تأخر الإنتفاضة الشعبية في السودان ?- محاولة للتفسير.

تأخر الإنتفاضة الشعبية في السودان ?- محاولة للتفسير.
------------------------------------------------

أطور في هذا المقام تفسيرا لما يجري في السودان الشمالي من عزوف عن الخروج على سلطة "الإنقاذ "المنشغلة بإطفاء حرائق الفرق
المسلحة التي خرجت على سلطان الدولة في الأطراف طالعه البعض في مقالة منشورة موسومة "إنتصار فرق الهامش المسلحة هو نهاية السياسة في السودان "* . كتبت في متنها مايلي :

" تنشغل شعوب قريبة من محيط السودان بربيع التحرر من سلطان الإستبداد ولا تحرك هذه الإنتفاضات ساكن السودان الشمالي ولا تلهمه أسباب الخروج على "الإنقاذ " وهو الذي جرب الخروج المؤزر بالنصر على الإستبداد مرتبن في أكتوبر1964 ومارس أبريل 1985 ?! . فعلام السكون والسكوت ? .
سؤال حير بشأنه وذهب لتفسيره كل مذهب . لعزوف أهل السودان الشمالي عن الإنتفاضة تفسير ميسور أقرب إلى الباحثين من حبل الوريد : إنشغال السودان الشمالي بما يترتب على واقعة إصطدام سفينة السودان بجبل نزال متعدد الرؤوس .
ليس الخوف مما تفعله بهم سلطة قائمة مستكبرة فاسدة عرفوها لأكثر من عقدين من الزمان هو الذي يقض مضاجع أهل السودان الشمالي الذين سمْرهم " ثوار الهامش" على صليب إنحدارهم من نسل جلابة وإنما الخوف من المجهول الزاحف في طيات هذه العواصف المريبة الأهداف والمشبعة برائحة الرصاص القادم من الأطراف . عواصف تكاد تطوق المركز وتزحف عليه بإسم العدل والمساواة تارة وبإسم التحرير تارة أخرى وبإسم خرافة "السودان الجديد" تارة ثالثة وماهي من كل هذا في شيء , فكيف ينتظر المنتظرون إنتفاضة المركز في ظل إنتفاضة الهامش المسلحة والتي ستؤذن - إن قدر لها النصر ودخول الخرطوم - بنهاية السياسة فى السودان وخسران الجميع لكل شيء في حرابة تتصومل بها البقية الباقية من البلاد?! . ( إنتهى المقتطف) .


بعد أكثر من عقدين من الزمان غصت فيها الساحة السياسية بشعارات المقاومة والإنتفاضة الشعبية المحميّة وتعالت دعوات إقتلاع الشمولية الحاكمة من جذورها وإنتصب صرح لآمال راودت الجميع عند توقيع إتفاق السلام الشامل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان عام 2005وماتلته من إتفاقات سلام أبرمتها الحكومة مع فرق أخرى مسلحة في دارفور وشرق السودان إلا أن واقعة إنفصال جنوب السودان قد دكت قصر الرمال . وأفضت بدعوات إقتلاع "الإنقاذ "إلى سكون وصمت وبحث عن سبل الخلاص الفردي. لكأن هدنة غير مكتوبة هي التي صارت تحدد طبيعة العلاقة الراهنة بين سلطة "الإنقاذ " والإنتفاضة الشعبية الكامنة في الشمال . هدنة يتسع فيها صدر الأخيرة لضيق الأولى المطبوع بالحريات ولا تتخذه مسوغا لإنهاء الهدنة التي تحتمل لأجلها سوءآت" الإنقاذ "وتصبرٌ على بلائها المعلوم درءً لبلاء مجهول ينطوي عليه سلاح فرق الهامش . هدنة يطيل أمدها بقاء سلاح الهامش مرفوعا ما جعل سقف المطالب ينخفض في الشمال من الإنتفاضة الشعبية إلى التعايش مع النظام القائم وإحتماله على مضض لأنه يوفر الحد الأدني من مقومات الحياة .
أوجز فأقول : بغض النظر عن مشروعية الظلامات التي تحركها, فإن فرق الهامش المسلحة الخارجة على سلطان الدولة قد أدخلت إنتفاضة السودان الشمالي في نفق مظلم سكنت فيه حركة الإحتجاجات وتراجعت فيه رغبة الخروج ضد سلطة بائسة منبوذة تتخبط في عمى سقوط مشروعها الحضاري وهي تحارب فرقاَ مسلحة من الهامش غامضة الأهداف تنازعها السلطان .

عثمان محمد صالح
15.09.11

إنتصار فرق الهامش المسلحة هو نهاية السياسة في السودان

Quote: فإن فرق الهامش المسلحة الخارجة على سلطان الدولة قد أدخلت إنتفاضة السودان الشمالي في نفق مظلم سكنت فيه حركة الإحتجاجات وتراجعت فيه رغبة الخروج ضد سلطة بائسة منبوذة تتخبط في عمى سقوط مشروعها الحضاري وهي تحارب فرقاَ مسلحة من الهامش غامضة الأهداف تنازعها السلطان .

لي قداام

أخي العزيز حيدر الزين . يغشاك سلامي وشكري لإهتمامك المقدّر.

Quote: ليس الخوف مما تفعله بهم سلطة قائمة مستكبرة فاسدة عرفوها لأكثر من عقدين من الزمان هو الذي يقض مضاجع أهل السودان الشمالي

بل هو الخوف ...... الخوف من الجهجهة والفصل التعسفي وقطع الرزق وتشتيت الاسر هو الذي منع السودانيين من الخروج
هل تعرف ماهو مصير من يخرج في مظاهرة سلمية ضد النظام في السودان ؟

السيد / عثمان حسن المتعارض
تحية وبعد .
قال أحدهم معلقا على نبرة الوعيد في خطاب قمة هرم "الإنقاذ" قبل حين :
( لن تصنع" الإنقاذ" الآن بمعارضيها أسوأ مما صنعته بهم في سني التمكين الأولى ) ........ولهذا جاء وصفي لبلائها بالمعلوم قبالة بلاء آخر مجهول مصدره سلاح فرق الهامش التي تنازع "الإنقاذ "السلطان .