من اقوال محمد ابراهيم نقد

من اقوال محمد ابراهيم نقد


11-22-2010, 09:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=331&msg=1291496514&rn=15


Post: #1
Title: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-22-2010, 09:36 PM
Parent: #0


smc

السيرة الذاتية: محمد ابراهيم نقد
مرشح الحزب الشيوعي
* من مواليد مدينة القطينة 1930م تلقى تعليمه الاولى والوسطى بالعديد من مدن السودان حيث ظل متنقلاً مع عمه.
شارك في المظاهرات ضد الاستعمار عام 1946م إبان مرحلة الحراك السياسي لمؤتمر الخريجين. تلقى تعليمه الثانوى بحنتوب الثانوية وكان من بين زملاء دفعته الرئيس الاسبق نميرى. وشارك خلال الدراسة في المظاهرات التي كان ينظمها طلاب المدرسة المساندة للحركة الوطنية كالمظاهرات المؤيدة لإضراب الجمعية التشريعية.
* يؤمن بقيام دولة ذات نظام علماني.
* برزت ميوله للأنشطة الثقافية بالجمعية الأدبية، وكان مشرفاً على جمعية التمثيل والمسرح التي قدمت أعمالاً لخالد أبو الروس وشكسبير وجرجي زيدان.
* أكمل دراسته الجامعية ببراغ ( تشيكوسلوفاكيا سابقا) وتخرج من كلية الاقتصاد بعد أن فصل من جامعة الخرطوم كلية الاداب.
* عاد للسودان و تفرغ للعمل السياسى فى سكرتارية الحزب الشيوعى.
* اختفى لمباشرة مهام العمل السياسي السري بعد الإطاحة بالنظام الديمقراطي في 17 نوفمبر 1968م واعتقل لمدة عام.
* انتخب عضواً بالبرلمان عن دوائر الخريجين فى عام 1965م مرشحاً عن الحزب الشيوعي. ولم يكمل الدورة نسبة لصدور قرار حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان.
* أصبح سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي السوداني عقب اغتيال عبد الخالق محجوب فى عام 1971م ثم اختفى من نظام مايوحتى انتفاضة ابريل 1985م.
* انتخب عضواً بالبرلمان عن الحزب الشيوعى السودانى عام 1986. وظل يباشر مهام العمل النيابي والسياسي حتى يونيو 1989م.
* باشر العمل السياسي حتى انعقاد المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي السوداني في يناير 2009م حيث تم انتخابه سكرتيراً سياسياً للحزب الشيوعي.
* له العديد من المؤلفات: "قضايا الديمقراطية في السودان" و"حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية" و"علاقات الأرض في السودان: هوامش على وثائق تمليك الأرض" و"علاقات الرق في اﻟﻤﺠتمع السوداني" و"حوار حول الدولة المدنية.
"


Post: #2
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-22-2010, 09:44 PM
Parent: #1


حواراً ساخناً
مع مرشح الحزب الشيوعي لرئاسة الجمهورية محمد ابراهيم نقد



* البشير لن يكتسح الانتخابات في الجولة الاولى وفكرة مرشح واحد
لم تطرح بعد
*سأفوز بالانتخابات الرئاسية وهذا ما سأفعله للشعب السوداني
* لن نقاطع الانتخابات حتى إذا تحققنا من وجود الاساليب الفاسدة
وسنكتفي بالشكوى
* ليس لدينا مخططاً بغرض تشتيت الاصوات وانا لم أرشح نفسي لذلك
* عدم نزاهة الانتخابات تخلق جو غير صحي ونحن لن نشتري الاصوات
لأننا افقر من الفقراء
اجرته / عفراء الزاكي
أأخبار اليوم : 25-2-1431

تفاجأ الشارع السياسي السوداني بترشيح زعيم الحزب الشيوعي السوداني
محمد ابراهيم نقد لمنصب رئاسة الجمهورية في هذا العمر المتقدم، ويرى
البعض ان فرص فـوز الحـزب في سياق الانتخابات الرئاسية ضعيفة جدا لان
الحـزب ليس له وجـود جماهيري ولكن بالرغم من هذه الملاحظات والاراء بدا
الاستاذ محمد ابراهيم نقد واثقا من فوزه بالانتخابات القادمة وقال (الموية تكذب
الغطاس).

(أخبار اليوم) التقت الاستاذ نقد المرشح لانتخابات الرئاسة لتقف معه على
برنامجه الانتخابي وماذا سيفعل للشعب السوداني بعد فوزه وايضا ما هي
حقيقة معارضة حزبه لفكرة الصادق المهدي .. وحول هذه القضايا واخرى كان
حـوارنا مــع زعيم الشيوعي محمد ابراهيم نقد فإلى نص الحوار ...

* تفاجأ الشارع السوداني بترشيحك للرئاسة وانت في هذه المرحلة المتقدمة من العمر؟
- اولا (كتر خيرك) على الطريقة المؤدبة التي اخبرتيني بها انني رجل عجوز
(كتر خيرك وبارك الله فيك) (والفيكي إتعرفت)، وانا لـم اسع للترشيح لكن
في الحـزب تم طـرح الفكرة واختاروا ان يرشحوني بهذا المنصب وانا اخذت
نصيبي في البرلمانات فشاركت في برلمان 65 وبرلمان بعد الانتفاضة ايضا
كنت عضوا فيه وفي اخـر برلمان واخــر حكومة للصادق المهدي كانت حكومة
شاركت فيها كل الاحزاب وكان مقدما لحزبنا معقد في الوزارة ولم اترشح انا
بل قمنا بترشيح زميل اخر للوزارة وبالنسبة لي ليس مهما ان اكون وزير أو
رئيس وحتى الان لم يحدد انني سأنزل الانتخابات البرلمانية م لا، وليس هنالك
شخص يقوم بترشيح نفسه الا الذين لديهم دوائر تقليدية مثل العمد والمشايخ
هؤلاء يكون وضعهم في البرلمان مهم بالنسبة لقبائلهم والمهم انه تم ترشيحي
لرئاسة الجمهورية.

* هل انت راضٍ بهذا الترشيح .. يعني هل هذا ما تريده؟
-اتقصدين ان حزبي يرشحني لمنصب رئاسة الجمهورية واقول لهم لا يعني.

* لا .. اقصد ايطمع من في عمرك بهذا المنصب؟
_ (ضحك طويلاً جداً) ثم قال (يمكن الواحد يموت قبل ما يحس بيها)، (وضحك
مرة اخرى) وقال ان اسمي من ضمن المرشحين لرئاسة الجمهورية وسأدخل
الانتخابات وان الاعمار بيد الله وهل يمكن ان اكمل المدة ام لا فهذا شئ اخر.

* ماذا تريد ان تفعل للشعب السوداني إذا فزت بالانتخابات الرئاسية؟
- ان البرامج الانتخابية للمرشحين لن تختلف كثيرا لان هنالك اشياء ملزمة
فإذ كنت تريد ان تخاطب المجتمع السوداني لابد ان تلتزم باتفاقية نيفاشا
وايضا تتحدث عن سعيك لحل مشكلة دارفور ولترسيخ الحكم الاتحادي بمعنى
ان تكون لدى الولايات سلطاتها وبرلمانها وحكومتها وايضا ستتحدث عن الخدمات
التي يحتاج لها السودان منذ الاستقلال مثل الصحة والتعليم والاوبئة والطرق
والمياه والكهرباء وغيرها من خدمات اما الجانب الاخر فهو المرأة ولابد من
مشاركتها في الانتخابات والحكم ولكن حتى الان مشاركتها محددة فكيف نشجعها
لتكون مشاركتها كاملة في البرلمان ومجلس الوزراء ورئاسة الدولة فهذه كلها
اشياء ديمقراطية توسع المشاركة في الحكم وتطور قدرات المجتمع ... وايضا
هنالك جانب المناطق المتخلفة ومازالت متخلفة مثل جنوب النيل الازرق
ودارفور وكردفان واجزاء من شمال السودان وشرقه فهذه كلها تحتاج لبرامج
اكثر تحديدا يعني لا يكفي ازالة التخلف عن الشرق مثلا بالاضافة الى ذلك
السياسة الخارجية وفعالية السودان مع دول العالم والمنظمات العالمية
والاقليمية العربية الافريقية والاسلامية لابد من تنشيط دور السودان فيها.

* يعني ليس هنالك فرق إذا صوت المواطن لنقد أو المهدي أو حاتم أو عرمان
أو غيرهم من المرشحين طالما ان برامجهم الانتخابية موحدة؟
-ان أي شئ جديد سأضيفه لبرنامج الحزب الشيوعي الانتخابي سيكون في برامج
الاحزاب الاخرى وهذا لاننا عملنا مع بعضنا البعض فترة طويلة وكل هذه الاحزاب
كانت في تحالف التجمع.

* ولكن بهذا لن تكون هنالك منافسة بين الاحزاب؟
-لا .. ستكون هنالك منافسة.

* هذه المنافسة ستقتصر على المؤتمر الوطني والمعارضة، أين
المنافسة داخل احزاب المعارضة نفسها من هذا؟
- يا ستي الانصاري يصوت للصادق المهدي سواء كان ببرنامج أو بدون برنامج.

* بإيجاز ما هو برنامجك الانتخابي؟
- يصعب الحديث المختصر عن البرنامج الانتخابي وايضا الحديث المختصر
يمكن ان يدع كل برنامج يشبه الاخر ولكن البرنامج عادة تظهر طبيعته
من قراءته متكاملا وبعد ان نكتبه سأرسل لك نسخة منه لتطلعي عليه
وتحكمي عليه وبرنامجنا الانتخابي تقوم بعمله لجنة البرنامج
.

* الا ترى ان الوقت قد تأخر لعرض هذا البرنامج على المواطن.
- لا .. فإن الانتخابات في السودان (زي العرس) عندما يقال لك ان (فلان) يريد
ان يتزوج، فجأة تجد الناس في اخر اسبوع يقومون بالاعداد له وفي النهاية
الزواج سيتم (ثم ضحك).

*هل تتوقع الفوز؟
- (ضحك وصمت برهة) وقال اجمل شئ في الريف والاقليم عندما تسأل
الناس عمن الذي سيفوز يقولون (البيفوز والله يفوز) (وضحك).

* لكن نحن لا نريد ان تجيب لنا مثل ناس الريف؟
- إذا لم اكن متوقع الفوز لماذا اخوض هذه الانتخابات.

* واذا لم تفز هل ستقول ان الانتخابات فاقدة الحرية والنزاهة؟
- لماذا ..!! الا إذا كانت هي أصلا ليست حرة ونزيهة ولكنني انا لا اتهم احدا
وفي اثناء التسجيل هنالك اتهامات كثيرة اطلقت نحن لم نطلق ولا اتهام واحد
الا المخالفات المحددة وهذه قمنا بكتابتها في مذكرات وقدمناها للمفوضية،
ولكن الحديث عن ان الانتخابات مزورة تخلق جو غير صحي إذا كانت هذه
الاتهامات موجودة وفي الانتخابات سيكون هنالك جانب الفساد يعني شراء
الاصوات ونحن سنكون بعيدين من هذا لاننا افقر من الناس الفقراء وبالتالي
لن يستطيع ان يتهمنا احد باننا نعطي الناس (قروش عشان يصوتوا لينا).

* إذا تحققتم من وجود هذا الفساد من قبل المؤتمر الوطني ماذا ستفعلون؟
-تساءل (حنعمل شنو يعني؟).

* اعني هل يمكن ان تقاطعوا الانتخابات؟
- لماذا .. لا لن نقاطع الانتخابات وان الاساليب الفاسدة تكون موجودة
في الانتخابات وفي كل الانتخابات. ولكن هذا لا يدعو لمقاطعتنا للانتخابات
واذا وجدنا أي حادث محدد سنشتكي طبعاً.

* يرى البعض ترشيحك للانتخابات جاء من باب دعم استراتيجية تشتيت الاصوات؟
- لا ابداً .. نحن نشارك في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية منذ الخسمينات وهذا
ليست اول مرة.

* إذا لم يحصل البشير على 50% +1 من الاصوات وجرت جولة ثانية.. في رأيك
من هو الاقرب لإختيار المعارضة له كمرشح لها؟
- لا استطيع ان احدد الآن.

* يعني ان فكرة دخول المعارضة بمرشح واحد في الجولة الثانية موجودة؟
- لم تطرح هذه الفكرة ولا من أي حزب من الاحزاب حتى الآن.

* 50%+1.. كيف تعلق على ذلك؟
- ان الاحتمال موجود ويمكن ان تقولي لانه رئيس حاكم السودان لمدة عشرين
عاماً لكن انا لا اتوقع ان يكتسح عمر البشير الانتخابات من اول جولة ولا أريد ان
اقول الا إذا حدث تزوير لان هذا الحديث سيكون سخيفاً واتهام مسبق لا يليق
بالرغم من ان كثير من الناس يعتقدون انه إذا فاز من اول جولة فهذا نتاج لتزوير
لاننا نرى السخط على حكمه في البلد عامة لذلك لا اتوقع ان يفوز من اول جولة.

* لماذا؟
- لان المرشحين يغطون كل الخارطة السياسية هذه الاحزاب لديها نفوذ
والمؤتمر الوطني ليس سيد الساحة وساد الساحة عندما حظر نشاط
الاحزاب الاخرى ولكن بوجود هذه الاحزاب هو ليس سيد الساحة.

* لماذا لم تتفقوا على مرشح واحد للرئاسة في الفترة السابقة؟
- لا نرى ان هنالك داعٍ لهذا و يمكن ان يأتي بعد الجولة الاولى فإذا تعادلت
الاصوات يمكن ان نتفق على مرشح واحد لكي لا نشتت اصواتنا ونحن لم
نصل لهذا حتى الان. لا استطيع ان احدد هذا الآن فإذا فاز البشير وكانت
الاحزاب المتبقية خمسة لا استطيع ان احدد واحد منهم ولكن يمكن ان
نرتبهم ويمكن ان نقول حزب الامة هو الاول والاتحادي الديمقراطي الثاني
والثالث حزب جنوبي والرابع يكون من دارفور اما لخامس يكون الشيوعي
أو عبدالعزيز خالد أو غيره وهذه طبعاً مجرد (تخمينات).

* لماذا عارضتم الصادق المهدي على فكرة تقديم مرشح واحد؟
- هذا غير صحيح والصادق المهدي لم يقل ذلك.

* الامكانيات المادية والكادر المؤهل للمؤتمر الوطني مع خبرة عشرين عاما
في الحكم يجعله صاحب الحظ الاوفر .. كيف ستجابهون هذا التحدي؟
- بما لنا من تجربة ومن خبرة.

* الحزب الشيوعي حزب صفوي ومنغلق على صفوة من الناس وليس له وجود
جماهيري متغلغل في الشارع مما يجعل فرص تحقيق نتيجة مطلوبة ضعيفاً؟
- (الموية تكذب الغطاس) (نشوف النتيجة) ونتفابل بعد فرز الاصوات لنرى ماذا
اخذنا في الدوائر المختلفة.

* هل وجدتم ضمانات كافية لنزاهة الانتخابات وعدم تزويرها؟
- (ضحك) وقال (الضمان ضمان الله).

* في رأيك هل البيئة السياسية الحالية مشجعة لاجراء الانتخابات؟
- ان البيئة السياسية يمكن ان تروض لمصلحة الانتخابات، وهي مثل الارض
الزراعية التي تعطيك الثمار ولكن في المقابل تريد الحرث والري والاهتمام.

* هل ترى ان الفترة المحددة للحملة الانتخابية كافية؟
- بتجربة الاحزاب السياسية في الانتخابات المختلفة عادة الاحزاب تكيف
نشاطها بحسب المدة الزمنية المطروحة ولم اسمع من قبل ان هنالك
حزب طالب تمديد الفترة ولكن وارد خلال الحملة الانتخابية ان تطالب بعض
الاحزاب بتمديد هذه الفترة.

* الحركة الشعبية هددت بمقاطعة الانتخابات البرلمانية إذا لم تحل مشكلة التعداد
السكاني .. هل لهذا التهديد ما يبرره في رأيك؟
- اعتقد ان المشكلة التي طرحتها الحركة الشعبية يمكن ان تحل وبدون
تأكيد وهذا حديث غير مؤدب لان الحركة حاكمة يعني انها شريك في الحكم
ولا يمكن لها بين كل فترة واخرى تقول انا لن اعمل وتهدد وهذا مثل الزوجة
التي تخالف زوجها وكل مرة (طلقني .. طلقني) فهكذا لا يمكن ان تستمر
الحياة لذلك لابد من (ان يطولوا بالهم شوية) لذلك فان الوضع السياسي غير
مريح (واحد يشوت برة القون وواحد يضرب الحكم).

* يرى الكثيرون ان الانتخابات المقبلة ستكون سلاح ذو حدين اما انتشال
البلاد من وحل الازمات أو ادخالها في مسلسل عنف سياسي جديد كما حدث في
كينيا وزامبيا وايران .. فما تعليقك؟
-ان ازمات كينيا وزامبيا ازمات مقيمة ليست وليدة الانتخابات يعني هي ازمات
في طبيعة الحكم نفسه وكانت ستتفجر والانتخابات واحدة من المناسبات
التي فجرتها وهنا توجد ازمة حكم يعني المؤتمر الوطني حاكم وهناك قوى
كبيرة جدا معارضة وهذا لن يتغير في الوقت الحاضر ولن نكرر تجربة كينيا
وزامبيا والحركة السياسية لها قدرات اوفر واذا هنالك مشكلة ستحدث فإنها
ستكون في الجنوب لانهم هناك معتادون على التمرد ولكن الآن الجنوب وجد
نوع الحكم الواعد وحكومته موجودة في رئاسة الجمهورية فإذا حدثت خلافات
لن تكون مثل السابق فانها ستحدث مستوى الخلافات القبلية داخل الجنوب
يعني القبائل الجنوبية ترى ان الدينكا هم المسيطرون وهم مظلومون فهذه
حالة قائمة سواء جاءت الانتخابات ام لا وسواء الحركة الشعبية كانت حاكمة
ام لا لذلك اعتقد ان الموضوع ليس بهذه البساطة.

* هل ترى ان تحريك ملف الجنائية في هذا الوقت سيؤثر على عمر البشير
كمرشح لرئاسة الجمهوية؟
-من رد فعل الحكومة اعتقد ان لديهم عمل مع الدول الغربية والمحكمة
(تحت تحت) يعني يحاولون ان يخففوا الكم وهم التزموا امام العالم بأنهم
سيحاكموا ولا يزال موضوع دارفور ازمة ولذلك هم من جانبهم لديهم
دبلوماسية لحل هذا الموضوع

Post: #3
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-22-2010, 09:50 PM
Parent: #2

 



محمد إبراهيم نقد على مقعد المساءلة.. (3ـ3) هل يعود نقد سكرتيراً للحزب الشيوعي مرة اخرى؟!حاوره: ضياء الدين بلال


سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
26/11/2005 2:42 ص
ماذا يقول عن انتقادات الراحل الخاتم عدلان للحزب؟!
لماذا لم يتم اختيار الشفيع خضر والتيجاني الطيب للبرلمان؟
حاوره: ضياء الدين بلال
[email protected]

ü لماذا يتردد الحزب الشيوعي السوداني في عقد مؤتمره العام؟!!
ـ نحن غير مترددين وجلوسي معك الآن على حساب التحضير للمؤتمر
وكل يوم هناك مستجدات وكل يوم نحن نعمل.. وهذا يدل على اننا غير مترددين في عقد المؤتمر..
ü هل المؤتمر سيناقش كل الهموم الحزبية والوطنية منذ آخر مؤتمر في اكتوبر 1967م إلى الآن؟
ـ منذ اكتوبر 1967م حتى 1971م كنا مشغولين بالترتيب للمؤتمر وفي الآخر (قطعوا رقابنا)، وخلال مايو كنا نريد العيش في السودان سواء داخل المعتقل او غيره فقط كنا نبحث عن الوجود والبقاء، وبعد الانتفاضة اعددنا مشروع لائحة وحضرنا مشروع برنامج والتحضير للمؤتمر كان يمضى وعندما جئنا في آخر دورة للجنة المركزية في 17 مارس 1989م قلنا للجنة المركزية اننا انتهينا من مشروع اللائحة ومن تقييم 19 يوليو وانتهينا من مشروع البرنامج وكان قد تبقى شهر لتكتمل لجنة البرنامج وان نعقد في اغسطس دورة اللجنة المركزية التي تحدد متى يكون عقد المؤتمر وكان هذا تخطيطنا ولكن (الجماعة ديل جوا شهر ستة) والآن سنأتي بذلك كله لنضع برنامجاً جديداً وهذا كله نعمل فيه الآن، فهنالك واقع جديد في البلد يتطلب معالجات جديدة.
ü أليس هذا التأخير نوعاً من الخوف من انقسامات داخل الحزب يراد تذويبها مع الوقت؟
ـ NO. NO. NO بالعكس المؤتمرات تدعم وحدة الاحزاب دائماً.
ü هل هنالك خلاف حاد فعلاً حول تغيير مرتكزات الحزب الفكرية؟!
ـ ليس حاداً.. هي وجهة نظر لم يألف الناس النقاش فيها، فقد جاءت ظروف جديدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، من كان يتخيل ان (الاتحاد السوفيتي راح في حق الله).
ü يقال إن الحزب الشيوعي غير قادر على احتمال الرأى الآخر في داخله وذلك يؤدى إلى انفجار الخلاف في شكل انقسامات واستقالات؟
ـ ابداً، ولو قرأت مجلة (الشيوعي) وتنشر فيها وجهات النظر حول قضايا المناقشة العامة ستجد انه فعلاً هناك صراع فكري مستنير تتسع له مساحات الحرية داخل الحزب.

ü مناقشة 1991م حولها حديث كثير يفيد انها اغلقت بسرعة خوفاً من...؟!!
ـ مقاطعاً.. هو ليس خوفاً.. تقصد ماذكره الخاتم عدلان لقد اعطيناه عددين من مجلة (الشيوعي) اخرج حديثه كله وهو موجود حتى الآن ولا يستطيع ان يقول فيها شيئاً ولم يصادر احد رأيه .. عددان متتاليان كُرسا لوجهة نظره وهو يريد ان يحل الحزب ويكون حزباً جديداً يستوعب كل القوى الحديثة فلما كنا نحن العائق فالقوى الحديثة في الخارج اقوى منا.. لماذا لم يجمعها؟ ولماذا لم تتوحد؟ هذه مشكلة شخوص.. اعتقد ان المسألة واضحة بالنسبة لك!! وهم انفسهم انقسموا بعد قليل ـ واجارك الله ـ اي انقسام يؤدى إلى انقسام لانهم هم اباحوا الانقسام ومن اباح الانقسام لنفسه فلا يمكن ان يمنع غيره من الانقسام عليه..!!
ü الحزب لم يتجاوز ـ نفسياً على الاقل ـ أزمة يوليو 1971م وتحول من حزب ثوري إلى حزب محافظ حذر إلى حد كبير؟!
ـ وجهة نظر مثل هذه عندما تقال فالطبيعي ان يقال: لا، لكن انا اقول لك: اقنعني، كيف؟ ربما تكون هناك اشياء انا لا اراها، ثم ما هو الثوري؟ فليس هناك مانع ان تجرى مناقشة ومن العيب جداً ان تكون في حزب معين وتدافع عنه فقط فان الآخر يرى.. أليس كذلك؟.. فعندما يأتي منك الحديث انا استمع إليك باهتمام.. فما هو الفهم الثوري الذي تقصد..
ü المحافظة ان تكتفي بحق الوجود والبقاء فقط دون ان يكون هناك تفعيل سريع او تنشيط (لاطروحاتك) بانهيار المعسكر الاشتراكي قامت الاحزاب الشيوعية في اوربا وجددت نفسها بسرعة وجددت خطابها ودخلت في دائرة التنافس؟
ـ لانها موجودة في ظروف ديمقراطية وليست لديها مشكلة مهام مواجهة نظام شمولي مثل الانقاذ.

ü الحزب الشيوعي حريص على ان يظهر دائماً في دور الضحية؟!
= بتعجب ######رية =
ـ نحن؟! (يا أخي العفو) ـ يضحك ـ (ضحية.. ضحية منو؟).
= تكسو ملامحه الصرامة =
لسنا وحدنا ضحايا الانظمة العسكرية فالبعثيون دفعوا في هذا النظام اكثر مما دفعنا نحن والانصار ايضاً دفعوا.. والحركات ايضاً دفعت في دارفور وفي الجنوب.. وفي الشرق..

ü الآن متى يعقد المؤتمر الخامس؟!
ـ في الوقت المناسب.
محور العمل القيادي في الوقت الحاضر إلى جانب ضغط مشاكل العمل اليومي التي لا تنتهي وكل يوم هناك قضايا مثلاً موضوع الشمالية إلى اين سوف يصل؟ صحيح انه بدأ بمسائل اراضي ومسألة الخزان وباقي مسائل ويمكن ان يحصل انفلات كل يوم هنالك قضايا جديدة و...
= مقاطعة =

ü حسناً.. متابعة هذه القضايا المستجدة والمتغيرة قد يعيق قيام المؤتمر في الاساس؟!
ـ هو لن يعيق.. لكن قد يؤخر قليلاً.
ü إلى متى؟
ـ إلى الوقت المناسب.
ü من هم ممثلوكم في البرلمان؟!
ـ اخترنا سليمان حامد وهذا تقليد في الحزب بأن يتم اختيار الكادر المختفي عقب كل انفراج يلي ظروف السرية ونقدمه للعمل الجماهيري ليجدد حياته ويدخل المجتمع ويستفيد الناس من تجربته ويعيد صياغتها في واقع التفاعل مع الحركة السياسية، وكنت انا وعمر مصطفى مختفيين ايام حكم عبود وعندما خرجنا نزلنا انتخابات الخريجين ودخلنا البرلمان، كذلك اختيار فاطمة أحمد إبراهيم جاء كاختيار للرمز الذي يمثل المرأة السودانية بكل اجيالها ، وفيما يتعلق بالمناطق اخترنا صالح محمود وهو محامي من دارفور وكان قد اعطى وساماً من منظمة حقوق الانسان وذهب إلى امريكا وتسلم الوسام لانه عمل لمدة عشرين عاماً في منظمات حقوق الانسان بدارفور وجزء من لجنة محاميي دارفور وهي لجنة قانونية نشطة فعلاً، وكان من الممكن ان تكون في كل منطقة وكل ولاية في السودان مثل هذه اللجنة.
ü الاختيار قد يشير الى ان الحزب قد تعرض للقسمة مثلما حدث في بعض الاحزاب بين مجموعات الداخل والخارج؟!
ـ ابداً.. يقصدون مثلاً الشفيع خضر والتيجاني الطيب، هؤلاء لديهم مهام اخرى.. لا تقل أهمية ولكن اولاً يجب ان يأتوا إلى الداخل لان لديهم خبرات ولديهم قدرات ونحن نحتاج إليهم حالياً داخل الحزب.
ü استاذ.. متى يتقاعد السياسي؟!
ـ عندما يفشل في التصدي للمشاكل.. وليس بالضرورة ان يكون الرجل الأول ويكون في الطاقم القيادي ولو من باب التجربة لكن اولا يجب ان يحدد دوره فمثلاً اذا كان كادراً نقابياً او كادراً سياسياً فيجب ان يعرف انه عندما يصل سناً معينة وخذني مثالاً انا كنت في الماضي لا اجلس، تكون لدى ندوة في العصر ويكون لدى اجتماع مساءً وليلة سياسية والآن لا استطيع عمل ذلك ولكن يمكن ان اقيم ليلة سياسية رئيسية بين فترة واخرى بتحضير مثل التحضير لهذا الحوار وبقية العمل.. وبعد ذلك انت تستفيد من الاسم شرط ان يكون (سيد الاسم) يخضع لنفس المعايير ويعيش مع الناس ومع اعضاء حزبه مثله مثل البقية ولا يستخدم احترام الناس لتمضية اموره، لكن السياسي لا يتقاعد لانه باستمرار لديه ما يفعله فيمكنه ان يجلس في البيت ويكتب.
ü هل يمكن ان نتوقع الاستاذ محمد إبراهيم نقد أميناً عاماً للحزب فيما بعد المؤتمر العام؟!.
ـ يمكن.. (why not).. المؤتمر هو الذي يختار..
ü كانت هنالك مناقشات في الحزب حول تحديد مدة المنصب القيادي؟!
ـ هذا شكل من الاشكال، لكنه خاضع للظروف، افرض انك كنت في المعتقل او كنت في السجن لمدة ثماني سنوات والدورة ثماني سنوات او الدورتان ثماني سنوات فايها يتم حسابها فلا يجب وضع الاشياء التي يصلح مفعولها في البلدان ذات الديمقراطية المستقرة لكن نضع المبدأ ثم نرى بعد ذلك كيف يطبق.
ü الترابي قال إنه لن يسعى لمشاركة تنفيذية فعالة بعد سن السبعين؟!
ـ طبعاً ما بقدر.. وكان يجب ان يقول (مابقدر) انا الآن لا استطيع القيام بالدور الذي كنت اقوم به قبل عشر سنوات.. واحدد دوري حسب قدراتي فقط وكل عطائي للحزب.
ü البعض يعتقد ان الاستاذ محمد إبراهيم نقد هو مصدر تماسك للحزب لذلك هو حريص على البقاء على القيادة حتى لا تنفجر الاوضاع من بعده؟!
ـ لا.. هذا غير صحيح.. (يعني ساكت كدة.. يعني شيخ تقصد؟).
ü لا اقصد ذلك لكن كي لا ينقسم الحزب بعدك؟
ـ وانا سأكون في الحزب، الحزب ليس القيادة فقط.
ü نريد نظرة للمستقبل، التحديات وتجاوزاتها في الفترة القادمة في السودان؟!
ـ طيب: ختاماً: السودان تحول إلى محمية وإلى حاملة جيوش برية من كل حدب وصوب بعد ان كان الجيش السوداني في كل قوى حفظ السلام سواء في افريقيا أو في العالم العربي وكمثال كان في الكنغو وكان في لبنان.
أنا أعتقد أن المهمة الأولى للفترة الإنتقالية هي وحدة الإرادة الشعبية على نطاق الوطن من خلال ممارسة الديمقراطية وحقوق الانسان حول هدف أساسي وهو انهاء الوجود الأجنبي في الاراضي السودانية.
وأنا على ثقة أن المجتمع الدولي سيدعم إرادتنا الموحدة ولن تستطيع اية قوة اجنبية ان تتحايل لتمديد بقائها في السودان
.



http://www.sudaneseonline.com/anews2005/nov26-97655.shtml

Post: #4
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-22-2010, 09:57 PM
Parent: #3

حواراً توثيقيا مع الزعيم الشيوعي محمد ابراهيم نقد
بمناسبة مرور 54 عاما على الاستقلال

اجرته :عفراء الزاكي
أخبار اليوم
27 ديسمبر 2009

حق تقرير المصير يشكل عقبة واذا انفصل الجنوب هذه كارثة
شهدت البلاد عدم استقرار اقتصادي وانهارت الصناعة بعد الاستقلال
خلال الـ 54 عاما الماضية هاجرت القوى العاملة نتيجة للاعتقالات
والتشريدتحول التعليم الى تجارة ظاهرة سلبية في دولة مستقلة
بعد العام 1956م لم يشهد السودان الاستقرار السياسي المنشود

شهدت البلاد هذه الايام حلول الذكرى الرابعة والخمسين للاستقلال
المجيد ورغم مظاهر الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة الا ان واقع
الحال السياسي والاقتصادي ببلادنا يشير الى ان البلاد مازالت تصارع
ترسبات الاستعمار وتداعياته وانعكاساته السالبة وتحاول التحرر من
تلك الانعكاسات التي تمثلت في ازمات صارت ملازمة تسرق بهجة
الاستقلال حول هذه المعاني اجرت (اخبار اليوم) حوارا مفصلا
بمناسبة مرور (54) عاما على جلاء المستعمر البريطاني مع
زعيم الحزب الشيوعي الاستاذ محمد ابراهيم نقد فالى نص الحوار

اعلان الاستقلال
الاستقلال الوطني من اكبر الاحداث في تاريخ السودان بعد الاحتلال
الانجليزي المصري والحكم الثنائي الذي بدأ باتفاقية الحكم الثنائي
بين بريطانيا ومصر 1899م او 1898 واتفاقية الحكم الذاتي التي تم
توقيعها في القاهرة في فبراير 53 وجاءت الانتخابات واعلن الاستقلال
من داخل البرلمان وهذه كانت خطوة كبيرة تخطت بندا في الاتفاقية
بان يكون هنالك استفتاء عن الاستقلال او الوحدة ولكن حدث اتفاق
بين كل الاحزاب السياسية الداعية للوحدة والداعية للاستقلال واعلن
الاستقلال ومن داخل البرلمان وهذا ساعد في عملية الاستقلال
لانه كان حوله اجماع وطني وشعبي ومع هذا الاعلان كان هنالك
وعد من الاحزاب الشمالية الحاكمة للجنوبيين ونوابهم لذلك وعدتهم
الاحزاب ان تنظرفي الحكم الفدرالي بعد الاستقلال ولكن هذا الوعد
لم يتحقق لذلك فان التمرد الذي بدا في الجنوب عام 1955 استمر
فترة طويلة جدا
.

اتفاقية اديس ابابا عام 1972 وفي نوفمبر 1958 حدث انقلاب عبود
العسكري وبعد ذلك اتى نميري ليحكم السودان 16 عاما والان الانقاذ
عشرون عاما لذلك منذ الاستقلال حتى الان الحكم حكم عسكري
ومصادرة الديمقراطية وقد يقال ان الانظمة العسكرية حققت
استقرارا وحلت مشكلة الجنوب واحدثت صناعة ولكن الشعب
السوداني من الجانب الاخر اقام ثورة اكتوبر ضد عبود في 64
وانتفاضة ابريل ضد حكم نميري وقاوم حكم الانقاذ الذي اضطر ان يقوم
بعمل اتفاقيات مع الجنوبيين ففي هذه الفترة المعالم الاساسية فيها
هي انقطاع التطور الديمقراطي المستقر الذي يمكن ان يساعد السودان
بان يستقل كل موارده ويؤسس سياسة خارجية مستقرة ومتطورة
ومواكبة للتطورات السارية في العالم والسودان في هذا الجانب ليس
العنزة الفاردة لان الانقلابات العسكرية حدثت في كل الدول الافريقية
المجاورة والعربية لذلك عندما نتحدث عن استقلال السودان لا نتحدث
عنه كحدث داخلي وانما حدث اجتماعي وسياسي واقتصادي في
اطار المنطقة العربية والافريقية وفي اطار الوضع العالمي ففي
هذا الجانب مهما كانت السلبيات اعتقد ان الحصيلة النهائية فيها ما
هو ايجابي ان الدولة السودانية ما زالت باقية كدولة لم ينقسم منها اي
جزء بالرغم من انه امامنا حق تقرير المصير للجنوب فهذه عقبة امامنا
واتمنى ان نتخطاها بتصويت الجنوبيين لصالح الوحدة
.

خطر الانفصال
في رأيي اذا افلح التحالف القائم حاليا او الشراكة الحالية بين المؤتمر
الوطني والحركة الشعبية في تنفيذ اتفاقية نيفاشا بانضباط واخلاص
وموضوعية يمكن ان ينتج الاستفتاء لصالح الوحدة ولكن الخطر قائم
ويمكن ان يكون الاستفتاء لصالح الانفصال واعتقد ان الانفصال سيكون
كارثة على السودان لان المشكلة هي ليست ان الجنوب يأخذ استقلاله
وينفصل ولكن هذا يهز كل الدولة السودانية فهذا من جهة ومن جهة
اخرى اذا نظرنا للدول التي حدث فيها انفصال مثل كوريا الشمالية
وكوريا الجنوبية فحتى الان مشكلة الانفصال هي معضلة بالنسبة لهم
وايضا فيتنام الشمالية والجنوبية وهذه المشكلة لم تحل الا بالحرب
عندما استطاعت فيتنام الشمالية ان تقوم بطرد الامريكيين من فيتنام
الجنوبية وتوحد فيتنام ككل لذلك فان الوحدة تعتمد على الجنوبيين
وحدهم ولكن عندما يكون هنالك شخص مثل الطيب مصطفى يصدر
صحيفة الانتباهة فهذه ظاهرة سلبية ترجعنا للخلف.

دور السودان في افريقيا

ان دور السودان في المنطقة الافريقية هو محاز للدول الاتية: وهي:-
مصر / ليبيا/ تشاد/ افريقيا الوسطى/ الكنغو / يوغندا/ كينيا/ اثيوبيا /
واريتريا ويتأثر بتطروات الاحداث في هذه الدول بمعنى ان المعارضة
السودانية استفادت من الاراضي الاثيوبية والاريترية في صراعها ضد
حكومة الانقاذ وفي ايام نميري معارضة الجبهة الوطنية تحركت من
الاراضي الليبية ووصلت حتى الخرطوم ودخلت في معركة مع الجيس
السوداني وتشاد في صراعاتها الداخلية ينتقل تأثيرها بسرعة جدا الى
دارفور وكذلك الكنغو والاريتريين عندما كانوا في السودان حتى حققوا
انتصارهم والاثيوبيين كذلك وبالتالي السودان متفاعل مع دول الجوار
بصورة متكاملة وهذا استمرار لمعركة الاستغلال وطبيعتها واشكالها .

الوضع الاقتصادي بالسودان
حتى الان اقتصاد السودان مبني على تصدير المنتجات الزراعية واستيراد
اغلب المواد الصناعية والحديثة وحتى الصناعات التي قامت في فترة ما
بعد الاستقلال وفي فترة عبود بالذات وكانت في المنطقة الصناعية بحري
ومصانع بابنوسة ومصانع النسيج وغيرها في مدني ولكن الصناعة السودانية
في الوقت الحالي في حالة انهيار فاذا ذهبنا الى المنطقة الصناعية بحري
لن نجد مصنعا واحدا يعمل وفي السابق كانت هذه المصانع تعمل لدرجة
ان السكان غرب المنطقة الصناعية كانو يشتكون يوميا من الادخنة التي
تخرجها المصانع وهذا اليوم غير موجودة وان الحصيلة الديمقراطية التعددية
البرلمانية لم تستقر في السودان بعد الاستقلال والاقتصاد الوطني وقواعده
لم يستقر على قاعدة اقتصادية وطنية قائمة على زراعة حديثة وصناعة
حديثة وتجارة خارجية تستفيد مما هو متاح في السوق العالمي ونحن
نصدر نفس الصادرات القديمة (فول- سمسم- قطن- صمغ) وهذا لا يكفي .

القوى العاملة بعد الاستقلال

ان القوى العاملة التي تأسست في فترة ما بعد الاستقلال وهي القوى
الشابة ولكن نتيجة للحالة السياسية والاعتقالات والتشريد هاجرت والهجرة
لا تأتي من فراغ لان هذه القوى تعرضت لتشريد جماعي وضاقت فرص
الحياة امامهم لذلك انتشروا في العالم ويندر ان تجد دولة في العالم لا
يوجد بها سودانيون في الوقت الحاضر وهنالك كثافة في دول الخليج
والسعودية بالذات وايضا في بعض الدول الاوربية واصبح عدد كبير جدا
من الاسر السودانية عائش على حوالات ما يأتي من الخارج .

التعليم بعد الاستقلال
ولكن هذا لا يعني ان نغفل عن بعض التطورات التي حدثت في بعض
الجوانب مثل التعليم فقد حدث انتشار له ولكن نسبة الامية ما زالت
مرتفعة وهنالك جامعات كثيرة قامت وهذا شئ ايجابي في تطور السودان
ولكن بالمقابل جاءت مشكلة خريجي الجامعات وفرص العمل المتاحة لهم .

المرأة في ميادين العمل
اقتحمت المرأة ميادين العمل بكل اصنافه مثل الزراعة والصناعة والتعليم
والسلك الدبلوماسي وايضا المرأة شاركت بفعالية في معركة الاستقلال
وايضا شاركت في معركة الديمقراطية ضد الانظمة العسكرية وتعرضت
للتشريد والاعتقال والتعذيب والان يوجد لدينا سودان في الداخل وسودان
في المهجر وهذه قضية كبيرة والدول التي سبقتنا كونت لها جاليات
كبيرة جدا في الخارج مثل العراق ولبنان وامريكا اللاتينية ومشكلة النزوح
الجماعي الكبير نحن ايضا عانينا منه كثيرا .

اندلاع مشكلة دارفور

نتيجة للتخلف المقيم والموروث من زمن الاستعمار في المناطق التقليدية
التي لم تشهد تجديدا في حياتها اندلعت مشكلة دارفور من هذا الواقع
وتحولت الى مشكلة دولية واصبحت محتلة مساحة في الاعلام العالمي
اكثر من القضية الفلسطينية وان دارفور هي ليست مساحة من السودان
ولكنها تاريخ وهي كانت سلطنة وكان لديها قانون ومقر حكم وتستقبل
الوفود من كل الدول العربية والاسلامية وايضا كان يمر بها الحجاج وكان
علي دينار يرسل معهم قوة لحراسة الحجاج الى مكة .

المهدية ودخول المصريين السودان
عندما اندلعت الثورة المهدية ودخل المصريون السودان والمهدية دخلت
العاصمة واسست حكما ما كان على المصريين الا الاستعانة بانجلترا لتعيد
فتح السودان حتى وصلنا الى معركة كرري المشهورة لذلك فان الاستعمار
لم يدخل السودان بارضاء السودانيين وانما دخل على جثث شهداء الثورة
المهدية وهذا معلم بارز جدا ومهم في تاريخ السودان وعندها جاءت
انجلترا باسلحتها الحديثة وقد جرب سلاح المكسيم لاول مرة على نطاق
الحرب في اهلنا بكرري والمقاومة لم تنته بنهاية المهدية وقائد المهدية
الخليفة عبد الله مات مقتولا في ام دبيكرات وكان مضروبا في جبهته
وهذا يعني انه كان يحارب وليس هاربا وايضا في الجنوب حدثت مقاومة
ضد الانجليز اما في الشرق لم يستطع الانجليز ان يأتوا بالبحر لانهم كانوا
يخافون من مقاومة الهدندوة (الفوزي ووزي) والشاعر الانجليزي (كبلنق)
كتب قصيدة فيهم وعن مقاومتهم للعدو لذلك فان استقلال السودان اتى
نتيجة للنضال والصراع المتواصل من جانب الشعب السوداني ولم يكن
مجرد استقلال عبر الاعلان فقط وان ما بعد الاستقلال يحمد للشعب
السوداني برغم من الانظمة العسكرية المتتالية انه لم يستكين بل قاوم
حكم عبود ونميري وما توصلت له الاتفاقيات اتى نتيجة لصراع سياسي
وعسكري سواء من جانب الحركة الشعبية والاحزاب السياسية وقوى
المعارضة او النضال العام الذي شارك فيه الناس والاستقلال لم يكن
مجرد نزهة او حفلة ولكن كان تضحيات دفع فيها اناس كثيرون الثمن غاليا
.

الصحافة بعد الاستقلال
ان اغلب الصحف السودانية انتشرت بعد الحرب وقبلها كانت توجد النيل
وهي تعبر عن الانصار وصوت السودان وتعبر عن الختمية ولكن بوجود
مؤتمر الخريجين صدرت صحيفة المؤتمر بعدها السودان الجديد والرأي
العام والصراحة وغيرها وجميعها كانت بدرجات متفاوتة مع الحركة الوطنية
وبعد الحرب العالمية الثانية انتشرت حركة التحرير الوطني كل العالم وكل
المستعمرات وهذا لان رئيس انجلترا ورئيس امريكا قاما بعمل ميثاق اسمه
ميثاق الاطلنطي واقرا فيه انه اذا وقفت معهم الشعوب المستعمرة
وعدوهم ان ينالوا الاستقلال بعد الحرب وهذا انتزاع لوعد اتى نتيجة معارك
ونضال وصراع للذين ضحوا في الحركة الوطنية السودانية وفترة الصراع
ضد الاستعمار ادت الى توسيع الحركة الجماهيرية والحركة السياسية
مثل النقابات واتحادات الطلبة والنساء والشباب والاندية وكل هذه كانت
معالم يقظة بالذاتية السودانية .

انعدام الاستقرار بعد الاستقلال
دفعنا في الاستقلال ثمنا غاليا ولكن بعد الاستقلال لم يشهد السودان
الاستقرار المنشود واعتقد ان الدول الاستعمارية لعبت دورا في هذا
الجانب لان الاستعمار الغربي بقيادة امريكا كان هو المعسكر بالاضافة
الى الاتحاد السوفيتي لذلك كان الصراع بينهما وكان حدثا يوميا وهذا
ادى الى حدوث ضغوط على الدول حديثة الاستقلال فاذا اخذنا مصر
مثلا عندما كانت تريد ضم قناة السويس ليكون العائد لمصر وعندما كانت
تريد بناء السيد العالي كان البنك الدولي لديه مقترحات والاتحاد السوفيتي
لديه ايضا لذلك قامواباخذ العرض السوفيتي لانه الافضل واخذوه في
مواجهة حادة جدا مع الاستعمار كلفت مصر حرب 56 عندما هاجمت
اسرائيل مصر.

اهتمام الاعلام بمعارك الاستقلال
اتمنى ان تفسح الصحافة السودانية مساحة اكبر للمعارك الوطنية التي
سبقت الاستقلال ودور الاحزاب والنقابات والاتحادات ودور الشخصيات
الوطنية ودور الصحافة نفسها لان كل الصحف كانت تتعرض للغرامات
والمحاكمات والايقاف والمصادرة لانها كانت تأخذ مواقف ضد الاستعمار
ولم تكن مستكينة ومن هنا احيي كل الذين ناضلوا من اجل الاستقلال
على اختلاف اتجاهاتهم والان مضى على استقلال السودان قرابة النصف
قرن لذلك لابد ان نقوم بجرد حساب وعنده اننا لم نتقدم كثيرا صحيح ان
البترول ظهر وهذه نعمة من الله ولكن انهار مشروع الجزيرة والصناعة
السودانية واقفة والموجودة الان هي صناعات خفيفة وكان لابد ان تكون
في وضع افضل من هذا ولا يكفي ان نقول اننا قبل الاستقلال لم يكن
لدينا جامعة والان لدينا ست عشرة جامعة فهذا لا يكفي وكان من الافضل
ان تكون لدينا جامعة واحدة ولكن تكون مستوعبة وليس بها مصاريف
ويكون بها داخليات والان اصبح التعليم تجارة وهذا شئ سلبي واعتقد
ان تحويل التعليم الى تجارة في دولة مستقلة هذه ظاهرة سلبية وحتى
المدارس التي اسسها الاستعمار حتى الاستقلال والمدارس التي قامت
بتبرعات الناس كانت اكثر من مدارس الحكومة
.


Post: #5
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-22-2010, 10:00 PM
Parent: #4

 

نقد : التوقيع علي وثيقة دارفور لا يعني التقارب مع الشعبي أو الخروج من التجمع

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
24/11/2005 10:49 ص

الخرطوم : مزدلفة محمد عثمان
قال السكرتير العام للحزب الشيوعي، محمد ابراهيم نقد ان التوقيع علي وثيقة حل ازمة دارفور كان عملا قوميا ، ورفض اعتبار الخطوة مؤشرا للتقارب مع المؤتمر الشعبي او الخروج عن التجمع الديمقراطي .
واكد نقد في تصريح لـ( الصحافة) ان الدعوة الموجهة للامضاء علي وثيقة دارفور والتي حصدت تأييد ما لايقل عن 30 حزبا ومنظمة مدنية ، اسهمت في انجازها كافة القوى السياسية عبر سكرتارية قومية عكفت لمدة طويلة علي تحضيرها للاسهام في انهاء معضلة دارفور ، مشيرا الي ان الحزب الشيوعي كان طرح في وقت سابق رؤيته للحل ،ودعا الى عقد مؤتمر قومي او ما اسماه الحزب حينها بضرورة عقد "مشاكوس اهلية " وزاد (سنواصل دعم اي خطوة لاطفاء نار الفتنة في دارفور) رافضا اعتبار ما اقدمت عليه الاحزاب ليلة الثلاثاء بالخطوة المتأخرة.
واكد نقد ان الحزب الشيوعي لم يعلن مغادرته للتجمع الديمقراطي، ونفي تبعا لذلك اعتبار جلوس الشيوعي الي الشعبي وحزب الامة مؤشرا لاحتمالات حدوث تقارب ،مجددا التأكيد علي ان ازمة دارفور قضية قومية لم يكن توقيع الوثيقة بشأنها عملا مقصورا علي المعارضة .
وردا علي تفسيره غياب الحزب الاتحادي والحركة الشعبية والمؤتمر الوطني من مراسم التوقيع، قال السكرتير العام للشيوعي ان الاستفسار ينبغي توجيهه اليها ، مضيفا بأن الاسهام في حل تلك المعضلة عمل مفتوح، تنبغي فية مشاركة كل القوي السياسية وصولا لاتفاق حول القضية، ومن ثم الخروج بحل موفق للازمة .


http://www.sudaneseonline.com/anews2005/nov24-83294.shtml

Post: #6
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-22-2010, 10:06 PM
Parent: #5

توضيح من الأستاذ محمد إبراهيم نقد حول ما تناقلته الصحف عن لقاء ثلاثي جمعه بالمهدي والترابي
سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/30/2005 3:04 م

أكد الحزب الشيوعي السوداني مراراً أنه لا يوجد أي اتصال أو تعاون بينه وبين المؤتمر الشعبي، ومواقف الحزب في هذا الشأن واضحة ومعلنة. وضمن هذا السياق استفسرت هيئة تحرير الميدان الأستاذ محمد إبراهيم نقد السكرتير العام للحزب عن ما أوردته عدة صحف صادرة صباح اليوم الخميس 29/9/2005 عن لقاء قمة ثلاثية جمعه بالسيد الصادق المهدي و د. حسن الترابي مساء الأربعاء فقال:
" ما نشرته الصحف اليوم يعكس أزمة الصحافة السودانية المتمثلة في وجه من وجوهها في أزمة المانشيتات الرئيسية. كل ما في الأمر أنني تلقيت دعوة من الدكتورة أسماء السني – وهي زوجة د. فاروق كدودة – بعد دعوتها لعدد من الأطباء الأجانب المختصين بمكافحة الدرن وسوء التغذية وسط الأطفال. كنت من بين المدعوين، وكان الترابي والصادق كذلك من بينهم. وحول ما نشر في الصحف:
أولاً: لا حوجة لعقد اجتماع.
ثانياً: الوسائل كثيرة ولا نحتاج لاستغلال دعوة اجتماعية إذا أردنا الاجتماع."
هيئة تحرير الميدان
29/9/

http://www.sudaneseonline.com/anews2005/sep30-09265.shtml

Post: #7
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-22-2010, 10:11 PM
Parent: #6

 



مقابلة هاتفية مع الاستاذ محمد إبراهيم نقد


سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/7/2005 3:28 م

الدوحة-عبدالرحمن احمد بركات
- استاذ نقد تحياتنا ،ونرجو إلقاء ضوء على ماحدث
نقد : أهلا ، حدثت مداهمة للبيت الذي أقيم فيه ، وهو بيت كنت أمارس منه نشاطي الحزبي ، ويبدو أن المجموعة التي قامت بالمداهمة قد إتصلت بقيادتها في جهاز الأمن والمخابرات ، وحضر للمكان رئيس الجهاز صلاح عبدالله { قوش } برفقة نائبه{ محمد عطا} ، وأفادوني بأنهم ما عندهم حاجة ضدي وانني غير مطلوب من قبلهم
شرحوا لي أن البلد فيها مشاكل كبيرة وما بتنحل إلا بالإتفاق مع كل الناس ، وأن الحركة السياسية عندها حق تمارس نشاطها.
تطرقوا لمسألة مجلس الأمن والقرارات الدولية الأخيرة وطلبوا مني أن أخبرهم برأي الحزب حول ذلك
قلت لهم أن رأي الحزب يصدر من هيئات وليس أفرادا وعندما تجتمع الهيئات الحزبية سوف يصدر القرار
وسألوني عن رأيي الشخصي
أجبتهم أن الحكومة قد تأخرت ، ولو كانت عملت المحاكمات ودعت مجلس الأمن والمجتمع الدولي عشان يرسل مراقبين ، لكان الوضع إختلف
وموضوع مجلس الأمن لا يتعالج بالإدانات


- طيب يا استاذ ، هل كانت القوة المداهمة كبيرة ؟
نقد : لا أعرف ، ولكن يبدو ذلك لأن الجيران إتلموا أمام المنزل وعلمت إنهم كانوا قافلين الشوارع وأن القوة كانت كبيرة ، وهذا ما دعاني للخروج والإعلان عن نفسي للجيران المتجمهرين أمام الباب ، قلت ليهم انا محمد إبراهيم نقد


- أنت كنت وين أصلآ ؟
نقد: انا كنت قاعد في بيت كنت أمارس منه مهامي الحزبية وكنت حا أطلع من ذلك البيت إلى العلن وأمشي بيتنا


- كيف وضعك الآن ؟
نقد : أنا ذهبت إلى بيتنا


- كيف الحالة الصحية؟
نقد : عال العال ، صحتي كويسة جدآ ، وأي كلام عن مرضي غير صحيح
علقت انا{ فعلآ يا استاذ نلاحظ ذلك من صوتك
}


- هل ترى أن هناك خللآ في التأمين ؟
نقد: حا يخضع الموضوع للدراسة والمراجعة
وأضاف ، يبدو كان هناك بلاغ


- سألته مرة أخرى عن رأيه في قرارات مجلس الأمن الأخيرة
و أجابني نفس الإجابة السابقة لقادة جهاز الأمن



* تعليقات أثناء المحادثة :
- خاطبته بمنصبه الحزبي كسكرتير عام للحزب
أجابني : لا يوجد سكرتير عام للحزب { دي لصقوها فينا ساكت } هناك سكرتارية للجنة المركزية ، فيها سكرتير سياسي ، تنظيمي ، مالي ....الخ


سألني :أنت من وين ؟
قلت له : حا أجاوبك زي إجابة علي عبداللطيف ، أنا سوداني
{ ضحك }
وأردفت : أنا جعلي من النيل الأبيض
ضحك ، وقال : يعني جعلي تايوني ، ماك ياباني
وضحكنا
على وعد مقابلة أخرى ، عبر الهاتف ، لو تسنى له وقت
خاصة وأمامه واجبات إجتماعية كثيرة ، تعازي و تهاني


http://www.sudaneseonline.com/anews2005/apr7-88770.shtml

Post: #8
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-22-2010, 10:17 PM
Parent: #7

نوستاليجا مصطلح يعنى الحنين إلى الماضي، أصل الكلمة يرجع إلى اللغة اليونانية، إذ تشير إلى الألم الذي يعانيه المريض إثر حنينه للعودة لبيته وخوفه من عدم تمكنه من ذلك للأبد. في محاولة منا لاسترجاع الماضي ومقارنته بالحاضر، في ظرف تعاني منه البلاد من كثير من الأمراض والأزمات، كان اختيارنا للحوار مع السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني، الأستاذ محمد إبراهيم نقد، حول السودان القديم، وأي الملامح والتجارب السياسية التي يمكن الإستفادة منها في معالجة حالة السودان الراهنة.. فكان الجزء الأول من الحوار يدور حول هذه الحالة، وعن أهم ملامح السودان الجديد لدى السكرتير العام للحزب الشيوعي. فدار الحديث في منزل الأستاذ نقد في جوٍ من المرح مشوب بكثير من الصراحة والشفافية حول القيم السودانية الحقيقية والعلاقات الاجتماعية الطيبة بين قادة الأحزاب السياسية على الرغم من اختلافاتهم السياسية والفكرية، فإلى الحلقة الثانية والأخيرة من مقابلة (الأخبار) مع السياسي والمواطن محمد إبراهيم نقد:


ما هي العلاقة التي ربطت بين السياسة والثقافة قديماً؟.

النهضة الوطنية، البلد كلها ناهضة لفوق بعد الحرب، لأن الحرب وعت كل شعوب العالم، لأنو المستعمرين، الانجليز والفرنسيين، وعدوا الشعوب بالاستقلال إذا وقفت معهم، وميثاق الأطلنطي، بين تشرشل وروسيا وَُقع في سفينة في وسط الأطلنطي، قالوا أنو الدول الديمقراطية ستمنح الشعوب التي تقف معها في الحرب، تمنح المستعمرات الحرية والاستقلال، بعدين دي حاجات كانت مؤثرة، السودان أيام الحرب ما كان جيعان، صحي في تموين وكدا، لكن البلد كانت مرتاحة جداً، لأنو بتجئ المؤن بتاعت الجيوش، وجيوش الإمبراطورية كلهم كانوا موجودين هنا، الهنود والآسيويين والإنجليز والأسرى الطليان كلهم كانوا موجودين هنا، وقوة دفاع السودان برضو..


كيف كان شكل المنابر السياسية؟ الآن، التلفزيون، الندوات، الصحف وغيرها؟.


مؤتمر الخريجين كان في كل مدينة من مدن السودان، ودا كان المنبر الأساسي، مافي اتحاد طلبة وإلا كان في الإجازة يعمل مسرحية، والعائد بتاعها بيُدفع لمؤتمر الخريجين، دا دخل ما كان ساهل.

هل من الممكن إجراء قراءة للواقع الحالي، تغيير اللُعبة السياسية، هناك أطراف مؤثرة جديدة ليس القادة السياسيين فقط؟.


طبعاً هناك تغيير، وأطراف جديدة ظهرت، ما عادت القوى الطائفية براها، هناك تغييرين أساسيين، صحي الأطراف نفسها تغيرت، عندك الجنوب، مهم بالنسبة لكل الدول الغربية، وتحقق للجنوب ما لم يحدث لكل الأقليات الأخرى، مصر دورها ما عاد بنفس الزخم، لانشغالها بغزة وفلسطين وإسرائيل، دارفور أنا تابعت شغل منبر دارفور وطبيعة الأزمة لغاية أمس، يعني مناوي جاء وبقى طرف في العمل السياسي، لكن عبد الواحد وخليل، ما بتحس بأنهم هنا، عندهم ناس بالتأكيد يعني، ما صدفة أنو صوت بونا ملوال رجع تاني يرتفع، ويشكلوا قلق للحركة الشعبية، وهم ناس عندهم نفوذ قبلي، وسياسيين، وقاعدين في البلد وعندهم علاقاتهم الدولية، بكل الوزن بتاعها، أنا لاحظت أن القوى الغربية بتأخذ كلامهم بجدية أكثر من كلام الحركة، لأن الحركة في فترة كانت مع اليسار وإثيوبيا، يبقى أنت محتاج لصيغة تطرح القضايا بكثافتها موش في ورقة، دي لغاية دلوقت لم نصل لها، ويمكن الوصول إليها إذا كان الناس كشفت أوراقها، أفتكر أنو هسه مافي زول رابح، الحركة والمؤتمر الوطني هم الحاجات بتمشي لهم باعتبار أنهم الماسكين المفاتيح الأساسية في التحول الديمقراطي والاستفتاء، الدول العربية ما فيش دور واضح، غائبة بالعكس أفريقيا أنشط ، أمبيكي، وفي الجنوب أكثر، الشقيقة الكبرى زمان كانت بتنجد الناس، هسه شغالة بطرف أصابعها لا أكثر من كدا، في موضوع حلايب، زي مشاكل الورثة في الشمالية، كل يوم والتاني ماشين الدامر في قضايا، أذكر أنا وعز الدين علي عامر دعونا ناس حسني مبارك سنة 88م ومشينا ليهم ومقابلات كثيرة عملناها وبعدين مشينا وزارة الخارجية القسم الخاص بالسودان، وسألونا ماذا نريد، قلنا ليهم عايزين حاجة بسيطة جداً، لما عملتوا العبور في قناة السويس عايزين البنطونات الاستخدمتوها، فنحن في منطقة الشمالية كل يوم الناس غرقانة، عايزين نوديها ليهم، الراجل قالي طيب، عايزين تعبروا بيها من الشرق للغرب ولا من الغرب للشرق؟، قال لي: أصلو السودان دا خازوق، تجيهو من هنا خازوق ومن هنا خازوق، قال لي نحن ما عارفين نعمل شنو مع قرنق دا، جاء من وين وعايز إيه، إيه المانع أنو تكون في معارضة سودانية في مصر، إزاي هو يروح إثيوبيا؟، قلت ليهو إثيوبيا لأنو عندها حدود مع الجنوب الوصول ليها ساهل، هنا صحراء العتمور دي يقطعها كيف، قال لي، لا هو بس يقول، نحن حنعرف ندبرها. هذه واحدة من المشاكل البتشغل الزول، لأنو مرات بتلاحظ أن الحركة السياسية بتتحرك لمجرد الحركة، يعني مافي العائد الممكن يقولو عليه، حركة مؤتمر جوبا وموكب أول أمس هذا كله كويس.


الموقف من قضية حلايب، ومسيرة أول أمس، لم نلمس تدخل، يعني هل يمكن القول إنو المؤتمر الوطني يتغاضى عن هذه القضية؟.


-نحن لمن مشينا ليهم، طلعوا فايلات قديمة من أيام محمد علي باشا، طبعا بصبر ودم بارد، أخرجوا وثيقة، جواب مرسلاه الحكومة المصرية للحكومة السودانية بتاريخ معين، بتطلب من حكومة السودان أن تشرف على حلايب لأنها بعيدة من أقرب مركز مصري، وكلام عن أنو إنتو حبايبنا ومفيش حد حيعتدي عليكو، إذا كنتم عايزين القاهرة خدوها، ولكن حلايب نحن لن نفرط فيها، نحن رسلنا جواب يوم كذا عشان يشرفوا عليها لأنها بعيدة عن المركز، بس، دا كل الموضوع، السودان أحيانا بيدخل في معارك من غير (دوكيومنتس)..


لا يعني أنت كلامك دا، إنو حلايب مصرية؟.


حلايب بالوثيقة دي، وحكومة السودان عندها نسخة منها،


هل الوثيقة دي تقيم حجة؟.

هو بيتحجج بيها، وقال هم متأكدين أنو النسخة الأصلية عندهم، يعني حكومة السودان، أتذكر أبو سليم راجل دفعتنا وأصحاب، فقلت ليهو المصريين قالوا كذا كذا، فقال لي شوف يا شيوعي أوع تقول الكلام دا لأي زول، قلت ليهو يعني إنت عارف، قال لي أنا ما يهمنيش عارف ولا مش عارف، سيبنا من مصر دي بعيد، ياخي أنت راجل بتاع دار الوثائق، قال لي نحن ساعدنا المصريين لمن حصلت مشكلة بينهم والإسرائيليين حول طابا طلعنا ليهم الوثائق البتثبت حقهم، ما يحترموش العملية دي، إيه حلايب اللعايزين يعملوا منها قضية، الشاهد، هي طبعا حلايب داخل فيها أمن البحر الأحمر، اللأصبح عندو وضع استراتيجي كامل، وداخل فيها النزاع الحدودي بين مصر والسودان، السودان موقفه ضعيف، ولو من باب كمية السودانيين الموجودين في مصر، ودي ما عملية بسيطة، فاكر لما يتلموا السودانيين في ميدان عمر مكرم، المصريين قالوا نحن ما عندنا مشكلة، طبعا هم دولة من أقدم الدول في العالم.


الآن بعض الأصوات ترتفع، سواء كان المعارضة أو بعض التيارات المتحالفة مع الحكومة، ترتفع مطالبة بإعادة استعادة حلايب؟.

شنو الضاغط؟، تبقى زي حبن إنت عايز تزيلوا، أنا لا أفتكر أنو دي أسبقية، في شنو؟، دي أول انتخابات في ظل الإنقاذ، على أي حال ما لم تحل، في أكثر من حل، تكون منطقة إدارة مشتركة، منطقة حدود مشتركة، ممكن تكون منطقة تجارية مشتركة، أي شئ يؤدي إلى نزع فتيل الأزمة، لكن ستكون بإستمرار عظمة نزاع ولكن كيف تحل مافيش حد عارف.

*لكن نقل عنكم أنكم أكدتم أن حلايب مصرية بالوثائق الموجودة في القاهرة والخرطوم، يعني ألا يخشى السكرتير العام للحزب الشيوعي، إتهام الشيوعيين بالعمالة في هذه القضية التي لديها جزء من الحساسية الوطنية، يعني عندما يقطع سكرتير عام الشيوعيين بأن حلايب مصرية ألا يخشى على موقف حزبه وصورته ورصيده وسط البيئة السودانية؟.

-لا أنا وريتك جانب واحد من الصراع، قالوا إنو حلايب مصرية من واقع الوثيقة التي لديهم، الأنحن رسلناها للسودان لإدارة حلايب لأنها بعيدة من أقرب مركز مصري، حكومة السودان ردت شنو؟، ما عندنا وثائق، جائز تكون موجودة في الخارجية، أو في (الفورين أوفيس) في انجلترا، واضح ليك، في نزاع زي دا ما بتاخد رأي زول واحد، هل استلمت الحكومة الخطاب؟.

*هناك تصريح سابق نسب إليكم عند لقاءكم بوفد من أبناء المنطقة أنك قلت لهم، عاملين مشكلة في شنو، حلايب دي مصرية، سألوك كيف مصرية، قلت ليهم من خلال الوثائق الموجودة في السودان ومصر، ولذلك أسال عن كيف ستكون صورة الحزب عند وجود رأي مثل هذا؟.

-أنا قلت بناء على التوثيق الأنا شفته، عايزك تشرف لي على حلايب، معناها أنا صاحب الحق، هل حكومة السودان ردت؟، ما حد عارف، هل في وثائق عند حكومة السودان بالمعنى دا؟، ما فيش حد عارف، يعني هو عبد الله خليل أثار المسألة في زمن الصراع بين دعاة وحدة وادي النيل ودعاة استقلال السودان،


(أنفورشنيتلي - لسؤ الحظ) هي الآن بتطرح في نفس السياق بالمناسبة، يعني في 57م أثاروها ناس حزب الأمة عشان يضغطوا على الاتحاديين، الآن أيضا كل ما تكون في جهة عايزة تزايد على المؤتمر الوطني، بتطرح موضوع حلايب؟.

أنا كل البهمني أنو مافي مبرر حلايب تصبح عظمة نزاع، مرة تثيرها مصر ومرة يثيرها السودان، الأخطر من حلايب، تتعمل لجان مشتركة، رسمية يعني، تدرس، بعدين إنت عندك مشاكل كتيرة جداً، بعدين القذافي عندو مشاكل في الحدود الليبيبة المصرية والليبية السودانية، تشاد عندها مشكلة، أكوبو مع إثيوبيا والفشقة، فإذا هذه المشاكل ما وُضعت على مستوى الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية يكون في منهج، في لجنة ثابتة (ستاندنق كوميتي)، ماسكة المشاكل الحدودية دي، ممكن تولع أزمات حدودية كثيرة جداً جداً، من الناحية دي المصريين طلعوا وقالوا نحن رسلنا هذا الخطاب، طيب حكومة السودان ردت، حتى لمن حصلت أزمة عبد الله خليل هل حدث (اكسيجينج) للوثائق، (نوو بودي نووز)، بعدين خلينا حلايب بورانا ومشينا لقضايا تانية..

لكن يا أستاذ الموضوع دا ما تصاعد إلا في ظل الحكومة دي؟ رغم انو آخر انتخابات كانت في دائرة في حلايب وكان لديها ممثل في البرلمان؟.

-لكن يا أستاذة، ما هي طالما بقت عظمة نزاع كل مرة والتانية حيجي واحد يثيرها، فنحن قلنا الموضوع دا يصلوا لنتيجة، خلاص هي حتة متنازع عليها بين مصر والسودان، معناها منطقة حدودية، كيف ننزع فتيل الانفجار دا، تتكون لجنة من حكومة السودان، ولجنة من مصر، يعني ما يقولوا لي نستفتي السكان، دا ما الموضوع، الموضوع كيف ننزع فتيل الأزمة، ودا ممكن.

يمكن الوصول لحل إداري؟.

-آيي، حل مشترك.



المعارضة بعد سنوات طويلة لم تطور في آلياتها، يعني لسه المسيرة، المظاهرة، المذكرة، لم تبتكروا آليات جديدة؟.

عايزين نعمل محطة تلفزيون،

الكلام دا صاح ولا إشاعة؟.

آيي صاح، نحن عايزين نعمل محطة حقتنا نحن..

*انتو الحزب الشيوعي؟.

-آيي،

عشان تقدموا فيهو شنو؟.

غنا وإعلانات أمال عايزننا نجيب محمد لطيف يتكلم..

*لا حقيقة نحن محتاجين للتغيير والمعارضة..

يا بت الناس نحن ما قادرين نطلع صحف..

*أود سؤالك عن ما بدأ به الاتحاد النسائي في تذويب الفوارق الاجتماعية، ورفع هذا الشعار لماذا تراجعتم أنتم، هل تفتكر أنو المرأة تراجعت أم تطورت؟.

الصراع الحزبي، ألقى بظلاله في حاجات كتيرة، الصراع السياسي لمن يبدأ بيكون بادي في اتجاه الفوارق الاجتماعية ودي واحدة من المشاكل، في حتت كتيرة جداً في كل التنظيمات في السودان، الأداء البرلماني لكل حزب من الأحزاب، لكن برضو الأنظمة العسكرية الثلاثة، العملت شكل من أشكال البرلمانات، عطلت التطور السياسي ووقعت في أخطاء سياسية كتيرة جداً، أنا أفتكر الشئ المغفل والمسكوت عنه، أنو لدينا حرب أهلية استمرت كذا وعشرين سنة، فمهما حاولت لن تغفل هذا، كل الأطراف متهمة، من الأنقسنا لدارفور للجنوب للشرق وللشمال، إنتي عارفة سكان أم بدة أكتر من سكان المديرية الشمالية، دا في كتاب الإحصاء بتاع الحكومة، طيب المديرية الشمالية كانت هي مركز الوعي والحضارة في السودان، أكتر مديرية متقدمة في التعليم في الإدارة في وسائل الإعاشة، حاجات كتيرة جداً، لكن النزوح من الريف إلى المدن هلك الريف وهلك المدن، لمن إدريس دبي زار السودان أيام نميري،


دا ما إدريس دبي، حسين هبري..

حسين هبري، بعدين جابوا ليهم العربات دخلوها في المطار عشان توديهم بيوت الضيافة، بعدين في واحد (صول) مرافق للوفد، قالوا ليه تركب في العربية دي، قال ليهم لا أنا ماشي أم بدة أشوف أولادي وأجي، دا حقيقة بالمناسبة، فالتداخل اللحصل دا عمل فينا حاجة مش معقولة أبداً، يعني نحن لا نعرف ما تبقى من الإريتريين والإثيوبيين الدخلوا مناطق الشرق دي، بدخلوا ويمرقوا العمال الزراعيين، بيجو بالبيوت المتحركة دي، إسمها شني؟،

*الكرفانات..

أيوا، يعني بلد مخترقة من كل جوانبها، بعدين عندهم قروش موش ساكت، البنوك بتاعت نيجيريا عندها مساهمين قاعدين هنا في السودان، ما مساهمين في البنوك السودانية مساهمين في نيجريا، وعندهم (سيي) في السياسة النيجيرية، وعندهم شبكات رابطاهم في نيجيريا، نحن العرب ونحن ونحن، وما فيش أي حاجة.

كيف كان تأثير الشقيقة الكبرى؟.

مؤكد غزت الاتجاه للإنقلاب، في أثناء الحديث عن وحدة وادي النيل، عبد الناصر كان في الحكم، وصلاح سالم كان وزيرهم هنا، واشتغلوا في الجيش، ساعدوا الضباط، غذوا فكرة الضباط الأحرار وسط الجيش، ومصر لهسه عندها نفوذ كبير لا يمكنك أن تتخطاه، هسه هم بقوا أكثر دبلوماسية عشان كدا أكتر فعالية، يعني هسه علاقتهم مع كل القوى السياسية سمن على عسل، الميرغني عندو بيت في القاهرة والصادق المهدي عندو بيت في القاهرة..

*انت ما عندك بيت في القاهرة؟.

ما لقيت وقت، ما قعدت في مصر، كلها ماشي جاي، جاي ماشي،

*دائماً يحمد ليك، إنك بلدي..

داير تجيب خبري يا محمد لطيف؟.

لا، لكن السؤال ليه؟، ما انت واحد من النخبة المتعلمة المثقفة، دخلت في السياسة في وقت مبكر جداً..


نخبة بائسة جداً..

نخبة بائسة جداً، لذلك انت هربت منها؟.

أنا ما هربت منها، أنا نخبة أهو لابس (قميص وبنطلون) وعندي لوحات معلقة في الحيط..

لكن برضو رأي الناس، إنو نقد دا زول ود بلد، وتلقائي جداً..

تعرف ليه؟ لأني ما بشارك أي زول، ما دخلت في شراكة مع أي زول، لأنو أي شراكة، في واحد أكل التاني، فلا أكلت زول ولا زول أكلني،

حصل اشتغلت بيزنس؟.

-ما لقيت فرصة، ما من اعتقال لإختفاء..

ممكن تكون مختفي وتدير بيزنس؟.

ما لازم تأسس في الأول..

وما أسست؟.

أأسس بوين، ياخي عليك الله خليني من البيزنس.

إنت ما جاوبت على السؤال الأساسي، يعني السحنة السودانية دي جاتك من وين؟.

ما أنا سوداني لكن،

ما في سودانيين كتار لكن تشعر إنهم، مثلا ممكن ألاقي الشفيع خضر تشعر أنو مختلف، ودا ما رأي، أنا وإنما رأي ناس كتار إنو نقد ما بتشعر إنو في حاجز بينك وبينه؟.

-تعرف ليه؟ لأني مفلس زيهم، لو عندي قروش كنت بسلم عليك ولا كنت قعدت القعدة دي، ما عارف إمكن هبة من رب العالمين..

يعني يا أستاذ كل الناس تخيلوا أن الشيوعيين السودانيين حيتخلوا عن هذا الإسم في مؤتمرهم الأخير؟.

برضو كان حيقولوا ليك ديل الشيوعيين


*لماذا لم تفكروا في مسمى الديمقراطي أو الاشتراكي؟.

ما خلاص دا بقى اسمنا، وفي حاجات كتيرة جداً عملنا فيها تغييرات، لكن لما جينا للإسم، قلنا الحيحصل شنو؟، برضو حيقولوا ليك ديل الشيوعيين، الصادق المهدي عمل ما لا يعمل عشان يقول حزب الأمة الجديد،

*كان في تيار قوي ضدك في المؤتمر؟.

لا ما عندي فكرة.

هي معلومة لدينا، وأنا كتبت رشحت نقد فضربوا لي ناس وشتموني دا الحرس القديم وكذا، يعني أصلوا ما في زول قال ليك ما تترشح وانت حرس قديم؟

أبداً وأنا لم أتدخل في الترشيح أصلاً، اللجنة العملت الترشيحات وشاورت الناس بالداخل والخارج أنا ما كنت فيها، الحاجة التانية أنا ما زعيم، أنا كادر حزبي.

*كيف يعني؟.

يعني بأدي مهامي في أي موقع حزبي، ما عندي مشكلة.

إنت زعيم؟.

أنا كان زعيم هسه انت بتجئ تشرب القهوة قدامي وتتبجح، لا جد ما كنت (انتر رستد) في الجانب دا، بعدين أنا حياتي كلها مختفي مع الشيوعيين، هذا غير صحيح، يعني عملية الانتخابات، اللجنة المركزية بتقدم الترشيحات وفي المؤتمر الترشيحات بتكون مفتوحة برضو، فترشحت كمية كبيرة من الناس، بعدين تم الاتفاق على عدد معين وجرى التصويت وجمعت الأصوات في لجنة فيها الزملاء القدامى والجدد بعدين جمعت الأصوات، وحزبنا دا ما كنيسة.

بعد المؤتمر الخامس، فاروق أبو عيسى قال أنا ما عضو لجنة مركزية؟.

طبعا هو كان سكرتير اتحاد المحامين العرب وبنديهو اعتبار يعني ولكن هسه هو رجع وقعد خلاص.

*تاني منو رجع للمؤتمر العام؟.

رجع محمد لطيف.

لدي خالي وهو من رباني وهي مشكلتي طبعاً، كنا من أسرة فقيرة، وهو (كوز)، بتذكر وأنا صغير سنة68م قعدني جمب الرادي وماشي يصلي العصر وقال لي أول ما تسمع إسم أحمد سليمان قول لي، وسمعت الإسم، وبعد ما رجع من الصلاة قلت أقول ليهو أنو أحمد سليمان إسمو قالوه عشان يفرح وكدا، فقام ضربني، فترة طويلة ما كنت قادر أفهم الحاجة دي، الشاهد إنو سنة 88 أو 89م في البرلمان هو كان قاعد معاي في البيت عيان وموديهو الأردن يتعالج، وفي التلفزيون جايبين وقائع الجمعية التأسيسية وجابوا مرافعة حقتك انت عن الاقتصاد وكلام كتير، بعدين وهو راقد بيسمع ساي، وبعد ما انتهت قال لي الراجل دا تمام كلاموا تمام بس عيبوا انو شيوعي، قلت ليهو هو لو ما كان شيوعي ما كان قال الكلام دا..

-انت مالك، الراجل مشى خطوة نحونا تقوم تجروا بعيد؟،

*الشاهد، أنو الخطاب بتاعك مقبول لكل الأطراف، هي ليست مسألة قبول حتى تقول إنها مسألة قبول من ربنا، انت لديك خطاب سياسي مقبول من كل الأطراف؟،

بتوفيق من الله، كدي قول لي لا في الحتة دي؟.

*الله غالب والله،

*في مرة وبحضور كادر حزبى قال أحدهم انو شيخ نقد دا أنا بحبو والله، فقمنا قولنا ليهو لكن هو ما شيخ..

شايف يعني تجئ علينا البركة وأولاد الحرام يشيلوها مننا، إنتِ مالك، نعمة من ربنا، نحمد ربنا وش وضهر زي ما بقولوا المصريين.

*طيب يا أستاذ بصفتكم التنظيمية والرسمية، في مجموعة بحثية اسمها مجموعة الأزمات الدولية ومقرها أميركا، تقترح أن يتم تأجيل الانتخابات إلى نوفمبر 2010م، فكيف يعلق الحزب الشيوعي السوداني على هذه الدعوة؟.

في وجاهة في كلامهم، لأنهم مدركين أنو الاستعداد للانتخابات ما ماشي، والشريكين مشغولين باليومي، مشاكلهم اليومية ودا بيؤثر على إذا موش النتيجة النهائية، على الجو البتمضي فيهو الانتخابات، شفت أنا الخبر ولكن هل دا بيحل المشكلة إذا هم عندهم برنامج وخطة عمل لحل المشكلة ويكونوا قريبين من الطرفين ويحاولوا يقربوا بيناتهم، يختوهم في (تراك) يؤدي إلى انتخابات في جو (ريلا كس) دا ممكن يتم، لكن في الأنا شايفيوا الخلاف بين الشريكين ممكن يصل إلى حد أن يتضاربوا، لأنو في حاجات هي معقدة بحكم نيفاشا ذاتها كانت (كومبرومايزد) في أكتر من مكان، بعدين في علامات استفهام حول حاجات كتيرة جداً، رئاسة الجمهورية، البشير حيترشح، حيكون في مرشحين آخرين فرصهم قدر إيه؟، دي لغاية دلوقت ما واضحة، في فرصتين، فرصة أنو يفوز واحد من المعارضة، الفرصة التانية أنو يزاحموا واحد من المعارضة، يعني هو حيفوز فوز على (الحركرك)، دا حيترك أثره لقدام، طيب بما أنهم هم شريكين، الشئ الطبيعي أنو يدعم البشير ويدعم المؤتمر الوطني في الشمال، والمؤتمر الوطني يدعم الحركة في الجنوب ودا ما حاصل، يبقى الطريقة الاتعملت بيها نيفاشا بتفاؤل وباستعجال، وقفوا الحرب وأدوا الجنوب حقوقوا، لكن كل يوم بتجيك عيوب نيفاشا، وهي (تو ليت) لأنك لا تقدر أن تغير أي من نصوص نيفاشا، زمان نحن اقترحنا لجنة قومية مشتركة، فيها الحكومة والحركة وكل الأحزاب، عشان تتغلب على كل قصور نيفاشا، ما تغير أي بند من البنود لكن بند واحد نجيبوا نمرة خمستاشر والبند خمستاشر يمشي لنمرة واحد، مداخل يعني، لأنو السودان (مباصرة)، لا تقدر بطريقة (البلدوزر) تجيبوا يعني، سالفا كير دعانا في بيتو، والله بيت أنيق أناقة، يعني لو الله أداك فرصة لقدام اشتركت في حكومة أمشي البيت دا طوالي، بس أدوني بيت أسكن فيه، أشم الهبوب بس يعني، بيت أنيق أناقة ونضيف نضافة، في بيتو قاعد معانا بالكسكتة، والله السودان دا جننا ذاتو، الحركة هسه شوية بعد مؤتمر جوبا بالذات، وشافت الناس شاركوا معاها من موقع المسئولية موش الهجوم ولا من موقع التنازل، فحست أنو تقترب، يعني أمس ونحن قاعدين مع سيد الصادق جاء فاقان أموم ..

وتحدثوا عن أنهم لسه محتاجين يتعاملوا مع الحركة السياسية، لكن أفتكر أنو المؤتمر هو المالي يدو تمام، وهم في حالة ضعف، ومن الجانب الآخر ما تستهون بدور ناس بونا ملوال، ديل سياسيين، اشتغلوا الجنوب دا مع نميري وضد نميري وعندهم وزن في قبائلهم .

ولكن هل يقف الشيوعي مع انتخابات في أبريل أم نوفمبر 2010م؟.

-هو شوف، ممكن تتم في أبريل وممكن تتم في نوفمبر، وهي ما اتقالت ساكت يعني، لأنو الأطراف الخارجية المرتبطة بنيفاشا دا تفكيرها.


*ولكن يا أستاذ إذا تأجلت الانتخابات إلى نوفمبر سيتأجل الاستفتاء إلى عام آخر؟.

شنو يعني؟، دي خطة خمسية حتفشل يعني؟، ما في مشكلة، مشاكل السودان انت بتحس بيها كل يوم، لكن داير ليك منبر أو (فوكس)، يجيبك يختك مع ناس آخرين عشان تطلع بحاجة، يعني لو كلامكم معاي دا عملتوه مع سياسيين آخرين حتطلعوا بحاجة كويسة جداً لقدام، وحتعملوا أرشيف ضخم ممكن يكون مادة ودا كلام من خشم كل زول وما يقدر ينكر، يعني تساعد في التحليل السياسي، بعدين شوف انت السياسة دي تدخلها من غير أي هواجس لا شيخ فلان ولا أستاذ فلان، شغل، اشتغل بوضوح،

نحن شاكرين يا استاذ..

-على الأيمان أنا في القبر ما حيسألوني زي ما انتوا عملتوا،

ياخي نحن من ما جينا داخلين انت البتسأل فينا..

أدوني يوم أنا أجيكم أسألكم في الجريدة..

*جداً ومرحب بيك في أي وقت.


أجرى الحوار: رئيس التحرير- لمياء الجيلي- عادل حسون
الأخبار





 


Post: #9
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-22-2010, 10:22 PM
Parent: #8

محمد إبراهيم نقد لـ«الشرق الاوسط»
اختفائي لم يكن نزوة أو نزهة... إنه قرار سياسي
الشرق الأوسط الاحـد 22 ربيـع الاول 1426 هـ 1 مايو 2005 العدد 9651
صاحب أطول سجل في الاختفاء السياسي
يكشف أسرار 11 عاما قضاها في الخفاء
محمد سعيد محمد الحسن


كشف محمد ابراهيم نقد، زعيم الحزب الشيوعي السوداني، وصاحب أطول
سجل في الاختفاء السياسي (11 عاما) على مدى ثلاث حقب، في حديث
مع «الشرق الأوسط»، ظروف اختفائه الاخير في 18 فبراير 1994، وحتى
ظهوره المفاجئ في مطلع أبريل (نيسان) 2005 .
وقال انه كان يمارس نشاطه السياسي كالمعتاد وانه اجرى اكثر من لقاء
مع زعيم حزب الأمة الصادق المهدي. مشيرا الى ان اختفاءه لم يكن نزوة
أو نزهة بل كان قرارا سياسياً.
وروى نقد لـ«الشرق الاوسط» وقائع أول لقاء له مع الرئيس عمر البشير،
العام 1991 بعد خروجه من السجن، وقال انه أكد له رفضه أي انقلاب
عسكري، يمينيا كان أو وسطيا أو يساريا. وقال انه كان متابعا لصراع
السلطة بين البشير والترابي، مشيرا الى ان الاخير وصل الى السلطة
«بسيف البشير، وسقط به». وطالب بعقد مؤتمر جامع للتداول في اتفاق
السلام حول الجنوب ليكون قوميا وليس ثنائياً.
واعتبر نقد ان التحفظات التي ابداها عدد من السياسيين تجاه اتفاق السلام،
جاءت «لانه اتفاق فرض من جانب آلية الغرب واميركا لصالح الجنوب وعلى
حساب الشمال، ولذلك انفجر الغرب والتهب الشرق».
وقد اشتهر نقد، بالاختفاء عن أعين أجهزة الامن، لكن قادة هذه الاجهزة
قالوا انهم كانوا يعرفون مكانه لكنه لم يكن مطلوبا لديهم. وعندما تم اعتقاله
لعدة ساعات في مطلع ابريل، كان لتوجيه رسالة اليه بأنه لا داعي لاستمراره في الاختفاء، وانه غير ملاحق، وانهم كانوا يعرفون اين يختبئ، وتم اطلاق سراحه.

ووجه له الرئيس عمر البشير وعدد من قيادات سياسية ومن منظمات
المجتمع دعوه للخروج والعمل الوطني العلني لصالح السودان، لكن
نقد ظل صامتاً ومختفياً. وقد حملت صحف الخرطوم يومها (الجمعة 8 أبريل)
عناوين بارزة منها مثلا «نقد.. فوق الأرض»، وعنوان آخر «مدير الأمن الوطني
ونائبه فاجآ نقد في مخبئه بالخرطوم» و«الحكومة ترحب بنقد وتعلن
استعدادها للحوار مع الشيوعي».

وعندما التقته «الشرق الأوسط»، بمنزله بحي الفردوس بالخرطوم بدا
في صحة طيبة وهدوء ورصانة، وعندما جاء التساؤل كيف استطاع بعد
اختفاء دام نحو احدى عشرة سنة في فترة الانقاذ وحدها الاحتفاظ
بوجه خال من التجاعيد وقامة بلا ترهل أو نحافة، وصحة جيدة، رد
بالقول ان أهم جانب اثناء سنوات الاختفاء كان يتعلق بالمحافظة على
الصحة، ليس من باب الحرص على اللياقة فحسب ولكن حتى يتفادى
الظهور أو لقاء الاطباء مما يعرضه الى المخاطر، ولان «المعدة بيت الداء»
فقد تجنب الدهون واللحوم واكتفى بالخضروات والفواكه والزبادي.
ورغم أنه التزم عدم الحديث لنا في السياسة، ولا عن سنوات اختفائه
إلا أنه كان كريماُ في حواره مع «الشرق الأوسط» الذي اجاب فيه
على معظم اسئلتنا.
....................................
* كيف تنظر لعملية الاختفاء على ثلاث مراحل،
نوفمبر 1958 ومايو 1969 ويونيو 1989؟

ـ دعنى أقول، الاختفاء، ليس نزهة، ولا مغامرة، ولا مزاج، فهو قرار سياسي
لأنه نتاج لواقع سياسي، ففى الحكم النوفمبري 1958 ـ 1964، أي عهد
الفريق إبراهيم عبود كان وضع السودان مختلفا، وعندما أعلن النظام
النوفمبري حل الاحزاب وظهر النشاط السياسي، وكنا وقتها شبابا، وكانت
العاصمة محدودة العدد والسكان، أظن تعدادها كان ما بين 150 و300 الف
نسمة، وكانت الأمور أسهل وخالية من المطاردات، او المحاذير بنوعيها.

في العهد المايوي 1969 - 1985، أي عهد اللواء جعفر نميري فهو انشأ
جهاز الأمن والأجهزة السياسية كالاتحاد الاشتراكي ومنظمات أخرى،
وكنا معروفين، اسما وملامح، ولذلك كانت درجة الحذر أكبر واساليب
التخفي أوسع للحيلولة دون الوصول أو التعرف على الاتجاه.

أما في العهد الانقاذي 30 يونيو 1989 - 2005، فهو قد بدأ بالاعتقالات
الجماعية، ووضع القيادات السياسية في سجن كوبر، ودفع إلى هجرة
واسعة للكفاءات والخبرات إلى خارج الحدود، والنظام كله يستند على
قاعدة امنية، ولذلك كانت الحركة اضيق وأصعب لأن امكانيات الرقابة
والملاحقة الأمنية فيه أكبر.

ماذا دار بينك وبين الرئيس عمر البشير في منزل عبد الباسط سبدرات
(وزير الإعلام الحالي) باركويت في اعقاب اطلاق سراحك عام 1991؟

ـ كان اللقاء استطلاعيا، وحوار لمعرفة الرأي الآخر من الجانبين، لقد شرح
الرئيس البشير دوافع الاستيلاء على السلطة في 30 يونيو ومنها تردي
الأوضاع في السودان، ووجود مخاطر جمة إذا لم يحدث تصد لوقفها ،
وأنهم مستعدون للتعاون مع كل الناس، لا تهمهم الخلفيات والانتماءات
السابقة وإنما المهم التعاون لصالح الوطن.
وكان تعقيبي، بأننا نحن لدينا تجارب مع الأنظمة العسكرية التي أطاحت
الديمقراطية وحكمت حكماً شموليا. ووصلنا إلى قناعة أن لا نتعامل مع
انقلاب عسكري أو تدعم انقلابا عسكريا، يسارياً كان أو وسطياً، أو يمينياً.
وفي الجانب الآخر جاءت قناعتنا بالإصرار على الديمقراطية والتعددية،
كما أن تجربتنا مع الانقلابات العسكرية التي طرحت نفسها كبديل للأحزاب،
فان اي نظام عسكري انتهى لزوال وكان أكثر فساداً وفشلاً من الأحزاب.

* وكيف كان انطباعك من شخصية الفريق البشير وقتها؟
ـ كان البشير يتحدث كضابط جيش سوداني.

* هل فاجأك وقتها انقلاب 30 يونيو 1989؟
ـ انقلاب 30 يونيو لم يكن اطلاقا مفاجئاً، لأني كنت في الليالي السياسية
في مطلع عام 1989 احذر من وقوع انقلاب عسكري، وأهمية الالتفاف
حول الديمقراطية للحيلولة دون نظام عسكري ثالث، وكذلك فان جريدة
الميدان الناطقة باسم الحرب الشيوعي السوداني ثابرت في مقالاتها
وتحليلاتها واخبارها على التحذير من انقلاب عسكري وشيك، ولكثافة
ما كتبته صحيفة الميدان اوشكت المخابرات العسكرية للقيادة العامة
على تحريك قضية ضد جريدة الميدان فاما أن يكون لديها معلومات تبرر
هذا التركيز واما ان تكون اشاعات ضارة.

* نعود إلى فبراير 1994، كيف تمت عملية الاختفاء؟
ـ الواقع أن قرار الاختفاء لا يتم بين يوم وليلة، وهو غير معزول من الظروف
التي املته، كان القرار سياسياً اقرته اجهزة الحزب وكانت هنالك ترتيبات
وتعديلات ولكن حتى تأتي اللحظة المناسبة، كنت أثابر على الخروج من
منزل شقيقي في حي الرياض وممارسة رياضة المشي أحيانا تطول
وأحيانا تقصر ولكني كنت اعود، واعتاد الحراس، أو من وضعوا علي
الرقابة والمتابعة على هذا البرنامج، ثم أخذت في الذهاب لمقر دار
الوثائق القومية وسط الخرطوم حيث كنت اطالع وثائق ومذكرات علاقات
الرق في المجتمع السوداني وعلاقات الأرض وقوانينها ووثائق لمواضيع
أخرى، وحرصت ان تكون تحركاتى قاصرة على رياضة المشي، وعلى
زيارة دار الوثائق، فاستنادا الى تجربتي السابقة، فان اي تحرك زائد يصبح
لافتا وبالتالي تضيق دائرة الرقابة حتى يصبح البرنامج عاديا ومألوفا وروتينياً.

* كيف جاء توقيت الاختفاء؟

ـ توقيت الاختفاء يقترن عادة بالأوضاع السائدة، ويحتاج لدقة والترتيب الذي
يحظر وقوع ثغرة ما، ولدى اكتمال ما هو مطلوب لتطبيق القرار جاء تحديد
يوم 18 فبراير 1994 والساعة المحددة وهي الصباح لاقترانها بنشاطي
الذي أصبح روتينيا، أي الرياضة ثم العودة ثم الذهاب لدار الوثائق.

* هل ساورك شيء من الاضطراب أو القلق
لدى تنفيذ قرار الاختفاء تحت الأرض؟
ـ جزء من نجاح عملية الاختفاء ان تكون
مهيأ نفسيا وفكريا وبدنيا وسلوكيا
فهذا يقود لمسار الاختفاء بلا قلق أو اضطراب، واحياناً، بلا حذر لاحق.

* ألم ينتبك شيء من الضيق البشري، أو الحنين،
لدى مغادرة الحياة الأسرية والضوء إلى حياة مغايرة؟

ـ الواقع أنني اخطرت أهلي بالبيت باعتزامي المغادرة، كانوا يتفهمون
طبيعة المغادرة ودوافعها، ولكن كانت نقطة الضعف في نجلي شقيقي،
لقد اعتدت على رؤيتهما واللعب معهما في الصباح، وقبل المغادرة اقتربت
من غرفتهما لرؤيتهما وهما نائمان، ولكن خشيت أن اقترب منهما أكثر
فيصحوان، فخرجت بلا التفات وبلا عودة، ووجدت السيارة في مكانها
المحدد ونقلتني إلى منزل امضيت فيه نحو عامين.

* هل تعني أنك كنت تمارس حياة شبه عادية؟
ـ نعم، احيانا، التعامل بشكل طبيعي، في حي لا يعرفك فيه أهله، سوى
أنك (ساكن جديد) هذا يضفي شيئا من الاطمئنان، وكنت التقي بالناس
واشارك لقاءات واجتماعات.

* هل يتم كل ذلك بشكل طبيعي؟
ـ في عملية الاختفاء ليس هنالك شيء طبيعي ثابت، فكلما تلمست نوعا
من الانفراج هنا أو هنالك فذلك يعني أنه بالمقدور أن تتسع اتصالاتك،
وكلما ضاقت الأحوال، فذلك يعني أن تضيق حركتك، ولكن في كل
الحالات كنت حريصا على المشي، إنها رياضتي المفضلة، ثم إنها
الرياضة الرخيصة وهي لا تحتاج لمال ولا تلفت النظر لأن الناس
يسيرون هنا وهنالك.

* ألم تصادفك مشكلة؟

ـ المشكلة التي صادفتني في رياضة المشي بالذات، الكثافة السكانية
المتزايدة في العاصمة والتي لم تعد مخضرة وأغلب الأوقات يكتنفها
الغبار والتراب.

* كيف كنت تمضى الوقت؟

ـ وقتي كان مليئاًَ تماما فأطالع الصحف اليومية المحلية والمجلات الأجنبية،
والإصدارت والكتب الجديدة، وأحيانا أجد نفسي اقوم بتدوين ملاحظات
على كتب، (وطالعت «الشرق الأوسط» مجموعة من الكتب التي سجل
على حواشيها ملاحظات وتعليقاته).
و كذلك اتابع الفضائيات، استمع لتقاريرها، واتابع الانترنت، وأدون المستجدات
والمعلومات اما للمتابعة أو المناقشة والخص ما هو هام في التقارير.


وهل التقيت بقيادات سياسية؟
ـ نعم فكلما طرأت تطورات سياسية في البلد تكون الحاجة ملحة لمعرفة
المزيد أو التحاور حولها، وقد التقيت اكثر من مرة بالسيد الصادق المهدي.

* هل فاجأك صراع السلطة بين الرئيس عمر البشير والدكتور حسن الترابي؟
ـ أبدا، منذ مطلع التسعينات ومن خلال متابعة التصريحات والقرارات،
كان هناك خلاف واختلاف وتباين بين أهل النظام وكان تحليلي لها أنها
ستقود إلى انقسام، كما أن الخطاب الدعائي للنظام كان مغايرا ومختلفا
في أدائه الفعلي والتنفيذي، فالأجهزة المحلية والولائية والمركزية
استوعبت كوادر الحزب، ولذلك عندما يطالع المرء قرارات مجلس الوزراء
ويتمعن قرارات الحزب الحاكم يجد التباين وكذلك متابعتي لمذكرة العشرة
في المؤتمر الوطني أظهرت أن الانقسام واقع لا محالة، بل وحتى لدى
مطالعة الصحف الرسمية، الانقاذ الوطني والسودان الحديث، كانت
الأحاديث والمقالات السياسية تكشف دون كبير عناء عن تباين حاد في
وجهات نظر الأطراف المعنية الذي يمسكون بمقاليد الأمور.

* هل توقعت قرارات الرئيس البشير في ديسمبر 1999
الخاصة بصراع السلطة وعزل الدكتور حسن الترابي؟

ـ الانقسام كانت له ارهاصاته وبداياته طوال السنوات التي سبقته، ولذلك
لم يكن الصراع غريبا بالنسبة لي، والواقع أن قرارات البشير في تلك
الفترة كانت انقلابا ثانياً، فهو قاد الانقلاب الأول في يونيو1989، وقاد
الانقلاب الثاني في ديسمبر 1999 والدكتور الترابي ارتفع بسيف البشير
في 89، وسقط ايضاً بسيفه عام 1999 .

* وكيف جاءت المتابعة بالنسبة لأوضاع الجنوب؟
ـ تابعت تصعيد الحرب في الجنوب حيث عمل النظام على اسلمة الحرب،
واعتبرها جهاداً مما اثار حفيظة الكنائس والغرب خشية اسلمة الجنوب
ولذلك اتسعت وتفاقمت الحرب. وتابعت الدراسات والبحوث التي اعدها
مركز الدراسات الاستراتيجية الأميركى وشارك فيها الدكتور فرانسيس
دينق في مطلع التسعينات، ونقلت لي شخصية سودانية عن صحافي
اميركي قوله (ان لدى الجنوب امطارا غزيرة وغابات وحيوانات برية،
وفيه بترول ومعادن فلينفصل الجنوب ويترك الشمال لله والصحراء)
اراد ابلاغي بأن الولايات المتحدة أو جانبا من المؤثرين فيها يضعون
ثقلهم على حائط الجنوب ولا يأبهون بالشمال. ثم تابعت اختيار جون
دانفورث كمبعوث اميركي خاص للسودان ليلعب دوره في عملية
وقف الحرب واحلال السلام، واللافت في اختياره انه رجل كنسي،
أي ان المهمة دينية وسياسية فيما يتعلق بتحركه في هذا الجانب،
وهو الذي قال «إن ما يهمنا هو السلام» وجاء حديثه وبتركيز عن
وجود دولة واحدة بنظامين «اسلامي وعلماني».

* هل أنت مع هذا الاتجاه؟

ـ ان مفاوضات ماشاكوس، ومفاوضات نيفاشا والبروتوكولات والاتفاق الذي
تم التوصل إليه في نيروبي استندت إلى وثائق ودراسات مركز الدراسات
الاستراتيجية الأميركي لحل مشكلة الجنوب ووقف الحرب واحلال السلام
استناداً إلى وجود دولة واحدة بنظامين (إسلامي /علماني).

* هل تعتقد بانفصال الجنوب والاتجاه نحو اوغندا او كينيا؟
ـ الاتجاه نحو السوق الأوسع هو مع الدول العربية، فلا بد أن الجنوب عندما
تستقر احواله ويؤسس البنى التحتية ويستثمر موارده تحت الأرض وفوقها
يتطلع الى سوق ارحب وأكبر ولذلك وبلغة الحساب فان التعامل المحدود،
ليس هو الأفضل له.

* لماذا اتجه الغرب والولايات المتحدة إلى الجنوب بهذه الكثافة؟
ـ الاتجاه أو الالتفات ليس الجنوب أو السودان وحده، الالتفات إلى افريقيا
كلها والتعبير الأصح هو الاستهداف، من الغرب استهدف افريقيا قبل أكثر
من مائة سنة، واستخدم تجارة الرق بنقل الشباب الأفريقي من دول
أفريقيا وعبر البحار والمحيطات الى أوروبا واميركا الجديدة لتشغيلهم
واستنفاذ طاقاتهم في ترقية وتطوير أوضاعهم في أوروبا والولايات المتحدة.

* ولكن ماذا يريدون في المرحلة الثانية؟
ـ في المرحلة الثانية اتفقوا على وقف الصراعات والحروب الأهلية وفرض
السلام ومحاربة الفساد وعدم الاعتراف بالأنظمة الديكتاتورية والعسكرية
أنهم يريدون تهيئة أفريقيا لعودتهم بالكامل عبر الاستثمارات واسواق
الأوراق المالية والاستفادة بالكامل من الموارد المخزونة خاصة البترول
واستخدام الناقلات الضخمة لنقله بعيدا عن منطقة الشرق الأوسط،
وفي نفس الوقت ينادون بمراجعة أوضاع الأنظمة في المنطقة العربية
وإقامة انظمة ديمقراطية ويستخدمون دعوة محاربة الارهاب العالمي
للتشجيع على هذه التحولات ولكن المقصود في نهاية الأمر الانتفاع
بالكامل من المخزون البترولي في المنطقة وبوجه خاص العراق.

* رغم الترحيب الواسع بوقف الحرب واحلال السلام، فالى ماذا
تعزى تحفظ الكثيرين على اتفاق السلام والخشية منه؟

ـ لأنه سلام مفروض بآلية الدول الكبرى وشركاء الايقاد ولا يستند الى قناعة
وارادة واحساس اهل القضية انفسهم، كما أن الاتفاقية في نظر الكثيرين
حسمت لمصلحة الجنوب وعلى حساب مصلحة الشمال ولذلك انفجرت
احداث دارفور بالغرب والتهب الشرق، ليس بمقدور احد رفض السلام،
فهو مبدأ وحياة وأمن ولكن المطلوب السلام العادل المعبر عن إرادة كل
أهل السودان.

* هل أنت متشائم من عملية السلام القادم؟

ـ لست بمتشائم وفي نفس الوقت لست بالمتفائل الساذج.

* وكيف يتحقق التفاؤل غير الساذج بالنسبة لتحقيق السلام الشامل؟
ـ يتم ذلك إذا طرح اتفاق السلام الثنائي في مؤتمر جامع لكل القوى
السياسية ليتداولوا حوله، فلا أحد يعارض السلام، والجميع معه، كما
أن احداً لم يطالب بالغاء الاتفاق الثنائي، وهذا المطلب لا يقتصر على
القوى السياسية الشمالية وانما القوى السياسية الجنوبية.

* ولكن هذا المطلب ورغم معقوليته الا ترى ان جدولة
تطبيق اتفاق السلام اخذت في السريان؟

ـ لسنا بمجانين، ولا أحد يطالب بما لا يمكن تحقيقه، اننا كقوى سياسية لدينا
ملاحظات حول بنود الاتفاقية، وهي ملاحظات تستند إلى حجة ومنطق،
والاتفاقية نفسها نصت على ذلك وقالت إن اي تعديل يمكن أن يعرض على
المجلس الوطني أو على مجلس الحركة وإذا اقر بأغلبية الثلثين يضمن في
الاتفاقية والتعديل والاضافة في اي دستور أو قانون أو اتفاق ليس بدعة انما
هو مبدأ ثابت وله سوابق.

* ولكن الا ترى ان هذا الجانب الخاص والملاحظات
يمكن اثارتها في لجنة دستور الفترة الانتقالية؟

ـ النسبة في تكوين اللجنة التي حددت طبقاً لاتفاق السلام، يعطي النسبة
الأعلى لطرفى التفاوض أي الحكومة والحركة، ولا يمكن في قضية مصيرية
تمس حاضر ومستقبل الوطن أن يكون تمثيل القوى السياسية رمزيا.
يجب ان تكون المشاركة واسعة تشمل كافة القوى السياسية دون استثناء.

* وكيف يتحقق ذلك؟
ـ إذا كان المبدأ - الثابت هو جعل المصلحة العليا هي الأساس، وبالتالي تعدل
القوانين وتراجع الدساتير وتغير فما الذي يحول دون توسيع عددية لجنة
الدستور لتستوعب كافة القوى السياسية.

* وكيف يتم ذلك؟
ـ يجب على طرفي التفاوض واتفاق السلام ان يتجاوزا نوع الممارسات المماثلة
للاتحادات الطلابية، فلا يمكن في قضية تخص وطنا بكامله ان يقال ان هذا
الطرف يتنازل عن نسبة من مقاعده أو من حصته.
هذا فهم محدود، فالمطلوب توسيع عضوية لجنة الدستور لتحقيق مشاركة
القوى السياسية وهذا لا يحتاج لتنازلات وانما يحتاج لقدر كبير من الفهم
الصحيح لما هو مطلوب تجاه البلد.

* هل تعتقد أن القوى السياسية بعد محاربة الأنظمة الشمولية
لها بمقدورها الاضطلاع بدورها السياسي المطلوب؟

ـ الدول الغربية والولايات المتحدة متفقة على تصور يهدف إلى عدم عودة
الاحزاب التقليدية إلى الحكم مرة أخرى، ويمكن ان تحل مكانها الشخصيات
الوطنية، وقيادات منظمات المجتمع المدني، وهذه الصيغة لم تبدأ بعد،
ولذلك يتعين على القوى السياسة اعداد نفسها جيدا للتحول الديمقراطي
وللممارسة الديمقراطية لأن المحك هو صندوق الاقتراع، أي الديمقراطية.

* وهل توافق على اتجاه الحركة الشعبية
لأفرقة السودان على غرار اوغندا وكينيا
؟
ـالسودان قام قبل زمن طويل من ظهور الحركة الشعبية، والسودان تتعدد
فيه الاديان والاعراق، وهو عربي واسلامي ومسيحي وهذه التركيبة ليس
بمقدور احد أو طرف تغييرها، ليس بمقدور طرف تغيير هوية وتاريخ السودان،
ويجب التعامل الناضج مع هذا التنوع والتطور على أساس أنه السودان
الذي عاش فيه الجميع على مر الحقب البعيدة


Post: #10
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-22-2010, 10:30 PM
Parent: #9

 



نقد : خياران أمام الشريكين حرق المراحل أو تمديد الفترة الانتقالية


سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/18/2005 5:16 م





مواكبة للمرحلة الانتقالية السودانية التي تأتي في إطار اتفاق سلام وضع نهاية لحرب دامت أكثر من عقدين تجري «البيان» سلسلة من الحوارات مع نخب من القيادات السياسية والفكرية في الخرطوم بغية استيضاح خارطة الطريق التي تعين القوى السياسية على عبور تلك المرحلة الحاسمة من تاريخ السودان الشقيق التي تنتهي بأحد خيارين: الوحدة أو الانفصال.


وتسعى «البيان» عبر هذه السلسلة لاستكشاف «الميكانيزم» الذي تفكر به القيادات السياسية في هذا البلد والتحديات المحتملة والألغام التي قد تنفجر أمامها إبان عبور المرحلة الانتقالية، وما إذا كانت تلك القوى قد أعدت من الرؤى والعدة ما يعينها على تجاوز تلك التحديات وتفكيك تلك الألغام.


وتحرص «البيان» على استجلاء آراء مختلف قوى الطبق السياسي السوداني والشخصيات المؤثرة في قماشة الرأي العام.


وهذا حوار فوق العادة ليس لأنه مع رجل استثنائي يمثل الرؤية الأكثر نفاذاً والأكثر عمقاً في أوساط اليسار السوداني فقط أو انه مع سياسي مخضرم ومحترف لأنه فوق ذلك قضى نصف سني عمره في السجون أو العمل السياسي السري مكرساً طاقاته وقدراته ضد الاستبداد والشمولية.


ويحظى محمد إبراهيم نقد باحترام وافر من قبل خصومه ليس بفضل رجاحة فكره فقط وإنما لتواضعه الذي ينم عن أصالة وصفاء نادرين.


وينظر الجميع في الساحة السياسية السودانية إلى الرجل حالياً باعتباره المحور الذي يمكن أن يعيد قوى اليسار للتجمع حوله وهي قوى لعبت دوراً بالغ الحيوية في الحركة السياسية والثقافية والاجتماعية في السودان.


نبّه محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني إلى أن المرحلة الانتقالية بسنواتها الست لا تكفي لتحقيق انسجام بين الشريكين الحاكمين ومن ثم نهوضهما بأعباء المرحلة وقال أمامهما أحد خيارين، إما حرق المراحل ودمج مهام في بعضها أو تمديد الفترة الانتقالية. وأشار إلى أنهما قررا بالفعل الخيار الثاني.


وأضاف نقد في حوار مع «البيان» ان العلاقة بين حزب المؤتمر الذي يقوده الفريق عمر البشير والحركة الشعبية بزعامة جونق قرنق تتسم بطابع مزدوج يجمع بين الصفقة السياسية وخارطة الطريق وتتضمن حلولاً وسطاً ستصطدم بمتاريس سياسية عند التطبيق.


وانتقد اتفاق السلام ووصفه بأنه أقرب إلى برنامج الامتحانات الأكاديمية يطغى عليه الجانب التكنوقراطي. وأضاف ان القوى السياسية دخلت بعد رفع حالة الطوارئ إلى الجهاد الأكبر بعد انتهاء الجهاد الأصغر.


وطالب حركة قرنق بالاستعداد الذهني والسياسي للإجابة عن أسئلة المواطنين في الشمال والجنوب وبما يوازي زخم استقباله في الخرطوم وطالب الدكتور حسن الترابي بتخطي الإقرار بخطاياه السياسية إلى تحمل مسؤولية تلك الخطايا. ووصف الحالة العربية بأنها بائسة ومحبطة، وقال إن افريقيا تنتظر غودو وهذا نص الحوار.


* أعتقد أن الرهان بات الآن على قرنق أكثر من غيره. إذ كان اعتقادي صائباً فما الذي نتوقعه منه؟


ـ بأداء الدكتور جون قرنق القسم، على حركته الشعبية أن تستعد ذهنياً ونفسياً وسياسياً للرد على أسئلة المواطنين في الشمال والجنوب معاً حول سياسات السلطة وقراراتها وأن تكون الأجوبة موازية لزخم الاستقبال الذي شهدته الخرطوم عند وصول قرنق إليها.


* هل تعتقد أن قيادة الحركة مهيأة للإجابة عن مثل هذه الأسئلة؟


ـ أرجو ألا تضيق صدور ممثلي الحركة، ليس فقط إزاء أسئلة المواطنين، بل كذلك إزاء انتقاداتهم. إذ أن تلك الأسئلة وهذه الانتقادات تعبّر بالضرورة عمّا كانت تتطلع إليه الحركة السياسية.


* ما الفرق بين الأسئلة التي يطرحها الشماليون وأسئلة الجنوبيين؟


ـ لا توجد مشكلة كبيرة في الجنوب بحيث تشكل مفاجأة. فالمشهد كله برمته داخل دائرة النظر، غير أن الموقف في الجنوب مغاير، إذ سيبدأ ذلك الجزء من الوطن يطرح ما يختزن من تطلعات ومطالب.


كما انه سيطرح أسئلة ترتبط بما يختزن من ثقة في الحركة الشعبية التي يقودها قرنق ولا بد أن يأخذ بعضاً من هذه الأسئلة صيغة المعارضة للحركة، أعني بذلك مواقف وممارسات بعض الأحزاب والميليشيات المتحالفة مع الحكومة والشخصيات الجنوبية التي تتخذ مواقف غير منسجمة مع توجهات قرنق وحركتها.


* ما الاختيار الأول الذي ربما تجد الحركة تواجه فيه ضرباً مبكراً من تلك الأسئلة؟


ـ هناك انتظار يشبه نتائج الامتحانات بالنسبة للصفوة الجنوبية التي يقلقها حالياً سؤال ملح يرتبط بمواقع السلطة المركزية منها والإقليمية التي سيضع قرنق كلا منهم فيها.


* ثم ما الأسئلة المركزية التي تعتقد أنها ستفاجئ قرنق أو ستطرح نفسها على نحو يتطلب إجابات فورية؟


ـ ما زلت قلقاً على مفاوضات دارفور والبجا رغم الضغوط الدولية وتدخل برونك المباشر وسيطاً باسم الأمم المتحدة في مسألة الشرق. كما يقلقني أن التجمع ليس له وسيط أو مفاوض في اتفاقه مع الحكومة (اتفاق القاهرة) كما هو الحال مع الحركة في اتفاقها مع النظام (نيفاشا).


ربما يساهم وجود الحركة في السلطة على تذليل الصعاب من أجل وصول حل فيما يتعلق بمشكلة دارفور والشرق.


اعتقد ان الطرفين في الغرب والشرق يتوقعان ان تقدم حركة قرنق لهما قدراً من المساندة باعتبارها حليفاً. غير أني لا أستطيع ان أقدم إجابة شافية في هذا السياق، فالإجابة الكاملة عند قادة الحركة في السلطة.


* كنت تنبأت في حوار لي مبكراً معك قبل خروجك الى العلن بأهمية بناء منبر تفاوضي على غرار ماشاكوس وكانت في بداياتها، ماذا ترى الآن في الأفق البعيد في المشهد السياسي السوداني؟


ـ خذها مني كلمة ـ سيحصل الغور والبجا على حق التمثيل في مجلس السيادة أو مجلس رأس الدولة حتى ولو أصبح له رئيس دائم. وربما يلحق بهما النوبة والانقسنا.


* قرار رفع حالة الطواريء لم يشكل حدثاً فاصلاً بين مشهدين على المسرح السياسي، فلماذا كل هذا البرود؟


ـ بالفعل لم يحدث رفع الطواريء احساساً مفترضاً بالنشوة وعبر القرار كالظل على نحو عادي وهو بالفعل كان كذلك ذلك ان النشاط السياسي خاصة في المجال الطلابي كان قد تخطى حاجز الطواريء مسبقاً فلم يبق من مظاهرها سوى نقاط التفتيش التي يتم نصبها عند الثانية عشرة منتصف كل ليلة. ومع ذلك يمكن القول انه بعد رفع حالة الطوارئ ثم رفع الستار عن مشهد جديد لمعركة كبرى ضد القوانين المكبلة للحريات فهذه بداية الجهاد الأكبر بعد انتهاء الجهاد الأصغر.


* ما القضايا التي تعتبرها عقبات كأداء أمام الحركة السياسية إبان المرحلة الانتقالية؟


ـ المرحلة الانتقالية بسنواتها الست ليست كافية لانجاز مهام المرحلة بل هي غير كافية للشريكين من أجل معرفة بعضهما البعض معرفة حقيقية تفضي بهما الى التجانس الذي يعينهما على التصدي لتلك المهام.


ما تم انجازه من قبل الشريكين في يونيو كان ينبغي الفراغ منه في الربع الأول من هذا العام ولاتزال هناك قضايا معلقة متبقية من النصف الأول الذي انقضى منه.


وأمام الشريكين أحد خيارين، إما حرق المراحل بدمج بعض العمليات والمهام وهذا سيكون هدفه تحقيق مصالح للسلطة فقط وتغليب مصالحها على الاطراف الاخرى أو تمديد المرحلة الانتقالية لأكثر من السنوات الست.


واعتقد ان الشريكين اختارا بالفعل التمديد ذلك أنهما قررا إجراء الانتخابات في السنة الرابعة.


* ألا يشكل هذا علة في الاتفاق أكثر من كونه قصوراً في رؤى وقدرات الشريكين؟


ـ هذه احدى مآخذنا على الاتفاق اذ تم وضعه في صيغة أشبه ما تكون ببرنامج الامتحانات الاكاديمية وطغى عليه الجانب التكنوقراطي في بلد تتميز الحركة السياسية فيه بأنها عاصفة.


* إلى أي مدى يشكل انتقال حركة قرنق الى موقع السلطة تحدياً لها؟


ـ هذا الانتقال يكشف جانباً عميقاً لم يكن جلياً في طبيعة الحركة. فمثل كل القوى السياسية ستخضع الحركة لتغيير نوعي عندما تنتقل من المعارضة الى مواقع السلطة بغض النظر عما إذا كانت ستحكم منفردة أو متحالفة.


وإذا كانت هذه التجربة صعبة لكل القوى السياسية فإنها جديدة بالطبع على حركة قرنق بصفة خاصة. فالحركة ستواجه تجربة اختيار قاسية في شأن كيفية تنفيذ شعاراتها وأهدافها وكيفية تعاملها في الوقت نفسه مع المعارضة ـ حلفائها سابقاً ـ أو مع الرأي الآخر في شكل مطلق.


* ما الجانب الذي ترى ان الأضواء لم تسلط عليه على نحو كاف في الشراكة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية؟


ـ العلاقة بين المؤتمر والحركة علاقة شراكة تتسم بطابع مزدوج يجمع ولا يمزج بين الصفقة السياسية وخارطة الطريق وهذا الخلط نجم عن الحلول الوسط المقنعة للطرفين أو تلك التي فرضها عليهما شركاء الايغاد وهي حلول ستصطدم عند التطبيق على الأرض بمتاريس سياسية وعقبات.


حاولت الاتفاقية مغالبة مثل هذه العقبات بما تسميه أحياناً ب«لجنة واسعة التمثيل» لكنك تفاجأ بأن لجنة ثنائية من طراز «7 + 7» هي التي وضعت مسودة الدستور وقدمتها الى «لجنة الدستور» وهي كذلك ليست «لجنة ذات قاعدة عريضة».


مثال آخر يتجسد في ان النسبة المخصصة للقوى السياسية الأخرى لا تمنحها القدرة على أداء الدور الفاعل الذي يوازي ثقلها.


* وما الذي ترى، ان الذين قرأوا اتفاق السلام لم يمنحوه ما يستأهل من التأمل؟


ـ الاتفاقية تتسم في مجملها بمدخل النفي بالنسبة للطرف الجنوبي أي كان ذهنه عند كل بند من بنودها مهموماً بألا يحدث فيها ما حدث في اتفاقية اديس أبابا في العام 1972، بينما كان ذهن الطرف الشمالي منصباً على ألا يفقد المؤتمر الحاكم قبضته على السلطة.


* بالإضافة الى عقبات التطبيق ما هي الالغام المفخخة على طريق الشراكة إبان المرحلة الانتقالية؟


ـ مثل كل الحكومات تواجه الشراكة الثنائية عقبات عدة غير ان العقبة الكبرى التي تواجهها هذه الحكومة تتمثل في طموحات الشعب السوداني في الشمال والجنوب بعد الانهيار الكامل الذي تعرضت له حياته المعيشية والاجتماعية واستحواذ أقلية ضئيلة على مجمل الثروة.


* ما المشكلة الملحة التي تواجه المؤتمر الوطني بصفة خاصة دون شريكه؟


ـ المؤتمر الحاكم سيواجه فوراً مشكلة المبعدين من مواقع السلطة من صفوف أعضائه و«الأحزاب المتوالية»، فالتعويضات المجزية التي سيقدمها المؤتمر لهؤلاء المبعدين لن تبطل مفعول «فايروس» السلطة الذي تمكن منهم وسيتطلعون الى مواقع بديلة. وقد يتحولون الى «خميرة عكننة» كما هو حال الصفوة الجنوبية الباحثة عن مواقع في السلطة الجديدة.


بالمناسبة كنت قد اقترحت على الترابي أيام تواجدنا معاً في المعتقل ان ينشيء «وزارة دوارة» يبقى فيها من يشغلها ستة أشهر حتى ينال لقب «وزير سابق» الذي يتهافت عليه البعض رغم ان الوزارة فقدت ذلك البريق الذي كان.


* وما الذي يشغل بال المعارضة في هذه المرحلة؟


ـ داخل كل مواطن سوداني توجد معارضة ومن ثم هناك معارضة داخل كل حزب، ومع ذلك يمكن القول ان ما يميز المعارضة في هذه المرحلة أنها تجمع دون استثناء على تأييد اتفاق السلام وحق تقرير المصير بالنسبة للجنوبيين، كما أنها تجمع على الترحيب بإنهاء الحرب. وليس هناك طرف معارض يسعى الى الغاء اتفاق السلام، والحديث في هذا الشأن هو مجرد اتهام منطلقه مزايدة سياسية ليس غير.


لكن المعارضة كلها مستفزة ووراء ذلك الاستفزاز نسبة الـ 15% التي خصصت لها في مقاعد السلطة وتنازل أي من الحركة الشعبية أو المؤتمر الوطني أو الاثنين معاً عن أي نسبة من حصتهما لا يحل القضية فهذا التنازل أشبه ما يكون بالزكاة.


كما أن موقف الشريكين السلبي من مطلب عقد «مؤتمر شامل» أو «مؤتمر دستوري» أثار استفزاز القوى المعارضة، والمؤتمر الدستوري لن يلغي اتفاق السلام، لكنه يتيح للقوى الأخرى ان تقول ملاحظاتها عليه، وهذا حق مشروع وأنا واثق من موافقة دول الايغاد على عقد مثل هذا المؤتمر.


* ما مدى ثقتك في نجاح حركة قرنق في إعادة بناء الجنوب؟


ـ أعتقد أن الحركة ستنجح في بناء وتكوين مؤسسات السلطة والحصول على مقاعد الجنوبيين في مؤسسات الشمال، غير ان أصعب الامتحانات التي ستواجهها ذلك الذي يتعلق بإعادة تعمير وبناء ما خربته الحرب خاصة في الجانب الذي يرتبط منه بمساهمات المانحين والمجتمع الدولي.


ومع ان وحدة الجبهة الجنوبية تعتبر مشكلة معقدة إلا انني اعتقد ان الحركة قادرة على تخطي هذه العقبة إلا اذا كانت هناك معارضة تود ان تحل محل الحركة في السلطة.


* أعتقد أن هناك خياراً جاهزاً في هذا الصدد أليس كذلك؟


ـ لعلك تعني فاولينو ماتيب.


* أليس هو جزء من معادلة اللعبة المرتقبة؟


ـ الميلشيات الجنوبية حليفة للحكومة الحالية والدكتور قرنق يدرك ذلك كما أن المجتمع الدولي يعرف ذلك، والحكومة تعترف علنا به.


أضف إلى ذلك أن شركات البترول تدفع للميليشيات مقابل الحصول على الأمن.


* هل تعتقد أن الحركة قادرة على إيجاد حل لهذه المعادلة المشابكة؟


ـ أنا متفائل إزاء قدرات الحركة السياسية.


* ألا ترى أن هناك تضخيماً لقدرات قرنق ربما من باب الأمنيات؟


ـ لا أظن ذلك بل أعتقد أن قرنق يقرأ الظرف الموضوعي جيداً.


* هل تثق أنت في تحالف مع الصادق المهدي وحسن الترابي لتشكيل جبهة معارضة؟


ـ الصادق والترابي لن يفاوضا حكومة الإنقاذ. هكذا أعلن كل منهما موقفه ولكنهما يسعيان من أجل حكومة ذات قاعدة عريضة.


* البعض من حلفائك يتهم المهدي بعدم الثبات على المواقف.


ـ المهدي جاد في إعلانه المؤيد لاتفاق إنهاء الحرب ولكن لديه تحفظات يمكن الوصول إلى اتفاق حولها حتى من جانب الحكومة إذا أدركت الحكومة أن المهدي حاكم سابق انتزع الانقلاب السلطة منه. ويمكن أن يحرز أصواتاً في أي انتخابات نزيهة أكثر من حصاد الحركة الإسلامية بجناحيها.


* هل أنت تعني ما تقول حقيقة؟


ـ إذا توفرت للمهدي الموارد المالية على غرار ما لدى المؤتمر الحاكم فيمكن للمهدي منافسة المؤتمر غير أن هذه الوفرة على ذلك النحو مهمة مستحيلة.


* ماذا عن الترابي؟


ـ الترابي مطالب بتخطي عقبة الإقرار بمسؤولية ما حدث التي أخذ يرددها عقب مفاصلة رمضان مع المؤتمر الوطني وإلا سيواجه عقبات وهذه مسألة في غاية الأهمية فهو لا يزال عند تبعات انقلاب 1989 يوم قال للبشير اذهب إلى القصر رئيساً واختار أن يذهب هو إلى كوبر سجيناً.


* ما الذي تعني بتخطي عقبة الإقرار؟


ـ هناك استحقاقات واجب الوفاء بها مقابل ذلك الإقرار وعلى الترابي أن يفي بتلك الاستحقاقات ولا يجوز طي أخطاء تلك المرحلة مقابل «عفا الله عما سلف».


هناك تجارب مماثلة حدثت في جنوب افريقيا، تشيلي والمغرب مثلاً ولابد من ايجاد صيغة سودانية يتم بموجبها وصول نوع من العدالة مقابل تلك الخطايا التي تمت في حق الشعب والوطن.


* عوداً إلى المهدي؛ ألا ترى أن الانشقاق داخل حزبه يمكن أن يؤثر على موقفه الانتخابي مستقبلاً؟


ـ حدثت انشقاقات مماثلة سواء داخل البيت أو كيان الأنصار أو على صعيد الحزب لكنها لم تصمد طويلاً. واتسعت الهوة بين الصادق وعمه مثلاً فترة من الزمن.


* هناك تحالف تاريخي بين الأمة والاتحاديين أو الأنصار والخيمة الذي أرساه عبدالرحمن المهدي وعلي الميرغني لكنه يشهد انفصاماً.


ـ الاتحاديون لديهم شيء من عدم الانضباط ولديهم ما يضمرونه سواء تجاه الأنصار أو إزاء الصادق شخصياً لأسباب متباينة.


* أنت تطالب الترابي بتجاوز الإقرار بمسؤولية الخطايا إلى تحمل تلك المسؤولية بينما يطالبكم آخرون بتحمل مسؤوليات أخطاء اقترفتموها في مرحلة مبكرة من نظام النميري.


ـ أصدرت قيادة حزبنا في أغسطس 1977 بياناً بعنوان «جبهة للديمقراطية وإنقاذ الوطن» كان أحد شروطها «الكشف عن جرائم التعذيب والقتل العشوائي ومحاكمة الذين ارتكبوها والذين أمروا بها وفقاً للأدلة المادية التي يدلي بها كل مواطن تعرض للتعذيب» هذا هو موقفنا منذ ذلك التاريخ.


وبدون مثل هذه الإجراءات سنعود إلى المربع الأول. نقول للذين يطالبون بمقولة «عفا الله عن ما سلف» إن العفو ممكن ولكنه وفق هذه الرؤية فقط.


* ما الذي تودون عمله عل الحزب يستعيد موقعه على خارطة الحراك السياسي؟


ـ ها هو الحزب بدأ يقدم نفسه مجدداً للجماهير بعد غياب استمر 16 سنة عبر سلسلة من الندوات بدأت في الخرطوم وستنداح عبر المدن الكبرى، كما نعمل على ترميم الحياة الداخلية بعد نفض غبار العمل السري. وتعقد مجموعات عمل للكادر على كل المستويات لإنعاش القدرات وتبادل وجهات النظر وتجاوز السلبيات.


* وماذا عن المؤتمر العام للحزب؟


ـ ذلك هو الواجب المحوري للحزب حالياً،إذ ينهمك في الإعداد للمؤتمر.


* ما الصعوبات التي تعرقل عقده؟


ـ لا تواجهنا صعوبات سياسية أو فكرية وإنما فقط نحاول تخطي ظروف الحياة المعيشية والاجتماعية.


* قلت في الندوة الجماهيرية الأولى عقب عودتك للعلن أنكم متمسكون بالماركسية، فهل هي لا تزال منهج الحزب أم انها إحدى الرؤى التي يستعان بها؟


ـ في كل المناقشات الجارية داخل الحزب لا يوجد اتجاه للتخلي عن الماركسية، بل هناك تركيز على التعامل مع المنهج الماركسي لقراءة واقعنا المحلي والإقليمي والدولي والصراع ضد الجمود الذي لحق بالماركسية في فترات على صعيد تجربتنا المحلية أو الصعيد العالمي.


* غير أن انهيار الكتلة الشرقية أهال الأنقاض على هذا المنهج في رأي قطاع عريض باتساع العالم.


ـ التزامنا بالمنهج الماركسي لا يلغي تعاملنا مع كل عطاء الفكر الإنساني ومعطيات ثورة المعلومات والتكنولوجيا في العالم وتجارب الشعوب والتزامنا كذلك بمواصلة البحث الجاد في أسباب انهيار التجربة الاشتراكية.


* هل تقبلون على ذلك من منطلق البكاء على الأطلال؟


ـ بل من باب الحرص على ما يفضي إلى تصور واقعي وموضوعي بغية الوصول إلى الاشتراكية.


* هل ستحرصون على الاحتفاظ باسم الحزب الشيوعي أم ستجارون ما حدث في الشرق الأوروبي؟


ـ ثمة خيار مطروح بأن يحتفظ الحزب باسمه وهناك اقتراحات أخرى مثل «الحزب الاشتراكي» و«الحزب الوطني الديمقراطي» و«الحزب الاشتراكي الديمقراطي».


* عندما قلت في الندوة أنكم متمسكون بالماركسية هل كنت تحاول حسم الجدل المطروح أم انك تحاول إبلاغ المؤتمر الذي لم يلتئم بعد رسالة؟


ـ لا، ولكن المؤتمر وحده سيحسم كل الأشياء قيد الجدل والتداول حالياً.


*كيف ترى المشهد العربي الحالي؟


ـ الحالة العربية بائسة ومحبطة بدليل أن القضية الفلسطينية أصبح يتبناها البيت الأبيض ويرسم لها خارطة الطريق وتتولى كوندوليزا رايس أمر طرح المبادرات.


* وماذا عن المشهد الأفريقي؟


ـ ها هي أفريقيا في انتظار غودو.


حاوره في الخرطوم ـ عمر العمر:




http://www.sudaneseonline.com/anews2005/jul18-70698.shtml

Post: #11
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: abubakr salih
Date: 11-22-2010, 10:34 PM
Parent: #10

جريدة البيان 4 مايو 2005
سكرتير الحزب الشيوعي السوداني في حوار شامل مع «البيان»:
وضع الوطن تحت الحماية أخطر من تسليم مواطنين للمحاكمة
بقلم :عمر العمر

اعترف سكرتير الحزب الشيوعي السوداني محمد إبراهيم نقد الخارج إلى العلن بعد أحد عشر عاماً في العمل السري بوجود خلل صاحب عودته من الاختباء وقال ان أبرز ملامح المجتمع السوداني حالياً يتمثل في الأجيال الجديدة المتحفزة للاندماج في العصر وبحور الفوارق الاجتماعية حيث يوجد ثراء فاحش مقابل فقر مدقع.
وقال نقد رغم انهيار الموديل السوفييتي وانحسار خط التوجه الاشتراكي في البلدان النامية لا يزال على قناعة بأن إسهامات ماركس تمثل أفضل أداة للصراع ضد الرأسمالية، غير انه اعترف في الوقت نفسه بتخلف الخطاب السياسي لحزبه وبضرورة تطويره وإثراء لغته وقال ان التحديات التي تواجه السودان عامة والحزب خاصة مصيرية وتتطلب خطاباً بحجمها، وأكد ان الشباب من الجنسين ستكون له الغلبة في القيادة المرتقبة للحزب.
وقال نقد في حوار مع «البيان» ان اتفاقات نيفاشا تمثل بارقة أمل للخروج من المأزق السوداني إذا أفلح طرفاها في تمليكها للمجتمع السوداني وطالب دعاة الوحدة بالعمل معاً والاتفاق على برنامج عمل لضمان خيار الوحدة ودرء الانفصال، مؤكداً على ان الوحدة ليست معركة قرنق وحده بل هي قضية وطنية في الشمال والجنوب.
ونادى كذلك بتبني خطة تنمية شاملة تعمل على التكامل بين كل أقاليم السودان ولا تعتمد على استبدال خام النفط بخام القطن إنما تلج عالم صناعة البتروكيمائيات وتعيد رسم خارطة التنمية على مستوى القطر وإعادة توزيع الموارد والثروات وفق معادلة تفضيلية للمناطق المتأثرة بالحرب والمجاعة.
وتلك المتأثرة بالنازحين من جحيمي الاقتتال والجوع، وطالب بعقد مؤتمر لقبائل دارفور، وقال ليس بابوجا وحدها يتم حل أزمة دارفور كما انه ليس بالجنوب وحده يتوحد السودان وقال في الشرق أزمة منسية لا تقل معاناتها عن الجنوب، والغرب، وأضاف ان المحافظة الشمالية تعرضت لتفريغ سكانها وقصدها الهاربون من الجنوب والغرب.
وانتقد بشدة أداء الحكومة ومواقفها إزاء القرارات الدولية وقال إن الأخطر من تسليم بعض المواطنين للمحاكمة في الخارج هو وضع الوطن تحت الحماية وفيما يلي نص الحوار:
* خروجك إلى العلن صاحبته دراما أبطالها قادة جهاز الأمن. هل كان ذلك بفعل خلل في التأمين الحزبي أم اختراقاً من رجال الأمن؟
ـ سؤالك أو واشفاقك عن خلل التأمين أو الاختراق أمران مشروعان. عندما نفرغ من تجميع الخيوط والملابسات سننشرها على الرأي العام وذلك من حقه علينا سواء ما أبداه من اشفاق أو غمرنا به من ترحاب.
* كيف كان صدى العودة داخل المحيط الخاص؟
ـ الاحتفاء والترحيب من الأهل والأصدقاء ومواصلة الحديث كأنما افترقنا البارحة وليس قبل أحد عشر عاماً.
* ما هو إحساسك تجاه المشهد السوداني العام بعد الرجوع العلني إليه؟
ـ الإحساس بديمومة الأزمة الوطنية ـ الأجندة ذاتها والمواضيع ذاتها وذات الأسئلة الجماعية والبحث عن إجابات عن أزمة مستمرة ومستفحلة.
* هل راكم لديك ذلك المشهد قدراً من التشاؤم أم ترى فيه ما يعين على التفاؤل؟
ـ بل قل ثمة رنة حزن وشائية تشاؤم غشيت عفويتنا السودانية المحببة وذلك الفيض من التفاؤل الذي استعنا به على اجتياز المفازات والموانع المتعاقبة أو قل هي أزمة ممتدة متعددة الفصول والمنعطفات، لكني واثق تماماً من قدرة حركتنا السياسية والنقابية والاجتماعية والقبلية والجهوية على استرداد عافيتها مع تسارع إيقاع النشاط السياسي فلهذه الحركة السياسية بكل روافدها مخزون يعينها على ذلك.
* ثراء فاحش قليل الحياء
* ما هو الملمح الذي لفتك أكثر في النسيج الاجتماعي بعد هذا الغياب؟
ـ الأجيال الجديدة، وهي ليست جديدة فقط من زاوية العمر وإنما نوعياً كذلك ـ فهي مندمجة مع العصر في علومه ومخترعاته وموسيقاه ووسائله للترفيه وبطولاته الرياضية وبتطلعها الجاد نحو اقتناء المعرفة المتواجدة في الخارج فهي لا تمارس السفر من أجل الترفيه وإنما في سبيل الاكتشاف والمعرفة حتى لا يفوتها قطار المعرفة.
* ألم تر ملمحاً شائعاً في النسيج الاجتماعي؟
ـ ذلك يتجسد في فجور الفوارق الاجتماعية حيث يوجد ثراء فاحش قليل الحياء بل هو لا يستحي مطلقاً في مواجهة فقر مدقع.
* هل هناك بارقة في هذه العتمة؟
ـ بين جميع المشاهد انفة الذكر تبدو نيفاشا وكأنها كوة ضوء وبارقة أمل ان أفلح طرفاها في تمليكها للمجتمع السوداني بوصفها حقاً مشتركاً ينعم به الجميع دون توزيع أنصبة بترولية وغير بترولية وهذا أمر ممكن ومتاح.
* هل ثمة قيادي آخر من الحزب لايزال في حالة اختباء؟
ـ ربما نخص «البيان» باعلان خروج الاستاذ سليمان حامد يوم «الاثنين 2 مايو» من الاختباء لـ «شم النسيم» وبالمناسبة فان الاستاذ سليمان حامد حول البيت الذي اختبأ فيه إلى حديقة منزلية أنيقة وبخروج الأستاذ حامد نسدل الستار على ممارسة الاختفاء وفقاً لقرار الدورة الاستثنائية للجنة المركزية في 14 يناير 2005 التي قررت خروج الكادر المختبيء في الوقت المناسب وتركت للسكرتارية تنفيذ القرار.
* اسأل المهدي والميرغني وطه كذلك عن الاختباء
* ما هي فلسفة الاختباء؟
ـ الاختفاء أسلوب وممارسة في ظروف الديكتاتورية والقمع من أجل ضمان وجود واستقرار حلقة صغيرة من الكادر القيادي لمواصلة حياة الحزب ونشاطه ولو في أضيق نطاق إذ ان أغلبية الكوادر تتعرض في مثل هذه الظروف للملاحقة والرقابة والاعتقال والاختباء بهذا المعنى ضرورة وليس خياراً إذا أجبرتك الظروف للاختباء يوماً فتجربتنا تحت تصرفك. ربما لا يجافي الحقيقة القول إن في العيش خارج السودان ضرباً من الاختباء.
* لماذا يمارس الشيوعيون وحدهم الاختباء مع ان كل القوى السياسية تتعرض إلى ظروف القمع والديكتاتورية في منعطفات من الزمن؟
ـ إذا كان الاختباء حصراً على الشيوعيين في فترات ماضية فقد أصبح ممارسة مشاعة بجميع الأحزاب.لماذا لا تسأل السيد محمد عثمان الميرغني أين قضى العشرة الأوائل بعد انقلاب الجبهة الإسلامية في 30 يونيو 1989؟ ولماذا لا تسأل السيد الصادق المهدي أين قضى الأيام السبعة التي أعقبت الانقلاب؟ ولماذا لا تسأل الأستاذ علي عثمان محمد طه اين قضى ثلاثة أسابيع بعد حملة نميري ضد قادة الجبهة وحتى انتفاضة 6 ابريل 1985؟
ـ هكذا في السودان يمكن ان تكون رئيس وزراء وتختبيء وتختفي وتصبح فيما بعد نائباً لرئيس الجمهورية أو زعيماً للتجمع الديمقراطي المعارض. المرحوم الدكتور عمر نور الدائم قال إن العيش في السودان دون ديمقراطية ممارسة مستحيلة.
* هل توازي عائدات الاختباء السياسية عدد سنواته؟
ـ لم تهدر سنوات العمل السري في العمل السياسي وحده رغم ضيق مساحة هذا العمل وضآلة عائده وبطء تواتر تراكماته،ولعلك تعلم ان أخطر المحاذير في العمل السري تتمثل في استعجال النتائج وتجاهل العائد البسيط. أحياناً يصبح مجرد عقد اجتماع انجازاً.
رغم ذلك ابتدرنا مناقشة عامة لمواجهة المستجدات والتحديات منذ العام 1993 ـ 1994 ذات خمسة محاور.
الأول: أسباب انهيار وفشل النمط ـ الموديل ـ السوفييتي للاشتراكية وانحسار نمط التوجه الاشتراكي في البلدان النامية مثال التجربة الناصرية ومدرسة الاشتراكية الافريقية بقيادة نايريري وسيكوتوري ونكروما.
الثاني: أزمة الجمود في الفكر الماركسي.
الثالث: الثورة العلمية التكنولوجية ودورها في تجديد بنية الرأسمالية في بلدان المتروبول أي أميركا ودول السوق الأوروبية المشتركة واليابان الرابع: تقويم ناقد لتجربة الحزب وتطوير برنامجه ونظامه الداخلي ومواصلة الإعداد لعقد مؤتمره الخامس العام وانتخاب قيادة جديدة.
* خطابنا السياسي متخلف
* ما هي توقعاتك لقسمات القيادة الجديدة المرتقبة؟
ـ في سباق الفئات العمرية للكادر فإن الشباب من الجنسين سيشكل أغلبية القادة.
* إلى أي مدى سيتمسك الحزب بتراثه الماركسي وإلى أي مدى سيذهب على طريق التجديد؟
ـ الماركسية وحدها لن تسعفك إن لم تمتلك ناصية خصائص شعبك بدءاً من تراثه وتاريخه ومعتقداته وحتى تكوينه النفسي ومزاجه... الخ.
* أما زلت أنت قابضاً على قناعتك في الماركسية؟
ـ مازلت على قناعة فكرية وعقلانية أن فهم ماركس وإسهامه في علم الاجتماع والاقتصاد السياسي يشكل أفضل أداة للصراع ضد الرأسمالية ومنازلتها وهي في أوج سطوتها وغلوائها.
* الا يحتاج الخطاب السياسي للحزب إلى تطوير؟
ـ تسعدني إشارتك إلى خطابنا السياسي واعتقد ان تستعمل كلمة «خطاب» على نهج المدرسة البنيوية أو كما يستعمله محمد عابد الجابري وأركون وكتاب المغرب العربي.
لا أجد حرجاً في الاعتراف بأن خطابنا لا يزال متخلفاً ونمطياً إذ يكتفي بتوصيل الموقف أو إعلانه ويلزمنا بالتأكيد تطوير خطابنا ولغتنا ومفرداتنا وتوسيع مخزوننا اللغوي وإتقان التنوع في الخطاب بما يستجيب ويتجاوب مع تنوع وتعدد ثقافتنا وأعراف المجتمع السوداني إضافة إلى استيعاب ما يضيفه العصر من علوم ومخترعات وإبداع. التحديات المطروحة أمامنا مصيرية وتستلزم خطاباً بحجمها.
* كيف تنظر إلى مصير السودان في ضوء العلاقة المستجدة بين الشمال والجنوب؟
ـ الخيار للوضع السوداني من زاوية الجنوب يبدو وكأنه محدد بحد السيف فاما وحدة أو انفصال. وأنا متفائل ومن يتعاطى مع السياسة في السودان يلزمه التحلي بفضيلتين هما التفاؤل والنفس الطويل. إذا أحسنا التعامل مع مستلزمات الفترة الانتقالية ونأينا بها عن المماحكات السياسية سوف ينتصر خيار الوحدة. ذلك ان دعاة الانفصال ينظرون إلى الماضي بينما ينظر دعاة الوحدة إلى المستقبل ويستخلصون من الماضي العبر وليس المرارات.
* إذن هناك صراع بين دعاة الوحدة وأنصار الانفصال؟
ـ من أهم عناصر الوحدة ان قرنق قائد الحركة الشعبية رجل وحدوي وهذا يشكل وزناً لا يستهان به داخل الحركة وفي مجتمع الجنوب ولكن للانفصال أنصاره داخل الحركة خاصة وفي مجتمع الجنوب عامة. أما في الشمال فتيار الانفصال ضعيف ويتصرف برد الفعل ولا يطرح أفقاً بديلاً مقنعاً.
* برنامج عمل وليس ميثاقاً
* كيف يمكن حسم الصراع لصالح الوحدة؟
ـ المعركة من أجل الوحدة ليست معركة قرنق وحده، كما انها ليست مهمة تيار الوحدة داخل الحركة فقط، بل هي معركة وطنية في الشمال والجنوب. ولهذا أرى أن تتفق قوى الوحدة في الشمال والجنوب على برنامج عمل ـ أقول برنامجاً وليس ميثاقاً ـ لأن هذا المصطلح تم استهلاكه من ميثاق الجامعة العربية إلى ميثاق التجمع الوطني الديمقراطي.
* هل نستبق التقاطعات الخارجية؟
ـ المناخ الأفريقي من حولنا لا يشجع على الانفصال. إذ يخشى هذا المحيط انتقال العدوى. فباستثناء مصر كل دول الجوار لديها مشكلات أقليات ومشكلات قومية.
* مصر نفسها لا تخلو من مثل هذه المشكلات...
ـ هذا كلامك وليس قولي.
* لنعد إلى القضية السودانية، فما هو العنصر الحاسم فيها؟
ـ العنصر الحاسم في رجحان خيار الوحدة هو استقرار وحسن أداء حكومة الجنوب، لأنها أولاً باكورة خيار الوحدة، فإذا اقتنع المواطن الجنوبي بأدائها سينحاز إلى الوحدة. أقول هذا وأنا أعلم حجم المشاكل التي تواجه كل الحكومات الأفريقية بما في ذلك حكومة جنوب أفريقيا وحكومة ناميبيا (أحدث الحكومات في القارة) هذه الحكومة الجديدة تشكِّل نواة لما ينبغي أن يكون من عمل سياسي كبير ومبرمج تتفق عليه القوى المناصرة للوحدة، فلدعاة الانفصال أسلوبه وحججه، وهو لا يتردد في استخدام وسائل غير جديرة بالاحترام.
* قبل إطلاق برنامج ضمان الوحدة، نحن نواجه مأزق المرحلة الانتقالية؟
ـ لدينا أكثر من تجربة انتقالية، فقد اختزلنا الأولى وهي مرحلة الاستقلال بإعلانه من داخل البرلمان، ثم حكومة أكتوبر الانتقالية واستمرت نحو ستة أشهر، ثم الحكومة الانتقالية التي أعقبت انتفاضة أبريل 1985 وامتد عمرها سنة. ورغم أن أوان الفترة الانتقالية الناجمة عن نيفاشا يستمر ست سنوات، إلا أنها فترة مزدحمة.
لا أحتاج إلى استدلال منطقي ولكني أقول: كان من المفروض عقب التوقيع في 6 يناير إعداد الدستور في غضون شهر، غير أن شهوراً مرّت ولم يتم إنجاز المهمة. أعتقد أن مثل هذا التأجيل سيتجدَّد مع كل البنود، ولكننا سنصل إلى الاستفتاء في النهاية.
* ما السمة الغالبة لهذه المرحلة الانتقالية؟
ـ الفترة الانتقالية نفسها فترة صراع بين الحكومة المركزية والحكومة الإقليمية في الجنوب.. صراع حول كل البرامج، مثال إزالة آثار الحرب، عودة اللاجئين، إعادة تشكيل الولايات في الشمال، توزيع الموارد. السودان يغلب عليه الازدحام بطبعه على نحو لا يصبح مهيأ لمزيد من الأثقال.
طبيعة المجتمع هكذا، لعلك تلاحظ ذلك في البيت والشارع والسوق، فالاستعداد لرمضان لا يكون إلا عشيته، وفي كل مرة نقول العيد فاجأنا. لذلك استمر الجدل طويلاً قبل بدء المحطة الأولى لتنفيذ نيفاشا.
* ما أبرز المحطات التي قد تستنزف مثل هذا الجدل؟
ـ تشكيل هياكل الحكم في مستوى قاعدته الولائي في الشمال والجنوب يتطلب وقتاً طويلاً، فالكيانات القديمة لن تستسلم بسهولة الجديدة، تحتاج إلى وقت وتمويل. مشكلة إعادة توزيع الثروات ـ وليس البترول وحده ـ الطريقة التي تم بها التوزيع أشبه بممارسات تجار السوق.
* الزراعة أهم من البترول
* لو أخذنا مسألة توزيع الثروة، ما هو في تصورك النموذج الأفضل لتجنب ممارسات التجار؟
ـ خطة التنمية الشاملة التي على أساسها يتم توزيع الثروات من بترول وذهب أو غيرهما مع معادلة تفضيلية أولاً للمناطق المتأثرة بالحرب وفي مقدمتها الجنوب، ثم جبال النوبة، ثم الفونج، ويشمل ذلك دارفور والشرق. هناك موارد أكثر أهمية من البترول كالزراعة.
النفط له عائدات جاهزة لذلك هو أكثر إغراءً ولكنه في الوقت نفسه أكبر مصدر لفساد الحكام. وأكتفي بالإشارة إلى تجربتي نيجيريا والمكسيك. لا بد من وضع خطة شاملة للتنمية الكلية من نيمولي إلى حلفا. بالطبع الأولوية للجنوب، ولكن إذا كانت الأولوية فيه للطرف فإنها تكون لجهة الشمال.
حيث السوق السودانية المشتركة. أفهم أن يكون هناك خط حديدي أو طريق بري إلى ممبسا لاختصار الزمن، ولكن الأولوية لطرف داخل الجنوب نفسه، ولاختصار المسافات مع الشمال، حيث السوق التي يمكن تأريخها منذ تم في عهد محمد علي وضع حدود السودان.
* ما هي الخطوط الحمراء التي يمكن إضاءتها أمام الحكومة الجنوبية؟
ـ المرحلة الانتقالية فتحت أبواباً واسعة أمام المناصب الدستورية. حكومة الإنقاذ أعادت تقسيم ولايات الجنوب من ثلاث إلى عشر، بعضها كان مركزاً، فهناك عشر حكومات وهذا استنزاف للكثير من المال والامتيازات والتجهيزات. آمل أن يتجنب قادة الحركة مخاطر ما حدث عند تنفيذ اتفاق أديس ابابا.
توزيع المناصب كشف عن صراعات وتطلعات غير مؤسسة. وعندما أعاد نميري هيكلة الولايات دمّر أبناء الجنوب المسؤولون كل ما كان تحت أيديهم، فيما أطلقوا عليه ممارسة «الكوكورو» حتى لا يعثر من يخلعهم على شيء مفيد.
ربما يكون في وجود قادة سياسيين عاصروا تلك الفترة ممن نثق في رجحان عقولهم، من يعين حكومة الجنوب الجديدة في تفادي الكثير من المشكلات والمصاعب.
* إعادة هيكلة التجمع
* كيف تنظر إلى التجمع في المرحلة الانتقالية؟
ـ كل أطراف التجمع مقتنعة بضرورة استمراره، لكن هناك ظروفاً جديدة أهمها أن هذا الاستمرار في الداخل ولا بد من إعادة هيكلة التنظيم وتحديد مهامه. بحيث يواكب الفترة الانتقالية وهذا أمر مفتوح للجدل والنقاش بين الفصائل وسبق أن قدمنا مقترحات وأبرزها أن يضع التجمع برنامج عمل يتم الاتفاق عليه للسنوات الست .
ولا بد أن يتسم التنظيم بالمرونة واستيعاب القوى الراغبة في الانضمام والتقيُّد بمواثيقه والعمل على تنفيذ برنامجه، ولا بد من بناء الجسور كذلك للتواصل مع القوى التي تظل خارجه، وحدث أن تم تبني خوض الانتخابات المرتقبة بقائمة موحّدة وهي فكرة جيدة، لكنها تتطلب المزيد من النقاش لمعرفة إمكانية تطبيقها.
* وماذا عن مأزق المشاركة في لجنة الدستور الذي يواجه التجمع حالياً؟
ـ تجاوز مطب الدستور رهين بمحادثات القاهرة. هناك عقبة لم يتحسسها اتفاق السلام الذي لابد أن ينص أو يتسم بالمرونة. المشكلة فرضها طرفا الاتفاق النص لا يتضمن أنصبة. الدستور قضية تتطلب إجماعاً وطنياً. أنا مدرك للمصاعب التي ستعترضنا في الفترة الانتقالية وذهني مهيأ لاستمرارها أكثر من 6 سنوات.
ولكن هل يخدمنا الحظ مرة ثانية. ففي اتفاقية 1953 كان هناك نص على إجراء استفتاء على الوحدة مع مصر أو الاستقلال وتم الاستغناء عن الاستفتاء والإجماع على إعلان الاستقلال من داخل البرلمان.فهل يخدمنا الحظ هذه المرة ونستغني عن الاستفتاء؟ هذا ليس بكثير على الله وليس بالكثير على تقلبات السياسة السودانية.
* الإنقاذ فاقمت أزمة دارفور
* وماذا عن تطورات الصراع الدامي في دارفور؟
ـ تلك حرب موارد بين الرعاة والزرّاع على الأرض والماء، وهو صراع تقليدي له آلياته الأهلية لحلّه كلما تصاعد. سياسات حكومة الإنقاذ في دارفور على وجه التحديد أخلّت بالتركيبة الإدارية والقبلية، وفرضت أجهزة إدارية في «حواكير» بعض القبائل.في العُرف الأهلي يتم فتح المسارات أمام الرعاة في رحلاتهم السنوية من الشمال إلى الجنوب وعند العودة تغشى حيواناتهم الأرض الزراعية لتخصيبها.
إعادة تقسيم المحافظات في عهد الإنقاذ انحاز إلى قبائل ضد أخرى وتبنى فكرة لا مبرر لها تتمثل في إيجاد حزام عربي إسلامي في الغرب، وهذا لا يكون إلا على حساب «قبائل الزرقة» التي سُمي الإقليم باسمها. هذا التدخل فاقم الأزمة وأدى إلى تفجرها.كان من الممكن احتواؤها بموجب توصيات «مؤتمر الفاشر» غير أن الحكومة رفضتها.
* ما هو المخرج؟
ـ محادثات أبوجا أو طرابلس لن تغني عن عقد مؤتمر قومي، شامل ـ سمه ما شئت ـ يجمع كل قبائل دارفور، ويتم تقنينه. لعلك تذكر في حواري معك قبل 3 سنوات ناديتُ بعقد مشاكوس أهلي من أجل إنقاذ دارفور.ليس بأبوجا وحدها تتم معالجة الأزمة هناك.
ليس سوء الطالع وحده الذي حوّل السودان من مكان تتم فيه معالجة الأزمات الأفريقية حيث شهد لقاءات لحل مشاكل بلاد مثل أوغندا والكونغو وكينيا، إلى بلد يُصدّر مشاكله إلى الخارج بحثاً عن حلول في نيروبي، القاهرة، طرابلس وأبوجا.
* السودان مثل طائر السمندل
* هل أصابك قدر من القنوط؟
ـ أبداً، فالسودان مثل طائر السمندل قادر على النهوض من تحت الرماد، غير أن الكُلفة أصبحت باهظة. أخطر ما في الأمر أن تركيبة وسط السودان بدأت تتغير ملامحها نتيجة تدفق أبناء غرب أفريقيا على السودان. وعندما تتوقف حرب الجنوب ستحدث هجرة مماثلة من دول الجنوب الأفريقي الملامسة للإقليم.
* إذا حملت سياسات الإنقاذ مسؤولية تفاقم الأزمة في دارفور، فهل نُسائلها عن المشكلة مع مجلس الأمن بشأن تسليم المطلوبين للمحاكمة؟
ـ السودان قبل استقبال لجنة التحقيق الدولية التي وضعت تقريراً اشتمل على حيثيات واضح توجهها نحو المحاكمة. وقبل ذلك شكّلت الحكومة لجنة برئاسة القانوني المعروف دفع الله الحاج يوسف، وقد اطلعت بنفسي على تقريرها وفيه مؤشرات واضحة لمن يجب محاكمته، أي أن هناك تهمة. ولو أن الحكومة بادرت لعقد محاكم لحالت دون التدخل الدولي أو على الأقل خففت من غلواء ذلك التدخل.

ثانياً عندما صدر قرار مجلس الأمن كان على الحكومة عدم التعامل برد الفعل، بل تطلب من وزيري العدل والخارجية دراسة القرار وتقديم بدائل. أنا واثق أنه كان من الممكن الوصول إلى مخارج ـ القضية قانونية ومثل هذه القضايا تتطلب جهداً من الدفاع والاتهام ـ رد الفعل الغاضب فاقم الأزمة.
الأخطر من المحاكمات والذي كان يتطلب تعاملاً حكومياً أكثر وعياً ومبادرة هو وضع السودان تحت الحماية، ذلك يتمثل في قبول قوات أجنبية وشرطة متعددة الجنسيات وقيادات عسكرية ومدنية، فهذه مسألة أخطر من تسليم عدد من الناس للمحاكمة إذ أنها تمس سيادة دولة وشعب ووطن، لكن الحكومة تصرفت برد الفعل تحت هواجس من هُم المطلوبون للمحاكمة؟
* الحكومة اعتبرت في المطالبة بالمحاكمة في الخارج مساساً بالسيادة من منطلق انتقاص القضاء السوداني؟
ـ محاكمة مرتكبي الجرائم في الداخل أو الخارج مسألة لا خلاف عليها، أما الحديث عن القضاء السوداني فلا يُقصد منه المساس بهيبته أو النيل منه، بل هو نتيجة منطقية للكثير من الممارسات المتراكمة منذ العام 1989. وهي ممارسات أفقدت المواطن السوداني الثقة في النظام القضائي، إذ غلبت عليه السياسة فتم تشريد عدد كبير من القضاة لأسباب سياسية.
تصرف الحكومة حرمنا من مهاجمة موقف أميركا اللاأخلاقي، فهي لا تسمح بمحاكمة أي من جنودها في الخارج ومارست مناورة مكشوفة عندما امتنعت عن التصويت من أجل تمرير القرار في مجلس الأمن. لو عرفنا استثمار ذلك الموقف لقدنا حملة عالمية ضد أميركا ولكننا أضعنا الفرصة.
* هل ترى في الشرق جذوة يمكن أن تشتعل على نحو ما حدث في دارفور؟
* صندوق لترويض الحكام
ـ لو عايز الجد، فالشرق أولى بالثورة أكثر من الجنوب والغرب، فتلك أزمة منسية وفيها معاناة لا تقل مأساوية من المنطقتين.أعتقد أن التوجه نحو منبر خاص بمناقشة مشاكل الشرق يمثل خطوة نحو الحل.
* هل يطال سيناريو الثورة الشمال حيث توجد إرهاصات؟
ـ السؤال عن الشمال مشروع حتى الآن، ولكنه مجرد احتمال، لكن ضع في الاعتبار أن عدد سكان منطقة أم بدة يتجاوز حالياً عدد سكان المديرية الشمالية التي تمتد من شمال الخرطوم إلى جنوبي مصر. هذا وفقاً للإحصاءات الحكومية الرسمية.
مشكلة الشمالية أنها تم تفريغها من السكان وأصبحت مفتوحة لهجرة النازحين من مناطق الحرب والجوع في الجنوب ودارفور، وعلى نحو يومي إذ يجد فيها هؤلاء متسعاً للاستقرار في ظل وفرة الأرض والماء والأمن.تخصص الدولة أموالاً للشمالية أكثر من ولايات دارفور الثلاث من صندوق دعم الولايات، وهو صندوق مهم في رئاسة الجمهورية وغايته ترويض حكام الأقاليم.
وفيما تبدو الشمالية بولايتها تأخذ نصيباً أوفر، إلا أن هذه المبالغ تصرف على الأجهزة البيروقراطية وأجهزة الحزب الحاكم والموالين له. جانب مهم آخر يجب أخذه في الاعتبار أن الحقبة الاستعمارية ركزت على تنمية مثلث الخرطوم ـ سنار ـ كوستي، ولم تعد الحكومات الوطنية التي أعقبت الاستقلال رسم خارطة التنمية خارج المثلث.
لكنه انهار فيما بعد، فمشروع الجزيرة انهار تماماً والسكة الحديدية توقفت وصناعات النسيج في الوسط لم تعد تعمل بأكثر من 15 في المئة، والصناعات القائمة حالياً لا تتعدى الحلويات والبسكويت والصابون والمياه الغازية، فالحكومة لم تعد تهتم حتى بالوسط.
* إذن كيف تعيد رسم خارطة التنمية؟
ـ القضية تتطلب خطة تنمية شاملة تقوم على أساس التكامل بين المناطق والأقاليم والموارد السودانية، فلا يتحول الاعتماد من القطن الخام إلى البترول الخام. يجب التفكير في صناعات البتروكيمائية الحديثة، ليس بالجنوب وحده يتوحد السودان، يجب العودة إلى منصة الانطلاق وتجميع الموارد القومية ورسم خطة تنمية شاملة توزع الموارد حسب الأولويات مع معاملة تفصيلية للمناطق التي تأثرت بالحرب والمجاعة والتي تأثرت كذلك بالنازحين من جحيمي الحرب والجوع.
حوار ـ عمر العمر

Post: #12
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: abubakr salih
Date: 11-22-2010, 10:54 PM
Parent: #11

خطاب الاســـتاذ محمد اٍبراهيم نقد فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الخامس قاعة الصداقة - الخرطوم- السبت 24 يناير 2009

نقد يقدم خارطة طريق حزبه لحل مشكلة دارفور ويوضح أسباب عدم انعقاد مؤتمرهم العام طوال الأربعين عام الماضية
السكرتير العام للحزب الشيوعي يعدد القضايا التسع التي سيناقشها المؤتمر ويطرح مؤشرات حول مستقبل عمل واسم وفكر الحزب
24 يناير 2009م
---


تحية إعزاز وإجلال لمؤسسي حزبنا وشهدائه من أجل الاستقلال والوحدة والديمقراطية والاقتسام العادل للسلطة والثروة.
ومن علي منصة المؤتمر تحية للحركة السياسية السودانية بأحزابها ونقاباتها وصحافتها واتحاداتها وروابطها.
تحية لأعضاء الحزب الذين صمدوا واستبسلوا في مواجهة حملات التشريد والقمع والتعذيب الوحشي حد الاستشهاد ثم ثابروا على تجميع وتنظيم فروع الحزب وقياداته المركزية.
تحية للأسر التي فتحت لنا قلوبها ودورها فآوتنا طوال سنوات الديكتاتوريات العسكرية المتعاقبة.
تحية لكل فروع الحزب وأصدقائه في الداخل وفي شتي بقاع العالم واسهامهم المقدر في ابتدار حملات التضامن مع شعبنا وحزبنا. والتحية موصولة من بعد لمنظمات حقوق الانسان وضحايا التعذيب.
تحية للصحفيين الذين استبسلت أقلامهم دفاعا عن حرية التعبير وشرف الكلمة.
تحية للحركة النقابية السودانية التي تجاوزت كل القوانين التي تحرم الأحزاب ولم تحصر دورها في المطالب النقابية بل أسهمت في الحركة الوطنية كتفا لكتف مع الأحزاب السياسية في النضال الوطني وقضايا ما بعد الاستقلال .
40 عاما بدون مؤتمر !!
من قضايانا الكبيرة التي نتصدي لعلاجها في مؤتمرنا الخامس هذا أن حزبنا لم يعقد مؤتمرا طيلة الأعوام الأربعين الماضية علما بأن النظام الداخلي ينص علي عقد المؤتمر مرة كل عامين .

إن مؤتمرات الحزب هي مواسم التشمير عن ساعد الجد واستنهاض الهمه والفكر لمراجعة أداء الحزب في كل مفاصله وتصحيح الأخطاء وحل المشكلات النظرية والعملية التي تعترض نشاطه ولمحاسبة اللجنة المركزية للحزب عن اعمالها. ان المؤتمرات الحزبية تحتل موقعا مفصليا في ممارسة الرقابة الجماعية والديمقراطية الداخلية والحياة المعافاة داخل الحزب.
ان عدم عقد المؤتمرات الخامس وغياب المؤتمرات طيلة أربعين عاما تقصير جسيم لابد من النظر في أسبابه ومعالجتها وتحديد المسئولية فيها واتخاذ كل ما يلزم لمنع تكراره. ان عقد المؤتمرات في مواعيدها من شروط ترسيخ الديمقراطية في الحزب.
يمكن القول أن السبب الرئيسي لتعطيل انعقاد المؤتمر كان تغليب الاعتبارات التأمينية لسلامة الحزب وكوادره علي ضرورات التمسك بقواعد النظم الحزبية ومبادئها. ولقد كان في الامكان اختيار وتطبيق بدائل تتيح عقد المؤتمر بتنازلات في بعض الجوانب (مثل عدد أعضاء المؤتمر) بأشكال التفويض تجنبا لغيابه اكثر من اربعين عاما. وهو تقصير جسيم تتحمل مسئوليته دون شك اللجنة المركزية.
ماذا يواجه المؤتمر الخامس؟
ينعقد المؤتمر الخامس ليواجه ذات القضايا التي واجهت مؤتمراتنا السابقة وهي قضايا التحول الوطني الديمقراطي ولكن في ظروف جديدة أكثر تعقيدا بما لا يقاس بظروف في مؤتمراتنا السابقة، ما هي هذه القضايا علي رأسها :
القضية الأولي : بقاء الوطن موحدا وديمقراطيا في ظروف سيخوض فيها شعبنا في الجنوب بعد أقل من عامين معركة الاستفتاء من أجل تقرير المصير ما بين الوحدة والانفصال. واجبنا كحزب له تجاربه الثرة في النضال السياسي يتحمل أكثر من غيره مسئولية تجميع أوسع جبهة من القوي الديمقراطية في الشمال والجنوب للمحافظة علي وحدة البلاد والتطور التنموي المتوازن في مناطقها المختلفة خاصة في جنوب البلاد لضمان تنفيذ اتفاقية السلام الشامل باعتبارها قضية كل السودان وليس مهمة الحركة الشعبية وحدها.
حزبنا وهو يستعيد نضاله في تجميع كافة فعاليات ومنابر القوى الديمقراطية كأساس للوحدة الواسعة لا يبدأ من الصفر بل هناك تقاليد راسخة للعمل الديمقراطي والتقدمي ما زالت باقية ولم تندثر رغم الحرب وهذا يستوجب بذل جهود مضاعفة لقراءة مستجدات الواقع في الجنوب بعد اتفاقية السلام الشامل والاستفادة من تجارب الماضي بكل سلبياتها وايجابياتها لبعث عمل القوي الديمقراطية في الجنوب من جديد علي أسس وقواعد تستند علي دراسة عملية للواقع.
القضية الثانية التي يواجهها مؤتمرنا هي تصدي شعب السودان لمهامه المصيرية فيما يتصل بوضع حد لنزيف الدم في دارفور والاستجابة لمطالب أهله العادلة وهي :
عودة النازحين واللاجئين الي قراهم الأصلية واستبعاد الذين استجلبوا من دول مجاورة وتم استيطانهم في تلك القري والحواكير كذلك تطبيق شكل وطني ملائم للعدالة في الاقليم ويري حزبنا أن هذا الشكل ليس سوي العدالة الانتقالية التي طبقت في أكثر من أربعين بلدا أقربها الينا جنوب افريقيا والمغرب ونستطيع أن نضيف اليها من خبرة شعبنا وحكمته الكثير كي نرفد به تلك الخبرة العالمية الواسعة والاستجابة لمطلبهم في الاقليم الخاص في اطار مشروع متكامل لاعادة تقسيم السودان الي تسعة أقاليم ويكون لهم الحق في انشاء أي عدد من الولايات يرونه مناسبا بالاضافة الي أشكال الحكم كقاعدة لا غني عنها في ممارسة الديمقراطية كذلك تمثيل أهل الاقليم تمثيلا عادلا في رئاسة الجمهورية وحصولهم علي نصيب عادل أيضا في الثروة القومية كذلك حصولهم علي ما يستحقونه من مواقع ومناصب في جهاز الدولة بشقية المدني والعسكري ونعتبر هذه بمثابة خارطة الطريق العقلانية الوحيدة للخروج من المأزق الوطني الراهن في هذا الاقليم .
القضية الثالثة التي تواجه مؤتمرنا هي أنه ينعقد والوطن مثقل بتعدد الاتفاقيات ( نيفاشا، أسمرا، القاهرة، أبوجا الأولي وقد تتبعها الثانية الأخري ) ونأمل أن يستجمع شعبنا ارادته لتوحيد وصهر الاتفاقيات في برنامج وطني شامل من أجل السودان الوطن الواحد ودولة مدنية وديمقراطية راسخة وتنمية متوازنة وسلم وطيد.
القضية الرابعة هي استكمال مهام التحول الديمقراطي ويعلم الجميع أن أهم عناصر هذه القضية هو الاصلاح القانوني والشامل من حيث الغاء كل التشريعات التي تتعارض مع الدستور الانتقالي لسنة 2005 وعلي راسها قانون قوات الأمن الوطني لسنة 1999 م وقانون الصحافة الجديد وغيرها من شاكلة هذه التشريعات . ان بقاء هذه القوانين يشكل عقبة كؤود أمام تمتع شعبنا بحرياته العامة وحقوقه الأساسية المضمنة في وثيقة الحقوق بالدستور كشرط لانخراطه في حركة جماهيرية واسعة من أجل انجاز مهام التحول الديمقراطي وبغير ذلك لن تقوم لهذا التحول قائمة مهما تعددت الأشكال الخاوية من المحتوي للمارسة الديمقراطية المظهرية.
القضية الخامسة : هي معاناة الأغلبية الساحقه من شعبنا جراء الضوائق المعيشية التي ما تزال تحكم حلقاتها في كل جوانب الحياة حتي أصبح زهاء 95 % من المواطنين يرزحون تحت خط الفقر وربما يكون مدعاة حقيقية للدهشة والاستغراب أن هذا يحدث في بلد غني بثرواته الزراعية والحيوانية والمعدنية بل واكتشف البترول وصدره للاسواق العالمية.
القضية السادسة هي أن انعقاد مؤتمرنا هذا يتزامن والازمة الاقتصادية والمالية تنشب مخالبها في كيان النظام الرسمالي العالمي حتي تهافت دهاقنته علي المكتبات لاقتناء كتاب رأس المال لكارل ماركس . كما يتزامن مع تصاعد حركة واسعة في بلدان الغرب الرأسمالي الصناعي تستشعر ما ترتبه العولمة الرأسمالية من مخاطر علي شعوب العالم واقتصادياته بما لا تخفف منها في حساباتهم كل مكاسبهم التي حققوها عبر عقود طوال تحت مظلة الضمان الاجتماعي. ان هذه الحركة التي تطلق علي نفسها حركة العداء للرأسمالية هي حركة مستقلة وناتجة من وعي تلقائي بمخاطر الرأسمالية المتوحشة وتنتظم فيها جموع العاملين في هذه البلدان من مختلف المشارب الفكرية والسياسية والدينية ولا يستطيع أحد ان يدعي أنها ( صنيعة شيوعية ) كما دأبت ألة الدعاية الأمبريالية علي وصف الحركات المناهضة لها في زمان مضي .
القضية السابعة : هي النضال الباسل الذي يخوضه إخوة لشعبنا في فلسطين وصمودهم الأسطوري في غزة كما يتزامن مع ما يخوضة اخوتنا في العراق ونعبر عن ثقتنا في قدرتهم علي الانعتاق من اسار الاحتلال والازمة الانسانية والسياسية التي فرضت عليهم.
القضية الثامنة هي أن انعقاد مؤتمرنا هذا يتزامن مع التجارب الجديدة في فنزويلا وبوليفيا وشيلي والبرازيل في أمريكا اللاتينية لا شك أن هذه التجارب تطرح مستويات جديدة من الاسئلة والجدل النظري حول مآلاتها وما يفرضه عليها الواقع من تحالفات وارتباطات وخصومات علي المستوي القاري والعالمي واهتمام حزبنا بتتبعها ودراستها لا يأتي من باب الترف الفكري وانما لما تفرزه هذه التجارب والخبرات من دروس جديدة علي حركة الثورة العالمية وحزبنا جزء أصيل منها.
أما القضية التاسعة ولعلها تكون في مقام القضية الأولي بالنسبة لنا من الزاوية الفكرية والأيدولوجية فهي ما شهده العالم من انهيار للاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية في شرق أوربا واثار ذلك علي الوضع العالمي ومستقبل الحركة الشيوعية العالمية بالأخص خلال العقدين الماضيين وما يتوقع من تداعيات لذلك مستقبلا وهذا أدعي لأن نعرض لهذه القضية في هذا الحيز من كلمتنا .
الاشتراكية :
الادعاء بأن هنالك طريقا واحدا للوصول الي الاشتراكية ينفي حقيقة المميزات الوطنية لكل شعب ويجعل من الاشتراكية عقيدة جامدة وعقيمة ويخرجها من نطاق العلم الي نطاق الخرافة. واذا كانت الاشتراكية العلمية هي حصيلة التجارب الثورية للشعوب فانها تتحقق لدي كل شعب بارتباطها بجذور عميقة في مجري تجاربه الخاصة وفي مجري سماته الحضارية أيضا.
إنجاز المهام الوطنية الديمقراطية يفتح الباب لولوج مرحلة التحول الاشتراكي ويمكن تلخيص سماتها العامة في :
تحرير الإنسان من الاستغلال .
الغاء الامتيازات الطبقية بما ينهي اغتراب الانسان من مراكز النفوذ.
مكافأة الانسان حسب عمله.
تملك الشعب لوسائل الانتاج ونشر عائد الثروة في كل المجتمع.
سلطة سياسية ديمقراطية تعددية لتحالف واسع من الأحزاب والتنظيمات السياسية للطبقة العاملة والمزارعين والمثقفين الثوريين والرأسماليين الوطنيين وتؤسس تلك السلطة من خلال التجارب وزمالة النضال السياسي والاقتصادي والفكري ولا تفرض فرضا.
دعم الديمقراطية النيابية التعددية بالديمقراطية المباشرة.
توفير الشروط اللازمة كيما تصبح المرأة عضوا فاعلا في المجتمع بكفالة الحقوق المتساوية بينها والرجل.
التحرر من الاضطهاد القومي والاستعلاء العرقي والثقافي .
النضال الأممي.
النضال من أجل حماية السلام العالمي ونبذ الحروب والحد من التسلح.
تجديد المشروع الاشتراكي
الدراسة الباطنية لبنية الرأسمالية المعاصرة التي تجاوزت مرحلة المنافسة الحرة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وكذلك للآليات والبرامج التي استحدثتها لتطويق أزماتها وللمتغيرات في التركيب العضوي والتقني للطبقة العاملة والفئات الوسطي العاملة بأجر.
التقويم الموضوعي الناقد للعوامل والأسباب الباطنية – موضوعية وذاتية –لانهيار النمط السوفيتي للاشتراكية ولفشل تجارب نمط الحزب الواحد ورأسمالية الدولة والاصلاحات الاجتماعية ( مصر عبد الناصر وتنزانيا نيريري ) ولما استجد في البرامج والمنطلقات الفكرية للنماذج الاشتراكية الماثلة : الصين فيتنام كوريا الديمقراطية كوريا ولما هو جديد في فكر المدارس الاشتراكية في افريقيا والمنطقة العربية وفي امريكا اللاتينية وآسيا وغرب أوربا ولما استجد في روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة وبلدان شرق أوربا .
استيعاب ما استجد واستحدث من مقولات ومفاهيم في العلوم الطبيعية والاجتماعية للوقوف علي مدي أثرها في تطوير أو تجاوز استنتاجات الماركسية باعتبار الماركسية نظرية عامة للواقع والكون وليست منظومة فلسفية مغلقة ومنكفية ذاتيا علي طراز أرسطو وهيجل .
تقويم ناقد لما ورد في برنامج حزبنا ووثائقة الأساسية عن الاشتراكية .
قيادة الحزب الماركسي في ظل النظام الاشتراكي لا يعني وجوب نظام الحزب الواحد. الديمقراطية الاشتراكية ترتكز علي ما حققته الشعوب من حرية للفرد والجماعة في التعبير وحرية الفكر وتستكمل هذا البناء بتحرير الانسان من سيطرة رأس المال والاغتراب .
الالتزام بالدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الانسان التي نصت عليها مواثيق الأمم المتحدة واتفاقيات المنظمات الدولية الأقليمية .
الالتزام بدولة المواطنة والتعددية الحزبية والتدوال الديمقراطي للسلطة.
ويثور هنا بطبيعة الحال السؤال الذي ظل يشغل بال الرأي العام والصحفيين من أصدقاء الحزب ومن خصومه حول اسم الحزب. وليس سرا أن هذا الموضوع ظل مطروحا ضمن المناقشة العامة التي انتظمت صفوف حزبنا منذ بواكير تسعينات القرن المنصرم والآن سيكون مطروحا علي مؤتمرنا حسم هذا التداول الواسع بالتصويت الديمقراطي حيث سيسود رأي الأغلبية بلا شك .
ختاما : إشادة بالجهد المثابر الذي بذلته اللجان التي أعدت مشروع التقرير السياسي، مشروع البرنامج، مشروع النظام الداخلي ومشاريع القرارات التي سيجيزها مؤتمرنا . واشادة مستحقة للجان المناطق وفروع الحزب في داخل والخارج علي تعاملها الجاد مع مهام التحضير للمؤتمر وآمل أن يرتقي اسهام المؤتمر للمستوي الذي يلبي طوحات أعضاء الحزب والمتعاطفين معه وأن يسهم بقسط متواضع في الفكر السياسي السوداني.

http://sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?p=27917&highlight=&sid=6f087e28d9df...ad1475d7663160#27917

Post: #13
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-23-2010, 01:05 AM
Parent: #10

مع محمد ابراهيم نقد على مقعــــــد المســــاءلة (2-3 عن اموال الامريكان (اسألوا السيد محمد عثمان)..!! حاوره : ضياء الدين بلال

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
21/11/2005 7:36 ص

عن اموال الامريكان
(اسألوا السيد محمد عثمان)..!!
حاوره : ضياء الدين بلال
[email protected]
تبدو مقدرة الاستاذ محمد ابراهيم نقد في توصيل افكاره عبر اقرب الطرق وابسط العبارات مقدرة خاصة تميزه عن الكثيرين الذين يجعلون من اللغة وسيلة لاخفاء افكارهم ورؤاهم لا وسيلة ايضاح واتصال..
ونقد حينما يتحدث يصعب عليك ان تقاطعه فالرجل يريد لفكرته ان تخرج كاملة قبل ان تخضع للمناقشة.. «الرأي العام» جلست مع الرجل في حوار طويل وشيق تناولت معه قضايا متعددة ومتنوعة تخص الساحة السياسية عامة وساحة حزبه .. فالى مضابط الحوار.
* من قبل كان الحزب الشيوعي يتهم بأنه عندما يدخل في تحالفات يسعى للسيطرة عليها الآن إنقلب الوضع .. واصبح الحزب يتهم بالانقياد والإذعان ؟!!
= نحن دخلنا في تحالفين منذ الإنتفاضة حتى الآن أحدهما التجمع الوطني العام وأعتقد أن دورنا وأداءنا فيه كان معقولاً ومتواضعاً وعلى قدر حجمنا وأيضاً نحن أعضاء في التجمع الوطني الديمقراطي حتى الآن ، ونحن منذ سنة 1977م....
* كلمة «حتى الآن» تعطي إنطباع المراجعة !!
= لو سمحت لي سنتحدث عن موضوع التحالفات لأنني لم أنته من موضوع العمل النقابي ، هناك شيء مهم جداً في الحركة السياسية السودانية إنها ليست حكراً على الأحزاب فغير الاحزاب هناك مؤسسات عملت كتفاً لكتف مع الأحزاف سواء في الوقوف ضد الإستعمار أو في تحقيق الاستقلال أو في مناهضة الأنظمة العسكرية ، مثلا النقابات - إتحادات الطلبة - الشباب - النساء - الروابط القبلية والإقليمية - الصحافة والصحفيين ، والآن التحول الديمقراطي الذي جاء كان دور الصحافة والصحفيين موثق أكثر من دور الأحزاب.
* نعود إلى موضوع أن الحزب الشيوعي كان يتهم بالسيطرة في الماضي والآن يتهم بالإنقياد ؟!!
= أبداً .. هو كان يتهم بالسيطرة صحيح ولكن لم تكن هناك سيطرة (سيطرنا على شنو؟ ما باستمرار بنتنفض منها يعني) .. صمت .. ثم يستكمل الحديث.. نحن منذ العام 1977م بعد تجربتنا المريرة مع مايو باسم التقدمية واليسارية وغيره توصلنا إلى أن التحالف الاسلم بالنسبة للسودان هو التحالف الواسع (الجبهة الواسعة) التي تضم كل الناس على الحد الأدنى مع إحتفاظ كل طرف باستقلاليته وأسميناها جبهة للديمقراطية وإنقاذ الوطن ولم نكن متحالفين مع الأمة ولا الإتحادي في ذلك الوقت ولم يكن هناك أحد متحالف معنا وكنا نقف وحدنا كالسيف، وكانت لنا صلة مع جماعة الصادق عن طريق إدريس البنا ومع جماعة حسن حمد وحاج مضوي مع الشريف حسين في الخارج ولكن لم نكن أعضاء معهم في الجبهة الوطنية وكنا نعمل بدون مشاكل ولكن بعد فشل حركة 1976م الجبهة الوطنية ، وتمزقت الجبهة الوطنية كنا مدركين أن ناس الصادق لو دخلوا فهم معارضون وكذلك الجبهة إذا دخلت فهم معارضون ولكن ناس الجبهة كانوا أذكى باستلامهم الشعار الاسلامي ، لذلك وضعنا في حسباننا عدم إغفال الأحزاب الجنوبية فوضعنا جبهة واسعة للديمقراطية وإنقاذ الوطن والتي تجسدت في التجمع النقابي والتجمع الوطني بعد الانتفاضة وإستمرينا بعد ذلك ، وعندما جاءت مذكرة القوات المسلحة في فبراير1989م قلنا إن القضايا التي جاءت في المذكرة قومية الطابع وتناقش على مستوى قومي على ألا تفتح الباب لانقلاب عسكري مما أغضب كثيراً من العسكريين وأصدرنا بياناً في اليوم التالي مباشرة (لو رجعت إلى الميدان ستجده فيها) وعندما جاء طرح الموضوع في التجمع قلنا إذا لم يحصل تأكيد على أن هناك قضايا تناقش قومياً على ألا تتحول هذه المذكرة إلى جسر يقود إلى إنقلاب عسكري أو يبرره وكثيرون لم يعجبهم هذا الموقف وإعتبروه إنقياداً لناس الصادق أو لغيرهم وقد يكون كانت لهم تخطيطاتهم لإنقلاب ، وأنا مازلت أعتقد أن مذكرة القوات المسلحة فتحت الباب للإنقلاب لأنه عندما حدث الإنقلاب في 30 يونيو واتصلوا بمكتب القائد العام وكان به الحسينى وهو سكرتير فتحي كان يقول لهم إن البيان من القيادة العامة والقائد العام فاعتقدت كثير من الوحدات المختلفة أن المذكرة قد نفذت ، وقد كان هذا موقفنا وهو غير مريح لعدد من الناس ولكنه سيظل هكذا مثل إتصالنا بالحركة الشعبية ونميري موجود وإتصلت أنا بها بعد الإنتفاضة وإتصلنا بها في كوكادام وهناك أشياء بيننا وبينهم لم تكن موضع إتفاق لكن كان الحديث هنا عن إيواء الشيوعيين لقرنق ومنقستو شيوعي وغيره ولكن لم نستجب لهذه الضغوط .. إذاً فيما يتعلق بموضوع المعارضة نحن ما زلنا أعضاء في التجمع ونحن مختلفون في ...
* تكرار كلمة «مازلنا» هذه تعطي إحساساً بالمراجعة للموقف؟!!
= مقاطعاً = طبعا .. هل هنالك تحالف أبدي ؟ التجمع ليس ديناً لنا ، هو عمل سياسي ليس عقيدة ولا قبيلة ، التحالفات تحالفات سياسية يمكن أن تكون مؤقتة ويمكن أن تكون طويلة المدى لكن لم أر تحالفاً أبدياً في الدنيا والتحالف الوحيد المستقر في السودان هو الذي أرساه السيد عبد الرحمن والسيد علي في أغسطس 1955م لقاء السيدين.
* هنالك حديث عن أن الحزب الشيوعي يتم إستغلاله من قبل ما يوصف بقوى اليمين وأنها تستعين به في العمل المعارض وفي المواجهة وعند الاقتراب من السلطة يركل بعيداً ؟!!
= متهكماً= يستعينوا بنا نحن ؟! (يضحك)
* يعني يستعينون بأدواتكم في العمل المعارض لكن ما أن يقتربوا من السلطة حتى... ؟
= إبتسامة ساخرة =
= أيضاً نحن نعرف متى نوقف (الفرامل) ، نحن نعمل في هذا المجال منذ الأربعينات ، والآن بسبب موقفنا يقف التجمع في (مطب) صعب ، وكونهم يشتركون في الحكومة لا يعني أننا مشتركون في الحكومة وهذا يجب أن يكون واضحاً . نحن مشتركون في البرلمان كنواب فلا يأتوا إلينا ويقولوا الحركة والاتحادي الديمقراطي قررا كذا وعليكم أن تدافعوا عن هذا القرار.. لا .. نحن نوزنه لنرى إن كان صحيحاً أم خطأ .. لأنك لو تابعت يقال كذا وكذا فلن تعمل أي شيء ، فنحن ما زلنا مع الجبهة الواسعة ليس لرغبة ذاتية ولكن لأن كل القضايا المطروحة في السودان لن تحل إلا بأوسع تحالف وطني..
* هذه التحالفات العريضة تمت من قبل ولكنها لم تحل المشاكل !؟!
= لا إذا لم تحل المشاكل فهي تخفف منها على الأقل.
* تحدثتم في تقرير اللجنة المركزية في أغسطس 2000م ، عن أن الحزب الشيوعي تضرر من وجوده في التحالفات وأنه أهمل العمل المستقل والآن تتحدثون مرة أخرى عن التحالفات العريضة ؟!
= نعم نعم ،صححنا ذلك الوضع، فالتجمع في الفترة الأولى كان مثل الخشبة للغريق فالأسهل على الشخص أن يقول أنا في التجمع من أن يقول أنا في حزب كذا، فأعضاء الحزب بناء على أن الآخرين لا يعملون بنفس الفعالية بدأوا يقومون بكل العمل فردوا عليهم بأننا سوف نقوم معكم بالعمل ولكن ليس على حساب عمل الحزب المستقل.
* البعض يعتقد أن الحزب الشيوعي يحاول الدخول في مثل هذه المظلات العريضة ليخفي قدراً من طبيعته الايدلوجية ؟!
= (يضحك) معلقاً : طبيعته دي ياتها ؟ الحزب الشيوعي هو اسمه الحزب الشيوعي تاني تخفي شنو يعني ؟ دقنك ؟ (ويقهقه عالياً).
ثم يستطرد : لا أبداً : أنا يبدو لي أحياناً أن الحزب الشيوعي مثل الفيل والعميان الممسك بخرطومه يقول كذا والممسك بذيله يقول كذا والممسك برجله يقول كذا ... هو صحيح أننا عندما ندخل في تحالف فنعمل بجدية فيه وذلك ربما لأن أعضاءنا دائماً من القوى الحديثة في مجال الكتابة والقراءة والمنشور والطباعة وهذا أوقفناه لنقوم بمسؤولية واحدة فقط نحاسب عليها مثلنا مثل الآخرين فإذا عملوا كان بها وإذا لم يعملوا «فعلى كيفهم».
= يرجع ظهره للوراء
=
* أستاذ نقد إلى أية درجة وصلت لقناعة بعد هذه التجربة الطويلة منذ 1946م إلى الآن .. أن الحزب الشيوعي اسمه أعاق إنتشاره وتمدده الجماهيري في السودان؟!!
= كان له تأثير ، ولكن حتى لو اسمى نفسه باسم آخر سيكون محدوداً طالما أنه حزب حديث ، فهناك أحزاب حديثة ليس اسمها الحزب الشيوعي لم تكتسح الساحة ، الإسم له تأثير ... نعم له تأثير .. !!
= يغلق إجابته قائلاً =
* الاسم له تأثير لكن ليس هو السبب الرئيسي ..
* إذن ما هو السبب الرئيسي ؟!
= السبب الرئيسي هو الصراع السياسي ذاته ، يعني هم أخرجونا من الجمعية التأسيسية لأننا كنا ملحدين مثلاً ؟!!
* الحزب الشيوعي حريص على المضي في التحالفات يميناً أكثر من المضي يساراً !؟!
= لا المسألة ليست يساراً ويميناً ، فنحن لدينا برنامج وخط سياسي، ليست هناك جهة يمكن أن يقال عليها «يساريين» في السودان ولا توجد لنا معها علاقة ، ومن هو اليساري خارج التجمع ؟ البعث في التجمع، والناصريون في التجمع وناس محيسى اتحاد القوى في التجمع و ...
* هنالك حق ؟!!
لكن حق الا تزال موجودة .. لا أعلم والله .. لا أعلم ..
من حيث المبدأ نحن مع أوسع تحالف لأن القضايا المطروحة لا تحل إلا بأوسع تحالف ممكن أولاً ، وثانياً نحن غير مستعجلين للتحالفات لنتخذها مظلة أو (كوبري) .. لا .. نحن نريد تحالفاً موضوعياً لحل مشاكل موضوعية.
* هنالك من يرى أن الحزب تحول لراصد واعٍ للأحداث أكثر من كونه مؤثراً عليها هذا في مرحلة، وفي مرحلة أخرى أصبح لا ينفعل معها بحيويته القديمة؟
= القديمة ياتها ؟ (يضحك) .. أيام الديمقراطية .. نعم .. لنرى إذا جاءت ديمقراطية الآن.. مثلا الحزب يجلس منذ 1989م في سرية ليبدأ في 2005م بتجميع قواه عن طريق المخاطبة الواسعة (الندوات) التي توقفت في رمضان وسنستمر في كل مدن السودان.
* البعض يشير في مسألة العجز عن التأثير ما يتردد على مدى واسع بأن الحزب كان يعلم بانقلاب 30 يونيو وأن كل دوره هو كان إبلاغ الصادق المهدي والمخابرات فقط!؟!
= أولاً نحن لم نبلغ الصادق المهدي لأنه لم تكن لدينا معلومة أصلاً عن الإنقلابات أكثر من الإشاعات التي كانت رائجة وجاء إنقلاب ناس الزبير والذي لا تزال آثاره معلقه في الهواء وجاء بعده انقلاب 30 يونيو وقيل الكثير من الحديث أنه غداً ستخرج دبابات وسيكون هنالك إنقلاب كل هذا الحديث غير صحيح وراجعنا محاضرنا لندحض هذا الكلام وهو غير صحيح وأنا لم أبلغ الصادق المهدي لان لديه مخابراته .. وعنده مصادره .
* أولم تبلغ عضوية الحزب !؟
= لا لم يكن لدينا خبر أنه يوجد إنقلاب ، وكونه هناك خطر إنقلاب نحن قلنا ذلك في دورة اللجنة المركزية في مارس وقلنا إن مذكرة القوات المسلحة فتحت الباب لإنقلاب من سيقوم به؟ ليس لدينا معلومة وهذه حقيقة..
* عدم «الإنفعال» .. دور الحزب تجاه دارفور وإنفعاله بقضية دارفور.. لم يكن بالمستوى .. قابل تلك الازمة بالتصريح والتعليق فقط؟
= لا أبداً .. عندمانذهب ونقيم ليالي سياسية في دارفور ستعرف .. يعني ماذا نفعل ؟ نمشي نحارب مع ناس عبد الواحد تقصد شنو يعني ؟ إنت تتوقع نعمل شنو ؟(ويصر على السؤال) ونحن أول حزب يطالب بمشاكوس أهلية لموضوع دارفور وعملنا بيانات مستمرة وهي من أيام نميري منذ بدء الجفاف والتصحر وقلنا ان الصراع القبلي سيتحول إلى حرب أهلية ، حتى أن نميري أوقف بياناً معيناً في فترة من الفترات وقال إنه يريد أن يعرف من الذي صاغ بيان الحزب الشيوعي لأنه قريب من صياغات (ناس أحمد عبد الحليم) يعني اللغة الأدبية، وكنت قد صغته أنا ، وأن البيان فيه معلومات قادمة من دارفور ، ونحن لدينا أناس في دارفور.. وطيلة فترة نميري كنت أتحدث عن خطر الجفاف والتصحر والصراعات القبلية التي ستؤدي إلى حرب أهلية في الغرب..
* الحزب لا وجود له في دارفور؟
= منو القال ليك ؟
= بالقدر المؤثر !!
= لا بالقدر المؤثر (خليك متواضع كمان) (يقهقه).
* البعض يقول إن الحزب أصبح مدرسة كادر للحركات المسلحة في الجنوب ودارفور والشرق .. وهو سعيد بهذا الدور؟!
= هذا غير صحيح ، هذه العقلية تقلل من قدرات الحركات المسلحة فكرياً وثقافياً ولكن لو أخذت كادر الحركة الشعبية مثلاً بها عدد ممن يحملون الدكتوراة وعدد مقدر من خريجي الجامعات وفيهم عدد من خريجي الكليات العسكرية ولديهم دراسات عليا عسكرية ، اعداد كبيرة من الجنوبيين ، فهي غير محتاجة للحزب الشيوعي.
* عبد الواحد محمد نور قيل إنه كان شيوعياً ؟
= عبد الواحد كان يعمل بمكتب محامي شيوعي فوراوي اسمه صالح محمود كان قد نزل في إنتخابات 1986م وكان سيفوز بنفوذ أهله لولا أن أخاه جاء وترشح ضده.
رشحناه للبرلمان الحالي ومن هنا جاءت مقولة أن عبد الواحد شيوعي لكنه لم يكن شيوعياً يمكن أن يكون مع الديمقراطيين في إنتخابات النقابة وعلى أي حال...
= مقاطعة =
* جبهة الشرق .. عدد كبير من مؤتمر البجا كانوا شيوعيين سابقين؟!!
= نعم كانوا أعضاء في الحزب الشيوعي.
* هناك رأي أن من يدخلون الحركات لا يخرجون من الحزب الشيوعي بل يتم إيفادهم من الحزب لتلك الحركات ؟
= سيتم إكتشافهم ، وإفتراض أن هذه الحركات لأنها ليست حركات (جلابة) وبالتالي حسهم متبلد ويمكن خداعهم إفتراض غير صحيح فهذه الحركات حساسة جداً جداً فيما إذا كنت تنتمي إليهم حقيقة أم (لاعب بي ضنبك) ، ونحن أول حزب أيد مؤتمر البجا وعدد من الشيوعيين الذين كانوا يعملون في منطقة البجا متفرقين في حركة المزارعين وغيرهم ساعدوا في قيام المؤتمر ، وعبد الخالق بعث إليهم برقية تأييد مشهورة جداً ، وكان مؤتمرهم في أغسطس وجاء عبود في نوفمبر ، فأشاد بهم وقال إن البجا لم يسمحوا لأي عدو بغزو السودان من الشرق وهذه حقيقة وهذه ليست جهوية ولا غيره بل هناك مظالم متراكمة .. فعدد كبير جداً من الناس الآن في مؤتمر البجا كانوا في يوم من الايام أعضاء في الحزب الشيوعي..
* هل يقطعون صلتهم بالحزب !؟
= نعم هناك من قطعوا صلتهم بالحزب ..
والآخرون ؟!!
= ليست هناك عضوية مزدوجة إطلاقاً ، والناس الذين ذهبوا إلى الحركة من الحزب الشيوعي منهم من إستقال لأن الحزب بعد الإنتفاضة لن يحقق شيئاً والنظام اليميني سيبقى والاحزاب اليمينية وغيرها والحركة هي الاقدر على تغيير الاوضاع، وهناك من ذهب دون تقديم إستقالته ، وسلفاً كان هناك من ترك الحزب الشيوعي مثل محمد يوسف الذي ذهب في إنقسام سنة 1970م وأخيراً إقتنع بالذهاب للحركة فمشى (صمت).
وأخطر شيء أنك تعمل (غواصة) في حزب آخر لأنها لو كشفت ستفتقد الثقة بينك وبين هذا الحزب إلى الأبد.
* الحزب ألم يمارس هذا السلوك ؟!
= لا .. هل تقصد غواصات في الأحزاب الثانية مثلاً ؟!
* نعم .. هل يمارسها ؟!
= لا يمارسها في الصحافة فقط (ويضحك عالياً).
* هل إنتقل الحزب كاملاً من السرية للعلانية أم أن هناك مرحلة شبه العلنية التي كان عليها في 86 - 1989م ؟!
= يصمت طويلا ويتنهد ثم يجيب : كل الأحزاب السياسية السودانية نتيجة لثلاثة أنظمة عسكرية إهتدت لحكمة أن يكون لها كادر غير معروف ليستطيع الحركة وربط الخيوط خلال الأسبوع الأول للإنقلاب والذي يليه والربكة وهذا موجود ، أما إذا كنت تتحدث عن عمل الحزب والنشاط الحزبي فهذا كله إنتقل للخارج ، قمنا بتأجير دار نجتمع فيها ونقيم فيها إجتماعاتنا وسمناراتنا وحاجاتنا وخلال رمضان تعطلنا قليلاً والآن سنبدأ ونحن نجمع عضوياتنا في المناطق وهذا مهم لا نمشي (تحت تحت) بورقة وقلم مثل (ناس الضرائب) و (العوائد) بل مثلاً لو أردنا عمل ليلة سياسية في عطبرة يتحرك تنظيم الحزب كله في المنطقة وبالطبع ليس لديهم نقود لجمع النقود وتجهيز الكراسي ومكبرات الصوت وهنا تظهر فعالية كل العضوية بدلاً عن جمعها بطريقة غير جميلة وهذه طريقة أجدى وأجمل وأحسن لأننا نجمعها عن طريق العمل الجماهيري.مثلاً الليلة التي اقيمت في الحاج يوسف تم عمل بيان لجماهير منطقة شرق النيل وأعتقد أنها شيء جميل جداً لأنها تناولت قضايا المنطقة عدد المدارس وإحتياجاتها وعدد المستشفيات وإحتياجاتها وكم مركز طبي وإحتياجاته وكم خور وكم بركة ، يعني الشيء الذي بدأ فيه الحزب الشيوعي منذ الستينات وهو مسألة دراسة الواقع.
العمل السياسي أصبح مكلفاً كيف تحصلون على الأموال ؟!!
= (بقى غالي جداً مش مكلف وبس) ..
* إذن كيف يدير الحزب أمره في هذا الجانب ؟
= طيب ، أولاً الحزب تضرر كثيراً من عملية التشريد من جراء الصالح العام وغير الصالح العام ، في الماضي قبل الإنقلاب في مدينة الخرطوم حتى يوم «5» من الشهر كانت تجمع كل الإشتراكات لأن كل الناس إما في مصنع أو في مصلحة والتشريد ألغى دور الإشتراكات تقريباً ، لكن من كرم الله علينا عوض الحزب الشيوعي بالمغتربين والمهاجرين الذين يرسلون الاشتراكات فمن يرسل دولاراً يساوي الشيء الكثير هنا ، فتقريباً أكثر من 70% من دخل الاشتراكات يأتي من عضوية الحزب بالخارج ، وجملة التبرعات في الداخل ممتازة جدا وتنشر في الميدان، هذه التبرعات في باب للتبرعات ، تراها بسيطة ولكن حين تجمع تجدها كونت مبلغاً كبيراً.
* هل لديكم مشاريع إستثمارية ؟
= هنا ؟ !! (ويضحك) في السودان ؟ ثم يقول (في الماضي كان لدينا ولكن في ظروف الانقاذ التمويل مسيس أولاً هو غالي ونسبة الفائدة عالية والحركة في السوق محدودة والضرائب تأخذ الباقي ، إذاً غير مثمر كثيراً ، إذا إستقرت الديمقراطية وأصبح السوق مفتوحاً قليلاً فسنعمل مشاريع إستثمارية.
* قيل انكم إستلمتم دعماً من الامريكان ؟!
= الامريكان يمكن أن يفعلوا أي شيء إلا أن يتعاملوا مع حزب شيوعي بهذا المستوى ، وحتى الآن قوانين العداء للشيوعية في أمريكا سارية المفعول.
* البعض يعتقد باستثناء سكرتير الحزب. هنالك جناح شيوعية متأمركة؟!
= أنا لست في هذا الجناح .. وحسب علمي ليس هناك جناح مثل هذا في الحزب.. ولم يقدموا لنا دعماً.
* هل كنتم تنالون دعمكم ضمن التجمع الديمقراطي ؟
= أسأل السيد محمد عثمان !! أسأل التجمع الوطني الديمقراطي عن ميزانيته ، ونحن كنا نقول دائماً انشروا الميزانية ولكن لا أراها قد نشرت.
* البعض يتحدث عن أن الحزب الشيوعي فقد أكثر من 80% من عضويته في الانقاذ، فعدد كبير خارج السودان عبر برامج إعادة التوطين واللجوء السياسي، وعدد كبير أخذته منظمات المجتمع المدني وعدد كبير ذهب للحركات المسلحة ؟!!
= هذا كله صحيح لكنهم لا يشكلون الأغلبية فالأغلبية التي هاجرت مثل كل السودانيين وأعضاء الحزب والكتلة الأساسية موجودة ومنظمة كحزب ومنظمات المجتمع المدني في الداخل لاعداء لنا معها وكل الذي نطلبه أن يكون لها إجتماعها السنوي والميزانية وهذا هو قانونها وهو يقول إنها لابد أن تكون فيها شفافية ، ثانياً عندما قامت هذه المنظمات كانت هنالك حالة تشريد عالية جداً في البلد فتحولت بقصد أو بغير قصد إلى مشروع إعاشة سواء أكان بها شيوعيون أو غير شيوعيين وأعتقد أن هذا قتلها ، وسواء هم أو الغرب يجب أن يعترفوا بأن هنالك منظمات مجتمع مدني كانت قائمة في السودان قبل أن يفكر الغرب في منظمات المجتمع المدني مثل الجمعيات الخيرية- جمعيات المدارس الأهلية - مؤتمر الخريجين الذي أسس في 10 سنوات أكثر مما أسسه الانجليز في خمسين سنة .
* وماذا عن الحديث أن هذه المنظمات أصبحت أيضاً أذرع امبريالية لاحداث التغيير في المنطقة ؟!
= أنا أقول لك .. الغرب يريد خلق صفوة جديدة لا تسعى إلى التغيير وإنما تعمل للإصلاح من خلال النقد ، يعني يريدون تحجيم دور منظمات المجتمع المدني في هذا الجانب ، وأنا غير متشائم لأن الانجليز عندما بنوا المدارس كانوا يريدون تخريج موظفين ومحاسبين فخرج لهم (خازوق) ، خرج مؤتمر الخريجين وخرجت 1924م . فدور المجتمع السوداني وتأثيره على منظمات المجتمع المدني سيكون أقوى من دور المنظمات والمؤسسات التي تمولها في الداخل.



http://www.sudaneseonline.com/anews2005/nov21-56220.shtml

Post: #14
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-23-2010, 01:07 AM
Parent: #13

نقد يقترح أريتريا لمفاوضات الشرق
سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
20/2/2006 2:54 ص
.

بورتسودان: انور عوض

اقترح سكرتير الحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد اريتريا مقراً لمفاوضات الحكومة وجبهة الشرق نظراً للصلة الجغرافية والاثنية والتقارب بين الشعبين.

واكد نقد - لدى مخاطبته ابناء البجا بدار مؤتمر البجا ببورتسودان أمس- مساندة حزبه لمطالب الشرق ودعمه لها كقضية مهمشين دون مزايدات سياسية.

وعد نقد جبهة الشرق معبرة عن اهل الشرق لتنوع الفصائل المكونة لها ودعا الجبهة لتعزيز الوحدة بين فصائلها للحيلولة دون نجاح محاولات دق الاسفين بينها واكد نقد ان حزبه ينظر لقضية الشرق باعتبارها تهم كل البلاد مثلها مثل دارفور والجنوب.ودعا نقد في الندوة التي نظمها حزبه بالساحة الشعبية ببورتسودان أمس الحكومة للتعجيل بالتفاوض مع جبهة شرق السودان طارحاً افضلية ان تعقد المفاوضات باريتريا لجملة الروابط التي تجمعها بالسودان وبقضية الشرق على وجه الخصوص واتهم نقد الانقاذ بمضاعفة ازمة السودان والتي وصفها منذ الاستقلال بالعقيمة محملاً سياسات الانقاذ الانفجارات الاجتماعية التي برزت في غرب وشرق السودان وطالب الزعيم الشيوعي بالكشف عن تقرير لجنة تقصي الحقائق حول احداث بورتسودان العام الماضي وتقديم الجناة للمحاسبة ونادى نقد بتوسيع فرص العمل للشباب وتحسين اوضاعه. وعقد نقد اجتماعاً صباح أمس مع مؤتمر البجا بقيادة الامين العام للمؤتمر والقيادي بجبهة شرق السودان عبدالله موسى بحضور النائب البرلماني هاشم بامكار.

وقال عبدالله موسى ان تنظيمه والحزب الشيوعي يتفقان في كثير من جوانب ازمة الشرق الامر الذي من شأنه الافضاء الى بلورة رؤية مشتركة في قضايا الوطن


http://www.sudaneseonline.com/anews2006/feb20-40764.shtml

Post: #15
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-23-2010, 01:11 AM
Parent: #14

كلمة الأستاذ محمد إبراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني في ختام مؤتمر جوبا

Post: #16
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-23-2010, 01:15 AM

Mohammed Ibrahim Nugud - Sudanese Communist Party Elections Program 2

Post: #17
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-23-2010, 01:17 AM
Parent: #16

نـــــقـــــــد مرشح الحزب الشيوعي السوداني

Post: #18
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-23-2010, 01:19 AM
Parent: #17

مباشر مع محمد نقد .السودان قبل انتخابات 2010
تاريخ بث البرنامج: 19/12/2009
تقديم: محمد دحو

Post: #19
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-23-2010, 01:25 AM
Parent: #18





محمد ابراهيم نقد في الجزء الثاني من حوار مع "الجريدة":فاروق أبو عيسى عضواً في الحزب الشيوعي!!
Oct 10, 2010, 20:57

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com



محمد ابراهيم نقد في الجزء الثاني من حوار مع "الجريدة":


فاروق أبو عيسى عضواً في الحزب الشيوعي!!


نحن (ماركسيون)؛ سجن سجن غرامة غرامة!!


الحديث عن مؤتمر استثنائي لا يثير عندي "رجة"


أجرى الحوار: خالد سعد– فاطمة غزالي


في الجزء الثاني من المقابلة التي أجرتها "الجريدة" مع السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني محمد ابراهيم نقد ، يتحدث نقد عن قضايا تخص الحزب وعضويته وقيادته ، ويرد على اسئلة عديدة وردت بشأن نتائج المؤتمر الخامس، كما يتحدث عن الاتهامات الموجهة اليه من قبل بعض الشيوعيون والمعارضون ، ويشرح وجهة نظر الحزب في تحالفاته السياسية ، ويتحدث ايضا  حول انضمام عدد من الشيوعيين الى حملة منافسه ياسر عرمان في انتخابات ابريل في حين كان نقد مرشح الحزب الشيوعي لمنصب رئيس الجمهورية:   


وتالياً النص:


# نعود بك الى فترة الانتخابات ابان ترشحك لمنصب رئيس الجمهورية، ونسأل عن اسباب دعم عدد كبير من اعضاء الحزب لمرشح منافس هو ياسر عرمان؟


بالمناسبة؛ الشيوعيون الذين تركوا الحزب وإنضموا للحركة الشعبية عدد غير كبير، وكان أشهرهم ياسر عرمان وهو قد أبلغنا بأنه يريد الانضمام للحركة وقلنا له "ربنا يسهل عليك".


# ما سر العلاقة بين الطرفين؟


كثيرون يعتقدون ان بيننا والحركة الشعبية علاقة مريبة ، منذ حكم الرئيس الاثيوبي مانقستو، لأني التقيت بقرنق في تلك الفترة عندما كانوا يتلقون مساعدات من اثيوبيا وكوبا، والاخيرة ساعدت عدد كبير من اعضاء الحركة من بينهم باقان اموم ذهب وهو شاب صغير.. نحن غير مشغولين الان بالحديث عن أن الحزب الشيوعي سرق الحركة الشعبية لكننا مقتنعين أنها حركة جنوبية بدأت مختلفة طرحت أن مشكلة الجنوب لا تحل الا بحل مشكلة كل السودان، وكل ذلك ترك اثر كبير،  وعندما اراد ياسر عرمان الانضمام للحركة الشعبية ابلغناه أنه سيواجه بتهمة أن الحزب ارسله للانخراط في الحركة، لكننا لا نجبر احدا على البقاء في الحزب.


الشاهد أن اوضاع في الحركة قبل اتفاق السلام دفعت بالكثيرين للانضمام للحركة، ولكن بعد الاتفاقية "الدرب اتعوج".


# السؤال ما يزال قائما؛ لماذا ساند شيوعيون مرشح الحركة للرئاسة؟


هؤلاء إختاروا خيارهم، هنالك اعضاء تركوا الحزب فجأة.. لم يعادوه ولم يذهبوا لتكوين حزب اخر.. هؤلاء لا نعاديهم .. فيهم من هو مصاب اصلا بالقلق في العمل السياسي.. ينخرط في الحركة ويخرج منها وهكذا ..


# ومالذي دفع هؤلاء للخروج؟


ربما "زهجوا" .. أو هي حالة "قلق" لا نعاديهم ولا نفصلهم.. ابتعادهم يغني عن سؤالهم.


# وإذا عاد هؤلاء؟


هنا تتم محاسبتهم .. مالذي يضمن أنهم لن يخرجوا مرة اخرى؟!! سؤال مشروع.


# البعض خرج من الحزب تعبيرا عن رفضه لنتائج المؤتمر الخامس؟


يجوز ان المؤتمر الخامس لم يلبي تطلعاتهم، لكن الذي حصل هو عقد مؤتمر ناجح.


# إعادة تنصيب القيادة اصاب الشباب بالإحباط؟


مثل وجهة النظر هذه موجودة في السودان منذ فترة عبد الخالق محجوب وعبد الله خليل .. أنا لم افرض نفوذ مالي او طائفي او أسري .. ربما (بعض هؤلاء) ... "خلاص زهج" من الحزب ..


# داخل الحزب هنالك وجهات نظر مختلفة عن رؤية القيادة؟


ممكن أن يصبح للعضو وجهة نظر مختلفة عن القيادة .. هؤلاء لا يتم فصلهم .. الفصل يتم في حالتي التكتل أو الانقسام ، لكن طالما العضو متمسك بالمبادئ التنظيمية ويخضع لقرارات الحزب لن يفصل .. كذلك لا يصدر قرار فصل لعضو دون تحقيق.


# هل طُبقت هذه اللوائح على جميع من فصل عن الحزب؟


نعم، لكن هنالك من انقسموا مثل "احمد سليمان" والجماعة الاخرين ايام نميري.


# فاروق أبو عيسى كان ضمن ما تصفهم بـ"الانقساميين"؟


قبل الانقاذ ادان فاروق ابوعيسى الانقسام وقدم طلب وعاد للحزب.


# هل صحيح إنه عضوا في اللجنة المركزية؟


ممكن، بإعتبار أن الشخص الذي يخطئ ويعترف بخطأه ، يجب أن لا تعاقبه بأثر رجعي، وهو شخصية سياسية لعب دوار كبيرا في المعارضة بالخارج ونقابة المحامين العرب.


# ما هي حقيقة أن بعض الذين قرروا العودة للحزب وقفت في وجههم؟


أي شخص أدان الإنقسام وقدم طلب للعودة، عاد الى الحزب، وكل حالة لوحدها، لا توجد محاسبة بعد الاعتراف بالخطأ كتابة.. بعضهم خرجوا وساهموا في أشياء تستحق المحاسبة ليس مثل اخرين خرجوا مع الانقسام وقرروا العودة بعد الاعتراف بخطأهم.


# مثل من؟


بعضهم توفي (خلينا مَنهم).


# الراحل الاستاذ الخاتم مثلا؟


لا .. لا .. الخاتم لم نلعنه ، ذهبنا في جنازته وحضرنا دفنه.. واذا لم يتوفى وقرر العودة للحزب لعاد.


# الاستاذ الحاج وراق ؟


لا استطيع أن اقول نعم أو لا .. الرغبة الذاتية هي التي تحدد للشخص العودة للحزب أو لا.


# قلت إن التكتل ممنوع في الحزب ، ولكن ظهرت تكتلات أخيرا حول قضايا فكرية؟


لا أعتقد أن هنالك عضوا في الحزب الشيوعي- ويريد أن يستمر- يقول أنه تبرأ من الماركسية .. هذه ليست طائفة وليس (هلال مريخ) .. لابد أن يكتب رأيه.. ورأيه يُنشر .. في "ناس" طبعهم قلقين و"زهجانين" سواء في الحزب الشيوعي او الأمة او الجبهة أو البعث.


# هل انت واثق من ان المؤتمر الخامس قد حسم بالفعل موضوع المرجعية الفكرية؟


طبعاً،  بدليل وثائقنا وبرنامجنا.. لكن بماذا تقصد بالمرجعية الفكرية؟


# هل ما يزال حزبكم ماركسيا؟


نعم، نحن حزب ماركسي .. ولا أحد يستطيع أن (يسلبنا) هذه المرجعية.


# مالذي تعنيه الماركسية بالنسبة اليكم؟


كما نفهمها نحن ، ووفق تجاربنا.. ليس كما يفهمها الصيني أو الروسي.


#  الماركسية السودانية؟


سميها الماركسية فقط. لا نريد "لولوة" و"ململة" .. نحن ثبتنا فيها وضربنا ضربة كبيرة .. عذبنا وشردنا وقتلنا.


نحن بدأنا في المراجعة والتحليل بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واستمرت لسنوات.. في المؤتمر الخامس تحدثنا عنها بوضوح .. نحن ماركسيون "رضوا الناس أو أبو".


# شيوعيون يعتقدون أن الماركسية ليست كما تفهما القيادة التاريخية؟


لماذا؟ لديهم مجلة الحزب للكتابة ..لديهم الصحف .. لماذا يضع هؤلاء انفسهم في الموقف السلبي؟ لا يوجد شئ اسمه كما تفهمها القيادة التاريخية الا فيما أكتبه انا.. نحن ماركسيون (سجن سجن غرامة غرامة)!!


# إذن أين الخلاف؟


اسأل هؤلاء .. نحن غير مختلفين.. قد يختلف البعض في السياسات المستمدة من الماركسية .. ونوع اخر يرى أن الاشتراكية ليست مرتبطة بالماركسية فقط .. هذا خلاف فكري .. لم ولن نكفر هؤلاء .. بدليل علاقتنا (كويسة جدا) بالناصريين والبعثيين والقوميين العرب.


# هل يحتمل أن يقود الخلاف الفكري الى انقسام جديد في الحزب؟


نحن قمنا بمناقشة عامة في مجلات الحزب .. أي شخص لديه رأي كتبه .. ولم نلغ رأي أي شخص.. (في تقديري) السبب في كل هذه التعقيدات هو انهيار الاتحاد السوفيتي وانقلاب الجبهة الاسلامية القومية على الديموقراطية الثالثة.


# لماذا فشل المؤتمر الخامس في تجديد القيادة وتحديدا إنتخاب سكرتير سياسي جديد؟


مادام هذا الأمر "عامل ليكم وجع ضرس نريحكم منه" ... هذه المساءل نوقشت في المؤتمر وفي مجلة الحزب .. أنا لم أنتخب نفسي .. الباقين هم من جاؤوا بي هل أقول لهم لا؟!!


 # عديد من الشيوعيين تذمروا تحت قيادتكم ويشعرون بأنك لا تعبر عنهم؟


ممكن وغير مستغربة .. ولا أعتقد أن من يقول هذا الرأي سأقول عنه أنه "كفر".


# الا يستدعي ذلك وغيره من الموضوعات عقد مؤتمر استثنائي مثلما دعت الأستاذة سعاد ابراهيم احمد؟


 ممكن .. اذا وافق الجميع على ذلك .. ولكن مالذي يستدعي؟؟!!


حديث سعاد او غير سعاد لا يثير عندي "رجة" .. هي وجهة نظر أتفق معها أو اختلف ولكن ليس ممنوعا التعبير عن وجهة النظر.


# الن تضع أنت عقبات أمام أي تحرك لعقد مؤتمر استثنائي؟


ولماذا أكون عقبة؟!.. للناس الحق في التعبير عن اراءهم .. أنا لست حريصا على زعامة .. هذا ليس "رأسمالي" .. الانتهازية أن تحاول أن ترضي كل الناس.. انا احضر اجتماعات الحزب واجتماعات القيادة .. ما تقوله ليس خارج عن المألوف .. أنا لست "معبود الجماهير" ومن يعتقد أنه كذلك هو شخص "مودر" .. لابد أن يختلف الناس معك بصرف النظر عن الطريقة التي يعبرون عنها.


# في تقديرك أنت ، هل يحتاج الحزب لمؤتمر جديد لحل القضايا العالقة؟


"عشان يغير محمد ابراهيم شيطان فقط" أم يقوم بمهام أخرى؟!! المؤتمر لديه توقيت .. هذه المرة سيعقد في الفترة الزمنية المحددة.


# في منحى اخر؛ مالذي يمنع الحزب بتاريخه الطويل من ان يصبح حزب جماهيري؟


هنالك عوامل منها، الدعاية المضادة (الشيوعية الالحاد) .. ( الله نجانا من العمالة بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي) ، وعندما بدأنا في كتاباتنا عن الإسلام وفي ترحيبنا بالثورة الايرانية وفي تعاملنا مع الحركات الإسلامية المناضلة تراجع قليلا الحديث عن (الإلحاد)، نحن ليس لدينا طائفة ولا قبيلة ولا قروش .. نتحرك حفاة في الشوك .. سنصبح حزب جماهيري ولكن بتراكمات طويلة.


# الم يضر النشاط السري في هذا الأمر؟


النشاط السري عرقل .. لكن لم تك هنالك طريقة للمحافظة على الحزب سواء بالعمل السري.


# هل إنتفت الان اسباب اللجوء للعمل السري؟


لدي فرصة للعمل العلني .. لماذا ابحث عن العمل السري؟ .. أنا حزب سياسي وليس لدي تقاليد طائفية!!


# في المقابل يعتقد البعض ان الحزب يتحول تدريجيا لطائفة في ظل اجترار التراث وتكرار الاناشيد والشعارات واستمرار القيادة التاريخية؟


ليس غريبا علي مثل هذا الحديث، ولكن لن اقوم بافتعال اساليب عمل سياسي وتسميات لمجرد أن بعض الناس لديهم مثل هذه الافكار. لأنه سيظهر اخرون لديهم افكار اخرى .. هل انتقل مرة اخرى لاسلوب عمل جديد؟ سوف اصبح مثل "الحربوية".


# الا يعد الامتداد الاسري بالحزب أمراً مقلقاً؟


لا . ليس صحيحا ان الشيوعيين جميعهم شيوعيين .. أنا والدي كان حزب أمة نشط جداً .. والد التجاني الطيب كان اتحادياً .. القدال والدهم لم يك شيوعياً ويناسب اسرة (باعبود) من اغنى اغنياء السودان!!


# البعض يعتقد ان القوى السياسية الكبيرة تستفيد من وجود حزبكم في المعارضة لأجندتها الخاصة؟


تأكدوا تماما لا يوجد أحد يستطيع أن "يخرتنا" .. لسنا غشماء.


# كيف تبرر تحالف حزبكم اليساري مع احزاب تصفوها بأنها في اقصى اليمين؟


تحصل التحالفات احيانا في الازمات..مواقف تكتيكية متبادلة.. منذ ايام عبود حصل هذا التحالف ، وبدأ هذا التحالف منذ اليوم الاول لإنقلاب الانقاذ.


# ما صحة أن لديكم تحالف ثنائي مع حزب المؤتمر الشعبي؟


المؤتمر الشعبي جاء الينا في التحالف (بعد أن طُرد من أهله) .. نحن لم نقم اطلاقا يوم من الأيام بخلق تحالفات ثنائية داخل أي تحالف.. وكون علاقتي بالترابي (نحن اولاد دفعة) .. لادخل لها بالسياسة.


 


Post: #20
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-23-2010, 01:27 AM
Parent: #19

حـــوار
سكرتير الحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد لـ"الجريدة" (1-2):الجنوب متروك للعناية الالهية!!
By
Oct 10, 2010, 20:56



سكرتير الحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد لـ"الجريدة" (1-2):


الجنوب متروك للعناية الالهية!!


أجرى الحوار:


مدير التحرير– فاطمة غزالي


إنتقد السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد، الدور الذي تلعبه الدول الافريقية في مسألة استفتاء حق تقرير مصير الجنوب، ورأى إن الجنوب بات متروكا لـ"العناية الالهية"، ودعا الى لقاء يجمع بين القوى السياسية في الشمال ونظيرتها بالجنوب من اجل دراسة سيناريوهات مابعد الاستفتاء والاتفاق على تأمين الاستفتاء وان لا تراق "نقطة دم واحدة"، معتبرا ان الإجراء سيتم في ظروف غير مواتية وكانه "دعوة الغداء في شهر رمضان".


وتاليا مقتطفات من المقابلة:


# هل هناك فرصة لجعل الوحدة خيار الجنوبيين بعد أن صار الانفصال هو الجاذب؟


الوقت لم ينقض من أجل تحقيق الوحدة، لكن ماذا نفعل حتى لا ينفصل الجنوب؟ هذا هو المناخ المسيطر على الساحة السياسية وسيظل كزلك حتى الاستفتاء. لقد سألت أحد القادة في الحركة الشعبية، إن كانوا يستطيعون ان يحشدوا اكبر قدر من الجنوبيين للتصويت في الاستفتاء، لأنني لا أعتقد أن "الحركة الشعبية" عملت كفاية من أجل أن يشعر الجنوبيين بأن الحرب قد توقفت تماما.. ما تزال الالغام غير منزوعة، ومايزال هنالك نازحين بفعل الحرب، وهنالك تسريح اعضاء الجيش الشعبي. إذن الفرصة غير متاحة لإنجاز كل تلك القضايا.


# بماذا تنصح؟


أنا اسأل أين بقية الاحزاب الجنوبية؛ قبل الحركة الشعبية كانت هنالك احزاب؛ بالطبع اضعفتها الحركة الشعبية.. الان لابد لهذه الاحزاب أن يكون لها دور، ولابد أن يكون لحركة التضامن الافريقي موقف في موضوع مصير الجنوب، كذلك على دول الجوار ان تلعب دور، لان دورها غائب الان، فهي ليست معاكسة ولا مساندة، ربما لأنها مشحونة بمشكلاتها الداخلية، قديما كان الوضع متداخل بين الجنوب ودول الجوار، أما الان فإن الجنوب متروك للعناية الالهية!!


# كيف تنظر لمصير الجنوبيين في الشمال؟


لا اعلم إن كانوا سيصوتون للوحدة او لا،  كزلك مشكلة دارفور نالت جزء كبير من الاهتمام المتعلق بالجنوب، ومنطقة "أبيي" مايزال الشريكين عاجزين عن حلها، هي مشكلة عدم الكفاءة بصرف النظر عن الاسباب التي فجرتها، هي حالة مثل التلميذ المهمل الذي ياتي للدراسة قبل الامتحان بفترة قصيرة. أقول ان هنالك مصاعب كثيرة تواجه عملية الاستفتاء.


# إذن مالدور الذي يمكن أن تلعبه قوى المعارضة في ظل هذا الوضع؟


ليس من حقنا أن نجلس مكتوفي الأيدي ونترك "الحركة الشعبية" و"المؤتمر الوطني" يقرران، صحيح أن الجنوبيين إنشغلوا مع حزب المؤتمر الوطني ولم يعطوا اعتبار لدور بقية الحركة السياسية التي هي أكبر تأثيرا وأكثر عمقا وتاريخا من" المؤتمر الوطني"، ولكن يجب عقد لقاء بين اطراف الحركة الساسية في الشمال وفي الجنوب، وطرح موضوع الوحدة او الانفصال، وان يتم الاتفاق على ان تجرى عملية الاستفتاء سلم وأن لا تراق "نقطة دم واحدة"، وتعبئة الراي العام في هذا الاتجاه، وان تقوم مبادرة من قبل الصحافة لطرح موضوع الوحدة ولكن باشراك الصحفيين الجنوبيين، وأن تتم مخاطبة لمنظمة الوحدة الافريقية حول هذا الموضوع، بأن تلعب المنظمة دورا اكبر، وأن تعقد ورش لبحث سيناريوهات ما بعد الاستفتاء كما يحدث في بعض البلدان، المشكلة أن ليس لدينا مثل هذه المؤسسات المحايدة لإجراء مثل هذه الورش.


# كيف يمكن لدول الجوار المساهمة في تحقيق الوحدة؟


مصر غير مرتاحة لعلاقتها بالسودان، هي تشعر بأنها أُبعدت عن اتفاقية نيفاشا، لكنها بالتاكيد لا تؤيد الانفصال، بل هي الان اكثر الدول تخوفا من نتيجة الاستفتاء.


# هل تتوقع أن تؤيد بعض الدول الانفصال؟


قد تكون لبعض دول الجوار أمنيات بالانفصال، لكنها تعلم أن انفصال الجنوب سيكون لديه تأثيرات عليها، فهي أيضا مدركة لما حصل بعد انفصال ارتريا، هي تعرف ان المناخ غير مناسب للانفصال فهو مثل " دعوة غداء في رمضان".


# ماهي توقعاتك لنتيجة الاستفتاء؟


في حال نتيجة الوحدة أو الانفصال، المهم أن يتم التصويت للاستفتاء بسلام، هنالك حديث للحركة الشعبية بأن العملية ستجرى في أمان وأن الحركة تستطيع فرض سيطرتها، ولكنه المشهد الأول فقط، أنا لا أرى اهتماما بهذا الجانب، بل يكاد يكون مهملا سواء من جانب الحركة الشعبية أو من ناحية الحكومة المركزية. لقد شاركت – أنا- في مؤتمر جوبا مع بقية الأحزاب السياسية، وكان يدور مناقشات حول هذا الموضوع، وبما أن الحركة وجون قرنق التزموا بأن برنامجها الأساسي هو الوحدة، إذن فإن على الحركة ان تعمل على ذلك، ولكن هذا البرنامج إما مهمل أو ضائع في مشاكسات الشريكين.   


////////////


 


////////////////


محمد ابراهيم نقد في الجزء الثاني من حوار مع "الجريدة":


فاروق أبو عيسى عضواً في الحزب الشيوعي!!


نحن (ماركسيون)؛ سجن سجن غرامة غرامة!!


الحديث عن مؤتمر استثنائي لا يثير عندي "رجة"


أجرى الحوار: خالد سعد– فاطمة غزالي


في الجزء الثاني من المقابلة التي أجرتها "الجريدة" مع السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني محمد ابراهيم نقد ، يتحدث نقد عن قضايا تخص الحزب وعضويته وقيادته ، ويرد على اسئلة عديدة وردت بشأن نتائج المؤتمر الخامس، كما يتحدث عن الاتهامات الموجهة اليه من قبل بعض الشيوعيون والمعارضون ، ويشرح وجهة نظر الحزب في تحالفاته السياسية ، ويتحدث ايضا  حول انضمام عدد من الشيوعيين الى حملة منافسه ياسر عرمان في انتخابات ابريل في حين كان نقد مرشح الحزب الشيوعي لمنصب رئيس الجمهورية:   


وتالياً النص:


# نعود بك الى فترة الانتخابات ابان ترشحك لمنصب رئيس الجمهورية، ونسأل عن اسباب دعم عدد كبير من اعضاء الحزب لمرشح منافس هو ياسر عرمان؟


بالمناسبة؛ الشيوعيون الذين تركوا الحزب وإنضموا للحركة الشعبية عدد غير كبير، وكان أشهرهم ياسر عرمان وهو قد أبلغنا بأنه يريد الانضمام للحركة وقلنا له "ربنا يسهل عليك".


# ما سر العلاقة بين الطرفين؟


كثيرون يعتقدون ان بيننا والحركة الشعبية علاقة مريبة ، منذ حكم الرئيس الاثيوبي مانقستو، لأني التقيت بقرنق في تلك الفترة عندما كانوا يتلقون مساعدات من اثيوبيا وكوبا، والاخيرة ساعدت عدد كبير من اعضاء الحركة من بينهم باقان اموم ذهب وهو شاب صغير.. نحن غير مشغولين الان بالحديث عن أن الحزب الشيوعي سرق الحركة الشعبية لكننا مقتنعين أنها حركة جنوبية بدأت مختلفة طرحت أن مشكلة الجنوب لا تحل الا بحل مشكلة كل السودان، وكل ذلك ترك اثر كبير،  وعندما اراد ياسر عرمان الانضمام للحركة الشعبية ابلغناه أنه سيواجه بتهمة أن الحزب ارسله للانخراط في الحركة، لكننا لا نجبر احدا على البقاء في الحزب.


الشاهد أن اوضاع في الحركة قبل اتفاق السلام دفعت بالكثيرين للانضمام للحركة، ولكن بعد الاتفاقية "الدرب اتعوج".


# السؤال ما يزال قائما؛ لماذا ساند شيوعيون مرشح الحركة للرئاسة؟


هؤلاء إختاروا خيارهم، هنالك اعضاء تركوا الحزب فجأة.. لم يعادوه ولم يذهبوا لتكوين حزب اخر.. هؤلاء لا نعاديهم .. فيهم من هو مصاب اصلا بالقلق في العمل السياسي.. ينخرط في الحركة ويخرج منها وهكذا ..


# ومالذي دفع هؤلاء للخروج؟


ربما "زهجوا" .. أو هي حالة "قلق" لا نعاديهم ولا نفصلهم.. ابتعادهم يغني عن سؤالهم.


# وإذا عاد هؤلاء؟


هنا تتم محاسبتهم .. مالذي يضمن أنهم لن يخرجوا مرة اخرى؟!! سؤال مشروع.


# البعض خرج من الحزب تعبيرا عن رفضه لنتائج المؤتمر الخامس؟


يجوز ان المؤتمر الخامس لم يلبي تطلعاتهم، لكن الذي حصل هو عقد مؤتمر ناجح.


# إعادة تنصيب القيادة اصاب الشباب بالإحباط؟


مثل وجهة النظر هذه موجودة في السودان منذ فترة عبد الخالق محجوب وعبد الله خليل .. أنا لم افرض نفوذ مالي او طائفي او أسري .. ربما (بعض هؤلاء) ... "خلاص زهج" من الحزب ..


# داخل الحزب هنالك وجهات نظر مختلفة عن رؤية القيادة؟


ممكن أن يصبح للعضو وجهة نظر مختلفة عن القيادة .. هؤلاء لا يتم فصلهم .. الفصل يتم في حالتي التكتل أو الانقسام ، لكن طالما العضو متمسك بالمبادئ التنظيمية ويخضع لقرارات الحزب لن يفصل .. كذلك لا يصدر قرار فصل لعضو دون تحقيق.


# هل طُبقت هذه اللوائح على جميع من فصل عن الحزب؟


نعم، لكن هنالك من انقسموا مثل "احمد سليمان" والجماعة الاخرين ايام نميري.


# فاروق أبو عيسى كان ضمن ما تصفهم بـ"الانقساميين"؟


قبل الانقاذ ادان فاروق ابوعيسى الانقسام وقدم طلب وعاد للحزب.


# هل صحيح إنه عضوا في اللجنة المركزية؟


ممكن، بإعتبار أن الشخص الذي يخطئ ويعترف بخطأه ، يجب أن لا تعاقبه بأثر رجعي، وهو شخصية سياسية لعب دوار كبيرا في المعارضة بالخارج ونقابة المحامين العرب.


# ما هي حقيقة أن بعض الذين قرروا العودة للحزب وقفت في وجههم؟


أي شخص أدان الإنقسام وقدم طلب للعودة، عاد الى الحزب، وكل حالة لوحدها، لا توجد محاسبة بعد الاعتراف بالخطأ كتابة.. بعضهم خرجوا وساهموا في أشياء تستحق المحاسبة ليس مثل اخرين خرجوا مع الانقسام وقرروا العودة بعد الاعتراف بخطأهم.


# مثل من؟


بعضهم توفي (خلينا مَنهم).


# الراحل الاستاذ الخاتم مثلا؟


لا .. لا .. الخاتم لم نلعنه ، ذهبنا في جنازته وحضرنا دفنه.. واذا لم يتوفى وقرر العودة للحزب لعاد.


# الاستاذ الحاج وراق ؟


لا استطيع أن اقول نعم أو لا .. الرغبة الذاتية هي التي تحدد للشخص العودة للحزب أو لا.


# قلت إن التكتل ممنوع في الحزب ، ولكن ظهرت تكتلات أخيرا حول قضايا فكرية؟


لا أعتقد أن هنالك عضوا في الحزب الشيوعي- ويريد أن يستمر- يقول أنه تبرأ من الماركسية .. هذه ليست طائفة وليس (هلال مريخ) .. لابد أن يكتب رأيه.. ورأيه يُنشر .. في "ناس" طبعهم قلقين و"زهجانين" سواء في الحزب الشيوعي او الأمة او الجبهة أو البعث.


# هل انت واثق من ان المؤتمر الخامس قد حسم بالفعل موضوع المرجعية الفكرية؟


طبعاً،  بدليل وثائقنا وبرنامجنا.. لكن بماذا تقصد بالمرجعية الفكرية؟


# هل ما يزال حزبكم ماركسيا؟


نعم، نحن حزب ماركسي .. ولا أحد يستطيع أن (يسلبنا) هذه المرجعية.


# مالذي تعنيه الماركسية بالنسبة اليكم؟


كما نفهمها نحن ، ووفق تجاربنا.. ليس كما يفهمها الصيني أو الروسي.


#  الماركسية السودانية؟


سميها الماركسية فقط. لا نريد "لولوة" و"ململة" .. نحن ثبتنا فيها وضربنا ضربة كبيرة .. عذبنا وشردنا وقتلنا.


نحن بدأنا في المراجعة والتحليل بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واستمرت لسنوات.. في المؤتمر الخامس تحدثنا عنها بوضوح .. نحن ماركسيون "رضوا الناس أو أبو".


# شيوعيون يعتقدون أن الماركسية ليست كما تفهما القيادة التاريخية؟


لماذا؟ لديهم مجلة الحزب للكتابة ..لديهم الصحف .. لماذا يضع هؤلاء انفسهم في الموقف السلبي؟ لا يوجد شئ اسمه كما تفهمها القيادة التاريخية الا فيما أكتبه انا.. نحن ماركسيون (سجن سجن غرامة غرامة)!!


# إذن أين الخلاف؟


اسأل هؤلاء .. نحن غير مختلفين.. قد يختلف البعض في السياسات المستمدة من الماركسية .. ونوع اخر يرى أن الاشتراكية ليست مرتبطة بالماركسية فقط .. هذا خلاف فكري .. لم ولن نكفر هؤلاء .. بدليل علاقتنا (كويسة جدا) بالناصريين والبعثيين والقوميين العرب.


# هل يحتمل أن يقود الخلاف الفكري الى انقسام جديد في الحزب؟


نحن قمنا بمناقشة عامة في مجلات الحزب .. أي شخص لديه رأي كتبه .. ولم نلغ رأي أي شخص.. (في تقديري) السبب في كل هذه التعقيدات هو انهيار الاتحاد السوفيتي وانقلاب الجبهة الاسلامية القومية على الديموقراطية الثالثة.


# لماذا فشل المؤتمر الخامس في تجديد القيادة وتحديدا إنتخاب سكرتير سياسي جديد؟


مادام هذا الأمر "عامل ليكم وجع ضرس نريحكم منه" ... هذه المساءل نوقشت في المؤتمر وفي مجلة الحزب .. أنا لم أنتخب نفسي .. الباقين هم من جاؤوا بي هل أقول لهم لا؟!!


 # عديد من الشيوعيين تذمروا تحت قيادتكم ويشعرون بأنك لا تعبر عنهم؟


ممكن وغير مستغربة .. ولا أعتقد أن من يقول هذا الرأي سأقول عنه أنه "كفر".


# الا يستدعي ذلك وغيره من الموضوعات عقد مؤتمر استثنائي مثلما دعت الأستاذة سعاد ابراهيم احمد؟


 ممكن .. اذا وافق الجميع على ذلك .. ولكن مالذي يستدعي؟؟!!


حديث سعاد او غير سعاد لا يثير عندي "رجة" .. هي وجهة نظر أتفق معها أو اختلف ولكن ليس ممنوعا التعبير عن وجهة النظر.


# الن تضع أنت عقبات أمام أي تحرك لعقد مؤتمر استثنائي؟


ولماذا أكون عقبة؟!.. للناس الحق في التعبير عن اراءهم .. أنا لست حريصا على زعامة .. هذا ليس "رأسمالي" .. الانتهازية أن تحاول أن ترضي كل الناس.. انا احضر اجتماعات الحزب واجتماعات القيادة .. ما تقوله ليس خارج عن المألوف .. أنا لست "معبود الجماهير" ومن يعتقد أنه كذلك هو شخص "مودر" .. لابد أن يختلف الناس معك بصرف النظر عن الطريقة التي يعبرون عنها.


# في تقديرك أنت ، هل يحتاج الحزب لمؤتمر جديد لحل القضايا العالقة؟


"عشان يغير محمد ابراهيم شيطان فقط" أم يقوم بمهام أخرى؟!! المؤتمر لديه توقيت .. هذه المرة سيعقد في الفترة الزمنية المحددة.


# في منحى اخر؛ مالذي يمنع الحزب بتاريخه الطويل من ان يصبح حزب جماهيري؟


هنالك عوامل منها، الدعاية المضادة (الشيوعية الالحاد) .. ( الله نجانا من العمالة بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي) ، وعندما بدأنا في كتاباتنا عن الإسلام وفي ترحيبنا بالثورة الايرانية وفي تعاملنا مع الحركات الإسلامية المناضلة تراجع قليلا الحديث عن (الإلحاد)، نحن ليس لدينا طائفة ولا قبيلة ولا قروش .. نتحرك حفاة في الشوك .. سنصبح حزب جماهيري ولكن بتراكمات طويلة.


# الم يضر النشاط السري في هذا الأمر؟


النشاط السري عرقل .. لكن لم تك هنالك طريقة للمحافظة على الحزب سواء بالعمل السري.


# هل إنتفت الان اسباب اللجوء للعمل السري؟


لدي فرصة للعمل العلني .. لماذا ابحث عن العمل السري؟ .. أنا حزب سياسي وليس لدي تقاليد طائفية!!


# في المقابل يعتقد البعض ان الحزب يتحول تدريجيا لطائفة في ظل اجترار التراث وتكرار الاناشيد والشعارات واستمرار القيادة التاريخية؟


ليس غريبا علي مثل هذا الحديث، ولكن لن اقوم بافتعال اساليب عمل سياسي وتسميات لمجرد أن بعض الناس لديهم مثل هذه الافكار. لأنه سيظهر اخرون لديهم افكار اخرى .. هل انتقل مرة اخرى لاسلوب عمل جديد؟ سوف اصبح مثل "الحربوية".


# الا يعد الامتداد الاسري بالحزب أمراً مقلقاً؟


لا . ليس صحيحا ان الشيوعيين جميعهم شيوعيين .. أنا والدي كان حزب أمة نشط جداً .. والد التجاني الطيب كان اتحادياً .. القدال والدهم لم يك شيوعياً ويناسب اسرة (باعبود) من اغنى اغنياء السودان!!


# البعض يعتقد ان القوى السياسية الكبيرة تستفيد من وجود حزبكم في المعارضة لأجندتها الخاصة؟


تأكدوا تماما لا يوجد أحد يستطيع أن "يخرتنا" .. لسنا غشماء.


# كيف تبرر تحالف حزبكم اليساري مع احزاب تصفوها بأنها في اقصى اليمين؟


تحصل التحالفات احيانا في الازمات..مواقف تكتيكية متبادلة.. منذ ايام عبود حصل هذا التحالف ، وبدأ هذا التحالف منذ اليوم الاول لإنقلاب الانقاذ.


# ما صحة أن لديكم تحالف ثنائي مع حزب المؤتمر الشعبي؟


المؤتمر الشعبي جاء الينا في التحالف (بعد أن طُرد من أهله) .. نحن لم نقم اطلاقا يوم من الأيام بخلق تحالفات ثنائية داخل أي تحالف.. وكون علاقتي بالترابي (نحن اولاد دفعة) .. لادخل لها بالسياسة.


 



Post: #21
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-23-2010, 01:34 AM
Parent: #20

Part1-Sudanese communist party-Nugud Speech, Atbara 22/9/05

Post: #22
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-23-2010, 01:35 AM
Parent: #21

Part 2 , Sudanese Communist Party - Nugud 22/9/05


Post: #23
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-23-2010, 01:36 AM
Parent: #22

Part 3 , Sudanese Communist Party - Nugud 22/9/05


Post: #24
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-23-2010, 01:38 AM
Parent: #23

Part 4 , Sudanese Communist Party - Nugud 22/9/05


Post: #25
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-23-2010, 01:39 AM
Parent: #24

Part 5 ..Last Part ,Sudanese Communist Party - Nugud 22/9/05


Post: #26
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-23-2010, 01:51 AM
Parent: #25





سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com



 


:السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني يتحدث لـ(الأخبار) :       


أنا ما حريص على سكرتارية الحزب الشيوعي...!


وهذا (...)  ما سأفعله إذا طلبوا مني تقديم استقالتي...!


 لا يوجد شيء في الحزب الشيوعي مدسوس...


الدكتاتوريات الثلاث لم توقف الأحزاب ومصيرها إلى زوال.


 




قال السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني إن انتظام اجتماعات اللجنة المركزية المنتخبة بعد المؤتمر الخامس، واجتماعات المكتب السياسي وكتابة وطباعة وثائق الحزب  من أهم انجازات هذا المؤتمر، نافياً تلقي الحزب لأية شكوى من أي من أعضائه يبدي فيها عدم رضاه بمخرجات المؤتمر، مبيناً أن كل عضوية اللجنة المركزية وغيرها من اللجان تم اختيارها عبر الانتخاب، هذا بالإضافة إلى جملة من القضايا والتساؤلات وجهتها (الأخبار) لسكرتير الحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد في حوار أجرته معه في المركز العام للحزب، وفي السطور القادمة ما أوضحه بشأن حزبه ودوره في العمل السياسي وموقفه من الوحدة والانفصال... فإلى تفاصيل الحوار..


 


حوار: رفيدة ياسين


[email protected]    


  


- بداية أريد أن أسالك عن المؤتمر الخامس للحزب وتوصياته ومخرجاته وما تم تنفيذه منها وكيف نظم الحزب نفسه بعد ذلك؟


 


أولا، عقد المؤتمر الخامس بالنسبة لنا كان تحديا كبيرا لأنه تأخر أكثر من مرة، ومجرد انعقاده كان يشكل خطوة إلى الأمام، وبعد المؤتمر أهم ما حدث هو انتظام اجتماعات اللجنة المركزية التي انتخبها المؤتمر، وفي أول اجتماع في نهاية المؤتمر مباشرة بعد أن انتخبت اللجنة المركزية، اجتمعت وانتخبت المكتب السياسي والسكرتارية، وانتظمت في عقد دورات ذات طابع سياسي لمواجهة التطورات السياسية، كما أن المكتب السياسي اجتماعاته منتظمة في نفس الوقت تتابع التعبئة حول المؤتمر في قواعد الحزب مناقشة الوثائق، ورأي الأعضاء من خلال مناقشاتهم وتوصياتهم ومقترحاتهم، وهذه تتجمع وعلى ضوئها نخرج بخلاصات لتقييم وتحسين عمل الحزب في مختلف الاتجاهات، السياسي والإداري والتنظيمي، ومجالات العمل النقابي، وجانب آخر مهم بالنسبة لعمل ما بعد المؤتمر، فقد أصبحت اجتماعات الهيئات القيادية أكثر انتظاما، وثانيا الجانب المهم كان الاستعداد في طباعة وثائق المؤتمر وتوزيعها، والمناقشات جارية في كل أنحاء الحزب على وثائق المؤتمر، كما تابعنا نشاطنا بعد انعقاد المؤتمر بعقد ندوات سياسية في العاصمة وفي الأقاليم، وهذا أعطى الحزب فرصة للتنشيط السياسي.


 


- بعض القيادات بدت غير راضية عن المؤتمر الخامس للحزب ومخرجاته بم تفسر ذلك؟


 


رد مقاطعا: "البكون غير راضي لابد أن يوضح أسباب عدم رضاه"، وإلى الآن لم تصلنا شكوى من أي عضو ولا في مجلة الحزب الداخلية يوجد عضو عبر عن عدم رضاه، وزاد "لازم يكونوا في ناس حسوا إنهم كان مفروض يكونوا في اللجنة المركزية ولم يكونوا فيها، وفي ناس عندهم رأي إنه فلان في اللجنة المركزية"، المهم أنه لا يوجد شخص تم انتخابه في اللجنة المركزية إلا بترشيح في داخل الاجتماع بالأغلبية، ولم يتم فرض أي شخص على عضوية اللجنة، كله تم بالانتخاب، واللجنة المركزية انتخبت في المؤتمر واجتمعت، وانتخبت المكتب السياسي، وانتخبت السكرتارية مباشرة، والمكتب السياسي والسكرتارية تابعوا نشاطهم  وعقدت دورات كثيرة.


 


- هل تعتقد أن الحزب الشيوعي الآن أكثر نشاطا سياسيا من فترة الانتخابات؟


 


بالطبع فترة الانتخابات أعطتنا فرصة لتنشيط قواعد الحزب، وللنشاط السياسي والليالي السياسية والندوات ومخاطبة الجماهير، وفي نفس الوقت كشفت لنا نواحي الضعف "إحنا ضعفنا وين وواقفين وين".


 


- هل لديك الشجاعة لكي تقول لي نواحي الضعف التي اكتشفتموها؟


 


طبعا، أكبر ناحية جانب ضعف في الحزب الشيوعي هي تشريد عضويتنا وكوادرنا العاملة، الموظفين والعمال والمهنيين، هؤلاء تم فصلهم بكميات كبيرة جدا، وهذا أضعف نشاط الحزب و"هذا لا يعني أنه ما عندنا ناس"، لكن الكوادر في أية مصلحة وأي مصنع كلها الصالح العام أزالها، ولحين ظهور قيادات جديدة، فهذا سيأخذ وقتا، لكن هذا مؤكد أنه أضعف حركة الحزب، وهناك أمر مهم هو أن الحزب استطاع أن يحقق الاستقرار لصحيفة (الميدان).


 


- (الميدان) الآن موقوفة عن الصدور؟


 


لكن ما حققناه باستمرار صدور صحيفة (الميدان) هو نوع من أنواع الصمود. وجانب آخر، هو أنه لابد أن نشيد بدور الصحف السودانية وبتضامنها معنا، فهي أعطتنا مساحة واحتجت على توقيف (الميدان).


 


- وكيف يسير النشاط السياسي للحزب الآن؟


 


من الأشياء المهمة أننا استطعنا مواصلة عملنا في الجنوب، وساعدتنا في ذلك دعوات الحركة الشعبية التي جعلتنا نصل لقواعد كانت موجودة، ونتعرف أكثر على واقع الجنوب، وجانب آخر مهم في نشاطنا الجماهيري في المنابر ذات الطابع القومي والقضايا الخاصة بالدستور والقوانين والحريات، وبشكل عام المؤتمر أعطانا دفعة واستقرارا ووحد الحزب حول وثائق المؤتمر والعمل السري والتشريد الذي حدث لعضويتنا بالآلاف وبالمئات أيضا أضعفنا، لكن فترة الانفراج السياسي والمؤتمر وما بعده أعطتنا فرصة للوصول إلى قواعدنا، سواء في الجنوب أو في الغرب أو في شمال السودان.


 


- رغم كل حديثك هذا لماذا الأصوات التي نادت بعقد مؤتمر استثنائي للحزب وما هي رؤيتك لذلك؟


 


لا يوجد ما يمنع من عقد مؤتمر استثنائي إذا كانت هنالك حيثيات تسمح بذلك أو تبرر عقده، وهذه العضويات والأصوات التي تتحدثين عنها إلى الآن لم تخاطب قيادة الحزب بصورة تنظيمية ورسمية لعقد مؤتمر استثنائي.


 


- وماذا في حال المطالبة بشكل رسمي؟


 


سينظر فيها في حينها لكنهم لم يطلبوا حتى الآن، فمن لديه رأي يطالب بعقد مؤتمر استثنائي. الشيء الطبيعي أن يخاطبوا اللجنة المركزية، وكل ذلك تُنشر حيثياته وقراراته ولا يوجد لدينا شيء مدسوس.


 


- هل هناك مخاوف من انشقاقات يمكن أن تضعف الحزب؟


 


حتى الآن الصراع داخل الحزب في رأيي محصور في المبادئ العامة للصراع الداخلي، بمعنى أنه في دستور الحزب الصراع الداخلي مسموح، وله منابره في المجلات الداخلية للحزب، وحتى الآن لا استطيع أن أقول إنه إذا كان هناك صراع فلم يخرج عن المنابر الأساسية ، أما إذا كان هناك شيء مخفي أو بعيد فهذا شيء آخر. في رأيي أن منافذ الحزب ومنابره مفتوحة للصراع الداخلي لتعبر عن آرائها.


 


- مقارنة بالأحزاب الأخرى هل ترى أن الاختلافات الداخلية للحزب الشيوعي أفضل وأنها لم تؤد لانشقاقات واضحة أو تيارات متضادة؟


 


حتى لا نظلم الأحزاب الأخرى كل حزب يدير صراعاته بطريقته. وبالنسبة لنا في الحزب الشيوعي السوداني، الصراع الداخلي منابره مفتوحة ودورات اللجنة المركزية منتظمة، والمجلة الداخلية تصدر، ولا يوجد حجر على أي رأي.


 


- الحزب الشيوعي كانت له وعود بتقديم وجوه شابة وهذا لم يحدث وعادت نفس الوجوه القديمة؟


 


الوجوه القديمة "لا يمكن أن ترمى في الزبالة"، لأنها لم تأت نتيجة نفوذ قبلي أو طائفي، فمثلا أقدم عضو في الحزب التيجاني الطيب هو من المؤسسين للحزب، ولديه فاعلية ولديه دور سواء في العمل السياسي أو العمل التنظيمي أو صحيفة (الميدان). لا يمكن الاستغناء عنهم وليس من المصلحة الاستغناء عنهم.


 


- إذن لماذا مع الاحتفاظ بهذه الخبرات لم يتم الدفع بوجوه جديدة؟


 


هناك وجوه جديدة، واللجنة المركزية تنشر عضويتها، وقد نشرت أسماء أعضاء اللجنة المركزية التي تم انتخابها.


 


- الحزب الشيوعي بدأ ينشط جنوبا في الفترة الأخيرة خاصة مع اقتراب موعد الاستفتاء.. ماذا يعني ذلك؟


 


لا، الحزب الشيوعي لم يبدأ النشاط جنوبا، وإنما هو استمرار للتجربة السياسية، لأن الحزب الشيوعي يعمل في الجنوب منذ الخمسينيات، أما بالنسبة للتنشيط الحالي فهو في إطار العمل السياسي العام، والحركة الشعبية هي صاحبة الأغلبية والحكم في الجنوب، لكن الحزب الشيوعي في الجنوب عندما يطرح الاستفتاء سوف يصوت مع الوحدة وليس مع الانفصال حتى لو تبقى لنا عشرة أعضاء، فقط سوف يصوتون للوحدة وليس الانفصال، وإذا كان لدينا مئات الأعضاء أو الآلاف، فسوف يصوتون أيضا للوحدة وليس للانفصال. هذه هي النتيجة النهائية.


 


- هناك اتهامات موجهة للحزب الشيوعي بأنه غير متواصل مع قواعده وجماهيره؟


 


نحن الآن في تواصل مستمر مع القواعد والجماهير ونقوم بعقد ندوات في كل أنحاء السودان، وأنا ذهبت الجنوب مرات عديدة وأقمت ندوات في واو وفي ملكال، كما أقمت ندوات في كوستي ومناطق أخرى، لم يوقفنا الآن سوى فصل الخريف.


 


- بالنسبة لأفريقيا.. ما سر تحركات الحزب الشيوعي  الأخيرة نحو أفريقيا؟


 


أنا شخصيا ذهبت إلى جنوب أفريقيا مرتين خلال السنوات الماضية وحضرت مؤتمر الحزب الشيوعي لجنوب أفريقيا، "لكن ليس هناك سر في الأمر" وتساءل: "هو الدول الأفريقية اللي فيها ديمقراطية كم أصلا عشان يكون لينا فيها أسرار؟".


 


- المؤتمر الوطني رأى أن تحالف جوبا انهار.. كيف ترى وضع القوى السياسية الآن وعلى خلفية تجربة الانتخابات؟


 


تحالف القوى السياسية لم يتوقف نشاطه، ولم ينهار، وهناك تواصل مستمر بين القوى السياسية والحركة الشعبية فيما يتعلق بقضايا البلاد ومستقبل السودان.


 


- هل هناك ما يجمع القوى السياسية سوى مواجهة المؤتمر الوطني؟


 


رد غاضبا: "يا ستي إحنا ما مشغولين بس بالمؤتمر الوطني" ، هناك مشكلة دارفور واتفاقية السلام وكيفية تنفيذها، والوضع في شرق السودان والوضع في الغرب، وكل أسبوع نحن نجتمع، لأن هناك قضايا تستحق المناقشة.


 


- لكن تجربة مؤتمر جوبا أوضحت أن القوى السياسية فشلت في التنسيق لاتخاذ موقف واحد، وكان قد تم الاتفاق على مرشح واحد، وذلك لم يحدث، كما أن توصيات المؤتمر وضعت سقفا لتنفيذها حتى 30 نوفمبر حينها وإلا تقاطع القوى السياسية الانتخابات، وذلك أيضا لم يحدث.. ما تعليقك على ذلك؟


 


أولا لم يحدث أنه تم الاتفاق على مرشح واحد بين القوى السياسية في مؤتمر جوبا، "جايز يكون تم النقاش في هذا الأمر" لكن لم يتم الاتفاق عليه، أما عن سقف زمني حتى 30 نوفمبر وإلا المقاطعة، فاعتقد أن هذه كانت قرارات هوائية وغير واقعية. لكن القوى السياسية متواصلة في التشاور والنقاش حول قضايا البلاد.


 


 


- بالنسبة للانتخابات وما أعطته من فرصة للأحزاب لكي تنشط سياسيا.. هذا الوضع، هل تغير منذ موسم حرية الانتخابات والتوقيت الحالي، في ظل التضييق على الصحف وعلى الأحزاب؟


 


أقول لك بكل اطمئنان إنه مهما حاولت الإنقاذ أن تحد من عمل ونشاط الأحزاب فمحاولاتها ستبوء بالفشل، فالأحزاب السودانية أقدم من الإنقاذ وأقدم من مايو ومن نظام عبود، لذلك أي انقلاب عسكري يحاول أن يحد من نشاط الأحزاب فمصيره أنه سيذهب إلى مزبلة التاريخ، فكل الأنظمة العسكرية التي حاولت أن تحد من نشاط الأحزاب والنقابات والمنظمات الجماهيرية وغيرها ذهبت إلى مزبلة التاريخ، وبقيت الأحزاب.


 


- لكن ماذا قدمت الأحزاب في المقابل؟


 


هذا لا يعني أنه لا توجد عيوب أو قصور في أحزابنا، كما  أن الحياة السرية تضعف عمل الأحزاب، هذا إضافة إلى التشريد، وهذه أكبر ضربة وجهت للأحزاب السودانية، بحيث إن الأحزاب لكي تعمل كان لابد لعضويتها أن تهاجر، وهذه خسارة كبيرة على البلد. ومن هذا الجانب، من المؤكد كانت هناك تداعيات سالبة بأن لدينا مئات وآلاف المشردين من العمل، وهذا هم كبير لهم ولأسرهم ويؤثر سلبا. ولن توقف نشاط الأحزاب، الدكتاتوريات الثلاث التي مرت على السودان دكتاتورية عبود، ودكتاتورية نميري، ودكتاتورية الجبهة القومية الإسلامية. ستذهب الدكتاتوريات وسيكون مصيرها إلى زوال، وستبقى الأحزاب.


 


- ما موقف الحزب الشيوعي من الوحدة والانفصال في ظل خلافات الشريكين؟


 


نحن مع الوحدة ودعاة وحدة، حتى لو وقع الانفصال، والعلاقة بين الشريكين معقدة وغير مريحة، وهذا شيء يخصهما لكن علاقتنا مع الحركة الشعبية ما زالت قائمة ومتواصلة.


 


- كيف ترى اتجاهات الحركة؟


 


موقف الحركة الواضح والمعلن أنها مع الوحدة، ولكن ليست بأي ثمن، وتحالف جوبا بشكل عام لم يتصدع في دعم الوحدة.


 


- إلى أي مدى إشراك القوى السياسية ضروري في هذه القضايا؟


 


القوى السياسية هي التي يجب أن تشرك نفسها، وقضايا الوحدة والانفصال هي جزء من أجندتنا في العمل مع الحركة ومع الأحزاب الجنوبية.


 


- لكن المؤتمر الوطني يرى أن القوى السياسية الأخرى غير معنية باتفاق السلام؟


 


القوى السياسية لم تشترك في محادثات نيفاشا ولم توقع على الاتفاقية، والمؤتمر الوطني يرى أن الاتفاق علاقة ثنائية بينه وبين الحركة، لكن الحركة الشعبية لم تقطع صلاتها مع القوى السياسية.


 


- البعض يرى أن الحركة الشعبية تستخدم القوى السياسية لمواجهة المؤتمر الوطني؟


 


رد غاضباً: القوى السياسية ليست مكونة من أولاد صغار، ولا سياسيين مبتدئين لكي تستخدمنا الحركة. هذا كلام غير مسئول، نحن نشارك في الوضع السياسي لأننا جزء منه، ولا أحد يشركنا أو يستخدمنا.


 


- كثير من المراقبين يرون أن الحزب الشيوعي أصبح تاريخا وغير مؤثر وأن قياداته أيضا تاريخية؟


 


الحزب الشيوعي موجود وسط الطلبة والنقابات، وفي حركة الشباب، وفي الصحف، ونملك صحيفة، ومشاركون مع القوى السياسية، فلا أدري ماذا تفعل الأحزاب الأخرى ونحن لا نفعله؟ نحن مشاركون سياسيا بفاعلية معقولة ولم ندع أكبر من حجمنا الحقيقي، لكن "هناك ناس مشغولين بينا في الحكومة والصحف وغيرهم عاملين ليهم نقة من مافي"...


 


- بصراحة.. إذا طلب منك عدد كبير من عضوية الحزب الشيوعي تقديم استقالتك ماذا ستفعل؟


 


رد غاضبا: "لا ما بقدم استقالتي، وأنا ما حريص إني أكون سكرتير للحزب الشيوعي وما قدمت نفسي عشان أكون سكرتير الحزب، الناس هم القدموني الناس، ما مجبورين عشان ينتخبوني"، وأنا عضو أصيل في الحزب الشيوعي ولن أقدم استقالتي. على من لا يريدني أن لا ينتخبني في مؤتمر الحزب القادم.


 


Post: #27
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-23-2010, 02:02 AM
Parent: #26

حوارات / الثلاثاء

السكرتير العام للحزب الشيوعي في اطول مرافعة من نوعها

نقد : اول التحديات رفع حالة الطوارئ

ستعبر البلاد (الجسر المعلق) بين الحرب والانفصال والوحدة والسلام بهذه الشروط

كل قضايا الاستقلال احتشدت وعادت لتواجهنا بعد 50 سنة

التجربة السوفيتية انهارت لغياب الحرية .. ولا مستقبل للاشتراكية بدون

الديمقراطية

نظام الحزب الواحد لن يستمر في السودان .. اسلامياً كان ام اشتراكياً !
اختفائي لم يكن عزلة ولا استجابة لنداءات صوفية غامضة
لم يكن ثمة مختفين بخلافى وسليمان حامد .. وعضويتنا تعلمت ممارسة نشاطها

وهى على السطح
لست متشائماً .. والسودان سيجتاز هذه المرحلة بالارادة السياسية
الفقر لا يولد الثورة .. بل يولد اليأس والفوضى والوعى يفعل !
اذا لم تتجاوزنا الاجيال الحديثة فسيكون الفشل نصيبنا المشترك

الحركات الجهوية يقودها ناشطون من القوى الحديثة .. وهم ليسوا ضد وحدة

السودان

الحلقة الأولى


على مدى سنوات كانت اطياف الاستاذ محمد ابراهيم نقد تدنو وتنأى تقترب وتبتعد، وعلى طولها كان هاجس الحوار الصحفى ملازماً لنا ولسوانا من الصحفيين، وكان يتأبى، ويصر على ان مجرد الحوار معه كاف لبعث المتاعب فيمن يحاورونه، فظفرت به الصحافة الخارجية، لغير ما مرة، وقبلنا وجهات نظره ولعل المميزات الشخصية للسكرتير العام للحزب الشيوعى كانت وراء اصرار الصحافة على مطاردته حتى في حالة اختفائه، فالرجل الذى يدقق في قراءته للصحافة المحلية والاجنبية، يمتاز بقدرة عالية على التحليل والتربيط بين قطع الزجاج المبعثرة، ولعله قد استمد قدرته تلك من الحالة الموسوعية التى وسمت حياته وجعلت منه قارئاً من طراز فريد للكتب، ومحققاً بارعاً في المراجع التاريخية، وكاتباً صبوراً وطويل البال على ضجر الكتابة وأرقها المستديم.
وارتبط اسم نقد في الخيال الشعبى بحالة المراوغة، كما تلاقح في الذاكرة الشعبية مع الحالة الاسطورية .. هذه الحالة التى تبعثها فكرة الاختباء والتخفى وهى تبعث من التصورات ما تبعث من قدرات شخصية حقيقية ومتوهمة ينسجها العقل الجمعى وكثيراً ما يصدقها !
وقد تقلد نقد منصبه السياسى الراهن في اعقاب دحر حركة 19 يوليو عام 1971 والتى عصفت بالقيادات الرئيسية للحزب الشيوعى السودانى بعدما عاد الرئيس نميرى للسلطة وقد تولى مسئولية جسيمة وقتها في اعادة تنظيم وتجميع الحزب الذى تفرقت السبل بعضويته ما بين سجين وملاحق ومطارد ومختف ، وقبل المسئولية بعدما اختفى عن الانظار ، وظل يواصل عمله السياسى من تحت الارض لحين قيام الانتفاضة الشعبية التى اطاحت بنظام مايو واستعادت الديمقراطية (1985) وقد خاص الانتخابات البرلمانية وفاز عن دائرة الديوم والعمارات، ليدخل البرلمان (للمرة الثانية كانت الأولى عقب ثورة أكتوبر - العام 1965) مع اثنين من اعضاء حزبه (عزالدين على عامر وجوزيف موديستو) وواصل عمله السياسى كنائب برلمانى الى حين قيام انقلاب الانقاذ الذى ساندته ورعته الجبهة الاسلامية القومية في العام 1989 وقد اقتيد للسجن فور وقوع الانقلاب ضمن مجموعة من قادة الاحزاب والعمل النقابى، وسرعان ما اطلق سراحه بعد استتباب الامر للانقاذ، وبقى في منزله قيد الاقامة الجبرية الى ان غافل حراسه مختاراً هو وحزبه العمل من تحت الارض منذ العام 1994 وقد ظل لسنوات يمارس نشاطه السياسى من داخل السودان مختفياً فيما اطلقت السلطة السياسية له عدة نداءات تطالبه بالخروج وممارسة نشاطه السياسى العلنى غير انه لم يستجب لها ..
وفي يوم الخميس الموافق السابع من ابريل وفي تمام الساعة الخامسة والنصف مساء ضجت الخرطوم بخبر زيارة اللواء صلاح عبدالله مدير جهاز الامن ونائبه اللواء محمد عطا لنقد في مخبئه بحى الفردوس جنوب الخرطوم، وكانت هذه الزيارة هى بمثابة اسدال الستار لحالة اختفاء استمرت لما يزيد عن العشر سنوات .. عاد بعدها الاستاذ محمد ابراهيم نقد لمنزله .. وبدأ في الاستعداد لجولة اخرى من العمل السياسى المكشوف هذه المرة ..
(الايام) اتصلت بالاستاذ نقد اكثر من مرة لترتيب حوار صحفى مطول معه حول كافة احداث الساعة ، وطلب منا الانتظار اكثر من مرة حتى يكمل بعض الترتيبات الخاصة، واخيراً وافق على هذا الحوار، وقد جلست اليه الصحيفة لاكثر من 8 ساعات متواصلة في حوار نتوقع ان يضفى على الساحة السياسية مزيداً من الحيوية لا سيما و ان الرجل عليم بما يدور في دهاليز المطبخ السياسى بعد ان ظل لسنوات احد الطهاة الحاذقين، كما انه ـ وكما وضح من الحوار ـ لا يكتفى فقط بالنقد، بل يطرح مقترحات ومبادرات للحوار ..




حوار : وائل محجوب ـ محمد موسى حريكة








* رحلة الاختفاء هذه الرحلة التى تتراءى للبعض كأنها حالة عدمية وتذكر الانسان بتلك المقولة التى اطلقها ذاك القاضى الذى حاكم المفكر الايطالى الاشتراكي قرامشى والذى قال (يجب ان نوقف هذا الذهن عن العمل لعشرين عاماً) من هو القاضى في هذه الحالة اذا صحت المقارنة .. والذى يجعل المقاربة واردة ؟
الصدفة هى بنت الضرورة ـ هذا اذا فهمت السؤال بشكل صحيح .. فهناك اخطاء معينة قادت لهذه اللحظة الفارقة من ناحية الاجراءات التأمينية وسرعة اتخاذها ..
الجانب الآخر من الامر .. نحن كنا بصدد الخروج ـ وهذا ليس بالتبرير ـ وكنا نجمع في اوراقنا توطئة للخروج، ثم تمت عملية الاعتقال، وما تلاها، ولكن الانسان لم يجد صعوبة في التأقلم بسرعة مع الواقع، فانا بالاساس لم اكن بعيداً عن هذا الواقع ..
* والعزلة التى تضفيها على الانسان حالة الاختفاء ؟
لا .. ابداً .. الاختفاء ليس حالة عزلة، الا من ناحية ملامسة الواقع وحجمها .. ولاكثر من مرة اكون في اجتماع به عدد كبير من الحضور لم اكن في حالة انقطاع عن العالم او حالة تصوف ..! بل امارس نشاطى من خلال التعمية السرية .. اعقد اجتماعات واحضر اخرى واشارك في مناقشات وعلى صلة بعدد من الاصدقاء وهم ليسوا اعضاء في الحزب ولكن تجدهم يلمون بالحالة السياسية وهم يساعدون الانسان على التعرف بالحالة السياسية بشكل جيد، واتابع الاخبار المحلية والعالمية، واعتقد ان ما توفره لى حالة الهدوء للتعامل مع الاخبار وفرز ما هو مهم عما هو اقل اهمية اكبر في ظروف الاختفاء ..
* مثل ماذا .. فلتعطنا مثالاً لما يمكن ان توفره لك حالة الاختفاء ؟
نعم .. مثلاً اذا اردت ان اتعرف على العضوية الجديدة في الحزب ما يحدث هو ان يتم لقاء اولى، وقد لا يكون مكتملا في اوله ووسطه ونهايته من ناحية الحضور، ولكن المؤكد مثل هذا الاجتماع يساعد على رفدى بقضايا واسئلة جديدة بل تصورات جديدة يطرحها هؤلاء الشباب الجدد الذين يقتحمون مجال الحركة السياسية ومثل هذه اللقاءات تبعد الاختفاء عن فكرة العزلة بمعناها المطلق، وليس العزلة بمعنى ضيق المساحة للحركة وحجم وعدد الاصدقاء الذين تقابلهم ..
* وماذا عن قاضى (قرامشى) ذاك .. أين موقعه ؟!
ابحث عنه انت .. (قالها واطلق ضحكة طويلة) هذه ليست اول مرة يوجد فيها قاضٍ يقرر بشكل مباشر او غير مباشر تعطيل بعض الناس سواء في حركتهم او ذهنهم او تعاطيهم مع الواقع، واعتقد اننا كحزب استطعنا ان نجتاز هذه المرحلة منذ (المحاكمة الاولى) .. وكمثال اقول لك ان عدد المختفين خلال هذا العهد (الانقاذ) اقل من عدد من قاموا بالاختفاء خلال عهدي عبود ونميرى ..
* كيف هذا ؟
نعم .. قد لا تصدق هذا
* ماهو السبب .. اهى حالة انفراج سياسى مختلف عن الانظمة السابقة في تقييمكم ؟
لا .. ليس الامر على هذا النحو كل مافى الامر ان عدداً اكبر من عضوية الحزب قد تعلمت وحذقت ممارسة النشاط السياسى السرى وهى على السطح .. وهؤلاء هم الاهم في تقديرى ..
الامر الثانى اقول لك بوضوح ان الناس يتحدثون عن المختفين من قيادات الحزب بشكل جزافى .. ليس هناك ثمة مختفين بخلافى والاستاذ سليمان حامد وقد ظل هذا هو الوضع حتى يوم اعتقالى ..
* انت وسليمان حامد فقط من كل عضوية الحزب ؟
صدق او لاتصدق ! اقول لك كل عضويتنا الذين تم اعتقالهم في اوقات سابقة (بعد العام 1994) يوسف حسين وغيرهم مارسوا حياتهم العادية يعتقلون ويطلق سراحهم ويزاولون عملهم السياسى .. الامر الاساسى في هذه المسألة هو اتساع التجربة في التعامل مع العمل السرى وهذا ليس وقفاً على الحزب الشيوعى بل كل الاحزاب السياسية من اتحادى وحزب امة او البعث والاحزاب الجنوبية، وكلها توافر لها من طول معايشتها للدكتاتورية حصيلة كبيرة واسهام ممتاز جداً في العمل السياسى السرى ..
* بعد الخروج الجديد .. ماهو المدهش في نظرك .. ربما حالة الهدوء كانت تتيح لك فرصة وافية للتأمل ؟
سوء وتدهور صحة البيئة (صمت يستمر لنصف دقيقة .. ثم ينفجر الجميع بالضحك من المفارقة) .. اقول لك عن صحيفتكم التى عادت للصدور اننى افتقدت فيها صديقى بشير محمد سعيد وقد كان هو اول من طلب منى الكتابة للايام في عام 1965 في اعقاب حل الحزب الشيوعى مباشرة وقد اصر على للكتابة وكان ينشر ما اكتبه عبر بابه الشهير (منوعات واخبار وافكار) الامر الثانى بالنسبة للواقع الجديد انا لست متشائماً على الاطلاق .. ولست في هذا الحال متفائلاً تفاؤلاً عاطفياً .. لست متشائماً ولا اضفى على الواقع رغباتى الذاتية والشخصية اعتقد ان السودان يستطيع ان يجتاز هذه المرحلة السياسية اذا توفرت الارادة السياسية وسعة الصدر لدى حكومة الشراكة الثنائية تجاه الراى الآخر، وتجاه التفاسير المختلفة لمبادئ او نصوص الاتفاقية وهذه المسألة الطرفان يتعاملان معها بحساسية، مع ملاحظة ان كثيراً من نصوص هذه الاتفاقية حمال اوجه ولحسن الحظ لم يتم القول بان تفسير الاتفاقية عند الجهة الفلانية، ليس مثل المحكمة الدستورية مثلا التى تفسر النصوص القانونية ..
اعتقد اذا توفرت هذه الشروط يستطيع السودان ان يعبر (الجسر المعلق) بين الحرب والسلام وبين الوحدة والانفصال .. هذا ممكن وليست هناك استحالة...
الامر الثانى في هذا الاطار اننا نخطو في العام القادم نحو خمسين سنة من الاستقلال .. نصف قرن من الزمان والشئ المدهش ان كل قضايا ما بعد الاستقلال التى لم تحسم في الماضى قد احتشدت واصبحت امامنا وجهاً لوجه .. في مواجهة مباشرة واحتلت مكان الصدارة في جدول اعمال الحركة السياسية بشقيها في الشمال والجنوب .. الجميع يفكرون حالياً في قضايا مابعد الاستقلال التى لم تحسم وحدة السودان .. هوية السودان .. علاقة المركز بالاطراف .. علاقة الدين والدولة .. وهى كلها قضايا ما بعد الاستقلال ..
* في هذا السياق .. الملاحظ التهاب العلاقة بين الاطراف والمركز وبروز الكيانات الجهوية والقبلية وغالباً ما يغض المركز الطرف عن دعاوى وشعارات هذه الجماعات حتى تنفجر الاوضاع .. بيد ان السؤال هل ينسجم هذا الاحتشاد مع التدرج العصرى وفي سياقه ؟
هذه حالة طبيعية .. ولعلى اشير الى ان اميز ما ميز ثورة اكتوبر ا نها قد حركت ساكن الحياة في القطاع التقليدى .. فضلاً عن كون الجنوب كان محركاً بواسطة الحرب الاهلية ولكن الشرق والغرب والشمال والجنوب الشرقى كلها قد تحركت مع اكتوبر، وقد اتهموا منذ ذلك الوقت بالجهوية والانفصالية، ولكنها كانت حركات تعبر عن سوء الاوضاع وعدم تطور مناطقها .. والاوصاف والنعوت التى اطلقت في حقها لم تكن سليمة .. ونحن دافعنا عنها وعن حقها في التعبير عن مظالم مناطقها خصوصاً وقد تعاظمت الآمال في التجديد لا سيما في تلك الحقبة التى كانت تشهد نهوضاً كبيراً في العالم الثالث ... مؤتمر باندونق وتجارب عبدالناصر وسوكارنو ونيكروما ونايريرى، وكان العالم يتقدم والدولة المستقلة كانت تفرض كياناتها حتى على المستوى الدولى، وهذا كله ترك اثره على السودان الذى تميز بحركة سياسية متطورة، وما يحدث اليوم في الاطراف يتلاقى مع ما ذكرته، وهى قضايا مابعد الاستقلال ومن القضايا التى لم تحسم هى قضية علاقة السلطة في المركز مع الاطراف، هذا الامر لم يحسم وقد فرض نفسه في اكتوبر من قبل ولم تتم الاستجابة بالقدر المطلوب، وتفجرها من جديد حينما تعمقت مشاكل وازمات النظام السياسى والمجتمع في ظل الانقاذ .. وتفرجها امر طبيعى .. وهى حتى (الحركات الجهوية) اليوم ليست انفصالية، كما انها ليست ضد وحدة السودان، وانما تود ان تنال حقها داخل الوطن السودانى، والسؤال هو : اذا انفصلت الى اين ستذهب ؟ وهذا الكلام يسرى حتى الجنوب، والحديث عن انضمام الجنوب في حالة الانفصال لشرق افريقيا يبدو غير متماسك ولا اعتقد ان الجنوب سيجد مستقبلاً افضل هناك .. ولا اعتقد ان جنوب (الفونج) اذا انضم الى اثيوبيا سيجد وضعاً افضل، هذه الحركات لا تريد الانفصال و لا تريد الانضمام لدول اخرى، كل ما يريدون هو حقهم، والسلطة المركزية في السودان ظلت حبيسة قضايا المركز، وتعاملها مع الاطراف تعامل منقوص.
* تطرح اتفاقية نيفاشا جملة تحديات عظيمة على الحركة السياسية بشكل عام نرجو ابتداءاً ان تحدثنا ـ ان كنت تتفق معنا ـ عن رؤيتكم لهذه التحديات ؟
نعم .. الحركة السياسية تواجه تحديات مباشرة وعلى رأسها رفع حالة الطوارئ فالحكومة مهما حاولت ان تعطى مساحات للحركة تبقى في ظل وجود الطو ارئ مكشوفة الظهر، لذلك يتحرك الناس بحذر واستجابتهم ضعيفة للغاية، بالاضافة الى ان الشعب يلهث يومياً وراء لقمة العيش، واذكر ان الشعب حينما حقق اكتوبر وابريل كانت اوضاعه المعيشية افضل حالاً.
*** والفقر لا يولد الثورة .. بل يولد اليأس او الفوضى .. ما يولد الثورة هو الوعى، الوعى باسباب الفقر وكيف سنتخطاه .. اي برنامج واطار نظرى .. الناس في حالة من الحذر. ***
الجانب الاخر اتفاقية نيفاشا والصعوبات التى خلفتها الاتفاقية حصرت اجندة الحركة السياسية في اطارها .. وتطلعات الجماهير اوسع من نيفاشا وما بعدها حتى في الجنوب لا تقف عند حدود نيفاشا .. وما يناقش في الحوار الجنوبى/الجنوبى الذى شمل غالبية القوى الجنوبية لم يقف عند حدود نيفاشا، كانوا يتحدثون عن المستقبل وعن العلاقات الدولية والاقتصاد ولكن ما يحدث حالياً هو استقطاب لجهة ـ هل انت مع نيفاشا ام ضدها ؟! وهذا لا يعطى مساحة للحركة في ابسط الاشياء. وهذا الواقع جعل الجماهير تشعر بالخذلان لا سيما مع عدم تغير الو اقع بعد الوصول للاتفاقية.
الامر الثانى ان التركيبة السكانية نفسها تغيرت، وهذا الواقع ليس مقصوراً على الهجرة من الريف للعاصمة اذ ان هناك هجرة اخرى من الريف للريف .. وهنالك نزوح للريف حول النيل، من كوستى الى الرنك مثلا، وهذا ادى لانحسار عدد من الكوادر المنتجة بعد ان تشتت ولم تعد محتشدة في مراكز انتاج زراعى او صناعى او خدمى تتلاقح في وعيه، فهى تلهث يومياً وراء لقمة العيش، وهذا يقودنا للحديث عن نزيف الهجرة المزدوج :
ـ سواء من الريف للمدن ـ او من مناطق الجفاف نحو مناطق المياه والرى
او الهجرة الاعلى تكلفة للعقول والادمغة والخبرة للخارج
وهى هجرة اصابت السودان بانيميا التخصصات العلمية، ففى السابق لم يكن هناك حزب يعانى من تكليف اي عدد من المختصصين لبحث موضوع معين والان اي حزب يعانى ، فهؤلاء مشغولين ويركضون خلف اشياء مختلفة اذا كانوا بالاساس موجودين بالسودان !! الان العدد الاكبر من المتدربين، وهذا الواقع اصاب مجمل الحركة السياسية بشئ من التخلف او الجمود او العطاء المحدود
* كيف اذن برأيك ستستطيع القوى المختلفة مغالبة هذه التحديات .. لا سيما في ظل غياب اطروحات واضحة تعالج الاشكالات التى يعانى منها الشعب، فالواضح ان الجميع غارق في التعاطى مع الشِأن السياسي بمعزل عن كل الظروف المرتبطة به اقتصادياً واجتماعياً ؟
الحركة السياسية السودانية ـ تركيبة عضوية من الاحزاب السياسية + الحركة النقابية + المنظمات الفئوية طلاب، شباب، روابط قبلية، كيانات اقليمية، اتحادات قبلية وجهوية.
لذلك فموضوع الحركة السياسية موضوع معقد نسبة لتعدد تركيبتها وهى لا تمثل الاحزاب السياسية فقط كما يتصور عدد كبير من الناس، الاحزاب وحدها لم تحسم اي قضية تاريخاً بخلاف مذكرة مؤتمر الخريجين عام 1942 ، وبعد ذلك التاريخ ظلت على الدوام هناك حركة شباب وطلاب ونساء وهناك ايضا النقابات بجانب الاحزاب السياسية، وهناك ايضا الكيانات والمكونات القبلية والاقليمية والاقليات التاريخية والتى لعبت دوراً تاريخياً ، والجديد في الامر ان قادة هذه الحركات ليسوا هم القادة القبليين بل هم من القوى الحديثة داخل القبيلة من محامين وضباط سابقين وخريجى جامعات، اذن هم افراز لما حدث في المجتمع من تطور وتحديث .. هم ليسوا من سلالة السلطان بحرالدين او على دينار هم من القوى الحديثة وابناء لهذه القبائل وتجمعاتها القومية المهمشة.
كذلك من المكونات الاساسية للحركة السياسية في السودان المنظمات الفئوية من نساء وشباب و طلاب وبكل افرعها، وكذلك المبدعين وروابطهم والمزارعين وغيرهم ، كل هذه الفصائل لعبت دو راً في تاريخ السودان ومجمل نضال هذه المكونات قاد لتحقيق الاستقلال ، وهو الذى احدث ثورتى اكتوبر وابريل ، لذلك حينما نتحدث عن الحركة السياسية يجب الا نتحدث فقط عن الاحزاب فهى لوحدها لا تستطيع ان تنجز اي عمل ذو شأن الا من خلال تحالفاتها مع هذه المجموعات ..
في داخل هذه الحركة هناك الانقلابات العسكرية والتى ظل دورها سلبياً في السياسة السودانية رغم انها تستخدم دائماً (كرت) اصلاح الحياة السياسية والاحزاب وقد ادخلت غير ما مرة البلاد في نفق مظلم لم تخرج منه الا بالتخلص منها، لذلك فهى مثل (الناسخ) وهى في ذات الوقت المعادل وتفترض انها البديل، نوفمبر 1958 (نظام عبود) نسخ عن طريق اكتوبر 1964، مايو 1969 ونسخ عن طريق الانتفاضة يونيو 1989 وما زلنا (نعافر) فيه حتى الان وما زال حتى الان ليس بالنظام المقبول طواعية، وانما هو نظام حزبى شمولى يعتمد على قوته العسكرية والمدنية، وما زال السودانيون يعافرون من اجل الحريات.
* كأنما بك تحن او تدعو لتكرار نموذجى اكتوبر وابريل .. ألم تتجاوزه الاحداث؟
لا .. ليس المهم تكرار سيناريوهات الانتفاضة او اكتوبر .. المهم هو استعادة الديمقراطية بالتدريج خطوة خطوة .. او باي شكل وارد ..
* ما الاختلاف اذن بين هذا الطرح واطروحات التدرج التى قالت بها الحكومة من توالٍ وتسجيل احزاب وغيرها من الاشكال ؟
لا .. تاريخياً كان من سمات الاحزاب السودانية وكذلك المنظمات انها تسبق القانون، ولنأخذ امثلة (صمت لمدة دقيقة) ..
حسناً .. لقد بدأت الحركة النقابية الاضرابات ثم بعد ذلك صدر قانون تنظيم النقابات وحق الاضراب في العام 1948 اما عن الاحزاب ففى 18 فبراير 1945 ارسل عبدالله خليل سكرتير حزب الامة رسالة للسكرتير الادارى ومعها نسخة من دستور الحزب وطلب التصديق لتأسيس الحزب، وقد تلقى رداً في الحادى والثلاثين من مارس 1945 ، وقد تم التصديق له من قبل مدير مديرية الخرطوم بفتح (نادى) ..!! لان قوانين حكومة السودان لم يكن بها نص يصادق او يحظر الاحزاب ..
الشاهد من المثالين ان النقابات تكونت واضربت قبل القانون، وكذلك الاحزاب نشأت وتكونت قبل القانون، اذن الحركة السياسية سابقة للقانون في كل الظروف.
فلنتحدث عن الانقاذ على سبيل المثال .. وقد قامت اول امرها ـ وصار هذا ديدنها لسنوات - بحل النقابات و كونت نقابات تحت اشرافها المباشر، والاساس في ذلك هو منع الاضرابات ، ومع ذلك ستجد ان العمال يضربون، اذن انتفت الصيغة والصفة التى شكل القانون بها ومن اجلها حلت النقابات .. تلك القديمة، ومع ان الاضرابات التى تتم نفسها في محتواها سابقة للوعى النقابى، إذ لا تشمل مطالب خاصة بشروط الخدمة وتحسينها، او برفع الحد الادنى للاجور وتحسين مستوى المعيشة حسب نقاطها ، وانما تطالب بمطالب عمال اليومية (ادينى متأخراتى) فعمال اليومية يربطون بين العمل واستلام حقوقهم يومياً والفرق بينهم والنقابى ان الاخير يضع شروطاً لتحسين الخدمة والاجازات والتأمينات الاجتماعية وغيرها، المهم في الامر انها اضربت وباضرابها تخطت القانون والسياج الذى وضعته الانقاذ .. والاضرابات كحالة تزيد ولا تنقص مهما حاولت هذه الحكومة او تلك التى ستليها الحد من نشاطها النقابى ..
* هذا يقودنا لحديث مستمر عن اختراقات القوى المختلفة للعمل النقابى والمحاولات المستمرة للسيطرة على الحركة النقابية لفرض الاجندات المختلفة عليها ؟
انظر .. من سمات الحركة النقابية تاريخياً، ان استقلاليتها لا يلغيها نفوذ اي حزب او جماعة .. وهذا الحال يسرى على اتحادات الطلاب والتنظيمات الفئوية وغيرها .. وصدور القرارات وفقاً للوائح التى تحكمها، فالقرارات في منتهى الامر لا تخرج إلا عن قيادة هذه التنظيمات او النقابات ولوائحها وجمعياتها العمومية، وهذا يوضح ان هذه النقابات واتحادات الطلاب وهذه الكيانات في مجموعها ليست تابعة، بل كيانات مستقلة ولها ادوار مستقلة، تلعبها في تعاون وتكامل مع الاحزاب ..
لكل ما ذكرته .. اعتقد ان الحديث عن الحركة السياسية وحصرها في الاحزاب فيه انتقاص من قدرات وادوار التنظيمات الاخرى ..
* هذا النزوع للنمط الواحد المسيطر، كيف تنظر في افقه الواسع، الحزب الواحد من اي المشارب جاء، اشتراكياً كان او اسلامياً او قومياً او طائفياً مع هذا الواقع المتفجر والتعدد المركب ؟
نعم لقد وضح بجلاء في السودان استحالة ديمومة نمط الحزب الواحد .. حتى في ظل النظام الاشتراكى (صدق او ما تصدق على كيفك !) واتحدث هنا من باطن تجربة السودان التى يدعمها انهيار النمط السوفيتى للاشتراكية .. وانهيار النمط العربى لعبدالناصر، ومع اننا نتحدث وباستمرار عن الاشتراكية والعدالة الاجتماعية الا ان ذلك الطرح يرتبط حقيقة بالديمقراطية التعددية .. وكلما مضت مسيرة الشعب للامام تدرك اكثر انها اقتربت اكثر من شعارات العدالة الاجتماعية، وهذا ليس افتعالاً .. ونحن حينما كنا نتحدث عن الحركة السياسية والعدالة الاجتماعية وهما جوهر الاشتراكية لم نكن نبحث عن حلول في باطن الكتب .. ولا نتصور تجاربا اخرى، ولكن في كل التجارب التى مررنا بها في السودان كان هذا هو (الثابت)
* نظام الحزب الواحد في السودان لا يستمر
وقد جاء نميرى بشعارات اليسار والاشتراكية ولم يستمر .. وبشعارات اليمين والاسلام التى جاءت بها الانقاذ وهاهى مضعضعة وستمضى وما زالت الاحزاب موجودة .. القانون يمنع الاحزاب ومجرد الحديث باسم حزب من الممكن ان يقودك للسجن، وقد مضى الناس للسجون وما زالوا على ولائهم الحزبى ما يزالون.
اعتقد ان التعددية في السودان يجب ان تفهم على أساس هذا الواقع، با لاضافة الى ان تجربة السودان في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية مرتبطة بالديمقراطية التعددية، ودون اي تحفظات مهما قيل.
نعم لقد فشلت التجربة السوفيتية .. لتصبح اذن ليست معياراً ، لقد كان من اهم اسباب فشلها غياب الحرية ولقد كان هناك تعليماً مجانياً ورعاية صحية مجانية ورعاية للاطفال والعجزة كما توفرت حقوق اخرى مثل السكن والتنقل، ولكن لم تكن هناك (حرية) .. مثلاً لم يكن الناس يمنعون من السفر ولكن تقول لهم الدولة لن تجدوا عملات صعبة، هذا لم يكن السبب الاساسى وفي تقديرى ان الاسباب مختلفة منها الخوف من الاحتكاك بالخارج والتجارب الخارجية لانك حينما تعود ستتحدث عن وجود اشياء صحيحة بالخارج !!
* حسناً ما تقوله حالياً ينطلق من تلازم بين العدالة الاجتماعية والديمقراطية .. وما اود قوله ان تجربة دولة المنظومة الاشتراكية نفسها لم تتأسس بنيوياً خارج الاطار النظرى للماركسية اللينية القائلة بدكتاتورية البروليتاريا، هل يمكن اعتبار ما تطرحه من رؤية هنا بمثابة استدراك نظرى وفكرى للنظريات الماركسية ؟
شوف (اذا قلت لك باننى قبل عشرين سنة كنت افكر هكذا لكذبت عليك) .. لقد كان هناك عبدالناصر، نكروما، الاتحاد السوفيتى ، وكانوا يمضون في طريق مختلف .. لكن كان لدينا احساس عميق بخطورة مسألة الحرية .. وكانت هذه المسألة تناقش في كل الاحوال، انهيار التجربة السوفيتية تقف وراءه اسباب كثيرة من بينها غياب الحرية، وتعددية الرأى ووجهات النظر، الحكم هنا ليس (النص) وانما الحكم هو (المنهج) الذى عبره نستطيع ان نطور الفكر الاشتراكى وتجاربه لمستقبل التطور الاجتماعى في العالم ككل.
* هذه المتغيرات على مستوى الفكرة السياسية تتوازى معها متغيرات ضخمة على مستوى العصر وآلياته، وفي تقديرنا ان من جملة اسباب انهيار المعسكر الثورة التقنية والرقمية، والتى انداحت دوائرها بلداً بلدا، وقارة خلف قارة، واذا بها داخل اوطاننا كيف ستواجه الحركات السياسية التى تعانى من البلى والضعف هذا المتغير ـ الاتصالات ـ التكنولوجيا ـ الانترنت هذه البوابة السحرية مع بنياتها المضعضعة ؟
ما من شك ان ثورة المعلومات حاصرت الوسائط التى كنا نعمل بها لايصال آرائنا لعضويتنا ، الآن لا معنى لايصال بيان الى مدينة مثل الابيض فالعضو قد تجده هناك يجلس ليعمل على الانترنت وسيتجاوزك .. والواقع والتنسيق الموجود يصعب عليك مهمة مواكبة هذا الواقع، فى السابق كان حزب الامة يبادر في هذه المجالات لانه يمتلك الدائرة والطائفة كبديل، واذا اردت ان تكون شبكة انترنت داخلية فقط ستواجه بتكلفتها المرتفعة وقد تمنع من عملها فكيف ستتعامل مع عضويتك لا سيما تلك التى ارتبطت بمتغيرات العصر ولن تعود أبداً لمرحلة قراءة (البيان باللمبة) ! ولن تقنعه عبارات من شاكلة (تقاليد الحزب) و(المناضلين القدامى) ! هذا فلكلور مكانه المتحف.
* اذن أدبياتكم تلك على نسق (هز بالمنشور وبشر) تجاوزتها المرحلة .. كيف ستواكبون مرحلة الخطاب الحديث والوسائط المتقدمة لا سيما مع اجيال لا تعبأ كثيراً بالابعاد العاطفية ؟
هذه مشكلة بالتأكيد ونحن نحس بها، نحن لدينا موقع على الانترنت وهو ليس موقعاً فيه ما نصبوا اليه، وانما نهدف من ورائه ان (نقد عين الشيطان) وان نقول: نحن هنا .. ولكن لم تحل على نطاق الحزب والبلد .. ولابد ان تحل .. انا لا استطيع حلها ربما يحلها جيلكم انتم .. وهم من يعملون حالياً (الشباب) في الميدان وموقع الانترنت انا ليست لدى مشكلة سواء اطلعت على الانترنت او لم افعل، ولكن بالنسبة لاي شاب من عضويتنا وجود موقع لنا امر يرضيه حتى ولو كان لا يقرأه .. هذه مشكلة تواجه الاحزاب قاطبة فالاجيال تقرأ وهذه المشكلة تواجه كل وسائلنا ..الكتابة على الحوائط والجدران لم تعد ملهمة ، والبوستر مثلا اكبر وقعا فعلى ايام عبود مثلا كان عدد سكان العاصمة بكاملها حوالى 750 الف نسمة، واذا طبعت بماكينة الرونيو ثلاث الف نسخة من منشور (يدويا) ووزعتها في مواقع استراتيجية (ما صار يعرف باسم شارع المعونة ـ قرب النقل الميكانيكى ومنطقة سوق الخضار) سيتحدث عنه كل الناس ويأخذونه للمكاتب وكذلك الامر في ام درمان والخرطوم وهذه اساليب كانت ملائمة لذلك الزمن، وكانت تنعش الجماهير والتى يهمها رمز المقاومة ، هذا كله لم يعد يجدى نفعاً ولا يؤدى الغرض يجب ان نجد وسائط جديدة نستطيع عبرها التعامل مع مختلف انحاء السودان وهذا هو المجال الجديد الذى يتحتم علينا اقتحامه ..
* هذه الحلقات اشبه بالدوائر النارية، هذا الوضع يقودنا لمبدأ تحديث الاحزاب الذى يواجه صعوبات جمة في ظروف بالغة التعقيد، وقد تراكمت الاخفاقات والمشاكل وتقابلها بنيات قديمة اضحت اقرب للتراث ؟
لكنها لا ترفض استعمال الآليات الجديدة في عملها
* من اين لها ؟
هل تعنى الاحزاب التقليدية ام ماذا ؟
* لا احزابنا جميعها قديمها وحديثها ؟
لا يرفضون وهم لديهم استعداد
(مقاطعة)

* لا نتحدث عن الرفض فقط، بل الامكانيات الذاتية والموضوعية ؟
الامكانات المالية قد تؤثر، ولكنك على كل حال تبدأ بالاهم ثم المهم، ولكن الوجهة الماضية لا تراجع عنها
* القناعة بجدوى هذا الامر وادراك اهميته لا تبدو واضحة ؟
لا هناك قناعة بالجدوى
* هنالك اجيال خارج دائرة الفعل السياسى وهى اجيال ما بين الخامسة عشر والثلاثين سنة وقد اسهمت ثقافة الصورة والمعلومة التى ابرزتها القنوات الفضائية والانترنت في خلقها من جديد بعيداً عن مختبراتكم وهم يتمتعون بحس عالى للتمرد، انتهت الاشارات وما عادت الطرق القديمة مجدية، كيف سيندمجون في الفعل السياسى ؟
الشباب من الجنسين اصبح مزاجه وتذوقه اكثر استجابة للفضائيات والاذاعات العالمية والانترنت، ليس كمتلقى بل كمشارك .. انظر لغرف الدردشة (Chatting rooms) كأنما قد خلقوا مع الانترنت، وهم قادرون على سبر اغوار واسرار هذه الطفرة وهذه نقلة لابد أن تتعامل معها الاحزاب السياسية ... او دعنى اقول حزبنا (فانا لست وصيا على الاخرين) ، الحل المباشر امامها هو ان تشرك هذا الجيل في صياغة خطابك السياسى وفكرك واجتراح الوسائط الملائمة للعصر، فمن غير المعقول مثلا ان نجلس انا وسليمان حامد والتجانى الطيب لنضع برنامجاً للحزب (الشباب ديل لازم يجوا ونحن ما نلخمهم بالكلام الكبار) ! يجب ان نطرح كل القضايا للنقاش وان يشتركوا في ذلك النقاش ، اشتراكهم في ذلك الامر هو الضمان للاستجابة ، والكثيرون يتحدثون عن تصعيد شباب للقيادة هذه هى الوصاية فانت قد صعدت وهم مفعول بهم، والشئ الطبيعى ان يشارك الشباب بغض النظر عن التراتبية الحزبية هذه الاجيال يجب ان تشارك في صياغة الخط العام للحزب وبرنامجه ومن خلال ذلك تحتل مواقعها الطبيعية.
* وماذا عن جيل (حنتوب)
* (مقاطعة)
نعم .. ضاحكاً .. انا افهمك (والما قلته برضو فاهمو) .. ويواصل في الضحك
* هل تستطيع هذه الاجيال ان تتجاوزكم .. هذه الفجوة تحاصر العمل السياسى والمشكلة المثارة دائما عدم تعاقب الاجيال .. هل تسمحون لها بتجاوزكم وتولى زمام المبادرة ؟
طبعاً .. واذا لم يتجاوزنا يكون الفشل نصيبنا المشترك نحن وهم لماذا أتوا اذن .. هم لم يأتوا ليكونوا (حواريين) لشيوخ جدد ! هم جاءوا ليشاركوا بصوتهم وآرائهم ثم ثانياً (نحن ذاتنا شنو ليه ما يتجاوزنا ؟!) انظر انا لن ازايد على سبيل المثال باختفائي فالذين كانوا يقومون بالعمل في الخارج كانوا يؤدون اعمالا كبيرة على كافة المستويات السياسي منها والتنظيمى نحن دورنا قد يصبح تصحيحي او سمه توجيهى مثل ان نحدد الاخطاء ونستدل بتجارب الماضى لمواجهتها وتفاديها .. عليهم ان يختاروا من يرشحون ومن يدعمون ومن يتحالفون معه واذا عادت الديمقراطية يجب ان يشاركوا ..
لعلنا هنا نحتاج لمثال (وعلى فكرة هذه بضاعة لا تنفذ !) ففى الديمقراطية لا يمكن ان يعقد اجتماعاً قيادياً ويضم فقط اعضاء اللجنة المركزية لابد ان يكون الاجتماع موسعاً ليضم فئات من الاقاليم والشباب والطلاب والمرأة وهذا نفسه شكل تقليدى كان يتم في الماضى علينا ان نطرح القضايا لمجموع الحزب حتى يشارك المجموع بالرأى والتفكير والوصول للقرار سواء شفاهة او كتابة او حتى المشاركة (بالزهج) او (بالنقد) وما نتحدث عنه يقودنا بالضرورة الى ولوج ميدان منسى آخر .. وهو ميدان قياس الرأى العام، وما اتحدث عنه ليس (مزاج) الجماهير، بل هو مسألة تقوم على أسس علمية وموضوعية وعندها (ناسها) الرأى العام اصبح قوة يؤبه لها، ولم يعد مفعولا به يتكون بفعل القيادات السياسية والطائفية والحكومة، بل صار تراكماً لمعرفة الجماهير وهو الذى افضى اليه الاتصال بالعالم وفتح ذلك منافذاً اخرى للمعرفة بخلاف تجاربها الذاتية المريرة وهذا الواقع يجعل من قياس الرأى العام بالوسائط العلمية الموضوعية ضرورة لا غنى عنها لعمل اي حزب، ونحن في الحزب الشيوعى حالياً ليس لدينا كادر واحد (يعرف) هذه المهارة لكننا نطرح في داخل السودان وخارجه ضرورة وجود كوادر تستطيع التعامل مع هذا العلم والقيام بتنفيذه.
واذا كنا نتحدث عن الاجيال الجديدة والوسائط التقنية المتطورة فلابد ان نعى ان واحدة من اهم الوسائل الجديدة التى يجب ان نقتنيها بصورة موضوعية وعلمية هى مسألة قياس الرأى العام .. ويجب ان ننأى بها عن اسلوب (الزغل) الذى تنتهجه الانظمة الشمولية والتى تأتى استفتاءاتها على نسق 99.9% ...!
اتصور ان هناك اعداداً من الخريجين من كليات الاعلام بالداخل والخارج قد برزوا في هذا المجال، لتبقى بعد ذلك المعادلة، كيف سيعملون معك ؟ فالواحد منهم لديه ساعات العمل اليومية، وقد تكلفه جهة ما بقياس الرأى العام في قضية ما، والمفاضلة ستكون بين اداء عمله (البياكل من وراءه عيش) وتأدية واجبه الحزبى فلا يهم الاسبقية ؟!
لكن في كل الاحوال يجب ان نتغلب على هذه الصعاب


اقوال على هامش الحوار :


* الاستاذ نقد بدأ في افضل حال وكانت روحه المرحة حاضرة وقد دخل في حوار مطول مع الزملاء لام جون وايمن سنجراب ـ وهما من اصغر شباب الايام ـ حول ما يكتبون وما يرد في الصحيفة، وحينما تحدث عن مسألة الوحدة التفت الى الزميل لام متسائلاً : انت معانا ؟ فرد عليه لام بسرعة بديهة : مع التانين ! فضج الجميع بالضحك ..
* قبل اجراء الحديث اشار نقد الى بعض الملاحظات وتساءل عن بعض الصحفيين ومواقعهم، واثنى على الدور الذى لعبته الصحافة خلال السنوات الماضية
* وقد سألناه عن نشاطه السياسى فقال انه ينتظر حتى يفرغ من بعض الواجبات الاجتماعية المعلقة، ثم استطرد بالقول : انا اقابل مجموعة من قيادات الاحزاب باستمرار ونتفاكر
* وجه نقد عدة اسئلة للمصور الفوتوغرافى فخرى يس حول طبيعة الكاميرات الحديثة والتطور الذى حدث في هذا المجال وحينما رد عليه موضحاً قال : هذا تطور كبير وصمت ..!!



صحيفة الايام تحاور السيد محمد ابراهيم نقد

Post: #28
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: Abureesh
Date: 11-23-2010, 02:22 AM
Parent: #18

Quote: * بإيجاز ما هو برنامجك الانتخابي؟
- يصعب الحديث المختصر عن البرنامج الانتخابي وايضا الحديث المختصر
يمكن ان يدع كل برنامج يشبه الاخر ولكن البرنامج عادة تظهر طبيعته
من قراءته متكاملا وبعد ان نكتبه سأرسل لك نسخة منه لتطلعي عليه
وتحكمي عليه وبرنامجنا الانتخابي تقوم بعمله لجنة البرنامج.

* الا ترى ان الوقت قد تأخر لعرض هذا البرنامج على المواطن.
- لا .. فإن الانتخابات في السودان (زي العرس) عندما يقال لك ان (فلان) يريد
ان يتزوج، فجأة تجد الناس في اخر اسبوع يقومون بالاعداد له وفي النهاية
الزواج سيتم
(ثم ضحك).



شكـرا يا بكرى،
ولماذا يعيب على الأنصارى ان يصوت للصادق المهدى ببرنامج وبدون برنامج كما قال،
لو هو نفسـه يعمل إسبوتنج للبرنامج عشيـة الإنتخابات؟؟؟
وهل البرنامج لمناسبـة الإنتخابات أم أنه خطـة وإستراتيجية اى حزب لحل مشتاكل السودان وتكون
الإتخابات مناسبـة الدعايـة لهـا؟

أما محاولته الفاشلـة فى الدفاع عن تصريحاته عن حلايب فواضح التناقض والتهافت فيها..
وبعيدا عن وثائقه التى عليه ان يبلها ويشرب مويتها، فهو قال بالحرف: "منو قال حلايب سـودانية"
وهـذه العبارة تنسف كل محاولاته وإستماتته للدفاع عن تصريحـاته تلك.


.

Post: #29
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: عبدالله احيمر
Date: 11-23-2010, 11:35 AM
Parent: #28

نقــد
Quote: وبعد ان نكتبه سأرسل لك نسخة منه لتطلعي عليه
وتحكمي عليه وبرنامجنا الانتخابي تقوم بعمله لجنة البرنامج.




ابو ريش
Quote: لو هو نفسـه يعمل إسبوتنج للبرنامج عشيـة الإنتخابات؟؟؟


فتأمـــل


Quote: وهل البرنامج لمناسبـة الإنتخابات أم أنه خطـة وإستراتيجية اى حزب لحل مشتاكل
السودان وتكون الإتخابات مناسبـة الدعايـة لهـا؟


الأخ ابو ريش
السـلام عليكم

بالله برنامج الحزب ( أي حزب ) بكـون هـو نفس البرنامج الإنتخابي
بدون إضافة أو حذف أو متغيرات وخصوصيات مرحلة

Post: #30
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: Abureesh
Date: 11-24-2010, 11:47 PM
Parent: #29

Quote: بالله برنامج الحزب ( أي حزب ) بكـون هـو نفس البرنامج الإنتخابي
بدون إضافة أو حذف أو متغيرات وخصوصيات مرحلة


سلام يا أخينا عبدالله احيمـر،

ما زمان نحن قلنا الحصـة إنشـاء عند قادة الأحزاب.

ياخى حذف شنو ومتغيرات شنو.. زول ما عندو مادة حيحذف شو؟

هـذه مناسبـة إنتخابات، وزعماء الأحزاب فى الدول المتقدمة والمتأخرة يسعون سعيا ويدفعون
الملايين ليتحدثوا فى الاعلام، حتى المقابلات الغير مخصصة يkتهزوها للدعاية لحزبهم وبرنامجه
الأستاذ نقد الصحفى جاهو فى مكانه، وفى قلب فترة الإنتخابات، ويستجديه للإدلاء ببرنامجه الإنتخابى..

ياخ سيبك..

too much


>

Post: #31
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: تراث
Date: 11-25-2010, 10:19 PM
Parent: #30

وده يا بكري بوست الحوار الذي اجريته مع الاستاذ نقد لاتنساه

حوار مع نقد

Post: #32
Title: Re: من اقوال محمد ابراهيم نقد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 01-11-2011, 06:05 PM
Parent: #31

محــمد ابراهــيم نقــد:ــ
مصطلح النظام المدني اقرب لواقعنا من مصطلح النظام العلماني
يدور نقاش حاد داخل الجبهة الوطنية العريضة, يهدد بالانشقاق, حول موقفها من شعار فصل الدين عن الدولة وشعار اخر ينادي بالدولة المدنية الديموقراطية. اثراء للنقاش رأينا اعادة نشر طرح نشره الحزب الشيوعي عام 2002 في جريدة البيان وخاصة وان مدعي العلمانية يحسبون علي اليسار وبالذات علي الحزب الشيوعي الذي لم يناد بدولة علمانية او بفصل الدين عن الدولة. فلنقرأ ونتفهم.
يقـول نقـد موضحا موقف حزبه من مفهوم «العلمانية وتصوره لمفهوم الدولة المدنية ـ المجتمع المدني ومنظماته»:ــ
طرحنا مصطلح وتصور «الدولة المدنية» لأول مرة عام 1988م خلال المشاورات التي اجراها مجلس رأس الدولة مع الكتل البرلمانية بعد ان اقال الصادق المهدي حكومته الثانية، تمهيداً لتوسيع الائتلاف بإشراك الجبهة الاسلامية في الوزارة وفق شروطها بإجازة قوانين الشريعة خلال شهرين » اكدنا الحقائق التالية لمندوب مجلس رأس الدولة:ـ

ـ اننا لا نتقيد بحرفية المصطلحات، او بما اذا كان مصطلح «علمانية» بكسر العين ام بفتحها، وأننا نعطي الأسبقية للديمقراطية كحقوق وحريات وكنظام حكم ومؤسسات، وأننا نعارض الدولة العلمانية عندما تصادر الديمقراطية، مثل معارضتنا لدكتاتورية عبود، من جانب، ودخولنا، من الجانب الاخر، في صراع وصدام مع نظام مايو، سواء عندما بدأ يسارياً وعلمانياً، او عندما اعلن نميري قوانين سبتمبر عام 1983م ونصب نفسه اماما منذ ذلك الحين حتى اطاحت به الانتفاضة الشعبية في ابريل عام 1985م..
ـ اننا نقدر حرص وجهود رأس الدولة لحل الازمة الوزارية، وتقريب وجهات النظر لنزع فتيل الاشتعال عن استقطاب «دولة علمانية، دولة دينية»، ونقترح مصطلح «دولة مدنية»، على اعتبار تعامل المجتمع السوداني في الشمال والجنوب مع القانون المدني والمعاملات المدنية، والقانون الشرعي والمحاكم الشرعية.
، عقدت هيئة قيادة «التجمع» في الخارج دورة اجتماعاتها الثانية بلندن «26 يناير ـ 3 فبراير 1992م» بمشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي، حزب الامة، الحزب الشيوعي السوداني، المؤتمر السوداني الافريقي، النقابات، الحركة الشعبية، القيادة الشرعية للقوات المسلحة، وشخصيات وطنية.
اجاز ذلك الاجتماع الدستور الانتقالي الذي يحكم به السودان، عقب الاطاحة بحكومة الجبهة الاسلامية القومية، خلال فترة انتقالية. وتقوم بمقتضى هذا الدستور هيئة تشريعية لوضع الدستور الدائم. كما أمن الاجتماع على بنود ميثاق التجمع التي تلزم الحكومة الانتقالية بعقد «المؤتمر الدستوري» لحسم قضايا «الهوية، وتحديد العلاقة بين الدين والدولة، واقتسام السلطة والثروة.. الخ».
اشتمل الدستور الانتقالي على مواد وفقرات حول علاقة الدين والدولة والدين والسياسة تعبر عن الحد الادنى لاتفاق وجهات نظر الاطراف التي شاركت في الاجتماع، حيث تنص المادة «10» على أن: ـ تعامل الدولة معتنقي الاديان السماوية وأصحاب كريم المعتقدات الروحية دون تمييز بينهم فيما يخص حقوقهم وحرياتهم المكفولة لهم في هذا الدستور كمواطنين ولا يحق فرض اي قيود على المواطنين او مجموعات منهم على اساس العقيدة او الدين.
ـ يحظر الاستخدام المسيء للأديان وكريم المعتقدات الروحية بقصد الاستغلال السياسي.

في 17 ابريل عام 1993م أصدر التجمع اعلان نيروبي حول علاقة الدين بالسياسة، وقد نص على أن: ـ تعتبر المواثيق الدولية المعنية بحقوق الانسان جزءا لا يتجزأ من القوانين السودانية، ويبطل اي قانون يصدر مخالفاً لها ويعتبر غير دستوري.
ـ يكفل القانون المساواة الكاملة بين المواطنين تأسيسا على حق المواطنة واحترام المعتقدات وعدم التمييز بين المواطنين بسبب الذين او العرق او الجنس او الثقافة، ويبطل اي قانون يصدر مخالفاً لذلك ويعتبر غير دستوري.
ـ لا يجوز لأي حزب سياسي ان يؤسس على أساس ديني.
ـ تعترف الدولة وتحترم تعدد الاديان وكريم المعتقدات، وتلزم نفسها بالعمل على تحقيق التعايش والتفاعل السلمي والمساواة والتسامح بين الاديان وكريم المعتقدات، وتسمح بحرية الدعوة السلمية للاديان، وتمنع الاكراه او اي فعل او اجراء يحرص على اثارة المعتقدات الدينية والكراهية العنصرية في اي مكان او منبر او موقع في السودان.
في يونيو 1995م انعقد مؤتمر القضايا المصيرية في اسمرة، وأجاز قراراً حول الدين والسياسة في السودان على النحو الآتي: ـ اعترافا بأن العلاقة بين الدين والسياسة تؤثر مباشرة على عملية بناء الامة السودانية.
ـ وادراكاً لحقيقة التعدد الديني والثقافي والقومي في السودان.
يقر التجمع الوطني الديمقراطي التدابير الدستورية الآتية:ـ
ـ كل المباديء والمعايير المعنية بحقوق الانسان والمضمنة في المواثيق والعهود الاقليمية والدولية لحقوق الانسان تشكل جزءاً لا يتجزأ من دستور السودان، واي قانون او مرسوم او قرار او اجراء مخالف لذلك يعتبر باطلاً وغير دستوري.
ـ يكفل القانون المساواة الكاملة بين المواطنين تأسيساً على حق المواطنة واحترام المعتقدات والتقاليد وعدم التمييز بين المواطنين بسبب الدين او العرق او الجنس او الثقافة، ويبطل اي قانون يصدر مخالفاً لذلك ويعتبر باطلاً وغير دستوري.
في مايو 1999م اصدر مندوبو الحزب في التجمع في الخارج ورقة بعنوان «قضايا استراتيجية» عالجت عدة قضايا، من بينها فصل الدين عن السياسة، وذلك على النحو الآتي: ـ السودان متعدد الديانات والمعتقدات، حيث توجد اغلبية مسلمة، وكذلك مسيحيون ومعتقدات افريقية، من هنا شرط التسامح والاحترام في المعتقد الديني كمقدمة للمساواة في المواطنة، حيث لا تخضع المعتقدات لمعيار وعلاقة الاغلبية والأقلية، ومن هنا ايضا شرط اقرار حقيقة ان الدين يشكل مكوناً من مكونات فكر ووجدان شعب السودان، ومن ثم رفض كل دعوة تنسخ او تستصغر دور الدين في حياة الفرد، وفي تماسك لحمة المجتمع وقيمه الروحية والأخلاقية وثقافته وحضارته.
تستند الديمقراطية السياسية السودانية في علاقتها بالدين على مباديء النظام السياسي المدني التعددي، والتي تشكل في الوقت نفسه فهمنا لمعنى العلمانية. فمصطلح النظام المدني اقرب لواقعنا من مصطلح النظام العلماني ذي الدلالات الاكثر ارتباطا بالتجربة الاوروبية.
ـ مباديء النظام السياسي المدني الديمقراطي التعددي هي: المساواة في المواطنة وحرية العقيدة والضمير بصرف النظر عن المعتقد الديني.
المساواة في الاديان.
الشعب مصدر السلطات، ويستمد الحكم شرعيته من الدستور.
سيادة حكم القانون، واستقلال القضاء، ومساواة المواطنين امام القانون بصرف النظر عن المعتقد او العنصر او الجنس.
كفالة حرية البحث العلمي والفلسفي وحق الاجتهاد الديني.
ضمان الحقوق والحريات الاساسية، السياسية، المدنية، الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية، وضمان حقوق الانسان المنصوص عليها في المواثيق الدولية.

هكذا اكتمل تصورنا لمفهوم الدولة المدنية ومحتواه من خلال الجهد الجماعي المشترك للحركة السياسية السودانية، ومعاناتها للانعتاق من الاستقطاب العقيم المغلق «دولة دينية ـ دولة علمانية». وكانت اللحظات الفارقة في ذلك الجهد مؤتمر لندن فبراير 1992م، واعلان نيروبي ابريل 1993م، ومؤتمر القضايا المصيرية ـ اسمرا يونيو 1995م. ويمكن تلخيص وطرح العناصر والمكونات الاساسية لهذا التصور على النحو التالي: ـ
لسنا ملزمين بنماذج العلمانية في انجلترا او اميركا او فرنسا، او نموذج العلمانية من فوهة البندقية في تركيا، انما نتعامل معها من حيث التعامل مع تجارب شعوب العالم، فضلا عن ان الترجمة العربية لمصطلح العلمانية ملتبسة: «بفتح العين» غيرها «بكسرها».
ـ نركز في طرحنا لتصورنا على اسبقية الديمقراطية، وتأكيد أن العلمانية ليست بالضرورة ديمقراطية، مثال دولة ستالين، موسوليني، بيونشيه.. الخ.
ج ـ نركز على تجربة الدولة السودانية ونماذجها الدينية او التي اقحم عليها الدين: ـ الدولة المهدية وليدة ثورة وطنية استعادت للسودان سيادته لكن مذهبية التدين، اقصت طرقا صوفية مؤثرة وقبائل ذات شوكة بسبب عدم اقتناعها بمهدية المهدي من منطلق فقهي محض وعن حمية قبلية ان تخضع لكيان قبلي اخر، دون ان تكون تلك الطرق وهاتيك القبائل موالية للتركية ابتداء.
تجربة مايو الامامية وقوانين سبتمبر والقطع والبتر والصلب والتشهير واسلمة النظام المصرفي لاثراء الفئات الطفيلية ونسف الوحدة الوطنية والسلام المستعاد بعد حرب دامت 18 عاما بخرق اتفاقية اديس ابابا والتجريم والتكفير فيما اجاز فيه الشرع الاجتهاد كاعدام محمود محمد طه.
تجربة الانقاذ وويلاتها الماثلة.
لا ديمقراطية مستدامة مع مظالم اجتماعية وقومية مستدامة، ولا ديمقراطية مستدامة مع جماعات التطرف والارهاب، سواء من منطلقات دينية او علمانية، يمينية او يسارية.
تصورنا لمفهوم الدولة المدنية ليس تصوراً اكاديمياً معزولاً عن هموم المجتمع وصراعاته الماثلة، او عن مهام التغيير الاجتماعي نحو الديمقراطية والسلام والوحدة والتنمية. لهذا لابد من متابعة ودراسة التشوهات التي اضافتها شمولية الانقاذ على جهاز الدولة وصوغ منهج لاصلاحها. وفي ذات الوجهة لابد من ان نشرح ونوضح تمايز تصورنا للمجتمع المدني ومنظمات المجتمع المدني عن التصور الذي تطرحه المؤسسات الاميركية
لكل دولة ما هو خاص تنفرد به، وواجبنا ان نستخلص تفرد وخصوصية الدولة السودانية، ولا نحولها الى مسرح تستعاد عليه مسرحية الدولة الاوروبية، مأساة كانت ام ملهاة وفق تفسير كارل ماركس للقول الشائع: التاريخ يعيد نفسه؟!
جريدة البيان 28 أغسطس 2002