حكاية في عرض البحر ...!!!

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام ،،،

أخبرتني صديقتي رشا أنها ذاهبة لمشوار .. وتريدني أن أصحبها في المشوار .. ووافقت .. ولم أكن أدري إلى أين ؟؟ فتعودنا أن نترافق في كل حركاتنا وسكناتنا مع بعضنا .. وبعدها علمت أن المشوار لجزيرة توتي .. جزيرة توتي ؟؟!! في هذا الخريف ؟؟ في هذه الأجواء ؟؟ !! المهم لم أستطع الرفض بشكل صريح .. وحاولت التعطل بقدر الإمكان !! فقلت لها : نصلي العصر وبعدها نذهب !! ومن سوء طالعي أن هاتفي السيار كان خالياَ من الرصيد وكذا هاتف رشا .. ولم أهاتف إخوتي بأن لدي مشوار وساتأخر قليلاَ عن موعد عودتي .. تعاملت مع الموضوع ببساطة .. وقلت سأذهب سريعاَ ثم أعود !!

وركبنا سيارة تاكسي من أمام مبني الكلية حتى معدية توتي لإختصار الزمن والمشوار وإتقاء حر الشمس !! ووصلنا المعدية وركبنا المركب .. وجلسنا في مؤخرة المركب ( الفلوكة) كما يدعوها أهل توتي والبحارة عموماَ .. وكان نظام الجلوس أن يجلس الرجال أماماَ والنساء عند المؤخرة .. وهو عرف لدى الأهالي في المنطقة وأي شخص يتصرف خلاف ذلك هذا يعني أنه من خارج المنطقة .. إنتبهت لذلك إثر مشادة نجمت بين شاب يجلس بجوار فتاة ويتجاذبون أطراف الحديث فتحدثت إليه إحدى الفتيات من الجاسلت بجواره .. أن هذا المكان للنساء فقط !! ولم يلقي لها بالاَ .. ولكن أحد الشيوخ من ركاب المركب أفهمه أن هذا عرف عندهم .. أن يجلس الرجال والنساء في أخرى .. وتحامق الشاب ونزل هو وفتاته ... تحرك المركب صوب الضفة الأخرى وسط هدوء . وبالمثل كان البحر هادئ نوعاَ ما .. رغم الماء العكر والزيادة الرهيبة في منسوب الماء والتي كادت أن تلامسنا .. ووصلنا الضفة الأخرى بسلام .. ما لفتني منظر الضفة الأخرى من الإتجاه المعاكس قمة في الروعة برج الفاتح .. وقاعة الصداقة .. ومن بعدها بمسافة فندق الهيلتون العريق .. ورغم عكر الماء ولكنها أعطتني إحساس بالجمال فمنظر تموج الماء وأنت كأنك سابح وتنظر للسماء فترى سحب تحتجب وراها الشمس وكأنها خجلة من هياج البحر في جو رومانسي كهذا .. والسحب تقف أمامها يحاول حمايتها .. وركبنا ركشة للدخول للمنطقة .. وهناك سباق محموم لأصحاب الرقشات في الشوارع الضيقة والأزقة وتسير في شارع ولا تجد نفسك إلا في زقاق يقود إلى منعرج يقود إلى شارع جانبي .. أو إلى زقاق آخر .. رغم هذا تجد أهل البلدة مطمئنين .. نفوسهم هادئة .. سمحة .. ذكروني بأهلي في الجزيرة .. حياة البساطة المختلطة بالمدنية قليلاَ .. كانت المنطقة أروع من أي تصور يخطر على بالك !!

وللحديث بقية ...



مودتي لكم
وصال عالم

بسم الله الرحمن الرحيم

تغدينا وتناولنا الشاي .. وتجاذبنا أطراف الحديث حول توتي وطبيعتها الساحرة .. وكيفية عشق أهلها لها .. وكانت أخت رشا تحكي عن حكاوي الجن وسكنه في منطقة البحر كما سمعت من بعضهم .. وحكت قصة رجل لديه أرض بجوار البحر يذهب إليها النسوة للترفيه والترويح والغسيل في بعض الأحيان .. ويصطاد فيها الشباب ( مكان يستخدم كمتنزه ) ..

رأي الرجل صاحب الأرض إستثمار أرضه وتحويلها لمنطقة زراعية يستفيد منها وهناك شجرة كبيرة العظم تنمو في وسط تلك الأرض التي يمتلكها وكانت بجوار البحر .. ونصحه الكثيرون عدم قطع الشجرة التي يسكن بها الجن كما يعتقدون وكلما هم بقطعها يحدث شئ يعطل العمل .. لذا إذداد إعتقاد الناس في الجن والشجرة .. صمم الرجل على قطع الشجرة بنفسه .. وبدأ فعلاَ في قطعها ولم يستأصلها من جذروها وعندما عاد في اليوم الثاني ليكمل عمله وجد أن مياه البحر جرفت كل الأرض بما فيها الشجرة .. روت أخت رشا عدة حكايات عن الجن وسكنهم بجوار البحر .. وكنت أستمع بوجل وخوف ..
صليناالمغرب واستعدينا لرحلة العودة ونفوسنا ملئية بالتوجس ونحن نمر بتلك الطرق التي وصفتها سابقاَ .. أضف لذلك حكاية الجن وخروج المغارب .. والحكاوي والتي أصلاَ متأصلة في دواخلنا من الصغر عن الجن والشياطين .. الخ


ونواصل ....




محبتي لكم
وصال عالم

بسم الله الرحمن الرحيم


مالت الشمس للمغيب ونحن في رحلة العودة عبر الرحلة العكسية للعودة للخرطوم ..

إستغلينا الرقشة أيضاَ في رحلة العودة .. وركبنا المركب ( الفلوكة) وهاتفتني صديقتي مودة وهي تسمع هدير المياه ..!! سألتني أين أنتي ؟؟!! كان منظر السماء عند المغيب بديعاَ وسط هذا الزخم من الخضرة وريحة الطين .. ورزاز المطر والذي يغازل فينا بمرح .. كذلك حركة المراكب في رواحها وغدوها .. ومنظرإنعكاس الأضواء على المياه ...

تحركت المركب وعندما توسطنا البحر وقف محرك ماكينة المركب تماماَ عن العمل ... وتوقف معه كل نبضات قلوبنا وحبسنا أنفاسنا جميعاَ .. إلا إمراءة لم تستطع كبح جماح نفسها ... وبدأت أعصابها تفلت منها غصباَ عنها .. وبصياحها وترت جميع من كانوا بالمركب ... ونادت على قائد المركب أن يحاول إيجاد مخرج من هذا المأزق .. أو لينادي آخرين بأي طريقة لينقذونا ثم إلتفت للرجال أن لا يتحرك منكم أحد حتى لا تفقد المركب توازنها !!!

كانت تقول إنها المرة الأولى في حياتها وستكون الأخيرة إن خرجت من هذه .. ساد بعدها صمت ثقيل لا يقطعه إلا صوت محرك مكتوم يحاول إخراج مافي صدره من وحل علق به .. بعدها بدأ المحرك في العمل وسرى الدم في عروقنا جميعاَ وأتجهنا صوب القيف .. ووصلنا إلا اليابسة بسلام .




مودتي لكم
وصال عالم

حمداً لله علي سلامتكم والله حكاية , تخيلت نفسي في نفس المعدية وتذكرت أيام العيد

لمن كنا صغار , كان أهم شئ عندنا نمشي لجزيرة توتي ونحوم بين الحدائق الغناء

ونسرح في جمال الطبيعة ونستمتع بزقزقة العصافير وهديل الحمام وانسياب الماء

بين الجداول وكانه يعزف اروع الالحان , ولان الدنيا عيد فقد كان يتغافل عنا

اصحاب المزارع , ويتركوننا نلهو ونمرح في طفولة شقية ولكن غير مؤذية .

شكراً لك يا وصال ان جعلتيني اجتر الذكريات عن توتي واهلها الطيبين ومن

هنا ابعث لهم بتحياتي واسأل الله ان يستر عليهم ويكفيهم غدر الزمن .

بسم الله الرحمن الرحيم

هاشم أحمد خلف الله

سلام ،،،

تسلم من كل شر يارب ...

نعم جزيرة توتي غنية بطبيعة غناء .. وعلماء أفذاذ .. وشعراء وفنانين .. وصفوة الناس من توتي ...

لك التحية ولأهل توتي بمقدارها أيضاَ ..



محيتي
وصال عالم

أستاذة وصال

حمدا لله بسلامة العوده كم أرجعتي ذاكرتي الي أيام بل سنوات طويله

قضيناها مع أهالي الجزيرة وأصولها الضاربه في القدم هم أهلي المحس

الذين أصبحوا سكان هذة الجزيرة المروية بدماء الجدود وهذة الرحلة

الشيقة التي أخرجت لنا وصال القاصة الجميلة بحرفها الرصَين الهادي

الساكن المشاعر ومقيم بها ويسري مسري الدم في عروق الأهالي بتوتي

وأنا لي عشرة سنوات وأكثر من آخر زيارة لي لتوتي وبها الأهل والأصدقاء

المحببين لي والزملاء في العمل السابق بالسودان الجزيرة المعمورة فينا

ذاك المعمار الشاهق العالي وبرج الفاتح هذا الطوَد في بقعه أصيلة كانت هاهنا

وتعمر بأهالي توتي وهي أرض رئاسة قوات حرس الصَيد سابقا( والحياة البريَة

حالياالمنتقلة) وهي علي مرمي حجر من الجزيرة وكانت لنا فيها ذكريات

وهاأنتي تهيجي نواها موجه نيلية عالية ،

عندما قرأنا لكي هذا السَرد الراقي رقي المشاعر التي سكبت مدادها لنا لوحة

سريالية مسبقة اللون والطعم والرائحة تشكري عزيزتي ولأهالي توتي مني التحية

وأخص بها الصديق عبدالحميد فاروق وقرينته الزميلة تماضر .

،،،،أبوقصي،،،،

بسم الله الرحمن الرحيم

مجدي عبدالرحيم فضل

سلام ،،،

تسلم يارب .. أشكرك جداَ وما أنا بقاصة وإنما حكيت ما حصل بالضبط .. حاولت فقط تقريب الصورة .. وأتمنى أن تصل تحياتك للأخت تماضر وزوجها ..

توتي منطقة تسكن في أعماق النفس .. وهي منطقة ساحرة كتب عنها الشعراء والأدباء .. وبها فطاحلة اللغة أمثال الدكتور صديق عمر صديق ( خليفة عبدالله الطيب ) كما يقال له بالجامعة في أوساط الطلاب ... وكلماته في كل محفل شاهدته أو سمعته تجمع أضواء الخيال الشارد في بؤرة الضوء ..



مودتي لكم
وصال عالم

وصاال...

وااصلى الحكى..متاابعين معك
لم اشااهد توتى و لكن سمعت عنها
الكثير..الجميل و المثير..

الشااعر الذى كتب اغنية سيد خليفة
جزيرة توتى مصرى الجنسية و هذه دلالة
على ان هذه الجزيرة فتنت ايضا غير
السوداانيين بجماالها و رعوتها التى
نسمعها من كل من زار جزيرة توتى..

فى مقام الاستئذان ليصاحبنا الفنان سيد خليفة
فى هذا البوست...

كل مودتى...

أولاً حمدالله على السلامة يا وصال ...ذكرتيني لمن يتعطل بيك كمان الأصانصير بسبب انقطاع الكهرباء لدقائق وانت معلقة في الهواء ذي برج القاهرة مثلاً...

كل الود

بسم الله الرحمن الرحيم

محمد عثمان

تسلم يارب ،،،

أشكرك على الحضور الدائم .. وإضافة النغم الذي يعطى البوست نكهة خاصة .. ويرفع سعر البوست ( ههههه ) ..
نعم جزيرة توتي تلفت كل من يذهب إليها .. ومن المفترض أن تنتبه وزارة السياحة لهذا الموضوع لإستثمار مثل هذه الجزر سياحياَ .. والنيل هبة الله كما يسميه إخوتنا المصريين !! وهذا من شأنه دعم الإقتصاد والإستثمار في بلد كالسودان يعاني تضخم وتردي الحالة الإقتصادية



مودتي
وصال عالم

بسم الله الرحمن الرحيم

Salma Subhi

سلام ،،،

سعيدة جداَ بمرورك البهي ... ولي قصة ولكن ليس تعطل الأسانسير .. وإنما كنت أرتدي ثوب وكنت مدعوة على الغداء ومعي مجموعة من الناس في هيلتون رميسي ..ركبت السير ولم أنتبه أن (جدعة الثوب أطول مما ينبغي ) وكان إجتماع رسمي فلابد من الظهور بالزي القومي .. وإتلف الثوب في السير وكاد أن يودي بحياتي .. ولكن تخلصت منه سريعاَ ...



محبتي
وصال عالم

وصال عالم
ألف حمداً لله على سلامتك وسلامة من كانوا معك في المركب
وتلك المرأة التي فقدت اعصابها.

توتي كما سمعت عنها جميلة جداً ولكن ذكرتي شيء عن الجزيرة
الجزيرة جميلة شديد يا وصال وتمثل سوداناً مصغراً حيث تجتمع
في الجزيرة كل أطياف الشعب السوداني.

وحمداً لله على سلامتك

أبوفتحية

بسم الله الرحمن الرحيم

الصادق صديق سليمان

سلام ،،،

أسعدني مروركم جداَ .. وعلى فكرة أنا من الجزيرة تتأصل فيي رائحة القرية بكل تفاصيلها .. وأحب أهلي جداَ .. وأهل العوض ديل أهلي .. رغم مقري الدائم بالخرطوم ولكني لا أنتمي إليها في شئ .. فقد علمنا كيف تكون سودانياَ من خلا موروثات إنتقلت عبر جينات جزيرة بحتة هي جزيرتنا الخضراء الوارفة ...

تسلم يارب

الاخت وصال عالم

Quote: وعلى فكرة أنا من الجزيرة تتأصل فيي رائحة القرية بكل تفاصيلها .. وأحب أهلي جداَ .. وأهل العوض ديل أهلي .. رغم مقري الدائم بالخرطوم ولكني لا أنتمي إليها في شئ .. فقد علمنا كيف تكون سودانياَ من خلا موروثات إنتقلت عبر جينات جزيرة بحتة هي جزيرتنا الخضراء الوارفة ...

الجزيرة يا سيدتي تجري في دمنا وعروقنا لأننا رضعنا حب سوداننا الحبيب من ترابها الغني
والثري والخصب وهذه الخصوبة هي التي اكسبتنا محبة وأرضنا أرض الجزيرة ومحبة الوطن الكبير
أبو مليون ميل مربع وخصوبة أرضنا في الجزيرة جعلت أهلها كلهم حب ومودة وأكثر قبولاً للآخر
وأكثر سهولة وأوسع أفقك (كما لديك أنت) وشاعرية وولهاً وتصوف.

تعجبني دائماً اللافتة التي تقابلني في مدخل مدينتنا (مدني) وتقول (ابتسم انت في مدني)


تسملي يارب


أبوفتحية

بسم الله الرحمن الرحيم

الصادق صديق سلمان ( أبو فتحية )

سلام ،،،

نعم الجزيرة طعمها آخر .. فلها حلاوة في اللسان ... ولها طلاوة في الإذن ...هى البوتقة التى صهرت كل رموز ومكونات المجتمع السوداني فهى أم الوحدة الوطنية التى نتجارى خلفها الآ ن .. نالت هذه الحظو ة وهى تستحقهاوولدت كل أساطين وسلاطين الفن و لموسيقى ومعظم الشعراء والكتاب والفنانين والتشكليين والرؤساء والمناضلين وأركان الدولة . وهى مركز مؤسس لكل نواحى التطور من فن وموسيقى وشعر وعلوم ومخطوطات وجنرالات و لاعبى الكرة الافذاذ .. وسلاطين الفن والطرب ...

نعم هذا شأن أهل الجزيرة دون تميز للون .. أو جنس وإنما يجمعهم حبهم للمنطقة ..



محبتي لكم
وصال عالم