاتجاه الاسلاميى قد قادتني الى العزوف عن الانتماء الى أي جماعةٍ أخرى لكنني كنت مؤمناً بالعمل من أجل الطلاب ومن أجل الوطن ولكن يبدو أن ذلك قد شكل حاجزاً نفسياً لدى المؤترين لا لدي, لكني تجاوزت كل ذلك رغبةً في خدمة الطلاب, فمددت لهم يداً بيضاء من غير سوء مخلصاً لما احمل من رغبةٍ في الخير للكلية وطلابها.
ونتابع

الأخوة و الأخوات
في ذلك الوقت والذي كنت فيه عضواً بالجمعية نمت بالكليات المختلفة ظاهرة جديدة بإعلان الكثيرين من كانوا يعدون من الصامتين رغبتهم في إزاحة التنظيمات عن منابر كلياتهم فدارت النقاشات حول ذلك بصورة منفردة لكلِّ كلية, وظهرت الدعوة الى الحياد بصورة جادة ومرتبة ولست متأكداً من أصل الاسم بصورة جازمة وإن ظلت تسمية المحايدين لا تروق لي ولكن غلبت علينا التسمية , وسانتظرمعكم مِنْ مَنْ يعلم شيئاً عن تاريخ الاسم أن يتقدم به.
الأخوة و الأخوات
كادت دورة الجمعية أن تنقضي وانا أمثل فصلي فيها بكل تفانٍ وفخر وكان عملي بالجمعية واضحاً وملموساً ولكن أرادت قيادة مؤتمر الطلاب المستقلين بالكلية أن تظهر للطلاب أن اعضاؤه هم الذين ينفذون برامج الجمعية وأن غيرهم مقصِّر ومعوِّق, فقاموا بإدراج اسمي ضمن قائمة ضمت اثنين من عضوية الجبهة الديمقراطية وآخراً محسوباً على الاتجاه الاسلامي ليحقق معهم في تقصيرهم في اعمال الجمعية وكان احد المؤتمرجية بالجمعية قد اقترح أن يضاف اسمي الى تلك القائمة فتمَّ ذلك في اجتماع كنت غائباً عنه بإذن مرضي وكانَ غيابي بسبب الام ظهر اصابتني لأنني شاركت في انزال كنب الهندسة من المباني العالية ورفعها حيث كان استقبال الطلاب الجدد.
ولما كان مجموع الطلاب يعلمون جيداً مستوى أدائى فقد تقدمت باستقالتي من الجمعية وكتبت بياناً وقدَّمته مطبوعاً الى الطلاب موضِّحاً فيه اسباب استقالتي فتعاطف معي الكثيرون.
الأخوة و الأخوات
كان الكلام عن الحياد قد نما الى علمنا وعلمنا أن بعض الكليات قد بدأت فيها خطوات عملية وبدأ الكلام جاداً في كليتنا فأخرج الاخ علاء الدين محمد بابكر بياناً اسماه بيان رقم واحد تناول فيه الجمعية وعلاقة التنظيمات بها وهذا ما ساوضحه في الحلقة القادمة.
ونتابع

الإخوة والأخوات
والآن جاء الوقت للحديث عن بيان رقم واحد الذي نشره علاء الدين على بوردات الهندسة والذي أغضب المؤتمرجية فقد كان دعوة مباشرة للطلاب لإقصاء التنظيمات عن منبر الكلية فأخرج زعيم المؤتمر بالكلية آن ذاك المهندس عبد الرحمن رحمة الله بياناً تناولني فيه كما تناول الاخ علاء تناولاََ شخصياً فقد ذكر عن علاء أنه من اسرة نصَّبت نفسها حكماً على التنظيمات في إشارة إلى أخيه عماد صاحب مذكرة الطب المشهورة ثمّ ذكر أنني قد تركت العمل بالجمعية مدعياً أنني شاعر وأن الجمعية قد هزمت كبريائي وجرحت مشاعري وتحدث جدوى الشعر في هذا الزمان وماذا صنع الشعر للقضية العربية منذ ٤٨ وقد كان بيانا اغضب الكثيرين فتدفقت البيانات على بوردات الهندسة فاخرجتُ رداَ قلت فيه لعبد الرحمن ينبغي أن تعلم أنّ رهافة الحس ونبل الشعور يعصمان صاحبهما من أن يكره أي شيئ كراهيةً مطلقة حتى لو كان هذا الشيئ مؤتمر الطلاب المستقلين.
تدفقت البيانات وامتدت النقاشات في الكلية والداخليات فسقطت راية المؤتمر في أول إنتخابات وتولّى الطلاب المحايدون قيادة الجمعية بأغلبية ساحقة ومن هنا بدأ تاريخ محايدي الهندسة.
ونتابع