Who let the dogs out?

Who let the dogs out?


02-26-2006, 11:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=346&msg=1190090757&rn=8


Post: #1
Title: Who let the dogs out?
Author: mustafa mudathir
Date: 02-26-2006, 11:34 PM
Parent: #0


بينما كنت أتسلى بتمزيق بعض المطبوعات والنشرات التي لا تفتأ تتراكم عندي في الصيدلية، وقع بصري
على مجلة صغيرة يصدرها صيادلة مستقلون عن التنظيمات المهنية. حدست أنها من النوع الذي تجد فيه ما
هو مختلف عن التيار العام الزاخر بالإنفوميرشيالات البغيضة في أغلبها.
المهم وجدت واحدا فيهم كاتبا مقالا ساخرا حول كيفية تحصيل أموال إضافية للصيادلة عن طريق فرض رسم خدمات
معرفية cognitive fee كون الصيدلي لا يقدم الدواء فقط بل هو يتبرع لك، أقصد للمريض، بمعلومات في سياق
شرحه للدواء من النوع الذي لا يسمح لك الأطباء بمجرد الحلم بالحصول عليه داخل عياداتهم. بمعنى أن الصيادلة
أكثر جماهيرية وأسهل وصلا من الأطباء. ويسخر من ويفضح كذلك دور شركات التأمين في تحصيل أموال طائلة من
المؤمنين على صحتهم عن طريق إختراع أو إعادة إكتشاف أمراض أو مخاطر صحية. ولفت نظري أيضا إهتمامه بضرورة
إستثمار اصحاب الهوايات مثل مربي الحيوانات الأليفة. فالرجل تحدث عن أهمية تفعيل مادة ضريبية مهملة تفيد
بتحصيل نسبة مئوية معتبرة من الوصفة أو الروشتة المكتوبة لحيوان.
إزداد تركيزي على المجلة وإبتعادي بها عن جهاز تمزيق الورق لما بها من أفكار "ثورية" وإن بدا هذا الوصف
العالم-ثالثي مفزعا حتى لمحرري المطبوعة أنفسهم!
كانت مساعدتي قد عادت لتوها من البريك فقلت لها: أكاد أشتم رائحة سيجارتين وليس واحدة!
ضحكت وقالت: صحيح. تعلم أن اليوم الخميس. كثير من العمل ينتظرني.
قلت لها وأنا أسحب الالة الحاسبة إلى قربي: لكل كلب يومه.
نظرت اليُ بتعجب. لم تفهم ماقلته. وصمتت تفكر. لعلها عادت تذكر حديثنا بالأمس، عندما حكت هي عن الكلاب في
بلادهم ووصفتها بأنها جزء من مقتنيات الفقراء التي يصعب الحديث عن فائدتهاوأن الكلب يعامل هناك بعادية
مثل، لدهشتي لانها ذكرتني بها، الدجاجة. وحكيت لها أنه إن كان للكلب ميزة في السودان فهي أنه يعيش مثل
حياة البشر الحزينة ولكن برضا كلبي جم وأنه حتى الشعراء قالوا عنه إنه صبر على المكاره ف" حتى كلبنا
أكل جرير" كما قال محجوب شريف، أقال الله عثرته.
ثم حكيت لها تلك القصة الضرورية التي تقول إنه في بعض مناطق الجوع المستوطن وأحيانا في أطراف العاصمة
فإن الكلب حفاظا منه على اداء واجبه التاريخي في النباح فأنه يتوسل إلى ذلك بأن يضمن حائطا يتكأ عليه
قبل أن ينبح.
لكن القصة التي قذفت بها بعيدا عني، بتوقع القئ أو الإختناق، فهي قصة تلك الكلبة المسنة والحبيبة لكل
أهل البيت كما الحبوبة وكيف أننا يوما تسابقنا لدخول الأدبخانة لكننا فوجئنا بصوت من داخلها يعلن: إحم.
فتراجعنا ننتظر متعاصرين كالعتٌان.
وبعد شوية ومن دون جر سلسل أويحزنون خرجت الكلبة العجوز من الأدبخانة وهي بالكاد تمشى نحو ظل النيمة القريب.
في الوهلة الاولى التي شاهدناها فيها قلنا: بس بكسر الباء. دي ما "لاسي". كأنما هي حاجة فلانة أوغيرها من
العواجيزالشبحيات اللاتي ننسى كثيرا أنهن لا زلن حيات. لكن الوجوم وحده لم يكن كافيا فبدأنا نصرخ بأن هنالك
شيطان في الأدبخانة.
توصلنا أنا و"يوفرسينا" Eufrecina، وهذا إسم مساعدتي اللاتينية التي طالما قلت لها إنك {تفرسينا} فعلا بالضحك،
توصلنا لإستنتاجات معقولة حول الكلاب وأنها في العالم الثالث مخلوقات تالية للبشر دون وضع خاص، على الأقل في
المستقبل القريب، ذلك لان البشر أنفسهم ليس لهم الوضع الخاص بالبشر.
ثم سألتها بخبث توجست هي منه: هل حضرت ذلك الدواء الاسبوعي؟
فأشرق وجهها وهي تقول بذكاء: أوه. الان فهمت قولك أن لكل كلب يومه. إنه جاهز في الثلاجة. أنت تعلم إذا
حضرت تلك السيدة ولم نناولها له من الثلاجة فإنها تفتح علينا أبواب الجحيم وترفضه. ألا تذكر؟
قلت لها: بلى. ولكن ربما كانت هذه اخر مرة.
وشرحت لها أننا بإضافة الضريبة التي إكتشفتها سوف يصعب على تلك السيدة أن تدفع قيمة الدواء وبالتالي
ربما توقفت عن صرفه وأراحتنا من تذكر أحوال البشر في بلادنا. كان سلفادور كان سودان.
قالت لي: يا حرام. ثم غطت فمها كأنها تلحق بالحديث لا يخرج منه. أيقنت أنها تكندنت Candianized
ولكنها تجاملني.
ووسط ضجيج الارقام التي أعدت حسابها، سمعتها تقول بصوت ثقيل كأنه صوت العقل:
صحيح أنهم يصرفون كثيرا من الأموال في أمور فارغة. خمسمائة دولار اسبوعيا؟
ثم أضافت كأنها تطعن في صحة فكرتي: ولكن صدقني، ستدفعها فهي غنية.
حضرت في تلك اللحظة السيدة المخملية ذات الأصول الاسيوية والمتكندنة بامتياز وكنت دائما أعجب كيف أن
هذه الصيدلية يرودها بعض الأغنياء المتغطرسين بينما روادها الأساسيون هم المستفيدون من برامج الرفاه
الحكوميةWelfare أو " الويللي" كما يقول السودانيون. أيكون هناك أغنياء مضروبين؟ يعني على العلينا؟
ناولتها يوفرسينا الدواء برجفة ظاهرة.
تأملت السيدة الخمسينية الفاتورة بغضب وسألتني دون أن تنظر إلىُ:
هل هذا نظام جديد؟ أليس هناك رحمة.......لهذه المخلوقات الجميلة؟
وجدتني أسألها بقلق أحوٌل به أتجاه الغضب الذي حاول أن يقتحم الموقف. الغضب من كون خمسمائة دولار تصرف
اسبوعيا على....
- دوبرمان. هل هو دوبرمان؟ كلبك؟
سألتها.
قالت لي ساخرة وقد بانت أنيابها: دوبرمان؟ إنه بيتبول يا عزيزي.
إقشعر بدني، لقد قتل كلب بيتبول صاحبه السنة الماضية في الجوار مني.
أضافت السيدة وأنا غارق في تأمل المصير الفظيع الذي ينتظرني: على أي حال سأدفع أنا
وأحرر خطابا بذلك.
ثم جذبت عقدها الماسي لتعبث به وقالت: "طبعا منظمة حقوق الحيوان التي ستعيد
لي كل هذه المبالغ سيناقشون معك هذا الأمر بعد أن يطلعوا على الفاتورة. أما أنا....."
وإتكأت على شخص أبيض كان معها ولم أره إلاٌ تلك اللحظة،
"فلا وقت أضيعه هنا."
ولم يأخذ مني زمن أن أكتشف أنني قد أحتاج أن أجد منظمة لحقوق الانسان في الجوار.
WHO LET THE DOGS OUT WOOF WOOF WOOF WOOF


يمكن قراءة مزيد من هذه الحكاوي تحت عنوان "حكابات مواطن جديد" في موقع سودان فور أول.

Post: #2
Title: Re: Who let the dogs out?
Author: mustafa mudathir
Date: 02-27-2006, 08:33 AM
Parent: #1

@

Post: #3
Title: Re: Who let the dogs out?
Author: mustafa mudathir
Date: 03-01-2006, 08:36 AM
Parent: #1

+

Post: #4
Title: Re: Who let the dogs out?
Author: سامى عبد الوهاب مكى
Date: 03-01-2006, 08:51 AM
Parent: #1

سرد بديع

.

Post: #5
Title: Re: Who let the dogs out?
Author: bayan
Date: 03-01-2006, 09:13 AM
Parent: #4

جميل
كعادتك....

تحية لك,,,,

Post: #6
Title: Re: Who let the dogs out?
Author: mustafa mudathir
Date: 03-01-2006, 08:56 PM
Parent: #1

أهلا سامي عبدالوهاب مكي
شرٌفت يا أخي ومشكور على الزيارة
بيان
كيف حالك؟
عارفة؟ وما طالباني حليفة قصة الكلبة القالت إحم
دي هي الشئ الوحيد الحقيقي في الحكاية أعلاه
وللان لٌما نتلاقى نحن الهسع بقينا ناس كبار (كبار
شديد، أظن) ونطرا القصة دي نحتار دون حسم للغزها وإننا
ما قدرنا نقنع الكبار وقتها (اللي هسع دي قضوا)
إنها قصة حقيقية وإننا سمعنا قولة إحم وما كان فيه زول
غير الكلبة.
حتى فينا واحد حجا بسبب القصة دي وواحد تاني درس
البيطرة و و
غايتو كان ما مصدقيني ما ح أحكي ليكم قصص أخرى حقيقية
مثل الكلبة التي أحبتني حب جد زي حب البشر أو حب الشحيح للمال
أو مثل قصة الكلب الذي إنتحر لأن الكلبة التي أحبها مش لم
تبادله الحب وبس بل أحبت كلبا غيره.
وقد شهدت واقعة إنتحاره وقمت بدفنه دون غسل لأنني لم أعرف
كيف يكون غسل الكلاب أو الحاجة المعادلة لهذا الطقس البشري
عند الكلاب ولم يسعفني صديقي الذي تبٌحر في البيطرة لأنه للأسف
فقد عقله تماما وصار بيطقع وحريف كمان في الطقيع
وحاجات بالشكل دا

أوعى تقولوا لي ما مصدقينك
لاني ح أعرف قاصدين شنو وبالتالي ح أتغاتت وأحكي
ليكم قصة النمل الحج في لمبة أوسرام ظنا منه أنها مكة.

Post: #7
Title: Re: Who let the dogs out?
Author: mustafa mudathir
Date: 03-22-2006, 01:09 AM
Parent: #1

شاهدت بالامس بت بول بعد إجراء حراجة
له في الكلية. اللعنة.
لقد أحسست بنوع من التعاطف الطيٌار
أنا لست بيطريا بالمناسبة

Post: #8
Title: Re: Who let the dogs out?
Author: AlRa7mabi
Date: 03-22-2006, 02:16 AM
Parent: #1

هذا سخاء.. وكرم منقطع النظير
وسط كل هذه الفوضى والضوضاء .. والإنصرافية
ترمي بهذا الصيد الثمين ..
وكأنك تجمّل قبح هذا المنبر .. بهذا السرد المدهش المربك
والذي لا يخلو من ( قوة ) عين يتحاشاها كثير من الكتاب

وجدت متعتي هنا بالجد
فدعني ارفع القبعة تحية لك أستاذ مصطفى

Post: #9
Title: Re: Who let the dogs out?
Author: tmbis
Date: 03-22-2006, 10:37 AM

د. مصطفى ..
تلصصت على الاماكــن ..اتمليت ( فل ) بسيرة اصحابك اولادك السودانيين هناك

الظاهر لي بينا اتفاق قديم إذا ما ( نطيط ) منو
ما تخرب طبع الواحد .. وتزوغ
..
رحمابي ...
يعني إلا يجيبك الانتربول ـ مكتب كندا ؟؟
اكتب ياخ .. خلينا نقدر نطلع من الدوامة دي
حيرت ( سمبرنــا ) معاك ..

Post: #10
Title: Re: Who let the dogs out?
Author: mustafa mudathir
Date: 03-22-2006, 11:37 PM
Parent: #1

هلا يا رحمابي
ليك وحشة وطوٌلنا من شوفة إسمك ذاتو.
أشكرك يا خي على قراءة نصي بهذا
الإهتمام. وعايزين نسمع منك أكثر
أما أنت يا تمبوسي
أولا فشلت لعامل السن في تذكرك
تفاصيل يومية تمت خصوصا في فترات
الحراك بعد الانتفاضة في الموردة.
ولكنك وفي الصورة الخاتيها دي
تشبه لي خشم باب في الموردة أو
العباسية لكن شرطا يكون ما باب حديد
يكون باب صنت وعليه اثار: حجا
مبرورا و سعيا أو أثار كف مخضبة
بدم خروف مسكين أو، ودي محتاجة لروح
رياضية لقبولها، الباب تكون عليه
لطعة من وجبة سمك لفظهاأحدهم ليحل
محلهأ ذلك السائل الداشر وسحري.
ياخي ما تزعل وأنا ح أحاول أصلح
الوصف دا يوميا لغاية ما ينطبق
على الصورة. أو إمكن أحسن تغيرها
ولا أقول ليك خليها. إنها صورة
أم درمانية مؤكدة.