في عشق الثورات

center>


كم أحسد نفسي اليوم بعد أن كنت زماناً اقرعها.

فأنا يا سادتي أسير رومانسية عصر التحرر العربي و الإفريقي.

ذلك العصر الذي كانت الثورات تهز فيه عروش الظلم و تطرد المحتل و تسقط خيالات المآتة عن كراسيهم لتهتف الأرض : المجد لي .. المجد لي.

مازلت أبكي موت جيفارا .. وحيداً إلا من إيمانه في مدرسة فقيرة في بوليفيا.

يقتلني كل يوم مصرع لوممبا .. القديس الأسود الذي جروه من عنقه في الشوارع التي أحبها.

تفتتني خطب ناصر .. وتهزني أهازيج ثورة أكتوبر.

أرتعش حين أسمع محمد المكي إبراهيم يقول :

من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش و ينتصر

وأقول ليتني كنت من ذلك الجيل.

لكن الأيام كانت تخفي لي تحقيق ما كنت أطلب.

فإذا أنا أدرك الثورات .. و أشهد نار الشعب تشتعل فتأكل ما غرس الباطل وتحيله رماداً.

تونس تنتفض .. مصر تثور .. ليبيا تقاتل .. سوريا تتظاهر .. اليمن تشتعل .. البحرين تهتف .. الأردن تتململ .. المغرب تتوجس .. والجزائر ترجف.

ثورات قد يؤتي بعضها أُكلها و قد يتمخض بعض عن لا شيء.

لكن .. لا بأس .. لا بأس.

فخور أنا أني أعيش عصر الثورات الثاني.

عصر محمد بوعزيزي .. طل الملوحي .. خالد سعيد .. عصر الشباب الذي يعصف بالظلم .. يموت ليحيا الوطن.

أنا يا سادتي لست محايداً .. تماما كما قال ناجي العلي .. أنا منحاز .. منحاز لمن هم تحت.

منحاز للثورات على طول الخط.

فالأوطان لشعوبها لا لحفنة من الحكام يصرفونها كيفما أرادوا.

هذه الأرض لنا .. نحن الشعوب.

وإن كان ليل الظالمين قد عمّ بلادنا زماناً طويلاً حتى كفر بعضنا بمطلع الفجر فإن الشعوب قامت تمزق الليل و تشعل الشمس الكابية .. فإذا هي تنير.

لقد سقط بعض الطغاة و ما زال بعض يستمسك .. و بعض يخادع نفسه أنه في مأمن.

كلا .. أينما تكونوا تدرككم الثورة.

إنما هي ساعة لا تقدم ولا تُأخّر ..

وكما قال القديس محجوب شريف :

"ولما تهب عواصفنا .. ما حيلة قوانينك "

يا كل الذين جثموا على صدورنا عشرات السنين .. سنسقطكم واحداً تلو الآخر .. فالحق له الجولة الأخيرة مهما تطاول ظلمكم.

ستعصف الثورات بكم .. تذروكم .. في القاهرة و دمشق و الرياض والرباط وعمان و الخرطوم.

لا مفر.

فجر الحرية آت. وسندفع ثمنه عن طيب خاطر مقابل أن نراكم داخل الأقفاص تتوسلون البراءة.

حينها سنطلب منكم أن تردوا لنا أوطاننا كما أخذتموها .. بخيرها الذي أضعتموه.. ببنيها الذين قتلتموهم .. بهيبتها التي مرغتموها.. فإن فعلتم تركناكم طلقاء. وإلا صلبناكم عرايا على أسوار التاريخ و لوّنا بدماءكم نوافذنا .. لتدخل منها الشمس.

شمس الحرية التي حجبتموها عنا.



أيها الطغاة .. استعصموا ما شئتم ..

فالشعب آت ليدوسكم وكراسيكم.

والفجر الموعد.



****
center>



مساجينك

كلمات محجوب شريف

مساجينك ... مساجينك ... مساجينك
تغرد في زنازينك
عصافيراً مجرّحه بى سكاكينك
نغنى..
ونحن فى أسرك
وترجف..
وانت فى قصرك
!سماواتك دخاخينك
مساجينك ... مساجينك ... مساجينك
برغمك نحن مازلنا
بنكبر بى زلازلنا
بنعشق فى سلاسلنا
وبنسخر..
!من زنازينك
مساجينك ... مساجينك ... مساجينك
حكايات الهوى الأول..
بنحكيها
بدايات الغُنا الطول.. نغنيها
حقيقه وليس تتأول
!حتخجل من عناوينك
مساجينك ... مساجينك ... مساجينك
للسودان عواطفنا
وبالسودان مواقفنا
ولّما تهب عواصفنا
ما حيله قوانينك؟
مساجينك ... مساجينك ... مساجينك

مقال كنت نشرته في مصر قبل أسابيع .. ثم تذكرته في حوار دار هنا اليوم فبدا لي أن اعيد نشره في المنبر

Quote: و بعض يخادع نفسه أنه في مأمن

ده زويلنا ده خلي بالك.

حمور ... تسلم وتشكر على هذه الإضاءة الثاقبة.
وتراني أجدف معك في نفس المركب, مركب الأمل وهو
يرى القيف ويقترب منه, بعد رحلة مديدة ومتاهة
شديدة... فقد الكثيرون الأمل خلالها. لكنها الشعوب,
مهما طال ليل ظلمها وفجور حكامها, فهي آتية لا محالة.

كنت أحس بأن جيلنا هذا المعذب بإستمرار, والمبتلى
بأشرس حكام البلاد, والتعيس بالإنفصال وبسهولة الحرب
ورخصة الدماء ... هذا الجيل يستحق شيئا إيجابيا
ومسارا مختلفا وحراكا يخفف ويلاته وبعثا يسقيه نشيد
الحرية أملا فواحا وقوة معنوية تعينه على طريق ما يزال
صعيب... وها هو ذا الشئ الإيجابي يتحقق أمام ناظرينا,
إذ تثور الشعوب من حوالينا وتطيح بأركان الدكتاتوريات
حتى تهاوت واحدة تلو الأخرى ... فهذا مصدر فرح وإلهام
وهذا أفضل زاد وهذه أكرم رسالة.

فالمجد للشعوب التي تجعل هذا ممكنا.


وكن بخير

استاذ حيدر ..
موعدنا معهم فجر الخلاص ..
موعد لا نخلفه ..
وما كان الله ليضيعنا.
يومها سيسألون رحمة لم يهبوها لنا .. لن نطلب منهم الا شيئا يسيرا مقابل الرحمة :
نريد كليب حياً.