الجنوبيون يخرجون من الباب .. وتدخل الأحزاب من النافذة

عقدان علي ثورة الإنقاذ الوطني .. فمنذ إنقلاب الإنقاذيون علي حكومة السيد الصادق المهدي وديمقراطية الأمة الثالثة ، لم يشهد الناس قتالا ً شرسا ً إبان حرب الخمسين عاما ً والتي تخللتها إتفاقيات للسلام .. أبرزها إتفاقية أديس أبابا 1972 في العهد المايوي والتي إنتهت فصول التوقيع عليها بعد إحدي عشر عاما ً من السلام بمجرد التوقيع علي ورقة الشريعة الإسلامية 1983 .. ليدخل الدكتور قرنق في تمرده العنيف علي السلطات من بعد . وتتبلور لديه رؤية ٌ لحكم السودان ..
منذ مجيئها لم تتوانا الثورة بالضرب بيد من حديد حفاظا ً علي وحدة السودان الذي كانت وقتها تنظر إليه بعين الوحدة .. فنشط المجاهدون ونشطت قوات قرنق في حرب ٍ سالت فيها الدماء ما ت فيها من مات وتشرد من تشرد .
ثم تخرج ذمرة ُ الأحزاب وتتخذ بلاد المهجر مقرا ً لها لتعارض النظام من الخارج .. فتجتمع - الأحزاب- في العام 1995 في أسمرا العاصمة الأرترية وتوقع علي وثيقة تقرير المصير لشعب جنوب السودان ..
ولما كانت الإنقاذ تنظر إلي الامر بعين مرتكزاتها الفكرية وثوابتها ومبادئها التي أقامت عليها ركائز المشروع الحضاري .. لم تعر الأمر إهماما ً .. بيد أنها سعت للسلام من خلال منابر أبوجا الأولي والثانية ولكنها الأحزاب لم تتلطف وتتجمل مثلما تفعلها اليوم ..
عقدان من الزمان علي الإنقاذ الوطني - إختصارا ً- توصلت من بعدهما إلي إتفاقية ٍ للسلام أفضت إلي الإنفصال بمحض إرادة الجنوبيين السياسية .. ولكأنما وثيقة تقرير المصير التي وقعتها الأحزاب وقتها وهي ترفض المشاركة في الحكم في جميع اشكاله .. كأنما هي المنفستو الدامي الذي فصل الجنوب وأسال الدماء ..
تتغير الأحوال وتتجدد الرؤي بعد لبوس الإنقاذ جلباب الديمقراطية وفتحها الباب لمشاركة كل القوي السياسية مابعد الإنفصال لإرساء دستور ٍ يحكم توجهات الجمهورية الثانية ..
نعم هكذا بإختصار دخلت في التشكيلة الوزارية الأحزاب من الباب بعد إذذ ْ أخرجت وثيقتها - ورقة – (نيفاشا السرية ) ، الجنوبيين من الشباك .. وتبقي بعض الاحزاب تحمل في (جيب الساعة ) تذاكر الدخول ولكنها تفضل الآن علي الأقل إختلاص النظر من علي البلكونه ..