علماء التحنيط ..!

علماء التحنيط ..!


12-20-2011, 09:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=350&msg=1324371156&rn=0


Post: #1
Title: علماء التحنيط ..!
Author: محمد شرف الدين
Date: 12-20-2011, 09:52 AM

إن آفة العلم ليس النسيان فحسب ، بل بعض العلماء .! علماء هم أعداء للعلم ، فأمثالهم، كأنما يضعون مواداً حافظة في ما تلقوه من أفكار ومصطلحات غيرهم ، ربّما، لحفظها، كي لا تتسرب إليها حسنة التجديد، ومواكبة التطور، وتبسيط العلم لفائدة المجتمع ، فهم يحفظون أعقد المصطلحات الفلسفية ، وأعظم جهد يهدرونه، حينما يتقيأون تلك المصطلحات، كلما تحينوا سانحة ... يتقيأونها ، كما هي دون هضم، فعقولهم، فيما يبدو، تعاني من عسر هضم فكري فهي لا تستطيع معالجة العلم فى أبسط صورة لتقديمه مفيداً للناس، إنه العجز والتصلب في المفاهيم الذي يجعلهم علماء لحفظ المصطلحات فقط ..! وإن أوهن العلماء لعلماء الحفظ.! إنه موضوع مقلق و مغضب في آن معاً ، استفسرت أحد علماء الفلسفة المستنيرين المؤمنين بضرورة انفتاح الفلسفة على بقية العلوم و الناس للاستفادة العملية منها، وهو الدكتور الباقر عمر السيد أستاذ الفلسفة بجامعة بحري ومنسق دائرة الفلسفة بمركز التنوير المعرفي ،عن سر (كنكشة) وتركيز غالب علماء الفلسفة بالمصطلحات الفلسفية واجتهادهم في وأد الفلسفة، وهي أم للعلوم كافة، والغريب أنهم نجحوا بنهجهم المتجمد لحد ما في تعقيم الفلسفة و تقديمها كعاقر لا رجاء منها للإسهام في ميلاد أفكار جديدة تسهم في حل معضلات المجتمع ومشاكل الإنسانية، نجحوا في إرغام مفكرين كثر على الفرار وصدهم عن حصون الفلسفة التي ينصبون أنفسهم حماة لها، مستنكرين ما أسموه، تغول بعض علماء الفكر على "حصن" الفلسفة ،(الحصن) الذى يعدّون دخوله حكراً مطلقاً على الفلاسفة (الجامدين) شاكلتهم، فلماذا يعملون على تأسين محيط الفلسفة كمجال للفكر المتجدد، فهؤلاء ، كلما تلا أحدهم وابلاً من المصطلحات المعقدة في المنتديات أمام رصفائه أو دون ذلك، يظنون أنهم يحسنون صنعاً؟ فقال لي الدكتور الباقر إن هؤلاء ما هم إلا علماء تحنيط، حنطوا علم الفلسفة كفكر في مدافن المصطلحات الوعرة ، بعضهم يحفظها ولا يعرف معناها، وأحيانا، بينهم من ليست لديه القدرة على تبسيطها وترجمتها عملياً للفائدة العامة، فالفلسفة والحديث للدكتور الباقر فكر متجدد حاضر بقوة كأداة للتطور وإدارة الحياة العلمية في مجالات الهندسة الوراثية ،الفضاء ،الطب، الأدب، علم المجتمع ،الجغرافيا، التاريخ، الهندسيات، وغيرها من العلوم التي غيرت البشرية ولا تزال، فهي علم ديناميكي، يستوعب المتغيرات ويسهم في التغيير العلمي وليس علماً جامداً كما صوره علماء التحنيط، ففلسفة التفكير العلمي قادت وتقود النهضة العلمية باستمرار كنبع لا ينضب.
عمود معطيات بصحيفة (الآن)