جرّافات الجّليد.....

جرّافات الجّليد.....


10-08-2009, 10:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=344&msg=1272654890&rn=4


Post: #1
Title: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-08-2009, 10:35 PM
Parent: #0

(نتفق جمعينا علي الموت وقوفا.. إنها قمة الأناقة في تلك الأزمان... لا أدري....)!!!



ولمّا كانت السّماء في بلادي المنافي, تتزّين بنُجيمات جميلاتٍ كحٌلَلٍ منمنمةً علي جيدٍ يتطاول عن صدرٍ نافرٍ من ذاته كفتاة تتلمّس خطواتها الأولي رقصاً. كانت سماء أدنبره تتوشّح بلونها الرّمادي, إمرأةً شمطاء يكسوها الجليد من أعاليها لأخمص قدميها ويتناثر لوناً أبيضاً كشيبٍ يخطُّ علي رأسها سطور أيامها الأخيره علي وجه هذه الدُّنيا. تسحب غطاءها السّميك برداً لامعاً يقتل أنفاس شمسها التي تغيب في الثالثه ظهراً حتّي قبل أن تتعرف خيوط أشعتها علي ثنايا الأرض ووجوه البشر من سُكّانها, فيصير يومها قصيراً مُتقطّعاً متلاحقاً كأنفاس الموت.
يأتي الصّباح كٌلّ يوم مُترهلاً, متورّمةً عيناه ببقايا الثّلج, كأنه قضي ليلة البارحه يزيح إعياء البرد بزجاجة خمرٍ, يحمل في جوانبه لسعات أفاعي (البنيويه), وجنون أصدقائي, دروس التّشريح التي تتكحّل برائحة (الفورملين) القويه, وأشجار الّلبخ, وشارع النّيل الذّي يغني في دواخلي أنيناً قاتلاً يتفجّر حنيناً, وذكريات ماتت في بطن أحرفِها, أصوات الكلاب البعيده, مواء القطط الشهواني الذي يزدري كُلّ شئ, هفيف النخلات التي تركها جدّي في وادي (مليط), شوارع الأسفلت الخارجه لتوّها من أتون سوادها الذّي يختلط بأصوات الماره وبائعي الماء المٌثلّج, وسائقي المركبات العامه, يختلط عصير الليمون بعرق النساء والكلاكلات والصّحافة ظلط وجبره وحي مايو, فيصير أيّ شئ بلون الغبار العالق في سماء الخرطوم, فلا يترك لي من الذِّكري سوي بنت فارقتها وعلي شفتيها شمس الإستواء تذوب كاَخر قطعة حلوي تذوّقتها, قبل أن تنزوي في شوارع أحلامي ولا تأتي إلاّ نشيداً مٌتمايلاً مع نسيمات الصيف الأسكوتلندي القصير, وبريق زجاجات والويسكي اللعين, فلا أطرب, فقط تغسلني دموعي ثُمّ أعتلي فم أوّل أغنيه مٌترنّماً بها.
أتجوّل في شوارع أدنبره, ذات الكساء الأبيض, أتتدثّر بكُلِّ ملابسي ومع ذلك أحسّ بالبرد يشقٌّ عظامي ويصدر صريراً في تجاويفي فأرتجف ككُتلة لحم سوداء بين مخالب قط أبيض. تدفئني أغاني الحماسه التي كنت أرددها فتسبق أنفاسي التي تتصاعد أبخرةً تذوب في مجرّات الجليد أمامي. لم أفق من غيبوبة ذكرياتي التي تعتصرني إلاّ عندما شارفت مثانتي حلقومي وكادت أن تنفجر بمحتوياتها, فلعنت البرد في سري, ولكن بصوتٍ واضح سمعه كُلّ الماره بجميع سحناتهم التي وحّدها الجليد, ورغم لغتي الغريبة عنهم, عرفوا محنتي, وطفقت باحثاً عن مكانٍ ناءٍ لأتبوّل فيه وأصدر ذلكم الصوت (أححح) فيغمرني فرح (المُستراح) ويصعد الغمام السّعيد تضاريس وجهي.


يتبع ....

Post: #2
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-08-2009, 10:37 PM
Parent: #1

لم أجلس في حديقة (ليستر) منذ زمنٍ بعيد, فقد كان الجليد اللعين يغطيها ويجعل الحشائش الجمليه النضره تتحول إلي مخلوقاتٍ كخيال الماّته, وذات ملمس إبري يشبه الدبابيس, وتتحرّش بك عندما تحتك بها فتجرجر جيوش القشعريره أرجُلها الملساء علي جسدك, فيتوّقف الشعر علي مؤخرة رأسك وتصير منتفشاً كقطٍّ. هذه المرّه كنت أحمل كل عاداتي البليده معي, كُتبي السّميكه والتي لا أكن لها أدني محبّه, وحقيبة الجلد التي لازمتني منذ منتصف عشريناتي البائسه, عٌلبة سجائر, دفتر (لانس) لتسجيل المحاضرات القاسيه, ورقة صغيرة كتبت عليها بعض حاجياتي اليوميه, مبلغ جنيه ونصف ثمن الغداء والقهوة المدعومين من إتحاد الطلاب الجامعي, بطاقة العمل للأجانب من الطلاب, وهي بطاقة يسعي إيّ شخص للحصول عليها لأنّها تتيح لنا العمل في المطاعم و المتاجر الكبيره وتعطيك زي مميز عندما تعمل في مكان له علاقه بالحراسه أو مرقص ليلي كبواب. يوم السّبت الكئيب هو الذّي حملني لحديقة (ليستر) الزنديقه برائحتها التي تشبه المستنقعات الإفريقيه في أيام الصّيف, لما لها من روائح أجساد نيئه ونساء يعرضن جلودهنّ البيضاء لحر الصّيف المزيّف, ورجال بملابس تحمل كل ألوان الدّنيا, والعازفين المتجولين بموسيقاهم الركيكه وقيثاراتهم القديمه, وعازفي موسيقي (القِرب) الأسكوتلنديه الشهيره بتنانيرهم المقلّمه وأحذيتهم الجلديه, كأنّهم يتبارون جميعهم لإحداث إزعاج مٌنظّم. لا يتوقّف العزف إلاّ لمدةٍ قصيره يرفع فيها عازفي القرب تنانيرهم المزركشه عالياً ليكشفوا عن أعضائهم الخاصه والتدليل علي رجولتهم, قبل أن يرفعوا كاسات البيره وإفراغها دفعةً واحده وبنفسٍ واحد ويصيحون (شيرس). ثم يتناثرون بين الحضور في إستراحه قصيره ويبدأ العزف مجدداً.
أمّا في الشّتاء فهي حديقه قاسيه لا تحمل من معالم البهرجه الصّيفيه تلك, إلاّ ما يجعلنا نحن الأجانب نحسّ بقسوة البرد والجوع والحنين للأمّهات وطعامهن الشّهي. فنلتقي جميعنا في العوَز والفقر والحاجه’ وتذوب الفوارق الطّبقيه, والألوان, والقارات, والملامح, فيصبح الكلام كٌلَّه عن العمل وغسيل الأطباق, وكيفية دعم الدّراسه. كنت وقتها أعاني الفلس (ابجضوم), والذّي ينتفخ كُلّ يوم بفعل البرد والجليد, والسجائر الرّخيص.
رافقني في رحلة الفلس هذي صديق من بولندا يدعس إختصاراً (ألكسي), لقسوة إسمه علي اللسان, وهو عالم في الفيزياء والنساء ويحمل دفاتر منذ بدء الخليقه, تحتوي علي معادلات رياضيه تشبه القيامه, وأسماء بنات من فصله الدّراسي, وخصلات من شعر نساء ممرن عليه في مغامراته السريريه, ورغم فلسه الطّاغي فهو دائماً أنيق ويقضي وقتاً ليس بقليل أما المراّة, ووقتاً مثله في النادي الرياضي الحفاظ علي أسلحته السريه ووسامة جسده الفارع, والذي كان يطلق عليه (دبابة العشق), فهو مثال حقيقي لِسكّان المعسكر الشرقي لأوروبا وفي مهمه لا مهادنه فيها لغزو الغرب الاجوف.
فاجأني في ذلك اليوم القاسي بحضوره مُبكراً وبخبرٍ يجعل كل مفلّس مثلي يرقص علي حافة شريحه من جليد!, قال لي أننا سنفارق العمل في المطاعم وغسيل الأطباق إلي الأبد. لأنّ العمل لساعتين فقط في جرّافات الجّليد يكفي لإسبوع وإذا عملت لمدة شهر واحد فقط فأنني سأدفع مصاريف الدراسه كُلّها وأدفع ثمن مشروب البيرة الِأمريكيه (بد وايزر) لكّ نساء الحي في الصّيف القادم.
فمرحباً بجرّافات الجليد.....

يتبع......

Post: #3
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: Osman Musa
Date: 10-09-2009, 00:14 AM
Parent: #2

كيجانوف
تحيات وكل عام وحديقة ليستر تفرهد ضاحكة .
شنو ؟
من ديك ؟
سلام يا عزيز

Post: #7
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-09-2009, 07:13 PM
Parent: #3

Quote: كيجانوف
تحيات وكل عام وحديقة ليستر تفرهد ضاحكة .
شنو ؟
من ديك ؟
سلام يا عزيز





والله يا عثمان مناتلة الحياة وقيصرية اشيائها!!!!

ولك مني هالو قريب يا حبيب......

Post: #4
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-09-2009, 08:01 AM
Parent: #2


DFG.jpg






من أعمال تاج السر الملك......

Post: #5
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: salah ismail
Date: 10-09-2009, 02:53 PM



روائي اشرف علي الخروج
لقد انتهت المناتلة بين جذره الحاد المسنون وصخور الارض المدفونة في سكون الاعماق وبدا هذا الجذر المجنون في الغوص داخل اعماقنا ايضايجمع في سرعة وذهول تفاصيل الصور من الفصول والغابات والرمال ويمتص في وهلة الق الكلمة حتي الدفء من الانفاس اصابه البرد وتكثف ليرسم حول تلك القوارب من لوحة ود الملك لون الفضاء الشفاف ومضا وسكينه...كاني اسمع نبض قلوب الاسماك في تلك البحيرة يهزم في دعة هدير طائرة اخترقت حاجز الصوت ومضت في سناهاالبارق لاهثة تود اللحاق بذلك الومض الخافت لنجوم تهتف بهذه الاسماء ووو وووو ووووو وووووو:

1-ابراهيم كوجان
2-عماد عبدالله
3-محمد الطيب يوسف
4 روزمين الصياد
5-اشراقة مصطفي
6-ابوذر بابكر
واخرين كثر في هذا المنبر العملاق
لقد ارهقني التحديق في هذه الافاق اعزتي...ليس بحثا عن الضوء فانه هناك اضحي لوناعبقري الحضور
اصابعي تخلت عن امتعتي وحقيبتي القديمه هنا علي هذا الرصيف...

لكم الود وكل الود لا ينقص منه شئ

صلاح خليفه

Post: #6
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: Ishraga Mustafa
Date: 10-09-2009, 03:07 PM
Parent: #5

Quote: يتبع ....




ومتابعين....



















--------------
ازيك يازول, ووين اراضيك؟
ثم ووين مرسال تاج السر الملك؟

Post: #15
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-11-2009, 00:03 AM
Parent: #6

Quote:
ومتابعين....



















--------------
ازيك يازول, ووين اراضيك؟
ثم ووين مرسال تاج السر الملك؟



سأعود اليك يا إشراقه فثمة الم مشترك .. يحتاجنا .. ونحتاج ان نرتق منه قميصا او دثارا للقادمين وما اجملهم لو تعلمين!.....


وصية السر وصلت لفيينا بس تصل ليك كيف ..(إضراب البوسته إتفك اليوم) إنتو محل ما تمشو مشاكل العمال مبارياكم!!

Post: #8
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-09-2009, 11:39 PM
Parent: #5

Quote: روائي اشرف علي الخروج
لقد انتهت المناتلة بين جذره الحاد المسنون وصخور الارض المدفونة في سكون الاعماق وبدا هذا الجذر المجنون في الغوص داخل اعماقنا ايضايجمع في سرعة وذهول تفاصيل الصور من الفصول والغابات والرمال ويمتص في وهلة الق الكلمة حتي الدفء من الانفاس اصابه البرد وتكثف ليرسم حول تلك القوارب من لوحة ود الملك لون الفضاء الشفاف ومضا وسكينه...كاني اسمع نبض قلوب الاسماك في تلك البحيرة يهزم في دعة هدير طائرة اخترقت حاجز الصوت ومضت في سناهاالبارق لاهثة تود اللحاق بذلك الومض الخافت لنجوم تهتف بهذه الاسماء ووو وووو ووووو وووووو:

1-ابراهيم كوجان
2-عماد عبدالله
3-محمد الطيب يوسف
4 روزمين الصياد
5-اشراقة مصطفي
6-ابوذر بابكر
واخرين كثر في هذا المنبر العملاق
لقد ارهقني التحديق في هذه الافاق اعزتي...ليس بحثا عن الضوء فانه هناك اضحي لوناعبقري الحضور
اصابعي تخلت عن امتعتي وحقيبتي القديمه هنا علي هذا الرصيف...

لكم الود وكل الود لا ينقص منه شئ

صلاح خليفه




بالغت يا صلاح.. ربنا يقدرنا علي المواصله.......

Post: #14
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: Ishraga Mustafa
Date: 10-10-2009, 05:06 PM

Quote: فاجأني في ذلك اليوم القاسي بحضوره مُبكراً وبخبرٍ يجعل كل مفلّس مثلي يرقص علي حافة شريحه من جليد!, قال لي
أننا سنفارق العمل في المطاعم وغسيل الأطباق إلي الأبد. لأنّ العمل لساعتين فقط في جرّافات الجّليد يكفي لإسبوع وإذا عملت لمدة شهر واحد فقط فأنني سأدفع مصاريف الدراسه كُلّها



الزمان 1994
والمكان... غريب ومفروش بالبياض..
فى المطبعة التى - ملخت- كتفى من عمل قاسى تقابل ساعته خمس شلنات بعملة زمانئيذ النمساوية,
ذلك قبل توحد اروبا وتشرزمنا
الشابة الالبانية والتى كانت- تدكز- نائمة من الارهاق والتعب
وبالكاد افعل وطوب وسهلة تنتظر البناء
وشخير فى صدر ابى ينتظر البخاخة..

قالت لىّ ان جليد هذا العام يحتاج مزيدا من العمال وانها تعرف رئيس العمال فى الحى العاشر
بفيينا
حيث تبحث عن - لهجة فيناوية صرفة ولا تجد.... وتنفك اسئلة سلطة اللغة...
ذهبنا..
كنت احلم..
احلم بان تكون منحتى لدراستى وان اوفر من هذا العمل وارسل لتلك البلاد..
كنت احلم كما كانوا يحلمون ان سماء اوربا تمطر ذهبا ولم يعرفون انها تمطر دموع مهاجريها..
بلغة مكسرة عبرنا عن رغبتنا
وبلغة اكثر تكسيرا كسر اغصان احلامنا..
الالبانية وانا..
ويجمع بيننا الكثير..
لديكم اوراق عمل؟ قالها وبالكاد تفهم مايعنى..
ردت الالبانية... لا... اشفارص.. اشفارص...
وتعنى { نشتغل بالاسود}.....
فحمة ولعت فى قلبى.. وانا اقول... فايص... فايص..
وتعنى ابيض.. ابيض...
والجليد ايضا يحتاج لورق عمل..
اذن مازالت المطبعة ومكناتها تحتاج ايادينا الفتية...
مضى عام, عشرة اعوام.. قرابة العشرين عاما ومازالت آثار المطبعة تنتح فى كتفى الايمن...

و.....
جرافات الجليد..
وسلام لملامح المهاجرين المتعبة..
سلام ياصاحب...

Post: #9
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: خضر حسين خليل
Date: 10-10-2009, 07:26 AM
Parent: #2

Quote: رافقني في رحلة الفلس هذي صديق من بولندا يدعس إختصاراً (ألكسي), لقسوة إسمه علي اللسان, وهو عالم في الفيزياء والنساء ويحمل دفاتر منذ بدء الخليقه, تحتوي علي معادلات رياضيه تشبه القيامه, وأسماء بنات من فصله الدّراسي, وخصلات من شعر نساء ممرن عليه في مغامراته السريريه, ورغم فلسه الطّاغي فهو دائماً أنيق ويقضي وقتاً ليس بقليل أما المراّة,


لكن ألا تتفق معي أن (ألكسيك) ده بالغ في الإحتفاء بالحياء
دفاتر فيزياء وخصلات نساء مررن به ومعادلات ياضية واسماء
الرجل في الحقيقة ليس دبابة عشق لكنه للامانة قيامة عشق
بحاله . الآن لاشك عندي علي الاطلاق ان صاحبك الكسي (ده)
هو قسيس عشق آخر وإن مرمطته الحياة ليصبح مجرد عالم
فيزياء ونساء .
ياخي واصل لينا شوية في شخصية الكسي ده وبعد داك سلم لي
عليك كتير ومشتاقين من أقصي اقاصي الشمالية بلاد بوابير
اللستر الي أقصي اقاصي حديقة ليستر .


شكراً يا كوجان للامتاع الحقيقي

Post: #10
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: خدر
Date: 10-10-2009, 11:32 AM
Parent: #9

التحية والإجلال للزميل اليكسي

Post: #21
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-11-2009, 03:26 PM
Parent: #10

Quote: التحية والإجلال للزميل اليكسي



ومرحب بيك يا خدر خليك بعيد اقصد ؟؟؟؟ وشهر حداشر قرب.....[/B]

Post: #19
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-11-2009, 12:45 PM
Parent: #9

خضر حسين أزيك ياخ.. انت لسع غاطس لي في البلد؟؟
برسل ليك بابور ليستر يمكن ينفع..

حاولت تلفونك كم مره وانت غارق ياخ.....

بحاول تاني...

التحايا.....

Post: #23
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: rosemen osman
Date: 10-12-2009, 12:10 PM
Parent: #2

سلام عليك وحديقتك الزنديقة
والضجيج والحياة والمواء والبيرة
وسلام علىً





_____________
حمد لله على السلامة
ويا زول هووووي رسل لي حاجاتي هههه
_____________
سلامات صلاح وكيف اخباركم والمشروع ,مقصرين والله تجاهكم

Post: #32
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-14-2009, 12:03 PM
Parent: #23

Quote: سلام عليك وحديقتك الزنديقة
والضجيج والحياة والمواء والبيرة
وسلام علىً





_____________
حمد لله على السلامة
ويا زول هووووي رسل لي حاجاتي هههه
_____________
سلامات صلاح وكيف اخباركم والمشروع ,مقصرين والله تجاهكم




سلام وعوافي الحاجات في البوسته وقربت تجي..

لسع في باقي للحكايه أركزي وقولي يا لطيف... منون تمام بوجودك هنا كالعاده سعيد به....

صلاح كويس والمشروع ماشي تمام...

Post: #11
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: د.نبراس
Date: 10-10-2009, 03:10 PM
Parent: #1

مرحبا بجرافات الجليد ..

:)

Post: #12
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: محاسن أحمد محمد
Date: 10-10-2009, 03:31 PM
Parent: #11

كيفك يا كوجان
ما لك علينا
Quote: جرّافات الجّليد.....


نحنا لسع بنستمتع
بى امسيات جميله وشمس صاطعه
من بواقى 2009

كتاب يا كوجان واصل

Quote: وحقيبة الجلد التي لازمتني منذ منتصف عشريناتي البائسه


نسيت حاجه والشعر الافرو وزوله واقفه على الجنبه فى حالة

صمت وانته هاريها بى كلامك الكتير

Post: #13
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: أيزابيلا
Date: 10-10-2009, 04:26 PM
Parent: #12

بوست ابيض كحضورك

باذخ البياض

جعلنى اعرف ان الكتابة التى تخبز من الذاكرة...تخرج دافئة وان كانت من جليد

جالسة على (البنش الخشبى)..استحضر الشتاء من كتابتك لافصّل منه تصورا لشتاء ينتظرني

جالس حتى يذوب الجليد...او تجرفه انت معك

Post: #16
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: احمد محمد بشير
Date: 10-11-2009, 00:17 AM
Parent: #13

كوجان...يا عزيز...
الله ينور عليك دنيتك و أخرتك بلون أنصع من الجليد..

هدية كده و تقدير للكلام السمح القريتو منك حنزل ليك صور لبعض اللوحات الفنية التي ألتقطها بكاميرة جوالي وذلك عند زيارتي لاحدي معارض الفنانين السورين الذي انشي قبل اسبوع من الان.. وارجو أن تسمح لي.
.......

Post: #17
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: احمد محمد بشير
Date: 10-11-2009, 00:26 AM
Parent: #16

انتو محل تحميل الصور دا راح وين.....؟؟؟ عندي ليكم عدد 7 لوحات فنية وحصرية تجنن.. ورونا محل تحميل الصور دا وين بس..

Post: #18
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 10-11-2009, 07:01 AM
Parent: #17

يا كوجان والله لو ما خوفاً من الله و بكري كان جريت ليك

تسلم كوجان بالله واصل و منتظرين في الصف

Post: #20
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 10-11-2009, 12:57 PM
Parent: #18

يا ايها الولد العاق "بى "
لكم احببت جرافاتك
يلا امشى على التلج
اجرف حريقنا
منتظراك تكمل

Post: #36
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-15-2009, 12:46 PM
Parent: #20

Quote: يا ايها الولد العاق "بى "
لكم احببت جرافاتك
يلا امشى على التلج
اجرف حريقنا
منتظراك تكمل



والله يا سلمي بقحقح زي السخل الايام دي.....

لكن جاييك بس انتظري.. ولا عقوق بعد اليوم(شعار مرحلي) هههههههههه

Post: #34
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-14-2009, 11:02 PM
Parent: #18

يا كوجان والله لو ما خوفاً من الله و بكري كان جريت ليك

تسلم كوجان بالله واصل و منتظرين في الصف


حافظ مالك؟؟

ياخ جر العايز تجرو !!

ما تخاف من بكري .. راجل فرده وا كدا

خليك قريب.....

Post: #29
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: احمد محمد بشير
Date: 10-13-2009, 03:44 PM
Parent: #17

احدي اللوحات ويظهر فيها تشخيص لوحيد القرن شعار جمهورية السودان سابقا
24092009306.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #30
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: احمد محمد بشير
Date: 10-13-2009, 03:45 PM
Parent: #17

لوحة اخري تجسد احتفالات الشعب النرويج باليوم الوطني.. الموافق 17.05 من كل عام...
24092009311.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #31
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: احمد محمد بشير
Date: 10-13-2009, 03:50 PM
Parent: #17

تكثر جرافات الجليد العملاقة في النرويج... ويرسم الفنانين لوحات عديده تجسد الطبيعة الساحره عندما يغطيها الجليد... الصوره ادناه رسمها فنان سوري عربي مقيم في النريج وتلاحظون فيها الوان الماء المتجمد المغطي بالثلج بالاضافة الي بقايا الاشجار التي غطت تمام... حسب ما وصف راسم اللوحة...
24092009305.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #33
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-14-2009, 05:25 PM
Parent: #16

Quote: كوجان...يا عزيز...
الله ينور عليك دنيتك و أخرتك بلون أنصع من الجليد..

هدية كده و تقدير للكلام السمح القريتو منك حنزل ليك صور لبعض اللوحات الفنية التي ألتقطها بكاميرة جوالي وذلك عند زيارتي لاحدي معارض الفنانين السورين الذي انشي قبل اسبوع من الان.. وارجو أن تسمح لي.
.......




شكرا كتير علي اللوحات الجميله,,,

وجودك ممتع بصريا واكتر والله الواحد ما عارف يقول شنو؟؟؟؟

تسلم يا احمد بشير...

Post: #27
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-13-2009, 08:14 AM
Parent: #13

Quote: بوست ابيض كحضورك

باذخ البياض

جعلنى اعرف ان الكتابة التى تخبز من الذاكرة...تخرج دافئة وان كانت من جليد

جالسة على (البنش الخشبى)..استحضر الشتاء من كتابتك لافصّل منه تصورا لشتاء ينتظرني

جالس حتى يذوب الجليد...او تجرفه انت معك




شذي .............


راجع ليك بالكتير .... خليك قريبه..


سمح؟ (دا ما رد علي كلامك)... بس قريه اولي!

Post: #25
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-12-2009, 08:56 PM
Parent: #12

Quote: نسيت حاجه والشعر الافرو وزوله واقفه على الجنبه فى حالة

صمت وانته هاريها بى كلامك الكتير



يازوله.....

Post: #22
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-12-2009, 11:30 AM
Parent: #11

Quote: مرحبا بجرافات الجليد


مرحب بيك انتي يا نبراس .....




سلامات......

Post: #24
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim fadlalla
Date: 10-12-2009, 12:17 PM
Parent: #22



قشعريرة ..كاملة الدسم ..
كنت أصيح .. متدلياً ...والحبل يمسك بخناق خاصرتي...بصوت مكتوم ...البرد ..البرد ..البرد ...
فترد البئر النائمة... بخفوت ...مريب ..البرد..البرد..الـ
فإرخيت الحبل ..ثلاثاً ... لأغوص متلاشياً في جوف العتمة ... والصقيع ..العارم ...
وأرخيت الحبل ..ثلاثا .. وثلاثا .. وثلاثاً ...دون جدوى ... فقطعت خاصرتي ...وهويت متسارعاً... نحو الأسفل ..
إلا أنني لم أصل أبدا ً .. إلى الغول النائم في القاع ...برؤوسه السبع... كما أنني لم أتنفس الصعداء ..قط ...منذ ذلك الحين ...
--------
البرد ..البرد ..البرد ... ما زال يعلق كلابه الحاد .. على قفاي...ويذروا زمهريره ... كمسحوق الزجاج ..
في كل مفصل ... من مفاصل جسدي...المتهالك...ولا أبالي ...


كامل المتعة والاستفزاز الفكري ...شكراً ..لا أقل ... وأرجو أن تواصل ....

ودي .. بلا مواربة ...

Post: #26
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: Emad Abdulla
Date: 10-12-2009, 09:16 PM
Parent: #24

يا ابراهيم ..
يا الكتابة الغول .

لهذا أحبك ياخي .. و لأنك " تجلع " الكتابة كما ينبغي ..


Post: #28
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: Siham Elmugammar
Date: 10-13-2009, 01:58 PM
Parent: #26

Quote: كانت سماء أدنبره تتوشّح بلونها الرّمادي, إمرأةً شمطاء يكسوها الجليد من أعاليها لأخمص قدميها ويتناثر لوناً أبيضاً كشيبٍ يخطُّ علي رأسها سطور أيامها الأخيره علي وجه هذه الدُّنيا. تسحب غطاءها السّميك برداً لامعاً يقتل أنفاس شمسها التي تغيب في الثالثه ظهراً حتّي قبل أن تتعرف خيوط أشعتها علي ثنايا الأرض ووجوه البشر من سُكّانها, فيصير يومها قصيراً مُتقطّعاً متلاحقاً كأنفاس الموت.

Post: #35
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: سارة علي
Date: 10-15-2009, 03:45 AM
Parent: #28

كوجان..
عندما ياتي الجليد..
ليس لدينا خيار سوي ان نجرفه..
او نستمتع ببياض وصفاء لونه..
وانصحك بالخيار الاخير..
لانك سوف تفتقد اللون الابيض من حولك بعد ذوبان الجليد..
ولن تراه الا في الشتاء القادم..
فتمتع باللون الابيض قبل ذوبانه..
ــــــــــــــــــ
عني انا..
اري البياض مرة واحدة في السنة..
وفقط في الجليد..

Post: #37
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: Siham Elmugammar
Date: 10-15-2009, 01:12 PM
Parent: #35

راجع الماسنجر يا كوجان
شنو ليك؟؟؟

Post: #39
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-16-2009, 10:44 AM
Parent: #35

Quote: كوجان..
عندما ياتي الجليد..
ليس لدينا خيار سوي ان نجرفه..
او نستمتع ببياض وصفاء لونه..
وانصحك بالخيار الاخير..
لانك سوف تفتقد اللون الابيض من حولك بعد ذوبان الجليد..
ولن تراه الا في الشتاء القادم..
فتمتع باللون الابيض قبل ذوبانه..
ــــــــــــــــــ
عني انا..
اري البياض مرة واحدة في السنة..
وفقط في الجليد..




إذا لنا الحق في ان نستمتع ببياضه..

لك الشكر كله علي هذه الاطلاله العميقه.. شكرا..

Post: #40
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-16-2009, 11:58 AM
Parent: #26

يا عماد ...

صباح الخير .. هذا الجزء خاص بك وبهذا العمل المائي الفاره...


( برد عليك تاني)

2......

أنت ...! مجنون....
كانَ ردّي علي إدِّعاءات أليكسي بارداً كأنّه محمولاً علي ريح الشمال الأسكوتلندي تتخلله أصواتاً همهمه رعود (قِبْلّية)!.
نعم أنت مجنون!. أقسم لي يومها بعيني (اَن) التي قضي معها ثلاث من لياليه السابقات, أنّ الخبر حقيقة لأنّ والد (اَن) هو من يدير ترتيب الشّوارع والطرق وحال كل المدينة عندما يطحنها الجليد فتتداخل أسنان تروسها مصطكّه في حالةٍ أشبه بغيبوبة موت. نظرتُ إليه بوجهٍ جامد أتعبه التّحديق في فراغات الفلس ومجاهيله التي لا تعرف الغفران. بدأت في تجميع حاجياتي التي هي أصلاً جزئاً من وجودي في هذا العالم, حملت حقيبتي المُبللّه بحُبيبات الجليد, وبقايا الماء, ووضعتها علي كتفي, ثُمّ تحسست جيبي لأعرف أن قطع العُمله المعدنيه مازالت في مكانها اَمنه, ورغم أنني مُتأكّد علي وجودها في قاع جيبي لكني قمت بتلك الحركه بشكلٍ عفوي, لأنّ الفقر يجعل الإنسان أكثر حرصاً علي ما تبقّي من أسباب الحياة. أدخلت أصابعي المتيبّسه من البرد في قفاذاتي المهترئه مثلي, سحبتها بقوّة من حتّي أحسّ بأنها تلامس يديّ إذ أن البرد يجعل الأصابع وأطراف الجّسد في حالة خدرٍ كامل.
قلتَ له أنّي ذاهب لأتناول القهوه والساندويتش اليومي ثٌمّ أُغطّي علي محتوياتي بسيجارة تٌذهب عنّي لعنة التفكير في البرد, وربما إن (ذهبت ), أكون في كامل أناقتي البطنيه, وعلي أقلّ تقدير هانئاً وحامداً ربّي وملاقيه ووجهي ملوّن بِطمأنينة طفل. وضع أليكسي يده علي كتفي وأمرني بالجلوس بجانبه في صمتٍ اَمر.
توقّف الزّمن عند أليكسي, فقد تجمّدت ملامحهه, وإحمرّت عيناه و تجلّدت وجنتاه علي عظام وجهه وأصبح أبيضاً كأنّما رأي شبحاً ثُمّ أخرج صوتاً عميقاً من كهف بحر إحباطاته, مٌدَمْدِماً بلغةٍ غريبه عليّ وعلي كُلِّ من سمعها رفعت حاجبي بدهشةٍ غلواءٍ, عندما عرفت أنّ طبول الحرب تلك هي إسم جَدّه لأبيه, وقد أقسمَ بأنّ جرّافات الجّليد حقيقة, ثُمّ أقسم بجده!. كان هذه المرّه كمن يضع اّخر ما تبقّي من مساحيق تجميل علي وجه ما تبقّي من دفوعاته أمامي,
جَدّه لأبيه كان جنديّاً في الحرب العالميه الأولي, محارباً بكتيبة الإنتحاريين ضد الألمان, وقد عرفته
تلك الجهات بشراسته وقوته وإنتحاريته وقد أُطلِقَ إسمه علي الكتيبه, كان رجلاً مشاكساً لعوباً, وكاتباً لأعظم خطابات الحب ورّثها جميعها لحفيده الشّعي الوحيد أليكسي, وورّثَه معها مغامراته وجنونه, وحٌبّه للنساء. ملأت شهرته الاَفاق, وسكنت جيناته الوراثيه أكثر من ثلاثين رحمٍ ناضجٍ لفتيات كُنّ يملأنّ الحدود الشرقيه لبولندا, أفرخن فيما بعد كتيبه صغيرة من الأطفال تحمل ملامحه, وشراسته. عندما بلغوا رشدهم كانوا يملكون قوته, وثوريته, وعنفوانه السريري كثيران مصارعه أسبانيه.
أخرج أليكسي صورة جدّه, بهدوء وأدب وإحترمٍ واضح, نظرت إليها فغمرني رُعب خفي وأنا في حضرة رجل أسطوره, فقد كان وجهه ضخماً بملامح رومانيه, وأنف واسع الفتحات, معكوف كأبريق شاي عربي, ويضع علي رأسه قبعة المحاربين في الكتائب الإنتحاريه, وبعض النياشين التي لا أعرف هل فاز بها في الحرب أم علي سرير مغامراته الجنسيه التي لا تعد ولا تحصي تماماً كالحروب التي خاضها.
تحرّك الزمن ,الذي توقف في حروب الماضي التي ذكرها أليكسي, بكرة ثلج ضخمه تدحرجت من سقف إحدي المحلات التجاريه, مصدرةً دوياً كمدفع إعلان حرب, ملأت الحياة أليكسي من جديد, فسحبني من يدي قائلاً أعرف أنّك صدقتني الاَن يا صديقي, (أدعوك لكوب قهوة وساندويتش) وستدفع لي عندما نبدأ دوام جرّافات الجليد.

يتبع..

Post: #38
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-15-2009, 07:42 PM
Parent: #24

Quote: قشعريرة ..كاملة الدسم ..
كنت أصيح .. متدلياً ...والحبل يمسك بخناق خاصرتي...بصوت مكتوم ...البرد ..البرد ..البرد ...
فترد البئر النائمة... بخفوت ...مريب ..البرد..البرد..الـ
فإرخيت الحبل ..ثلاثاً ... لأغوص متلاشياً في جوف العتمة ... والصقيع ..العارم ...
وأرخيت الحبل ..ثلاثا .. وثلاثا .. وثلاثاً ...دون جدوى ... فقطعت خاصرتي ...وهويت متسارعاً... نحو الأسفل ..
إلا أنني لم أصل أبدا ً .. إلى الغول النائم في القاع ...برؤوسه السبع... كما أنني لم أتنفس الصعداء ..قط ...منذ ذلك الحين ...
--------
البرد ..البرد ..البرد ... ما زال يعلق كلابه الحاد .. على قفاي...ويذروا زمهريره ... كمسحوق الزجاج ..
في كل مفصل ... من مفاصل جسدي...المتهالك...ولا أبالي ...


كامل المتعة والاستفزاز الفكري ...شكراً ..لا أقل ... وأرجو أن تواصل ....

ودي .. بلا مواربة ...



شكرا يا حبيب علي هذا....المرور وربنايقدرنا علي المواصله

Post: #41
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: دينا خالد
Date: 10-16-2009, 02:52 PM
Parent: #38

كوجان ؟؟
اجى يا ولدى ؟؟ متجرس قدر دا من البرد ؟؟



Quote: بوست ابيض كحضورك

يعنى قصدك كوجان ذاتو اسود ؟؟ ماعارفه لييه متخيلاك حلبى



والله يا كوجان لو شفت الحر العندنا ! كنت كتبت عشرة قصص
فى مداخله واحده ؟؟
مافى عندكم جرافات حر ياخ ؟؟؟
نحن هنا كرهنا العيشه وروحنا ..













ـــــــــــــــــــ
غايتو اصحابك الفوق ديل المواد البشتغلو بيها الرسم دا
سمحه خلاص ... لوووووووووول .
ع _ حسين






Post: #42
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-16-2009, 09:20 PM
Parent: #41

Quote: [كوجان ؟؟
اجى يا ولدى ؟؟ متجرس قدر دا من البرد ؟؟




بوست ابيض كحضورك



يعنى قصدك كوجان ذاتو اسود ؟؟ ماعارفه لييه متخيلاك حلبى



والله يا كوجان لو شفت الحر العندنا ! كنت كتبت عشرة قصص




حلبي يا جبانه.....

رايك شنو في الوان المويه بتاعة صاحبي (الله يخدر ضراعو)

وبعدين ع حسين دا منو؟؟؟

انتو محتاجين لي كندشه مش جرافات حر الحر اليلحم الجن والباب (ما في شرح)

انا بالجد مشتاق ليك يا مجنونه.. يالله ابقي اظهري وبطلي (الغتس)





Quote: ـــــــــــــــــــ
غايتو اصحابك الفوق ديل المواد البشتغلو بيها الرسم دا
سمحه خلاص ... لوووووووووول .
ع _ حسين

Post: #43
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: naeem ali
Date: 10-16-2009, 09:50 PM
Parent: #42

شكرا علي هذا (السقط) يا كوجان يا (فنان)..

Post: #44
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-17-2009, 07:21 AM
Parent: #43

Quote: شكرا علي هذا (السقط) يا كوجان يا (فنان)..




وشكرا ليك كتير علي مرورك ووجودك في هذا المنبر لولاكم لما كنا


إبراهيم...........

Post: #45
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 10-17-2009, 05:47 PM
Parent: #44

لازلت يا رجل تمارس فيني الدهشة ومتعة التجوال في مصيبة اسمها حروف مكتوبة في الدنيا دي..
اني امنت بالله..كما يردد الجلكين عماد عبدالله..
وفوووق...

Post: #46
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ريهان الريح الشاذلي
Date: 10-17-2009, 07:09 PM
Parent: #45

سلامات كوجان والجمع اعلاه
لغتك حلوة ياخ وامثلتك بتبقي زي الصورة الماثلة قدام عيونا شكرا ولازلنا في انتظار ماذا حدث حين جرووف..
***
ما بقدر افتي في قصة الجرافات (الكوريك اصطلاحا) احتمال لاني اتفوق علي الجمع عاليه في انني ما حصل في حياتي شفت جليد الا عبر الروايات والافلام وصور المغتربين في ذلك العالم البراني...

Post: #47
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: munswor almophtah
Date: 10-17-2009, 11:29 PM
Parent: #46

كوجان يا من خاوى بين التشكيل والجراحه وأخى بين المشارط والأزاميل
وعرف خصائص الألوان وأدرك لون ما يضخه القلب فى الشرايين كإدراك
إبن النفيس ووليم هارفى وتفنن فى تحريك الساكن وتسكين المتحرك
وبانت مهارته فى تجسيد المختبئ وإخفاء المجسد لا بل أمسك بظهر
الكتابه ولف بساعده خصر الرسم والتشكيل ثم ذاق عسل الخلوة
ونال خراج العزله وتصوف وصفى قلبه وحسه والوجد حتى أيقنا أن معه
قرين من الجن البصير فيا كوجان كيف لا تستوقفنا المدائن وأنت
أدرى بما لشعيب وكسرى لا بل أدرى لما أبو صلاح فى ضواحيه وعلى
شرفات المدائن وأشواقنا تشرئب بأعناق العماليق لرؤية مكه
ويثرب تلك المدائن التى لا تلحق مكانتها مدن الكون كله وإن
وضعت على قاذفات مراكب الفضاء فيا كوجان يا من ساح فى أرض
الله الواسعه وعرف أسرار المدائن كما عرف طه حسين روائح
أزقة مدينته ودهاليسها التى سمع قرقرة شيشتها وجلبة
جلابيها وجلبة جليبهم فالود لك والسلام................





منصور

كتبت ذلك لمرورك عبر كالقرى قبل الدخول فى عوالم أدنبره وتفاصيل
اللوحه التى دلقت هلامية ألوانها بعبقرية الفنان الموغل فى
عوالم التشكيل الشائكه وحمدت الله بأن كتبت كالقرى وإلا فسوف لا
أستطيع أن أجاريك وساسقطها من رف وجودها بالقوه إلى سلة مهملات
تمور بالكثير المسبوق بالغير


ولك السلام



منصور

Post: #50
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-19-2009, 02:56 PM
Parent: #47

Quote: كوجان يا من خاوى بين التشكيل والجراحه وأخى بين المشارط والأزاميل
وعرف خصائص الألوان وأدرك لون ما يضخه القلب فى الشرايين كإدراك
إبن النفيس ووليم هارفى وتفنن فى تحريك الساكن وتسكين المتحرك
وبانت مهارته فى تجسيد المختبئ وإخفاء المجسد لا بل أمسك بظهر
الكتابه ولف بساعده خصر الرسم والتشكيل ثم ذاق عسل الخلوة
ونال خراج العزله وتصوف وصفى قلبه وحسه والوجد حتى أيقنا أن معه
قرين من الجن البصير فيا كوجان كيف لا تستوقفنا المدائن وأنت
أدرى بما لشعيب وكسرى لا بل أدرى لما أبو صلاح فى ضواحيه وعلى
شرفات المدائن وأشواقنا تشرئب بأعناق العماليق لرؤية مكه
ويثرب تلك المدائن التى لا تلحق مكانتها مدن الكون كله وإن
وضعت على قاذفات مراكب الفضاء فيا كوجان يا من ساح فى أرض
الله الواسعه وعرف أسرار المدائن كما عرف طه حسين روائح
أزقة مدينته ودهاليسها التى سمع قرقرة شيشتها وجلبة
جلابيها وجلبة جليبهم فالود لك والسلام................





منصور

كتبت ذلك لمرورك عبر كالقرى قبل الدخول فى عوالم أدنبره وتفاصيل
اللوحه التى دلقت هلامية ألوانها بعبقرية الفنان الموغل فى
عوالم التشكيل الشائكه وحمدت الله بأن كتبت كالقرى وإلا فسوف لا
أستطيع أن أجاريك وساسقطها من رف وجودها بالقوه إلى سلة مهملات
تمور بالكثير المسبوق بالغير


ولك السلام



منصور




شكرا يا منصور علي هذا الاطراء الجميل.....


ربنا يقدرنا علي رد الجميل....

Post: #49
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-18-2009, 02:00 PM
Parent: #46

Quote: سلامات كوجان والجمع اعلاه
لغتك حلوة ياخ وامثلتك بتبقي زي الصورة الماثلة قدام عيونا شكرا ولازلنا في انتظار ماذا حدث حين جرووف..
***
ما بقدر افتي في قصة الجرافات (الكوريك اصطلاحا) احتمال لاني اتفوق علي الجمع عاليه في انني ما حصل في حياتي شفت جليد الا عبر الروايات والافلام وصور المغتربين في ذلك العالم البراني...



والله يا بت الريح الجليد لامن يجي بيعمل في الناس جنس حاجات.

بس خليك قريبه وووووووووو يتبع!

Post: #48
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-18-2009, 09:12 AM
Parent: #45

Quote: لازلت يا رجل تمارس فيني الدهشة ومتعة التجوال في مصيبة اسمها حروف مكتوبة في الدنيا دي..
اني امنت بالله..كما يردد الجلكين عماد عبدالله..
وفوووق...


عبدالكريم وفي مكان اخر كيكي .....

انت وين ياخ, المصايب ما هي طالعه منك يا بتاع كمو الري والله لغاية هسع بتجيني قشعريره لامن اتذكر كمبو الجن بتاعك المهم انت بخير وياهم لسع بتندهش.....

البترول والاركيولوجيا عالمله كيف... مع السلامه.

Post: #51
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-20-2009, 12:18 PM
Parent: #48

إلي صديقتي شذي... التي سيفاجئها الجليد ذات صباح......... فتحزّمي ........



******

قبلت دعوته شاكراً, ثُمّ أسلمت نفسي لسيل من الأحلام وأنا أتابع خيط الدُخان الذّي أطلقته سيجارتي, إمتناناً علي محتويات بطني من سمك التّونه, والقهوه المُعتّقه, ذات النّكهة الأمريكيه, ولوهلة ظننت نفسي أعتلي قمّة العالم, وأنّ جيبي ينتفخ بالمال, وكل أسباب الحياة, كانت أحلامي تتمدد أمامي بلونها الأبيض تماماً كالثلج الذّي يغطي ساحة (المرج الأخضر) والتي شققناها, أنا وأليكسي مشياً علي الأقدام, وهي ساحه واسعه من المخمل الأخضر في أيام الصيف يتبعثر علي سطحهها الشباب من كل الأجناس والعاشقين, ومجموعات الروك اند رول المحليه, ومتعاطي المخدرات, والمراهقين الذين يتعاطون الخمر والحشيش سراً لأنّهم تحت السِن القانونيه, وكٌل ما يطلق عليه محلّياً (الأدويه التي تساعد علي الخلق والإبداع), نكاد نسمع ضجيج أهلها واَهات العشاق, ونحن نسير في صمت المقابر الذي خلّفه الجليد. أما في الشتاء فهي ملاءة بيضاء, من غير سوء, تمتد حتّي الأفق, تنبت علي سطحها نتوءات الأشجار والسيارات وهي مغطاه بالبياض. يلعب فيها الأطفال بكرات الجليد ويصنعون تماثيل بيضاء من الثلج ثُمّ يضعون عليها قطع معادن وجزر, ويلبسونها ملابس واغطية رأس حتّي تشبه البشر, يشاركهم في كُلّ ذلك المرح, اّبائهم وأمّهاتهم وكلابهم وقططهم. يقضون وقتاً بريئاً ممتعاً ولكنه بارداً كأنف كلب.
هطل الجليد بِشِّده, وغطّي علي الجليد الموجود أصلاً علي الأرض, فبكت أسقف المنازل مصدرةً أصواتاً كتشقق الأخشاب, وإختفي الأطفال الّذين يلعبون في الميادين العامه, وذابت معهم تماثيلهم المائيه, وتحولت لكومه ضخمه من البرد. أصبح المشي قاسياً وشاقّاً كسريان الماء إلي أعلي, لم أفلح في إقناع أليكسي عن العدول في مواصلة المشي, لأنّ حٌجّتي كانت واهيه كما أنني كنت مٌصِراً عليه في سِرّي, إذ أنّ أحلامي كانت تتكاثر في خيالي, كخلية نحلٍ ورديه تدعم أقدامي الداميه, وتجعل خطواتي سهلةً كأنّها تسقط علي وسادةِ هواء, فالأمل يحدوني بالإلتقاء بجرّافات الجليد, التي تجعل كل اّلام العالم محتمله بِذكر إسمها فقط.
الشوارع تتدفق أمامنا كمجرّات بيضاء, خاليةً إلاّ من قليلٍ من المارّه, يتسارعون في خِطاهم للإختباء من كٌرات الثلج التي كانت ترتطم بوجوههم, فتكسبها دهشة بوجودي الملوّن في شوارعٍ ماتت في قلوبها الرحمه, أسارير وجهي كانت كحائطٍ مائل, واّئل إلي السقوط, شفتي سوداويين من إحتقان الدم البارد بهما, أصابعي منكمشه تماماً داخل قفاذاتي, ولا أحس بأصابع قدمي ولا حتي أطرافي التي تكلّست, وفقدت وجودها كجزءٍ منّي, أمّا حذائي فقد كان يصدر صوتاً مٌزعجاً كمن يمضغ قطعة بلاستيك. وعندما توقّفَ سريان الدم تماماً في أوردتنا, وسكنها التعب, وأصبحت الدنيا مُظلمة في منتصف النهار, إنقشعت علامات التعب من وجه أليكسي, وسالت من عينيه أبتسامة طفل إكتشف سر ألوان الفراشات. فقد توقّف أليكسي أمام مبني ضخم, ينبثق منه ضوء, يعاني في تعبٍ واضح الخروج إلي الفضاء من شبابيكه الخشبيه ذات الإطار الأسود, فيعطيه منظر مارد مخيف ينتمي إلي عصور ما قبل التاريخ. تزيّن مقدمته القديمه لافته عمرها مئة عام, كٌتِبت عليها: (مكتب إدارة الطرق ودرء الكوارث الجليديه).
في داخل ذلك المبني كان يجلس أضخم رجل عرفته في حياتي إسمه (جاك), في فمه سيجارة مُشتعله ومُبلله كُلّها بِمادّة غريبه, لحيته كثّه وذات مظهرٍ إستوائي, عندما فتح لنا الباب قدّم لنا نفسه كاملاً ( أهلاً, أنا جاك ماكينزي), فعرفه أليكسي علي الفور إنّه والد (اَن ماكينزي) إحدي ضحاياه السريريه فإمتلأ فمه برغوةٍ ذات مذاق فطري وتكدّست في مفاصله رعشات شهوةٍ جنسيه أفرغها ليلة البارحه.

يتبع........

Post: #52
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: Ishraga Mustafa
Date: 10-20-2009, 10:41 PM
Parent: #51





انتظر هذا البياض بشوق يا كوجان..
انتظره ويفرحنى عرس الشجر الجماعى والجليد يزفنى نحو مدائن العزلة..





واصل..
فهذه الجرافات تسكن ذاكرتى


---------------
تتحمل المسئولية لو كوجنت محاضرة بكرة...

Post: #53
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-21-2009, 10:34 AM
Parent: #52

Quote: تتحمل المسئولية لو كوجنت محاضرة بكرة



يا زوله انتي محاضرتك كلها تمام بعد المداخله دي .. بس قولي ليهم كنتي سايقة جرافة جليد....

بجيك راجع...

Post: #54
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: Ishraga Mustafa
Date: 10-24-2009, 09:49 PM
Parent: #53

Quote: بجيك راجع...



يوم القيامة العصر؟!!


Quote: بس قولي ليهم كنتي سايقة جرافة جليد....


قايلنى ما اتكلمت عن حق العمل الكريم للمهاجرين/ت؟

لقيت فرقة وختيتها فى شقوق لذعات البرد الاول اللى لطم روحى لطمة حنين ماقامت منها ليوم الليلة







-------------
الجرافات جاهزة يا ابراهيم الله يجيب الجليد
بقى لمن ما ينزل بتجينى حالة بيات شتوى

Post: #55
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: naeem ali
Date: 10-27-2009, 07:34 AM
Parent: #54

Quote: يتبع........


في الانتظار

Post: #56
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-27-2009, 05:40 PM
Parent: #54

الي الصديقه إشراقه مصطفي.. التي عاشت أوجاع الغربه بكل الامها.. وانهار دموعها...


إختفي مستر ماكينزي وراء دٌخان سيجارته التي ما فارقت فمه منذ أن إلتقيناه وحتّي اَخر يوم رأيته فيه, جلس خلف مكتبه الخشبي وتدفّقت كرشه الضّخمه أمامه كشوال بطاطس, ثُمّ تكور مثل كرة بشريه علي كرسٍ مسكين كان يقبع وراء ذلك المكتب, وحوله تناثرت أوراق وقطع غيار مختلفه تشكّل أحشاء لماكنات عرفتها فيما بعد أنّها لجرافات الجليد.
كان عددنا يفوق الخمسة عشر بقليل, نحمل سحنات العالم وتجاعيد وجهه الغائره و سرِّ الخليقه, نتحدّث إنجليزيه, تتهشّم حروفها علي حافة ملايين اللغات, لكنها مفهومه, لنا جميعاً وتحمل في دواخلها معناً واحداً, أننا نريد العمل وبأييّ أجرٍ, بعد أن فحص أوراقنا الثبوتيه وأوراق حق العمل وتأكّد منها, بدأ يُحدثنا عن الماكنات والجرّافات بصوتٍ يتدفّق منه الخشوع وفي إسهابً وإمعانٍ عظيمين, لم يترك ايّ شئ إلاّ وقتله شرحاً كأنّه كان يدعو لدين وإلهٍ جديدين أما قبائل تسكن أدغال إفريقيا, ثُمّ أخذنا في جولةٍ لنلتقي بأُمِّ مصدر رزقنا للأيام القادمات. قال بصوتٍ ملئ بالحنين والود: هذه هي الوحوش الشرسه التي ستروضوها وتتعبكم وتصيبكم بالغثيان و لكنها ستجعل منكم رجالاً أقوياء, ثُمّ اخرج ورقة من جيبه كُتِبَ عليها نحن نحترم العمل والعمال والإنضباط وزّعها علينا جميعاً, قبل أن يلقي بقنبلته الأخيره: يبدأ العمل كُل يوم في الواحده صباحاً وكل ايام الأسبوع فالطقس لا يعرف الإجازات!.
هذه الماكنات الضخمه ذات اللون الرمادي, والتي تقبع علي الأرض بإطاراتها السّت لا تعرف المهادنه ولا الشفقه ولها ملامح جزّار أبقار لئيم, إنّها جرافات الجليد.
خرجت مع أليكسي والفرح يطفح من كل مسامنا, كنت أغني بصوتي الأجش المشروخ (أنتِ السّماء بدت لنا, وإستعصمت بالبعدِ عنّا.... ) لا أعرف لماذا هذه الأغنيه بِالذّات؟. ولكنِّها كانت جميلة وعظيمة في تلك اللحظه, سمعها صديقي أليكسي فظنّ أنني مصاباً بألمٍ ما!.
سنبدأ العمل في منتصف الليل من كل يوم حتّي نُعد الشوارع لتستقبل السيارات والناس والحياء, في الصّباح التالي. عادةً ما نبدأ بوضع الزيد في الماكينات والتّأكد من أنّها تدور ثُمّ نقوم بنظافتها, ونترك مُحرِكاتها في حالة إستعداد وهي تدور حتّي تدفأ دواخلها وأحشائها, ثُمّ نضع الرمل والملح المجروشين في خزاناتها, التي لها فتحات تحتيه, تجعل هذا الخليط الغريب يتبعثر بمقدارٍ معلوم في الدقيقه, بعد جرف الجليد, فيمنع هذا الخليط تراكم الجليد ويمنعه من التحجر .
في البدء كان العمل قاسياً, مُرهقاً و قاتلاً في أوقاتٍ كثيرة, ولولا الأحلام التي تأتي تباعاً, تحاكي في مجيئها أمطار الشتاء الذي نعيشه بكل تفاصيله المملّه, وأن الأجر مجزٍ للعنت الجرّافات وأهلها وتمنيت أنّ الجليد يقضي علي كُلِّ هذه البلاد التي يلبس رِجالها التنانير. عندما مضي الأسبوع الأوّل, تورّمت منّا الوجوه, وأصبحت أكّفنا متفسّخه, متورّمه وذات لون خشبي يحاكي الموتي, تخلّف منّا الكثيرين, لعدم رحمة ساعات العمل, كان يطلق عليها الأسكوتلنديين: (ساعات غير صديقه).
كان تماسكنا أنا وصديقي البولندي محل إشاده وتقدير من كل الذين حولنا, رغم إعتقادهم بأننا اول من يتساقط ولكن هيهات, فقط لو يعرفون أنياب العَوَز.
بعد مضي ثلاثه أسابيع, عرفت أنّ العمال المدربين, يمتلكون أسرارً تماماً كأيّ مهنه, عرفت سر إستمرارهم في العمل حتّي مطلع شمس يوم الغد, دون كلل أو ملل, بل ويسيل منهم العرق في عزِّ هذا الصّقيع, فإستغربت حتّي بدايات الصّباح, عندما إقترب منّي أليكسي هامساً: إنّهم يضعون الزيت والبترول في الماكنات مثلنا تماماً, الفرق يا صديقي إنّهم يشربون سائلاً كنت أظنّه القهوه مثلنا ولكن الحقيقه إنّهم يضعون في حفاظات القهوه رحيق الفودكا الروسيه مخلوطه بالقهوه حتّي لا يشك مُشِرف العمل فيهم ولذا تجدهم يعملون حتّي الساعات الاخيره من الصّباح!. ثُمّ يختمون يوم عملهم بشرائح لحم بقري ضخمه تكفي لإطعام قبيله من كلاب الصيد.
في اليوم التالي من العمل فعلت مثلهم, حفاظة القهوه, شريحة لحم وثُمّ رحيق الفودكا, فإشتعلت بطني بحريقٍ ناري, وأصبحت جرافة الجليد التي أقودها ليّنه سهله كعروس في أيامها الأخيرة من شهر العسل, فكسي وجهي لمعان من إنتصر.


يتبع....

Post: #57
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: Ishraga Mustafa
Date: 10-27-2009, 07:16 PM
Parent: #56

Quote:

الي الصديقه إشراقه مصطفي..






من زمن حفروا البحر
لكن انت النومك شنو يوم تخريجى فى ذلك العام العجيب من 1989

وعلى اى كتف حنين كانت تتكىء احلامك؟

وهل كنا سنقرأ عن الجرافات لولا جرفنا ذلك العام الى حيث انت.... هو..... وانا.... حيث كانت احلامى ايضا تتكىء


ياللجرافات!!

Post: #58
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-28-2009, 12:18 PM
Parent: #57

إشراقه صباح الخير....

انتي يا مصيبه الصور القديمه بتجيبيها من وين

غايتو مااااا بسالك؟؟

راجيك

Post: #59
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: Ishraga Mustafa
Date: 10-28-2009, 03:30 PM
Parent: #58

Quote:
انتي يا مصيبه الصور القديمه بتجيبيها من وين




طبعا من كاميرا روحى...

Post: #60
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-28-2009, 09:17 PM
Parent: #59

Quote: طبعا من كاميرا روحى...




الليللللللللللللللله..

وبعدين كاميرة روحك دي مطلعاني معشكب كدا ليه....حليلك يا تاج السر يا ملك.....

Post: #61
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-30-2009, 08:25 PM
Parent: #60

إلي صديقي محمد المرتضي في جليده الحار...

كانوا يكتبون أسماء حبيباتهم علي جدران المباني والجرافات, يتغنون بِأغاني الحب من بلادهم, يحكون لبعضهم البعض مغامراتهم, أيام المراهقه, والتي كثيراً ما تفتقد للعقل والإعداد, يحفرون علي خدود الجليد, اَمالهم ورغباتهم, يضحكون بصوتٍ واحد علي أنفسهم, ويحكون نفس النكات,وعادةً ما يكررونها عندما تتراقص بلّورات الفودكا داخل خلاياهم, يجدلون من الجليد قصائد حب لحبيبات إندثرنَ في ذكرياتهم.
أصبح العمل سهلاً وممتعاً, وبفضله كُنّا جميعنا مثل الإخوه رغم إختلاف أشكالنا ولغاتنا, وحّدنا الجليد, وحملنا في ثناياه كأطفال رُضّع, تنعكس وجوهنا علي صفحته البيضاء ومعها لون السماء الأزرق فنصبح كٌلّنا كٌتلةٍ بيضاء لا يعكر لونها سوي فضّة القمر في زهوه المكتمل فيصبح أكثرنا عتمةً.
في مثل هذا الجّو الصاخب تعلّمت التحيه باللغة البولنديه, والورسيه, والهنديه وتعلّمت أن أشتم حظي بكل لغات العالم, وفي لحظة إندلاق كأس فودكا, قرأت نشيد العلم السوداني باللغة الصينيه.
تحوّل أليكسي إلي اَلة عمل صامته, ولا يصدر هديراً أو يتكلّم كثيراً, أصبح ضجيجه المألوف طاقة مهولة, فكان أكثرنا إرتباطاً بساعات العمل, يجيد عمله, ويتقنه, إذ أنّه يكشط الجليد مرّات ومرّاتٍ حتّي تبين جلدة الشوارع بسوادها اللامع وتكون جاهزةً لإستقبال أفواج السيارات والمركبات والناس, وعندما تتعب أعضائه وأوصاله من حمي البرد, يدفنها دُفعةً واحدةً في أحضان (اَن), أو أيٍّ من أميرات سريره الذي شهد له بالفحوله, فتبيض ملامحه ويصبح كثير الثرثره, وعالي النشاط ككلب صيد, تتقطّر رائحة الجنس اللينه من جسده, فيعمل يومها بهمّة بندول ساعه, وعزيمة محارب.
ظللنا نعمل هكذا لثلاث شهورٍ كاملات, تكلّست فيها أصابعنا, وتسلّخت وجوهنا, وأصبحنا فرساناً في حرب الشتاء الأبديه. وبدت تبدو علينا الوسامه والرّاحه, أصبحنا نمتلك ملابس وأحذيه جديده. بعد دفعنا لمصروفات الدراسه, أصبح كٌلٍّ مِنِّا يمتلك مالاً يكفي لِمدة عام من المرح والفوضي والسّهر والدّخان الفاخر. لاهم يغشانا سوي يوم غدٍ وحمل الحقائب الضّخمة والكتب العتيقه بجلدتها البُنيّه, وإمتحانات تصلح كأعظم أداة تعذيب في سجن طاغيه.
فاجأني ضوء الصّباح, علي غير عادته في إحدي أيام أبريل الملعون بأصوات العصافير العائده من تيهها, في أقاصي جنوب البلاد. وأصوات الأشجار وهي تتمطّي في خجلٍ من نومها الشّتوي. تحوّل الجليد إلي بقعٍ صغيره من الماء الأسود, تشعُّ من خلاله ألوان الحجاره البركانيه التي تٌدثّر شوارع المدينه منذ قرون.
فتحت الشّباك علي مِصرعيه, لفحتني نسمة بارده, عرفت بها أنّ الجليد قد ذاب وأنّ الجرّافات ستذهب إلي مخابئها حتّ الشتاء القادم, ذابت ملامح أليكسي في الشوارع, لم أسمع منه إلاّ قليلاً, أتتني منه بطاقة معايده في عيد شم النسيم, ممهورةً بإسمه وإسم (اَن), وخمسة عشر بطاقه أخري من أصدقائي الذين عرفتهم أثناء الجليد.
خرجت كعادتي في الخامسة صباحاً أحمل كتبي والمجلدات العلميه, ذاهباً إلي المكتبه, ولكنّي ضللت الطريق إلي مكان العمل وكأنّي سأبدأ صباحاً اَخراً من الوجع والعمل و خليط الفودكا بالقهوه, نظرت إلي الجرّافات, وجلست بجانب الماكينه التي كنت أقودها, أخرجت قلم (شيني) من حقيبتي وكتبت علي حائط المبني بأحرفٍ إنجليزيةٍ فاخره: ( بارك الله في جرافات الجليد). ثُمّ بلغةٍ عربيةٍ فٌصحي, كتبت علي باب الجرّافه أحب (اَن) وأموت فيها ياخ.
أشعلت سيجارة, سحبت منها نفس عميق إمتدّ داخلي ثُمّ تدحرجت في الشارع كالنائم حتّي المكتبه.


إنتهت............

Post: #62
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: الوليد محمد الامين
Date: 10-30-2009, 09:08 PM
Parent: #61

ليته كان لنا هذا الجليد يا كوجان

ليته ......

Post: #63
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 10-31-2009, 08:46 AM
Parent: #62

Quote: ليته كان لنا هذا الجليد يا كوجان

ليته ......



يا وليد....

هذه الاشياء تحدث يا صديقي... أتمني لك كل جليد العالم عافيه

قلت لنفسي لا امتلك الا ان اسجل حدوثها فهي هنا وانت منها

لك التحيه..........

Post: #64
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 11-01-2009, 02:16 PM
Parent: #61

Quote: , أخرجت قلم (شيني) من حقيبتي وكتبت علي حائط المبني بأحرفٍ إنجليزيةٍ فاخره: ( بارك الله في جرافات الجليد).



نصحني عماد عبدالله ان أكتب علي الحائط بالزيت الراجع بدلا من قلم الشيني.. عشان تتم الناقصه..

شفتو الزول دا شواف كيف!!! غنا لله بعد أن تخيلت المنظر ...

شكرا يا عماد.

Post: #65
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: كمال ادريس
Date: 11-01-2009, 06:04 PM
Parent: #64

طبيب نطاس .. نعم.
فنان رسام.. برضو نعم.

لكن من يحظي بالجلوس معك يكتشف فيك ساحرا لا يمل.

Post: #66
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 11-02-2009, 01:36 PM
Parent: #65

Quote: طبيب نطاس .. نعم.
فنان رسام.. برضو نعم.

لكن من يحظي بالجلوس معك يكتشف فيك ساحرا لا يمل.



يديك العافيه ياخ والله انا برضو إستمتعت تماما بالجلسه

ونلتلقي قريبا ياصديق.

Post: #67
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: ibrahim kojan
Date: 12-27-2009, 01:40 AM
Parent: #66

i dont know, why i am here !???

Post: #68
Title: Re: جرّافات الجّليد.....
Author: Osman Musa
Date: 12-27-2009, 02:00 AM
Parent: #67

1989
حقيقة والله عام الجرافات .
عام التضهب والتمطوح والفليل .