مناضلي الخارج: نحو دور وطني فعّال وملموس

مناضلي الخارج: نحو دور وطني فعّال وملموس


11-29-2011, 09:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=350&msg=1322597903&rn=0


Post: #1
Title: مناضلي الخارج: نحو دور وطني فعّال وملموس
Author: mekki
Date: 11-29-2011, 09:18 PM


أكتب بعد أن صرت جزءاً من المغتربين عن بلادهم،رد الله غربتنا وغربتهم. وحيث أننا نحملُ هموم الوطن ونتوق لتغيير مدني ديمقراطي يؤدي للحياة الكريمة الحرة لشعبنا العظيم، فلابد من وضع مسودة نضالية تنيرُ لنا الطريق وتشبع تطلعاتنا السياسية دونما مبالغة أو تطفيف.
يجب علينا ان نعرف ،بالضبط، حدود عملنا النضالي والسياسي،،وان نحدد واجباتنا دونما زيادة أو نقصان!
أولاً ،ومن باب التصالح مع النفس، يجب ان نقر جميعاً، نحن معشر المغتربين، أننا قد قدمنا مصالحنا الذاتية والأسرية علي قضايا الوطن والقضايا العامة. ولا أظن أن في ذلك عيباً، فالبحثُ عن الحياة الكريمة والسُترة هو حق مشروع للجميع. وبعد أن بدأ للعيان فشل الحكومات (الوطنية) ،منذ سبعينات القرن الماضي، في توفير الحياة الكريمة للمواطن، صار الإغتراب حلاً مقبولاً ،بل، ومطلوباً من المجتمع السوداني.
شكل الإغتراب عامل أساسي في ستر عورة البلاد،،وحمل المغتربون علي عاتقهم عبء القوت -الكسوة والعلاج،،فرُتق النسيج الإجتماعي لعشرات الملايين من الشعب السوداني،،،بعد أن صارت الحكومات مجرد أدوات نهب وسلب وابواق إعلامية لمجموعة من اللصوص والمارقين عن القانون..!
قلت يجب أن نعرف حدودنا النضالية جيداً،،وأن نحدد ماهي واجباتنا،،وما هو خارج حدود هذه الواجبات،،ولنبدأ من هذا الأخير!
فليس من واجبات مناضلي الخارج الدعوة لأي شكل من أشكال العمل السياسي ينفذه الشارع السوداني ومناضلي الداخل. يجب أن يترك هذا القرار جملةً وتفصيلاً لمناضلي الداخل،،فهم الأدري بالتوازنات السياسية وهم الأقرب لنبض الشارع وقياس هبوطه وإرتفاعه.
أي دعوة للخروج والمجابهة تأتي من الخارج لن تكون مقبولة أو مسموعة في الشارع السوداني،، بل قد تعتبر شكل من أشكال الجُبن النضالي الرخيص.
طالما قد قررنا، نحن معشر المغتربين، اللجوء الي الحلول الباردة لحل مشاكلنا الخاصة، فلا ينبغي، علينا، باي حال من الأحوال، حث الآخرين علي سلك الطرق الوعرة المليئة بالدماء والمحفوفة بالتشريد وأحكام الإعدام...
وأتمني أن يكون ذلك واضحاً وجلياً لنا جميعاً...!
إذاً ما هو الدور المنوط بنا؟؟؟
الحقيقة انه تنتظرنا أدوار جسام وكبيرة لدعم النضال المثابر لإسقاط هذه لنظام المتجبر والأتيان ببديل ديمقراطي يكفل حقوق الإنسان ويقر سيادة حكم القانون والمدنية.
أولاً: فضح ومحاصرة الإنتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان وإستغلال كل النفوذ الذي وصل اليه الكثيرين من مناضلي الخارج. ويجب أن نقر ان العمل في هذا الصدد ضعيف للغاية فيجب تكثيف الحملات وجعلها دائمة ومستمرة وأن تتنوع أشكالها. يجب أن يجبر هذا النظام المتعفن ،بكل الحزم والقوة والمثابرة، علي إيقاف كافة أشكال القمع وإنتهاكات حقوق الإنسان. فإن وضعنا هذا الهدف نصب أعيننا وشحذنا له الهِمم الكافية لا شك سيكون النجاح،في النهاية، حليفنا. إيقاف التعذيب في سجون النظام سيكون أكبر طفرة نضالية يقدمها مناضلي الخارج لمناضلي الداخل.
ثانياً: يجب فضح الفساد والمحسوبية واللصوصية التي يقوم بها منتسبي النظام. يأخذ هذا الواجب أهميته من حقيقة فرض القوانين المتزايدة لتكميم أفواه الصحفيين، وتضييق الخناق علي العمل الصحفي،بالداخل، ومصادرة الصحف. وأثمن، غالياً، في هذا الصدد، الأدوار التي يقوم بها المناضل "بكري الصايغ" ومن لف لفيفه. فقط يجب أن ننتبه الي أهمية تحري الدقة والصدق في كل الأخبار التي تتعلق بفساد منتسبي النظام. وأن نتحرّز بشده من أي تسريب لمعلومات خاطئة قد تؤدي الي فقدان المعارضة لمصداقيتها.
ثالثاً: يجب مجابهة أركان النظام في كل زياراتهم الخارجية ومحاصرتهم وفضحهم ومجابهتهم بأقصي درجات العنف الممكنه المسموحة بقوانين البلد المعني.
رابعاً والأهم: يجب أن نعلمُ جميعاً ان مناضلي الداخل يعملون في ظروف حياتية صعبة للغاية ومنهم من لا يجد قوت يومه وكسوة وتعليم أطفاله. فيجب توفير صناديق الدعم المادي وتكوين اللجان لرصد حالات مناضلي الداخل لتوفير إحتياجاتهم المعيشية. هناك تقصير شديد في هذا الصدد ويجب أن تنتبه المعارضة الخارجية لهذه النقطة الحساسة والمفصلية. هناك عشرات الآلاف من المعارضين بالخارج ممن ينعمون بدخل معقول،،فيُحتَم علينا التحرك في هذا الصدد. ويجب أن يكون هذا التحرك منظماً وعاجلاً.
خامساً: يمكن للمعارضة الخارجية التركيز علي العمل الفكري والتنظيري،،فالظرف في الخارج ملائم للتفكير الهادئ. فلنشحذ الهمم لإنتاج فكر إنساني متوازن يؤدي الي إنشاء بنية تحتية عميقة للمجتمع المدني المنشود.

من الضروري أن نعرف،وأن نطمئن، جميعاً أن الإنترنت هو وسيلة في مصلحة المعارضة وهو وسيلة ناجعة وفعاله ستسهل ،حتما، في دحر هذا النظام وهزيمته. وليعلم منسوبي النظام أن هذا الفتح الإنساني العظيم لا يصبُ في مصلحتهم علي الإطلاق
،،فهو من أجل الحقيقة والمستقبل...
وهُم من سقطات الماضي والظلام....

Post: #2
Title: Re: مناضلي الخارج: نحو دور وطني فعّال وملموس
Author: فتحي البحيري
Date: 11-30-2011, 10:05 AM
Parent: #1

تحية لك يا مكي على هذا التحليل الموضوعي والرؤية الواضحة


اتمنى أن يفكر الناس "أكثر" في توفير أدوات التوثيق لا سيما الكاميرات والهواتف المحمولة التي تمثل "بطلا" محوريا في ثورة الشباب السلمية التي انطلقت

Post: #3
Title: Re: مناضلي الخارج: نحو دور وطني فعّال وملموس
Author: mekki
Date: 12-03-2011, 07:53 PM
Parent: #2

Quote: اتمنى أن يفكر الناس "أكثر" في توفير أدوات التوثيق لا سيما الكاميرات والهواتف المحمولة التي تمثل "بطلا" محوريا في ثورة الشباب السلمية التي انطلقت