إحدى فعاليات دعم شاعر الشعب ومعشوق أهل السودان («السفير»)

إحدى فعاليات دعم شاعر الشعب ومعشوق أهل السودان («السفير»)


12-15-2011, 04:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=350&msg=1323964777&rn=0


Post: #1
Title: إحدى فعاليات دعم شاعر الشعب ومعشوق أهل السودان («السفير»)
Author: زهير عثمان حمد
Date: 12-15-2011, 04:59 PM

#

كتب الزميل والصحافي الرائع انور عوض اليوم في جدريدة السفير اللبنانية


أدهشت الطفلة سهى حيدر أسرتها وزميلاتها وهي تقول بوعي وحب «عمو محجوب شريف مسؤوليتنا جميعاً». و«مسؤولية» سهى هي التي دفعتها للقدوم من مدينة «سنجه» التي تبعد عن العاصمة الخرطوم ما يزيد عن ثلاثمئة كيلومتر للمشاركة في مبادرة علاج الشاعر محجوب شريف. تعبر الصغيرة (9 سنوات) عن حبها لشريف بترديدها قصائده الشعرية، وتحديداً مقطعا يقول:
وطن بالفيهو نتساوى
نحلم نقرا نداوى
مساكن كهربا وموية
تحتنا الظلمة تتهاوى
وتطلع شمس مبهوره
بخط الشعب ممهوره
تخلى الدنيا مبهورة
إرادة وحدة شعبية
ويعبر عز الدين عبد الجليل أحد المشاركين في الحملة الشعبية لعلاج الشاعر أنهم فوجئوا بحجم استجابة الجماهير مع الحملة. ويقول لـ «السفير»: «هذا الشعب بادل محجوب الحبّ بالحب لأنه نصير الضعفاء»، مشيراً إلى «أن فنانين وشعراء سودانيين كباراً شاركوا في الحملة ليس بالغناء مجاناً، بل حتى في مهام حجز التذاكر وتنظيم الحفلات».
وكانت الخرطوم قد شهدت مجموعة من الفعاليات الغنائية والثقافية يعود ريعها لعلاج الشاعر محجوب، كما خصّصت الروائية السودانية ليلى صلاح قيمة مسابقة «جائزة الطيب صالح للرواية» التي نالتها، لعلاج الشاعر شريف. تنطلق الروائية صلاح، وغيرها من عشرات النساء المنخرطات في حملة علاج شريف، من شعورهن بالالتزام برد الجميل للشاعر الذي كتب عشرات القصائد حول حقوق النساء في التعليم والوظيفة والمساواة.
ولم تقتصر الحملة الشعبية على المدن السودانية بل شملت جل العواصم العربية والغربية لا سيما التي تحتشد بالسودانيين المهاجرين.
وسبق حملة التضامن الحالية أن تضامنت جهات شعبية عديدة لعلاج شريف نفسه قبل سنوات، إلا أنه قام بنفسه بتحويل التبرعات لمصلحة مشروع أطلق عليه «رد الجميل»، صار الآن منظمة خيرية تساعد النساء والأطفال المشردين، وعيادات مجانية للمرضى في أطراف العاصمة الخرطوم.
ومحجوب شريف الذي هتفت له الحناجر والأقلام السودانية «الشعب يريد علاج محجوب شريف»، شاعر عرف بنظمه أحلام الجماهير والضعفاء والتمسك بحق الشعب في الحرية والديموقراطية بيوت شعر، لدرجة أن أطلق عليه الجميع شاعر الشعب.
ومحجوب شريف المعروف بولائه للحزب الشيوعي السوداني ظل مناهضاً للأنظمة العسكرية لما يقارب الأربعين عاماً، قضى بعضها في السجون والمعتقلات، لحقت به لعنة السجن فأصيب بتليف في الرئة جراء رطوبة السجون. وعاد شريف مؤخراً إلى الخرطوم قادماً من رحلة علاجية إلى ألمانيا انتهت بتنفسه من أنابيب الأوكسجين لمدة ١٦ ساعة في اليوم. وتسبب وضعه الصحي بدعوة محبيه وأصدقائه من عامة الناس والمثقفين والفنانين لإطلاق حملة شعبية لعلاجه منطلقين من موقفه الرافض لأي دور للحكومة السودانية في علاجه.
استمر محجوب في مقاطعة السلطة الحاكمة في السودان منذ وقوع انقلاب الإنقاذ في العام ١٩٨٩، حتى أنه ظل مقاطعاً أجهزة الإعلام المحلية لما يزيد عن العشرين عاماً لمصادرة السلطة للحريات.
يقول شريف إنه يحترم الصحافة والصحافيين، ولكنه «يحترم الحرية أكثر»، ولذلك لن يسهم في «تغبيش وعي الجماهير» كما يقول.
وكان شريف قد فصل من وظيفته كمدرس، إبان حملات الصالح العام التي نفذتها سلطة الإنقاذ. وبعدها بسنوات أصدرت السلطات قراراً بإعادته للعمل إلاَ انه رفض العودة مطلقاً عبارة شهيرة «لن أعود وحدي ليزايدوا بذلك، سأعود إن أعادوا جميع من شردوهم من عملهم، ولن يفعلوا».
وستساهم حملة علاج محجوب شريف في تأمين علاجه حيث سيغادر في الأسابيع المقبلة إلى ألمانيا، وهو «مرتاح الضمير لأن الشعب هو الذي أسهم في علاجه وليس السلطة»، كما قال.
كتب محجوب مئات النصوص الشعرية بالفصحى والعامية، ويغلب في شعره قضايا الحرية ورفض حكم العسكر والتغني بالوطن وشهدائه. وغنَى أشعاره كبار المطربين السودانيين، ومن اشهر هذه الأغاني تلك التي أداها المطرب المصري محمد منير «بطاقة شخصية»، والتي يقول فيها شريف :
الشعب حبيبي وشرياني
أداني بطاقة الشخصية
من غيروا الدنيا وقبالو
قدامي جزائر وهمية
الاسم الكامل إنسان
الشعب الطيب والدي
المهنة بناضل بتعلم
تلميذ في مدرسة الشعب
والمدرسة فاتحة على الشارع
والشارع فاتح في قلبي
والقلب مساكن شعبية
وكان شريف قد كتب معظم أشعاره الوطنية والسياسية من وراء اسوار الاعتقال والسجن، ومن أشهرها قصيدة كتبها في وجه الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري الذي القى بمحجوب ورفاقه من قيادات الحزب الشيوعي في السجون، وأعدم بعضهم مثل عبد الخالق محجوب وآخرين.
كتب الشاعر شريف هاتفا في وجه النميري، سجانه الحاكم:
مساجينك ... مساجينك ... مساجينك
نغرد في زنازينك
عصافير مجرّحة بسكاكينك
نغني..
ونحن في أسرك
وترجف..
وأنت في قصرك
سماواتك دخاخينك
مساجينك ... مساجينك ... مساجينك
برغمك نحن مازلنا
بنكبر بزلازلنا
بنعشق
في سلاسلنا
وبنسخر..
من زنازينك
مساجينك ... مساجينك ... مساجينك
وهي الزنانين عينها التي أودت بمحجوب شريف ليصاب لاحقاً بتليف الرئة، وبمشاكل صحية في النظر وآلام الظهر. كل ذلك وشريف ما زال يردد في أشعاره ومع جلسائه انه يؤمن بأن الشعب السوداني يستحق واقعاً أفضل ويستمتع بحريته. وهو الشعب ذاته الذي غنى له شريف شعرا قائلا:
يا شعبنا
يا والداً أحبنا
يا من وهبت قلبنا
ثباتك الأصيلا
إليك هذه الرسالة القصيرة الطويلة
إليك من زنزانة تخاصم الفصولا
إليك رغم أنف كل بندقية
وطعنة شقية
وحقد بربرية
إليك الحب والسلام والتحية
إليك يا حبيبنا وبعد
أدبتنا
أحسنت يا أبي
فلم نتابع الهوى
لكنما قابيل ما أرعوي
كالذئب في حظيرة عوى
وكم غوى
وتابع الهوى
وتاه في الأنا
أراد للدماء أن تسيلا
ونحن مثلما عرفت يا أبي
بفضلك الكريم
من أشرس الرجال حينما نقاوم
نموت لا نساوم.