بششتنة ... ورقاد واطة ...!!!!

(1)


عمامته كانت لا تقل عن ستة .....



أمتار .... ركب الركشة ... معي .... ملأها ... بالكامل ... فقد كان يحمل ....



بطناً أمامه .... (تقول جنى تسعة شهور ) ..... مسبحته بيمينه .... وعصا ...


الأبنوس .... تلمع .... حين يلمع خاتم على يمينه ... في تناغم عجيب ....


حياني بعد أن جلس ... مالئاً الفراغ الذي هو أصلاً مقعد لشخصين .... إعتزر عن


مضايقتي ... بصوت جهوري ... رزين .... ثم واصل ... جر مسبحته ... وهو ...


يتمتم في خشوع .... إحترمت خشوعه ... فتحت صحيفتي ... أتشاغل بها عن ..


مراقبتي له ... وتاملاتي التي قد تضايقه ... قبلها سألته أن يدعو لي ... فدعا لي (


كاش ) ... ربنا يوفقك ..و ... و...( آمين )


تحركت الركشة نحو الهجرة ... سألني :... ماشي بيت المال ياشيخنا ؟؟؟؟



أجبته : نعم ... ماشي لحدي الكبجاب ....


رد : ماشاالله ... ناس منو ؟؟؟


أجبته : ناس (السراج )...


أجابني : نعم الناس ...


ثم بدأ يعرفني بنفسه : أخوك (...) ... رئيس اللجنة الشعبية ... وعضو أمانة المؤتمر


الوطني ... وأمام المسجد .... و... و.... و....


قلت في نفسي : هي بيت المال دي ياكافي البلا ... مافيها راجل غيرك ؟؟؟


ثم تداركت : نعم ... بس الراجل ... يستاهل ... تقي وورع وبركة وهيبة ...


وجتة ... ماشاالله ...


حدثني عن التغيير الذي صار ... الحمدلله ... الشباب كلهم ... بيصلو الصبح ... حاضر


البنات كلهم إتحجبو .... النسوان الكبار دخلناهم ... ( نحو الأمية ) نطقها هكذا ...


قلت لنفسي : البلد كلها الآن ماشا (نحو الامية) .... !


ثم حدثني عن فضل ... الظهر ...


قلت لنفسي : أولى أن تتحدث عن فضل البطن ... يا أبوكرشة مترين ....


أحس بأنني أستهجنت هيئته وكرشه البارز فقال :


دي من الموية الساقطة ... مش من الأكل الكتير ... بس مشيت لدكتور قال لي....


قلت لنفسي : أكيد قال ليك تمشي لي جزار ... يفتح الكرشة ... ويدفقها ويغسلا ويرجعا


تاني .... زي أمفتفت ....


ثم بدأ يحدثني شوية عن التوجه الحضاري .... ومجتمع الفضيلة ... الذي إستطاعوا


تنزيله على أرض الواقع .....


فجأة ... أصتدمت الركشة ...بحافلة ركاب ... وأنقلبت بنا .... طار صاحبنا ... من


على ظهر الركشة .... ووقع على الأرض ... بجتته ... المهولة .... وبعد أن إصتدم


بالأرض وتطايرت ... عصاه ومسبحته وعمامته .....


صاح بعلو صوته :


بشششششششتنة ... ورقاد واطة ..!!!!



يتبع ..

(5)

بعد ... أن ... إنقلبت الركشة ... ووقع ... صاحبنا

وقعته تلك ... التي حدثتكم .... عنها .... فجأة .... أكتشفنا .... أن بالسودان ...

شرطة للمرور .... كغيره ... من دول العالم .... جاءنا .... أحدهم ....

يلبس ... أبيضاً .... وعلى فمه .... صافرة ... ليست ... كصافرة حكام ... الكورة ....

ولكنها ... على ... نسق (حسن والصفارة ) .... التي درسناها ...

في زماننا .. الأول .....

جاء حسن وصفارته ... على فمه .... وجاء .... ( ناس أبومرووة ) ... وهذا ..

إسم ...كنا ... نطلقه ... على ... العطالة ... في حلتنا .... خدماتهم ... تمتد ..

خارج وداخل البيوت ... وتجدهم ...دائماً ... على ... راس كل ... كل شارع ...

وناصية ... دكان .... يركبون ... الستاير ... للحريم ... في البيوت ... ويحولوا

الدواليب ... في الأعياد .... ويفكوا ويركبوا الصيوان ... في المناسبات .....

وأهم وظاءهم بالطبع .... الوصيف ... للرايحين .... مابتعرف بيت ناس فلان يابن

العم .... ؟؟؟؟ ...... وهنا ... كأنه ... وجد ... الرايحة .... يخلص في الوصف

تقول مؤجرينو ..... إيييه .... جالستهم .... زمنااااااااًً

على العموم .... أخذ حسن والصفارة .... سواق الركشة ... جانباً ....

وحاوره ... حواراً ... طويلاً .... فهمت منه ... مقتطفات ... أهمها ....

الشافع ... ماعندو ... رخصة ... وحسن والصفارة ... بقول ليهو ... خارج نفسك

... لم أفهم ... خارج نفسك ... دي ... هل يحرضه .. على الهرب ...

؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ناس ... أبومروووة ... جاءونا ... من حيث مجلسهم الغريب ... على بنابر ست الشاي ....

يركضون .... لم أتفاءل ... خيراً ... فأنا

أعرفهم ...جيداً ... نحن بالنسبة ... لهم ... فلم ... فرجة ... موضوع ... لكسر

حاجز الرتابة ... وإستهلاك ... الوقت .... أعرفهم ... مذ كانوا ... يتصايحون ...

خلف ... سيارة ... أغلق صاحبها ... الباب .. على طرف ... ثوب ... صاحبته ..

أو أمه ... يتراكضون .. خلفه .... التووووووب ... التووووب ... يابن العم ....

التوووووب .... وعندما ... يحتاجهم ... فعلاً ... في الوحل ... أو تغيير ..العجل

أو دفرة ... هنا تظهر ... أمراض ... كوجع الضهر ... والرطوبة ... والقضروف

أقبلوا ... يتصايحون ... سلامة .. ياخوانا ... إنشاء الله ... مافي عوجة ...

قلت لنفسي عوجة أكتر من ...شوال التبش الإتشتت ده ( أعنى صاحبي أبوكرشة )

هييييي ... أنا عارفكم .... حلوين لسان ... قليلين إحسان .... نفضت عن نفسي

غبارها ... وتحاملت عليها ... ووقفت ... بينما كان أبوكرشة ... في إنتظار ناس

أبومرووة ... واطاتك صبحت .... يحلقوا فيك كدة للصباح ...

الشافع ... سواق الركشة ... وحسن والصفارة وأبومرووووة .... عاملين ركن نقاش

نمشى القسم .... لا ... الجماعة كويسين .... مافي داعي للبهدلة ... الشفع الصغار

ديل ... يسوقوا في الركشات ... أما فوضى ... يعملوا شنو مساكين .. عندهم

مسؤليات .... مسؤليات شنو ... على الحرام ... ديل صعاليق ساااي .....

كل هذا ... وكوم اللجنة الشعبية وكل المناصب التي ذكرها ... لم ينهض منها شيئاً

مازال صاحبي ... أبوكرشة مجدوع في الخور .....

حسن والصفارة ... قال للشافع خارج نفسك ... أخيراً فهمتها ... حين قال ... ياتدفع

عشرين ألف ... يا الرج ... الرج هذا ...كأنه الحبس ... ناس أبو مرووووة ....

تدخلوا ... ياجنابو ... أعمل للراجل دسكاوند ... الجماعة ...كويسين ... واحد قام

كويس ... وكان لي ... عمك أبكرشة ... شكينا على الله ... فقرتو ... حرم السيف

مايدليها ... يعني ... خليها خمستاشر ....

أخيراً ... دفع الشافع ... تمنتاشر .... حسن والصفارة ... عايز يمشى ... صاح فيه

ناس أبومروووة ... حقنا ... تعبنا .... أعطاهم ...ثلاثة آلاف ... ومضى ...

أوقفت تاكسي ... وركبت .... وعيني على .... الشافع ... وأبكرشة .......

عدل الشافع الركشة ... وأدار المسجل ... وصوت المغنية ينادي صديقي أب كرشة في

رقدته

ووب عليا ... قلبا بيا .... السايق العربية