قصيدة رثاء المرحوم الدكتور عمر عوض حمور

بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لرحيل المغفور له بإذن الله
الأخ الدكتور/ عمر عوض حمور الذي راح ضحية حادث حركة مشئوم
في سلطنة عمان في مثل هذه الأيام من عام 1994م



المغفور له بإذن الله الدكتور عمر حمور
******

يغشى الجراح محياه فتلتئم

شعر : عبد المنعم خليفة خوجلي

******

حل القضــاء وجال الخــطب يجتهم وطائر الشـؤم أنيــاب لــه وفــم

طاش الجنان وهال الصحب ما سـمعوا نعى النعي فما لبوا وما فهموا

أصاب سهـم الردى مـــن بينكم عمــرا وكل ذاك الوفاء قد لفه العدم

كـل مضــى ينشـــد التكذيب يسـعفـــه لـعلـه مـا تولــى عــلـه الوهــــم

سـبحانك الله من جـــلت مشـيئتـــــه نرضى بما شئت أنت العدل والحكم

*************************

أبا معاذ ترى هل أنت تسمعني أم الرزية صارت صنوها الصــمم

وما عهدتك قبل اليوم تجهلني وما ألفت تلبيني سوى نعـــم

ما بالك اليوم للأتراح تتركنا يسود فينا الأسى والحزن والسـقم

وكنت دوما صبوحا مشرقا أبدا تفيض بشرا وترحابا وتبتسـم

وكنت أنضر من زان الصبا فرحا يغشى الجراح محيـاه فتلتئم

وكنت ظلا وريفا يستريح به كل الصحاب لهم فيه أخ عــلم

كنت التفاؤل إن يمشي على قدم لا تعرف اليأس مهما توحش الظلم

كنت الصديق الذي يوفي صداقتنا ومن نلوذ به دوما ونعتصم

وكنت زينة دنيانا وزخرفها وكل مـا نترجـى والذي نرم

وكنت إن حلقت من فوقنا ريب أنت الذي كان يجلـوها فتستقم

وأنت من كانت العلياء مطمحه والكبرياء لها مـن كبره الشـيم

من أرض حمور قد غذيتها قيما وضاءة من سنى نعمى هي القيم

آباؤك الغر كم قد البسوا حللا من الفخار فكان الخالدون هم

**************************

يا عاشق الوطن الغالي وشاديه بمثلكم تفخر الأوطان والأمم

لا ترسل القول ألفاظا منمقة جوفاء فارغة أنت الفتى الفهم

بل تدرس الأمر توثيقا تمحصه فتستبين به الرؤيا وتنسجم

في منطق جزل قل المثيل له تبدي لرأي ورأي الغير تحترم

بنافع العلم تبني للبلاد غدا يبدأ به فجرها الآتي ويختتم

للحق للخير ترسي كل راسخة من المبادئ ما زلت بك القدم

بشامخ الفكر من أعلى منابره تدعو لخير بني الإنسان تلتزم

والعدل غايتك الكبرى تهيم به فلست ترضى بإذعان لمن ظلموا

أما المساواة بين الناس عشت لها فالخير خيرهم والفضل يقتسم

**************************

ابني معاذ رعاك الله أنت لها وريث مجد تليد ليس ينفصــم

فاحمل لواءك في عزم وفي جـلد واكمل مسيرة من سادوا ومن غنموا

من كالمنارات زانوا العصر معرفة هم الحجا والندى والجود والكرم

وسر على دربهم علما وموهبة إن العلـوم لكم فيها أب وأم

وامض واخوتك الأبرار في ثقة خطواتكم راسخات هامكم قمم

مظـفــرين ومنصــورين رايـتكــم خـفّاقة دونها الأفلاك والنـجـــم

بوركتم وأدام الله عزكـم لله دركم .. لله دركــم

***********************

مسقط – سلطنة عمان - مارس 1995م

Quote: وكنت زينة دنيانا وزخرفها وكل مـا نترجـى والذي نرم

هكذا كان لنا عمنا عمر ..
زينة دنيانا حتى روعنا بفقده
و كان كذلك عمنا بابكر
فرحل عنا و تركنا نقلب اكفنا حسرة عليه


عمنا المفضال عبد المنعم خليفة ..
قد لامستَ بداخلي جراحَ من مضوا ..
و شققتَ مني ثيابَ حسرةٍ كنتُ تجّلداً ارقعها ..
و اهجتَ دمعاً طالما جهدتُ ان اكفكفه ..

على مثل هؤلاء فلتبك العين
و فيهم تقال المراثي


لا اشكرك نيابة عن أحد ..
فالجرح جرحك كما هو جرحنا ..
بل انت به صفيّ دون كثيرين منا ..
لكني أحمدُ اليكَ جزالة حرفك و بديع نظمك

اخي عبدالمنعم

Quote: وكنت دوما صبوحا مشرقا أبدا تفيض بشرا وترحابا وتبتسـم وكنت أنضر من زان الصبا فرحا يغشى الجراح محيـاه فتلتئم وكنت ظلا وريفا يستريح به كل الصحاب لهم فيه أخ عــلم

تعرفت علي المرحوم عمر حمور عام 79 في معهد الدراسات الانمائيه في جامعة الخرطوم عندما اتيت لدراسة دبلوم التنميه . كنت خريج حديث من جامعة بغداد, ومساعد مفتش في اول شهور عمله بإدارة العلاقات الخارجيه بوزارة التجاره والتعاون والتموين وكان ذلك أسمها في ذلك الحين. وصارعت الكثير من
العقبات الاداريه للسماح لي بتفرغ جزئ لهذا الدبلوم. وهناك وجدت عمر فكان
نعم المعلم, الاخ, والصديق. ستظل ذكري عمر حمور باقيه في نفوسنا.
رحم الله عمر رحمة واسعه والهم عائلته, والهمكم الصبر أخي عبدالمنعم.
مع ودي وتقديري

Quote: يا عاشق الوطن الغالي وشاديه بمثلكم تفخر الأوطان والأمم لا ترسل القول ألفاظا منمقة جوفاء فارغة أنت الفتى الفهم بل تدرس الأمر توثيقا تمحصه فتستبين به الرؤيا وتنسجم في منطق جزل قل المثيل له تبدي لرأي ورأي الغير تحترم بنافع العلم تبني للبلاد غدا يبدأ به فجرها الآتي ويختتم للحق للخير ترسي كل راسخة من المبادئ ما زلت بك القدم بشامخ الفكر من أعلى منابره تدعو لخير بني الإنسان تلتزم

سأرجع باذن الله للحديث عن حب ملأ قلوب أسرة الخليفه عوض خوجلي.ز

أرجع لأكتب عن أنسان كان في نبله.. لا يساويه أي أنسان في الأرض!


رحم الله عمر عوض عبد الرحمن حمور..

المغفور له بإذن واحد احد
د. عمر حمور
قامة فقدها السودان
و في مثله يقال الرثاء

العزيز عبد المنعم
تحياتى

رحم الله الفقيد وأنزله منازل الصديقين والشهداء

رثاء معبّر لرجل عظيم. لقد أوفيت للرجل حقه.

بارك الله فيك وبارك الله له فى ذريّته.

الأعزاء:

حمور زيادة

المعز أبونورة

عثمان رغيم

منى خوجلي

محمد أحمد الريح

كلمات الوفاء التي نثرتوها في ذكرى الأخ الحبيب المرحوم الدكتور عمر حمور كانت بلسماً لنفوس أسرته وأصدقائه..
نأمل مستقبلاً أن نتمكن من أن نعكس جانباً من سيرة هذا الإنسان النبيل - الوطني المخلص - المبدع - الأكاديمي - عالم الإدارة .. غير أننا لا نستطيع تغطية صداقته وصدقه ووفائه..

لكم الشكر على تذوقكم للأبيات التي حاولت أن أعبر بها عن ما يجيش في داخلي ، غير أن الكلمات والقوافي تظل عاجزة وقاصرة ..

رحم الله عمراً رحمة واسعة .

عبد المنعم خليفة