إسرائيل و الجنوب..!

إسرائيل و الجنوب..!


12-22-2011, 12:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=350&msg=1324554957&rn=1


Post: #1
Title: إسرائيل و الجنوب..!
Author: محمد شرف الدين
Date: 12-22-2011, 12:55 PM
Parent: #0

إن زيارة سلفاكير، رئيس دولة الجنوب، إلى إسرائيل، تعدّ نتاجاً طبيعياً، ومولوداً شرعياً، للسياسة الرعناء، التي ظلت تنتهجها عقلية صناع القرار في البلاد، تجاه الجنوب منذ الاستقلال، عقلية ظنت وعلى مدى، عشرات السنين، أن العلاج لمشكلة الجنوب، هو الحرب.. وعكفت تهدر موارد البلاد، في شراء السلاح كأدوية لقتل أبناء السودان من الجانبين، وكأنهم جراثيم تسببت في إشعال اسقام الاحتراب بين الإخوة في الشمال و الجنوب، لم تكلف تلك العقلية نفسها، جهد البحث و دراسة الأسباب الحقيقة للمشكلة، ومحاولة وضع حلول جذرية، بدلاً عن النهج القتالي، الذي آمنت به جل الحكومات واعتنقته على مدى زهاء الستين عاماً كتشخيص صحيح لعلاج المشكلة ...ولم يقتصر الأمر على الساسة فحسب، بل شاطرهم فيه كافة قطاعات المجتمع المستنيرة، (الفنانون) تغنوا لتأجيج الحرب و إزكاء نيرانها، أما الشعراء الذين هاموا في أودية كل الحكومات جعلوا من شعرهم حطباً لإضرام نار القتال بين الإخوة، ونظّر المثقفون و الكتاب لعقلية الحرب وقدموا لها البعد الأيدلوجي كوقود ثقافي للاستمرار في القتال، المثقفون الذين بدأوا الحرب ثقافياً من خلال ما أثاروه من جدل بيزنطي بين ما أسموه جدل (الغابة والصحراء) في إشارة رمزية للأفريقانية والعروبة، فالحرب أولها كلام كما تعلمون.. فبعض الكتاب و المثقفين عملوا على فصل السودان ثقافياً، من خلال الاتجاهات الثقافية الهلامية الانفصالية المزعومة في (الغابة و الصحراء)، وكان للإعلام بأنواعه المختلفة دوره السالب في شطر السودان إلى بلدين متناحرين، وأسهم رجالات الطرق الصوفية في الجهد السالب أيضاً، الجهد الذي دفع الجنوب دفعاً نحو هاوية الانفصال وذلك من خلال وقوفهم خلف عقلية الحرب، ولم يقدموا، منذ الاستقلال أي مبادرة لحل المشكلة سلمياً، فانفصال الجنوب على أنقاض كل هذه المتراكمات، و المعطيات المأساوية لن يكون في صالح دولة الشمال في المستقبل المنظور ، بل سيكون مصدر قلق ومنبعاً قوياً لتصدير المشاكل إلى السودان، ولعل ميزان التبادل الوحيد الذي سيميز علاقة البلدين في القريب، سيكون ميزان تبادل الإتهامات وتأجيج الصراع و القلاقل و استغلال نقاط الضعف في كل طرف، اتكاءً على مناصرين دوليين أو إقليميين، ولن يؤدي ذلك إلى استقرار لا الشمال ولا الجنوب، فقد ظل فاقدي البصيرة في الشمال، يظنون أنه بذهاب الجنوب ستحل مشكلة الشمال، وهللوا ونحروا الذبائح بعد إعلان الانفصال...ولكنهم لايدرون أنهم نحروا مستقبل السودان.. نحروا استقراره... نحروا التسامح وروح المودة و الإخاء الإنساني.. هم مسؤولون عن زيارة سلفاكير إلى إسرائيل ..إسرائيل التى تثير أعصابهم لدرجة الجنون..فأنتم مسؤولون عن افتتاح سفارة لإسرائيل بالقرب من حدودنا الجنوبية في جوبا ، مثلما لديها سفارة في حدودنا الشمالية في القاهرة..كل ذلك يحدث في زمن الغفلة وليس الانتباهة.!
عمود معطيات بصحيفة( الآن)