وجع الرحيل المر....... رثاء زيدان ابراهيم

وجع الرحيل المر....... رثاء زيدان ابراهيم


09-27-2011, 09:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=340&msg=1317157162&rn=1


Post: #1
Title: وجع الرحيل المر....... رثاء زيدان ابراهيم
Author: abedalhamied mamoun
Date: 09-27-2011, 09:59 PM
Parent: #0

و بعد اليوم اياما طوال
هذا حزن لايهدا و جرح لايطيب و فقد لايعوض
و بعد عشرون عاما و اكثر من الترحال فى بلاد الله الواسعة ياتى نبا رحيلك ليشعرننى و للمرة الاولى بانى غايب عن ارض الوطن. كم من الاحداث مرت خلال هذه الاعوام و كم من الاعزاء فقدت و لكن فقدك هذه المرة عمق فى نفسى الاحساس بالغربة.
فى سبعينات القرن الماضى و انا ابن الثامنة سطع نجمك و ملا اركان بلادى و ما كان لابن الثمانية اعوام ليدرك شئيا فى عالم الغناء و اكن صوتك كان اجمل من كل العاب الاطفال و لازلت اتحسس يدى يوم ان صافحتك فى دكان ابوكفة ترزى الفنانين الشهير فى الموردة و ناديتك بفرح طفولى ازيك يازيدان و رديت التحية باحسن منها و لعلك ساعتها ادركت ان لك جمهور من الاطفال. و مرت الايام واذدت تالقا و لمعنا كاقمار بلادى و زاد الحب والعشق لصوتك الممزوج باحساس ما.
كل من دخل عالم الغناء و الموسيقى هاويا او محترف تغنى لك او عزف بعض اغنياتك فهى السهل الممتنع فمنهم من اجاد حد الدهشة و لكنك كنت و حدك بعيدا بعيدا تتفوق عليهم بذلك الاحساس المتفرد حتى عمر الشاعر رفيق دربك فى صوته شى من صوتك و لكن الاذن تحن الى ذلك الحساس فى صوتك.... يديك النحيلة المرصعة بالخواتم تشارك روحك فى اخراج هذا الاحساس. ان ابو الذيد( هكذا يحلو لنا ان نطلق عليه فى العباسية) يغنى اجمل و اروع عندما يكون واقفا بقامته المديدة كنخيل بلادى و يقبض يديه و يبسطهافى تناغم جميل بين صوته واهاته و احساسه الساحر.
فى ليلة من ليالى الفيضان و كان خور ابوعنجة ممتلى بالماء اتى صوته يشق ظلام اليل و كانت اغنيةة قصر الشوق فى اوج مجدها و عنفوانها و لازالت و التقطت اذنى اشارات الجمال رغم نومى الباكر و لم تصدنى ظلمة الليل و برودة الماء من قطع خور ابوعنجة لاراك و استمع اليك. كنانترقب حفلاتك و نعرف مواعيدها و اماكنها منذ النهار و ليلة صدح صوتك بدون علم مسبق و ارتديت ملابسى على عجل قاصدا مكان الحفل متضهبا فى زمن كان لمتضهبى الحفلات احترامهم فالمتضهبون نوعان نوع اتى به العشق لصوت المغنى و اخر يتعشق صبية من حسان الحى يمنى النفس برويتهافى بيت العرس و كنت تشبع رغبات النوعين فصوتك الساحر له متضهبيه الذين يملاون صالون العرس واغنياتك سلوى للعاشقين الباكين على ليلاتهم .
كانت حفلاتك فى العباسية حدث غير مسبوق كنت تحب ناس العباسية و كانو يبادلونك هذا الحب . فى احدى الحفلات اعياك الرهاق و لم تستطيع الغناء فتولى الكل دور المغنى حيث يحفظ اعل العباسية اغانيه و رددوها مع الاكسترا التى معظم افرادها من ابناء الحى و عندها اتى صوته مداعبا اهله و عشيرته( شكيتكم على الله يا ناس العباسية) و من حفلات زيدان فى العباسية ظهرت عباراته الشهيرة مثل دخل السينما/ ذى الدبايب/ امى و غيرها فقد كان يجد نفسه فى هذا الحى و كيف لا و قد بدات مسيرته مع ابناء العباسية عمر الشاعر/ التجانى حاج موسى و الشاعر جعفر محمد عثمان و الشاعر محمد يوسف و سعادة اللواء عوض احمد خليفة و عازف ايقاعه الشهير مامون ابو كبيرة.
لقد احبوك اهل العباسية حيا و كرموك عند موتك لقد فرش الناس عليك فى منازلهم و صلوا عليك فى ميدان الربيع و بكتك نساء العباسية كاحد افراد اسرهم حتى جدران منازلهم سودوها بعبارات حزنهم عليك لو شهدت كل هذا لقلت لهم هذه المرة (خليتكم لى لله يجازيكم على هذا العرفان)
كان زيدان قوميا فى زيه فكان يفاجى المشاهدين فى التلفزيون بملابس اهل السودان المتنوعة مرة جلابيهو مرة صديرية ناس الشرق و مرات ابس ناس النيل الزرق و احيانا البسات الافرقية كعادة اهل الجنوب.
كان حسين خوجلى احسن من حاور زيدان فى التلفزيون فقد كان يكن له ود عميق و فى احدى القاءات معه حكى قصة طرده من مدرسة الاهلية امدرمان و امسك عن ذكر اسم مدير المدرسة الزى طرده بل دعاء له يالخير اى ادب هذا!!
فى تسعينات القرن الماضى و عندما كنت اعمل فى المناقل فى صيدلية ابو شرا اتى يحمل معه ريحة امدرمان ليحيى حفل فى سينما المناقل و اعتلى المسرح كالفارس المغوار مرتديا بدلة سماوية ذادته وسامة و صدح مغردا فاجاد و ابدع و اطرب و عندها انتشى احد الحضور و تقدم نحو المسرح يحمل المصحف الشريف يريد تقديمه لزيدان و لم يتقدم لاستلامه اتدرون لماذا؟؟؟ و انقذ الموقف احد عازفى الكمان فى فرقته كان يبدو عليه التدين فحمل المصحف الشريف ووضعه على منضدة كانت فى احدى جوانب المسرح. انه تصرف من زيدان يدل على نقاء و تدين و لقد شاهد الناس صورته فى رحلته الاخيرة للقاهرة و هو يلبس السبحة فى رقبته.ان الذى حدث فى تشيعك فاق حد الوصف و التصور لقد بكتك الملاين وارتفعت الاف الايادى لتحمل نعشك بعد ان حملتك قلوب الملاين فى كل بقاع بلادى
رحلت بجسدك و لكنك ستبقى حيا فى قلوب اهل بلادى فانت كالنيل و الطابية و قبة الامام المهدى فتمدد بقامتك المديدة فى تراب الارض التى احببيها و
احبتك
الهى غفار الزنوب اغفر له.... الرحمن الرحيم ارحمه محى العظام و هى رميم ابعثه مع اصحاب اليمين . الحمد لله و الصلاة على سيدنا محمد خاتم الانبياء و المرسلين و لا نقول الا مايرضيك جل شانك (انالله و انا اليه راجعون)

د/عبد الحميد مامون الكامل




ملحوظة: عبارة و بعد اليوم ايام طوال من رواية كرمكول و الحصانة القروية للاخ الكاتب الرواى دكتور امير تاج السر( التعديل لاضافة هذه الملحوظة)

Post: #2
Title: Re: وجع الرحيل المر....... رثاء زيدان ابراهيم
Author: abedalhamied mamoun
Date: 09-30-2011, 00:20 AM

قف تامل. إبداع زيدان و سحره