السودان مشكلة (جنسية) .. أخذت طابعاً سياسياً ....؟؟؟

السودان مشكلة (جنسية) .. أخذت طابعاً سياسياً ....؟؟؟


12-14-2006, 05:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=352&msg=1189757123&rn=0


Post: #1
Title: السودان مشكلة (جنسية) .. أخذت طابعاً سياسياً ....؟؟؟
Author: كمال علي الزين
Date: 12-14-2006, 05:28 AM

المقولة لصديقي (عماد على فرغلي) ... حين كنا نناقش

قضايا السودان ما يجمعنا ومايفرقنا وهي تأخذ بعض الصدقية من جانب ...

وبعض الطرافة في جوانب عدة ...

أولاً الإنفصال والدعوة له لماذا ؟؟؟

حقيقة الأمر أن كلمة السودان هذه كذبة كبيرة ليس هنالك دولة بهذا المسمى ...

نحن مجموعة شعوب جمعتها ظروف التاريخ الشماليون وأهل الوسط وبعض أهل

الشرق مجموعة تضم إليها في الواقع مجموعة البقارة في الغرب ...

النيليون في الجنوب هذه مجموعة ...

ثم أم المعضلات مجموعات ما يسمى بالزرقة في الغرب وهي مجموعات تنتمي تاريخياً

إلى غرب إفريقيا وثبت أخيراً أنها تنتمي إليهم وجدانياً أيضاً أي أنها مجموعة

تنتمي إلى السودان بحكم هجرات تميزها حداثتها تاريخيا لذلك ظلت ترتبط بجزورها ..

في غرب إفريقيا مما حدا بها أن تعاني ونعاني معها من إذدواجية إنتماءها ...

وكون تدني معدل إختلاطها وتزاوجها مع بقية المجموعات الذي نتج عن حداثة هجرتهم إلى

المكان جعلهم يعيشون عزلةً عرقية ... نتج عنها شعور بالدونية والتهميش حتى في

مجتمعات غرب السودان ...

ولأن السودان دولة يغلب عليها الطابع القبلي الذي دائماً ما ينبني على عصبية العرق ..

وإدعاء العلو على الآخر تراكمت الأزمة عبر السنوات ليحدث الإنفجار الكبير

الذي أسهم فيه إستخدام نظام الإنقاذ لبعض هذه المجموعات وإستقلال العاطفة الدينية في

حرب الجنوب مما أخرجهم بخبرة عسكرية بعد أزمة الحكم الداخلية وإنقسام

النظام على نفسه إلى مجموعتين متدافعتين ...

والخطأ التاريخي هو تمسكنا بهذا الإسم ( السودان ) الذي كان معنياً بكل إفريقيا جنوب

الصحراء ..

وهذا الخطأ مشابه لمعضلة نجح التونسيون في تخطيها ...

حيث أن كلمة إفريقيا هي الإسم التاريخي لدولة (تونس )الحالية .. ولكنهم رفضوا

التمسك بهذا الإسم التاريخي تجنباً للبس والخلط بعد أن أطلقه

اليونانيون في أطلسهم الشهير على مجموع القارة السمراء ...

معضلة التزاوج هذه ( أي المعضلة الجنسية ) هي ما أفرزت ما نعانيه الآن ....

حيث أن النوبيون في الشمال تزاوجو وأمتزجوا مع كل المجموعات .. في الوسط ...

حتى كوستى مما أنتج وحدة قسرية بحكم النسبة والتصاهر والتلاحم ..

مما نتج عنه وحدة مصيرية حتمية ...

والناظر إلى التاريخ الأمريكي( مثالاً ) بتمعن يجد هم أثنيات وثقافات

مختلفة لم تكن موحدة .... بل جاءت وحدتها عبر تجارب ودروس ومخاض طويل أفرز

مجتمعاً وحده ذلك (الحلم الأمريكي) ... وردعته الحروب وعلمته أن السلم الإجتماعي

مقدمة للسلام سياسي فحرروا الزنج ... و(بقي الامر في النفوس) ....

إلا أنهم أرتضوا غلبة الآيرش على غيرهم من قوميات ....

هذه ثقافة الامر الواقع ...

التي لا تنفع في سودان كله عناتر

وسنستقى مثالاً آخر غير بلاد العم سام فوحدتهم مدفوعة الثمن ...

من دماء السكان الأصليين والزنوج والمهاجرين الأوربيين على حد سواء..


والأمل في معالجة هذا المشكل عبر وسائل إعلامية وتعليمية وتثقيفية تعي دورها , في دفع

مسيرة التصاهر , والإيمان بوحدة المصير وهو دور لا تستطيع أجهزة النظام الإسلاموعروبي

الإعلامية ذات الإتجاه الواحد كأغلب شوارع الخرطوم أن تطلع به من خلال منتسبيها

الإنتهازيين ...الذين وظفوا مأساة الهوس الديني والعنف والإنحطاط اللذان

سادا مع مقدم هذا النظام لمنافعهم الشخصية ...
واغلبهم ككتاب المسرح والدراما عندما يتحدثون عن قضايا سياسية وآيدولوجية ..

يتبادر إلى الذهن ( الفرد هتشكوك ) ومبالغته في تضخيم الصغائر وفي تصغير المصائب


فهي كلمتان ( الإدارة الاهلية ) ....

الحل يجب أن يكون أهلي , شعبي , أسري ..

وبعدها حل المشكلة الجنسية تزواجوا وتصاهروا ولتكن إستراتيجية بعيدة المدى ...

أو فالفناء ... للجميع ...

وقد قالها الكيزان ( أو ترق كل الدماء ) ...

وللأسف فالصراع في كفتيه في دارفور صراع كيزان ( من وجه نظري على الأقل )...


ومما يفاقم المشكل السوداني هو ميلنا دائماً للتساؤل

حول حول هويتنا ومحاولة ربطها بعنصرين أساسين أحاطا بنا تاريخا هما عنصرا

الزنوجة ... والعروبة .. دائماً ماشغلت النخبة السودانية ... بالبحث والتنقيب .. في

محاولة لتغليب أحد العنصرين على الآخر ... حتى أمتد الصراع إلى العامة والبسطاء ..


فصار شغلنا الشاغل هو البحث عن أصل .. رغم ان القومية السودانية بكل مكوناتها

وأعراقها المتلاقحة (نوعاً م)ا وثراءها الثقافي كانت الجامع الأقرب والإجابة المثلى

لهذا التساؤل .. الذي كدنا نفنى بعضنا البعض ... لمحاولة الإجابة عليها وفقاً لإختيارات

نحاول فرضها على الآخر ...

والثابت أن عروبتنا لا خلاف حولها وزنوجتنا أيضاً لا مراء فيها ولا مفر منها ...

والذي يجمع هذا وتلك هو قوميتنا السودانية .. التي إستطاعت أن تتميز عن غيرها من

القوميات العربية والإفريقية بجمعها لخصائص العروبة والزنوجة ...

في غيرما تضاد أوتنافر ..

ولم يكن هنالك .. مناص .. من التلاقح .. والتزاوج .. بين من يغلب عليهم هذا أو ذاك ..

إلا المصالح التي ترتبط بالشخوص أو السياسة مما يجعلها تؤطر لرفض تقبل اي الطرفين

لمفهوم .. القومية السودانية المميزة ...مع عدم انكار دور العنصرين العربي والافريقي

معاً .. في صياغة وخلق هذه القومية ... الثرية ثقافياً .. والتي تتمتع بمرونة .. تجعلها

تتواصل بين العالمين العربي والإفريقي دون أن تنفصل عن .. بعدها القومي الداخلي ..

الذي يتمتع بخصوصية الجمع والإنصهار وسعة القدرة على إستيعاب

الحضارتين ومزجهما وإستخلاص أفضل ما فيهما من خصائص .