Link

Link


12-07-2011, 02:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=350&msg=1323264937&rn=0


Post: #1
Title: Link
Author: ابراهيم جعفر
Date: 12-07-2011, 02:35 PM

http://www.sudanjem.com/2011/12/%d8%ac%d9%88%...%d8%b1-%d8%ac%d9%88/

Post: #2
Title: Re: Link
Author: ابراهيم جعفر
Date: 12-08-2011, 09:00 PM
Parent: #1

سلوكُ سوءِ الطويّةِ المُتلبّسِ برداءِ حسنِ الطَويّةِ: عبد الوهاب آدم المَحَسِي نموذجَاً

يُشَكِّلُ السِّلُوكُ الأخيرُ للسّيّد/عبد الوهاب آدم المَحَسِي (المُشَهَّر باسم "عبد الوهاب المَحَسِي")، ذلكُم المُسمَّى- خِفْيَةً- "رئيسَاً لحركة تحريرِ كوش السُّودانيَّة"، والذي كُنتُ- لحُزْنِي- شاهداً مُحايِثَاً عليهِ، تجاه النّاشطة السّياسيّة والحقوقيّة والثَّقافيّة الرفيقة سلوى السعيد عبد الله، القياديّة في الحركة الشعبيّة لتحرير السُّودان- قطاع الشَّمال، أُنمُوذَجَاً مُتَدَنِّيَاً لما أَصِفُهُ، بِدِقَّةٍ مَعرفيَّةٍ مِسْمَاريَّةٍ، بأنَّهُ سلوكُ سوءِ طويّةٍ مُتلبّسٌ برداءِ حسنِ طَويّةٍ إنسانيَّةٍ ووطنيَّةٍ وتقدُّمِيَّةٍ مُدَّعاة. لكنَّ هَيْهَاتَ لرداءِ قِلَّةِ عقلِ فرعون الأُمثُولةِ التاريخيّةِ الشّهيرةِ ذاكَ، أي هيهاتَ لذاكَ التَّلَبُّسِ الرِّدَائِيِّ (واعياً بذاتِهِ كانَ ذاكَ أم غَيْرَ واعٍ)، أن لا يَشِيْ بِنَضْحٍ غَيْرَ مُعَافَىً لا تَتَصَوَّحُ بهِ نفسيَّةُ ذاكَ المعنيِّ بالتّوصيفِ الحاضرِ وحدَهُ وإنّما كذلكَ ثُلَّةٌ معه من النّمطيّين الكلاسيكيّين من اليساريّين وزاعمِي "التقدّمِ" و"الحداثَةِ" المُدَجَّجينَ بعقليَّةٍ مَغْزُوَّةٍ، حتّى اقصى تخُوم العظمِ و"الطَّايُوقِ"، بخسّةِ ولؤمِ وانتهازيّةِ تآمُرٍ وتَسَلُّطٍ راسخَ التَّرَكُّزِ في نسغِ بارانويا نَفْسَانيَّةٍ واجتماعيّةٍ وسياسيّةٍ عتيدةَ القِدَمِ والجّذُورْ. قد تَحَدّثْتُ عن الثُلَّةِ إيّاهَا وعقليّتها، بل ونَفسيّتها، المُشوّهة والمُستبدّة بالنّبْذِ والإقصاء عِنْدَ ناصيةِ قولٍ آخرٍ مُختَلِفٍ لستُ مُلْزَمَاً هُنَا، بأيِّ وجهٍ من الوجُوهِ، باستنساخهِ مُجَدَّدَاً إذ أنّهُ مبذولٌ، لمن يُلقي الذّهنَ والبحثَ وهو حديدُ، عِنْدَ صفحاتِ "منبر الحوار الديمقراطي" في شبكة "السودان للجميع" (سودانفورأول) الإلكترونيّة، كما وعِندَ "المنبرِ العام" في شبكة "سودانيز أون لاين" الإجتماعيّة، السياسيّة، والجماهيريّة الشّهيرة (أُنظُرُوا هذا الرّابط:

http://sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?p...743307daba52e58b4434 9bcb#43763

وفي وصف تفاصيل تلكَ الحدّوتة المعطونة بالخُبْثِ العبدوهابيِّ المتركِّزِ في عقليةٍ ستالينيَّةٍ-بِرَوسبِيرَوِيَّةٍ [من "بروسبيرو"] عتيدَة نسوقُ، فيما يلي، مُجملَ حكاية ذاك "الكُوشيِّ المضروب" المغزو، بجلاء، بالشّكِّ والوسواسِ القهريِّ الأمنيِّ والسّياسيِّ المُنماز الرّتبة والطّراز. فما تشتغلُ عليهِ ذهنيَّةُ ذلك الإنسانِ الجّمَادِيَّ الفكرُ والأيدولوجيّة هو ذاتُ أيدولوجيَّةِ "ليس هنالك سوى كنيسةٍ واحدةٍ هي كنيستُنا" و"ليس هنالك سوى حقيقةٍ واحدةٍ هي حقيقتُنَا". تلكَ الأيدولوجيّةُ التي ارتكست، لزمانين وما تزالُ- نِسبيَّاً، بالفكرِ الماركسي الأرثوذوكسي المنغلق على ذاتِهِ المادّيّة الفلسفيّة البَرَّانيَّة المحدودةَ الأُفُقِ والنَّفَسِ النَّفسيرُوحِيِّ إلى دَرَكِ الإختزالِ والإبتذالِ الفكريِّ والسَّيَاسيِّ ومِنْ ثَمَّ إلى التَّسَلُّطِيَّةِ الظّلاميَّةِ لذهنيِّةِ قائمةٍ على خِلاقِ النَّفْيِ والإقصاءِ المُدَمِّرِ والجَّارحِ لِكُلِّ آخرٍ ذي حساسيَّةٍ نفسيّةٍ واجتماعيّةٍ وفكريَّةٍ و-بالجُّمْلَةِ- إنسانيَّةٍ مُختلفةٍ، مُضمَرَاً كانَ ذاكَ الإقصاءُ أم صُرَاحَاً ومُبينَاً، مُطلقاً كان أم نسبيّاً.

قد اتّصل المدعو، تفكٌّهَاً رُبَّمَا، بـ"عبد الوهاب كُوش"، بالكومّاندوز سلوى السّعيد، في الماضي، مرّات مُزعجة وملحّةً عديدةً حتّى تشتغل عنه واجبه المنزليّ السياسيَّ بوصفه رئيساً مزعوماً لما تراءى لنا على أنه، في الظَّنِّ على الأقلِّ (وبعضُ الظّنِّ باطلٌ)، حركةُ عَرضِ رَجُلٍ واحدٍ مسرح تمثيلِهِ الماكرِ المُتستِّرِ بالتَّقَدُّمِيَّةِ والشَّعبويَّةِ، وقيلَ الإشتراكيَّةُ والديمقراطيّةُ الإجتماعيّةُ أو الشعبيَّةُ حتَّى (فتأمَّلْ!)، هو- بالذات- المميزات والموجوعات من بعضِ النّساءِ السّودانيّات المُكافحاتِ الهميماتِ على الوطنِ وعلى أن يظللنَ، كما غُنِّيَ، على التَّعيينِ، في قصيدة رحيلَكْ غُنوه وكاس رضوان نوراني [إبراهيم جعفر- 1985- كمانات الأغاني، 2009] "عُشْبَاً حتَّنْ/هادي اللّيلة/بِقاَوِمْ شرَّ الزَّبَدِيِّيْنْ". وقد كان اثنتان من أولئكَ النّساء (منهُنَّ المُسمَّاةْ أعلاه)، على مدى تاريخٍ طويلٍ، يقُمْنَ بكثيرٍ مما يُفترضُ أنه قد كان، في مقامِ المسئوليّة الأوّلِ، واجبه السياسيِّ المنزليِّ كرئيسٍ (ونِعمَ الرئاسةْ وطراوة السّياسة الثّرثارة دون فعلٍ ظاهرٍ، بإسمٍ أو رسمٍ ما ظاهرٍ للملأ الأدنى من النّاس والكائنات، أو جدوى!) لما يُفترضُ أنه قد كان، وما يزالُ، حركة سياسيّة سودانيّة يساريّة منفتحة على العصر إسمُها "كُوش"، كما وهو، قطعاً، واجب أولئكَ المخفيّين عنّا (نَحْنُ "خيُولُ حَمَّادٍ" المُستَغَلَّة والمُنْتَهَزَة، بل والمُنْتَهَكَة، من قِبَلِهِ لأداء ذاك الواجب السياسي المنزلي دونَ أن يكون لنا من عِرفانِ "بَابِهِ العالِي" الخِديوِيِّ ولو قليلُ نصيب) ممّن قد يَرُونَنَا ولا نَرَاهُم (وسبحانَ من يَرَى ولا يُرَىْ!) من أناسٍ يَسِمُهُم هو بِكُنيَاتِ "مُفكّري" الحركة إيّاها و"أقلامها السّنينة". أنا هُنا سأروي، واضعاً في اعتباري ما وصفت به عَيْنَةَ سلوكه النفسيّة والإجتماعيَّة في بدءِ هذا السَّرد، بعضَ تفاصيلِ حكايته مع المُسمّاة أعلاه.

ثمةُ مرحلةٌ فائتةٌ من تلك الحكاية سأمرُّ عليها هُنا عابراً. وقد تمثّلت تلك، بإيجازٍ، في سلسلة مُطالباتٍ بأداء الواجب السياسي المنزلي لما أسماها صاحبها الفرد "حركة تحرير كوش السودانيّة" أُلقِيَتْ كُلّها، بتواترٍ، على عاتق السيدة المعنيّة شاءت أن تنتهي، بفعل تواصل الإزعاج والإتّكال، بحججٍ التأمين والسّريّة الماكرة، على خدمات تلكَ السّيّدة الصريحة الجهريّة التي ليس لديها ما تخافه من تاريخها السياسي والاجتماعي يُودي بها إلى إخفائه أو التَّستُّرِ الخبيثِ عليه، بأن طالبته السيّدةُ تلكَ، وقد فاض بها الكيلُ حقّاً من استغلالها سيء الطويّة باسم التقدُّم والوطن وما قد يُوصفُ- بارتجافٍ هلٌوعٍ- بأنه "ضرورة أداء واجبات الكفاح السياسي تحتَ شلال ظلامٍ كثيفٍ من التأمين والسريّة الستالينيَّة الشموليّة المتآمرة"، بأن يَكُفُّ يدهُ عنها إذ هي، بالحرفِ، لم تكُنْ لهُ، يومَاً، سكرتيرةً أو تابعةً وظيفيَّةً خالصة! ذلكم يكفي ليعكس مدى تبرّمها، وقتذاك، بإلحاحه السّمج الطّويَّةِ عليها، سيّمَا وأنَّها لم تكن أبداً عضواً كاملَ الحقُوقِ في حركته السياسيّةِ المزعومةِ في أيِّ يومٍ من الأيّام!

أما الحكاية المعاصرة التي أودت بي، رُغْمَاً عنّي وعن صبري الطويل المشهود على أذى مُختلفِ النّاس و"الكائنات"، إلى موقفِ الإنخراط في هذه الكتابة الصّعبةِ المثيرة- رُبّما- لحساسيّاتٍ عطنةٍ وغير مُواتية عندَ بعضٍ من ذوي الذّهنيّة التخوينيّة والتآمريَّة، خصوصاً، فقد ابتدأت بتوسُّطٍ ممّن كانت صديقةً لذاك "الوهابيِّ المَحَسِيِّ" عِنْدَ السّيّدة المعنيّة، مُحاطاً بسريَّةٍ تأمينيَّة ستالينيَّة واهمة وخُبْثٍ سياسيٍّ عتيدٍ لا يختلفُ نوعياً عن الخُبثِ الإسلامويِّ العتيد المُمَارَسَ علينا منذ زمانين تحت اسمِ وتبريرِ حديثٍ نبويٍّ مُحَمَّدِيٍّ وإسلاميٍّ قابلٍ- بحكم إطلاقيّتِهِ- للتأويلِ الماكرِ ومفادهُ الموجز أنَّ "الحربَ خُدْعَةْ"، حثََّهَا على قبولِ السَّفَرَ إلى مدينةِ جوبا، عاصمة دولة جنوب السُّودان، ممثّلةً لحركةِ صاحب عرض الرّجلِ الواحدِ ذاك، حتّى تُوقّع، نيابةً عنها، على ميثاق تحالف كاودا المعروف والموقّع عليه، مؤخّراً، فيما بين الحركة الشعبيّة لتحرير السّودان- قطاع الشّمال- وحركتي تحريرالسودان تحت قيادة الأستاذ عبد الواحد محمّد نور والسيّد مِنّي أركوي مِنّاوي، على أن يُفتَح باب الإنضواء تحته، من بعد ذلك، لكلّ حركات وفعاليات المهمّشين السودانيين السياسيّة التي اتّخذت، بجانب العمل السياسي المنظّم، وسيلة الكفاح المسلّح سبيلاً لإسقاط نظام المشروع الحضاريِّ القمعيِّ الهَوَسّيِّ في الخُرطوم. وقد أوقع السيّدُ إيّاهُ في ظنِّ السيّدةِ المذكورةِ أنَّ حركته تلك ستدفع لها قيمة تذكرة السّفر، ذهاباً وإياباً، إلى جُوبا، كما وأسرّ لها أنَّه سيُصاحبُها، في السّفر، شخصان آخران من تنظيمه ذاك أحدهما سيأتي، إلى جوبا، من الولايات المتحدة الأمريكيّة فيما سيُسافرُ الآخرُ إليها من "الدَّاخِلْ". وقد أوقعَ ذاك "الكُوشِيُّ"، كذلكَ، في ظَنِّ مَنْ "قَدْ مَنَّاهَا" بالسَّفَر، من باب التَّوهُّمِ فيما قد نظُنُّ، أنَّ حركتهِ تِلْكَ عِنْدَهَا، ضمنَ عُضويّتها، شبابٌ مُقاتلُون ووطنيّون كُثُرٌ مُتلهّفُونَ، جميعاً، إلى أن يتدربُّوا، عسكريّاً، في الأراضي المُحَررَة في جنوب كُردُفَان وتحتَ قيادة الكوماندوز عبد العزيز الحلو، رئيس هيئة أركان جيش الحركة الشّعبيّة لتحرير السّودان- قطاع الشّمال و"فوّضَهَا" بأن تُفَاتِحَ، نيابةً عن حركته، الكوماندوز عبد العزيز الحلو في ذلك الأمر الهام. وعندما سألته، في إحدى محادثاتها الهاتفيّة معهُ، عمّا ستفعلهُ قيادةُ حركة كوش السودانيّة بأولئك الشباب بعد أن يكتمل تدريبهم في أراضي جنوب كردفان المُحرّرة أجاب بأنّ حركته تلكَ ستُرسَلُهم إلى مُختلفِ المُدنِ السُّودانيّةِ في شمال السّودان كي يُنَفِّذُوا هُناكَ، على حدِّ تعبيرهِ، بما أسماهُ "عمليّات نوعيّة"! [والشّكر لي حمّاد المفكّر السياسي السّوداني محجوب حسين]، ما يعني، عمليّا، أن "المسكين" الكوماندوز عبد العزيز الحلو، ورفاقه السّمحين، سيقومون له بالتدريب اللازم لأولئك دون أيِّ احتمالٍ لأن يكونوا معه في أيٍّ من "حارّاتِهِ" الشديدة، في ميدان العراك الأساسي، في جنوب كردفان وفي ضهابات جنوب النيل الأزرق، على التّعيين، فأيُّ جزاء سنماري مستقبلي قد يكون ذلك، من قبلَ السّيِّد الحصيف وحركته المُتوهَّمة، للكوماندوز شديد الوطنيّة والمحبّة لأهله، ولسودانه، كما ولكُلِّ شجر نضالٍ أفريقيٍّ باذخٍ ومتنامي الثّمر هناك، في الأرض وفي بذرةِ وطن السودان المُقبل الجديد الذي- لو يعلمون- ما بيننا وبينه الآنَ سوى ثُلَّة تمكينٍ واهية العُرى ومتوهمة الإطلاق والدوام مادامت مصاريف "الجازُّ" كابّةً في مجاري القتل والسّحل والإبادة الجماعيّة، لكنَّ لها الهيهاتْ!

مضت الحدّوتة، إذاً، إلى آخر خطّها فكشف السيّدُ المَحسيُّ، للسيّدةِ المعنيّة، بعد صدعِها بكلام نقديٍّ جدّيٍّ، واضحاً وفاضحاً، لبعض أساليب تفكيرِ وسلوكات بعض رفاقها القياديين في الحركة الشعبية لتحرير السودان/قطاع الشّمال، أنّها غير مناسبة لتمثيل حركته، في جوبا وعند الكوماندوز عبد العزيز الحلو، بعد كلّ ذلك الإستنزاف المادي والبدني والنفسي، بل والرّوحي، لها على سبيل أداء واجبِ حركته المنزلي، عِوضَاً عن جلالته المطلقة، فسبحان مُغيّر المِزاجَاتْ البئيسة الأصل والغرض! ثمّ تكشَّف، عبر اتصالاتٍ ببعض ممن يعرفون ذاك السيّد الصغير المُريب، أنَّ من قيل أنه سيسافر، من "أمريكا" إلى جوبا كممثل له لم يكن ممثلاً قط له بل كان عضواً في كيانٍ نوبيٍّ آخرٍ ليست له علاقة بـ"كُوشِهِ" المزعومة.

ثمةُ تفاصيلٍ صغيرةٍ أخرى منطويةً على سوء إستخدامٍ واضحٍ للإنسان في الإنسانـ(ةِ) المعنيّة قد أبت ذاكرتي إلا أن تلفظها عنِّي عُنْوَةً خشيةً من تلوثي المحتمل بسوء الطويّة المشتملة عليه في لحمها ونسغها، بل وغرضها وليس "مرضها"، فذو المرض، بل وذو الجِنَّةِ ذاتِهِ، معذورٌ ولهُ منّا- قطعَاً- التعاطفُ الأخلاقيِّ الكريم، كما وهُوَ عندهُ، احتمالاً أو حقيقةً، دواءهُ [كما قِيْلَ في جُمْلَةِ الحِكمةِ السودانيّة الشّهيرة: "الجّن بدّاوى؛ كَعَبَة الإنْدِرَاوَةْ"]. لكنَّ الأساسيُّ الذي سأختمُ به درسي (نعم، درسي!) هنا هو هذا السُّؤالُ : أنّى لذاك السيّد أن يُحدِّدَ لتلك السيّدة ما تقول في آنِ فتحها لفمها ناقدةً تنظيماً يعنيها هي بالأخص أكثر منه هو وليست له- ربّما- علاقة به، على الإطلاق، إلا اسمه ورنّة وصورة سَماحِ "السّودان الجديد" المفتوح الآفاق على النّفس التعدُّدِيِّ الخالق اللتان هما في تناقض جذري وأساسيٍّ مع شموليّته البائنة، الباهتة، العُصابيّةَ، القهريّةَ التَّوَسْوُسْ، وعقليّته التآمريّة المركوزة في أساس فكره الشّمولي الأحاديَّ التحزّب والرؤيا والواعد بإنسانٍ مستقبليٍّ ذي بُعدٍ واحدٍ قاعديٍّ (ويدعونهُ "ماديّاً" على سبيل توهّم واقعيّتهِ وحقيقيّته وعقلانيته المنطقية المزعومة)؟! أنَّى له، باستعادةِ قولٍ أخرى، أن يكون (ويا للحُزنِ المُقيم!) مُدبِّرَاً وفاعلاً لسوى ذلك وكلّ ما سبق لنا من توصيفه به، أعلاه، من عقلانيّةٍ إقصائيّةَ المنبتِ والجّذرِ لا يُودي بنا، مُنقَهِرِيْنَ بمجرّدِ دفعِ ضرورة الرَّغْمِ الرُّوحيِّ- الإنسانيِّ-الأخلاقيِّ القاعديِّ الذي هو بالجّملة الجَّوهر للإنسان في الإنسان ناهيكَ عن أيِّ مُعْتَبَرٍ آخرٍ ومُمْكِنٍ سواه، إلا أن ندَُشِنُّهُ أُنمُوذَجَاً، بل وأنموذَجَاً مُتَدَنِّيَاً، لما أَصِفُهُ، بِدِقَّةٍ مَعرفيَّةٍ مِسْمَاريَّةٍ، بأنَّهُ سلوكُ سوءِ طويّةٍ مُتلبّسٌ برداءِ حسنِ طَويّةٍ إنسانيَّةٍ ووطنيَّةٍ وتقدُّمِيَّةٍ مُدَّعاة؟! أنّى لحالهِ المَايِلِ [بالسُّودانيِّ عَدِيْلْ كِدَه!]، معرفيّاً وإنسانيّاً- إلا أن ترحمه الأُلُوهةُ قبل سبقِ سيفِ العزلٍ الخاتمِ الأخيرٍ- أن يكونَ سوى ذلك؟! أنّى لهُ؟! أنَّى لهُ؟!



إبراهيم جعفر، لندن، صيف وخريف، 2011