من أنتَ ؟؟؟

إلى من لا يعرفك
وإلى الذين يعرفونك وأدمنوا هذا الأضداد
فأنت
الهادئ عند الخطوب، الصاخب في أعماقه كنهر عند البرزخ

السخي عند مواسم القحط، الشحيح بمشاعر الهزيمة

الرقيق كـالندى، الصّلب كجلمود صخر

الحنون في لبوس القسوة، القاسي المتدفق رفقا

الكثير كسنابل قمحٍ في أرضٍ بكر
القليل كحبات عطشى في مواسم الجدب

الثائر كـرصاصة، المستكين كسيف في غمده
المناضل رغم القيد، المكبّل مُطلَق السراح.

الشفاف كلوح المرمر، المُعتِم كمنجم فحم

البلوري كحُلُم تحقّق، الحالك كليل المُسْهَد

القاتم كدغلٍ في ظلام سرمدي، الساطع كنجمة تهدي سُراة الليل

تعجنني الحنكة
في مواءمة
العقل بحكمته الغارقة في نهر روحك
والقلب بعاطفته السيالة باتجاه الأشياء والناس

تعجنني في حدقات الجلوس ترقباً
لما يلي
وإن -كعادتي الأزلية-
أرغب في التهام الجمال
دفعة واحدة




محبتي واحترامي

الجميل كطفل يرقد في حضن أمه ، المكشر عن أنيابه مبتسما

الكبير وهو في ريعان الصبا، اليافع وهو يتوكأ على عصاه.

السم الزعاف وفي طياته الترياق

الحاضر عند غياب الآخرين، الخُرافي الوجود كالغول والعنقاء

الغيث الهطال في مواسم الجدب، الصابر عطشاً عز الخريف

الأبيض في غباشته، الأسود متدثر ببياض دواخله

التقديم والإهداء في كتب التاريخ، والفهرس والخاتمة في علوم الأنساب

الحالم في خضم المعمعة، الصارم في حضرة الفرح

نبيذ الأعياد، تواشيح الذاكرين

الوارف كالتبلدي، الشائك كالحسكنيت

حاضرة القرى والأرياف، وبادية المدن والعواصم

المترع بالأسرار والطلاسم، المقروء ككتاب مفتوح

الماء النمير العذب الزلال، والبحر ذي الملح الأُجاج

***

أسألك من أنت؟

لا تجب

ففي صمتك سر الانتماء

لا أسألك، فأنت إجابة تتلهف السؤال

السلام عليكم


مَن أنت يا حُلم الصبا
مَن أنت يا أمل الشباب
مَن أنت يا مَن رحتٌ أنشده و لكن لا أُجابْ ؟
أرنو لصورتك الحبيبة بين أطياف الضبابْ
في الأرضِ في الانهارِ
في الشفقِ المنّور في السحابْ .
و أحسُها في خاطري
نوراً تدفق في إنسيابْ
بالسحر بالآمال بالأنغامِ بالعطر المذابْ
بالوردِ بالأزهارِ بالكأسِ المتوج بالحبابْ .
و أكاد أسمع في دمي
صوتاً تضمخ من شذاك
حتى متى أبقى على الدرب الطويل ولا أراك ؟
من أنت يا نفح المنى
من أنت يا نور الصباح ؟
حتى متي أدعوك لهفان الجناح !
أبدا أسير مخيراً بين الروابي و البطاحْ
و يكاد يحرقني الظمأ
و تكاد تسحقني الرياحْ .
من وحي أوهامي خلقتك رغم آلام الحياهْ
يا صورة الحلم الذي قد شع في قلبي سناهْ
يا ومضة الأمل الذي قد عشتُ عمري في ضياهْ
شفتاك من ورق الورود
و آهِ من تلك الشفاهْ
خداك من شفقِ المغيبِ
و آهِ من خديكَ آهْ
و عيناك يكمن فيهما ليلٌ تسربل من دُجاهْ
و أكاد أسمعه يناديني , أجل هذا نداه
و أظل أهتف من دمي
و الوجد يخفق هل أراه

بلة أيها العزيز

تعجنني الحنكة في مواءمة العقل بحكمته الغارقة في نهر روحك
والقلب بعاطفته السيالة باتجاه الأشياء والناس

لا تلامس الحكمة إلا الأرواح التي تفترش عقولها الحنكة المغموسة في أنهار التجربة و معترك مجاهل الحياة.
سعدت بحضورك الوضاء

دمتم

شكرا ود الخليفة على المرور ورفد المعنى