طاردنى هذا الخاطر طويلا , حتى بحت بسره لمحمود ... ونحن فى منتصف
الكاس المليون بعد العطش . فى فندق اندهش رواده لمرأى نزيلين بهذا السواد ..
فى ليلة الميلاد بقريه صغيره خارج العالم , تبدو كقطعة ثلج فى خريطه اسهب
رسامها فى التفاصيل . التفت محمود الى زاهلا ..
- اما زلت تصلى ؟؟؟
- تماما بعد الوضوء .
أخذ أبى رشفة من كوب الشاى .. وكأنها شهقة من روحه التى اخذت فى
التسلل اليها ... كان السودان املا اخضر يضئ والنيل حلما من القطن
والماء والكهرباء ... اخرجنى صوت أبى من لوزة القطن واحلام المياه ...
كان صوته عميقا جدا و وحزينا جدا وهو يقول ...
- أدرك تماما اتساع الهوه بين ما انت عليه وما تريد .... أنتم جيل الخروج
فلتذهب .. حاولنا كثيرا ان نورثكم هذا السودان معافى ... حاولنا اللا نورثكم
هذا السودان ممزقا ... احلامنا كانت عصية على التحقيق .. فانقلبنا وبالا عليها
وانقلبت وبالا علينا ... هم , لم يحلموا ابدا بوطن جميل , سعوا وراء
احلامهم الصغيره , فأدركوها وانخزلنا ... لا نقوى حتى على النسيان , لذا قدرنا
ان نبقى فيه ... وليكن قدركم الرحيل ولكن ... ليكن الرحيل دوما اليه , انت
من هنا , فى الحقيقه نحن الراحلون ... قد لا تجدنى حضورا عندما تعود ,
وقد تجدنى حضورا فى الغياب , وفى الحالين قد زرعت فيك بذرة لن تموت ..
هذا الوطن لعنه , فاحرص ان تصاب بها ... رغبتى الا تزرع بذورك فى رحم
غريبه ... لا تجعل من احفادى هجينا ماسخ , عندها سترسخ فى اغتراب
لا يموت ... تذكر دائما ان ( النى للنار ) نجض امورك كويس , شد حيلك
ومع السلامه ...
Post: #3 Title: Re: العطش ... Author: Abd Alla Elhabib Date: 08-17-2007, 07:04 PM Parent: #2
كان صوته عميقا جدا و وحزينا جدا وهو يقول :
Quote: أدرك تماما اتساع الهوه بين ما انت عليه وما تريد .... أنتم جيل الخروج فلتذهب .. حاولنا كثيرا ان نورثكم هذا السودان معافى ... حاولنا اللا نورثكم هذا السودان ممزقا ... احلامنا كانت عصية على التحقيق .. فانقلبنا وبالا عليها وانقلبت وبالا علينا ... هم , لم يحلموا ابدا بوطن جميل , سعوا وراء احلامهم الصغيره , فأدركوها وانخزلنا ... لا نقوى حتى على النسيان , لذا قدرنا ان نبقى فيه.
هم , لم يحلموا ابدا بوطن جميل هم , لم يحلموا ابدا بوطن جميل هم , لم يحلموا ابدا بوطن جميل
يا لها من حقيقة ويا له من رجل. التحية له ولك يامحمد.
Post: #5 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 08-18-2007, 08:50 AM Parent: #3
الحبيب عبدالله ..
سلامات ..
هم لم يحلموا ابدا بوطن جميل ..
تحياتى ودمت عافية وحضور
Post: #146 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 11-21-2008, 06:07 AM Parent: #2
*
Post: #4 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 08-18-2007, 04:36 AM Parent: #1
أدار النذير محرك العربه الذى انطلق بخشونة ظل صداها يرن فى
اذنيه فى كل مساءات الرحيل ... امه , حاجه آمنه , منى , النور صاحب
Quote: وأمدرمان فى تمام صيفها ذو الشمس المستبده ذات الملمس العنيف .. وحاجه امنه تواصل نحيبها فى الروح
تعرف يامشرف .
Quote: خلف حدود الادراك ما سيأتى من نقيض ... بدا كخلاصة من أرواح اجداده العركيين فى جسد
نبي حزين .. سيصلب عند الفجر .. ويغدو الها.
دخلت المنبر هذا ، إنتظرتُ كثيراً لكي اطالع شئ يجذب . استمتعت بهذه العطش ، وهذاالسرد،إيما حضور ، إيما عطش ، أخذتني تفاصيل البناء السردي عندك (وذاد إحساسي بالعطش)حركة الجملة المرتاحة التفاصيل وحتي كسر الدارجة داخل الايقاع ، وهذا امر يحتاج فعلاً لكاتب ببالك .
اكتب ياصديقنا ( لمجرد الكتابة الصديقة للاحوال) ، أكتب و(.. تذكر دائما ان ( النى للنار ) ، نجض امورك كويس , شد حيلك )
ومع السلامه ...
Post: #13 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 08-20-2007, 06:48 AM Parent: #12
( الكتابة الصديقة للاحوال )
نعم ولكن .. الحال تورمت
ا/ابراهيم نحاول الالتصاق بذواتنا ريثما تعود الينا خلايا الجسد
اما العطش .. ياريت تكون زى ما بتقولو .. عارف يجوك ناس يخلعوا يقولو ليك كلام كويس عنها زى الناس الفوق ديل ويفرحوك جنس فرح اصلو ما معقول .. غايتو نمشى فى الدرب البطابق حسن ظنهم وظنك يا حبيب
أقروك وبالخاطر بعض من المواقيت القديمة ...... زيارتي لكم بمصر الجديدة ويومها كان صاحبي ظافر عبد الله صلة الوصل ومصادفتنا بالخرطوم دوماً عند فول أبو العباس ... بشارع السيد عبد الرحمن لك الود بعض الشخوص يبقون في حنايا الذاكرة ......
*** تلك الكتابات صالحه تماما للنشر الاكتروني لانها تروي العطش لحروف منداحه في صدق وسلاسه... تجعلك تقرؤها.. ثم يقتلك العطش في أنتظار المزيد ..... واصل يادكتور
يااا ناصر ياخى مشتاقين وجميل جدا ان التقيك هنا .. كيفك وكيف كيفك يا صديق تلك الامسيات التى كان شعرك فيها ثالثنا كيف واين الظافر ؟.. عميق مودتى ولنتواصل ..
Post: #61 Title: Re: العطش ... Author: فيصل عباس Date: 09-12-2007, 05:54 AM Parent: #1
Post: #64 Title: Re: العطش ... Author: فيصل عباس Date: 09-13-2007, 04:23 PM Parent: #63
سادخلكم والتزم بالصف الاخير والحق ما تبقى من الركعة الاخيره عندكم , واشيل باقي شيلتي براي في ركعاتي وتوسلاتي الفايته متوكلا على حرصكم بي وانكم لا محالة رحماء بي وبالمؤمنين ...
لماذا يصادر فيصل وجودى .. انى هنا ... وللعطش هنا طعم الارتواء ركعة ووجدوسلام وستذوق طم العطش يافيصل ..
Post: #68 Title: Re: العطش ... Author: فيصل عباس Date: 09-13-2007, 04:59 PM Parent: #65
محمد العبد الرحمن ما كنت اغيب احدا سوى نفسي, ثم!! لكني كنت اتبع الخيط واتحسس نفسي في داخل الارتواء من عطش كان يروينا... سائلا نفسي هل ارتويتي (اذ ان في الدرب عطش قادم) ؟؟ وتردني بسؤال اكثر عطشا هل من مزيد؟؟ وحينها تاكد لي ان نفسي من بنات جهنم, وتركتها لاتبع الخيط.. ازيك وكل النهارات الرمضانيه الخاليه من العطش ازيك والمشاوير الجايه ليـــك
الود ده جميل يا محمد جميل شديد وعطشان كمان..
Post: #70 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 09-15-2007, 08:07 AM Parent: #65
وانا مازالت تأسرنى تلك الاضاءة الصفراء الخافتة للمين روود والعاشقون والكاتمون العشق ترينهم يا أميرة تناثروا هنا وهناك وكل الناس اتنين اتنين اجزم الا بقعة من الارض شهدت هذا المقدار من الهوى كالمين روود .. غير ان بعض الضليعين فى العشق يفضلون بعض الازقة فى علوم وقانون..ولربما تشاهدين بعضهم فى النادى الجغرافى او تحت مبانى معمار
يا .. وتذكرينى الان بلمة السنتر , هذة التفاصيل يا اميرة موغلة فى الجمال
ياخى عشرات حبابك فى البوست ومنوره ..
Post: #324 Title: Re: العطش ... Author: خضر حسين خليل Date: 04-20-2010, 09:10 PM Parent: #72
يامحمد ياصديقي ياخ جد أنا بعتذر ليك لكوني لم أشاهد هذه اللوحة سوي الآن والله أسف شديد إنو قطعة زي دي الواحد ما يلم فيها بأخوي وأخوك ذكريات حميمة ومشاهدات سمحة بالحيل . غايتو بليت ريق الكتابة
محمدالمشرف والعطش العود احمد كان يدفعني خلال اليوميين الماضيين ذلك التقارب الخفي بين خريجي الخرطوم فابحث عن هذاالبوست كلما سنحت الفرصة وانا اتلهف لتزكر تفاصيل ايام جميلة اقراها بين سطورك لتحملني حيث احب فاستعيد احلامي وزكريات لم يمحها الزمن .. فشكراكثيرا ولي عودة اكيدة اميرة
هو وكما قال عبدالله على ابراهيم عبير الامكنه .. فللمكان خصائص يختص بها .. له لون وطعم ورائحة .. له دقائق وايماءات تشير لكنهه ولة سلطة على جغرافيتية .. حتى انى كنت اقول كل من دخل حرم جامعة الخرطوم فهو عاشق الا من رحم ربي فكتم العشق ..او تعذر عليه فهم ذاك الجمال فتكوزن تخيلى يا اميره ان تطلي على الميين روود من ذاك الممر ذاك الممر يا اميره الذى يعبر بك تحت المكتبه تعتلينه بسلالم قليلة وانت قادمه من الميين روود توقفى حال اعتلائك السلالم , واستديري يممى وجهك شطر الميين روود ومن ثم البوابة وأرجعى البصر,هل ترين من فطور ثم ارجعى البصر كرتين , ينقلب اليك البصر عاشقا وهو جميل أقترح ساعة المغربية ميقاتا لهذه الصلاة هكذا أفهم يا أميرة تلك الصلات تحياتى تحياتى
الابن محمد .. إعزازي و تقديــري و دهشتي و إندهاشـي !!
دهشتي لمفاجأتي بهكذا نص ... يتنفس من رئة الروعة و الابداع و تأتي الدهشة ثانية لغفلتي عن تسرب سنين من بين مسامات عمري لم تتح لي أن أدرك أن (محمد) لم يعد ذلك الشاب الصغير ... ففاجأني النص يقول متبسما أن (محمد) قد فاق قامته علوا و ارتفاعا... العطش ( و أحسبه عطش كردفاني اللون و الهوي) يتأصل فيه للماء طعم و لون و رائحة ... عطش إذا ما نظرنا الي ما وراء حجبه ، نري المفردة الجميلة و السرد المموسق و التبتل الصوفي ، و إن تعمقنا في ( التفكيك) فهو في مجمله تورية لما يمكن إختزاله في كيمياء ( الحب و الثورة و الأمل) أعتذر لأن شهادتي لكم و عنكم .... مجروحة و رغما عن ذلك ، جارحة في دواخلي تهتف بكم و لكم و تقول ( ينصــر دينك) و اليها في عليائها قبلك أيضا أهمس لها و أقول ( ينصر دينك يا حاجة التومــة) قبل الاستراحة مع النص ، و بكل الصدق ، أعجبني وفاؤكم للمهدي اليهم العطش ! فليرقدوا بسلام.... سلم على الدفعة و ناوله النص ليستعيد ذكري لنا جميلة ( فاكر انتو براكم بس ؟ برضه كان عند كافتيــريا!!)
رحم الله (حاجة التومة) فقد اورثتنا حنانا وحنين لا ينقطع .. كما وكان دعاءها لنا صلات ووشائج تمتد ما بيننا والسماء .. فتحس بانك موصول لا موتور برحمة ربك .. تغشاها الرحمة والمغفرة
وكأنك هنا تستشرف غيبا .. فقد قرأت ما تفضلت به على وانا أكتب مقاطع من العطش كردفانية الهوى واللون والرائحة
الدفعة بخير وما زال يتنسم السموم والهجير المعافى والغبار الحميم بامدرمان ..
الله يا دكتور لقد لمست ذكرياتي في عمقها تماما .. المكتبة المين وماحولها ..نجيلتها ..البنشات المقابلة ليها .. تلك الرهبة التي تكسوها ..حقيقي ندمان من ضيع سنين الجامعة دون ان يسبر غورها.. وندمان اكثر من لم يسترح في اركانها القصية .. مكتبة الجامعة يا محمد اجمل ما يها كما المحت انت ان منها تحددالمين رود وبوابته العتيقةومنها ترسم الصورة لتبقي للابد.. واضيف ان اجمل ما في المكتبة ايضا انها تربط بين "اقتصاد" و"أداب" شكلي كده يا دكتور اني حاشاركك عديل في البوست ده ابدع فيه كما تفعل دائما واترك لي الذكريات.. مع ودي اميرة
Post: #88 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 09-24-2007, 09:03 AM Parent: #85
اميرة سلامات وكيف الحال
عارف يا اميره انا كنت بستمتع بتفاصيل صغيره جدا فى الجامعة سواء السنتر او المجمع الطبى او شمبات
والاخيره - اي شمبات - فده شيتا كتر بالحيل اعتقد انو فى اغنيه اسمها الجمعة فى شمبات ..
اوتعلمين يا اميرة فداحة ان تقضى سحابة يومك فى شمبات .. اولا لماذا الجمعة .. هو اليوم الوحيد البخليك تحس بامتلاكك ولوحدك كل ذاك الجمال
شفت الدعاية بتاعت زين .. هذه حديقتى وهذا مسبحي فقط زيدي عليها وهذة الحبيبة وهذا انا ..
ذات جمعة وذات شمبات وذات حبيبة وطيور ما انزل الله بها من سلطان
اشياء تجعلك تحدق بلا وجه وترقص بلا ساق وكانك سلطان الغرام او الملك فاروق
رمضان دخل العضم يا اميرة
Post: #91 Title: Re: العطش ... Author: أبو ساندرا Date: 09-25-2007, 11:09 AM Parent: #85
Quote: شكلي كده يا دكتور اني حاشاركك عديل في البوست ده ابدع فيه كما تفعل دائما واترك لي الذكريات..
يا دكتور أوعك تدقس وتشركها معاك بتمحنك فيه البت دي حكااااية وطااااااااااعمة وروحه روح ملاك ونقية كما الأطفال
ما تتورط
وتورطنا معاك
Post: #93 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 09-26-2007, 01:03 AM
Quote: يا دكتور أوعك تدقس وتشركها معاك بتمحنك فيه البت دي حكااااية وطااااااااااعمة وروحه روح ملاك ونقية كما الأطفال
اباساندرا واخوانها ..
فاعلم انا خلعنا عليها حديقة البوست وكل المداخل المضية لشرفات الروح وزقاقات البوست الغبيشة وحنانك الداكن .. وطاقة امل فى بكرة والمطله على شارع ,, باكر جاي
Post: #86 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 09-23-2007, 11:33 AM Parent: #80
عبدالله داش .. سلامات آ زول .. وكيفك وكيف كيفك
سمعت تعليقات عدة من بعض الاصدقاء بخصوص العنوان .. حتى انى فكرت بتغييره , ولكن صدقا ما وجدت ما هو اكثر ملائمه من العطش لا شى يوغل فى الخلايا كما العطش ولا شهوة فى الارض تعادل الارتواء تماما كما ادرجها مريد البرغوثى فى نصه الاعظم (الشهوات )
شهوة ان أغف الحياة كابريق ماء تبلل فخاره بالندى .. فى نشاف العطش
قد لا يكون جاذبا للوهلة الاولى .. ولكنة .. احساسي المقيم بالوطن الذي نشتهى حلما من لوزة قطن .. وماء وكهرباء وحرية تطال السما
عموما يا صديقى بى زيارتك بيتنا نور ونورت مسام فرحتى بحضورك الابهى و..تحياتي تحياتى
لمن يكون في زول في الونسة حكـــــــــــــــــــــاي والناس تقاطعوا .... السميعه المحترفين بزعلوا كمل كمل ... في احد الليالي المقمره جلس الشباب في قعده وكان الطمبور حاضرا في لحظة توقف هم واحد ليقول للمغني ها غني قال له ها كب وضحك الجميع انت هسه كب كلامك الجميل ولنصمت نحن لك الود معتصم
.. ياخى الواحد جد فرحان بناس زيكم متابعين العطش ..
كتب لى ابراهيم الجريفاوي فى مداخلته اعلاه بان اواصل الكتابة الصديقة للاحوال
الان .. ساواصل الكتابة الصديقة لكم فقد اسعدتم احوالى وتم بكم مزاج الكتابة كل الود ..
Post: #399 Title: Re: العطش ... Author: خليفة موسى حمدان Date: 05-11-2011, 01:10 AM Parent: #103
السلام يا دكتور قالوا كل زول بى همو .. العطش عدونا اللدود فى برارى كردفان ,, ياخى نحن نص مسرتنا بنقطعها شراب موية بس ( شفت الكلام ده كيف)!!,, عنوان البوست ارغمنى على الدخول مؤملاً فى الارتواء وايجاد بعض الحلول لمشكلة العطش الابدية عندنا , و لكنى لقيت بوستك عطش من نوع آخر ,, ده زى ( قروة ) عطشانها مابروى ,, يخسم يمين ( شفت الحليفة دى كيف)!! حليفة كردفانية, شربت بوستك ده من اولو لى نهايتو وما ارتويت ( جرعنى كؤوسا من هذه الروعة )..
محمد المشرف ..ازيك يا ملك ما شايف انه انتظرنا كتير ...عايزين نعرف اخبار سلمي
وبعدين من شدة اعجابي بالقصة كلمت استاذ عيسي الحلو مسؤول القسم الثقافي بالجريدة وقال يجيبوها ليهو يقراها وانا متاكدة انها حتعجبه..وعايزاها تنشر في الراي العام بس انت استعجل كملها مع الود اميرة
Quote: وبعدين من شدة اعجابي بالقصة كلمت استاذ عيسي الحلو مسؤول القسم الثقافي بالجريدة وقال يجيبوها ليهو يقراها وانا متاكدة انها حتعجبه..وعايزاها تنشر في الراي العام بس انت استعجل كملها مع الود اميرة
اميرة ... الله يجبر بخاطرك . بس ده كلام اطول من لحاف حرفى ..
اتنفس الآن هذا الغبار الحميم وامشى فى تلك الازقة الفارهة الحنان وايمم وجهى شطر ذاتى فانا الان فى حضرة من اهوى صديقى اللدود على بابكر سيد احمد الاسلامى اللطيف وهو تناقض لم ولم يتأتى الا لعلى بمكتبة بعمارة الشيخ مصطفى الامين سأودعة بعد قليل وسأضرب عصا ترحالى صوب رحم الارض وزهرة المداين امدرمان طوبى لى طوبى لى والعاقبة فى المسرات
Post: #119 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 10-21-2007, 11:38 AM Parent: #1
Quote: محمد أخوى....ممكن تقول الزول دها....مالو؟؟؟ "عطشان"....لكن والله التقيتك....وكنت ...الصمت...لانك كنت هناك.....
عليك الله واصل........
صديق - الدوحة
صديق سلامات وكيفك وكيف كيفك
ساواصل يا صديقى .. تماما بعد انتهاء قدلتى حافى حالق فى شوارع امدرمان يا .. ما اجمل المرور بشارع العرضه , لتصطفيك ساعة البلدية وقبة الامام بالانتماء ثم تعرج يمينا صوب الموردة وصولا لزحمة الكبري العتيق , هناك قد تحازيك حافلة للركاب يطل القمر من احد شبابيكها فتشجيك عيون ما انزل الله بها من سلطان ترنو اليك بنوع من الاهتمام واللامبالاة .. فلا تملك الا ان يتبسم بدواخلك الارتواء
Post: #133 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 11-07-2008, 01:55 AM Parent: #132
ما أحلى تلك الايام يا منعم محمود .. كانت , ما زالت تسكننى , فرحا اسطوريا ينبت فيك ويزهر فينى , يأخذ منك رحيق العشق فأنمو , أغدو افقا جفرافيا للابعاد , اتداعى فى ملكوت حنانك .. اهتف يا حنانك .. اهتف يا .. واسكن فيك مكان الروح .. وارحل فيك كطفل يلهو بالتحديق وراء الطين الكامن فيه وأخرج - كما شئتنى ذات خاطر - من تأريخ الجسد الفاره والارداف .. اوغل فى طرقات الوعى اليك ..اوغل يا .. أوغل .. اجثو .. فى باحات الروح .. واسمو .. اعلو فوق جدار الحزن الساكن فيك .. تمازجنى بالوضاءة , تراتيلك للصباح وللثورة وللاطفال .. تهدهدنى باغنيات العميري .. بدندنات العود ومصطفى يغنينا - فى بهو بيتنا - عم عبدالرحيم .. يجيئنا من البعيد صوت مارسيل بوعود العاصفه وبالحنين .. فاسكن فيك يا منعم ..اسكن فيك يا .. اسكن يا .. تسكننى يا , تسكننى..
كم هى موغلة فى الدهشة كل تلك التفاصيل التى لم تحدث ...من قال اننا فى هذى الدنيا نسكن نحن فى المكان ويسكننا الزمن وفى الابدية نسكن الزمن ويسكننا المكان ..
ربما كان ابراهيم الكونى .. ربما , بيد انى اوقن أنى التى اسكن زمانك يا منعم محمود . ويسكننى الاغتراب .. اين ما وليت وجهى فثم وجهك الوضئ يحضرنى .. يعمدنى بالحرف و الشوق .. أنثى للتوهج فى مجامر الشتاء , يسربلنى غيابك بالحزن والاسي .. تعبرنى اليك الاغنيات
فنم يا حبيبي .. عليك ضفائر شعري .. عليك السلام يطير الحمام .. يحط الحمام ..
Post: #151 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 12-02-2008, 01:43 AM Parent: #131
راودتها القصيدة عن نفسها .. مازالت تندلق ما بين خلاياها حارة وطازجه تماما وبذات ما فعلت فيها من غوايات فارهه عند سماعها اول مرة ومنعم يسكبها عشقا شاهقا على اذنيها .. يا كيف تواثبت روحها نحو سماوات الفرح النادر واختلجت نبضات قلبها فى ترف موسيقى ذى ايقاعات شديده الهدوء .. كان ذاك عشية آخر ايام الدراسه فى سنتهما الجامعيه الثانيه ..
تذكر جيدا تفاصيل المكان .. كانا قد يمما وجهيهما صوب ذاك المبنى العتيق لقاعة سيد المبارك وقوفا بتلك الباحه التى تتوسط كلية الصيدله متكئان على جدران ذاك الدرج المفضى للطابق الاول .. اعتراها الصمت والارتباك طويلا بعد ان تلي عليها القصيده ومضى يحاصرها بسطوة عينيه ترامقانها فى حب وفى خوف ما عرفت كنهه آنذاك .. كم جاهدت ان تخرج منها الكلمات .. وكم استعصت عليها - عشقذاك - الكلمات .. ودت ان تسكب فى اذنيه ما بدواخلها من عشق فاق حتى حدود احتمالها , غير انها اكتفت بالصمت وبالدموع التى ما استطاعت معها صبرا ومضت ترامقه من خلالها فى حنان اقرب فى خشوعة من صلاة ..
تذكر جيدا انها ما استفاقت من تلك المناجاة الخاشعه الا على صوت النذير صائحا بهما ..
- انتو يعنى بتحبو بعض اكتر من منو ؟..
افلتت منها ابتسامه رضى ومنعم يجادله بأن ( يتخارج ) قبل ان تنحاز هى بدورها للنذير فى وجوب ذهابهم جميعا( للسنتر )..
وهناك امضت بقية تلك الامسيه فى ممارسة شيئ من الخبث الانثوى فى تجاهل منعم والذى كان كثير الصمت وهازئا جدا بمحاولاتها الانصراف عن سطوة نظراته العميقه ..فأكثرت هى من التضاحك مع عثمان ومحمود ليقينها بادراك منعم لتقديرها الكبير لمحمود ولحظوتها عند عثمان , فاستثمرت رصيدها الانثوى وباءت عمدا بسخطه .
Post: #126 Title: Re: العطش .. Author: محمد حيدر المشرف Date: 11-05-2008, 08:10 AM Parent: #1
Post: #127 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 11-05-2008, 10:37 AM Parent: #1
عشقذاك تعلمت دواخل سلمى المماحكات الانثويه الاليفه , بيد ان الخوف كان قريبا جدا - وان تخفى - من روحها .. داهمها احساس وطد نفسه جيد ما بين حناياها .. كانت شديدة الجزع من انتماءها العاطفى لمنعم محمود .. احست باثقال العشق تكبلها بشى من الايغال فى سطوة عينيه العنيدتين .. حبل سري يربط ما بين شهقات القلب وما تخافه ..
كان منعم محمود قد بدأ نجم سيرته النضاليه فى البزوع بسماء الجامعه .. هذا ووسامته قد لعبا دورا فى نسج ابعادا اسطوريه عند البنات .. كن يجئن اليها باشواقهن السريه لتسقط اخباره , يطل من عيونهن ذاك الشغف البادى بذكره .. ارهقها احساسها المقيم بخطورة ان تكون اشياءها الخاصه مشاعا بين الناس .. وهى التى ما فتأت تحلم برجل يكون وجهه خالصا لها .. وما فى قلبه الا هى .. كثيرا ما القت بهواجسها على احمد .. عاد- أحمد بوثوقه ذاك الاليف - اقرب اليها من ظنونها الممعنات فى الخوف المقيم .. وفى الخاطر دوما ما تطل صور شديدة الاضطراب لحياة امها فى مراوحتها ما بين العشق والمأساة .. كانت شديدة الايمان بقضايا الوطن ووجوب التغيير ودور الطليعيون فى احداث الثوره .. غير انها تجد نفسها غير موقنه بالنمط النضالي الممارس .. وباستغلال روح الاقدام المتوثبه عند طلاب الجامعه لتهرق خيالاتهم عند مذبح اؤلئك الساده الحزبيون قربانا لوصولهم سدة سلطاتهم المتوارثه .. كانت وأحمد يتلاقوا فى الكثير من الافكار .. يهمهمون بها بعيدا عن سطوة الحزب والعشق والاكاذيب العريضه ..
ادهشهاأحمد كثيرا بقدرته على ابراز هواجسها بوضوح غريب .. كان يمنطق الاشياء , يحكمها بوعيه الخلاق وحكمتةالجامعه .. عادت هى وبصورة او بأخري اسيرة لمنطق رؤيته فقد وافق كثيرا منطلقاتها الوطنيه والعاطفيه وقد كان على مرمى حجر من ولاءها الحزبي وغير بعيد من منعم ..
كما وكان شديد الالفه - تماما كوالدها - يطل الحزن من عينيه طازجا وشديد النقاء .. آه يا أحمد , كم تضاحكا سرا من تقاربهما الشديد وهما يعزوانه لتلك الريفيه الموغله فى ارواحهما على النقيض من منعم ونسرين .. وكم آلمتها نظرات الشك المطله من عينى نسرين وذاك القلق والذى كثيرا ما افصحت عنه ملامح منعم عند رؤيتهما سويا هى واحمد يمارسان ذاك الحضور المتوهج للتقارب اذ يكون كذا الذى يجمعها وأحمد ..
Quote: بس أنا هنا وقفت قدام قول بيعير عن حقيقة مشاعر سائده عندنا في العاصمه..
Quote: - فى تعريفك لنفسك ... اصلو الناس نوعين ... من امدرمان وما
من امدرمان
تحياتي مع طلب تسجيل حضور..
العزيزه منى سلامات
حضورك منور .. ومحضور
..
امدرمان .. وزى دعاية مكتبة جرير ليست مجرد مدينه .. اعتقد ان انحياز ناسها ليها يدخل فى باب الجهويه الحميده فهو انحياز لمعانى جدا جميله .. ليست لعرق او قبيله بل لبقعة فى ارض السودان ( ولدت بالتهليل ) ولمت كافة الوان الطيف الاجتماعى فى تمازج جميل قطعا ليست معافاة تماما من امراضنا الاجتماعيه الا انها يمكن القول بانها الاكثر معافاة كنموذج اجتماعى بما لها من طبيعة المكون الاصيل لها والذى تداخلت فيه العديد من اعراق السودان فى ملحمة بطوليه كانت تتويجا لنضالات الشعب السودانى فى اول ظهور له كأمة واحده بشكلها الحالى فى التاريخ .. وكذا افهم امدرمان كبشاره اقرب للكرامات الصوفيه .. فهكذا ولدت وتطورت وما احوجنا اليها كمدخل شديد الالفه فى التعبير عن هويتنا .. رطانه عربان مو اشئ ومولدين .. ونوبه وزنوج وبجا وحلب
فى حلقها كلما هتفت بأسمه فى تودد وفى وجد موغل فى الحنين والشوق
والخشوع كشقذاك ..
- منعم ازيك ..
تماما كما يشتهيها منعم .. يتحدث كثيرا عندما تحييه بها عن احترافية
المعنى حد الفصام مع اللغه .. يطربها نسجه لعلاقات تدعوها بالمريبه
ما بين صوتها والدعاش .. غير انها توقن تماما من ابتلال حبال صوتها
كلما ناغمته بالنداءات سرا وجهرا
Post: #142 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 11-13-2008, 06:13 AM Parent: #141
- يااا سلمى
قفز اليها محتضنا اياها , صدره يضاغط نهدها الايسر فى يسر فادح .. يلفها بساعد واحد وقد احنى قامته نحوها بشئ من الميلان
الخفيف للجزء العلوى من جسدها وارتكن بذقنه على كتفها ..ارتقت بجيدها قليلا اعلى من كتفه الايمن كى تزيد
من حيز الحميميه والحوار الجسدى بينهما .. تلامس خداهما كصدفه متعمده مع سابق الاصرار .. كان يتمتم بالاشواق فى فرح طفولي اليف ..
همس بأذنها بيتا من الشعر للكتيابي ..
- سلمى .. يا ليتنى استطيع انظر نور وجهك فى لحيظات العناق
هنيهة واصابها شيئا من الارتباك وهى تطالع تلك الابتسامه المهزومه لهند الامين تجاهد على البقاء .. انفلتت من حصار النشوة
والنداءات السريه للجسد.. حيت هندا والتى بدورها احتضنتها بشئ من الاليه ثم وقفت تتمتم بكلمات عازها الترابط قبل ان
تنسل مبتعده .. عندها التقت عيناها ومنعم .
Post: #144 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 11-15-2008, 00:22 AM Parent: #1
تدين سلمى لتلك الحوارات ما بين عينيها وعينى منعم بكثير من تفاصيل ما انزل العشق بها من سلطان .. كان يخامرها حال استبداده بسطوة عينيه عليها شيئا من خدر الروح .. وكثيرا ما تزداد وطأته نهايات الاسبوع - غير اربعاء كانت اجمل - هذا وقطعا ان كان ذاك بشمبات .. وأجمل ما يكون ذاك امسيات الخميس لا الجمعه .. كان شديد الاحتفاء بأماسى الخميس ,غير ان طقس احتفاءه بتلك الامسيات الفارهه كما يدعوها يبدأ عند منتصف الاسبوع بالتنسيق الدقيق مع بابكر لما يدعوانه بالاجراءات .. وتعنى ترتيب متعلقات ( القعده ) من عشاء وخمر واصدقاء ثم يوزعان المهام بصرامه واهتمام بأدق التفاصيل غير ان جلب الخمر دوما كان من نصيب النذير لعلاقاته المريبه ( بستات العرقى ) ذوات الصيت الذائع .. يعنينى من ذاك تمضيه عصر ذاك اليوم مع منعم وحتى العاشره مساء بمبانى كلية الزراعه بشمبات ثم المبيت هناك بداخلية البنات ضيفة على ساره ونضال وبقية الصديقات هناك .. وكثيرا ما كثرت تنهدات نضال لنا
- يا ربي هسع بابكر عامل كيف ؟..
ولاحقا حرمت عليه الخمر تماما بعد عامين من زواجهما
Post: #145 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 11-16-2008, 09:58 AM Parent: #1
Quote: ما اقسي العطش .. اذ يغشى الروح فيمضيهاالمحل ثم لا يغادرها حنين الارتواء
{{حياة, صبية مجنونة, مجنونة بحبيبها, حبيبها النهر, كان نهرا وهى عطشى, كان حقلا من دخن وقمح وشدو وظلت جائعة خبزت له من عجين روحها.. كريما حبيبها, فى الوادى البعيد نثر قمحها لحمامات الوادى تبسمت, ان كان بفرحه هذا.. ظلت حياة تقاوم, تقاوم اناشيد الجوع ومزامير العطش كانت تغافله بزمام غناها, وتنقرش فى روحه بحكايات العطش والجوع, غضبت حياة ذات حماماات وادى.. صرت بقجة احزانها ومشت, مشت, مشت.. كانت تنوى اغراقه والخرتوم بالليل تعرف كيف تشرد الفرح.. لهات الحنين نشفت وهى فى طريقها للحبيب.. حين وصلت كانت قد ارتوت.. ارتوت بالتراب}}*
----------------------------- * من كتابة {{ حمامات الوادى او حين تغرق الخرتوم بالليل} لسه بدمها, نطفة تنتظر التكوير, هذا ماكان عن سيرة العطش والجوع
تنتظر الارض تحلل الجسد بشوق, تنتظره النباتات واعشاب الارض, ينمو.. فى حياة جديدة, حياة تمتد, فيها من تلك الروح حكاية.. الموت متغيير,,
Post: #162 Title: Re: العطش ... Author: فيصل عباس Date: 04-13-2009, 04:56 PM Parent: #161
تعرف !! مرة كدا وانا في زمن مافي احسست بالعطش وحينها اتتني هذي الكتابة المعنونه بهذا الاسم (العطش)والتي كانت متفقة تماما مع حالتي تلك في ذاك الزمن- باعتبار ان العطش ممكن يكون حسي ومعنوي-عموما رجعت الي هنا وبحثت عنها ،، وفي اثناء بحثي مررت باشياء هنا كانت غريبة جدا في طرحها علي انذاك وسرحت معاها(وبالحق اشبعت فيني عطش ما -اظنه كان غبيا) وطلعت منها بجهويه ما اذ ان فكرتها كانت تخص المسكوت عنه في زاكرتي او في الحقيقة الكان بعيدا تماما ذاكرتي
وارتويت بقليل من الافكار السامة وعليه قررت ان ابتعد لي حين (حتى تكبر جهويتي تماما) لاعود وفي جعبتي سلاح مناهض .. وقاطعت سودانيز لحين (لتلك الكتابات المؤخرة تماما لوعينا يا صديق) والآن تداهمني الرغبة في التصفح والتقيك هنا في اول الدرب والتقي بعطشي وروايتك التي اظنها ستخرج بنا الي ارتواء نتعشقة (وغير سام تماما)وحتى ان كان ساما فسمة ماتع ..
اكتب ياخ وخليني من صيدلتك الما جايبا حقها ... بالجد صيدليتك دي ح تحرمنا منك ومن تلك الملاذات التي تشتهيها وتتبرج اليك هي راغبة .. فض بكارتها بربك ليرضى الدين ويرضى الله عنك
Quote: لم يشعر برغبة البكاء اذ تأجل ذلك سنوات عديده عندما ألفى
نفسه ينشج بين ذراعى أمل عند الضفة الاخرى لنهر مزيف , فى مدينة غريبه , بعد عشرون عاما
من النحيب الحزين لحاجه آمنه ..
اعرف هذا الشعور فكثيرا من التفاصيل التى تمر بنا, نمر بها, تعبرنا تظل بشكل او بآخر متوهطة فى مكان ما من الذاكرة نكون قد غطينا عليها بكثيف الايام الحزينة.. فى لهث الحياة يمضى كل شىء الى حتفه سريعا تفاصيل لم نكن مهيأين لها, تغالفنا فعلا كالموت..
{{ اثنين مروا الى العالم الخلفى- هو خلفى ام امامى؟ حبوبتى- امى التى ربتنى و{نسيبتى} - امى التى كنت ابوح لها بكل شىء!!
عبرن الاثنين ومابكيت.. عبرت جدتى الى الجهة الاخرى من حزنى, وبقيت على ذات شوقى, كلما اسافر الى كوستى, ابحث عن آثار تلك {الشعبة - المرق} اللى بيسند الاوضة من خريف غاضب..الاوضة التى كانت تخدر بانفاسها.. ربما عشقت المرجان منذ ذلك الحنان فقدت الآمان برحيلها.. اما برحيل { نسيبتى}- فقط انكسر مرق روحى, تناثرت مرآيا حكايتى- نا- وبقيت على يتمى...
هكذا, تذكرتهما الاثنين, دفعة واحدة البوم وبكيت.. بكيت وخلف سياج قلبى شىء آخر يبكينى.. بكيت بحرقة وكأنى ابكى عمرى وهو يركض نحو نهايته؟ سوف تتذكرونى اياما ثم فى غفلة الحياة تنسونى..- حتى جبريل- سيطوينى فى ذلك الوادى البعيد}} - من خربشات مجنونة
---------
Quote: اشراقه .. ( شويه شويه حأناديك ب شروق كما يحلو للمقربين المقربون )
سابكى اذن اكثر لانى سوف احس بانى فى تلك الحجرة التى مازلت ابحث عنها فى مكان طفولتى... سوف احس ببعض آمان, منحتنى له جدتى..وناس اقربين احبهم
------- معليش , جات كدى الكتابة المحرقة دى, فاحتمل هذا عربون للمقربين والمقربات !!
Post: #165 Title: Re: العطش ... Author: فيصل عباس Date: 04-14-2009, 00:23 AM Parent: #164
Quote: سابكى اذن اكثر لانى سوف احس بانى فى تلك الحجرة التى مازلت ابحث عنها فى مكان طفولتى... سوف احس ببعض آمان, منحتنى له جدتى..وناس اقربين احبهم
اشراقة استغفري الله نعرفي !! بقيت كل ما اهبش كتابة تخص يجيني الحنين طالع منها احسة(اشبة بثعبان رطب ومتأكد تماما انه غير سام لكنه يلتف حول جسدي ليحس بامن ودفء ، وحينها اخاف تماما على ما تبقى من عظامي التي هلهلها الحنين) لذلك صرت اهرب منك واهرب من عنواينك ، علما بانك تستخدمين مفردات جاذبه ولكنا لو غصنا قليلا في مضامينها لفتحت ابواب الحنين واجترت معها ذاكرة البكاء اذ العيون جف دمعها . يل بت الخالة وبت اعظم جارة مرت علي تاريخي اتركي الحنين ولوعته او ..............
Quote: رجعت الي هنا وبحثت عنها ،، وفي اثناء بحثي مررت باشياء هنا كانت غريبة جدا في طرحها علي انذاك وسرحت معاها(وبالحق اشبعت فيني عطش ما -اظنه كان غبيا) وطلعت منها بجهويه ما اذ ان فكرتها كانت تخص المسكوت عنه في زاكرتي او في الحقيقة الكان بعيدا تماما ذاكرتي
البلد دى ( سودانييز اون لاين ) افتراض اجمل من الحقيقه ( البلد ديك ) .. هنا .. تغيب الصفقات الكبري لبيع الاحتمال ( وأسأل عنه عثمان نسيبك ) ويغيب التجاوز .. وكل يغنى على توماه ..
هذا ان فهمت ما اشرت اليه فى سياق صحيح ..
اكثر ما يستفز شهوتى للكتابه هنا حالة الاستقطاب الجهوى اذ تطفح على السطح بمياهها القذره جدا .. منطلقى يبقى .. اللا نسكت على المسكوت ولكن ايضا اللانسكت على المتاجرين بالجهر فيه ..
اواصل مع فيصل
Post: #170 Title: Re: العطش ... Author: Sana Khalid Date: 04-18-2009, 03:35 AM Parent: #169
Quote: يا ..( عليك اللعنه
وعاصفة الطبول
وساعدى الاسمر
وهذا النشيد)
شكراً.. لدعوتي هنا
أين كنت أنا؟
أين؟!!!
Post: #171 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 04-18-2009, 10:15 AM Parent: #170
فيصل
Quote: والآن تداهمني الرغبة في التصفح والتقيك هنا في اول الدرب والتقي بعطشي وروايتك التي اظنها ستخرج بنا الي ارتواء نتعشقة (وغير سام تماما)وحتى ان كان ساما فسمة ماتع ..
هذالتصفح حبل سري يمتد ما بين سرة العطش والخلايا .. لذا اميل ل .. ( وحتى ان كان سما )
اما ( القصه ) فهى ورطه شخصيه شديدة الجمال حافزى دونها انت وكل الذين مروا من هنا
فتصفح .. دونك اشراقه وروزمين وعبدالله الشقلينى وعماد عبدالله و .. هموا كثر وتصفح لآخرين مغايص بتفرم حشانا وكلاما مغتغت وفاضى وخمج وتصفح هذا الخيط .. عله يكون عند حسن ظنك سما ماتعا يسري فى العروق ..
كن قريبا .. ومتصفحا وقلما انيقا وحضور
Post: #172 Title: Re: العطش ... Author: Sana Khalid Date: 04-20-2009, 09:12 AM Parent: #171
تعرف يا محمد الحسن
في الحلق كلمات كثيرات ..أبت الخروج خشية الضآلة في هذا المقام
Quote: اعرف هذا الشعور فكثيرا من التفاصيل التى تمر بنا, نمر بها, تعبرنا تظل بشكل او بآخر متوهطة فى مكان ما من الذاكرة نكون قد غطينا عليها بكثيف الايام الحزينة.. فى لهث الحياة يمضى كل شىء الى حتفه سريعا تفاصيل لم نكن مهيأين لها, تغالفنا فعلا كالموت..
{{ اثنين مروا الى العالم الخلفى- هو خلفى ام امامى؟ حبوبتى- امى التى ربتنى و{نسيبتى} - امى التى كنت ابوح لها بكل شىء!!
عبرن الاثنين ومابكيت.. عبرت جدتى الى الجهة الاخرى من حزنى, وبقيت على ذات شوقى, كلما اسافر الى كوستى, ابحث عن آثار تلك {الشعبة - المرق} اللى بيسند الاوضة من خريف غاضب..الاوضة التى كانت تخدر بانفاسها.. ربما عشقت المرجان منذ ذلك الحنان فقدت الآمان برحيلها.. اما برحيل { نسيبتى}- فقط انكسر مرق روحى, تناثرت مرآيا حكايتى- نا- وبقيت على يتمى...
هكذا, تذكرتهما الاثنين, دفعة واحدة البوم وبكيت.. بكيت وخلف سياج قلبى شىء آخر يبكينى.. بكيت بحرقة وكأنى ابكى عمرى وهو يركض نحو نهايته؟ سوف تتذكرونى اياما ثم فى غفلة الحياة تنسونى..- حتى جبريل- سيطوينى فى ذلك الوادى البعيد}} - من خربشات مجنونة
يا .. واقفا صمتا قرأتك صدقا .. ثم قرأتك يا .. قرأتك بعضا من تفاصيلى الموغله فى اغترابها السحيق .. تقصيت حدود رغبتى البكاء بين يديها ( رحمها الله ) حاجه التومه .. لها من الابناء ابي - واحدا كان - ثم انا واخوتى ..
فى غيابهم جميعا رافقتها انا بمستشفى حمد العام .. وكان ان اخبرنى الاطباء بانها تخطو نحو الموت رويدا رويدا .. قالوا .. يستطيعون وضعها قيد الحياة اصطناعيا .. ولكن دونما ادنى احتمال للعوده .. مع احتمال تعرضها لكسور فى ضلوعها - تلك التى كم اوتنى - ان احتاجوا انعاشها لذا هم ينصحون بان تجري الامور فى مجراها الحتمى والطبيعى .. كانوا يتحدثون باعتياديه فائقه عن الموت .. تناقشت معهم طويلا قبل ان ازيل بتوقيعى ورقة ما ..
لم ابكى ظهر اليوم التالى عند موتها .. تأجل البكاء طويلا وطويلا كان البكاء عند قبرها ذات صباح عيد ( بالبكري ) عند اول زيارة لى للسودان بعد غياب امتد سبعا من السنوات عجافها والسمان ..
وانا اذ امارس الان هذى الثرثره .. لا اعلم يقينا اين هو الموت كمتغير كما ذكرت .. ربما عند منعطف الروح نحو شموس ما .. او دهاليز عصيات او فى غرفة نائيه تركناها خلف سهوب الذاكره ..
شكرا عزيزتى .. وكأنما غسلتنى هذه الثرثره بماء طاهر ونظيف جدا وكأنما هطل للتو من السماء .. /B]
كنا .. كنا ما زلنا نتحدث عن حكم الجبهة .. والجبهة ما زالت تحكمنا
او كما قال تاج السر جعفر ..
.. تري اين كل اؤلئك الاصدقاء .. واين نحن ..
كم كنا عصيين على التمييز ( حناكيش , شهاده عربيه , شهادة لندن ,عرب جزيره , اولاد ريف )
يعنى انت مثلا كنت حنكوشه ولا شهاده عربيه ولا عرب جزيره ؟..
غير ان امدرمانيتى وعزه كانت واضحه .. وكذا مدنية سلمى حسين ( يا كم وديعه )
فاعلمى ان اكرم صلاح وبسطامى وخطيب ابراهيم قيد اغترابي الجغرافى يبنون امجادهم فوق وهم مخاتل .. العطش محاوله لتسليط الضوء .. لمكابدات جيل واغترابه السحيق بعد ان غمس كل المرابون ايديهم فى دمائه ..
كونى هنا دوما .. سأتم ما بدأته
Post: #175 Title: Re: العطش ... Author: Sana Khalid Date: 04-21-2009, 06:20 AM Parent: #174
Quote: يعنى انت مثلا كنت حنكوشه ولا شهاده عربيه ولا عرب جزيره ؟
I'm Every Woman, It's All In Me !!
في الحلة.. ممكن تلقاني في التكل.. بعوس الكسرة و الحلومر كمان
و في أجعص هوتيل في أكبر مدينة.. كعبي عالي و شنطتي Gucci ..
و بابدأ بشوكة السلطة و بختم بشوكة الحلو.. مرورا بكل الطقم الفضي بينهما!
بالفق في اي مكان.. ما دام (نضيف)
بس لسة ما قادرة اطبق رجلي تحتي زي اليابانيات لما اقعد!!
مش قلت لي ( انت اليابان ما هدت حيل غباشك!)
ياخي دا غباش جواني
معجون عجن و مسمدة بيهو الروح
ترابه من حواشات العزازة و مويتو من بحر فداسي
متضخم جواي زي ام درمانك !
على فكرة..
بتشوفها انت مالياك!
أما نحن فكنا بنقول..
انت حنكوش شهادة لندن.. و لا عربية
ما كان في خيارات تانية
غير اننا احببنا ام درمان!
و قبلنا ان تبنى قبتها فوق رؤوسنا منذ الصف الرابع الابتدائي
ياخي انا كنت بحب كتاب التاريخ في سنة رابعة حب
و صورة المهدي
و الغلاف الاخدر سريع الاهتراء!
(رابعة دي كانت شوية في العزازة و شوية في المسلمية
في محطة انتقالية بين السعودية و الامارات!!)
و مش بتبطل لف في الدنيا و لا حتبطل لف!!
يا بابا عبدو !
شكلها سلمى خالد (بطلة قصتك..ما سلمى صاحبتي) كانت بتدك حصص التاريخ!
مهاراتك الفائقه فى الاختباء خلف اللامبالاة المرتسمه بعينيك مواقيت تلكم الصدف المتعمده كأجمل
ما يكون .. كثيرا ما كسبت رهاناتى الشخصيه عند التفاتاتى المفاجئه بعد عبور تلك اللحظات المحمله
بتفاصيل عشق ابدى ومكابدات حنين لا ينقطع .. يتبسم فى دواخلى الرضا قليلا اذ اراك تلاحقتنى بعينيك
.. فى الواقع كنت احس بدبيب نظراتك الولهى تسري ككهرباء ناعمه تدغدغ جيدى من الخلف , كان لها
ذات طعم شفاهك ذات اربعاء وانت تضمنى اليك بحنان اسطوري .. اذكر انى كنت لا اعى بكل الموجودات
من حولى الا انت .. وانت تضمنى من الخلف , تضاغط بيديك حواف نهداي البكراوين .. تجوسان بتضاريسي الانثويه التى لم يعبرها قبلك انسانا
قط .. ولم يفهمها بعدك - وكما ينبغى - انسانا قط ..وشفاهك تمران كاشهى
ما يكون بجيدى , خداى واكتافى .. قبل انت تديرنى .. ترفع ذقنى قليلا لقبلة ستظل قبلة تولى شطهرها احزانى اذ تصليك عشقا وانجذابا
كونيا واغترابا وجوديا سحيق ..
Post: #181 Title: Re: العطش ... Author: عبد اللطيف بكري أحمد Date: 04-25-2009, 10:38 AM Parent: #180
<font size=4 font color=blue> أنا هنا لأتقبل التهاني في هذا الإبداع،،
لست ممن يجيدون الكتابة ، وكل هواجسي أن يكون تواجدي نقصاً لهذه اللوحة البديعة التي يرسمها خيال إبني محمد حيدر ،،
بارك الله لك فيما وهبت من جمال الروح والخلق،، = لا تلقي بالاً لمشاركتي ، فأنا أرقبك بعين مشبعة بإبداعاتك منذ سنيك البواكر،،
هنيئا لنا بك ، وواصل تربعك على ذاكرتي فكل الفخر أن كنت يوماً في حياتك ملهماً ولو لحرف من هذا الفضاء الذي تأخذني إليه وأجلس عندك بكل إحساسي أرد إليك جمائل صمتك في أيامي الاول في تلك البقعة الغبشاء،،
= حفظك المولى من كل شر،، وأمدك بمداد لا ينضب،، = سلام،،
ريثما التقط انفاس فرحتى ( بعد وعكه صحيه طارئه ) دعنى - واقفا - اقبس من نور حروفك استاذى عبداللطيف بكري كل المداخله والتى من فرحى بها ( كوركت لام العيال ) ان انظري ما كتب لى استاذى فى سودانييزاون لاين ( عدوها الاول )
Quote: أنا هنا لأتقبل التهاني في هذا الإبداع،،
لست ممن يجيدون الكتابة ، وكل هواجسي أن يكون تواجدي نقصاً لهذه اللوحة البديعة التي يرسمها خيال إبني محمد حيدر ،،
بارك الله لك فيما وهبت من جمال الروح والخلق،، = لا تلقي بالاً لمشاركتي ، فأنا أرقبك بعين مشبعة بإبداعاتك منذ سنيك البواكر،،
هنيئا لنا بك ، وواصل تربعك على ذاكرتي فكل الفخر أن كنت يوماً في حياتك ملهماً ولو لحرف من هذا الفضاء الذي تأخذني إليه وأجلس عندك بكل إحساسي أرد إليك جمائل صمتك في أيامي الاول في تلك البقعة الغبشاء،،
= حفظك المولى من كل شر،، وأمدك بمداد لا ينضب،، = سلام،،
وكأنها الف عام مضت .. يومذاك ( اول يوم لدراستى بخور عمر ) ايقنت انى قد نزلت بواد غير زرع وايقنت انى من الهالكين
حسبت يومذاك انى نزلت بواد غير ذى زرع .. وايقنت انى من الهالكين الا ان الجو فى ( خور عمر ) لمختلف جدا يزدهى بالنسيج الاجتماعى المتفرد للسودان .. كانت هناك بعض الخصوصيه لطلاب الجنوب غير ان ( الغرابه ) عادل محمد صالح والوليد عبدالرحمن نمر ( والجنجويدى ) عثمان جمعه( والجلابى) منعم النيل وعرب الجزيره ( زاهر عثمان - رغم مدنيته - وآخرون) وابناء الشرق محمد عبدالرحمن ودياب سيد احمد وخلف الله وامجد اضافة للعاصميين بالميلاد كحالى وابراهيم خطاب والصاوى واكتسابا كهيثم وهشام ابراهيم سليمان
كنا التمثيل الامثل للسودان كما ينبغى ان يكون .. لكل حكايه .. اميزنا كان - فى اعتقادى - د. نصر الدين الامين دليل يليه زاهر عثمان الطاهر وسآتيك من لدنهم خبرا
كتبت طقطقة اصابع ليل ديسمبرى...من عام كان كل مخزون فرحى فى الدنيا..
Quote: ولونت اصابعى بحراق روحك........
الالوان هى اصابعى وحكاياتها... اصابع تصلح لمهام أخرى غير الضغط على زناد القيح اصابع هى طابشير تكتب على سبورة الحلم الذى يغشانى فى صحو البنات وليل البلاد وقيلولة حبيبى التى طالت اصابع قادرة ان تعيد الى الحياة لونها/ مفاصلها بزرة جوافه تفوح بالحياة اصابع تكتب، ترسم،تلون وتدندن بالغناء ضد حزام الصمت الكونى هى التى تخدش جسد الفضاء بكتابة هى الألم فى اقصاها والكتابة هى فضاء آمن تتعانق فيه الورقة بكامل انوثتها والقلم بكامل انسانية رجولته النار ذات اللهب البرتقالى انا.....
منى .. ومنى خوجلى وكما قال كمال على الزين , بتتحبا ( بس منو البقنع الديك انو البلد ما حبه ) والرد السد والسد الرد الحال انهد.. والنيل براء مما يفعلون ..
اما العطش ياهو حال البتكلم وساكت تحياتى منى ( البتتحبا )
والشديده الوثوق .. كان فى اقصى حالات النقيض حال مقارنته باحمد والبهاء المريح
الذى يطل من عينيه الوادعتين .. تعلم انها طريدة اختارها عصام بحدسه الغريزى
عند اول لقاء بينهما بكلية الصيدله .. يسبقها بعام دراسى واحد وبسنين ضوئيه
فى السخف الانسانى واللزوجة واللامبالاة ..
Post: #199 Title: Re: العطش ... Author: عبد اللطيف بكري أحمد Date: 05-03-2009, 07:32 AM Parent: #198
كتبت لك ردا ساعتها من جهاز موبايل ، حروفه كدروب النمل وقد وهن منا البصر بعد ان تلاشت البصيرة يابوحميد،، كتبت لك ردا يعبر عن مزيد الفرح بك ، وبمزيد من الإعجاب بما يدور هنا بين ثنايا هذا العطش السلسبيل،، كتبت إليك وفي بين تلك السطور عين حمراء لأم العيال أن تدفع ضريبتها في هذا الخيال صمتاً وتضحية لأجلنا ، وتأكدي إننا نضمن لك أن الدكتور في أيدٍ أمينة،،
أقول لك ، بعد كل ما كتبت ، جاء إتصال على الموبايل وضاع الكلام وماتت حروف اللقيا قبال أهمسك أياها ،،
لا أقدر على كتابة نفس الكلام مرتين وقد فاتت فرصة الرد الطازة على كلامك الجميل عن أجمل ذكريات لدولة خورعمر ، ولكن العزاء مواصلتك السرد الجميل،،
د. محمد حيدر أحد أعظم الأشخاص الذين أتشرف بمعرفتهم،، تحياتي لك ولأسرتك الصغيرة ولجمهور المتواجدين هنا،،
عرفت ان مداخلتك اعلاه تستوجب العديد من الردود .. فهى قلاده وشرف ولن تمر بلا استدعاء كامل لذاك المكان .. ذاك الزمان ساواصل شيئا - عنى لى عفو خاطر - فى الكتابه عن خور عمر .. ( حمى الرهد تجتاح دواخلى ) اريد ان اثرثر قليلا عن عادل محمد صالح ومجتبي وابراهيم خطاب وزاهر عثمان الطاهر ونصر الديسن الامين دليل قبل ارتقائي للاساتذه محمد سليمان وعمر سعد وعثمان فنون مرورا بزين العابدين وبشير واستاذى الفنان عبداللطيف وحتى الرمزين الاستاذين عبد الفتاح وعبدالباقى
اما عن د. نصر الدين الامين دليل - ذاك الامدرمانى العريق - والنموذج الامثل للسودان حين يلتقى الجنوب بغاباته الاستوائيه والشمال وامدرمان تحديدا وان شئنا الدقه ( بانت ) جوار استاد المورده بكل العطش الممحل و غبارها الحميم يكفى انه وهو طالب بالصف الاول الثانوى قال ذات خميس خريدة من اجمل ما كتب فى الشعر العاطفى اثر حسناء قابلناها صدفة ونحن نزولا من بص المدرسه بالمحطه الاوسطى امدرمان استدعى منها ما يلى
نظرت اليه بصيرتى قبل البصر ... ورنا لها قلبي سريعا واستعر وتسمرت عيناى فوق مليحة تمشى ... الهوينى مثل من يخشى الحفر فكأنها ونصيفها وصبوحها ... تبر واظلام تخلله القمر وكأنها والشعر يرفل خلفها ... صبح تلاحقه الليالي كالقدر ناديتها يا ظبية حكت الطيور ... بالله رفقا يا جميلتى بل ( حذر ) .. هلا وقفت لنا بعض دقيقة ... نخبرك ما نلقى ونسألك الخبر فتوقفت عن سيرها ورنت لنا ... فتصايحت زفراتى القمر انتصر وتبسمت وتقسمت وتكلمت ... فتساقطت منها اللآلى والدرر
خارج اطار الديباجه الانيقه للعلبه وبجذور اشجار روحها الآخذه فى الزبول حزنا
حد اليباس والعطش , (العطش ) تأتيها المفرده فتذكر آن حضورها منعم محمود
والشله .. واحمد وسلمى والنذير وعثمان ( وطيورا كانت تناجى عند الفجر .. يالله , يا الله )*
كان النقاء الثوري لمنعم شديد الحضور فى تلك الاجازات المخمليه وكذا النقاء الانسانى
لاحمد .. فيوجعها صراط روحها المستقيم
* مقطع من وتريه الهاجس والحرف
Post: #204 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 05-10-2009, 00:40 AM Parent: #203
*
Post: #206 Title: Re: العطش ... Author: عبد اللطيف بكري أحمد Date: 05-14-2009, 09:36 AM Parent: #204
Quote: نظرت اليه بصيرتى قبل البصر ... ورنا لها قلبي سريعا واستعر وتسمرت عيناى فوق مليحة تمشى ... الهوينى مثل من يخشى الحفر فكأنها ونصيفها وصبوحها ... تبر واظلام تخلله القمر وكأنها والشعر يرفل خلفها ... صبح تلاحقه الليالي كالقدر ناديتها يا ظبية حكت الطيور ... بالله رفقا يا جميلتى بل ( حذر ) .. هلا وقفت لنا بعض دقيقة ... نخبرك ما نلقى ونسألك الخبر فتوقفت عن سيرها ورنت لنا ... فتصايحت زفراتى القمر انتصر وتبسمت وتقسمت وتكلمت ... فتساقطت منها اللآلى والدرر
أذكر أن هذه القصيدة واحدة من روائع أنتاج من هم في سنه وقتها،، أذكر أيضا أنني حاولت معه كثيرا إخراجه عن صمته وتمنعه في الكشف عن درر تذخر بها ذاكرته ومذكراته،، كنت أتنبأ أن يبلغ شأواً في دنيا الشعر ،، كان موهوبا بحق ومحبوبا للجميع لخصاله الفريده وأدبه الجم,, كان فرحي عظيما يوم أقنعته الصعود على خشبة المسرح ليلقيها،، كان يعاتبني بنظرات كلما جاء حرف الراء عابراً وكنت أشببه بذاك النطق من العلامة عبد الله الطيب رحمه الله،، الله يهدي أستاذنا عبد الله جكنون أتى به في المركز الثاني على ماأظن ولكان أولا لو علم ما قاسيته ليروي لكم نصر الدين حكاية البت الحلوة في محطة البص التي أعرفها للتو من أديبنا محمد حيدر،، لو رجع بنا الزمن للوراء لعاقبتكما بالبقاء في الداخلية سنة لينحت كل منكما من مواهبه أرثا لهذه الأمة المهترية،، =
واصل ري ظمأي بهذا العطش يا رائع،، وعلى فكرة تردد في التداخل لئلا ينحرف البوست ،، ولكن شايف الناس ريقها ناشف حبتين،،
سلام للأمورة البروفايل،،
Post: #207 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 05-15-2009, 05:23 AM Parent: #206
استاذى عبداللطيف
هى خور عمر و.. عبير الامكنه وكما اسماه عبدالله على ابراهيم كان زمانا شديد الخصوبه والخصوصيه .. وله وبدوره عبيره الخاص كان التلاقح بين مختلف اثنيات وثقافات ال ( البلد ) يتشكل داخل رحم الابداع السودانوي الاصيل .. وكما هى العاده كان بامدرمان .. تكاد تسمع هناك صدى صيحات ابراهيم الخليل بأن ( سدوا الفرقه ) .. وتري البطوله فى الموت ما احوجنا الان ل ( سد الفرقه ).. وكرري قيض الله لها ان تشهد اسمى مشاهدات التلاحم بين تكوينات السودان مرتين .. يكاد يفصل تلك المشاهدات قرنا من الزمان
استاذى .. اذكر ان المركز الاول آنذاك كان لزاهر عثمان الطاهر .. وسآتيك من لدنه خبرا
* سأبلغ تحياتك لصغيري احمد .. وسأحكى له يوما طرفا مما كان
ف ( ترد ) فيها الروح .. تذكر دوما حديث منعم عن ذاكرة الانسان المقهور , غير
ان اشد ما يؤلمها انها اختارت القهر اختيارا بزواجها من عصام ..
تذكر جيدا اذ هاتفت عثمان ذات صباح
- عثمان ازيك .. - نسيرين ؟ .. وينك يازوله - عثمان عاوزه اقابلك ضرورى جدا الليله - خير ؟ .. طبعا مافى مانع .. بس قلقتينى ,, فى شنو ؟ .. - والله خير .. ما خير .. ما عارفه , المهم زمنك كيف - ما عندى مشكله .. حأكون فى مستشفى الخرطوم - لا .. عاوزه اقابلك بره .. المريديان رايك شنو نتغدى سوا - اوكى
بفعل فاعل أنا أهملت النص دة (المشاغل) وغير كدة ما كنت مستطيع أني أجهد نفسي في نصين متعبين وما بين النص القاعد أكتب فيه و مطرة ثروت وغيمك البزيدنا عطش لي هطولك محلك سر
شيزوفرينيا الاتساق ولكن .. ( لم تغفر ولم نغفر , كلانا مدع كذاب ) ..تردد صدى الاغنيه كآلاف النواقيس تدق فى روحها , ثمة ضوء فى نهاية الرؤيا تتموضع من امامه ومن خلفه اشباح الذكريات .. كانت علاقة سلمى وأحمد تدخل فى باب المسكوت عنه, كما وانها تستقر تماماوفى منتهى الهدوء فى خلاياها العاشقة الخجلى .. غير ان وقعها لمختلف جدا عند منعم محمود .. كانت الاشياء اذاك لا تباع ولا تشتري .. كانت نورا يسري بين خلايا عشب أخضر فيحس بسريانه العنيد فلا يملك العشب العاشق من أمره شيئا .. تبسمت دواخلها قليلا اذ تذكرت اشارات الاصدقاء وقد احسوا بشئ لم يفهموه تماما .. تذكر أحاديث عثمان الكثيره عن تحالف الريف والمدينه العاطفى الاشتراكى ومجادلة النذير له مداعبا بأن ينبغى مراعاة التوزيع العاطفى الجفرافى فى قبول اوراق اعتماد حالات العشق .. غير ان تداعيات العلاقه التى تخطت بقليل الخط العاطفى الاحمر عندى بين أحمد وسلمى وكذا الحال مع منعم الجمت دواخلى بخيط أكاد اراه صراطا مستقيما لروحى ويتماهى واستقامة منعم الانسانيه .. كانت الانسنه طاغيه تماما على رد الفعل الساذج كما وان وعى المرحله وقد تشكل على غرائبيه مائة عام من العزله ومدن وشخوص ماركيز الاسطوريه الساحره وفلورينتينو دازا المدهش جدا زمن الكوليرا والحب وفيرمينا وعوالم اللامنتمى لكولن ولسون كانت تحد من غلواء مفاهيم الحب التقليدى المفرد وتتعاطى بشئ من التماسح بالتمدد العاطفى وتحد نوعا ما النزعات الفرديه فى امتلاك الآخر ..
Post: #230 Title: Re: العطش ... Author: عبدالغني كرم الله Date: 06-30-2009, 10:37 AM Parent: #229
وقد اتاك حينا من الدهر اعلنوا عليك القيامه .. ذا ستحشر .. ضمن من عشقوا ورقوا ثم صاروا حينما رضى الحبيب ملائكا
او كما قال عالم عباس
( زورا زعمت الشعر ينقذ .. ما يضل وما يقود الى المهالك غير هذا الشعر . قدك .. فذق عذابك دونه فذا ستحشر .. تلك ما جلبت يمينك ضمن من عشقوا ورقوا ثم ذابوا ثم شفوا ثم صاروا كالاثير غدوا هباء فى شعاع العشق صاروا هالة .. وتوضأوا فى حضرة المحبوب بالجمر النقى تيمموا .. بالصبر والحرمان صلوا ثم صاروا حينما رضى الحبيب ملائكا)
..
فيا يس .. قم لصلاتك راضيا مرضيا, ودعك من تلك الاثقال الارضيه
.. التعديل لاضافة الهاء لنور ( الحبيبه ) .. رغم ان محمد الحسن سالم حميد رضى الله عنه وارضاه قد اجاز حذف هاء نوره كقوله ( يا نور قايمبك قاعدبك )
انتظم وجدى بتلك القصائد .. او بالاحرى , تلك التى تخصنى وزمانى الخاص , تزعجنى كثيرا حالة اللاانفعال تجاه الجديد من الشعر , امتد بنا النقاش طويلا حول هذا ونحن نتحلق حول طاوله أنيقه اثر انقيادى مكرها لا بطل لدعوة ايمان وأمل لتناول العشاء بأحد أفخم مطاعم المدينه .. أشارت امل
- الموضوع فيهو نوع من النوستالجيا , استدعاء القديم بكل تفاصيلو الجميله والحنين للماضى وبالذات بنلقى الحاجه دى أكتر فى الغربه
أجبتها معترضا
- ذاكرة الانسان المقهور .. احتمال وارد , بس ما بلغى احتمالات أقرب
- زى شنو ؟..
- المنتوج الشعري نفسو وقدرتو على استفزاز الذائقه .. خليك من الشعر , ليه الناس وقفت عند مصطفى والى حد ما عركى وعقد الجلاد .. اصلا ليه الناس ارتبطت بى مصطفى , وين النوستالجيا كانت لمن لقينا البديل البعبر عننا ويهبشنا وبشبهنا .. ليه الناس كسرت الحاجز النفسي تجاه الجديد الجابو مصطفى ..
اشارت متفهمه ..
- كلامك صاح .. بس ياخى انا لاحظت ليك ابدا ما ركزت فى القصائد الجديده الاتقالت الليله , وحتى القديمه كنت بتمتم كلماتها وبي ايقاعك الخاص , وبتنزعج جدا لو اتغيرت كلمه او اتقال مقطع بايقاع مختلف ..
- فعلا فى قصائد اتغيرت فيها مقاطع كامله مش كلمات وبس .. والحاجه دى استفزتى جدا , ما أعتقد انو من حق اى زول حتى الشاعر نفسو يغير فى حاجه طلعت منو زمان وسكنت ناس تانين , عارفه انو ممكن كلمه فى قصيده تكون عالم كامل وبتفاصيلو جوه زول ؟.. واصلا مافى زول فرض على الشاعر يقول قصيدتو كيف فى المقام الاول .. هو براهو جابها للناس وقال ليهم هاكم .. وقريناها , حبيناها وحبينا بيها واتشكلت بيها دواخلنا .. يجى بعد الزمن ده كلو يقول لينا معليش ما كنت قاصد ؟.. ودى النسخه الجديده قومو ركبوا تفاصليكم القديمه عليها .. دى مسأله فعلا مستفزه ..
ضحكت ايمان وهى تقول ل ( أمل )
- والله مبروك القدرتى تستفزى منعم ..
فأبتسمت هى برضاء قبل ان نتبادل ارقام التلفونات ونفترق بردتلك الليله
رافقته قليلا - طى قلبه - تلك الابتسامة الواثقه ل ( أمل ) وهى تحييه مودعه .. دهمه احساس بالغ بغربته وهو يتجول وحيدا فى شوارع المدينه المغسوله للتو , يلسعه البرد وندف الثلج المتساقط وعيناها اذ تحاصره بذاك الشئ .. ذاك الشى !.. كان ان بدأ - اول الأمرِ - هازئا بمحاولاتها تسييجه داخل مداراتِ سطوتها الانثويه , غير أن الغوايةَ كانت شيطاناً طوعَ طرفِها اذ يرنو اليهِ شهوةً واذ يرتدََّ بالاشتهاءاتِِ السريةِ الفارهه .. تكادُ ترتجُّ حصونُ الذات فيهِ إذ تناغمهُ بالنداءاتِ ذات الصهيلِ .. ثم إذ تمتدُّ ما شاءت غوايتها َّ فى نواحى الروح وكانها حبلٌ من مسد , تبت يدّ الشهوات وتب , تبت يدُ الشهوات وتب , تمتم فى سره طويلا قبل أن يمارس التسكع من جديد .. كانت إبتسامتها - طى قلبه - تعود لتراوده عن غوايات فارهه.. هى الغواية ما تستبيح فرائص غربته الآن .. تستبيح خلاياه .. حزنه القديم والشجن .. ثمة ما يحرك فيه ذات التوق القديم وذات الشغف .. تشاغل عنها بالمدينةِ ترتدى عريّها المفضوح فى نور القمر الشاحب ما بين فرجات الضباب الساكن فيها صباحِ مساء .. زلقةٌ كانت الطرقات , ومخاتل جداُ ذاك الشى الذى ظل يلاحقه فى إلحاح غريب .. جوع الجسد يكاد يعوى , وغوايتها تمتد فى مناحى الروح حبلاً من مسد , لاذ بالخمرِ عند اول بار صادفه .. دلقَ كؤوسا فى جوفه فإزداد إشتعالا .. كان جوع الجسد جحيما لا يطاق .. خرج للمدينة من جديد , غامت امام عينيه كل المرائي .. اخذ يحتلب الأسى من ضروع الليل فأصابته غاشية من حزن مهيب .. تسلل خارجا منها فى هدوء .. واخذ يمارس التسكع من جديد وبذات تلك العيون المرهقة من اعتياد الغربة .. والممحلةُ من فرطِ العطش السحيق ..
استعاد - كعادته - رباطة جأشه وارتدى دثار صرامته الوديعه والمعتاده عند اشجان الامور .. بادلها بشئ من الحزم الهين نظرات تحدق عميقا فى غور روحها وقد تسربلت بالحزن الباتع وبالأسى .. غابت عيناها الوادعتين للحظات فى غور عينيه فأحس بدبيبها يسرى فى عروقه الممحله .. يذكره الآن فتخضّر المرائي الغريبة بعينيه وتظلله اشجار عظيمه من الحزن والشجن .. هو ذات الشجن الذى كساهمها مغرب ذاك بالملازمين.. تسربلت روحيهما حينها ببعض عشق وبعض حنان داكن اللون والطعم والمزاج .. تنهدت قبل ان تزيح تلك الوساده وتنتقل للمقعد المجاور .. كان مجئ خادمتهم الاثيوبيه ( صهاى ) وهى تحمل آنية الشاى الفاخره وقطع البسكوت والكيك المتنوعه قد رفع عنا حرج تلك اللحظات .. بادلتنى ( صهاى ) التحايا والضحكات , سألتنى عن النذير وللنذير معها حكايات وطرائف عددا .. كان يجاهر بطريقته تلك الأثيره والمحببه بأن ( صهاى ) أجمل من يقيم بتلك الدار .. وكان ان أتى معى او بدونى يسقط هند الأمين تماما من حساباته ويولى قبلته تماما شطر ( صهاى ) وخالتى ( زينب ) والدة هند .. يجاذبهم أطراف أحاديث لا يعلمها الا هو .. ويحظى بما لذ وطاب وبتقدير أجاد استقطابه بخفة دمه وطلاوة الوجه وطلاقة اللسان .
انتهت طقوس تناول الشاى بصمت متوجس وشديد الحذر والترقب والإنتظار .. كانت تبدو وقد عزمت على المضى فيما أزمعته وكنت قد رتبت الاشياء وفق منطقى فى فسحة ذلك الشاى .. ساد الصمت قليلا قبل ان تبادرنى بهدوء ناعم ..
- منعم .. انتظرتك كتير وانت عارف تماما تفاصيل علاقتنا وشكلها شنو .. على الاقل بالنسبه لى .. ومتأكده تماما من حاجاتك تجاهى .. امكن ما حسمتها جواك بس انا عارفاها كويس .. اديتك فرصه طويله بعد نهاية علاقتك مع سلمى عشان ( ات ليست ) تستعيد توازنك وشوفك السليم .. ما قادره أفهم بعد الزمن ده كلو انك لسه بتغالط فينى جواك وخايف من الالتزام تجاهى .. منعم انت عارف قدر شنو صعب على اقول الكلام ده ؟..
- أيوه عارف .. وأبدا ما كان الموضوع خوف من التزام يا هند ..
- طيب الموضوع شنو ؟.. ما تقول لى لسه ما حسمت حاجاتك تجاهى , انا متأكده من الحاجه دى زى ما متاكده من وجودك معاي فى اللحظه دى .. منعم قدامنا كتير عشان نتكلم فى تفاصيل التزام .. بس ما ممكن اكون ما عارفه راسي من كرعى فى العلاقه دى .. العلاقه دى يا منعم الناس كلهم فى البيت او الجامعه عارفنها .. وبتعاملو معاى على اساسها .. ياخى حتى سلمى لو سألتها حتكون عارفه .. انا الوحيده الما فاهمه الحاصل شنو .. تفاصيل ريده وعلاقه ده كلو انا عايشاهو معاك .. وانا ما غبيه عشان .. عشان اعيشها براى او اكون فاهمه غلط .. حاجاتك لو ما واصلانى فى البدايه ما كنت اتفاعلتها معاها .. منعم مشكلتك ساجن نفسك فى وهم او خوف جواك ما عارفه .. عاميك وما قادر تشوف .. ياخى اسمعنى انت بتحبنى انا وانت عارف .. احسم حاجاتك وتعال . وانفلتت باكيه .
Post: #259 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 08-25-2009, 00:28 AM Parent: #258
كان يعلم جيدا ارتباطه الوثيق بهند كأنثى .. غير ان أحوال الطقس العاطفى لم تكن مؤاتيه لانتاج الخصوبة - كم كان يدعى - فى ارض كروحه تشكو البلى والمحل السحيق والمداوم فيها كماالأسى , ويسكنها طوع اقامته ذا العطش .. كان وكأنه لا يساوم فى خساراته الفادحه وكمن يستمرئ طعم ذاك النزيف ... كما وكان عزمه الارتحال بعيدا قد توطد فى ذاته .. فليكن هروبا الى حافة الماضى كما يجادله عثمان الفكى او موات جديد كما يدعوه النذير , وكم كان شاقا افهام هند الامين مشاقه الذاتيه العظيمه فى مكابدات حالة ( اللا اتساق ) والتى لن تستطع معها صبرا .. وكأن هاتفا يأتيه من البعيد القريب .. يؤذن فيه بالرحيل كموت بديل تماما كما وصفه احمد قبل موته بساعات معدودات .. هل كان يعى فداحة موته فينا هذا الأحمد ذاك المكان .. ذاك الزمان ؟!!..
لا شئ يعدل موته .. هذا الاحمد , انقضى يومان منذ لقاءه ب ( أمل ) برتلك الليله وبأجواءها الاسطوريه فى ذاكرته .. بدت وكأنها لم تكن , وما كان اللقاء على ضفاف التيمز سوى خيالات فارهه تمتد ظلالها الطويلة فى الروح وتضرب في تيه خلاياه العطشى كقافله شارفت على التحليق خارج حدود الزمان نحو افق ما رأته عين قط ولم تخطر مداراته الوضيئه بقلب بشر ..
كان ان أخبرته بنيتها تمضية عدة أيام بهولندا .. وأنصرف هو فى مهمهات عمله وغربته الذاتيه وبذات تلك الوتيره التى توطنت عليها تفاصيل حياته .. غير أن حضورها الطاغى - طى قلبه - عاد مربكا نوعا ما .. كثيرا ما أخذ يعاند فى بعض تداعيات شوقه اليها, ينصرف عنها كمس شيطانى اصابه غير ان ذاك ما كان الا ليزيد من تورطه تجاهها .. خلفياتها الشديدة البرجوازيه مع فهمها العميق للفكر التقدمي وانحيازها للقضايا الوطنيه .. وهذا غير اهتماماتها بشتى ضروب الثقافه والفنون والفلسفه.. كل تلك التفاصيل كانت لتجعل منها أنثى خارج الاطار المألوف لبنات جيلها .. لا شئ يستفزنى كأنثى واثقه تعى تفاصيل الوطن وعيها بتفاصيلها الانثويه سواء بسواء ..
فاجأه الهاتف اذ لم يتوقع عودتها من هولندا بتلك السرعه
- ازيك يا منعم
- أمل ؟.. رجعتى بتين
- وصلت البيت قبل ساعه تقريبا .. عندك شنو الليله
- ابدا بقرأ فى كتاب نصر حامد ابوزيد ( هكذا تكلم ابن عربي ) .. ده كتاب ممتع جدا بالمناسبه
كان اللاأنتماء فاخرا فى تفاصيل المنزل الفكتوري الحديث بضاحية آكتون غرب لندن .. هجين ماسخ بين مناخات عديده بالاثاث العصري وتوزيع الاضاءه المسلطه بعضها على الجدران لتضئ بعض اللوحات التشكليه لرسامين سودانيين وبعضها المسلط على طاولات عددا حفلت بشتى تحف الابنوس المطعم بالعاج .. كما تناثرت هنا وهناك بعض الكتب والدوريات الثقافيه والطبيه . توسطت صوره قديمه لحاجه آمنه صدر الجدار المقابل للمكتبه المتكدسه بأرتال من الكتب وأغلبها غير مقروءه بالكامل .. كنت كثيرا ما أحاول كبح جماحى فى انتقاء واقتناء الكتب , و دوما ما يكون الفشل الذريع فى لجم شهوة اقتناء الكتب من نصيبي وعلى حساب المكتبه المرهقه من اعباء حملها .. كانت الدهشه هى الذائقه الوحيده التى تقودنى عبر السطور .. لذا كان حظ ( الرواية ) اكبر من الكتب الفلسفيه او السياسيه فى التهام فصولها .. غير انى أعرف متى اعود لاى معنى فى بطون تلك الكتب عند الحاجه لترسيخ مفهوم ما او تأكيده .. هناك علاقات غريبه قد تربطك بالكتب .. لذا دوما ما أشبه اشبههن بالنساء .. فالشعر العامى او الفصيح السودانوى التقدمى كان دوما ما يومئ لسلمى على نحو ما .. وكذا غرائبات ماركيز .. كما وكانت لهند الامين صلاتها بكتابات القمنى ونصر حامد ابوزيد وخليل عبدالكريم كما وتنتمى نوعا ما لكلاسيكات الادب الروسي بانفهاالاغريقى الدقيق وجيدها الملوكى وايماءاتها الارستقراطيه .. نعم , هن كالنساء ولكل غوره وينابيع دهشته
غير ان انتظاري ( لأمل ) كان هينا نوعا ما .. لم يك انتظارا شديد الوطأة كالمرة الاولى .. فى الواقع كان ان تسربت اللامبالاة وربما بعض السأم لروحى فى مراوحاتها جيئة وذهابا محلقه حول الغوايه وتلك المدارات الانثويه الفارهه لأمل , فما حكم مثلي لاستسلامه لهوي .. رددت روحى القصيد ..
وقد سلا القلب عن سلمى وجارتها .. وربما كنت ادعوه فيعصينى *
هزنى طرب شجين وانا اردد مقاطع ( العباسي ) تلك ,,ولى آباء صدق من الغر الميامين .. النازلين على حكم العلا أبدا . تذكرت حديث النذير ظهيرة ذاك النحيب الحزين لحاجه أمنه وهو يقلنى بسيارته للمطار حول كابلى وحسين خوجلى وادعاءات النخبه الكاذبه و .. سعاد . تذكرت هازءا جرسة ( على ود سكينه )
( طبيت قزازتى مرقت عند طرف البلد وسكرت جد .. وانا راجع منتهى .. لاقتنى هى .. قالت .. تعال كبرت كراعى من الفرح نص فى الارض .. نص فى النعال هى يا سعاد على ود سكينه وكلت فى خشمو الرماد على ود سكينه ومات أسي وانا بت بلاك ملعون ابوى ان قلت ابدا اعرسها وانا يا سعاد وقتين بشوفك ببقى زول فرشولو فرش الموت وعاش وانا يا سعاد .. )
اسكرتنى تلك الخمر الجيده وأنا احتسيها باستغراق تام فى انتظار ( أمل ) ولكن .. ما عبثت بى الاشواق * .. احتقرت للمرة الاولى فى حياتى المدعو ( على ود سكينه ) , وهذه الخمر تفتح بابا نحو الروح فتصفو .. تغدو لطيفة كما الحبيب اذ يحن الى الحبيب .. غير أن لسطوتها فى الروح ضراوة فى أحايين أخري كثيره .. ترتدينى أذا ما ناوشتنى ضراوتها أرواح أجدادى و تستبد بى فحولة النحاس اذ يقرع ويدب صداه فى صمت الخلايا الموحشه وفى أضابير الروح وفى سهوب الذاكره وأرجاء تلك الغرفه الخبوءه بمهارة تحت الإهاب .. أحس دبيب الطبول برأسي يملأ فرغات الزمن الحاضر .. تتشيأ أمامى خيالات المدن الصاحيه فى درب الوريد , وتلك القري الترابيه ترتدى دثار غباشها وتلتحف الفجيعه , تؤذن فى الناس بالرحيل وللغياب نحو مغرب الشموس والتماع النيون .. الآن ترن فى دواخلى اصوات السياط تلهب ظهور الرجال .. طقس من البارود والحمى .. ادارئ سوؤة العشق بسوؤة السكر .. والخمر غانية ملساء عارية , والشبق .. ورسومات شيطانيه لتشكيليين سودانيين ..والابنوس المطعم بالعاج وصورة حاجه آمنه .. ووجه سلمى اذ يتسلل من غرفته تلك النائيه فى سهوب الذاكره .. والغياب , والعطش
Post: #270 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 09-09-2009, 00:19 AM Parent: #269
يا آ ثروت
لا مزاج للكتابه .. ولكن يحضرنى الصادق الرضى فى هذه الليلة المحزنه تعالى احكيك مقاطعا من ( زمن الياسمين الى فاطمه ) قطعا ستغنيك عن ( مزيدى )
( فى هذه الليلة المحزنه .. أشرب الشاي وحدى .. أثرثر عن لون هذا البكاء .. وأمضى أفتش وجهها فى نشيج المصابيح والأمكنه !
يحضر الموت بينى وبين الظلال .. فأكتب شعرا عن الياسمين , أقهقه .. ثم أجرجر خطوى الى المرفأ الساقط الفوضوى أشاكس ظلى .. ويسقط ضوء الطريق على حانة أشرب الخمر وحدى وآه أحن الى فاطمه ..)
الصادق الرضى يكاد يشكل منتوجه الشعري مرجعيه للحزن داخلى .. أهرع اليه حين لا أجد من أطرق بابها السري فى وجد وفى خوف .. أسائلها وذات عشق ( هل أنا ابدو حزينا ؟..)
يا كيف من حبال صوتك تدلت عناقيد ذاك الشجن الاليم .. تذكرت الكتيابي وهو يجد فى طلب البؤس ثمنا
لعافية الشجون , قرأت لك حينها ( رقصة الهياج ) .. تابعتنى عيناك بشغف عظيم وأنا أتلو عليها مقاطع القصيده
قبل ان يأخذنا الحديث الى نصيبه الاوفى فى الشعر الغنائي ( على بابك ) و ( لمحتك ) .. أذكر حين فرغت من تلاوة
( رقصة الهياج ) أن بادرتنى
- الآن فهمت احتفاءك الغريب بالريزم الداخلى للنص , قرأتها كثيرا غير أنى لم أسمعها الا الآن
أذكر أن يممت وجهى شطر أشجانى فأستقبلت صوتك وقد ترامى فى مناحى الروح وكما الصهيل .. اوقن أن الغربة هى حالة
فقدان للذين تعبر من خلالهم لذاتك , أؤلئك واللائي يفتحون لك طريقا صوب التحقق تماما من وجودك التام داخل الاهاب
الطينى للانسه , منهم واليهم يكون الانتماء بوصلة للعشق فى كل مساءات الاغتراب .. يا كيف , من حبال الصوت فيك تدلت
عناقيد ذاك الشجن العظيم فهاتفتك - أذكر - بشئ لتاج السر وأنا أضمك هونا فادحا ويسرا بعيد المنال
( يا كونك أنت , وكونى فيك تجرد حتى غاب .. ودس لهاتى فى أذنيك وقالك همسا) .. وقد قلتك - عشقذاك - همسا فاضحا ومترعا
بالقصائد والاناشيد تدوى فى ردهات الروح تموسق نبض القلب نحوك اذ يشتهيك
Post: #273 Title: Re: العطش ... Author: عبد المنعم ابراهيم الحاج Date: 10-17-2009, 04:04 AM Parent: #272
اياك ياصديقي..
عام وتحجبني سحابة مضللة عن هذا الثراء يا محمد ..انها الغفلة وحسب أي والله ..
ستشهد صغيرتي على ذلك ..
متعت نفسي وانا أغوص في النبع ..غسلني..غسلني حتي صرت خفيفا .. خفيفا كما الكهرباء.. وسبحت متجاوزا مساحات الاصدقاء .. تعليقاتهم أسماك اللغة تترك لي مجالا لاستنشق الأكسجين من خياشيمها حتي اعبر رحلة عام في ساعة.. العطش ..ياصديقي ..العطش
سلامات والله
Post: #274 Title: Re: العطش ... Author: فيصل عباس Date: 10-18-2009, 08:09 AM Parent: #273
لاجل تحريض يقطع وصل العطش ويفتح له مسارات آخرى (سريه كانت ام معلنه) ولاجل عروق تبحث عن بلل واخرى يرهقها البلل وتبحث عن عطش يرد اليها وعيها لاجل حياة اصلها الماء وطبعها الجفاف كما هو بائن (بينونه صغرى) ولاجل بوح وحكي وسرد ماتع (واشياء تزعج هناءك) ولمزيدا من تفاعلات H2 O ولك حتى لا يهداء منك شئ حتى آخر سطر منك.
ياخ ما تكمل (انت ما عارف كم تبقى من العمر في ظل توافر هذا العطش ؟؟)
_____________________________ انجزت وعدي اليك وفي انتظار ليلة بها قليل من القمر وكثر من المطاليق والخارجين عن الرتابه .. هاتفني ان كان حنينك يتسع لذلك
Quote: انجزت وعدي اليك وفي انتظار ليلة بها قليل من القمر وكثر من المطاليق والخارجين عن الرتابه .. هاتفني ان كان حنينك يتسع لذلك
كتير من المراوحه فى محاولات الخروج عن الرتابه .. وفى الحنين متسع من الوقت لوقت يخصك بالونس المعافى وشهوة الحوار الذكى , يسورنى أحساس مرير بالاحباط من الجو العام هنا وهنا وهناك .. قلت - غير ذات مرة - فلأتفرغ فقط لممارسة كتابة هذا العطش دون الكتابات الأخري بسودانييزاونلاين لعدم جدواها من ناحيه ومع ما فيها من المكابدات المرهقه من ناحيه أخري .. غير أنى ماض نحو ذاك وبعزم هذه المره وسأقاوم - ما وسعت - هذا التخاذل ..
تحياتى
Post: #282 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 11-09-2009, 03:45 AM Parent: #281
كان ضجيج الحياة كرنفالا صاخبا تزرعه أمل فى دروبى ..
أكاد أتعثر به كلما خطوت نحوها خطوتين او أدنى , وما أحتملت شرايينى
هذا الضجيج .. علمتنى المشي رقصا على ايقاع خطوتها الانيقه فوق
تلك الارصفه المجنونه بالاضواء والنيون الملون والصخب , كانت تدوزن
كان الغناء - خلا الشيطان - ثالثنا , وأمل تًحب أن تغنى احتفاء بالشموس
الجديده عند كل صباح .. وتستمر فى الغناء اطراف النهار
وآناء الليل .. كانت لها القدره على ابتكار المناسبات
السعيده عند كل وقت , فتارة تحتفى بالمطر .. وتحتفى ايضا
عند توقفه .. وبالقمر أن كان بدرا او تعددت منازله ولكل
غناءه واللون الذى ترتديه .. غير أن حبها لبوب مارلى لا يخضع
لأجواء محدده غير رغبتها الداخليه .. وأن كانت تميل لترديد
ببعض الاغانى بعينها اواخر الليل ونحن نمارس التسكع فى تلك الدروب
العاريه الا من بعض السكاري وبعض العشاق وعمال التنظيف قريبا من الفجر ..
يصيبها نوع من الكآبه فتجرني لاقرب مقعد كى تغنى وهى تمرر
أصابعها النحيله فوق تضاريس وجهى بحنو بالغ
I wanna love you and treat you right; I wanna love you every day and every night: We'll be together with a roof right over our ######### #########; We'll share the shelter of my single bed; We'll share the same room, yeah! - for Jah provide the bread. Is this love - is this love - is this love
يمسكنى عنها الاسي والعشق القديم فأغرق أزائها فى حيرة وجودية كبري ..
سبحان ربك ما تعلمت الا أن أحب سلمى , أعرف كيف أضحكها , أمازحها ,
أقسو عليها هونا ما .. لاحنو عليها وجدا ما وتحنانا داكن اللون والملمس
الكثيف الحضور وفى صمت سحيق وكأنه طالع من جذور الروح وممتدا
حتى نزوعها الاخير للمغادره .. كانت أمل عندذاك وكأنها تعلم ما أخفيه
تحت أهاب سعادتى المنقوصه بها والتى تكاد تفضح ذاتها بالحيره التى حتما
تنطق بها عيناى .. ما بال ذاك العشق القديم وكأنه الازل يصهد روحى بالنار
و يعمدها بالحنين وبالاسى والحزن والخسارات الفادحه والأغتراب .
Post: #285 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 11-10-2009, 01:48 AM Parent: #284
وما أحتملت شرايينى ضجيج العشق بعينيها .. ما زلت تائها
فى سهوب ذاكرتى لا استطيع القفز منها نحو حاضري .. كانت
تكاد تستنطق كل لحظة حاضره . تحلب منها حليب الدهشة , تمزجه
بكاكاو عينيها وترشف مزيج الحياة حتى آخر قطره .. تماما كمن لن
يطلع عليه صباح آخر . أرهقنى لهاثى خلفها فما ادركت شيئا سوى انفضاح
كهولتى ويباس مفاصل سنواتى التى شارفت على الاربعين .. وما أحتملت شرايينى
ضجيج الحياة بعينيها والذى يتدلى منسالا على نور وجهها الصبى وترقرق ضحكتها
اذ تكاد تدوي فى قلب هذا الوجود بالأنفجار .. أخذت أتعلل بالاسباب والاعذار
الواهيه عن لقاءها الذى عاد بوتيرة يوميه .. ساءها ذاك جدا وما كانت لتسكت
عن ذلك أبدا .. فأخذت مشاجراتنا حيزا كبيرا وكنت قد وطنت ذاتى جيدا على
قطع تلك العلاقه المرهقه .. تفاجأت هى بذاك ذات هاتف بعد طول نقاش حاد
- أمل .. يبدو لى انو مفروض نراجع حدود العلاقه دى ..
- كيف يعنى , منعم رجاء خليك واضح ومباشر ..
- كلامى واضح كفايه , الامور بيناتنا أخدت وتيره أسرع من المفروض .. وأنا ما قادر أحس أنى ممكن أقدم حاجه .
- منو الطلب منك أصلا تقدم حاجه ؟..
- ده مفهومى لى كل علاقاتى عموما, بقيف وأشوف انا بقدر أقدم شنو .. ابدا ما شرط أنك تطلبي , عشان اعيش تفاصيل أى علاقه لازم تكون عندى القدره انى أقدم فيها حاجه.. وبدون الكلام ده بكون عايش لى علاقه ميته
- منعم انت بتقول انو علاقتى بيك علاقه ميته ؟.. أنت واعى للكلام البتقول فيهو ده .. يا سيد منعم كان ممكن استوعب الكلام بمليون طريقه غير دى , ياخى بس احتراما لى تفاصيلنا ولى حاجاتى ليك
وأنفجرت بالبكاء , أخذت أحاول شرح ما كنت أود أن أقول غير انها أنهت المهاتفه بحده مع طلب عدم الاتصال بها مرة أخري وهو الامر الذى ما كنت لأفعله غير أنها كثيرا ما عاودت الاتصال بي ..
-
Post: #286 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 11-10-2009, 05:31 AM Parent: #285
اشراقه يا عزيزتى
Quote: هل حكيتها عن مهرجانات العطش يالمشرف؟ الخرتوم حبيبة قسانا وشريكة بلانا؟
وجدتها مكتوله لا تسمع الصائحه .. الحمامات - قيد بحثى - كانت مافيشه والناس .. الناس يا أشرقه ,, مافى وكان ان لملمت حقائيي نحو الرطوية والاغتراب
Post: #288 Title: Re: العطش ... Author: فيصل عباس Date: 11-11-2009, 09:23 AM Parent: #287
اراك قد شهرت انتصابك فينا واتيت بما يجب من وصل ارجو ان لا تسبط الهمة (ان كانت الحالة عندك تسمح بالكتابه )
Post: #289 Title: Re: العطش ... Author: عبد المنعم ابراهيم الحاج Date: 11-11-2009, 01:03 PM Parent: #288
Quote: تطير منى حمامات الروح اذ يقرئن كذا المكتوب المنك اعلاه .. ربما اسبوعا أو يزيد وحتى تعود للخلايا ..
شهدت زمانك الرمزي يوحي للحمامة أن تمرن في الفضاء الباسق... النجوى.. لتومئ بالهديل الخصب فوق القلب ينبت في دمي عشب الحقيقة هازئا بالطوق منفلتا تجاه الريح ينأى في بروج البلدة الثكلى، ضريح الروح حين تحج بالاحلام والذكرى.. وتفتح لي كتاب الشوق عن عشقي وريقة حبنا الأزلي
الزول القيافه فيصل .. الحاله عال العال , ذات المزاج المخاتل زي ود المويه ينسرب منك , غير أنه يعود الكتابه يا فيصل يحكمها أكثر الاصدقاء الذين مروا من هنا .. حتى أنى أفتقد أميره الحبر .. وما التقينا الا هنا وأختفت تماما .. وها هو منعم ابراهيم الحاج ينضاف للمحرضين على ارتكاب فعل الكتابه .. سأواصل يا صديق ..
Post: #291 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 11-12-2009, 01:37 AM Parent: #290
أحسست بشئ من السلام الداخلى المشوب بالحذر خلال الايام القليله
لمنفى الذات .. عدت أمارس استدعاء التفاصيل تلك البعيده والموغله
فى سهوب الذاكره وتضاريس الحنان , يا كيف هذا الشجن الأليم يعبرنى
وقتما شاء ودونما تمهل عند باب الروح .. يعبرنى فأحسه ككهرباء ناعمة
تسري فى العروق , شيئا كدبيب النمل يتهادى هونا فى خلايا النفس فيقعدنى
عن الحراك .. ظلت تلاحقنى بالمهاتفات التى ما رددت عليها حتى انى أغلقت
هاتفى ورميته فى أحد الادراج .. غير أنى كثيرا ما حاولت عدم الانتباه لسعادتى
كلما رن هاتفى وقرأت أسمها على شاشته الصغيره .. أزعجنى أذ يطل ساخرا منى
الانتباه لتلك السعاده المواربه .. ما زال لأمل فى دواخلى بقيه , أو لعلنا
لم نبدأ بعد.. ربما
Post: #292 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 11-12-2009, 01:47 AM Parent: #291
ياا منعم ..
قرأتك قفزا على الكلمات نحوك فتباعدت محطات الوصول .. فطب مقاما فى هذا المقام المشهود .. هو الهديل الخصب - فوق القلب - ينبت فى دماءك عشب الحقيقه يا الله .. يا الله الآن يرقبك الطريق لتهرول فيه صائحا .. أدركتها , أدركتها ورب الناس
Quote: شهدت زمانك الرمزي يوحي للحمامة أن تمرن في الفضاء الباسق... النجوى.. لتومئ بالهديل الخصب فوق القلب ينبت في دمي عشب الحقيقة هازئا بالطوق منفلتا تجاه الريح ينأى في بروج البلدة الثكلى، ضريح الروح حين تحج بالاحلام والذكرى.. وتفتح لي كتاب الشوق عن عشقي وريقة حبنا الأزلي
Post: #293 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 11-12-2009, 03:52 AM Parent: #292
وأنا مازلت على حال المغلولة بصيرته بين انخطاف الروح ومراوحتها
جيئة وذهابا أمام حديقة غناء ويانعة الثمار .. تدعوك قطافها لتنهل
ما تريد فلا تستطيع رفع يمينك اليها فتنكفئ على ذاتك ملوما محسورا ..
النهار عليها قليلا راضيا مرضيا , يلف البنفسج عمامته على عجل ويبتسم
عند تمام مزاجه فى دواخلك الوجود
Post: #296 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 11-12-2009, 05:13 AM Parent: #295
( معتوه بالحقيقه , لاكن مجمر فى الصبر تريان فى التأمل .. مجنووون اذا حب البنيه الطالعه من لون القمح مكتوب على صدرو الثبات , حكمة مسافر وزاد فراشات مسجونه فى غابة طلح ) *
يطيب لى القيام اليها وفى موعد أقصاه الآن أيها التاج السر جعفر الخليفه ..
ولسلمى مهارات التسلل العنيف للحاضر المافى .. أشذب لحية هذا الليل البهيم
اليها ,, تنادينى الخمر للمنادمه على صهيل تلكم الاغنيات ..
( طوبي اذا احتملت شرايينى هدير القلب حين أراك )* .. هاتفتها سرا ..
تطلع شموس اليوم التالى ببقايا خمر البارحه .. أتواري خلف سلمى من
الحضور الآنى لأمل حال انكشاف الليل .. أرتدى سريعا ملابسي , أحكم ربطة العنق
الانيقه , لتبدأ طقوس الغياب وحتى أعود ليلا للغربه فى محيط الخلايا والشجن .
Post: #302 Title: Re: العطش ... Author: عبد المنعم ابراهيم الحاج Date: 11-12-2009, 09:49 PM Parent: #300
والله يامحمد انت بقيت مامركز خالص ..خالص انا قصدي ماباين ..غايب ..في الركايب .. العزلة كعبة ..ياتاج السر صحصح ياخي الاحباط والزهج ..حالة عامة..سودانيز دي بي جوطة دي فيها مساحات تواصل ياخي .. على الأقل ..بتحسسنا إنك موجود في العالم الصعب دا..ولو الباسوورد بتاعتك مابتعمل رسل ياخي لبكري ..لانو مع هجمات الهكر دي محتاج يغير وينشط حساب الأعضاء..
شئ عن العزلة
وحيدُ كالنبع في فلاة تشغل الأرض بالحياة فيتكثف إحساس الشجر.. وتشعل الروح بذاكرة يتحرك النمل فيها قلقا على عشب حبيباتنا في الغياب.. يها الوحيد الا من الشجن.. القريب من ساحة البوح مستأذنا للدمع في امتداد الحزن.. في حقلك الانتظار ينمو يطوق القلب مثل ذراعيها ساعة الفرح وساعة انبهار اللغة..تلك اللغة التي تسمو فوق حواجز الجسد تبحث عن آلهة لتقدم لها قرابين الحب .. وتعلن عن ميلاد الرغبة في الخلد.. في الإنتماء الي ذات هي النبع ذاك.. هي النبض في حرير الطفولة حين يكبر الحلم ليحاذي العزلة.. يمرّن حشرات الروح على البرتقال على حائط الزهر يفلي الأريج تنسكب على نفسك مشغولا كالنحل في جرة العسل.. أو كالحبر على شاشة الحاسوب رشحه عرق الانفعال فسال على القلب منه تعالى في لوحة الأصدقاء القدامى وفي سرية الكتابة ياأأأ
الغريبه يا منعم أنى أشد ما أكون مركزا بسودانيزأونلاين .. شكلوا الواحد لحق الطيبين .. سأمدك برابط بوست احتفائي بمناسبه تفعيل حساب تاج السر بالمنبر .. أحتمال كبير يكون ضيع حسابو من جديد ..
Post: #304 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 11-28-2009, 03:57 AM Parent: #303
Post: #307 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 11-29-2009, 02:58 AM Parent: #306
عبرتنى تلكم التفاصيل بعنفوان صاخب , تواثبت وكأنها حمرُُ مستنفره , فرَّت من العدم السحيق لروحى ومن سهوب الذاكره .. ومحمود وساميه يحدثانى عن سلمى , وعن قرب مجيئها فى الغد .. تسارعت نبضات القلب , أخذ هديرها يعلو ويعلو .. لا شئ الآن ليسكتها , تكاد ترجُلُ فى اذناى , برهة ثم أنفلتت منى كل شياطين الغربة من عقالها وتقاذفت منى الهواجس والظنون .. لا شئ الآن ليكبح جماحها , فسلمى ستجئ فى الغد .. سلمى حبيبة كل تلك السنوات المهدره بين تفاصيل الغياب .. يرعبنى دنو ذا الحضور الباذخ المترع .. تأخذ شرفاتى بالإخضرار ويتلون الحاضر كأزهى ما يكون .. يا الله ’ يا الله .. تنفتح الآن أبواب الخلايا وتورق أوردة الحنين ويسكننى طوع إقامته ذا الشجن .. يا كيف فى الغد تلتقيها ..
امل .. يا صاحبة فى الزمن الصعب أخذتنا تفاصيل الرحيل يا أمل .. غير أن تلك الذكريات هى الاجمل أعود اليها دوما وفى الخاطر ذا ( العطش ) أحاول كتابته وهو شديد الممانعه لو تعلمين .. ستجدين بين سطوره طرفا مما كان يا أمل .. تسكننى تلك الروح القديمه كلما ولجت اليه فأتجول كما كنت فى بين ممرات كلية الصيدله و( أقدل ) حافى القلب فى ( المين روود ) وأذكر تماما مجالسنا فى شمبات .. ولا عزاء لى فى هذا البلد الأمين الا بسطامى وقد أهدته ( نسرين ) أحمد ومصطفى .. تخيلى أن لبسطامى طفلا يدعوه مصطفى !!! يعزو الأسم لحلم ترائ لأحدهم وكأنه تهمة ينفيها .. لك تحيات سلوى وعمار وأحمد ويارا .. مسكين بقيت محمول مش كده ؟.. أرجو منك متابعة ( العطش ) لأتمها لك والاصدقاء .
Post: #309 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 03-31-2010, 07:11 AM Parent: #308
ها أنذا أعود للعطش .. بعد ثلاثة اشهر عجفاء فى دهاليز والغاز السياسه السودانيه مارست فيها كل المسالب الجميله .. هاترت الكيزان وهاترونى .. جنحت للهتافيه حد قرحة الكى بورد .. أشبعت شهوة الخصومه تماما حتى سكتت عن طلب المزيد .. وها أعود محبطا وما حصاد يمينى الا الاسى وشئ من الخوف ونقص فى ثمرات الروح والدماء .. يا الله .. يا الله ما جدوى ذاك الوطن!!.
استيقظ منعم فجر اليوم التالى على صوت الصغيره هبه وهى تجاهد أن ترفع جسدها الصغير الى فراشه , تبسم إذ طالعته بإبتسامة طفولية شقيه قبل أن يأتيه صوت ساميه تنادى صغيرتها تبحث عنها .. وكان أن طرقت باب الغرفه فبادرها صائحا وهو يحمل هبه بين ذراعيه
- صباح الخير يا ساميه , الزوله دى معاى وما حأديها ليكم تانى
واخذ فى ملاعبتها وهى تضحك وتضحك حتى خال ضحكتها بحجم الوجود فى دواخله المرهقه.. احس بها شيئا نادر الوجود والامكان , إنتبه عند ملاعبتها بحلاوة تجتاح ذائقات الروح فيه .. طعما جديدا للفرح اشبه ما يكون بملامسات الطين عند سن الثالثه , وله ذات المذاق , ثم ذات الدهشه ازاء قدره التكوين والخلق البسيط والمعجز للاشياء , ثم هى ذات الرائحه التى تلف الآن خياشيمه بالانتماء المستمر والمتجدد فى القديم الآتى كأجمل ما يكون .. كم كانت سمراء وحلوه وخفيفه جدا وهو يرميها فى الهواء ليتلقفها فى عناية فائقه على صوت ضحكتها وهى تلاطف فيه الروح حتى رقت , وحتى كادت أن تنسل منه الروح كائنا حفيفا يحلق حول الذات فى دهشة وحبور ..
اخرجه محمود من هذا الادراك اللطيف بالانتماءات الجديده فى الحياة وهو يدخل حاملا آنية الشاى الصباحى بكامل اناقتها وطقسها السودانوى الجميل حد البسكويت المنزلى واللبن ( المقنن ) .. تجاذبا أطراف الحديث قليلا قبل أن تدخل عليهما ساميه لتكتمل كل تفاصيل تلك الصوره الاليفه.. وهكذا مضوا جميعا نحو انس بهيج .
مضى الوقت سريعا قبل أن تتطلع ساميه نحوي هامسه وبشي من الارتباك
- منعم حتمشي معانا المطار !؟
أجبتها ضاحكا
- ليه ما أمشى ؟.. أمشي معاكم ونص وخمسه ..
كانت كل تلك الذكريات التى اجتررتها بالامس قد أعادت لى حالة الاتزان تجاه تفاصيلى وسلمى , فى الواقع لم أتبين وجودا اضافيا لها لم يكن فى الاصل موجودا .. كانت وكما كنت أمازحها دوما قيد إقامتها الجبريه جواى .. فقط ربما تسللت قليلا خارج غرفتها - تلك النائيه - فى سهوب الذاكره .. تبسمت وأنا أمعن فى هذا الخاطر طويلا ونحن فى الطريق الى المطار وقد ساد الصمت والتوتر أجواء العربيه التى يقودها محمود باتزان شديد .. جلست فى المقعد الخلفى أراقب انعكاسات ملامحى الممزوجه بجريان الاشجار والثلوج خلال الزجاج .. كانت فيوض الذكريات تمازج وفى هدوء ذلك التناغم بين جريان الاشياء خلال الزجاج وسكون ملامحى المنعكسه عليه فى سورياليه غامضه .. إحتشدت دواخلى بالكثير وصوت مصطفى سيد أحمد المنساب عبر جهاز التسجيل يومئ لى بالبشارات القديمه ..
( لمحتك , وقلت بر آمن .. بديت أحلم ألملم قدرتى الباقيه , وأشد ساعد على المجداف .. وأقول .. يا إنت , يا أغرق )
Post: #316 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 04-17-2010, 03:30 AM Parent: #315
وما انصعقت عند رؤيتها .. ولا تبعثر منى الارتباك ..ولا عبثت بي - أيها الفيتوري - فى حضرتهاالأشواق , فقط .. تبسمت روحى فى هدوء مريح , وتواثبت جزلى فى شرايينها الدماء.. ارتعشت خلاياي قليلا قبل أن تستفيق من غربتها السحيقه .. وكنا ثلاثتنا , انا ومحمود وساميه قد تشاغلنا باحاديث تدور - كعادتها - حول حكايات قديمه قبل ان التفت فى اعتياد فائق نحوها وقبل الآخرين .. كنت ادعى دوما ان لحضورها مجالا اُحِّسُهُ يسري فى روحى ككهرباء ناعمه , ما فارقنى هذا قط , ومنذ أن التفت انا منعم محمود , إلتفاتتى - تلكم الشهيره - بالميين روود .. تلك الالتفاته التى أؤرخ بها أشيائي .. تلك التى لم يغادرنى بعدها وجه سلمى قط .. كانت سنوات طويلة قد مضت مذ التقيتها آخر مرة فى النادى الالمانى فى الخرطوم .. قبل اسبوع أو نحو ذلك من مغادرتى امدرمان .. كان لقاءا عابرا وكارثيا نوعا ما , فلأول مرة التقيها مع خالد وهى تخصه كأنثى لا تخصنى .. يا الله , كم كان عظيما ذاك الحزن السابح فى أرجاء الكون .. رافقنى طى خمري طويلا ذاك الحزن الباذخ .. كان أشد ما يكون علّى عند الكأس الثالث الا قليلا , وتماما عند النحيب ..
Post: #317 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 04-18-2010, 02:59 AM Parent: #316
ليلتُها إِعتراكِ الارتباكُ حتى اخامص روحَك .. وانتابنى الحزنٌ كانقى ما يكون , أذكرُ انى تَطلعتُ لعينيكِ الحزينتين فى وجد وفى خوف .. و لَمْ تُجِبْنِى رَغْمَ دوّىِ السُؤال
( هل أنا أبدو حزينا ) ( هل أنا القاتل والمقتول حينا , والرهينه )
لم تجبنى سلمى حزْنَتِلك الليلة.. فقط مدّتْ يَدها مودعة وكانت تعلم ان موعدَ رحيلى عن السودان بات قريبا .. تدثرتْ بالصمتِ الرهيبِ ثم إختباتْ وراءِ خالد قبل ان تمضى .. وما كان لمثلهِ ظلا يقيكِ من هجيرِ الحزنِ يا سلمى .. وهكذا تزايدت وربت فى عمق المسافاتِ بين وبينك فراسخُ الهجرِ .. ودونما وداع يليق بحجم الفراق .. وقطعا دونما إجابات .. كان خالد ليلذَاكَ مزهوّا بكِ حدَ الفرحِ الظاهرِ وهو يُدرك قيامتى , ثم لا يكادٌ يٌخفيها.. كانت خَساراتى مضاعفةٌٌ حُزنذاك . كنت أدرك ان رجلاً بمقاييسهِ لا يُمكن أن يكونَ جديراً بك .. كان خفيفاً بموازيينِ الرجال الجديرون بأُنثى فارهة مثلك .. قرأتٌ فى ملامحِ وجههِ خطوط أقدار لا حظ لك فيها .. اِستشرفت روحى حُزنا كثيفاً تراكمَ على اكتافكِ يا سلمى .. فناءت بحملهِ عيناى .. اصابنى العجزُ بالذهولِ ليلذاك الحزنَ المنقى .. لولاه , لادركتُكِ قبلَ ان يرتدَّ اليكِ طرفى .. ولما تركتكِ ترحلين .. والآن , وكأنّما لم تَمضىِ كلَّ تلك السنوات أراك .. وبذاتِ ذاكَ الخطوِ الانيقِ تُوقِعينه صوّبِى .. وبذاتِ إشراق العيونِ وتلك الابتسامة الواثقة الانيقةِ تَخْطُرينَ على ممشى هذا المطار .. مقبلة نحوى كاجمل ما تكونين .. تتواثبُ فى شرايينى الدماءَ جزلى .. ويلفحُ حضوركِ روحى بكهرباء ناعمه .. يا , ما احلاكِ يا سلمى .. وما أقوى هذا الحضور , ما جَعَلنِى اُردّدُ لتاج السّر جَعفر
طوبي .. إذا إحتملت شرايينى هديرُ القلبِ حينَ اراك ..
راودنِى الخاطرُ عن زَمانها القديم , فَإنفلتُ وراءه إليها وفى إعتيادٍ بالغٍ .. نازعَنى الإِدراكُ حقيقةَ كونِها - وبذات حِضُورِِها الأُنثوى الطاغى - قُربي .. وعلى ذاتِ المقعد الخلفى لعربيةِ محمّود .. أَربكنى ذاكَ الحضورُ القوي ما بين زمانين فى آنٍ واحِد .. نازعتُ نفسي كبحَ شرودِها التلقائي عنِ الحاضِر .. يا كيف أَعتادَ هذا الحُضُور .. إلتفتُ إليها فى إِنفعالٍ مخبوءٍ بمهارةٍ فائقه خلفَ ملامحِ الإِعتياد .. كانت تتّكئِ بظهْرِها على المِقعِد وتتطلّعُ نحوى بنِصفِ إالتِفاته .. إلتقت عيونُنا فى رِضاءٍ تامٍ بما كانَ وما سيكون .. كان الحوارُ الصامتِ يتوافقُ تماماً مع حالِ الخلايا المُتعبه من طولِ الإِنتظار الطويلِ .. ومع حالِ هذهِ اللّحظاتِ التى ستمضى عنَّا ( هسَّه ) .. لتبقى طويلا .
يا كيفَ هذا الإنبهامْ .. و كأنَّ أَقدارنّا تواطئت مع الغيابِ فلا نلتقى إِلا على حوافِ غُرْبتنا السحيقه يا سلمى .. وعلى هامشِِ ذا العطش .. تَبَسمتُ فى حزنٍ سحيقٍ وأنا أَمُّد يدى لِترتاحَ على باطِنِ يساركِ المفتوحة نحوى فى إِهمالٍ متعمّد .. وهى - وكم أعرفها - دعوةٌ لِعِناقٍ قديمٍ يتجدّد .. هكذا كُنْتِ تدعونَنِى للعناقِ ونحنُ نُمارسُ التجوالَ فى شوارعِ الخرطوم ليلاً و كلّما إحتوتنا عربية والّدى .. والخرطومُ ليلاً لا يكادُ يحُدَّ حنانُها شئ .. شوارعُ البلديِّه والمك نمِّر صوبَ شارِع النيل .. ثم إلتفافُنا شَرْقاَ جغرافيا يُفْضِى بنا مُرُوراً أسفلَ كوبري بحري العتيق .. لتمرُ بنا سينما النيلُ الازرقِ عن يمينِنا والمطعمُ العالمى عن اليسار وحتى العبور أسفل كوبري كوبر .. ومن ثمَ يميناً ثم يميناً وحتى الجامعه .. لننتهى يساراً عبر شارع القصر عند المجمّع الطبي قبالة مستشفى الخرطوم .. ويا لإيلافِِ العشاق يا سلمى , إيلافهم تلك الشوارع عشقا وتحنانا لا يحّد ..
يا ريت الواحد يكون عند حسن ظن العباره الجميله دى .. لولا الفتر ,, لكنت أكملتها وقبل زمن .. الفتر وربما الاحباط .. يا خضر وأشياء أخري تخص تململ الروح فى هذا الاغتراب .. جوه وبره لبتين آ خضر والحال يطيب .. لبتين !!!
..
زى كلماتك دى بتدى مزاج الكتابه دفره معنويه ما ساهله.. بينى وبينك الواحد زاتو بقى ما بقوم الا دفره .. وهذا فيما يخص الكتابه بالطبع .. ولا يتعداها
..
تحياتى
Post: #326 Title: Re: العطش ... Author: فيصل عباس Date: 04-28-2010, 08:41 AM Parent: #325
هل انقطع المدد ام انها حالات السكون التي تسبق عواصف الحرف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لِإلافِ العشاق , إِيلافهم .. هذا الإلفَ الدافقَ حناناً لا يُحد, توزعت ما بين الزمانين تُجاذبنى نحو الحاضرِ كفّها التحتوينى كأشهى ما تكون .. أُحاولُ أن أُتمِ وعي بالراهنِ المُؤاتِى كل الحلم .. وحتى أُتمَّ شُهودَ هذا المقامَ المحمّود.. والذى كمْ راودَ طُولَ ليّالِى الاغترابِ الطويل , كُنتُ أُحاولِ أنْ اَسْتدعي ذاك الوعى الذاهل لذاتِ الحاضر فيجابدى ما شاء رهقا كونيا ومكابده .. غير أن أكثر ما ازعجنى طيفا مخاتلاً ل (امل) حاولتُ تجاهله غير أنه ابي .. ثم ازداد الحاحا فساورنى شيئا من القلق الذى انتزعنى منه رنين هاتفى .. سحبت يمينى من مقامها المحمود الذى وعدها العشق .. ورددت على إيمان
- الو - آلو منعم, إنت وين - مع محمود , كيفك يا إيمان .. خير يا زوله ؟ صوتك منزعج شويه - لازم تجينى وهسع يا منعم ..
وإنخطف قلبى وقد ساورته قبل قليل الهواجس إزاءها .. أذكر الآن وبصوره ضبابيه تتمة المكالمه وإيمان تتمتم باكيه عن أشياء تدور حول دخول أمل المستشفى .. وحول أنها تنازع الروح واشياء من هذا القبيل .. لا أذكرها تماما .. اخذ محمود الهاتف منى بعد ان أوقف العربيه وترجل منها بعيدا قليلا وأنا اراقبه مذهولا بعض الشئ .. ترامقنى ساميه بجزع , وعيون سلمى غائبه تماما فى حيرة غائمه .. إرتقبت عودة محمود والذى عاد بادى القلق والارهاق , وعيناه تكاد تصرخان بحزن ظاهر .. اذكر أن اوجز وبشي من الآليه وصول الورم الدماغى لمراحل متقدمه ..
دارت الكرة الارضية دورة لهذا الحزن الاضافى .. وتنامى لبلاب الحزن كالنار فى هشيم الروح , كانت الغيبوبة ملاذا آمنا , بيد أنها استعصمت بالبعد عنى .. إشتهيت كأسا من الغياب , وسلمى تلملم وعيها بالحال .. وساميه ومحمود يحاولان اقتراح الممكن العصى .. الوصول بسلمى للدارِ على أن نعود أنا ومحمود للندن .. أذكر أنى اصررت علي نزولى فى الحال وعودتى - لا أدري كيف - ل ( امل ) .. فأستقر بنا الطريق جميعا نحو المشفى .. وما إنتبهت الا لاحقا جدا لما كان يجيش بصدر سلمى ..
اخذت فى محاولة لملمة الذات قليلا , غير أن ما يعصف بالروح كان عصيا جدا على محاولات استدعاء التماسك .. تسللت يد سلمى تربت هونا على ظهر كفى الراعشه .. فإستجمت فرائصى نوعا ما وإستجبت بآلية فائقه لمهارات سلمى فى ترتيب ما يلزم من تفاصيلى .. زفرت كل ما بالصدر من أحزان وتطلعت لعينيها .. أيقنت أنه , وتماما عند إنسان العين فيها , يكون محور حياتى المترامية فى تشتتها الغريب , أحسست بانتماء لا تحده الطبيعه او الجغرافيا حتى و فى امتدادها فى ذاك الحزن المنقى .. والذى كنت أظن إنتمائي اليه أصيلا فلا يكاد يفوتنى منه شي , حتى دهمنى هذا الحزن المضاف ذات الساعة التى كدت فيها أن أنعتق لخارج ما سيجنى به هذا الحزن طويلا .. والآن , وأنا ارامق عيون سلمى , أحسست بالرجوع لشى ما كنت اشتاق الرجوع اليه ومذ غادرت أمدرمان .. ظهيرة ذاك النحيب الحزين لحاجه آمنه فى الروح .. ذاك النحيب والذى أشبه ما يكون بتمتمات صلاة الفجر والتى لطالما ايقظتنى هونا جميلا فى هذا الاغتراب السحيق لروحى .. الآن أحس أنى أستكنه تماما السراط الوجودى الأجمل فى هذه الدنيا , والذى يمتد ما بين عيون سلمى ونحيب حاجه آمنه فى الروح ونحو غباش الحنين وتمتمات صلاة الفجر التى تفارق دوما مواقيت غربتى لتلامس فى هدأة مواربه أقصى خلية فى غربتى تشكو العطش ..
هذا العطش من ذاك ( الخج ) .. عطشان ومخجوج و .. حاجات تفارق ( المعيار ) الذى يجتاح المنبر ذهلت اليوم عند تصفح المعيار اليوم ولأول مره !.. المهم .. كان الوعد أن القاك ولكن .. فليكن إذن موعدا آخرا جميل عند تمامه .. و بعد عودتنى من السودان منتصف يونيو سأغادر نهاية هذا الاسبوع اليه .. وأهو ( علو بمسو نجد نصاح ) يا صديقى هذا ان مد الله فى الآجال ..
وكم يبدو الآن أنى لم أك ابدا مهديا لهذا السراط الجميل , عيون سلمى وغباش الحنين الدافق بأوردتى وذاك الإرتواء الذى لا يحد , بيد أنه لا يجئ .. ويا كم وددت استنطاق عينيها آنذاك , وهى تهدينى هذا السلام الذى بدأ يتسلل رويدا رويدا لروحى .. وأصابعها الانيقه تمارس ذاك الايقاع المترف على ظهر كفى .. لتموسق كل الخلايا خلف جوقة للاتساق والصفاء الانسانى النادر .. هل كانت تعلم أنها تهيئنى وكا ينبغى أن أكون ل ( أمل ) ؟.. كانت ترقد بوداعة على فراش أزرق .. لا يبدو منها غير وجهها وقد ازداد جمالا شاحبا يكاد يخفى .. تبسمت لمرآهم غير أنها توقفت قليلا عند سلمى , توهمت أنها قد عرفتها تماما وأن حديثا طويلا قد دار بينهما قبل ان ترتد نحوى وبذات ابتسامتها الواهنه تحيينى وبخبث أرادته عفويا غير انه استعصى كثيرا أمام جريان دموعها .. دنوت منها وقد أمدتنى السماء - ولربما سلمى - بيقين لا يحد .. جلست عند طرف الفراش وقبلتها فى جبينها قبلتين ,, أخرجت يدها حتى أمسكها , فاستندت على يدى ورفعت جسمها النحيل نحوى لاحتضنها , ثم لتنخرط هى فى بكاء مرير ..
أذكر أن دموعا كثيره قد أهرقت ليلتها ,, ساميه وأيمان وأخرى لم أعرفها , سيدة سودانية خمسينيه تبدو عليها ملامح عز تليد .. اذكر ان مددت اليها يدى بالسلام معتذرا عن عدم انتباهى لها أول مره فردت بعفويه فيها من الحزن الكثير
- يا ولدى هو منو القادر يكون مركز فى ظروف زى دى ..
تدخلت عندها إيمان للتعريف بها
- خالتى ثريا .. ام أمل . ثم تولت تعريف الباقين حتى توقفت عند سلمى التى بادرت بالتعريف بنفسها وبوثوق شديد حتى أنى خلته غير ملائما
- سلمى خالد ..
هكذا وإنصرفت .. ولم نلتقى بعدها الا بشارع النيل ذات وطن ( مافى ), والذى كم ادهشنى بغربتى فيه .. حاولت الانفلات وراءها وأعجزتنى تماما فكرة التخلى عن أمل فى تلك الساعه .. فإلتفت اليها , هالنى حجم الحزن بعينيها وهما ترجواننى اللحاق بسلمى .. وهو ما لم يحدث .. تشاغلت ليلتها كثيرا بمعرفة تفاصيل حالتها الطبيه .. وأنخرطت فى نقاشات طويله مع التيم الطبي حول خطط العلاج .. ستمكث اياما قليله فى المستشفى لاستكمال بعض الفحوصات ولا حوجه ابدا للحضور الا على فترات منتظمه لاجراء الفحوصات الروتينيه .. مكثنا يومان أتبادل أنا وخالتى ثريا الحضور للمستشفى , ودوما ما كانت ايمان تجئ فى صحبة خالتى ثريا .. هكذا تواطئنا جميعا على تسميتها ( خالتى ثريا ) .. فى الواقع كانت تكبرنى بما لا يتعدى السنوات العشره .. بيد أن اصرارها على مناداتى ب ( ولدى ) جعلنى غير حرجا فى مناداتها بخالتى ثريا .. كانت سيدة سودانيه تمزج بين متناقضات عده فى اعتياديه بالغه .. تحمل درجة الدكتوراه فى الادب الانجليزى وكانت تعمل محاضرا بجامعة الخرطوم .. ولكن بالكاد ما يحس الآخرون بذلك .. ترتدى الثوب السودانى البسيط بأناقة تعرفها نساء الخرطوم شرق جيدا .. لا تحلى معصمها الا بساعة رولكس قديمة الطراز ,, اكثر ما يميزها الاحذيه الجلديه الفاخره رغم بساطتها وهدوء مشية صاحبتها الواثقه .. أكثر ما أدهشنى تماسكها القوى ازاء مرض ( أمل ) .. غير أنى رأيتها تبكى خلسة فى نهاية اليوم الاول لجرعة الكيماوى .. وقد كان أثره شديدا على أمل .. كان ذلك فى اليوم الذى تلى مغادرتنا المستشفى حاملا معى حقيبه مليئه بالادويه وعقار التيموزلامايد ..
كانت دورة العلاج الاولى هى الأكثر ارهاقا والتى امتدت لخمسة أيام.. وكنت قد أعتدت المرور عليهم صباحا ولا أغادرهم الا عند نهاية المساء .. ولربما طالت جلساتى وأمل للساعات الاولى من الصباح .. تستقبلنى ( خالتى ثريا ) بالشاى الصباحى المصاحب لافطار خفيف تصر عليه .. وقد نغادر لقضاء بعض الحاجيات او التجول قليلا فى شوارع لندن .. كنت أعى حوجتها لذاك المشوار الصباحى ,, وأظنها كانت تعى حوجتى له تماما .. على أن نعود قبل استيقاظ أمل ..
كانت تأتى وبذات بيجامة نومها لترتمى فى حضن أمها وتبدأ فى مداعبتى
- إنت ما مشيت بيتكم ولا شنو ؟.. نحنا ولايا يا دكتور .. بالطريقه دى الناس حيبدو يتكلمو علينا .. وحنورطك بعدين .. يا أنا يا أنا .
- لا ما للدرجه دى كمان .. ما تبالغى
- طيب قررتو تدونى الدوا متين .. عاوزه استغلكم شويه قبل ما آخد الدوا
- طيب يا ستى أصلا بكره آخر جرعه .. وعاوزك ترتاحى عشره يوم كده عشان المناعه بتاعتك ترجع ميه ميه .. وبعد كده تودينا الحتت العاوزاها وزى ما عاوزه ..
- لا حولاااا .. عشره يوم !؟.. الكلام ده مستحيل , انا لازم بكره اطلع
- طيب مافى مشكله .. بس سينما دى ما معانا .. نمشى اى مكان مفتوح
- مكسب يا مان ..
- يا بت ( مكسب يا مان ) دى جبتيها من وين ؟.. بنات آخر زمن تضاحكها خالتى ثريا ..
ثم تبدأ طقوس المعاناة .. كانت شديدة التحمل , الا أن معاناتها كانت تفوق قدرتها بكثير .. كان القئ قد يتواصل لساعات طويله مما يزيد من وهنها الشديد إثر العلاج الكيماوى .. بيد أنها كانت تبدو وبصوره جيده ومعافاة تماما الا من بعض الوهن عند الاماسي .. عندها كانت ( خالتى ثريا ) وبعد اعداد وجبة العشاء , تدخل غرفتها ولا تغادرها أبدا .. كانت تعود لأمل فى تلك الساعات قدرتها على المشاغبه وعلى صناعة الحياة على طريقتها .. تغنى لبوب مارلى وعركى وعقدالجلاد .. تقرأ شعرا لعاطف خيري وللصادق الرضى .. تستدرجنى لقراءة بعض اشعاري القديمه ,, حتى فاجأتنى بغتة بالسؤال
- لا والله يا أمل .. أنا عرفت يوم الجمعه الفاتت بس موضوع انها جايه ..
- طيب انا هسه عيانه عشان كده انت معاى .. زمان كانت مشكلتى شنو ؟..
- اولا ما عشان انت عيانه انا موجود معاك هسه .. الموضوع انو خياراتنا حتى العاطفيه , محكومه بالصدفه اولا واخيرا ..
- بالصدفه كيف يا منعم ..
اجبتها ضاحكا بأغنية وردى
- ( صدفة كانت غرامى ليك ) ..
- لا , بتكلم جد .. كيف العاطفه تكون مرهونه بى صدفه !
- ممكن تكون فى فلسفه أو نسق معين أو قدره إلهيه او كيمياء حياتيه أو حاجات كتيره ورا الصدفه دى .. لكن فى النهايه هى صدفه .. وممكن جدا تفوت الصدفه أو ممكن جدا نركز فى تفاصيلها ونمشى بيها لى قدام .. لى غربه أو لى علاقه عاطفيه أو لى اى تجربه إنسانيه ..
- تعرف , لمن أفكر فى كلامك دى .. برجع لى يوم لاقيتك فى الندوه الادبيه ديك .. أصلا ما كان عندى مزاج أطلع , وأيمان هى الاصرت على .. بذكر سلامكم على بعض وكيف نسيتونى .. عارف اللحظات ديك ادتنى فرصه كويسه اركز فيك .. وفى البدايه ابدا ما كنت مهتمه ..
- بالظبط كده .. صدفه تخليك تركزى فى زول ,, وتكتشفى انو قريب وقادر يدخلك أو يحتل خلاياك زى ما كنت زمان بقول لى أحمد .. بعد داك وزى ما رضينا بالصدفه فى الاول .. حنكون مرهونين ليها ..
وبطول تلك الليالى تمددت طويلا على مخدات أمل المترفه فى أنوثتها , وكأن المرض ما زادها الا وهنا جميلا يكاد يمحق كل خلاياى الممحله ذات الميل الطبيعى نحو احتراف العطش وتقدير الحزن حق قدره فى اللهاث خلف أنثى تموت واقفه كالاشجار .. احببتها حتى اخامص وجدى القديم ..
.. بدانا نحلم بالاطفال والشموس القادمه .. وكنا منتبهون جدا لحرقة الدماء ولسعة الاحزان فى خضم الروح إذ تشتهى يوما لن يجئ ..
غادرتنا ( خالتى ثريا ) بعد انتهاء دورة العلاج التانيه .. أحسست عند وداعها بثقلٍ ارضى لا يطاق , كانت إذاك تودع حياة ابنتها بين يدى .. وما أرهقنى أكثر , ايمانها القاطع أننى أهل لمسؤوليةٍ كتلك .. كانت لتغيب بضعة أسابيع حتى تعود .. الفتها ووجهها الوسيم الملامح يكاد يضئ وقد مسته مجامر هذا الحزن فتصهد جمالا مبينا .. وتمدد طول الليالى التى أقضيها و أمل حتى عاد اشبه بالاقامه , عندها .. كان لا مناص من الزواج من ( أمل ) ..
( ويا صباحات الموانى .. حتى لو دربك ترنح , فى مشاوير الاغانى .. والجرح ارتد بينا .. لى زمان الآهه تانى .. لانا لا بنتحاشا صدك , لا بتموت فينا الأغانى )
أفاقت سلمى من حلم تلك الاغانى .. وكانت - وفى الحلم - تباغتها الأغنيات , تماما وكما عند نواصى الروح .. أفاقت سلمى والمذياع الداخلى للطائره يعلن بدء الهبوط لمطار الخرطوم المحلى .. تفاجأت قليلا إذ غادرته مطارا دوليا وفى كامل وعيه المزيف كموظف حكومى .. وتسسلت شمس الخرطوم لوعيها وهى تراقب الغباش الصباحى يوادد جهرا غباش روحها .. هنا الحقيقه المطلقه التى كانوا يسعون إليها يا أحمد كل الذين ماتوا فى الطريق .. وكان الموت قريبا وبعيدا وكأشهى ما يكون .. وتماما وكمنعم محمود .
( عليك اللعنه و.. عاصفة الطبول و .. ساعدى الاسمر , وهذا النشيد )
تمتمت سلمى باللعنات تصب جامها على عاتق ( منعم ) .. بيد انها سرعان ما كانت تهرع ( لبخور تيمان ) إفتراضى لترقيه بها , وحتى من ساعدها الاسمر والذى هو وكأنه لم يخلق لسواه .. لا أحد هنا ليعلم فداحة أن ينام منعم متوسدا ساعدها الاسمر ذات نهار خريفى ودعاش .. تطير اليه الآن حمامات الروح يا درويش .. ويا كم إشتهيت أن أكون عند ليله أمرأتين فى إمراة واحدة وتماما وكما كان يشتهى وأشتهى ويشتهىً المريد البرغوثى ..
صبحها فى وقار الغسق ليلها فى فجور الشفق هى راهبة فى النهار وفى الليل مرغابة للمسرات ولوالة بالنداءات مصهالة بالشبق *
تغير وجه الخرطوم ! .. اين ذياك الحنين .. اين ذاك الوجه الموسوم بالطيبه , ذاك الاليف جدا حد غباش الحزن المخبوء وبمهارة فائقه عند نواصى الشوارع , والعالق دوما كذرات الغبار فى عيون العابرين .. احسستها الآن كعجوز شمطاء تتبرج بالواجهات الزجاجيه ولافتات النيون التى لا تزيدها الا قبحا ثم أنها لا توارب شيئا مما افسده دهر الانقاذ ..
إستقبلتنى نسرين , وكان لقاءا دافقا بالاحزان , وفيه من الاشواق الكثير , والتى تحاومت ما حولنا وآخرون فى الخاطر الذى لا يموت .. هالنى شحوب لونها وتلك الهالات السوداء التى وكانها كانت تثقل اجفانها باعباء مضافه غير الفجيعه .. هذا وقد ازدادت نحولا وهزالا وذهولا ما يكفى لاحالتها لصالح موت قديم .. غير أن دفقا مفاجئا من الحياة قد تفجر عند الحديث عن اطفالها الثلاثه . خالد وطارق وإيمان .. كانوا جميعا وعصام فى استقبالى عند وصولنا للفيلا الانيقه فى كافوري .. حيانى عصام بحرارة احسستها غير نزيهه .. او هكذا قد ترائي لى , لا أدري .. ولكن قطعا لم تفتنى تلك الشهوانيه المواربه وإن مرت سريعا وبإحترافية بالغه عند مروره بتفاصيلى الانثويه وبنطالى الذى يبدو أنه قد راق له كثيرا , فأخذ يلهث خلف خاطر مهووس ما فارقه مذ كنا طلابا بكلية الصيدله ..
مضت تفاصيل الاحتفاء وواجبات الضيافه سريعاً قبل أن نخلو أنا ونسرين للشجن المنذور لكلتينا وكانه ومنذ الازل كان علينا كتابا محتوما .. والآن وقد خفت قليلا انفعالاتها الصاخبه بوجودى , بدت أكثر شبحيه وموات .. كان السام يحيق بكل خلاياها بشراسة لا ترحم .. ادركت حجم حزنها , فأنا اعرف الحزن جيداً وحتى أنى أكاد أراه .. طافت الاسئله طويلاً بعيداً عن مركز الاحزان .. حدثتنى عن عثمان والنذير وهند الامين , حدثتها طويلاً عن اصدقاء التقيت بهم فى كل محطات الاغتراب .. كان بعضهم جديراً بالاحتفاء الانسانى الذى أحسه تجاههم .. وتحديداً من كانوا حولى ساعة الانعتاقِ عن خالد .. اروي قاسم ومحمد الأمين وزرياب وغيرهم من السودانيين فى الشتات .. كانوا إمتدادا جميلاً لكل اصدقاء الزمن القديم , غير انهم يفتقدون لتفاصيل الزمن الخاص والمشترك .. حاولتُ تقصى تفاصيل عثمان والنذير .. فوجئت بأن علاقتهم لا تتجاوز المهاتفات القليله واللقاءات المتباعده جدا وفى مناسبات بعينها لا تجئ الا لماما ..
لم أكن لأعى تماماً مداخلها صوب شيزفرانيا الاتساق كما تدعوها لولا ذاك الأحمد , وزمانه الخاص والذى ما زال يستوى فينا وكأجمل ما يكون .. غير انى اخذت تماما بإدراكى انها على شفا خطوة من الجنون .. ادركت هى ما توطن فى نفسى من أحاسيس القلق والذى يبدو انه كان مطلا وبوضوحٍ شديد من عيونى ومفضوحاً تماما , فتبسمت فى هدوء
- تعرفى يا سلمى , أنا بلورت مفهوم خاص وجديد لنج كموقف انسانى تجاه حياتى .. إسمو الموت الاضافى .. عشان اقرب المسأله يا ستى .. ده اقرب لى انك تكونى نايمه وبتحلمى انك نايمه وبتحلمى جوه النوم المضاف انك صاحيه وبتمارسي حياتك وبصوره طبيعيه جدا .. بس بتكونى عارفه كويس انك بتحلمى ..
رددت بحذر شديد وقد تفاجأت تماما بحيويتها والتى بدت أنها نبتت من العدم عند الحديث حولتلك المفاهيم ..
- نسرين , كلنا عايشين محنه وجوديه كبيره وبنصارع فيها .. بس عايشين ندافر فى الدنيا ونحاول نقلع حقنا فيها .. كلامك فيهو نوع من الهروب واستسلام كامل لى فكرة الموت ..
ضحكت وبمراره شديده
- ياريت استسلم لى فكرة الموت .. ياخى انا متصالحه معاها جدا ومشتهياها , عشان كده عرفت الموت المضاف .. وعايشاهو بس عشان الاولاد , وأقول ليك كلام .. مرات بكون مبسوطه جدا فى تفاصيلو .. يا بت انا الدنيا دى اديتهم طرفى منها زمااان .. البربطنى بيها إنو الاولاد ديل يلقوا زول يوريهم يعيشوا صاح ويفهمو كويس يعنى شنو حب وجمال ووطن وناس .. ما يطلعو زى ابوهم فاقدين لاى قيمه انسانيه ..
وحكت ليلتها الكثير , وكنت أعرف عصام ومنذ زمان بعيد .. كان شراً انسانيا مجسداً فى زمن كنّا نعايش فيه قمما انسانيه كأحمد ومنعم وعثمان .. وفى زمنٍ ما كان النقاء الانسانى مجابدا بتحديات كبيره إذ كنا مجرد طلاب فى مرحله جامعيه .. كان عصام أول من تجرأ على مراودتى عن نفسى , وفى تقديري الآن أنه موقف لا يتعدى الحدود الانسانيه فى ذاته ولكن .. إصراره على ملاحقتى حتى وبعد أن زجرته وبعنف لا اذكر أنى مارست مثله فى حياتى , كان موقفا غريباً جداً .. كان يبتسم فى هدوء لثورتى ويقول قبل أن يمضى مختالا ..
- كلو فى وقتو .. بس انت تزعلى نفسك كده
ليفاجئنى فى مواقف كثيره كأن اكون وحدى بالكافيتريا .. فلا أحس الا باقترابه منى هامساً
سلام نهوي فيه العزف و عصية فيه علينا المزامير..... فما لنا إلا صمت أبيك المهيــب ...... فالهوة تتسع بين ما نهوي و ما نريد ..... ( ليت لي ربع تون فقط إن كان في الكأسة باق !! ) أرجو سبر غور الوجد و المعاني ... و (الله يديك العافية )
كانت نهارات الخرطوم التاليه أشبه بتلك التى فى البال .. عادت لسلمى مشاويرها تلك القديمه صوب ما يخصها من حنين داكن الملمس وشديد الالفه .. كان وكأنه لا يتوهج ابدا الا تحت وهج تلك الشموس القاسيه ذات الملمس العنيف وهى تصب جام غضبها على نداوة تلك الصباحات الجديده , فتموت - تلك النداوه - تحت السطوة المستبدة للشموس القاسيه نحو الثامنه الا قليلا .. عاد لسلمى ريزمها التلقائي فى الاستيقاظ المبكر لاختزان النداوه ما يكفيها سحابة يومها وحتى الاصيل .. لذا كثيرا ما يندهش لطراوتها عابريها من الاصدقاء والاهل .. ولا يعرف سرذاك الا منعم .
اشرقت عيونها بمرأى عثمان بالضحكات المقيمه والتى ما غادرتها ابداً .. كان وكأن تلك العظام قد انبتت لحما ثم اكتست شحماً يزيد عن حاجتها ويربو .. لتتوج اخيرا بتلك الكرش ذات الجضوم كما وصفتها ضاحكه .. وقد راق ذلك الوصف للنذير كثيراً فتواتر عنه للآخرين حتى ذاع , يلاحقه السباب المتواصل لعثمان كظلٍ ممدود تستفئ اليه روحها كامتداد طبيعى لذاك الزمان الاليف .. هذا هو عثمان ويا الله .. يدبر معجزات الانسنه بطرائق لا يعلمها الا هو كأخصائي بمستشفى الخرطوم صباحا .. وفى عيادته فى ( أمبده ) ليلا .. هذا غير كثير من النشاطات الانسانيه المتفرقه .. أهمها تلك التى تخص الاطفال المشردين ومجهولى النسب .. والذين تعج بهم المدينه فى شوارعها شديدة القذاره , أو فى تلك الدور الاجتماعيه التى تفتقر لابسط المقومات .. وفوق ذاك يكاد لا تفوته ندوة هنا او هناك . وكم رافقته كثيراً هنا وهناك .
وسبحانه , كان النذير وكما هو .. وكأنما ما غادرته ساعه , يجيئها باكرا فى الصباح لانجاز بعض التفاصيل والاجراءات التى تخص عودتها النهائيه للسودان .. وقد ازمعت انشاء صيدليه تكون نواة لعدد من الصيدليات .. كما وتوطنت نفسها على شراء ( شقه ) صغيره تفى بمتطلباتها كأنثى مطلقه و .. مستقله . الأمر الذى تعثر طويلا .. ولاقت فيه الكثير من الرهق والمكابدات العظيمه ..
Post: #351 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 06-13-2010, 10:53 AM Parent: #350
كانت تطالع الحب طازجا وحارا وكما كان ومنذ الأزل فى عيون عثمان , تعلم جيدا كيفية التعامل معه .. تلك خبرة إكتسبتها طوال تلك السنوات السحيقه , تلك السنوات التى أدمنت روحها المحاومه فى تفاصيل زمانها الخاص وبذات إيقاعها والوقع الأنيق فى رصيف الحياة ..
تعلم جيدا كيف تواسي أحزانه العظيمه فى العشق , وكان شديد الاحتمال لوطأته .. إذ كان من عاداته تكييف الأشياء وفق منطق بسيط يقود لموقفه الانسانى من الوجود .. كان الحب يرقص فى عينيه عاريا كما أوما ذات قصيد تاج السر جعفر الخليفه .. ومتجاهلا كل الخرافة والمعانى السافله .. هكذا أحبها عثمان .. دونما أية اثقال أرضيه .. دونما - حتى - كل تلك الخرق التى يمكن إلباسها لقصة حب بسيطه تستجم عندها فرائص الروح فى حزن مريح .. كان لا يتجاوز الا فسحة الرجاء الموارب جيدا خلف احزانه الشاهقه .. وحتى هذا الرجاء ما كان يدق باب روحها الا وبلطف شديد يحاذر الضوضاء ثم يمشى مبتعدا فى هدوء ..
ترافقا طويلا , وكان أن بدأ يقود خطاها رويدا رويدا للانغماس فى تفاصيله .. تناقشا طويلا فى جدوى مشروعها المزمع
- سلمى , البلد دى لا تحتمل أى منهج أو دراسة أو سيستم .. قروشك دى حتضيع شمار فى مرقه , وحتلقى نفسك WITHIN NO TIME ما قادره حتى على المخارجه ..
وكانت تماطل كثيرا بقدرتها على ادارة المشروع , وتحاجج بخبره طويله اكتسبتها بأمريكا
- يا سلمى الموضوع ما عندو علاقه بالكفاءه .. انت ليه مصره على الحته دى الموضوع أزمة سيستم ومنهجيه مافى وما موجوده .. الشغل التجاري فى البلد دى مرتبط ارتباط عضوى بالدوله .. ودى الجهه الوحيده العندها قروش .. ما تسمعى الكلام بتاع الاقتصاد المحرر والكلام الفارغ ده .. مافى قطاع خاص بالمعنى الحقيقى .. هنا الحاجات كلها داخله فى بعضها .. فى حاجه اسمها شركات الحكومه الخاصه .. قروش البلد كلها مدوره بيناتها .. ديل بتاعة الرئيس وأخوانو وديل بتاعة الوزير الفلانى وهكذا ..
- بس يا عثمان أنا ما بتكلم على المستوى ده , أنا فى بالى صيدليات حتقدم خدمه صيدلانيه محترفه , وعندى رؤيه متكامله للموضوع ده ..
- يااا سلمى , عارفه أحسن إنجاز ممكن تحققيهو شنو ؟. إنك تديري الشغل ده بدون خسائر كبيره ولو كنتى محظوظه كمان .. منو القال ليك شغل الدوا بره الدائره القلتها ليك .. الصيدليات الخاصه بتاعتم بس هى المتعاقده مع البنوك والمؤسسات الحكوميه وشركات التأمين .. تعالى بعد داك لتسهيلات الضرائب والزكاة والرسوم والجبايات .. ده موضوع مرهق جدا
ونجح الى حد ما فى زعزعة يقينى بمشروعى الخاص .. والذى أنفقت فيه الكثير من الحلم
وفى الخاطر, ان مقولة وطن المليون ميل مربع, لن تعود ذات صلاحيه فى ظرف الايام القليله المقبلات, وفى خضم هذا الحزن البالغ لفقدان جزء عزيز جدا من الوطن, والذى يبدو وكأننا أضعناه عنوة ومع سبق الاصرار سأعاود محاولة الكتابه هنا, وسأجتهد قدر الامكان حصر مشاركاتى فى هذا الخيط, فليس هناك ما يغرى بالكتابه المثمره فى هذا المشهد العبثى ..
Post: #355 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 01-27-2011, 01:07 AM Parent: #353
مضت النهارات التاليه بسلمى نحو الانغماس فى تفاصيل الحياة الخرطوميه, تقود خطاها الذاكره التى لم تغادر مطار الخرطوم قط, وكانها أودعتها الشوارع ونواصى البيوت أوان إغترابها السحيق .. وهاهى تعود اليها الآن فى يسر فادح, ترتديها صباحا نحو مشاويرها ومساءا نحو منعم محمود اذ تشتهيه صباحا لن يجيء .. ولمنعم ذاكرات خاصه ومبعثره فى الامكنه هنا وهناك, وكثيرا ما يفاجأها مكان ما بمنعم , قادتها خطاها بالأمس لجامعة السودان للقاء " عزه " بناءا على رغبة " معتز " .. ترجاها كثيرا أن تلتقى " عزه " فور عودتها السودان , ومحاولة فهم تفاصيل قرارها الغريب بفصم عرى الارتباط العاطفى القديم, مازالت "عزه" تعمل معيده فى كلية العلوم قسم الفيزياء .. أحست بوطأة المهمه الملقاة على عاتقها عند ادراكها انها تقف امام انسانه لم تعرفها الا عن طريق الحكايات الطويله التى يرويها " معتز " لها فى لقاءاتهم المتفرقه بفلاديلفيا .. كان الصمت ثقيلا جدا فى البدايه, ولكنها سريعا ما انخرطت فى نقاش ساخن مع " عزه " .. واكتشفت أن لها ذات التفاصيل المدهشه تجاه " معتز "
تذكر جيدا هاتف معتز الصباح المبكر وهو يطلب ان تلتقيه حالا .. حاولت سلمى طويلا معرفة اسباب انزعاجه البادى, غير أنه استعصم بالصمت حتى التقاها .. كان وكأنه خارج للتو من " بار " إثر خمر طويل .. سائلته بقلق وهما يجلسان على " بنش " قديم
- مالك يا معتز , فى شنو ؟!
- عزه !
- حصل شنو ؟!
- والله ما عارف يا سلمى , اتصلت انا عليها الصباح فقالت لى راجع الايميل, لا اكثر ولا أقل .. افتكرتها بتهظر او عامله لى مفاجأه أو اى حاجه .. فتحت الايميل لقيتها قطعت علاقتنا .. رجعت ليها ما ردت على مكالماتى ؟!
- وهسع شنو ؟!
- ما دى المشكله ذاتها يا سلمى .. ما عارف هسع شنو ؟! .. ما فاهم اصلا أحس بالموضوع كيف ؟!
ومضى يحدثنى طويلا عن عدم قدرته على الاستيعاب, ما كان بباله موضوعا محددا قد يكون سببا رئيسيا للذى حدث .. غير أنه كان نهبا لشتى الظنون .. ردد كثيرا وقوفه الآن فى فراغ مخيف وعدم قدرته الحركه اذ كان لا يتحرك الا صوبها .. صوب " عزه " التى التقيتها بالامس كصديقتين قديمتين يلتقيان للمره الاولى فى هذه الحياة .. ويجلسان على ذات العشب الذى شهد ذروة ما قد يفعل فيها منعم محمود .. هنا , وفى ذات المكان , وأبوعركى يغنى, والنذير منشغلا بترصد أحدى البنات, وأحمد يهامس نسرين بجديه محببه, وأسارير منعم محمود وقد دبت فيها خطى النشوه الخالصه, وهو يلقى على اذنيها همسا لا يهدأ ولا ينتهى ولا يغيب عنها أبدأ ومذ كان هنا, وفى ذات هذا المكان..
Post: #356 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 01-27-2011, 02:15 AM Parent: #355
تحاومت كثيرا مع عثمان, وكثيرا ما كانا يترجلان عن العربيه لممارسة التسكع فى شارع النيل, مقابل الفندق الكبير تماما, وكثيرا ما دلفا لبلكونتة المطله على الشارع لاحتساء الشاى .. وللشاي طقسه الخاص ومزاجه الذى كم تحلقوا حوله .. استطاع منعم محمود أن يفرد للشاى مساحه واسعه فى ذائقاتهم جميعا.. فى الواقع كان احساسه ب " الشاي " فريدا من نوعه .. اذ كان يحسب الشاى رفيقا وثيق الصله بالونس المعافى .. وفى النقيض من " القهوه " التى لا تبعث على الحميميه وفيها شيء من الخبث الانسانى والمداورات المتحفزه .. كان يردد ضاحكا : ترفقوا بالشاى, فإنه شراب أهل العشق أخذها عثمان تدريجيا لتفاصيله الخاصه, بحيث اصبحت رهينه لانتهاء ساعات عمله حتى تواصل تطوافها الجميل فى تلك الشوارع التى اشتاقتها طويلا .. تغديا سويا عند "عوضيه للاسماك" ذات يوم .. غير أنها لم تستطع الاندماج فى المكان, ضحك عثمان طويلا إذ أشارت لارتباطها العاطفى بمطاعم سوق نمره اتنين, ورائحة الشواء تلك ..
- تعرف يا عثمان, لى هسه عندى تصور انو أحلى غدا ممكن يكون هو الفراخ المشويه بتاعت نمره اتنين ..
أجابها ضاحكنا
- ياخى دى ذاكرة فقر مبالغ فيهو ..
- لا فعلا ده تصورى .. ياخ ما بتذكر لمن كنا بنمشي " الحاتى " كيف كنا بناكل ؟!
- والله انا كنت بآكل عااادى !!
- عادى فى عينك .. انت بالتحديد كنت بتقرب تموت وانت منتظر الطلبات ..
- انتو الظاهر فى الغربه كنتو بتعيدو انتاج ذاكرة الفقر دى .. بالنسبه لينا الموضوع ده ما ذاكره .. الموضوع واقع زيو زى سمك عوضيه ..
- طيب حتعزمنى هناك بتين ؟..
- غدا ولا عشا
- غدا .. بالتحديد عاوزه اتغدى هناك
فوجئت سلمى بوجود الكثير من الفعاليات التى قلما يغيب عنها عثمان رغم ظروف عمله المرهقه ما بين المستشفى والعياده والكليه .. شهدت معه ندوات سياسيه وثقافيه وشعريه فى العديد من المراكز الثقافيه.. دعاها لجلسات استماع فى " دار الفنون " ولمعارض فنيه فى المركز الفرنسي, وزارا المركز الثقافى الالمانى الكائن جوار " حليوه " ست الشاى كما كان يصفه النذير .. تعرفت سلمى فى تطوافها مع عثمان على واقع جديد كليا عليها .. واقع الاطفال المشردين ومجهولى النسب .. وذلك عند حضورها عددا من الندوات والفعاليات المقامه فى اطار عمل انسانى طوعى مدهش جدا ..هالها حجم المأساة التى يعيشها هؤلاء الاطفال, زارت دار اطفال المايقوما وتعرفت على العديد من العاملين فى مبادرات جماعيه أهليه ومؤسسات اجتماعيه تعنى بالمشكله .. كان العمل الطوعى غالبا كحال عثمان وغيره ممن التقتهم معه ..
ومضت سلمى فى تجوالها المدهش وهى تعيد اكتشاف "الخرطوم " وعلى هدى من عثمان والنذير, وعلى ذمة الغياب المعتاد لمنعم عن ايقاعات "زمن ماشى وزمن جاى وزمن لسه" .. وتماما كعادته فى ممارسة الغياب !.. ادهشها كثيرا سهولة التواصل مع الآخرين .. لهم ذات التفاصيل المتحاومه ما بين الوطن " المافى " والحنان الداكن وذاكرات العطش .. يدهشها جدا أن تلتقى أحدهم عند "حليوه " ذات مغرب .. ليفاجأها بهاتف متأخر " ذا صخب حياتى فارقته طويلا وفيه من " الهى ها " الكثير .. تبسمت دواخلها عند تذكرها المصطلح " الهى ها " .. كان " منعم " يستخدمه امعانا فى السخريه من تفاصيل الحياة الجامعيه المتعلقه بممارسة النزق الكذوب فى افتعال مهرجان خالى الوفاض لا يفضى للسعاده كما كان يدعوه .. كأن يكون عيد ميلاد إحداهن مدعاة للتأنق وشراء الهدايا وتحديدا تلك الدببه الصغيره وكتابة بعض الكلمات الرقيقه فى بطاقه مزيفه.. او احتفال بنجاح " وائل " .. يحييه الفنان " سامى المغربى " فى احدى اندية الخرطوم .. لتقوم قيامة " داخليه البنات " ثم لا تقعد على اثر ذاك الحفل شهورا .. وكانت تلك الهواتف المتأخره كثيرا ما تفاجأها ب " الهى ها " .. حفله هنا أو هناك .. " لمه" لاحدهم فى " أوزون " او حفله لاحداهن او دعوة عشاء غامضه فى " الساحه " ... " هى ها تقيل " تبسمت دواخل سلمى !!!..
لم يك ذلك اثر هاتف غامض ولكن .. وفى احدى تلك المنابر التقت ب " حاتم الطاهر " .. بدا لها أول الامر فاقدا لاى رغبة فى الحياة ومرهقا جدا ازاء ما يجرى .. من عينيه يطل ذات ذلك السأم الشديد والذى تعرفه معرفة اليقين .. كان وزنه ثقيلا فى معايير الرجال .. ينتمى ل " منعم " نوعا ما .. وان كان اكثر ضجيجا واحتفاءا بالحياة .. وربما يكون ذلك لغياب " الموت " عن تفاصيل غربته .. يا الله يا الله يا أحمد .. تذكر الآن اذ اتاهم بالمجمع الطبى نبأ استشهاد طالب ب " السنتر " .. كان الوقت تماما بعد انتصاف شمس الاستواء على شارع مستشفى الخرطوم .. كانت قد امضت صباحها اعتكافا بداخليه البنات ..و كان ذلك بمثابة اعلان قطيعه متوقعه مع " منعم " اثر احداث الليلة الماضيه .. قى الواقع لم تكن قد نامت تلك الليله .. طال الحدبث طويلا و نسرين .. كان شيئا من التعزى و " الونس ".. أدركت نسرين تماما ذاك الذى كان بينها و " أحمد " .. و إن كرهته ولكن .. لم تكن الاشياء تشترى آنذاك .. وعند منتصف منتصف النهار تماما .. غلبتها شهوتها الهتاف .. فارتدت ما يليق بمظاهره وتوجهت نحو المجمع الطبى .. كان شارع القصر محاصرا بالقوات الامنيه ومن الناحيه المفضيه للسوق العربى ومن ثم ميدان ابوجنزير .. بينما تقف قوات من الاحتياط المركزي فى بداية شارع بيو بيو كوان عند تقاطع السكه الحديد .. والوعد كما عرفت ومنذ البارحه ان تلتقى مظاهرتى " السنتر " و " والمجمع الطبي " فى ميدان ابوجنزير كما فهمت من " منعم " ..
Post: #359 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 03-25-2011, 06:51 AM Parent: #358
تذكر جيدا خروج الطلاب لشارع القصر, وتذكر بداية الهتاف, لا لشيء محدد ولكن أبت عليها ذاكرتها أن تمحو صورة احد المواطنين, كان وكأنه أتى من العدم, أو هبط للتو من السماء, أربعينى متوسط الطول يميل للنحافه يرتدى اناقة منتصف الثمانينيات .. كانت شبه متاكده من وجود " خلال " أحمر فى تفاصيل دولابه الشخصى .. او هذا ما ترائي لها وهى تتابع هتافـه الغريب
العار العار يا اخوان ..العار العار يا أخوان
لم يكن الطلاب يستعملون مفردة " أخوان " .. درجنا على مفردات " كوز " و " كوزه " و " كيزان " وما يلحقها من شعور نفسي يترواح مكانه بين الاشمئزاز الشديد والاحتقار ..
كان وكأنه أتى من العدم .. أو هبط للتو من السماء .. أتى من ناحية المريديان بالهتاف .. العار العار يا أخوان ..اخترق صفوفنا المتحفزه وهى تراقب تقدم قوات الاحتياط المركزى نحو " الصينيه " الواقعه ما بين شارعى بيو يو كوان والقصر .. وبدؤا فى اطلاق اولى قنابل الغاز المسيل للدموع .. وكأن الشعب السودانى يحتاج لمحفزات إسالة الدموع .. نزلت القنبله الدخانيه فى منتصف المسافه بينهم وقوات الاحتياط المركزى وتدحرجت نحوهم .. وكان أن تقدم ذاك الاربعينى .. وبذات ايقاع خطاه .. وبذات الهتاف .. نحو قنبلة الدخان .. حملها بيديه وتقدم لثلاث خطوات قبل ان يلقيها نحو قوات الاحتياط المركزى .. أخرج منديلا لف به فمه وأنفه .. وواصل الهتاف والخطى نحو " الصينيه " فتبعناه وتحولنا للهتاف .. العار العار يا اخوان .. وتتدافع الطلاب لالتقاط قنابل الغاز وارجعاها نحو القوات التى بدأت فى التراجع لما خلف خط السكه حديد .. وكان أن حررنا "الصينيه" نصرتلك المظاهره.. قبل ان ينتهى اليوم بفاجعة الموت .. موت أحمد
Post: #360 Title: Re: العطش ... Author: Dr.Mohammed Ali Elmusharaf Date: 03-25-2011, 08:44 AM Parent: #359
الحبيب محمد الحسن
واصل ياخي واصل
والله متابعين
سلامي للجميع
محمد علي
Post: #361 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 03-25-2011, 09:36 AM Parent: #360
محمد على المشرف .. ياخى مشتاقين .. كيفك وكيف كيفك والاولاد ؟. تحياتى للجميع ..
تعرف يا محمد أن استيعابى للالق الخاص بجامعة الخرطوم وأجوائها .. بدأ عندى وقبل دخولها .. وأذكر اصطحابك لى ل " الداون تاون " و " المين رود " هل تذكر ذلك ؟!
Post: #362 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 03-25-2011, 10:14 AM Parent: #361
أزعجها كثيرا انتظار هاتف " حاتم الطاهر " والذى بدا وكأنه لن يجيء .. تعلم علم اليقين التأثير الهائل الذى أحدثته فى دواخله المرهقه .. تسرب الحديث هونا ما نحو الوطن المافى .. وكان قد تم تقديمه لها ك " زميل " .. ويدهشها كثيرا سهوله العبور نحو الآخرين عبر بطاقة الحزب .. كان أؤلئك الرائعون يؤسسون لوطن خارج قيد الاعتقال التأريخى لسلطه الوعى الغائب .. كما وللسابحين ضد التيار رؤاهم العميقه و " أنسنه " من طراز خاص .. وتماما وكما يردد عثمان, لذا دوما ما يكونون قيد الوعى والتفاصيل الجميله والرهق المعافى .. وكان حاتم شديد الانسنه وأليفا جدا حد الغباش وصاخبا على نحو ما لا يمكن تحديده بدقه .. تحدث طويلا عن احتكار الممارسه السياسيه فى الضد من طبيعة الشعب السودانى .. احتكارها فى دوائر الكائنات العليا والذوات المقدسه والبيوتات العريقه .. وعن استسلام الكائن الطليعى لسطوة المجتمع .. كان نقاشا أشبه بتلك التى دارت رحاها العاطفيه ومنعم .. وجدت نفسها تردد ذات المنطلقات القديمه عن جدوى استيعاب الواقع .. لم تدهشها تساؤلات حاتم عن جوهر التغير فى سياق التماهى مع السلطات .. ذات مداخل منعم نحو الصراع !! يا الله يا الله
Post: #363 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 03-25-2011, 10:51 AM Parent: #362
لم يفاجأها ذلك الهاتف الصباحى وإن جاء متأخرا من حاتم .. كان أشبه بموجز إخبارى زمن الكساد
- ألو .. سلمى ازيك معاك حاتم .. - أهلين .. كيفك ؟ - تمام .. أسمعينى .. لى فتره وانت فى بالى, نتلاقى الليله, تفاصيلك شنو - والله مافى حاجه بالتحديد - طيب الساعه اتناشر فى الخرطوم .. - وين بالتحديد - فى أى حته .. معاك عربيه - لا - طيب فى " البرلمان كافيه " .. بتعرفى المكان - اوكى يا سيدى .. البرلمان كافيه الساعه اتناشر - سلام ..
ولسبب ما أحست بسعادة غامره .. وتحت وطأة احساس ثقيل بالذنب أجرت اتصالا ب " عثمان " للاعتذار عن مواعيد مسبقه لمرافقتها فى انجاز معامله تتعلق بشراء عربيه .. واتفقت معه على تأجيل ذلك للغد .. استاءت كثيرا من هذا السلوك الذى أحست فيه شيئا من اللانزاهه تجاه "عثمان".. ولكن ذلك لم يصادر سعادتها للقاء حاتم وبطريقه لم ترضى عنها .. ما هذا الارتباك !! .. تمتمت سلمى
Post: #364 Title: Re: العطش ... Author: عبد المنعم ابراهيم الحاج Date: 03-25-2011, 08:06 PM Parent: #363
لازم فوق
Post: #365 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 03-28-2011, 07:48 AM Parent: #364
منعم ..
لا أذكر من قال ذات قصيد " إنى أحب يدى .. لأن الاصبعين بيارقا للغائبين الى دمى قيد الخروج بكل نار"
بدأ حاتم شديد الاشراق رغم الإرتباك, وكانت قد خلعت زينتها إليه بعد إحساسها بالتورط فى تفاصيل أنثويه لا تليق بمحض لقاء نهاري بشارع البرلمان, وبمحض إقتراح قد لا يتجاوز الخاطر, ومحض " حاتم " لم تتعرف عليه بعد .. بدأت جذوة خيالاتها التى الهبها ذلك الهاتف الصباحى فى الخفوت التدريجى وتماما بعد ان اتمت أعتذارها المخجل ل " عثمان " .. وكان أن خلعت زينتها نحو حاتم وإرتدت شيئا من الالق القديم لانثى فارهه وبذات المقاييس القديمه لمنعم محمود .. فى الواقع .. لم ترتكب " مشية " العساكر عمدا عندما الفت إبتسامة " حاتم " تسعى إليها عند ناصية شارع البرلمان .. " تقالدا " بإلفة الزمن " الزمان " وكأى صديقين حميمين .. مشت معه قليلا فإشتهت خطاها ذاك التسكع الأنيق على رصيف بدايات العمر .. ومنعم يتقدمها بخطوة او أثنتين .. وهى تلاحق إيقاعات خطاه وهى تكاد تموسق فيها ايقاع القلب وخفق " الإرتعاد" و .. طارت إليه حمامات الروح تتمتم بالأغنيات
من هواك أنا جسمي دايماً في ارتعاد أمّا نومي الفرّ ما منظور يعـاد يكفي وجدي يكفي هجري والبُعــاد رِقْ وجود وانظر لراحة قلبي عاد لو رِضاك ينجز حظوظي ويساعدها..
وإختلت بها الاغنيه خلسة وفى ذاك الزحام, وسبحان الذى جعل حاتما ثالثهما ..
وتواترت اشجانها تلك القديمه فى تتبع أوجه التطابق وذات الملامح والشبه ما بين ايقاعات حاتم فى طرقات الخرطوم وتلك الايقاعات القديمه لمنعم على جدران الوريد .. كان لهما ذات الريزم الحميم لمهرجانات الانسنه المعربده فى ساحات الحزن الداخلى المهيب لدولة الغياب فى الوطن " المافى " .. كما وأن لكليهما ذات تلك الاشتهاءات المعلنه نحو "سودان" جديد .. وفيه - وكما أراد البرغوثى - يعودا لنمنمة الاحتياجات العابرات دونما خجل أو ندم... توهجت ذاتها بدفق "حاتم" يسري فى تفاصيل "الخرطوم الجديده" بحسب الايقاع الداخلى لخطواته فى روح تفاصيلها .. كان يرتب الاشياء وفق منطق "طيره" الخاص والشبيه بحمامات "منعم" فى الروح وإذ تطير بها الى افق " انيق النجم صداح البساتين " او كما كان يغنى المغنى الرسول ذات صباح عاطفى غامض .. وفى ذات المكان " الميين رود " .. وكان أن إستجاب " حاتم " لشهوتها الجلوس فى " بنشات المين روود " فالتقيا إثر تلك الشهوة باكرا ..
"ويا كونك أنت .. وكونى فيك تجرد حتى غاب .. ودس لهاتى فى أذنيك وقالك همسا" ..
الآن اوقن يا "تاج السر" ان البعد عميل جغرافى ماهر .. أو قد يكون هو " بعد المسافه وقربها" كما غنى عركى, مرهون بذاكرة الإغتراب المحض والذى لا فسحة فيه للحنين الى أحد سوى الحنين .. فلتكن نوستالجياولكن .. هو محض إغتراب عن ذواتنا وعن زمان .. وربما - والى حد ما- عن جغرافيا التفاصيل المرهقه .. طافت الرؤي الغامضه بخاطر سلمى وهى تستدعى على نحو متواتر " إبراهيم الكونى " وغرائبيه " جابرييل غارسيا ماركيز " فى توصيف اعوام العزله وذكريات الغانيات الحزينات.. وللتداعى مزاجه الخاص إذ تمسك يد حاتم بيدها ذات مساء خرطومى أنيق .
وما بين صباح ومساء حاتميان .. وفى بذخ عاطفى لا يفتر او يسكت عن طلب المزيد, مضت ايامها التاليات لتعلن عن ثورة عاطفية قادمه .. فوجئت بأن حاتما أكثر إلتصاقا بما يجرى الآن على المستوى الشخصى والعام .. كان يبدو أكثر " حقيقيه " وعلى نحو ما لا يفترض المماحكه من منعم محمود, وكان ذلك رغم المكابره والعنت التى قابلت بها هذا الافتراض ال " كافر " .. أرهقها الخاطر طويلا فى إفتراض قداسة غير معلنه لمنعم محمود ما يجعل منها آثمه ومفارقه ل " خط منعم العاطفى العام " والذى يوجب عليها ممارسة الكثير من النقد العاطفى لتداعي حاتم فى تفاصيل الخرطوم, وفى تفاصيل روحها المرهقه حقا فى تفاصيل هذا الانبهام المحض والذى يجتاحها حتى أخامص ذاتها..
Post: #372 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 04-05-2011, 00:04 AM Parent: #371
هى تماما وكما الأشياء التى ما بين مريم الأخرى والمجدليه .. لا أود أن يخلدنى التاريخ زورا وخصما على عافية الشجون .. كان حاتم يبسم مل شدقيه من افتراضات البطوله ومن محاولات الانفلات من الحزن تحت مسودات أنيقه لافتراض الحياة تكريسا لاحلام الآخرين
- سلمى, ما يعنينى فى هذه الحياة هو أنا .. ولا شريك لى - وين الناس يا حاتم ! - الناس وكما أحلم لهم أنا حاتم أن يكونوا وكما ينبغى .. لا اكثر ولا اقل .. تماما وكما اريد للمشانق ان تكون تحت التراب كما يشتهى الميتون .. اكيد قريتى " زمن الياسمين الى فاطمه " ؟!!
لم أقرأها يا " حاتم " حملتها فى " شنطتى " ذات صباح اخضر لمنعم .. فإزدادا إخضرارا, وأعنى كلاهما, الصباح ومنعم ..
" أريد النساء كما ينبغى أن يكن.. اريد المساء كما ينبغى أن يكون .. أريد المشانق تحت التراب .. كما يشتهى الميتون " ..
يا الله يا سلمى .. دى جبتيها من وين !.." ده كلام عجيب يا سلمى .. واستمر يقراها ويعيد حتى ظننت أنى "ضرتها" ذاك الصباح الأخضر البعيد كان طقس الشعر دوما ثالثنا, لا تخلو شنطى اليه من قصيده .. رجلا بطعم الاغنيات الى الروح .. وفى ذات مقاييسى للثورة والأطفال .. دائم الخضرة فى تضاريسى, داكن الحنان والالفه كزقاق حميم فى مفترق الذكريات, وصوته يهدهدنى بالقصيده
وأنــا أتـحـدثُ عـن انـتماء الـمشانِقِ والـــــثـــــائــــريــــنَ وحَــــجـــمِ الــــرصـــاصِ ولا أشـــــتـــــهــــيــــكِ*
ثم يربكنى بذاك الحضور وارتكاب الشعر فى دمى .. كان أشبه ما يكون بإعصار عاطفى يعصف بى قبل ان يستطرد بطريقته تلك المحببه الى الروح ..
- وأنا لا أشتهيك يا سلمى الا بمقدار الذى أشتهيك .. وتشتهيك المواويل الزنيمة تصطفى حر البلاد الواقفة فيك كما الشدر ضد مواعيدك غناك يا من اساك شالك .. كما قدرة هواك , ختاك .. علي جرح الامانى بيستطيب وداك وجيب انساك حبيب طى القمر لغة الطيور الشاهقة فيك كما الوتر باكر تجيك وتستجيب يا كم قريب الجو يطيب الفجر ابلج من بياض الفرحة فيك .. وتصفيك .. كل المواويل الزنيمة تشتهى .. حر البلاد الواقفة فيك كما الشدر
__________
* مقاطع من زمن الياسمين الى فاطمه .. الصادق الرضى والمقاطع الاخيره بعض مما أرتكبه عمدا منعم محمود ذات سلمى .. ذات صباح أخضر
Post: #374 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 04-11-2011, 09:27 AM Parent: #373
أرهقتها تلك المراوحات العاطفيه ما بين زمانين, زمانها السحيق الى منعم, ونهارات حاتم فى شوارع ذواتها, تملكتها هذه " الشيزوفرانيا المتسقه" حتى كادت تنازع فيها " نسرين " .. والتى وكعادتها كانت أكثر من تستطيع تدرك تداعياتها العاطفيه المربكه ..
- تعرفى يا سلمى, الفكره الاساسيه هنا هى القداسه الفرضوها الناس على علاقتك بى منعم, او انتو السقتو الناس للافتراض ده .. وده غير انو افتراض ما صحيح .. هو مضر جدا يا سلمى ..
- بس يا نسرين الحاجات فعلا كانت عميقه جدا, كنا صغار الوكت داك لكن راسخين فى تفاصيلنا, والدهشه .. الدهشه يا نسرين فى اكتشاف الحاجات للمره الاولى .. وللمره الاجمل اطلاقا .. وأيوه .. لم نكن مجرد حبيبين عابرين .. منعم كان استثنائي جدا
- استثنائي بس ما مقدس ..
- مافى زول مقدس, لكن العلاقه فعلا ممكن تكون.. انت قادره تتخيلى مثلا كمية الفرح الداخلى الحسيتو اول يوم لاقيت فيهو منعم!.. تعرفى .. وكل ما الاقيهو بحس بذات ذاك الاحساس الاول .. والكلام ده يحدى ملاقاتى ليهو فى لندن .. ذات الاحساس يا نسرين .. وكأنو بيحصل ولاول مره .. وفى ذات "المين روود" !! متذكره الكلام ده يا نسرين ..
- يا بت انت جنيتى ولا شنو ؟! كيف ما متذكره !! داك كان اول مره الاقى "أحمد" .. هكذا ومضت فى شيزوفرينيا اتساقها الخاص ..
ألتحقت بالعمل فى إحدى منظمات الامم المتحده العامله فى المجال الانسانى, ما وفر لها الكثير من الكثير من الهدوء على الجبهه الاسريه, وقد كان تواجدها فى الخرطوم محل نقد شديد من اخوالها, وتحديدا خالها الاكبر محمد والذى عاد يعرف الآن فى السوق ب " حاج محمد " .. كانت امها اكثر ما تقيم بمنزله, وهو المحبب إليها, وكم كان هو يجلها ويضعها فى مكانة لا تتسامى اليها قامات نساءه الثلاث واللائي ما اجتمعن على شيء قط الا محبة أمها.. كانت " عمتى مريم " كما يناديها أبناء وبنات اخوانها, قبلة للجميع على إختلافهم .. وكأنها وقد فارقت إبنتها الوحيده قد حملت هم أن تلم شمل العائله الممتده وبأجيالها المختلفه .. وهى العمه الكبيره ومحط احترام الجميع .. هكذا صنعت " مريم محمود " حياتها الخاصه, وكم كانت عامره بالمعانى الجميله و الانتماءات الاسريه الممتده عبر الاجيال .. كانت عودة "سلمى" للأبيض شبيها بعودة النغمه الضاله لهذا النشيد الأسري الحميم .. كان بيتهم القديم بحى " القبه " قد ناله الكثير من التحديث, وإلم يفارق سمته العريق .. اخذ " حاج محمد " على عاتقه ترميمه والاهتمام به وحتى بعد ابتناءه لدار منيفه فى حى " الشارقه " .. وإن ضايقها بعض الشيء ذاك السيراميك الانيق الذى يغطى كل "الحيشان" وعلى إتساعها.. وبالرغم من الاهتمام الشديد بتشجير الحوش وانتشار المزهريات الضخمه فى كافة انحاءه .. الا أن ذلك افقدها شيئا من حميمية " التراب " .. تراب الحوش والذى كان يتم تنظيفه يوميا ومن ثم رشه جيدا بالماء عصر كل يوم, ليبدأ طقس "تفريش السراير" وجلب المساند القطنيه للكراسي الحديديه فى " حوش الرجال" والكراسي المنجده بالحبال البلاستيكيه البيضاء والزرقاء ل " حوش " النسوان, كما وتجلب عند الحاجه بعض " البنابر" .. لتبدأ طقوس الونس المعافى والزيارات واستقبال الضيوف على ايقاع الملاعق التى تدور فى فناجيل القهوة واكواب الشاى وبتواتر لا ينقطع ..
Post: #378 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 04-14-2011, 08:22 AM Parent: #377
يا طقسها أنثى المزامير .. وأنا أحاول هذا الرهق اللذيذ اليك او كيف تجيئنى العباره عند هذه الحضره يا شروق!! ازيك ومشتاقين .. مشتاقين وفى اتم الريد والعطش ..
أيقنت سلمي وهي تنظر في المرآه بتوتر أنها بدأت تستغرق بعمق في تفاصيل "حاتم" .. تتمطي صباحاً وهي تبتسم من الحلم الذي عبره باسما وتمضي اليوم كله في توتر تنظر إلي الهاتف .. وكل يوم (يوّلي ) المساء سعيداً برفقته قبل أن تنام ممتلئه به وتحلُم .. دخلت المتاهة إذن .. إنتفضت مذعوره من صوت "أحمد" الصغير وهو يناديها بلثغته المحببه - حالتو ثلمي عملتي (لوج) .. تضحك من معرفته أصلاً بالــ(الروج) .. ومن ملاحظته التي فضحت زينتها الفارهه, وكانت قد إهتمت "جداً" بالتفاصيل الدقيقه للمكياج والتي لا تتسق و تلك (العسكره) المفرطه بداخلها .. كانت فعلاً تجتاحها حاله ، حاله غريبه لا تستطيع لها (إسما) .. هذا ولم تكلف نفسها عناء المحاوله والبحث إذ هي مستغرقة تماماً في التفاصيل المفرحه و الإحتفال بالعلاقه.. - علاقه؟ قالت الكلمه بصوت عالي دونما وعى وكأنما سقطت عليها من بُعد آخر ورددها "أحمد" بتلقائيه أضحكتها رغم الذعر الذي إنتابها .. قّبلت أحمد بحنان بالغ تشتهر به، و حب أدخرته لأعوام لتمنحه لأطفال أحلامها ، قررت بعد أن إنتظرت حيناً من الدهر أن توزعه بسخاء لآخرين (يأتون من السماء) .. حقق لها إلتحاقها بالمنظمه تلك الرغبه ، فقد كانت تمارس ما تحب من تفاصيل .. و تحب ما تمارس .. فنجحت بسرعه في تحقيق تميز ملحوظ ، كانت لها سطوه خفيه و حضور طاغي ، ذكيه في التعامل مع الأجانب الذين يمثلون إداره المنظمه، هذا غير أن مشاريعها للأطفال والتي ظلت تخطط لها لسنوات عِجاف ، إستطاعت أن تضيفها إلي أجنده المنظمه و تدفعها إلي اعلي قائمه الاولويات بعد أن كانت مجرد أحلام تنشدها لأطفال السودان... أضافت خبرتها و اللغه التي إكتسبتها الكثير إلي مقدراتها الفطريه هذا ولا يمكن باي حال أن نغفل (قدراتها السحريه) ، فلها ما لها من سحر و جاذبيه ( ما ينوء بحمله بشر) ، هي حقاً فاتنه رغم أنف مواربات منعم فى ذلك.. إحتفي كثيراً بنص محمد المكي إبراهيم وهو يسكبه في عينيها يا مكحولة العينين .. يا مجدولة من شعر أغنية .. يا وردة باللون مسقيّه .. بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنتِ .. يا مملوءة الساقين أطفالا خلاسيين .. يا بعض زنجيّه , يا بعض عربيّه .. وبعض أقوالى أمام الله ويمضي مستمتعاً بدهشتها المتكرره به حتي يصل يا برتقاله ساعات اللقاء قصار .. تأملينى في الصباح أطلْ .. البحر ساجٍ وتحفافُ النخيل غزل .. وبركة القصر بالنيلوفر إزدحمت .. والنحل أشبع كاسات الزهور قبل .. ( ثم يقول كأنما يهتف وهو يشير بالسبابه في كامل الجديه و يُعلن ) واننى الآن أزهى ما أكون .. وأصبى من صباى .. ومكسياً من النور الجديد إزار .. تأملينى فإن الجزر أوشك - إنى ذاهب- وفجأه ينهض وهي تصدق فعلاً (ذهابه) المزعوم كل مرة ، و يمد يده ليضم يدها و يسحبها لتنهض ليمشوا في (المين رود) بزهو و إنتصار لا يتناسب مع قهر الدنيا، ولا عهر السلطه، و لا يمهلهما طويلا ... يهمس فى أذنيها بشقاوة محببه - لكن الاطفال الخلاسيين بالغو عديل كده !!
لمحت "حاتم" ينتظرها أمام بوابه" المطعم السياحي العالمي " ما زال هذا الإسم عالقاً بذاكرتها رغم تغيير إسم المطعم و قائمة الطعام والعاملين به، و حتي "رفيقها" إليه . كانت تأتي إليه برفقه "منعم" في أمسيات ندية و يتسكعا بعدها في الطريق إلي الداخليه ، وكان ذلك أثناء مماحكاته الأليفه بأن يسلك طرق بعيدة لــ"يتسع الطريق" - منعم ماشي بي وين؟ - ده أقرب شارع - بالله؟ - ما مصدقاني يعني؟ - يعني..( تقولها ضاحكة و هي تلعب معه نفس اللعبة)
لعنت الأفكار و النسيان الذي أبي أن يجود عليها بمثقال ذرة تُقيم بها أود الحاضر، نفضت تلك الذكريات عنها مع هزة راسها التلقائيه لتُبعد خصلة شعرها المنسدل علي وجهها عن عينيها و إبتسمت حين ألتقت عيناها به.. "حاتم " وسيم دونما ترف ، يشبه شباب الستينات ، يذكرها بزمان أسود و ابيض تماماً كما هو الآن ، تصرفاته لا يشوبها الرمادي ولا تتخللها الألوان ، واضح الرؤيه و جرئ العبارة ، تعجبها تعابيره المختلفة و تطويعه للغه ، و تستغرق بسعادة بالغة في "الونس" الممتع معه... - إزيك يا سلمي ؟ كيفك؟ - أهلاً يا حاتم .. كيفك إنت ؟ تقالدا بإعتيادية فائقه، و شوق خفي ، ومن ثم دلفا إلي المطعم .. فتح حاتم الباب الزجاجي و أنتظر حتي تدخل سلمي وسألها و هو يتأملها بنفس مطمئنه: - نقعد فوق أحسن ؟ - ممكن .. الجو كويس. - أوكي. حال جلوسهما ، تشاغلت سلمي بالبحث داخل حقيبتها ، وهي حركه تغلُب عليها كلما إزداد توترها ، وهي أصلاً تبحث في داخلها عن شئ ما ، أي شئ تتشبث به ليذيب ثلج اللحظه و ..إشتعالها... - كيفك يا سلمي؟ - كويسه الحمد لله أقفلت الحقيبة و وضعتها جانباً - انت الليله عامله فيها سمحه ولا شنو؟ - نعم؟ قالتها بجدية لا تتناسب مع الشاهد الأمين علي "حلاوتها" تلك التي بذلت فيها أنوثة مقدرة جدا لدرجة إكتمال (المكياج) ، وذلك على الرغم من انف جنوحها الازلى ل " عسكرة " تفاصيلها الانثويه وتماما كما كانت لتعجب " منعم محمود" .. تبسمت دواخلها إذ تذكرت قولته الشهيره بان تلك " العسكره " هى " أمقس مقاس".. يا الله يا " منعم " !! المهم في الأمر أن إنحيازها لأن تبدو "أجمل" حسم ذاك الجنوح, لتبدو الآن وتماما وكما أخبرتها نظرات زبائن المطعم قبل أن يعلنها "حاتم" ، لم تجد حينها بُداً من أن تبتسم وأن تستدرك وبخجل حقيقي : -شكراً
كان خجلها طبع أصيل فيها ، و حياءها فطري وشديد البداوه كما كان يردد أحمد، لم تكن تتصنع إنكسار الأنثي ، حياءها لم يمسه الزمن ولم تبدده السنوات ، لم تؤثر فيه طرائق تفكيرها المختلفه و ثقافتها العميقه وتلك التجربه الكثيفه و السنوات الطويله التي قضتها في الغربة ، وفوق هذا و ذاك عملها ونشاطها السياسي في الدفاع عن حقوق المرأه الإجتماعيه و تساوي الفرص، وإهتمامها الفعلي بتطوير و تشكيل الوعي والتحرر من التفكير التقليدي لتعريف الدور المرسوم للمرأه بعناية، وهذا غير دراساتها العديدة في أصل التمييز وأصل التعريف الجندري ، وما كان لانحيازها الحقيقي لكل تلك القضايا أن يغير من طبعها السودانوى الاصيل وذاك الخجل اليخالج ذاتها الآن كــ" بت "، بل و لم يساعدها كثيراً حتى في إزالة التوتر المشوب بـ"وجع البطن الشهير " الذي يصحبها فى كل مرة يمس شغاف قلبها ذلك "الإحساس" والذي تجهد نفسها كثيرا في تسميته أسماء كثيرة أقربها إلي الحب فيهم أجملها ، وها هى الآن تمارس ذات الإنكار القديم لإحتمالها الزائف لإندفاع الدم فى شرايينها و "بقوة" لا ولن تستطيع معها صبرا.. تكاد تسمع صوت منعم يأتيها من البعيد مرددا ذاك البيت الشهير لتاج السر الخليفة .. " طوبي إذا أحتملت شراييني هدير القلب حين أراك"
قضت مع "حاتم" أمسيه لطيفة حقا ، وهو يمارس "غلاطه" المحبب و يقاطعها بعبارات دسمة و رؤي عميقه وترد عليه بأعمق منها، لتستمر دهشة الإكتشاف بينهما قائمة لا تنقص مثقال ذرة كل لقاء ، وها هما ينبشا في دواخل بعضهما البعض بحثاً و "عشما"،.. يبحثان عن أصدقاء قدامي وعن تفاصيل دقيقة تخص الإنتماء الى تراب رحيم، والى تلك الكهوف المسكونة فى الذاكره نحو رفاق ذهبوا في حال سبيلهم بيد أنهم مازالوا قيد الخاطر .. ، وعن أحلام و أمنيات عتيقة تمتد الى جذور الروح ومنازعات الحنين، كانا يمنيا القلب بالكثير ، يصحب سلمي في ذلك حنين يلفها ، و عشق كنقص القادرين وأجمل ، يصاحبها أينما ذهبت, تحسه أحياناً و هو يضع يده في كتفها و يلف ساعده حول عنقها وبحنو بالغ .. تماما وكما كانت تفعل "ندي" صديقتها الصغيره في الإبتدائي و التي فقدتها ذات مساء و "عويل ".. ماتت "ندي" بضربه "ماس كهربائي" من ثلاجة قديمة ، ماتت ندي وزُفت كعروس الى وحشة قبرها, ودوما ما يتراءي لسلمي ً مشهد ندي وهي ممدة في "عنقريب" مفروش ب"برش الجرتق" .. نعم, كان كذلك .. ومفروشا ب "برش جرتق" و أقدامها الصغيره, اقدام ندى "مخضبة" بالحناء أو كما كان يتراءي لها, وشعرها الأسود الطويل منسدلا تحتها كمحفة من الحزن الطويل. لم تستطع سلمي ابداً أن تجزم بحقيقة المشهد أو خيالاته ، لكنها عاشت جازمه بأن الحنان هو ندي ، كانت تستدعيها كلما ضاقت بها الدنيا و تاه الطريق.. فتلفها بذات ذاك الساعد الحنون، وكذا كانت تعشق معانقة ساعد منعم لكتفها وهو يسرق تلك اللحظات ما بين تلك الممرات الاليفه لكليه الصيدله, وإن هى الا لحظات خاطفه قبل أن تزيحه عنها برفق و تقول عكس ما تعنيه تماماً
- منعم أقعد ساي.
ويقعد "منعم" ساي ، ضاحكاً مستبشراً...
عدي فات زمن العيون الإلفة والحضن الملاذ ورهافة الحس البلّون ضحكة الناس العُزاز بعد الحنان الكان زمان...
إستمعت إلي مصطفي يغنيها وهي في طريقها إلي المنزل بعد أن ودعت "حاتم" وعلي وعد بلقاء قريب، كانت تبتسم وهو يقول
- أها, نتلاقا قريب
إبتسمت ، وكانت تعلم يقينا أنها سترأه فى أقرب ما يكون.. إتسعت إبتسامة سلمي لتمتد إلي قلبها و هي تسمع مصطفي يصدح بما تعتمل به دواخلها
وإشتقت أرتاح في عيونك فيهن ملامحك ذاتها من غير اي زيف وإشتقت لضحكه صباحك والدعاش... و الناس وفا وخوة صفا و... ....
Post: #386 Title: Re: العطش ... Author: لنا جعفر Date: 04-30-2011, 10:08 PM Parent: #385
كرهانة أقاطعك يامحمد بس حبيت أقول ليك أني هنا واسترديت باسويردي بعدين مشتاقين جدا محتاجة أقراك من أول البوست ح اسيب ليك رسالة وعندي ليك مفاجأة طمني عليك يا أروع الرفاق
Post: #388 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 05-04-2011, 05:49 AM Parent: #387
وصلت سلمي إلي شقتها التي إشترتها في المنشية ، تلك "الشقه" التى كانت تمثل لها ملاذها الأليف حين تدخل إليها ، بذلت جهدا كبيرا في تأسيسها وترتيبها وفقاً لأحلامها القديمة الى بيت يجمعها و "منعم".. كانت غرفتها المفضلة "الونس" ، غرفة للقراءة و الموسيقي و الونس ، كانت قد إبتدعتها و "منعم" كي تكون ملاذهما و الأصدقاء و لأمسيات كان فى البال أن تكون .. صممت سلمي الغرفة وفق تفاصيل ذاك الحلم وقيد خروجه للتحقق ، أرفف الكتب الممتدة بعرض الحائط ، الإضاءة الموزعة بعناية في الأركان و الأبجورات في المناضد الجانبية، لوحات زيتية منتقاة بعناية فائقه وتنتمى للذكريات، مشغل الموسيقي الذى جلبتة معها وتلك الارفف الانيقه للشرائط و الأسطوانات, تحوي فيما تحوى تأريخا من الغناء الطاعم و الموسيقي .. يبدأ ذلك التأريخ ومن قبل عثمان حسين و (قصتنا) ويمتد إلي نانسي عجاج و(رفقه) مروراً بمحطتها اليومية مصطفي سيد أحمد بالاضافه لبعض الحنين إذ يكون "شايقيا" كصديق أحمد .. تتوزع في الغرفة مقاعد وثيرة دون ترف، بألوان دافئة تنتمى للفرح الداخلى دونما تطرف ، كان المكان مهيأ تماماً لطقوس " الونس" الذى ما زال يراوح مكانه فى البال القديم ..
وضعت ذات الأسطوانة التي جلبتها من السيارة في المشغل ، داست علي الزر و جلست تستمع إلي مصطفي يغني
روح زماني و في رجاك عانيت قساوة الإنتظار .. في ضل شبابيك السفر ..
إستعادت ذكري لقاءها بمنعم في لندن ، "مقالدتهما" تلك الحميمة، أو ذاك العناق المؤجل والذي لم يكن ليعفيها منه ما أستطاع إلى ذلك سبيلا أو ما إستطاعت هى إليه سبيلا .. بيد أنها كانت “ تقالده” ذاك اليوم بإرتعاد .. و قلبها ينبض بقوة ، وتبتعد بسرعة خوف أن يسمع "منعم" خفقان الارتعاد ..
إعتدلت في جلستها وهي ترامق تلك التفاصيل "المافيشه" في أرجاء الغرفة ، وقعت عيناها علي صندوق تحتفظ فيه بأوراق قديمة, صندوق يشبه تماما "سحارة" جدتها"بت حامد" رحمها الله .. قامت اليه وأخذت تعبث فى تفاصيله تلك القديمه .. وجدت صوره تجمعها وبعض صديقاتها في "الداخلية" .. كانت تضحك في تلك الصوره و "تتكل" بإلفة ولا أجمل علي كتف "نسرين" .. ترتدى (توب) أمها "الرمادي" ويرتديها .. في الصورة نسرين و"البنات" وهن يلبسن"جلاليب البيت" ، يا الله .. يا تلك من أيام!!..
كانت تشارك نسرين و هنادي و أميرة تلك الغرفه الأحلى فى داخليه "كرار" .. وبالإضافة إلي الغرفة تشاركن الأكل و الملابس ، و بعض الأسرار بالتأكيد ..
هنادي "بت عطبرة"، "زميلة" من أيام الثانوي ، قوية الشخصية و قلبها"حار" .. كانت بمثابة الأم لهن رغم أنها لم تكن أكبرهن، إلا أن طولها و جسمها الفارع و الذي لا يخلو من جمال واضح لا تخطئه العين من أول نظره ، كان هو ما أهلها للعب دور الأم و القائد في الغرفة وأمن لها أيضاً دوراً مميزاً في "الحزب " وذلك لإكتمال تلك الشخصية القوية بعقل راجح و تفكير ثوري و فهم عميق ، هذا وإن كانت لا تخلو من "حماقة" ترتكبها من حين لأخر .. ومرد تلك "الحماقه" بعضا مما ورثته عن جدها "العمده" كما إتفقن ..
أما أميرة "بت الحصاحيصا", ضئيلة الجسم و الشهية و الكلام، لكنها تسحرك بحديثها وغناءها العذب متي ما راق لها مزاج الغناء، وذلك لا يكون الا في بعض الليالي المقمرة، صوتها كانت أحلى بكثير من "هند الأمين" لولا إختلاف طبيعة "الغناء" و "الحضور" و "القندفه" المميزه لهند الأمين وهى تغنى ل "عركى" و "عقد الجلاد " و " ماريا كاري " .. تذكرت ذاك ولم تبال مطلقا باتهام "منعم" غير المعلن أن ذاك محض "غيره" .. كانت سلمي تستمتع برفقة أميره في السطوح و الونس الطويل والمعافى معها ، لأميرة - فى الواقع - حكايات غريبة عن "حلتهم" و شخوصها ، أبرزهم على الإطلاق "علي" حبيبها والذي لم تحدثها نفسها بغيره طوال ايام الجامعة ، ما زالت سلمي تذكر إسمه و تفاصيله الكثيرة و التي تصفها أميرة بدقة حتي تكاد تراه "طويل أخضر قيافة" .. أو كما غنت له في تلك الليالي ..
نسرين كانت تقضي معهم معظم الايام، رغم أنها تسكن الخرطوم، وما كان لها ان تفقد متعة "ونسة السطوح" و تفاصيل "داخلية البنات" وبالضروره متعة لقاء "أحمد" في أمسيات "الميدان الشرقي" أو تلك الحفلات الليلية "المرتجلة" في الغرفة .. و التي بدأت حين جادت أميرة ذات ليلة و غنت "أغاني العروس" بمصاحبة هنادي و جردل ( لبني) أستخدم كدلوكة, تذكر تماما وبوضوح تام أن لون "الجردل" كان "لبنى" .. فأجاتهم أنا كثيرا بإجادتى "رقيص العروس" و بتقنيه عالية تتناسب و جسدى المتواطيء مع الأغنيات ها و المنثنى ك(فريع البان) ما تغنيها أميرة .. حاولت نسرين ما أستطاعت ان تجاريها ، هذا و أمتدت عدوي الرقص لتشمل بنات الغرف المجاورة .. لينتهي الحفل فجأه و ينفض إثر وصول المشرفة، تلك الحادثة الشهيرة والتي كادت ان تؤدي بحياتهن فى تلك الداخليه " كرار " ..
لمحت طرف ورقة خضراء وهي تقلب الأوراق داخل الصندوق ، سحبتها و هي تبتسم، تذكرتها تماما وإذ هي أول الغيث، كانت أول قصاصة إرتكبها نحوى منعم محمودإذ كتب ..
(بيني وبينك الضحكة ورحيق الشاي، و طعم الخبز و السترة و مساء النور، بيني و بينك .. تذكُر عندما بدأ منعم ترديد المقطع الأول لـ(سنبلاية) محجوب شريف وتوقف فجأة .. وهو يغوص في عينيها لم تكن تستطيع أن تنظر في عينيه طويلا ، حولت وجهها ونظرت بعيداً ، ثم أطرقت
- مالك سكت يا منعم؟
رد عليها منعم بعد صمت مهول
- "أي رضا أفأت به علينا ، من أى عطفك قد أذنت لنا بهذا القدر أن نهواك ؟!" - عالم عباس ، "الليل في الرمق الأخير"، عليك الله واصل .. - لا - لا ليه؟ - تدفعي كم طيب؟ - كم شنو ؟ - كم ضحكة
فتضحك بعفوية تشبهها.. بينما تختفي عيناها إثر إستغراقها في الضحك و تظهر تلك الغمازه المحببة في خدها فيضحك منعم و .. يستجيب
- أوكي نقول واحد - يلا قول .. - من أى عطفك قد أذنت لنا بهذا القدر أن نهواك ..
أعادت القصاصة إلي الصندوق بعناية و أرجعته إلي الرف و عادت لتستلقي علي الكنبة وتسمع المغنى الرسول يغنى
ومشيت أفتش عن خطاويك القبيل . واضّارى من زمناً .. وراك ملانى خـوف أشتقـت ليك .. اشتقت أرتاح فى عيون فيهن ملامحك ذاتا من غير أىّ .. زيف
قفز "حاتم" إلي ذهنها فجأة ، أحست و كأنما تمارس طقوس الإعتذار إليه، لم تشأ أن يكون "حاتم" مجرد بديل لمنعم، كانت تريد علاقة معافاة، علاقة حقيقية، كانت تعرف أن حاتم أهل لها وأنه مستوفي لأحلامها، قررت أن تمنح نفسها و حاتم فرصة، منعم ليس هنا و لن..ربما ، لا مكان للإحتمال ولا هي تستطيع إحتمال . قاطع أفكارها صوت الهاتف في ذات اللحظة التي حسمت فيها أمرها بأن تبدأ من جديد..وكأنما تواطأ الكون مرسلاً إليها اليقين ،فردت بفرح طفولي:
لنا جعفر .. كان أول ما تبادر لذهنى عند حضورك هنا .. أنك أولى الناس بهذا البوست .. فياخى أنا راجيك هنا وهناك وفى حتات كتيره .. لا تغيبي و .. مشتاقين
Post: #390 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 05-05-2011, 05:22 AM Parent: #389
كلما أود العوده ل " نص " إشراقه تعجزنى الكلمات .. بالأمس, مسكت بيدى العاريه الا من الأشواق " أنثى المزامير " " Das Weibliche der Flote" هذا وعرفت ثعالب جنونى الماكره أنى فى هواها نعامة تدفن قلبها فى رمال هذا العطش فليكن إذن هذا إليها مرسوم عشق قديم يتجدد..
شكرا إشراقه مصطفى حامد ...
Post: #391 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 05-07-2011, 10:16 AM Parent: #390
- نايمة؟ - أبداً والله صاحية - وصلتي كيف؟ - تمام الحمد لله - مالو صوتك حزين كده؟ - لا أبداً مافي حاجة - أنا عارف يا سلمي إنو نحن ما بنعرف بعض من فترة طويلة، لكن بالجد أنا حاسي إنو نحن قريبين شديد، يمكن التجربة و الواقع مخليننا أقرب من الأصحاب ولا شنو؟ - والله يا حاتم أنا برضو حاسة كده - طيب ما تقولي ياخي ، ما تقولي.. تضحك سلمي بعفويتها الطفولية، و بفرح حقيقي، و يضحك حاتم جذلاً مستبشراً - تتذكري أول مرة نتلاقا؟ - أكيد ... في دار الحزب - من يومها أنا ما مشيت ، رائك شنو نمشي سوا - لا أنا اليومين ديل أعفيني من المشوار ده - ليه يا سلمي؟ - والله يا حاتم الحاجات جواي جايطة شديد تجاه الحزب - كيف؟ عاوزة تحكي - والله يعني ، عاوزة و ما عاوزة - يعني شنو؟ - يعني أنا عاوزة أحكي ليك إنت حاتم ، لكن ما دايرة أحكي ليك كزميل. - ممكن توضحي أكتر - أنا عارفة إنك فاهم كويس - فاهم شنو - فاهم و غالباً مريت بالحاجة دي و عرفت تماماً نوع التعامل البتم مع أي رأي مغاير بتقال وكيف بيطلقوا عليهو ظهور روح مفارقة و تيار إنقسامي، ده لو ما سموه ليك إنهزامي - والله يا سلمي لو إتكلمتي معاي بوضوح أكتر بكون الكلام مريح و موضوعي - أنا بفضل نغير الموضوع ده ، الدنيا ليل غربة و مطر - غربة عديل كده؟ تحاول سلمي الخروج من دائرة الحوار الجاد فتكسر حاجز اللغة مع حاتم ، وهي تحاول ما أستطاعت أن تكسر أوثان عنادها ، و تمسك بلجام عواطفها لتقودها تجاهه -تعرف يا حتومي إنك بتذكرني زمن عجيب يرد حاتم بعفوية ، رغم أنه لم يتجاوز تلك المناداة المحببة لإسمه والتي إنتفض لها قلبه مبتسماً - طيب ما تحكي لي شوية؟ - عن الزمن؟ - لا عن الناس الكانو في الزمن داك - لا دي دايرة ليها أيام بلياليها عديل كده، و أنا بكرة لازم أصحي بدري - خير مالك؟ في حاجة بقدر اساعدك فيها - لا أبداً بس عندنا إجتماع مع المدير الإقليمي جاي من كينيا عشان مشروعنا الجديد في دارفور - أوعي تكوني حتسافري يا سلمي؟ - أكيد طبعاً ، ده مشروع حياتي يا حاتم، لازم أكون فيهو خطوة خطوة، علي الأقل في المرحلة دي - يعني حتقعدي كم؟ - والله يا حاتم الفترة الأولي دي شهر تقريباًو.. - شهر؟؟؟ قالها حاتم مقاطعاً بشدة تتساوي و إختلاج قلبه - أي والله لازم - ما عايزين متطوعين يسافرو معاكم - عايزين طبعاً ، عندك لينا ناس ؟ قالتها سلمي و هي تضحك و تسلمه دفة الحوار الموجه تماماً نحو الإجابة التالية لكنها لم تكن مدركة لمدي جديته - عندي طبعاً ، ممكن ترسلي لي في الإيميل فورمات التطوع دي؟ - جداً بكرة برسلها ليك - يلا أخليك تنومي ، تصبحي علي خير يا عزيزتي قالها وهو يعنيها تماماً ،فقد أصبحت سلمي تحمل رتبة في المعزة لا ينافسها فيها أحد - وإنت من أهل الخير، و دعناك الله
تمددت سلمي علي الكنبة وهي تغالب النعاس، والأفكار المتلاطمة في ذهنها،وحاولت دون جدوي أن تجبر نفسها علي الذهاب إلي غرفة نومها . دخلت "سيدة " إلي الغرفة بعد عدة طرقات علي الباب ، دفعت الباب لتجد سلمي قد نامت علي الكنبة، كانت تبدو مستغرقة في النوم و شعرها الطويل يغطي وجهها بفوضي محببة، كانت متكورة علي نفسها كجنين ، تناولت سيدة الغطاء الصوفي من ظهر الكنبة وغطتها بحنان وافر، زرعته سلمي بداخلها حين أحتضنتها و صغيرها أحمد في دفء بيتها. لم تفارق ذهن سيدة مطلقاً يد سلمي الممتدة بحنان إلي أحمد ذات شتاء قارس وهما يحتميان بحائط الجامع الكبير ، وهي تفرش "الطبق" الممتلئ بالفول و التسالي و قراصة النبق التي تحبها سلمي ، توقفت هناك لتشتري منها ، مد "أحمد" يده الصغيرة وهي ممتلئة بـ(خمشة فول مدمس ) مبتسماً إبتسامتة الساحرة والتي وقعت سلمي في أسرها حال إلتقت عيناها به.
عرفتها سلمي وهي تتجاذب أطراف الحديث معها و تطيله لتكسب بعض الوقت ريثما تحفر ذاكرتها بحثاً عن أي شئ يفسر إلفة هذا الوجه الحزين ،سألتها بلهفة -إ نتي من الأبيض؟ - أيوه نعم و إنتي كمان؟ - أيوه من القبة..
تجاذبت معها أطراف الحديث، لتكتشف أنها أبنة حبوبة السارة ،فراشة المدرسة الإبتدائية، كانت سلمي تحبها منذ اليوم الذي وقعت فيه و جرحت جبينها ، تلك العلامة التي كم مازحها بها منعم في عز "الشكلة" وهو يدعوها "تأبط شراً" ويشير إليها كدليل دامغ ،حضنتها حبوبة السارة برحمة ودفء عجيب ،كانت سلمي تعرف تلك العينان، كانت متأكده من قربهما، كيف لا و قد كانتا تمتلئان دفئاً موروث يمتد إلي سندوتش الفول كل فطور صباحي، وهي تساعد أمها، لكم تساءلت سلمي لماذا لا تذهب إلي الفصل لتدرس ما دامت تقضي اليوم كله في المدرسة.
جذب "أحمد" طرف فستانها ،فالتفتت إليه ،وجهه ملائكي فعلاً ويبتسم بفرح معدي، ينظر إلي عيناك وكأنما ينفذ إلي قلبك، إمتدت اللحظة التي إلتقت عيناه و سلمي لتأخذها إلي عوالم غريبة، مرت أحلامها أمامها بسرعة لتكتشف أنها لم تحقق منها شيئا، لحظتها قررت سلمي أن تحقق احلام الأخرين و ان تبدأ به بـ "أحمد" بعد مرور عدة أيام ،وعدة مفاوضات تحل أزمة أمة، إنتقل أحمد و سيدة للسكن مع سلمي ، بعد أن مدت يدها إليهما بود و حنان لم تجد عليهما الدنيا بمثله قبلا ،وتقبلا تلك اليد برضي لا تغيب عنه عزة النفس المتأصلة في "سيدة" تلك التي لم يحرمها منها الزمن رغم تأمره علي العديد من مقومات الحياة الأخري،إشترطت "سيدة" أن تعمل مقابل سكنها وصغيرها، وقبلت سلمي الشرط برضي وفرح، إذ وفر لها رفقة مأمونة تزيح بها عن كاهلها قلق خالها حيال سكنها في الخرطوم وحيدة. خططت سلمي لـ"أحمد" مستقبل تمنته لأطفال أحلامها مع "منعم"، أدخلته الروضة القريبة من المنزل، و عاهدت نفسها أن تمضي معه الطريق مهما طال أو ضاق، "أحمد" الساحر الصغير، لم تكن لتتمني ألطف منه ولا أذكي، وديع، محبب، حنون وله ذات اللمسة الحانية تلك التي ورثها عن حبوبة السارة ، خفه دمه تتجاوز سنه لتعبر سنواتك وضحكته المفرحة تدك هذا الزهج القائم دكاً دكا..
يعنى الكلام ده يا توما الواحد يعتبرو نيران رحيمه ولا شنو !!
Post: #396 Title: Re: العطش ... Author: لنا جعفر Date: 05-10-2011, 08:27 PM Parent: #395
Quote: ! لنا جعفر .. كان أول ما تبادر لذهنى عند حضورك هنا .. أنك أولى الناس بهذا البوست .. فياخى أنا راجيك هنا وهناك وفى حتات كتيره .. لا تغيبي و .. مشتاقين !
محمد مساك زين يا أجملنا أنا بحاول أمسك بخيوط كتيرة انت نسجت بيها رقعة جميلة هنا حتماً راجعة ليك ياسيد الناس لكن ماخدني أستغراق في غناويك دي والله يعلم بمفاعيل الشوق يازاهي
وضعت سلمي قدمها علي أولي درجات سلم الطائرة وقلبها يخفق بشدة .. يحسبه من لا يدركه خوفاًوهلعا، الا ان فرحتها كانت شديدة وهي في طريقها لتحقيق حلمها و أحلام الكثيرين ممن ينتظرون هناك، دون أن يدركوا أو يتنبئوا بقدومها، هم فقط ينتظرون..
جلست علي الطائرة الصغيرة الخاصة بالمنظمة والتي حملتها و معها ستة من زملائها، أثنان منهم سودانيان، والبقية من الأجانب، كانت السيدة الوحيدة في الرحلة، لذا فقد أولوها إهتماما خاصا و تركو لها ذلك المقعد الأمامي جوار النافذة, كما ولم يجلس أحد منهم بجوارها .. فتمتعت بقدر معقول من الراحه, وبقدر إتساع المقاعد الضيقة أصلاً. راودتهم الكثير من الظنون تجاه صمتها المهول، وقد كانت بالفعل في حاجة ماسة لمساحة من الصمت أكثر من أي شئ آخر . لم يكن أحد منهم ليدرك ما يعتمل بصدرها في تلك اللحظات، لا إنقباض عضلات الحجاب الحاجز, ولا ذاك التوتر الذى يفضي ومباشرة إلي "وجع البطن الشهير" إذ يداهمها بصحبة الفرح وفي زيارات متباعدة الا أنها وكثيرا ما تعلق فى روحها طويلا ..
نظرت سلمي عبر النافذه مع إرتفاع الطائرة، وكانت تحدق ساهمة فى تشكيلات السحب المتفرقات, وتمارس ذات التقريع الذي بدأته منذ سنوات، تقريع لنفسها و لآخرين في البال .. أؤلئك المذكورين بحسن الظن و العشم، أصدقاء و زملاء و حتي جيران، تحدث نفسها و تحدثهم بذات الحدة التي بدأت بها مقالها "اللعين" (دارفور وتاريخنا المنكسر) ليس هناك ما يشرح أو يبرر كيف مرت مأساة دارفور من تحت أبصارنا و لم نراها أو نستيجب.. كيف ؟
ما زالت سلمي تسأل ذات السؤال .. كيف أستطعنا أن نمارس ذلك الصمت العقيم؟.. كيف وما انتبهنا وكما يليق لما يجرى ويكون ؟ كيف مرت تحت سمعنا و بصرنا و لم نتأثر بها ؟ كيف ونحن نمشي علي ذات التراب الرحيم.. ما زلنا نأكل وجباتنا بإنتظام ، نأخذ أطفالنا إلي المدارس، نحتفل بالزواج و أعياد الميلاد ، و نجتمع بود و إخاء في بيوت العزاء .. عادية هى حياتنا رغم المكابدات .. وهناك وفي الوقت نفسه .. في ذات تلك اللحظات التي نقهقه فيها بمتعة أو بغيرها .. هناك من يُقتل أطفالها الأربعة و زوجها أمامها، ثم لا يكتفى القتله بذلك ويتركوها لاحزانها التى كانت وستكون .. لا، كيف يذهبون دون أن يوصموا إنكسارها بالإغتصاب " القانوني" !! ومن ثم يرمونها جثة عارية إلا من رحمة الله.. بينما يذهب بعضهم إلي الجوار يتسكعون بطمأنينة "مسنودة" ، يطلقون الرصاص بـ"متعة" علي رجل مسن، تماماً في الرقبة وعند الكتف ، ويطلقون علي أخيه رصاصة "لاهية" عند الركبة ، تُري من منهم أقدر الأن علي حمل الأخر أو مساعدته؟! ..
وهناك .. تختبئ ذات الأعوام الستة داخل برش ملفوف، وهي تضم اليها أخيها الرضيع وبقوة، تكاد تكتم أنفاسه خوفاً من أن يطلق صرخة الحياة فتكون سبباً في موته، تتمتم بتعاويذ تتضرع فيها لإله رحيم قد يستجيب، وهي تنظر من فتحة صغيرة لأمها تُغتصب و والدها راكعاً يطلب الرحمة، وقد كان أن إستجاب الله له، فسرعان ما أطلقوا رصاصهم عليه وأردوه قتيلا، وما زال أحدهم يذكر أمها بنيلها الشرف العظيم بينما يقذف سمه داخلها، قبل يجفف نفسه بثوبها وهو يضحك ، ويُطلق الرصاصة وعلى عجل .. فلديه من تلك المهام الجليلة الكثير.. أي مصير ينتظر تلك الطفلة، أي حياة ستعيشها بعد هذا اليوم، أي يقين ستسوقه الأيام إليها بعد الأن ، و أي حلم ستُصدّق ، و أي جفن سيغمض لها فى مقبل الأحزان !!...
من أين أتي هؤلاء؟.. مقولة لم يدري قائلها حينذاك بأنها ستمتد لتشمل مثل هذه الكائنات، آلات دمار شامل صنعتها الحكومة وأطلقتها متعطشة للدماء، يتحركون بأفكار لا تمت للانسنة بأدنى الصلات ويؤمنون بها، أُنتزعت ضمائرهم و أمتلأت نفوسهم حقداً و طمعا، لكنهم يستخدمون أدوات قانونية ، قتل و إغتصاب قانوني وبرعاية أمير المؤمنين وهو يباهي بأنهم سيستخدمون الجيش و المجاهدين و الخيالة للقضاء علي التمرد..
تمرد؟ .. عانت دارفور الإهمال التام منذ عهد سحيق، لا صحة ولا تعليم ولا غذاء، تلك الأفعال لم تكن عفوا ، هي أفعال نفعلها لبعضنا البعض و مع سبق الإصرار و الترصد..
كانت سلمي تحمل كتب عديده جلها عن دارفور، و جميعها كتبها غير السودانيين ، قطعوا مئات الأميال .. أتوا إلي دارفور من كل صوب وحدب .. وقدموا ما أستطاعوا و كتبوا عنها .. بينما نحن هنا، نرفل في الرهق المعافى والمكابدات الحياتيه الصغيره والتى لا ترتقى أبدا لمقام الموت المنصوب فى دارفور، بل ولا ندري عن أمرها شيئا!!.. وكان هنالك من يحارب بإسمنا و يقتل بإسمنا ودونما تفويض غير صمتنا الجــــــــبان.
اخرجت سلمي إحدي المطبوعات التي تستعرض كتب عن دارفور ، كان كاتبها مستاء بقدرها حيال ذاك الصمت ، عنون مقاله هكذا “Genocide in Slow Motion” إستعرض كتاب” “A Short History of a Long War, by Julie Flint and Alex de Waal. كانا مُلمين بتفاصيل المأساة حيث ذهبا إلي دارفور وكادت فلينت أن تلقي حتفها هناك في العام 2004
سألت سلمي نفسها ما الذي كانت منغمسة فيه لهذه الدرجة في ذاك العام ، 2004 ما الذي ؟ .. ما الذي جعلها لا تدرك حجم المأساة التي حدثت ولا التسمية الحقيقية لتلك "الأبادة الجماعية الغامضة" كما يذهب المقال إلي تسميتها بإسمها الذي وُلدت به و لقبها الذي فُطرت عليه .. وتماما وكما تناولها جيرارد برنير في كتابه “Darfur: The Ambiguous Genocide by Gérard Prunier” ما زالوا يكتبون عن دارفور .. و عنهم هناك ، و عنا ، يُلقون باللوم علي أنفسهم حتي لتخال أنهم المجرمون ، يلومون عدم إهتمامهم الكافي ،وإكتشافهم المبكر لتلك المجزرة ، عدم التنبؤ بقدومها، و عدم فعل شئ لإيقافها ، وعدم فعل شئ للضحايا ما الذي فعلناه نحن " لنا" ؟ كل الذي نملكه تجاهها أن نعتذر عنها للإنسانية التي ندعيها و نكتبها في كتاب التاريخ ، تحت بند مأساة إنسانية أخري فقط هذا لا غير هذا مع التسليم التام لسيادة مجموعة معينة والخضوع لأحقيتها الكاملة بذلك و كأنما خُلق الوطن خصيصاً لها ، ليرثوا الأرض و من عليها.. توقفت سلمي طويلاً عند حوار المحرر مع مجموعة من النساء و الفتيات بقرية للاجئين قرب نيالا، لاحقهن الإغتصاب حتي هناك ، تربص بهن و أنقض حين خرجن ليجمعن الحطب ، سأل المحرر الأسرة لماذا تخرج النساء لجمع الحطب ما دمن أكثر عرضة للأذي و الإغتصاب ، كانت الإجابة بسيطة و سهلة ، كما الفعل الذي مارسته تلك المليشيات، وكما كرهت تلك الاجابه المفجعه .. لماذا يا الله .. لماذا ؟!! الأغتصاب أداة حادة أستخدمت للإرهاب ، إثارة الذعر و تشريد القبائل، هو فعلُ يبذر الخوف في نفوس الضحايا ويصبح السكوت موتهن البطئ . المرأة في دارفور _ إغتصابها حدث جلل وأثاره النفسية ممتدة لأسرتها و قبيلتها ومع ذلك أصبح خيارها الإغتصاب.. يخرجن لجلب الحطب فيُغتصبن فقط .. فقط! وما ذاك بأهون من أن يخرج رجالهن و أولادهن ليُقتلوا .. وضعت سلمي سماعة الـ(سي دي) الذي أهداها إياة "حاتم" في أخر لقاء لهما، علها تهرب قليلاً من زحمة الأفكار المتلاطمة في ذهنها أتاها صوت المغني الرسول ليلثم أحزانها برفق: علمينى الإحتمال ونحن كيف نقدر نقاوم فى بلد ملّ الحِوار صرخة بتموت فى المزارع وزيف مشتّت فى الشوارع بين مداينّـا الكُتار علمينى الإحتمال ونحن كيف نقدر نقاوم هجمة الزمن التتار وكيف نحصِّن ومضة الأمل البيشرِق كل مرة وفى إنتظارى ... وكيف أجاوب عن هوانا لما يغلبنى السؤال لما يتأرجح منانا بين مظنة وإحتمال...
Post: #400 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 05-11-2011, 10:56 AM Parent: #398
إشراقه يا حبيبه ..
Quote: علّ العطش يسكن ولو قليلاً ياصديقى
لا يبدو ذلك إطلاقا .. لا يبدو ذلك وهذا العطش يمحل فينا كل الخلايا ويمتد نحو الروح قليلا او يزيد ... لذا ترينى منحازا أكثر لفكرة "البلع" خاصتك ..
سأعود "لأنثى المزامير" وكاجمل ما يكون الرهق اللذيذ إليك ..
Post: #401 Title: Re: العطش ... Author: محمد حيدر المشرف Date: 05-11-2011, 11:30 AM Parent: #400
الأخ العزيز خليفه موسي حمدان تحياتى آ زول ..
أولا متابع وبأسى شديد بوست " التهميش " .. وهذا العطش من ذاك أو من بعضه ..
Quote: العطش عدونا اللدود فى برارى كردفان ,, ياخى نحن نص مسرتنا بنقطعها شراب موية بس ( شفت الكلام ده كيف)!!,, عنوان البوست ارغمنى على الدخول مؤملاً فى الارتواء وايجاد بعض الحلول لمشكلة العطش الابدية عندنا , و لكنى لقيت بوستك عطش من نوع آخر ,, ده زى ( قروة ) عطشانها مابروى ,, يخسم يمين ( شفت الحليفة دى كيف)!! حليفة كردفانية, شربت بوستك ده من اولو لى نهايتو وما ارتويت ( جرعنى كؤوسا من هذه الروعة )..
تعالى ياخ رجعى لى تلك الوسامه القديمه .. تلك الوسامه يا لنا .. تلك الوسامه ..
قالت: "انت مالك عامل فيها سمح كده !!" فأسقط فى يده شمسذاك الميدان الشديد الازدحام بأمدرمان .. فلاذ ب "جبون" و عسليتها المشهوره .. علها تطفيء العطش الذى كان ..
ايتها النار الرحيمه .. كونى عشقا وسلاما على أنثي المزامير .. او كما يليق
Post: #406 Title: Re: العطش ... Author: Ishraga Mustafa Date: 05-18-2011, 07:02 AM Parent: #405
Quote: ايتها النار الرحيمه .. كونى عشقا وسلاما على أنثي المزامير .. او كما يليق
محمد وتوما متشوقة اقرأ مابعثرته- أنثى المزامير- فى حقول قلبيكما لا تلعوننى ففىّ مايكفى من اللعنات
اهديكما بعض جنون من مجموعة جديدة سماها قلبى (ملحمة الجبل) تنتظر بعض ماء يوماً إن بها من عطش الكون مايكفى
بعد كفر
لنومتها الطويلة اساطير كهف تصحو وانفاسها خيوط لصراط تستعين به الماء حين يتيمم مسيلمة من رمل اهازيجها
طفولة منحورة لامرأة شقّ العرقى ظهر حلمها وماالعرقى سوى ان تجتمع امرأتان وثالثهما رجل؟ ومالرجل سوى بلد مقهور؟
وما... حبيتى سوى طمأنينتى لسراى تجافى فاكهتى نومة الكهف وتفيض حبيبتى كانت تفيض كانت تحيض من السماء فى ليل الشتاء فى الخريف مرة
ما اضيعنى ودمها ماء ما احزنها وحصان لسانها انيمياء يجنّ من لون الغضب لون حزنى احمر تعرفه ولم اعرفها لم اعرف لن اعرف فقد مضيت وبقيت حبيبتى تسبح’ بحمد اليقين على شجر يعرف كاتب مجنون سره
ونادى على النساء هيا.. إنها حبيبتى تنام كآخر النجمات فى فجرى وتصحو كرائحة شجر البن فى البرازيل حبيبتى انتظرتنى بخشونة رملها ونادتنى.. ياحبيبى ياهجرتى نحو الله و.. وطن أدركنى قبل ان تبلع الانفاق التاريخ والاناشيد وعشقنا أدركنى قبل ان تنسدل ستائر الذكرى الكثيفة دخان وغبار حزين (ومحمد معانا ماتغشانا)
اين ذهب الانبياء بحصانى حبيبى.. قال لسانها حصانها حصانها أنا أكبو ولا تكبو تكبو بحزنى وأنهض بها فى منامى وأحكيها, بان لا حجر لاربعة نساء فى قلبى جبلٍ تحط عليه طيورها الصغيرة وتهزى باغنية (قول ليهو يالطير الخدارى قول ليهو نحنا مع الطيور المابتعرف ليها خرطة ولا فى ايدها جواز سفر)
خريطتها جسدى.. حبيبتى وجسدها وطنا لىّ أحتكره أدير مؤامراته وحروبه أخبىء ثرواته واوزعها على نساء أربعة لاحجر لهن فى قلبى وحبيبتى بلا مال بلا حسب بلا.. بلا.. و...بلا شىء تزوجتها فتربت قصيدة خضراء دمنٍ تسكرنى ويفيض الضوء فيها ويدلنى على الطريق حيث خصوبتها وخصوصيتها
تعيد للطبيعة توزانى هنا شجر عاشق الصحراء هنا بحر يمارس الحب مع الشمس فى وضح الليل هنا ليل يدير بطنه للنار فتلد الليالى طيراً آبابيل يعشق الفيل الوحيد فى –برج فاتح- على شارع الذكريات ونهره على الجلالات القديمة وصدق امرأة فقيرة تفيض ب لا اله الاّ الله
حبيبتى طوق نجاتى وغرقى فيما تتركه كل ليل من نور على وسادتى ... .... . حبيبتى.. قالها بعد كفرِ ومضى!
الأنبياء ديل ببالغو يا إشراقه .. ولو بقت فى حد الحصان .. نحمد الله وسبحانى الذى جعلنى ثالثكما؟!!
Post: #408 Title: Re: العطش ... Author: Ishraga Mustafa Date: 05-20-2011, 07:31 AM Parent: #407
ابتساماتها كانت قد اسكتت بعض من العطش يامحمد العطش ... كيف نسكته؟ هناك وسائل عديدة ليس من بينها ان نشرب الماء
لك.. ابتسامتها
إبتسامتها
كانت فى السبعين شمسا
والمسافة بيننا جبلاً عاتياً من الحزر
والتوهمات
والخوف
فكانت اخرى وكنت كدلك
على حدين كنا
متجاورتين جلسنا
تتلذذ بالخبز الاسود الصحى
وإحتساء النبيذ
تتحدث الانجليزية
ويسوع يحدثنى عن جبل يزهر الآن فى كتفى
وعن بحيرة القمر
وعن قطية
تفوح رائحة قشها المبتل
فى مقهى على عروس الجبال انيزبورغ
غابة خلفها
فيها الناس سواسية
لم يغضب يسوع حين قلته
بانى ظنيت فقط ان الشعراء يكذبون
وبعض الكاتبات
كانت ماتزال
تتلذذ بالخبز الأسود
وأنتشى بحكاوى فنجان قهوتى
تتحدث برقة عصفورة
دعتنى ان اتسلق اشجارها السبعين
من اى بنات الارض انتى يا سمراء؟
من هنا؟
فيناوية سوداء
ضحكت
بذكاء لمع قلبها
ولم تسألنى عن سواد الهوية
وتواريخ الغضب الاسود
ثورة الحقوق قلنا
وكانت تقربنا من قالت هناك لاّ
لن اترك مكانى لبياض السلطة لا
الخامس والعشرون من نوفمبر
موسيقى تنبعث مرحبة بمقدم الشتاء
يحمل سلة عليها اوراق الخريق وماتساقط من صفق قلبى
فى نوفمير من العام
1940
كانوا هناك اهلك..
وهل ادفع الثمن الآن؟
ثمناً باهظاً أن ادفع ثمن انكسار النخيل
وانفراط نيلك عن شمال قلبك وجنوب روحك
رغوة الكبتشينو كانت تفوح بالاجابة المفتوحة على بطينها الأيسر
المرأة التى تتحدث الانجليزية حييتنى بابتسامة
وانفرج حجابى الحاجز
عن فضاء بين الجبال
المحيطة باصبع المدينة
انقشعت عن اشعار
ونار
ان العالم دافىء
كخبز امى
حين كانت لها يد غير مشلولة
المرأة ذات السبيعن شجرة
كانت اقرب
وكان حبيبى خلف الجبل ينتظرنى
وبهياً كان قلبى
صادحا كان نبضى
ودافئا دمعى
على وجه المرأة التى تتحدث الانجليزية
وتمدّ كفة قلبها وتحيينى
تنادينى..
ترافقنى
خلف الجبل
وتبارك قبلتنا الاولى
يسوع.. وانا
°°°°°°°°°°°°°°°°
مدينة انيزبورغ فى الخامس والعشرين من نوفمبر 2010 وموسيقى ترحب بمقدم الشتاء ... مدينة احبها كثيرا وهى تبعد حوالى ستة ساعات تقريبا من فيينا, فى مقهى المسطولين والمسطولات بالفضاءات الراجمين والراجمات للفواصل اللونية والعقائدية والأثنية والسياسية و....النوعية
انيزبورغ دى حقو الواحد يعمل حسابو منها يا شروق ؟! ولأن "الحشيش " مبذول لشاربه .. ولأن الشتاء قادم .. فقد تحتحت صفق القلب و صفق اللسان .. مع انو الايد الواحده ما بتصفق لكن "السطله" جابت الفرق حينها هتفت .. "وأراك الآن يا إشراقه كما أري ذاتى .. إذ ترى أنا أراك" أو كما جاء فى مذكرات عيد عشاب
Quote: قلت اركز لعوصفك.. اركز ويشيل الليل ريح الوهم والخوف لم افعل.. لم اركز لعواصفك ناديتها.. اعصفى.. اعصفى.. اعصفى.. ان عصفك حلومر, حلو كتهدجك على تبروكة جسدى مر بخوفى.. بحزنى.. خوفى مر... حزنى أمرّ اعصفى.. وأجذبنى نحو السماء.. ياعواصفه, احملينى فوق.. فوق.. عصفورة جنه تضاحك الملائكة الصبايا
قذفتنى غيمة.. غيمة إنتظرت كثيرا وطويلا منذ نهر ميلادك, عصفورة نار, لهب فى منقارها.. عصفورة مجوسية, تنمى فيك مالم يكتب بعد أسمى فيك العالم سحما وله وجه طفل أو نبى أنمى .. أسمى.. ولا.. استنمى عقلى.. قلبى عقلى أنا انثى العشر, نبات ليلى يشرقنى فيك وعلىّ يصب الحليب.. وينادينى .. يناديها.. افتح ياسمسمها.. افتحى ياسنار ابوابك للقادم من الجبل, من الغابة, من قلبى .. افتح ياسمسمها.. فتحت وغنت القضارف مجد سواكن وجنون بحرها
فتحت.. هناك.. بين الغابة والادغال بين البحر والصحراء هناك حيث النعيم والجحيم هناك أحجية الكتابات السرية والحان الواظا هناك لون, عصارة لون تجاربك وخبراتك مع النساء لونى انا.. هناك مرسمك, وكهفنا, هناك تغويك الحياة الحياة هناك تغريك حكاوينا بسيرة العطش فتحزم
اليوم كان صاخبا, فقد بدأ صاخبا على سيرة الحناء, على سيرة العمل الحنون للناس الحنونة, كل مرة احس بانى من لحم ودم, من روح, هبابة- امى لمناقد ام بنت حسيب.. بنت حسيب وما ادراك ما حسبة غنوتها لقريتها البعيدة التى تقدم لها الرعاية والعناية والحنان... عملى هو دقات الساعة, ساعة الزمن الذى احلم به, ان نكون والطبيعة اصدقاء..
لو رأيتها تقدل ياحبيبى لظنيت انها – مكفولة- للرحمة..
جلسنا – نقرمش- فى نبات برى... اكلت حنانك... النباتات البرية, شوكات عنبى البرى تنمو على قمة جبلك الصغير.. الجبل؟ اما زالت القطية فى مكانها والمرجيحة فى الوسط , مرجيحة انتصار الكتابة لانسانيتنا, الكتابة المتصالحة معها افعالنا... احادة حبيبتك ام واضحة والوضوح ابن الشمس الذى يعرف سر ليلتى تلك..
بنت حسيب وخريطة تحرك البنات نحو الشرق الاوسط للخدمة فى البيوت... لاستغلالهن فى سوق الجنس, المافيا المنظمة.. يالسماحتك ياربى, ها قد عادتنى دمعتى القريبة فى حدقات الانبياء... هل يتناقض الدمع مع المنطق و-طق الحنك- ابو كلاما كبار كبار؟ مالو الكلام الصغار صغار, عصافير الكلام بتدى الكلام معناه
طافت بذهنى... تلك المرأة التى قتلت صاحب العمل... وتلك التى قطعت زوجة صاحب العمل شفتيها, وتلك التى وجدوها مرمية فى القمامة.... القمامة كانت روائح الظلم... القمامة كانت حين تسد المنافذ فى وجه الفقراء.... يهاجرون, لاجل لقمة العيش, تقبض عليهم مافيا الاتجار البشرى وتبيعهم وتدور سلاسل الاستغلال... بلسم مرت بذات التجربة ومازالت فى السجن تنتظر الخلاص... خلاصها كانت سكينا غرزتها فى بطن الرجل الذى استغل ظرفها.. همها فى ان توفر قرشا لاطفالها.. تؤمن لهم مستقبلا... كثيرا من القصص التى سمعتها... بت حسيب تنظر فى وجهى مغسولا بالدموع.. احتضنتنى وبكينا... قالت لتخرج حمامة روحى من نواحها...
Your necklace is very beautiful like you
قالت وهى تدير – الكفتيرة- لتصنع الشاى الاندونيسى.. الشاى الاندونيسى غير
لم اتردد لحظة فى انزع القعد لتكون رقبتى اجمل.. اجمل كثيرا حين امنحه لبنت حسيب...كان اكثر جمالا فى عنقها الغزالى, رأيتك تغازلها ياصعلوكى, رأيتك تعض على شفتىّ الامل.. وريقك كان رذاذ السماء الجاكارتى. العالم سيكون جميلا لاجل بنت حسيب...وحبيبتك بنت العالم, العالم خلق فى الخرتوم- حبلت منه امنا الارض... لايهم ان كان فى جحر, فى غار او فى فندق أثير على ضفاف نهر عجوز..لابهم, فالعالم طفل جميل يفضح فرحة الارض حين نمارس الحب جهورا كقدسية التفاح وتفاحك حلالى وبلالى.
جلسنا جميعا بعد المهام الرسمية... جلسنا ليسألونى عن المهجر... الغربة.. المنفى؟ الارض صارت منفى, كل الارض منفى وملاذى هنا... اراكم وارى بوقو...على سيرة الجوع حكيت لهم عن بوقو.. الوجه الاندونيسى الطيب, التقيته ذات سنوات اولى علم.. على فكرة مازلت فى اولى علم.. والصين ليست بعيدة.. مهدى الآن ولحدى.. لحدى يضىء حين تمارسون افعال انسانيتكم على خطى امى.. خطى المرأة البائعة التى سألتنى بالانجليزية..
كنت اعود مساء زمانها.. منهكة والتعب يسكن جسدى المحفوف بغربته.. لم تكن المنحة كافية ولم يكن الواقع افضل عند اهلى.. سوف اجابد هذه الحياة الى ان تصالحنى وتعانقنى وتعرف ان الله واحدا وحبيبى يعرف توحده فى وريدى..
فى فترة تعلم اللغة تمنحنى البنت اللبنانية سندوتشا.. ريما الحلوة الانسانة,,, ريما طويلة وفارع انسانها.. قلت لهم...مساء اعود.. بعد ساعات من العمل المنزلى فى بيت اسرة ثرية, ثلاثة طوابق وبيت كامل تحت الارض اقوم بتنظيفه... فهل تظنون ان عاملات المنازل غير واعيات بواقعهن؟
لقد كنت اعرف انى مستغلة وان ما اقوم به من عمل اكبر كثيرا من تلك الاشلان التى منحونى لها.. ينفرّ ظهرى حين استلم المبلغ كل نهاية اسبوع.. حين اشترى ثوبا لامرأة قد اكون التقيتها مرة واحدة ولكنها تركت آثارها فى قلبى ووشمت عليه بالحب الكبير.... امى ايضا كانت تحتاج ثوبا.. امى ايضا منحت ثوبها لامرأة عابرة ذات زمن بعيد وكنت صغيرة.. امى كانت تمشى تبحث عن الضيوف من سوق المواصلات قبل ان يمتد الشارع من كوستى للابيض...اكثر اللحظات التى كانت امى فيها مشرقة وجميلة.. كانت دوما جميلة وسوف تظل اجمل النساء...
لا تظنوا ان النساء العاملات لا يملكن قرارهن... يمكلهن ولكنهن مضطرات.. مضطرات حين تلفظهم المدن الكبيرة واسواق العولمة... حين لا يكون هناك مخرجا سوى ان تشيخ احداهن سريعا... والشيخوخة ليست سوى تجاعيد على القلب و –كرمشة- الروح فى عز نهاراتها. بوقو... ينادينى.. ثلاثة طلاب وطالبه صغيرة فى بداية طريقهم, ستعلمون ويعودون مثلى لبلادهم... روائح البهارات تلك لا يمكن ان انساها واكثرها حدقا كانت مزروعة فى نفوسهم الطيبة..
تعودت حين اكون جائعة ان امر عليه فى غرفته.. حال مايرأنى لا سنتظر, فهو يعرف بان نفسى عزيزة... بانى لن اسأل.. طفلا مرحا يبدو ويقول... لقد طبخنا كثيرا, هناك رز – بسمتى- الايرانى..وما اطيبة من طعام حين يمنحك الحب قبل كل شىء.. من يومها ظلت وسوف تظل صورة بوقو فى قلبى ولن انساه وانسى انور ويارا ... كنت التفت فى الشوارع لعلنى التقيه..
قالت لى بنت حسيب يمكن ان تلتقيه فى الفيسبوك... نحن مولعون بالتواصل..
انتم اكثر ولعا بالتهذيب والابتسام.. سبعة ايام لم ارى سوى وجوه مفرورة... فى الازقة, فى الشوارع العامة.. لم ارى سوى بشر يعرفهم قلبى... وشوقى وجوعى لبلاد تعرف قيمتنا كبشر..
على سيرة الفيسبوك مابتعرفى طارق ابوعبيدة يا بنت حسيب؟
ثم صدح طارق ابوعبيدة فى زقاق صغير, زقاق تجاوره محطة قطار وعجلاتى وبائع ليمون.... صدح طارق... وصار اكثر شبها بالناس هنا.. قلت لاحمد... احمد فى الثلاثين من عمره, يعمل من عشرة اعوام فى تنمية المجتمعات المحلية وتوعيتهم بحقوقهم حين يهاجرون حتى لا يتم استغلالهم... يضحك كثيرا ويتكلم انجليزية فارهة.. قلت له انت تشبه طارق.. هل يمكن ان ارى صورته؟ سألنى بشوق
ورأينا طروقنا ياحبيبى.. ضحك احمد.. ضحك كثيرا وقالت بنت حسيب ماكان يقوله من خلال قهقهاته الحلوة...
It is a just Nostalgia
قد تكون ولكنك تشبهه يا احمد.. فانت تضحك مثله وتحب الناس مثله
ولكنى لا اغنى وان حاولت سوف تظنين بانى اسد جائع فى غابة سومطرية.. ضحكنا مرة اخرى.. ضحكنا من جوه... وفتحنا- القلب ضلفتين- لهواء الله المعافى..
الهندية ذات الوجه الخالى من اى رتوش.. العالمة المتواضعة بدأت كثيرة الشبه بخالتى نورا القصيرة... خالتى نورا مدورة كبضيخة حمراء- مات فيها المهدى ركن- انها الحمرة التى لن يرفضها احد.. على سيرة الحنين... قرأت لهم الحنين.. لغوته... بالانجليزية كان اسهل... الانجليزية التى انبهلت وكأنى مانسيتها يوما حين عصرت عليها اللغة الالمانية بطوباتها.....اللغة الالمانية رجل!
Only one who knows longing
Understands what I suffer!
Alone and separated
From all joy,
I look to the heavens
In that direction.
Oh! He who loves and knows me,
Is far away.
I feel dizzy, and it burns
my insides.
Only one who knows longing
Understands what I suffer!
لا يعرف لوعتى الأّ من يعرف الحنين
وحيدا
منعزلا عن الاصدقاء
أرى قبة السماء
تدوخنى فى كل الجهات
آه..
من يحبنى ويعرفنى بعيدا
يحرق فى احشائى
فقط الذى يعرف لوعة الحنين يعرف حرقتى
محاولة بائيسة لترجمة اولى.. قلت لبنت حسيب... ثم قرأت لىّ سورة الاخلاص... وتعاهدنا ان نخلص لقناعتنا فى الانحياز للعدل والمساواة بين البشر..
والامر يا إشراقه لا يعدو أقل من حراق الروح ليس الا .. وربما الموات الوطنى/العاطفى مع رسوخ التجربه الانسانيه, ما يجعل من الامر أكثر خطوره قرأت لكمال الجزولى هذا الصباح, نصا مدهشا أشبه بنعى كونى عظيم.. فتقت - نوعا ما - لتفقد هذا البوست, هذا العطش ومى فى السودان .. وأنت البعيده ..