ليس ثمة شيء..!!

ليس ثمة شيء..!!


04-03-2011, 06:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=350&msg=1317363124&rn=0


Post: #1
Title: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-03-2011, 06:02 PM

ليس ثمة شيء..!!

Post: #2
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-03-2011, 06:06 PM
Parent: #1

عتبةُ اللاشيء

إليكَ أيها المُدخِنُ للكلامِ..
فاتِحاً رئةَإدراكِكَ المُرائي،
كي تُعلِّقَ الثقوبَ/
تضرمُ الملامْ..
إليكَ..
نسياني المُستبِّدَّ/
هواجِسي الأسيانةَ/
الرَّمادَ والدُّخانْ..

Post: #3
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-03-2011, 06:08 PM
Parent: #2

مُفتتحُ الزِّيغِ



أو كُلُّما شكّتْ يديَّ:
شمسٌ...
هرولَ الزِّيغُ إلى الحِبرِ،
والنفسِ..!!
ما بالُ أُغنيةٍ،
/ صماءَ كالحجرِ..
تهبُّ الهباءَ:
حواسَهُ الخمسِ..!!
والرُّوحُ روضَها هذا الطريقُ،
وإن أبدتْ نواجذَها...
فشتانَ بين القَطعِ،
والحبسِ..!!

9/8/2008م

Post: #4
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-03-2011, 06:48 PM
Parent: #3

الدوائرُ و المرايا
"كلما حللتُ عُقدةً / طــــــــــــال حبلُ المسافةِ بيننا" – عدنان الصائغ

1/
لك أن تتنزّلَ من بين أردانِكَ:
مُلتبساً،
ممسوساً بك كما ينبغي.
لك أن تُمسّدَ شحمةَ البياضِ..
تربكَ خدّ الغمامِ،
تروي شِفاه الضحكةِ النجلاءِ،
بأُغنيةِ البزوغِ / تختلي.
إذن...
لك أن تُرفرفَ غمّازتاكَ،
تُفرقعانَ بوجهِ تحناني دِفءً..
دِفءٌ يطفئُني / يعتلي.

لك أنفاسَ الشّجرِ،
يشجّرُ على ضفتيكَ غَبشٌ،
يُرمّمُكَ الشّغبُ،
يَحتملُكَ النّذرُ،
بأشجانِكَ يرتمي.

لك أن تبحثَ في زوايا الصدًى عن يديكَ..
لك زغزغتها،
لك الائتلافَ بها،
لك الالتحامَ بأدرانِ من صافحتْ،
لك ضحكتها اليتيمةَ الشّارِدةَ،
مجروحةً بمسامٍ حبكها صوتُكَ،
فلم تأبه للمزاميرِ / تنتهي.

إذن...
فلكَ النواحَ تُداعبهُ بأظافِرِ العبوسِ،
فتنتشيّ الجراحُ،
يغشانا المطرُ / نكتوي.
2/
يُمكنكَ أن تجتاحَ جمري / تلهبني.
يُمكنكَ اقتحاميّ برداً واحتِراقا،
يُمكنكَ تنقيطَ المسارِ،
إنقاصَ الدوائرِ...
إذن...
لا تُغادرني بكُلِّ هذا اللُّطفِ،
يختلُّ قدريّ / أنكفئ...

بينما كُلُّ هذا،
وأقلّ...
لك أن تتسلّلَ خيطاً مُمغنطَ الإيحاءِ،
لك المُكُوثَ شارِداً في مرايا الإصغاءِ،
لك أن تلوكَ أوداجَها تحت ذريعةِ الضوءِ،
لك أن تبهجَها،
لك أن تقلقَها بجناحين،
لك أن تُربِكَ المسارَ...
فلكَ المدارَ،
نحنحةَ الخيّالِ للغزلِ.

حينما تقُفُ على أوتارِ بصرِكَ،
كل ذلك لكَ،
وأقلَّ...
فتعالَ يحفُكَ النضارُ،
تُخاصرُكَ المداراتُ / تلتقي...

لك أن تعبُرَني،
أو تعتبرَني مكيدةً حُبكتْ باقتدارٍ،
كي تزلَّ...
فيا قضائي:
أنا الآن موقناً،
أنتظرُكَ مفتوناً أو مفتوحاً بكَ هكذا،
كبحرٍ...
لنغرقَ بمحارٍ،
وقرارٍ،
وفنارٍ مُهلهلِ.
أو
لك أن تلجأ لك،
فتخرجُني مِلءَ الصمتِ صمتًا،
لك أن نحتارَ...
ولك أن نمضي في تصاريفِ الأزهارِ،
قتلى بالخللِ.
كمدينةٍ كشطّ الضوءُ صخبَها المُنبعثُ من مقدِرةِ السُّراةِ على اِرتيادِ نتوءاتٍ قريبةٍ...
لكَ أن تُذخّرَ أبعادكَ صخباً بانتظارِهم...
ولك البصرَ،
ووردةً بلا أبوابٍ،
شائكةٍ مُتفتِّحةٍ كنهارٍ بأنجمِ.
...
هل مشيتُ بخاصِرتِكَ أبعد من نُقطةٍ،
إذن...
فرسمُ الإيابِ بلا محطَّاتٍ .. عليكَ،
إذ عليَّ فضّ الانتظارِ / تجشُّمي.
3/
أهديتني خَنجراً للمسافةِ،
ولكماتً للأصدِقاءِ،
وأعيناً ماطِرةً للوطنِ،
وبيتاً مُعتلاً يطردُ حُمّى الهذيان...
لك أن تختبرني:
مبتور المسافةِ والوطنِ،
تتناوبُني الأقدارُ...
يرجمُني غضبي.

لكَ أن تكونَ يتيماً كما أنتَ،
أو تأخُذني يا شغبي إليكَ...
فنُنشئُ بأوردتي المثقوبةِ وطناً،
وبمحطَّاتِ الشجنِ رهِقي.

لا آبه إن طَرقني عداكَ،
سينفتحُ على مِصراعيهِ ظِلّي،
يُدوخُني السّكونُ،
فالبيتُ لكَ والمتاعُ والإزارُ،
ونزفي،
ونزقي.
4/
بالأمسِ..
ساعةُ الهُواجِسِ المُحتدِمةِ،
كُنا قريبين..
تلامسنا كنافِذةٍ ورياحٍ لا تنثني..
لكَ أن تُحدّثني مُتلاطمَ المِزاجِ،
مُلتهبَ الأفكارِ،
فمثلكَ يُسُورُني وجعي...
وبينما بالإمكانِ رفضي،
تراودني:
إذن...
لك أن تُعلمُني كيف أُثارَ بموكِبي.

يُمكنكَ أن تكتحلَ بأشجاني،
رتقَ ضحكاتي المُلتهِبة،
شَهرَ تذمُّري.
و
لك أن تنتقي من خطواتي نحوكَ،
اندِحاري وتأزّمي/
انتِشائي وتبعثري.

لك الأصابِعَ والدوايةَ،
لك الدَوائِرَ والمرايا،
لك كُلَّ تمثُّلي.
19/11/2006م

Post: #5
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: فتحي البحيري
Date: 04-03-2011, 07:15 PM
Parent: #4

متابعة وحضور يا شفيف

Post: #6
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: طه إبراهيم عبد الله
Date: 04-03-2011, 08:06 PM
Parent: #5

كل هذا الغوص .. وليس ثمة شيء !؟

Post: #8
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-04-2011, 08:46 AM
Parent: #6

الحبيب طه
سلام يتهادى في سلامه وارتعاشات محبته
يجيء إلى روحك المانحة


شكراً على الحضور
والتقريظ
الذي أتمنى أن يكون ما أدونه / يدونني بقدره

محبتي

Post: #7
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-04-2011, 08:40 AM
Parent: #5

الحبيب البحيري فتحي
تشكرات على العبور الذي أعلمه
يتجاوز عن سوءات الشعر التي جاءت وستجئ
بما تحمله من مصابيح
في أصابع

محبتي

Post: #9
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-04-2011, 08:53 AM
Parent: #7

قُلْ شِعرا


قُلْ شِعرا..
لليلِ الذي ما توانى،
عن التسلُّلِ إلى الأزقةِ..
ليحتميَّ من: ضوءِ الأرواحِ الساحِرة.


قُلْ شِعرا..
للبِلادِ التي لا تتموضعُ على:
أكُفِ الضيمِ الماكِرة.


قُلْ شِعرا..
لسمراءَ تسمرّ الحُسنُ،
عنــــــدها..
فمالتْ بحنُوٍ،
لتسقيَ الآمالَ الدّاكِنة.


و قُلْ شِعرا..
للذي كتمَ الأرزاءَ، نهضَ للأيامِ/
مسّ بعرقِهِ خصوبتَها..
فأنجبتْ من كُلِّ لونٍ قافِلة.


وقُلْ شِعرا..
لممسوسٍ بهسهسةِ الكلامِ،
يتشحُ بِشراً،
إن جاءتَهُ التراتيلُ راجِلة.


وقُلْ شِعرا..
لوردٍ لا يغفو أريجُهُ،
يتبرجُ في الأنفاسِ،
فيأخذُ من كُلِّ نفسٍ نافِلة.


قُلْ شِعرا..
لمطيّةٍ يتململُ الإسفلتُ،
من أقدامِها..
لتصلِكَ بالمطالِبِ،
الرابِحةِ الرابِحة.


و قُلْ شِعرا..
لبيتٍ تجملتْ أركانُهُ،
بالجوارِحِ والضوءِ..
فعمدتهُ روحُكَ،
بالأشجانِ الساخِنة.


فقُلْ شِعراً إذاً..
لأطفالٍ شحذوا الضحكاتَ،
بأرجاءِ الرُّوحِ،
وأحالوا الحياةَ إلى آمالٍ سابِحة.


قُلْ شِعرا ..

Post: #10
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: الرفاعي عبدالعاطي حجر
Date: 04-04-2011, 09:19 AM
Parent: #9

دا كووم :

Quote: نسياني المُستبِّدَّ/
هواجِسي الأسيانةَ/
الرَّمادَ والدُّخانْ..



ودي أكووووووووووووووووووام :

هواجِسي الأسيانةَ
هواجِسي الأسيانةَ
هواجِسي الأسيانةَ
هواجِسي الأسيانةَ
هواجِسي الأسيانةَ
هواجِسي الأسيانةَ

يازول نحن غبنا كثير قدر دا

والله الحكاية اسيانة وبس .


بلة احترم غربتنا وشغفنا وشغافنا .




لو سمحت ....
هاهاهاهاهاهاهاهاها

يبدو ألا ثمة شئ في ..........


مجدي انت فاهم حاجة ؟؟؟؟ ولا الحجر زاتو .






........................................حجر.

Post: #11
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-04-2011, 09:45 AM
Parent: #10

قلنا تبقى في درب كفيل جديد
كفيل شاعر
لا ومخضرم كمان
زي ود النضيف

وبرضو الحال ياهو ذاتو الحال


وجاء بعصاه
ومضى إلى مهاتفته



يضحك صباحك
وليك توحشات والله

وبالمناسبة كفيلي وصل من السودان حاملاً نياشينه

Post: #12
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-04-2011, 10:48 AM
Parent: #11

على كعبٍ دائرٍ
"الرِّيحُ بشهوةِ دفعٍ ألقتْ للزيغِ خُطىً..."


الصرَّافُ لا تُفارقُني سحنتُهُ البنكنوتيةُ،
إلا البحرَ.

في الإصغاءِ:
نفضتْ مدينتي المِضيافةُ غرقَها في البُؤسِ
عند طُبُولِ أحاسِيسِنا المُرهفةْ،
ثم أغفتْ على ساحلِها تضاجعُ الضَّجرَ والحقائِبَ،
تنفَّخُ أوداجَ الزهوِ في هيئتِها المحكُومةِ بالشجرِ.

في الودِّ:
دغدغني الشدو الغرِدُ،
يهتفُ حتى شحطَ عُرُوقَ الثملِ،
عند ناصِيتِهِ همهمَ الحمامُ:
سأفترشُ الليلةَ الأشجانَ،
أريَّحُ حُنجرتي من دسِّ حُبيباتِ الصحوِ على جبِينِ الذين نهبوا الحِيادَ.
////
تفشِّي سرَّها للطحالِبِ،
فِتنةٌ بجيبِ الطُقُوسِ تنمو،
الوجِيبُ يتمزَّقُ بأطرافِها،
اللَّيلُ يخفي مُؤخَّرتَهُ البارِزةَ حتى لا يهابَهُ الصوتُ،
الأوتارُ تداومُ على قرعِ الشجوِ،
النشيدُ تارةً ينفلتُ من يدِ قُبلةٍ في صخبٍ هادِرٍ،
أو يغفو على الرصيفِ.
////

ترى كيف استعدتُ صفحةَ وجهي مملوءةً بالنزقِ!!!
////

المدينةُ يحفِّزُ صدرَها محارٌ،
المدينةُ صَدفةٌ وصُدفةٌ،
المدينةُ شُعاعُ الكائناتُ الراجِلةْ،
المدينةُ تحشرُنا في بِناياتِها لنتهيَّأ،
تنشَّرُ البردَ لنتهجَّى الدفءَ،
تُغطّي الذين أدّوا فُروضَهم!!!

المدينةُ تمتصُّ يرقاتُها
بُرتُقالةَ الجسدِ...
////

" وبينما صديقي يملكُ الحيَّ بأحلامِهِ ذات الدفاتِرِ المرصُوفةِ بالحاجِيَّاتِ المُنقرِضةْ،
وبعض الذِكرياتِ .....
...... قد يتقاطرُ المطرُ "
////
المدينةُ تعفي البحرَ من جمارِكِ اِرتيادِها،
حيثُ البهجةُ تستقرُّ بعبطٍ في الحقائِبِ.

المدينةُ دسَّتْ بوجهي أصابِعَها،
ومضتْ لتختليَّ بالآخرين...

Post: #13
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: الطيب مصطفى
Date: 04-04-2011, 01:09 PM
Parent: #12

ثمة شىء غامض وراء تلك الكلمات المحبوسة المعاني....

Post: #14
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-04-2011, 05:32 PM
Parent: #13

ثمة أشياء وأشياء
طليقة الأسى
تلتقطنا
دون رد مِنا
إلا المداد



وويني أنا يا جار مُنقطع النظير
(قلنا نسبقك في السُعال)


محبتي

Post: #15
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-04-2011, 05:53 PM
Parent: #14

اليتيمُ والسهو


1/
مِثلِ سِربٍ من الطيرِ،
تُحلِّقُ بروحِهِ النوايا:
بيتٌ من الشجنِ..
زهرةٌ لأيامٍ في كنفِ الدِّعةِ..
سلوى ومــــرايا...
اليتيمُ تصاويرٌ في مهبِ المنايا..
عيناهُ: لا،
ليس هما..
ضحكتُهُ شجرٌ وزوايا..
حتماً سيهدرُ الماءَ في الرِّقةِ/
فأيُّ دلالٍ قد تهديهِ:
-لنزوعِهِ إلى التحايُلِ على الشُّحِ-
ثورةٌ من القلقِ ومزيجِ فرايا..
بِخٍ على قلبٍ،
أمواجُهُ الدفدافةُ،
تكتظُ بالبرايا..
/ كرائحةِ جلبةٍ في أحراشِ الخلايا.
2/
فدّعْ ليديكَ السهو في شُرفِ النّزفِ،
وأهدِرْ بالتثاؤبِ..
- خليلةُ النفسِ:
بعضٌ من الطيرِ،
تتسلى على بِساطِ السفرِ،
تجتاحُ البصرَ،
قاب ضحكةٍ وابتسامةٍ وشفاهٍ،
ملونةٍ بالنذورِ...
شيءٌ من السِحرِ يلهثُ في الدّمِ:
خُذها..
فقد أغفتِ الكائناتُ عن:
نثرِ ثورتِها،
في الشبقِ الليلي..
وتهادتْ بأكحلِها،
خُذها..
وإلى الخيالِ اليتيمِ،
في وِهادِ الظمأ القاتِلِ والقتيلِ..
مارِس:
عنفوانكَ ال
سِّ
ريّ....
..................
.....
..................
..
3/
..................
..........................
.......
..............
.......
ليس ثمة شيء
..................
.......................
.............................
........
.....
أغفى اليتيم...


6/4/2009م

Post: #16
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-04-2011, 06:09 PM
Parent: #15

في أن العبدَ يزدحمُ بالأبيض




\//\\//\\//\\/

الله لا سِواه،
يصنعُ الطيرَ مشحوذاً برؤاه..
"ليس كمثّالٍ يصبغُ الصّلدَ بهُداه"..
يدحرجُ السِّرَّ لا المقامَ،
فيستوي مُنتفِخاً بسُّداه..
يشطحُ،
يئنُ،
يتوارى في خُطاه..
ها أنتَ من روحِ اللهِ لا عداه،
أيها الطيرَ المثقوبَ:
بالنسيانِ،
حين يتقاذفُكَ القلبُ بالتوترِ،
حين تعتريكَ الندوبُ بالأشجانِ،
حين تغتالُكَ الكُروبُ..
أتجابهُ ذاتَكَ:
بالنُّعاسِ والخفرِ والهذيانِ والإقدامِ والتطريبِ والتهريجِ،
وما يلزم من دِعةٍ،
أو اشتباه..
تدغدغُ الحذرَ الذي تمتلئ به نفسكَ الأمارة بالضحِكِ على لحى الرُّوحِ والوقتِ..
بزينةٍ تتلّفُ الشُّحوبَ،
بزخرفةٍ كالوسادةِ للقلوبِ...؟!
أنتَ من ماءٍ زاخِرٍ بالنقائضِ والفرائضِ،
يخرجُ من بين صُلبِ الالتواءِ فيك:
ضلالُكَ العاري...
تُراقبُ الطريقَ،
تستوي على جنباتِ الصمتِ،
ترسمُ الحصى دوائرَ،
واغترابَ..
تدحرجُ العرصاتَ للأسفلِ،
للأعلى...

\//\\//\\//\\/

ثمة مدينةٌ من خبايا،
بيوتُها سعفُ النوايا الرابِضةِ في مخيلةِ الشطآنِ،
سقفُها الهمودُ،
وأرضُها الضنكُ..

ثمة ارتطاماتٌ/
زوابعُ/
صولجانٌ/
أقبيةٌ تفضي إلى البدايةْ..

\//\\//\\//\\/

أيها المثقوبُ،
ما غرّكَ..
أوغرَ للعقارِبِ بجِلدِكَ:
لدغَ الأيامِ..
حرّكَ سعادينَ وجهِكَ البراقِ،
أيها
.
.
.

الله لا سواه،
يخلقُ...
سِّرُّهُ:
(هال قلام..
قلنا..
خقا)

\//\\//\\//\\/

كُلُّ هذا النواحَ لعبدٍ،
يزدحمُ بالأبيضِ..

قدمانِ تهدرانِ،
بلا جسدٍ..
قدمانِ من السِّرِّ،
تخضبانِ المنامَ بالأوتارِ..
تغشيان البحرَ بحناءِ الموجِ
والزئيرْ..
قدمانِ ...........
........
.......

18/3/2009م

Post: #17
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: Abdlaziz Eisa
Date: 04-04-2011, 06:10 PM
Parent: #15

Quote: 3/
أهديتني خَنجراً للمسافةِ،
ولكماتً للأصدِقاءِ،
وأعيناً ماطِرةً للوطنِ،
وبيتاً مُعتلاً يطردُ حُمّى الهذيان...
لك أن تختبرني:
مبتور المسافةِ والوطنِ،
تتناوبُني الأقدارُ...
يرجمُني غضبي.



يا سلام يا أخي بله

روائع
روائع


لك التحية

Post: #18
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-05-2011, 08:16 AM
Parent: #17

أخي الحبيب عبد العزيز

شكراً على إطلالتك
وكريم انتقاءك للخناجر
واللكمات والأعين والبيت


خذ منها ما استسغت إلى ما لم تستسغ



وخذ عني
محبتي الأكيدة
وامتناني

Post: #19
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: الامين موسى البشاري
Date: 04-05-2011, 09:20 AM
Parent: #18

Quote: ليس ثمة شيء..!!



بله الراقي وشفيف

بل هناك ثمة اشياء منها

هذا البهاء
وحضورنا
وسكرنا في ثمة اشياءك هذه
منها حرفك الندي
وروائع النظم هنا
كانها حديقة مليئة بالورود والازهار
كل هذا وليس ثمة شئ؟
فكيف لو كان هناك ثمة اشياء؟

تحاياي

Post: #23
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-05-2011, 04:30 PM
Parent: #19

هيع
العريس يا اخي
والله تشهي الزول في العِرس
هسي الواحد يقوم يسويها تاني

قال قولاته أعلاه
وتلفت تلفت حتى كاد رأسه أن ينفتل

اللهم أجعله خيراً
الفوق داك ما أنا
طيب


وثق أيها الحبيب
بأنه حقيقة
ليس ثمة شيء
لكنها تنقلب إلى
ثمة أشياء
فقط بعبوركم الندي


أكيد محبتي وامتناني

Post: #20
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-05-2011, 10:21 AM
Parent: #18

في أن القهقهةَ: لهاثُ الاختناقِ


مرهقٌ هذا الولدُ من دمِهِ
السير عكس المسار..
من فتنتِهِ،
الجلوس بفوهةِ الدوارِ..
مُرهقٌ وفي عينيه مدار!!
....
في يومٍ والسماءِ احتقان،
كزّ أسنانَ حُزنِهِ،
وبالجهرِ مال:
"أصداءُ غرزتْ في سماءِ اللهِ:
ريقي
..."
- هذي استعاراتُ التوجسِ والتمترسِ
وانتهيتُ..
فما أنا...
- طوبٌ من الشطفِ،
استفاقَ أنينُهُ..
ومشيتُ،
تحت الجِلدِ/
بين الجِلدِ..
أزرعها اندحار!!
"هذي إباناتُ البنانِ،
فما أشارَ..
وفي الضِفافِ:
هديرُ موتٍ..
قد تماثلَ رقصُهُ!!
وقطفتُ خاصِرةَ الطريقِ،
قد ماجَ كُلُّ الماءِ،
كونٌ من رحابِ اللهِ،
يجتازُ المدارَ..
كأنما بثُقبٍ إبرةِ الزمانِ،
تساقطتْ أحلامُنا تِــــــــباعا...
والأمر هان.."
مُرهقٌ هذا الولدُ من التفاتاتِ المخيلةِ،
الضرب على نغمِ النوى..
من حشرجاتِهِ،
التلبس بالانتباه..
مُرهقٌ وبجنبيهِ نار
....
في يوم والمساءِ امتهان
.
.
.
وبالجهرِ مال:
.
.
.
مرهقٌ بلهاثِهِ،
ومن مُرِ القهقهاتِ،
سال...

3/2009م

Post: #21
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: طارق جبريل
Date: 04-05-2011, 10:24 AM
Parent: #20

على سبيل التحية

Post: #22
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: مجدي عبدالرحيم فضل
Date: 04-05-2011, 03:07 PM
Parent: #21

يا طالع الهنعة،،


هو منكعب الجوزاء الإيسر وهو كوكبان ابيضان بينهما قيد سوط علي اثر الهقعة في المجرة وهو من أنواء الجوزاء وبأنتهائة يبرد باطن الأرض ولا يرمي فيه من البذور إلا الذرة والملوخية ولا يغرس شئ من الأشجار

(يبدو أن هنعة بله بردت علينا المكان لغة جزله ورصينة ومتفتحة الأشياء بل تعود علينا بحجار من حِجر الرفاعية(لغة صديقي رفاعي حجر)

تحياتي صديقي مِحريبة.)

،،،،أبوقصي،،،،

Post: #29
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-07-2011, 08:11 AM
Parent: #22

سلمت صاحبي
جالب الهنعة
ومترجمها في المكان غير الملائم

هو حسن ظنك والمحبة التي دانت
وهي الشريدة
فيما بيننا
وذاك الحجر


أكيد محبتي وامتناني
وأكيد ثقتي في أنه لا شهادة لك تُقبل
لأنها تظل مجروحة


محيريبا

Post: #24
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-05-2011, 06:16 PM
Parent: #21

صاحبي المفرهد به الجمال


ولك من التحايا
أنبلها


محبتي الأكيدة

Post: #25
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-05-2011, 06:56 PM
Parent: #24

الصّوتُ والدّورانُ


إلى عماد عبد الله و عز الدين عثمان وإلى مُتسيبٍ يتسكعُ بالخيالِ

الصّوتُ ... أو بوقُ الضميرِ

اللهُ يمقتُ الأبواقَ التي لم تُنفحْ بعد، يمقتُ أن يقفَ الصوتُ في مشهدٍ يتوكأُ على البوقِ، فيُعالَجُ بالكبتِ، الصّوتُ يهزُّ الأبيضَ، يسبحُ في أشلاءٍ بيضاءٍ نفقتْ في أولِ الدربِ، الصّوتُ أورادٌ تتوضأُ بالمدِّ، تُرتبُ الدّمَ لاحتراقٍ أشدّ..

يا الله،
كيف تلّونَ هذا البوقُ الجاثِمُ على صَدرِ الكونِ بأحمرِهِ، وتوارتْ ثوراتُ الصّوتِ لما قفزَ الليلُ على هيئةِ نعناعٍ أمرد

<> <> <>

تعرفُ
كيف تمترّسَ بالجوفِ الشجنُ،
أيا شاحِذَ قرعَ الغضبِ..
أفسِحَ للأزرقِ
-باسمِكَ-
: وردتَهُ..
فضميرُ الساعةِ،
أسفلَ عجلاتِ الرّكضِ
لجلادٍ ــــــــــ أشهب،

أفتحَ نافِذةً في شهوتِكَ الذاهِبةِ لماءٍ رقراقةٍ تنسلُّ بليلٍ من نبعٍ آسِنْ..
أفتحَ نافِذةةةةً
وتقيأَ:
بهجتكَ المسمومة...
وأسقِطَ ضحكتَكَ الصّخابةَ في حُفرٍ تتقافزُ منها حِيلٌ رقطاء...

<> <> <>

يا ريحُ،

يا ريحُ،

يا ريح...
وجعُ الأقدامِ الموغِلةِ في الإسفلتِ، وجعُ الصوتِ، الرّناتُ، الضحِكُ المشروخِ، البوحُ...
يا ريحُ ... يا ريحُ ... يا ويحَ القادِمَ في حُللِ الضوءِ يُبادُ على مرأىً من بوقٍ فاتِر.

<> <> <>

لا يُرضي الله البوقَ الناعِسِ حين يسدُّ مواعينَ المارةِ بالهمسِ المشبوحِ ويشربُ كُلَّ الليلِ وينتحبُ على أشهبِهِ الشارِدِ، يا ليلُ
يا ليل...
كيف يمرُ الضوءُ،
فتنكسرُ كجلمودٍ، يا ليل...
وها قد دارتْ أكوابٌ فارِعةٌ، ماجتْ بالصخبِ الماجِدِ أبواقُ مِدادٍ سرمد..
وها قد شعّتْ أفئدةٌ وأشارَ الصوتُ المُترعُ للمشهد...


دورانُ الماءِ بالحِجر

تهيئة

أيهذا النايّ الأعشى – كحلتكَ الجِمارُ- فقد أيقظتَ الأشجانَ بذاكِرةِ السهوِ، أرخيتَ ميازيبَ التَّدلَّهِ بالسحيقِ، تسليتَ بكائناتٍ تنزَّلُ منزلينَ بالخيالِ
- فللوردِ واحة.
- وللحديدِ دم.


التواتر

وما استطابَ لخاطِرٍ واكتفى من ضيقٍ، حيث البداياتُ: أول النحيبِ في ارتحالِ النورِ إلى سِعة...
ذلك حِمى الماءِ في حِرزِ السِّيرِ يُنكِّسُ النوايا اللابثةَ بحِجرِ يقظتِها الدءوبِ فوق موقِدٍ يسّعُ مداراتَ متواتِرة،
أو ريثما يجوبُ النجيعُ في الفَلاةِ، يخترقُ الرّملَ المُتمرِّسَ على الأوانِ الدّاكِن...
أنها:
حِدةُ الضربِ على طبلٍ طي طللٍ راسِخٍ بالأطوارِ،
أو:
جدبُ النباهةِ..
بينما تختالُ فورةُ الحِمى في الدّورانِ على نقشٍ مسموعٍ بأخيلةِ البدءِ،
هي:
شفاهةُ الإيقاعِ
س
ف
ااااااااااااهةُ التراتيلِ في حِلٍّ من الإخلالِ بالتبرُّجِ المحمودِ للنّارِ في جسدِ الكربِ،
أو الدربِ،
أو:
دعِ الأشباحَ تمسحُ عرقَ النوى
بالنهنهاتِ،
واللعناتِ..
إذ الماءُ ترصيصُ اللّونَ في بهوِ المرايا،
يتخللُ الهجسَ
يطلُّ على المضض
.
.
.


التعليل


ذلك، وأنه ما كان،
نظرَ...
فلما لم يشقّ للماءِ بحِجرِ النّهارِ: مقامَ..
قال: فيم ابتعادي عند العشيّ لوجهٍ أصم!
وها قد عرِفتُ بأني حجر..
وأن الدِّماءَ منامٌ عليل!
ففيم التشبثُ عند الشدائدِ: بمغزىً وظنّ!
لعمري فطنتُ لأني حجر..
أو كأن المساءُ ثقيلا،
وأحملُ تحت الجناحِ: الوجل!
أُعجلُ في السيرِ نحو اقترافِ الحديد..
أيكفي النحيبُ لنيلَ الندى،
فها قد جهِلتُ،
ومال المآلُ لخطِ البصر!!


الضلال

لعلكَ بسيرِكَ على هذا المدارِ التقيتَ بحصىً مُدببٍ، اضطررتَ للتفريطِ في ما تبقى من حذائكَ المُخترقِ،
أنت لم تبق إلا لثوانٍ وبدت سِماتُ الفرارِ تنزعُ الملامِحَ التي ولجتَ تحملها،
أو تحملكَ
-ليس سيان-
أنت لم تعد تعرفُ كيف يمكنكَ التقزم والانهزام والتأزم والتقوقع أكثر،
أنتَ ثاوٍ في كينونةٍ أخرى ارتدتها قسّرا وسُدّتْ منافِذَ كانت تلوحُ في البدءِ للفكاك،
أنتَ تحاصرُكَ اللعناتُ الوثاباتُ كُلُّ واحِدةٍ تحملُ جيناتَ فورانٍ مُقتبسةٍ من ذاتِها لتغشاكَ حتى يعتريكَ انغماسٌ كُلي في المحصلة،
أنتَ بوتقةٌ متناسقةُ التنافرِ حيالكَ الدربُ ومركبكَ الدورانُ وهُداكَ الهواءُ
لا يعيركَ القياسُ التفاتةً،
ليس أمامكَ خلا هذا الضجيجُ والانفلاتُ
حيث لا صحو
لا وسن
.
.
.



المفترق

تحدّثَ قليلا
وكان المساءُ يتأرجحُ على غمامةٍ تتأوهُ جزلى..
توقفَ بمُفترقِ المسافةِ بين أن الطريقَ سيُفضي لمعنىً جديدٍ،
أو أن النواحَ عسيراً على شطِ الرجاء،
وقال:
بلى،
لأيِّ أُفقٍ يديرُ الأماكِنَ جهةَ الماءِ
ومرحى...

15/1/2009م


Post: #26
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-06-2011, 08:59 AM
Parent: #25

تقمُّص..!!



واجفاً...
يقتصُّ شُرُودَ الظِلِّ،
... مَعبراً
يحتسي لذّةَ القفرِ..

الشجنُ كلالةُ المُعتركِ،
... رصيفُهُ
روحٌ فسدتْ تجاويفُ أحلامِها،
ثُقُوبٌ ينزُّ منها رحيقُ التفاؤُلِ..
يجرحُ خِرقَ الخيالِ
/البياضُ قانٍ/
كامرأةٍ فتّقَ العشقُ براكينَها،
/فتنزّلتْ عناقاً
... تتَّسعُ الثُقُوبُ/
وطأةُ الظِلِّ..

الرحيقُ/
الحريقُ/
تراتِيلُ الصحوِ/
الصحوُ/
الارتعاشُ/
النواحُ/
الندى...

خُذَّ أكثر من النَبيذِ،
واحتسِ مقدِرَتكَ على التشبُّثِ
... الليلةُ مُداهنةٌ،
خلعتْ سترَ النُجُومِ،
وتبرَّجَ جسدُ الحديثِ المُكفهِرِّ
... يتحوّرُ حالما تُلامّسُهُ – شرراً- ملامِحُ الطريقِ المُسترقُّ دمَ
الحُواةِ...

احتوِ الليلَ،
وأهرب في مِزقِ المُتجاسّرِ،
مُبصراً...

21/10/2005م


قراءة في النص من لدن الصديق الشاعر (عدنان المقداد):

الموجود - بماهو-ذاته / قراءة في تقمص بله الفاضل :

خارج السياق :

1 - في قراءتي للشعر - عموماً - و هو أمر نوهت إليه من قبل ، لا يهمني ما الذي أراد الشاعر قوله ، على مستوى وعيه ، و لكني أنطلق من نقطة واضحة عندي :

أن الشاعر هو إنسان له تاريخ من الحوادث و الأفكار الشخصية و العامة - بكل تفاصيل ذلك من ورقة صغيرة على مكتبه إلى الزلازل و الحروب - بما يعنيه ذلك من تداخل و تشابك ، و هذا الشاعر ، من جهة أخرى ، لديه حصيلة معرفية لغوية ، و قاموس لغوي ، و قراءات سابقة و حصيلة نحوية ( يسميها تشومسكي الكفاية اللغوية ) .
و بالتالي فهو عندما يكتب نصاً ، انطلاقاً من حالة نفسية معينة ، أو حادث معين ، على مستوى الوعي ، فهو يظن نفسه واعياً لما يكتب ، غير أن الذي لا يراه هو أن " ذاته " تكتب من خلالها أشياء كثيرة ، من منهل هذا التاريخ الذي يحمله كإنسان ، و هذه الأشياء محمولة على حاملي اللغة و الكفاية اللغوية ، و الموهبة هنا هي التي تحدد إذا كان الشخص قال ذلك بفنية عالية ، و بعمق ، أو بسطحية في حال عدم وجودها .ثم يأتي دور الثقافة و الوعي و الحصيلة الثقافية ..ليفاجأ الكاتب بأن ما قاله كان أكثر مما وعاه .
و من هنا قراءتي هذه .
2 - هناك حواجز بنائية تقف بيني و بين بعض نصوص بله ، كنت قد تحدثت معه بشأنها من قبل ..و لما قرأت هذا النص قلت له : أعجبني هذا أكثر من غيره ..و ها أنا أفسر هنا ..لماذا أعجبني ..

3 - زدت على نص بله كلمة " منها " بعد كلمة ( ينزّ ) و هذا لا يغير شيئا في المكان الذي حدث فيه التعديل ، فقط زدتها لأن هذا ما كان ينبغي فهذا الفعل يتعدى ( معنوياً ) بهذا الحرف ، و يبقى المعنى نفسه في الحالين .

العنوان / تقمّص :

التقمص يعني لي - في حصيلتي اللغوية - ظلالاً كثيرة ، أولها " اللبس " و في الحديث قوله " إن الله سيقمصك قميصاً " و من هذا المعنى العام معنى خاص هو عقيدة التقمص التي اهتممت بها في فترة من فترات حياتي و ما زلت أذكر أحد أوائل الكتب " الخيالية " عنها لرون هابارد .

غير أن التقمص مشتق أساسه قمص ، و ثمة مشتق آخر يعني في ما يعني ( الشخص القلق الذي لا يستقر )
و عموماً فكل إيحاءات هذا الجذر تعطي معنى " عدم الاستقرار و القلق " بما في ذلك الكلمة المعبرة عن عقيدة التقمص ( حيث الروح لا تستقر على جسد : كلما بلي واحد انتقلت إلى آخر ) .و بالتالي فهذا هو المعنى العام الذي تنبثق منه كل الدلالات الأخرى .

و ...ما علاقة هذا المعنى بالقصيدة ؟

المقطع الأول : شخص ما ..قلق ..

افتتاح النص يبدأ بشخص غُفْلٍ واجف ..لكن القصيدة لا تقولها بهذا الطول ، بل توجز ذلك كله بكلمة حالية واحدة :

واجفاً ...

و الوجوف : هو الاضطراب ، كذلك . و هذا الشخص الواجف :
يقتص شرود الظل

فالظل له شرود ( إن كانت الشين بالضم ) أو هو ذاته شارد ( إن كانت بالفتح ) ، و في الحالين ثمة ربط بين الشرود و الظل..و هذا الواجف يقتص ذلك الشرود !

لكن ..

الظل لا يكون شيئاً قائماً بذاته ..بل هو موجود ( لوجود ) ..قل هو حصيلة وجود شئ أساس ، و هذا الشئ يأتيه " نور " من طرف مقابل ، ليتكون من ذلك " ظل "

ثم ..شئ آخر : الظل ، بداهة ، ملازم للشئ - صاحبه ، فيزيائياً ، و هم يقولون مجازاً ( يلازمه كظله ) ، غير أن النص يعطينا ظلاً غريباً : فهو منفصل عن صاحبه ( شارد ) و غير ملازم كما عودتنا الطبيعة أن يكون ..!

حتى الآن لدينا :

شخص ( لا نعرفه ) ، مضطرب ( لسبب لا ندريه ) و يقتص ( يقص ) - مع اعتراضي على الكلمة - يقص ظلاً ليس له ..

و لا يزال بعض الإبهام في الموقف ..

هنا تأتي حال أخرى ( لعلها تمييز ) :

مَعبراً

و هذه الكلمة تفصل فصلاً بيّناً ، عن إتمام فعل الواجف الذي هو الآن :
يحتسي لذة القفر

الكلمة المفتاح هنا هي " القفر " ، و القفر هو الخلاء من الأرض ( لا نبات و لا شجر و لا حيوان ...).

الشخص الغفل القلق المضطرب يحاول أن يصطنع ظلاً ليس له ، في محيط لا شئ فيه مقفر ، و هو يحتسي هذا القفر ( يشربه على مهل ) و الاحتساء كذلك عند ربطه بالنفس هو : اختبار النفس ( كما هو احتفار الأرض عند ربطه بالأرض ) ..

شخص قلق في محيط مقفر يحاول أن يختبر أو أن يجد حقيقة ذاته بشئ ما يدل عليها ، حتى لو كان هذا الدليل هو ظل ليس له ( يتقمصه ) تقمصاً ..( لعل في هذا إحالة إلى التفكير حسب كوجيتو ديكارت : أنا أفكر ، إذن أنا موجود - فإن ديكارت أراد أن يجد نقطة انطلاق صلبة يبدأ منها في المعرفة بالشك و إعادة النظر في أشياء أخرى ، و قرر أنه عليه أن يثبت ذاته أولاً و إلا لظل كل شئ مشكوكاً فيه ) !!

و بين هذا الاضطراب ، من جهة ، و محاولة " اصطناع ظل يدل على الوجود بدلالة انعكاس الظل عنه ، بين هذين ثمة ( معبر ) هو الذات ..ذات الواجف ..معبر ..
قد تبدو هذه حالة وجودية " سارترية " تحديداً - لكن لن أقبل هذا الآن .

المقطع الثاني :

هذا المقطع يوسع المدلول الوجودي قليلاً ، ليعيدنا من إيحاءات العدمية إلى إرهاصاتها الممتعلق بالمسؤولية - الوجودية كذلك -

فالشجن -لغوياً - ليس - بكل بساطة - أي حزن بسيط ، بل إن جذره يحيل إلى حزن أو هم متشابك ، كالغصن ، و الشجن يعني ، فيما يعني : الغصن ، كذلك ..و لست أرى سبباً لهذا التشابك سوى تنوع مصادر هذا الهم : مصادر شخصية و أخرى عامة ..

و حامل هذا الهم ( معترك ) و المعترك هو المشتبك في حرب و الشديد المعالجة فيها ..ثم إن العرِك هو المتداخل بعضه ببعض ..( مما يعيدنا إلى معنى الشجن الأساس : الذي هو الاشتباك ) !!

فعندنا هم متشابك ، من ناحية ، و شخص قادر على ( إدارة الأزمات المتشابكة ) - إن جاز التعبير -

لكن ..هذا الشخص ، أمام الهم الذي يحمله يعاني ( التعب / الكلالة ) ..فخبرته لم تجد نفعاً ..

و هذا الشجن " رصيف " المعترك بما في الرصيف من دلالة " التحييد " عن منطقة الاشتباك الأساس ..فالشجن لا يكتفي بالتغلب على " الذات " بل و يحيدها عن أي صراع آخر .

الأحزان قامت بعزل هذا الشخص و تقييده و تحييده !!

و للروح أحلام ، و للأحلام تجاويف فسدت ، و مقابل هذه التجاويف الفاسدة ثمة ثقوب ينزّ منها رحيق التفاؤل .
و النزّ خروج - لا يعبر عن كمية معتد بها بالمناسبة - غير أنه كذلك " عدم الاستقرار في مكان محدد ..( و هذا يعيدنا إلى فكرة الاضطراب ..و التقمص الذي هو القلق )
و هناك بياض ..مثل امرأة فتّق العشق براكينها فتنزّلت عناقاً ( و هي صورة أريد أن أبدي إعجاباً شديداً خاصاً بها كصورة منفردة )

غير أن كل هذا ( التفاؤل - البياض - المرأة ) - كل هذا سببه ( وطأة الظل ) ..

الظل الشارد ذاته في المقطع الأول ..فبسبب تلك المعالجة غير المنطقية باقتصاص ظل من خارج الذات لإثبات الذات ( التقمص ) ، - تلك المعالجة سببت وطأة ( دوساً ) للذات الخاطئة بمثل هذا التقمص غير المرضي عنه ضمناً .

و كل ذلك التحييد ، و التعب ..من جهة ، و رحيق التفاؤل و البياض و المرأة ..من جهة أخرى ..إنما هي تقلبات نفسية لذات تعالج ظلا لتقتصه لنفسها ( و هو لغيرها أساساً ) .

المقطع الثالث :

هذا المقطع تأكيد للتقلبات النفسية في المقطع السابق .

المقطعان الرابع و الخامس :

يدخل هنا شخص جديد ( لعله وعي كامن ، أو ضمير كانت تغالبه الذات و هي تحاول خداع ذاتها ) و هذا الشخص آمر أو ناصح :
خُذْ ..أحتسِ ..

و ماذا ينبغي أن يأخذ ؟
النبيذ ليس مشروبا فقط ..بل هو كل ما ينبذ ..

فالشخص الجديد يطلب / يأمر / ينصح : من أجل إخراج الذات من كل هذا الوهم ، و يطالب بتحديد موقف عاجل : ابتعد و استسلم ..أو تشبث !

خذ أكثر من النبيذ

احتسِ المقدرة على التشبث .

و ذلك لأن الليل آت ..و حسم الأمر مطلوب نهاراً قبل أن تأتي هذه الليلة ، لأن كل الظلال تختفي ليلاً - ظلال الذات أو ظلال الذوات الأخرى - حتى النجوم ستختفي فلا مطمع و لو بظل شاحب بسيط !

و حتى ملجؤك الذي اعتدته من أجل التعبير عن همومك لن يجديك نفعاً لأن ( جسد الحديث مكفهر ) و ما الحديث سوى شكل للتعبير عن الذات - غالباً هو الشعر هنا - ملجؤك هذا سيتبرج جسده فلا يعود معبّراً عن الحقيقة كما ينبغي أن تكون ، بل كما يشاء التصنع و التبرج ، و الخداع أن يفعل !

فما الذي حدث ليتغير الحديث ( وسيلة خلاص الشعراء - أو البشر بما هم ناطقون ) :

إنه الطريق : الذي يسرق دم الحواة ( و الذات هنا هي من هؤلاء الحواة ، بدلالة المقطع التالي ( احتو الليل ) )
الحواة اتلذين يريدون استيعاب ( احتواء الليل ) و ما يتبعه من انعدام الظلال ..

هنا ينتهي المقطع إلى ميل لاستيعاب هذا الليل الذي يحتمل أن يسرق دمه ، و ميل إلى الشجاعة التي يمثلها متجاسر لم يبق منه سوى مزق ..

و نتيجة مهمة : أن يكون مبصراً ..في هذا الليل .

القصيدة إذن تصف ذاتاً قلقة تتناولها الهموم كلها - عامة و خاصة - و تغلبها - رغم أنها مهأة للعراك - و هذه الذات ترى الطريق يسلب ممنها القدرة على وصف ذاتها ، و تتحاول أن تحل الأمر خطأ في البداية : بتقمص ظل ذات أخرى ..غير أنها تحاول أن تحسم الأمر بعد اكتشاف أن هذه الطريقة غير صحيحة فالذات لايثبتها شئ من خارجها ..خصوصا في هذا الطريق ( الحياة ) الذي يزور حتى إمكاني التعبير عن ذواتنا ..و القصيدة ترى أن هذا العالم قفر ، و مزور ، و مداهن و الأشياء فيه مختلطة ..و لاسبيل إلا بالبدء بإثبات الذات ، و هذا لا يأتي من خارج الذات ..و إن هذا هو العراك الأهم في الحياة .

فإما أن تجد الذات " ذاتها " على الحقيقة ..أو لا شئ : ستكون معرضة لطريق يسلب من يحاولون احتواءه بالنفاؤل المفتعل ، و المعرفة الزائفة للذات - سيسلب الطريق هؤلاء حتى دمهم !!


تحية لك يا بله ..فلقد عشت مغامرة رائعة هنا .

Post: #27
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: هواري نمر
Date: 04-06-2011, 09:44 AM
Parent: #26

Quote: ليس ثمة شيء..!!



بل هنا كل الأشياء
كل الجمــــــــــــــــــــــــــال.






_
عاطر تقديري وأحترامي.

Post: #28
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-06-2011, 06:44 PM
Parent: #27

كما الأعمى...
إلى محسن خالد ... الولدُ الذي يسقي/يشقي الأرواحَ بابتسامة

مدخل...


يرشقُني الضوءُ
.
.
.
يا لفداحةِ العتمة!!!




عتمةٌ مُتضعضعةٌ



1)

بينما نوافِذُ تحرّكُ الرِّيحَ باتجاهاتٍ شائكةٍ،
وسقاةٌ يزفّون بحراً باتجاهِ العدمِ،
وروحٌ بالرُّوحِ تمدُّ الوجدَ...
علِّقتْ المسافاتُ بالسديم.

ثمَّة عتمةٌ من الإيحاءِ تُمعِّنُ،
لولا أن بالدفينِ ذرّاتٌ من الصخبِ عالقةٍ،
كمثل يومٍ في السُّباتِ،
ككهرباءٍ تتراشقُها الوسائدُ،
تشهقُ الرِّيحُ مثل ومضةٍ عاريةٍ
.
.
.
نُولجُ الرّجفة.

2)

بالإمكانِ أكثر من ترانيمٍ لطمرِ التضادِّ...
لو تُداعبَ بُصيلاتَ الذهنِ،
يتنزلُ الشِّعرُ..
بردٌ يُدفّئُ أخيِلةَ الأماكِن.

3)

يضحكُ...
كلما فتحَ شُرفةً،
نزفَ الأسًى كصفيحٍ...
حالما يرتطمُ بالبراحِ،
يستشريُ الدّمعُ.

لا يتوانى الليلُ عن قنصِ الضوءِ،
إلا أن يُزمعَ المضي،
يتشقَّقُ العبقُ من السحرِ...
قبسٌ..
تراتيلٌ من فِجاجِ الرُّوحِ.
فجرٌ.
لا على الأرضِ...
مُحالٌ أن يحلَّ النبضُ من جيدِ النُبُوءاتِ،
لو طمحَ البِناءُ،
تنتفي خارطةُ المكائدِ والمشارِطِ والمقاصِل..
يتنصّلُ العُمرُ مما يعتمرهُ على جُلبابِ المسافاتِ،
يهزّجُ برغباتٍ مُؤتلفاتٍ بالهربِ،
تُهدّمُ صرحَ الخطواتِ حاجيَّاتٌ رثّةٌ تكتنفُُ الأفئدةَ..
و
ككفيفٍ يعرفهُ الترتيبُ والإغماءُ،
تغمرُهُ المساراتُ بالمغائصِِ والدسائسِ والخسائِر.

4)

حين تبالغين في اللامُبالاةِ،
تنفُّخين صدرَكِ بالضُمُورِ،
تلقينَ على رئةِ المُدنفِ حلمةَ الوُعُودِ ممصوصةٍ حتى النخاعِ...
هل بالإمكانِ:
دغدغةِ الإغفاءةِ لتتقلّبَ بأسِرَّةِ الأحلامِ عارية،
مُواربةِ شياطِ الذاكرةِ،
حلبِ الدفءِ باتِجاهِ الضبابِ،
إيلاجِ رّكبِ الندى الشحَّ،
امتطاءِ صهوةِ الرغبةِ،
ائتِلافِ الندم!!!

5)

لو داعبتكِ زوارقُ الصحوِ،
ابتهجتِ بخشخشةِ الخُرُوجِ،
فتحتِ ريِّقَ اللونِ في وترِ المسارِ،
راقصتِ الرضيعَ،
منارةً فمنارةً سيضيءُ حُلمُكِ،
يستطيل...

6)

فاتراً قطرُ السنَّا،
صليلُ الصّوتِ في قاعِ النوى،
سِفرُ التراتيلِ،
اِبتِهاجُ الخُطُوةِ الداكِن.

7)

لا على الأرضِ..
مُحالٌ أن تتداعى بوضحِ النضارِ شقشقةُ النسيمِ،
اِبتِهالاتٌ تُراوحُ قيدها،
كلما افترْ ثغرُ صُبحٍ،
دار حولَ الصُبحِ بغضٌ،
وانبرى الوترُ الصدئَُ يجرحُ الصوتَ،
يستحلُّ المساكِن.

8)

دون أن يبدو..
يُرافقهُ الصدى حيثُما يضعُ بصمةَ الصوتِ،
وكيفما اتَّفقْ النداءُ:
يا ويلتــــــــاه...
حسبي من دُرُوبٍ للأسى..
كيف اكتفى رهطُ الصباحِ من النشيدِ!!
والداخِلون...
كيفما كان النحيبَ على الثرى،
يسقي الحشاشاتَ انتِصابٌ
.
.
.
بأرضِكِ الخضراءَ أغفى الأُقحوانُ،
دانْ للكفِّ الحمامُ والمدى.

9)

على محيّاكِ الخصيبِ جلالُ من دانتْ لهيبتِهِ الرّضابُ والرقابُ..
مذ أصابعُكِ والضوءِ،
وخاطرِ الترانيمِ العصيَّة.
مذ كيانُ اللَّمسةِ الشهيّةِ بجسدِ النسيمِ،
الصّمتُ ريبةُ الدهشةِ،
انتفاخُ الزيفِ،
صرحُ الانبِهارِ،
نغمٌ يزلزلُ كيانَ اللحظةِ القُصوى..



همساتُ الأصابعُ...


انثُرّ حفّتْ مواقيتَ ارتحالِك أجنحةُ اليمامِ،
داعبتك نبيّةُ الدُّجى،
هندسَ الغمامُ رحيلَهُ على وقعِ خُطاك في سدرِ الشموسِ،
أرجحهُ السلمُ.



أنغامٌ خاطِفةٌ...


.
.
.
تعالَ افتحْ بابَ النّهارِ،
علِقَ رِيحَ الإيابِ في شغبِ الجِبال.

تعالَ أرفو ظِلَّ القصيدِ بخيطِ نارٍ،
أطلق على الصلدِ عبقَ الخيال.

تعالَ أقبعْ بحجرِ الملاذِ،
شيدّ في صريرِ الدُّجى سِفرَ المُحال.

تعالَ أسكب مُهجةَ الشذى،
طوِّق عُنُقَ الغُروبِ،
ارتوي من دنِّ الندى – المُشتهًى –
أصدحَ بالمنال.



بصماتُ الصوت


يا لجسامةِ الحُزنِ المُتضائلِ،
يُعبَّقُ الفضاءَ..
يغزو رُمُوشَ الحالماتِ بكابحيّ الرسن.
يا لضيقِ الجُرحِ،
أتلفْهُ البرءُ حتى غدا قيحًا،
غطَّى النظرَ بالوهن.
ويا لقداسةِ الكُرهِ للطفلِ،
يقطنُ الأرواحَ،
ولا يموتْ،
ليلوحَ الصّمتُ في العتبةِ يتلمظُ الزمن.



حُبُور...


على أرائكٍ من الحُبُورِ حاكَ الكروانُ قُبلةَ المدى.
والنُجُومُ في سماحةٍ تدورُ بين خصرٍ ورِدفٍ ومُنحنًى.
والرذاذُ كالحرِيرِ ينتقي بأيّ جسدٍ لادنٍ متكسِّرٍ يسطعُ في عُيُونِ الغزلِ، يُشرّقُ بالهوى.
كلما حادثَ النسيمُ صفحةَ توهجِها بالأرواحِ، انكسرَ في خاطِرِ الصباحِ: رتمُ الصدًى.



خطوةٌ للخُرُوجِ:


يدُّكِ الممدودةُ حِذا بصركِ إلى خصرِ الأعالي..
ترفعُ همسكِ المُوجوعَ/
آهّاتَ الرُّوحِ/
صليلَ الرجاء.

يدُّكِ ذاتها خضبتِ المآقي..
أعطبتِ الخاطرَ/
أنعشتْ ريحَ البُكاء.

يدُّكِ التي من صلصالٍ،
يلطمُ السماءَ بالأسًى،
يعجنُّ الأرواحَ بانتشاء.

يدُّكِ التي علمتنا البرءَ
-من أعلى الشموسِ-
رسمتنا كهرباءَ تلسعُ القلبَ بفيضِ ماء.

يدُّكِ تحتها يفرفرُ البعثُ..
تُمرّقُ النوارسُ/
تشبُّ الأنغامُ/
تحزّمنا ببوحِ نقاء.

يدُّكِ المُستلقيةُ على كتِفِ الندى..
يشهقُ البصرُ/
يجنحُ الخيالُ/
يرمقنا بكبرياء.



أغسلُ وجهي بأنفاسِكِ...


تخطِرينَ...
يتبلّلُ النغمُ والغمامُ،
يجرفُني رذاذُ صوتُكِ،
ترتعشُ الحُروفُ..
أحبكِ..
أحبببببببببببببببببببببببببببببك
ملامِحُكِ:
ضوءٌ/
نرجِسٌ/
كاحتفاءِ صفحةِ الماءِ بمُلامّسةِ القمرِ..
تخطِرينَ...
أغسلُ وجهي بأنفاسِكِ
.
.
.
يجفُّ الكلام.

15/7/2006م

Post: #30
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-07-2011, 09:48 AM
Parent: #27

غمرني عبورك هواري
بالغبطة
والعطر
والضوء


محبتي وامتناني

Post: #31
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: أبوذر بابكر
Date: 04-07-2011, 10:12 AM
Parent: #9

بل ثمة أشياء

أشياء عديدة يا بله

منها ما يختزن الضوء فيصير شموسا

منها ما تحتشد الخضرة فى حشاياه
فتغار منه الأشجار وتشتهيه الحقول

ومنها ما يغرى الأرواح بالرقص عارية
الا مما يستر فرحها ونشوتها الخرافية

منها الشعر

الشعر عاليا مثل سقف السماء الثامنة، ربما التاسعة

هناك حيث موائل أملاك الشعر

ومنهاأنت

صديقنا البديع

Post: #32
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-09-2011, 08:16 AM
Parent: #31

ليلٌ و ويلٌ و ضوءٌ
"إلى أُمّي والمَسافاتُ لا تزل تُعلّقُنا بمشجبِ الأشجانِ"

أشواكٌ حافيةٌ للبدءِ:


"قعدتُ واقفاً...
.... أمشي،
تنتعلُني المسافاتُ بأشواكِها الحافيةِ
.... فأركضُ..."


ليلٌ


1)
كُلُّ مساءٍ أعرجٍ أجّجَ قلبي بمناديلِهِ..
خضبَ وجناتَ اللحافِ بلوعةٍ،
وأَراقَ خُصُوبةً لا تتزحزحُ عن دمي..

و
النُجومُ التي نزعتْ زفافَها الموشى بالنغمِ والضوءِ:
صفّفتْ خُصلاتَ موكِبي العربيدِ بالنوى،
أربكتْ ألحانُها طبلةَ صمتي المُحكمةِ،
ليهتزَّ المساءُ...
يفركُ خدَّ نجمهِ الوديعِ،
يسقطُ الدندنةَ من كفيّ لفكيّ الوترِ،
فينشجُ لحنَهُ المديدَ...
مُسافِراً،
و
عابِثاً بكبدي..
2)
ما حِيلتي!!!

كلما اختبأتُ في جسدِ الصمتِ..
تعرّت طُقُوسُ البياضِ
.
.
.
.... أهزُّها،
ينتحِبُ الطريقُ بخاطري..
3)
المساءُ بضيقِهِ المهيبِ،
لا يُخبِّئُ أَفكاري النافِرةَ،
فتطأُ على البياضِ..
بلهِيبِها الصاعق..

المساءُ يغدرُ بممارييهِ،
ولا يصفحُ عمن يغطَّ،
تُدمدمُ كوابيسُهُ..
أو عمن يزيحَ الغطاءَ،
يبتهجُ بِزخّاتِ عويلِ النساء،
المارِقُ سِّرًّ من خُدورِهِنَ..

المساءُ يُخيّطُ من بهجةِ الحبيبةِ بالضوءِ الخافِتِ:
أنغاماً يزدردُها صدى الكُهوفِ الخبيئةِ،
بِذاكرةِ المُنصِّت..

المساءُ وسادةُ العابِد،
يُصافحُها بنظراتِهِ الغارقةِ في الذِّكرِ،
وتمتمتُهُ مُصوَّبةٌ للبعيدِ..
كأنه يستجيرُ بالسَّحابِ والأفلاكِ من ذوي الضمائرِ المرميةِ في المحرقةِ..
كأنه يستجدي بدمعٍ مرسومٍ على سحابةٍ لا يُلمحُ منها سِوى دِيمةً عاطلةً..
وكأنه يُنبتُ في السفحِ ركضًا،
ولا يلحقُ بخُطواتِهِ الدّاجنةِ في دُجُنَّةِ الإعطابِ..
والأورادُ غارِقةٌ في الارتِدادِ،
مصحوبةٍ بركلاتِ قُطاعِ الطُرقِ،
المُنتبِذَين قصياً في الضَّلال..



ويلٌ

1)
كنتُ قد ابتهجتُ قبل الآن ما يكفي،
كي تطلقَني قهقهاتي في فضاءٍ تملأهُ الرّشاقةُ..
كفارسٍ يرتدي أعصابَهُ بخِنصرِهِ،
يطلي أشرعةَ البياضِ بالحِّيلِ،
ولا يسقُطُ عن صهوةِ حُرقتِهِ،
سِوى ليقطفَ من فيهِ الريحِ عتادَهُ..

قلقاً حين أساومُ الضوءَ على قُبلاتِهِ،
وأقايضُ الأحزانَ بأشواقٍ خاسرةٍ،
أفضي بها لابتساماتِ الحبيبةِ بالبالِ،
حين لا تبرحُ مضجعي،
تتمثَّلُ بذهنِ الطُقُوسِ،
والقنانيّ المُفترشةَ لأرضِ الرّعشةِ
...... بالحسِّ..

كنتُ قد اكترثتُ قبل الآن بالموتِ..
ولم أحفلْ لتضرَّعي المُفتقدَ للتوازنِ،
حيثُ أركضُ خالي الوفاضِ،
رغمَ تهدُّجي الذي لا يبقيني على حالٍ،
بآناءِ الأوجاعِ،
وأطرافِ الهذيان..
2)
والمساءُ يُبدّلُ أوقاتَهُ من هيئاتِنا..
تحشوُ رأسي الأسئلةُ،
مُدبّبةٌ حوافِها،
وحائرة..

أمضي مُتلعثمَ الخُطًى..
.... أهرولُ،
فيفرُّ الطريقُ المنفوشُ بالإحنِ،
من فوقي..

يرتبكُ النايُ ويستذكرُ ملامحَ أحزانِهِ المُتداخِلةِ:
المسارُ غائماً،
الرؤى كفيِفةً،
الأيَّامُ في حِلٍّ من امتطاءِ أُنُوفِ السّابلةِ،
الضجيجَ يفتعلُهُ المارِقون عن سُلطةِ اليقين،
الدقيقُ دقيقاً في ملءِ مواعين الانتِظارِ بالرجاءِ،
حتى السأمُ مُنتفِضاً ومُنكبًّا على ذاتِهِ..
يُباركُ شراستَهُ في الظفرِ بأرواحِ المُتقاعِسين،
ويختتمُ تورّطهُ الفجَّ،
بإيقُونةٍ من التربّيتِ الشامتِ على أكتافٍ مخلُوعةٍ ومُجندلةْ
.
.
.



ضوء



1)
والأضواءُ هُناااااااااااااااااااااااااااااك...
.... تهتكُ العتمةَ،
وزئِيرَ المحطَّاتِ،
وحقائبَ الذين هادنوا الليلَ،
بأزيزِ القطاراتِ التي تخفي إِشاراتَ المُترجّلين الحالمين المُتقطّعةِ..
للزهوِ بالرحِيلِ الحائر..

"المارَّةُ يتكدَّسون عند رصيفِ الغُبنِِ،
وأسفلَ عجلاتِ الصُعُودِ إلى القاعِ......

وأنتِ...
أنتِ وحدكِ،
حين تمدّين ساعِدَكِ الطويييييييييييييييييييييلَ..
وعلى استحياءٍ جشعٍ يجوبُ مواطِنَ الشهوةِ في الانحِناءِ،
تركلين حين يجئُ الليلُ حصى الأحزانِ،
ترفعينْ تحت عباءةِ ضوءٍ فضفاضةٍ
/ألسنةَ البوحِ..

"- أيتها النبيّةُ الحصيفةُ:
روحُ الحبرِ الدافِقِ،
تؤججين أنفاسَ الهذيانِ
فيفتحُ الليلُ حُججَهُ الواهيةَ للشيءِ
ويتوارى خلفَ ضبابٍ ينقشعُ لسطوةِ الشبقِ........
لا يزالُ في المِدادِ مداه،
يفتحُ شُرفةَ الخُطى على الزئيرِ..
ويعتكفُ المارِقُ من الهياجِ بأبوابِ أهازيجٍ،
يكتنفُها النشازُ..
وعقارِبُ السُّهدِ تتمهّلُ،
كدأبِها في اقتيادِ اللحظة..
والأسيرُ الذي يتواطأُ شخيرُهُ،
يفتعلُ مُوسيقى رديئةً تعبئُ الأسقُفَ باليقظةِ،
وساعِدُهُ يُساعدَهُ على اختراقِ الغفوةِ اللا مُتدلِّية
يبتزُّ نومَ الحارِسِ ويُعلي رتمَ اللامُبالاة
-توتُّراً ومُغالاةً-

لو نتلمّس...
نطلقُ من روحينا زخمَ التواؤمِ،
لنغمرَ هذا الكونَ المُضاءَ بالدّمارِ،
والقاذُوراتِ،
والإرهابِ المُعلنِ والمُستتر"
.
.
.
سيحتكمُ النبيهُ للضفائرِ المجدولةِ بالنبيذِ،
ويُلقي بالحيرةِ أعلى كتفِ الساقيةِ المُعطّلةِ،
ويدورُ..

وما الشاهدُ إلا من اعترتهُ الكآبةُ،
وهرولتْ في عُرُوقِهِ أهازيجُ الوهنِ..
ومُعتنقُ النوى في دُرُوبٍ مألُوفةٍ مطروقةٍ بالغيابِ،
تُضيعهُ بالخُلجانِ ولا يُجادلْ الخُطى
.
.
.
" أسترِحْ!...
فتعتصمَ بحبلٍ واهنٍ للأملِ،
لا يربطُ المسافاتَ المُتباينةَ المُتآكّلةَ،
ولا يستلقي على أديمٍ يصطفيهُ النظرُ:
شأنٌ "
2)
ليلٌ أقبل لن تحملَنا أهدابُ مرافئهِ...
وتُرفرفُ
.
.
.
نغلقُ العُيونَ،
نفتحُ المدارِكَ الخفيَّةَ لأحلامِنا،
وهواجِسِنا،
وشطحاتِنا الشيطانيَّة،
في موتِنا الصغير..

والكونُ في سُباتِهِ..
تُرفرفُ الأحلامُ للبعيدِ:
للطيرِ في أوكارهِ/
للحبيبةِ في دُرُوبِها الغريبةِ بالرُّوحِ/
للحمامِ التائهِ عن الأغصانِ/
للصباحِ وأضواءِهِ التي تخفي أحلامنا الشريدة..

نُرتَّلُ للصحو:
سلامٌ عليكَ،
تنزعنا مِنا..
فننسّى أن نقطفَ معرفةً بالعّومِ،
وتقصَّينا بلُجَّتِكَ..

26/8/2005م

Post: #33
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-09-2011, 10:56 AM
Parent: #32

ومع هذا..!!

احترقتُ في أتونِ الهوى،
فما الذي غيّر الهواءُ،
فصبّ في السّكونِ:
عسله..!!

ليس عِندي خلا طِفلٍ،
نابِضٍ بالشقاواتِ،
يلكزُ صدري
-كُلما تلقفتني المجازاتُ/
المجراتُ/
الحيّاةُ...-
فأزجره.

إذن،
فجلَدي/
وما أكثره..
يلسعُكَ شياطُهُ،
ما أبشعَ منظره.

حدثتني الأيامُ:
تخلّى..
فاختلى بنحيبي:
عنبره.

كيف أعدو في حُلةِ الخبّالِ،
على ندىً..
فاتِحاً للأحداقِ:
شجره.

أي،
ورُبْ قاعٍ،
أنبتَ للرائي المهروِلَ:
ما يحذره.

ومع هذا..
فالخيالُ برزخي،
والبيدُ بيضاءٌ،
تؤججُ أُخرياتِ السوادِ:
ثمله.

فقبليهِ،
أيا ذات حُسنٍ عصيٍّ،
يولولُ من حوافِهِ القصيدُ
-إن راودَها-
فتُكسّره.

أو..
فقلبيهِ،
أيا ذات ماذا؟
فمع هذا..
قد يلّمُ بثناياه سناكِ..
يهتفُ بدمِهِ:
قد قتلني،
فما أجذله..!!
31/3/2009م

Post: #34
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-09-2011, 07:14 PM
Parent: #33

اجتياح

إلى سركون بولص...



1)
رهيناً بصوتِكَ أن يحرِجَ صمتي،
أستعيدُ الانحناءَ...

الرِّيحُ أوتْ حُزني الكفيفَ،
وحلّقنا بجسدٍ خفيفٍ،
كسفينةٍ تعجُّ بالنقائضِ،
يآويها موجُ البحرِ،
وتهدهدُ ظهرَهُ بانفعالٍ عنيفٍ شفيف...

وها أنا وأمتعتي الثقيلةِ / بروحي،
وبمخلفاتِ الصمتِ...
أسندُّ شكّي إلى هديرِ البحرِ،
إذ تجتاحُ أقصى نكوصي...
2)
أراكَ،
حين اشتعلتَ،
طوحتَ بأنفاسِكَ،
جئتَ من بابٍ مواربٍ،
أسميتهُ القصيدَ...
فاشتعلتُ مثلكَ بالبقاءِ بين دفتيهِ،
يُنيرُني...
ولا يحترقُ مني الوثبُ.

ثمة روحٌ تحزمُ التفاصيلَ،
تلتقطُ كعصفورٍ شهواتَ المدى بين سطرين،
بين مقطعٍ ونوافِذٍ قصيةِ الندى...

ثمة خيطٌ ألقيتَهُ في ثنايا عِبارتين،
وعبرتَ،
تضحكُ...
إذ نتعثرُ إلا في وضوحِ السطورِ،
تقصّينا المكائدُ،
تضحكُ...
وحتماً تؤوبُ،
تقرصُ بلثغةِ الشِّعرِ في ألسنِ العصافيرِ:
براحنا،
وتنطَّ،
تنطَّ،
والضوءُ يشرحُ بين الحين والحينِ بعضَ حنين...

حتماً...

24/10/2007م

Post: #35
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-09-2011, 07:16 PM
Parent: #34

ساقُ العِطرِ



في الحُجرةِ المُجاوِرةِ،
يكشفُ الضوءُ ساقَ العِطرِ:
مُبللةً بزهرِ الزهوِ،
غافِيةً على الشبقِ،
يلهو فوق شِراعِها المنصُوبِ،
على التململِ..
ويتثنّى بداخلِها:
الأريجُ..
وسواعِدُ النشوةِ الممدودةِ من بصرِ الكاشِفِ،
في الغُرفةِ المُعتمةِ المُطلّةِ على المشهدِ.


الغريبُ بكاملِ أناقتِهِ العنيفةِ،
يرتدَي جسداً هذّبتهُ التجاربُ..
بالصبرِ!!!


31/5/2005م

Post: #37
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-10-2011, 10:38 AM
Parent: #35

ليس بي سِواي



ليس بي عجلةٌ،
دام دمي يُغلّظُ في الضّحكِ،
وأنسجتي ضاريةْ.

ليس بي تريثٌ،
أهدابُ روحِكْ احتوتني،
ورجفتي بضفّتين،
ومرجي لديه قابليّةُ الازدِهارِ،
كلما رفستني الظُنونُ...
وأنت بلسمي.

ليس بي تكدسٌ،
فبحكمِ الاحتكاكِ الطويل،
ألفتني...
وعندما تزحلقُ العتمةَ سُلطةُ الضوءِ
-المستمدّ منك-
.
.
أمسُّ تفاصيلي،
وأشرعُ "بكياسةٍ" في فكِّ طلسمي،
وأجدني،
من رحيق روحِكْ:
إنسيٌّ.

ومن حانتي عينيكْ:
إنسيٌّ.

ومن غمّازتِكْ الشّهية:
إنسيٌّ.

فألقيني بيني وبيني،
واحسدني،
وأمشي...

24/3/2007م



Post: #36
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-10-2011, 08:32 AM
Parent: #31

يا أيها المطر

للآن والغد
تهمس إلىّ عتبتُك
(للحزن سعة البحر)
فيجتاح محتواها الموارب صمتي
ويؤجج الخيال...

وهو ذا الشعر
ما يخلف بالنفس من أثر
ليس ما به ثمة شيء
مما يفجرني
ولا ينفجر

لكنما واللطف يستمد من روحكم بريقه
تتفضلون علينا بالأسقف
وحق لنا أن نغتبط بها
لأنها من فيض كرمكم
وأن نتباهى بمحبتكم
والعارفين


محبتي وامتناني

Post: #38
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-10-2011, 04:36 PM
Parent: #36

رؤيا و رؤيا أخرى

رؤيا – محمد مفتاح الفيتوري


خارجاً من دمائك
تبحث عن وطن فيك
مستغرق في الدموع
وطن ربما ضيعت خوفاً عليه
وأمعنت في التيه .. كي لا يضيع
أهو تلك الطقوس..
التي ألبستك طحالبها في عصور الصقيع!
أهُو تلك المدائن..
تعشق زوارها، ثم تصلبهم في خشوع؟
أهو تلك الشموس..
التي هجعت فيك..
حالمة بمجيء الربيع؟
أهُو أنت..
وقد أبصرتك العيون..
وأبصرتها في ضباب الشموع؟
***
خارجاً من غيابك
لا قمر في الغياب
ولا مطر في الحضور
مثلما أنت في حفلة العُرس والموت
لا شيء إلا انتظار مرير
وانحناء حزين على حافة الشعر
في ليل هذا الشتاء الكبير
ترقب الأفق المتداخل
في أُفق لم يزل عابراً في الأثير
رُبّما لم تكن
ربما كنت في نحلة الماء
أو يرقات الجذور
ربما كان أجمل
لو أطبقت راحتاك على باقةٍ من زهور!




رؤيا أخرى - بله محمد الفاضل


إلى محمد مفتاح الفيتوري

والِجاً في ابتدائكَ
تُفتشُّ عن صنمٍ يقتفيكَ
ساكِنٌ في خضوع.
صنمٌ توشك من خشيةٍ
أو من ضلالٍ مكينٍ
أن تزينه بالشموع.
أمِن شجنٍ جارِفٍ
عطرتهُ الأراجيزُ
واحترقتْ في زواياه
قصص الصقيع...
سلبتكَ النوايا
نزقاً
واقتراباً
من قلقٍ يشع
في شظايا النفسِ
يؤججُ النجيع.
أو
بينما ترتبُ لتيّارِ الأوجاعِ فيك
داهم الصنمُ وِحدةً
تحتدُّ
تحتـدُّ
تحتتتتتتتتدُّ
كلما أوقد وجدُ أناكَ
دماً حبستهُ الحياةُ
في عروقِ الالتياعِ
والتفجع الرفيع.
فقُم باتجاهِ الإيابِ
إلى حيث أنت
وإلى حيث مطرٍ من الضوءِ
بين ثنايا الابتداءِ
والانتهاءِ
وحيث لا احتماء
في حوافِ الشرودِ
القتيل المريع.
تحتضنُ الأُفقَ القابِعَ في سِلالِ الندى
أنه أنتَ دونما
صنمٍ
يختِّلُ الطِفلَ
ويختلي بالمآقي
يسلسلُ الدمعَ الخليع.

26/8/2009م

Post: #39
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: Abdlaziz Eisa
Date: 04-10-2011, 04:51 PM
Parent: #38

Quote: أخي الحبيب عبد العزيز

شكراً على إطلالتك
وكريم انتقاءك للخناجر
واللكمات والأعين والبيت


خذ منها ما استسغت إلى ما لم تستسغ



وخذ عني
محبتي الأكيدة
وامتناني



عزيزي/ بلة

سلام

جميل أن أأخذها..

لكن الأجمل أن أكون هنا بينها..
فقد طاب لي التجوال بين هذه الرياض..
متعة الحرف تندس في الروح..

فلك الود

تحياتي

Post: #40
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-10-2011, 06:19 PM
Parent: #39

وأنا لا أقرأ أكثر من قصيدة كل مساء ..
سيطول مكوثى فى هذا اللاشيء هنا..
وربما مرد ذلك - كما قد تعلم - للازعاج الناتج عن قصيدتين فى مساء واحد ..

Post: #42
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-10-2011, 07:18 PM
Parent: #40

إزدان مسائي بحبورٍ متقافز
جراء الضوء الذي حط رحاله
في متن مركب اللاشيء هذا


ربما لا نتفق في الإزعاج
لكنا من المؤكد
نتفق في فضل القصيدة
على أرواحنا

علنا نشكل بهروبنا في أفيائها
ممرات جديدة هاربة
من كل سخف الحال والمآل



أكيد محبتي وامتناني
ورجائي أن يطب لكم المكوث

Post: #41
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-10-2011, 06:39 PM
Parent: #39

أخي العزيز عبد العزيز

أشكرك على الإياب والمحبة
ويشرفني أن طاب لك التجوال
وملامسة الحرف للروح فيك

أكيد محبتي وامتناني

Post: #43
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-11-2011, 08:52 AM
Parent: #41

أُغنيةُ الكفافِ
سلامٌ عليكَ عالِماً "عالم عباس" أينما هلّتْ رؤاكَ


مالي أراني أَعصُرُ زُبْدَ الأماني،
ويجتاحُ ظني عصيُّ المعاني!

حُطامًا مرامي،
وبالرُّوحِ شيءٌ يهزّ احتِقاني،
... سريعًا،
-فلا خطو لي-
أموجُ/
وأنزفُ،
وفق احتِدامي.

سلوتُ صباباتَ نفسي،
وعاقرتُ شهدَ الغمامِ،
لأني مِثال التبتّلِ،
أصلي،
ولودُ المدى،
فما مرَّغتني الغواني،
ولا لاعبتني سهوُ الزُّهُوِّ،
ولا كلمتني جِنانُ الأمانِ.

للريحِ والفقدِ/
والانمحاءِ والزّهدِ/
والبيدِ والصدِّ...
ما شأنَهُ أن يزيحَ انتمائي.

كأنّيَ منّي وما ليس مِني،
وما مِن رِفعةٍ للماءِ تسلّ انكفائي،
وما مِن موجٍ تكالب فجرّ شعرةَ فخرٍ،
أو حرك مُرتج مقامي.

وما كفّ كفي يكيلُ العداواتَ لي،
ولا ارتاح وسمي،
بدنِّ التهاني،
وما وشوشتني،
رياحُ الأماسي،
فأوغلتُ في التيهِ،
تاه قِوامي.

5/4/2007م

Post: #44
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-11-2011, 06:49 PM
Parent: #43

اِنفلات


-
الدّنيا ظلمة..
قهقهَ الحُزنُ بانتِظامٍ،
وأرسلَ ضَفائرَهُ.
-
هُناك من قرعَ الطُبُولَ،
وأنتظرَ النَّهارَ،
فما أتى!!
-
تسترسلُ الأحلامُ،
- خلسةً –
وتبدو مُبهمةً،
ترتعد.
-
لا تأخذكَ حين يمنحكَ الرذاذُ ارتعاشا:
بارقةُ أملٍ..
أمضي في ثنايا الظُلمةِ مُبتهِجا،
فقد تآكّلت خواطركَ،
ذاك قدرك..
ابتسم في وجهِ الطُوفانِ الأتي،
ولا ترتدّ.
-
الضوءُ يلِّجُ بغتةً،
- دوننا –
بين أُولي النّهي والرِّياش،
لا بأحضانِ الصعاليك.
-
لتمتدّ يدكَ تُنعشَ تآكّلَ الرأسِ،
قد تورّمَ الجلدُ،
ولاتدمّيه.
انتعلَ أفكاركَ الهزيلةَ،
وأمضي!!
-
تلك التعاسةُ ما بها،
لماذا لا تبتسمْ في وجهي،
ترسلُ أفيونَها المدسوسَ في ذاتي،
كالبريقِ !!
فقد أدمنتَها.

الكُؤوسُ في يدي تترّا،
ولا تجادلُ،
ترتجفُ وتُغادرُني في العُمق.

أزرعُ في جوفي هدوء،
أطوي المسافاتَ على الكُرسي،
في سُكُون.

تأخذُني الأيَّامُ في الدفءِ/
تعصَّرُني / تذوَّبُني /
ولا أنجو.

أستجدي الطُرُقاتَ مُبتسِماً...
هل هُناك ظِلّ؟

تنفلتُ السُخريَّةُ،
ترسمُ نفسها على محيَّاهم،
- إني غريب –
-
سِيّان...
إذا مضتْ بِكَ الأيَّامُ،
أو مضيتَ مُنتعلاً الصبرَ،
فالمسارُ على لظًى.
-
تُكبَّلُني الطُرُقاتُ المُتوثّبةُ،
والموجُ الهادرُ والبُركانُ.
أتلوَّى على مضضٍ،
ألوانُ الحرباءِ تستهويني!!

تلك الزخارفَ تبدو كالرمزِ،
على حنطةِ الكلِماتِ.
-
لم يتوقَّفْ...
مسّتهُ الأنامِلُ فتحوَّرَ وتشكلَ،
في نشوءٍ.
-
من يستدين!
فقد مضتْ أعوامٌ قبل البون،
من غيرِ ارتياد...
لقد أدمنتُها!!

الحُزنُ الميتُ في الأحداقِ،
ألمٌ،
أحزانٌ دافئةٌ.
والصرخةُ تموتُ في أحشاءِ الليلِ،
ولاأسف!!

عيوني بريشةِ فنانٍ،
أتقنْ دفنَ الأشياءِ خلفها.

احتكمْ الليلُ إلىالصّمتِ،
فأنصفتهُ الأضواءُ،
وأندحر.

أين ضاعْ القمرُ؟

تلك الليلةُ النّهاريةُ،
سألجُ إليكِ،
وأقبضُ في شوقٍ على شيءٍ،
وقد صمدْ السُكُونُ.

أحاولُ إخفاءَ وجهي،
أنفاسي وأحاسيسي،
فما استعطت.
وأبدو كأني بلا حراكٍ،
يتسمّرُفي جُدُرانِ شغبي خُفُوتٌ،
فلا تنفلتُ الذراعُ لضيقِ القُيودِ،
ولا ترتفع.
-
يبدو عليكَ الأرّقُ،
وقد اندثرتْ عن مِعصميكَ،
أصواتُ الخُضُوعِ.
وبلا رتاجٍ..
ها قد اِرتفعتْ يداكَ إلى الرأسِ،
اندهشت.
-
يُخالُ إلىَّ أني كالنعامِ،
ببطنِ يديّ أخفي رأسي،
وأغدو بعيداً ....
بعيداً..
عن بابِ الحياةِ،
وأقرعُ باباً يضجُ انفِلات،
وأدخلُ دارّاً تُسمي انطلاق،
أجوبُ وحيداً بمُنحناه،
وأسري كطيفٍ بكُلِّ السُهُولِ والمُرُوجِ والظِلال.
.
.
.
هكذا وصلتُ الانفلاتَ،
مُهترِئ الأقدامُ والإحساسُ،
مُدمّى الخواطرُ،
وأطرقُ الأبوابَ،
ولا تستجيبْ سِوى الأحزانُ،
في المدى صريراً...

24/7/1997م

Post: #45
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-12-2011, 10:43 AM
Parent: #44

في اجتثاثِ الرّغبات

الرّخامُ ليس من شهوةٍ للرّياحِ،
أو ليُشكِلَ في العيونِ:
أقواسَ قُزحٍ،
يتبرّجُ في الممراتِ.

الرّخامُ رغبةُ الأرضِ،
في إخفاءِ قبضتِها (اللّهابةِ)،
عن جَفنِ الرُّفاتِ.

أو لم تر كيف فاءتْ رّفةُ الملاكِ،
إلى حائطٍ تكحلّ بالرُّوثِ،
وضجتْ خلفهُ امرأةٌ...
كلما تمسّكتْ بنهرٍ من النزقِ،
شردَ العُنفوانُ إلى دربِ الصفاتِ.

ومنذها...
منذ أن تفتحتْ أكمامُ اللهفةِ في الملامِ،
غطّتْ رغوتَها،
بإباحةِ النهوضِ من عجيزتِها،
لخيلِ الضجرِ...
واستلقتْ بسُلمِ الأيامِ،
تنهرُ الأحلامَ،
بركضٍ لا يرتطمُ بالفواتِ.
...
هُناك ...
في ربيعِ الصخبِ،
تتراشقُ الأرواحُ نبيذَ الجسدِ الزِلالِ،
حُلّةٌ من الضوءِ يقتبسُها ليلُ التراتيلِ السّكُوتِ،
حين تتسكعُ الأصابِعُ في الثقوبِ،
تشدُّ خيوطَ الآهاتِ في قميصِ التناغُمِ...
أفتحْ شُرفةَ الرّبِ،
وأدلِفْ مُكللاً بالصندلِ إلى أركانِ المسراتِ.

هُناك...
تتساقى النّهاراتُ
{التي تضلُّ
/دونما ترتيبٍ/
رتابةَ المكوثَ بين ذاكِرةِ النواحِ}
شيئاً من الطينِ والاحتدامِ والوثباتِ.

وها أنتَ في كسلٍ..
{أيها المأخوذُ من ظِلِّ أنغامٍ تمشي بالنملِ في المسامِ}
تقدّحُ لأصواتِ غفوةِ الظافِرِ في المنامِ،
بما يشُّقُ ترصيصهُ في صحوِ المقاماتِ.

الرخامُ حيزٌ في ذاكِرةِ الرّجُلِ،
يخفي طي ألوانِهِ المُلّوِحةِ للربيعِ المُتقرفِصِ خلف الرُّوثِ:
أشتاتاً من التبرعُمِ المُجندلِ،
وشيئاً من كذِبِ السماواتِ.

ووحدُها...
تعرفُ في تأففٍ وثابٍ،
كيف تزجُرُ وخزاتَ الندى المِلحاحِ،
لما يرتدي الليلُ حِراكَ الأبصارِ من نهارِ الشهواتِ.

وحدُها...
تجتثُّ منبتَ الصبواتِ.
8/6/2009م

Post: #46
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-12-2011, 06:07 PM
Parent: #45

بيتُ الأشجانِ


1/
لا تنظُرَ إلى أشجانٍ طفتْ فوق الماءِ..
وإنما استعِنْ بالخيالِ:
للتخوم...
امرأةٌ صنعتْ من الحنينِ:
مخبأً لرحيقِ الفقدِ..
واصطّفتْ بدروبِ الأحلامِ،
تغزلُ كُلَّ حينٍ:
بيتاً من حرير النجوم...
يُحلقُ الطائرُ بأرجائِهِ مُغرِداً،
كيفما أتفق..
وتستبيحه الغيوم.
2/
فيا حُزني الذي ربيتهُ،
حتى اهتدى للغناءِ،
صه...
فقد آن وقتُ الاكتفاءِ..
فبين الحنايا:
هوىً وحنينٌ،
ينزعانَ النواحَ:
بالبهاءِ..
وهما شهدُ الرُّوحِ،
ودفءُ الوجدِ،
شهقةُ الماء..!!
3/
في زاويةٍ من بهوِ الرُّوحِ،
تنادتْ: أنغامُ الوجدِ،
وجاءتْ من سُكرٍ مسطورٍ في خلجاتِ الرغبة.
غنينا للنشوةِ،
حتى انبثق الماءُ الكوني..
فغطى: أنسجةَ الشوقِ،
وغاص،
بأحشاءِ الوردة.
4/
الليلُ يظلُّ يطلُّ،
على نافِذةِ الضحكِ المحمومِ،
بحقدٍ مكتومٍ،
فيهشُّ خُطاه ليعانِقَ شمسَ اليوم التالي.
والحُزنُ يجيءُ على استحياءٍ،
يلمسُ سطحَ البهجةِ،
فيلسعهُ:
الشبق الناري.
كُنا ليلتها،
في حِلٍّ من ورقِ التوتِ،
نشدُّ إزارَ الخجلِ الموءودِ بضحكٍ وردي،
لكن الضوء الثرثار،
يشفُّ عن القلق السادي.
ومشينا في الرجفةِ،
حتى...،

أنفاسٌ سكري،
حتى
.
.
.
حتى انبثقَ الأثرُ الداوي.

Post: #47
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-13-2011, 11:30 AM
Parent: #46

يقتلعوننا من حنايا النساء


والرُّوحُ المُخترقةُ بالرتابةِ،
تُحدّقُ بالجَلدِ،
في ضجرٍ..
فيلكزُها صممُ النايِّ،
الذي تسلقتَهُ:
عناكبُ الربابة.
وحيثما تلوحُ شمسٌ،
من كوةٍ بالعدمِ..
تزدردُها العتمةُ،
كقمرٍ أبلجٍ،
احتوتهُ السحابة.
النساءُ النساءُ...
ليس كمثلهن..
في نسجِ القلبِ بالنزقِ،
والآهاتِ...
حين يبدينَ أريجهنَ،
كنغمٍ مموسقٍ..
ينهرُ من طُرقاتِ الليلِ:
الكآبة.
وليس كمثلهن..
إن تضافرا:
الرُّوحُ والجسدُ...
فتنبلجُ للسماءِ:
أُمةٌ،
من الطيبِ،
والسؤددِ،
والصلابة.
والنساءُ النساء..
يلمعن في القلبِ،
كقلائدَ..
ويقِفنَ بمعبرِ الهُتافِ،
كماء.
والنساءُ النساء...
يخرجنَ إلى الأرواحِ،
كشجرٍ،
وهُنَ ثمرُ الأيام،
جبلُ السمرِ،
براحُ الخيالِ،
سعدُ الإصغاء.
والنساءُ النساء...
يجرِفنَ الأحزانَ،
بالتفاتةٍ..
وكيف لا..!!
فلهنَ ما للعِطرِ،
من أيادٍ بيضاءٍ،
تُبدّلُ الإعتامَ بالضياء.

Post: #48
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-13-2011, 11:40 AM
Parent: #47

خُدوشُ الرُّوحِ

نَهيج

"خُدِّشْ بلورُ الرُّوحِ،
بأقدامٍ داستْ ما خبَّأتهُ من الصقيعِ حلمةٌ"


ارتكاس

والبِداياتُ صمتاً واِرتِيابا...
أرتدُّ قليلاً:
تُرى أين التقيتني،
وبأيِّ ريحٍ اِستفِقتُ/
اندهشتُ/
صرختُ/
عبرتُ/
ساقتني البِدايةْ..!!


اِضطِراب

السائرُ تَحرَّقهُ الغوايةُ
الدَّاخِلُ في هشاشةِ الضوءِ
المُستنفرُ بوعثاءِ الدُرُوبِ
الخائِضُ في فصاحةِ الرِيحِ
المُستلهمُ من هُمومِ النبيذِ نحيبَ البياضِ
الواجِفُ من اِستفحالِ التضادِّ
النابتُ في أّخادِيدِ النّوى نزفا
النجُبُ في اِنتجابِ الأسى
المُضطرِبُ إن لامسَ النّوى
المُنشطرُ في حُشَّاشةِ الصمتِ
الصامِتُ بين يديّ الانفجارِ
المُتبرِّجُ بأَلبِسةِ الذاكِرةِ النازفةِ
المُستغيثُ من احتراقٍ فاحِشٍ
الهائِمُ في سَماءِ الرُّوحِ
المُندهِشُ بدواخِلٍ مُتهّرئةٍ
الكاسِرُ لخاطِرِهِ حدّ الانحِناءِ
المُفرِطُ في الالتِهابِ
المُستعصي على الجلافةِ
المُنهارُ أمام اللَّيل
المُتدثِرُ بمطرِ الانهِيارِ
الذائبُ بحضرةِ السُكرِ
المُلتهِبُ ساقُ رقصِهِ الدائِرِ
المُحترِقُ بجُنُونِهِ الدافِقِ
الخارِجُ من سُلاَلةٍ بائِدةٍ
المُتماشي مع لونِ الضحكةِ
المُنفجِرُ في صمتِهِ بِابتِساماتِ ضوءٍ
الدائِرُ على حلِّ كوابِحِهِ
المُستهتِرُ من فيضِ النّذالةِ
المُنكسِرُ كفُولاذٍ براِئحةِ النُبلِ
الخارِجُ من صمتِهِ إلى صمتِهِ
المُتقوقِعُ كحشرةٍ عطنةٍ
المُنتحِبُ بين يديّ مرآة روحِهِ
الناشِبُ بذِهنِ الحبِيبةِ...


أَجِيج

كورقةٍ تتقاذفُها الأَشواقُ
تنفّخُ أوداجَها الريحُ
يشعلُ جنباتَها السُكُونُ
تساقطُ في مهبِّ الجُنُونِ
آية...


إِقْلاعٌ آيِل

ما الضوءُ الذي شقشق
شقّ صدرَ السماءِ
هطّلَ اِضطِرابَ الحِكايةْ


وطن

ناولني القدحَ واقترحَ:
أَمسِك النايَّ
وسِر بِسِرِّ سِربِ أَحزانِكَ المُكَّدسِ،
على قدمين...
قلتُ:
إحداهما مبتُورةً،
والأخرى يُمارسُها الشللُ
كلما أوغلتُ:
أسيرُ بلا فمٍ يصلحُ للنفخِ
أُقطرُ روحي
ولا أَشيرُ إلى وطنٍ تتناهبُهُ الرزايا...

Post: #49
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-13-2011, 06:55 PM
Parent: #48

شطب...


"ألوم صديقي وهذا محال..."



لأنك صديقي جداً..
فإني أشطبك،
فأنت لن تمسي يوماً مِثالاً للخيانةِ يُحتذى،
أو رفيقاً للسمجِ يُقتدى..
فيا صديقي في هكذا عصرٍ،
أشطبك

اختبرتك مراراً وفشلت في تحويلك إلى رفيقٍ دائمٍ..
مثلاً:
أفضيتُ بأسراري المُفتعلة إليك،
فلم تبح لأحد!!
غالطتك في المُسلماتِ،
فارتخيتَ،
ولم تقل أُفٍ بل وبعد!!
جئتك فارِداً وعودي المطاطية ذات دينٍ،
فلم تُبد غير سماحٍ وسند!!

أنا لا أمقتك وأنت هكذا يا صديقي،
لكنك وكلي على يقينٍ،
بأنك بهذا العصر الأمرد،
لست أحد!!


لذا –يا حبيبي-
فإني أشطبك،
ولا أُبدي ندماً يُعد!!

30/10/2006م

Post: #50
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-13-2011, 07:01 PM
Parent: #49

تـضـاريــــس



تضاريسُ الرُّوح (شهوةُ الخلاص)

...
استبدّ بالرُّوحِ، وطهمْ القلبَ: شجنٌ بَكاءْ.
فما نفعُ التكدُّسِ، دعي يدَّ تزلُلي واصرخي بالعراءْ.
تضاريسُ اليقين (شرنقةُ السرد)

أغمِدْ عينيكَ، تلقى ربيعُكَ جامحا، والأشياءُ دائرةٌ، وأنتَ تحصيها..
الخيالُ نقطةٌ في الخضمِ، والمنطقُ ينغلقُ عند حدِّ المقدرةِ،
بين مسافاتِ الخالِقِ والصفاءِ،
لما يغمرُ الضوءُ عينيكَ، ويبللُّ براحاتَكَ الضجيجُ.
.......
لتتوغلَ في الظنِّ، فالظنُُّ دربٌ ليقينٍ موقوتٍ بالأسئلةِ المُدببةِ..
فظنٌّ، فيقينٌ، فيقينٌ، فظنٌّ، فظنٌّ، فيقينٌ، فيقينٌ، فظنٌّ، فظنٌّ، فظقن...
لتقرعنا الدوائرُ، تمتطينا فزاعاتُ الشكِّ، حتى نغدو مُعلقين بسُلطةِ الهباءِ..
.
.
.
"رجتِ الجُزئياتَ جاذبيةٌ ورتبتها حتى افتقادِ التواصُلِِ، فنقطةُ الإله.. تليها نقطةٌ، فنقطةٌ، فنقطةٌ،
ف
ن
ق
ط
ة
حتى يرثُّ أرواحنا وما نظنّ..
.
.
.
.
ثمة مُدبرٌ يفضي كُلُّ شيءٍ إليه"..





تضاريسُ الجسد والفناء (شفةُ النحيب)

1/
كما تهلعُ من رداءٍ كئيبٍ تُخبئهُ العتمةُ، تحملُ حيناً من الشجنِ شفقٍ مُريبْ،
تُطفرُ عيناكَ شمعاً، ويغشاكَ سهوُ الحريقِ،
على مركبِ العُريِّ، يحكُّ جسدُكَ صاخِبَ الشبقِ، لينتفضَ من سِلالِ العُمرِ الوردي الرديءِ..
ثم ها أنتَ، أيها المارِقُ من مدارِ العطّنِ، تنفَحُ أوجَ الشبيهِ الغِناءْ.
.
.
2/
في عَجلةٍ، يلهبُ بعجلاتِ دابتِهِ: ظهرَ الإسفلتِ.. ويلقاكَ،
مارِقاً من سطوةِ التلفتِ، إلى مطباتِ التفلتِ..
فيُلطِفُ دمُكَ اشتعالَ الأرضِ، ويتبعُ وجوهَ العابِرينَ إلى قيامتِهم..


تجاوزتُ صرخةً علقتْها بأُذنِ الرِّيحِ البنتُ التي أشبعتَ شفتَها المُكتنزةَ بآخِرِ نظرةٍ بلهاءْ،
لتدورَ كُراتُ الجمرِ، يدويّ الدّوارُ، وتنشقُّ الأرضُ..
يدسَّ الأنبياءُ: شرنقةَ الذكرياتْ/
كُلَّ الهفواتِ، والدّمَ الحبيسْ.
الآنُ..
هاجِعاً برِمسِكَ..
تتنفسُ ما أوتيتَ من الغِبارِ والصمتْ.




تضاريسُ القبر و القيامة (شُرفةُ البدء)هنا


أرى زهراً يؤانسُ وحشتي في القبرِ..
يدعكُّ قلبي المختولْ، يمنحني أريجَ الصمت.
أرى ثمراً وأُغنيةً ومشكاةً، تُحومُ فوق الشفةِ العطشى،
وتلكزُني...
أحلُّ النزقَ، تنبثقُ المفازاتُ المُزركشةُ..
فأغدو للندى منذور،
وبالأصقاعِ قد قُصِمتْ سماءُ الغابِ، وانطبقتْ سماءُ اللهِ، وانشقتْ أرضُهُ العُليا..
أراني شاخِصاً أرنو إلى الجبارِ، في عليائهِ..
أدنو..
ويرفعُني بهارُ الغيُّ..
أُلقي سحنتي للضوءِ،
.
.
يا اللهُ، يا اللهُ..


ملاكٌ قدَّ عينَ الزّهوِ،
وانتفختْ مواراتي..


أراني فوق الجمرِ مِثل الجمرِ،
أزرعُ في فضاءِ اللهبِ ولولةً وإذعاناً،
وإذعاناً وولولةً،
أراني يابِساً .... أخضر،
وملءُ براحي النّارُ،
ودربٌ ردّ أنفاسي إلى البّلورِ
فانكبتْ غِشاواتي..
.
.
أراني أخضراً ... أخضر..
27/2/2008م

Post: #51
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-14-2011, 08:12 AM
Parent: #50

الحزن الكسيح


"إلى الذي يشبهني: اتشحَ بالحنينِ واستدار إلى نفسٍ توارتْ في الأسى"

1/
حزينٌ،
كأيِّ نخلٍ تلقى لطمَ الهجرِ،
بمخيلتِهِ البريئة،
فاستشاطَ رُطباً جنيا،
وألقى بطولِهِ إلى المد.
2/
وحزينٌ،
كساقيةٍ بقلبِ البحرِ،
تُحورُ الأمواجَ الهدارةَ،
إلى زبد.
3/
وحزينٌ،
لأني توكأتُ على العِباراتِ المُحدقةِ في الأشجانِ،
فألفيتُها ترقصُ على تراتيلِ النكد.



4/
وحزينٌ،
لشهقةٍ تلاشتْ
–كفقاعةٍ-
بقلبِ الحاذِقِ في وأدِ الأشجانِ،
بضحكاتٍ كإيقاعٍ همد.
5/
وحزينٌ،
كحجرٍ تيبسّ،
ولم يُعانِقْ،
لجدب الأحاسيس،
حتى البّرد.
6/
وحزينٌ،
أيما حُزنٍ،
على أُمي التي تلتفُ المجراتُ،
لتجري بين ناظريها،
وهي تلتحفُ الأمد.



7/
وحزينٌ،
لأني أقعدُ دون عينيها كُلّ يومٍ،
أحصبُ بالأجيجِ،
القفرَ والفقرَ،
والبدد.
8/
حزينٌ...
وأيُّ شاوٍ لحُزنٍ كسيحٍ،
يرقبُ في خضمِ خنوعِهِ،
وثبة السعد.

21/7/2009م

Post: #52
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-14-2011, 01:58 PM
Parent: #51

المشاءُ الأعرج



أمشي..
فتمشي معي:
كائناتُ الخيال.

واحِدةٌ مِمن يبصرنَ في الظلامِ،
ترفعُ ياقةَ الحنانِ...
فيسيلُ في الزحامِ:
أريجاً،
ووِصال.

كُنتُ أمشي...
والوقتُ قتيلٌ،
ليس بريئاً من دمِ الحِسان.

من وزع الأضدادَ،
في كوبِ البصرِ..
كما آخِرِ قطرتينِ،
من نبيذِ الهيجان.

قِف...
فقد ترتبَ عن السيرِ،
في وِهادِ التفرُّسِ:
شيئاً من ضلال.

إذ كُنتُ أقيسُ الضحكةَ،
بمسطرةِ البُكاءِ،
وأُخطيءُ في رصدِ:
زوايا الأنصال.

Post: #53
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-14-2011, 02:09 PM
Parent: #52

تصطفيها الأساطيرُ



قُلتُ ألوذُ بالسحرِ،
عسى...
في دهالِيزِ الجِنِّ،
أُلقي:
وترَ الصبابةِ،
فيرتدُّ نغماً،
بالوصلِ موصول.

قُلتُ:
مالتِ الرُّوحُ إلى صنوِها،
فتدلتِ العناقيدُ،
تنسجُ في يبابِ الجوفِ،
فتقاً..
بالنزقِ مأهول.

قُلتُ:
ما حرّكَ الوردُ باتجاهِ الأنوفِ:
عُريٌّ...
بالصبِّ ينبُتُ الأجيجُ،
والأريجِ للماءِ مبذول.

قُلتُ: تبت أصابِع الحُزنِ،
ما مجتِ النفسُ: آهاتَها...
واشتعلَ الوثابُ
–توقاً للانعتاقِ-
وما الطيرُ إلا صخبَ الرؤى،
أو شهيقاً،
بأحشاءِ الملاذِ مجدول.

البنتُ مما وراءِ الحكاياتِ،
في الخبايا...
تحشدُّ النواميسَ،
في النوايا...
تبذلُ النّارَ في صدرِ مأهول.

Post: #54
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-14-2011, 02:45 PM
Parent: #53

نمطٌ مُغايرٌ


1/
الأمرُ لم يعُدْ كما كان...
الأيامُ امتطتْ المضي،
داستْ بأقدامِ مقتٍ على أفئدةٍ،
تتناثرُ بهُدبِ المكان.

الإلهُ لم يعُدْ يأبهُ للألوانِ،
يُدخلُها في غيبوبةِ الرتقِ،
يحتويها / يفرخُ العتمةَ...
فيتغشى نعاسُ البصيرةِ السابِلةَ...
تزدادُ سِعةُ الضوءِ...
يلعقُها الزمان.
2/
أنتَ فتحتَ بريقَ الفُجاءةِ،
أقحمتَ الرِّيحَ في سُنبلةِ الوقتِ،
ماطلتَ الغيمَ،
شققتَ التيهَ بحسراتٍ كفيلاتٍ بإثارةِ البلبلةِ في أنفاسِ العصافيرِ،
في زوايا الشجرِ،
أنتَ من حجرٍ،
ومن ياقوتةٍ سطتْ على الليلةِ،
رملتِ السماءَ في قنديلٍ وحيدٍ تُزيته،
أنتَ من عبثٍ،
تهجأتَ جسدَ الندى،
نثرتَ على يديهِ قبساً ودندنةً مشروخةً بالذهابِ،
أنتَ من لونٍ،
من تفاصيلِ التشيؤ،
من كبرياءٍ مطعون الأوان.
3/
فيم تمنحُ خطواتكَ النواحَ،
تخدشُها بالسِّرِّ،
بعبقِ العُتهِ،
تتبارى ألسنتُها في شجِ أوتارِكَ بالنضوجِ!!
أنتَ عاينتَ المسارَ،
وارتضيتَ الدقَ على مساميرٍ مُخلخلةٍ بجدارٍ بلا جدار
فارتخي للحنان.
4/
كيف تبتسمُ،
تفتحُ وجهكَ على ضفتيهِ،
كما الشوارِعِ الخلفيةِ لتضاريسِ الروحِ،
تحدقُ بشراسةٍ سافِرةٍ في خُطواتِ الموتِ!!
أنتَ من مُجابهةٍ،
من عنفوانٍ،
من هروبٍ إلى أحضانِ مُقتفيكَ،
أنت من عنادٍ باهِرٍ
من جنونِ جان!!

هذا الموتُ ضفيرةٌ مُعلقةٌ في جسدِ روحِكَ...
تحتضنَهُ/
يفرُّ عنكَ/
ليُباغِتَكَ كما كان!!
5/
وفيما يحلبُ المساءُ أخرَ قطراتِ نبوءاتِكَ النابِحة بالخرابِ،
تنسلُ إلى حيث ترقدُ هواجِسُكَ على وسادةٍ تبرزُ منها دبابيسُ العُزلةِ...
أنت الآن مطعونٌ بالإيابِ و التناهيد
تكشط الأرجوان!!
14/9/2006م

Post: #55
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-14-2011, 02:47 PM
Parent: #54

ضحكةٌ لوأدِ الأشجانِ

إلى لا أحدٍّ حيثما لاحَ أحدٌّ بأحدّ | وربما إلى الرفاعي حجر | ربما...



لا شيء خلا ضحكةٍ أُرتلُها لصدِّالشجنِ الموفور..!!
ضحكةٌ من ينابيعِ الضوءِ..
تنبثقُّ ..
أو من تأتأةِ القلبِ لمايتهجأُ حُلكةَ الكونِ المفطور.
ضحكةٌ قتيلةٌ تأوي في نِصفِ إغماضٍ ..
بينبرزخينِ ..
أو فأحسبها وجهي المُنتزعُ من جدارِ الاعتلالِ،
المتأرجح بزفزفةِالثبور.
وأنت أنا حين يتشبث بالخيالِ خيلُ اللسانِ،
فتغربلهُ بشساعةِ التصاويرِ،
لتركلُ طوداً بالذاتِ
–أقصى الذاتِ-
منثور.
هيأت لك...
ويا للطِفلِ الطالِعِ منضحكةٍ،
ضحكةٌ خُذها هكذا في عبثيةِ الأصواتِ التي تهدرُ ببراحِ روحِكَ حين يجنُّجورُ المسافاتِ،
خذها هكذا في ديمومتها وانتصابها على طودِ الهزائمِ/الخساراتِ..
فقد يتداعى الماءُ مُخلياً الرأس يتلمظُ النفور.
ضحكةٌ لا تأبه بالمِزاجِالمُجهزِ جهرةً،
لوأد الاتكاءِ على هوى مزجور.
ضحكةٌ دونما صوتٍ يغرزُ فيالفؤادِ سُمومَ الغرضِ،
ضحكةُ الماءِ للماءِ لا تُخلف خلا الشطآن وحفيفَالزهور.
فهكذا خذها،
لتكن بيتاً من الأريجِ تمشي حافياً في مرج هواه،
وخذ بيدٍمن الماءِ ماءً لا يمت إلا لطمي المِزاحِ بانتماءِ المِزاجِ،
وقِف عند منعطفالكآبة،
وأشهرها،
مثلي..
مثلك لرد الهمود،
بعثرة الأيام والمسافات في دن الحبورالمكسور.

أو تدري ما شأن المُزن بالسفحِ،
أو شهوة الضحك على بؤسيلبس قُبعةَ الزمنِ الماخور!؟
30/8/2009م

Post: #56
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-16-2011, 08:41 AM
Parent: #55

وجاءتْ بنتُ الوردِ



في بابٍ من الأبوابِ،
حين يمرُّ الوردُ في خببٍ،
إلى الأهدابْ..

جاءتْ تشهرُ الأنخابَ،
تسري في ثنايا العينِ،
مثل سردِ كِتابْ..

جاءتْ تحزِمُ الألبابَ في كفّ،
سرى في عُمقِها:
الشِّعرُ..
فغنّتْ بالندى الجوّابْ..

جاءتْ مِثلما ظبيٍّ،
يدسُّ السحرَ،
بين رِضابْ..

ويا للرِّيحِ...
ما مرّتْ بجنبِ الرُّوحِ التي فرّتْ،
أو وثبتْ إلى الخُصلاتِ،
تنثرُ مِن سناها:
سِحابْ..

جاءتْ تُشعِلُ الأوراقَ بالرسمِ،
ينطًّ القلبُ في أرجائها
.
.
.
أيزأرُ حُسنُها الوثابْ..

Post: #57
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-16-2011, 09:36 AM
Parent: #56

لعلها من العصيِّ جاءتْ

نغمٌ بعبقِ غِبطةِ الالتئامِ إلى الطيب برير و عزة فؤاد


لعلها لما أجفلتِ المرايا،
وطاشتْ في التيهِ لمرأى خيالِها..
كانت تنقشُّ ابتسامةً على خديِّ،
الملاذِ الأكيدِ لزقزقةِ العصافير.

ولما احتدّمَ الشكُّ في بهوِ الزهوِ،
باحتضانِها..
لعلها مالتْ إلى أشجانِ الشجرِ،
فهبّتِ الأزاهيرْ.

أو لعلها ما أتتِ البتةَ في تأتأةِ الرُّوحِ،
باسمِها الفخيمِ..
وإنما اهتزّ عرشُ القلبِ،
فيما الصحو يجابهُهُ بالأعاصير.

بل لعلها،
غفلتْ إلى الأحاسيسِ تؤججُها...
فترتدي المدى / تلّمُ الفصولَ / تُكفكفُ التصاويرْ.

امرأةٌ ليست من خبيئةِ الرياحينِ،
أو أنفاسِ البُنِ...
عصيّــــــــــــةٌ...
لا تمنحَ المجدَّ للتفاسير.

لعلها وإن..
رَضعتْ من لبنِ العصافيرِ،
جاءتْ لا كالفراشاتِ والقناديلِ..
رُغمُ أنها تمسحُ سطوةَ العتمةِ،
عن جسدٍ سورتَهُ الأساطير.

تجذرتْ بالشهواتِ..
كلما التفتَ للغوصِ صمتي،
جاهرَ باسمِها السابِحِ في مسراتِ غفوتِهِ،
واستعانَ بجنوحِهِ لاختراقِ المحاذير.

كم تهندّمتْ بالسفورِ روحي،
حين عنها حدثتني الأسافير.

كُنتُ أُساندُ حينها:
مطرَ المسافاتِ القصيّةِ...
لما جاءتْ تشِّكُ أسى الدّارِ،
بخيوطِ الأملِ / بنكهةِ المشاوير..

16/5/2009م


Post: #58
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-16-2011, 06:59 PM
Parent: #57

بـــــــــلـــــــوغ

إلى العزيز أبي بكر يوسف إبراهيم ويعلمُ لماذا ... بينما أنا فلا !!



قِفْ عند هذا الحدِّ،
من شبقِ الوصول.
لن تبلُغَ الأقمارُ،
زاويةً تضّمخَ زنخُها:
بالوجدِ..
وأستاكتْ جوارِحُها:
بزهرِ النّارِ..
فارتدتِ الهطول
.
.
.
ها قد علِمتَ،
فما ترى..
أن المسافةَ تنثني،
لو جئتَ في مهلٍ،
لشطِ المحوِ..
صافحتَ النحول..!!
28/1/2009م

Post: #59
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-16-2011, 07:04 PM
Parent: #58

نوافِذٌ لأصواتٍ مُتباينةْ



1/ المضارع


كانت تُكحلُ الصباحَ بالغِناء..
تمشي كما الألوانِ في الرسمِ،
لتُسهدَ السماء..
وعلى مهلٍ...
كانت تلّمُ هواءَ نافِذةٍ،
تصدُّ العبقَ والأضواء..
كانت نيّةُ الخالِقِ في شحذِ الأرواحِ،
بالبهاء..



2/ العاشِق


كُلما كلمتُها..
هبَّ النشيدُ إلى الحناجِرِ،
طارتْ إلى رياضِ اللهِ:
أنداءُ الهوى..
وأستوى في الجوفِ،
مِثل المارِقينَ إلى النوى:
طيفُ المُنى..
والليلُ،
لا كالارتماءِ ببحرِ ظنٍّ،
من حنايا الصوتِ والوردِ،
ارتوى..



2/ الرائي


يتقاعسونَ عن حَملِ البراحِ،
والبراحُ من وتر..
يحلمونَ بالندى،
ولا يثيرونَ المطر..



3/ البِلاد


على كتِفِ النوايا،
يتسّعُ النّهار.



البِلادُ طِيبُ البرايا،
وثبةُ الأزهار.

11/5/2009م


Post: #60
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-17-2011, 08:21 AM
Parent: #59

سنونوةُ النغمِ


"في صوتِها جنتانِ من نخيلٍ وأقحوان،
تلِّحُ ما تلِّحُ على الأذانِ و الأذهان،
فتنهلُ من عسلِها:
رعشةَ الألوان...

صوتُ الكروانِ..
يشكم الضفتين بالنغم والألحان،
...
يا للرحابة والرُّوح لما يعتليان،
يكشطان التوهان،
فينبعثُ –لما تبثه- الأرجوان"



لعينينِ مُغمضتينِ في دهاليزِ المُستعارِ

حين غرقٍ بمدىً أفردته…


عينانِ من ربيعٍ هُمامٍ
تكتنزانِ برزخَ الكلامِ
تُضرِمانِ بالرُّوحِ كوثرَ الغرام


عينانِ نضاحتانِ تفضحانِ شهقةَ الغمام
لهما
ما للقيامِ من زخمٍ واضطرامِ
ما للعصافيرِ من فضاءٍ مُستهامِ
ما للربيعِ من حمام

عينانِ يلثمهما الضوءُ
فتفِضانِ الأُفقَ
لتدلف النفوسُ في الأمام
.
.
.
ها
عيناكِ للمدى
حين تجذبينَ شهدَ الشِّعرِ
تقدحينَ سلِسَ الموسيقى
تُكثفينَ المُستعارَ
فينتشي الندى بالأنام

وعيناكِ ترياقٌ
ترتُقانِ جِلدَ الحريقِ
تغمرانِ المداخِلَ بالرحيقِ
تشِدانِ رِسغَ المرام

وعيناكِ
واحةٌ، مدائنٌ، قلائدٌ، شمسٌ، زهرٌ، غابةٌ، أُحجيةٌ، مدى...
وعيناكِ
ترفُقُ الرُّوحِ والوئام
تشطحانِ، ترفلانِ بالرزازِ، تأتيانِ بالسلام

عيناكِ شُرفتانِ
وجهٌ يرعى الإشراقَ
يسترعي انتباهكَ
في الزحام





عينانِ للربيعِ زهرهُ وزهوهُ
وللمساءِ نسيمهُ وبدرهُ التمام
/
/
/
لعينينِ مُغمضتينِ في دهالِيزِ المُستعارِ
ما يرفُ بكُلِّ خاطِرٍ مشحوذٍ
بفيضٍ من الأحلام

وعيناكِ...
9/9/2008م

Post: #61
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-17-2011, 07:56 PM
Parent: #60

أمقتُ النساءَ



أمقتُ النساءَ..

لأنهنَ يدوخنني،
يفحتنَ أنهراً بقلبي،
يَشرعنَ في احتساءِ الوقارِ،
يُشرِعنَ أبوابَ عُزلتي،
يجعلنني أُبرطمُ بالكلام..

أمقتُ النساءَ..

لأنهنَ يدلِفنَ بي لبحرِ روحي،
يسبحنَ في تؤدةٍ،
ينبُذنني بالقاعِ،
كالحُطام..

أمقتُ النساءَ..

لأنهنَ كُلّ فخاري،
مبعثَ انبهاري،
وفتنةَ انتصاري،
في الحربِ والسلام..

أمقتُ النساءَ..

لأنهنَ تلملمنَ جميعهنَ،
بحُسنهِنَ الهدارِ،
بفتنتِهنَ،
ويأسِهنَ،
بشغفِهنَ،
ودموعِهنَ...الخ
تلملمنَ بواحِدةٍ،
أرجحتني في الغمام..

21/10/2008م

Post: #62
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-18-2011, 07:02 PM
Parent: #61

نواةُ الشذى!!

1/
مِثلي ومِثلك،
نكتوي بالكبتِ،
نخرقُ بالصمتِ الجِدارْ.
وأينما اقتادَ الجبابرةُ النهارَ،
وصفدوه..
قُلنا: ريثما يثِّبُ القرار.
2/
هذا وباءٌ بدّلَ الأهوالَ،
من حالٍ لحال.
كشط النضارَ،
فأينعتْ بالنفسِ: أسبابُ الزوال.
3/
الموتُ يأبى أن يُباغتَ،
من تغطى..
دون أن يُبدي الندم.
قاتِلُ الأرواحِ،
سفاحُ الدّروبِ،
المُحتمي خلف أنظمةِ الظلام.
4/
أين أخفيتم شذى الإنسان،
أوغلتم كما الديدانِ،
في فخذِ الزمان.
قتلتم القيمَ التي كُنا،
على أبوابِها عسسٍ،
نخبئها بندى الأجفان!!
5/
النهارُ مرّ خاطِفاً: دِعةَ الليلِ من وجوهِهم..
والليلُ أقبل بحسراتِهِ:
يقطفُ الأحلام.
هل حدثتُك عن نفسٍ،
تتناهبها الأوهام.
تغفو في الصحوِ،
على مرمىً من وخزِ الآلام.
وتقتاتُ الأُفقَ الوسنانَ،
فتنهرها كفُّ الأيام؟!

Post: #63
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-19-2011, 09:20 AM
Parent: #62

بَراحُ الرُّوحِ
مرحى عُثمانَ (عثمان حسين) يقولونَ غادرتَ ... فكيفْ!!

شِدْنَا لكَ وأنتَ تضمُ يدًّا إلى يدٍّ،
فوق صَدرٍ شدّهُ الشجن.
شِدْنَا لكَ وأنتَ تزرعُ اليبابَ فينا،
بشذى نغمٍ يقطفُنا كدَنّ.
شِدْنَا لكَ وأنتَ تُعلّمُنا كيف نشيحُ عن الدمامةِ،
نُحلقُ خِفافاً لمكمنِ الغمام.
شِدْنَا لكَ وأنتَ توشحُ الأيامَ،
بشهدِ الكلام.
شِدْنَا لكَ وأنتَ ترسمُ الأفاقَ،
بريشةِ الضوء.
شِدْنَا لكَ وأنتَ تمهرُ بالتبصُّرِ،
سيرةَ الاقتداء.
وأنتَ تنعطفُ مِنا إلى الحقِّ..
شِدْنَا لكَ برزخين من ندى.
وأنتَ تنبثقُ فينا بلا حدِّ..
شِدْنَا لكَ بالأرواحِ أجنحةَ مدى.
فأنتَ ما أن قُمتَ فينا..
شيدتَ بعتمتِنا الصباح.
وأنتَ ما إن كففتَ –راضياً- عن التلويحِ..
لم تبرحنا كسماءٍ،
تمددتْ بالبراح.
وأنتَ...
16/7/2008م

Post: #64
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-20-2011, 11:09 AM
Parent: #63

الجسر/الجسد

لأقُلْ:
أني مللتُ الجسرَ،
أعبرُهُ بأولِ الهُطولِ..
فترُدُني لمبتداهُ:
السُّهول.
أني مللتُ:
نحيبَ شهوتِهِ،
رائحةَ الضياعِ،
سطوتَهُ بترفعي على النُّحول.

لأقُلْ:
أني أضعتُ الصبرَ،
أبصرني التّفلُّتُ أشهقُ بالحنينِ إلى الطبول.
أشعلنَ نهرَ الرُّوحِ،
فتبخرتْ -لهُنيهةٍ- أمواجُهُ..
في شطِ نافِرةٍ بتول.
والرِّيحُ تشربُ كُلَّ ليلةٍ:
نشوةَ الرُّوحِ من معصمِ العُمرِ العجول.
والحُلمُ كما الأنفاسِ،
يسرقُ رقصتي الكُبرى بوجِهِ الكونِ،
يقمطُني الفصول.

1/7/2008م

Post: #65
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-20-2011, 11:13 AM
Parent: #64

ركــــــــــض


فلتختبئ ما شئت،
إني أرى في القلبِ ملمسِك،
وبالكفينِ سريانِ الارتعاشِ،
وأشواقِ الهُطول.

فلتختبئ في شهوةِ العبراتِ،
يصطكُّ الأنينُ بساتِري،
يبتاعُ ألوانَ الوصول.

ها قد خرجتُ إليك فيما بينيا،
فإلام مدُّك في النجيعِ،
يدقُّ أجراسَ الأُفول.

إني –أنا- التِّرياقُ لسُّكرِك،
فاصطّنِعْ موتاً بأورِدتي،
يُقبِلُنا الذُّهول!

10/2/2008م

Post: #66
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-21-2011, 08:12 AM
Parent: #65

آهاتُ الصحوِ ... شِراكُ الظَّهيرةْ

الصحو

1/

ها قد أنهضتْ أسىً..
سحلتْ سهواً،
وساقتْ برزخَ الآهاتِ،
هاجمتِ الدُّنى:
بشعائرِ الشجنِ الدّفينة!

2/

ياااااااا...
بالله كيف تسربتْ من شقِّ شُرفتِها،
تمشتْ بالدّروبِ،
قلصتِ المسافةَ،
أسستْ سفحَ سطوتِها العظيمة!

3/

وأنتَ..
أما ارتويتَ وآن لكَ في هزيعِ الصحوِ/
انبعاجِ الأوجاعِ..
امتطاءَ:
عُزلتِكَ الحميمة...!!

4/

أو لم تقُلْ أنتَ الذي مسّتكَ،
فاضطجعتْ على شفتيكَ أسرارُ البُكاءِ:
لا والله ما مالتْ لصبوتيّ الكظيمة.

5/

لكأنها بالنجمِ أهدتكَ الحريقَ،
وأودعتْ بالنفسِ
-يا ذكرى الجسارةِ والخسارةِ-
شمسَ يومٍ في الظلامِ،
وقبضةَ الضّدِّ الثقيلة!

6/

أو لم تقُلْ:
"تاهت في طريقي إليكِ:
أنغامُ الحُروفِ..
هويتُ بقاعِ الرُّوحِ،
حتى انتشلتني طُبولُ الوجلِ،
فآويتُ بكوةِ الظِلِّ العقيمة."

7/

ولأني هكذا...
ما تسربتُ إلا إلى وردةٍ في الثُّقبِ،
لأترعَ من صفصافةٍ بالخيالِ:
شدو القيامِ..
تارِكاً غِباري المهيبِ،
يجوسُ بالمُنحنى.

8/

ولأني هكذا...
لم أنصتْ للنواحِ الفسيحِ،
لما امتلأتِ الأمشاجُ بالصدى..
طُمِرتْ بقرعِ الشهيقِ آياتَ النُبلِ والكمال،
شقتِ البحرَ والجِبالَ،
ساوتني بالعنى.

9/

ولأني هكذا...
أمسكتِ الفوضى جِفنَ القلقِ،
وتفرعتْ بالقلبِ كالعلقِ،
فانتفضتِ الأوتارُ بالشجنِ ترمي دمي..
فالتفتُ إلى البِلادِ:
أين ضاعَ وجهُ البِلادِ،
في زمانِ الصدأ،
أجابهتهُ ريحُ عادٍ،
أم اجتباهُ النوى.

10/

أتلك فِكرةُ الدَّمِ للدّمِ..
نحيبُ الخواءِ بمقبرةِ العسسِ..
نوايا فرختها أخيلةُ الجُثثِ..
وأسطورةٌ في مهبِ الرّجاءِ،
تتثنى للمرايا الأنيقة.

11/

لكم تفرعتِ الأوجاعُ حتى بدت لمِرآةِ الغريبِ:
كأفعى لها ثُقبُ حليبٍ وثُقبُ سُمٍ زعافٍ،
ترقصُ حتى مطلع الموتِ اللئيمِ،
وكوابيسِهِ الضريرة.

12/

كلذّةِ الموتِ والأحاجي،
ما انتويتُ من الجِراح..
كالشوارعِ التي ما اغتسلتْ يوماً،
من الخطايا المطمئنةِ..
....
....
....
....
أو ذات حين من زوايا مُدلهمة!!

13/

على قرعِ البابِ المواربِ للأشجانِ
-محارةَ روحي-
اضطربتْ أحشاءُ البيتِ،
الضالِعِ في الوحشة.



الظَّهيرة


14/

في غابةٍ من التخومِ تتوهجينَ،
كأيِّ آيةٍ من الطبيعةِ البِكرِ..
وتُحسنينَ دسَّ وجهةٍ غريبةٍ،
بمآتمِ التضادِّ..
كأنما الشِراكُ تصطادُّ جُثتي،
بفجوةِ الظَّهيرة.

15/

قد تعجننُي الظَّهيرةُ..
وأصابعي تَضربُ في حنُوٍ،
على أوتارِ حُروفٍ تَزمعُ أن تمضي إليك..
مؤتلقةً بالنواميسِ السعيدة.

16/

عندما اللا صمت يصعّقُ جُدرانَ النّهارِ،
تشتبكُ الأساوِرُ والمدارُ..
أجيءُ في نعشي،
أُكدسُني لديكْ زهراً،
وألحاناً مديدة.

17/

على ما تشتهين،
تُحدِّقُ عصافيرُ الوجدِ في جوفِ الجُنونِ،
وشيئاً فشيئا،
يغرّدُ الوردُ بوجهكِ المختومِ بالأنهارِ،
والآمالِ البعيدة.

18/

حسناً يفعلُ بي الحُزنُ،
في خفةٍ يتطايرُ الشُّرودُ عن برزخِكْ،
أتضاءلُ..
حتى يتخطفُني السُّكوتُ،
ألتمُّ بحناياك الرحيبة.

19/

مُذ ربّيتُ حدسي،
على سِلالِ النبوءةِ..
انبرى الموتُ من شهوةِ النضارِ،
يرسمُ حِججَ الغِبارِ،
لينالَ من سحنة روحي الغريبة.

20/

هُناك..
حيث الحصى يؤكد انتماؤه للدّروبِ الحارِقةِ،
تُبدّدُ الأرجلُ أثري على الرَّملِ،
فيحلِّقُ مع أشواقي بسماءِ القريةِ،
هُناك..
تلتقطُني أمي من سِترةِ الأفلاكِ
-عارياً-
وترسلني مسوراً بالدعاءِ والحنانِ،
بالنوايا العريضة.

21/

ليتني كذلك..
أمارِسُ سهوي بشأنِ النوارِسِ،
فقلبي كعشٍّ خرابٍ،
تركُّ بجنبيهِ الكوارِث..
وما ضلّ شأني لأني أُعاني احتراقي،
فذا جِلد وجهي يخصُّ الحنايا،
بعكسِ ما يمارسُها في الصحوِ والظَّهيرة.

11/6/2008م







خارج الإطار داخل المدار



لا تحلمُ بيدٍّ تربطُ وشوشتَها بنحيبِكَ المُراق..
أُحبولةٌ حبكتَها شهوةُ الهواءِ،
كأيقونةٍ دستْ شرايينكَ عن التواءِ المسراتِ:
بالأودية..

Post: #67
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: هند محمد
Date: 04-21-2011, 08:39 AM
Parent: #66

لك أن تتسلّلَ خيطاً مُمغنطَ الإيحاءِ،
ولنا المُكُوثَ شروداً في مرايا الإصغاءِ،

لك أن تبهجنا ،

فلكَ المدارَ،
ولنا نحنحةَ الخيّالِ




..
.
شكرا لهذا الجمال

Post: #68
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-21-2011, 12:52 PM
Parent: #67

عشرينية الورطة


عشرون توشك أن تجيءَ..
والحالُ من يأسٍ،
إلى يأسٍ..
يبوء.
عشرون أنهكتِ العِبادَ،
وطأطأتْ حتى الرَّماد..
عشرون في كنفِ الهِزال،
عشرون في دكِّ الجِبال،
عشرون في سخفِ المآل،
عشرون سوف تمدَّ لسانَها،
(سُخريةً)..
على بلدٍ تغطى بالسُّخام.
عشرون دربتِ النضالَ على الانكسار.
عشرون رتبتِ البِلادَ بالاندحار.
عشرون أغرقتِ الأمل.
عشرون أسقتنا الوجل.
عشرون صارعتِ النفوس.
عشرون جرّتنا إلى حالٍ عبوس.
عشرون سوّتنا تيوس.

3/2/2008م

Post: #69
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-23-2011, 07:47 AM
Parent: #67

تبعثين العبق الذي لا تتوانى أصابعك
عن منحه
في الأرواح
أينما حل لك حرف

محبتي وامتناني هند

Post: #70
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-23-2011, 08:58 AM
Parent: #69

قعرُ البلاءِ

1)
ليس لي غير الرضا
-بأيِّ حالٍ-
بحالي.
قيدّتها نفسي،
إلى قعرِ اليقينِ،
فقامتْ أشدّ فتكاً:
ببالي.
ترومُ الطريقَ لنجمٍ،
أَفَلتْ أنوارُهُ..
وأفلتَ عطرُهُ وغرامُهُ،
بشغبِ الليالي.

2)

بِلادٌ تناءتْ إلى غيرِ حالٍ،
وشجّ البلاءُ: جبينَ الرِّجالِ.
بِلادٌ تغطتْ بالصبرِ كالقبرِ،
والبؤسُ ألقى: الردى وسوءَ المآلِ.

Post: #71
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-23-2011, 09:23 AM
Parent: #70

وتمرينَ هكذا...

سهام عبد الرحمن امرأة قضت بعد إنقاذها عدداً من الأرواح في حادث تحطم طائرة سودانية...


وتمرينَ هكذا...
كغمامٍ،
تهفو الأرضُ،
لخَصرِهِ...
فتحتويه السماء.

وتمرينَ هكذا...
كهواءٍ،
ترومُهُ النوافذُ العليلةُ،
ليشربَ شجنَها،
ويدعكُّ جفنَها البّكاء.

وتمرينَ هكذا...
فاتِحةً ذراعيّ الرُّوحِ،
للمستغيثينَ،
دونما منٍّ،
أو ثمة رجاء.

وتمرينَ هكذا...
يا ابنةَ الكُرماءُ،
ديمةُ النُبلِ،
بُستانُ الصفاء.

وتمرينَ هكذا...
فارِدةً على الكونِ المتواري:
عِباءةً من المآثِرِ،
و الفداء.

وتمرينَ هكذا...
كماءٍ رقراقٍ يداعبُ وجهَ الشمسِ،
فتنحلُّ خيوطُها،
لتنسجَ بالدِّيارِ النماء.

وتمرينَ هكذا...
فأيُّ طيفٍ جميلٍ باكٍ لم يتثنى
-جزلاً وأسىً-
لعبورِكِ الربانيِّ،
الوضاء.

وتمرينَ هكذا...
فأيُّ كمالٍ وجلالٍ،
ونقاءْ..
وأيُّ مجدٍ وحبورٍ،
وبهاءْ..
وأيُّ قمرٍ يستمدُّ دونكِ سُكرَهُ،
يتهادى بالأرجاء.



وتبقينَ هكذا...

30/7/2008م

Post: #72
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-23-2011, 10:15 AM
Parent: #71

لابُدَّ أن تعرفَني...!!

"لا أعرفَني، رغم أني ارتادني وغالباً ارتديني!"



هل تذكُّرُني؟؟؟
كُنتُ أحاولُ التملّصَ في السديمِ،
أحجزُ مَسنداً بمرسى السُّكرِ،
أتأرجحُ بمسامِ اللوعةِ البِكرِ،
أداعبُ الشوقَ،
ولا أحترق!!!

كُنتُ أطأطئُ الهمسةَ لفوجِ العصافِيرِ،
أجنحُ بخيالٍ هدهدتْهُ الأعاصيرُ،
فأطوي لحناياها الأزاهيرَ،
أنثرُها في سماءٍ سطرتها الأساطيرُ،
فلا ننفتق!!!

كُنتُ أستريحُ أن مزعَني البُكاءُ،
طيَّ قطراتٍ تصعدُ لأفواهِ الثّرى،
نتحولُ إلى خصبٍ و نماءٍ،
نتبخترُ بالعلياءِ،
ونأتلّق!!!

كُنتُ أمزجُ ضحكتينَ بخاطِري،
أكشطُ بواحِدةٍ نبيذِ البارِحةِ،
أهشُّ بالأخرى أحزاني،
فأقعدُ في الصميمِ عَارٍ،
أرقصُ،
وأنطلق!!!

لابدَّ أن تعرفنَي!!!
كُنتُ أخرجُ من خببِ الودِّ عِبارةً،
أشطرُها إلى أنصافٍ مُختلِفةِ الأشجانِ،
وببهلوانيَّةٍ أعيدُ الترتيبَ،
فتارةً تصفعُ لُبّي المُنهارَ،
وأخرى تندغِمُ بخافقٍ مُنبثِق!!!

كُنتُ افتقدُني أن ارتدتَ مسرحي،
أنساني ببابِ الخُرُوجِ،
أغلقُ بوجهي مِقبضي،
واصطفق!!!

" لطالما أقعدني المللُ بكنفِ اللهوجةِ،
أتسحبُ خارِجي، أبلّلُ مرتعي، ألوّي ساعِدَ الرّتقِ، أُعري للرِّيحِ أنفاسي، أنسى عُرسي،
ونفترق!!! "







لابدَّ أني عرفتني!!!

7/6/2006م

Post: #73
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-23-2011, 06:14 PM
Parent: #72

ضَّـــــــجــــــــر

"إلى نور القحطاني: حين تمدُّ أذرُعَ المدى، تدسُّ بروحِ الغريقِ قطعةَ النبيذِ الساخِنِ"

1)
ضَّجرٌ يلتفُّ بعباءةِ اللّيلِ..
يدهسُّ الكائِناتَ المُراقةَ،
يلعقُ لُعابَهُ،
يشتهي أن يطفِئَ وحدتَهُ،
يمشي شارِداً في الدَّهشةِ،
أطولَ قامةٍ من تأوهاتِ البرءِ،
أرسخَ أثرٍ من مقاييسِ الشهقةِ،
طاعِناً في التسرَّيةِ،
ناذراً حِكمتَهُ للرصيفِ،
تتلاطَمُ في ذِهنِهِِ المواثِيقِ،
يرشقُّ بجبروتِهِِ البنفسجَ المُغطَّى بأشواقِهِِ الهشّة.
2)
ضَّجرٌ يسرِقُ جُذوةَ المسافةِ...
يَعلقُ في هشِيمِ الغِبطةِ،
يرسمُ بأهدابِهِ ذاكِرةِ الوحشةِ،
يُقهقهُ حتى ينكفئَ على سواعِدِ حُرقتِهِ،
يوزَّعُ مسارَهُ للسَّابِلةِ،
صُفُوفٌ تناطِحُ الاِنتِظارَ،
تُسرّي عنه بصخبٍ ماجِنٍ في غطرستِهِ الفجّة.
3)
ضَّجرٌ أذرُعُهُ كرغيفٍ مُزجَ بالخُنُوعِ...
ينزُّ من الحقائِبِ المُتهتِّكةِ والأزِقَّةِ الضارِبةِ في النشازِ،
والأحلامِ المستهلكةِ في الأزمِنةِ الرَّثَّة.
4)
ضَّجرٌ يرتعدُ من مواتِ الموازينِ،
ينامُ في زنازينِ الشهوةِ،
يقدحُ أفكارَ الوسائدِ،
يطوي النزقَ / الدَّلالَ /
وانهمارَ الخِسَّة.
5)
ضَّجرٌ لا يعبأْ بعُرسِ الفراشاتِ،
ولا أهداف التقوقُعِ في البُوتقةِ،
ينظمُ أقاصِيصَهُ على رُقعةِ الإرادةِ،
واستشراءِ اللَّعـــــــــــــــــنة.
1/1/1 ق.م

Post: #74
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-24-2011, 07:57 AM
Parent: #73

ارتعاش


بعيدٌ عن الضوضاءِ،
تفضحُ الضوءَ رعشتُكْ.
وأصابعي بين بين...
أن تُعلقني بمسامِ الضوءِ،
أو
تُرتّبني بخفقِ خواطِرِكْ.
لا غروَ أن لي وُجهتين،
صوتي...
حين ينزعُني من خيالاتي الطريقُ،
وأذرُعي...
بينما أِلتمُّ برونقِكْ.






وأرفق أدناه قراءة الصديق والشاعر العراقي (سعد الياسري) ومبادرة الصديق أيضاً (نضال قحطان) بالنشر في جريدة (عكاظ) السعودية..

القراءة :

يميل الشعراء في العادة إلى الإبقاء على منفذ واحد للنجاة خلال النص ، فيما يُبقي الشاعر هنا على منفذين ، ويعلّل بشكل أقرب إلى الجزم إلى أن الجهتين اللتين له أمر طبيعي وفق ما يراه من هذا الخليل أو المُخاطَب في عمومه .

يعتمد الشاعر " بله محمد الفاضل " على تصوّره للمحيط الخارجي دون أن يلبّي بذلك أي متطلب خارجي يختلف في رؤاه ربّما ، فهو يجزم منذ البداية :

بَعيدٌ عن الضَوْضاءِ

وهذا تصريح بحالة المحيط الذي يعيشه المُخاطَب هنا ، الضوضاء هي السمة الغالبة ، و هو يخاطبه بعيداً عنها ، والبعد هنا يحتمل التأويلين :

1 / أنّ المُخاطَب بعيد عن تلك الضوضاء .
2 / أنّ المُخاطَب في ذات الضوضاء ؛ ويجتهد الشاعر للتواصل معه بعيداً عن تأثيراتها المباشرة .

وأنا أميل إلى التأويل الأوّل على كل حال لأنّ " بعيدٌ " وردت مرفوعة وليست حالاً . ونعود للنص حيث أنّ النص يفسّر نفسه بنفسِه ويقول :

تَفَضْحُ الضَوْءَ رَعَشتُكْ

أي أنّه يضيء حين ارتعاشه ، ووفق أي تفسير منطقي سنقبل التأويل القائل بأنّه بعيد مكانياً عن أي ضوضاء يمارس رعشته البهية فاضحًا الضوء .
وحين يتحدث الشاعر هنا عن الرعشة فهو يتناولها من منطلق إنساني / روحاني بحت ، وإلا لجاء بالماءِ أو سواه بدلاً عن الضوء لو شاء أي إسقاط حسّي للنص .

وأصابِعي بين بين...
أن تُعلِقَني بمَسامِ الضَوْءِ،
أو
تُرتَّبَني بخَفَقِ خَواطِرِكْ


ربما لن يكون في الأمر أي غرابة لولا ورود تلك اللفظة " خواطرك " ، ولأنها فيما أزعم جمع مفردهُ " خاطر " فأنا أستبعد هنا أن يكون المقصود منها ( النفس / القلب / البال ) لأنها أتت بصيغة الجمع و هو ما لا يجوز أن يكون معنى لتلك المفردات ، و لكنني أميل إلى أنه أراد منها " الهاجس " الذي يغزو النفس ويمر على القلب فيفعل فعله .. !!

وعليه تكون " أصابع " الناص هنا بين لذّتين :

1 / التمسّك بمسام الضوء ؛ ذات الضوء الناتج عن فضيحة سببتها الرعشة آنفة الذكر .
2 / التسليم بشكل مفاجئ دون مقدّمات إلى المُخاطَب ، ليرتّبه كما شاء ، و لكنه لم يمنحه متّسعاً لحرية اختيار طريقة الترتيب تلك ، إذ أنّه أصرّ على أن يكون عبر " خفق الخواطر " أي عبر اضطراب تلك الهواجس التي تحدثنا عنها .

و هذا أمر متميز فيما أرى ، لأنّه يختار بين نقيضين ، إما ضوء الرعشة أو قلق الهواجس .. و لعمري أنّه اختار الثانية دون أن يصرّح .. !!

في المقطع الأخير من النص ؛ يمسك الشاعر بمجموعة تصوراتنا و يتلفها حين يقول :

لا غَرْوَ أن لي وُجْهتين،
صَوْتي...
حين يَنَزعُني من خَيَالاتي الطَريقُ،
وأَذْرُعي...
بينما اِلْتَمُّ برَوْنَقِكْ


فبعد أن حسمنا أمر وجهتيه ؛ يخرج علينا بوجهتين جديدتين تمامًا ، و يدخل إلى النص و لأوّل مرة لفظ سماعي كما في " صوتي " . وجميل هو التركيب :

حين يَنَزعُني من خَيَالاتي الطَريقُ

أيضًا دعوني أقف مع " أذرعي " وما تعنيه هنا .. ؟!
طبعًا أنا ممن لا يجيز و لا يحب ولا يستسيغ جمع المثنى أصلاً إلا في الضرورات . كما في " الذراع / العين / الوجنة / الأذن / القدم / اليد " ، إذ أنني لا أتخيل شاعراً يقول " عيوني " وهو يملك عينين فقط .
وشاعرنا هنا أساء وفادتي حين قال " أذرعي " ، ولا أدري ما يريد منها ، خاصّة أنّه قال في المقطع السابق " أصابعي " وكانت مقبولة بالطبع ، فإلامَ أتى بالأذرع هنا ؟ و كيف له عدّة أذرع ؟ لا أدري و لكن مجرد تخيّل الأمر يفسد متعتي .

و يعود في النهاية ليختار بين الوجهتين و يفضّل أن تكونا في النهاية وجهة واحدة حيث أن كل ما سبق هو في سبيل التقديم فيما أرى لـ التّلملم في رونق المُخاطَب و البهاء الذي يتقن .


* الأصل في اللغة أن يتقدم الفاعل على المفعول به ، و شاعرنا هنا يؤخره في موقعين :

تَفَضْحُ الضَوْءَ رَعَشتُكْ

و

يَنَزعُني من خَيَالاتي الطَريقُ


ولا ضير من هذا فسياق الكلام – كما يقال – يزيل اللبس ، ولكنها طريقة يلجأ إليها بعض شعراء القصيدة الموزونة نظرًا لاضطرارهم لوضع مفردة بدلاً عن أخرى ، ولا أدري ما يجبر الشاعر عليها هنا .


* أيضًا ؛ لا أجد مبررًا للقوافي " رعشتك / خواطرك / رونقك " ، وهو أمر ألحظه في النصوص النثرية بكثرة ، وهو غير مطلوب بالمطلق ، بل و أراه من الأمور التي تفسد متعة تلقي النص النثري .. !!

* يركّز الشاعر على المفردات المشرقة أو غير الصامتة / الخاملة في النصّ كما :
الضوء / الضوضاء / صوتي / حركة الأذرع / التّلملم .. إلخ .

وهو ما يحيلنا إلى أن النص حركيّ و ليس جامدًا .


في المحصلة ؛ راق لي النص من جوانب عدّة ، وما رأيته عيبًا فيه لا يمنع جماله إطلاقًا ، و أظن – دون رغبة في المجاملة – أن هذا النص من النصوص الناضجة و المعبّرة والمهمة للشاعر " بله محمد الفاضل " .



نُشرت في صحيفة عكاظ السّعوديّة

بتأريخ 9 | آذار | 2007


http://alyasiry.com/ar/plugins/p2_ne...2_articleid=11

Post: #75
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-24-2011, 09:43 AM
Parent: #74

إرهاصاتٌ تُزاملُ الرَّحى


1)
النظراتُ التي توغَّلتْ بهُدُوءٍ إلى حيثُ يقبعُ الإذعانُ،
هيَّأتْ لرَّحى الرُّوحِ الدائرةِ:
خواءَ المسافة.
2)
سينصَّتُ لضوضاءِ الضوءِ قليلا...
يديرُ ظهرَ الإمعانِ،
يتلهّى بغوغائيّةٍ تداعبُ الفراغَ المُعلَّقَ،
على خارِطةِ جِدارٍ هرمٍ يستندُ عليهِ،
ثم يطرقُ..
لاشتعالِ عناقِ الوسادة.
3)
حينما تخنّقُكَ يداكَ وتبقى شاهداً على ذلك،
ما المُدهش!!
فقط أحكمي الخناقَ وامنحي روحَهُ السُكُونَ،
وإن مزقَكِ الشوقُ..
فأعلمي أنكِ تتعرَّينّ لانتكاسة.
4)
كيف استقيتَ من الخواءِ،
شحذتَ الهمَّةَ الخرقاءَ كيما تعبرنَّ الليلةَ الليلاءَ..
تكتسحُ المتاهة.

رغم أن أقبيةَ الخرابِ المُستبدِ غادرتْ الرصيفَ،
تطايرتْ حولَ المسارِ واعتلتِ الرُّوحُ:
أجنحةَ الفراشة.

أكنت تدركَ حينما ارتعشتْ قرابينُ الخطى المُشرئبّاتِ إلى عِناقِ الرُّوحِ،
-رغم تقهقُركَ-
أنك خاوِ الوفاضِ لا تملَّكنّ سِوى فارعَ القلقِ..
تغمرنَّ بهِ إغواءَ خاصرةِ القصاصة.

أيتها الأوهامُ الـ تعبثُ في دمِهِ،
ها هو ذا قد أرتكنَّ،
هنئيهِ ببلادِ الارتحالِ إلى الغبطةِ الزَّائفةِ والانكفاءِ وغفوةِ الغرِّ على بُهرجٍ يُسمّيهِ مجازاً:
-إكسير السعادة-.

Post: #76
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-26-2011, 07:33 PM
Parent: #75

أجراسٌ لذاكِرةٍ عصيّةْ


1)

أُلقي ندبَ العُمرِ اليانِعِ بذاكِرتي
.
.
.
أستجدي أيّاماً،
والأخدان.

2)

كُنا،
-كما الآن-
يصلي أرواحَنا: الشتاتُ / الآمالُ المكبُوحةُ /
رغدُ الضنكِ الشهوان.

3)

نركِضُ
-ما بقي العُمرُ مُتشبِّثاً-
لا نغترّ بومضاتِ الدِّعةِ،
أو يقعدنا خفقُ الأحزان.

4)

آهـٍ يا نفثَ الأسًى
- ما أشتعلَ الندبُ،
وساقَ إليَّ حِكاياتً،
تهصّرُ رغباتَ الأَبدان-

5)

دمعٌ فوق الدمعِ يعلُوّ،
يكتسِحُ خدّوداً غافِيةً في القيظِ،
ورعشٌ يقتلعُ الصوّان.

6)

ما ذا الهتكُ لمِزقٍ،
يتجاسرُ يحملُني،
يطوفُ بعينين يشقُّهما الودْقُ،
على أوتارِ الرُّوحِ..
ألحاناً غضبى تصبّان.

7)

ما أنفكُّ أراقبُني،
استغرِبُني..
وأهشُّ إذا جئتُ قريباً،
أصفعُني وحدي بالأسًى،
وألوذُ برَّمضاءِ التوهان.



Post: #77
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-27-2011, 10:17 AM
Parent: #76

شذراتُ اليقين

حتى لا تتكاثرْ الظُنُون

حتى لا تتكاثرُ الظُنُونُ..
أقرعُ خِدرَ شمسي،
أفِلُّ السُّكون.
وأهشُّ في أملٍ،
إلى المانِحِ،
وإن غزَّ الشكُّ،
شوكتَهُ بروحي،
وطالْ من أهوى:
المنون.
دسّ اليقينُ عتادَهُ،
فانسقتُ في جزلٍ،
إلى المُرادِ،
أسعى..
والكائنُ ما يكون.



ماذا هُناك؟

ليتشكلَّ الكائنُ من قلقِ الشُّحوبِ،
يقِفَ على رؤوسِ أصابِعِ الشكِّ،
طاعِناً في الظِلِّ: أحشاءِ اليقين.
كُن كما سارَ السّرابُ،
في علياءِ غيِّهِ:
مُستبسِلاً،
شاتِلاً للوردِ أفكَّ الانتِظارِ..
فيحتمي في دنِّ حُرقتِهِ:
ظمأُ الحريقُ..
وتشتهي شِفاهُ الرُّوحِ فيهِ:
قُبلةً للضوءِ في عرصاتِهِ
.
.
.
كُن فكان المدارُ دواراً،
يستديرُ إلى خُطى الرّهقِ،
ينهشُّ أثرَّها،
ويقتاتُ من أنفاسِها:
دويّاً أعرجاً،
يراقصهُ الصقيعُ.
ماذا هُناك..
سِوى بيدقين،
تمتطي –أيها الكائنُ- أحدهما،
برضا المُضارعِ،
دون أسبابٍ تدحضُ:
اتصالَ الظنِّ في ذِهنِ الانغلاقِ!
تميمةٌ للعتقِ من شظفِ المرايا:
صوتنا في المدى الموحش،
واتكاءُ الفِكرِ في روضِ الرضا،
مهما تكالبتِ الدوائرُ،
وانحنى لبئرِ النفسِ دلوُ الشكِّ
.
.
.
كُن،
فكان...



أثرُ الرّماد

سِدَّ بابَ الاختيالِ،
واتكئ بمسندِ التواضعِ،
إن الخِلالَ:
نابٌ للسداد.
عُرِفَ الحليمُ،
عند الاختلالِ،
بثورةِ الرّوحِ،
والقولِ الرّشاد.
ما دنا الشكُّ،
من حذرِ الرحيمِ،
وإنما عششَ البؤسُ،
في صدرِ الرّماد.
أي بُني،
في مُقبِلِ التيهِ،
أورامٌ،
وآمالٌ مُزنرةٌ،
وآثارُ قومٍ في رمالِ الجِدِّ،
فقُل: أنا...
ولا تعِدْ ما كان من ماضٍ..
وأنتَ كما الجماد.


شيءٌ للوتنِ والوثنِ

لكي يتمّ الإلهُ تثبيتَ عرشَهُ،
يطيلُ التحديقَ في تجاويفِ النُفوسِ،
لتبذلَ مالَها وآمالَها،
فتحقنّ دمها،
وتتناسلُ كالجراد..
ومثلي،
إن اتخمني الميلُ..
أندبُ ضحكةً،
بحجمِ البَلادِ..
تفضحُ ما تبقى من لُعابِ أنثى،
وعرقٍ بلدي..
مثلي،
صنوان في ابتلاءِ العِبادِ،
بالرغباتِ/
وإحلال ملامحنا النزقة على،
القسماتِ..
مثلي،
أخلقُ صلصالاً وأخدشهُ،
بالتُرهات.
16/1/2008م




Post: #78
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-27-2011, 11:10 AM
Parent: #77

قِيامةُ القِنديلِ ... ضحكةُ الرّسُولةْ

للقهقهاتِ التي لم تعرفني بعد... للقيامة


قيامةٌ..
يتمطّى بمقاماتِها الخَيالُ،
يرشقُّ البياضَ:
بالهُتافاتِ المهُولة.

قِيامةٌ..
لن تفجّرَ المدارَ بالسخفِ..
كلحىً عجفاءٍ عجُولة.

ضحكةٌ..
ما باغتها الهوى،
و
هـ
ل
ةً
مارِقةً من روحٍ كبّلتَها الرّسُولة.
.
.
.
وحينما تقلَّبتْ،
بقلبي
.
.
.
تناثرتِ الآهاتُ في الضِياءِ،
تباركتْ بالسنى:
وِحدتي..
وعبأتْ أنفاسي:
النُبوءاتُ المَصقُولة.

(( ضحكةٌ..
كأيِّ كرنفالٍ بهيجٍ تشعُّ بقسماتِهِ الفُحُولة.
أو كأيِّ مدخلٍ إلى نعِيمٍ وافِرِ الندى والطُّفُولة.
أو كأيِّ آيةٍ من الحُسنِ،
يحتفي المُعنّى بدغدغتِها بصرِهِ،
ولملمتِها روحِهِ المكسُورة.
أو كأيِّ صباحٍ فاتِنِ الإشراقِ،
لاحْ نُورُهُ الوّهاجُ بأرجاءِ النفسِ المزجورة... ))

أو ليس بكافٍ أنكِ كـ...
والحدسُ من سماءِ ضَحكتِكِ قد جاء بالمجهولِ عبيراً بصُورة...

حسناً...

(( قِيامةٌ..
من الأرضِ والمطرِ والذرة والقمحِ والباباي والنخيلِ والأُرزِ والرُّمّان.
من التبرِ واليّاقوتِ والزّبرجدِ والعقيقِ والماسِ واللُّؤلؤِ والكهرمان.
من الزّهرِ والطلِّ والبهاءِ والطيبِ والألوان.
من ما يلي الأزمنةِ والأمكنةِ والمُحالِ والإمكان... ))

أو ليس بكافٍ مِن...
والرُّوحُ تصدّعتْ أركانها من صخبِ الصمتِ،
وشاهِقِ الشوقِ لهسهسةِ الكمان.

إذن...

(( قِيامةٌ.. للنايّ يصطكُّ مِن فضائِهِ الشاسِعِ صريرُ القلق.
ضحكةٌ.. لشدِّ الأحاسيسِ من قبضةِ الملق.
قِيامةٌ.. لشهيقِ الكائناتِ حين يفتُّ عضدَ ألفتِها الشّبق.
ضحكةٌ.. لمِزمارِ الهباءِ يهبُّ دوائرَهُ للمُكثاءِ بالعلق.
ضحكةٌ.. لتزجِّيةِ الأرواحِ المُحلِّقةِ بمتنِ الفلق.
ضحكةٌ.. لعُرسِ الضياءِ،
يتوارى بُزُوغُهُ عن النفوسِ الكاسِدةِ البوارِ،
وهو يعبئُ الأكوانَ بالعبق.
قِيامةٌ.. لأصابِعي لتستلَّ من خبِيئتِها مِدادِ المدى تغمّسهُ بالشفق
.
.
.
قِيامةٌ تُحرّضُ الثباتَ،
يشتطُّ رتمُهُ ... يهزّجُ ... ينسفُ الفلواتَ،
فينزاحُ عن رِحابِنا العنت.

قِيامةٌ بتول،
يعتري صدّاها سدّةَ الذّهُول.
ضحكةٌ رسول،
يرتوي من غسقِها إنساننا الكسُول.
قِيامةٌ تقول:
ما مِن حدٍّ للهفتي،
إن تنثني اللّحى اليبابِ،
أو يغمرَ الأرواحَ قنديلُ الرّبابِ..
حتى يتوارى عن قسماتِنا:
الغضب.



ضحكةُ القِنديلِ،
قِيامةُ الرّسُولة...

23/1/2008م

Post: #79
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-27-2011, 03:50 PM
Parent: #78

اِنفلاقُ النوايا

هو انفِلاقُ الدّمِ..
فقُلْ: لا/
لانتصابِ الخلايا..
تربيتُ الميتِ على رائحةِ الكلامِ..
ضحكتانِ جائلتانِ بالعدمِ..
وأُغنيةٌ تتصفحُ وجوهَ الغُرباءِ في الظلام..
قُلْ:
لا/
لورطةِ المرايا..
لانتفاخِ الهباءِ في صدرِ البرايا..
قُلْ:
لا
للنهاياتِ المُغطاةِ بالسهوِ..
لأُكسجينِ الوجدِ في سِعةِ الصدِّ..
لا
لنِتفِ النوايا..


Post: #80
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-28-2011, 09:41 AM
Parent: #79

أغاني الغيابِ


1/
تغيبينَ...
فتحصي الأماسي:
وجهَ الضبابِ..
تُلقي التباريحُ:
لحنَ العذاب..
2/
تغيبينَ...
فوجهي قميصُ اكتئابٍ،
وقلبي براحُ اضطراب..
3/
تغيبينَ...
فمن يرممُ بروحي:
السحابَ..
يوحي إليّ:
بمغزى المآب..
4/
تغيبينَ...
فتهوي المسافاتُ،
بكفِّ اليباب..
5/
تغيبينَ...
فهل توارى انسيابُكِ عني،
وغاب!!
6/
تغيبينَ...
فابتكرُ صمتًا جديدًا،
يداعبُ هذا الغِناءَ،
المُذاب..
7/
تغيبينَ...
وكم من غيابٍ،
أشاع المكوثَ،
بقلبِ المُحِبِ...
وكم من غيابٍ،
غياب..
8/
تغيبينَ...
فيخفي الربيعُ الشذى
ويطغى بالكونِ:
السراب..
9/
تغيبينَ...
فيضفي النواحُ على هيئتِهِ:
الظفرَ..
ويطفئ توهجُ الأرواحِ:
الخراب
.
.
.


Post: #81
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-28-2011, 12:57 PM
Parent: #80

حيرةٌ تتنفسُ



كوقتٍ تالِفٍ،
دستهُ الأيامُ حين نهضتْ تتوكأُ،
على خُطى الإنسان..

كماءِ الحياءِ،
يتسربُ من خفقِ أُنثى،
قبلها الحبيبُ على حين غِرةٍ،
فأرجحَ نظراتها،
وبلل وجهها،
بالتوهان..

كوردٍ ثائرٍ،
يرشقُ بالشذى:
فراشتين تحومانِ،
قُرب الإمكان..

Post: #82
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-28-2011, 12:59 PM
Parent: #81

ورطةُ الظِلِّ الكفيفِ



1/
أُركبُ في مِلاءاتي:
مساءاتي..
وأعدو خلف ظِلٍّ لي،
تدفقَ في المدى،
شجنا..
وأحنى كفَّ راياتي.
2/
وتربكُني بهذا القلقِ،
هذا الرجسَّ،
أوتارُ المسافاتِ..
لأني أحدجُ الأزهارَ بالآهاتِ،
تجرحُني مواراتي.
3/
على كفي سنا عُصفور،
وبالقلبِ جِناحٌ أخضرٌ مكسور،
تنقدُني نسورُ الرُّوحِ خلف السور،
فأشكو من!
وتلك الرِّيحُ تضربُني..
وأمضي أين!
وهذا الوجدُ قد خلى:
سماواتي.
3/
فيا الله،
يا الله،
يا الله..
مالي بالياً بالظنِّ،
أرنو للصدى الموحشِ،
لأغدو مِثل ترياقي،
مُراقاً بين ورطاتي.

5/4/2008م

Post: #83
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-30-2011, 07:41 AM
Parent: #82

همساتٌ لطاعِنٍ في الغيِّ




يا باقياً مِلءَ المسام،
أما ارتويتَ من الغرامِ،
آويتَ كما الجُفونِ على مهدِّ التبصرِ والتلصصِ والتنمرِ،
والكلام.
وجفلتَ كالطيفِ حالما نطق الغمام.

يا باقياً أبقى الزحام،
وتطاعنتْ نبضاتُهُ تحت الحِزام،
ومُسرِّباً للروحِ صلصلةَ السأم،
ومُرتِّباً للتيهِ فلتاتَ الزِمام.

يا باقياً بعد البقاءِ،
يمتدُّ شرحُكَ للأنامِ،
فالبعضُ لامسْهُ الهيامُ،
والبعضُ أرقْهُ اضطرامٌ،
وهُناك من ألقى احتراقَكَ للضرام.

يا باقياً مَلّ المقامَ،
وتهامستْ في غيِّهِ سُبلُ التئامٍ،
والبرءُ من زخمِ الأنينِ:
بتر الاحتدام.

يا فانياً أفنى النظام.

25/8/2007م

Post: #84
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-30-2011, 09:19 AM
Parent: #83

قارِبُ الخرابِ


يا قارِبُ وحدّكَ وكُلُّ العِبابِ لخطوِكَ..
فما سِّرُّ المجازِ وقد مِلتَ بما يراك.
نسفتَ الضِفافَ وانسلَّ السَّماكون مِنك،
كيما ترِّكَ في الهلاك.
وأُمكُ في الرّضاعةِ والغيابِ،
ناولتكَ الموتَ حتى قاض مُقتضاك
...... ...... .............
...... ............ ...........
كيف تسنى لكَ تسلُقُ ألواحكَ..
وهذا الخرابُ العظيمُ/
هذا الخرابُ المُقيمُ/
هذا الخرابُ في ....
......
..............
تُكرِسَهُ
واللعنةُ لسواك
.
.
.
19/4/2008م

Post: #85
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-30-2011, 04:45 PM
Parent: #84

قُيودُ الزاهِدِ

إلى هبة عثمان...



ولما كان القيدُّ يمدُّ إلى الأنحاءِ صِراخا..
قُلْ قد كان القيدَّ يحدُّ براحَ الليلِ،
وينسفُّ ريحَ السوءِ الناشِب.
هذا القيدُّ فتيلُ الضوءِ..
مُزِجَ الطينَ برونقِ قلبٍ وصحوةِ روحٍ،
فأضحى بالماءِ ساكِب.
قُلْ لو كان البحرُ دمائي،
وهدّ سمائي: غمزُ الموجِ وطعنُ السمكِ..
فمِلتُ لأرتِقَ أحشائي،
ناولني الأثرُ منارا..
لرغبتُ بوجعٍ صاخِب.
ها قد ماج القيدُّ،
وشدّ وِثاقَ الليلِ،
وباركَ أنفاسَ الراهِب.
5/2/2008م

Post: #86
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-30-2011, 06:56 PM
Parent: #85

تقريظُ الغيابْ



أنا لم أعُدْ للرِّيحِ،
للضوءِ المُشردِ في اليباب.
وما عُدتُ للحِبرِ المُذابِ،
بزمهريرِ الليلِ..
يلكُمُهُ الضباب.
ما عُدتُ أُحبذُ الترحالَ،
في غسقِ الدروبِ،
أغوصُ مثل الماءِ،
في جسدِ العُباب.
أنا مِن خَواءٍ،
فامتلئ يا قلبَ..
وأهدِرَ بالغياب.
لا تعُدّ للشكِّ،
والأشواقِ،
ترقيعِ الخراب.

Post: #87
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: معاوية عبيد الصائم
Date: 04-30-2011, 08:00 PM
Parent: #86

Quote:
ثمة مدينةٌ من خبايا،
بيوتُها سعفُ النوايا الرابِضةِ في مخيلةِ الشطآنِ،
سقفُها الهمودُ،
وأرضُها الضنكُ




ليس ثمة شئ يا صديق

اريتك طيب وعافية ونتابع

Post: #89
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-01-2011, 06:58 PM
Parent: #87

حباب ود الصائم


صدقت
فليس ثمة شيء

ليس ثمة شيء

ليس ثمة شيء


فقط
تنهشنا الأوجاع
فنهشها بعصى الحروف
ولا تنفك تتوالد



محبتي وامتناني واشتياقي

Post: #88
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-01-2011, 09:04 AM
Parent: #86

اختراق
إلى ناهدة دوغان...

لينتصرَ العُمرُ،
ويطوي في عضديهِ:
شجنَ الليل.
ويُلقي حين يحنُّ القمرُ:
ضفائرَ ألقٍ،
شادتْ بين نهارِ السعدِّ:
هديل.
هذا القلبُ توضأَ،
من روحٍ،
شدّتْ من أوتارِ الحورِ:
دليل.
لاقتكِ الأوراقُ اليانعةُ،
وصفقَ لمرآكِ،
بجهةِ الآتي من عُمرٍ:
سِحرٌ ونخيل.
15/12/2007م

Post: #90
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-01-2011, 07:17 PM
Parent: #88

شمطاءٌ تلتهمُ الأمان

يمكنُها أن تكيلَّ،
ما تشاءَ مِن الغِبار.

ترفعُ ياقةَ قهقهتِها،
تزرُّ الأنهار.

تدسُّ اعوجاجاً فاتِكًا،
بأجِنةِ النّهار.

تبتسمُ ملءُ شفةِ البُركانِ،
تحصدُّ الأنفاسَ من ثنايا الانبهار.

امرأةٌ فائقةُ التغلغلِ،
بانقباضاتِ النضار.

مُترعةٌ بالتفكُّهِ،
على أثرِ الأوتار.

تخالها تشرعُ حليبَها،
فترتمي بالنّار.

بجوفِها تتماهى التفاصيلُ،
تلقفُ أعصابَكَ كإعصارْ.

امرأةٌ من شجبٍ وثبورٍ،
تصهرُكَ بالانكسار.

26/5/2008م


Post: #91
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-02-2011, 09:17 AM
Parent: #90

ضميني إليكِ



ضميني إليكِ
كما يضم العصفور جناحيه
بخفـةٍ يتسربُ إلى الفضاءِ
يزرعُ تغاريداً بأُذنِ الغيمِ
يأرجحُ أغانيه فوق الشجر

ضميني إليكِ
كما تضم الضفاف موجها
يلطمـــها بتناغمٍ هادِرٍ
يــروي اتساعها بالحياةِ
بالنــــــــضار

ضميني إليكِ
كما يضم البياض حـــروفه
يعتصرها..
بما تحمله من احتمالاتٍ مفتوحةٍ
من لواعِجٍ..
من انكــــــــسار

ضميني إليكِ
كما تضـــم الأم وليدها
برفقٍ..
برفقٍ..
برفقٍ...
تحتوي أحضانها حنان الكون
تضمخ مهده بأمومةٍ فارِطةٍ
بهدهــدةٍ ترويه شقاواتً
ترتـــــلها الأوتار

ضميني إليكِ
انفتحُ كما الريحِ،
بالزهو/
والندى/
و الإبـــهار

13/9/2006م

Post: #92
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-02-2011, 06:53 PM
Parent: #91

أراها ولا يراها


تُجندِلُ خُطاهَا،
وتَغري المسافاتَ،
لتُلقي انتباها.

وعزفُ الخطى،
في دماها..
يميدُ وينشئُ:
حِماهَا.

كأن الطريقَ،
طواها..
فغابتْ قرابةَ،
ليلةٍ،
وضُحاها.

تأوهَ فيها المضمِخُ،
ندَاهَا..
وبعدُ يُرددُ هذا الأصمُ،
صداها

: (أتراني .... أتراني)

لبيتُ نِداها،
والرُّوحُ فداها..

وعلِمتُ بأني:
أراها..

وأني مدلهاً،
بهواها..

-وحدها دون سواها-

وأني –قد / لم- تعني،
بنداها.
9/9/2004 م


Post: #93
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-02-2011, 06:55 PM
Parent: #92

الغَديرُ

جاءَ يسكبُ خريرَهُ،
ويُودِعُ في الأنهارِ المعبأةِ يبابا:
قطراتَهُ المترجرجةَ..
ويدغمُ في البونِ بقايا ما يثيره!!

غير إن البحرَ الشاخِصَ،
يتفصدُّ بنواحٍ غريبٍ..
إن رنَوتَ إليهِ يتداعى حنينه!!

أيرومُ أن يستعِرَ اليبابُ،
ليُدرِكَ أسبابَ انفجارِ أنينه!!

أتراهُ يفلحُ ويدركُ لماذا تتوارى الأنهارُ،
وتلِّحُ وراءَ مساءٍ يتأرجحُ رنينه!!

9/9/2004م


Post: #94
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-03-2011, 09:41 AM
Parent: #93

أنغامٌ متكسرة


1) أنغام الدهشة السكرى

يبابُ الكفِّ يستعِرُ،
يُباغِتُ فارِعَ الأمواجِ،
يضطرم.
على مضضٍ..
يُحاذي سلسبيلَ الليلِ،
أزحزِحُ من فراشِ الدهشةِ السكرى:
براكينَ الهوى العَلم.
وأندسُ بقاعِ الصمتِ،
احتدم.
كأنني للغزوِ..
قد كرتْ جحافِلُ خطوي المصلوبَ،
فوق مدائنِ السلم.
كأني في مدارِ اللُّجةِ الحمقاءِ،
عصفورٍ تُجنِحهُ عصافيرٌ،
تقصُ منابِتَ الزغبِ..
أو
تجتاحُ مسراهُ يماماتٌ،
تَحِضُّ الضوءَ أن يستلَ من غلوائهِ،
السفلي..
مساراً هدّهُ السقم.
وليلي مثلما يمثُل،
زرافاتٌ من الكمدِ،
ومن عنتٍ..
وقرقعةٍ يُفرخها،
أنينٌ هادرٌ بالوجدِ..
أعضاءً يُشكِلُها،
بؤسُ الليلِ واللمم.
على نارٍ،
طوى نارا..
وأججَ في مسارِ الدهشةِ السكرى:
قرابينَ الندى نغم.
وأذّنَ في هشيمِ الضحكةِ الخرقاءِ،
أن تُلقي على سديمِ الغصةِ الشوهاء،
أصابِعَ بغتةَ القلم.
وأيامي تُداعِبُها:
انهياراتٌ مُجلجِلةٌ..
تدوي في قميصِ اللوعةِ الأكمل،
يجسِدهُ تدفقُ قابعُ الألم.
قلبٌ في هزيعِ الليلِ،
إن رمشت جفونُ الصمتِ،
وانبعثتْ تخومُ الدهشةِ الصماءِ..
ينصرم.
على نارٍ،
طوى نارا..
وأزمعْ في مدارِ الصمتِ،
أن يقطِنَ..
ينفثُ مؤرِقَ العشقِ،
وينهزم.



2) أنغام كبوة

سألتُ المطرَ اللاهثِ،
ينشدُ دفءَ الرُّوحِ..
ليُنبِتَ نزفاً يطغى،
يخبئُ أفقَ النغمِ الأتي..
أين الجرحَ الغائرِ،
في أوصالِ الحرف!!
اندهشتْ إحدى حسانِ الغيمِ،
الـ تركضُ نحوي..
وغنتْ:
تبدو مثل الرّجُلِ الأتي،
يلوكُ جمرَ الصلفِ السائدِ،
ويسألُ:
أأبدو أنيقاً داخل روحي،
كي يرتضي الموتُ الجاثِمِ،
الـ يتخطفَ شوقاً يزهو،
فوق الوأدِ الراهن!!
سألتُ،
سألتُ..
فكلّت زخاتُ المطرِ،
وحلّت..
-جمرٌ جاور جمرا-
وملّت..
مالت تنشدُ بعضَ مقاطِعِ رسمي البائد
: إليَّ هلم..
تنفثُ أسطُرَ عشقي المُضني،
خبايا جوادٍ كبّا..
ومات الفارس.



3) أنغام الهوى

لستُ أدري أين أُعلِّقُ انكساري،
بهدبِ الطريقِ..
أم محطاتِ انتظاري.
العشقُ وحشٌ،
يحرقُ في هزيعِ الليلِ:
أوردتي.
وينثرُ للرِّيحِ:
أشتاتَ أشجاني.
العشقُ يستلُّ كُلَّ أسئلتي عني،
ويلتفُ حولي..
بـ مُرِ الانتظارِ،
أضناني.
والليلُ،
ما الليلُ..
إن لم يتضوعَ العِطرُ،
عطرُكِ..
ويضيءُ أعماقي،
بترفِ شموخِ الندى،
الداني.
الليلُ،
ما الليلُ..
أن لم تخثري،
تواشيحَ نزفي المتدفقَ،
الضاري.
العشقُ،
ما العشقُ..
إن لم تسكبْ الرُّوحُ،
ألحاني.
فأيقظي للبهاءِ،
شوقَ الشغبِ..
والهمهماتِ الهائماتِ،
في مدِّ هذياني.
هيا أيقظي شغبي،
المُعفرَ بالحياءِ،
العابئ الحاني.
أججي روحي،
المليئةَ بالسآمةِ،
والموشاةِ بهتونِ الوجيبِ،
فالبُعدُ أعياني.

Post: #95
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-03-2011, 06:39 PM
Parent: #94

أوتارُ الرُّوحِ


أودعْ الرصيفَ أحلامِهِ،
ونازعْ في شراسةٍ:
وخزَ الاحتراق.
حاكْ قميصَهُ،
على أوتارِ روحِهِ،
فامتدتْ أطرافُهُ،
تصافحُ مواقيتَ،
الانعتاق.
وتدلتَ أزرارُهُ،
تداعبُ خصرَ،
الطريقِ..
لتعلقَ بياقتِهِ،
آهاتُ النزقِ،
وينقضُ النِسرُ،
يقطِفُ من وداعتهِ:
الرحيق.
30/11/2004م

Post: #96
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-04-2011, 10:57 AM
Parent: #95

ثلاثيةُ العشقِ والوجيبِ




عمقٌ يقعِدُ الركبَ
"إليها وهي تجتاحني تماماً"


عيناكِ..
كم تدهشان مسامعي،
فأنامُ كالغرِّ..
على فننِّ المسارِ،
وأهزج.

عيناكِ..
يا رباه كيف تخصبان الجِنَّ
تلتحمان في ذاتِ المدى بالقلبِ،
تحفظان توازني..
المتدحرِج.

عيناكِ..
حين رسمتُ فوق الموجَ:
طلسمَ سحركِ،
تأزمَ..
والموجُ ساق الموجَ،
يؤجِج.

وخرقتُ صمت الصمت،
حين تجرأت عيناي،
وادعتَ الشرود،
وبلحظةٍ..
ركضتَ مسافاتٍ،
يلِدنَّ العجزَ،
بحوافرِ خيلٍ مطهمٍ،
مُسَرج.

ونظرتُ..
كم أن البِلادَ بعيدةً،
والزادُ يَفني كل قافلةٍ لعينيكِ،
تُعرِج.

ماذا دهى السفحُ،
إن عجِزَتْ راحلتي اجتيازَ،
أبعاداً تنوءُ،
وتحرِج...
21/2/2005م




تَمتمةْ


1)
ما الذي أوهى يديه
فرمى في الشجنِ دنّه.
سار ينثر بانتباه
من مدارٍ يستقله.
في وجيب الفقد لاح
يرتجي من ذا يدله.
نحو دربٍ قد مشاه
ثم تاه اليوم عنه.
2)
رب شجن اعتراه
أو مسار قد هواه
لا يُقارع في مداه
لو تدلى اليوم مَنّه.
مهما أغوته الشياه
لا يردد: لا أظنه.
3)
في اقتدارٍ لا سواه
يُفرِح الروح نداه
يُشرِدُ الأضغاث ظنه.

لو يمددها يديه
يبلغ الأفلاك فنه.




رغمُ أنفِ الكلامِ

برغمِ الكلامِ الموشى قلق،
ورغم السأم..
وشذرات خفرٍ يواري،
احتدام..
بدأتُ الكلام
.
.
.
ستحبو إليكِ نارُ
الغرام..
تشِبُ تطوقُ تشدو
التئام..
وتبدأ برصفِ الطريقِ
سلام
وأُلقي السلام

على ناظريك رهطُ
المرام..
وبهرجُ خداكِ نسجُ
الغمام..
وخصرٌ تثنى دقيقُ
النظام..

على راحتيك يغفو
الحمام..
ينقر عبق تدلى
استقام..
وينشد بعض السكون
الهيام..
ليغفو قليلاً يزيح
اضطرام..

وفي الناهدين
وفي الشفتين

أين الكلام!!

أصارع كي يعمَ
السلام..
فأين الكلام
وشكل السلام؟

ضاع الكلام
ضاع الكلام
ضاع الكلام
8/9/2004

Post: #97
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-04-2011, 04:42 PM
Parent: #96

طعم الدهشة السكرى



يباب الكف يستَعرُّ،
يباغت فَارِع الأمواج،
يشتعل..

على مضضٍ،
يوازي سلسبيل الليل..
أزحزح من فراش الدهشة السكرى:
براكين الهوى القَلق..
وأندس بقاعِ الصمت،
اقتتل..

كأنني للغَزو،
قد كرت جحافل خطوي،
المصلوب فوق مدائن الزلل..

كأني في مدارِ اللجة،
الحمقاء..
عصفورٌ تجنحه:
عصافيرٌ..
تقص منابت الزغب،
أو
تجتاح مسراه:
يماماتٌ..
تحض الضوء،
أن يستل من غلوائهِ،
السفلي:
مسارب ناضر العلل..

وليلي مثلما يمثل..
زرافاتٌ من الكمدِّ،
ومن عنتٍ،
وقرقعةٍ يفرخها،
أنينٌ هادرٌ بالوجدِ..
أعضاءٌ يشكلها،
بؤس الليل واللحد..

على نارٍ،
طوى نارا..
وأجج في مسارِ الدهشة السكرى:
قرابين الندى،
بلل..

وأذن في هشيمِ الضحكة،
الخرقاء..
أن تلقي على سديمِ،
الغصة الشوهاء..
أصابع بغتة الأزل..

وأيام تداعبها،
انهيارات مجلجلة،
تدوي في قميصِ اللوعة الأكمل،
يجسده تأرجح هامد الحيل..

قلب في هزيع الليل،
إن رمشت جفون الصمت،
وانبعثت تخوم الدهشة الصماء،
يرتعد..

Post: #98
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: mustafa mudathir
Date: 05-04-2011, 05:56 PM
Parent: #97

Writing from work
This is heavens
There is a central apple tree
A woman
The Satan
and, busy, writing I see a man
and then there is a lot to be done

I just thought you might
.........
يُرمّمُكَ الشّغبُ،

Post: #100
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-05-2011, 08:07 AM
Parent: #98

حبيبو
صباحك مثلك
لا يفتر عن مخاصرته الضوء

ثم
ما تعقدنا يا اخي
رغم أن ما سطرته قد مر بي من قبل
في فصولنا الدراسية التي لم أحضرها كثيراً
المتوسط والابتدائي
لأني بصراحة كنت مزوغاتي كبير
لكن مسألة فهمها كلها على بعضها كدا
قطع شك ما قدرتا عليها
فبالله ساعدنا بالترجمة الله يرضى عليك


وأكيد لن أقدر إلا على قول
ممتن لعبورك المشرق
فمثلك لا يأتي إلا بما ينفع
سوى تقريظاً أو خلافه

ولك أكيد محبتي وامتناني واحترامي
وأملي في كثير عبور نافع
وأنت أهلاً لذلك لا شك

Post: #99
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-04-2011, 07:14 PM
Parent: #97

على خطى العشق

على هدى خُطاهْ..
يغردُ السِربُ المتضمخُ بالوجل.

ويدندنُ الكروانُ..
يغزلُ من حبالِ النورِ:
ألحان الجزل.

غرقُ براحِ الاقتران..
بوحٌ تمازحه القُبل.

والليلُ أسلم للخطى:
عبقَ المسارات الشذى،
شدو الأريجِ على المقل.

والناهدان كما الصفاء..
يجتاحُ أوديةِ الخجل.

ويرفُ في غزلٍ عفيف..
يجثو على نجوى النجل.

ويدغدغُ الكفَ اللطيف..
نسجٌ حريريٌّ هطل.

فنجيءُ في كنفِ الجمالِ..
نطهو على جسدِ المجالِ:
آفاقَ أوردةِ الغزل.

ونضمُ في رفقٍ بليلٍ:
شبقاً تسامى في عجل.

ونهِزُ أروقةَ الوصالِ..
حتى يخضبها الثمل.


آواه يا قلبي تلطف..
فالعشقُ يخترقُ الجبل.

19/9/2004م

Post: #101
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-05-2011, 08:18 AM
Parent: #99

نـــــوافــــــذ


1)

أرقٌّ ينتزع هدأته،
ويبتر ساق اتساق،
رواه..
فيفتر ثغره بابتسامةٍ،
باهتة الأثر،
إلا أنها تندرج تحت قائمة،
لهاثه المحض..
صوب نافذة،
هواه..


2)

يتقافزُ الطل،
ليطل برهة،
بعتمة تتأوه في حناياها وساوس الفراش،
الذي تقاعس انتصابه..
إثر هواجس ترتاده،
بعتمةِ سماه..


3)

والليل يوشك أن يفر..
جاءت تُصعِدّ وتيرة معزوفتها،
المكرورة..
لتغرف من ذاتِ الإناء،
ماء ضياه..


4)

من ذا الذي أخذ بكفِ،
هذا التوغل،
فأججه..
وكمنّ قريباً،
يتأمل بارقة الطرف،
وتعلو خده:
علامات فرحٍ،
ينكشفُ ثناه؟؟


5)

تتأرجح الاحتمالات،
بين الشك،
والشك..
ويبقى أن يستلذ،
بالهدوء المستلب من قبول،
دوره..
فيرتبك وهو يرتب بنزقٍ ما أراقه،
بأراجيفِ أحلام،
دون أن يستقيم،
أفق مناه..


6)

في حدته..
يتحد صوته المتحشرج،
وهو يبتعد عنه،
حذا امتعاض المستلذ..
ينتفض ممسكاً بقبضته:
النشاز..
ويلطم به:
خد الفراغ،
ويستل ألق رؤاه..!!


7)

إلامّ يُلمِح،
وبعدُ يضجُ،
ويسري حثيثاً،
بشبقِ ظمأه..!!

أيرنو إليها،
ليشبع نهماً،
توارى..
اعتلاه..!!


8)

سيمضي يتحسرُ،
وهو يظنُ..
بأن الحياة أغرته،
ثم سلبته أليفاً،
لرتق فتق روحه..
اشتهاه..!!

31/8/2004 م

Post: #102
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-05-2011, 11:10 AM
Parent: #101

والتقيتُ بالندى..

إلى شاعرتنا الجميلة الإنسانة: عفاف الصادق حمد النيل



أو كُلُّما هاجْ التوّردُ،
اقترضتُ خاطِري هُناكَ،
امتطيتُ بهجةً..
كأنما النّهارُ سابِحٌ،
بسُكرِهِ المهيبِ،
ابتدأ..

وآهٍ لعينيّ تبرُقانِ،
مِثل عاشقين،
مثل: أُحبكِ..
تبرقانِ بينما،
أضيفُ للمسراتِ،
للتهدّجِ والتفكرِ
والارتحالِ من علٍ،
إلى علِ،
إلى...
أضيفُ صمتي الغريبَ،
بينهم..
كأنما الأنهارُ رافِلةٌ،
بحُسنِها القشيبِ،
يعتنقُها المدى..

وكيفما ارتدى الحبيبُ،
قُبلةَ الضوءِ..
وشقّ بالعبيرِ مِجلسَ الأزهارِ،
أينعتْ حدائقُ الرُّوحِ،
شدّنا الصدى...

24/7/2008م

Post: #103
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-05-2011, 01:54 PM
Parent: #102

مسافات
إلى أنــــا: محمد زين الشفيع للسجايا الماطِرة..



1/

ماشيًا...
والمسافاتُ تستريحُ..
والغيومُ تخبئُ الضحكةَ،
بشجنٍ جريح..

2/

ماشيًا..
والصباحُ قبيحُ،
والغِبارُ يترصدُ نشيجَهُ،
لينثرهُ بجسدِ الرِّيح..

3/

ماشيًا..
والدروبُ فحيحُ،
والوجوهُ تسلّتْ:
بوجدٍ فصيح..

4/

ماشيًا...
والنغمُ للحنايا يستبيحُ..
يوثقُ الرُّوحَ بأبعادِهِ،
فتضجُّ بالتلويح..

5/

ماشيًا...
والقلقُ يصيحُ..
والمرايا تسولتْ شكلًا،
لانكساري يزيح..

6/

ماشيًا...
وقلبي تغطى بالسأمِ،
فحادّ عن المسارِ الصريح..

7/

ماشيًا
.
.
.

3/7/2008م

Post: #104
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-07-2011, 08:12 AM
Parent: #103

لستِ أميرتي


خُدِّشْ السُكونُ،
ونطّ إثرّ الضّغطِ:
مِشجبنا الوحيد.
تمتمتُ في صمتٍ،
تُعلّقهُ الدواخِلُ بالضجيجِ:
إني إذاً،
بين احتدامِ السُكرِ،
من آهٍ،
و جيد.
أوقنُ أن الوجدَ،
مقصورًا عليكْ،
وأن في سِرِّ المِزاجِ
-نكايةً بالتراتيلِ:
ابتهاجُ الوردُ...
إني إذاً،
أطرقتُ كيما يحتمي في السهوِ:
إخفاقي الرشيد.
ونظرتُ...
ما للشحوبِ من أثرّ.
ورقصتُ وحدي في الظلام،
علقتُ ساقي بالعدم،
ولمحتُ صوتَكْ يرسمُ الصمتَ،
فاشتعل العِناقُ...
هدأتُ من قلقٍ مديد...
إذ أني،
أطوقُ في حذرٍ:
خيالاتَ الحبيبِ،
ونرتقي...
ها خاطِري المخفوقُ بالنزقِ،
يعبئهُ النشيد...
وخافِقي يرتاحُ كالغِرِّ،
في جسدٍ عنيد.
ونثرتُ وردَكْ في الظلامِ،
فباحَ للشجنِ القمر،
بل فاحَ بالكونِ الوتر،
وغرفتُ لحنَكْ...
من جديد.
الله يا أرضي،
وأغنيتي،
وموتي...
الله يا بعثي،
وترتيل المُريد.
.
.
.
.
إني إذاً،
مكلومْ شهدٌ،
وأشواقٌ تزيد.

Post: #105
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-10-2011, 09:27 AM
Parent: #104

سيرة الغائب

إلى جلال الدين داود (أبو جهينة)




الاسم والعنوان:


من لحنٍ موشى بالحنانِ،
متنُهُ...
وبأجنحةٍ من براحِ اللهوِ،
طائرٌ من أنهارِ الرؤى،
يشربُ..




السماتُ والميل


يميلُ إلى الماءِ،
إن تسرّبَ بالرّملِ،
بهاجِرةٍ،
تترقبُ..
يتخطّفُهُ التوترُ..
أو كأنه على نارٍ،
يتقلبُ..
عُصفورٌ..
كلما أمسكتْ بجناحيهِ:
نزوةُ اختراقٍ للغِبارِ،
يتهربُ..
نسرٌ كهلُ الخُطى،
في سماءِ التأرجحِ..
ملتهبُ الرُّوحِ،
ينقضُ على الاعتلالِ..
لكُلِّ بدرِ عذوبةٍ،
يتقربُ..



الجهات


ما دهى الأُفق،
شأنهُ شأن الفؤادِ،
لودِ كُلِّ زهرةٍ،
يخطبُ؟

Post: #106
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-10-2011, 09:37 AM
Parent: #105

مساورة (على حافة الحافة)

إلى أميمه سند...



1/

الحوافُ –سيدتي- كما الرُّوحِ...
شُرفةٌ من نشيجٍ عَمدُها /
تُنصبُ في الأعالي..
وجنودُها القلبُ،
والخيال.
و الحوافُ...
نَخلٌ باسِقٌ،
ووردٌ يلّفُ السارينَ:
بالشجوِ والمنال.
و الحوافُ...
شجنٌ خفاقٌ،
يترامى سديمُهُ،
كلما أوهتْ جَلدَهُ:
الفلواتُ..
طفق يشدّ أوتارَ الارتحال.
و الحوافُ...
نبيذُ الغوايةِ/
شدو المرايا/
أنفاسُ الآتي...

أبعادُ المثّال.

وأنتِ...
لما تمتطّينَ زورقَ العذوبةِ،
المنسوج من هوىً تبذلينَ..
تثبُّ إلى الصدرِ:
أوتارٌ،
تبني خيوطَ تأويل.
وأنتِ...
لما ارتشفتِ السماءُ،
من دنِّ الأعالي:
الوثبَ..
خرّتِ النجومُ،
لتنقضَ على التصاويرِ/
تنثُرُ المواويل.
فهل
-والأراجيزُ
مِشكاةُ الأراجيزِ-
غادرتكِ إلى المرايا:
شمسُ الأشجانِ..
فخلتِ الخفقَ،
بفك سجيل؟!
وإن تهدّل على مدِّ الرؤى:
شجرٌ...
باغتَ الهوى هاويةَ الشدوِ،
ببعثٍ يمنحُ الشرايينَ انتصاباً،
أتجدلينَ للمساءِ النابِحِ ضفائرَ التكبيلِ..
أم إلى حيث يميلُ الأجيجُ،
ترتمينَ بالهِباتِ والأكاليل؟


2/

هذا وفي الحوافِ سيدتي:
- تتقاطرُ باتجاهِنا المُتون.
- نمسكُ بين أصابعنا الجُنون.
- يسهلُ التملص من رُصاصٍ هتون.
- نوافِذُ لتأمُلِ ما يتبدى بالعيون.
- أُغنيةٌ ترشقُ الأجسادَ بالفتون.
- شوقٌ يفجرُ المسامَ بالمكنون.
- وجهٌ تعيس.
- شجرٌ نفيس.
- شجنٌ حبيس.
- حمي ا########س.
إذن، ففي الحافةِ:
- أنتِ وما تهوين.
- الوقعُ الذي تحتوين.
- النورُ الذي تُبدين.
- الوجدُ المبين.
- نارُ الرُّوحِ و....... (البنزين).
وعليه فلتاتين:
- بالندى.
- ببراحِ الجمالِ مُبتدى.
ثم:
- انزعي فتيل الصدى.
- أغرقينا بالشذى.
.
.
.
فما أشهى الارتحال إلى مداراتٍ تقبعُ تفاصيلُها بجوانحنا..
ما أشهى الجنوح بمدىً يجمح بنا..

18/11/2009م

Post: #107
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-14-2011, 11:07 AM
Parent: #106

قتيلُ أُنثى

إلى التي تعرفُ ... لا ريب



لعمري،
ما أولمَ القلبُ للقلبِ:
الرَّمادَ..
وإنما
-رغم شاهِقِ الأشجانِ-
الشذى.
ولعمري،
ما اكتالتِ الأراجيفُ زبدها،
وبللتني بالسُّهادِ.. / غمستني في الضياعِ ..
وإنما اعتصامُ النضارِ،
وعمقُ الصدى.
فلمن أشكو الوِبالَ،
وسوءَ المآلِ..
وقد ضاقَ صدرُ الحبيبِ،
بأيِّ حالٍ..
... وأينعَ بالمأدبةِ الردى..

Post: #108
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-14-2011, 11:13 AM
Parent: #107

دِيمةٌ مُحتضِرةٌ

إلى المَشَّاءِ أسامة الخواض..








كان دليلَنا يا صَاحِ:
حفيفُ الماءِ والأوراقِ،
هسهسةُ العماء.
وكان يقطنَ حينها بين الرُّضَابِ:
نهارُنا المثَّقوبُ..
تثكْلهُ السَّمَاء.
وتهتْكتْ حبيباتُ الظَّمَأِ الكَليمِ،
فلم تسقِ جدبَ الرُّوحِ،
إلا من دِيمةٍ مُحتضِرةٍ..
تُقطرُ النَدماء.
تالله ما درأتْ ثقوبُ الأرضِ،
أيَّ بشاشةٍ حملَ النهارُ،
إذ يلوِحُ للعابرين،
بمرجلٍ بكاء.
تالله ما انكفأتْ أباريقُ السحابِ،
وإصبعُها الكفيفِ يُلامِسُ الأوتارَ..
في سَّربِ البَسيطةِ تنحني،
وتهتدي لوجهِ الله..
بالصلواتِ/
والأورْادِ/
أفئِدَةُ الدُّعَاء.
يا مَشَّاءَ..
ما قرعتْ رياحُ المَقتِ:
أنفَ اللهفةِ الملساءِ..
حين تشابكتَ بالضوءِ،
واقتربْ الوجيبُ يحدَّها بالماء.
يا مَشَّاءَ..
ما اكترثتْ ضَراعاتُ الهُتافِ،
إلى الأزِيزِ المشرئبِ..
وضمنتَهُ أجيجَها/
وزئيرَها/
وشَّكيمةً هوجاء.
يا مَشَّاءَ..
هل في المدارِ من انكفاءٍ،
واكتفاء!!
أم هل عرفنا الغُثَاءَ،
إذ طَمستْ معالمهِ:
ريحُ الزيفِ،
والسَّفهاء!!
زيفٌ على زيفٍ،
وأورِدةٌ تكشطُ ما يذرَهُ حنو القصائدِ،
ونوافِذُ النقاء.
يا مَشَّاءَ..
ما انتقصتْ مواقيتُ السمجِ،
من ديدنِ الكرماء.
ولا انتفضتْ مداراتُ الشحوبِ،
تُفنِطُ الإغواء.
ولا استنامتْ فوق وأدِ الرُّوحِ،
ألسنةُ الهباء.
سيستبيحُ الخافِقُ المملوءُ وجداً،
ضجةَ الأنفاسِ الصدئةِ،
والغباء.
يا مَشَّاءَ..
لا تُقعِدَ رياحُ الجدبُ،
ما كمنَ بالأحشاءِ،
من فارعٍ وضاء.
أو تُفني بذورَ الرُّوحِ،
شظايا الجور،
والأهواء.
يا مَشَّاءَ..
ما هذا البلاء،
سوى التقاءَ الخافِقِ بالحافرِ،
ودهشةِ النُجباء..!!
14/6/2005م

Post: #109
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-16-2011, 09:02 AM
Parent: #108

أنفاسٌ سليمةُ العَطبِ


هُدنة...

"إلى عبيرِ الرُّوحِ..."


هادنتُ الأحزانَ قليلا..
ونثرتُ على رّمسي وردا.
الدنُّ المشبوبُ تهادى،
للرُّوحِ السَّكرى يغبطُها،
ويحزُّ بنزقٍ للغصّةْ،
غرّزَ العتمةَ في الخافِقِ،
فانهالتْ مُقلٌ تأسُرُني،
تنثالُ بروحي كالمسرى
تُوسعُني لطماً ... تنكّيلا.
.
.
.
الخاطِرُ هدهدَ أُغنيةً..
دلقتَها كالسِّحرِ صبيّةْ،
معشوقةُ كبِدي بدويّةْ،
تتأوهُ جسدي تفطرَهُ،
وتندُّ الصرخةُ قسريةْ،
قتلتني بالشوقِ إليها،
غمرتني عشقاً أبديا
.
.
الحممُ
الحسناءُ
الهُدنة
.
.
.
سلمتُ قلبي كتميمةْ،
علّقها بالبابِ الحاجِبُ،
قطفتها تلك البدويّةْ.
6/6/2004م



غناء أعرج...

تتقلّبُ بين الجمرِ خفيفاً،
ترسمُ لحناً ما..
يتراءَ الشبقُ شفِيفاً،
والكونُ مدارُ غِناء..
فإلام الوجلُ يُخضبُ،
سماءً إثر سماء..
الندبُ يُشذبُ حساً،
حجبتهُ السُّحبُ مساء..
الرِّيحُ تُريّحُ الرُّوحَ،
إذ تكنسُ بعضَ هباء..
الوترُ يُدندنُ غصباً،
فالكونُ نسيجُ بهاء..





الكونُ نسيجُ بهاء...
3/7/2004م

Post: #110
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-16-2011, 11:55 AM
Parent: #109

طياتُ الصد


1/

بِغّابةِ الكَلمِاتِ/ سَيقانِها/ أغَصانِها/ أشَواكِها/ ورّودِها...
تَتوارِين.
بخَاطَري كَتبتُ لكِ قَصيدةً..
وجودها/ حَروفها/ سَمؤها..
بحرفِ أسمكِ المدّوزنِ الحَزين.
قَرأتُ لكِ:
طَلاسمَ الخَيالِ..
وحَينَ بَحتُ بالجنونِ،
رسَمتُ في الفّراغِ مّا يَدورَ..
كَانْ لكِ:
ثَوابِتَ القَلبِ الهَتونِ،
وكُلَ مّا يُمازِجُ الخَيالَ،
من جِنون.
ضَحِكتُ حتى أدّمتَ الجَفونُ،
وأغَمضتَ بِحُزنِها/
وبَؤسِها/
والصّدُ في طَياتِها..
مَكنَون.
ضَحِكتُ مِلءَ روحي،
بِلهفِها وخَوفِها،
وحُزنِها الصَموتِ،
والمَفتَون.
صَببَتُ في دواخِلي نَبيذ ما أدمَنتهُ،
بِوخِزّهِ ولهَفةِ التّبرُجِ/التَصَورِ
والسِكون.
أدّمَنتهُ طَويلاً،
صَببتهُ/
رشَفتهُ بِلذةٍ ولهَفةٍ..
صَببتهُ/
عَشقِتهُ بِسرهِ المَموجِ،
الدفَين.
ثَمِلتُ حتى فَاضَ في شَواخِصي:
النُّعاسُ..
ثم هَبَ في دواخلي مَجِون.
ضَحِكتُ حتى أدمَتَ الجفون،
وأغَمضَتَ بِحزُّنِها،
والصَدُّ في طَياتِها مَكنَون.

2/

وفَورةُ الدِماءِ في عِروقِ تِلك الأُمَسية،
ونَبضها يَحسهُ النّهارُ..
وقُبلةٌ بِجفنِها/
وقُبلةٌ بِخدِها/
وقُبلةٌ بِفاهِها السّخي و والشّهيّ..
ونَهدِها العِربيدَ بِكفي وأشَتهيه..
وخِصرِها وردفَها وقَوسُ حَاجِبيها..
والطّريَقُ في أمتَدادِهِِ الطّويــــلِ...
تَنصّلَ النِهارِ مِنْ رِدائَهِ..
ضَحِكتُ مِلءَ روّحي،
ضحكتُ حين أدمَتِ الجِفونُ،
وأغمضتَ بِحُزنِها ، وبَؤسِها..
والصَدُّ في طَياتِها مَكنَون.
2000 م

Post: #111
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-16-2011, 06:33 PM
Parent: #110

مُجردُ خُدوشٍ صبيّةٍ

نوايا مكبوتة


النوايا،
تلك التي تدحدرتْ مِن ضُفرٍ أنغرزَ،
بشفةِ الصباحِ..
أغفتْ في خبايا،
رثّةٍ،
يُجابهُها الصياحُ..
كلما وثبتْ:
عِبارةٌ تؤمي لانشطارٍ بالأورِدةْ..
كيفما غلفتنا السُنونُ،
بالسّكونِ،
غزلتنا بالكبتِ،
باغتنا التأكسُدُ،
بالإفصاحِ:
انهزمتْ مرايا التوجُسِ،
انفلقتْ مساراتُ الظلامْ..



امرأة


المرأةُ التي تضيءُ أنسجتي،
وتهرعُ لرتقِ أوردتي،
في الصباحِ،
بابتسامةٍ موشاةٍ بخيوطِ الضوءِ،
ذاتُها التي تلملمُ في المساءِ:
أزهاري،
فيتبارى الرحيقُ في التمحُكِ بالخلايا..
امرأةٌ قشيبةُ الغوايةِ،
تختزنُ الربيعَ والضياءَ،
تخلعُ الظلامَ من سُرةِ الوقتِ..



قصيدة


وأظنُها..
عرجاء تغزو القلبَ،
أبهى من عروسٍ،
زينتها يدُّ الظُنونِ..



صبابة


صُبْ لي كأساً،
لأُطري الهوى الموءودِ بالغرقِ،
صُبْ لي عاصِفةً من النسيانِ الموقوتِ،
ولنتآزرَ الليلةَ في جرِّ الأسى،
إلى جُبِّ الهذيانِ..
صَبٌّ وصَبُّ،
ويلوحُ بروحينا الثملُ،
يُلقينا في مهاوي النواحِ والبوحِ والانشراحِ،
يُلقينا في التقزمِ...
صُبْ...



إثم


هل جربتَ لطم دواخِلكَ بالسّكونِ،
أفردتَ للتراخي أجنحةً،
تلمستَ الآثامَ التي طغتْ كالبثورِ،
هو ذا،
بمقدورِ الرُّوحِ التطوافَ،
إحصاء:
أثرَ الشرِّ الرابِضِ في الكفوف...



تبتلٌ بمحرابِ أُنثى


هيهٍ يتها الأنثى،
يا مِفتاحَ روحي المارِقة،
وانبثاقَ شجوني التالية..
أُشفقُ عليكِ من: ملاواةِ الكائنِ فيكِ،
مُنازعةِ الكونِ حولكِ...
فالأولُ:
هشٌّ كأقصى ما تكونُ الأضدادُ،
يتلّوى، يتلّونُ، يتكونُ بين ثنايا قصيّكِ سراباً تحتضرين عند نوافِذِهِ،
فيهشُّ إليكِ براحُهُ،
بحراً..
فبحرا...
يسوقُ الجِمارَ والرَّمادَ والظمأَ والانكفاءَ والارتِعاشَ والتواري...
باتِجاهِ مَهدِ المِدادِ..
والثاني:
يتمدّدُ لمُخاصرةِ نواياكِ الثاوية بالكبتِ والتقريعِ والتسويفِ والضلالِ...



جوع


لأنه لم يُحسِنْ الإنصاتَ لجسدٍ جامحٍ،
بفحولتِهِ الضالة..
ألقمه الهزوَ مما يبدي.
أُنثى بوجهٍ ثقبتْهُ الغوايةُ،
وجثمتْ باكتنازِهِ: شفتانِ شهيتانِ،
وكز النُّعاسَ في ضريرٍ ضرب بفؤادِهِ الهوى والشجن،
وانزوى حتى الذبول الأخير..



شجن


حين ضممتُ يدي،
بيدي..
كفّتْ أوردةُ العُصفورِ،
عن البوحِ بشجنٍ بتارٍ..
جابتْ أصقاعَ الرُّوحِ،
وأهدتني الظِلَّ..
فيا أنفاسَ المعنى،
والضدِّ ..
إذا ما اجتازَ الوردُ،
الليلَ..
بكان العبقِ،
اللونِ،
الآمالِ...
لو رافقتُ السِّرَّ..
نزعتُ يدي..

Post: #112
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-17-2011, 08:18 AM
Parent: #111

تشــــكــيـــل



1/
يا خيطَ القمرِ توقف عن بعثرةِ المبنى،
في هذا الليلِ الآسيان..!!

2/

ذلك أُفقُ التوقِ...
فما أجدى الماءُ،
إذا وهبَ نبيذَ الرُّوحِ إلى الألوان..!!

3/

اللوحةُ تخفي وجعاً يتعرجُ في قلبِ القريةِ،
رُغمُ الغيمِ الحاني لألحانِ الصبيةِ في عُرسِ الضوء.

4/

حين تبرجَ ضوءُ الرُّوحِ الباسِمِ في الخدينِ..
انزلقتْ أحاسيسُ الخالِقِ في العينين.

5/

تلك الحيرةَ أعرفُها،
تمشي في شبقِ الليلِ بآهاتٍ خرساءٍ،
تعجنُّ قلبَ امرأةٍ غادرها الوقتُ.

6/

دمعٌ بائسُ يطفرُ في الأرجاءِ ولا أعرفُ منبعَهُ..
إذ لا يبدو في قلبِ الإطارِ،
خلا طفلٍ وحجر.

7/

صراخٌ كالنصلِ المغروزِ بكبدي،
ينغزُني من لوحةِ ضجرٍ،
تسجنُ شريداً أعمى يدفعُ طفلاً مشلولا.

8/

ماذا أفعلُ والشمعُ يذوبُ،
ووجهي لما جئتُ لأتركَهُ في اللوحةِ،
ضلّ دروبَ المرآة.

9/

هكذا تناثرتِ الألوانُ،
لتحكي عن غضبٍ يهدرُ كالطوفان.

10/

ضاقتْ بالألوانِ الموناليزا،
وطفقتْ تبصقُ في الرائين.

11/

في تلك الساعةِ يا بابَ الرسمِ،
تمادتْ صرخاتُ الأحمرِ في اللوحةِ،
حتى أمسى الكونَ دِماء.

12/

ملمسُ هذا الليلَ كما وجهٍ غسلتهُ أحلامُ الغزلِ،
على دربٍ مأهولٍ بالوحشةْ..
ملمسُ هذا الليلَ،
ينزُّ غيابا.

13/

ورقٌ أصفرُ يفترشُ الأرضَ
–الأمُ الأولى والأبديةُ-
لما لفضتهُ
/ضيقاً،
من أخضرِهِ/
شجرتُهُ الأم.

14/

آلهةٌ يقتاتونَ الضحكَ،
على نفرٍ يقفزُ في حُللٍ نبحتْ فيها كُلُّ الألوان.

15/

يا سيفَ الحقِّ المزعومِ،
لماذا أخطأت الرأسَ المنزوعَ،
ضربت الشجرةَ،
فسقط ذِراعُ السيافِ وقلبُ الجلاد.

16/

يا لوحةَ هذا الكونُ،
يا أُم اللوحاتِ،
تتلألأُ فيكِ نجومٌ،
ويغشاكِ كما الطينِ،
غِبارٌ، لكنك أبداً،
تبدين بأبهى الحُللِ،
إذا رانَ عليكِ صفاءُ الصمتِ الصخابِ،
وأنتِ غطاءٌ،
وعطاءٌ،
ومجالٌ رحِبٌ،
للتحليقِ على أجنحةِ الأحلامِ،
وأنتِ النبضُ الدّفاقُ،
إذا ما ارتبطَ بزُرقتِكِ،
القلبُ المُشتاقُ....
يا أم اللوحاتِ،
جموحُ الإنشاد.

17/

يبقى أن تقفزَ فوقكَ،
مراتٍ،
كي تبقى داخِلَ أبعادٍ مُغلقةٍ..
يبقى أن تفسِحَ للألوانِ،
دروباً لم تألفْها الرُّوحُ الغافيةُ في الإطارِ المكسورِ...
يبقى أن تعرفَ،
ألا حدَّ لحدِّكَ،
فأغرقْ...

Post: #113
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-18-2011, 06:54 PM
Parent: #112

تقريظُ الخيال




أبدو غير مُبالٍ بما بيبثهُ هذا الثقبُ من صورٍ وحنين..
كالتـــــــــلفازِ،
أعمى عما فيه..
ومثلهُ –أيضاً-
في اجتذابِ التوترِ حتى الحوافِ،
لكني بدواخلي ضنين.
أذكُرُ،
كُنتُ أسيل في زوايا الخِّفةِ،
أزرعُ النّهارَ بعشبِ القلبِ،
وأهدّمُ الاعتلالَ بالتسلل سّرّا من دمي.
في الليلِ لا شيء يؤججُ الفؤادَ،
خلا لفائفَ النسيانِ،
ووسائدَ مصلوبةً تنزُّ بآخرِ قطراتِ الدفءِ عبر احتمالاتي.
ليس عليكَ وأنتَ تشتعلُ بنظرةٍ عبرتْ السّورَ المُهدم،
واخترقتْ ذاكرتكَ النازفةَ بالآهاتِ والنحيب..
سوى الاستلقاءَ على خيالٍ عليل.
دوامةٌ تلك المرايا / ربما،
أو لأني أجابهُها بحنايا لا تنثني فتأتي إلى سطحِها بالضبابِ الثقيل.
وقتها،
الرُّوحُ هاربةٌ لمدى الخيالِ،
ريانةٌ يشقُّ وصالُها إلا بالتربيتِ على كتفٍ مخلوعٍ لشرودٍ قتيل.
وربما قسوتُ حين تناءتِ الآمالُ،
والتحمتِ البِلادُ بظلِّ اللحى الهزيل.
أوقدُ روحي شمعةً للدربِ وأضلُّ،
أوقدُ الخيالَ،
وأتشبثُ بالهسيسِ المفتولِ النبيل.
في الأرجاءِ،
ظِلي هارباً إلى حيث لا يراني،
كلانا يتبخترُ في التخلي،
وريثما يلتهمُنا الغيابُ،
أزوي...
ولا أذكرُ البتةَ أني قرعتُ الخيالَ،
ظفرتُ بماءٍ مهيل.

Post: #114
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-21-2011, 11:00 AM
Parent: #113

نقوشٌ على جِدارٍ مُسجى





نفسُ الأنفاسِ،
خلعتُها قبل ليلتينِ..

الطريقُ لم يك ينتهي عند الجِدارِ،
أو
كُنا
-حين تشتهينا الإيحاءاتُ-
نمعنُ في ركلِ الحصى..

إن كُنا حينها انتهينا،
ما رشق الجِدارُ خلاياهُ
الطينيةَ
اكتفى بإشارةٍ اضطراريةٍ
تحولنا
إلى
مسارٍ جديدْ...

14/10/2008م




Post: #115
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-21-2011, 11:04 AM
Parent: #114

لثوانٍ قبل الولوجِ بالضجيجِ

إلى أُمي والصديقةِ المُشرقةِ إشراقه مصطفى


وقتها
الدموعُ والنهنهاتُ استرعتا:
نوايا مكبوتةً في أخمصِ جسدٍ رحال..
أو
أنها أُمي
كيما تكتملُ بخاطِري:
صورٌ مشروخةٌ بالحنينِ...
أدسُّ الجليدَ،
وارتوي
نحن هكذا
من غِبارٍ يتصيدُ الضجيجَ
يَفسحُ لونَهُ لثوانٍ
فهل تلقى أُمي ليلتها تلك
غيمةً
فتكشطُ ما أجج اللعناتَ
بذهنِ الغريبْ...
14/10/2008م

Post: #116
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-22-2011, 10:06 AM
Parent: #115

إلى حدٍّ ما


1/
أُرتبُ وجهي
وِفق ريحٍ تلسعه!!
2/
اختبأ النّهارُ
واستدارَ القلقُ
مُشمِرًا عن حِدتِهِ
في دارٍ تقزم بأرجائها
الفلقُ...
3/
تأهبتِ البِنتُ بمكياجٍ مجنونٍ
تداولتها الظُنونُ
بولدٍ يشعُ بالحنينِ
يرفعُ عن ضحكتِها النُّعاسَ
أو هكذا ظلت
تُطرزُ فستانَ أحلامِها
بالمسافاتِ اليبابْ...
4/
مضت صديقتي موفورة المزاجِ
تضيء لحبيبها السادر في الهجرِ
غُرفَ قلبِها
تململُ بجمرِ الانتظار
كادت أن تتشحَ
-بدعوى الشوق-
بمئزر الجُنونِ
لولا أن روحها تعطرت بالصدقِ
من كفِّ قلبٍ حنون!!
5/
وذات صديقتي
أهدت قلبها للوساوِسِ
ترفعُ كفَّ الشكِّ
تحيةً
لأيامٍ ستركضُ وخطاها
حيال ما يزرعُ بروحِها
اليقينْ..
شاختْ في كنفِ أوهامِها
وهي بعد بعُمرٍ يتقهقرُ
مُخادِعاً احتيالاتَ السنين..
6/
وذات صديقتي
لما ارتوتْ زهرة هواها
من ماءِ الفِراقِ..
لفت ساقَ جراحِها
وثبتْ تُشاطرُ الكونَ
العِناق
7/
وذات صديقتي
تمطى رونقُها
حين داعبت خدودَ صِغارِها
تبسمتْ بوجهِ نصيبها
صاحب القلبِ الحنونْ..

Post: #117
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-22-2011, 11:30 AM
Parent: #116

يكفي جدًّا


يكفي جدًّا أن أتوقفَ هذا العامَ طويلاً..
عند السِّدرةِ،
أُقشرُ مِثل المثّالِ:
شروخَ الكونِ/
هزائمَنا الأزليةِ..
وأُغني كالعُصفورِ التائهِ،
بين الماءِ وشجرِ الحِناء.
في العتمةِ جدًّا أوغلُ بالسِّرِ،
فقُلْ لو كان البحرُ وقودَ الأحزانِ،
لانطفأ البحرُ..
وما جردتُ بوجهِ العُزلةِ،
هذا الضحكَ المسنون.
أغفو جدًّا شأني شأنُ بِغاثِ الطيرِ،
بكُلِّ الإفكِ المحمومِ،
أغفو..
تغلبُني الأوهامُ،
وأحلامُ الليلِ السِّريِّةِ،
تتقاذفُها أيدي العسسِ الجرداء.
ولي كأس السهو،
أو قُل:
ترياق النسيان.
يكفي جدًّا أن أتقلبَ فوق الماءِ،
أن أتنفسَ وردا،
أو أتشحُ بليلةِ عُرسٍ،
بطوقِ نجاة.
يكفي جدًّا،
يكفي...

Post: #118
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-23-2011, 09:31 AM
Parent: #117

آثارٌ هشةٌ لعابِرٍ
"إلى أُمّي والمسافاتِ المستكينة بيننا"



1)
من يدري/
قد تتآكّلُ الطُرقُ وأنتِ هُنااااك،
تُلبِّكينَ الغافلينَ بالسُؤالِ،
تضجَّرينَ الهاتِفَ بالنظرِ،
تستشفّينَ ملامِحي من الأسِرَّةِ،
من أحلامٍ تُطاردينها في الصحو.
2)
من يدري/
قد تستبقِينَ للمسافةِ عُمراً،
تهزمينَ التوارِيخَ العجولةَ،
تُهشَّمينَ الأبيضَ من الشَعرِ،
تنسِينَ بحلقِ الانتِظارِ هُتافِ الضريرِ،
المُخطئُ /أبداً/...
في رصدِ المسافةِ بين البياضِ وشغبِ الرُّوحِ،
المُدرِكُ لحتميَّةِ المسارِ على أجنِحةِ اليمامِ،
يُنظَّفُ أنسجةَ الرّكضِ المُتعثِّرةِ،
يتواءمُ والنُفُوسِ السخِيَّةِ،
الناقِمةِ على احتِكارِ الأزمِنةْ.
3)
من يدري/
قد يفقأُ المِدادُ منافِذَ الغفوةِ،
يرسمُ الأجِنَّةَ بشكلٍ دائِريٍّ،
بُؤرتَهُ الرُّوحُ،
أجنِحتَهُ الوئامُ.
4)
من يدري/
قد تُهزمُ الطُرُقاتَ المُسفلتةَ بدِماءِ المارَّةِ،
تنهرُ أنهارُ الحليبِ الدِّمن.
5)
من يدري/
قد نستدلُ بالخافِتِ من الأثرِ على قِنِّينةِ الرُّوحِ،
نتجرَّعُ همساتَ الوترِ،
قد تفضحُنا النوايا فتُلاحقُ خُطانا،
تسبقُها بالنشيدِ المعزوفِ على ألحانِ الشجنِ،
حيثُ العِناقُ مُمارسةٌ مُتهدِّجةُ الأنفاسِ،
الكرى يُغالبُ أجفانَ الجسدِ،
والحديثُ أكملهُ في الغفوةِ،
والنبيذُ حفنةٌ من الاقتِرابِ للحريقِ،
لا أتخيَّلهُ يسمُوّ دون أن يتأبَّطَ ذرَّاتَ الحِسِّ،
يصعَّدُ بها للذُروةِ،
ويُطهَّرُ خيالها من الكآبةِ والنرجِسيَّة.
6)
من يدري/
قد يستدلُ،
تضربُ أصابِعُهُ باِنتِظامٍ يتوالدُ تحتهُ:
الهُطُولُ، السريانُ، الارتعاشُ...
7)
غزيرٌ أنت أيها القلبُ،
حين يكون بمقدُورِكَ جسّ المسارِ،
التدلّي في عُمقِهِ دون أن تخرقَ الآهاتَ بخشخشةِ الجسدِ،
أو يُلامسُ المطرُ النباتَ،
تبكي دقَّةُ المشهدِ عُنفُوانِ المزيجِ،
والكهرباءُ ارتِعاشُ الفراشِ أن أحتكَّ بأنفاسِ السابِحين،
وغبطةُ الوِسادةِ المُكورةِ تحت أعجازِ البناتِ
ولا دهشةَ سوى:
الحريقَ،
هسهسةَ الطريقَ،
البلَّلَ المدسُوسَ بأنحاءِ الليلِ،
المُمزِّقَ لقِنِّينةِ الخفرِ بالبوحِ.

Post: #119
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-24-2011, 09:34 AM
Parent: #118

لوحاتُ اشتِهاء


هدوء:

كما تشتهِّي ثورةُ النزقِ،
حين تُعانقُ رغبةَ اللقاءِ،
تُطوى صحائفَ الأشجانِ في سماءِ السُكُون!!



أفكار:

حتى الإسفلتُ يئنُ،
إن تناهبتَهُ الأفكارُ،
-جيئةً وذهابا-
تشبَّثتْ بحوافِهِ،
تشكَّو إليهِ اليباب.



برق:

المسافاتُ تحفزُ الرُّوحَ
لتثِّبَ...
تمضي في خُيلاءٍ،
إلى حيثُ الموعِدِ المضروبِ،
بين شَّرايين القلقِ.



قبلةٌ:

قبلةٌ تهطلُ حتى التفاصيلِ،
كأيِّ كهرباءٍ تلامّسُ الإناءَ الحديدي المُنتفضَ بأشواقِهِ الهشّةِ،
فيصدرُ جلبةً يُقهقهُ لها هجيرُ الوسادةْ.



شِريان:

يرتبطُ النهدان الشرّيران بشريانِ الرّغبةِ،
ليغفيّ الصّبيُّ النزقُ،
علَّ الأحلامَ تدمجُ الشريانَ بالشريانِ.



صوت:

البارحةُ والصقيعُ ينفثُ لسعاتَهُ الجارحةَ للجسدِ،
انثنتِ الرّغبةُ،
وأغفتْ في لواعجِ الانتظار.



استِغاثة:

الصديقُ الذي يأتي كدأبِهِ،
حافياً من الشوقِ،
يرتمي في المِقعدِ بِلا تحيّةٍ،
يرغي ويزبدُ،
ليرفعَ رعدَ القولِ
.
.
ماتْ
وبذاتِ المِقعدِ قبعتْ بعضُ العباراتِ البذيّئةْ.



عُرس:

مُبتهِجاً هذا الجسدُ في حُلةِ الرّغبةِ،
يهزّجُ /
يتصاعدُ كالنبيذِ /
يشتعلُ /

وبعد لم تأتِ!!



شبه:

انتزعَ بعضَهُ،
دسّهُ خُلسةً بينَهُ،
فأضحى...
-وفِقَ ما لا يشتهي-
قريبُ الشبهِ بـ ذاتِهِ!!


كفّ:

يعدُّ الآن كفَّهُ،
كي يقترنَ بالرُّوحِ،
فلا تصمتْ أظافِرُها إلا لهباتِها المُجلجِلةْ.
25/7/2004م

Post: #120
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-25-2011, 08:21 AM
Parent: #119

نُصوصٌ مفتولةُ الإيقاعِ

Post: #121
Title: نُصوصٌ مفتولةُ الإيقاعِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-25-2011, 08:48 AM
Parent: #120

الأمر

إلى الأطفالِ الذين اغتالتْ أحلامَهم البريئةَ قبضةُ الأمرِ


الأمرُ الذي لابُدّ من حُدوثِهِ،
لابُدّ من حُدوثِهِ..
فأذهبْ بِكَ داخِلَ الرِّمالِ،
أو خلفَ برزخِ الأحلامِ...
لابُدّ من حُدوثِهِ..
هل تعيَّ ماهيةَ المُعادلةْ،
المِعولُ لا مَحالةَ سيطمرُ الأرضَ،
وفَوقكَ مُباشرةً سينبتُ العنبُ،
بجوارِكَ ستترنحُ البهجةُ،
فابتهجْ بِكَ أيها الصغيرُ،
قبل أن يخدشَكَ الكونُ،
بخُبثِهِ الثقيلِ..
فلابُدّ من حُدوثِهِ..
ليتني انتظرتُكَ هناااااااك...
لما قلتُ:
لابُدّ من حُدوثِهِ!!
27/9/2006م

Post: #122
Title: Re: نُصوصٌ مفتولةُ الإيقاعِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-25-2011, 09:08 AM
Parent: #121

تحت أرجل الغيم


الأيامُ بهسهساتِها / لذةُ الظفرِ باستطالةٍ فارِغةٍ / دِماءُ الرصيفِ / البهجةُ الخانِقةُ / ذاكِرةُ الخُطى / الخريفُ المؤانسُ بانصبابٍ مُباغِتٍ / ترانيمُ الليلِ / أجسادٌ ممشطةٌ بالحبورِ / نساءٌ يرتعبنَ من عبُورِ الرِّجالِ بجماجِمِهن حليقةِ الرَّغبةْ / ليلُ القريةِ اليتيمِ / قمرُ المساءُ المنطفئ / أمطارٌ لا تخمدّ / نارٌ لا تنعسّ / دقاتُ ساعةٍ لابثةٍ أشواكُها شاخِصةٍ بأعمارِ عُمالِ القريةِ..
فيما ملامِحُ الغريبِ الفتيِّ تنفلتُ إلى حافةِ العُمرِ / يلصقُ بسمةً في الجدارِ / الجلودُ اختبرتها النصالُ / المساحيقُ المُنثنيةُ تحت رتمِ العِباراتِ المشلولةْ / صفحاتُ الصُحفِ البلهاءِ / الطُرقُ المُكتظّةُ بخطىً ترجلَّ عنها السابِلةُ بحسراتِهم المُضافةْ / خلفوها بظهرِهِ المخدوشِ ... نهاراتٌ لا تغفو /
تحت أرجُلِ الغيمِ...
الغريبُ بضحكاتِهِ المُضفرةِ يطحنُ الليلَ بقلقِهِ..
19/6/2006م

Post: #123
Title: Re: نُصوصٌ مفتولةُ الإيقاعِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-25-2011, 09:24 AM
Parent: #122

وشوم


ترويض:

الشواطئُ هادئةٌ...
كضجيجي /
كالرِّيحِ /
يقتفيني الشُرودُ،
ظِلُّ ليلةِ الصمتِ.
الرِّحابُ فاترةٌ،
نعاسُ النبيذِ بالمُخيلةِ،
أراني بظهرِ اللوعةِ أصارعُ التيهَ،
المسافاتُ رجرجةُ الغفوةِ.
أُحدثني ساهماً تحت رجمِ الخُفُوت.


لقاء:

تطوحُني في الرُّدهةِ..
يتشمسُ حلقُ الحقيقةِ،
الصبرُ طاقةٌ تنفتحُ..
بينما الأصابِعُ في دعاباتٍ مفتولةٍ،
يلتوي عُنقُ الليلِ.
**
صديقتي في ارتحالِها على خطٍ مُتقطعٍ للصمتِ،
تآكلتْ حوافُ الحكاية.
**
أنتَ أفرجتَ عن التشوهِ،
راقبتَ فِرجةَ الهواءِ،
تلقفنا السيلُ.
**
لا يحتملُني الوترُ،
كتأوهاتٍ يداعبُ بها وحشةً مُستشريةً.
**
النورُ يقطنُ درباً،
تتباعدُ الخُطى...
**
يا رفيقي:
تلتقيني آنفاً.


خُزي:

على أيِّ جنبٍ تنامُ،
والخُزي لاقحَ اتساعَ الخُطوطِ،
فهذي تُهادِنُ،
وأخرى تُمارسُ حقّ التأملِ،
وتلك تعيدُّ مراسِمَ زِفافِ الظلامْ،
وكلها تبولُ على رأسِ الخروفِ السعيد!!!

Post: #124
Title: Re: نُصوصٌ مفتولةُ الإيقاعِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-25-2011, 09:32 AM
Parent: #123

تكملة (وشوم)

أصابعي:


ويجرحُني:
التلهي بأصابِعي الذّاهِبةْ،
الارتخاءُ حين يمرُّ نشيجي إلى طبلةِ اكتراثِكِ قبل رنينِ الهاتفِ وأنتِ بكفِّ الغفوة.


حج:

يخترقُهُ الضوءُ المارِقُ من حديقتِهِ،
في دياجيرِ الدروبِ،
وحلّ الأمكنةْ..
يهبُّ الضُحى قمراً وسديم،
يزينُ وجهَ كُلّ مساءٍ بشعاعٍ ناطقٍ.
.
.
.
هكذا يلتئمُ المسارُ عند الندى..
يحجُ فوجُ العصافيرِ نحو البزوغ.
6/6/2006م

Post: #125
Title: Re: نُصوصٌ مفتولةُ الإيقاعِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-25-2011, 09:53 AM
Parent: #124

بـ تآلفٍ تالف...
إلى الرغبةِ في تورطِها بأجسادٍ نافِدة...





وقائعٌ مُتفرقةٌ

1/
حسناً...
المناديلُ القصيرةُ،
تكفي لاحتواءِ البحر.

2/
أصابِعُ الفتاةِ التي لامستْ أنسجةَ المخيلةِ،
داعبتْ بموسيقى رافضةٍ:
الوقتَ السابح.

ليتها لم تعزفْ قلبَ فتاها،
المتورطُ في مشاعِرٍ راقصة.
3/
المرآةُ مُقدسةٌ لتنتقي من تراه يتلاءمُ وسهرةٍ ما..
امرأةٌ كلما لبكتِ المِرآةَ بأصواتِ الرُّوحِ،
انتصبَ السهر..
4/
ببالِ العصافيرِ شدو الجِنانِ،
طاولةٌ بحجمِ الوحدةِ،
مبسمٌ لا ينفثّ،
قلمٌ يقطرُ دمَهُ في غيرِ ما مكان،
حليبٌ يتلذذُ بالتسللِ ليصافحَ الورقة..
5/
الشحاذون يقرصون الخاطِرَ،
يبتسمُ الندى بمخبئهِ..
ويغفو
6/
حديثاً...
لا ترفضُ أفواهُ النسوةِ القُبلاتِ الرّاكِضةِ،
إثرُّ سياطِ الأشواقِ،
لرِجالٍ استرقهم الغيابُ..
7/
جافتهُ...
فلما جافاها..
انطلقا يحاصران الشغف.
8/
البناياتُ تماماً كوجهِ امرأةٍ تعرفُها،
ترمُقُكَ بشهوةِ العِناقِ الدَّموي..
مُرتبكاً كلما مررتَ تحت ظِلِّها،
لا تخشى إلا الأسمنتَ النافدَ،
والضمائرَ المرميةَ عند أقدامِ القراطيس..
9/
جدّتُهُ كلما طوى المسافاتَ..
هتفتْ: متى تأتي؟
يقولُ: علنا نلتقي بعُمرٍ غير المُستخدمِ حاليا!!



أبواب مستخدمة:

1/
لطمْ خدَّ البابِ،
البابُ الذي يفتحُ على السرابِ،
يرتدي ألوانَ الغابِ،
يخنقُ الغريبَ بالرَّعشة..
2/
كلما رهن هواجسَهُ بين مفاصِلِهِ،
أنهارَ بابُ الإياب..
3/
متى يكون بمقدورِهِ اختراقِ الأبوابِ،
دون أن تلمحَهُ أُكرُها!!



أصوات:

عندما يضطجعَ صوتُكَ بالمخيلةِ،
تلكُزُهُ الآدميةُ، تمتلكهُ الوحشةُ، يُراقصهُ العدمُ، يُعلقُ روحَهُ كتميمةٍ بأحذيةِ الرِّفاقِ، فتنفيهُ أصواتُهم كما كانت...
فيُهدي روعَ حناياه بالدفءِ الشارِد!!


هدوء:

حين استأسد وجلُّ الليل،
بللّ جسده السهدُ..
ولما انطفأ مصباحُ القريةِ الوحيد،
هجس بحروفٍ بلا تنقيط..


غبطة:

هتف: ويحي فيك،
تراكمتِ الفصولُ،
اندسّ المساءُ بخرقِ الصحوِ،
أنشدّ الكونُ غبطته..


فراق:

في الضفةِ الأخرى للمِرآةِ هتفَ المغلوبُ بالهوى:
ليتنا كُنا اثنين،
لسَهُلَ علينا النوى..


ألسن:

لا تنكرَ أن الأجراسَ المنهوبةَ بفريةِ النسيانِ،
تمدُّ لغفوتِكَ ألسنتها..


نغم:

الموجُ الذي تحركُهُ اللهفةُ،
يجتاحُ شاطئَ الوحدة،
بنغمٍ أخرس..


تأويل:

لو سافرتَ من فِرجةِ الرُّوحِ:
هدأ بالُ الشجرِ الرّاعِفِ،
أنسدّ حلقُ الطير..

Post: #126
Title: Re: نُصوصٌ مفتولةُ الإيقاعِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-25-2011, 10:01 AM
Parent: #125

حشد طفولي

لا تبتهجَ بِكَ – بفداحةٍ- هكذا يا صغيري..
رغم أنا نشنقُكَ بمحباتِنا على مقاصِلِ النظراتِ،
نمطرُ وجهكَ النابِتِ من أسئلةٍ شقيةٍ بالقبلاتِ،
يا صغيري..
بينما لا أحدّ يشبهُ ملامِحَكَ الشاخِصةَ بالقلبِ،
سيعبرُ وجهي صوتَكَ متوتراً وأنتَ تحسو أوقاتي كلها
بنهمٍ طفولي..
أنت أيها الناهي الأمرُ..
تكشطُ الغفواتَ واللحظاتَ،
تُصدّعُ جنباتَ البيتِ بالكركراتِ،
وتُنفضُّ.. تنقضُّ على سآماتٍ تُعششُ بكونٍ يحرقُهُ كونٌ مُتصدعٌ من الملماتِ،
لا تبتهجَ بِكَ هكذا يا صغيري،
فأنا مثلك تقتلني البهجةُ،
كلما اقتادتني بيدٍّ مبتورةٍ،
وأنت بالكادِ يا صغيري يسندُّ قدميك رتمٌ شحيحٌ،
فرطُ هِزالِ معرفتِكَ..
واتساعُ ما يرتجيكَ من مسافاتْ.
فاقبِلْ..
بعزمٍ ساخِرٍ، وعيونٍ جارحةٍ كمخالبِ نسرٍ جامحٍ،
اقبِلْ..
بلا نكوصٍ يقدرُ على مصافحةِ خطواتِكَ في الرِّيحِ الناتئةِ، أو تريثٍ،
اقبِلْ..
على أجنحةٍ من غمامٍ،
اقبِلْ..
بين راحتيكَ السلامِ..
ومنكَ،
عليكَ..
7/9/2006

Post: #127
Title: Re: نُصوصٌ مفتولةُ الإيقاعِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-25-2011, 10:05 AM
Parent: #126

مُحاولاتٌ مُتكرِّرةٌ للوقوفِ


1)
لا أقفُ بالمُنتصفِ البتَّةَ..
فروحي كالرّيحِ تُحرّكُها الأشجارُ.
استبقِيني عندي،
واسبقِيني إليَّ،
فأدخلُني من بابٍ موصدْ.
نامي بحُلمي،
هدهديني،
أطفو.
نامي مِلَء الشبقِ،
أُلملمُ من فِراشي شجني.
2)
لا زلتُ أُكثِّفُ من حبوي،
أسقطُ...
يسندُني نبضي.
3)
قُلتُ: سأقترحُ عليكِ أن تحبلي بي،
"ولن أنسى قطعَ حبلكِ السرِّيّ"

أعشقُ الطّفولةَ والعزوبيّةَ،
ونهديكِ.
4)
الخائبُ عُمري..
ينمو!!!
5)
دفاتري مُتّسخةً بالشخيرِ...
واللعثمةِ!!!
6)
معلّمُ الجغرافيّةَ..
لدمجي خارِطةَ الدُّولِ بفكِّ الثعلبِ،
في حصصِ الرسمِ...

يتلقَّفني الشجرُ!!!
7)
الأطفالُ يكبُرونَ لجودةِ الدفِء،
يتزوّجونَ / يُنجبونَ خارطةَ الأملِ...

وأنا...
أغفو بوادٍ يحلبهُ الحُلمُ!!!
23/6/2005م

Post: #128
Title: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-28-2011, 09:39 AM
Parent: #127

قبلَ قليل




قبلَ قليل...
عثرتُ عليَّ أتّصنعُّ القفزَ على زانةِ الوقتِ،
أُمرّرُ قَوافِلَ فوضايّ حيثُ ينتظرُها برقٌ ومدٌّ وجزرٌ،
وبِضعةُ قُبلْ.

قبلَ قليل...
مررتُ بأحاسيسي،
وجدتُها –فُرادى- تُسرّي عن أحاسيسِها بالتحليقِ إلى الأسفلِ،
قُربَ ثُقبٍ خفيٍّ،
تتقافزُ/
ترتطَمُ /
ت
م
و
تُ


قبلَ قليل...
جئتُ أطمُرَها فأمسكتْ أظافِرَ المِعولِ،
أجهشتُ/
نفضتُ أصابِعي.



قبلَ قليل...
أطلّتْ على نُعاسي،
أوقّفتَهُ في الهُوةِ،
داعبتَهُ/
فطارَ.




قبلَ قليل...

Post: #129
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-28-2011, 10:29 AM
Parent: #128

قوارِب...
"إلى يونس العطاري..."



1)
و
نحنحةُ الخيلِِ تسرّجُ ظهرَ الخمائلِ..
يتهجَّى الدّمعُ حفيفَ الشغفِِ،
بمكائدٍ تفقأُ عُنفُوانَ الشجنِ،
بتراتيلٍ مُستندةٍ على زفراتِ أسىً حليقٍ،
مشُوبةٍ بِهجسِ الائتِلافِ في الغُيُومِ..
بمطرٍ يرجُّ سقفَ الذهابِ في سُباتِهِ،
يمحَّقُ استشراءَ الحُلكةِ،
يعلكُ النبيذَ،
ينهمرُ سواسناً تسقيّ جدبَ الرُّوحِ بشرًا.
2)
خانتكَ القوارِبُ فلم تمخرْ عُبابَ الدَّهشةِ،
ربضتْ بالمَحلِ تُحايلُ الالتِفاتَ،
ولا تدركُ سِرَّ ابتِسامَةٍ هازِئةٍ بشِراعِها الغارِزِ في الوُحولْ.

دُونَك وأنت تحزّمُ قواريرَ العِطرِ،
تتآزرُ بالابتسامِ،
" أنفاسَكَ تحت سقفِ سماءٍ واحدةٍ...
خطواتَكَ بأرضٍ واحِدةٍ...
تعايُشَكَ للانهمارِ/
للشحِّ/
للتقوقعِ/
للانكِسارِ/
للذهابِ/
....الخ"
دُونك الدمعُ والأسًى.

وفيما بيننا:
تُحلَّقُ الأرواحُ.

4/5/2006م

Post: #130
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 06-04-2011, 10:31 AM
Parent: #129

مُغادرة

"إلى محمد الماغوط مُغادراً باتجاهِنا أكثرُ فأكثر..."


هكذا تُغادرُ وقد ذرّفتَ دُرُوباً يانِعةً،
كلما دنا مِنها الرّكبُ تفتَّحتْ،
كأكُوانٍ تغمضُ على جراحٍ شهيَّةٍ،
بدسِّ ابتِسامةٍ مُتلاطمةِ المذاقِ والرائِحةْ.

هكذا استطعتَ أن تغرِّزَ سُخريّتكَ كامـــــلةً في جُبّةِ الموتِ الضيقةِ،
باتِّساعِ وطنٍ مُتهتِّك الأنفاسِ،
خرِبًا كُلما تمادى مُذعِنًا للمضي.

هكذا تهزمَ سيّدَ الجميعِ..
أنت الذي دربتَهُ على الهربِ نحوكَ كُلما رفستَهُ الطُرُقاتُ،
أنت الذي تركُضَ بمسارحِ القلبِ والبياضِ،
أبيضًا كساحِلٍ لا يبلغَهُ الحُفاةُ مــــــن:
مُعينِ انزواءٍ ناطِقٍ.
التفلُّتِ من بهارِجٍ غبيةٍ تلفُّ معصمَ الوُجُوهِ الضيقةِ.

هكذا تتنفسُ هُناااااااااااااااااك أحلامكَ الكونيةَ،
المُسممةَ بنقاءٍ خاصركَ / احتملتهُ في زمانٍ أجدبٍ.

لنضحكَ على موتٍ لا يدسّ قدميكَ تحت إبطيهِ النابتين
برغبةٍ مِلحاحةٍ مُزمِنةٍ في الاِحتواءِ
وها أنتَ تركلُ بِهما سمجاً يتطايرُ،
بيدَّ أن أصابِعَكَ مُلطّخةً بطينِ الرسمِ،
تماثيلكَ شامِخةً بثّرى الأرواحِ،
تنهرُ الدِّمنَ.

ها أنت لا تقدرُ على المُغادرةِ



وأنى يكون!!!

4/4/2006م

Post: #131
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 06-04-2011, 06:47 PM
Parent: #130

عزفٌ مُــتـفـاوِتٌ


عزفٌ نشازٌ على شُرفاتٍ نائيةٍ

1)
الشُّرفاتُ التي ترمُقُ النخلةَ الوحيدةَ حِذا مُنتصفِ النظرِ
ترسمُ لحنًا خافِتًا يتناغمُ ورشفاتِ قُبلةٍ موءودةٍ
بطرقٍ مُتّصلٍ على شِفاهِ الحُرُوفِ

2)
ديدنُهُ التلعثمَ إن بسطَ كفّهُ
كشحّاذٍ يعشقُ النّفيسَ
ولا ينالُ سِوى همهماتً مُوغلةً في الأرّقِ لفُقراءٍ يتعفّفون

3)
تغترفُ من نايِّهِ قبضةً فارِهةَ الخُطى
تُسدّدُ لحظَها الفتّاكَ إلى حناياه المشدوهةَ
تتهتكُ أوتارُ مُوسيقاه ويزوي

4)
مُتوحّشةٌ هذا المساءُ
ثوبُها يلتقطُ ذبذباتَ الجسدِ الذي يطوي رغباتً حيةً يتمطّقُها الشارعُ
وهي تشيحُ ببصرِها عنه –بذاتِ السماء

5)
ثمَّة الـ حيادُ/اللا...
يكمنُ في مُهجتيهِ البصيصُ الذي يُنبتُ في خاطِرِكَ
- إن اِلتقيتَهُ –
: رغبةً مجنونةً في صفعِ أفكارَكَ بالجدارِ

6)
والنايُّ يسترُ شرخاً فظّاً بذاكِرةِ الطينِ...
يضعُ مُوسيقاهُ المفلوعةَ للنومِ،
ولا يلقي لدوزنتِها بالا

7)
هب أني كُنتُ هُناك...
ماذا يضيرُ لو ألقيتُ بنظرةٍ عرجاءٍ:
ربما انتحرتْ النخلةُ الوحيدةُ
/حِذا الخطو السارِحِ/
وفرائصُها ترتعِدُ
تساقطَ بخاطري بريقُها قُبلةً ــــ قُبلة
أرتعش المسارُ!!




عزفُ موتِ ذاكِرة ٍضجِرةْ

1)
غريبٌ أن ينتعلَ ذاكِرتَهُ يمضي إلى الفراغِ
كي يُضمدَ جراحَهُ النازفةْ

2)
الفراغُ مُنفصِلاً عن خاطِرِهِ
يبحثُ عن اللحظاتِ الماثلةْ

3)
الفراغُ مُتصلاً
هباتُهُ أراجيزُ ولغتهُ الرّكضُ بتُرّهاتٍ حافيّةْ

4)
لا يستوي أن يبقى الفراغَ بحضنِ فاجِرةٍ
فتبقى مُوسيقى الذاكِرةِ عزفاً لا يخبأ
بكفٍّ لا يفقْهُ إلا لُغةً داعِرةْ!!
5)
هل يكفي أن تُلامسَ الأوتارَ كي تعزفَ ألحانَ الرغبةِ
فتعبرُ موسيقى الوصلِ شكلاً يُدهشُ السَّابلةْ

6)
الرغبةُ أن تقرعَ الأجراسَ في الموتِ
ليستلَّ الأحاجيّ النادرةْ

7)
الموتُ شكلٌ حميمٌ يغبطُ الرُّوحَ النافِرةْ

8)
الموتُ عزفٌ نشازٌ
بنوافِذِ الأرواحِ الغافِلةْ

9)
الموتُ راحةٌ وتمهيدٌ للجنانِ الرافّّلةْ

10)
لا بل بأيِّ شكلٍ
حياةٌ نادرةٌ ذاخرةْ




عزفُ مــــــوتٌ مُعتمٌ

لو أن اللحظةَ –في القلبِ-
تُسمّرُ هذا الطلقَ الناريّ الشهوة
لتبقى بمعزلٍ عما يتخطّفَ وهجَ اللذّةِ
يهوي كالمسُعورِ على الطُرُقاتِ
من أجملِنا يقتّاتُ الأوبةْ

5/8/2004م

Post: #132
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 06-06-2011, 11:05 AM
Parent: #131

مسافاتٌ وبرزخٌ
إلى الحوريّةِ التي تتقاعسَ عن الهُبّوطِ إلى البياضِ، وإلى المسافاتِ المُعلَّقةِ بيننا.



1)
حينما امتطيتُ إليكِ قاربَ الوجدِ،
كان الطريقَ مرصوفاً بالشذى والندى.
الحُروفُ سرَّحها الحُلمُ،
فطارتْ ترافِقُ العصافِيرَ إلى أوتارِها..
والزهو الذي مزقَ حناياه،
تنفّسَ الصعداءَ،
واعتلى بُرجَ الغُيُومِ.
كنتُ أملساً كرطوبةٍ تلعقُ وجهَ المدى،
أُلامسُ أصابعي بأنسي،
فيتطايرُ النزقُ بالفضاءِ،
يترعُ من نُقطةِ التِقاءٍ،
أكبرُ من حجمِ المجرّةِ في الصِّغرِ والدقّةِ،
الأحلامُ تتناثرُ بمتنِها،
تتعلّقُ بصدفِها،
بضجّةٍ،
وحُبورٍ،
ومُكوثٍ،
النّارُ تستعرُ في الجسدِ المُتحدِ بأحلامِهِ،
والرُّوحُ مُندسّةٌ بالرُّوحِ،
بلا انفِصام.
بكينا دمعتين،
للأزلِ،
للفناءِ.
بقينا في البرزخِ،
بلا انفصامٍ،
نتجرَّعُ الحليبَ،
والشهدَ المختومَ،
بقينا،
بلا انفصامٍٍ يربطُ بيننا.
ومشينا،
مشينا بلا هُدًى،
نحونا،
مشينا،
مشينا...
وما التحمنا،
لأن خُطانا كانت إلينا،
والمسافاتُ داخلنا شاهقةْ.
2)
للطينِ طُقُوسِهِ حين يدخلُ في البرزخِ،
يمدُّ لسانَهُ للسَّفلةِ الذين شكَّلوا نُبُوءاتَهُ،
لثُقُوبِ الحسِّ في أنحائِهِ،
للنومِ الذي ما تذوّقهُ في الأمانِ،
للأَفكارِ الآثمةِ التي تجرأتْ عليهِ ولم يتبعها،
للآلهةِ التي اقتادتهُ إلى حتفِهِ مُكمّما،
لي..
لأني أكتبُهُ غداً،
الآن.
لك..
لأنك تعرفهُ بالأمسِ.
للطين رونقِهِ / ويلاتِهِ حين يدخلُ في البرزخِ!!!
يتركُنا مُعلّقين /هكذا/ في البياضِ،
يتركُنا والخُطى الآثمةُ تسيرُ ضِدّهُ،
نتشبّثُ بالمُؤجّلِ،
نكتَوي بالصّمتِ،
نُسبلُ الجُفُونَ،
نحرقُ أصابِعَنا بالنشوةِ.
3)
غُرباءُ نحن...
وجوهنا،
الأيادي،
جزعنا المدوّي في الصدرِ،
والسطر.
غُرباءُ نحن...
نتاخمُ موتنا،
والأسى يُلاحقنا في النهرِ،
والقبر.
غُرباءُ نحن...
ننظمُ أفُقنا على أشرعةِ الموجِ،
نبكي من الضَّجر،
والقهر.
14/5/2005م

Post: #133
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 06-07-2011, 12:08 PM
Parent: #132

برزخان

إلى م غ ... بمحبةٍ باذِخةٍ كثيفةُ التشابُكِ




لما احتسيتَ،
ودار حول الوردةِ:
الشطُ الأخيرُ..
احتمتْ تحت احتدامِ الرّجفةِ:
الأنفاسُ..
واحتقنّ الطريقُ.

قد أنضجَ الوجعُ الجسيمِ جذورَهُ،
لما تفتقّ بالمنارِ حِجابُهُ،
برزتْ لجاجةُ ميلِهِ،
وسقى المجراتَ الجحيمُ.

أما عاد يتلو الصمتُ:
إلا وقعَ أورادٍ مُعلقةٍ-
بذاكِرةٍ مُخضبةِ الفُصولِ!!
والدويُّ في حدِّ السُكونِ،
يُسامِرَكَ الصدى/
إذ أنتَ في شُعبِ المجرةِ: برزخان..
.
.
فأقرِنْ يديكَ،
لتعرِّكَ جِلدَ المُهجِ البيضاءِ،
وتستدرِجَ السِرَّ المصونِ،
تُحاصرَ الليلَ الفتيّ...
وتحترق
.
.
أو فأضحك،
بأضراسِ الرُّوحِ المُصطكةِ،
لتعزِلَ الوجدَ المُشاعَ
-كعلقمٍ-
تتجرعَ الظمأّ المُضافَ...
على ندىً



زاهِدٌ في الزُهدِ-
حتى أن ظنَّ الزُهدِ،
مرَّ على يبابٍ
... فتسمرت أوراقُ ريقِهِ الجوفاء،
في سهوِ الخُفوتِ.

فكيف يشتقُّ الجدارُ:
مِثالَهُ..
وأمرُ الجدارِ على المدارِ
-قناعةُ الهدرِ،
وإلقاءُ الستار-
أو كيف يحتملُ السرابُ:
سرابَهُ...
فيوشوشُ ريقَكَ المفطورَ،
بديمةٍ فرعاء




تُبللُ الباطِنَ،
وتقتفيك...

31/5/2007م

Post: #134
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 06-08-2011, 07:20 PM
Parent: #133

مراسيمٌ أخيرةٌ لضوءٍ مُتكلِّسْ
إلى حنا حزبون قيدّ (طلاسم الرمل)...

أنجعُ من تدبيرٍ يحرسُ خيوطَهُ الليلُ.
وأحدُّ من حنايا كنستْ طيبَها الرزايا.
تتكاتفُ أصقاعُ الدُّنى بوجهٍ غدا كالفولاذِ،
عافْهُ الدّمُ..
وتسمرتْ شفتاهُ بفريّةِ الندم.

من أيِّ سماءٍ يهبطُ،
والويلُ أثخنَ ريقَهُ باليباسِ،
والظُلمةُ استشرتْ بالخُطى،
والرّوحِ،
والبصر.

من أيِّ مساءٍ ينغرزُ في الصدى:
صوتُهُ المكتومُ،
جراءُ العتمةِ...
والزهرَ الذي داستْهُ أقدامُ البؤسِ،
وما تشبعتْ به الخلايا من صلفِ الإرثِ،
وخلفْهُ في جسدِ النوايا بهيمُ الألم.

من أيِّ مدىً معشوشبِ السجايا،
يمطرُ المرءُ أوراقَهُ بربيعٍ وارِفٍ،
يغضُّ الأوجاعَ بين المرايا،
يبثُّ في النفسِ العدم.


الحنينُ: بايعٌ لكُبسولاتِ الرّوحِ،
ومِعبرٌ للتدفقِ بأورِدةِ الذاكِرة.

الريقُ: استعدالٌ لسِحنةِ الكلام.
الفولاذُ: ترقيقٌ للطريقِ ببصيصٍ من الضوءِ.
الليلُ: وحشةٌ غضتْ أعينَ الجدران.
الرزايا: محاولاتٌ لتفتيتٍ أكمل،
واختبارٌ لتشوهاتِ الكائن.

البصرُ: وغدٌ يتمادى في تنحيةِ الأُفقِ،
وتفتقٌ نبيلٌ لمسافاتٍ شحيحة.

الربيعُ: شهوةٌ مُحتملةٌ لزهوِ الزهرِ.
الفراغُ: ورطةُ الرّوحِ في الانفضاض.
الصمتُ: مقياسٌ دقيقٌ للمدى.
النهارُ: وعدٌ مُنهارٌ للشمسِ.
الجوعُ: سلامٌ تشتهيه الأحشاءُ.
الفريّةُ: خباءٌ تتوارى بينه الحقيقة.

نابِها هذا الحنينُ،
تُفرفرُ مذبوحةً تحت أنامِلِهِ:
أوتارُ الناي..
يفردُّ الضوءُ خُصلاتَهُ للحريقِ،
يتمطى برعونةِ الوقتِ المُنفلِّتِ،
يبثُّ من جُحُورِهِ:
ما يتجولّ في أرجاءِ الكونِ
-من حدّةِ الوضوحِ-
شروخًا في اليقينِ،
وجروحًا في الصدى،
وحنينًا باكيا للعابِرين.
1/1/2008م

Post: #135
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 06-09-2011, 11:40 AM
Parent: #134

تصويبٌ نحو مداخِلٍ داكِنةٍ

ملامح

اقترِبُ..
أتبينُ:
- مداخِلَ الغريقِ.
- أسمالَ صمتِهِ المُسمرّةِ.
- أنفاسَهُ الموءودةِ.
- أصابعَهُ المُختنقةِ.
أُقهقهُ،
وأجرجرُ ذاتي،
وبين حناياه المأزومةِ،
أغفو..


نفي

نُفيتُ فيّ،
واستوطنتُ دروبي،
فلم ألفني،
إلا على قارِعةِ الفقدِ،
ألثمُ ثراها،
وأحسو الهذيان..


زيف

لصوتِها بهجةٌ،
لا تُخطئُها العينُ،
حين تُمزقُ في أنفاسِ الليلِ الغافي:
زيفَ الشبقِ الحافي،
المُلتصِقُ بأحلامِ الصحو..


فشنك

لم أخذها مِنكِ،
لأن الجسدَ تمدّدَ،
تحت ركامِ الغفوةِ..
فطاشتْ قُبلاتُ النزقِ،
بأرجاءِ الرُّوح..


أرصفة

أنشُرَ في اللا قولِ قميصَكَ،
وأزهدَ عن تقبيلِ شِفاهِ المارةِ في الدّمِ،
والتحِفَ الأرصفةَ الضّاجة..


ورطة

ليتني شوكةً في حلقِها،
أعلقُ في اللّهاةِ،
تتحشرجُ..
تموتُ.

أو لأكُن روحاً تبعثُ غدها،
فأترجلُ حين غرة..
فتنفقُ.

من يُنقذُني منها،
فأخيطُ له من فقري:
كفني..
وأدخلهُ في رؤاي..
4/7/2005م

Post: #136
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 06-11-2011, 06:18 PM
Parent: #135

تقليصُ العُنفوانْ





أفرطتُ في سكبِ النسيانِ،
على الخيالِ العليل..
فإن تجاوزتْ ليلةُ التثبيتِ،
عُرفَ النهاراتِ الخجولةِ:
شاءتْ نشوةُ الافتتانِ،
محو التأملِ..
واقتضتْ مشيئةُ التلاقُحِ،
بعث الاحتقان..
.
.
.
كُلُّ الدوائرِ امرأة،
من قوسِ التذكُرِ إلى صبوةِ الأوجاعِ،
في رِسغِ النداءاتِ العجولة..

ما اقتسمتُ نبيذَ اللحنِ من سُلطةِ الإبدالِ،
بين:
ترفقي،
أيا امرأةً هطلتْ كائناتُها القصوى،
وعودًا..
واستجارتْ بشحوبي..
و تورطَ القُبلاتِ،
في لهبِ البداياتِ المؤجلةِ..

أو لم يكن للكأسِ مسعىً،
في هشيمِ الضحكةِ الشقراءِ،
وقد أوتْ إلى رُكنٍ بالتشهي..
وأرتْ دروبي...

Post: #137
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 06-11-2011, 06:23 PM
Parent: #136

أضواءٌ مُتقطعةٌ

من الممكن قراءة الانعكاس فاتبع أثر الأصابِع





1/
رعديدًا هو الظلامُ،
يتبدّدُ بأقلِ ارتعاشٍ،
للضوءِ.
2/
للضوءِ معنىً يتبدى في اليقينِ،
ينثرُهُ بلورُ الرُّوحِ،
بأسفنجِ المِدادِ الدافئ.
3/
أمام الشُّرفةِ حجرٌ ووردةٌ يابِسةٌ،
وأسئلةٌ لألأةٌ...
ترتادُها نظراتُ يقين..!!
4/
تتكسرُ أوراقُ الشجرِ الميتةِ تحت أقدامِ العابِرين،
كأنها تتشبثُ بمنحِ التسريةِ،
حتى يكنسها عُمالُ النظافةِ،
لمواراتِها بمثواها الأخير.
5/
ذاتُ الرَّجُلِ الذي تتبرجُ عِباراتُهُ،
وتنمو،
كُلما انتفختْ حافظةُ نقودِهِ..
جابهتُهُ بالمرآةِ،
فغضّ الطرفَ،
وانزوى..!!
6/
إن حاولتَ،
ستقتلُني لا محالة..
لأن يمناي ألفت مصافحتكَ..!!
7/
أنتصرَ الجوقةُ للحليبِ،
فسقطنا بكمينِ الصوتِ..!!
8/
ما عدنا ندركُ أين ندسُّ:
أجهزتنا التنفسيةِ..
فكلما اقتربنا من مدخلٍ،
وجدناه مستخدما..!!

Post: #138
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 06-13-2011, 06:32 PM
Parent: #137

مشنقةُ الهواء



إنهم يشنقون الهواءَ.
نعم، رأيتهم حين ضاق صدرُ ضحكتي،
وألقيتُ عبر النافِذةِ: دُعابةً صدئةً،
لاصطيادِ أشجاني الهباء.
هكذا شحذوا عِباراتَهم،
وتمردوا على ذراتِ النُبل التي تجئُ،
بينما تكتئبُ الشياطينُ من نبوغِهم،
ولا تدرك مغزى ما يضمرون.
هكذا في رابِعةِ الضعفِ الإنساني،
يمرقُ إلى الحيزِ ما يترصدهُ ذوو المقاصِلِ السوداءِ،
ويكزون على ريحِهِ...
إنهم يشنقون الهواءَ،
حِفنةٌ من الخطاءين الهواةِ،
لعلهم يحسبون صفحاتهم بيضاءَ،
أو أنهم ملائكةٌ بعثهم الإلهُ،
كي ينزلون القصاصَ بأحاسيسنا،
ويشنقون الهواءَ...

إنهم يشنقون الهواءَ.
30/1/2008م

Post: #139
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 06-16-2011, 11:11 AM
Parent: #138

شغبُ الأجِنةِ



1/

يتشابهانِ..
كمِثلِ تيسٍ وتيسْ،
أحدهما يكسرُ قرنَهُ،
والآخرُ ينطحُ الجُدُر..
كمِثلِ قدرٍ يزلزلُ الأمكِنة..
أو كأيِّ تاريخٍ فائقِ النتانةِ،
يُدنسُّ الكُتبَ..
بل مِثل تنفُسٍ يثقبُ الأوزونَ..
أو كأيِّ سوءٍ مُحتمٍ،
يجُرُكَ السُّكوتُ إليهِ..
مثل ناقةٍ مشلولةٍ،
جثمتْ على عُصفُورٍ مقصوصِ الأجنحة..
أو كدُّميةٍ تُداعبُ أصابِعَ الصغيرةِ،
وتنقلُ لجسدِها الغضِّ عدوى مُزمِنة..
أو كوعكةٍ، كخرابٍ، كخواءٍ، كلعثمةٍ بأوانِ الصعودِ، كورطةٍ قاتِمةٍ، كأنفاسٍ ساخِنةٍ ترتدُ لدواخِلِكَ المهترئةِ، كالساعةِ، كجهنمٍ...
آلهةُ الهباءِ والفساد.

2/

حائرانِ في التلفتِ والتفلُتِ،
إلى أين؟
المدائنُ عُرسُها،
تفتحُ الوردِ في اليدين.
ضاحكانِ/
راقصانِ..
عيونهما دمٌ أبلهٌ،
يتحدثانِ إسفافا،
ويحدسانِ بالهباءِ،
يجُرانِ شمسا، بنذالةٍ،
بمنتهى النذالةِ،
يركضانِ بشرنقتين.
أظنهما يُخبرانِ الظِلَّ،
بممارسةِ ماذا؟
أو لعلهما يتندرانِ بليلٍ،
بإشرافِهما على اللوعةِ،
لمخترقٍ مكين.

3/

كأنما أخرُ الحُفاةِ،
أولُ الغُزاةِ
كأنما الصمتُ،
أتقادُ الصمتِ،
منتهى الشذى،
بوارِجُ النورِ،
بيادرُ السلام.
كأنما، لا لأننا امتطينا العدم،
احتفينا باليقينِ،
أرجحنا الكلامَ،
نادمنا الظلام.
كأنما فاتنا الربيعُ،
فُتنا بتوعكِ البِلادِ،
وانتعاشِ السراب!!

25/8/2008م


Post: #140
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-17-2011, 05:35 PM
Parent: #139

رفرفةٌ في حيزٍ باتِساعٍ خانِقٍ



1)
لا يغمضّ الضوءُ عينيهُ،
وإنما يلبسهُ خفرُهُ..
حين يدغدغُ الظلامُ نهديه.
الضوءُ أُنثى فارِعةُ الوجدِ،
تمشي الهوينى،
لا تعبأَ بالجُحورِ أو القصورِ،
تتوغلُ في المرايا..
تمنحُ الطُرقاتَ انكسارَ الظِلال.
الضوءُ ريشةٌ بأصابِعِ طاهٍ،
يستردَّ لأقاصي الخيالِ رفرفةً في الحيزِ،
يتمهلُ في سردِ الندى،
يكشطُ الغبشَ عن المُحال.

2)
المطرُ لا يشبَهُ الضوءَ حين يتعامدُّ على اليابِسة.
ينتقي الأحضانَ ويُلقي ابتساماتَهُ المُضيئةَ الباسِلة.
للمطرِ عماءُهُ أيضاً فهو يستلقي بغباءٍ على آثارِ البيوتِ العابِسة.

3)
تعبتُ من النبشِ في روحٍ،
توارى بليلِ رُحاها:
فيضُ المعاني.
وأسرجتُ خيلَ الشكِّ،
يلسعُ ظهرَها:
سوطُ الموانئ.
نقّرتُ صمتاً حبيس الصدى،
فباء صوتي،
كسيح المرامي.
تقلبتُ ونهاراتِ الشوقِ،
فغضتِ السلوى:
كفُّ الأغاني.

10/12/2007م

Post: #141
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-19-2011, 11:18 AM
Parent: #140

دُموعٌ مكبوتةٌ
كبيانٍ بائسٍ لدمعٍ يابس

للحقِّ..
لا تنسابُ دموعي،
كأني حين تتكورُ في مضجعِها،
وتهمُ بالانسيابِ إلى خديّ،
أحسُّها ستأخذُ ما أريدَّ له أن يبقى بيني،
يناوشُني،
ويقضُّ مضجعي..
ولربما...
لأن للمِدادِ دمعِهِ المُستمدّ من المكبوتِ،
استعيضُّ به..
أو ربما لأني لا أحبذُ الموتَ مِراراً وتكرارا،
بل أريدهُ دفعةً واحِدةً..
ولا يأتي..
لكن ما يُبكيني لا يُحصى..
فحتى متى سأستعيضُّ بالمِدادِ،
وأُمزِقُ حناياي!!
فحين:
1- اقرأ كِتابةً تعجُّ بإنسانيةٍ شاهِقةٍ..
2- أرى أطفالاً تنهشهم الذئابُ بلا رحمة..
3- يتكسرُّ الهوى بصخرةِ الواقِعِ..
4- يتغذى الناموسُ الجشعِ من دمِ البِلادِ..
5- يطوقُ المرءَ ما يُعجزَهُ..
6- يهدرُّ أحدهم جمالَهُ ليرد قُبحاً لن يناله..
7- ... الخ..
يتسمرُ دمعي،
ويغشاني الهوانُ،
لأن يدي الممدودة أقصر...
والفراغُ كثيف..

20/4/2008م

Post: #142
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-19-2011, 07:30 PM
Parent: #141

حكاياتٌ مُتسلَّلةٌ من جبةِ الغريبِ


حِكاية البنت والشارع الملول

فيما الخُطوطُ تتقاطعُ،
الوقتُ يُشاغَبُ الجهاتَ،
كفُّ الإعياءِ تخدشُ الماءَ،
الدموعُ عالَقةٌ...
عضتْ البنتُ حِدةَ الظهيرةِ بنظراتِها المُنكسَرةِ إلى داخِلِ الرهيفِ من الشارِعِ/
كسّرتْ تشابكُ السأمِ بالمشاويرِ الضبابيةِ/
مسّدتْ ليلَ الغمزاتِ بنواياه المفضوحةِ.

البنتُ التي لا تنفك تجئ كلما دُهست الأحلامَ المُشرعة،
كلما شرع الغريبُ في حض ملامِحَ الغبطةِ على ارتداءِ وجهٍ بلا ملامح...
-فرط الأشجان-
البنتُ التي فبركت حكايتها من خصب الخيال،
من أفواه تعلك الكلام،
من أجنحة العوز،
من أرجل الذل،
من عُرسِ الكائنات وهي تغادر إلى لحودِها مبجلةً،
أضفت على الشوارع البائسة بهارَ الغُبنِ،
البنتُ سليلة العدمِ،
حكايتها تشبه أي حكاية،
يُلقيها المساءُ جهراً...
من صدر التغرير.



حكاية الضحكات المنسية

الضحكاتُ الناشجةُ،
تلك الضحكات التي تمرر الأكسجين للهواء،
الضحكات التي كان الرِفاق يربطونها/
يكنزونها في جفنِ الليل،
يرتدون وجوههم العادية،
يتسحبون إلى البيوت التي تشبهها،
الضحكاتُ التي نسي الغريب أن يسرق منها كفايته،
حين امتطى صهوة الوجد والترحال.
حكاية الذاكرة والمسافة
الرطوبة الملوثة،
عفن الأمسيات التي لا تصنع لتشابهها بالذاكرة مرتعاً،
سوى أن دبِقَ الأيام يمشطها،
يصنع الاحتمال من أحاديثٍ يطلقها الغريب في ليل غرفته،
الضيقة كلحد...
ينقيها بأعواد البخورِ القادمة من قريته بالطرف الأخر.

البنتُ التي تقدر على سرقة المسافات،
تعبئ كآبة الصحو في ليل اللحد بابتسامةِ ضوءٍ حانية،
تنفصل بعد دحرجتها لإغفاءته خيوطَ البهجة.

البنت التي سيلتقيها في نفس الموعد كل ليلة حدباء،
يعجز أن يسرق مثلها المسافة من فك الغياب،
فيما بعد يقولون:
أطفأت شمعة وحدتها
كمنت بذاكرة الغريب في لياليه المثمرة.



حكاية الضحكة المؤجلة ورثاء الصديق البهلول


"إليه في برزخِهِ الآهل بالضحكاتِ"

تحت طيات ثيابك البالية...
الضحكاتُ تَُنفضَ جسدك الرهيف،
وكمثلِهِ...
بعدوى الكركرة:
نعرك أوداجنا...
نبدأ على إيقاعٍ يتهاوى...
نلقانا في دركٍ جديدٍ
بأحاسيسٍ نحيلة.

أنت يا بهلول...
يا سارق أحزاننا في الليالي المطمئنة رعشتها...
بدبيب أقدامك تحتها
تحتمي في جسدك الناحل ابتساماتنا المؤجلة.

في المرة الفائتة،
ذات المرة الفائتة وأنت تذرع بخيالاتي أجنحةً بهجةٍ
تُلبسني غيماً "فريةَ احتمالٍ"
سكبتَ بالرملِ خطواتك
شطبتَ ضحكاتك المبجلة.

تهزني وتضحك
تضحك ملء بهجتك
والأصابع القوية تطبع على كتفيَّ
دماً
تهزني...
أنت دوماً
تدغدغني بضحكاتك المُخاتلة،
قفشاتك البذئية.

كيف تترك الأفواه معلقة هكذا
بمقالبك التي فشلت في محو الكآبة عن وجه الريح
حينما تلتقيني –حتماً-
يتضاءل الفرح
لأنني على يقينٍ بأنك ستخدعني وتدعني أرضع حلمة النسيان الضيقة.

أنت ليس حقيقة
أنت حين تسخر منا
تسحب جحافل ابتسامات ما فتئت تغافل تجهمنا
كالرغبةِ المكبوتةِ في جسدِ الريحِ
أو كأغنيةٍ تيبست بحلقِ مغنٍ عرفه الخرسُ
ماحكته الأضرحة.

ليس من أمر محزن
وليس من مميت
لكنه تيارٌ صدعَ كل الكائنات التي تعدو على أربعٍ
لتبطش بها الحياة
وحين تكر الذاكرة
مثلك تمضي
كلنا نتشابه...
قلت لأصابعي إذ تجرجر عشقاً سرمدياً بالبياضِ
هلم
ذات المسارات
أنت تحضر كما لليلى
لجولييت
ذات التكوين/
اللواعج
بينما للأيادي ألوان الطريق
تفضي للرمادي
ما استنزفتنا الرياحُ
إن دعمنا الوجوه الضيقةِ بتكشيرةٍ إضافيةٍ لتجنب الخوض في غباء المواجهة.

الزوايا تترك في هوامش الضجة،
آثار أبعادٍ ينوء الوقت بحملِها
حيث الأيادي لاهثة،
تتأرجحُ في المدى
يضج الأسى أسفل ريحها الميتة.

الشجبُ أورقَ وارتدى تحت الجُناحِ
أزيزها
وزفيرها
والمشرعَ من ريقِها
هتف الوجعُ:
ليتنا كُنا على ذاتِ الدروبِ
وما انكفأت منا في مداراتِ الهزيعِ،
أسرارها المتفتتة.

منذ ليلة وضحاها تدارسنا والريح كل عبارات الوجد
أتصدق...
خرجنا بفمٍ عريضٍ وضحكاتٍ تعرف سطوة البداية.


أنت يا بهلول
يا سارق كآبتنا في وضح الليل
مختزنها بينك
أنت يا بهلول
تركتنا والدمع عالقاً
ليقتلع أخر ما تبقى للنظر
ثمة ألوانٌ وصدى
وبجعبتنا اللحن وأزرار الحكاية.



حكاية الموت...

طِفلٌ يموتُ
ولا يهم!!!

غدٌ لما يطِلُّ
لا يُلاقي في الدُّنى
من ينظُرُهُ
يفِل!!!

هل في الحياةِ
-هُنا-
بين ارتباكاتٍ لا تزل
يمتصُ قطراتَ السعدِ وصبٌ
يقتتلُ الرجالُ لاعتلاءِ الجُثثِ
والأزاهِرُ لا تهِل!!!

أيا شعبُ الردى
أفتح صدك للراجماتِ
عِش هُناك
بلا وجل.

1/7/2006م

Post: #143
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-19-2011, 07:36 PM
Parent: #142

خزعبلاتٌ مُشاكِسةٌ



1)

ما المراد بالذهابِ...
إن كانت الخُطى مبهورةً،
بالوحلِ!!!

2)

كيف يخرجُ بلدٌ للضوءِ/
للهواءِ...
إن أخفى أهلُهُ ملامَحَهُ القادمة بجيوبِهم الجائعة!!

3)

النشيدُ الذي كتبه الملعونُ وهو يحتسي أوجاعَهُ...
ظل الحجرُ يترجرجُ لوقعِهِ،
ويُسكرُ من يسمعَهُ بنشوةٍ قوميةٍ زائفةٍ،
لكنه أبداً لم يكن نشيداً للعَلم!!!

4)

لا تبدو على ملامِحِهِ علاماتٌ فارِقةٌ،
لكنه انعكاسُ الضوءِ...
على زجاجٍ مقدودٍ بالحُرقةِ.

5)

لو أن للعباراتِ رَاحةً وأصابِعَ مشدودة،
كنتُ قبلتُها برجاءٍ،
ألا تغفو بأوردتي التي بالكاد أسعها.

6)

على أيِّ حالٍ...
كنتُ اعتزمُ طقطقةَ ظهرِ المسافةِ،
بحبرٍ لا يجتازها برفقتي.

7)

لما فرغتُ من ترميمِ ذكرياتٍ غافيةٍ في الوجدِ،
اندهشتُ بي...
صحتُ:
ترى من لاكْ أوردتي!!

8)

في ليلةٍ كهذهِ...
حين يمطرُ الوجدُ ناراً،
تتبللُ الحوافُ الصدئةِ،
بالرغبةِ الفاغرة.

9)

لما اكترثتُ جيداً للسؤالِ:
-ترى لماذا أنا هنا؟-
كان العُمرَ قد سطا على لونِ الإجابةِ.

10)

حاولتُ جداً إيقافي عند حدي،
لكنها أصابعي...
تذهبُ دوني لعِناقِ البياضِ.

11)

حتماً سيأتي الدور...
وعلى ضيقِ أسمالي،
إلا أن حذائي المتصابي جيداً للهرولةِ،
حيال الموت!!

12)

العصفورُ الذي ثبت قدميه على غصنٍ متثنٍ،
سيعرفُ كيف يلتقطُ حباتَ العرقِ،
من ذهنِهِ المُرهق.

13)

اليومُ ستأخذني عربةٌ إلى حيث أقطن بي،
وغداً...
(لا أدري!!)
ربما ستأخذني عربةٌ إلى حيث أقطن دوني!!!

14)

على أيِّ جنبٍ تنامُ الذكريات، ولِم؟
كيف تسقي العصافيرُ أحلامَها؟
متى يقدرُ الوردُ على التسللِ خارِجاً من الأنوفِ الميتة؟
هل بمقدورِ الندى أن يشتل فضائح الهوى؟
أين سيضع الحريقُ رائحةَ أعصابٍ بارِدة؟
من وجسَّ الظِلَّ فانتفختْ أوداجُ الريحِ؟
لماذا يتّمَ الحُزنُ أثداءَ الوصلِ فانجرفْ الحليبُ إلى نهرِ الفِراقِ؟
أيقبرُ الوقتُ ديمومةَ الشحذِ بأوتارِ اليأسِ؟
.
.
.

15)

لو أني مضيتُ يا صاحبي بذاتِ طريقِكَ للموتِ،
ربما أخجله فيحتويني مثلك!!!

16)

لو أن لي بالشِّعرِ دارا،
بِتُّ بالعراءِ!!!

17)

أنا يا ظِلّي...
احترقتُ دونكَ،
فإلام ترتعبُ،
وقد جفّ المسارُ؟

18)

حدثيني بينما لا أُذن لي،
فيسمعني الصدى.

19)

حتى المسافات التي تخلت عن خُطاي،
بدت للنظرِ أكثر شيخوخةً من رغبتي الفاترة!

20)

لو أنه مات هكذا،
دون أن يتركَ أظافِرَهُ بحلقي...
لقلت:
النحيبُ مقبرةُ الأحزان،
وأنا استرسل في سردِ الحكاية.
لكني...
تيقنتُ بأني عدو المجازفة،
والضحكات الموجوعة من استشرائه بالروحِ.

21)

لا يلبث أن يفتن بها،
امرأةٌ كلما لقيها العشقُ،
يصفعُ الجدار ندماً،
على عذريته المهدورة.

22)

بعيداً عن مدى رؤيتي،
يحدث ما أراهُ،
فيرهقني.

23)

ليته فتح درباً،
كنتُ ارتقيتُ سحابةً،
عالجتُ الغمام.
لكني أبداً في غفوتي،
لا امتصُ روحَ الكلام،
فأصحو حافياً بصدرِ المرام...

24)

سينتقي من دفاتِرِهِ يوماً أقل كلفة،
ويتسحبُ من تحت غطاءِ اليقظةِ.
هل بالقبرِ فسحةً،
ليشتمَ صديقَهُ اللدود!!!

25)

هل باركتك أصابع أمك...
حين اعتزمت المغادرة معك/إليك/بك.... وحدك.
أم خشيت أن تهدرَ أحلامَ غفوتِها من فوق وسادتِها المتيقظةِ للعناقِ.
أم أنك مثلي...
يعالجانك النحيبُ وآثارُ خُطاكَ،
بالندم.

26)

تمهل!!!
لا تمت هكذا فاتحاً صدركَ المملوء بالثقوبِ،
فرصاص الهوى لا يستطع مقاومة الإغراءِ...

تمهل!!!
حين تموت،
أقبض بين أصابعك بقايا روحي المُشاكسة،
فلا أحتاجها هنا!!!

27)

قلتُ:
يا ليتني...
فانفرجتْ أساريرُ العفاريتِ.

28)

لم يكن يعلم أنه حاذقاً في السيرِ،
إلا عندما ابتلعته أزقةُ الهوى!

29)

عيونُهُ مضيئةٌ بوهجٍ غريبٍ،
كأنها وهي تنطفئ دفعة واحدة،
تخرجُ دخاناً يعتمُ الرؤيا،
حيث هو محبوساً كعصفورٍ أرعنٍ،
داخِل جسدٍ نافق.

30)

لو أنه مدّ أصابِعَهُ المبتورةَ...
كنتُ لطمتُ وجهي،
بأسئلةٍ مِلحاحةٍ عن الربيعِ.

31)

في ذاتِ الليلةِ التي بقي رأسُهُ يدوي ويدورُ،
ليلتقطَ أفكاراً شارِدةً...
هبط سقفُ الغرفةِ عليه،
بفعلِ المطر،
فانطمسْ الحبر،
وطُمِرتْ الأوتار.

32)

نيتهُ أن يبيتَ في العراءِ مرةً،
ليقدرَ على مُجابهةِ ذاتِهِ أكثر،
وهو بمعزلٍ عن الأجسادِ التي تُلقي بأدرانِها الهامِسةِ عليه يومياً.

33)

حين حكم على نفسهِ بعزلةٍ ماهِرةٍ،
ظل يغط/
يحتشد/
يتلو/
يصفق لنفسه/
يغني ببهجةٍ غير مألوفةٍ بذاءاتهِ.

34)

اليد المتروكة على الخدِّ كوسادةٍ،
تصلح جداً بعد الانتهاء من استخدامها،
لصفعِهِ.

35)

النوايا المسافرة في حقيبة الجسد،
مشحونة بالحاجة...
يُلقي بها جمركُ المطارِ تحت نعليه،
وتلقي الأيامُ بما تبقى إلى البحر أو الرمل.

36)

يقهقه كمخبولٍ على عرقٍ يفصده تحت سماءٍ قايظةٍ،
لنيلِ لقمةٍ بالكادِ تحتاجُ إلى جسدٍ يُهلك!!

لم يتعلمْ بعد كيف يخطفُ الشهدَ بعقلٍ مُتقدٍّ،
وضميرٍ ميت.

10/4/2006م

Post: #144
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-20-2011, 05:45 PM
Parent: #143

صَـــــــــــــدفُ الـمـــــاءِ



1/

الدمعُ نِتاجُ الوخزِ المُضطرمِ
الذي يتغشى الرُّوحَ
يحفرُ القلب...

2/

الحيطةُ ما تعلمناهُ
من خطوٍ في بهوِ
الندمِ..
وأغنيةٌ تركناها
تعبئُ أزقةَ النفسِ
بالقلق..

3/

الندمُ مراجيحٌ
تطهو الدُّوارَ
وتفضي إلى تآكُلِ
خشبِ الرُّوحِ
عندما تحتدُّ الحنايا

4/

السفرُ امتطاءُ الخيالِ
والعدو على أربعِ حوافِرٍ
من الأرقِ المُستدام

5/

الاقترابُ احتراقُ الصورِ
وضبابٌ ينجلي عن ضباب

6/

الشغفُ سِلمُ الجسدِ
للأريجِ
وانبهارٌ فاتِكٌ
بالخلايا

7/

الكلامُ اشتباكُ الحروفِ
في غيابةِ الشِفاهِ
وتبريرٌ لا يتفقُ
والصَدف..

8/

الصراخُ حَمقٌ مُضافٌ
لإفضاءٍ مُعتلٍ

9/

القُبلةُ وريدٌ لسريانِ الرَّغبةِ
في الارتعاشِ
وفي الغالِبِ
أمنيةٌ ضاحكةٌ
في الخيالِ
لا تلقى سوى الوسائد

10/

اللعنةُ شُرفةُ الغواية
وفِتنةٌ تقتنصُ شذراتَ
الجُنون...

11/

الندى حِيطةُ المرءِ
لجدبِ المسافاتِ
وانهيارٌ سافِرٌ
للأحاسيسِ المكتومةِ
وشُحٌ مُتقنٌ
للربيعِ المسافِر..

12/

الغزلُ كيمياءُ الرُّوحِ
المُثابِرةِ على بلوغِ الأغوارِ
ودكّ العُزلةَ المضروبةَ
على خلجاتِها..

13/

الأوجاعُ قارِبُ التباريحِ
مائدةُ النفسِ الضريرة

14/

الصلاةُ بوصلةُ النقاءِ
تمنحُ الرُّوحَ الضوءَ
وتوقدُ المدى باليقينِ
أو
الصلاةُ صِلةُ الاتزانِ
ومرآةُ المرءِ لملاقاةِ الرِضا

15/

الهُتافُ جوعُ الورى
للجهرِ بالانجذابِ
وحِيلةٌ مفتولةٌ
لإفراغِ الدّهشة

16/

النزقُ ترتيبُ الدَّمِ
في سِلالِ الرؤى
مكيدةٌ متوحشةٌ
لفضِّ الاتزان.

17/

المِدادُ إرثُ المسافةِ
عُرسُ الينابيعِ الدّفاقة

18/

العينُ جوهرُ الرُّوحِ
ودربها الوعِر

19/

الابتسامةُ تمويهٌ خلابٌ
يشِّفُ عما يعتملُّ بالنفوسِ الرّحيبةْ

20/

الغِناءُ تدبيرٌ موسومٌ
لأحاسيسٍ دفاقةٍ
لأبعادٍ شاسِعةٍ
وندىً يضوعُ
من نفوسٍ وارِفةٍ
وكيدٌ باطِشٌ
لأوجاعٍ حافية

21/

الموتُ كائنٌ لزِجٌ
غمامةٌ سوداءُ
تبتلعُ بنهمٍ
أرواحاً بيضاءَ
تحلقُ في العتمة

22/

الموسيقى هسيسٌ هادِرٌ
تتلوى العِباراتُ بمتنِهِ

23/

الخُطى حيواتٌ وثابةٌ
تدقُّ بصلابةٍ ذِهنَ الدربِ،
فيرفُ جَفنُ المكان..

24/

الرماديّ سُلطانٌ أخرق
يتوكأُ على أنفاسٍ عليلةٍ
ويصفقُ بذاكِرةٍ مبتورة

25/

الحنينُ بايعٌ لكُبسولاتِ الرّوحِ،
ومِعبرٌ للتدفقِ بأورِدةِ الذاكِرة.

26/

الريقُ استعدالٌ لسِحنةِ الكلام.

27/

الفولاذُ ترقيقٌ للطريقِ ببصيصٍ من الضوءِ.

28/

الليلُ وحشةٌ غضتْ أعينَ الجدران.

29/

الرزايا محاولاتٌ لتفتيتٍ أكملْ،
واختبارٌ لتشوهاتِ الكائن.

30/

البصرُ وغدٌ يتمادى في تنحيةِ الأُفقِ،
وتفتقٌ نبيلٌ لمسافاتٍ شحيحة.

31/

الربيعُ شهوةٌ مُحتملةٌ لزهوِ الزهرِ.

32/

الفراغُ ورطةُ الرّوحِ في الانفضاض.

33/

الصمتُ مقياسٌ دقيقٌ للمدى.

34/

النهارُ وعدٌ مُنهارٌ للشمسِ.

35/

الجوعُ سلامٌ تشتهيه الأحشاءُ.

36/

الفريّةُ خباءٌ تتوارى بينه الحقيقة.





من (25-36) من رسم: (مراسيمٌ أخيرةٌ لضوءٍ مُتكلِّسْ)

Post: #145
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-24-2011, 06:59 PM
Parent: #144

تشويه حِسي




دغدغة


تُكمِلُ زينتَها بابتسامةٍ
يتذوقُها حلقُ اللقاءِ
فيتنزّلُ الحليبُ...
.
.
.
همساته تُدغدِغُ وجناتِ المِرآةِ والابتسامة
ترسمُ خليطاً من الحياءِ
والرغبةِ
والوجلِ
.
.
.
الغِناءُ كان يُلقي حِسّه على الرصيفِ
فتعثرَ وثاقُ الحرفِ
ومالْ
19/10/2005م

Post: #146
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: عمر محمد ابراهيم
Date: 07-24-2011, 07:39 PM
Parent: #145

سلام بلة
ومشتاقين
خبرك يااخي
قلنا نسلم عليك بس
ونتابع ابداعك
عمر كبير

Post: #147
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-25-2011, 06:53 PM
Parent: #146

سلام كبير يا عمر
تسلم يا اخي
على المتاوقة
ووينك من الديار

Post: #148
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-25-2011, 07:25 PM
Parent: #145

تشويه حِسي




يحدثُ..!!



يحدثُ...
أن يتسللَ خيطٌ يُبكي
أو
يتراكمَ تحت الثلجِ

يحدثُ...
أن تتساوى أعلى الثلجِ خيوطٌ

يحدثُ...
مثل الليلةِ...
أن يجتاحَ الرشقُ غياباً...
يفتحُ باباً أيسرَ رغبةِ شخصٍ ما

يحدثُ...
أن يتغلغلَ بين حِزامِ سؤالٍ
سطرٌ ينزعَ وجه الريحِ
يخدِشُ روحاً تقطِنُ ظِلَّ الآهـ...

يحدثُ...
أن أسمعني أنشج جداً...
فآبهُ لي

يحدثُ...
- 18/10/2005م

Post: #149
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-25-2011, 07:33 PM
Parent: #148

تشويه حِسي




فتاوى



الذي خلعه رداءُ التأملِ
لم تكن تُعريه أزرارُ الحكمةِ
يرتبِكُ أن مسَّ الحديثُ عنكبوتاً ينسِجُ خيوطه على الأشلاءِ
ينتفِخُ كبالونِ جارِنا الطيب (صالح) بائع الأغراض منتهية الصلاحية
وحالما يفِدُ مجلِسه مهيبٌ
تتبارى أصواته في تمجيدِ أصنامِهِ المزركشة بأصناف الجياع
أولئك الذين توقد بهم النار في الخفاء
.
.
.
يزرعُ في النفوسِ البكر:
إما الخوضَ في الرياءِ أو الغلوَّ والتطرفَ
وقد يخرجُ أحدهم من ملابسِهِ حافياً ويذهب أخرُ للانتحار

بينما رأسي ما زال يَعطِسُ فتاواه

15/10/2005م

Post: #150
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: طيفور
Date: 07-25-2011, 09:20 PM
Parent: #149




بله .. يا صاحب
إذن ... فـ ... ليس ثمة شيء .. هناك .. سوى نثار الدهشة
....
..

الان سانصب سرادقا للـ (مزمزة) بمزاج والتلمظ والاستسلام الهيّن
لشهوة اكتشاف حبر طازج وشهي مخبوء بحرفنة حصيفة

سلمت يا رجل وكن بخير



Post: #151
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-26-2011, 09:20 AM
Parent: #150

الجميل طيفو
وأعني (الطيف)...

أحسبه وفق مسماه وصاحبه
فإنه (ليس ثمة شيء)...
وتحسبه نثار
وهو لك أكثر مما هو لي
بعد أن لوى عنقه وخرج يتبرج في الممرات

فخذني إليه معك
وأمنحني من الكأس رشفات
عسى ألقى لذاذة ما
لم أكن شاهد فوحها بعد إيغالي في ضلالات بعدها...

محبتي واحترامي وامتناني

Post: #152
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-26-2011, 12:03 PM
Parent: #151

قُلْ شِعرا..
للبِلادِ التي لا تتموضعُ على:
أكُفِ الضيمِ الماكِرة.


============================
بله
سلام وتحية وقرب مستمر من هذا الخيط

Post: #153
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-26-2011, 07:17 PM
Parent: #152

رقصٌ على حبالِ الحرفِ






موسيقى خافِتةٌ تنسابُ
وتتضاءلُ

ت
ت
ض
ا
ء
لُ
تدخلُ في جسدِ الرقصِ
ورائحةَ الأنفاسِ
ونبضَ حبالِ الحرفِ

أكفٌّ تتشابكُ
تعزِفُ رقصتها
وتسيحُ على مرمى الطرفِ

ليلٌ يغلقُ قارِبهُ
ويشقُّ أفولَ النجمِ
بأهازيجٍ نابتةٍ
من أصبعِ بتهوفن
راقصةٍ بين نبيذِ العشقِ
داخلةٍ في طرقاتِ القلبِ
طارِقةٍ بابَ الدهشةِ
فاتِحةٍ فيَّ تخومَ الغرفِ
مباركٌ ...... زوجك حامِل
رقصَ الطربُ بروحي
ودبتْ في كفيهِ حياةْ
رقصَ وصفقَ ليلُ البارحةِ
وساقَ النشوةَ تلو النشوةِ
صوب الساحةِ
صلبَ الحزنَ بمقصلةٍ ما

زوجك حامِل

ما أسعدني
سيطِلُ وريثَ جنوني
ومملكتي المنسوجةَ
في بيداءِ الحلمِ
ومخيلةَ الشعراء
***
إنها فرحة المولود رقم (1) الناتج عن اتحاد الأرواح
أُلامِسهُ وهو يتخلق
نطفة
فعلقة
ف
.
.
.
.
.
قلق

3/5/2005م

Post: #154
Title: دون الترتيب............
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-26-2011, 07:25 PM
Parent: #153

تجريبُ الاقترابِ من الأزرقِ في أفولِهِ الأخير





1/ رسالةُ الماءِ للماءِ




لأنك من رحيقِ الماءِ،
يعرفُك المطر.
وتبتهجُ الدّنانُ
إذا ما ازدان ثغرُكَ،
بالحبورِ..
تدفقتْ من قلبِك الرّيانِ:
قطراتُ الوتر.
هاجتْ تفاصيلُ المدارِ،
وغطتِ الأيامَ:
أشجانُ النهر،
بالحُبِّ..
وأزدهر الصدى.
رُغم احتمالاتِ الضياعِ،
يشِّعُ في الرُّوحِ:
النظر..

Post: #155
Title: Re: دون الترتيب............
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-26-2011, 07:30 PM
Parent: #154

تجريبُ الاقترابِ من الأزرقِ في أفولِهِ الأخير



2/ بِلادٌ وبِلاد
إلى العزيز الجميل أبو بكر يوسف إبراهيم






بِلادٌ تجتثُ روحَكَ وأنتَ فيها،
وإن استفحلتَ المسافاتُ..
تشتهيها.
وبِلادٌ تمشي على مناكبِها،
فلا تلقى مرافئها.
وبِلادٌ تُخادعُكَ بدفئِها،
وتركلُكَ حين تحتويها.
وبِلادٌ يؤانسُكَ نسيمُها،
تمشطُ لعينيك شعرِها،
ولما تهِّمُ..
تُخطئها.
وبِلادٌ بلا لونٍ يميزُها،
حالما تراها..
تجافيها.
وبِلادٌ بأهلِها،
وإن بدت صحراءَ قاحلةً،
تنيخُ بكلكلِك،
على بواديها..
(3/11/2008م)

Post: #157
Title: Re: دون الترتيب............
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-28-2011, 12:39 PM
Parent: #155

تجريبُ الاقترابِ من الأزرقِ في أفولِهِ الأخير


3/
أكلنا إمكاننا ...
جوعى،
والماءِ يتجردُ من عناصِرِهِ،
الارتعاشُ...
...................
........................
.......
ازدهرتِ الدوائرُ..
ولا وطن يظهرُ في التفاصيل..!!

Post: #158
Title: Re: دون الترتيب............
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-28-2011, 01:38 PM
Parent: #157

تجريبُ الاقترابِ من الأزرقِ في أفولِهِ الأخير

4/
عجباً..
سعينا وراء (السعادينِ) بامتعاضِنا..
فتخلّتْ عن شجرِنا،
وخلتنا في اللهاثِ اليابِسِ..
صرعى...

لسنا ملائكة،
لكنما الغناءَ الحزينِ،
يفرُّ من فوضى الوتر..!!

Post: #159
Title: Re: دون الترتيب............
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-02-2011, 03:19 PM
Parent: #158

تجريبُ الاقترابِ من الأزرقِ في أفولِهِ الأخير


5/
شيءٌ من الأسى البليلِ،
ارتسم بشفةِ الرُّصاصةِ،
التي استقرتْ بصدرِ الطِفلِ،
فوضوي الجزعِ،
الدائرُ في رقصتِهِ الأخيرة..!!

Post: #160
Title: Re: دون الترتيب............
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-02-2011, 03:28 PM
Parent: #159

تجريبُ الاقترابِ من الأزرقِ في أفولِهِ الأخير


6/

انتهرنا الضياءَ،
فسمرّ الخَواءُ ريحَهُ في الدروبِ..
رفعنا الأنخابَ و الجُثثِ..
...
النقاءُ لا يجتذبُ،
-إن اقتربَ-
الهروب..!!

7/

الصراخُ سفينةُ الرُّوحِ إلى بيتِ السُّكونِ..
ففتش عن الصوتِ في أسمالِ الرّفضِ،
يطيرُ الفراشُ بالقلوبِ الشاحِبة..!!

8/

لا شأن للمخيلةِ الناعِسةِ،
بنهرينِ رفض الحقلُ نشيدَهما..
واستدار إلى جباهٍ لا يعرفُ ماءَ نشوتِها..
واستلقى..!!

9/

أعرفُ الطريقَ،
والحديدَ والندى،
والنوايا،
والنهدينِ
..............
..........
...
وأعرفُ ابتسامتي التي تنطُّ من شوكٍ،
إلى شطٍ إلى شكٍّ إلى
.
.
.
لكني لم أعرفْ بعد،
متى يستيقظُ،
الوطن..!!

10/

استقالتِ الأشكالُ الملونةُ من (جلاليبنا)..
لما تلاشى بياضُ الرُّوحِ في السواد..!!

11/

قاربنا الثلاثين من العُمرِ المُهدرِ في القنوطِ..
ولم يلُح بعد سوى الجدارَ يرتطم بالجدارِ،
وألفينا مسيرنا بينهما..!!

12/

خشية أن تتساقطَ الأسئلةُ المُعبأةُ بالتعبِ،
في دوامةِ الخبّالِ..
سجلنا رائحةَ الإجابةِ على هامِشِ البؤسِ..
فانتفضَ يغرسُ أرواحنا أكثر في الارتحال..!!

13/

لا أذكرُ العصافيرَ التي تعبرُ فوق بيتنا،
أو ترِّك،
لتوزع أناشيدها،
مثل سمسمِ الميلادِ..

بالأحرى،
لا أذكرُ بيتنا بمتنِ الأفولِ..

ألنا بيت..!!

14/

أرى من المليونِ ميلٍ من الكآبةِ،
ما تشغله قدما أمي،
لأنني أسفلهما أُقبلُ ما تطأه بشفتي روحي،
التي لديها..!!

15/

جارنا الجميل،
الذي غادر قبل قليلٍ،
إلى حيث يمكنه أن يكون،
وفق ما غردتْ روحُهُ هُنا...
لا زال بإمكانِهِ أن يصرخَ في أُذني،
بعباراتِهِ المُفخخةِ بالنُبلِ،
وأن يستلَّ من برزخِ الأحزانِ،
ضحكةً تطعنُ الغيابَ بالطفولة..!!

16/

مثل سيارةٍ بلا كوابِح،
ينزلقُ الأسى على دروبِ العُمرِ،
التي تفضي كُلها إلى رحابِ بلدٍ يحتضرُ،
ولا زال بمقدوره الابتسام فوق جُثث أبنائه..!!

17/

لم ينعق الشؤمُ فوق رأسِ بِلادي،
إلا بعد أن اكتالت من التُرابِ..
الآن،
لا ترى لها من رأسٍ أو جسدٍ..
لأن التراب يحتفي بعينيك..!!

18/

تلك الحياةُ،
برائحتِها السمراءِ والمطرِ،
تعبئُ قلبي بالبيدِ..

أنا أبن السوطِ والصدى،
تمشي على روحي خُطوطُ الخرائطِ،
مجلودٌ بالهوى والهجرِ والأماني..!!

19/

متى اكتفتِ الرُّوحُ بجناحِها اليتيمِ،
من التحديقِ في هضبةِ الجِلدِ،
حلّقت في سماءِ الأريجِ،
بجناحينِ من نور..!!

20/

لا شيء...
فقط أستنشقُ رائحةَ جلبةٍ تمضغُ عطرَ الوطنِ،
ولا تأبه للدمعِ المقتولِ في المحاجِر..!!

21/

الناسُ:
أجنحةُ البِلادِ/
ونبضها/
والضوء/
والماء..
ولك أن ترى على أيِّ سفحٍ مُعتمٍ،
أسقطناها..!!

Post: #161
Title: Re: دون الترتيب............
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-03-2011, 01:36 PM
Parent: #160

تجريبُ الاقترابِ من الأزرقِ في أفولِهِ الأخير




22/

لبِلادي يدُّ أُمٍ رءومٍ،
كلما عضها بشيرٌ غير نافِعٍ،
مدتها مُجدداً إليه..!!

23/

ليس لنا سِواها من عينٍ،
فننهلُ..
لكنا بِتنا في الأغلالِ أو الغيابِ،
وليس سِوى معين الذكرى من سبيلٍ..
ولن نرتو..!!

24/

كلما نادى ولدي بلُغةٍ (مرضوضةٍ):
(يا زول)..
صفع الخليجُ روحي،
وأمعن
-لإيوائي-
في نتفِ الثمن..!!

25/

بِلادي لن تجورَ عليّ،
وأهلي..
لأننا على أحلامِها فينا،
نجورُ..!!

26/

بينما في البالِ ثمة ابتسامٌ يقبلُ الغرسَ في وجدانِ بِلادي..
تلقى المجالَ في شُغلٍ..

ينزعُ الشوكَ عن أثر القُبل..!!

27/

لهذا القلق معنىً يتوارى بين أظافِرِ الصلفِ،
التي تجوسُ ببدنِ البِلادِ،
تقضمُ من أحشائِهِ..
حتى الحنين..!!

28/

كفانا نواحاً،
فما مِن حليبٍ،
ولا يسكبون..
تدلت إليهم من بين المشانِقِ:
دمانا..
وها هم بنهمٍ،
لا يرتوون..!!

29/

لسنا بآلِهةٍ..
لكنا لم نخرُج –مثلهم- من دُبرِ الشيطانِ،
رُغم أنا نوشك أن نماثلهم..
فبهجرٍ/
أو صمتٍ..
كشفنا قلبَ البِلادِ،
لسهمِ الهوان..!!

30/

أصلُ الكائنِ:
روحُهُ..
لا لونه،
لا لغته..!!

31/

إن شئتَ فأنت إنسان،
أو ظله..
وإن شئتَ فأنت شيطان،
أو محله..!!

32/

لوجهٍ في الضيقِ يصطلي بالجَلدِ..
وخِنجرُ الموتِ يحومُ حول مرقدِهِ في العراءِ..
بُشرى أن
الصبرَ مطيّةُ الصوفيُّ،
تدفقُهُ في كوثرِ اليقينِ
.
.
.
العارِفُ يربأُ بالرُّوحِ عن التشبُّثِ..
يستلقي مُغتبِطاً
والموت لذكي النفسِ لا يفتأ بلهفةٍ
يقدِّمُ ... يتأخرُ
ولغيرِهِ من الأدعياءِ
لا يساوم..!!

Post: #162
Title: Re: دون الترتيب............
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-03-2011, 01:47 PM
Parent: #161

تجريبُ الاقترابِ من الأزرقِ في أفولِهِ الأخير



33/

يطوقنا الحنينُ،
كأنما فرعانِ في شجرِ الأشجانِ،
التحما..
والشوقُ سبابةُ القلبِ التي تشيرُ
إلى العدم..!!

34/

جَفنُ الحقِّ ارتمى،
وجرى الكلامُ الملّونُ،
بين دمِ المُعدمين..
أكلتِ الجيفةُ السبعَ،
فالجفنُ ارتمى...
وجلجل بالبِلادِ،
صوتُ المُرابين..
هل فارقتنا الثورةُ،
أم أننا باليقينِ نخفي،
ما تراه العين..
أم تُرانا مثلهم،
نتحين المجال،
لنبتر ما تبقى من أصابِعٍ،
في اليدين..
يا الله...
إنا قد مللنا طحنها هكذا،
بين رحى أُسرتين..!!

35/

أبصقُ على وجهٍ،
ينتعلُ الخزي،
ولا يُبالي..
ماضٍ في ترقيعِ الخرابِ،
إثر الخرابِ..
كي ينشُرَهُ على بِلادٍ مِلء القلبِ،
والعين..!!

36/

هذا أوان الزيفِ والتزييفِ والتسويفِ والتعنيفِ والتخويفِ والتطفيفِ...
يا بلد النضار..
هذا أوان الصبرِ
والقيم انحسار..
هذا أوان الجهرِ
بالمكتومِ
في وجهِ الدمار..!!

37/

نافِذةٌ أُخرى
وتنطُّ بِلادي في العتمةِ
والغورِ..
مُذ غادر أخر (بوتٍ)
داس رقاب الأجدادِ
برزتْ أقدامٌ حافيةٌ سوداء
تطأُ قلوبَ الناسِ
وتوغلُ في الجورِ..!!

38/

لابد من قصيدٍ
يشذبُ أغصانَ هذا الليل
والطريق..
لابد من رفيقٍ
كي نُطيرَ إلى الفراغِ
كُلّ هذا الضيق..!!

39/

وتفِّرين يا طفراتُ الرُّوحِ،
كأن لم يكُنْ بيني وبينكِ:
حبلُ ودٍ..
وتغفو البيدُ في قلبي،
تُقطرُ بوحَها الرّقراقَ،
للظمأِ الذي يمتدُ..
يغرسُ في المدى:
حتفي..!!

40/

ثم أنه ستطوى الأرض سادتي،
ستط
و
ى ...
.
.
.
ولا شيء لا شيء...
.
.
.
.
ليس ثمة شيء..!!

Post: #163
Title: Re: دون الترتيب............
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-03-2011, 03:41 PM
Parent: #162

تجريبُ الاقترابِ من الأزرقِ في أفولِهِ الأخير





بينما تتوارى عني الأمكِنة...



1/

اكتفينا بالرسمِ على الجُدرانِ
عن مقتِنا للسُلطانِ
فانمحى مع خبطاتِ فُرشاةِ الدهان

2/

في الليلةِ الثانيةِ
توقفنا عن الصمتِ الهدّارِ
ذهبنا إلى أصواتِنا الضالعةِ
في الزحامِ..
هل كانت كالفحيحِ
أم استبدلتها الأنظمة؟

3/

أحد اللذين كبُر مقتُهم
ظلّ يُحدثُ غُرفتَهُ المُعتمةَ
إلا من ضوءِ روحِهِ..
بأن لا سبيل لاقتلاعِ عيني العتمةِ
سِوى
نفي الخوفِ والرغبة في التغيير..

4/

لو أننا نظرنا مليئاً في المسافاتِ
لانقطع حبلُ الخداع..

5/

الإنسانُ عندنا يولدُ وفي فمِهِ:
نعم..
فكيف يمكنه أن يخدعَ الطريقَ المرسومَ
مُسبقاً لخطواتِهِ
ويمشي في الضباب..!!

6/

هل كان لِزاماً علينا
أن نكون دائماً خنوعين
حتى فيما أُمِرنا أن نجابههُ
بـ: لا..

7/

الأيامُ الماضيةِ القليلةِ والقادِمة
تثبتُ بأن الطريق
لمن يعرف كيف يستعيد
روحه الهارِبةِ
يعدو إلى جوارِ أحفادِه..

8/

صاحبي الذي كان يشبهني بيومٍ ما
عرف من أين تؤكل الكتف
واتكل على الله
وقضم قضمة ضخمة
ثم شطح بعد أن أصابته التخمة
وعاد مثلي يبحثُ
عن لقمةٍ يقم بها أوده
ترى: أعاد يشبهني؟

9/

أحدهم يقول:
اذهب أنت ويقينك إلى الجنة..
ستلقى ذات الطُغاة يجاورونك
فرحمة ربك وسعت كل شيء..

10/

حتى الأحلام
تأتيك لتفتح صفحة الصباح
فحتام تغرقُ في سطورِ الأمس؟

11/

أخيراً وجدتُ ذات ضحكاتي التائهة
تعبرُ فم أحدهم
دونما سابق ترتيب وترصد

12/

لماذا نضحكُ يا أنا
ولم يتبق جدارُ فرحٍ
لم ينقض..!!

13/

داست أطرافُ النّهارِ
على صحراء قاحِلةٍ
تشربُ ماءَ الرُّعاةِ
كلما ابتسم فيهم
سرابُ ضوء..

14/

نشيدُ العلمِ
لنتعلم حب البلادِ
على ما فيها من سقم.
لنغسل دروبها
بالدم والنغم.

15/

أن تقلبَ (سرَّ) النظام الذي يستعبدك،
تلك هي حياتُك،
وتلك هي (كلمة السر).
أدونيس.

16/

اكسرْ عصاكَ، أياً كانت:
ليست العصا سوى عسى.
أدونيس.

17/

الأفقُ جناحٌ مطويٌّ.
لا تنشره إلا ريحٌ تهبّ من جهة الضوء.
أدونيس.


5/2/2011م


Post: #156
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-28-2011, 09:42 AM
Parent: #152

أو كما يقول شقيقي عصام رجب
لم تصنه الأناشيد...



والأناشيد تمزقنا إربا
يا محمد
تمزقنا وتقتات من دمنا المشتت
بلا هوادة


فما نفعل
والحال هكذا
دم على مد البصر
ودونه
وفوقه

ودم يشحذه الدم في جثتي الحائمة





ودم يترقرق والحروف



وما من سبيل عداها





كُن في القلب يا محمد
كُن في القلب
وأنت فيه...


محبتي وامتناني

Post: #164
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-21-2011, 03:35 PM
Parent: #156

بين ضوءين


عُبُورُ الضوءُ للريحِ

إلى فتحي أبو النصر إذ يعبرُ كومضةٍ مُقهقهةٍ مُخادِعةٍ للأسى السيّاحِ



ها أنت تُؤجّجَ الضوءَ..
تُكوّرَهُ كومضةٍ،
تُفصّدَهُ بعلاماتٍ عجلى،
يركبنّ الرِّيحَ،
يتركنّ بالطريقِ مشهدٍ،
للحظةٍ..
يُحرّضُ المدى،
يفتحُ النوافِذَ،
يُخاتلُ بقنِّينةٍ من نبيذٍ داعِرٍ:
طينَ التضادِّ.
ها أنت تُغرقَ الليلَ في الثُمالةِ،
تبطئَ في رتقِ الشُموعِ..
فيتسرّبُ خيطُها إلى الأسفلِ،
يتدلى..
ناسِفاً طلسمَ الرُّؤيةِ المثقوبِ المُستشري،
مُندغِماً بلّعْناتٍ يُفرفطنّ على المسافاتِ اللعُوبْ.
ها أنت تجئَ مُنبثِقاً منك،
لا مُباليا..
تركبُ وحدّكَ بكَ الجهاتَ،
تُخادّعُكَ بالهمسِ والآمالِ المُؤجّلةِ..
ترصِفُ لنواياكَ الاحتوائيةِ الندًى،
وتمضي في كسلٍ وتأفّفٍ،
نحو ما يدين.
ها أنت تفتحُ سراديبَ خفيّةً، تغشَّاها..
تصاعَدُ نظراتُها،
كرضيعٍ كشفَ الضوءُ –على حين غرَّةٍ-
وهو يغطُّ:
اِبتِسامتَهُ الملائكيّةَ..
فارتسمتْ –مُرتدّةً / بلا حذرٍ-
على الوُجُوهِ الكالِحةِ حِزاه.
ها أنت تتركَ ما مضى،
يجترُّ خطواتَهُ الفارِقةَ،
ولا ترتضيَّ الالتِفاتَ،
كدأبِ من يحترفهم المَنُّ.
ها أنت –يا للعجبِ-
لّعنةٌ يحكمُ الحاليُّ خناقَها،
ويمضي بها نحوه،
هنااااااااااااااااااك..
في عُمرٍ يعبثُ / يخرقُ المألُوفَ،
والمُحتّمَ.

ها أنت لكم...
حينما يُحتفى بقفزة....







ضوءُ النبيذِ

"إلى فتحي أبو النصر الذي يُباغتكَ بروعةِ انهزامِكَ كُلما جئتَ إلى جنانِهِ السابِحةْ..."



حارِقاً هو النبيذُ في شهوتِهِ..
تتناثرُ نُجُومُهُ بغتةً بصقيعِ الرُّوحِ،
فتتهادى بالدُرُوبِ..
تسقطُ من ردائِها المثقوبِ:
دندنةٌ ماجِنةْ.
والأيادي حين تُلوَّحُ للرِّيحِ الضاجّةِ على غير هُدىً بالأرجاءِ..
تستدعي المطرَ بأهازِيجِها الملساءِ،
تؤمّنُ للنبيذِ استِفحالاً..
نكايةً بعجلةِ الغافِين على سطحِ السّطحِ،
يرومون الغفوةَ فوق تلالٍ من زائلٍ لا يتبع.
و ليلاً حين تُلقي الأجسادُ أوزارَها،
في هشاشةِ النواحِ..
يضجُ الحُداةُ بالأجوبةِ،
يفرشون للسّابِلةِ ضوءَ النبيذِ،
يسرّجُون الرِّياحَ نحو اليقين
و
.
.
.
وخطى الداخِلِ في لُجّةِ البرِّ مُحارةٍ..
تستشيطُ وجعاً من سِياطِ الزَّبدِ،
وتُلقي خارِج اليمِّ نعالهْ.
5/9/2005م

Post: #165
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-22-2011, 01:20 PM
Parent: #164

حُورِيّةُ الأزرقِ...

"إلى بشرى الفاضل.... الهرم المُختلِف"



1)
الخُرطُومُ بحُلةِ البهاءِ...
خضراءُ على ضوءِ البهجةِ،
ترقصُ (الكمبلا).
السحرُ زيّنْ الأزرقَ،
بغلالةٍ قشيبةٍ مُموّهةٍ،
أعلى فخذيهِ.
تورّدَ خدُّ الأبيضِ من اقتِرانٍ وشيكٍ:
مالتْ ضِفافُهُ،
تأوهَ موجُهُ،
وبأورِدةٍ مُلتهبةٍ-
خضّلَ ثوبَ الانطِلاقِِ..
بالعِناقِ.
2)
لا ضِفافٌ مُنحدِرةٌ...
مُمشطةٌ أهدابُها بسُكرِ الألقِ،
تجرحُ القوارِبَ:
بأسماكٍ مُلوّنةٍ،
وقرارٍ لا يمتلئ.
الموجُ تخفُتُ حدَّتُهُ بقوارِبِ العُراةِ،
يبتلعُ بنهمٍ أفئدةَ العذارى المُعلّقةِ كتمائمٍ بصُدُورِ السمّاكين،
يحتفي...
حُورِيّةُ الأزرقِ عاريةِ الخفرِ،
تخطُبُ ودّ العُراةِ،
تغوصُ في الأحضانِ الفتيّةِ،
تصحو مُلقاةً بضفّةِ الأشجانِ.
3)
الخُرطُومُ تُمشطُ آثارَ ضفائرٍ طِواااااااااااااااااااااالٍ بالسهرِ،
وعلى إيقاعاتٍ صاخبةٍ تُرّددَ ترانيمَ الموجِ.
بارتِعاشٍ تمضي إلى سروالِ أحلامِها المُتدلي من مِشجبِ اللّحنِ،
ترتدي براءةَ
و ط نْ
15/5/2006م

Post: #166
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-22-2011, 02:12 PM
Parent: #165

السور

"إلى عبد الوهاب الملوح وكريم سامي"




السورُ عالياً ..... عالياً
تذهبُ إلى هُدبِهِ:
الأرواحُ..
الألوانُ عندما تهدأ على أوتارِ غيبوبتِها المُرتجلةِ،
تتقمّصُ أحزانَ الخطواتِ المرصودةْ.
الثيابُ العاريةُ من الأجسادِ،
مضتْ إلى أحذيةِ أذهانِها،
وغنت.
لم نكُنْ وحدنا،
بينما الضجَّةُ تأخذُ مجراها في أُذُنِ الصمتِ،
صرخنا/
ولم نسمعنا!!
مضينا إلينا نُهذّبُ ظِلَّالَنا..
لم نتوانْ عن هتكِ خُطاها الداخلةِ في بُوتقةِ العُزلةْ.
قفزنا خلفَ السورِ
12/6/2005م

Post: #167
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-29-2011, 02:16 PM
Parent: #166

شهيـــق


وسق...


"إلى س ر وأسرتها الكريمة وأهل العراق..."



شتَّانَ بين مواجِدٍ مثقوبةٍ،
وضغطِ زِندٍ ثاكِلٍ..
لطمْ العِراقُ خُدودَنا / أرواحَنا..
أفما ارتوى بحرُ الألم!!!
فينا امتشاقُ الأُمنيّاتِ / الأُغنياتِ / صدى ارتطامِ خَطابةٍ بخطابةٍ / وهلُمَّ جرَّا،
ونشجبَ.
اليومُ عُرسَكَ يا أسى،
فألهِبْ خُدودَ الثاكِلاتِ:
برمادِ أكبادِنا..
بالشُحِّ / بالعسسِ / ببردِ النوى.
مُثخناً نجيعُ الهالكِين غِيلةً،
وها إنا بأطرافِ الثرى،
نُقايضُ أحزاننا المُختلةَ،
بدمٍ مسكُوبٍ..
وجُثثٍ مُكبَّلةْ.
2/6/2006م




جُثةُ الرِّيحِ...

"فاغِراً... يتلقفُ رِّمسُ التبارِيحِ جُثةَ الرِّيحِ"




الدواخلُ ذائبةٌ بسُكرِها المُخاتِلِ..
باِبتِسامَةٍ تتغذَّى من أورِدةٍ مُقدَّدةٍ،
تتقيَّحُ دمامِلَ الصمتِ،
تكنسُ المرايا.
الصقيعُ المُتدثّرُ يخترقُ بهجةً مخدوشةً،
الأزاهِّرُ يانعةٌ بغبطةٍ عمشاءٍ مُسفلتةٍ.
كُلما مُزِجتْ ضحكتين من شهدِ آمالٍ مُتلعثمةٍ،
رقصتِ الأوجاعُ أُمسيةً،
سمِعَ الراجِلُ همستين بأحلامِهِ،
ركبَ موجتين،
حفّتْ أيامَهُ التبارِيحُ،
حملها البياضُ كطِفلٍ تنقشُ لهاةَ العيِّ ضحكتُهُ،
أسقطتْ ضفائِرَها،
احتوتْ جُثةَ الريحِ فاغِرة.
22/5/2006م

Post: #168
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-29-2011, 02:29 PM
Parent: #167

شظايا نابتة
إلى سيف محاسنة...










سأعبرُ هذي اللحظةَ كُلَّ العامِ..
- دعني أوقِظُ حِممي،
أقذفُ هذا الوثبَ،
يُمرِقُ فوق العام..!!
(تلكم همستْ فوق لساني،
لذعةُ قمقمْ..
- مَنبتُ هذا الركض -)

أتسلقُ شمساً قذفتْ حِمماً،
لكوكبِ روحي..
أُجدّفُ فوق الرّمشِ الأخضرِ،
تلاً تلاً أصعدُ..
-أعبرُ هذا العام-

أطفئُ شمعةَ قلقي،
وأنسى أن أوقظَها..
-إذ سأمكِثُ في العامِ التالي يوماً آخر-

/قلتُ سأعبرُ هذا العامَ/

سئمتُ الجنةَ إذ تقتلني عشقاً / قلقا
سئمتُ الأرضَ فكم تهلكُني خوفا..

- كنتُ أضمدُ روحي بدفءِ الضوءِ،
وكان هزيلاً،
كنتُ فقيراً لا أملِكُ إلا الحسّ،
وكان مخيفاً،
يصرعُني وحدي،
يخنقُني أرقا،
وكان الضوءُ،
يسبقه الحسُّ،
يليه الأرقُ،
يسبقه................
لا تسترُ خوفي

خبأتُ ذنوبي،
لا أعلمُ أين وكيف؟؟؟

برزتُ كذئبٍ،
قُذِفْ العشقَ بوجهي..
(لن يرفعني طلبي البالي)

قدحتُ القلقَ ــــــــ الظِلَّ
- إذ هذا العامَ لا زالتْ مُتقِدة،
قلتُ: توضأ أو فتيمم..
- فالجنةُ طاهرةُ الأركانِ -
(رفستني بوجهي كالمسعورِ..
لولا بعضَ النزقِ / القلقِ،
لفعصتَ جناحَ الطائرِ..
حتى ذاب الريش بكفِ الجنةِ)..
قلتُ: تجلدّ..
فالفتني ورقَ التوتِ صبيةٌ
-تسكِنُ قلقي-
وتهادى الغائبُ
-فذُّ الفطنةِ-
شربَ البحرَ..
ألقمني أخرُ بعضَ شظايا الرّمقِ الحسيّة

- في الرّتقِ ندوب..

لا أدري ماذا أصابَ الأرضْ؟؟؟
.
.
.
.
.
.
أعبثُ...
أكتبُ حرفاً أخرق فوقَ الماءِ،
أزيلُ بجرحِ الآن: العزلةَ،
أطفو فوق الغرقِ المسدلِ... أطفو
الصمتُ يذيبُ الرُّوحَ..
لم أعلمْ أني قادم من أمواجِ السفرِ الأصغرِ،
لأُدرِكُ حظَّ الغدو الماثِلِ نحو السبب الأصل.

أفرِدُ خلف الخاطرِ صهوةَ وجلٍ،
أنيخُ الأسمرَ صبرا،
أسوي لحافاً فوق الجسدِ..
فهذا السفرُ يُديرُ الدولابَ المُتسمِر بحانةِ صمتي،
ليُفلِتَ شغبا..

صدرٌ يتفتت، صدرٌ يتفتت،
صدرٌ يعبرني..
يوسعني شتما،
لكأني أرهقتُ سماه،
ليضيقَ…
فتلوى/وتهيأ/وتسنمَ/…
فتشظى..
ثم سوى للإناءِ الطيني الهباءِ : مدارا..
أيُّ ريحٍ أسكنتهُ في الفضاءِ..
أيُّ أمرٍ للالتواءِ..
قبضةُ المسِّ مساء..
وسوارُ الحظِّ في ركبٍ يعدو،
يتعثرّ..
كيف اُمسِكُ بين ناقلتي الخِواءِ:
الفضاءَ..
وأشذِبُ فِتنةَ النبضِ المدّثرَ بعباءةِ الارتحالِ،
لأسوي - مجدداً - رحلتي صوب القلق..!!
3/6/2004م

Post: #169
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-07-2011, 10:24 AM
Parent: #168

شظيتا الإله
"التجربةُ حياةٌ مُضافةٌ، وبما أن الحياةَ صَدفةً... لننغمسَّ بالمُضافِ"




الشظيةُ الأولى

معالم

يتأرجحُ بين شفتيهِ النّهرُ،
لا يلوكُ النّهارَ،
أو يرتوي حتى ابتداءِ الماءِ بالماءِ..
ما من بدايةٍ،
ولا انتهاء،
ولا في المتنِ آيةٌ،
لا شيء يشي بشيءٍ،
ولا معالِمَ نختلقُها للشيء..



توصيف

في الاحتراقِ مطرٌ،
ورمضاءٌ،
واستباقٌ كالنوايا،
كالأملِ الدّافِقِ،
كالحنينِ،
كالزوايا...

في دنوِهِ بمقامِ الشدِّ..
شدو المزاميرِ،
في دنوِهِ بمقامِ المكوثِ..
انثناءُ الوقتِ،
وتشتيتُ الأوجاعِ،
وجلجلةُ الإبصارِ،
والهدهدة..


تجديف

ما مِن أمانٍ بين يديهِ،
تقلصتِ الخرائطُ،
وتمشتْ في شفتيهِ..

ما مِن طريقٍ،
ولا قيدَ بحرٍ يقينٌ..

كما الماءِ مَجتْ أحواضُهُ،
السفنَ والرِّجالَ،
واهتاجتْ،
فما مِن ظِلال،
ولا إرهاصةَ أُنس..



تصفيف

على أيِّ حالٍ،
تغطى الرّبيعُ وأغفى،
ودوّتْ فصولُ الملاذِ الوحيدِ
.
.
.
وها قد تمطّتْ إلى عُنقِ
هذا الإلهِ:
الأقاصي
ودانتِ البيدُّ،
أضحتْ جحافِلُ كُلِّ الرِّجالِ،
وكُلِّ النساءِ،
وكُلِّ الهوامِ،
وكُلِّ الدّوابِ،
وكُلِّ الكُلِّ..
بأمرِ الصولجان..





الشظيةُ الثانية


استدعاء:

هلموا إليّ،
أنا الندى،
رَكبتُ هذا المدى،
وشرّعتُ كيف تدّججونَ الليلَ
باسمي،
ترصّونَ صلواتَكم،
بهيكلِ بيتي العتيق..
امتطاء
صه..
ارتكب ارتباكك
وخُن صلواتك
وكُن لي
على هذا المُجرد
جرّد النوايا
وارتمي..



ذهاب

في الخللِ
وتراكيب الاختلاء
والتفسخ من البوارِ
لنا
ويح أيام مضت
دوننا
فلنهتدي...

Post: #170
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2011, 07:26 PM
Parent: #169

عصافيرٌ واحتمالاتْ

"أحسُ أني انتعلني وأهروِلَ على حقلِ ألغامْ"


1/

كعصفورٍ تنهرهُ الاحتمالاتُ،
يُخبئُ الكلامُ وجهَ الانهزامِ،
ويلوذُ بشفاهِ السابِلةِ،
تلوكهُ وتعتصرُ جناحيه..
يلقونهُ لأحضانَ الرصيفِ،
لتدهسهُ خطى المداهنةِ،
تُمزِقُ ما يرتضيه، وتحنقُ على ما يعتريه..
يتطايرُ في خضمِ المواراةِ،
يبتهِجُ بشساعةِ الظنّ، ويختالُ كفارسٍ،
جفتهُ حظوةُ إلجامِ اليواقيتِ،
الـ تنهشُ أشلاءَ الليل..
تُرافِقهُ انتصاراتُ الخيالِ،
ومِزقُ الرسنِ،
وكبوةُ الذودِ عن حمى الفوانيسِ،
الـ تسهرُ لتحمي الجسدَ،
اللائذَ بتصاويرِ العتمةْ،
الـ تتقافزُ في تضجُرِها،
نواقيسُ الصرخةْ،
تحمِلُ شارةَ الهذيانِ،
تتالي نبضاتِ الدفقِ،
يعلوها نشيجُ القهرِ،
المُستنِدُ على الأذرعِ الهشةِ،
الـ ترتفِعُ لحصدَ الدعاءِ،
ولا تنقضُ على ما يستدعي الغِلّ،
ينبِتُ في الأحشاءِ،
براكينَ الخمودِ،
الـ تستشري في أوصالِ الشجب..
يمتطون ظهورَ النيامِ،
يتفرسون بملامِحِ النخوةِ،
النائمة بأشلاءِ الهمة،
الرابِضة بأرفُفِ المتاحِفِ،
تتوجسُ أن تطلَّ على الجماجمِ،
الخاوية إلا من الانحناءِ،
حزمة دساتيرٍ وأغنيةٍ فجة..
والكأسُ على أسنةِ المجونِ،
يُراقُ بأرضِ النفوسِ البوارِ،
الـ تُمجِدُ أشباحَ الظلامِ،
وتُنكلُ بحرقةِ المسامِ،
الـ تهطِلُ في حنايا الأديمِ،
بارقةَ أملٍ واختلاجاتَ ضوءْ
يركِضون خلفَ الجياعِ،
الـ يقتاتون فتاتَ الأحلام،
على مأدبةِ الباعةِ،
وأسفل كرسي الحائك..
ينساقون كما الخرافِ،
يقبعون بين مُدنِ الخيال،
يدركون صلصلة الريح،
الـ تسرِجُ بللَ الروحْ،
بنافذةِ العتمة..
يجرجرون عباراتَ القهر،
يحملون رفاتَ الحريق،
المُرتطم بأفقِ الضيم..
يؤجِجون أفئدةَ الوأد،
يخنِقون أزيزَ الشِعر،
الخارِج من أقبيةِ الموتى،
نظيفاً إلا من أعمدةِ الدخان،
الـ يتصاعدُ أعلى سورِ الرفض..
يربِطون ساعِدكَ الأكسلَ بمقصلةِ الجياع،
يفلِتون يدكَ حِفنة من سباب،
يُسلِمون رأيتكَ مطويةً مدنسةً،
للدهماءَ السوقةَ،
يبكون ويترملون،
لتمضي القافلةُ من حيث انتحيتْ،
هبوطاً حتى كفَّ الظُلم..
ولكيلا تستنِدَ على الصوصوة،
وتنامُ بأحضانِ الهمود،
أرجح يديكَ على اتساع،
وأقبِض فراغكَ بكفتيك،
وأغرِق صحائف مجدك المُراق،
بإعتامِ الخبايا المُنصِفةْ،
وأرقص على دِمنَّ الخفوت،
فالدودُ يندسُ مؤملا،
جيفةً ينهشها الرضوخ،
فيزرها كالرمادِ للريح،
ويغمِرَ بغلوائهِ أُفقك..


2/


تنزرِعُ بخاصرةِ الليلةْ،
تبحثُ عن وعدٍ مُلقى،
بين ثنايا البغتةْ،
يُغرِدُ مثل عصافيرِ الوحدة،
بألحانِ الموت،
يحمِلُ أجنحةَ الُحلمِ،
ويُرفرف فوق الوأدَ المُستأصِل،
زهو الأوقات الملقاة،
بخاطرِ بعثٍ ينبِتُ كاللبلابِ،
في الأدمغةِ المصلوبة..
ثمة المتاحُ الزِلال،
لو يقرِنهُ الرسمُ بالجبال،
تجري المياه كما تشتهي الأرواح،
تُخصِبُ النفوسَ المستنيرةْ،
وتدمِجُ الشريانَ بالغليان،
فيبقى أن تستريحَ القلوب،
تُبارِكُ احتراق الانعتاق،
انصهارَ الدمِ في النضوجِ،
تثورُ نصرةً للشراع،
القابِع في جليدِ الوعود..


ثمة أحلامٌ تفترِشُ رصيفَ الأفكار،
وثمة ثقبٌ لا مرئي يطمِرُها في جُّبِّ النسيان..

Post: #171
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-22-2011, 01:08 PM
Parent: #170

تلويحاتُ الحنينِ ... القاتِلُ والقتيلُ

ها إني أفقدُّ حمامةَ روحي





1/
وتُنفِّضينَ عن روحِكِ البيضاءِ:
كآبةَ المكوثَ في رُدهاتِ كونٍ عليلٍ.
وتمضينَ...
لا للوراءِ كما الورى،
حين يُجابههُم الموتُ،
بابتساماتِهِ الجائلةِ في الخفقِ.
وها أنتِ ترفرفينَ الآن مثلما بالأمسِ،
بروحي....
وخفيفاً يلمسُني نورُ المآقي،
فيغسلُني كما البّردِ من سهوِ السكونِ...
يتغلغلُ في أُسِّ الخساراتِ،
مغنى الجساراتِ..
(أرضٌ تمورُ تحت الخُطى)
....
حائرٌ كيف
/وعُمري الهباءُ/
لم أقطِفْ لكِ من أيامِهِ:
وردتينِ...
ونصفِ رحيقٍ...
فألفي وجهَ حبوري وضحكتي المدسوسةَ بين عينيكِ...
وكيف اقترحني الغيابُ: بياضاً...
يرسمُ بين دفاتِهِ: سُخريتَهُ...
وكيف ارتضيتُ -أيا جدتي مهلاً-
نواحَ الغريبِ بدربٍ مهيبٍ، وأدمعَ لا تستجيبَ، لرعشةِ قاتِلٍ أزاحَ الهجرَ،
ولوّحَ بالحنينِ الكظيمِ....

"فدعنّا إذن نتوارى في الهباءِ، نتلعثمُ بين وجدٍ حبيسٍ وتوقٍ يكبّلُ البصيرةَ، وإذا نحن في أخمصِ الافتعالِ نلوّنُ قسماتنا بالعبقِ ونسردُ للطُرقاتِ شيئاً من سِفرِ النّهارِ، نغشى نعوشنا حيناً من الغفلةِ لنُربِّتَ على ظهرِ وحشٍ ضارٍ يلوكُ وينفثُ الأشجانَ...
وليس لنا من الطريقِ خلا الحصى والغِبارَ، ليس لنا من سبيلٍ للنفاذِ إلى ما تدلى إليه من انكسارٍ /فنلملمه/ أو طارَ عنه للأوطارِ، لا نفاذَ، فكل يومٍ حافِلٍ بالخنوعِ، مشغولاً بالتوددِ للقيامِ المُنكسِ، كُلُّ يومٍ خاوٍ من تراتيلٍ للإلهِ تقينا لأحداقِكِ ....، خاوٍ ...
...........،................،..............،..............،...............،.......................................،.........................،........... أيا فاطم مهلاً .........،..........
2/
وتُباشرينَ ضحكتَكِ في مفاصِلِ الرُّوحِ...
تزهرينَ بالخيالِ...
إنسانةٌ معافاةُ السجايا،
لم ينحسرْ طرفُها عن بغضاءٍ،
تُسبِّحُ عباراتُها بالأقحوانِ...
تمسحُ لغطَ القلوبِ باسمِها، فتهمسُ:
أنها المِثالُ...
هاتِ لي -لاستفحالِ القلقِ- نجمةً ودرب، أغفِلُ عن قوافِلَ الانهزامِ...
أديرُ رائحةَ التمترسِ في الركضِ،
لشدِّ إزارَ السكونِ...
فما نفعُ الندى،
والالتواء.................
رُغم أن الأمكنةَ والأزمانَ حُبلى،
بأنفاسِكِ .... أُمي .... رُغم....
14/4/2009م

Post: #172
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-09-2011, 08:56 AM
Parent: #171

خَطفاً نحو الأربعينِ

إلى صديقي عدنان المقداد وإليّ والأربعون تتدحرجُ نحونا





أوشكُ –مثلك يا صديقي-
أن أخاصِرَ الأربعين،
لأتورطَ بابتداءِ العُمرِ،
بالعدِّ والعدوِ نحو طُفُولةٍ تنسجُها عافيةُ الرُّوحِ...
أتقنُ دسّ الشغبِ بأورِدِتها،
أتشكلُّ بها باكِراً،
لمُجابهةِ أيامٍ ستنتفضُّ من غفوتِها،
وتسبقني إليها،
تضعُ بصمةَ خِداعٍ تشيُ بأنها ليست كسِواها،
فأبقى في الطفولةِ،
أخلقُ صباحاتي وأترفقُ بتفريقِ النجوم..
.
.
.

" بهذا الهدوءِ الذي ينتعلني، بأظافِرِي التي أضعتُها بلحمِي، بهمسِ الأشباحِ مِلءِ أشلائي، ببوابةِ العويلِ التي اندستْ بفمِ السُّكوتِ، بألغامِ النَّزقِ، بحشرجةِ الضوءِ، بانثناءِ المطرِ، بتلويحاتِ الهباءِ، بهرجلةِ الأجِنةِ، بانكسارِ الأُمنياتِ، بالحفاءِ الأكيدِ للذاكِرةِ، بشخيرِ النوايا في جسدِ الضّحكةِ المُعلقةِ بالاتزانِ، بالاتزانِ والتناثرِ والتكاثرِ والتقوقعِ والتقزمِ والتأزمِ والتّشرذمِ والتواطؤِ ببِشرةِ الغِبارِ، باحتراقِ الصدى...
بكُلِّ أوتاري المشدودةِ بالهمُودِ..."

.
.
.
لتذبُلَ أوراقُ الأيامِ،
تتساقطُ...
سأرنو إلى قسماتِها بإشفاقٍ،
وأعدو إلى الوراءِ،
كلما اصطحبتني بغيِّها،
لسحنةِ الجدبِ..
أشهرُ نزقَ روحي،
وتصبغُ ضحكتي طُفُولةٌ متُوهِجةْ..

Post: #173
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-10-2011, 09:06 AM
Parent: #172

عُزلةُ العُصفورِ
أو وجهٌ يفتشُّ عن دمِهِ



1/
ليُرتبَ جبينَهُ،
يقتلُ الوقتَ بفركِ أفكارِهِ،
يتصيدُّ من أرضِ الاضطرارِ حنينا،
هو من جسدٍ مشطورَ الرائحة،
ليس لأنه يُحلّقُ بالقُربِ من جدولٍ ناعِمِ الندى،
أو لأنه يتوجسُ من ظُنونِ الماءِ خيفةً،
لعله في انتمائِهِ المهيضِ للأجنحةِ التي تُكسّرُ توحدَّ الرِّيحِ ليس كمِثلِهِ،
إنه من غناءٍ مُذابٍ بخمرِ الرِّفاقِ،
يخشى الألوانَ،
كيف والطريقُ زخرفتهُ أصابِعُ النملِ والأفاعي..
هل يرقصُ على موسيقى مُشتتة الوقع والإيقاع تضجُّ بروحِهِ،
أم على أثرٍ مبتورٍ بخيالِهِ
... سيان..
2/
ها أنتَ ترتفعُ رويداً من الطُرقاتِ،
تتغلغلُ عبر مسامِكَ إليكَ..
فالوداعةُ أن ترى ما بينكَ وتمضي إليه،
أن تركلَهُ بين الفينةِ والأخرى،
أن تتمدّدَ داخِلكَ وحدكَ،
لا تحمل تكالبَّ المدى والمدائنُ،
لا تفسحُ مواربًا لتتساقطَ أُغنياتُ الوصلِ إلى جزيرتِكَ النائية،
أغمضْ قلبكَ وارتحل حيث لا شريك..
3/
أنك ترتعُ الآن كغزالٍ شارِدٍ،
وأنتَ كعُصفورٍ طاردتكَ اللعناتُ، تُمشطُ روحكَ الثاويةَ بمُنحناك،
أرعبها التحليقُ في سماءِ الوصلِ، وفصمتها القلوبُ التي تلبسها المُنحدرُ بثعالِبِهِ وثعابينِهِ، فأضحتْ لا تُميزُّ بين عُصفورٍ من ورقٍ وآخر من دمٍ ونيف..
4/
ما أشرسَ صفعاتُ الرُّوحِ،
على وجهِ المرءِ..
تسفحُ دمَهُ للحنينِ،
تتسلى بعينيهِ..



حتى أصحو من أسىً،
خلفتهُ بالمسامِ:
أميرةُ الضوءِ،
قاتلتي الرَّحيمة..

5/
لئن أبقيتُ في الدربِ:
الخُطى،
فما للدربِ من دربٍ:
سِواك..
تسائلُني المحطاتُ:
الشذى،
وعبقُ القلبِ،
يرقصُ في مداك..
فأن حادثتُ في صمتٍ:
رؤاك..
فإني قد أعلنتُ للوجدِ،
اِصطِفاك..


Post: #174
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-18-2011, 09:07 AM
Parent: #173

في خضمِ الأشجانِ

ستستمرَّ الضحكاتُ في تحرُّزِها..
تتماشى الخُطواتُ مع الخضمِ..
يهرولُ السابِلةُ بعكسِ ما تنتويه الأيامُ / الأوهام..
تُفتحُ الأيادي على اتساعٍ قلقٍ ولا تنالَ تحيةً من ابتسامةٍ نجلاءٍ تتأرجحُ على بحرٍ من الاضطرارِ قُبالتها..
أو يُعرفُ مداراً بمقدورِهِ أن يستوعِبَ هذا الشجنَ الضارِبَ للأرواحِ،
القابِضُ في لذةٍ على الأحشاءِ،
النافِِذُ السطوة،
اللامِِعُ النصل..

هذا الأبيضُ من صُلبِ الليلِ،
تخطف نورَ اللهِ الباعِثُ في الأرضِ:
صلاةً ونشيداً ومدار..
هذا الأسودُ صنيعةُ ياقوتٌ مسموم،
أو بالأحرى:
شُعلةُ ضوءٍ مقتول..
9/6/2008م


Post: #175
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-18-2011, 09:11 AM
Parent: #174

Valentine





في هذا الصباحِ المُريحِ..
يئنُ المقعدُ من وطأةِ جسدٍ،
يراقبُ الساعةَ في خَدرٍ لذيذٍ،
ويطفو غافِلاً عن أوراقٍ مُتكدسةٍ.

بهذا الصباحِ..
سيمشي الجسدُ بعد حينٍ،
ببهوِ التأملِ الفسيحِ،
ويقطفُ من بين أحلامٍ قُزحيةٍ:
شتلةً من عِباراتِ الهوى،
ليضعها –لاحقاً- على شفتي الحبيبةِ،
بكسلٍ صريحِ.
17/2/2008م


Post: #176
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-19-2011, 09:13 AM
Parent: #175

شرنقةُ الذّاتِ





هُم مثلي..
مدّدتُ يدي للأرضِ،
فأفسدتُ صلاتَها،
وكبلتُ رائحتَها،
وصلبتُ أُغنياتَها...

هُم مثلي..
تورمتُ بحالاتي،
وأرخيتُ للطبلِ ولولاتي،
تفرستُ في العتمةِ:
بصيصَ خطوٍ،
يدحرّجُ للضوءِ عجلاتِي...

هُم مثلي/مثلك..
لم نألفْ الإيثارَ،
وأنصبّ جُهدُنا:
للاكتنازِ والاحترازِ والانحيازِ للذّاتِ،
لرتقِ أرواحِنا،
لشهرِ ألسنتنا
.
.
.

ليتنا كُنا قِططاً..
ليتنا كُنا ريحاً..
ليتنا كُنا...
أو لم نكن..
13/2/2008م


Post: #177
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: Abuzar Omer
Date: 10-19-2011, 07:12 PM
Parent: #176

ســلام يا بلـة ياخ

لك التحية على هذا الإبداع الغزير..

ليست ثمـة شئ، يفضح الحزن و الغضب، هل هُجر الشعر؟

ما هو السبب إذن؟؟

امهلنى
ريثما شتاء
مترهباً للقراءة و الكتابة!!

نبحر في عوالمك، حرفاً حرف، نستفسر.. نستقصى.. نحاور

سنعود بحماس و وقت يفى الجمال..

Post: #178
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-20-2011, 09:32 AM
Parent: #177

Quote: هل هُجر الشعر؟

ما هو السبب إذن؟؟


في معرض رده على مداخلة لي بـ (ديوان شعر إسفيري)
ذكر صاحبنا الخواض أسامة
بأن الشعر قد هُجر دربه

وقد ذكرت في معرض رد لي على صاحبي الشاعر هيثم علي الشفيع ما يلي:
Quote: الشعر في عمومه يا هيثم
دائرة اهتمامه ضيقة (وبخاصة في زماننا هذا)
ويذهب ظني إلى أن متلقيه هم أنفسهم ناحتيه
أو من هم في طريقهم لارتكابه
وبين حين وحين يدلف أحدهم إلى محرابه كغاو فحسب
ذا زعمي ولك أن تبحث فيه/تلاحظه
وعلى هذا
فإن الشعر،
وقُل دائرة الشعر
تمشي في دوائر داخل الدائرة الأم
(دائرة الشعر الكبرى والتي تحوي داخلها في الدوائر الداخلية الشعراء أنفسهم ومن في طريقهم إليه)
وتتكون الدوائر الداخلية هذه من المدارس المختلفة للشعر
وداخلها تتفرخ دوائر أخرى لذات المدرسة
وهكذا...


وخذ الرابط لمزيد من الإطلاع:
http://sudanyat.org/vb/showthread.php?t=22061&page=2


شاكراً جدا اهتمامك بما يخطنا حروفا...

محبتي وامتناني صاحبي

Post: #183
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-24-2011, 02:29 PM
Parent: #176

بِلا أثر..!!





أشجارٌ كثيفةٌ..
بأوراقٍ مُتساقطةٍ على رؤوسٍ منفُوشةٍ بالزهوِ،
تُداعبُ الأغصانَ المياسةَ،
تهدي للسماءِ شقشقتَها المُزركشةَ بالحبورِ..

خُيوطُ شمسٍ مُتسلّلةٍ مع تمايل الأشجارِ،
تبهجُ لسعاتُها الضئيلةُ الرعشَ الصاخِبَ..

دغدغةُ حبّاتُ مطرٍ طفيفٍ،
غمامةٌ تكسو المؤخّراتَ بالدفءِ،
نوايا متربِّصةٌ...
كلما هتفْ عطرُ أُنثى،
تسلّلتْ مُتمرّغةً بذرّاتِ غُبارِها المُتطايرة..

شحناتٌ جرداءٌ للرّغبةِ..
تنسجُ الصباحَ الرخاميّ بالمدِّ..

شواءٌ طليقٌ..
يطرقُ دُخّانُهُ الشهيُّ،
الندى المتساقطَ على الوجوهِ النابِحةِ..

قنّينةٌ من النبيذِ..
يمصُّ الوقتُ رأفتها بذاكِرةٍ خرِبةٍ،

يعلوّ الغناءُ النشازُ،
يدعمُ الشهوةَ المُتأجِّجةَ بالاقترابِ
.
.
.

-لا مقعدَ للتعاسةِ بين هذا الحشدُ الهُلاميَّ الرّغبَةِ،
المُترامي البهجةِ-

و
بينما...
احتشدتْ العباراتُ في فضاءِ الغابِ المُسورِ بالأشجانِ،
ارتدّتْ النظراتُ تمسحُ العرقَ الساخِنَ....
طهونا قُبلةً،
كلما أغمضتُ داعبتْ ذاكِرةَ الفِراشِ،
بالمطر..

25/1/2006م


Post: #184
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-31-2011, 11:41 AM
Parent: #183

جُدُرُ شارِعٍ آسِنٍ

"لأنزلِقَ كإطارٍ تالفٍ بشارِعٍ آسِنٍ خفيّ "



تَفتحُ قلوبُ الهوى تباريحَها على الشارعِ المُقابلِ
/ يُنظِّفها من زفراتٍ حرَّى
/ ........... تنهُّدٍ وأسى.

تَرتطمُ بالمقاهي المُكتظّةِ بالاسترخاءِ
/ ............. رشفاتِ المزاجِ الحفيف
/ ......... بالمعروضاتِ اللاهثةِ وراء الكادحين
............................... للُقمةٍ مُبعثرةٍ في الشُّحِّ.

الشارِعُ الذي نظَّفَ غيَّ المارةِ،
وألقى في حُفَرِهِ نظراتَ الحياءِ /جزافاً/
تحطمهُ – على الجانبينِ –
جُدُرٌ مُتراصةٌ بلا نسقٍ يربطُها،
بعضُها دكَّتهُ يدُ الفاقةِ...
بعضُها يلقي بظِلالِّهِ المُشتَّتةِ على أقدامِ المشّاءين.

هيكلُ عربةٍ صدئةٍ يجرُّها حِمارٌ أعرجٌ
/نفقْ وصاحبهُ/

قاذُوراتٌ تفرَّقنّ يتصيَّدنّ و الرِّياحُ:
خُصلاتَ مُتسكِّعٍ أعزلٍ.

نوايا أتبعنَ فأتعبنَ صُدُورَ البناتِ وأردافِهن المُتلألئاتِ،
تلاعبنَ بنظراتِهِن – خلسةً –
تمدَّدنَ عند المُفترقِ...
غفلنَ أيباتٍ بالحسرةْ.

خرائِبُ بذرتِ البهجةَ بمواقيتِ العُشّاقِ المسروقةِ،
المحفوفةِ بالمُتربِّصين.

حِكاياتٌ موسومةٌ بالمسِّ...
عفارِيتٌ تُدغدغُ المُضطجعين في الشهدِ
/ المُفترشون ظِلَّ جُدُرٍ مُتهالكةٍ آسنةْ /

شهرٌ ونيِّف..
نتعثَّرُ بأحذيةٍ باليةٍ،
نُضاجعُ الطُرُقاتَ...
على يقينٍ:
لا بوصلة تُجابهُ اخضرارَ الأسى!!!

السماءُ تُخدّرُ الجُدُرَ،
بوعودٍ عاطِلةْ.

الأرضُ جَفنٌ،
غمزَ للشارِعِ بفِخاخٍ حاسِرةْ.

"الشغبُ على الجدارِ يُلوَّحُ...
يهفو أن يقتنصَ أزيزَ اللحظةِ،
من عُنُقِ الذاتِ المُلتهبةِ"

سكنَ الليلُ...
أرضعتِ العصافيرُ ذواتها السهرَ،
هطلْ المذاقُ مِدراراً،
أعطبَ الجُدُرَ،
تساقطَ المارُّون في مطبَّاتِ النوى.

كربٌ على كربٍ..
تديرُ الأيّامُ رُفاتَ السّابِلةِ على سُلَّمِ المِزاجِ الكفيفِ،
نرُّصُ حاجيَّاتنا ونصعدُ،
درجةً..
درجةً،
نصعدُ،
فتهبّطُ الدرجاتُ خلفنا...
حتى الطنِين.

18/1/2006م

Post: #179
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 10-20-2011, 10:35 AM
Parent: #120

عن أي نصوص تتحدث؟

عن التي ظلت أجابدها منذ ساعات أم ان ما خفي أعظم؟



"قعدتُ واقفاً...
.... أمشي،
تنتعلُني المسافاتُ بأشواكِها الحافيةِ
.... فأركضُ..."




----هكذا كنت بعد ان قطعت نفسنا بهذا التواتر الاحداثي البديع..

لذلك خرجتُ بهذه الملاحظة:

هذا العرض الشعري الباذخ غير منصف:

1- للقصائد التي غالباً تُقرأ ع الماشي بغرض ان نكملها وخوف تقطع الكهرباء ولا يتبخر النت.

2- للقاريء لنفس السبب الأول إذ انه إما ان يقرأ بالورقة والقلم أو يبلع لسانه إذا أراد التعليق.

3- أعتقد انه طريقة لعبارة: انت بس اقرا كان عجبك ولا ما عجبك.

4- هل في ضرورة للتصيف ؟ ولا قُراء الشعر رايهم شنو. يعني تعبنا ونحنا نحاول نربط الخيوط ببعضها فقد كان عرضاً مليئاً

بنماذج متباينة من الشعر المعروف والمُبتكر؛ وجدت انني احتاج لعناوين أو تبويب للمجموعات حسب رؤية الشاعر لها أو

تاريخها أو؟؟



إذن؛

ماذا تقترحين يا أماه؟؟؟

أطبع لينا الدواوين (تحتها خطين) دي وخلينا نقرا بمزاج.



مرة أخرى: لله درك شاعر!

تحياتي ومودتي

Post: #180
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: Abuzar Omer
Date: 10-21-2011, 00:36 AM
Parent: #179

تحياتى يا بلة..

طبعاً ما حتصدق لو قت ليك هيثم الشفيع دفعتى فى هندسة و أنا ممتن جداً للصدفة الخلتنى ألقى ليهو اثر..

ياخ بلغو سـلامى و حاول جيبو لينا هنا.. قول ليهو(أبوذر حسن، مدنية 91 ، أمدرمان الموردة) بسلم عليك


سأحاول الرجوع لحواركم الممتع فى سودانيات بعد زنقة القراية الفينا دى تفك..


* أتوقع أن يكون هيثم الآن أسم كبير فى خارطة الشعر السودانية (فهو شاعر مفطور، شاعر قبل مهندس بالتاكيد).

و زى ما بقولوا نحنا فى غربتنا دى ما جايبين خبر، أتمنى أن أقرأ له ديوان..

سلامى ياخ و تشكر كتير..

Post: #182
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-24-2011, 01:08 PM
Parent: #180

سلام يا صاحب

يعني طلعتو دفعة
سبحان الله
الدنيا ضيقة صحي

والزي هيثم صاحبنا دا اسم كبير خلقة

سأنقل إليه تحياتك
وأمده برابط (ليس ثمة شيء) هذا


تحياتي واحترامي

Post: #181
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-24-2011, 12:52 PM
Parent: #179

قطعاً تقطعت بي السبل






جهرني نورك أماه



ولم أدخر بعد رغم معافراتي واللغة
ما أحمله إليك عبرها مما يليق...



لكني قطعاً سأتي
وكل أم بأبنها مُتقبِلة (على عِلاته)
فهذا قدرها لا مناص...

Post: #186
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 11-02-2011, 04:45 PM
Parent: #181

غـــــــرغـــــــرة

"الليلُ يعرقُ غرقَ الغريبِ، ينصّتُ للصدى، يزرعُ أشجارَ الدَّهشةِ في ساقيّ الموتِ"





1)
الانحناءُ لالتقاطِ ما تناثرَ بـ قعرِ سحابٍ مُرتجلٍ بريقَ الدُّجى،
يحني هسِيسَ البياضِ،
يُسقطُ في شُبهةِ التجنّي خُطاهُ المُقشعرةَ،
إثر قبضةِ الضوءِ المُستلقي بأحشاءِ الظمأ.

يجرِّدُ مسارَ اللّثمِ من غطِيطِهِ،
وحين يستوي…
يتقاربُ الدّورانُ بالمشهدِ،
يتلقّفُ السدرةَ فتدمي محاجِرَهُ،
يستديرُ إلى القاطرةِ زمهريرُ الأحابيلُ المُنمنمة.

الظِلُّ قد يخفِي جذوةَ الظمأ،
بضرباتٍ قاصِمةٍ للفقدِ،
واتِّساعُ المسافةُ بين الظِلِّ و الذاكِرةِ،
يُغرقُ اللونَ في ديمُومةِ القرعِ والخواء.

أتُراهُ سيحصي لشُحُوبِ المسارِ قطيعَ الليالي المُسمّرِ،
ينثرُ العبقَ الشوكُ !!!
أم سيستعينُ بالمُؤجّلِ،
يُؤجّجُ الظِلَّ،
يأنسُ لغدٍ قلمْ ساعِديهِ،
لازمهُ جفاءُ ساتِره!!!
2)
رغم أن الضنكَ لم ينلْ أظافِرَهُ،
تنبشُ نُتُوءَ العِباراتِ/
إلا أنه ماتْ بكامِلِ تأنّقِهِ/
يرتدي:
إصبعين مقطوعين.
نظارةً تحجِّبُ ضوءَ العتمةِ عن السّابِلةِ.
زمهريراً يُدثّرُ جسدَهُ..
يقرصَهُ،
فيستغيثَ بنظرةٍ حالِمةٍ إلى الجنّاتِ،
ويلج!!!
3)
أقرعْ النافِذةَ برِفِّقٍ تتطايرُ الجُثّةُ،
تعرقُ الشمسُ بجسدِهِ،
تسقيهُ الأرضُ حليبَ الأجداثِ،
يسجنَهُ في الصدرِ،
يُحررَهُ من أصابعِهِ،
يكتبَهُ/
يتّنفّسَهُ،
يُطوحَ بالكونِ/العفِنِ،
إلى كفِّ الله

ليسحقَ صدرَهُ،
يموتَ مُتقاعِساً عن يديهِ..

4/4/2005م

Post: #185
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 11-02-2011, 04:44 PM
Parent: #179

أتذكرت الامتحانات
تكون كاتب إجاباتك كلها
وصاح ميتين المية
بس برضك مشكك

أها دا حالي يُمة
فعذراً منكِ لحدي ما يجي العيد
ونضبح
ونلبس الجديد الشديد

وحات الله بجي كان حي

وتسلمي يُمة
يحفظك ربي لينا ويغطي عليك
وأعفي مني عليك الله
سمح

Post: #187
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 11-03-2011, 10:14 AM
Parent: #179

أماه
بقدر سعادتي بدخولك بيتك
بقدر ما أشفقت عليك مغبة ذلك
إذ الشوك لا ينثني البتة عن كل حرف تفوه عني
لا ولا الأشجان، النزق، الأحلام، الصعلكة، الـ...
وإن بالبالِ أنكِ في هذا الخضم منذ ما يربو عن المليون من الأعوام الضوئية..
لكنما ما أنت بخضمه مؤسس، ناضج، براق، فاتح كوى...
وهذا المبذول من ولدك محض خواء وهرطقات وووو
أشفق عليك واعتذر إليك


وما احتوته الملاحظة البضة عن عدم الإنصاف
فإنما ما هو مثلي فحسب
يفعل ذلك،
كأني أعنيه بعينه
حيث أني
لا أنظر خلفي (للأسف)
وإن علق بي شيءٌ مما كتبت بآنٍ
فإنه سيتحور إلى فتح جديد
إلى هرب باتجاهات هاربة تحتملني قليلاً ثم نلفظ بعضنا
ذا رغم أنهن (أي ما سلف من كتابة)
بناتي الحسناوات الأثيرات أماه
فكلهن عندي بمقامٍ واحِدٍ بلا تفاوتٍ بينهن
هكذا أراهن منذ انبتهُنَ بمرجِ الخيال
وسقيتهن نزفي وأحاسيسي ونزقي
ثم اطلقتهن سافِراتٍ مهادِناتٍ
وإنما نربي البنات للناس فنحسن والأبناء لنا فنتقاعس قليلا
وهنا
قد يؤخذ عليّ -وفق وجهات نظر صائبة- بأني لم أحسن إليهن،
وأنهن هزيلات ووووووووووووووو
فأجهر بالقول أني بما استطعت فعلتُ وزدتُ
ولعلي تالياً سأكون والداً حصيفا إن جُدتم عليّ بما ترون
وهكذا

لكنما حقيقة الأمر عندي ليست على هذا النحو
إذ أغادر لا ألوي علي شيء
ولولا الكمبيوتر/النت
لراكمتهن فوق بعضهن ورقا
ولن اتعرف على ملامحهن بيوم
أظنني الهارب بامتياز أبداً عنهن
لذا أماه والخفر يخفرني
ليس بمنشغل بشكل أساسي بعمل دواوين لأني والحق
لا أراني قد انتجت ما يستحق بعد ليطلق على الناس/كل الناس
وإنما ما أفعله محض تراكيب، كراكيب، محاولات لبلوغ جذوة الشعر

وأرى أن التصنيف ليس بالأمر المهم في زماننا هذا
وأنه من الجيد تجاوزه إلى قراءة العمق ومشمولاته
من صور براقة وأفكار نافعة مع سلامة اللغة بالطبع ونحو ذلك

ولن يخطر لي ببال البتة أن أحمل الناس على القراءة
فقراءة الشعر على وجه الدقة رهينة بالمهل
والمزاج الرائق
ومن قبل
الشعر ذاته وما يحتويه ويجبرنا على التحليق معه

كذا في أمر بلع اللسلان
فهذا على وجه الدقة ما لا يُرام أبدا،
فما يبذل للقارئ يصبح ملكه تماماً
وهو بملء رغبته الذي يحدد متى ولم وكيف يدلف إليه ومن ثم ما يفعل معه وبه،
بمعنى
القارئ هو المالك الرسمي للكتابة حالما بلغته
إذن فالنقطة الأولى واشترك معكم فيها
تبقى هي المحك الحقيقي للقارئ
وكيف يقرأ
شخصياً لم أزل أحب نسخ وطبع (بعض) الكتابات والخروج بها إلى خلوة شرعية
تبيح لي
إقامة طقوس اقتران روحي بها
ومثلك أماه
احتاج إلى قلم ومسطرةٍ طرفيها العقل والقلب للتجاوب معها
إن الكتابة فعل عجيب ساحر أماه
أعشق ممارسته بلا توقف
وأحبه إليّ وأقربه ذاك الذي لم أدلف إليه بعد
لذا فإني لست من رواد أمس كتابتي
تاركها هكذا ربما إلى مستقبل قد لا أكون فيه
فيحمله على محمل الجد من خلفت -إن راقهم-
أو من يحب الآن أو في الغد..
لا أدري

قبل مدة ليست بالقريبة
قمت إلى ما كتبت وجمعته تحت هذا المسمى بعد أن كان يتجول هنا وهناك
تارة وحيداً
وأخرى بمجموعات متفقة أو مختلفة لم ترقني جميعها
وإنما ما جمعته تحت المسمى الأخير هذا (ليس ثمة شيء)
وبالفكر الذي جمعته عليه وفق ما تقدم
أي أنه ليس ثمة شيء في كل هذا وإنما في الذي لم أبلغه بعد
هكذا فضلت رهني للغد أماه














أكثرتُ عليك ولم أقل شيئا كدأبي
أليس كذلك أماه
فعفوك
قدرك هكذا وما بيدك إلا الصبر وما من حل سواه
وبعدين
ريقي نشف وحاتك يُمة
جردل أنقارة ما يحلك
فقومي إلى وضع الكركدي في الماء (بله)
ولا تنسي
سكر خفيف...

وأعيادك المجد
حفظك الله لنا وأبقاك سندا

تحياتي ومحبتي واحترامي

Post: #188
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 11-03-2011, 04:04 PM
Parent: #187

عيدك مبارك وعيد الزوار جميعاً.

أشكرك ان تخصني بالإجابات

والحديث الودود الذي يحمل بعصا من الدبلوماسية يستخدمها

الأبناء دائماً فتسقط ثناءً واعتذار على قلوب الأمهات لا مهرب حياله من القبول.

أعجبني التشبيه بالتشكك في الأداء كما الامتحان ( المقفّل) أو مية مية كما قلت...

وكنت دائماً أشفق على المبدعين..لا يرون جمال فنونهم إلا من خلال عيون الآخرين!

ماذا نسمي هذا؟ تواضُع؟ ربما. أما ربما تحايُل لاستجلاب المزيد من المدح؟ يجوز. أو

ربما هو عدم الرضى والطموح للأداء الأجود وهذا طبعاً هو المُبدع العبقري والذي نظل

نرجو منه المزيد من العطاء.
أضعك يابلة في هذه الدرجة وهانحن نغني....

بُص...شوف .... بلة بيعمل إيه....

نهايته...
وبما اني مافهمت النُص الآخر من الكلام، فلا زلت أطالب بالدواوين!

لك ولمن حولك أطيب الأمنيات بالعيد.

Post: #189
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: ماجدة عوض خوجلى
Date: 11-03-2011, 10:35 PM
Parent: #188

Quote: هُم مثلي/مثلك..
لم نألفْ الإيثارَ،
وأنصبّ جُهدُنا:
للاكتنازِ والاحترازِ والانحيازِ للذّاتِ،
لرتقِ أرواحِنا،
لشهرِ ألسنتنا
.
.
لحين عودة بأذن الله
كل عام وانت وزوارك بالف خير
تسلم يارب

Post: #191
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 11-16-2011, 11:30 AM
Parent: #189

هيه ايتها الماجدة
لا أعلم كم بلغ حجم اشتياقي لكم
ولا مدى غبطتي بأن خصصتني في هذا اللا شيء باثنتين:
أول قطرة من دن جمال حضوركم بعد غياب طال
وزيارتك لهذا اللا شيء ذاته لا مع وعد بالإياب نرتجيه



بالمحبة كلها والاحترام والتقدير إنا في انتظاركم
ولكم منا جميعاً دونما فرز
التحايا والتقدير والمودة
وعنكم نسأل وإليكم نشتاق

Post: #190
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 11-16-2011, 11:23 AM
Parent: #188

أماه
عيدك المجد
وأنت العيد والله


يطرشقُ التقريظُ مخي
كما بالون عبأه الهواءُ

ووالله إني لا احتمله ولا أرفضه فذا ليس بحقي
وكل مسعى الناس وإني منهم لا محالة
أن يطلع الأحباب على شواردهم
ويدلون بدلو كدلوك
نافع



ورحم الله من عرف قدر نفسه
فليس من تواضع أماه
لكنما من إلمام بموضع قدمي أقول
وثقتي مطلقة في أن ما كتبته لا يعدو كونه محض هباء
لعلي قد أقفز يوماً بشعر صاف يستحق أن تدور له ماكينات الطباعة
وتضمه دواوين


ثم
هل يحمل المرء عصاه على أمه
وأي أم
فبك الفخر والجهر
وبك الضوء والسحر
وبك الماء والعطر
....

فكل عام وأنت عيدنا الباهر أماه
تحياتي لروحك السابح والمسبح بجمالها الجمال والألق
مع أكيد محبتي واحترامي لكم جميعاً دونما استثناء

Post: #192
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 11-16-2011, 12:38 PM
Parent: #190

الطريقُ إلى الموتِ



"لي وحدي لا سِواي إذ أوشكُ أن أغادرَني ... فيرتاحُ مني بعضي"






ما الذي يحسنُ فعلهُ!!!
.
.
.
الجاذبيَّةُ تقتنصُ الأنفاسَ،
فتسقطُ إلى علٍّ.

أنجو الليلةَ من خبايا الذّاكرةِ الرّاكِضةِ،
فترتديني أنّى يتنشّقُني الصحو.

الحذاءُ الأليفُ يبتكرُ دُرُوباً،
لا يرتضيها الأنفُ المملُوءُ،
بليلةٍ من صندلِ الغفوةِ.

نسيمٌ يُباغتُ خُصلاتً،
داعبها المشطُ الأشرمُ.

خيالاتٌ ملونةٌ ركِبنّ البحرَ،
واضطجعنّ بأحضانٍ مُجوّفةٍ بالحُرقةِ،
وأُخرى وشوشتْ ريّقَ الأخدانِ،
بطُرُقاتٍ ألفنّ رحيقَ القلبِ.

وآهٍ لأمي في زوايا الدارِّ،
تزرعُها بأسئلةٍ،
وأحضانٍ مُفتحةٍ على الآمالِ،
ترفو الصُورَ بالقُبلاتِ/
غزيرِ الدمعِ.

أطوي صفحةَ الطُرُقاتِ،
كما في الغدِ،
كما الآن.

Post: #193
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 11-19-2011, 10:39 AM
Parent: #192


التقاطاتٌ شارِدةٌ...


"سَيرٌ مُتقطّعٌ بأنفاسٍ مُتهدّجة..."






بدايةُ الالتقاط:

لا يمكثُ طويلاً..
دون أن ينفتحَ،
كأبوابٍ مُهشّمةِ المدى..

هكذا قُدرَ لهُ أن يتسحبَ أسفلَ قدميهِ/
البيوتُ الضيقةُ لا تأبهُ لوُجودِهِ مُحلّقا/
التراكمُ يُوشكُ على نبذِهِ..
لولا التقاطاتً شارِدةً..!!
يعيشُ خارجَهُ بِه/
يتأرجحُ بظُّنونِهِ..
وفيما لا يدّ له،
يتبعُ خُطاه..
ولا يلقى رمادَهُ في المُفترق.



عُصفور...
كيف تَلعقُ رائحتكَ من خِزانةِ الذّاكِرةِ..
تبتهجُ بصوتٍ علّقتُهُ حين حلمتْ راجِلاً،
نضّدتْ لمعزوفاتٍ تلاحقُ الرُّكبانُ ظِلَّها.
....
النياشينُ.......،
الخطواتُ الساهمةُ في أضابيرِ النوايا المُسمّمةِ...
تحسّو بريقَ الدَّهشةِ المُموّهِ من ألبابِ السُمّارِ،
أخبارَ الخنادقِ،
-حين تطوحُ العتمةُ بأنفاسٍ تدنّو من تكةِ "التنشينِ"،
كعُصفورٍ يُفتّشُ الماءَ..
تتجاذبُ الجُثثَ الغِربانُ،
تبدّيُ الأيامُ شياطَها...-
تنتّفخُ، تنتّفخُ...
تُومئُ للجُثثِ الهاتِفةِ،
يتبلّلُ جفنُ التّاريخِ لزيفِ الرّجالِ المُدجّجين،
العسسُ ببلاطِ الشهواتِ/
الطواويسُ خاليةُ العُرفِ...
لا تُنجبيهِ نبيّةَ الرُّؤيةَ في دورةِ التكوينِ كُرةً من العُقوقِ،
تُدحرجُهُ الخطواتُ..





جُنُون
كيف يغَفو..
الرُّوحُ تتلاطمُ نَوافذُها،
اليقينُ بالمِضمارِ أدمّى روحَهُ،
فكَّ رسنَ الكلِماتِ..
كعاقِلٍ جدًّا يُفتّشُ عن جُنُونِهِ!!!





بلّلٌ / وجدٌ / غِبطةٌ / اِحتِمالاتٌ / مِزاجٌ / بريقٌ / اِتِّساع
طوِحي ما أمكنَ للنظرِ..
يجتاحُكِ بحرٌ بالكادِ يُبلّلُ ضفتيكِ.
طوحي..
يحلّقُ الشجنُ خارجَ الرُّؤيةِ..
يلتقطُ الوجدَ كرائحةٍ غائرةٍ بأنسِجةٍ مُهلهلةٍ.
لو جابهتِهِ بديلاً بالمرآةِ..
حدّثكما الوطرُ،
لعلّقتما مراجيحَ الغبطةِ بفمِ الشمسِ!!!
الأحزانُ لا تُبالي بجسدٍ تتقاذفُهُ أنفاسٌ مُتهدِّجةٌ..
فاتحاً كُلَّ الاحتمالاتِ يُولّجُ جراحَهُ في الثُقبِ،
يتمدّدُ بكؤوسِ العتمةِ -عارياً-
ينظرُ بحيادٍ من طرفٍ خفيٍّ،
تأخذُهُ مُلتاعاً مسّهُ الصحو.
ضحكاتُهُ المأزّومةُ تطمرُ هوّةَ المزاجِ الكفيفِ،
تُصادرُ أشلاءَهُ المُمزّقةَ بذهنٍِ لا يأبهُ.
لا يعرفَ المكانَ المُكتظَّ بِهِ،
فقط كان هُناكَ،
يتبلّلُ بصفحةِ الماءِ.
تمطّتْ الريحُ،
غطّتِ الكونَ ألوانُ غفوتِهِ!!
يُداعبُ لغةً مُبهمةً،
لكنها أفصّحُ مما أفسحهُ الشعرُ!!




وحشةٌ و موتٌ
على قميصِ المساءِ خرّتِ الآهّاتُ تصعقُ وحشةَ الغريبِ،
وبينما الموتُ مُنفرداً تدحرُهُ جحافلُ الأحزانِ المُدجّجةِ..
يُمكنُهُ الظفرَ بصنوِهِ المُوحشِ الهائمِ بلا حيلةٍ تُذهبُهُ باتجاهاتٍ مُخاتِلة.





يباب
الأحاسيسُ العاريةُ خاصرتْ أصابِعَ جرداءَ،
بدتْ هُلاميّةُ الخطواتِ في وادٍ أشرمٍ.





فِرار
ينظُران إلى الطريقِ المُنبعجِ،
قبل الفرارِ الأَخيرِ..
ليقطفَ من بستانِ الماءِ أريجَهُ،
تُخلّى الحسراتَ!!




وردةٌ نازفةٌ
كُلما أدّعتِ الوردةُ نوالَ اللّمسِ
تبرّجت وتدلّت في الخُطى لاهية

يتبّعُ خيطَ الظِلِّ/ مُحترِساً /
بيدٍ يمكّثُ في اللونِ،
وبإصبعٍ يُلملمُ أورِدةَ النزفِ الداوية

يرومُ مُلاطفةَ أنفاسَها الساقطةَ بأقبيةِ الجُرحِ
تديرُ طواحينَ الدّفقِ لتبذرَ في أرصفةِ العنتِ أجِنّةً حائِرة

يسعفُها صدرُ الصبرِ حتى يُدخلُ بشحمةِ النبيذِ أجندةَ الرسمِ
من تهاويشِ الوقتِ الدائرة


* مداخلاتٌ مع الشاعر: حنا حزبون بـ "أوْهامٌ صَغِيرةٌ.........أوْهامٌ لها"




نِساءٌ يتبرّجن بالذاكِرة/نِساءٌ جاحِظاتُ الرغبة
بنارِ بهجةٍ آفلة

شاحِبةٌ...
يحجّبُها عن الوطرِ:
وطرٌ..
بلغتْ شمساً
تسترُها الأوهامُ

عاشِقةٌ...
من سماءِ الرجفةِ...
هبّطتْ...
إلى...
.
.
ساحِ الروغان.


مسار
جفنُها المُبلّلُ برغباتٍ خرساءٍ،
يُومضُ تحت سياطِ الوقتِ...
ولا بابَ يُدقُّ أن تعدّى الزمنُ السافِرُ على قسماتِ الروح.


ندى
طاشْ السهمُ المارِقُ من وجهِ الندى النّشوانِ،
بحُفرِ الصمتِ الخائبِ في حانِ النسيان.


فرقعةُ مشهد
تتلوَّى في أطرافِ أزقّةِ النزقِ،
وتُلقّي في رِمشِ الليلِ،
فرقعةَ لُبانٍ أهوجٍ.
رآها...
تُكسّرُ الطريقَ والوقارَ،
بطقطقةِ خُطواتِها.
ترشُّ بالنبيذِ خصرَها المُلتهبَ.
عبّْ وِطرَهُ،
وصفقْ بحسراتِهِ النافذة.


أحلامٌ عارية
لما تدلتْ إليهِ في أحلامٍ مُثمرةٍ،
تبلّدتْ أعطافُهُ،
ضجّْ بالخجل..


ولوج
نديةٌ كنشيجِ عشقٍ رفرفْ بالروحِ،
أمطرتْ الجسدَ باخضرارٍ،
حنًى وترَ الليلِ.


شيخوخة
مشطتْ الأورِدةَ بضوءِ الروحِ،
تهدّلتِ الرغبةُ تحت رداءِ العتمةِ،
شاخْ الوجدُ.


مأدبة
لو أن لليلِ صِلةً بقفزاتِ البرقِ،
تُوِّجَ كُلَّ رحيقِ الصمتِ على مأدبةِ الرسم.


غواية
كالشمسِ يُكثّفُ حنوَّهُ،
لتقطفَ شتلاتُ الرعشةِ قُبلاتَ الغواية





نساءٌ واحدةٌ في أَردانِ اللونِ:
فردنْ ظُهورهِنْ بأسِرّةِ الوقتِ
أغفى الليلُ دونهنْ
مالْ الوِشاحُ
.
.
.
سرقنْ الضوءَ من حدقاتِ الرياح

Post: #194
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 11-20-2011, 09:25 AM
Parent: #193

دحـــــــض





مُرادِفةً للثُقبِ تقتربُ المسافة.
تواريتُ بخِفةٍ بـ أُكرةِ الرُّوحِ،
انبريتُ عابِراً من تماهِ الضوءِ،
لفرطِ الانتباهِ ..
المشدود بلا آخر،
مخروطي الهيئة،
لا يستحم إلا ببعضِ الهمهمةِ،
النزوةُ تتلو الانبهار،
تراتيلُ الغناءِ: قطرات الألقِ المستفيضِ،
خارِقاً قرصاً يُحاكي:
أسفنجةِ الأملِ الخاويةِ المُصوبةِ نحو
قُرصِ الشمسِ،
لا تنطفئ..
بكلفٍ تتقبلُني،
خفيفاً كيد الله،
تُربتُ على الاحتدامِ..
لا استبين!!
.
.
.
هاجسُ الاحتمالِ:
أغنيةٌ تمشطُ هدبَ الانتظارِ..
محتقناً من تضادِ الأرضِ،
هائماً بين الرؤى،
تفاصيلِ التكوينِ..
منشدهاً حدًّا يُبهتُ اللمسَّ..
تلمحُ إن تجرأتَ ونكأتَ الجُرحَ والتأمتَ:
تصاويرَ شدهتي
-خرقةٌ باليةٌ أُضمدُ بها هالاتَ الانبعاثِ-
.
.
.
لا تُلازمني فقد يتبقى للفردِ –فرضاً-
إرهاصاتُ اقترانٍ،
بالرُّوحِ لا العربيدَ مُكتنزاً/
متجاوراً..
يبرزُ فوق صدرِ أُنثاي..
سأودِعُ قُبلتي،
أتذوقُ طعمَ الرَّشفِ عندما يحتضنُ الطريقُ:
نزقَ الجسدِ الهباءِ..
لأتدحرجُ مُنبعِِثاً من المنبتِ الخفيِّ،
مُرتطِماً ببعضي..
قبضتي شُهباً وأنفاسي تهجدّ الرِّيحِ،
مُتدلياً –سلفاً- أسفلُ التنقيطِ/
همزةُ الوصلِ بين الاقترانِ / التضادِ
/ بعد عين
.
.
.
سأفقأُ الآن كفي،
لأبعثُ من جديدٍ زِفافَ الارتحالِ،
مُقتبساً براءةَ المدِّ،
زاجراً للمسارِ،
تتطايرُ شرراً حِدةُ الاسترسالِ..
مُتشكلاً بالنبوءاتِ بعثاً لا يحتملُ الإيماءَ،
دحضاً لتصريفِ الرَّشقِ/
دندنةً/
نبتةً.
أساويه انتباه
.
.
.
ليقتربَ الانزلاقُ...
20/6/2004م


Post: #195
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 11-20-2011, 09:32 AM
Parent: #194

خُطى الهباءِ



.
.
.
وهل بعد ذلك،
يمشي الغمامُ..
ليبذرَّ في الأرضِ:
طعمَ الضياء..

كأني رأيتُ الدَّماءَ،
تخضبُ وجهَ السماءِ،
تغزو المساء..

رأيتُ النهاراتَ،
كفتْ شذاها،
لتغشى الفناء..

رأيتُ البحارَ،
غاضتْ،
.
.
.
وضجّ الهباء..


Post: #196
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 11-23-2011, 10:42 AM
Parent: #195

هرولة



لا أُهرولُ خلف ذا وذاكَ
لكني لمن أٌحبُّ أتذاكَ

أنزعُ روحي من السمواتِ
لتبقى فداكَ

وأنت صفي الرُّوحِ
يا من أشعلني نداكَ
.
.
.
هل قُلتَ يوماً
لماذا
-وإن مِتَ-
أراكَ..


Post: #197
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 11-23-2011, 10:51 AM
Parent: #196

فيما يتفتقُ النَّزقُ


تمامُ الجُلوسِ بقُربِها..
نشيدُ أُمٍ لهدهدةٍ..
وطِفلٍ يُعاندُ شُرفَ النُّعاسِ..
تمطى النَّهارُ لظلِها،
فهل بشمسٍ ضبابيةٍ،
وسُكرٍ حلالٍ،
يُقالُ:
لامرأتي
مدارٌ
وعرشٌ كحيلٌ
ولي في غارِها
عُشبٌ ونار..



لأي الجهاتِ حِمىً،
وأفاق سعدٍ زلال..


Post: #198
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 11-23-2011, 11:09 AM
Parent: #197

أحذيةٌ تالِفةٌ لذاكِرةٍ حافية



1/
ليس للتناهيدِ من جوربٍ..
ثمة ليلةٌ ونافِذةٌ للشغبِ،
وامرأةٌ تتوارى بين نهديها الطاعِنين:
رغبةٌ نافِرة..

2/
أخبرتُها حين استدارتْ بحُسنِها المُثيرِ..
بأن صوتها يشدُّ لثغةَ الطيورِ في دمي،
وأن رعشتي القتيلةَ أخبرتَها بليلتينِ في الشخُوصِ والسؤالِ..
عن غفوةٍ جذبتُها للظفرِ بالمنام!!

3/
بذاكِرتي:
وجعٌ مُحترقٌ وبقايا أُغنيةٍ،
وعِطرُ امرأةٍ خضراء..
بيديّ الزاهِدتينِ،
أبِحتُ ضفائرَ ضحكتِها للضوءِ،
فانسدلتْ إغماءاتُ الليلِ الصاخِب..

4/
قطِبْ جبينَ الرَّائحةِ،
وانتدِبْ هَزلاً لمرآةِ النضارِ،
تلقى في الهزيعِ:
غِبارَ ضحتِكَ الفسيح..
ولطالما فُتِحَ السّرابَ لأوديةِ الخيالِ،
كيما تمتطي في البؤسِ:
مسرحَها الكسيح..
ولأنها بالكادِ يا ربــــاه،
تحقِنُ أدمعي،
وتميلُ بالقلبِ إلى أُفقٍ شحيح..

5/
في الشهوةِ المُخبأةِ بابتِسامةٍ طارتْ إلى جسدِ الفتاةِ اللعوبِ،
دسّ المأفونُ لُعابَهُ الزئبقي في سجادةِ الوقارِ..
وما مِن أصبعٍ أشارَ إلى نواياه اللولبية!

6/
الحبُ لا يخفي وجههُ الطاهِرَ في عتمِ التنائي،
حين يكتسحُ الورى ويشدّ أوتارَ التداني..

7/
البيتُ المسكونُ بوحشةٍ فاحِشةٍ،
تصدعتْ روحُهُ وقضم الصدأُ أركانَهُ..

8/
الشِّعرُ لا يطهو بيتاً بنافِذةٍ وضوء..!!

9/
مُتخفِفاً من نظرةِ الشفقِ المُهروِلِ،
صوب فاهِ الحُلكةِ الرَّعناءِ..
أرسو في اخضرارِ الضحكةِ البِكرِ،
يملؤني الحبور..
مالي إذا شقّ النّهارُ بنفحةِ الضوءِ الكفيفِ:
مسارَهُ..
أتقنتُ دسّ الخطوِ،
في رمسِ النسور..
لنهلتُ من ريقِ الحدائقِ:
عِطرَها..
وكففتُ كفي،
عن مُنازلةِ الجسور..

10/
تحمِلُّ أكتافُ عبراتي،
عِباراتي..
إلى حيثُ يربِضُ القصيدُ،
في عليائِهِ ناثِراً للرُّعاةِ،
المعاني..
أُبعثِرُ ذكرياتي بحيطةٍ،
وأجنحُ في درءِ الأماني!!

11/
في وِهادِ السلامِ،
مِلنا إلى ماءِ اليقينِ،
فغطتْ ثرانا:
اللحى الخائبة..
بعضٌ من ضِعافِ النفوسِ،
يُلجَمونَ الأرواحَ بالعبوسِ،
يؤلِبونَ القلوبَ،
بضحكاتِهم الهازئة..
ما أبشع أن يقبعَ في الخُطى:
الخُنوعُ..
تتوارى عن صراطِ الشمسِ:
المرايا العابئة..


Post: #199
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-03-2011, 12:06 PM
Parent: #198

أغطيةٌ لذاكِرةٍ استوائيةٍ




1)

الأيامُ التي مشطتْ قلبي بهراواتِها،
تهدلتْ بالغُبنِ على غِبطتي الزائفة.
لا افتعِلُ الضحكَ ودواخِلي كمِرجلٍ،
تهدهدُ ذكرياتي الغابِرة.

2)

فيما أمي تعالجُ موتي المُتتالي بجرعاتِ الحنين
قضتْ على وحشتي وألبستني فراءَ اليقين

3)

عمدني بدءُ العُمرِ باللامبالاة وأنزلني في سهوِ السنا
لأحشو رأسي بالسقمِ المدرسي
بينما في قُمقمٍ خفيٍّ يستدقُ رمحُ الكتابةِ
فاخسرني بالضنى...

4)

وحالُ هِرةٍ لئيمةٍ مجتِ الحليبَ بدعوى النجاسةِ
فاصطكتْ عظامُها ماتت من التهريجِ
كحالِ بلدتي العظيمةِ
تمقتُ الساسةَ فيغشاها الجهلُ والنسيانُ
وفي أغلبِ الظنِ التعويجُ والخساسة

5)

دائماً أوارِبُ النوافِذَ القصيةَ فيتسعُ سناها يلملمُ الأظافِرَ الشقية

6)

بيد أن الريحَ سلتْ سِحرَها
تنفسَ المساءُ رمادَهُ
وبدأ الندى يتمنعُ

7)

أسافِرُ في العامِ مرةً لأُنعِشَ ذاكِرةَ الرحمِ
لكنما القربُ عادةً لا يهشَّ لذِكرِ الشدمِ

Post: #200
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-03-2011, 12:14 PM
Parent: #199

بنتٌ لما تباهى القمرُ



في روحي أنتِ..
بنتٌ لما تباهى القمر.

أنتِ تحدثين الصمتَ بضوءِ عينيكِ..
يلين الحجر.

والقلبُ حين يضطربُ من هلالٍ..
استحلى إيابي السهر.

وساعِداكِ
-على ضعفٍ-
تشكمان الرياحَ،
فيتطايرُ رذاذُ البهجةِ والأنسُ حولكِ
ولا يتحركْ موجُ ليلكِ الحريرِ
فتتبعثرُ أوجاعي برشقِ خُصلاتِهِ السحر

فأنا...
كساقيةٍ مُعطلةٍ
يصطفيني ولا يبلغني الوتر

13/9/2006م

Post: #201
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-06-2011, 09:11 AM
Parent: #200

فُستان...



"إلى فُستانٍ مُعلقٍ بمشجبِ ذاكِرتي وأشجاني"



أرقني قطعاً فستانِك
النقشُ الظاهِرُ في كبِدِّه
عاينتُ الساعةَ مشيته
في قلبي خازِنَ ضحكته
وزعتُ بروحي ألحانه
ما أزهي فورةُ ألوانه


أرجحني قطعاً خُلخالِك

يتلوى في الماءِ رسمي
يشتاقُ إلى الطبلِ ناري
والساحةُ تصحو لكناري
ما أشهى قُبلات خيالِك
غطتني سِحراً ودلال
عبأتني ألقاً ومجال


لا زِلتُ أُفرِزُ ألوانِك

Post: #202
Title: Re: ليس ثمة شيء..!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-06-2011, 09:21 AM
Parent: #201

أهــــازيجٌ لا تهــــــدأ


لنُسقِطَ اليومَ على الدَّفوفِ:
أجندةَ الكفوفِ..
نرفعُ زهو الصفوفِ المستنيرةِ،
لأعلى السنديان.
نُراقِبُ شجبَ الأراجيفِ الصموتِ،
بداخلِ قلبٍ تمزقَ،
وفاض كسيلٍ سما..
وعفّ الزمانَ المُتخمَ بالرضوخِ،
اصطف وراء الهذيان..
حِذا الغليان.
نُعلي النداءَ المُهانَ،
بفوقِ التشبثِ بالظل البغيضِ،
المُدان.
...
بحتُ بأني أحبذُ أن نُسقِطَ،
على الدفوفِ:
الأجندةَ..
لنرفعَ أزيزَ الرُّوحِ الغارقةِ،
في انتصابِ التشدقِ..
يدميها انتعالُ الانبهارِ،
والصمتُ والانكسارُ..
اليومُ/
وبعد الآن.
...
حتَّام الصمت يتضمخُ بالتمعُنِ،
يصلبُ الفكرُ وردَ التأملِ،
فنسرِجُ للذئبِ نحو فرائص الفريسةِ القصيّةِ/
المُجنحةِ/
المُستساغةِ/
الطريةِ/
الطريدةِ خارجَ الوطنِ...
عينين.
صمتٌ وانقيادٌ..
توهان!!
...
بحتُ بأني أحبذُ أن نُسقِطَ على الدفوفِ:
الأجندةَ..
لنغري التّنصُلَ بأن يزيحَ عن كاهِلِ الطريقِ:
التوسلَ..
ولندُّقَ في تناغمٍ بهيجٍ على أزقةِ الأنوفِ،
كي تشتّمَ أجيجَ طارقي الصمتِ،
حاسري الرؤوس للمقصلةِ..
مُكثفو شُعلةَ الاقترابِ من أشعةِ،
الاقتران.
...
زُّلتْ قدمٌ في ردهاتِ برجِ الشِّعرِ العاجي،
وسقطْ..
تناثر في أتونِ الرُّوحِ قصيدٌ،
يهزجُ..
أبياتٌ مُشيدةٌ بالأملِ القلِقِ المُرتبِكِ المُرتابِ.
وأخرى..
بالشوقِ النزقِ تهادتْ فوق جحيمِ الأرضِ،
تطفئُ نارَ الطاعونِ المستشري في جسدِ المأجورِ المأفونِ/
الإنسانِ..
الهامِدُ في جثتهِ،
يقتاتُ اليأسَ المنحدرَ للأسفلِ..
بالصولجان.
...
هل بحتُ بأني لا أحبذُ أن نُسقِطَ على الدفوفِ:
الأكُفَ..!!
فثمة أفقٌ قد يلوحُ بين قصاصاتِ الاحتراقِ..
وثمة ترفٌ سيمتشقُ شِقَّ القناديلِ المنتفضةِ،
لـ تضيءَ أسفنجةَ الذاكرةِ،
وتهيّجُ اللعابَ كي يهجرَ الفاهَ اللعوبِ،
إلى خارجِ الأكوان.
...
إثمُ البعضِ اقترابهُ من الشِقِّ..
أو اقترابُ الشِقُّ منه..
إثمُ البعضِ الانزواءَ تحت
السنديان.





لـ نُسقِط السنديانْ
10/10/2004م