الدكتور بابكر عوض حمور ...فخر الجيل

يصادف الثامن عشر من مايو 2007م الذكرى السنوية الأولى لرحيل الدكتور / بابكر عوض حمور - عليه رحمة الله ومغفرته ورضوانه - هذا الإنسان الرائع ، والنطاسي البارع الذي كانت حياته عامرة بالعطاء الثر للوطن ولمهنة الطب .

من خلال هذه الإضاءة التي أسطرها وفاء للذكرى ، آمل أن يستلهم الأبناء من جيل الشباب من سيرة هذا الإنسان العظيم المعاني التي ترسخ في نفوسهم العزم والتصميم والثقة ، وتزودهم بالأمل الذي ينقلهم من مناخات السلبية والإحباط السائدة ؛ إذ أن حياة دكتور بابكر حمور تعني المثابرة والجدية ، وتواضع العلماء ، والتفاؤل، والإخلاص والتفاني من أجل رفعة الوطن وتقدمه . وإنه لمن فخر جيلنا أن أنجب مثل هذا الإنسان الرمز .

نهل بابكر عوض حمور منذ فجر صباه الباكر من ينابيع الفكر الإنساني المستنير ، وتشبع بقيم الحق والخير والجمال ، وتطلع إلى مجتمع تسود فيه الاشتراكية والعدالة الاجتماعية . ولقد التزم بابكر بهذه القيم ، وجعلها نبراساً لمستقبل حياته ، واسترشد بها في تأسيس رؤياه لبناء الوطن ، وفي نهجه المهني ، وفي تعاملاته الإنسانية مع الآخرين، وفي تنشئته لأبنائه.

عندما كان طالباً بمدرسة خورطقت الثانوية ، أحبه زملاؤه لمودته وصفاء نفسه وإخلاصه ؛ وأعجبوا به ، وحملوا له الكثير من الاحترام ، ووثقوا به إذ قدموه للقيادة والزعامة بانتخابهم له عضواً في لجنة اتحاد الطلاب ؛ وذلك لما لمسوه فيه من جسارة وإقدام واستعداد للتضحية .. كان بابكر متقد الذكاء ومتفوقاً ، بل كان أول الدفعة .. وكان مدهشاً في توفيقه بين الاهتمام العالي بالدراسة ، وبين تأدية الواجبات التي كان يتطلبها العمل في لجنة اتحاد الطلاب ، خاصة في تلك السنوات الحافلة بالنشاط الدافق من أجل ترسيخ أسس الديمقراطية والحريات العامة ، وتعزيز الاستقلال الوليد . وكان أن قدم بابكر أولى التضحيات بأن فصل من خورطقت لنشاطه الطلابي والسياسي ، وهو في السنة الثالثة ، مما جعله يواصل الدراسة في مدرسة المؤتمر الثانوية بأم درمان في ظروف أقل استقراراً. غير أنه بالتصميم والمثابرة والجدية حافظ على تفوقه ، ونجح في أن يقبل بكلية الطب بجامعة الخرطوم.

وفي جامعة الخرطوم أيضاً كان قمة من حيث التفوق الأكاديمي ، دون أن يحد ذلك من إسهامه النشط في العمل الوطني من خلال موقعه القيادي في لجنة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم . هكذا قدم بابكر نموذجاً ناصعاً ومشرفاً للالتزام بالمبادئ ، والتجاوب بفعالية مع قضايا الوطن ، والمثابرة في ساحات العلم .

ظل دكتور بابكر حمور يعتلي درجات سلم التخصصات الطبية ، وبالذات في ميدان الجراحة التي أصبح أحد أعلامها ، وله فيها مساهمات بارزة محلياً وإقليمياً وعالمياً. فلقد نال زمالة الكلية الملكية للجراحين بالمملكة المتحدة في زمن قياسي ؛ كما نال التخصص العالي الخاص في جراحة العظام من جامعة أكسفورد ؛ وشارك في عشرات الندوات والمؤتمرات المهنية ، وله العديد من الأوراق المنشورة في المجلات العلمية . ولا تزال جامعات المملكة العربية السعودية تحفظ له الفضل لما قدمه من عطاء ممتاز أثناء السنوات التي كان معاراً للعمل في هيئات التدريس بها .

حياته العملية وممارسته المهنية كانت نموذجاً للتفاني في خدمة المرضى ، والالتزام المثالي بأخلاقيات مهنة الطب ، وبالتقاليد النقابية الإيجابية. لم تكن له عيادة خاصة منذ تخصصه، منطلقاً في ذلك من التزامه بمناصرة الفقراء ، ومن إحساسه العالي بدين الوطن عليه .

ومن إنجازات دكتور بابكر حمور أنه - وبمؤازرة رفيقة دربه السيدة الفضلى آمال الفاضل حمور - قد أهدى الوطن أبناء نافعين لمجتمعهم ..أحسن تنشئتهم وتعليمهم ، وقومهم على الأخلاق الرفيعة والمثل العليا ؛ هم الآن - حفظهم الله - يقدمون عطاءهم في ساحات الهندسة والطب والاقتصاد ؛ مزودين بإرث والدهم من المبادئ السامية ؛ ومستمدين العزم والدفع من تقاليد أسرتهم العريقة.

أما عن دكتور بابكر حمور ، وما يمثله لنا نحن أصدقاؤه ، وعن مدى فقدنا له ، فذاك حديث لم يحن بعد أوانه ، حيث لا يزال جرح الفراق ندياً.

عبد المنعم خليفة خوجلي

رحمه الله وخلده في جنانه..
وزاد من صبركم وصبر اسرته علي فراقه..
وعلي فراق سرته الطيبه..

شكراً الإبنة منى على المواساة في صديق العمر وفخر الجيل

عبد المنعم خليفة

تلقيت التعليق التالي من الأخ الدكتور عبد السلام صالح عيسى ، زميل الدكتور حمور وصديقه:

Quote: Dear Moneim How moving it was to receive a copy of your remarkable article on the anniversary of the departure of our great friend and great philosopher cum doctor Babiker from my son Nizar. What we all do not know about Babiker is that despite all that he has achieved in the field of medicine, education and civil society work is the deep impression he has left on youth. I know many who remember him as a model and a great friend. I do agree with you that it is indeed a bit early to start talking about Babiker. May God bless his soul.

الشكر أجزله لك يا دكتور عبد السلام على هذه الكلمات التي تفيض وفاءً ، وعلى إبراز هذا الجانب الهام في سيرة الراحل العزيز والمتمثل في الارتباط بالشباب ، سواء كانوا أبناء أو زملاء أو طلاب، والانطباعات الإيجابية القوية التي تركها وسطهم .

عبد المنعم خليفة

عبدالمنعم ، ايها الاخ الكريم اعرف كم هو موجع فقدالاصدقاء
لكنها سنة الحياة
فلك الصبر ولن استطيع القول النسيان
لان مثل دكتور حمور لا يمكن نسيانه لانه قامة تعلو
وشمس لا تغطيها السحب

شكراً الإبنة سلمى
ولاشك أن أسرة الراحل العزيز واصدقاءه يجدون في كلماتك المعبرة عزاء وبلسماً وشفاء.

عبد المنعم خليفة

رحمه الله وخلده في جنانه

شكراً الإبنة سارة

إن سيرة دكتور حمور الحافلة بالمثابرة والجدية والتفوق خير هدية لك وأنت تسيرين عل درب العلم ونيل درجاته الرفيعة .. وفقك الله .

عبد المنعم خليفة

تلقيت هذه الرسالة التي كتبها الاخ أبوعبيدة عبد العال حمور بمناسبة الذكرى .. لك الشكر يا أخ أبا عبيدة على كلماتك المبدعة الرصينة ، والتي تعكس بصدق ما تعنيه ذكرى الراحل العزيز:
عبد المنعم خليفة

Quote: As we remember Babikir today we remember: his pure soul, his kindness and generosity, his devotion to his wife and children his huge personality, his big ideas and creativity his unique sense of humour, his unwavering principles and high morals, his brilliant and searching mind, his excellence in everything he did, his wealth of knowledge, his dedication to his work, his commitment to his profession, his unconditional love for all the family, his loyalty to his friends, colleagues and students, his courage in expressing his views regardless of the consequences, and in making big decisions.. his amazing courage and fortitude in fighting his unrelenting illness which took him away from us.. As Abdul Munim Khalifa so eloquently told you Babikir was a man of high principles and high moral purpose. He was firm in what he believed in. He stood by his beliefs, and did not shy away from making sacrifices.. No wonder that Babiker was loved and admired by everyone who knew him. He will always be remembered as a towering figure and a great man who had time for every one.. Aba Nazar our young generations need not look elsewhere for a role model and an icon to emulate.. Your memory will live on.. Your legacy will live on.. Your principles will live on.. May your pure soul rest in Alfirdous.. May God bless your children, their mother and all the family and friends you so dearly loved..

الاستاذ عبدالمنعم خليفة خوجلى

لك الشوق والتحايا والتقدير .

التقدير والتجلة والاحترام لهذه العائلة المتميزة رجالا ونساء فقد عرفت منهم الاخ الضديق الدكتور فيصل عوض حمور - استاذ الجراحة بكندا وزوجته حنان حمور والاخ الدكتور محمد عوض حمور استاذ الاسنان بجامعة الخرطوم وزوجته الدكتور سلوم المحاضرة بكلية التمريض العالى وابنهم حمادة الذى تعرفه كل اسكندريةوتشرفت بمعرفة الكثير منهم وقد كنا وصديقى الدكتور احمد الريح سنهورى والاخ معاوية الشاذلى الشيخ الريح سنهورى ومعتصم بخارى وياسر سيد الامين مصطفى من اقرب الناس لهذه الاسرة طيلة وجودنا باسكندرية وهم اسرة تشرف السودان ادب وعلم وكرم وتهذيب واخاء صادق.


لهذه الاسرة ال حمور وقع خاص لدى ودكتور فيصل عوض حمور صديقا لى وللجميع و زميلا للجميع ويصل الجميع وكانت والدته تصلنا فى اسكندرية وهى فى طريقها لابنها الدبلوماسى بالاردن وتتحفنا بالكثير من المرح والسرور


ولا تثريب ان كان بابكر احد حبات هذا العقد الفريد الذى تنظم حباتعه كل ما هو جميل فى هذا الكون الذى نذهب منه جميعا وتبقى ذكريات واعمال خالدة نسال الله ان يمن بها علينا مع عظيم تقديرى واعجابى بما سطرته من كلمات تدل على اخاء صادق ودمتم لنا وللسودان يا منعم