مخطط فاشل

غدا تمر على البلاد ذكرى ثورة اكتوبر المجيدة وتلك الذكرى تتزامن مع مخطط من قوى تحالف جوبا وبقيادة الشيوعي والشعبي لاعادة ذات السيناريو كما يتوهمون ويحسبون ان مخططهم لاسقاط النظام يمكن ان يتم بذات الادوات السياسية التي اصبحت بالية وتجاوزها الزمن وقد جرت مياه كثيرة تحت جسور ودهاليز الواقع السياسي حيث ان الجمهور قد اختلف كما ونوعا وكذلك اختلفت الاوضاع السياسية لم تعد نسخة مكررة من تلك التي كانت يومئذ ولو كانت المعارضة تجيد قراءة الواقع السياسي لما سعت الاحزاب التي تقودها الى افشال المشاركة الموسعة في الحكومة ظنا منها ان الشعب السوداني يمكن ان يلتفت الى اطروحاتها البالية وبضاعتها البائرة
ووفقا للمخطط والذي بدأ قبل فترة فان احزاب تحالف جوبا وبقيادة ذلك التحالف الشرير والمنبوذ قررت ان تقيم ثلاث ندوات في العاصمة تنتهي غدا بندوة جماهيرية بجامعة الخرطوم لتطلق شرارة الثورة المزعومة وكذلك اقامة عدد من الندوات في الولايات لم تكن انجح من التي اقيمت في دار الشعبي او في الحاج يوسف وقد قاموا بتكليف بعض القيادات للاتصال بالجهات الخارجية وذلك من اجل كسب الدعم والمساندة وقد كانت

ندوات المتمرد عرمان في بريطانيا وامريكيا جزءا من هذا السيناريو المتهالك وهنالك بعض الواجهات اليسارية التي كلفت باستغلال الظروف الاقتصادية واقامة مظاهرات في عدد من الاحياء في الفترة الماضية ولكن لسوء حظهم فانها جميعا انتهت الى فشل كبير
ولعل ابرز دليل على فشل مخططات المعارضة المنضوية تحت تحالف جوبا انها هي نفسها كانت ضحية للحركة الشعبية التي انشأت التحالف واستغلته للوصول الى مرحلة الانفصال ثم ادارت له ظهرها والشيء الثاني فان ظاهرة القيادات التاريخية التي اصبحت تتكلم خارج اطار الحاضر والمستقبل وبسبب ذلك لم ولن تنجح في طرح خطاب جماهيري يرضي طموحات الشعب السوداني والذي وكما هو معروف عنه يمتاز بالوعي والذكاء الذي يمكنه من التفريق بين الغث والثمين ويعرف ان البديل المطروح في درجة من السوء لايمكن تقبلها ولذلك ينحاز الى الانقاذ ويعمل على اصلاحها بدلا من الدخول في متاهات لاتعرف عواقبها

وفاقد الشئ لايعطيه

وعلي الاحزاب احداث التغيير فيها اولا من حيث البرامج والقيادات