إحتفاءاً بعبارته " أحسست بفجيعة كالفرح" ...عبارات ومقولات الطيب صالح ...

http://sec4sd.com/vb/index.php

"ولكنه كشجيرات السيال في صحارى السودان.. سميكة اللحى، حادة الاشواك، تقهر الموت و لكنهالا تسرف في الحياه"- الطيب صالح

أحسست أنني مغدور... لحظة أشبهت لي يوم انتزعت خاتم أبي من أصبعه لاضعه في اصبعي وهو ميت... ساعدوني أرجوكم في ان أكمل...


"كم أحببتك لأنك لم تنسي أن تضعي في حقائبي هذه الربطه"- الطيب صالح

اكتب لنا ما قاله الرجل الحبيب المرحوم

فان كتاباته بلسم ,,

وفقده علقم ,,

سلام مدثر واحسن الله العزاء

" وعلي حافة الجدول قريباً من الساقية شق محجوب حفرة صغيره وضع فيها "النخيله " وواراها التراب وفتح لها الماء بعد ان تلا ايات من القران وردد في شيء من الخشوع:(ماشاء الله، لا حول ولا قوة الا بالله) مثلما كان يفعل أبوه كلما غرس شتلة او حصد نبتاً. ولم ينس أن يصب في الحفرة قليلاً من ماء الإبريق الذي يتوضأ به أبوه تيمناً"

الطيب صالح- دومة ود حامد

" لا بد أنني كنت صغيراً جداً حينذاك. لست أذكر كم كان عمري تماماً، ولكنني أذكر أن الناس حين كانوا يرونني مع جدي كانوا يربتون علي رأسي ويقرصونني في خدي، ولم يكونوا يفعلون ذلك مع جدي"
الطيب صالح - كتاب دومة ود حامد - حفنة تمر

"نحن قوم لا نعرف دروب المستشفيات في الأمور الصغيرة كلدغات العقارب والحمى والفكك والكسر، نلزم الأسرة حتي نشفى وفي المعضلات نذهب الى الدومة"

الطيب صالح - دومة ود حامد

"وقفوا وقتا يراقبونه في حيرة ثم قال الزين في صوت متقطع ، يتخلله النحيب : " أبونا الحنين إن كان ما مات كان حضر العرس "
الطيب صالح - عرس الزين

أخي الحبيب مدثر

تحايا وأشواق تترنح ألماً أبعثها إليك

لم أكن أتوقع أن يكون تواصلنا الأول في بوست كهذا

ولكن هكذا هي الدنيا

واصل يا رائع فنحن متابعون

لك ود باك

وللمرحوم المغفرة

ولنا ما تبقى من أنين التوجع

"أنا انسان بسيط,المتدينون يعتبرونني ماجنا والمعربدون يحسبونني متدينا" - الطيب صالح

وسمع صوت إيلين واضحاً عذباً تقول له وهي تودعه: ((أرجو من كل قلبي أن تجد أهلك كما تركتهم، لم يتغيروا. أهم من ذلك من أن تكون أنت لم تتغير نحوهم)).
آه منك يا زمان النزوح!

"كنت أتعذب ، وبطريقة لم أفهمها كنت أستعذبت عذابي"

الطيب صالح - موسم الهجرة للشمال

" أحب عرقك، أريد رائحتك كامله، رائحة الأوراق المتعفنة في غابات إفريقيا، رائحة المنجة والباباي والتوابل اإستوائية، رائحة الامطار في صحاري بلاد العرب"

الطيب صالح - موسم الهجرة للشمال

(ابن ادم اذا مات وعنده ثقة انسان واحد فهو كسبان) - الطيب صالح

لاحول ولاقوة إلا بالله
إنا لله وإنا إليه راجعون
للفقيد الرحمة ولآله الصبر وحسن العزاء
جملناالله وإياكم بالصبر

اكتب .. اكتب ... اكتب ....
قل لهم ما قاله الراحل

(( من اين اتي هؤلاء اولم ترضعهم الخالات والعمات ))


الحزن اكبر والفقد جلل

(إني كتبت مريود على علاته بصدق وأنا على علاتي)- الطيب صالح

"دراستي للعلم لم تجعل مني عالماً، ولا دراستي للعلوم السياسية جعلت مني سياسياً" - الطيب صالح

تقبله الله قبولا حسنا
خالص التعازي للجميع

"إذا كنت أنا قد منحت (مصطفى سعيد) في (موسم الهجرة إلى الشمال) عقلاً كبيراً وذكاء وقدرة على الاستيعاب، فقد أعطيت (الزين) القلب، كان قلبه يتسع لكل شيء، فهو ذكي بالمعنى الكوني وليس بمعنى الذكاء الحياتي، " - الطيب صالح

" إبتسمتُ بحزن !! فقد طافت الذكرى بنا معاً في انٍ واحد" - الطيب صالح - بندر شاه مريود

" أي ثمن باهظ يدفعه الإنسان حتي تتضح له حقيقة نفسه وحقيقة الأشياء؟؟!!" - الطيب صالح - مريود

"كنت اعمي في تلك العتمة...ولكن الطاهر ود الرواس كان يسمع ويرى" - الطيب صالح من مريود

" فيه حب التسلط واضطهاد الغير.لا بد ان أباه قسا عليه في صغره" - الطيب صالح...إذا جاءت

"تحسست بطرف لساني السائل الأصفر وحاولت أن احدد لذهني طعمه- ( ذهني يطلب مني أن احدد له كل شيء).... "

الطيب صالح - دومة ود حامد- هكذا يا سادتي

http://www.bbc.co.uk/africabeyond/media/17890/11181_niiparkesmigration.ram



هكذا ابهج العالم بعبقريته
و بنفس القدر يكون الحزن الان

" ولكني لسبب ما أخذت أراقب مسعوداًً... كان واقفاًبعيداً عن ذلك الحشد كأن الأمر لا يعنيه ، مع أن النخل الذي يحصد كان نخله هو"

( الانسان يا محيميد .. الحياة يا محيميد مافيها غير حاجتين : الصداقة والمحبة )

"مادام عبد الكريم ود أحمد بقي متصوف ، والزين أصبح من الأعيان وسيف الدين على وشك يعمل نائب في البرلمان ، ايه الغريب سعيد البوم يكون اسمه سعيد عشا البايتات؟"

الطيب صالح - بندر شاه ضو البيت

ثم أن الطيب صالح كان يعلم الحقيقة ويعلم ماّلات الامور قبل حدوثها:

- "يا زول انت عاوز حصه طويله علي شان نفهمك النظام الجديد في البلد. إنت فاكر ود حامد هي ود حامد ال انت عارفها؟"
- لا لم أكن أظن ذلك. ولكنني لم أتوقع أن يصبح سعيد البوم مؤذناً."
الطيب صالح- بندر شاه - ضو البيت

" القوانين الله يطرى زمانها بالخير. دلوقت اولاد بكري بقولوا علي سعيد المشَوشِر. اليبحث عن حقه الزمن ده يقولو عليه المشَوشِر"
الطيب صالح- بندر شاه - ضو البيت

"كأنما اهل البلد استيقظوا بغتة من حلم قديم أو كأنهم إستسلموا لحلم جديد. بدأ الناس ينظرون بعيون جديدة فيها عواطق شتى وليس من بينها عاطفة القبول" - الطيب صالح

" يا عبد الحفيظ خاف الله . كيف ود الرواسي ماشاف الجامع؟ هو في إنسان ساعد في بناء الجامع أكتر من ود الرواسي؟" - الطيب صالح بندر شاه - ضو البيت

"قالت حليمة بائعة اللبن لآمنة - وقد جاءت كعادتها قبل شروق الشمس - وهي تكيل لها لبنا بقرش: "سمعت الخبر ؟ الزين مو داير يعرس " .
وكاد الوعاء يسقط من يدي آمنة . واستغلت حليمة انشغالها بالنبأ فغشتها اللبن ."!!

جنبهما مشقة السفر

موسم الهجرة

عندما اعانق جدي أشعر بالغني


موسم الهجرة

الناس كلهم... البركه فيكم وفينا...
بابكر والاخرون ...عليكم الله اجتهدوا معاي حبه

"مشكلاتي النفسية مرتبطة بعملية الكتابة فقط ، لأنني أغرق في ينبوع داخلي عميق وهذا الينبوع هو منطقة الفوضي. الفوضي هي أن كل شيء أصبح محتملاً. وكلما أوغل الكاتب داخل نفسه بحثاً عن الضوء. إزدادت الفوضى. ثم تأتي فكرة تستقر خلالها عملية الخلق فيتضح الطريق ، وقد يكون خطأ او صحيح ... المهم في تلك اللحظة هو الضوء..."

http://www.asharqalawsat.com/sections.asp?section=19&ep...ture=1&issueno=11041

" لم يكن كرهاً... كان حباً عجز عن أن يعبر عن نفسه... أحبته بطريقة معوجه... وهو كذلك!!"

"رأتني فرأت شفقاً داكناً كفجر كاذب . كانت عكسي تحن إلى مناخات أستوائية وشموس قاسية . كنت في عينيها رمزا لكل هذا الحنين وأنا جنوبٌ يحن إلى الشمال والصقيع . "

"ثمة بركة ساكنة في أعماق كل أمرأة. كنت أعرف كيف أحركها" - موسم الهجرة للشمال

" لو أن كل إنسان عرف متى يمتنع عن إتخاذ الخطوة الأولى، لتغيرت أشياء كثيره" - الطيب صالح

"كان مفتش المركز الانجليزي إلها يتصرف في رقعة أكبر من الجزر البريطانية كلها" - موسم الهجرة

الحبيب مدثر

فى حضرة الطيب

يطيب الجلوس

بل يطيب الوقوف

ويطيب الموت

ان الطيب لم يمت

طالما ان بين ظهرانينا

موسم الهجرة

والزين

ومريود

وودحامد

ومنسي

وبندرشاه

الطيب نخلة على جدول الوطن

الرجل الذي احب الوطن

واحبه كل الوطن

اذن فهل مات وهو القائل :

اذا حزت على ثقة شخص واحد ومت فانك رابح



تحياتى وقواسيب مودة

"تأثر أمام المسجد أيضا بالحوداث العجيبة التي شهدتها القرية ذلك العام . كان رجلا ملحاحا متزمتا كثير الكلام ، في رأي أهل البلد . كانوا في دخيلتهم يحتقرونه ، لأنه كان الوحيد بينهم الذي لا يعمل عملا واضحا "

"إلى أن يأتي زمن السعادة هذا، سأظلّ أعبّر عن نفسي بهذه الطرق الملتوية". - الطيب صالح

" هذه الدار الكبيرة ليست من الحجر ولا الطوب الاحمر، ولكنها من الطين نفسه الذي يزرع فيه القمح"
- موسم الهجرة للشمال

مدثر تعازينا لك ولجميع اهل السودان في الفقد الكبير.
شكرا على اليوست.. فكرته جميلة. لكن معظم ما ورد فيه ليس من مقولات
الطيب صالح، بل جملا وردت على لسان شخصيات في رواياته بينهم الرواة.

شكرا يا تراث علي الملاحظة الجميله ....
معظمها عباراته التي ضمنها قيما أو أفكاراً علي لسان شخصياته الروائية ربما ثلاثة أو أربعة هي مقولاته المباشرة .... قصدت أن نتشارك كلنا بقدر علمنا واطلاعنا ...أنتظر مشاركتك والمطلعين أكثر مني ...

(لو كنت أرغب في تبديل وطني بوطن آخر لما أحتفظت بجواز سفري السوداني طيلة هذه الفترة )
- من لقاء له بجريدة الصحافة

"من ضمن ما فعلت هو أننى أتعرف أولاً على ما حولى من بيئة وما تحويه من أرض وسماء وكساء أخضر بألوانه المختلفة وما يوجد حوله من ماء عذب في مجارٍ تضيق وتتسع ، لكل عنصر من ذلك وغيره أهمية بالغة في لفت الانتباه لكل سودانى فهو يعرف كل نوع من الشجر كمخلوق آدمى له دلالة معينة كذلك كل منعطف ومرتفع في الأرض فكل هذه وتلك مخلوقات حيّة .. ففي ضوء البيت تجد أن الروائي بعد أن تقدمت به السن فهو يحاول على التعرف على البيئة من جديد .. وهناك رابطة عضوية بينه وبين تلك النخلة التى كان قد زرعها .. فهذا أحد الأهداف إضافة إلى أهداف أخرى منها أردت أن أذكر أولئك الذين يحاولون النسيان أن مانرثه لا يستطيع أحد أن يغيره فالبلاد أرض لها جنس وأشياء أخرى يفعلها الكثيرون. * على طول طريق الحياة الوعرة هناك أصدقاء عمر يجعلون منها رحلة مليئة بالجمال والمتعة بالرغم من العنت والمشقة "

"أنا أعتز بأنني عربي أفريقي وأسمر. "- من لقاء له بالصحافه

جايبنو الحبيب الليلة بالطيارة

حافاهو الملائكة وروحه ند وطهارة

نائم زي غرير ياحليل أبوك يا السارة

أبكن يابنات قالوا الدموع كفارة !!

"على طول طريق الحياة الوعرة هناك أصدقاء عمر يجعلون منها رحلة مليئة بالجمال والمتعة بالرغم من العنت والمشقة .. " من لقاء له بجريدة الصحافه

"العشق ليس ضرورة، لأنه يفقدني التوازن." - الطيب صالح - شبكة الأعلام العربيه

"أنا أعمل دائماً كما يفعل (الكيني) ناغوغي و(النيجيري) اتشيب، على استنباط معنى الهوية نظراً إلى أن الدول، كما هو الأمر بالنسبة إلى الحياة، مختلطة ولا يمكن فرض نظام عليها يتجاوز نقطة معينة." - الطيب صالح - شبكة الأعلام العربية

"“عطاء المثقف مرهون بهامش حريته في التعبير”.الطيب صالح - شبكة الاعلام العربية

"أنا أتحسس طريقي..." - الطيب صالح في لقاء أجراه معه الشاعر آدم فتحي

"لا ينبغي ان يقول البعض كلاماً فارغاً حول مصير الرواية والشعر والثقافة”-الطيب صالح في حوار صحفي

""الناشرون لا يريدون أن يعترفوا بحجم المبيعات الحقيقي. إنهم لا يريدون أن يمنحوا المؤلفين حقوقهم".” -الطيب صالح-رويترز

"اكتشفت خلال عملي الروائي أن الكثير مما نظنه جديداً هو قديم وموجود من قبل، نريد ان نخلق نظرة عقلانية هادئة في النظر إلى الأمور، نظرة مبنية على الثقة بأنفسنا، وبعضنا، واذا جاء عالم نفسي ودرس هذه الظاهرة، وكيف تطلق مثلاً كلمة الخيانة، فإن ذلك يشكل جزءاً من المخاض الفكري الحاصل في المنطقة." - الطيب صالح - شبكة الاعلام العربية

“لماذا يصر الناس على استخدام كلمة “أزمة” بهذه الكثرة”. - الطيب صالح - في لقاء صحفي

"عندما تكون هناك أزمة سياسية يقفز الناس إلى الاستنتاجات الخاطئة لأنه ليس ثمة مرجعيات" -الطيب صالح- رويترز

انني اقرر الان انني اختار الحياة
سأحيا لان ثمة اناس قليلين احب ان ابقى معهم
اطول وقت ممكن
ولان على واجبات يجب ان أوديها
لا يعنيني ان كان للحياة معنى
او لم يكن لها معنى
وان كنت لا استطيع ان اغفر
فسأحاول ان انسى


الراوي في موسم الهجرة للشمال

"وأود أن اعتذر أشد الاعتذار على هذا التأخير لأني حبستكم مدة ساعة، ولكني وضعت نفسي في أيدي هؤلاء السودانيين الضائعين فضيعوني، " - الطيب صالح يعتذر عن التأخير في مركز الحوار العربي

"وضعت نفسي في أيدي هؤلاء السودانيين الضائعين فضيعوني، " - الطيب صالح يعتذر بادب غريب عن التأخير في مركز الحوار العربي

أخي العزيز / مدثر ،
تحياتي وتقديري ،

رحم الله عملاقنا الطيب صالح ، فقد
كان أمةً لوحده .. نسأل الله أن
يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح
جناته مع النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

قبل عام تقريباً ، وفي مارس من عام 2008
تحديداً ، نشرت جريدة الصحافة في ملحقها
الثقافي - ذاكرة الابداع - بعض القصص
القصيرة لأديبنا الراحل ، فاسمح لي أن
أنقلها هنا لتعم الفائدة ، لعلمي أن
جريدة الصحافة ، ومنذ أن توقفت عن دخول
السعودية، لم يعد الكثيرون يقرأونها ،
اللهم إلا عبر النت ، حيث قلة تفعل ذلك .

هكذا كتب في جريدة الصحافة في مارس 2008 :


هناك قصص وقصائد تتحول بعد قراءتها إلي واحدة من
اللحظات الجميلة التي عشناها. تمرٌ سنوات طويلة
وهي محفورة في ذاكرتنا، ربما تجلس مع صديق وفجأة
تتذكران قصة أو قصيدة بكل تفاصيلها.. ساعتها
تتمني لو أنك تقرؤها مرة أخري..


في 'ذاكرة الإبداع' ننشر اعمال الطيب صالح القصصية
القصيرة من مجموعته(مقدمات) وذلك لان فن ادب الطيب صالح
القصصى لم يحظى بالنقد كما حظيت رواياته.

القصة الأولى : الاختبار


نواصل ،



( ليمو )

الاختبار

كانا يعيشان في منطقة سويس كوتيج. هو محام من دربان،
وهي ممرضة من نطنغهام وكانا صديقي.
كانا يقيمان حفلة عشية كل سبت. يدعوان اليها أناسا
من كل نوع، جلهم ممن يسمونهم اليوم 'أفرو أسيويين'.
تلميذ طيب من نيجيريا، محاضر جامعي من الهند، فتاة من
الصومال تدرس الخدمات الاجتماعية، تلامذة مصريون حتي إبان
معركة السويس، جميع الأنواع ذلك الضرب من الأشخاص الذين
يشترون صحيفة 'الغارديان' ويقرأون 'الأوبزيرفر' و'انكاونتر'
ويتحدثون عن آلان بيتون. وكان صديقاي يصوتان لحزب العمال.

كان هذا الطالب الغاني أسود كالابنوس، لكنه إن أنت لم تكترث
للونه كان وسيما. خلف حاجز اللون كان خفرا، لكنك إن سمحت له
بالدخول كانت انسانيته لا تعرف حدودا. خلف حاجز اللون كنت في أمان.
لكنك إن أزحته لم يكن ثمة ضمان. كان ذلق اللسان، يجيد الرقص،
يضحك بطلاقة. وكان من عادته أن يمد لسانه بين أسنانه الشديدة
البياض عندما يتكلم، وكانت الفتيات يجدن ذلك جذابا.

لم يكن ينبغي أن تفعل ذلك لكنها علقت بحبه. ليس هذا فحسب،
لكنهما أيضا هربا معا.

التقيت صديقي صدفة قبل أيام، علي مقربة من مخازن سوان اند ادغار
في ساحة بيكادلي. حييته، لكنه لم يرد علي التحية، وظل يحدق أمامه بعيدا.

؟؟؟!!!!!! ؟؟؟؟



نواصل


( ليمو )

القصة الثانية :

خطوة للأمام


كانت ممرضة.
وكان معلما.
تزوجا.
كان أسمر داكنا، أسود إذا شئت. لم تكن سمرتها
داكنة، بيضاء إذا شئت.
كان أنفه أفطس، لكنه لم يكن قبيحا. وكان أنفها
اغريقيا، جذابا بأي قياس قسته.
وكان شعرها نحاسي اللون، ناعما وطويلا، وكانت عيناها
رماديتين، تذكران الرائي بأمسيات معينة.
وكانت عيناه سوداوين، وكذا شعره الذي لم يكن أسود
فحسب بل كان أكرت أيضا.

في مكتب التسجيل في فولام رود، حيث أخذها وحيث تركته يأخذها،
كانت تصرفات المسجل لا غبار عليها، لكن خيل لبعض الحاضرين
انه كان محرجا بعض الشيء.
وأخذها معه الي أهله.
أخذ يعلم وأخذت تمرض ، وولدت له ابنا.

'ماذا تسميه؟'.

'سامي. يسهل لفظه، بالانكليزية وبالعربية'.

ونما صحيح الجسم وافر الحكمة، فكما الأب كذلك الابن،
والأم ممرضة. أما الغني فلم يكن مؤكدا.
كانت عيناه رماديتين، تذكران الرائي بأمسيات معينة في لندن.
وكان شعره نحاسي اللون، وكان مع هذا أكرت أشعث.
لم يكن أنفه اغريقيا ولا كان أفطس.
وهو أمر حسن .

'سيكون طبيبا'، تردد أمه باستمرار.


؟؟؟؟؟!!!!؟؟؟؟؟


( ليمو )

أغني حب

كنت دائما أود أن أغني. لكن صوتي كان نشازا،
ولم أكن أستطيع أبدا أن أجيد نغمة واحدة،
لسوء حظي. الي أن لقيتها. قالت إن أردت فعلا أن أغني،
فعلي اذا أن أغني، مهما كان وقع صوتي.

قلت: 'لكن صوتي نشاز'.

قالت: 'غن عن الحب. الناس تستهويهم أغاني الحب الحزينة'.

وهكذا ابتدأت. لم يحفل الناس بي أول الأمر. ثم أخذوا يصغون.
بل إن بعضهم أحب أغاني. كانت عيناها خضراوين وكان فمها
واسعا وحاجباها نبيلين مقوسين بروعة. كانت تحبني وتحب
العالم كله، ما عدا اليابان قتل اليابانيون أخاها في الحرب الأخيرة.
ومع هذا فقد تركتني لأنني ترددت.

أمر محزن، نوعا ما، لأني وإن كنت أحب أن يسمع الناس غنائي،
فإنني أغني لها خاصة.

؟؟؟!!!؟؟؟

نواصل ،




( ليمو )

القصة الرابعة :

سوزان وعلي:


كان اسمه علي. واسمها هي سوزان. الخرطوم. لندن.
درست الفن في معهد سليد. درس العلوم السياسية في معهد الاقتصاد بجامعة لندن.

قالت: 'تزوجني'.

قال: 'لا. صعب'.

قالت: 'لكني أحبك'.

قال: 'وأنا أيضا أحبك. لكن..'.

ومن ثم عاد الي بلده.

وأخذا يتراسلان.

'لكنني أحبك يا علي'.

'وأنا أحبك يا سوزان، لكن..'.

ستة أشهر.

كتبت تقول: 'قابلت رجلا. سأتزوجه'.

كتب يقول: 'لكني أحبك يا سوزان'.

وانقطعت الرسائل.

يفكر بها في غالب الأحيان.

وتفكر به من حين لآخر

لكن..


؟؟؟!!!؟؟؟

نواصل ،



( ليمو )

القصة الخامسة :


لك حتي الممات:

كانت تعمل كاتبة اختزال في شركة التليفزيون.
وكانت تسكن مع عائلة في فينشلي، وتقضي عطلات
الاسبوع مع أسرتها في سيد كب، ولم يكن يبدو
انها متعلقة بأهلها كثيرا.

التقيا عشية رأس سنة 1959، في حفلة رقص نظمها
معهد الدراسات الشرقية بجامعة لندن.

'ماذا تدرس؟'

'أعد رسالة الدكتوراة في التاريخ'

كان رقصه فظيعا، لكن معرفته باللغة الانجليزية
كانت جيدة. بدا صغير السن جدا وربما كان هذا
مظهرا خادعا. وكان صوته عذبا، ورائقا للأذن.
كانت أميل الي البدانة، فأعجبه ذلك. كانت تقاطيع
وجهه وسيمة حادة، الأمر الذي لم يغب عنها.
وأعطي كل منهما الآخر رقم تليفونه.

بعد ثمانية أشهر حصلت المعجزة. ومع هذا

قالت: 'لست أدري'.

قال: 'أنا أيضا لست أدري'.

'عد إلي بلدك، وأنا سأسافر الي كندا ربما'.

وهكذا عاد ليدرس التاريخ في احدي المدارس الثانوية.

وكتبت له من كندا تقول انها قد حصلت علي وظيفة في
شركة الاذاعة الكندية وأن الحياة في أوتاوا لا بأس بها.

وكتب لها رسائل طويلة تلتهب عاصفة، وكان يختمها دائما
بقوله: 'لك حتي الممات' قد يخيل اليك انه كان يبالغ.

كتبت تقول: 'الراتب جيد، وكندا ممتعة، لكن لماذا علينا
أن نكون بعيدين هذا البعد واحدنا عن الآخر؟'.

أجاب: 'لأنه من جهة، ليس من العدل أن أجرجرك الي هذا
المكان، البالغ الحرارة والكثيف الغبار، ولأني فقير
لا أستطيع أن أثقل ضميري بك'.

وكانت الرسائل تحمل الحب من افريقيا الي كندا،
ومن كندا الي افريقيا بانتظام.

وكان الحب يشتد هكذا كانت تقول الرسائل وأستطيع أنا أن أصدق ذلك.

مات بالالتهاب السحائي في صيف .1951

ولم يخبرها أحد.

ظلت بعد هذا بأشهر تواصل الكتابة وتسأل:

'لماذا لا تجيب؟ أم أنك لم تعد تحبني؟'.

ثم توقفت عن الكتابة.


؟؟؟!!!؟؟؟

إنتهت القصص القصيرة ، نقلاً عن جريدة
الصحافة - مارس 2008



وتوقف قلب مبدعنا الكبير عن الخفقان
وتوقف سيل هذا المداد العذب من القصص
والروايات .. ولكن وإن غاب صاحب تلك
الحروف المشرقة إلا أنه باقٍ بيننا برفيع
أدبه وأنيق حرفه وسوف يعيش ابد الدهر مع
الخالدين في عمق التاريخ وفي ذاكرة كل
الأجيال .

رحم الله عميد الرواية السودانية ، وعطر الله
قبره بشآبيب رحمته ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ولا حول ولا قوة إلا بالله .


مودتي لك أخي مدثر .


( ليمو )

شكراً كثييييراً فبعضها اقرؤه لأول مره..
البركه فيك وفينا وفي السودان ياخي... ارجو ان نواصل سوياً...كلنا...

ينبغي أن نعيد قراءة الرجل الذي
جعل لنا ذكرا حسنا في العالمين

ماذا كان يريد أن يقول؟ رحم الله
الطيب الواضح العميق

"نحن ككل العرب، يكون الهدف قريبا، لكن نتوه عنه ونأخذ الكثير من الوقت لنصل إليه"

- الطيب صالح في مركز الحوار العربي

"لست أملك أي حكمة انتم لا تملكونها وتريدون أن أعطيكم إياها، ولكن لنتبادل الآراء في أي شيء "
-الطيب صالح يقدم نفسه في مركز الحوار العربي

"دفناها عند المغيب كأننا نغرس نخلة، أو نستودع باطن الارض سراً عزيزاً سوف تتمخض عنه في المستقبل بشكل من الأشكال" - الطيب صالح- مريود

"جمعت متاعي في حقيبة صغيره, وركبت القطار..لم يلوح لي احد بيده ..ولم تنهمر دموعي لفراق احد.. " - الطيب صالح - موسم الهجرة للشمال

"ما يحدث الآن في السودان، أنا أعتبره ضد طبيعة الأرض وطبيعة الحضارة التي أنشأناها على مدى القرون" - الطيب صالح في رايه عن عدم التسامح الديني في السودان

"الآن في الغرب يتهموننا بأننا ناس متزمتين ومتعصبين، بينما حضارتنا كلها قائمة على فكرة التسامح وفكرة خلط الأخذ من كل شيء مفيد وجمعها في سياق واحد." - الطيب صالح في مركز الحوار العربي

"هذه الحدة في الفصل بين الأمور، انه هذا مسلم وهذا غير مسلم، وهذا كافر.. لم يكن عندنا هذا الكلام، وأظن أن المنطقة العربية كلها تميزت بهذه السماحة في المعاملة منذ صدر الإسلام، منذ عهد الرسول، وفي التاريخ طبعا تعرفوا بأنه في معركة القادسية حين أصيب المثنى بن حارث الشيباني التفت خلفه فوجد عربيا نصرانيا، فقال له: أنت لست من ملتنا ولكنك أخونا فاحمل الراية."
- الطيب صالح

"أرجو أن تتغلب روح التسامح في نهاية الأمر على التزمت ومحاولة فرض الأشياء " - الطيب صالح

"نحن نحمل التراث في أنفسنا.. نحن نسير والتراث يسير معنا" الطيب صالح - مركز الحوار العربي

"ونحن طبيعتنا في السودان أصلها طبيعة ديمقراطية. لا تصدق الذين يقولون إن الشعب غير مؤهل للديمقراطية.. مافيش شعب عربي..مافيش شعب إطلاقا، ليس مؤهلا للديمقراطية. يا أخي تجد الرجل الأمي في العالم العربي يقوم بمسؤوليات جسام في تربية أولاده وفي إصلاح حاله واتخاذ قرارات معيشية مهمة جدا، فكيف هذا الإنسان غير قادر أن يقول أن هذا يصلح وهذا لا يصلح كنائب للبرلمان؟؟" - الطيب صالح

"أنا عندي محك بسيط جدا: لما اسمع كلام أي زعيم أو قائد،أسأل هل هذا الكلام يفرق الناس أو يجمعهم، إذا كان يفرقهم، فمهما بلغ من الفصاحة والبيان،أنا عندي هذا الكلام لا قيمة له"-الطيب صالح

"نعلّم الناس لنفتح أذهانهم ونطلق طاقاتهم المحبوسة. ولكننا لا نستطيع أن نتنبأ بالنتيجة-الحرية. نحرر العقول من الخرافات.نعطي الشعب مفاتيح المستقبل ليتصرف فيه كما يشاء"- موسم الهجرة الي الشمال

ما ذهبت لأنك ......فينا (الطيب صالح بين ضلوعنا)

"أقول لك صادقاً ليس لديّ أي إحساس بأهمية ما كتبت، ولا أحس أنني مهم، هذا ليس تواضعاً لكنها الحقيقة، إذا اعتقد الناس أن ما كتبته مهم فهذا شأنهم لكنني قطرة في بحر"- الطيب صالح

"«كتبت حتى أقيم جسراً بيني وبين بيئة افتقدتها"- الطيب صالح

"أعتقد أن الشخص الذي يطلق عليه لفظ كاتب أو مبدع يوجد طفل قابع في أعماقه"- الطيب صالح

«يا أخي إن للسياسة فرسانها وأنا رجل عبيط لا أفهم في أمور الحكم والدولة شيئا.. وقد تعلمت من تجربة سيدنا المتنبي أن الأديب غير صالح للسياسة».

الطيب صالح رداً علي لماذا يحجم عن الكتابة السياسية المباشرة .

( رأتني فرات شفقا داكناً كفجر كاذب و كانت عكسي تحن الى مناخات استوائية

و شموس قاسية و آفاق أرجوانية... و أنا صحراء الظمأ , متاهات الرغائب الجنونية

كنت في عينيها رمزاً لكل هذا الحنين و أنا جنوب يحن الى الشمال و الصقيع)

موسم الهجرة الى الشمال

( ثلاثون عاماً . كان شجر الصفصاف يبيض و يخضر و يصفر في الحدائق و طير العندليب يغني للربيع كل عام

ثلاثون عاماًو قاعة البرت تغص كل ليلة بعشاق بيتهوفن و باخ , و المطابع تخرج آلاف الكتب في الفن و الفكر

مسرحيات برناردشو تمثل في الرويال كورت و الهاي ماركت . كانت ايدث ستول تغرد بالشعر , و مسرح البرنس

أوف ويلز يفيض بالشباب و الألق . البحر في مده و جزره في بورتمث و برايتون. و منطقة البحيرات تزدهي عاماً

بعد عام . الجزيرة مثل لحن عذب , سعيد حزين , في تحول سرابي مع تحول الفصول . ثلاثون عاماً و أنا جزء من كل

هذا أعيش فيه , و لا أحس جماله الحقيقي و لا يعنيني منه الا ما يملأ فراشي كل ليلة)

"«في هذه البيئة بدأت مسيرة حياتي، ورغم أنني تعرجت في الزمان والمكان بعد ذلك لكن أثر البيئة لا يزال راسخاً في أعماقي" - الطيب صالح يتحدث عن كرمكول

«هي المدينة التي ترنو إليها باقي بلاد السودان... كان كل واحد منا يجد أن لديه أقارب أو أهلا في أم درمان ... مكاناً ميكروكوزم... لقد بدأت أم درمان تتكون بكيفية طبيعية لكننا كسرناها لسوء الحظ». - الطيب صالح

«ذلك هو العالم الوحيد الذي أحببته دون تحفظ، وأحسست فيه بسعادة كاملة وما حدث لي لاحقاً كان كله مشوباً بالتوتر...» - الطيب صالح يتحدث عن كرمكول

«كانت أمهاتنا صغيرات السن، ففارق العمر بيني وبين والدتي سبع عشرة سنة، أذكر أننا كنا نلعب مع أمهاتنا ومن كن في جيلهن.. لها ذاكرة قوية وشديدة الحفظ، تقف في حلقة المديح فتحفظ كل ما يقال، وقد سمعتها مرارا تروى المدائح والأغاني وشعر الدوبيت (شعر البادية في السودان)-الطيب صالح

«لا يا راجل، والله لا أستحق التكريم، هناك غيري ممن يستحقونه»-الطيب صالح عندما اتصلوا به ليكرم في أصيله

«في بورتسودان بدأ يراودني إحساس أن هذا الشيء الجميل الذي تركته خلفي سيضيع»
- الطيب صالح حيث درس الوسطى ببورتسودان

"«كانت مدرسة وادي سيدنا مدرسة فاخرة، بناها الإنجليز بناءً باذخاً على غرار أعظم المدارس في إنجلترا وكنا ندرس تماماً كما يدرس الإنجليز في مدارس الارستقراطيين في أيتون وهارو»- الطيب صالح يتحدث عن مدرسة واي سيدنا

"هامبورج أرواح صديقة تشاركك الغبطة"- عنوان اخر مقال له في المجله.. لاحظ الجرس الخفي في الكلمات..

«جئت إلى بلد لم أكن أرغب فيه لأعمل عملا هو كذلك ليست لي رغبة فيه»-الطيب صالح عن سفره لبريطانيا

وعنما سئل عن رأيه في الرسومات المسيئة للرسول (ص)

"أنا أولا بصفتي مسلما لا ترضيني الإساءة إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثانيا، أنا أعرف بلاد إسكندنافيا ومعجب بما أحرزته من تقدم وإشاعة للعدل ونظام اجتماعي لعله أكثر تطورا من أي نظام اجتماعي في العالم، وحل الإشكال ما بين الشيوعية والرأسمالية وعملوا أشياء أخرى عظيمة، لكن في أوروبا كلها، خاصة في دول إسكندنافيا يوجد إغراق في الإصرار على الحرية الشخصية، وحق الفرد في أن يفعل ما يشاء ويقول ما يشاء في حدود القانون، ولا يوجد قانون يحظر التجني على شخصيات دينية، لأنهم تجنوا على السيد المسيح، أضف إلى ذلك الجهل بالإسلام وبحضارتنا عموما، ثم الإسلام في نظرهم شخصية تغري بالسخرية، يعني في عالم من هذا المضمار، يبدو لهم أن الإسلام مثل رجل متزمت ورصين وحريص جدا على وقاره وكرامته، رسامو الكريكاتير هذه مادة مثالية بالنسبة إليهم، إنما هي في النهاية سوء خلق، والغضب الذي حدث من الممكن معالجته بطريقة أخرى، أن نسعى إلى إصدار قوانين. وسيحصل كثير من هذا، فعلينا أن نتوقع كثيرا من هذه الاستفزازات ونفكر جديا كيف نتصدى لها"

“الفوضى هي أن كل شيء أصبح محتملاً” - الطيب صالح

رحيل الطيب صالح
محمد عبده يماني
الخميـس 02 ربيـع الاول 1430 هـ 26 فبراير 2009 العدد 11048
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي

ورحل الأديب الفذ والرجل الصادق الأديب والروائي الرائع والرجل الذي تعدت بصماته الأدب السوداني والعربي وأوصلت أصواتنا إلى
العالم الغربي والشرقي حتى قلت يوماً وأنا أتحدث إلى مجموعة من الأدباء في فندق الدوشستر في لندن إن هذا الرجل حملنا قلمه وتخطى
بنا الإطار العربي حتى قرأ له بعض الأدباء في الغرب بعضاً من إنتاجه الأصيل وخاصة (موسم الهجرة إلى الشمال). ولقد جلست إلى هذا
الرجل الإنسان كثيراً وفرحت بخلقه وأدبه وقدرته على العطاء وعمقه حتى شعرت في وقت من الأوقات – وقلت هذا لمجموعة من الأدباء
حضروا معنا – أن الطيب صالح كان يستحق لو أننا خدمناه وروجنا لعطائه لينال جائزة نوبل للآداب التي فاز بها أديبنا المبدع الأستاذ نجيب محفوظ،
فكلاهما فارس هذا الفن، ولكن الطيب صالح لم يعبر عن الرواية السودانية كما فعل الأستاذ نجيب محفوظ في إبداعه في مجال القصة والرواية المصرية،
ولكنه نقل صوراً عميقة وعبر عنها في لغة أدبية سامية ومعالجة روائية بديعة أعجب بها الناس كما أعجبوا بكتابات الروائي الكبير الأستاذ نجيب محفوظ
ورفاقه. لكن أحداً لا ينكر أن الطيب صالح كان هو نافذة من هذه النوافذ الواسعة والمضيئة والتي أطل بها أدبنا فيما بيننا وبين بعضنا وفيما بيننا وبين الغرب،
والطيب صالح الذي ولد في كرمكول على ضفاف النيل وكانت ثقافته قرآنية ثم صار حتى درس وتخرج في كلية العلوم بجامعة الخرطوم،
وعاش جوانب من قسوة الاستعمار الإنجليزي وعنفه وكانت ميوله كما يقول عنه أساتذته ومعاصروه هي ميول أدبية جريئة، وكان يتابع بكل
إصرار جهوده للتعبير عن مكنونات نفسه، وعمل بالقسم العربي بالإذاعة البريطانية، وكان قد عمل بالإذاعة السودانية والتحق بهيئة اليونسكو بباريس،
ولست هنا في مجال استعراض لتاريخه ولكني أوافق على أن هذا الرجل الطيب صالح كان أمة أدب وأدب أمة وكاتباً عبّر عن الأمة بصدق
ورحل إلى نهاية رحلة الشمال فغادر بعد أن أدى واجبه كاملاً واحترمه كل من تعامل معه. وقد شكرت للأخ الرئيس عمر البشير ورجالات السودان
عنايتهم بتكريمه ونقله ليدفن حيث كان يتوق دائماً إلى مسقط رأسه، فجزاهم الله خير الجزاء.

وأحسب أن الطيب صالح بلا شك هامة من هامات أدبنا العربي ورجل مبدع حتى تم اختيار روايته (موسم الهجرة إلى الشمال) ضمن أفضل مائة
عمل روائي في تاريخ الإنسانية، وكنا نستغرب ونحن نجلس إليه عدم اكتراثه بكل تلك الجوائز والمقولات فقد كان دائماً يعبر في تواضع
(أنا لا أعتبر نفسي مهماً وأرجو أن لا تنظروا إلى هذا كتواضع ولكنها الحقيقة) وعندما أقول إن الطيب صالح كان نافذة مضيئة للأدب العربي
على الغرب، قصدت أن نتذكر أن بعض إنتاجه وخاصة (موسم الهجرة إلى الشمال) قد ترجم إلى عشرين لغة وحتى أقدم أدباء في إسرائيل على
ترجمة هذا العمل إلى اللغة العبرية وربما لا يعرف ذلك إلا قلة من الناس المتابعين لقضية انتشار الأدب العربي في العالم. وهو رجل كله خير
وبركة ومن حسن حظه أن اختارت له أمه اسم الطيب فهم يتفاءلون هناك بأن هذا الاسم يعني أنه رجل بركة ووالده محمد صالح صحبه ابنه كمزارع،
وقد أثّرت فيه حياته؛ حياة القرية وبيئتها، ونقل طيبته وأصالته عن أبيه.

رحم الله الطيب الإنسان فقد كان يملأ قلبه وعقله هاجس الأدب وحرص في مراحله الأولى على أن يصارع لدخول كلية الآداب ولم تساعده الظروف
ولم يتمكن من ذلك ولكنه عبر عن هذه الرغبة بطرق أخرى، وعندما كنت ألتقي بالحبيب الطيب صالح في لندن أشعر بعدم راحته ولا رغبته في الاستقرار
بها وأنه دوماً يحن ويتوق إلى ضفاف النيل، وكنت أشعر بارتباط هذا الإنسان ببلده ووطنه وهذا الوطن العربي الكبير، وكنت كلما أجلس إليه أفاجأ
بكمية القراءة التي يقرأها وبحثه الدائب عن الإنتاج الجديد في الأدب والرواية، وقد ذكر لي أنه في بداياته كان يرتبط بالمسرح.

رحمه الله فقد خلف زينب وسارة وسميرة وكان الطيب قد تزوج من زوجته السيدة جولي وأنجب منها البنات.

ومن ظواهر بروزه المبكر أنه كتب قصته (نخلة على الجدول) ولم ينشرها ثم كتب (حفنه تمر) و(دومة ود حامد)، وكما يقول الأستاذ طلحة جبريل
في حديثه عنه أن هذه كانت بمثابة الميلاد الحقيقي لأديب عالمي، ثم (عرس الزين) التي ظهرت عام 1966م. وفعلاً اتفق مع كل الذين نظروا إلى
رواية موسم الهجرة إلى الشمال بأن البطل فيه ملامح الطيب وكأنه لجأ إلى صور حقيقية عبر فيها عن التيه الذي كان يعيش فيه.

ونحن هنا في السعودية كما يقول صفوة من الأدباء عن هذا الإنسان أنه كانت له عناية بالأدب والأدباء في السعودية وكان يأنس لهم وله بصمات
ولقاءات جادة في الخليج في الاحتفالات الثقافية وقد ضحكت وأنا أقرأ تعابير الأخ الدكتور تركي الحمد وهو يشاغب كعادته ولكنه يقول الحق في
أننا لا نكرم أدباءنا ولا مفكرينا إلا بعد أن يموتوا. وأكرر أن هذا الرجل كان ممن يستحق فعلاً أن ندفعه ونقدمه للعالم، ولا يزال في عالمنا العربي
رجال يستحقون التكريم قبل فوات الأوان.

رحم الله الصديق الأديب الطيب صالح وتغمده برحمته وأسكنه فسيح جناته وأنا أشهد أنه كان رجلاً يحب الله ورسوله ويحترم الناس ويحترم الحوار،
وقد كانت لقاءاتي في الأشهر الأخيرة معه في لندن والتي أدركت فيها جوانب مما يعانيه وكأنّ المنية قد أنشبت فيه أظفارها، ورغم معاناته فقد كان
صابراً على مرضه ومحتسباً الأجر عند الله تعالى.

وختاماً فرحمك الله أيها الإنسان الطيب والأديب الطيب على كل ما قدمت من عمل طيب وأشهد أنك كنت أديباً صادقاً وروائياً فذاً، وأسال الله أن
يخلفك خيراً في أهلك وبناتك وكل من تحب، وخالص تعازينا لأسرتك وبناتك زينب وسارة وسميرة، وعزاؤنا في كل ذلك أنها سُنة الله في عباده
وأن كل إنسان إلى فناء وقد حدد ربنا هذا المنهج يوم علّمنا في الآية الكريمة «كل نفس ذائقة الموت»..

«إنا لله وإنا إليه راجعون».

وداعا.. ود حشا السودان

جمال إبراهيم الخبير

إنها لجلافة فاجرة وأنا أتقرّى من كحّل مآقى الأدب الكوني بشكوك الليل الفاتن، لأتحدث عنه بكلام مسفوح. لكنّ ماحسم ترددي القاسي أن كلامي يتوكأ على ترقوة معناه، ويتحّرى صراطه الطاعن فى البياض بهلع جسيم الصواب.
إنه ضجيج من جهة الغيب يحوقل، صمت مآذن تهمس آذان اللذة وقد بحّ ممارسة وتمزق تجريدا وتحقن همساتها فى سرّى مأمأة فى هيئة وحي.
إنه درويش يعرف كيف يسوس الدنيا، عربدة تشرب سهوا من جوف النجم وتطوّح فى قاع المعنى. إنه بكم فيه صرّ ينزّ من رعشة الخطفة الملفوفة فى حياء القبلة الاولى.
فهذا أفق وهذا شفق وذاك خيال، وهذا (الراوي) يعرف أني متّ كثيرا، عشت طويلا، جئت أخيرا تحت سؤال.
جئت بعد أن نفانى سرده الى مقلة حب، لكن يده تمددت ماسحة صورتها تاركة فوق اللون المقتول بقايا نور لنهار مات بالسكتة الضوئية. فزقزق (ود حشا السودان) أخاديد المساء ونسج من ذاك الموت الوسيم نصف أحلام هذا الشعب الكبير.
إنه إيقاع الخطف المعكوس والذى يستنبت نصف الاحلام الاخرى فى صحراء العدم. إنه ترحيل لحظة الكشف الى طيف النّص لانه جناح سؤال فى متاهة الكلام.
إنه إنبهار متوتر يحوم فوق عرش النص وإنبهار مسكوب من قاع ذاك النص. إنه القلق والمقلق خارج الرؤى والحضور الدائم والغياب الحاضر والفعل المبنى للمعلوم والسحر المبني للمجهول والذي لايمكن الارتجاف به إلا معه.
إنه مسمار إبداع فى كعب الرواية العربية يطأ شرق الزمان مترفقا من تيهه فتنطرح تجاعيد الوجود ويتصبب جبين الفلق فيقطّر غيم الابدية فى كأس الابجدية قطرات اللذة الملسوعة من شفاه الخلود تاتأة تطرد بعض الاثم عن الدنيا بمفردة يخجل منها المعجم.
إنه شرر إندلع فى محارق الجمال حينما أعطى الرواية الانسانية أبعادها الاحتمالية القابلة للتأويل المشفوع بنبرة الفضاء.
هذا التربال (الكرمكولي) القح إ ستطاع بمباغتة مفرطة الاناقة أن (يحشر) بنانه فى شقوق الخيال ويقنص ما تربّى من بصيص الوقت فى وضح الوجوم فيقتلع شطئه المستوى على سوقه ثم (يحتّه) إندهاشا دائخا يتورّد فى خدود الكلام.
إنه حبّ تيمم فوق رمال السماء إبتلانا الله به ليقتات من قلوبنا ونحن بين روايتين ودمعتين وشهقتين وخضتين ونشوة عذراء ومذاق متأخر للبكاء الطاعم وهو بكاء السر الجميل، نتوضأ عيدا نواري به سوءة أحزاننا فى ساعة الهتك العظيم ووقت خلخلة العقول، هناك حيث الأنا هباء وكل شىء ككل شىء لنودعه وكيف نودع قوت القلوب؟ كيف نودع هذا السؤال المسروق من جيب الظن والذي يرضع اليقين النديان من ضروع المحال ؟ فوداعا ووداعا.
أيهذا الجمال الغريب والذي ارتحلنا إليه فى رحلة غامضة الفجاءة فاعطانا رحلة أخرى.
على هذه الرحلة تاخذ علٌ قبره شكل المغفرة .


rayaam.info

"أرجو أن تتغلب روح التسامح في نهاية الأمر على التزمت ومحاولة فرض الأشياء"- الطيب صالح

"التراث يجب أن يستعمل لتأكيد القيم الايجابية في الأمة وليس لتفرقة الأمة. لسوء الحظ هناك بعض الناس، بيستعملوا التراث لتفرقة الناس" - الطيب صالح في مركز الحوار العربي

"في كل مرة كان يجينا عهد حكم عسكري ويقولك نحنا سنحل مشكلة الجنوب ويدخلوا جيش نظامي في غابات وأحراش ويفشلون في كل مرة. وهذا الحكم الآن أيضا فاشل. فلا بد من حرية الفكر ولا بد أن كل إنسان يقول بأمانة كيف يرى الأشياء...عندها نصل إلى حل. " - الطيب صالح في منتدى الحوار

" كل الذي نراه كما تعلم سيدي بأوروبا عمره أقل من قرن ما في معجزة بالمناسبة نحن مرات لأنه بنشوف هذا الغرب عنده هذا الجبروت الصناعي والحربي والطيارات، بنفتكر أن الإنسان الأوروبي أو الإنسان الأميركي نزل من السماء. هؤلاء ناس ..بشر.. بالمناسبة عاديين زينا، بل لعلنا من ناحية الذكاء الفردي والقدرة على الإبداع أكثر منهم إبداعا، الموضوع كله إننا طبعا تعرضنا إلى تجارب مريرة.." - الطيب صالح

" ناس كثيرين عندهم طاقات وعندهم خيال وعندهم رغبة وإحساس بأن هذه الأمة تستحق الوصول إلى شيء أحسن. فلماذا نحن أقل مما نحن مؤهلون له؟" - الطيب صالح

«كنت أفكر في دراسة الآداب، حتى مستر لانغ ناظر مدرسة وادي سيدنا الثانوية شجعني على دخول كلية الآداب، لكن كانت تستهويني دراسة الزراعة إذ بدت لي مسألة رومانتيكية» - الطيب صالح

"إنهم يعتقدون أنه إذا ما كان هناك أي كلام سلبي (على لسان بعض الشخصيات في الرواية) فلابد أنها وجهة نظر الكاتب" - الطيب صالح

" فقلت له : ومتى تقيمون طلمبة الماء والمشروع الزراعي ومحطة الباخرة " فاطرق برهة ثم أجابني : " حين ينام الناس فلا يرون الدومة في أحلامهم " - الطيب صالح - دومة ود حامد

"كنت سعيداً تلك الأيام، كطفل يرى وجهه في المراّة لأول مرة"- الطيب صالح - موسم الهجرة الي الشمال

دهش محيميد دهشة عظيمة حين قال سعيد عشا البايتات بإقتناع :
" جملة الأيمان البلد حاصل فيها خير. البلد ماشيه علي خير. إنتو ناس إما تبقوا حكام او تقولوا البلد خربت " - الطيب صالح - بندر شاه - ضو البيت

" وأنا قلبي فيه جروح بعد لم تندمل" - الطيب صالح- رساله الي ايلين

http://www.youtube.com/watch?v=d1g-6TgsRAw&feature=related

«كانت مدرسة وادي سيدنا مدرسة فاخرة، بناها الإنجليز بناءً باذخاً على غرار أعظم المدارس في إنجلترا وكنا ندرس تماماً كما يدرس الإنجليز في مدارس الارستقراطيين في أيتون وهارو» - الطيب صالح

"هكذا فعلت أوروبا مع السيد المسيح عليه السلام. جعلوه رمزاً يناسب مزاجهم وظروفهم. ولد في عالم الشرق الدافئ المضيء. وكان هو نفسه ضوءاً. أخذوه رمزاً، وخلطوه بما عرفوا من رموزهم القديمة. جعلوا ميلاده في عز الشتاء لأنهم كانوا قبل أن يعتنقوا المسيحية، يحتفلون في هذا الوقت بالرقص والغناء والولائم. يبددون كآبة الشتاء، ويدفعون الخوف من المجهول، ويملأون ذلك الفصل الغامض بين العام المنصرم والعام الوليد بالصخب وافتعال الفرح" - الطيب صالح في مقال عن عيد الميلاد

"التأثر ليس سوى إيقاظ لما في النفس." الطيب صالح - مجلة العربي

"إننى أتصور - دائما - الكاتب وهو غاطس في حلم ما، وأتخيله جالسا على حافة بركة صافية الأديم، ولكنه منهمك في تعكيرها، لأنه يمد أصابعه إلى قاعها، ويلمس الطين القابع في قعرها ويحركه باستمرار، بل هو لا يكتفي بذلك، لأنه يريد أن يحفر في أعماق ذلك الطين نفسه ليتعرف إلى خفاياه. بينما أتخيل الناقد جالسا بهدوء، ينظر بعاطفة مثلجة إلى ما يحدث على سطح هذه البركة!!." - الطيب صالح - مجلة العربي

"إن الأعمال العظيمة لا تخلو- دائما- من أشياء مملة.. ومن العبث أن تتوقع من كل عمل عظيم أن يكون عظيما في كل جملة من جمله وكل تفصيلة من دقائقه، إنه عظيم في وجوده الكلي فحسب" - الطيب صالح

http://www.youtube.com/watch?v=0VTi5dNhuNM&feature=related

"الرجل بمفرده كائن ناقص لا يكتمل نفسيًا أو عقليًا إلا بوجود المرأة " - الطيب صالح

"أن الكثير مما نظنه جديداً هو قديم وموجود من قبل" - الطيب صالح

"أهم شيء صنعته في الرواية العربيةأنني أضأت مناطق مظلمة في الوعي العربي" - الطيب صالح

"الغربة تؤكد إحساس الانتماء." - الطيب صالح

"البساطة هي كل أملنا في الخلاص " - الطيب صالح

"هناك أناس كثيرون من العرب أحبوها وأناس آخرون ينكرونها, لأنها واجهتهم بأشياء ما كانوا يحبون أن يواجهوا بها!! " - الطيب صالح يتحدث عن موسم الهجرة الي الشمال

"وقد تمر سنوات طوال على بعض الأعمال وهي غارقة في الإهمال، ثم تعود فجأة إلى الظهور ويتخاطفها الناس وكأنها بنت يومها، والسبب أنها لم تغادر يوما حالة الوجود، وظلت طاقة محبوسة كالمارد في القمقم.. تحمل إمكان انطلاقها في ذاتها عاجلا أم آجلا ما دامت ذات قيمة عظيمة." الطيب صالح - العربي

Quote: "أقول لك صادقاً ليس لديّ أي إحساس بأهمية ما كتبت، ولا أحس أنني مهم، هذا ليس تواضعاً لكنها الحقيقة، إذا اعتقد الناس أن ما كتبته مهم فهذا شأنهم لكنني قطرة في بحر"- الطيب صالح

كنت امنى نفسى بكتابة جادة و مرح وفرح....لكنها الهموم...تتوغل فى دواخلى ..حتى اسعدنى هذأ المقال.......الطيب ..ود صالح...لم يموت.......

لك حبى و تقديرى و احترامى.....

صديق - الدوحة

كنت أتحاشي الردود في هذا البوست حتي لا أقطع إحساس القارئ بالعبارات المكتوبه لكن لم ها أنا ذا أقول لك:

" لك الحب أينما كنت..."

"إحساس الغربة موجود عندي وأتعامل معه بطرق مختلفة.. تعاملاً لا يخلو من عنصر الوجع ولكن ليس وجعًا دائما أو مستمرًا في الـ 24 ساعة في اليوم.. أحيانًا أنساه!!" - الطيب صالح

"والبلاد مثل البشر، منها ما يهش لك، ومنها ما يكشر في وجهك" - الطيب صالح عن علاقة العرب بالأندلس

"وأهم من محض التنمية عندي، أن الإنسان الأمي حين ينفض عنه أغلال أميته، فإنه يصبح هو نفسه، في حد ذاته، إنساناً أفضل، إنساناً أكثر انفتاحاً على آفاق الكون الرحبة وأسراره التي تُغري بالاكتشاف. ولا تعود حياته تقاس بعدد الأعوام التي قضاها على وجه الأرض، ولكن بدرجة عمق تجربته الفكرية والروحية"
-الطيب صالح - المجلة

"قال أمين الريحاني في رسالته إلى الملك عبد العزيز، إنه أول قائد عربي منذ عمر بن الخطاب يوحد جزيرة العرب. قلت للشيخ ضاحكاً “هذه دعوى عريضة. إذن أين يذهب عبد الملك بن مروان؟ وأين يذهب هارون الرشيد؟ فأجابني الشيخ بجاذبيته المعهودة “ما عليك يا طيب صالح. اسكت واقرأ”- الطيب صالح

" أنا بأمانة لا أحاول تجاوز ما فعلته من قبل لأن الموضوع كله بالنسبة إليّ هو عملية فيها معنى البحث عن شيء" - الطيب صالح

< النص يختارك قبل ان تختارة ولا اعد نفسي كاتبا محترفا ولكني هاويا > - الطيب صالح

( فقلت له : " هل نظن أن الدومة ستقطع يوماً ؟ " فنظر إلى ملياً وكأنه يريد أن ينقل إلى خلال عينيه المتعبتين الباهتتين ما لا تقوى على نقله الكلمات : " لن تكون ثمة ضرورة لقطع الدومة ليس ثمة داع لإزالة الضريح . الأمر الذي فات على هؤلاء الناس جميعاً ، إن المكان يسع لكل هذه الأشياء ، يتسع للدومة والضريح ومكنة الماء ومحطة الباخرة ) - الطيب صالح - دومة ود حامد

(أنا مسافر بين الحالتين، وأسمي حالتي هذه بالكلمة الإنجليزية « « commute، والكميوت هو من يشتغل في المدينة ويسكن في الضواحي، ويسافر كل يوم من الضاحية إلى المدينة بالقطارات والسيارات في المدن الأوروبية. كنت طوال الوقت أسافر بين هذه الأحوال، هي أحوال صعبة ومنهكة نفسياً بالطبع، لكنها منعشة، ولها ردود فعل) الطيب صالح - صحيفة الراي العام السودانيه

"بدأت بكتابة القصة القصيرة منذ الخمسينيات , ولااخفي انني وحتى اواسط الستينيات كنت اكتب للمتعة , ومن ثم تورطت !!"- الطيب صالح

"ان الكاتب يشعر احيانا بحزن شديد عندما تصدق تنبؤاته ..!!"

" المرأة في رواياتي هي الطرف , ان صح التعبير , الذي يقع عليه العنف , ولهذا اقول انه ليس بمحض الصدفة في الحروب القديمة عندما كان يدخل جيش منتصر لمدينة ما , تستباح له هذه المدينة , واول مايستباح هم النساء , ولذلك قلت : ان المراة , مفهوم المرأة او الانوثة هي التي يقع عليها العنف في الحضارة . واود هنا ان اقول : انني في رواية موسم الهجرة الى الشمال قدمت النساء الاوربيات كأنهن نساء ساقطات , فان هذا لم يكن قصدي ابدا .. لقد وقع عليهن العنف كما وقع على غيرهن , ولكن المشكلة تعقدت هنا لان العنف له مبرر خلقي , فبطل الرواية نفسه مظلوم , وهذه الحالة دائمة الحدوث في التاريخ .. المظلوم يوقع الظلم على الاخرين, وقد جعلت الفتاة حسنة , في الرواية نفسها , وهي بنت البيئة السودانية , جعلتها ايضا ضحية لهذا العنف . " - الطيب صالح عن المرأة في رواياته

"أنا من ناحية المبدأ أومن أن الكاتب والمفكر يجب أن تتاح له الحرية الكاملة ليعبر بأمانة عن وجهة نظره، وعلى الناس أن يقارعوه الحجة بالحجة، لكنني أتفهم موقف السلطات والحكومات، لأنني عملت كمسؤول فلست كاتبا بمعنى أنني غير مطلع على الظروف التي تجعل السلطة تجيز أو تمنع، وحينما كنت مديرا لوزارة الإعلام في قطر قمت بمنع بعض أعمالي، وهي ممنوعة إلى اليوم، لأنني كمدير لوزارة، وعارف بظروف البلد، لم يكن يحق لي أن أسمح بعمل يحرجهم، والناشر لم يكن أمينا معي وأردت ألا يستفيد من بيع هذه الكتب، يجب أن يكون المسؤول على وعي كامل وأن لا يمنعوا جزافا من أجل كلمة يعتبرونها بذيئة، وأدبنا مليء بالبذاءة منذ القدم، وهي جزء من التعبير العربي منذ امرئ القيس، والجاحظ، وهي في الطبع العربي، ونحن الآن بسبب التحولات الاجتماعية في المجتمع العربي، نجد أن بعض الكلمات والألفاظ تبدو لنا فاحشة، مع أن العرب كانوا يقولونها دون حرج، والواقع أن حتى رواية سلمان رشدي آيات شيطانية" هذه رواية مملة سخيفة ولو لم يقم الاخوة في إيران بإصدار فتوى ضدها لما باعت خمسمائة نسخة، اشتريت هذه الرواية عندما ظهرت ولم أستطع أن أكملها، ولكن بعد أن قامت هذه الضوضاء أجبرت نفسي على قراءتها فوجدتها مملة وليس لها قيمة أدبية ولا فكرية ولكنها أصبحت أكثر الروايات رواجا ، إذن يجب أن لا نهب عند أي قضية قائلين إن هذا يضر الدين ويسيء للإسلام ، فديننا قوي متين ، ولن يؤثر عليه أي تطاول مهما بلغ" - الطيب صالح عن منع الروايات