عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟

عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟


02-11-2007, 09:08 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=332&msg=1193580981&rn=9


Post: #1
Title: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: أبو الحسين
Date: 02-11-2007, 09:08 AM
Parent: #0


الترابي يتهم الحكومة السودانية بالفساد المطلق



اتهم زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي الحكومة السودانية بالفساد المطلق, ووصف الأوضاع في إقليم دارفور بأنها بشعة.

كما نفى الترابي أمام مؤتمر لحزبه بولاية الخرطوم أن يكون تدافُع المجتمع الدولي لإقليم دارفور بسبب الأطماع الأجنبية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

سؤالك إليك ياااااااااااتُرابي الخِير...

أو قُل تساؤُلنا...

لماذا لم تقُل كلامَك هذا أيام كُنت على رأس السلطة!!!

سياسة غريبة... يعني يا معاك يا عدُوك ـ اللَّدُود...

الهداية للجميع يااااااااارب...


مودتي...


أبو الحســـــــــين...

Post: #2
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: أبو الحسين
Date: 02-11-2007, 10:23 AM
Parent: #1

حسن الترابي



ولد حسن الترابي في أول فبراير/شباط 1932 بكسلا بالشمال الشرقي السوداني قرب الحدود الإريترية.

نشأ في بيت متدين وتعلم على والده الذي كان قاضيا وشيخ طائفة صوفية.

تزوج الترابي من وصال الصديق المهدي شقيقة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي زعيم حزب


Post: #3
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: أبو الحسين
Date: 02-11-2007, 11:34 AM
Parent: #1

الدراسة

درس الحقوق في جامعة الخرطوم ثم حصل على الإجازة في جامعة أكسفورد بريطانية عام 1957 وعلى دكتوراه الدولة بجامعة السوربون بباريس في 6 يوليو/تموز 1964.

يتقن الترابي أربع لغات فبالإضافة إلى اللغة العربية يتكلم الفرنسية والإنجليزية والألمانية بطلاقة.

Post: #4
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: أبو الحسين
Date: 02-11-2007, 04:46 PM
Parent: #1

الوظائف

- أستاذ بجامعة الخرطوم ثم عميد كلية الحقوق.

- يوليو/تموز 1979 عين رئيساً للجنة المكلفة بمراجعة القوانين من أجل أسلمتها ثم عين وزيراً للعدل.

- 1988 عين نائب رئيس للوزراء بالسودان ووزيراً للخارجية في حكومة الصادق المهدي.

- 1996 اختير رئيساً للبرلمان السوداني.

والآن... مناضل من منازلهم ضد الحكومة الأتى بها... وانقلبت عليهو... دي زيادة مني!!!

Post: #5
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-11-2007, 05:03 PM
Parent: #4


اكبر (مني مني) في الشرق الاوسط..
..
..
و(مني _مني) يا ابو الحسين تطلق علي الذي يشابه (ود الموية) في العامية السودانية
كثير التحولات والتغيير من موقف الي اخر وصعب مسكه من لسانه

Post: #6
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: هاشم أحمد خلف الله
Date: 02-11-2007, 05:37 PM
Parent: #5

العزيز ابو الحسين

تحياتي

طيب الحل شنو ؟؟ انت براك شايف اي واحد عايز ليهو سلطة او وجاها يعمل فيها معارضة

وبسرعة البرق تلقاوه فوق فوق وطلباته كلها أوامر 0 ياخي الضرب في الميت حرام وانت

هسع دي بتنفخ ليك في قربة مقدودة 0

Post: #7
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: حاتم هاشم
Date: 02-11-2007, 05:59 PM
Parent: #6


بسم الله الرحمن الرحيم

الغالي ابؤالحسين...
سلامات...
شكرا علي البوست ...




أراد أحد الإسلاميين أن يلخص رأيه في الزعيم والمفكر السوداني حسن الترابي فقال عنه: "إنه من أفضل المفكرين الإسلاميين في العالم، ومن أسوأ السياسيين فيه كذلك".

ورغم ما في هذا الوصف من مبالغة واضحة فإنه الكلمة الافتتاحية الأنسب لفك شفرة حياة الرجل؛ ومن ثم فهم ومعرفة طبيعة وأبعاد هذه الشخصية التي ملأت الدنيا، وشغلت الناس في عالمنا الإسلامي، وربما العالم كله طوال عقد التسعينيات المنصرم، كذلك تفهم واستيعاب ما انتهت إليه تجربته والتجربة الإسلامية عموما في السودان التي يصعب تصورها بشكل صحيح إلا من خلال إدراك العلاقة الجدلية بين الفكر والسياسة في حياة هذا الرجل
البداية.. تدل على المسيرة

وُلد د. حسن عبد الله الترابي سنة 1932 لعائلة كبيرة في منطقة كسلا عُرفت بالعراقة في العلم والدين، فكان والده أحد أشهر قضاة الشرع في عصره، وأول سوداني حاز الشهادة العالمية. حفظ الترابي القرآن الكريم صغيرا بعدة قراءات، وتعلم علوم اللغة العربية والشريعة في سن مبكرة على يد والده، وجمع في مقتبل حياته أطرافا من العلوم والمعارف لم تكن ميسرة لأبناء جيله خاصة في السودان؛ فتدرج في سلك التعليم حتى حصل على شهادة عليا في القانون. سافر بعدها لأوربا، وتنقل بين أكثر من بلد فيها، فنال الماجستير من جامعة لندن والدكتوراة من جامعة السوربون، وأجاد الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وحصَّل صنوفا شتى من المعارف والثقافات الغربية حتى عده خصومه من الإسلاميين متغربا، وليس شيخا أصوليا.

وبعد عودته إلى وطنه تولى الترابي عمادة كلية الحقوق بجامعة الخرطوم لتبدأ محطته الفكرية والحركية الأولى، إذ جاءته فرصة تولي القيادة الفكرية والحركية للحركة الإسلامية بعد أن استقال "الرشيد الطاهر" المراقب العام للإخوان المسلمين من منصبه سنة 1964، وتحول إلى حزب الأمة ليصبح بعدُ نائبا للرئيس النميري!

المفكر.. الجانب المشرق

والترابي المفكر (وليس السياسي) يعتبره الكثيرون المفكر الإسلامي الأول -في جيله- الذي استطاع على المستوى النظري بلورة رؤية فكرية متكاملة منفتحة على العالم. مقتربة من الواقع، قادرة على الاستجابة لتحديات العصر أيا كان تقييمنا لتفاصيلها على الرغم من أنه حينما حاول تطبيقها بنفسه جاءت أقل كثيرا مما توقع أشد خصومه!

والترابي في كتاباته أقل منه كثيرا في محاضراته وخطبه، يصفه من سمعوه -بمن فيهم خصومه- بأنه ذو شخصية آسرة، متحدث بارع، يجيد الخطابة، فصيح اللسان، سريع العارضة، قوي الحجة، واسع الثقافة، لديه القدرة على أن يخلب أذهان مستمعيه، ومع ذلك فإن كتاباته تُعدُّ -مقارنة بالكتابات الإسلامية التي صدرت متزامنة- على درجة من الأهمية بما تحمله من أفكار ونظريات تجديدية، حتى إن عبد الوهاب الأفندي في كتابه "ثورة الترابي: الإسلام والقوة في السودان" وهو يقرر أن الحركة الإسلامية لم تقدم في فترة السبعينيات أي كتاب له قيمة.. يستثني كتاب الترابي "الصلاة عماد الدين" الذي كان المحاولة الأولى -وإن وصفها بأنها محاولة خجولة- لإنتاج عمل أيديولوجي ذي قيمة!

ملامح المشروع الفكري

وفي الوقت الذي كانت تسيطر فيه أفكار سيد قطب وتفسيراتها المتعددة على عموم الحركات الإسلامية -خاصة في المشرق العربي- وتسوقها نحو العزلة الشعورية عن مجتمعاتها "الجاهلية" كان الترابي يبشر بنظرية "التفاعل مع المجتمع"، ويصوغ خطابا إسلاميا مغايرا بل ومفارقا للخطاب الإسلامي السائد وقتها، وهو الخطاب الذي دشنه بعدد من الكتب مثل: "الإيمان وأثره في حياة الإنسان"، و"تجديد الفكر الإسلامي"، و"تجديد أصول الفقه"، و"قيم الدين ورسالية الفن"، و"نظرات في الفقه السياسي"... وعدد من المحاضرات أهمها: "الحركة الإسلامية والتحديث"، و"قضايا فكرية وأصولية".. وكلها تحمل أفكارا وآراءً تؤكد أن صاحبها يمتلك مشروعا فكريا تجديديا متكاملا، لم يأخذ حقه من القراءة والدراسة ليس بسبب طغيان الجانب السياسي على صاحبه -ولم يكن هو الجانب الأفضل منه بالمناسبة- والذي جعله سياسيا أكثر منه مفكرا، بل لأن هذا المشروع -وهذا هو الأرجح- يحمل آراء وأفكارا تتجاوز في تجديديتها السقف المسموح به في الفكر الإسلامي المعاصر. ولولا أن الترابي تصادم مع كل الأنظمة العربية -تقريبا- لكان أول من تصدى له وواجهه الحركات الإسلامية التي كان معظمها ينظر إليه باعتباره خارجا عليها. ويُنظر إلى أفكاره باعتبارها خلايا سرطانية كان يجب استئصالها، ولكن لم يدفعها للسكوت عليه إلا صدامه مع تلك الأنظمة التي تخوض بدورها معارك طاحنة ضد هذه الحركات، وكان السكوت من باب ارتكاب أخف الضررين.

فرغم أن المشروع الفكري للترابي يقوم على فكرة محورية أساسها تجديد الدين، وهو التجديد القائم على فهم الواقع والتغيرات والتجارب الإنسانية والتوفيق بين الثابت المطلق والمتغير النسبي، وهي نفس المنطلقات التي اتخذتها الحركات الإسلامية عنوانا لمشروعاتها الفكرية.. فإن الأفكار والآراء التي قدَّمها الترابي تحت نفس العناوين جاءت في معظمها مخالفة ومفارقة تماما لكل ما شاع واستقر في أوساط هذه الحركات بل ولدى المؤسسات الدينية الرسمية أيضا.

فالترابي لا يتردد في كتابه "تجديد الفكر الإسلامي" عن الهجوم على الفكر الإسلامي ووسْمه بالإغراق في التجريدية، والخروج من التاريخ، والانفصال عن الواقع، ويعتبر أن هذا الفكر "القديم" كان استجابة لعصور مضت لم تعد موجودة الآن؛ ومن ثم فهو بحاجة إلى تجديد شامل يتجاوز الشكليات والمظاهر التي افتتن بها المفكرون الإسلاميون المعاصرون؛ الذين لا يتردد الترابي في الهجوم عليهم ووصفهم بالقصور وضعف القدرة على التنظير والتفكير؛ مثلهم مثل بقية أبناء الحركات الإسلامية التي يطولها اتهام الترابي بالجمود والقصور الفكري، كما أن قادتها -في رأيه- أهل ثقافة وإدارة وسياسة أكثر منهم أهل علم وتفكر وتأمل، وهو ما قد يعني-وربما كان هذا المقصود- أحقيته بلقب المنظر والمفكر الأوحد للحركة الإسلامية؛ على الأقل في بلده السودان!

سقف التجديد.. سماء مفتوحة!

والتجديد عند الترابي يجب أن يمتد إلى كل جوانب الدين، فهو يدعو مثلا في محاضرته "قضايا فكرية وأصولية" إلى ثورة تجديدية شاملة للفقه الإسلامي الذي يصفه بالجمود والتقليد واستحضار القديم والامتنان به، وحصر الدين في تقاليد القدماء، ويعلن بلا مواربة ضرورةَ تجاوز الموروث الفقهي كله باعتبار أن التنقيب فيه لن يغني عن ضرورة إيجاد فتاوى جديدة عصرية.

وخط التجديد يمده الترابي على استقامته حتى يصل به إلى التجديد في أصول الفقه نفسها، والدعوة إلى بناء منهج أصولي جديد للاجتهاد بعد أن صار من غير الممكن للمنهج القديم الاستجابة لبناء المجتمع المعاصر وقد خالفه في دعوته لتجديد أصول الفقه علماء معتبرون وقدموا نقدا علميا لمنهجه.

والمنهج الجديد -الذي يتصوره الترابي- متجاوز لكل التراث الإسلامي، ولا يحتاج -في رأيه- إلى أن نطلب له شاهدا من التاريخ أو سابقا من السلف. فالتراث الديني عند الترابي فيما بعد التنزيل (أي القرآن والسنة) كله من كسب المسلمين، ولا بد أن يتطور مع الأزمان تبعا لاختلاف البيئات الثقافية والاجتماعية والمادية.

وتتجاوز آراء الترابي في قضية السنة النبوية في كثير من جوانبها التصور الأصولي السلفي المعاصر لها. فهو لا يعترف مثلا بخبر الآحاد كحجة في الأحكام، ويفرق بين الملزِم وغير الملزِم من أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه ولا يعطيها كلها حد الإلزام، ويفرق أيضا بين ما ورد عن النبي كرسول ومشرّع وبين ما ورد عنه كبشر لا يلزمنا في شيء، ويطالب بإعادة النظر جملة في علوم الحديث، ويدعو إلى إعادة صياغتها مرة أخرى بعد تنقيح مناهج الجرح والتعديل ومعايير التصحيح والتضعيف.. ومن ضمن ما يقترحه في هذا الصدد إعادة تعريف مفهوم الصحابة، وعدم الاعتراف بقاعدة أساسية عند المحدثين تنص على أن كل الصحابة عدول؛ وهو ما أثار عليه ثائرة السلفيين حتى اعتبره بعضهم من منكري السنة النبوية، بل وألَّف أحد قيادات الإخوان بالسودان كتابا خاصا أسماه: "الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسول"!!

من العلمانية.. على مرمى حجر

وكان الترابي أول من طرح -من بين الإسلاميين- فكرة إعادة صياغة الإسلام وتكييفه بحسب العادات والأعراف والسمات الخاصة بكل شعب بحيث يصبح الإسلام نسخا متباينة بحسب طبيعة هذه الشعوب مع الاحتفاظ بالقاسم المشترك الذي يوحد بين هذه النسخ، فتصبح بإزاء إسلام سوداني وآخر مصري وثالث أوربي... وهكذا.

ويدعو الترابي إلى تأسيس ما يسميه بالفقه الشعبي، وهو فقه لا تكون صياغته حكرا على من يسميهم برجال الدين، ولا يكون لهم فيه ميزة عن غيرهم من عموم المسلمين؛ إذ يكون الإجماع فيه إجماع الشعوب المسلمة وليس إجماع الفقهاء؛ وهو ما يعني أنه يعيد تعريف الإجماع وهو الأصل الثالث من أصول الفقه ليصبح إجماع الشعب (أو ما يطلق عليه الرأي العام وفطرة المسلمين) بديلا عن إجماع الفقهاء.

وللترابي جملة من الآراء الفكرية والفتاوى الفقهية تجعله في نظر البعض أقرب للفكر العلماني منه إلى الفكر الأصولي السلفي الذي دائما ما ينسب إليه. فهو في قضايا المرأة يتبنى خطابا أقرب إلى حركات تحرير المرأة والحركات النسوية المعاصرة في الغرب منه إلى الخطاب الإسلامي أو حتى الشرقي، حتى يصل فيه إلى التأكيد على المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة حتى في أصل الخلقة!

ويدعو إلى حرية المرأة في العمل والملبس (حيث يعتبر الحجاب خاصا بنساء النبي) والاختلاط.. وكان تنظيمه -الجبهة الإسلامية- أول تنظيم إسلامي يقبل الاختلاط حتى داخل بنيته التنظيمية!!

والمذهل أيضا أن الترابي -ذلك المنعوت بالأصولية!- كان من أوائل من قبلوا بمفهوم المواطنة والذي يعني المساواة بين أبناء الوطن الواحد دون التمييز بينهم على أساس ديني، بل وطبقه فعليا في أوساط الإسلاميين حتى قبل الاستيلاء على السلطة، إذ فتحت الجبهة الإسلامية عضويته لغير المسلمين، ونصت على ذلك في دستورها؛ وهو ما دفع تيارات إسلامية الأخرى إلى اتهامه بالخروج على أصول الإسلام وثوابت الشريعة باعتماده عقيدة المواطنة بدلا من عقيدة التوحيد.

كما كان الترابي من أسبق الإسلاميين إلى إعلان رفض حد الردة، بل ورفض أي عقوبة قانونية على من بدل دينه، واعتبر أن ذلك يدخل في باب حرية الفكر والاعتقاد.

أما في مجالات الإبداع والفنون فقد كان للترابي في رسالتيه (قيم الدين ورسالية الفن) و(نمارق إسلامية) جملة من الآراء غاية في التحررية، فهو يجيز بلا تحفظ كل أنواع الفنون طالما لا تؤدي إلى محظور أخلاقي، ويدعو إلى تصالح جماهير المسلمين مع الفن الذي يراه وسيلة للإصلاح والتغيير والدعوة إلى الله.

والترابي المفكر منطلق ومتحرر من كل قيد أو زمام؛ وهو ما جعله مثار صدمة وقلق دائم للجميع، خاصة الإسلاميين الذين كانت معظم خصوماته ومعاركه الفكرية معهم فطالته لائحة الاتهامات الشائعة: الماسونية، والإلحاد، وإنكار السنة، وإفساد النساء، والتحلل الأخلاقي.. حتى إن جماعة الإخوان المسلمين بالسودان -التي كان قائدا لها يوما ما- أصدرت بيانا نشر سنة 1988 تؤكد فيه أن الخلاف بين الإخوان والترابي خلاف في الأصول، ووصفه أحد الكتاب السلفيين بأنه يكرر ما فعله مارتن لوثر مع الكنيسة الكاثوليكية، ويؤسس لما أسماه بالبروتستانتية الإسلامية!

غير أن هذا لم يمنع -في الوقت نفسه- الكثير من الإسلاميين من النظر للترابي باعتباره مدرسة تجديدية إسلامية مستقلة بذاتها، حتى إن اللبناني "فتحي يكن" أحد القيادات الفكرية والحركية البارزة للإخوان المسلمين أقر بأن الترابي (بجانب الغنوشي وسيد قطب) مدرسة تجديدية مستقلة بذاتها من ضمن ما أسماه بالمدارس التجديدية للإخوان المسلمين!

السياسي.. الوجه الآخر

غير أن الترابي لم يقنع بدور المفكر الذي يفكر وينظر ويجتهد، ولم يقنع أيضا أن تقوم على أفكاره دولة (كما فعلت ثورة الإنقاذ)، ولم يقبل بدور المرشد والموجه والمنظر الذي يعلو على السياسة وإن احتفظ بدور فاعل فيها كما فعل آية الله الخوميني -مثلا- الذي ظل حاكما للعبة السياسية برمتها في إيران حتى وفاته دون أن يتورط كمرجع ومرشد ديني في صراع الفرقاء السياسيين، بل أراد الترابي أن يجمع بين الفكر والسياسة، فانتقل من دور المفكر "الحر" ليلعب دور مفكر "تحت الطلب" يفكر ويجتهد ليوظف أفكاره واجتهاداته لمشروعه السياسي، فبدا سياسيا حتى وهو يفكر ويجتهد، ليقدم المشروعية والعقلانية والغطاء الأيديولوجي لحركته السياسية.

وعبثا حاول الترابي أن يمسك العصا من منتصفها فيبقى المفكر والسياسي فيحفظ لنفسه مكانة متميزة بين أقرانه من المفكرين والسياسيين على السواء، فهو يتميز عن المفكرين بالسلطة التي هم على بعد مسافة منها إن لم يطلهم أذاها، ويفوق السياسيين بالفكر الذين هم أبعد الناس عنه، لكنه لم ينجح في هذه اللعبة طويلا، وغلب السياسي فيه على المفكر في آخر المطاف، وبدا للناس في الوجه الذي قد يقبلون به، ولكنهم لا يحبونه؛ فهو المناور الذي لا يستقر على رأي، ولا يلتزم بموقف، والثعلب المراوغ القادر على التلون باللون الذي يوصله لمراده، والانتهازي الذي يقتنص كل الفرص ويوظفها لمصلحته الشخصية، والبراجماتي الذي لا يتورع عن استخدام كل الوسائل والحيل التي تحقق له غايته، والميكيافيللي الذي تبرر الغاية عنده الوسيلة... فوقع في التناقضات وأضر -من حيث لا يدري- بأفكاره، وبدا أن هناك بونا شاسعا بين السياسي والمفكر في شخصية الترابي.

فالترابي الذي ملأ الدنيا حديثا عن أهمية الشورى واحترام رأي الشعب وإجماعه حتى في الأحكام الفقهية! ضرب عُرض الحائط بهذه النظريات والأفكار التي لم تتجاوز حدود قلمه ولسانه وكان في ممارساته السياسية مستبدا من الذين لا يحترمون آراء الآخرين أو اجتهاداتهم، ولم يعرف إلا رأيه واجتهاده فقط لدرجة أن مشكلته الكبرى مع زملائه من قيادات الحركة الإسلامية أنه كان دائم السخرية منهم، والاستهزاء بآرائهم التي تخالف رأيه، بمن فيهم علي عثمان طه الرجل الثاني في حركته الذي كان عرضة هو الآخر للسخرية والاستهزاء بشكل متكرر، وعلى الملأ، رغم أنه كان مرشحا -قبل انتقاله لمعسكر البشير- لخلافته في قيادة الحركة.. وكانت نتيجة ذلك إعلان قيادات الحركة الإسلامية رفضها لأسلوب الترابي، وتقديمها مذكرة للرئيس البشير -عُرفت بمذكرة العشرة- يطالبون فيها بتقليص سلطاته والحد من استبداديته، رغم أن كل هؤلاء القيادات كانوا من تلاميذه!

والترابي الذي كان ينادي بضرورة اعتزال كل من يتجاوز الستين للعمل السياسي التنظيمي لإتاحة الفرصة أمام جيل الشباب، ظل مصرًّا -وكان قد قارب السبعين- على الاستحواذ على مقاليد السلطة بكاملها، ولم يتردد في التخلص من جيل كامل من القيادات الشابة في حركته؛ لأنهم تجرءوا وخالفوا بعض أفكاره وتوجهاته، وما زال متشبثا بمقاعد السلطة تحت دعوى أن ثورته لم تبلغ أهدافها بعد.. وما زالت في مرحلة البداية!

والترابي الذي بدأت علاقته بالرئيس نميري بالصدام الذي قضى بسببه 7 سنوات في السجن خرج ليعقد تحالفا معه صار بمقتضاه وزيرا للعدل!

وتدرج -وهو الإسلامي- في عضوية المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي حتى صار النائب العام للبلاد ثم المستشار الخاص للرئيس نفسه.. وكانت المفارقة أنه هو الذي استطاع إقناعه بعد ذلك بإعلان تطبيق الشريعة الإسلامية سنة 1983.

والترابي السياسي لديه القدرة على اقتناص الفرص، واستغلال كل الأحداث والظروف لمصلحته، ولديه القدرة على الاختراق والتسلل وصناعة التحالفات غير الثابتة، وتبني وسائل وآليات مختلفة لتحقيق مآربه يروى -في أحد الحوارات التي أجريت معه- كيف استغل خطأ سب أحد الشيوعيين للرسول صلى الله عليه وسلم، في تعبئة الشعب السوداني كله في معركة ضد خصومه الشيوعيين انتهت بحل الحزب الشيوعي، وطرد أعضائه من البرلمان.

والترابي الذي كان دائم الهجوم على مصر واتهامها باستعباد أهل السودان واستعمارهم والاستعلاء عليهم حتى استطاع في فترة وجوده بالسلطة الإضرار بالعلاقات الإستراتيجية بين البلدين، عاد بعد ذلك وغيَّر لهجته المتشددة فدعا إلى المصالحة والوفاق، وقال في حوار معه أجري بعد أزمته مع البشير: إن القاهرة هي أحب العواصم العربية إليه، وأقربها إلى قلبه!



نهاية.. رحب بها الجميع

وهكذا سارت سياسة الترابي، فكانت النهاية الطبيعية لهذا الصدام مع السلطة التي جاءت لتطبق وتحقق أفكاره على أرض الواقع بعد أن أصر على الاستحواذ عليها، وأن يكون الصوت الوحيد المسموع في السودان كله، وكان أول من انقلب عليه تلامذته وأتباعه الذين كانوا قبل ذلك تحت قيادته، وعلى رأسهم الرئيس عمر البشير الذي كان عضوا بالجبهة الإسلامية وقت أن قام بثورة الإنقاذ سنة 1989، وتولى مقاليد الحكم.

ورغم نصائح المخلصين لم يقنع الترابي بأن يترك الساحة، ويعتزل السياسة، ويكتفي بدور المفكر المنصور الذي أمهله التاريخ حتى قامت على أفكاره دولة، وما زال رغم كبر السن وقسوة التجارب يأمل في أن يعود مرة أخرى إلى أضواء السلطة وبريقها بعد أن تعود البحث عن السلطة والسعي إليها حتى لم يعد يتصور نفسه دونها، وهو على ثقة من أن التاريخ سيعيد معه سيرته الأولى فيخرج من المحنة، ويعود إلى السلطة مرة أخرى. غير أن الوضع يبدو مختلفا تماما عما كان عليه مع الرجل الذي كانت لديه من الإمكانات والظروف المواتية ما يجعله أقرب أبناء جيله لأن يحمل راية التجديد في الفكر الإسلامي لولا بريق السياسة حين يخطف أبصار المفكر ويجذبه ويملأ عليه قلبه فيفسد عليه أفكاره، خاصة حين يصر على تحقيقها بنفسه!

والآن.. لم يعد أكثر الناس تفاؤلا يتوقع عودة الترابي بعد أن صار عبئا ثقيلا يود الجميع التخلص منه؛ فالحكومة ترى أنه لا وجود للاستقرار مع الترابي، والمعارضة تفضل نار الحكومة على جنته، ودول الجوار تحمله مسئولية كل أزماتها مع النظام السوداني، والولايات المتحدة الأمريكية تعتبره الراعي الأول للأصولية في العالم، والحركات الإسلامية تعتبره خارجا عليها، حتى الجبهة الإسلامية التي صارت قياداتها التاريخية تعتبره مرحلة لا يجب التوقف عندها كثيرا، وقبل ذلك وبعده: التاريخ الذي قضت سنته بذلك.



منقول.

حاتم هاشم.

Post: #13
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: أبو الحسين
Date: 02-12-2007, 10:36 AM
Parent: #6

Quote: العزيز ابو الحسين

تحياتي

طيب الحل شنو ؟؟



الحل عند أهل الإختصاص!!!

وراجع بوست أبو الحسين... لا للغدر ولا للخيانة...

كميات مودتي...


أبو الحســــــــين...

Post: #12
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: أبو الحسين
Date: 02-12-2007, 07:47 AM
Parent: #5

Quote: اكبر (مني مني) في الشرق الاوسط..



الأخ عبد الكريم...

مني مني دي على لهجة البنغالة ولة شنو؟؟؟

نسأل الله يكرم شيبتو ويديهو وإيانا حسن الخاتمة...

مودتي...


أبو الحســـــــــين...

Post: #8
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: yagoub albashir
Date: 02-11-2007, 06:58 PM
Parent: #1

Quote: طيب الحل شنو ؟؟ انت براك شايف اي واحد عايز ليهو سلطة او وجاها يعمل فيها معارضة

وبسرعة البرق تلقاوه فوق فوق وطلباته كلها أوامر


العملوا إنقلاب مش كانوا اسرع و بقوا الكل في الكل و دمروا السودان كمان؟

Post: #9
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: yasiko
Date: 02-11-2007, 08:31 PM
Parent: #1

Quote: والترابي السياسي لديه القدرة على اقتناص الفرص، واستغلال كل الأحداث والظروف لمصلحته، ولديه القدرة على الاختراق والتسلل وصناعة التحالفات غير الثابتة، وتبني وسائل وآليات مختلفة لتحقيق مآربه يروى -في أحد الحوارات التي أجريت معه- كيف استغل خطأ سب أحد الشيوعيين للرسول صلى الله عليه وسلم، في تعبئة الشعب السوداني كله في معركة ضد خصومه الشيوعيين انتهت بحل الحزب الشيوعي، وطرد أعضائه من البرلمان.

Post: #10
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: القلب النابض
Date: 02-12-2007, 01:08 AM

Quote: العمل والملبس (حيث يعتبر الحجاب خاصا بنساء النبي)


لم يعتبر الترابي الحجاب " الخمار" الوارد في الآية الكريمة " وليضربن بخمرهن على جيوبهن"

لم يعتبره خاصاً بنساء النبي بل يعده فرضاً على المرأة المسلمة..

أما الحجاب والذي يعني الستارة التي فرضت على نساء النبي في بيته حتى لا يدخل عليهن من

يدخل وهن بالبيت ..

المعني الواضح أن حجاب أمهات المؤمنين .. وهو ستارة المنزل غير ما نفهمه اليوم " الحجاب

بمعني الخمار"

رأي الترابي هنا واضح الخمار المضروب على الصدر فرض على المرأة المسلمة.

وحديثه عن الحجاب كان في سياق الحديث عن تأريخ اللغة وتغير المعنى للكلمة بمرور الزمن ..

واورد كلمة الحجاب التي كانت في ذلك الزمان تعني القاصل او الستار الفاصلة بين مكانيين او شيئين.والآن اصبحت نعني الزي الإسلامي .. بديلاً للخمار وهو غطاء الرأس.

هذا تعليقي على المقال المنقول

مع تحياتي لابو الحسين ..

Post: #11
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: wesamm
Date: 02-12-2007, 03:23 AM
Parent: #10

( البشير ! ) يحافظ على ترتيبه الاول فى اسوأ دكتاتوريه ...ى العالم !!!!!!!!!!!

Post: #14
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: محمد فرح
Date: 02-12-2007, 11:11 AM
Parent: #11

الغالي أبو الحسين

مشكلة أحزابنا وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي مع المؤتمر الوطني إنو الأحزاب دي تلهث في محاولة منها للحاق بالوطني وتجهد نفسها لمحو اثاره وإنجازاته ......

في اللحظه التي تملأ فيها هذه الأحزاب جميع الأرجاء ضجيجاً وصراخاً يعمل المؤتمر الوطني ويقطع ودياناً وأشواطاً في التطور بينما تعلق الأحزاب فشلها على شماعة المؤتمر الوطني ....
حزب المؤتمر الشعبي يعاني الان من مشكلة تناقص عضويته اليوميه فأغلب قواعده تفرقت عنه الان وهذا واقع لايمكن الفرار منه فالحزب الان ليست لديه أية نظره أو إستراتيجيه للتحرك نحو الأمام فقط تجدهم واقفين يكيلون للوطني السب واللعنات ....
الان الحزب ليست لديه أية وجهة نظر حول مايحدث في دارفور مع أن الجميع يعلم أن كوادر معروفه خرجت وانضمت للحركات ....

Post: #15
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: حاتم هاشم
Date: 02-12-2007, 04:26 PM
Parent: #14


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم..




الترابي متشائم لوضع السودان ومقر بفشل تجربته الإسلامية


الدكتور حسن الترابي رئيس المؤتمر الشعبي المعارض في السودان والزعيم الإسلامي المثير للجدل، شخصية شغلت الأوساط السياسية والدينية داخل بلده وخارجها، سواء أكان في الحكم أم في المعارضة، معتقلا أو طليقا. وهذا الحوار معه لمعرفة رأيه بشأن التطورات التي شهدها السودان في السنوات الأخيرة منذ بدء تجربة الحكم الإسلامي في يونيو/ حزيران 1989 حتى مقتل جون قرنق النائب الأول للرئيس السوداني في 30 يوليو/ تموز 2005.


أولا: ما مبرراتكم لفشل المشروع الحضاري والتجربة الإسلامية في السودان؟

لأن جهود البشرية ولأول وهلة عرضة دائما لأن تحقق إخفاقا أو بعض إخفاق، كما أن الخطة وحدها لا تكفي لأن الآثار والابتلاءات لا تسمح لأحد بأن يحيط بغيبها كله، ولأن المشروعات التي تؤسس على الأصول الإسلامية بين يدي الذين يقيمونها لا تعود إلى تجربة قريبة حتى تعتد بها أو إلى قياس في العالم حتى نقايسها على أوضاع السودان أو حتى نقيم مشروعا أقرب إلى الفلاح.

فأنا لا أتذرع وكان ينبغي أن أدرك كل التاريخ وأعتبر وأتعظ به، لكن قبل التجربة دائما لا تستطيع أن تقرأ تاريخك أو قرآنك، لكن التجربة تعلمك وسترجع فترى ما ينبغي أن تراه والذي لم تره من قبل، ثم إن هذه التجربة هى الأولى في العالم الذي يسمى سنيا والتجربة الأخرى كانت في العالم الشيعي.

فالتجربة الأولى لم تكن تجربة تامة، وما زال الكيان التقليدى قائما يوازي الكنيسة في الغرب ويخشى المرء أن يقع ذات الصراع.
فهذه أول تجربة وحتى إن أخفقت لا أقعد باكيا لكن أقول إنها تجربة وستكتب وهي على الأقل قد تنفع الناس إذا ما كتبت بحق، ونحن نكتب فالخطأ نتبينه ونتبصره ونعترف به ونستغفر الله منه، وأما الصواب فيمكن أن يبنى عليه.


خلافاتكم مع أبناء (البيت) الحركة الإسلامية وصفتموه بالعقوق ووصفوه بالخروج منكم فهل لذلك مرده على السجن الأول أم الثاني؟

لم أكن حديث عهد بالسجن، وفي نظام عسكري سابق ظللت أدخل وأخرج لسنوات طويلة، فجهاز الأمن قديما كان منهجيا مهنيا أكثر منه مندفعا بدوافع السياسة المتسلطة، فأنا في جملة الأمر لأني قديم عهد بالسجن ما أصابني ضيق شديد حتى عندما شدوا علي الوطأة خاصة المرة الأخيرة.

كما أننى مشهور الاسم في العالم المسلم وغير المسلم ومنسوب للإسلام، فأحيانا لإرهابه ولفكره أو لكل مظاهر الإسلام الذي يرضون والذي لا يرضون، لذلك لا أريد أن ينسب النموذج الذي يرون في السودان الآن السلام، لأنهم سيقيسونه (الغرب) على ما كان عندهم من نموذج ديني.


ثم ماذا عن الخلافات؟

بدأت الخلافات عندما بدأنا ننتقل من الانقلاب والثورة، كالثورة الفرنسية لا تنتهي إلى عهد الإرهاب كما حدث في بلاد كثيرة، فالناس عندما يقبلون إلى الحكم لا يدرون كيف يحكمون ولكنهم يدرون كيف يضربون ويهجمون لذلك يتخبطون كثيرا فيضرب بعضهم بعضا، إذا ما اختفى العدو وانتهى كما حدث في أفغانستان.

لكن لأننا دخلنا بخطط قررنا إنزالها على أرض الواقع، وأول ذلك كيفية إطلاق حرية الفرد والصحافة بجانب حرية الأحزاب لكنهم داروا على ما أقره المجلس الوطني فبدأ صراع كبير حتى انفجر في الآخر.
ففى الأيام الأولى ظن الناس أن المرء غاضب على فقد كراسي السلطة، أغلب الناس كان يرى ذلك. لكنهم بعد كثير كلام اكتشفوا أن الصراع على مبادئ كان يمكن أن تبنى عليها دولة تنسب للإسلام لا على كراسي السلطة وأنصبتها.

ولهذا السبب رضيت بالسجن واطمأننت به كما ذكرت لأن العالم الغربي الآن لا يقول هذا نموذج للإسلام.


كيف ذلك؟

لأنه لا يعرف هؤلاء ولا أسماءهم بل يرى أن الذين عرفهم يقبعون في السجن فمعنى ذلك أن هذا الشيء مخالف، وكانوا سيقولون للإسلاميين في أي بلد انظروا إلى مثالكم في السودان فإذا فتحنا لكم أبواب ديمقراطية أو حرية ستصعدون إلى السلطة ثم تلقون بالسلم مرة واحدة وستطؤون علينا وطأة أصحابكم على أهلهم في السودان، بل كانت ستكون حجة دامغة ستدمر كل حركة الإسلام.


معنى ذلك أن ما حدث كان مفيدا؟

جدا....

ذكرتم في بعض مقابلاتكم أن إسلاميين تم طردهم من السودان أو سلموا لبلدانهم ما حقيقة ذلك؟ وهل هجومكم القاسى على الحكومة يعتبر ثأرا لهؤلاء أو غيرهم؟

أولا إن مبادئنا تعلمنا ألا ننظر إلى الوراء بشكل فيه أي نوع من أنواع الثأر... فحتى مع نظام النميرى الذي ألقى بنا في السجون ما ذكرناه بعد ذهابه لأن البلد قد تجاوزته، لكننا فقط نذكر التجارب لنتذكر بها، وأنا لست مشغولا بالأشخاص أو الانتقام منهم لكن صحيح أنه بدأت تتوارد علينا عندما علم الناس أن ثمة توترا.

بدأت ترد إلينا معلومات عما تفعل بعض الأجهزة من فساد وإسلام للناس رغم أن حماية من استجارك هي جزء من الإسلام ليس فقط إنصافا لصديق بل إن عدوك إذا ما لجأ إليك سياسيا فلا بد أن تؤمنه تماما ولا بد ألا تخرجه من بلدك إلا إلى بلد آمن آخر (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره) وبدأت تصلنا أشياء وتدابير تجرى من تحت لتسد الطريق الذي كنا نتمنى أن ينفتح شيئا فشيئا فما أدري إن كان ذلك غباء أم عدم إدراك.
فالضغوط اشتدت من الخارج على قيام إسلاميين هنا في السودان بعدما سمعوا أن هناك بلدا إسلاميا أصبح مأوى بعد مطاردتهم في بلادهم بسبب قتالهم في افغانستان وكل من كان ممولا من قوى دولية أو من بلده تحول اسمه إلى خطر بأن سيكون إرهابيا لأنه تدرب، وظلت بعض البلاد لا تستقبلهم رغم أنهم أبناؤها فلجؤوا إلى السودان لأيما عمل استثماري أو غيره


كارلوس مثلا؟

كارلوس ليس بمسلم لكنه ادعى أنه عربي وجاء بجواز كذلك والناس كانوا مشغولين بالسودان، لأنه أصبحت له صورة في العالم ولكن تحت وطأة الضغط وهذا من اسباب الخلاف الحاد أيضا فبدؤوا أول الأمر فأسلموا بعض الناس لبلد جار، ونحن نعلم ماذا سيحدث من هذا البلد الجار إذا أسلم إليه هذا النوع من الناس، سيقضى عليه عند الحدود مباشرة، ومن بعد ذلك ظلوا ينذرونهم أياما ثلاثة لمغادرة البلاد فكان الناس يهربون إلى بلد عربي يستقبلهم ومن هنالك يتسللون إلى الغرب فيستقبلهم لجوءا سياسيا، وقد حدث كثير من هذا.

أضف إلى ذلك أن بعضا من هؤلاء تزوجوا منكم (السودان) ونالوا بقانونكم الجنسية السودانية وأولادهم هنا كما أنه إلى عهد قريب أسلم بعض الناس الذين تجنسوا قبل سنين بجنسيتكم السودانية، فأسلموا إلى بلاد لا أدرى ماذا جرى لهم فلربما قضي عليهم.


أعلنتم معارضتكم للدستور الجديد فما الأسباب؟

في هذا الدستور يأسف المرء أن يقول إن إخوتنا في الجنوب ركزوا على ما يليهم هم فقط.

ثانيا: أن الدستور حدثنا عن أن الأغلبية هي 52% لحزب واحد، ومعنى ذلك أن الحرية هي ما يريده الحزب صاحب الأغلبية، رغم أنه غير أوضاعه ونظامه التأسيسي ليجعل السلطة لفرد واحد، ومعروف أين يقوم الفرد الواحد الآن.
ثالثا: ارتدت حرية الأحزاب واشترط عدم ممارسة أي حزب لنشاط إلا بالموافقة يوافق على الدستور كما أعطي الرئيس سلطة عليا بجانب تقييده للطوارئ بموافقة نائب الرئيس.

رابعا: أعطى الدستور الجديد سلطة تشريعية للرئيس عكس ما كان في الدستور السابق وهذا ليس حكم الشعب ولا نواب الشعب وإنما حكم الرئيس هنا والرئيس هناك.


ألا يمكن تعديل ذلك؟
أولا: التعديل أصبح شبه مستحيل لأنهم وضعوه وفق قيود وأغلبيات تكاد تكون كاملة وهم على أية حال ضمنوا الأغلبية فضلا عن أغلبيات الدستور الأخرى المعقدة. فنحن خلاص توكلنا على الله وننتظر فهل نستطيع أن نؤمن هامشا من الحرية بالقدر الذي نتمناه موجودا أو هامشا معقولا حتى نعمل فيه؟

فانا الآن أطمع ليس في النصوص السيئة لكن هناك قوى سياسية جديدة كالقوى الجنوبية التي جاءت من الغابة فهي تنزع إلى جانب الحرية كما أن هنالك قوى كانت تحت الأرض خرجت الآن مثل الحزب الشيوعي بجانب قوى أخرى رئيسية، وحتى إذا لم تتفق في برامجها فستتفق على ضرورة الحرية، والقوى الدولية أصبحت وطأتها شديدة جدا.. وجيشها الموجود في السودان الآن ليس بجيشكم والمال مالهم وحاكمهم (أيان برونك) يصرح في صحفكم كما يصرح رئيس دولتكم وهم يدركون الآن أن مصالحهم لن تستقر إلا ببناء الديمقراطية لذلك يتحدثون عن الإصلاح بشيء من الإخلاص هنا وفي البلاد من حولنا.


ألا تعتقد أن طول المدة لإجراء الانتخابات سيؤثر على الحياة السياسية؟
أنا لا أستكثرها لأن هناك أحزابا ابتعدت عن قواعدها وغالب السودانيين انطلقوا الآن إلى غير ولاء حزبي وتقطعت وشائج النظم الحزبية التي كانت سائدة في السودان.

أي أنها بضع سنوات يمكن للأحزاب أن توفق فيها أوضاعها، فالسودان ليس منتظما الآن فقد تمزقت أقاليمه وأصبح إنسانه سادرا في غير مناص.


هل معنى ذلك أن نسبة انفصال الجنوب ربما تكون كبيرة؟

اليوم، في ما أرى هي غالبة ولكنها ليست صعبة العلاج لأن الإخوة في الجنوب لا سيما الشباب منهم غالبهم حديث عهد بصراع متطاول لم يكن بالحرب فقط وإنما بأشياء وظلامات تحرك النفوس إلى الانفصال.

ثانيا: لست آمنا على ألا يختل الاتفاق، لأننا عهدنا اتفاقية أديس أبابا 1972م عندما أتت قيادة التمرد واستغرقت في بحر المتاع والمخصصات ولما جنح النميرى بعد ذلك على الاتفاقية وتجاوزها ما خرج أو عاد إلى الغابة أحد منهم لأنهم وحلوا فخرج جون قرنق لأنه كان ضابطا في الجيش كما فعل بريك مشار واتفاقية 1997م رغم أنها وضعت في بنود الدستور كما وضعت هذه الاتفاقية، فإذا ما حدث خلل فيها فسيقع الانفصال دون انتظار لاستفتاء أو إكمال سنوات وهى كلمة واحدة وتنقطع العلاقة.

ثالثا: أن الفرحين من أبناء الجنوب بتوقيع السلام ينتظرون الآن طيباته وثمراته وهي لا تتجزأ لأن المعونات الدولية تتأخر جدا وأخشى ألا تصب قطرات منها على الشعب فتقوم الفتن والمشاكل وتضطر الحكومة لممارسة أشيائها، فالذي في الشمال يتولى أهل الشمال وكذلك الذي في الجنوب عندي رجاء أنه ربما مع السلام، الشيء الذي لا نستطيع أن نقرأه 100% أن ينصهر الجنوبيون مع الشماليين حتى ولو تأخر مجيء البركات.


كيف تنظر للأوضاع في السودان في ظل وجود أجنبي كثيف؟
هذه الجيوش الأجنبية ما تدخل بلدا حتى تبقى فيه ووجودها لمصلحة الجنود الذين يأتون ولبلدناهم لأن هناك أموالا كثيرة تأتيها وتتوزع بين خزائن هذه الدول وجيوب جنودها، فهم يتمتعون بالدولار أكثر مما يتمتعون برواتبهم البائسة، فمن كل بلاد أفريقيا والعالم مضطربها ومستقرها جاءتنا جيوش وعندنا ما شاء الله مليشيات كثيرة فنحن الأوائل إذ لم يبلغ بلد في العالم مثل ما بلغنا من وجود قوة مستقلة في داخله وخارجه.


ألا يعني هذا أن سيادة السودان في خطر؟

استقلال السودان وسيادته هذه كلمات أصبحت قديمة لأن العالم قد تغير وتقارب والسيادة القديمة والغيرة عليها أصبحت أشياء بالية.

فأنا الآن أرى السودان في أسوأ حالاته تتجاذبه مخاطر التمزق والذلة، أنا أتحدث بموضوعية في ظل ضغوط عدلية ومالية وعسكرية من الخارج، وأقول هذا ليس لأني أريد أن أرمي بلادى بالهجاء لكنه للتذاكر فيمكن أن نعالج شيئا من أمرنا، فالسودان لديه إمكانات ليكون بلدا عزيزا محترما فائضا على الناس لا مفاضا عليه.

هل يتذكر السودانيون مع فرحة السلام هذه الأشياء؟ أنا أذكر كل الناس بهذا الخطر .


مع كل هذا التخوف هل تتوقع ظهور جماعات متطرفة تحاول طرد الأجانب باعتبار أنهم مستعمرون؟

لا أتوقع كثيرا هذا، لأن السودانيين دائما ينشغل بعضهم بضرب بعض، فالسودانيون لا يفعلون شيئا لأنهم ضعفوا بجانب أنهم مشغولون الآن بمعاشهم لذلك لا أظنهم سيشكلون خطرا على القوات الدولية.


تطرح الإدارة الأميركية مشروعا للإصلاح السياسى في الشرق الأوسط وبالطبع يشمل هذا المشروع السودان وغيره من الدول العربية في المنطقة ما رأيك في ذلك؟
الإصلاح الذي يأتى الآن جاء بالرياح التى هبت علينا ونحن أحوج ما نكون إليها، فنحن والبلاد العربية كل أنظمتنا متصدعة، والمجالس التى تتبع للجامعة العربية لا تنظر شيئا ولا تجتمع وكذلك مجلس التعاون الخليجي والمغرب العربي، كلها هادئة بل متجمدة فقد بدأ الإصلاح من الخارج لكننا نسأل الله أن يبدأ من الداخل لأن الديمقراطية إذا أتت من الخارج فستظل سطحا فقط والأجسام عادة تكره الزراعة الخارجية، فالعرب لا يفهمون كلمة ديمقراطية بل يعتقدون أنها كلمة من الغرب شيء طيب مثل السيارات والبدل والمنتجات الأخرى.

فخطابي الآن أوجهه إلى الحكام العرب وأقول إنه لا طريق أمامهم غير الإصلاح، كما أن الحرب على الإرهاب أصبحت كلمة طيبة وأخاطبهم أن يتولوا الفتح شيئا فشيئا بالانتخابات والحريات وقيام التنظيمات الاجتماعية والسياسية لنضمن استقرار حكم الشورى (حكم الشعب)، كما أسأل الله أن تأتي الديمقراطية من القواعد وأن تستقيم على أسس قوية.


هل تعتقد أن الغرب يريد الديمقراطية فعلا؟

كانوا في السابق يكرهونها لأنهم يعلمون أنها ستلد إرادة شعبية تريد عزة للبلد ومساواة وعدالة معهم حتى لا يسلبوننا أموالنا والأميركان بالذات يكرهون الديمقراطية ويؤيدونها تماما عند غيرهم.


هل تتوقع أن تنتهي الحرب غير المعلنة بينكم وبين أميركا باعتبار أنها ما زالت تعتقد أنكم تقودون تيارات إسلامية متشددة، كما سبق أن ألمحتم إلى أن جهات أجنبية فهم أنكم تقصدون أميركا هي التي أسهمت في إدخالكم السجن؟ وهل تعتقدون أن بإمكانها لعب نفس ذلك الدور؟
لم يكن السجن وحده ولكن الضربة التي تعرضت لها هناك وكان ينبغي أن تقتل لكنها قتلت أسابيع وشلت حينا من الدهر ثم مضت بجانب أن الدفع للآخرين يأتي في روح الأميركيين وثقافتهم لأن أميركا مؤسسة على الضرب والقتل.
ثانيا: أن مبادئ أميركا الفلسفية تعتمد على الواقعية أي أنك إذا استطعت أن تغلب هذا الضعيف فاقض عليه تماما فقط هي واقعية وليست لهم مبادئ كثيرة.

والأميركيون أصبحوا القوة الواحدة التي تسيطر والتي لا يوازيها أي ميزان في الشرق حتى نعيش نحن البؤساء بين الجناحين كما نريد، بل أصبحت تسيطر على الشرق والغرب والعالم العربي والمال العالمي، فقد فعلوا بأفغانستان والجزائر بجانب الضغوط القوية من اللوبي الصهيوني المنتشر في البلاد، والوطأة على ليبيا والسودان، وهم كشعب لا يعلمون شيئا كثيرا عن العالم لكن إداراتهم أنزلت عليهم ثقافة كارهة لأي شيء يسمى بالإسلام لذلك لا تسميه باسمه بل تسميه إرهابا ويعني عندها أصولية، ولهذا بدأت ترتد عليهم الآن، فاضطروا في العراق أن يتفاوضوا معهم وأحيانا يتلطفون إليهم وبدؤوا يسمونهم مقاومة وحتى لا تنفجر أرض البترول في السعودية بدؤوا يتكلمون عن الإصلاح وفي مصر كذلك بدلا من أن تنتشر كفاية رأوا ضرورة فتح الأبواب للمواطنين والإصلاح الداخلي.


هل تحاورهم؟
والأميركيون لا يتحدثون إلينا كثيرا لكن بدأ كثير من الأوروبيين الآن والقوى في أميركا نفسها تقول لا بد أن نتحاور مع الإسلام وأنا مطمئن وأصابرهم قليلا والآن أرى ملامح التطور وعندئذ أتحدث اليهم.


هل تتوقع تغييرا قريبا؟

الوطأة أخف من ذي قبل، والغربيون أنفسهم الآن أقرب إلى التفاهم أكثر من اللغة الأولى، وبدأ نزع جديد وأرجو أن يكونوا كذلك، وهذه ليست ذلة مني ولكني إنسان أريد أن أتعاون مع أي إنسان حتى ولو كان فيه استبداد أو ترفع وأسأل الله أن يخفف استبداده وترفعه ويفتح بيني وبينه الأبواب ولا أريد أن ينتهي العالم إلى صراعات.


ماذا يعني فقد قرنق في هذا الوقت بالذات؟
كان لوفاة جون قرنق وقع جليل لا يقتصر على الحركة التي كان يقودها ومن ثم على الجنوب، بل على السودان الذي كانت تتعلق رجاءاته حول جون قرنق في مختلف الأقاليم بميزان اللامركزية والحرية بل في الأقاليم المجاورة للسودان التي عرفته وعهدته عهدا طويلا بل وفي العالم كذلك لا سيما العالم الغربي الذي عرفه من قريب. لكن بالطبع مرحلة إنزال السلام إلى الواقع مرحلة تختلف عن مرحلة كسب السلام لأن كسب السلام اقتضى مقاومات ومواصلات دبلوماسية والثائرون حينما يكسبون الظلامات التي كانوا يشتكون منها يتدثر عليهم دائما التحول إلى حكام يديرون البلاد ويوحدون الناس لأعلى عدو مشترك ولكن على مقاصد وطنية أو إقليمية أو سياسية. هذه الابتلاءات كانت تنتظر جون قرنق ولكن لسعته العملية واتصالاته السياسية ولطول عهده كان يمثل السودان ويمثل الجنوب خاصة ولذلك كان فقده ذا وقع كبير.
الآن الإخوة يتعرضون لمخاطر أكثر من أمس، والمخاطر ابتلي بها الجنوب، بعد السلام وقد يبتلى بأكثر مما يقدر.


وما رأيكم في الأحداث التي تلت ذلك؟
النظام الذي يحكم السودان الآن لا يعتبر كثيرا بالتاريخ، وحتى التاريخ القريب في الجنوب لا يعتبر به في دارفور، فضلا عن أن يعتبر بهذه الوقائع، فالحكومة لم تقدر احتمال الوقائع وكانت تظن أنها ستكون قليلة. وبين يدي إعلان موت البطل الجنوبي كان ينبغي أن يكون إخراجها إخراجا يليق بالنائب الأول لرئيس الجمهورية لا نائبا وحسب، ولكن جاء مع كل زخم السلام، وكان يمكن أن يكون الخطاب مباشرا ويوجه بأحسن وكان يمكن أن تنتشر قوات الشرطة غير المسلحة حتى يتحقق النظام لا سيما في الأماكن التي يسكن فيها الجنوبيون.

وكان يمكن أن تنصب في كل هذه المواقع خيم للتعازي، يوجد قادة من الجنوبيين والشماليين ورجال الكنائس وغيرهم، وكل مراسم التعازي المعروفة في الدوائر الجنوبية حتى تستوفي كل أحزان الناس وغضباتهم، وكان يمكن للإعلان نفسه أن يكون واضحا، أي طائرة هي؟ وأين وقعت؟ حتى تتباعد السرية التي تصوب على الشمال وعلى الحكومة عموما، والحكومة لم تفعل شيئا كذلك بل ظل الخراب، والخراب لا يمكن أن ننسبه كله للجنوبيين وحسب، ولكن إذا ما قامت هائجة الخراب والنهب يركبها كثيرون من أبناء الشوارع الذين ينتظرون هذه السانحة فقد رأت الشرطة ألا تظهر أصلا، فاضطر أهل الشمال أن يدافعوا عن أنفسهم وبذات روح القطيع حتى تجاوزت المسألة قدرها، ورغم أن أخبار الوقائع حوصرت قهرا بعد الموتى أو الخراب إلا أن المعلومة في الساحة وفي مدينة واحدة بلغت مبلغا أكبر من ذلك كثيرا في واقع الأمر، وأخيرا الحكومة جاءت من تلقاء أمنها الخاص للمؤتمر ومحلياته وولايته واختارت لهم أن يقدموا الأخبار، وبعد ذلك للناس تقديرهم.
لكن هذه الواقعة أحدثت ردود فعل والناس كانوا قد أقبلوا على الحركة الشعبية وبعضهم قنط من تلقاء من يحكم السودان وظلوا يبحثون عن مناهج فارتد الفعل كثيرا في الشمال بل وما حدث للشماليين في الجنوب يزرع روحا من اليأس والكره، فهؤلاء سيتحدثون عن أنهم (الجنوبيين) ما دام أنهم لا يحبوننا فعلينا أن نذهب ويذهبوا وسنكون جيرانا كما تقسم العالم في أوروبا الشرقية.

لكن حتى في الجنوب كذلك تولد وظهر أنهم كانوا يكتنزون كثيرا من الغيظ والغضب وكنا حسبنا أن مجيء الجنوبيين إلى الشمال من الغيظ وليس كل الجنوبيين في الشمال فإن بعضهم تصدى لكف أيدي الآخرين وحماية الناس.
فهذه الوقائع باعدت بين الجنوب والشمال ثم إن فقد جون قرنق نفسه الآن جاء إلينا بقيادات جديدة عهدناها عسكرية محضة ومن العسير أن نحكم عليها كيف تفعل في دور سياسي مكان جون قرنق الذي له تجربة عالمية سياسية ووطنية وهي قيادة جديدة لا يستطيع الناس أن يحاكموها بما يظنون.

ولعل القيادة أصبحت جماعية أكثر وهذا تقدم في الجنوب الذي كان يواجه جون قرنق قائدا فردا فإذا سألني هل تأمن على الصعيد القومي القوى الشمالية التي تتولى السلطة يمكن أن تفي بالصدق ومع القيادة الجديدة فأقول يظن الناس إنه بالترضيات والتخديرات تسترضي. ويعني هذا خطرا أشد، فالمرجو أن يكون خيرا لا شرا.


إذن أنت متشائم مما يمكن أن يقع؟

ليس مصوبا بالتدقيق على عين القادم لكن الأحداث التي تلت فقد جون قرنق أوقعت في أهل السودان هنا شيئا من الردة في الرجاء في الوحدة وفي سلام يوحد، ولا أقول إنها غلبت عليهم الآن ولكن قبل الحادثة كانت هناك مجموعات انفصالية في الشمال، وبعدها تقوي هذا التيار بعض الشيء، وفي الجنوب ربما الأمر أحدث شيئا من النزعة إلى الانفصال لكن بعد قليل ربما تهدأ النفوس.

ــــــــــــــــــــــ

حاوره/عماد عبدالهادي


السؤال هو:
هل الدكتور الترابي لا زال يلعب دورا في سياستبا الداخليه ؟؟؟؟؟؟...



حاتم هاشم.

Post: #16
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: SAMIR IBRAHIM
Date: 02-13-2007, 03:09 AM
Parent: #15

الحبيب ابو حسين ...

ثورة الانقاذ وقفت وتحدت كل العالم ... وها هي تزمجر بالعواصف والردي ... زرعت الحقول .. ورصفت الطرق ... وبنت البنيه التحتيه للسودان ... علي يدها انطوت حرب فاق ضحايها الاثنين مليون ...

حرب دارفور .. الله ينتقم كل من يقف وراءها ويدعمها ... اللهم امين ...

تخريمه ... نسي حسن الترابي ان رجل الشارع السوداني اصبح واعي ... بل لم يحسب حساب رجل الشارع كل اصحاب الاحزاب واسيادها ..

وتخريمه ثانيه ... نقول ليهم ... احترموا تاريخكم ... واحترموا عقولنا ..

عادل الباز يا بتاع الانقاذ!!!!]

Post: #18
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: أبو الحسين
Date: 02-15-2007, 07:12 AM
Parent: #11

Quote: ( البشير ! ) يحافظ على ترتيبه الاول فى اسوأ دكتاتوريه ...ى العالم !!!!!!!!!!!



الحِبيِّب وسام...

علاقة دا... بالترابي شنو؟؟؟!!!


Post: #19
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: أبو الحسين
Date: 02-19-2007, 09:32 AM
Parent: #18

.

Post: #17
Title: Re: عفييييييييييت منك آ التُرابي... هييييعععع!!! شُوفُو بلاوي السياسة بتعمل شنو؟؟؟
Author: أبو الحسين
Date: 02-14-2007, 11:23 AM
Parent: #1

Quote: أولا: ما مبرراتكم لفشل المشروع الحضاري والتجربة الإسلامية في السودان؟

لأن جهود البشرية ولأول وهلة عرضة دائما لأن تحقق إخفاقا أو بعض إخفاق، كما أن الخطة وحدها لا تكفي لأن الآثار والابتلاءات لا تسمح لأحد بأن يحيط بغيبها كله، ولأن المشروعات التي تؤسس على الأصول الإسلامية بين يدي الذين يقيمونها لا تعود إلى تجربة قريبة حتى تعتد بها أو إلى قياس في العالم حتى نقايسها على أوضاع السودان أو حتى نقيم مشروعا أقرب إلى الفلاح.

فأنا لا أتذرع وكان ينبغي أن أدرك كل التاريخ وأعتبر وأتعظ به، لكن قبل التجربة دائما لا تستطيع أن تقرأ تاريخك أو قرآنك، لكن التجربة تعلمك وسترجع فترى ما ينبغي أن تراه والذي لم تره من قبل، ثم إن هذه التجربة هى الأولى في العالم الذي يسمى سنيا والتجربة الأخرى كانت في العالم الشيعي.

فالتجربة الأولى لم تكن تجربة تامة، وما زال الكيان التقليدى قائما يوازي الكنيسة في الغرب ويخشى المرء أن يقع ذات الصراع.
فهذه أول تجربة وحتى إن أخفقت لا أقعد باكيا لكن أقول إنها تجربة وستكتب وهي على الأقل قد تنفع الناس إذا ما كتبت بحق، ونحن نكتب فالخطأ نتبينه ونتبصره ونعترف به ونستغفر الله منه، وأما الصواب فيمكن أن يبنى عليه.