الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني

الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني


05-18-2010, 10:32 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=345&msg=1279871700&rn=12


Post: #1
Title: الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني
Author: Abdul Monim Khaleefa
Date: 05-18-2010, 10:32 AM
Parent: #0

بمناسبة حلول الذكرى الثانية عشرة لرحيل الشاعر نزار قباني، أعيد نشر هذا المقال الذي سبق أن تم نشره في جريدة "الأحداث" بتاريخ 30 أبريل 2008م (وأيضا في بوست متحف الطبيعة والجمال) . كاتب المقال هو الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي، وهو من المعجبين بنزار قباني، ومن متذوقي شعره ونثره كذلك ..

وتعود أهمية المقال لاشتماله على وثيقة أدبية نادرة ، وهي الكلمة التي ابتدر بها نزار الأمسية الشعرية التي أقيمت عند زيارته للسودان في عام 1970م ؛ والتي تتقطر حباً للسودان وللسودانيين . كان الأستاذ عبد المجيد قد احتفظ بتسجيل صوتي لتلك الكلمة في حينها.. وها هو هنا يفرغها كتابة.

Nizar-30.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

الشاعر نزار قباني


كتب الأستاذ عبد المجيد خليفة :

لاشك أن نزار قد خرج من دنيانا حزيناً محبطاً من عالم وصفه بقوله :

"أنا منذ خمسين عاماً أرقب حال العرب ..... وهم يرعدون ولا يمطرون وهم يدخلون الحروب ولا يخرجون ..... وهم يعلكون جلود البلاغة علكاً ولا يهضمون".

وقد أحسن عادل حمودة عندما قال:

"إن نزار من أهم الشعراء والزعماء في العالم العربي وأكثرهم شعبية وحساسية".

أما بالنسبة للسودان فنـزار مسكون بحبه ، كما وأن السودانيين يبادلونه نفس الحب ؛ وهو كلما زار السودان تعلق به أكثر.

بعد زيارته الأولى للسودان عام 1968م، وعودته إلى بيروت قال لإذاعة مونت كارلو أنه بعد لقائه بالشعب السوداني والحفاوة التي قوبل بها لدرجة تسلق العديد من الناس الأشجار ليتمكنوا من سماعه ، ظل يبكي طوال الليل لأنه لم يكن يصدق أن هنالك من يقدره مثل هذا التقدير مما زاد من مسئوليته تجاه الشعوب العربية.

في زيارته الثانية للسودان عام 1970م. عدت إلى تسجيل للليلة التي أقامها بنادي قوات الشعب المسلحة "شارع النيل" حيث قال ما يأتي في مقدمة الليلة:

"منذ سنتين أتيت إلى السودان حاملاً حقائب الشعر والحب ، وبعد أن ودعته وفتحت حقائبي في بيروت اكتشفت ألف عريشة عنب داخل ثيابي واكتشفت على ضفاف فمي ألف ينبوع ماء وألف سنبلة قمح. حين عدت من السودان منذ سنتين لم يعرفني الناس،كان جسدي قد تحول إلى غابة وكلماتي إلى أغصان وحروفي إلى عصافير.

جميع من كلمتهم عن زيارتي الأولى للسودان تصوروا أنكم أطعمتموني عشباًً إفريقياً خاصاً وسحرتموني، وأنكم بمياه النيلين الأبيض والأزرق عمّدتموني، وأن كهّانكم بالمسك والزعفران قد مسحوني. والواقع إن شيئاً من هذا قد حدث. والسحر السوداني الذي حاولت أن أنكره في بادئ الأمر بدأ يتفاعل في جسمي وينتشر كبقعة الحبر الكبيرة على وجهي ووجه دفاتري. وهاأنذا أعود مرة ثانية إلى السودان بشراسة مدمن مهزوم الإرادة يعود إلى كبريته وعلبة سجائره، وبشوق مسحور يعود إلى مغارة ساحره.
إنني أعود لآخذ جرعة ثانية من هذا الحب السوداني اللاذع الذي حارت به كتب العرّافين ودكاكين العطارين. إنني أعرف عن الحب كثيراً ، سافرت معه وأكلت معه وشربت معه وغرقت معه وانتحرت معه، ونمت عشرين عاماً على ذراعيه، ولكن الحب السوداني قلب جميع مخططاتي عن الحب وأحرق جميع قواميسي.

يسمونني في كل مكان شاعر الحب ، ولكنني هنا أشعر أنني أسقط في الحب للمرة الأولى، فالسودان بحر من العشق أغرق جميع مراكبي وأسر جميع بحّارتي. العشق السوداني يحاصرني من كل جانب كما يحاصر الكحل العين السوداء فأستسلم له وأبكي على صدره وأعتذر له عن صلفي وغروري.

هذا عن العشق فماذا عن الشعر؟ في المرة الماضية اكتشفت أن السودان يسبح في الشعر كما تسبح السمكة في الماء وأن السودان بغير الشعر كيان افتراضي ووجود غير قابل للوجود. ثمة بلاد تعيش على هامش الشعر وتتزين به كديكور خارجي، أما السودان فموجود في داخل الشعر كما السيف موجود في غمده وملتصق ومتغلغل فيه كما السكر متغلغل في شرايين العنقود. صعب على السودان أن ينفصل عن الشعر كما صعب على الشفة أن تنفصل عن إغراء القبلة. إنّ قدره أن يبقى مسافراً نحو الشعر وفي الشعر إلى ما شاء الله.

أيها الأحباء..

هذه الليلة الشعرية موهوبة للقوات المسلحة السودانية؛ وتتساءلون ما صلة الشعر بالسلاح ومن يحملون السلاح. وبكل بساطة أقول لكم إن الكلمة لا تكون كلمة حقيقية إلاّ حين تأخذ شكل السيف ، وأنا لا أحترم كلمة تظل ساكنة ومتخاذلة على الورق كأنها أرنب جبان. إن الثورة والشعر يلتقيان في نقطة أساسية وهي إرادة التغيير - تغيير الأرض وتغيير الإنسان. وفي عالم كعالمنا العربي يحاول أن ينفض عنه غبار الجاهلية وغرائز الجاهلية وعقلية الجاهلية ويثور على مؤسسات السحر والخرافة وكل مخلّفات الإقطاع والاستغلال والظلم والجهل والإنكشارية. في عالم كعالمنا العربي خرج من حرب حزيران ثائراً على كل شيء، وكافراً بكل شي، وساخطاً على رداءة التمثيلية ورداءة الممثلين. في عالم كهذا العالم العربي الغارق في دموعه وأحزانه حتى الرقبة تجيء الثورة والشعر ليكنس كل بقايا العصر الحجري وكل حصون التخلف وينسف مسرح الفكاهة القديم بكل ما فيه ومن فيه. وهكذا يلتقي الشعر والثورة في توليد إنسان عربي جديد وفي صناعة عقل عربي جديد وفي زرع قلب جديد لإنسان هذه المنطقة بعد ما حوّل بياطرة السياسية والحواة والدجالين قلبه إلى حطبة يابسة لا تثور ولا تنبض.

وبعد أيها الأحباء ، في قراءتي الشعرية هذه الليلة سيكون مكاناً كبيراً لشعر الحب ومكاناً كبيراً لشعر الثورة، فأنا كما عرفتم لا أقيم تخوماً وحدوداً بين الحب وبين الثورة فكلاهما في نظري يتدفق من ينبوع واحد هو الإنسان. وكما لا أستطيع أن أتصور إنساناً لا يحترف الثورة، فإنني لا أستطيع أن أتصور إنساناً لا يحترف العشق.

إن الحب هو النار التي تضيء كل الأشياء وتطهّر كل الأشياء ؛ وأنا عندما أتحدث عن الحب فإنما أقصد به هذه النـزعة الفطرية في الإنسان لاحتواء الكون ومعانقته ومن هنا يتلاقى حب المرأة وحب الأرض وحب الحرية وحب الحقيقة وحب الإنسانية على أرض واحدة. إن الثورة الكبيرة في تصوري لا تكبر إلاّ بالحب الكبير، والبندقية العاشقة هي أحسن أنواع البنادق. فلتكن هذه الليلة ليلة الثورة وليلة الحب."

عبد المجيد خليفة خوجلي
30 أبريل 2008م

Post: #2
Title: Re: الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني
Author: محمد المرتضى حامد
Date: 05-18-2010, 11:10 AM
Parent: #1

Quote: جميع من كلمتهم عن زيارتي الأولى للسودان تصوروا أنكم أطعمتموني عشباًً إفريقياً خاصاً وسحرتموني، وأنكم بمياه النيلين الأبيض والأزرق عمّدتموني، وأن كهّانكم بالمسك والزعفران قد مسحوني


أستاذنا عبدالمنعم،
حمدا لله على العودة،
أستاذنا عبدالمجيد ، مسكون بالأدب ، وموثق له ، نشكره على هذا
الوثيقة النزارية الفريدة .
رغم اني قرأت في احد دوواينه مقدمة عن ليلة شعرية في الخرطوم
وكيف كان الحضور يرتقون الأشجار وتتدلى رؤوسهم كعناقيد العنب ليستمعوا
إلى شعره ، إلا انني لأول مرة أقرأ النص كاملا ،
نص لايأتي إلا من نزار أخطر شعراء الأرض على الإطلاق.

ياسيدي بالله شوف عبارة ( بياطرة السياسة والحواة والدجالين) دي كيف؟
قرأت له في الثمانينيات كتابا بعنوان ( الكتابة عمل إنقلابي) وهو
كتابات نثرية - ‘لى ما أذكر - جاءت بعد وفاة إبنه توفيق ، كان نثره بحد
ذاته عمل إنقلابي حد الإدهاش.

يا سيدي هذه قطعة فنية أشكر عليها استاذنا عبدالمجيد،
يكفيني أن ينقل لي مقولة نزار:
إنني لا أستطيع أن أتصور إنسانا لايحترف العشق.
يكفيني ذلك.

Post: #3
Title: Re: الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني
Author: Magdi Ahmed Elsheikh
Date: 05-18-2010, 01:51 PM
Parent: #2

Quote: منذ سنتين أتيت إلى السودان حاملاً حقائب الشعر والحب ، وبعد أن ودعته وفتحت حقائبي في بيروت اكتشفت ألف عريشة عنب داخل ثيابي واكتشفت على ضفاف فمي ألف ينبوع ماء وألف سنبلة قمح. حين عدت من السودان منذ سنتين لم يعرفني الناس،كان جسدي قد تحول إلى غابة وكلماتي إلى أغصان وحروفي إلى عصافير.

جميع من كلمتهم عن زيارتي الأولى للسودان تصوروا أنكم أطعمتموني عشباًً إفريقياً خاصاً وسحرتموني، وأنكم بمياه النيلين الأبيض والأزرق عمّدتموني، وأن كهّانكم بالمسك والزعفران قد مسحوني. والواقع إن شيئاً من هذا قد حدث. والسحر السوداني الذي حاولت أن أنكره في بادئ الأمر بدأ يتفاعل في جسمي وينتشر كبقعة الحبر الكبيرة على وجهي ووجه دفاتري. وهاأنذا أعود مرة ثانية إلى السودان بشراسة مدمن مهزوم الإرادة يعود إلى كبريته وعلبة سجائره، وبشوق مسحور يعود إلى مغارة ساحره.
إنني أعود لآخذ جرعة ثانية من هذا الحب السوداني اللاذع الذي حارت به كتب العرّافين ودكاكين العطارين. إنني أعرف عن الحب كثيراً ، سافرت معه وأكلت معه وشربت معه وغرقت معه وانتحرت معه، ونمت عشرين عاماً على ذراعيه، ولكن الحب السوداني قلب جميع مخططاتي عن الحب وأحرق جميع قواميسي.


استاذنا عبدالمنعم

لك التحية والشكر ولاستاذنا الاديب عبدالمجيد مثلها..

وانتم تنثرون درر الحروف لتسمو بنا الي مقام الادب الراقي..

ونظل نحدق فيما تأتون به ولايطاوعنا قلمنا في مجاراة رسم يراعكم ..

فتتسابق حروفنا فرحة للقاءكم فتتوه في حوافر الكلمات ..

ولنا عودة ..

عندما نستنشق سحر حروف نزار قباني وعبير يراعكم الذي اتي بها......!!

.!!


Post: #4
Title: Re: الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني
Author: عبدالحفيظ حسن
Date: 05-18-2010, 02:04 PM
Parent: #3

.

أستاذنا الجليل عبدالمنعم...

عودا حميدا مستطاب....

كنا- ومازلنا - من المعجبين بشعر نزار..
السهل الممتنع...
وكنا نحفظ له الكثير...الذى توارى خجلا...
فى سراديب الذاكرة التى خربها الزمن والمحن.


هذه إحداها: -

ثقافتنا:

فقاقيع من الصابون والوحل

فمازالت بداخلنا

"رواسب من " أبي جهل

ومازلنا

نعيش بمنطق المفتاح والقفل

نلف نساءنا بالقطن

ندفنهن في الرمل

ونملكهن كالسجاد

كالأبقار في الحقل

ونهذا من قوارير

بلا دين ولا عقل

ونرجع أخر الليل

نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل

نمارسه خلال دقائق خمسه

بلا شوق ... ولا ذوق

ولا ميل

نمارسه .. كالات

تؤدي الفعل للفعل

ونرقد بعدها موتى

ونتركهن وسط النار

وسط الطين والوحل

قتيلات بلا قتل

بنصف الدرب نتركهن

يا لفظاظة الخيل

قضينا العمر في المخدع

وجيش حريمنا معنا

وصك زواجنا معنا

وقلنا : الله قد شرع

ليالينا موزعه

على زوجاتنا الأربع

هنا شفه

هنا ساق

هنا ظفر

هنا إصبع

كأن الدين حانوت

فتحناه لكي نشبع

تمتعنا " بما أيماننا ملكت "

وعشنا من غرائزنا بمستنقع

وزورنا كلام الله

بالشكل الذي ينفع

ولم نخجل بما نصنع

عبثنا في قداسته

نسينا نبل غايته

ولم نذكر

سوى المضجع

ولم نأخذ سوى

زوجاتنا الأربع!!



.

Post: #5
Title: Re: الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني
Author: Abdul Monim Khaleefa
Date: 05-18-2010, 08:30 PM
Parent: #4

الأعزاء / الأستاذ محمد المرتضى
الدكتور مجدي
الاستاذ عبد الحفيظ حسن
والأصدقاء ..

لكم التحية والمودة والإعزاز ..ولكم الشكر والتقدير نيابة عن الأستاذ عبد المجيد خليفة لتذوقكم الرفيع لما كتب..

وانطلاقاً من انحيازي المعتاد لمدينتنا الفاضلة، يسرني أن أنقل لكم جزءاً مما كتبه نزار إثر زيارته للأبيض في عام 1969م تعبيراً عن إعجابه بكردفان ( وكان قد قدم محاضرة في نادي الخريجين أثناء تلك الزيارة) :

" لو عادت بي الحياة إلى ثلاثين سنة مضت ، لاخترت أن أعيش في كردفان موطن الهدوء والنقاء والجمال .. ولاخترت أن أعيش في هذه المدينة الحية المضيافة التي تنبض بالحياة - كما فعل السوريون من قبلي. إن مدينة الأبيض حقاً (عروس الرمال)..فإن الجماهير التي التقيت بها في نادي الخريجين وفي المدارس الثانوية بنين وبنات، دع تلك الصفوة الراقية من الشعراء والأدباء الذين التقينا بهم في دار صديقنا الفاتح النور .. شعرت بأنهم يتذوقون الشعر، وأن للشعر جولة وصولة في هذه المدينة الفاضلة الشاعرة."

محبتي
عبد المنعم خليفة

Post: #10
Title: Re: الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني
Author: هاشم محمد الحسن عبدالله
Date: 05-19-2010, 11:07 AM
Parent: #5

أستاذنا الفاضل عبدالمنعم ، لك التحية والتقدير على هذه الوثيقة الجميلة التى نشرها أستاذنا وحبيبنا عبدالمجيد خليفة، فهو رجل حساس فنان الاحساس والمشاعر، تعاملت معه خلال عمله مديرا اقليميا لوزارة الشباب بكردفان فى بداية عهد مايو فكان رائعا فى كل شىء ، الشىء الجميل الذى أبهجنى هو ذكرك للكلمة التى بدأ بها نزار قبانى ليلته الشعرية فى نادى الخريجين بالابيض فلقد كنت من ضمن حضور هذه الليلة التى أبدع فيها نزار ورأيت بنفسى من تسلق الشجر لمتابعة الالقاء الأنيق ، وكان تفاعل الجمهور معه هائلا، وأذكر حادثة صغيرة مازالت فى ذهنى، لقد حضر نزار برفقة محافظ الأبيض آنذاك الادارى القدير عباس فقيرى، وبعد انتهاء الليلة ولما كان نزار والمحافظ يتأهبان لمغادرة نادى الخريجين أندفع أحد الشباب ومن شدة أنفعاله وأعجابه بنزار بدأ بالضرب على مقدمة السيارة بيده بشدة عدة مرات ، كانت ليلة جميلة لا أنساها ماحييت ، تحياتى لك ولاستاذى عبدالمجيد أمده الله بالصحة والعافية ، مع أكيد مودتى .

Post: #6
Title: Re: الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني
Author: د.محمد بابكر
Date: 05-18-2010, 08:35 PM
Parent: #4

تحياتى لاساتذتى الاجلاء عبد المنعم وعبد المجيد خليفه واستأذنهم فى ان اخاطب الراحل نزار فى عليائه بان السودان الذى رايته وعرفت اهله لم يعد هو ذلك السودان وان من لقيتهم فى الخرطوم متلهفين لسماعك قد قضوا اما بسبب الفقر او الجوع او المرض وان من تبقى منهم هو فى حالة لهاث مستمره وراء وطن جعلت منه عصابة الاخوان المسلمين لقمة خبز تلهث وراءها الملايين... لماذا تقلب علينا المواجع استاذى عبد المنعم لماذا تذكرنا بخيبتنا . لماذا تذكرنا باننا مدمنى فشل ولماذا تحفر فى دواخلنا ان الافضل هو الذى مضى.. لماذا تذكرنى شخصيا بأين تسهر هذا المساء وقريبا على شاشة هذه الدار .. وبزيارة صديق عند المغارب وموعد حب فى سينما الصافيه وندوة تناقش الراهن السياسى .يحدثنا فيها الشباب عن مستقبل واعد وندوه يحدثنا فيها التجانى سعيد عن اسباب رحيله واستراحه فى سينما البلونايل يغنى فيها الطيب عبدالله الابيض ضميرك. اين ذلك الوطن من الذى اختطفه واى مصير ينتظرنا ..احيك استاذى واعتذر لهذه اللغه.

Post: #7
Title: Re: الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني
Author: سالم أحمد سالم
Date: 05-18-2010, 10:38 PM
Parent: #6



كنا نهرع إلى المكتبة القريبة من الأميرية الخرطوم لنشتري
كتب نزار .. وعندما لا نجد نجوب مكتبات واكشاك الخرطوم ..

أدمنا قراءته .. وكنا نظن أنه قد أدمن الكتابة لنا وحدنا
خبز وحشيش وقمر ..!

كنا نجد فيه تمردنا بين الطفولة والشباب .. فزادنا تمردا واعيا ..
ثم كبرنا .. وكبر معنا تمردنا .. وكبر معنا نزار قباني ..

نزار نقل العرب مرحلة كاملة وربطهم بالعصر
وانتشلهم من هاوية الهزائم السياسية والعسكرية ..
ومع ذلك لم يجد منهم تقييما لدوره التاريخي كما تفعل شعوب أوروبا مع رموزها

نطمع أن نسمع التسجيل الصوتي لتلك الكلمة .. فصوته لا يقل بلاغة عن شعره

تحياتي


Post: #8
Title: Re: الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني
Author: محمد المرتضى حامد
Date: 05-19-2010, 09:04 AM
Parent: #7

( إن علة الشعر العربي الكبرى هي أن ذاكرته قوية ، والذاكرة القوية بصورة عامة
خطر على الشعر ، لأنها سهم متجه إلى الوراء.. لا سهم ذاهب إلى المستقبل) ..
هذا ما قاله نزار ، وكأنه يلخِّص حال أمتنا لأن المقولة تلك تسري على كافة مناحي
حياتنا وسائر أوجهها لذا نجدنا نتقلب في شقاء الحاضر إذا قورن بماضينا ولايتناقض
هذا مع من قال: إذا كانت لك ذاكرة قوية و ذكريات مؤلمة فأنت أشقى من في الأرض ...،
الذاكرة القوية والماضي الجميل والحاضر الممعن في الفجيعة هو الشقاء المُصَفَّى.
أظن ، وليس كل الظن إثم ، أن نزارا كان يختلط بسكان وادي عبقر من الجن.

Post: #9
Title: Re: الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني
Author: الطيب شيقوق
Date: 05-19-2010, 09:09 AM
Parent: #7

استاذنا عبدالمنعم

لك التحية والشكر ولاستاذنا الاديب عبدالمجيد وهو ينقب عن هذه الدرر واللآلي .

Post: #11
Title: Re: الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني
Author: Abdul Monim Khaleefa
Date: 05-21-2010, 01:00 PM
Parent: #6

Quote: الشىء الجميل الذى أبهجنى هو ذكرك للكلمة التى بدأ بها نزار قبانى ليلته الشعرية فى نادى الخريجين بالابيض فلقد كنت من ضمن حضور هذه الليلة التى أبدع فيها نزار ورأيت بنفسى من تسلق الشجر لمتابعة الالقاء الأنيق..

Quote: لماذا تقلب علينا المواجع استاذى عبد المنعم لماذا تذكرنا بخيبتنا . لماذا تذكرنا باننا مدمنى فشل ولماذا تحفر فى دواخلنا ان الافضل هو الذى مضى..

الأعزاء / الأستاذ هاشم محمد الحسن
الدكتور محمد بابكر
تحياتي ومودتي

شكراً لك أيها الأخ العزيز هاشم وأنت تروي لنا شهادة حية ونابضة للليلة الشعرية التاريخية للشاعر نزار قباني بنادي الخريجين بالأبيض..خاصة وأنك كنت من الحضور الذين احتفوا بنزار في مدينتنا العظيمة.

ومعذرة أخي الدكتور محمد بابكر إن كانت ذكريات الزمن الجميل قد أثارت فيك كوامن الشجن..
لا أريد أن أزيد من مواجعك بأن أصف إليك ما آل إليه حال مدينتنا التي وصفها نزار من خلال كلماته الزاهية قبل أربعة عقود بـ (المدينة الفاضلة الشاعرة)..

في زيارتي الأخيرة للأبيض افتقدت يسر العيش والدعة والطمأنينة التي كانت طابع أهلها .. افتقدت البهاء والجمال والخضرة والنسق.. افتقدت الصوالين الأدبية.. والأنشطة الثقافية الزاخرة في نادي الخريجين ونادي الأعمال الحرة وفرقة فنون كردفان، والجمعيات الأدبية في المدارس والأحياء.. افتقدت المزاج والرغبة في قراءة الشعر أو الاستماع إليه..
ولكن - رغم ذلك - لنبقي على عبارة نزار قباني (المدينة الفاضلة الشاعرة) ، ليس فقط كشهادة تاريخية، بل كعامل مشجع للثقة في المستقبل، والأمل في نهضة قادمة..
محبتي
عبد المنعم

Post: #12
Title: Re: الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني
Author: Abdul Monim Khaleefa
Date: 05-21-2010, 01:46 PM
Parent: #11


Quote: نطمع أن نسمع التسجيل الصوتي لتلك الكلمة .. فصوته لا يقل بلاغة عن شعره

Quote: أظن، وليس كل الظن إثم، أن نزارا كان يختلط بسكان وادي عبقر من الجن.

Quote: نزار نقل العرب مرحلة كاملة وربطهم بالعصر
وانتشلهم من هاوية الهزائم السياسية والعسكرية
..

Quote: التحية للأديب عبدالمجيد وهو ينقب عن هذه الدرر واللآلي

الأساتذة الأجلاء:
سالم أحمد سالم
محمد المرتضى حامد
الطيب شيقوق (ريحانة المنبر)

لكم التحية والمودة والإعزاز مقرونة بالشكر على مساهماتكم القيمة.. وتجاوباً مع رغبة الأستاذ سالم أحمد سالم، الذي لفت النظر إلى أهمية الاستماع إلى الوثيقة بصوت الشاعر نزار قباني، يسرني أن أنقل لكم أنني أتوقع أن أستلمها غداً، وسوف أوافيكم بها فور المعالجة الفنية..

وهذه مناسبة لأن أهدي لكم والأصدقاء أبيات من قصيدة نزار "هوامش في دفتر النكسة".. ونكسة حزيران هي الزلزال الذي حول نزار من شاعر يكتب شعر الحب والحنين لشاعر يكتب بالسكين..
******

أَنْعى لكم، يا أصدقائي، اللغة القديمة، والكتب القديمة

أنعي كلامنا المثقوب، كالأحذية القديمة ..

ومُفردات العُهر، والهجاء والشتيمة

أنعى لكم .. أنعى لكم

نهاية الفكر الذى قاد إلى الهزيمة
*****

مالحةٌ فى فمنا القصائد

مالحةٌ ضفائر النساء والليل، والأستار والمقاعد

مالحةٌ أمامنا الأشياء

*****

يا وطنى الحزين حولتنى بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتب شعر الحب والحنين
لشاعرٍ يكتب بالسكين
*****

محبتي
عبد المنعم خليفة

Post: #13
Title: Re: الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني
Author: Abdul Monim Khaleefa
Date: 05-24-2010, 06:14 AM

Quote: نطمع أن نسمع التسجيل الصوتي لتلك الكلمة .. فصوته لا يقل بلاغة عن شعره

Quote: يسرني أن أنقل لكم أنني أتوقع أن أستلمها غداً، وسوف أوافيكم بها فور المعالجة الفنية
..

العزيز الأستاذ سالم أحمد سالم والأصدقاء الكرام..

أزف لكم البشرى .. فقد استلمت بالفعل القرص المدمج المشتمل على الكلمة والقصائد التي قرأها نزار في تلك الليلة بصوته المعبر البليغ، والذي أرسله لي الأستاذ عبد المجيد خليفة (الذي ظل حارساً أميناً لهذا الكنز لأربعة عقود).. ورغم مضي تلك السنوات الطويلة على ذلك التسجيل، فإن الصوت في درجة عالية من الوضوح والجودة..
والآن أشرع في تكوين الفريق الفني الذي سوف يشرف على إنزاله، والمرشح لعضويته الأصدقاء السني أبو العزائم ود. أحمد القرشي وعمار عبد المنعم.

محبتي
عبد المنعم خليفة

Post: #14
Title: Re: الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني
Author: الفاتح ميرغني
Date: 05-24-2010, 07:04 AM
Parent: #13

Quote: بعد زيارته الأولى للسودان عام 1968م، وعودته إلى بيروت قال لإذاعة مونت كارلو أنه بعد لقائه بالشعب السوداني والحفاوة التي قوبل بها لدرجة تسلق العديد من الناس الأشجار ليتمكنوا من سماعه ، ظل يبكي طوال الليل لأنه لم يكن يصدق أن هنالك من يقدره مثل هذا التقدير

أستاذنا وقاماتنا السامقة عبدالمنعم خليفة.
حمدالله على السلامة.
لم يتسنى لنا حضور تلك الامسية البديعة والتي ربما صادفت صرخة ميلادنا الأولى!
ولكن حكى لناعنهالاحقاالأستاذ محمد عثمان الحلاج في سياق ندوة ادبية مع الأستاذ محمود عابدين،إثر خروجه من المعتقل عقب الإنتفاضة، وشبهها بتلك اللحظات التي كان فيها نبي الله داؤود يذهب إلى صحراء بيت المقدس ويقرأ الزبور بالقراءة الرخيمة! وإستطرد الاستاذالحلاج معلقاعلى ذلك بقوله" إذا كان صوت النبي داؤود ومزماره قد أسرا العصافير والشجر، فإن صوت نزار وشعره كانا أشد سطوة على البشر!.

له الرحمة والمغفرة، والشكر الجزيل لأستاذنا عبدالمجيد خليفة سليل المعرفة والإبداع.

محبتي الوافرة

Post: #15
Title: Re: الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني
Author: احمد التجانى احمد
Date: 05-24-2010, 07:16 AM
Parent: #13

الاستاذ عبد المنعم
لك التحية والتقدير
رجائى ان تبلغ سلامى الى الاستاذ عبد المجيد
التقيت به فى اواخر سنوات غربته بالرياض
واتطلع للقياه عند زيارتى القادمة للخرطوم
ان شاء الله

احمد التجانى
تويوتا - جدة

Post: #16
Title: Re: الأستاذ عبد المجيد خليفة خوجلي ينشر وثيقة نادرة عن نزار قباني
Author: الرشيد شلال
Date: 05-24-2010, 07:37 AM
Parent: #15


سلام وتحية عم منعم ولعمنا الفاضل / عبدالمجيد

نزار قبانى مدرسة تغطت بالعشق والجمال

واستبطنت فى داخلها العزة والكرامة وهتافات الثورة

هى مدرسة كان لزاما لمن يرتادون الشعر سبر اغوارها

وله :-

قصيدة غير منتهية في تعريف العشق

1

.. عندما قررت أن أكتب عن تجربتي في الحب،

فكرت كثيرا..

ما الذي تجدي اعترافاتي؟

وقبلي كتب الناس عن الحب كثيرا..

صوروه فوق حيطان المغارات،

وفي أوعية الفخار والطين، قديما

نقشوه فوق عاج الفيل في الهند..

وفوق الورق البردي في مصر ،

وفوق الرز في الصين..

وأهدوه القرابين، وأهدوه النذورا..

عندما قررت أن أنشر أفكاري عن العشق.

ترددت كثيرا..

فأنا لست بقسيس،

ولا مارست تعليم التلاميذ،

ولا أؤمن أن الورد..

مضطر لأن يشرح للناس العبيرا..

ما الذي أكتب يا سيدتي؟

إنها تجربتي وحدي..

وتعنيني أنا وحدي..

إنها السيف الذي يثقبني وحدي..

فأزداد مع الموت حضورا..

2

عندما سافرت في بحرك يا سيدتي..

لم أكن أنظر في خارطة البحر،

ولم أحمل معي زورق مطاط..

ولا طوق نجاة..

بل تقدمت إلى نارك كالبوذي..

واخترت المصيرا..

لذتي كانت بأن أكتب بالطبشور..

عنواني على الشمس..

وأبني فوق نهديك الجسورا..

3

حين أحببتك..

لاحظت بأن الكرز الأحمر في بستاننا

أصبح جمرا مستديرا..

وبأن السمك الخائف من صنارة الأولاد..

يأتي بالملايين ليلقي في شواطينا البذورا..

وبأن السرو قد زاد ارتفاعا..

وبأن العمر قد زاد اتساعا..

وبأن الله ..

قد عاد إلى الأرض أخيرا..

4

حين أحببتك ..

لاحظت بأن الصيف يأتي..

عشر مرات إلينا كل عام..

وبأن القمح ينمو..

عشر مرات لدينا كل يوم

وبأن القمر الهارب من بلدتنا..

جاء يستأجر بيتا وسريرا..

وبأن العرق الممزوج بالسكر والينسون..

قد طاب على العشق كثيرا..

5

حين أحببتك ..

صارت ضحكة الأطفال في العالم أحلى..

ومذاق الخبز أحلى..

وسقوط الثلج أحلى..

ومواء القطط السوداء في الشارع أحلى..

ولقاء الكف بالكف على أرصفة " الحمراء " أحلى ..

والرسومات الصغيرات التي نتركها في فوطة المطعم أحلى..

وارتشاف القهوة السوداء..

والتدخين..

والسهرة في المسح ليل السبت..

والرمل الذي يبقي على أجسادنا من عطلة الأسبوع،

واللون النحاسي على ظهرك، من بعد ارتحال الصيف،

أحلى..

والمجلات التي نمنا عليها ..

وتمددنا .. وثرثرنا لساعات عليها ..

أصبحت في أفق الذكرى طيورا...

6

حين أحببتك يا سيدتي

طوبوا لي ..

كل أشجار الأناناس بعينيك ..

وآلاف الفدادين على الشمس،

وأعطوني مفاتيح السماوات..

وأهدوني النياشين..

وأهدوني الحريرا

7

عندما حاولت أن أكتب عن حبي ..

تعذبت كثيرا..

إنني في داخل البحر ...

وإحساسي بضغط الماء لا يعرفه

غير من ضاعوا بأعماق المحيطات دهورا.

8

ما الذي أكتب عن حبك يا سيدتي؟

كل ما تذكره ذاكرتي..

أنني استيقظت من نومي صباحا..

لأرى نفسي أميرا ..


كل الود واكيد الاحترام