رسائل زرقاء (2) --- إلى من لا يهمها الأمر

رسائل زرقاء (2) --- إلى من لا يهمها الأمر


08-27-2011, 11:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=340&msg=1314483942&rn=2


Post: #1
Title: رسائل زرقاء (2) --- إلى من لا يهمها الأمر
Author: أبوذر بابكر
Date: 08-27-2011, 11:25 PM
Parent: #0

يا سيدتى

خائن هَذَا الحبر اللعين، يطعن أرض الورق ويمزق فضاء الكلام بصلف عتيد، يشهر مكائده أمام وجه النوايا، ليغوى نصال خيالى أن تسيل شوقا وسلاما اليكِ
وأنا ما عاد فى كنانة عشقى سوى القليل من الأسهم الخضراء التى لا تستطيع السفر عبر هواء الخيبة ولا تقدر أن تخترق سحب المسافة الطويلة/القصيرة بين قلبك المحتشد بأزهار الطفولة وقلبى الموبوء بحصى القصائد

رحيمة هذه الدمعة الوحيدة بى، فقد اخبرنى الوجع أنها قد اختصرت كل تواريخ البكاء حتى لا تثقل كاهل فرحى، لكنها تقفز بعيدا عن عينى لتحفر فى همسة الصمت منفذا للهتاف والهدير، وتغرى بقفزتها اصوات النوائح من شعر العاشقين، العاشقون الذين امتشقوا تراتيل موتهم ومضوا، والذين لا يزالون يراودون الغياب عن حضور طمأنينة الأغنيات الى مسامع النساء، النساء اللواتى اعتلين شرفات الفصول حين قرر الخريف أن يمتزج مع الأرض فى انصهار سرمدى، ليصعد المطر الى الأعلى بدلا من أن ينهمر من مسامات السماء، اعتلين حوائط الشعر لتكتب القصائد احرفها على عتبات العيون

يا سيدتى
أنا على يقين من أنى غدا، وحين يصبح موتى تمثالا أزرق القسمات تجرى من تحته الذكريات، وتجلس بالقرب منه أطيار المواسم الزائرة تسترجع ما كان من حياة لم تبدأ بعد، تسترجع وعودا كانت مطرزة بندى الإبتسام ومسقية برحيق صدق كاذب، على يقين أنا من أنك وحين تمرين من هناك عبر الطريق التى كانت فيه تزهر الخطوات وتخضر عيون اللحظات فيه، أنك سوف تذكرين ملامح صبوتى تلك وكيف أنها ملأت أمكنة الروح بإسمك العالى، كتبته على جدران التمنى حتى صارت الحروف أشجارا واضحت الكلمات حدائقا يسبح الطير فيها لعينيك
على يقين من أنى سوف أحيا مجددا لأجدد بيعتى لعينيك، لأتوج قلبى سيدا على مملكة العشق وخادما لعرشك المكين

يا سيدتى

اصدقك القول ولا أكذب ابدا فى حضرة مقامك البهى، أنى كنت على عجلة من أمر لألون صفحات عمرى بكِ، خاصمتنى الألوان جميعا وابت الا أن تسلفنى الخواء، استجرت بصديقى الأزرق فلم تأذن له السماء، استسمحت الأخضر فأبت الحقول أن تجود بقليل من ماء وجهها، ناديت الأبيض فاعتذر بأنه لم يفرغ بعد من ملء النوايا وتمشيط جدايل الجليد
فشكوت أمرى الى بنفسج الحلم وما كان بيديه سوى أن يوصى نومى بى خيرا لأراكِ

ومذ اك، وأنا نائم بين وسائد عشقى على أمل أن نلتقى
ثالثنا العشق وقمر صديق

فهل ستأتين ؟

Post: #2
Title: Re: رسائل زرقاء (2) --- إلى من لا يهمها الأمر
Author: أبوذر بابكر
Date: 09-03-2011, 06:52 AM
Parent: #1