كتمه أربعة مرات في اليوم

في المانيا تعرفت علي مهندس سوداني شاب ... ظريف وحبوب
رجع قبلينا السودان
عند عودتي البلد فوجيئت بأني سكنت في البيت المقاصد ليهم
في حي أركويت
سعدت بتلك الرفقة أيما سعادة
فهو بجانب مهنته المرموقة كاتب روائي
نشر واحدة وكانت الأخري في طريقها للمطابع
رجل واسع المعرفة والأطلاع يحلو معه السمر في زمان عز فيه مثل هذا النفر
قبل سنتين ثلاثة لاحظت أنه بدأ يذوي وينغلق رويدا رويدا
يوم قلت ليه البلد فيها كتمه ... رد بنبرة سارحة:
اربع مرات في اليوم زي الأنتي بايوتيك ...
أحتجت إلي دقيقة دقيقتين حتي أجد مفارقة ان المصطلح يمكن
أن يعني ايضا "مضاد للحياة" !!!

بعد فترة بسيطة من تلك المحادثة صاحبي جاتو دعوة
من جامعة أمريكية لسمنار حول الروايات الأفريقية
مشي وماجه .... قطع راسي!!
وضاقت علي مساحات التنفس والتنفيس زيادة !
وهسه زي ماقال درويش: ذهب كل اللذين تحبهم

في فيلسوف قال أنو التاريخ بعيد نفسه لكن في صورة
مهزلة ومأساة

أمبارح وأنا سارح
عاينت للسماء ... والسناء يلمع في ضوء النجيمات البعيدة
إتذكرت أميرة أميرات الشرق، السيدة علوية الملقبة بالحربية
لكفاحها ضد الطليان .... وقلت في نفسي – يازمان !!!