من اقوال الامام الصادق المهدي

من اقوال الامام الصادق المهدي


10-28-2010, 07:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=331&msg=1291495803&rn=44


Post: #1
Title: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 07:21 PM
Parent: #0

نحن في السودان كاننا في عرس ولا ندري من العريس يوجد في السودان حاكم فاعل وحاكم نائب فاعل حكومة تستخدم كثير من الالفاظ المجازية





دا لما كان الترابي الرئيس الرئيس





وقال لمن يقول (البلد بلدنا ونحن اسيادا) بل قولوا ( البلد بلدنا والكل اسيادا)

Post: #2
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 07:23 PM
Parent: #1

قدس النظام نفسه (يقصد الانقاذ في البداية) وتمحور حولها واعتبر نفسه مالك الحقيقة الوحيد فحول حواره مع الاخرين الى حوار طرشان



تصحيح لما قاله عن اوباما في هذا البوست

ليس أوباما مجرد منافس على سباق الرئاسة الأميركي. إنه يجسد نسيم صبابة يهب على مناخ السياسة الأميركي الآسن. أقواله وكتبه تمثل استنارة فكرية متقدة وبالتالي تتناغم مع تطلعات أميركية إلى أميركا أعدل وأفضل. وتطلعات عالم يعترف بقدرات أميركا ويحزنه توظيف تلك القدرات في خدمة الظلم والظلام.

وعن اوباما قال

الخيار الثاني: هو أن يدجنوه تدجينا يبدد التجديد الموعود. أن يستسلموا لصعوده الى الرئاسة كوجه جديد يطبق سياسات الحرس القديم

وعن اوباما ايضا قال

أول اختبار لأوباما يحدده موقفه بين التدجين والتجديد هو استقلاله عن اللوبي الإسرائيلي أو استسلامه له، فإن هو استسلم فسوف يجد نفسه يتبع سياسات سلفه شبراً شبراً حتى يدخل جحر الضب الذي حشر فيه سلفه السياسة الأميركية.

أوباما وعد حقيقي بالتغيير في أميركا يجسد تطلعات قوى اجتماعية عريضة في أميركا وفي العالم.

أميركا على عهده إن نجح في انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 موعودة بربيع خصيب إن لم يقتل أو يُدجّن

Post: #3
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 07:25 PM
Parent: #2

اوباما يمثل نسيم صبابة لمناخ السياسة الامريكية الاسن.... اذا لم يتم تدجينه التدجين الذي يبدد التجديد الموعود


ما متاكد حرفيا من المقولة اعلاه عليه سوف اتاكد لاحقا منها

Post: #4
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 07:28 PM
Parent: #3

كانت لبنان تمثل حالة نجاح فريدة للسياسة الامريكية في المنطقة ثم فار التنور وانقلبت الاوضاع

Post: #5
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 07:30 PM
Parent: #4

President elect U.S.A

Barak Obama.



My dear brother



I write to congratulate you and all the forces which have suffered from the status quo, and have had the audacity to hope and act for change.

I cannot find words strong enough to describe the exhilaration of the majority of peoples all over the world at your metereoric rise and election as the 44th president of the United Sates. At the same time, I cannot find words strong enough to describe the mess which the neo-cons have meted world wide.

You have captured the spirit of time and made change your most effective motto. Our key message to you is a double yes for change. But before defining the terms of change, give the stakeholders, who have been the victims of the outgoing misguided policies, your ears and listen as you promised:

1. Your parental home, Africa, the cradle of Human Civilization, is, in cosmic terms, a Global black hole. It aspires to a qualified panel to decide what America can do to help it, pull itself out of it’s present predicament, and to define what its own genuine representatives should do to help themselves.

2. In the Middle East all America’s interests are with the Arabs, yet all America’s positions are with expansionist Israeli policies. This anomaly cannot continue. America must realize that there is no peace without justice and work for a genuine, sustainable and just peace.

The free market economy achieved wonderful results in terms of enterprise, innovation, and productivity. But like all aspects of freedom, it presupposes a backbone of discipline.

Discipline which Mr. Bush and his team undermined by an internal fiscal free fall, and an external military adventurism which overburdened the U.S economy.

To add insult to injury, the brinkmanship over Iran fuelled the speculative rise in the price of oil.

Not only the Americans, but the whole world has been inspired by your election, look up to you to restore discipline in the economy, to terminate brinkmanship and military adventurism and to develop the social welfare potential of the free market economy.

3. My own country, the Sudan, had suffered from the misgovernment of its own neo-conservative type leadership. In our context, change cannot come in the same way as in America. In response to various factors, the country’s leadership has now accepted the necessity for change. What is now being considered is to convene a National Forum to undertake the following reforms:

(a) To end the DARFUR crisis in terms which will endorse all the legitimate demands of the people of DARFUR.

(b) A redoubled effort to develop the Peace Agreement The NIFASHA Agreement to become a National Commitment, to enhance its implementation and to achieve its cherished targets of just peace, making unity attractive, and effecting Democratic Transformation.

(c) To guarantee Human Rights, and basic freedoms.

(d) To hold general, free and fair elections to resolve the power struggle democratically.

(e) To pursue the duty of accountability for criminal conduct as specified by UN Security Council Resolution 1593 without surrendering the country to chaos, i.e. to reconcile retributive Justice with restorative Justice.

To achieve the above stated, a National All Party Conference is planned to give the resolution of these issues concensual legitimacy.

This is the outline of possible change in the Sudan. We look forward to your support for this endeavor.

Finally,

As the last legitimate elected primeminister of Sudan, a leader of a party (the National Umma Party) which continues to struggle for democracy and human rights, and as an African who sees the future of the continent in terms of its geo-political unity and not a damaging ethnic schism, and as a Muslim who believes that Islam preaches the accommodation of modern social change, accepts cultural and religious plurality and calls for peaceful International Relations; I pray to Allah to bless your efforts to effect the promised change, in the pursuit of which, we extend our hand for cooperation to effect the desired change in our respective countries, and support for your effort to pursue the Agenda of International Good Governance.



Please accept my best wishes and heartiest condolences for the loss of your grandmother.


Post: #6
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 07:31 PM
Parent: #5

بسم الله الرحمن الرحيم

خطاب الترشيح

الذي ألقاه الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي

صباح اليوم الثلاثاء الموافق /26 يناير 2010م



الأخت رئيسة المكتب السياسي

أخواني وأخواتي. أبنائي وبناتي

أعضاء المكتب السياسي



عندما يكتب تاريخ ولايتي للمناصب التي تقلدتها سوف يدرك الناس كيف أنها في كل حالة تمت بتمنع مني وحماسة من أحبتي والجماعة. بل حتى دخولي المجال السياسي نفسه كان كذلك. لم يكن هذا التمنع هرباً من المسئولية ولكن استعظاماً لها وإن كان للغافلين تصورات أخرى لأنهم يشهدون ما أبذله من تفان فيظنون أنني أفنيت دهري أتصيدها: (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ)[1].

وحتى هذا الترشيح الذي يبدو تلقائياً تمهلت فيه لأسباب أهمها:

أولاَ: الشك في نزاهة انتخابات تجرى في ظروف شاذة: تحت ظل القبضة الشمولية ومرشح الحزب الحاكم ملاحق دولياً. ومرشح الحزب الحاكم الثاني ملاحق بظلال الانفصال. وحركات دارفور المسيسة المسلحة خارج هذا المضمار. وحالة الطوارئ في دارفور تفسد العملية الانتخابية. فما فائدة انتخابات تجرى في هذه الظروف؟ وما جدوى أن يقدم حزب مثل حزب الأمة على خوضها؟ وما جدوى أن يقوم شخص مثلي على التنافس فيها؟

ثانياً: تمهلت عسى أن تنجح مساعي الاتفاق على رئيس قومي وفاقي يلتزم ببرنامج قومي وبمعادلة توفق بين العدالة والاستقرار في أمر رئيس الدولة الحالي أو غير ذلك من التدابير التي تحمي السودان من شل حركة البلاد الدولية ومساعي حماية البلاد من ظلال الانفصال في حال المرشح الذي سوف ينال أكثرية أصواته من الجنوب.

ثالثاً: تمهلت أفكر في شخص آخر يقدمه حزب الأمة بما يرسل عدداً من الإشارات. بل خطر ببالي تقديم ثلاثة أسماء لتختار الجماعة أحدهم هم: الأحباب فضل الله برمة، سارة نقد الله، والتجاني السيسي.

ولكن خيار المرشح القومي البديل لم يجد تجاوبا من الجهات المعنية: وخيار البديل الحزبي لا يمكن إلا عن طريق مؤتمر عام ينتخب رئيساً آخر ثم يقدمه للترشيح فلا يعقل أن يكون رئيس البلاد مرؤوساً حزبياً لشخص آخر.

واستقر رأيي بعد التفكير حول الموقف الأفضل للبلاد ولحزب الأمة هو:

‌أ. هذه الانتخابات ستكون أفضل من سابقاتها في ظل نظام يونيو. وأفضل من مثيلاتها في أكثر البلدان العربية وبعض البلدان الأفريقية. "حنانيك بعض الشر أهون من بعض".

ولكنها دون المستوى المعياري للانتخابات الديمقراطية بدليل:

‌أ- عيوب في التسجيل بيانها:

­ مخالفة القانون كالتسجيل بالكشف وفي غير مواقع السكن لبعض الشرائح.

­ تسخير الإعلام الرسمي لحزب السلطة.

­ غياب حل سياسي في دارفور يعزل كثيراً من أهل الإقليم بسبب:-

· كثرة النازحين واللاجئين بسبب الحرب.

· غياب القوى المسلحة ورفضهم لانتخابات تعزلهم وربما قاوموها.

· استمرار حالة الطوارئ.

‌ب- أساليب تعسفية استخدمها المؤتمر الوطني مثل:

· جمع شارات التسجيل من أصحابها فالتسجيل والتصويت مهام شخصية لا يدخل فيها طرف ثالث إلا لريبة.

· تصرفات الولاة ومن دونهم من مسئولين هم منحازون ويؤثرون على كافة العمليات وقدمت شكاوى من هذه التصرفات. والدليل على صحة الشكوى أن المؤتمر الوطني قام بإعفاء الولاة غير المرشحين لكيلا يؤثرون على فرص المرشحين من غير الولاة.

‌ج- قانون الأمن الشمولي خدم أغراض الشمولية ولكنه غير مناسب لعهد التعددية. وأجهزته تصرفت دائماً لمصلحة الحزب الحاكم.

‌د- قدمنا لكافة الأطراف المعنية بمن فيهم رئاسة السلطة فكرة الدعوة لملتقي قمة سياسي لبحث وإجازة ميثاق شرف انتخابي يلتزم بموجبه كافة المتنافسين بالالتزام بالقانون، وبكفالة الحريات، وبحسن السير والسلوك، وبتجنب الأساليب الفاسدة، وبضوابط تمويلية، وبإقامة مجلس قومي يشرف على الإعلام الرسمي ليكفل حقوقاً عادلة للأحزاب المتنافسة، وبامتناع المسئولين الرسميين من استغلال نفوذهم ترهيباً وترغيباً، أقول لكم إذا قدم لكم أحد خدمات في الصحة أو التعليم أو الكهرباء أو المياه فهي حقكم تقبلوه بطيب خاطر دون أن تبيعوا ذممكم. وإذا أجبرتم على قسم يمين فلا تدخلوا فيه وهي على أية حال يمين باطلة.

ويلتزمون برد الأصول المصادرة للأحزاب السياسية وهلم جرا من أسس تزيد من نزاهة الانتخابات. ولكن حتى الآن لا القمة السياسية ولا ميثاق الشرف الانتخابي وجدا التجاوب المطلوب.

‌ه- الحديث عن حكومة قومية لإجراء الانتخابات في ظلها ذهب أدراج الرياح مع أن تجارب الدول الأخرى قدمت نماذجاً صالحة ـ مثلاً:

­ تكوين حكومة تقنوقراط للإشراف على الانتخابات لقفل باب استغلال النفوذ كما حدث في بنغلاديش.

­ ألا يرشح الرئيس نفسه لكيلا يكون طرفاً في التنافس الانتخابي كما فعل ولد فال في موريتانيا.

رابعا: المصلحة الوطنية توجب بلا شك إعطاء أولوية للاتفاق على ما يكفل نزاهة الانتخابات. وإعطاء فرصة لحل مشكلة دارفور. وإتاحة المجال لحل القضايا الخلافية في بنود اتفاقية السلام لنزع فتيل التوتر الذي سوف يسمم مناخ الانتخابات ومناخ الاستفتاء بعدها، لا سيما وقد أدى تأخير موعد الانتخابات لأكثر من عامين لعجلة مخلة في التواريخ، وفي العجلة الندامة.

لذلك فإن المصلحة الوطنية توجب تأجيل الانتخابات لستة أشهر حتى نوفمبر 2010م. لإعطاء فرصة لإنجاز تلك الأولويات وبالتالي رفع مستوى نزاهة الانتخابات وإتاحة الفرصة لبعض الأحزاب لمراجعة ترشيحات هزلية تستخف بها قبل أن تستخف بالشعب السوداني.

خامسا: إعلان المقاطعة للانتخابات مع ظهور بعض السلبيات في هذه المرحلة لا يخدم المصلحة الوطنية للأسباب الآتية:

· الانتخابات مع هامش الحرية المتاح ومع لفت النظر الداخلي والخارجي تتيح فرصة كبيرة لتقديم كشف حساب للديمقراطية الموءودة وكيف أنها مع كل مشاكلها بالقياس لما أعقبها راجحة:

عتبت على سلمٍ فلما هجرته وجربت أقواما أخر بكيت على سلم

· إتاحة فرصة واسعة لتشخيص حالة البلاد وما تعاني منه اليوم من مخاطر ساقتها إليه سياسات النظام ومهما كان من استغلال الخصوم لتلك الأخطاء للنيل من صناعها ومن البلاد فلا شك أبداً أن الأعداء تسربوا كالنمل من تلك العيوب. وعلى نفسها جنت براقش.

· إتاحة فرصة واسعة لتبرئة الإسلام من أخطاء المشروع الحضاري بصورة جعلت الإسلام في نظر كثيرين مجافيا للعقل بينما الحقيقة كما قال الإمام الشاطبي: "كلما حكم به الشرع حكم به العقل". وتجعل الإسلام مجافيا للعدل بينما الحقيقة كما قال ابن تيمية: "كلما تحقق به العدل هو شرع الله".

· وهي فرصة لكشف كافة الشعارات نأكل مما نزرع، ونلبس مما نصنع، وهي لله لا للسلطة ولا للجاه. شعارات أطلقها الطمع وكذبها الواقع.

· وخوض الانتخابات فرصة لإحصاء المخالفات والأساليب الفاسدة وإشهاد الداخل والخارج عليها.

مفردات تشكل حيثيات مقنعة، إذا تأكدت، للانسحاب من الانتخابات ورفض نتائجها وخلق دينامية سياسية بحيثيات جديدة تبرر خيار الجهاد المدني في سبيل تحقيق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل.

· والمنبر الانتخابي مجال لنشرح عبره برنامجنا لإنقاذ الوطن إذ:

أولا: نلتزم بالإبقاء على سبعة من منجزات النظام هي:

النظام الجمهوري الرئاسي، والنظام الفدرالي، وإقرار أن للإسلام دورا في الحياة العامة، واستغلال البترول المكتشف، والخزانات، والجسور، واتفاقية السلام.

ثانيا: نلتزم بإصلاح أساسي لسياسات النظام في عشر ملفات:

- تطهير الخدمة المدنية من الهيمنة الحزبية لتسترد حيادها وقوميتها.

- تحرير القوات النظامية من الاستغلال الحزبي لتصير كما ينبغي قومية.

- تصحيح التجربة الإسلامية في مجالات القانون الجنائي، والزكاة، والنظام المصرفي، وقانون الأحوال الشخصية، وقانون النظام العام.

- تطوير اتفاقية السلام بالإبقاء على حقوق الجنوب وإزالة العيوب وإضافة بروتوكول أو معاهدة للعلاقة الأخوية بين البلدين في حالة الانفصال.

- إلغاء تنظيم الولايات الحالي وإقامة وحدات ولائية أكبر مراعاة للجدوى المالية وخفضاً للصرف الإداري.

- تحرير أجهزة الإعلام القومي من الاستغلال الحزبي.

- إلغاء قانون مشروع الجزيرة وتشريع قانون بديل يراعي مصالح الدولة، المزارعين، العمال الزراعيين، ملاك الأراضي.

- إلغاء الامتيازات الخاصة لقطاع اقتصادي خصوصي قائم على المحسوبية.

- إعطاء أولوية في إقامة المشروعات الاستثمارية لمصالح المواطنين المقيمين في مواقعها.

- إزالة أسباب الوجود الدولي الكبير في السودان وبالتالي رفع الوصاية عن البلاد.

وتركيزا على البرنامج فإننا سوف نخاطب الناخب السوداني بسبع رايات هي:

· قال أحد الحكماء: "إذا أردت أن تختبر شخصاً فأعطه سلطة"، "حكمنا فكان العدل من سجية" وفتش خصومنا سيرتنا فلم يجد أساساً لمساءلة بل نقولها بصدق حكمنا بإرادة الشعب وأيدينا نظيفة من دماء الأبرياء وجيوبنا نظيفة من أموالهم.

· سوف نقيم الحكم الراشد الذي يلتزم بالمشاركة، والمساءلة، والشفافية، وسيادة حكم القانون ويقدس حقوق الإنسان.

· نحن الآن الأقرب لكل القوى الفاعلة في السودان لا سيما في الجنوب وسوف نطرح معها تصورا مشتركا لما يمكن أن ينقذ وحدة البلاد ونطرح معها أساس معاهدة لجوار أخوي إذا قررت الأغلبية الجنوبية الانفصال.

· ونحن الآن الأقرب لكل فصائل دارفور المسلحة، والسياسية، والمدنية والمهجرية، والنسوية، والقبلية. وسوف نطرح برنامجاً انتخابياً متفقاً معها عليه يسارع الخطى نحو حل الأزمة وتحقيق السلام العادل الشامل في دارفور.

· سوف نلتزم ببرنامج تنموي يحقق التنمية والعدالة ويزيل اختلال التوازن الاجتماعي والجهوي.

· وسوف نكنس كافة أسباب الفساد الأخلاقي، والمالي، والإداري، والسياسي.

· وسوف ندعوا لمؤتمر أمن إقليمي يضم السودان وجيرانه لإبرام اتفاقية أمن وتعاون تنموي بيننا.

· وسوف نحرر البلاد من الوصاية الأجنبية ونصالح السودان مع الأسرة الدولية على أساس العدالة والتعاون.

سادسا: برنامجنا هذا برنامج رصين وسوف يجد تجاوبا شعبيا واسعا لأنه يجسد إرادة الإصلاح ويستجيب لتطلعات شعبنا المشروعة. وترشيح شخصي يمثل درجة من احترام المواطن والجدية لذلك يرجى إذا توافرت درجة معقولة من النزاهة أن يفوز مرشحنا ليستطيع بالتعاون مع الآخرين إنقاذ الوطن من مخاطر محدقة. فإن تأكد غياب النزاهة فإن انسحابنا من الانتخابات سوف يدق مسمارا في نعش شرعيتها ويفتح المجال لمواصلة السعي لتحقيق الأجندة الوطنية.

لذلك أشكركم معشر أخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي على تجديدكم الثقة في شخصي وأقبل ترشيحكم لي وأعدكم أنني لن أقدم على خطوة نهائية في هذا الأمر إلا بمشاركتكم فالمبدأ دائما (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)[2] والحكمة دائما:

رأي الجماعة لا تشقى بالبلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها

سابعا: وإلى حين تلك اللحظة الأخيرة فإنني معكم سوف نسعى لرفع مستوى نزاهة الانتخابات، والتطلع لمعادلات توافقية، والبحث عن فرصة للأولويات المذكورة وبالعدم بذل الجهد الممكن لكسب الانتخابات إلا إذا حالت العيوب دون نزاهتها.

في الختام: قال لي بعضهم يا فلان السودان ميئوس منه وعندك خيارات فكرية، وإقليمية، ودولية، واعدة فدعه ولا تكثر عليه التأسفا. قلت له والحزن يملأ جوانحي يا أخي السودان هو عزتي ولا أجد في وصف التزامي به إلا بيت كثير عزة إذ قال:

وسعى إلي بعيب عزةٍ نسوةٌ جعل الإله خدودهن نعالها

Post: #14
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: خضر عطا المنان
Date: 10-28-2010, 07:41 PM
Parent: #6

الأخ الكريم / عمر

أراك كمن يحرث في البحر وينتظر ثمارا !!!.. كيف ذلك بربك ياعمر ؟؟.

فماذا يفيد لو انك عمدت لتجميع كافة خطبه وثرثراته التي لا تسمن ولا تغني
من جوع ؟؟ ..

هل ستوفر لقمة لجائع أو ملاذا للاجئ أو حتى (بطانية) لمرتجف من برد في صقيع
المعسكرات ؟؟.

ثم ياخي الكريم ماذا قدمت خطب ( سيدي الامام .. أبو الكلام !!!) خلال الاربعين
عاما الماضية حتى لحزبه المفتت ناهيك عن شعبه أو وطنه المنكوب ؟؟.

انه يبيعنا كلاما في كلام .. وقد شبعنا خطبا منه لم يعد الكثيرون من أبناء وطني
يعيرونها اهتماما.. لا لشئ الا لأنها أضحت أشبه بنشرة الأحوال الجوية في بلد محفوظ المناخ
والمواسم ..أليس كذلك ؟؟.

لك ودي وتحياتي
خضر

Post: #67
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-30-2010, 09:20 AM
Parent: #5

25/10/2010 | 10:52:15




ألقى الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي مساء أمس الأحد 24 أكتوبر 2010م كلمة أمام المجلس المصري للشئون الخارجية بالقاهرة تناول فيها عبر عشرة نقاط الحالة السودانية الراهنة ومالات الاستفتاء المزمع قيامه في فبراير القادم. وما بعد الاستفتاء. فيما يلي نص اللكمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الكلمة التي ألقاها الإمام الصادق المهدي

أمام المجلس المصري للشئون الخارجية



الأحد 24 أكتوبر 2010م

الأخ الحبيب محمد شاكر

أخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي

أعضاء المجلس المصري للشئون الخارجية، وضيوفهم الكرام،

السلام عليكم، وبعد،

أحدثكم اليوم مرة أخرى عن الحالة السودانية في مفرق الطريق بين نعيم ممكن وجحيم محتمل. وأقدم لحديثي بتأكيد أن الاستفتاء لتقرير المصير التزام حتمي ولكنه يقع بين حالين: استفتاء حر ونزيه يجري في مناخ سياسي صحي تكون فيه القضايا الخلافية معالجة بالتراضي فيحقق بذلك نتيجة تحظى بشرعية وطنية، وإقليمية، ودولية؛ فينهض السودان بدولته الموحدة على أسس جديدة أو دولتيه التوأمين المتفق على شروط وصالهما قبل الاستفتاء، والحالة الثانية هي استفتاء لا حر ولا نزيه مختلف على نتائجه ما يلقي ظلالا على نقاط الخلاف الكثيرة فتلتهب محدثة براكين قتالية داخل الشمال، وداخل الجنوب، وفيما بين الشمال والجنوب، تشد إليها كافة التناقضات الموجودة في القارة، والبحر الأحمر، والشرق الأوسط، وفيما وراء البحار.

أقدم لكم حديثي عبر عشر نقاط:

الأولى: منذ أن نفذ البريطانيون في السودان سياسة الفصل العنصري باسم سياسة الجنوب في عام 1922م، وعزمت الحكومات الوطنية نقض تلك السياسة تراكم في السودان استقطاب حاد لا سيما بين شماله وجنوبه.

الثانية: التعبير الجنوبي عن مخاوف من الشمال اتخذ صورا مختلفة وترددت فكرة تقرير المصير على ألسنة ساسة جنوبيين على فترات. ولكن الفكرة لم تحظ بموقف جنوبي إجماعي إلا في أكتوبر 1993م كردة فعل مباشرة لقيام نظام انقلابي سوداني التزم بأيديولوجية إسلاموعروبية. فدعى السناتور السابق هاري جونستون كافة الفصائل الجنوبية في واشنطن واتفقوا أن السودان اتجه اتجاها لا مكان لنا فيه فنحن لسنا مسلمين ولا عرب، ونطالب بتقرير المصير. وما بين ذلك التاريخ وعبر محطات مختلفة انتهت إلى توقيع اتفاقية سلام نيفاشا في يناير 2005م، اعتمدت تقرير المصير للجنوب بعد فترة انتقالية طولها ست سنوات تحكم البلاد أثناءها حكومة وحدة وطنية تتبع سياسات تجعل الوحدة جاذبة، لكي يصوت الجنوبيون للوحدة في يناير 2011م.

الثالثة: وفي مايو 2005م نشرنا كتابا بعنوان: "اتفاقية السلام 2005م ومشروع الدستور أبريل 2005 في الميزان". قلنا فيه إن الاتفاقية أعلنت جعل الوحدة جاذبة وضرورة التحول الديمقراطي وسمت نفسها اتفاقية سلام شامل. رحبنا بما حققت الاتفاقية من وقف إطلاق النار وتقاسم للسلطة والثروة بين طرفي الاتفاقية، ووضع الالتزام بحقوق الإنسان وحرياته كما في المواثيق الدولية. ولكننا انتقدنا عيوب الاتفاقية لا سيما:

- قلنا إن الاتفاقية تطلعت لجعل الوحدة جاذبة ولكنها في الواقع جعلت الانفصال جاذبا بموجب برتوكولين: بروتوكول ميشاكوس قسم البلاد على أساس ديني: شمال للشريعة وجنوب للعلمانية، مما يخلق استقطابا والأفضل كما قلنا إعلان مدنية الدولة واستثناء غير المسلمين من الأحكام ذات المحتوى الديني.

- وبروتوكول تقاسم الثروة الذي خصص للجنوب 50% من إيرادات بتروله ما يجعل للجنوبي حافزا للانفصال ليحتفظ بكل إيرادات نفط الجنوب. والأفضل كما قلنا أن يخصص للجنوب نصيبه بالتمييز القاصد من الثروة القومية.

- وطعنا في مشروعية تسمية الاتفاقية اتفاقية السلام الشامل في وقت فيه يحتدم الاقتتال في شرق البلاد وغربها لا سيما دارفور التي كانت في عام اتفاقية السلام محط أنظار العالم كله. هذه التسمية كان لها أثر سالب لأنها إذ حققت السلام الشمالي/ الجنوبي قفلت الباب أمام تسويات سلام أخرى. وحتى يومنا هذا التمسك بسقوف اتفاقية نيفاشا صار عائقا أمام اتفاقيات السلام اللاحقة.

- فترة الحكم الانتقالي زادت الطين بلة. وعزز الاستقطاب الشمالي الجنوبي أمران آخران هما: التباين الأيديولوجي بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وطرحهما للتوجه الحضاري والسودان الجديد. الأول إسلامرعروبي والثاني علمانوأفريقي. ومع أنهما بموجب ما اتفقا عليه في اتفاقية السلام تنازلا في الحقيقية عن تلك التطلعات، فقد واصل حلفاؤهما الاستقطاب الأيديولوجي: بيان الرابطة الشرعية للعلماء وهي شبه رسمية في 2006م أن الانضمام للحركة الشعبية ردة، والتعامل معها حرام، وبغضها في الله واجب ديني، وعلى هذا المنوال تبارى آخرون من الذين يطلق عليهم عبارة علماء ولا علم لهم بأمر الدين والدنيا. وفي الطرف الآخر اندفع كتاب يصفون العلاقة بين الشمال والجنوب بأنها احتلال يوجب التحرر منه.

والعامل الثاني هو التعامل الانتقائي معهما من قبل ضامني الاتفاقية، لا سيما التعامل الأمريكي الذي والى الحركة الشعبية بعين الرضا والمؤتمر الوطني بعين السخط، وهو –أي المؤتمر الوطني- لم يقصر في استخدام ألفاظ شتائمية تنابذية كرتية كرنكية ما ساهم في مزيد من الاستقطاب.

الرابعة: في هذا المناخ الشبيه بالحرب الباردة بين الشريكين أجريت انتخابات أبريل 2010م وبموجبها سيطر المؤتمر الوطني على الشمال والحركة الشعبية على الجنوب بنسب تفوق 90% لكل في منطقته ما جعل كلا منهما يتهم الآخر بالتزوير. كنا حريصين على إجراء انتخابات حرة نزيهة تحقق التداول السلمي على السلطة وتكمل التحول الديمقراطي، ولكن الانتخابات عكس ذلك كانت على السنة الشرق أوسطية، وهي انتخابات لتمكين الحكام لا للتناوب على السلطة. وفي هذا الشهر سوف ننشر كتابا بعنوان: "انتخابات السودان أبريل 2010م في الميزان" نوثق لحقيقة التزوير.

الانتخابات الأخيرة شوهت الجسم السياسي السوداني بالآتي:

- أدت إلى مزيد من الاستقطاب بين حزبي الشراكة.

- أدت إلى مزيد من الجفوة بين المؤتمر الوطني والقوى السياسية الأخرى. كذلك في الجنوب فانطلق تمرد مسلح في الجنوب.

- أما في الشمال فمنذ أبريل 2010م تدهور الموقف في دارفور واعتبر المؤتمر الوطني أن من انتخبوا في دارفور هم الممثلين الحقيقيين لأهل دارفور معبرا عن ذلك بإستراتيجية جديدة واجهت رفضا عاما من غير مؤيدي المؤتمر الوطني. والنتيجة قفل الباب أمام أي تقدم في مشوار سلام دارفور.

- وأهم نتيجة سالبة للانتخابات أنها ألقت بظلالها على الاستفتاء. باعتبار أن من يسيطر على جهة سوف يسيطر على التصويت فيها.

الخامسة: بعد تأخير لأكثر من عام كونت مفوضية الاستفتاء. قانون الاستفتاء الذي يحكم المفوضية يفترض الثقة والتعاون بين شريكي الحكم وهو معدوم، ويفترض أن تكون المفوضية مستقلة ولكنها منقسمة على نفسها على أساس جهوي، وإجراءات الاستفتاء مقيدة بمواقيت يستحيل تحقيقها. والميزانية المطلوبة لعملها لم تدفع. وهناك خلاف حول كيفية تصويت ما بين 1-2 مليون جنوبي في الشمال، وتقرر أن يصوت حوالي 2 مليون جنوبي في المهجر عبر إدارة مستقلة عن سفارات السودان لم تؤسس بعد. قانون الاستفتاء حدد مسائل ما بعد الاستفتاء ليتفاوض طرفا الاتفاقية حولها ما قبل الاستفتاء وهي: الجنسية ، العملة ، الخدمة العامة ، وضع الوحدات المشتركة المدمجة والأمن الوطني والمخابرات، الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ، الأصول والديون، حقول النفط وإنتاجه وترحيله وتصديره، العقود والبيئة في حقول النفط ، المياه، الملكية وغيرها. هذه المسائل تأخر بحثها كثيرا وقد اجتمع الحزبان للاتفاق عليها في القاهرة وفي واشنطن وفي المكلة بأثيوبيا وفي الخرطوم، وكل ذلك عبر وسطاء ولكن الأمر لم يحسم بعد، بل بعد كل محاولة يبدو الاتفاق بعيدا على نحو موشح الأندلس:

يا نسيم الورد بلغ لي الرشا لم يزدني الورد إلا عطشا!

السادسة: أهم من مسائل ما بعد الاستفتاء مسائل جنوبية داخلية يرى باحثان عالمان نشرا تقريرا هذا العام بعنوان "جنوب السودان في تناقض مع نفسه" هما ماريك شوميروس وتيم ألن. أوضحا بدراسة حقلية وجود مشاكل حدودية داخل الجنوب ما لم تحسم سوف تشعل حروبا داخلية. كثيرون يركزون على المشاكل الشمالية الجنوبية. ولكن في دراسة حقلية أجراها جوك مادوت جوك وشارون هتشتنسون في نهاية القرن الماضي أوضحا أنه منذ الثمانينات إلى تاريخ الدراسة فإن ضحايا الاقتتال الجنوبي الجنوبي أكبر عددا من ضحايا الاقتتال الشمالي الجنوبي.

السابعة: نصت اتفاقية السلام على ضرورة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب بعد ستة أشهر من إبرام اتفاقية السلام أي في عام 2005م. وكان هذا الإجراء مهما لإجراء الاستفتاء، ولكن صار الأمر الآن محل خلاف. هذه المسألة أوكلت لمفوضية فنية لترسيم الحدود. المفوضية فرغت من الجانب الفني ولكن ما بقي قضايا سياسية كل منها قابل لإشعال الحرب إذا لم يعالج بطريقة صحيحة. السيدان عمر البشير وسلفا كير ما برحا يؤكدان عزمهما على عدم استئناف الحرب وأنا أصدقهما لأسباب موضوعية:

- هما ليسا شخصيات مارشالية مثل عشيرة مازن:

قوم إذا الشر أبدى ناجزيه لهم طاروا إليه زرافات ووحدانا

- كذلك معلوم أن الجيوش التي تحكم تشغلها مصالح الحكم عن الحرب على نحو ما قال أمل دنقل.

- والسودان تحت المجهر الدولي كل حركات قواته محسوبة ولا أحد يريد أن يتهم بشن الحرب.

ولكن هنالك أطراف ثالثة وحلفاء هم الذين يمكن أن يشتبكوا ويجروا الآخرين.

هنالك عشر نقاط قابلة للالتهاب هي:

‌أ. تبعية الجبلين ما بين الرنك والنيل الأبيض وهو خلاف بين دينكا أبيلانق وقبائل رعوية: سليم- الصبحة- الأحامدة- نزي- رفاعة.

‌ب. جبل مقينص محل خلاف بين أعالي النيل وجنوب كردفان.

‌ج. كاكا التجارية محل خلاف بين أعالي النيل وجنوب كردفان.

‌د. بحر العرب محل خلاف بين شمال بحر الغزال وجنوب دارفور.

‌ه. كفياكنجي وحفرة النحاس محل خلاف بين غرب بحر الغزال وجنوب دارفور.

‌و. الخلاف حول أبيي ما لم يستطع حسمه التحكيم الدولي.

‌ز. واختلاف حول هجليج أشمالية أم جنوبية وهي منطقة نفطية.

‌ح. واختلاف حول مفهوم المشورة الشعبية لجبال النوبة.

‌ط. واختلاف حول المشورة الشعبية لجنوب النيل الأزرق.

هذه الاختلافات تدعم وجهات النظر المختلفة فيها قبائل تدافع عن مصالحها وقد وقعت فيها نزاعات وسالت دماء، وحتى الآن أمورها معلقة والأطراف المعنية تستعد لأية مواجهات.

المطلوب بإلحاح آلية مجدية للتعامل مع هذه الخلافات حتى لا تلقي بظلالها على الاستفتاء.

الثامنة: كذلك المطلوب قبل الاستفتاء الاتفاق على شروط تتجاوز اتفاقية السلام الحالية لوحدة تقوم على درجة أعلى من الندية والتوازن. وعلى خطة بديلة في حالة الانفصال. أي وحدة ندية أو انفصال واصل. كتبنا بذلك مذكرة للحركة الشعبية في 19 يوليو 2010م، كما قدمنا هذه الرؤية في مناظرة في الخرطوم في 16 سبتمبر الماضي. وطلبنا من الحركة الشعبية مخاطبة مجلس التحرير لبيان هذه الرؤية وسوف نبحثها مع النائب الأول الأسبوع القادم في الخرطوم.

التاسعة: القضية ليست متى يجري الاستفتاء ولكن ضرورة أن يكون حرا نزيها وأن يتفق على آلية مجدية لتناول النقاط الخلافية لذلك اقترحنا:

- إسناد إدارة الاستفتاء لجهة محايدة. دول معينة تحت مظلة الأمم المتحدة. لأن أية جهة سودانية سوف يطعن في نزاهتها. وقد رسخ النظام ثقافة التزوير كما رسخ ثقافة اللجوء لطرف دولي ثالث في كل عمليات السلام ومن باب أولى الاستفتاء الأهم منها جميعا.

- وتكوين مفوضية حكماء لدراسة وحل النقاط الخلافية في زمن كاف دون تقيد بمواعيد الاستفتاء الذي يجري بأسرع ما يمكن بإدارة دولية.

ولكن للأسف حتى الآن الأسرة الدولية بقيادة الولايات المتحدة غير مهتمة بنوع الاستفتاء بل بشكله وهذا سيناريو كارثي. هذا ما أوضحناه لمجلس الأمن الذي وفد للخرطوم الشهر الماضي ولممثليهم في العواصم المختلفة. إنهم يتحدثون فقط عن إجراء الاستفتاء دون ضوابط نزاهته ولا يعيرون النقاط الخلافية الملتهبة اهتماما. بل يوهمون بعض الأخوة الجنوبيين أن الولايات المتحدة سوف تجعل من دولة الجنوب إذا انفصلت أنموذجا ناجحا.

لا أعتقد أن الرؤية الأمريكية الناضجة تشجع هذا النهج وفرص نجاح الجنوب إذا انفصل عبر استفتاء ذي مصداقية أكبر بكثير من استفتاء معيب. ولكن موجة الدعم الأمريكي للموقف الشكلي أن الرأي العام الأمريكي يريد أن يرى أمريكا مؤيدة للجنوب. وهذا هو الموقف الذي يجد دعما كذلك من اللوبي الإسرائيلي. ولكنها وعود كاذبة فأمريكا وإسرائيل في مرحلة جديدة لا يستطيعان المعجزات كما يتوهم بعض الناس.

العاشرة والأخيرة: الاستفتاء المضروب- أيا كانت نتائجه- سوف يسمم العلاقات بين الشمال والجنوب ويجعل السودان جبل مغناطيس يجذب إليه كافة تناقضات المنطقة، نزاعات القرن الإفريقي – وحوض النيل- وغرب إفريقيا- والشرق الأوسط.

بينما استفتاء حر ونزيه وتعامل راشد مع النقاط الخلافية يمكن السودان الموحد أو التوأم من دور بناء في التعامل مع كل التناقضات المذكورة.

أمريكا وأوربا وبعض الدول الإفريقية يمكن أن يساعدوا على هذه النتيجة. بل بالنسبة لأمريكا هذه الفرصة الوحيدة لتحقيق نجاح في سياساتها الدولية.

الدور العربي في هذا المجال هو الحرص على حث كافة الأطراف السودانية وتجنب الاقتتال ودعم المشروعات التنموية بكل الوسائل الممكنة، وفوق كل ذلك إظهار درجة عالية من الاهتمام الرسمي والشعبي، فالقضية تهمهم بصورة مباشرة وكذلك الحرص على تجنب الانحياز لطرف دون الآخر.











Post: #8
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: بكرى ابوبكر
Date: 10-28-2010, 07:32 PM
Parent: #4

كلمة الإمام الصادق المهدي أمام ملتقى أهل السودان


Post: #37
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:31 PM
Parent: #4

الجهاد المدني هو خيارنا بلا شك او تردد فان وقع البديل الاخر فليكن ذلك قدرنا لا خيارنا ولا يسعنا ساعئذ الا ان نسال الله اللطف بنا وبشعب السودان



وقال ناصحا بناته

" أنا اريد ان اثبت بكن أن الغني لا يعني الترف و أن تاء التأنيث لا تعني الخنوع و أن بنوة المهدي لا تعني الاتكال"

Post: #45
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-29-2010, 02:43 PM
Parent: #3


Post: #81
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-31-2010, 06:22 PM
Parent: #3

....

Post: #19
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:00 PM
Parent: #2

شبر حرية في الوطن افضل من ميل في الخارج

Post: #36
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:23 PM
Parent: #2

شخص انهيار التعليم وما أصابه جراء ما يسمى بثورة التعليم فقال:
إن هذه الحالة كالذي أراد ان يطعم برميل ماء بملعقة سكر.. فلا أطعم الماء ولا هو أبقى على السكر...

Post: #43
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-29-2010, 02:37 PM
Parent: #2


Post: #44
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-29-2010, 02:40 PM
Parent: #43


Post: #7
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 07:32 PM
Parent: #1

أنا أؤمن أن المساواة في حقوق وواجبات المواطنة هي الأساس الأكبر لبناء الدول المعاصرة. وأؤمن أن كفالة حقوق الإنسان هي الأساس الأخلاقي للإخاء الإنساني والعمود الفقري لنظام دولي عادل.

وأؤمن أن التعايش السلمي بين الأديان والاعتراف المتبادل هما أساس الوفاق بين الثقافات والحضارات العالمية.

Post: #9
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: بكرى ابوبكر
Date: 10-28-2010, 07:33 PM
Parent: #7

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة في ختام مؤتمر جوبا



Post: #11
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 07:34 PM
Parent: #9

في تابين الراحل الدكتور عمر نور الدائم


أحبابي رجالا ونساء وأطفالا
السلام عليكم ورحمة الله

أشكر لندوة العميد واتحاد المهندسين الزارعيين إقامة الليلة القومية الوفية في ذكرى الحبيب الراحل عمر لنشكو آلام الرحيل فلا بد من شكوى إلى ذي مروءة يواسيك أو يسليك أو يتألم، ونبين الصدع الذي أحدثه في دنيانا ونتأمل مآله في الآخرة، ولنسجل المآثر التي حفرتها سيرته في العقول والقلوب وكتبتها بمداد لا يبلى في ذاكرة التاريخ.

هلموا أيها الحبان إلى وقفة الذاكرين على قبر حبيب العالمين.

1. قال رب العالمين: ( وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ) [1] " آية مرادها حسن الثناء بعدي وقال رسول العالمين ( إِذَا أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَعْلَمُوا مَا لِلْعَبْدِ عِنْدَ رَبِّهِ فَانْظُرُوا مَاذَا يَتْبَعُهُ مِنْ حُسْنِ الثَّنَاء [2] ) ِ. وقال: ( أحب الناس إلى الله أكثرهم تحببا إلى الناس ( وفي الحديث القدسي أَنِ الله إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام فَيُنَادِي "فِي السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ قَالَ فَيُحِبُّونَهُ قَالَ ثُمَّ يَضَعُ اللَّهُ لَهُ الْقَبُولَ فِي الْأَرْضِ" [3] في معنى أنشده ابن عبد ربه:

وإذا أحب الله يوما عبده ألقى عليه محبة للناس
سلام على عمر في دار النعيم.. في جنات ونهر عند مليك مقتدر.

يا رحمة الله جــــــاوري جدثا دفنت فيه حشاشتــــي بيدي
ونوري ظلمة القبور على من لم يصل ظلمه إلــــــــى أحد

من كان خلوا مــــن كل بائقة وطيب الروح طاهر الجسد

2. كان عمر بلسما في حياتي، كان حبيبي وناصري، كان مستشاري وناصحي، كان أمين سري ومخبري، كان مبشري في كل مفارق الطريق ومعارج الأهوال إن النعم في طي النقم، وإن المزايا في طي البلايا، وإن وراء مظاهر الوجود لنا صديق أعظم لن تخذلنا عنايته ولطفه..

أخ كان يكفيني وكان يعينني على نائبات الدهر حين تنوب

أقول مع أم المراثي:

فإن تكن الأيام فرقن بيننا فقد كان محمودا أخي حين ودعا

وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهـر حتى قيـل لن يتصدعـا
إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا لله وإنا إليه راجعون.

3. قال أسير المحبسين:

إن صرخة في ساعة الموت آلاف ســرور ساعـة الميلاد
كذب حكيم المعرة حتى في وصف نفسه لقد عاش ضريرا عازبا معزولا قعيد محبسه في معرة النعمان حيا، وصار شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء وإماما في الأدب الإنساني ميتا.

نعم يتحلل الطين، وتبلى المادة، ولكن حتى في دنيانا تبقى المآثر والمعاني وتحيا الجينات بنين وبنات وحفدة يسعون بين الناس. الأيام مزارع فما زرعته فيها ولو بعد حين حصدته. هلموا أيها الحبان نجمع حصاد عمر.

وكانت في حياتك لي عظات وأنت اليوم أوعظ منك حيا
4. كان الوزراء في آخر عهد الإنجليز في حكم البلاد من كبار رجالات الخدمة المدنية، وصار الوزراء في العهد الوطني ساسة تعبويين، ثم صاروا لدى الحكام العسكريين وزراء تكنوقراطيين، ولكن ثورة أكتوبر 1964م أتت بأنموذج وزاري جديد في ثلاثة أمور: الإذعان للمساءلة الشعبية، الامتثال للبرنامج السياسي، وإخضاع الميزانية السنوية للتوجيه السياسي. أتت أكتوبر بالمثقف المنتخب شعبيا والمساءل شعبيا. لذلك أجمعت الأقلام الموضوعية على الإشادة بهذا التجديد الذي كان عمر أحد مهندسيه.

5. عرف السودان تنظيمات سياسية كثيرة، بعضها عقائدي علبته الأيدلوجية، وبعضها موسمي حجمته الشعبوية، وبعضها ولائي حاصرته العصبية، ولكن آخرين تعاملوا مع الأيدلوجية باعتدال باعتبارها رؤية لما ينبغي أن يكون، ومع الولاء الموروث باعتراف أنه صورة لما هو كائن، هؤلاء استطاعوا أن يصمدوا وأن يتطوروا وأن يجعلوا حاضرهم أقوى من ماضيهم وأن يتطلعوا لمستقبل أفضل: كان الحبيب الراحل مساهما بنصيب كبير في مشروع المستقبل هذا: مستقبل له عطاء ووفاء.

6. برنارد لويس مستشرق حاقد ولكنه واسع الاطلاع على أحوال الشرق. وبعد أحداث سبتمبر الشهيرة نشر كتابا بعنوان "ما الخطأ" أورد في هذا الكتاب ملاحظات بعضها ثاقب. قال وهو يتحدث عن السلطة والثروة في الشرق: "في الغرب يحقق الفرد الثروة في السوق عن طريق الإنتاج والتبادل ثم يحاول عن طريق الثروة الحصول على تمثيل سياسي للوصول للسلطة. أما في الشرق الأوسط فإن الفرد يقتنص السلطة ثم يحاول عن طريق إفساد السلطة الحصول على الثروة". هذا الوصف ينطبق على كثير من التجارب حتى اشتق له بعض الكتاب عبارة "######توكراسي" أي النظام الذي يقوم على السرقة. وتحدث آخرون عن الدولة القرصان. لكن بعض الساسة في عالمنا أفقرتهم السياسة مولوها ولم يتمولوا بها وكان الحبيب الراحل سياسيا متجردا مخبرا ومظهرا. لدى زيارته لمصر الشقيقة كوزير زراعة علق أحدهم على ملبسه قائلا: ليس معنى أن تكون وزيرا للزراعة أن تلبس كالفلاح. وقال أبو العتاهية:

إذا أردت شريف الناس كلهم فانظر إلى ملك في زي مسكين

7. كثير من الساسة في كل مكان يعتمدون على الخدمة المدنية لتزويدهم بالمعلومة الفنية والمعلومة الدولية. كثير من الساسة يصبحون مجرد بهار سياسي لوجبة الخدمة المدنية. الحبيب الراحل كان بالغ الاحترام للخدمة المدنية ولكنه كان مجتهدا للإلمام بالمعلومة الفنية والدولية واحترام الأبعاد السياسية. اعتبر الواجب السياسي رسالة فأفنى فيها عقله وقلبه وجسمه.

8. كثير من الساسة عصافير محلية "ود أبرق".. "الزرزور". ظروف اقتصادية في السودان أوجبت الاغتراب. وظروف أمنية واقتصادية طاردة أدت إلى الملاجئ الخارجية وإعادة التوطين في مشارق الأرض ومغاربها. وظروف سياسية دفعت بكثيرين إلى خارج الوطن لمقاومة الاستبداد. هذه العوامل معا كونت سودان المهجر الذي يعيش فيه الآن جمهور سوداني عريض من أعز وأكفأ فلذات أكباد الوطن.

وتداخلت أحوال السودان والبلدان المحيطة به وتطورت العلاقات الدولية فصارت قضايا حقوق الإنسان، والحكم الراشد، والتنمية، عابرة للحدود الوطنية. هكذا نشأ واقع وطني وإقليمي، ودولي جديد أظهر الحاجة الماسة لساسة دوليين يستبدلون رؤى العصافير المحلية برؤية النسور المحلقة. في هذه المدرسة دخل حبيبنا الراحل وكان من أساتذتها.

9. كثير من الساسة حبسوا أنفسهم في أحزابهم أوضاقت بهم أحزابهم فاختاروا الوقوف على الرصيف. الحقائق المطلقة إلهية أما الحقائق البشرية فلا تبرح تقوم على جدلية بين أمرين. كان الحبيب الراحل حزبيا قوي الالتزام بحزبه وكان كذلك قوميا ضالته الحكمة والمصلحة الوطنية يطلبهما حيثما كانا.

الـرأي كالليـــل مســـود جوانــبه
والليـــل لا ينجلــــي إلا بإصبــــاح
فاضـمم مصابيح آراء الرجال إلى
مصباح رأيك تزدد ضوء مصباح

حكمة صاغتها مادحة الشيخ العبيد ود رية:

شال سعينات الرجال سواها في سقاهو

10. من إنجازات أهل السودان تكوينهم لمجتمع مركزي ذي امتدادات إقليمية عديدة مؤسس على دعائم اجتماعية قوية. بهذا الإنجاز حقق أهل السودان نجاحا اجتماعيا فاق عطاءهم السياسي والاقتصادي والثقافي. هذا الإنجاز حافظ على درجة معلومة من التماسك في وطن أنهكته فظاعات الدكتاتورية وويلات الحرب الأهلية. السودان الاجتماعي هو أقوى مظاهر الحياة العامة في السودان ولكن أهل السودان يدفعون ثمنا باهظا في التعازي، والأفراح، وعيادة المرضى، والزيارات الاجتماعية. هذه التكاليف يجدها كثير من الناس غير محتملة. ومن سلبياتها تعطيل الالتزامات العامة الأخرى. ولكن من إيجابياتها أنها جعلت للكيان السوداني مواعين حافظة. مواعين كان فقيدنا فارسها بلا منازع يقوم بواجباتها بطلاقة وجه وسرور فؤاد.

11. بلادنا تعاني من خلل أساسي في العلاقة بين القطاع الاقتصادي الحضري الحديث والقطاع الريفي المطري الرعوي التقليدي. ومع أن الأخير يضم النسبة الأكبر من سكان البلاد ويساهم بنصيب وافر في الدخل القومي فإنه ينال النصيب الأقل من المدخلات والمشروعات الاستثمارية. ربما قال قائل: إن نسبة السكان اختلت الآن لأن أعدادا كبيرة نزحت من الأرياف إلى المدن، هذا صحيح ولكن هؤلاء ريفوا ما استقروا فيه من مدن. القطاع التقليدي مهمل تنمويا، ومتروك لولاءات تراثية دينية وقبلية تحفظه مشدودا للماضي. كان الحبيب الراحل بالغ الاهتمام بهذه الظاهرة وكان يقول بإلحاح: إن بناء المستقبل على أكتاف القطاع الحديث وحده مستحيل فالقطاع التقليدي سوف يعيق هذا البناء غير المتوازن إما بقعوده وشده إلى أسفل وإما بثورته وتسليمه للمغامرات. كان يقول أن الاهتمام تنمويا بالقطاع التقليدي هذا واجب تنموي وحق وطني وإنساني وضرورة سياسية. ويقول أن تجديد أساليب ونظم قيادة الكيانات التراثية شرط مطلوب لمشاركتها في بناء المستقبل. وفي هذا المجال برزت أطروحته عن الإمامة في كيان الأنصار. في هذا الموضوع دار بيننا جدل استمر عشرين عاما كنت أقول بالتريث في أمر الإمامة لكي لا تؤثر سلبا على المعادلة القومية. وكان يقول إن الأفكار التي اهتديت أنت إليها هي التي أعطت الأطروحة الإسلامية معاني فاتحة في يومنا هذا وكتبت للأنصارية عمرا جديدا، فإن كان هذا العطاء هو اجتهاد إمام فإن هذا يكسبه شرعية حاسمة، هذا العطاء معرض للخطر إن قام إمام وتخلى عنه. كنا نتفق أن كيان الأنصار مبروك ومثابر، وجذوره عميقة في النفوس وفي المجتمع وفي التاريخ. ومن هذا المنطق قال لي تأمل السؤالين الآتيين:

ماذا لو قادت كيان الأنصار إمامة صحوية إسلامية ملتزمة وطنيا بأهداف البلاد العليا؟ وماذا لو قادته إمامة إنكفأت به إسلاميا أو حيدته وطنيا؟ قال لي: إن موقفي هو أن الموقف الأول هو الأصلح للدين والوطن بل هو واجب ديني ووطني لا يجوز أن نتأخر في أدائه.

12. كان الحبيب الراحل بالغ الحماسة لمراحل الدعوة المهدية بأنها اجتازت دورها التأسيسي وتركت نورا روحيا باقيا، وعاطفة انتمائية قوية، وفكرا هاديا، وتراثا ثريا، وأن مرحلة بعثها الثانية ساهمت في إحياء كثير من هذه المعاني وأضافت اجتهاداتها وعطاءها وأعطت شرعية للتطوير. وإننا في المرحلة الثالثة محتاجون بإلحاح لدعم الأفكار التي ناديت بها وتحقيق توفيق تاريخي بين الأصل الإسلامي وعصر العولمة. وقال بإلحاح أناشدك بالله أن تسرع بكتاب السيرة النبوية والتفسير للقرآن الكريم لتمكين المرجعية الفكرية بصورة قاطعة. أنت تتحدث عن حماية الإسلام من أهل الكهوف ومن أهل البروج والمعركة معهما فكريا ثقافية وأسلحتنا فيها هذه المراجع.

13. منذ عام 1998م أيقنا أن النظام الحاكم في السودان بدأ ينظر إلى أبعد من أجنداته الأيدلوجية ونتيجة لذلك اتفقنا على الأجندة الوطنية التي سوف تحقق السلام العادل والتحول الديمقراطي وتلبي مطالب الشعب المشروعة عبر العمل التعبوي، والتنظيمي، والدبلوماسي، والتفاوضي، هذا التوجه أجمع عليه حزبنا عبر لقاءات عديدة ولكنه سبب اختلافا بيننا وبين زملائنا في المعارضة. وتتالت التطورات حتى نبذنا العنف وعدنا للوطن وواصلنا التفاوض مع النظام الذي تجاوب معنا إلى حد ولكن قرارنا الجماعي الإجماعي في 18/2/ 2001م أن نواصل التفاوض حتى يتفق على برنامج السلام العادل والتحول الديمقراطي وأن نتعاون مع النظام في القضايا القومية ونشترك معه إذا تم الاتفاق ضمن حكومة قومية انتقالية أو عبر انتخابات عامة حرة ونزيهة. هذه هي خلاصة الطريق الثالث الذي رسمناه وكان الحبيب الراحل يرى أن السلام بالإضافة لضرورته في حد ذاته سوف يطيح بكافة التشويهات الاستبدادية ويفتح مجال التحول الديمقراطي الحقيقي ويمكن للقوى السياسية ذات الشرعية الشعبية. كان هذا الأمل أنشودة الحبيب الراحل التي ما برح يرددها حتى لقي ربه.

إن مما يرضيه في عليين إن الصحوية الإسلامية الهادفة للتوفيق الأعلى بين هداية الإسلام وحقائق العصر صارت أنشودة غالبية المفكرين الإسلاميين مثلما صارت أمل أهل القبلة في غد واعد. وأن الأجندة الوطنية صارت أنشودة أهل السودان في كل جهاته. أناشيد تصب في مراميها عوامل كثيرة داخلية وخارجية. لا بد من صنعاء وقد طال السفر.

14. قال تعالى: ( وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ ) [4] . كان فقيدنا مجبولا على التفاؤل قال لي المرحوم الشريف حسين الهندي لدى لقائنا في عام 1973م: "لولا عمر لكنت قد مت كمدا منذ زمان بعيد ولكن تحليلاته وتفاؤله مهد لنا واحات الأمل وفرج علينا". قال أحد فلاسفة اليونان: الدنيا مشحونة بالأحزان والمفاجآت الضارة والرهان على استمرارها رهان خاسر فالنتيجة المنطقية للعاقل الذي يريد زوال الشقاء هو الهروب منها انتحارا مثل رأي أبي العلاء:

تعب كلها الحياة فلا أعجب إلا من راغب في ازدياد

الإيمان والحنان هما ما يجعل استمرار الحياة ممكنا مهما كثرت الآلام وهما مبعث الأمل. والأمل يغذي التفاؤل والرجاء: ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.

كان الحبيب الراحل في هذا المجال حادي ركبنا. تفاؤل ليس تفاؤل كانديد الغبي الذي سخر منه أديب فرنسا فولتير ولكنه تفاؤل المؤمن: "( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) . و(لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ) [5]

15. بعض الظلمة كانوا يسخرون بعلاقته بي حتى نعتوه "درق سيدو" وهي سخرية ضمن سخريات كثيرة وجهوها نحوه ونحوي ونحو العلاقة بيننا. سخرية مع أنها جارحة احتملناها عمدا وحلما:

ولربما ضحــك الحليم من الأذى وفؤاده من حره يتألم

وربما شكل الحليــم لسانه حذر الجواب وإنــه لمفــوه

أقولها شهادة لله. لقد كان الحبيب الراحل من أكثر الناس استقلالا في رأيه وكان رأيه مخالفا لرأيي في مسائل كثيرة وهامة وموثقة، ولكنه لم يكن متفلتا لأن ولاءه لمعان أكبر منه ومني كان يعصمه، كما كان لي مخلصا محبا. مشهد وصف مثله أبو تمام:

ولقد سبرت الناس ثم خبرتهم ووصفت ما وضعوا من الأسباب

فإذا القـرابة لا تقــرب قاطعــا وإذا المــــودة أقـــرب الأنسـاب

16. الإنسان روح وجسد وعقل وعاطفة. والروح إيمانا، والعاطفة حبا وحنانا هما صمغ "أمير" الذي يعصم الإنسان الفردي والإنسان الاجتماعي، من التفسخ والانهيار. لقد ربطت بيننا زمالة روحية وارفة ظلالها.

المعرفة الإنسانية تتم عبر أربع وسائل: الوحي، الإلهام، العقل والتجربة. إن للإلهام سندا دينيا (اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِه) ِ [6] . وأحاديث النبي "ص" عن المبشرات وعن المحدثين وعن الرؤى الصالحة. وفي هذا الصدد رياضات روحية كثيرة تداولها الأدب الصوفي الإسلامي.

الفكر الوضعي يعترف بوجود إدراك فوق الحسي كقراءة الأفكار، وقراءة المستقبل، وغيرها من الظواهر التي تداولها الباراسيكولوجي هذا باب طرقه كثيرون وتحدثوا عن:

الألمعي الذي يريك الرأي كأن قد رأى وقــد سمعا

عالم الأحلام عالم حاشد بالرؤى الكشفية التي سجلها المؤرخون وشهدوا بصدقها. علم النفس التحليلي تداول الأحلام باعتبارها أنشطة العقل الباطن. الماديون منهم أمثال فرويد قالوا إن العقل الباطن هو مستودع العقل الواعي ولا يوجد فيه شيء لم يكن قد دخل إليه من ذلك الباب. آخرون مثل جونق قالوا إن العقل الباطن قد يأتي عبر الأحلام بمعارف جديدة مصدرها العقل الجماعي للإنسانية. هذا مفهوم شبيه بالإلهام.

كان بيني وبين الحبيب الراحل تداول مستمر في هذه المفردات أشبه بتلفزيون غيبي. هذه المفردات ورؤاها الصادقة موثقة وقد كان لنا مصدر مؤانسة إلهامية ترد كالحات الحياة وتحقق وحدة العزاء على نحو ما وصف ابن عبد ربه:

هموم رجال في أمـور كثيـــرة وهمي من الدنيا صديق مساعــد

يكون كروح حين جسمين فرقا فجسماهما جسمان والروح واحد

17. الفكاهة ليست عبثا إنها دواء للملل النفسي وتنفيس للاحتقان الاجتماعي. الملل أشد عذابا للإنسان من الألم وهما من جنس تشابهت حروفه واتفقت مقاصده في عذاب البشر. كان الحبيب الراحل ذا دعابة لا تتخلف، مصري المزاج في هذا المجال يدخل النكتة في كل معاملاته ولا يعتق نفسه منها. قال ذات مرة وقد أزعجته السمنة: بالله هذا جسم حضاري وأمسك بطيات بطنه وقال: "ود ضيف الله يجي يشوف الطبقات الجد"!!

18. كان الحبيب الراحل تقيا نقيا لا يفرط في أوقات صلاته وتسبيحاته، وكان كريما بل متلافا لا يدخر شيئا. وكان شجاعا تصدى لكل الطغاة بإيمان راسخ بقضيته الوطنية ومبادئه الديمقراطية، يقاومهم ويضحك على أساليبهم الفجة في محاولة تطويع الصناديد.

كان في شجاعته، وصبره، وصدقه، وكرمه، وعزة نفسه ديوانا لمكارم الأخلاق. ومكارم الأخلاق هي جوهرة الدنيا. قال النبي "ص" أفضل الناس إيمانا أحسنهم أخلاقا وقال: الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ [7] وقال: "أَكْثَرَ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ" [8] وأيضا: " مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ" [9] ، وقال فيما روته عائشة (رض) "إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ الْخُلُقِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ" [10] .

19. قال أحد أمراء الشعر والتصوف في السودان محمد سعيد العباسي يشكو حاله بعد السبعين:

سبعون قصرت الخطى وتركنني أمشي الهوينا ظالعا متعثرا

كان الحبيب الراحل في السبعين يطوي الأرض طيا في همة الشباب وخفة الشباب، ما تخلف عن واجب، وما تردد في مهمة، يقدس المواعيد تقديسا ولا يقيم لتراكم السنين وزنا.

عمري إلى السبعين يركض مسرعا والروح باقيــة على العشرين

تطفل كثيرون بإحالة جيله من الساسة للمعاش. نعم إن للسياسي سن معاش يبلغها إن هو أخطأ في قراءة الأحداث أو أجرم في حق الوطن، أو أحاط به الفساد، أو تكلس ففاته أن يواكب المستجدات. لا يحيله للمعاش رغبات منافسيه، ولا الجالسون على الرصيف يشاهدون نضال المناضلين، ولكن الذي يحيله للمعاش هو تناقص عطائه في نظر الشعب وانحسار تأييده الشعبي.

20. الحبيب الراحل مدرسة فريدة في العمل العام وأحدثت وفاته صدعا في كياننا الديني والسياسي والاجتماعي وتركت فيها دويا كأنما تداول سمع المرء أنمله العشر. ولكن همتنا والعزيمة، ووعينا والإرادة وعطاءنا والعناية، وأدبياتنا، وإعلامنا، وأجهزتنا التربوية والتدريبية سوف تتخذ من سيرته العطرة قدوة للأجيال.

إننا بإذنه تعالى وبإرادة شعبنا سوف نجعل الموت المادي حياة معنوية.

سلام عليك يا عمر َيَوْمَ مِتَ وَيَوْمَ تُبْعَثُ حَيًّا.

أخوك الصادق

Post: #150
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-27-2010, 08:31 AM
Parent: #11

الله اكبر ولله الحمد

Post: #13
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 07:39 PM
Parent: #7

«الإمام» البارع في توليد المعاني واجتراح المصطلحات يقبض على أنفه بقوة ويعيِّر الحكومة بأنها أخرجت «رائحة» شبيهة بتلك التي يخرجها «أبو العفين»، وفي رواية اخرى «اب كيوي» عندما يحاصره الخطر، وأبو العفين او اب كيوي لمن لا يعرفونه هو حيوان صغير لا يملك من اسلحة الدفاع عن النفس إلا «فُساء» نتناً كريهاً اذا اطلقه في وجه عدوه فلا مخرج له إلا إطلاق ساقيه للريح طلباً للسلامة ليس من شدة بأس ابو العفين، بل هرباً من رائحته الكريهة النفاذة التي يخرجها من احد السبيلين

Post: #10
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: بكرى ابوبكر
Date: 10-28-2010, 07:34 PM
Parent: #1

Interview with Sadig al-Mahdi



Post: #12
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: بكرى ابوبكر
Date: 10-28-2010, 07:36 PM
Parent: #10


Post: #15
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 07:44 PM
Parent: #12

يقول في برنامج "زيارة خاصة" الذي بثته الجزيرة في مايو/أيار 2005 إن أمه احتفلت مرة بعيد ميلاده -الذي يوافق يوم ميلاد المسيح عليه السلام- فقط لأنه وافق عيد الفطر، واستبشرت كثيرا بهذا التوافق بين مناسبتين دينيتين إحداهما مسيحية والأخرى إسلامية، غير أنه يؤكد أن ذلك بالنسبة إليه لا يترتب عنه "أي معنى غيبي".

Post: #16
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 07:46 PM
Parent: #15

الصادق المهدي يقول إنه لم ير من ملعقة الذهب هذه شيئا، ويكرر دائما أنه الزعيم السياسي الوحيد في بلاده الذي لم تزده السياسة شيئا، بل أفقرته، حيث أكد في البرنامج المذكور أنه لم يتسلم راتبا من مال الدولة طيلة سنوات توليه رئاسة الوزراء، في المرة الأولى من 1966 إلى 1967، وفي الثانية من 1986 إلى 1989.

Post: #17
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 07:48 PM
Parent: #16

ويضيف أنه لم يسكن قط في بيت حكومي، وأنه الوحيد من المسؤولين الذي كان كلما رجع من رحلة إلى الخارج يعيد إلى خزينة الدولة الميزانية التي خصصتها لسفره.

Post: #18
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 07:59 PM
Parent: #17

منهم المنخقة والموقوذة والمتردية والنطيحة000

الأمام يصف وزراء مايو

Post: #21
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: خضر عطا المنان
Date: 10-28-2010, 08:03 PM
Parent: #17

Quote: ويضيف أنه لم يسكن قط في بيت حكومي، وأنه الوحيد من المسؤولين الذي كان كلما رجع من رحلة إلى الخارج يعيد إلى خزينة الدولة الميزانية التي خصصتها لسفره.

عمر عبد الله فضل المولى



هذه واحدة من منجزاته التاريخية !!!!
وحتما ستتناقلها الأجيال على مر العصور !!!.

ويا لها من منجزات خالدات !!!.

خضر

Post: #20
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:02 PM
Parent: #1

لقد قضينا في السجن مائة يوم ويوم ذقنا فيها مرارة السجن وزل السجان ان طريق الحق محفوف بالمخاطر ففي طريق الحق عس عيسي ومس موسي ونح نوح وحم محمد ) هذا الحديث حينما خرج من السجن في بداية الانقاذ

Post: #22
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:06 PM
Parent: #1

هنالك جماعات من الوطنجية، والقومجية، والإسلامجية عز عليهم أن تجردهم السياسية الأمريكية الجديدة من تصويبهم المستمر على العم سام الكاوبوي المعتدي. لذلك حاولوا قدر المستطاع البحث عن المعاني المشتركة بين بوش وأوبام"ا.

من محاضرة له بمصر بعنوان : الموقف من أمريكا في ظل شعار التغيير بتاريخ : 10/6/2009م

Post: #23
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:06 PM
Parent: #1

هنالك متذاكون يعيشون على نهج خالف تعرف وتجعلهم خفة الدم النمطية يصطادون القفشات".

من نفس المحاضرة

Post: #24
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:07 PM
Parent: #1

لا يستطيع حلفاء إسرائيل مجاراة هذا الجمع المدهش بين العجز ومزيد من العدوانية".

من ذات المحاضرة

Post: #68
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-30-2010, 09:22 AM
Parent: #24

رشحناك- محمد صالح مجذوب

21/02/2010 | 08:55:10


رشّحــنَاكْ



رشحناك رئيس هادرين جموع أنصارك

جُرْ سيف النصُر يا فال بشارة أمـصارك

أركــان الفســاد مــرعـوبة مــن إعصارك

ســونامي البِخُـم راكب حصــان عصّارك



رشحــناك نضيف من مال مواطـن باري

مــن ظلـــم العــباد تــكتيفتُنْ إجـــــبـاري

ســودانــك يقــولّك بيــك نبـاى ونـــباري

عـالـــج وقعتـــي وقـــّدم خُطــى إدبــاري



رشحــناك رئيــس صادق أمين وسياسـي

رحَــلك يـا الأحــو مطبـوق وشيلك قاسي

فــي حـبّ البلد عرقك مرسّــخ راســــي

فوتك مو جديد رقمك صعـيب وقياســـي



رشّحـــناك سنــد للمايلــة تلفــي وقوعــه

درّج عاطله وضمّــد جــروح مصقوعــه

سلطـــان عــزّها البــرّد كبود مفقوعــــه

كم بِِسقي الحلو ويجرع سموم منقوعــــه



رشحـــناك تعيــد أيّــام زمــان ورخــــانــــا

لــي دارفــور توقّــف عــركته وجبخانــــه

قـــولْ فــرَّقْ تَسُدْ قسّــــم بلــدنــا وخانــــــه

ألحـــق للصريــع مــا يــدَخَّلــو السلخانـــة



رشحـــناك رئيـــس ترجــع بلــدنا عــزيـزة

مــن جنـد الأمــم آلاف ضَــرَسْنا رزيـــــزة

بلـــدكْ غــرغــرت كسّر سيـــوف تجزيـزة

يــاكْ ود الحــشا الماشُــفْتَ غيــــره لــذيـــذه



رشحــــناك تـــولّف بيــن محمــــد ومنـقـــــو

تمنع إنـفـصـالنا ومـوت وصـالــنـا وخـنــقـــو

النَصَبـــــو المـقـــاصــل لــي بلـــدنا يشنـقــــو

ســافّيـــن الــرمــاد فــي الاقتـــراع يـنـزنـقــو





رشحــــناك تفـــشْ لــلناس حـــزازْ وغبينـــــة

والــكِـــرْهَ البـــلــد ميـــزاتَـــه ليهـــــو تبينـــــه

تقســـم بــالعَـــدَل ثـــرواتـــَه تضْــوِى جبيـنـــه

تــكنــُسْ ســارِقَــه الفـى جيبـــو دارْ تصبيــنــه



رشحــــناك تعيــــد لــوز القطُــن لــي طولـــــو

والسخــــا والـرخــا يـوافــي الجـزيـرة هطولــو

تمـويــل البنــوك أصبــح حصـادنا مطــولـــــو

مبــــذول لــي كُبـــار فــي لبْعـــو مـا بـِرْتـولـو



رشحــــناكَ تــفزع للــوطــن بتـــرولــــــــــــو

مـــن ســـوح الهَمَــلْ وأهـــل اللغـــف كَتْرولــو

حـقّـك يا بـلـد فـي جــيـب غـــريــق ســتـرولـو

رايـــح زى شـليـــل مـنّـك بعـيـد شــتـرولــــــو



رشحــناك تعيـــد للمـــدرســـــة المجـــاَّنــي

وتعــيـــد العـــلاج الصــار تجََــر للجــانـــي

بلـــدكْ ليـــكْ نــده قـال غيثنــي مــن سجّانـي

دردرنــى البشيــر خلــى الـزعيــط يهجــاني



رشحـــناك تلملـــم كــلْ شـــريــدة وسارحــــة

والجـافــيات تـريمـــة وحــقْ تــداوى القـارحة

نــاس كـوز الصفيــــح العايثــة فــينا ومـارحة

ينضمـو فـي الهُدى وفي الضَّــلْ دقونن سارحة



رشحنـــاك عشــــــــان محبوب يعود إســلامنا

مــــن دين التخبّط والضـــــــــــــلال السـامنـــا

مشروعنــــا الحضــــاري القالو بضوي ظلامنا

ماصو وقرطعو وصبحـت تشـــــوفـو أحــلامنـا



رشحـــناك رئيـــس فَكــرَك أصيلـــة مشاربـــو

عصــري وسيــد لســان بـالحجـة هـدَّ محـاربو

مــا بقْــدرْ عليـــك المــاصْ بلــدنا وشــاربـــــو

شَعبــــو حَصَــدْ عَـنَا وخصخص بلدنا وخاربو



رشحـــناكْ عِــبارك ما فـــي ليهـــــو مــنافــس

وأصحـــاب القـريعـــة الـرايحــة خايفــة تنافس

ديمــــة مقلقليـــــن والسّـــوّو ليـــــهم عـــافس

أحـــلامهـــم تشـــوف أوكامبـــو جاهــم خافس



محمد صالح مجذوب سعد

30/1/2010م



Post: #25
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:08 PM
Parent: #1

يمكن فصل الدين عن السياسة الممكن هو( ضبط العلاقة بين الدين والسياسة)

Post: #26
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:09 PM
Parent: #1

"لست سياسيا عمليا ارى من اين يأتي الرزق ثم ابني عليه اراي ومعتقداتي"
في رده على سؤال صحفي خليجي اراد ان يذكره بموقف دول الخليج ابان كارثة السيول والامطار في 1988م وموقفه الرافض للانحياز لطرف ضد اخر في الحرب العراقية الايرانية والتي تحولت الى حرب حرب بالوكالة بين ايران ودول الخليج.

لا نقول لمصر كما قالت رابعة العدوية وهي تخاطب رب العزة
اذا كان الذي بيني وبينك عامرا فليت الذي بيني وبين العالمين خراب
بل نقول
" اذا كان الذي بيننا وبينكم عامرا فليت الذي بيننا وبين الاخرين عمار"
في محاضرة بالقاهرة 1986ايام التوقيع على ميثاق الاخاء بين مصر والسودان
على انقاض "التكامل المزعوم" الذي وقعه نميري ومبارك في اخر سنوات حكمه

Post: #27
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:10 PM
Parent: #1

الشورى هي ديمقراطية مرتبطة بسقف شرعي والديمقراطية هي شورى مرتبطة بمؤسسات .. والأثنان يتفقان على أربعة مباديء هي (المشاركة _ المساءلة_ الشفافية _ سيادة القانون)وهذه هي المباديء المطلوبة للحكم الراشد

الإرهاب ترجمة غير صحيحة والصحيح هو الإرعاب


يسألونك عن الوسطية

Post: #28
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:12 PM
Parent: #1

في تعريف التشرد تحت المادة 450 نص القانون على أنه هو عدم امتلاك السكن ووسائل العيش . ثم ألحق شرحا بالمادة يقول : إن الشخص الذي يكون من "العرب " لايدان لعدم وجود مسكن مستقر إن كانت لديه وسائل ظاهرة للعيش . ويبدو أنه بـ " العرب " يقصد العرب الرحل فإن صح ذلك فماذا يكون حال الدينكا وهم ليسوا عربا يعيشون على الترحال ؟
وهلم جرا من عجلة وخلل .
كتاب : النظام السوداني وتجربته الإسلامية

Post: #29
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:13 PM
Parent: #1

في رثاء السيدة سارا الفاضل

كنت أسمع فيها ضربات النحاس وأرى فيها ألوان الربيع.

Post: #30
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:17 PM
Parent: #1

وفي رده على أدعاء الإنقاذيين المهدية، وأنهم ورثتها، فأسسوا جامعة الإمام المهدي، وزرفوا دموا التماسيح في أم دبيكرات، استدرك الحبيب الإمام الآية الكريمة: إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه، ثم استدعى قول الشاعر:
إذا أراد الله نشر فضيلة طويت ... أتاح لها لسان حسود.
لولا إشتعال النار فيما جاورت ... لما عُرف طيب عرف العود

Post: #31
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:19 PM
Parent: #1

العقل بوصلة في عالم الشهادة لكنها لا تصلح للملاحة في عالم الغيب....

الإنسان جزء من العالم الطبيعي ومفارق له في آن واحد جزء منه لأنه خاضع لقوانين الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا ومفارق له لأن فيه قبس من روح الله.....

Post: #32
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:20 PM
Parent: #1

رزئت بلادنا بصحافة طائشة لا تفرق بين الخبر والفرية

Post: #33
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:21 PM
Parent: #1

لن نقبل بنصيب الفار في عليقة الفيل

قالها في خطبة عيد الاضحى بالجزيرة ابا معبرا عن سخريته من المشاركة

Post: #34
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:21 PM
Parent: #1

قال لمن يقولون لا نصادق الا الصادق قولوا :

لا نصادق الا صادق


عجزت الجبهة الاسلامية عن مواكبة الديمقراطية التي نبعت من الشعب خيارا واختيارا واختبارا وذلك لضعف طرحها الفكري .......... فلجات الى اختصار الطريق وصولا للسلطة عبر الانقلاب ....... وتكريسا للبقاء وخوفا من الزوال فتحت بيوت الاشباح لردع الخصوم.........

Post: #35
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-28-2010, 08:23 PM
Parent: #1

ادخلت الجبهة الاسلامية الشعب الى المساجد ودخلت السوق .

سمي الكذب تورية والخداع دهاء

Post: #38
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: بكرى ابوبكر
Date: 10-28-2010, 10:24 PM
Parent: #35

Conferencia pronunciada por el exprimer ministro de Sudán, Al-Imam al-Sadeq al-Mahdi



WebIslam

Post: #39
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: Amani Al Ajab
Date: 10-28-2010, 10:39 PM
Parent: #38

زعيم الأمة وإمام الأنصار : استفتاء الجنوب "بقرة مقدسة".. وأمريكا فقط يمكنها تأجيله..المهدي يحدد عشر نقاط "قابلة للالتهاب" بعد الاستفتاء

القاهرة (رويترز) - قال الزعيم السوداني المعارض الصادق المهدي ان استفتاء جنوب السودان تحول الى "بقرة مقدسة" لا يمكن لاحد في البلاد المساس بها وان الولايات المتحدة فقط يمكنها المطالبة بتأجيله.

لكن زعيم حزب الامة السوداني المعارض حذر في كلمة بالمجلس المصري للشؤون الخارجية مساء يوم الاحد من أن اجراء الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير كانون الثاني المقبل بدون توفير ضمانات لنزاهته يمكن ان يدفع بالبلاد الى كارثة.

وقال المهدي الذي تولى رئاسة الوزراء في السودان في الستينات والثمانينات من القرن الماضي ان "اجراءات الاستفتاء مقيدة بمواقيت يستحيل تحقيقها."

وتحدث عن عراقيل كثيرة امام اجراء الاستفتاء بشأن تقرير المصير للجنوب بموجب اتفاقية السلام الشامل لعام 2005 ومنها غياب الثقة والتعاون بين شريكي الحكم في البلاد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان صاحبة السيطرة في الجنوب.

واشار ايضا الى ان الميزانية المطلوبة لعمل مفوضية الاستفتاء لم تدفع والى وجود خلافات حول كيفية تصويت ما بين مليون ومليوني جنوبي في الشمال.

وقال ان طرفي الاتفاقية التي انهت اطول حرب اهلية في افريقيا تأخرا كثيرا في التفاوض حول قضايا كان ينبغي تسويتها قبل الاستفتاء منها مسائل الحدود والجنسية والعملة والامن الوطني والمخابرات والاصول والديون والنفط وقضايا أخرى.

وطبقا لاتفاقية السلام الشامل في السودان المبرمة في نيفاشا بكينيا عام 2005 فمن المقرر اجراء استفتاءين متوازيين احدهما بخصوص ما اذا كان الجنوب سينفصل عن الشمال او يبقى متحدا معه والاخر يحدد انضمام أبيي للشمال أو للجنوب.

لكن العلاقات بين الطرفين لاتزال متوترة وأثار بطء التحضيرات المخاوف من احتمال تأجيل الاستفتاءين وهو الافتراض الذي قال الجنوب انه غير مقبول وقد يؤدى الى عودة الحرب.

وقال مسؤولون أمريكيون يوم الجمعة انه يجب على مسؤولي شمال السودان وجنوبه أن يكونوا على استعداد لتقديم تنازلات حين يجتمعون في أثيوبيا الاربعاء القادم لبحث العراقيل المتبقية أمام الاستفتاء.

وقال المهدي ان الاسرة الدولية بقيادة الولايات المتحدة "غير مهتمة بنوع الاستفتاء بل بشكله وهذا سيناريو كارثي."

واضاف ان "موجة الدعم الامريكي للموقف الشكلي (ترجع الى) أن الرأي العام الامريكي يريد ان يرى امريكا مؤيدة للجنوب.

"شعبية الحكومة الامريكية في حاجة لانجاز لارضاء الرأي العام الامريكي."

وقال ان "الاستفتاء اصبح بقرة مقدسة" لا يستطيع احد ان يمسها في السودان. واضاف انه لا أحد يستطيع الكلام عن التأجيل الا الولايات المتحدة التي يعتبرها الجنوبيون بمثابة "ولي الامر" وأي جهة اخرى محلية او عربية او اجنبية ستكون مبرراتها محل تشكيك من الجنوبيين.

وحذر المهدي من ان اجراء الاستفتاء بدون ضمان نزاهته يعني ان نتائجه ستفتقد المصداقية وستكون مختلفا عليها وهو ما يمكن ان "يسمم العلاقات بين الشمال والجنوب ويجعل السودان جبل مغناطيس يجذب اليه كافة تناقضات المنطقة.. نزاعات القرن الافريقي وحوض النيل وغرب افريقيا والشرق الاوسط."

واضاف "القضية ليست متى يجري الاستفتاء ولكن ضرورة ان يكون حرا نزيها وأن يتفق على الية لحل النقاط الخلافية."

وقال المهدي ان الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الاول سلفا كير الذي يرأس ايضا حكومة الجنوب "ما برحا يؤكدان عزمهما على عدم استئناف الحرب وانا اصدقهما لاسباب موضوعية."

واضاف "هما ليسا شخصيات مارشالية... ومعلوم ان الجيوش التي تحكم تشغلها مصالح الحكم عن الحرب... والسودان تحت المجهر الدولي كل حركات قواته محسوبة ولا أحد يريد ان يتهم بشن الحرب."

لكن المهدي قال ان اسباب الحرب لا تتوقف على المشاكل الشمالية الجنوبية وان "ضحايا الاقتتال الجنوبي الجنوبي اكبر عددا من ضحايا الاقتتال الشمالي الجنوبي."


وحدد المهدي عشر نقاط "قابلة للالتهاب" بعد الاستفتاء بسبب الخلافات بشأنها ومنها "تبعية الجبلين ما بين الرنك والنيل الابيض" و" جبل مقينص" و"كاكا التجارية" و"بحر العرب" و"كفياكنجي وحفرة النحاس" و"أبيي" و"هجليج".

واقترح المهدي "اسناد ادارة الاستفتاء لجهة محايدة.. دول معينة تحت مظلة الامم المتحدة.. لان أي جهة سودانية سوف يطعن في نزاهتها."

وطالب ايضا "بمراجعة اتفاقية السلام الشامل كأساس للوحدة او للتوأمة بين الدولتين اذا قرر الجنوبيون الانفصال."

واشار الى انه سيبحث هذه الرؤية في لقاء مع كير الاسبوع القادم في الخرطوم.

وقال المهدي ان انفصال جنوب السودان يمكن ان يولد خيارات جديدة بالنسبة للشمال على غرار "الميثاق الثلاثي بين مصر والسودان وليبيا" في اشارة الى ميثاق طرابلس الذي وقعته الدول الثلاث في ديسمبر كانون الاول عام 1969 وشمل الى جانب التعاون الاقتصادي مجالات الدفاع والسياسة الخارجية وانضمت اليه سوريا في نوفمبر تشرين الثاني 1970

Post: #41
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: Amani Al Ajab
Date: 10-28-2010, 10:48 PM
Parent: #39

إمام الأنصار وزعيم الأمة : المجتمع يعاني من انهيار أخلاقي غير مسبوق والحالة الإقتصادية سبب مباشر في ذلك.. المهدي يقترح مؤتمراً قومياً يشخص ظاهرة الانحلال الأخلاقي
الإمام المهدي : المجتمع يعاني من انهيار أخلاقي غير مسبوق والحالة الإقتصادية سبب مباشر في ذلك.

قال الامام الصادق المهدى رئيس حزب الامة القومى فى خطبة الجمعة بمسجد الحاج مردس بالكلاكلة القبة امس ان المجتمع السوداني اليوم يعاني من انهيار في الأخلاق غير مسبوق.
لأول مرة في المجتمع السوداني تفشت العزوبة بحيث صار ربع الشباب فقط هم المتزوجون، و تبلغ أرقام اللقطاء درجة ملفتة: ألف لقيط في العام في العاصمة وحدها، و انتشر داء الايدز والمخدرات بصورة وبائية، وزادت نسبة الذين لا مأوى لهم بل يعيشون مشردين في الطرقات، كما زادت نسبة الذين يعيشون في مساكن لا تتوافر فيها أدنى الخدمات. وبلغ العنف الاجتماعي درجة ماحقة فيها قتل الأب ابنه، والابن أباه، والأم بنتها، والأخ أخاه، والرجل زوجته، والزوجة زوجها، والخطيب خطيبته، والطالب زميله أو زميلته. وقال هنالك مجهود مقدر لإدخال التربية الجنسية في مدارسنا ولكن بعض المتنطعين انتقدوا المادة المقدمة. لقد أطلعت عليها ووجدتها مناسبة.ولفت الى ان من الاسباب الحالة الاقتصادية التي أدت إلى تفشي العطالة، وقصور الدخول دون تغطية المصروفات الضرورية، والاستقطاب الاجتماعي الذي دمر الطبقة الوسطى وأفرز قلة يفسدها الثراء وكثرة يفسدها الفقر. بجانب الحروب المدمرة والفضائيات إن بلادنا الآن تحيط بها الأزمات إحاطة السوار بالمعصم فإما نستسلم لأسرنا أو ننهض لخلاصنا.

الوطن

Post: #40
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: معتصم مصطفي الجبلابي
Date: 10-28-2010, 10:42 PM
Parent: #38

شكرا عمر وابوبكر للتوثيق لهذه الشخصية المميزة

Post: #42
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-29-2010, 02:15 PM
Parent: #40

شكرا الاخ بكري ابو بكر والاخت اماني العجب

Post: #46
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: محسن عبدالقادر
Date: 10-29-2010, 04:55 PM
Parent: #42

الله أكبر ولله الحمد

Post: #47
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: بكرى ابوبكر
Date: 10-29-2010, 05:20 PM
Parent: #46

الصادق المهدي يتهم البشير بتشويه الاسلام
الثلاثاء, 16-فبراير-2010
الوطن - اتهم الصادق المهدي اخر زعيم منتخب للسودان حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس عمر حسن البشير يوم الاثنين بتشويه صورة الاسلام وحذر من مخاطر اندلاع العنف في دارفور والجنوب مع الاستعداد للانتخابات.

وهاجم المهدي الذي أطاح به البشير في انقلاب عام 1989 حزب المؤتمر الوطني مستهلا حملته للانتخابات التي ستجرى في ابريل نيسان.

وقال المهدي الذي يقود حزب الامة المعارض لرويترز "انهم يشوهون الصورة الطيبة للاسلام لانهم ربطوا بين الاسلام والدكتاتورية.. وربطوا بين الاسلام والعنف."
وقال المهدي "نحن نعتقد ان هذا أمر غير مقبول. الاسلام يرحب بالحرية والعدل والتسامح ونحن نعتقد انهم أساءوا الى الاسلام من خلال الربط بينه وبين سياسات التقييد والقمع التي يتبعونها."

وأطاح البشير بالمهدي وحكومته المدنية بدعم من متشددين اسلاميين واستضاف لفترة من الوقت اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.

ويتزعم المهدي وهو حفيد الامام المهدي زعيم الثورة المهدية الذي حارب البريطانيين في القرن التاسع عشر طائفة الانصار.

وينظر الى المهدي الذي تولى رئاسة الحكومة السودانية مرتين على أنه أحد المنافسين الرئيسيين للبشير في صفوف المعارضة.

وقال المهدي لرويترز انه لن يسعى للانتقام من حزب البشير اذا فاز حزب الامة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

واضاف "لسنا متعطشين للانتقام... نحن نعتقد انه كان خطأ -على سبيل المثال- عندما حدث تغيير في العراق حيث تم ببساطة حل الجيش وحل حزب البعث."

وتابع "النتيجة ان تتحول القوى الاجتماعية ببساطة وعلى الفور بين يوم وليلة الى عناصر هدامة... نقول اننا نريد أن يشارك (حزب المؤتمر الوطني) في البناء وفي السلام والديمقراطية في السودان."

وكرر المهدي موقف حزبه بضرورة أن يحاكم المتهمون بارتكاب جرائم حرب في دارفور أمام محاكم "مختلطة" تضم قضاة أجانب دون أن يذكر اسم البشير.

ويقول حزب الامة ان بدء عملية قضائية بهذا الشأن يمكن أن تتيح لمجلس الامن الدولي استخدام سلطاته بتعليق قرار المحكمة الجنائية الدولية.

وقال المهدي ان هناك خطرا من تجدد العنف أثناء الاستعداد للانتخابات من جانب جماعات من دارفور تشعر بانها أصبحت خارج العملية السياسية ومن جانب جماعات قبلية في الجنوب.
وأضاف المهدي ان "بعض العناصر" تشجع على العنف بينما يتهم قادة جنوبيون الخرطوم بتسليح ميليشيات قبلية وهو ما تنفيه الحكومة السودانية.

ووعد المهدي في حالة فوزه بالرئاسة بحل أزمة دارفور واصلاح العلاقات مع دول الجوار والقوى العالمية الاخرى.

واتهم المهدي حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة البشير بتبديد عائدات النفط السودانية على الامن "والانفاق ببذخ" ووعد باعادة توجيه الاموال للتنمية.

رويترز

Post: #48
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-29-2010, 05:21 PM
Parent: #40

شكرا الحبيب معتصم

Post: #49
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: بكرى ابوبكر
Date: 10-29-2010, 05:26 PM
Parent: #48

يسألونك عن المهدية بقلم السيد الصادق المهدي
بسم الله الرحمن الرحيم


المقدمة

قال تعالى( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ)).
وهذه الآية تنطق بوعد دائم بأن دعوة الدين الحق منصورة مهما تأخر النصر وأحاط بأهلها الضعف والخوف، فهذا شاهد من صحيح المنقول.
وإذا تلفتنا لواقع حياتنا لوجدنا أدلة عقلية تشير إلى حتمية بعث الإسلام بعثا جديدا.
لقد سيطر على الفكر الإنساني منذ قرن من الزمان تفكير ينكر وجود الله أو يهمله ويدير قفاه للمعاني الروحية ولا يقر وجودها في كيان الإنسان ولا في نظام حياته. وراجت فلسفات تفسر الإنسان وحياته ومصيره تفسيرا ماديا. ولكن هذه التفسيرات المادية واجهتها عقبات: لوحظ أن سلوك الكائنات الحية يتخطى النظم المعهودة ويتنوع ويجدد، ولوحظ أن عقل الإنسان أوسع معنى من دماغه، ولوحظ أن الجماعة الإنسانية لها قدرات تفوق مجموع قدرات أفرادها. هذه الملاحظات معناها أن التفسير المادي لحياة الإنسان المفرد والجماعة تفسير ناقص. لذلك تقهقرت الفلسفة المادية وانبعثت اتجاهات فكرية تقر بأن في حياة الإنسان ونظام الكون عنصرا روحيا.
وأدى تقهقر الفلسفة المادية إلى ضعف المذهب الشيوعي لأن الشيوعية تقوم على فهم مادي لحياة الإنسان ونظام العالم.
لقد وجدت الشيوعية تجاوبا في أوروبا في القرن التاسع عشر لأنها فضحت نظاما رأسماليا مشبعا بالمظالم الاجتماعية فأدانته ووعدت بإسقاطه وبإقامة نظام عادل في مكانه يحقق للناس فردوسا في الأرض.
وفي الخمسين عاما الماضية استطاع المذهب الشيوعي أن يقوم بالثورة في بعض البلدان وأن يتسلم السلطة. ولكنه لم يستطع إقامة الفردوس الموعود، بل تكشفت تجربته عن سلبيات فأتت بأنواع جديدة من الظلم الاجتماعي. ولم تستطع الشيوعية طرد النزعات الروحية في نفوس الناس، ولا طرد المشاعر القومية من قلوبهم. وفي نفس الوقت تنبهت المجتمعات الرأسمالية لإصلاح بعض مظالم النظام الرأسمالي وتحقيق بعض العدل الاجتماعي.
وفي العالم الثالث وجدت الشيوعية تجاوبا في بعض البلدان لأنها بشرت بالتنمية الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية، وشاركت في التصدي للاستعمار وإعانة حركات التحرير. وعلى مر الأيام تأكد للجميع أن التنمية الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية، ومحاربة الاستعمار ليست حكرا تحتكره الشيوعية. واتضح للناظرين أن الشيوعية تشترط لاعتناقها إلغاء الاعتقاد الروحي، والانتماء القومي وتسلخ روادها من جلدتهم وتصبهم في قوالب انتماء طبقي والتزام أممي. وهذه الشروط ضد طبائع البشر فلا يرجى فلاحها. ولم تستطع القيادة الشيوعية نفسها أن تتخلص من مشاعرها القومية بل ظلت المشاعر القومية تلعب دورا في تفسير المذهب الشيوعي لديها. وكان التأثر بمشاعر قومية مختلفة من أسباب الاختلاف بين أكبر دولتين شيوعيتين.
تلك الأسباب مجتمعة أدت إلى الإعراض عن المذهب الشيوعي في العالم الثالث، وهذا طبعا لم يمنع تعامل كثير من بلدان العالم الثالث مع دول شيوعية في قضايا التنمية الاقتصادية ومحاربة الاستعمار. وكما عجزت الشيوعية في توجيه العالم الثالث نحوها عجز النظام اللبرالي في أن يحقق النهضة في العالم الثالث. لقد دعا بعض المفكرين والقادة للنظام اللبرالي قياسا بنهج الحياة في أوروبا الغربية وأمريكا، ولكن المعلوم من حقائق التاريخ أن اللبرالية نوع من الاسترخاء مارسته مجتمعات أوروبا وأمريكا في مرحلة متقدمة من نهوضها الاقتصادي والاجتماعي. لقد خدم الفكر اللبرالي الإنسانية بتحديده لبعض المبادئ التي لا غنى عنها لحفظ كرامة الإنسان مثل بيان حقوق الإنسان، وسيادة القانون، والحريات الأساسية، وصارت هذه المبادئ حقا يطالب به الناس في كل مكان، ولكن الأخذ بالمذهب اللبرالي كله ليس متاحا لمجتمعات تحبو تحت أقدام العالم يقيد خطواتها التمزق والتخلف والتبعية ولا نهضة لها دون تخطيط وترشيد.
وفي العالم العربي هب مذهب قومي أعلن عجز اللبرالية والشيوعية وقلة جدواهما ودعا لبعث عربي يتحد بموجبه العرب ويحققون العدالة الاجتماعية ويتحررون من الاستعمار. لقد واجه الفكر القومي مشكلات من أهمها أن يحدد ماهية دور الإسلام في حركة البعث العربي لقد تعددت الآراء في هذا الصدد : فمن المفكرين القوميين من قال أن الإسلام إشراقة من إشراقات العروبة فلا بد من معاملته كتراث عربي فهما صنوان يتضامنان في بناء المصير العربي هذه التصورات لدور الإسلام عديمة الجدوى. الإسلام هو الرسالة الخالدة وهو وحده الأساس وانبعاثه من جديد أمر تشير إليه طائفة من المؤشرات فإذا سلمنا بذلك صار البعث العربي بعض ما سوف يعالج في نطاق البعث الإسلامي. إن للقومية إيجابيات ومن سلبيات التعلق بعصبية الدم، والاستعلاء على الآخرين، ومن إيجابياتها تأكيد رابطة اللغة، وإذكاء حب الوطن، ودعم المصالح المشتركة. والسلبيات لا بد من إسقاطها، أما الجوانب الإيجابية ففي متناول الإسلام أن يفعل بها ما فعله بالواقع الإنساني حيثما وجده وهو: طرد ما به من شرك وجاهلية، وإسقاط ما يعوق المثل العليا، واستيعاب الجوانب الإيجابية في إطاره الواسع أي أن الإسلام في متناوله أن يستصحب العروبة وهذا وحده هو السبيل الصحيح لبيان دور الإسلام وموقفه من البعث العربي. هذا الاتجاه هو الحق وهو الذي يحل تناقضات المفكرين ويستقطب الجماهير العربية المسلمة. وهو يقر بحقيقة الإخاء بين المسلم العربي وغير العربي، ويقر أيضا بأن العلاقة بين العرب المسلمين أكثر خصوصية وأدنى قربى وهذا واقع إنكاره نوع من المكابرة المجدبة.
هذا الاتجاه قد يأباه أصناف من الناس هم:
الصنف الأول:
الذين لا يقبلون في تفسير حقائق الإسلام إلا الأدلة النقلية وتفسيراتها تفسيرات نقلية أيضا. ولدى هؤلاء أن لا وجود إلا لكيانين في النظام الإسلامي: كيان أكبر هو الأمة، وكيان أصغر هو الأسرة. أما كيان الأمة فقد انقسم منذ 132 هـ (750م) وعندما وقع الانقلاب العباسي قامت إلى جانبه خلافة أموية ثانية في الأندلس. وعلى مر الأيام تعددت الانقسامات ثم تغيرت الظروف حتى ولدت الشعور القومي الذي دعمته وحدة اللغة والاتصال الجغرافي، ودعمته مصالح مشتركة ومواقف مشتركة. كل هذا أدى لقيام كيان قومي توسط بين الكيان الأكبر والأصغر. وخير لحركة البعث الإسلامي تبين تلك الحقائق والعمل على ترشيد حركة الكيان الأوسط لتسير في طريق حركة الكيان الأكبر. وهذا نهج إسلامي أصيل. سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمن العصبية أن أنصر قومي؟ فأجاب: لا، ولكن من العصبية أن تنصرهم في باطل".
الصنف الثاني:
وهم على طرفي نقيض من الصنف الأول ورأيهم أن الإسلام يعارض العصر الحديث الذي أتى للإنسان بالرقي، والتقدم، والثورة الصناعية،والثورة العلمية، والحرية، والديمقراطية، والاشتراكية وغيرها من المنجزات. لذلك فلا معنى للبحث عن دور الإسلام لديهم لأن دوره لديهم انطوى في التاريخ وكلما أسرعنا بالاعتراف بهذا واتجهنا لبناء حياة عصرية تقدمية كلما تخلصنا من قيود الماضي المظلم. هؤلاء هم أسرى الاستعمار الفكري: إنهم "بادية" أوربا بشقيها وأمريكا، ومقياس التقدم عندهم ما يجري في " البندر". والحقيقة هي أن الإسلام لا يعارض الرقي الحقيقي للفرد ولا للجماعة بل يحرص عليه ويقدمه في نظام موزون. والغموض الذي يحيط بهذه الحقيقة سوف يزول لا محالة عندما يعنى بالكتابة عن الإسلام مفكرون ملمون بحقائق هذا العصر.
والصنف الثالث:
المسيحيون العرب الذين يجدون تعارضا بين عروبتهم والإسلام وهم جماعة ذات شأن هام في تطور الفكر العربي وشاركوا في الكفاح القومي فلا سبيل لإغفال وجودهم ولا إنكار دورهم. هؤلاء طبعا يدركون أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يعترف بأديان السماء الأخرى وينظم حقوق أهلها الدينية والمدنية، ويكفل لهم الحرية الدينية ويتعامل مع أهل الملل بأن لا إكراه في الدين. لذلك ليست أمامهم مشكلة "دينية" في نظام مسلم ولا يجرد الإسلام العروبة بالمعنى الذي ذكرناه من دورها ولذلك فإنهم لا يعانون من حرمان "قومي" في ظل مجتمع مسلم.
والخلاصة هي أن ظروف الوطن العربي تسير إلى حتمية بعث إسلامي.
وفي العالم الأفريقي كان المفكرون والقادة مشغولين بقضايا التحرر من الاستعمار، وعندما ضعفت قبضته المباشرة اتجه اهتمامهم نحو قضايا التنمية، والحكم، والعدل الاجتماعي، والبحث عن الذاتية وغيرها. وتجسيدا للماهية والذاتية الأفريقية قامت حركة الوحدة الأفريقية، وإشباعا للشعور بالذاتية نهضت تيارات فكرية مثل فكرة العزة الزنجية Negritude وفكرة سيادة السود وغيرها ولما كان الإسلام في افريقيا هو دين أغلبيات في غرب القارة وشرقها الشمالي، وأقليات كبيرة في شرقها ووسطها وجنوبها فان حركة البحث عن الذاتية والماهية أنعشت الشعور بالذاتية الإسلامية التي كان الاستعمار في أيام سطوته ينكر وجودها ويهضم حقوقها ويحارب أهلها، لذلك كان رحيل الاستعمار فاتحة صحوة إسلامية في افريقيا تزداد بقدر ما يتقلص سلطان الرجل الأبيض وبقدر ما يتبن المفكرون والجماهير الأفريقية اشتمال الإسلام على مزايا مطلوبة بإلحاح في المسرح الأفريقي مثل استطاعته أن يقيم إخاء بين أجناس مختلفة العرق واللون، أي أن البعث الإسلامي يلوح في الأفق الأفريقي أيضا.
فإذا تأملنا المصير الإسلامي لوجب علينا أن نبحث الأرضية التي يتم فوقها البعث الإسلامي: علينا أن نتساءل ونعرف واقع المسلمين في بقاع العالم الإسلامي المختلفة. ومن هنا تنبع أهمية هذا الكتاب لأنه يتعرض لدراسة دعوة للبعث الإسلامي قامت في السودان قبل قرن من الزمان وما زالت حية في نفوس ملايين من أهل البلاد ولها أنصار في عدد من بلدان السودان الأكبر الممتد من بحر القلزم ( الأحمر) شرقا إلى بحر الظلمات (المحيط الأطلنطي) غربا، تلك الدعوة هي دعوة الإمام محمد المهدي بن عبد الله.
لقد اتضح لي ولغيري من مناظرات دارت في سجون السودان ومعتقلاته، عبر الأعوام الخمس الماضية، جرت عن طريق الحوار المباشر والمراسلات واشتركت في طرف يسير منها، أن ماهية دعوة الإمام المهدي تفتقر إلى بيان يساهم في وضوح الرؤية لدى المؤمنين بها أنفسهم، ويقدمها لشركائهم في الوطن والمصير، ويبين موقعها في الإسلام ودورها في حركة بعثه.94هـ
لقد ضمت سجون السودان ومعتقلاته في السنوات الخمس الماضية جماعات من كل مشارب الحياة: كان منهم المنتسبون لفئات دينية، وسياسية، ومهنيون: أطباء، ومحامون، ومهندسون، وزراعيون، وبياطرة، وجنود، وإداريون، ورجال شرطة وسجون. وفنيون: مهندسون، ومحاسبون، وكتبه، وممرضون. ونقابيون: عمال مهرة وغير مهرة، ومزارعون، وأساتذة ومدرسون وطلاب، وحرفيون، وتجار، ورعاة من البادية. وكانت اتجاهاتهم الفكرية عينات من أنواع الفكر الموجود في المجتمع السوداني. والمناظرات التي أشرنا إليها دارت بين هؤلاء فتناولت كل أمر جليل الشأن و....ة، وتطرقت للبحث في ماهية الدعوة المهدية مما حفزني لتستطير هذا الكتاب.لقد ذاع عن الدعوة المهدية ما كتبه خصومها بتوجيه من ونجت باشا رئيس قلم مخابرات الجيش الذي غزا السودان ودمر الدولة المهدية في 1898 م لقد كتب ونجت عن المهدية واستكتب آخرين أمثال نعوم شقير ‎، وإبراهيم فوزي، وسلاطين. وساعد على نشر ما كتبه الموتورون أمثال أوهرولد. ولم تقتصر تلك المؤلفات على تشويه أحداث تاريخ المهدية ومهاجمة نظامها السياسي والإداري بل اهتمت دعايتها أيضا بطعن عقيدة المهدية وفكرها سلخا لها من جميع أصولها وإبعادا لها من الإسلام حتى لا يتعاطف معها المسلمون في كل مكان أثناء حملة الغزو والإبادة.
ولكن بعد أن مضى على الغزو أكثر من ثلث قرن بدأ بعض المؤرخين يؤلف وينشر كتبا دافعها البحث والدرس لا الانتقام والتشويه، ومن هؤلاء المؤرخين ثيوبولد وهولت من البريطانيين.
كذلك انبرى لدراسة التاريخ وكتابته مؤرخون سودانيون فكتبوا بدافع الدراسة الموضوعية لحقائق التاريخ، أذكر من هؤلاء السيد محمد عبد الرحيم، والسيد صالح ضرار من الجيل القديم. وأذكر الدكتور مكي شبيكة من الجيل المخضرم، والدكتور محمد إبراهيم أبو سليم، والدكتور يوسف فضل، والرائد عصمت حسن زلفو من جيل الكهول والشباب.
ويضاف إلى هؤلاء عدد كبير من الدارسين المؤرخين الذين نشروا كتبهم والذين لم ينشروها بعد. لقد فتحت كتابات هؤلاء أبواب تنوير وتعليم بحقائق تاريخ السودان. وساعد حركة التبصرة هذه نشاط وحدة السودان بجامعة الخرطوم وساهم في التعريف بتاريخ المهدية نشاط دار الوثائق المركزية. وكان لمدير دار الوثائق المركزية الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم دور فريد في تنظيم وتبويب وثائق المهدية ولفتت مؤلفاته النظر لفكر المهدية ونظامها.
لقد استفدت كثيرا مما كتب هؤلاء المؤرخون الوطنيون والأجانب، ولا شك عندي أن كتاباتهم هي الرد الموضوعي على الأباطيل التي ألفها ونشرها مؤلفو الدعاية الحربية أعوان ونجت الجاسوس وكتشنر الانتقامي.
أما الكتاب الحالي فإنه مع حرصه على الموضوعية مكتوب عن الدعوة المهدية من ناحية الاعتقاد والفكر وحدهما، ومن داخل الدعوة. وهذا المؤلف وغيره مما ذكرنا آنفا ذو أهمية بالغة لأننا مهما شغلنا أنفسنا بحركات التقدم الاجتماعي لن نخبر أمرها إلا إذا تيسر لنا الإلمام بخلفية المجتمعات المراد إنهاضها، إن كثيرا من القادة والمفكرين يخططون لمستقبل شعوبهم استنادا إلى تحليلات مستمدة من أحوال مجتمعات غريبة عنها تماما، إذا لم نحلل واقعنا ونلم بماهية وحداته الاجتماعية التليدة والطارفة فكيف نطمع أن نخطط لتحرك اجتماعي ناجح؟ إن الذين يزرعون دون معرفة المناخ وتحليل التربة وإحصاء مقوماتها إنما يعبثون.
وختاما تقع مواد هذا الكتاب في ثلاثة أقسام وفصولها ألخصها فيما يلي:
القسم الأول:
1. لقد وقع خلاف حقيقي في الفكر الإسلامي بدأ من أصول إسلامية ثم اتسع ودخلت عوامل عليه وافدة.
2. صحبت الافتراق الفكري انقسامات سياسية تداخلت معها عوامل اقتصادية واجتماعية فاشتركت كلها في زيادة تمزيق الفكر الإسلامي وتقسيم الكيان السياسي الإسلامي مما أضعفه وجعله لقمة سهلة للفتن الداخلية والغزو الاستعماري من الخارج.
3. إن افتراق الرأي والتمزق السياسي مهما كانت أسبابهما نفر منهما المسلمون نفورا شديدا فقامت محاولات جادة للتخلص منهما. هذه المحاولات قادها مصلحون وثوار ودعاة.
4. وكانت هذه المحاولات أحيانا تأخذ طابع حركة اجتماعية فيتجاوب مع داعية الإصلاح آخرون وينال قولهم رضا عاما مثل التجاوب الذي أدى لترجيح قفل باب الاجتهاد.
5. وأحيانا تأخذ حركة الإنقاذ الفكري طابعا فرديا: يقوم في معمعان النزاع عملاق يجمع أطراف النزاع و يقدم حلا توفيقيا على مستوى أعلى من اتحاد الفكر. هؤلاء العمالقة يستجيب الواحد منهم لحاجة جماعية عميقة. ويتحدث بالمنطق السائد في زمانه، وبتعابير المعارف المتاحة له الرائجة في ذلك الزمان. ومن صفات هؤلاء العمالقة أن الواحد منهم يفوق أقرانه بثقة مستمدة من يقينه بأنه ملهم.
6. وخاتمة القسم تحكي قصة التفرق التوفيق حتى القرن التاسع عشر الميلادي وتبين ما وصل إليه المسلمون من ضيق وتمزق وما يتطلعون إليه من خلاص.
القسم الثاني:
1. إن للفكرة المهدية أصولا إسلامية واضحة. وإن لها دوافع تاريخية.
2. إن الفكرة المهدية مهما كانت أصولها الإسلامية ودوافعها التاريخية تشعبت وتعقدت لدى الفكر الشيعي، ولدى الفلاسفة وعلقت بها ألوان من المبالغات من المزايدات ومن الأدب الشعبي.
3. إن العالم الإسلامي حدثت فيه مجموعة من حركات المهدية، وتلك الحركات تفاوتت في مضمونها، وقيمتها، وهدفها، ولا بد من اختيار مقياس معين للحكم عليها وبيان معناها.
القسم الثالث:
1. إن للإسلام في السودان وانتشار العروبة فيه ظروف خاصة هي التي كونت مزاج أهل السودان، فإذا أضفنا إلى المشاكل التي خلقتها تلك الظروف أحوال البلاد تحت ظلم الحكم العثماني الخديوي والتحالف الاستعماري الأوروبي أدركنا شدة حاجة البلاد للإنقاذ.
2. السودان خاصة، والعالم الإسلامي، والعربي، الأفريقي والآسيوي عامة كانوا يتطلعون لنجدة: كل يرسم لها تصورا معينا.
3. إن الجذور الإسلامية للمهدية، وحاجة المسلمين الملحة للإنقاذ، والضرورات السياسية والاجتماعية المتحرقة للخلاص من الواقع الأليم المتطلعة للبعث والتحرير، وغيرها من عوامل هي الظروف الموضوعية التي أحاطت بالدعوة المهدية.
4. كان الشيخ محمد أحمد منصرفا للإصلاح الذاتي ولكن حالة " هجمت " عليه نقلته من إصلاح ذاته فقط إلى إصلاح ما حوله كذلك: اتجه من عمارة الداخل إلى عمارة الداخل والخارج، وكان الشيخ محمد أحمد شابا مشهودا له بالصدق والأمانة لذلك عندما أعلن أنه المهدي المنتظر آمنت بدعوته عصبة من الناس، والتقت هذه الأحوال الذاتية بتلك الظروف الموضوعية فشقت الدعوة عنان السماء.
5. وكما "هجمت" الدعوة على المهدي هجمت عليه أصول هداية تجمع ما تفرق في كثير من مشارب الفكر الإسلامي مسبوكا في قالب موحد.
6. وبالرغم من هزيمة الدولة المهدية في كرري فإن الدعوة المهدية تركت أثرا باقيا في حال الإسلام، والسودان، وفي قلوب الأنصار.
7. إن معرفة حقيقة الدعوة المهدية وموقعها في الإسلام مهمة في حد ذاتها، ومهمة لمعرفة ماهية الأنصار، ومهمة للبحث في واقع المسلمين عن روابط الإخاء الواجب قيامها بين أهل القبلة طلبا للمشاركة في البعث الإسلامي.
وغاية هذه الدراسة التي تمت في ظروف السجن التي لم تتوفر فيها كل المراجع المطلوبة أن تخدم قضية البعث الإسلامي في الواقع السوداني، والعربي، والأفريقي المعاصر.
والله أسال التوفيق والسداد

الصادق المهدي
سجن بور تسودان في 21 صفر 13


Post: #57
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: بكرى ابوبكر
Date: 10-29-2010, 05:46 PM
Parent: #49



مع د. الصادق الهادي المهدي:
التاريخ 2009/2/21 5:00:00 | القسم : مراجعات


هذا حوار يستمد أنفاسه من التاريخ، وإن اتصلت وقائعه بالحاضر. وهي سجلاتٌ نفتحها برغم مرور 38 عاماً على حادثة الجزيرة أبا؛ فالتاريخ لا يموت، وقد تبقى سجلاته في بلادنا مغلقةً مئةَ عام قبل أن يُمَاط عنها اللثام، وإن كانت سجلات شبيهة في بلادي أخرى تفتح للجرح والتعديل بعد ما لا يزيد عن الثلاثين عاماً. نجم المراجعات لا يستمد شرعيته في الحديث عن الجزيرة أبا من كونه ابناً للرجل الذي صنع (أبا) بوقائها وتفاصيلها، فهو لم يكن قد تجاوز التاسعة من عمره يومئذ، بل لأنه دفع إلى المكتبة السودانية بكتاب يؤرخ فيه للحادثة. ضيفنا هو قائد حزبي لإحدى كيانات حزب الأمة المنشطرة على نفسها لعدد من الكيانات، وهو من نجوم الإصلاح والتجديد، ولأجل هذا، فالحوار يتصل أيضاً بحاضر حزب الأمة وإشكالاته؛ ضيفنا طبيب، وهو، بالمناسبة، حريص على هذا اللقب أكثر من حرصة على ألقابه السياسية، وإن كان أهمها هو أنه مستشار للسيد رئيس الجمهورية.

مقولة (غيبة الإمام) تم ترويجها لأسباب سياسية!!

حوار : الطاهر حسـن التوم

• مرحباً د.الصادق الهادي المهدي في برنامج مراجعات

ـ شكراً على هذه الفرصة للحديث عن حدث تاريخي مهم جداً ألا وهو (مجزرة الجزيرة أبا)، وأعني (مجزرة) وليس (معركة) أو (مواجهة)؛ إذ يستمد هذا التوصيف (مجزرة) صوابه من كونه يشير إلى حدث هو من أكبر أحداث الإبادة التي شهدها السودان في هذا القرن والقرن الماضي، وذلك باعتبار ضخامة عدد الضحايا قياساً إلى الفترة الزمنية الوجيزة التي استغرقتها عملية قتلهم.
• أجيال جديدة تتصفَّح هذا الحوار، فلنمهِّد لهم بموجز عن الحادثة. جرت الواقعة في مارس 1970م، أي بعد مجيء النظام المايوي بأقل من عام. الإمام الهادي كان يرفض الرايات الحمر التي جاءت بها مايو. نميري، وفي زيارة له إلى النيل الأبيض، وُوْجِه بالرفض من قِبَل الإمام الهادي، فرأى في ذلك محاولة للطعن أو التقليل من سلطته المركزية على كل أنحاء السودان. بعدها انعقدت مفاوضات بين الإمام الهادي والرئيس جعفر نميري، جرت خلالها أحداث كثيرة قد نأتي على ذكرها عرضاً، آلت في النهاية إلى حرب قادتها القوات المسلحة السودانية ضد الجزيرة أبا التي شهدت بعد قصفها عدداً كبيراً جداً من الشهداء، فخرج الإمام الشهيد الهادي مهاجراً إلى الحبشة...

ـ ليس الأمر كذلك.. الإمام الشهيد..
• ... وفي طريقه إلى الحبشة وقبل بلوغه ومرافقيه الحدود حصلت معركة بينهم وأفراد الشرطة السودانية اغتيل على إثرها الإمام الهادي. هذه هي الواقعة بإيجاز شديد.

ـ هذه رواية الإعلام المايوي وقتها، لا بد أن نذكر أن مايو جاءت أول أمرها حمراء يسيطر عليها الحزب الشيوعي...
• دفعتَ إلى المكتبة بكتاب (استشهاد إمام)، وهذا الكتاب ميزته أنه قد حوَّلَك إلى مؤرخ لتلك الفترة برغم أنك لست بمحايد، كيف تؤرِّخ لفترة لك بها صلات نفسية؟، ألم يكن عليك كمؤرخ أن تتجرد من العاطفة في كتابة تأريخها؟

ـ أولاً لا بد من الإشارة إلى أن مايو عندما جاءت كانت حمراء، وكانت متشددة في أقصى اليسار، وكانت تريد أن تقصي كل من يرفع رايات أو شعارات إسلامية، وكان استهدافهم واضحاً جداً لكيان الأنصار ولإمامهم الهادي، وقد حدث ما حدث من أحداث كلنا يعلم تفاصيلها، ولكن الإعلام المايوي وقتها كان طبعاً يحاول أن يبرر فعلته الشنيعة ويحاول أن يبرر تلك المجزرة بهذا العدد الكبير من القتلى من أبناء الوطن.
في بدايات مايو، كان الإمام ومن وقف معه من القوى السياسية الأخرى يشكلون الجبهة الوطنية، والتي شارك في تكوينها الشريف حسين الهندي وعدد من القوى السياسية الجنوبية، وأيضاً الأخوان المسلمون، وتمثل ذلك في قيادتهم التي أتت إلى الجزيرة أبا بالشهيد محمد صالح عمر والشيخ محمد صادق الكاروري وآخرين منهم المجاهد مهدي إبراهيم.. هؤلاء هم الذين كونوا النواة الأولى للجبهة الوطنية المعارضة.
كان موقف الإمام الهادي واضحاً جداً من هذا النظام، لأنه أولاً نظام أحمر ماركسي يساري، ولذلك طالب الإمام بمطالب موضوعية منها إزالة الواجهة الشيوعية عن الحكم، عودة الجيش إلى الثكنات، إجراء استفتاء عام على مسودة الدستور الإسلامي، إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.. هذه هي المطالب.

• يعني كأنما أراد للنظام أن يذهب؟

ـ أيضاً كان من ضمن المطالب تكوين حكومة قومية لحين انتهاء الفترة، بعدها يرجع للانتخابات.
• هل هذه مطالب واقعية؟

ـ هذه مطالب واقعية ويمليها عليه مركزه الديني بصفته قائداً لأكبر كيان إسلامي في السودان.
• أظنها أشواقاً، لكنها لا يمكن أن تكون مطالب واقعية توجَّه لنظام لم يكمل الـ10 شهور منذ مجيئه؟

ـ كل واحد ممكن يحلل من وجهه نظره طبعاً. بالنسبة للإمام الهادي كشخص كرمز وقائد لكيان إسلامي كان له الدور الأكبر في تحرير السودان قبل قرن من الزمان، ورفع رايات إسلامية لا يستطيع أن يكون موجوداً في السودان، وهذا الأمر بهذا الشكل العلماني اليساري الواضح، لذلك كان اعتصام الإمام الهادي في أبا والتفَّ من حوله الأنصار، وعندما جاءت زيارة نميري الإمام الهادي لم يرفض زيارة النميري إلى النيل الأبيض او إلى تلك المناطق المعروفة بولائها لحزب الأمة.
• أنت قلت في الكتاب (ومع رفض الإمام للزيارة الذي أبداه علانية أعلن النميري إصراره وتمسكه بزيارة المنطقة).

ـ حقيقة هو لم يكن رفضاً بهذا المعنى، كان الإمام الهادي يريد نوعاً من التنبيه إلى تلك المطالب المشروعة، وأنا أعتقد أن الإعلام اليساري قد زين وقتها زيارة جعفر نميري إلى مناطق النيل الأبيض وبرر ذلك بأن جماهير النيل الأبيض تواقة لمشاهدة رئيس النظام الجديد ومنفعلة جداً معه، وأنا اعتقد أنهم زجوا بجعفر نميري في تلك المواجهة لأن الاستقبال كان استقبالاً واضحاً جداً.
• وماذا عن إطلاق النار على عبَّارة الرئيس نميري وهو في طريق العودة؟

ـ هذا غير صحيح، ووجه النميري بهتافات معادية للنظام تردد شعارات إسلامية واضحة، لا سلام بلا إسلام، والقرآن دستور الأمة، وهذا مطلب طبيعي لتلك الجماهير الإسلامية الانصارية المجاهدة، وحقيقة قضية إطلاق نار هذا غير صحيح تماماً كل ما حدث، أنا برجع لكتاب كتبه أحد الذين كانوا يرافقون جعفر نميري اسمه محمد عبد العزيز، وهو كان ملاحظ شرطة في مدينة كوستي كتب كتاب سماه (مقتل إمام)، ذكر فيه تلك الحادثة التي حدثت ووصف ما حدث بأن أحد شيوخ الأنصار كان رجلاً كبيراً في السن اعترض جعفر نميري أثناء نزوله من الباخرة التي كانت تقله وردد هتافات معروفة كان يرددها الأنصار في أي موقع سواء في السراء أو الضراء (الله أكبر ولله الحمد) وعندما رفع رأسه ظهرت السكين التي يحملها عادة أهلنا الأنصار في كل المناسبات وهي أمر تقليدي عندهم إذ أن جل أهل السودان في الريف يحملون هذه السكين، فعندما رفع يده مكبراً لله اكبر ولله الحمد ظهرت تلك السكين فاعتبرها رجال الأمن محاولة اغتيال وروَّج لها الإعلام المايوي وقتها في الخرطوم مردداً محاولة اغتيال جعفر نميري في النيل الأبيض وكان ذلك مبرراً، يريدون أن يجدوا المبرر لضرب الجزيرة أبا، وكانت فبركة محاولة اغتيال نميري هي التبرير لضرب الجزيرة أبا بتلك الطريقة الوحشية..
أنا أود أن أركز على على أن جعفر نميري بعد أن قطع زيارته إلى شمال النيل الأبيض متجهاً جنوباً إلى كوستي لم يرجع إلى الخرطوم، رجع جنوباً إلى كوستي ومرت الباخرة محاذية للضفة الغربية للنيل الأبيض، وكانت على مرمى نيران الأنصار إذا أرادوا أن يضربوها أو يدكوها والدليل أيضاً على أن الأنصار والإمام الهادي لم يكونوا يريدون أن يبدأوا بالضرب أو بالبشر ما حدث من أسر لقوة كبيرة جداً في الجزيرة أبا أرادت أن تأتي لإعتقال الإمام الهادي بقيادة العميد أبو الدهب، هذه القوة الكبيرة بها عدد كبير من المدرعات وسرية مشاة ومستشفى ميداني دخلت الجزيرة أبا ووقعت في أسر الإنصار ولكنهم عندما قابلوا الإمام الهادي أطلق سراحهم بالرغم من رفض البعض وذهبوا محملين بالهدايا وغيره.

• محملين بالهدايا أم الشروط؟.. هذه رواية للتاريخ من جانبكم، أبو القاسم محمد إبراهيم ذكر في حوار صحفي أن مهمتهم كانت أن يحفظوا النظام وهيبة الدولة، وأن كل محاولاتهم لإثناء الإمام الهادي فشلت وقال بالنص: (لو أي نظام في محلنا لواجه خصومه كما واجهناهم).. على العموم رواية التاريخ من حق كل طرف أن يقول فيها ما يشاء إلى أن يتجرد الباحثون لرواية التاريخ بوقائعه. أنت الآن كتبت.. فكيف كتبت هذا الكتاب؟

ـ الكتاب كما ذكرت في المقدمة، ليس بالبحث العلمي وليس بالسرد التاريخي للواقعة من كل جوانبها، هذا الكتاب عبارة عن انطباعات شخصية لطفل شهد تلك المعركة وعمره 9 سنوات وأراد أن يتحرى ويبحث عن الحقيقة بعد أن كبر في السن فأخذ يسأل الذين شاركوا في هذه المعركة من الجانبين وخرج بهذه الحصيلة، أعتقد أن من المشاكل الحقيقية أن مثل هذه الأمور يجب أن لا تُترك لاجتهادات أي من الطرفين، يجب أن تترك للمؤرخين، وفي ما يتعلق بحادثة الجزيرة أبا كان يجب أن تتم المساءلة القانونية في فترة الديمقراطية الثالثة.
• هل تعتقد أنه بعد 38 سنة من هذه الحادثة، ما زال هناك غموض في نظرك في قصة استشهاد والدكم الإمام الهادي المهدي؟

ـ الغموض يكتنف الحدث ككل، يعني أنا أعتقد أن استشهاد الإمام الهادي في منطقة الكرمك في خور الدوم ليس بمعزل عن القضية الرئيسية. الإمام الهادي ليس شخصاً عادياً تعرض لضرب نار في موقع في زمن محدد كي يحاكم في تلك الواقعة نفر شرطة أو عدد من المتهمين لا يتجاوز صاحب أعلى رتبة فيهم (ملازم).
• أسمح لي بالمقاطعة، أنا تحديداً في سؤالي هذا قصدت أن أقول (الغموض) لأنه ما زال البعض حتى داخل نطاق بيتكم يردد بأن الإمام غائب.. الإمام لم يمت..

ـ أعتقد أن هذه جزئية صغيرة يجب أن لا نركز عليها فلنركز على الجزء الأهم والأكبر وهو مجزرة الجزيرة أبا؛ لأن الإمام الهادي هو في النهاية من استشهد ومعه شخصان فقط، الذين استشهدوا بالجزيرة أبا يتجاوز عددهم الألف شهيد، يعني الحدث لا تستطيع أن تفصله عن بعضه البعض.
• لكن باسم هذه الغيبة، باسم هذه الواقعة الصغيرة، تم تجنيد الحشود للذهاب إلى الحبشة وجلسوا هناك منتظرين عودة الإمام، الواقعة لم تكن صغيرة على أرض الواقع.. باسمها هاجرت الجموع وقاتلت.

ـ صحيح ما حدث في أحداث في الكرمك وما تلاها أيضاً من أحداث وخروج عدد كبير من المهاجرين إلى أحراش إثيوبيا ومن بعد صحاري الكفرة في ليبيا وتكوين الحركة المسلحة الشهيرة التي قامت بانتفاضة 2 يوليو 1976م، وهذا كان نتيجة للغموض الذي لازم الحدث في وقته.. اغتيال الإمام واستشهاده، الجبهة الوطنية المعارضة وقيادتها تركت هذا الأمر على عواهنه ولا تريد أن تبحث فيه.
• حتى تستفيد منه؟

ـ حتى تستقطب المجاهدين للهجرة نحو الحبشة بحجة أن الإمام الهادي في غيبة، وهذا له مردوده فيما بعد، الذين تتحدث عنهم وتقول أنهم ما زالوا يتمسكون بغيبة الإمام الهادي.. هؤلاء الرجال هم الذين خرجوا للدفاع عن الدين وعن الوطن بعد أحداث الجزيرة أبا خلف إمامهم الغائب وروجت قيادات الجبهة الوطنية لغيبة الإمام الهادي وسمته الإمام الغائب وهذا الأمر ترك مردوداً كبيراً جداً في نفوس الذين هاجروا بحثاً عن إمامهم الغائب وللجهاد في سبيل الله، خاصة وأن مايو كما ذكرت كانت حمراء ورفعت شعارات علمانية ولذلك هؤلاء الرجال الذين هاجروا تركوا أولادهم ونسائهم وهاجروا بعضهم أكثر من 16 عاماً وبعضهم فقد حياته في الخرطوم في يوليو 19م،.. ولا يعقل أن تتم النقلة العكسية بعد سقوط جعفر نميري وانتفاضة أبريل المباركة يعني ماذا حدث بعد ذلك؟ فوجئ هؤلاء الذين كانوا في أحراش أثيوبيا بالإعلان عن استشهاد الإمام الهادي.
• أنت تقول معي أن هناك توظيفاً سياسياً تم في مسألة غيبة الإمام؟

ـ نعم..
• لكن بعض الناس قالوا إنه قد يكون مردوداً آخر فهو حجب الإمامة عن السيد الصادق المهدي، غيبة الإمام قد تعطي دلالة على أنه تحجر عليه أبواب الإمامة ولذلك هو حرص على المجيء برفات الإمام الهادي ودفنه في أم درمان.

ـ هذا تحليل وهناك تفسيرات أخرى يفسرها الذين يراقبون الأحداث في كيان الأنصار لكن... أنا أعتقد أن الصادق المهدي بعد ذلك لم يباشر بإعلان إمامته بل ظلت الإمامة معلقة فترة طويلة جداً من الزمان إلى أن حدث ما حدث قبل 3 أو 4 سنوات من إعلان الإمامة، لكن ما أريد أن أعيده مرة ثانية هو أحداث الجزيرة أبا وعدم فصل أحداث الجزيرة أبا عن محاكمة الذين شاركوا في إنقلاب مايو 1969م.
• دعني أقول لك أن البعض الذين حللوا هذه الواقعة.. واقعة الجزيرة أبا وهذه الحادثة رأوا ان هنالك انتحاراً سياسياً من قبل جموع الأنصار يعني دفعت القيادة جموع الأنصار إلى انتحار سياسي فما معنى أن تقاتل وأنت تعرف أن سلاحك، أعني السلاح الذي كان داخل الجزيرة أبا، كان السيوف والحراب وبعض السلاح الناري العتيق بالإضافة إلى مجموعة الأسلحة الخاصة بالإمام (رشاشين) وهي كلها أسلحة ضعيفة..

ـ هذا يؤكد العكس تماماً.. يؤكد أنه لم تكن هناك نية مبيتة لمواجهة النظام في تلك المنطقة حتى تصفها بأنها انتحار سياسي.. جرت أحداث الجزيرة أبا في يوم الجمعة 27 مارس 1970م، وحتى يوم 26 مارس لم تكن هناك أية نوايا لحرب أو مواجهة عسكرية بين الأنصار ونظام مايو وقتها، ولكن النية المبيتة من نظام مايو تلغي الحجج والبحث عن المسببات، والدليل على ذلك كما ذكرت لك هو وقوع قوة كبيرة جداً في أسر الأنصار بقيادة العميد أبو الدهب وتم إطلاق سراح تلك القوى وكان من ضمنها الرائد عثمان الأمين الذي كان قائداً لمنطقة كوستي وربك يعني... تم إطلاق تلك القوى وحملت بشروط واضحة تماماً هي التي ذكرتها في البداية.
• إذا ما نفذت الشروط.. أنا لا أريد أن أجري محاكمة للواقعة التاريخية بعيون اليوم.. كل ظرف تاريخي له ملابساته لكن أنت ذكرت أن خطة الإمام كانت هي الصمود لمدة ثلاثة أيام وأنه كان يتوقع شيئاً ما.

ـ هذا تحليل الكتاب، كما ذكرت لك، وهو تحليل البعض الناس الذين استطلعت آراءهم وكانوا مشاركين في تلك الأحداث.
• أنت غير مقتنع بهذا الكلام؟

ـ كان ذلك سرداً عن شهود ومعاصرين، فقد أشرت إلى بعض الشخصيات التي روت لي تلك الروايات ولكن بالتحليل الموضوعي للأمر.. إذا كان أصلاً صمود 3 أيام أو غيرو أنا أعتقد أن الموضوعي يكون في أسر القوة الكبيرة التي وقعت في قبضتك وتتحكم في مقاليد الأمور.. توجهها كما تريد.
• لقد تمت محاولة للحاق بالقوة على يد الشهيد محمد صالح عمر..

ـ .. الشهيد محمد صالح عمر، نعم، كان مصراً تماماً على اسر تلك القوة.. الإمام الهادي رفض رفضاً تاماً هذا الأمر بحجة أنه لا يريد إراقة الدماء بين أبناء الوطن الواحد.. لكن بماذا ردت تلك القوة؟ ردت بالقصف تاني يوم.. قصف بالطائرات بالمدافع وكانت محاولة أخري لاقتحام الجزيرة أبا عنوة وفشلت، بعدها لم يبق للأنصار غير الدفاع عن أنفسهم والدفاع عن إمامهم و..
• وهنا يرى البعض الانتحار السياسي، بماذا تريد أن تدافع؟

ـ أهذا ما حدث؟ اأنت لو كنت في الحدث وفي الموقع وقتها من الصعب جداً الحكم على أحداث بعد مرور 38 عاماً وأنت الآن موجود في غرفة مكيفة تحكم على حدث وكان الجو فيه مشحوناً وكانت القرارات صعبة جداً ولم يبادروا هم يوم 27 مارس بغير الضرب.. يعني نحنا كنا أطفالاً صغاراً نأكل وجبة الغداء وفوجئنا، وكان الناس يستبشرون خيراً بعد إطلاق سراح تلك القوى قبلها بيوم فوجئنا بقصف مكثف بالطائرات والمدافع.. ماذا تتوقع أن يفعل الأنصار غير الدفاع عن أنفسهم؟
• السيد الصادق المهدي كان أبعد نظراً في هذه الواقعة يعني كان من البداية رأيه أن تتم مفاوضة النظام المايوي وذهب لمفاوضتهم بينما كان الإمام الهادي يرى بأن هذه المفاوضات غير مجدية.

ـ وما هو رأيك أنت..هل كانت مجدية أم غير مجدية؟
• يعني أولم يكن خيار التفاوض أو الاستسلام الذي لجأت إليه بعد يوم من الدمار أسلم للحفاظ على كيان الأنصار في وقتها؟.

ـ الإمام الهادي أعتقد كانت وجهة نظره أن هذا النظام غير مأمون الجانب وحذر السيد الصادق المهدي من الخروج من الجزيرة أبا والذهاب إلى الخرطوم لأنه كان يتوقع أن يتم اعتقال السيد الصادق المهدي وهذا ما حدث وهذا أثار لجماهير الأنصار.
• السيد الصادق كان ملماً بأن قرار الإمام هو المواجهة؟

ـ أبداً قرار الإمام لم يكن المواجهة والدليل على ذلك كما ذكرت أن هناك قوة وقعت في الأسر وتم إطلاق سراحها.. إذا كان هو أراد المواجهة لقبضوا تلك القوة.. أنا مصر على هذه النقطة لكنهم كانوا أيضاً يستعدون لتغيير النظام لأنهم لم يكن يرضون أن يظل ذلك النظام حاكماً بذلك التوجه العلماني.
• لكن اختيار الزمان والمكان تم فرضه عليهم فرضاً والدليل على ذلك أن المباغتة بالهجوم على الجزيرة أبا...

ـ .. ولم ينقطع أبداً التواصل بين الإمام وقيادات الأنصار بالجزيرة وبين النظام. هناك الكثير من الوفود كانت تأتي وتذهب ومن الوساطات والأجاويد من أبناء هذا الوطن الحريصين على السلام.. ولكن أنا أعتقد انه كان هناك نية مبيتة لضرب الجزيرة أبا وكان هناك الإعلام المايوي يدق طبول الحرب وكان رصد الصحف في تلك الأيام يعكس النوايا الشريرة التي كان يتبعها بعض المحركين للأمور خلف الكواليس لجعفر نميري ومجلس قيادة الثورة حتى ذهبوا وفعلوا فعلتهم الشنيعة.
• تحدثتم دكتور عن مشاركة دولة عربية (صفحة 29 من الكتاب ) (إنها الهدية التي قدمتها دولة عربية لنميري ليسحق بها الأنصار، مدفعية رهيبة ... ألخ) من تعني بهذه الدولة؟

ـ ظام مايو أوّل أيامه كان مسانداً بعدد كبير جداً من الدول، ليبيا، مصر وكانت هناك دول تقف إلى جانب المعارضة منها السعودية وآخرين.
• من كنت تعني تحديداً؟

ـ الخرطوم كانت مقراً وملجأ لكثير من الأسلحة المصرية بعد نكسة 67 لأن الطائرات المصرية كانت موجودة في وادي سيدنا وعدد كبير من الأسلحة. ما أردت أن أوضحه هو أن أبا ضُربت ليس بإمكانات سودانية فقط بل هناك اعتراف من جهات أخرى خارجية غير عربية بقصف الجزيرة أبا واختراق حاجز الصوت بطائرات الميج وممكن ترجع لتقرير كتبه محمد سعيد بدر هو المدعي العام لحكومة السودان وكان وقتها رئيس لجنة تحقيق أحداث الجزيرة أبا، ذكر هذا الأمر إذ ثبت لهم أن هناك قوة غير عربية شاركت في أحداث الجزيرة أبا. تم استعمال طائرات الميج واخترقت حاجز الصوت وشاركوا في تلك الأحداث.
• أنت تقصد بالدولة العربية في الكتاب مصر؟ سلاح الطيران المصري؟

ـ حقيقة تم التحري في هذا الأمر واستفسرنا أكثر من جهات مسؤولة من الجانبين وقتها في الحكومة السودانية لجنة التحري والتحقيق في أحداث الجزيرة أبا وأيضاً اتضح أن سلاح الجوي المصري كان متمركزاً في الخرطوم لحمايته من العدوان الإسرائيلي، ولم يشارك سلاح الجو المصري في تلك الأحداث بصورة مباشرة.
• بصورة غير مباشرة كيف شارك؟

ـ يعني لم يشاركوا لكننهم كانوا موجودين قد يكون هناك بعد تقني أو غيره يعني في تلك الأحداث ومن شارك هم الاتحاد السو?ييتي وقتها بطريقة فعّالة باختراق حاجز الصوت وهذا موجود في أضابير لجنة التحقيق في أحداث الجزيرة أبا. إبان الديمقراطية الثالثة كان الوضع متأزماً بين مصر والسودان، فإذا كان هناك أية إشارات أو بوادر لمشاركة مصر لظهر ذلك في لجنة التحقيق التي تناولتها الصحف وقتها ولكن هذا لم نجده في أضابير لجنة التحقيق.
• أنتم لم تكونوا راضين عن ما تم حيال المحاكمات التي انعقدت للحكم على قتلة والدكم رغم أن العهد كان ديمقراطياً ورغم وجود السيد الصادق المهدي على سدة الوزارة؟

ـ في المحكمة تم عزل الكرمك حيث قتل الإمام الهادي وصاحباه الشهيد سيف الدين الناجي والخال محمد أحمد مصطفى هو خال الإمام الهادي وشقيق عمدة الشوّال عمدة منطقة الجعافرة في النيل الأبيض. تم اغتيالهم في الحدود السودانية الإثيوبية بالقرب من قرية أونسة وتم دفن الجثامين في منطقة خور الدوم في منتصف الطريق من قرية أونسة والدمازين. عزل تلك الأحداث عن الحدث الرئيسي هو كان مثار تساؤل لدينا لم لم تتم محاكمة الذين ضربوا الجزيرة وهم معروفون ويتبجحون بذلك. هنالك من يثبت بالصور والتصريحات للإعلام.. هذا هو السؤال.
• لماذا في تحليلك الآن بعد 38 عاماً؟

ـ لا أستطيع أن أدخل في تحليل ومسميات قد تثبت صحتها.
• تقديراتك الأولية..

ـ إن كثيراً من الغموض ما زال يكتنف...
• مزيد من الوضوح (ضحك)

ـ هذا هو الوضوح.. أنا لا أستطيع.. لذلك كنا نريد محاكمة حتى نجاوب على مثل تلك الأسئلة. أنا رأيي واضح قد تكون هناك تسويات قد تكون هنالك اتفاقيات. كيف تبعد مثل هذه القضية في ذلك الوقت وتريد أن تثيرها الآن؟ يعني الآن نحن سمعنا أن بعض الناشطين في حزب الأمة القومي يريدون إثارة الواقعة مرة أخرى..
• أصبحت الأحداث كقمص عثمان يعني ترفع..

ـ من الأفضل أن تثيرها وأنت في دست الحكم وهي (فريش) في أنقاض نظام دكتاتوري. كيف تعزل مقتل الإمام الهادي ونائبيه في محكمة تحاكم فيها نفر شرطة.. هذه مهزلة.. لا بد من محاكمة الذين قتلوا الآلاف في الجزيرة أبا، وما حدث بعد استسلام الجزيرة أبا من مجزرة وقتل للجرحى ودفنهم أحياء.. هذه أحداث تاريخية معلومة.
• هل للأمر أي علاقة بالخلافات داخل البيت المهدوي؟

ـ لا أعتقد ولكن...
• مقاطعة: خلافات بينكم والسيد الصادق المهدي؟

ـ لا أعتقد ذلك، ولكن أقول كان يجب، وهنالك تقصير كبير جداً تم في هذا الأمر ولذلك هذا الكتاب يعني أنا شعرت بأن هناك غموضاً كبيراً جداً وحرصت حرصاً كبيراً على متابعة تلك المحكمة ورغم أنها كانت هزيلة جداً ورصدت كل ما دار فيها ودوّنته بهذا الكتاب، حاولت أن أوضح بشاعة الذي حدث.
• يعني ليس هناك أية صلة لهذا الأمر الذي تصفه بالغرابة والخلافات داخل البيت المهدوي؟

ـ لا أعتقد، ولكن له صلة بالمواقف السياسية.
• طيب ألا تقدح مطالبتكم بالتعويض أبّان الديمقراطية في السجل النضالي؟ كأنما تريدون ثمناً للمواقف النضالية..

ـ ما حدث في فترة الديمقراطية هو أمر مشروع.. يعني أي شخص تضرّر أو تظلم من الفترة المايوية من حقه أن يطالب بحقه المشروع، إذا كنا قد عانينا طوال الـ16 عاماً من قهر النظام ومن كل الظروف الاقتصادية والنفسية والاجتماعية..تعرضنا لهجوم كبير جداً وتعرض الإمام الهادي لهجوم كبير جداً في شخصه و..
• لكن أسر الشهداء لم تنل شيئاً؟

ـ أنا عاوز أجيك لي إنو المطالبة شيء مشروع وأنا بفتكر أن ما تمت مصادرته من ممتلكات تخص الإمام الهادي وأسرة الإمام المهدي في فترة مايو من حقهم أن يطالبوا.. على العموم الحديث عن التعويضات يطول ويحتاج إلى كثير جداً من الشرح والتفصيل، فيما يختص بالذين استشهدوا في أبا وودنوباوي وفي يوليو 76، شخصي الضعيف هو من طالب بإرجاع حقوقهم ومن طالب بتكريمهم ومن طالب..

• مقاطعة: هل تم شيء؟

ـ ... وما تراه أيضاً في هذا الكتاب من رصد لأسماء الشهداء هي محاولة بسيطة جداً من شخصي لتكريم هؤلاء الذين قدموا أنفسهم في سبيل الدين والوطن.. حقيقةً أنا بفتكر أن هذا الأمر لا يتم من شخص أو أسرة، يجب أن يتم لأنه لا يعني أسرة بل يعني كل أهل السودان وكان يجب أن يتم من السلطة الموجودة في دست الحكم في فترة الديمقراطية.
كان هناك تقصير كبير جداً.. كان يجب أن يتم تكريم هؤلاءالرجال والشهداء وكان يجب استيعاب الأحياء منهم وأسرهم في إطار يحفظ لهم العيش الكريم.

• أنتم ورثتم خلافات والدكم مع السيد الصادق المهدي (المعركة الشهيرة معركة الإمامة والحزب) يعني ما يستمر الآن من خلافات هو جزء من التركة التيي ورثتموها من والدكم عليه الرحمة؟

ـ أنا لا أعتقد ذلك.. أنا أعتقد أن مواقفنا السياسية الآن هي نتيجة لبعض المشاكل التي تتعلّق بالرؤية التنظيمية لحزب الأمة القومي وبعض المشاكل التنظيمية الأخرى داخل هذا الحزب...
• ولكن هنالك بعض المرارات عن التعويضات، عن تجاهل المحاكمة، عن..

ـ مقاطعة: الأمر لا يخص أسرة الإمام الهادي وحدها بل يخص كل الأنصار وكل هذا الكيان يعني.
• خروجكم عن حزب الأمة برئاسة الصادق المهدي وتأسيسكم لتيار الإصلاح والتجديد مع السيد مبارك الفاضل، أولم تكن واحدة من بواعثه وأسبابه هذه المرارات التاريخية التي نتحدّث عنها؟

ـ أبداً إطلاقاً.. ما حدث كما ذكرت لك هو خلاف تنظيمي، خلاف في الرؤية السياسية والتوجه العام للحزب، نحن نعتقد أن هذا التوجه بعد اتفاق نداء الوطن كان يجب أن يستصحب ذلك الاتفاقية التي تمت في جيبوتي ويستصحب أيضاً كل بنودها التي كانت من ضمنها الشراكة كي أن تكون فعاليتك السياسية أكثر بحيث تنشد أهدافك الكبيرة التي يتحرك الحزب وراءها طوال فترة المعارضة كان وقتها بالعمل المسلح الآن أنت أتيت وفاوضت واتفقت ويجب أن تتبلور هذه الاتفاقية في أفعال سياسية تحقق ما كنت تريد أن تحققه بالعمل المسلح بالتفاوض بالدبلوماسية والسياسة والحنكة، وكانت الأهداف وما زلنا نتمسك بها وهي واضحة تماماً ومن أهمها تحقيق السلام الشامل العادل وإحداث التحول السلمي الديمقراطي وكمحصلة طبيعية لهذين الأمرين ننشد التنمية المتوازنة لكل أنحاء البلاد.. إذا كانت مشاركة حزب الأمة لأجل تلك الأهداف تمت لما حدث ما حدث.
• سؤال أخير: هل إذا قابلت جعفر النميري والسيد أبو القاسم محمد إبراهيم هل ستمد يدك إليهم بالمصافحة؟

ـ حقيقة أنا قابلتهم في أكثر من مناسبة ولكن لم أمد يدي بالمصافحة، كل هؤلاء الشهداء قدموا أرواحهم رخيصة للوطن لا نريد من ذلك أن ننتقم من زيد أو عبيد لكن أعتقد أن هذه الأيادي ملوثة بالدماء.
• شكراً الصادق الهادي المهدي على هذه الإفادات.


هذا الخبر من موقع الموقع الشخصي للأستاذ الطاهر حسن التوم
http://www.tahertoum.com/st1

عنوان هذا الخبر هو :
http://www.tahertoum.com/st/modules/news/article.php?storyid=47

Post: #69
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: محسن عبدالقادر
Date: 10-30-2010, 11:20 AM
Parent: #57

الله أكبر ولله الحمد

Post: #75
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: Basheer abusalif
Date: 10-31-2010, 08:38 AM
Parent: #57

Quote: مع د. الصادق الهادي المهدي:
التاريخ 2009/2/21 5:00:00 | القسم : مراجعات


الأخ الكريم بكري
اللقاء أعلاه ليس من أقوال الإمام الصادق الصديق المهدي..بل هو لقاء صحفي مع الدكتور الصادق الهادي المهدي ، و هو إبن الإمام الشهيد الهادي المهدي
و فيه بعض الأراء تختلف مع رأي الإمام الصادق المهدي، و لضرورة التوثيق لزم التوضيح فنرجوا التصحيح.

و لك كل التقدير

Post: #50
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-29-2010, 05:34 PM
Parent: #40

بسم الله الرحمن الرحيم


الصــادق المهــدي

يوجــه:
نداءات العصر

أبريل 2001م



بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

لم يقتصر دور السيد الصادق المهدي بصفته مفكرا وزعيما سودانيا اسلاميا مستنيرا على الدعوة الى أفكاره بين أنصاره، أو الآخرين بهدف الاستقطاب أو الاستمالة، بل تجاوز ذلك بالدعوة الى مبادئ يلتف حولها الجميع كبرامج حد ادنى تضمن سلامة المسيرة الاسلامية المحلية والعالمية "نداء المهتدين"، والمسيرة الانسانية لكل أصحاب الملل المؤمنين بالديانات المختلفة "نداء الإيمانيين"، بل ولجميع عقلاء العالم "حوار الحضارات". هذا الكتاب تجميع لتلك النداءات.
لقد قام السيد الصادق المهدي بكتابة العشرات من الكتب والكتيبات والمقالات، والقاء المحاضرات مدافعا عن رؤى اسلامية رآها الحل لمشاكل التوفيق بين ثنائيات الأصل والعصر، والمادة والروح، والعقل والغيب، والوطنية والقومية، والديمقراطية والاستقرار، والفردية والجماعية..الخ. وحينما ادعت بعض النظم الاستبدادية في العالم الاسلامي تطبيق التشريعات الاسلامية انبرى لتلك الممارسات انفعالا بما يمكن أن تؤدي اليه مثل تلك التطبيقات الشائهة من تأخير مسيرة الاستنارة الاسلامية وافشال مشاريع التأصيل التقدمية بوضع العقبات وزراعة الألغام والقنابل الموقوتة. فقد ذكر في كتابه عن العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الاجتماعي الاسلامي، والذي كتبه ابان فترة اعتقاله لمعارضته لقوانين سبتمبر 1983م المسماة اسلامية – كيف أنه انزعج من اقدام الجنرال ضياء الحق على سن تشريعات "اسلامية" بحثا عن شرعية مفقودة ، لما يمكن أن يؤدي له ذلك من تشويه للاسلام . ثم تفاقم ذلك الانزعاج بعد محاولة نميري في1983 .
لاحقا، ومع تتابع كتابات الصحويين الاسلاميين المجتهدين لحل معضلات التحديث من داخل الدين، انتقل المهدي الى خانة جديدة ، وهي السعي لأن يتفق جميع أهل القبلة حول مبادئ أساسية تضمن الحد الأدنى من الاتفاق وتجنب التناحر وتشويه الدين.
الخطوة الأولى: عهد ولاء وبراء
بعد أن دعا نظام الانقاذ الى تجربته الاسلاموية ومشروعه الحضاري الذي فرض أحادية دينية في بلد متعدد الأديان، واجتهاد إسلامي أحادي عزل الآخرين من المسلمين، وساهم في نشر ثقافة العنف في البلاد، حدثت أحداث الجمعة 4 فبراير 1994 م حيث اعتدى مسلحون اسلامويون على مسجد الحارة الاولى(المهدية) بمدينة أم درمان ، وقتلوا جماعة من انصار السنة المحمدية وغيرهم . رأت هيئة شئون الانصار، أن هذا الحادث اتجاه خطير يتهدد الدين والوطن بمخاطر جمة، فخاطبت أهل القبلة في السودان أن يتخذوا عهد ولاء وبراء ، يلتفون حوله حماية للدين والوطن.
لقد تشاور السيد الصادق المهدي مع المسئولين في الهيئة وصاغ ذلك العهد، وضمنه خطيب الانصار- الشيخ عبد المحمود أبو الأمين العام للهيئة، في احتفال الهيئة بيوم 17رمضان 1414هـ- خطبته أمام حشد دعيت له جميع الفرق الاسلامية في البلاد فلبت وخاطبت جماهير الأنصار المحتشدة. كان ذلك العهد هو أول المجهودات المحسوسة نحو الاتفاق بين الفرق الاسلامية السودانية المختلفة. قال خطيب الأنصار يومها: " إننا أمام هذه اللطمة المؤلمة نشعر بما يتهدد ديننا ووطننا من مخاطر ونخاطب أهل القبلة في السودان أن يتخذوا عهد ولاء وبراء يلتفون حوله حماية للدين والوطن"..
نص العهد هو:
أولاً : الالتزام بالكتاب والسنة أصلاً للحياة الخاصة والعامة .
ثانياً : الامتثال للقطعي ورودا والقطعي دلالة من النصوص الشرعية ، وأعتبار ما عداها محلاً للإجتهاد والشورى .
ثالثاً : الإعتراف بأن لمواطنينا من غير المسلمين حقوق مواطنة علينا الألتزام بها.
رابعاً : رفض الأستبداد فلا تكون شرعية الحكم الا على أساس العدالة والحرية والكرامة ورأي الجماعة .
خامساً : رفض الارهاب بكل أنواعه ووسائله وتنظيم إختلاف الرأي على أساس مؤسسات مشروعة .
سادساً : قيام العلاقات مع الآخر الملي والدولي على أساس التسامح والسلام العادل .. هذا مع رفض التدخل الأجنبي العسكري في شئون بلادنا ، والترحيب بدعم الأسرة الدولية لمطالب الشعب السوداني المشروعة .
سابعاً : الوقوف دائماً مع المظلوم حتى ينصف والسعي لايجاد مخرج سلمي للبلاد يجنبها الاقتتال والتمزق و الفتنة والتدخل الأجنبي .
لقد سعت هئية شئون الأنصار لجعل ذلك العهد وثيقة ولاء حول النهج المطلوب، وبراء من نهج العنف والتكفير، وذلك بأن توقع جميع الفرق الإسلامية عليه. ومع أن كل الفرق التي وصلتها الهيئة لم تعلن تحفظها على بنود العهد، إلا أن ظروف تلك المرحلة حالت دون إقدام الكثيرين على التوقيع على وثيقة تقودها الهيئة وهي مغضوب عليها من قبل السلطات آنذاك.
تلى ذلك أحداث عديدة تمثل العنف باسم الدين، منها الاعتداء على جامع أنصار السنة بود مدني، واغتيال الفنان خوجلي عثمان في هجوم على اتحاد الفنانين السودانيين بأم درمان، ثم "حادثة عباس الباقر" في رمضان أواخر عام 2000م والذي كرر الهجوم على المصلين بمسجد أنصار السنة المحمدية بالمهدية، كما أنه لا يزال في الساحة أصداء الاعتداء على المسيحيين إبان احتفالاتهم بعيد القيامة أبريل 2001م.
نداء المهتدين
لاحقا تطورت فكرة نداء أهل القبلة التي ارتبطت بالحدث المذكور ، وبلور المهدي رؤية شاملة لخطاب لأهل القبلة في جميع أرجاء العالم، أن يجتمعوا حول كلمة " سواء" تنقذ دينهم من الانكفاء ، ودنياهم من التبعية والارتماء في الأحضان الأجنبية . جاء ذلك التطور في "نداء المهتدين" الذي صدر في مارس 1999م.
نداء الإيمانيين
ووعيا بما يجمع بين أهل الأديان المختلفة في السعى نحو الرقي الروحي للبشر، وحفظ الأرض من النزعة المادية البحتة وما تجلبه للبشرية من شقاء ، والسعي لأن تضمن المواثيق الدولية لحقوق الإنسان بعدا روحيا، وغيرها من المفاهيم المشتركة، صاغ المهدي "نداء الايمانيين" في يوليو1999م. وهو موجه لجميع أهل الملل في العالم.
نداء: حوار الحضارات
كان المهدي قد اشترك في المؤتمر السنوي الذي تنظمه وزارة الأوقاف الاسلامية في مصر في يونيو 1999م بورقه عنوانها : التعايش والصدام بين الحضارات على مشارف القرن الحادي والعشرون . تم تطوير تلك الورقة لاحقا لتكون في صيغة حوار الحضارات الموجه لكل الانسانية.
المخاطبة الجماهيرية بالنداءات
وفي أول عيد بعد عودته للبلاد في نوفمبر 2000م أي في عيد الفطر 1421هـ الموافق 26/12/2000م أم السيد الصادق المهدي الملايين من المصلين في مسجد الهجرة بودنوباوي وقال :"اننا نخاطب الانسانية بثلاث وثائق هي: نداء المهتدين، ونداء الايمانيين وحوار الحضارات".." اننا نخاطب المنظمات والهيئات الاسلامية بنداء المهتدين ، ونخاطبها والمنظمات المسيحية والمنظمات الدينية الاخرى بنداء الايمانيين ونخاطب الكافة بحوار الحضارات ، وهي كلها مواثيق تعمد الاسلام في دوره الأكمل دينا للانسانية . هذه هي ذخيرتنا لطرد الانكفاء ونفي ما علق بالاسلام من تشويهات الارهاب والدكتاتورية".
صدى النداءات
لقد صيغت تلك النداءات كمشاريع مقدمة للأطراف المعنية بهدف الوصول لمواثيق تجميعية للمهتدين ، وللايمانيين ، ولسائر أهل الحضارات حول برامج للحد الأدنى من الاتفاق المطلوب . وبالتالي فان تلك النداءات موجهة للجماعات المختلفة لفتح حوار حقيقي يفضي لتلك المواثيق . باعتبار النداء في حد ذاته محاولة أولية قصد منها المهدي رمي حجر في بركة السكون والاهمال ليحرك الاجتهادات والآراء ، ولنصل الى برامج تجمع كل الرؤى وتحيط بكل الثغرات فتسدها . هذه البرامج اذن مشاريع لمواثيق في صياغتها وليست قرآنا منزلا . ولهذا فان تداولها وتناولها بالنقاش والتعليق ضروري للوصول للهدف.
منذ صدور النداءات في تواريخها المذكورة ، لم يحظ بالتناول سوى نداء "المهتدين" والذي تبنت هيئة شئون الأنصار تنظيم حوارات ومناقشات بشأنه بين القوى الاسلامية السودانية. اذ تمت لقاءات ومناظرات ، على مستوى القيادات الفكرية والطالبية حول ذلك النداء. ولكن تلك المناقشات لم تنتظم جميع الفرق داخل السودان ، ولم تمتد لبقية أهل القبلة ولم تطور بالتالي مشروعا متفقا عليه..
إن ضرورة الوصول لحد أدنى للتفاهم تبرز بشدة في بلاد كبلادنا متعددة في فرقها الإسلامية، وفي أديانها حيث توجد المسيحية وأديان أخرى محلية، وفي حضاراتها حيث توجد الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الافريقية بتبدياتها النوبية، وغيرها. هذا التنوع إن أحسن التعامل معه كان مصدر قوة وخلق، وإلا فسيفتح كل أبواب التمزق والحروب.
إن رسالة هذه النداءات تأتي من منطلق اجتهاد إسلامي معين، مخاطبة بقية الاجتهادات داخل الإسلام وخارجه، وداخل الأديان، وخارجها، لنجعل لأنفسنا المخرج المأمول. فإذا استطاع السودان أن يخرج من مأزقه إلى رحابة الخلق والإبداع، لاستطاع –علاوة على تحقيق كينونته المبرأة من الاستقطاب- أن يلعب دورا هاما في استقرار المنطقة، وفي الاستقرار العالمي.
اننا نقوم في مكتب السيد الصادق المهدي، بالتعاون مع دار الشماشة للنشر والاستثمار بنشر تلك النداءات ، أملا أن يساعد ذلك في توفيرها لكل المهتمين، كخطوة مهمة في سبيل عقد النقاشات المرجوة والوصول للمواثيق الاسلامية، والايمانية، والحضارية التي يلتف حولها جميع المعنيين.
والله الموفق

قسم المعلومات والنشر مكتب السيد الصادق المهدي

18 أبريل 2001م


نداء المهتدين



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. قال تعالى: (ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين.)
منذ أن أشرق نور الرسالة الإسلامية سطرت سيرة الإسلام صلاحا ونجاحا وفلاحا لم يعهد تاريخ البشرية لها مثيلا. لقد أسس الإسلام دينا عالميا ما زال يتمدد في كل أجزاء العالم، وأسس المسلمون حضارة استصحبت عطاء حضارات الإنسان السابقة وأتت بنسيج وسطي فريد. واستطاعوا أن يؤسسوا كيانات سياسية هيمنت على الربع المعمور من العالم لمدة ألف عام.
ولكن منذ ثلاثة قرون استطاعت الحضارة الغربية أن تستصحب عطاء الحضارات السابقة لا سيما الحضارة الإسلامية، وأن تبدع الحضارة الحديثة التي تفوقت على كافة الحضارات الأخرى وهيمنت عليها. إن الذي أهل الحضارة الغربية الحديثة لذلك التفوق أمران:
الأول: هو أن الحضارة الحاملة للمشعل قبلها، أي الحضارة الإسلامية، قيدها الجمود الفكري والثقافي، وأضعفها التفرق المذهبي، وأقعدها التخلف الاقتصادي والاجتماعي، وحبسها الاستبداد السياسي فتآكلت وتراجعت حتى صارت كالمستعدة للغزو الأجنبي والاستسلام له.
والثاني: القدرات الذاتية للحضارة الغربية بلغت شأوا عظيما نتيجة لثلاثة عوامل:
أولا: الحرية الفكرية وحرية البحث العلمي والتكنولوجي.
ثانيا: تأسيس نظام سياسي يقيم الحكم على رضا المحكومين ويعرض الحكام لمحاسبتهم عبر مؤسسات مقننة ويحقق أمرين هامين هما:
‌أ- التداول السلمي للسلطة عبر مؤسسات دستورية.
‌ب- تقنين الوظيفة العسكرية وإخضاعها للشرعية الدستورية.
ثالثا: تأسيس نظام اقتصادي حقق جدوى استثمارية وإنتاجية عالية عن طريق الاستغلال الفعال لتطور العلم والتكنولوجيا وآلية السوق الحر.
هذه العوامل مكنت الحضارة الغربية الحديثة أن تقيم نظما سياسية مستقرة ومتطورة. وأن تقيم نظما اقتصادية منتجة ومحققة لأعلى درجة من التبادل التجاري الداخلي والخارجي. وأن تبني قوات مسلحة محصورة في أداء وظيفتها العسكرية عالية الكفاءة القتالية والتنظيمية. واستطاعت الحضارة الغربية الحديثة أن تكتسب قوة سياسية واقتصادية وعسكرية مكنتها من فرض هيمنتها على سائر أنحاء العالم.

أثناء القرون الثلاثة الماضية وضعت الحضارة الغربية الحديثة المهيمنة الحضارات والبلدان الأخرى أمام واحد من ثلاثة خيارات:
1. رفض الحضارة الغربية ومقاومتها وبناء الحياة على أساس مستقل عنها.
2. الامتثال للحضارة الغربية باعتبارها تمثل مستقبل الإنسان المحتوم وبناء الحياة على أساس التشبه بها.
3. اتخاذ موقف وسط يحافظ على الهوية الثقافية والحضارية ويقبل التحديث ويفرق بين المقومات الذاتية للحضارة الغربية وبين الحداثة.
لقد أخذ بالخيار الأول دعوات وحركات وثورات عديدة في العالم الإسلامي هدفها بناء الحاضر على بعث الماضي واستلهام إنجازاته ومقاومة ورفض الحضارة الغربية بحذافيرها. هذه المواقف حققت في كثير من البلدان بطولات ونجاحا مؤقتا ولكنها في النهاية تهاوت أمام القوة الاقتصادية والآلة العسكرية الغربية.
كانت الدعوة المهدية في السودان أنجح مواقف التصدي للهيمنة الغربية في القرن التاسع عشر الميلادي، وكان تصديها وبطولاتها مضرب الأمثال في الشجاعة والإقدام، ولكن الكيان السياسي الذي أقامته الدعوة المهدية بعد صموده لأكثر من عقد من الزمان تصدع أمام الآلة العسكرية الحديثة. تصدع الكيان السياسي ولكن الدعوة ظلت حية في نفوس المؤمنين بها فطوروا بناءهم التنظيمي وطرحوا اجتهادا وفكرا ينطلق من الأصل ويلبي متطلبات العصر.
أما الخيار النقيض، الخيار الثاني، فقد أخذ به آخرون لا سيما في آسيا الوسطى وفي الجزائر "الفرنسية" وفي تركيا الكمالية. هذه المحاولات مع ما توافر لها من أسباب التمكين تراجعت أمام دعوات التأصيل الديني والحضاري والثقافي.
واقع الحال الآن هو أن البلدان التي تمت فيها محاولات البعث الماضوي المحض تشهد انفتاحا عصريا. والبلدان التي تمت فيها محاولات انخراط في الحضارة الغربية تشهد بعثا تأصيليا. هذا معناه أن النهج الأفضل والأجدى هو التزام التأصيل دون انكفاء والتحديث دون تبعية.
إن علاقة الحضارة الغربية بالحضارة الإسلامية معقدة لأسباب أهمها:
1. الحضارة الإسلامية تكمن فيها تيارات مشدودة إلى نجاحها القديم لدرجة تجعلها تظن أن استنساخ ما حدث تاريخيا ممكن. هؤلاء يسقطون نجاح الماضي على الحاضر فيشلون حركته. هؤلاء يعتقدون أن التعامل المشروع مع الأديان الأخرى والحضارات الأخرى هو ذلك التعامل الذي يقاس على سابقه في الماضي ولا مشروعية لأية معاملات تقوم على أنماط مختلفة.
2. الحضارة الغربية الحديثة تعاملت مع الحضارة الإسلامية بدرجة عالية من الذعر لأنها الحضارة الوحيدة التي كادت تمتصها بسبب تفوقها الفكري والتكنولوجي والثقافي عليها. كما كانت الحضارة الوحيدة التي هددت الحضارة الغربية في وجودها أكثر من مرة. لذلك صار التخوف من الإسلام والمسلمين شيئا عاديا في كثير من النفوس الغربية.
3. الحضارة الغربية الحديثة تعاملت مع الحضارات الأخرى بدرجة كبيرة من التعالي وافتراض الدونية. وكان تعاملها مع المسلمين ظالما مهينا غدارا لم يراعوا فيهم إلاً ولا ذمة. لذلك صار بغض الغرب وأهله قريبا من نفوس كثير من المسلمين.
4. إن إصرار الغرب على التعامل مع الحضارات الأخرى بالتعالي ومع المسلمين بالظلم يغذي مشاعر الكراهية والتنافر في الطرفين ويرفد تيارات التشدد والمواجهة فيهما مما يسوق العالم إلى فترة صدام ظلامية. فترة ظلامية آتية حتما ما لم تهزم الحضارة الغربية نزعات التعالي والظلم فيها، وتنتهج وهي في موقف القوة والهيمنة الحالية نهجا ذا خمس شعب:
• الاعتراف بأن الحضارة الغربية الحديثة حضارة مركبة ساهمت كل حضارات الإنسان السابقة لا سيما الحضارة الإسلامية في تكوينها.
• الاعتراف بأن الحضارات الإنسانية والثقافات الأخرى لها دورها في بناء حاضر ومستقبل الإنسانية، ولا يجوز التعامل معها ككائنات منقرضة أو في طريقها للانقراض الوشيك.
• التسليم بأن منجزات الحضارة الغربية الحديثة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتكنولوجية الصالحة لاستصحاب البشر لها في كافة البلدان، سيتم استصحابها برؤية ذاتية لا بالإكراه، والرؤية الذاتية هذه تشتمل على أقلمة ثقافية واجتماعية تحددها الشعوب المعنية باختيارها.
• إن الغرب قد كان سببا أساسيا في تكوين عدد من بؤر النزاع الساخنة، ومهما كانت مسئولية الأطراف المحلية عن استمرار تلك البؤر الملتهبة فإن اعتراف الغرب بدوره في تكوينها واستعداده للقيام بدور تكفيري في علاجها أمر هام وعتبة نحو علاقات دولية سليمة وسوية. أهم تلك البؤر هي:
‌أ- قضية الحق الفلسطيني المغصوب وقيام دولة إسرائيل على حسابه.
‌ب- قضية كشمير وأهلها كشعب متطلع لتقرير مصيره.
‌ج- مسألة جنوب السودان وما كان من أمر سياسة الاستعمار لتطوير الجنوب على أساس مناقض لما في الشمال ثم عكس تلك السياسة في فترة زمانية لم تكف لتكريس الاتجاه الجديد.
• إن للغرب الاستعماري مسئولية في تخلف البلدان التي وقعت تحت نير الاستعمار. صحيح أن للقيادات الوطنية التي حكمت هذه البلدان بعد استقلالها مسئولية في الإبقاء على التخلف. لكن ينبغي أن نعترف أن النظام العالمي السياسي والاستراتيجي الذي قام بعد الحرب العالمية الثانية كان نظاما بالنسبة لدول الجنوب –والعالم الإسلامي جزء منه- غير متكافئ.
والآن إن تحرير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين عالم الجنوب أي جنوب الكرة الأرضية المتخلف، وعالم الشمال المتقدم، وحصول عالم الشمال على أهم أسباب الرقي والتقدم سوف يؤدي إلى اتساع فجوة التنمية بين نصفي الكرة الأرضية بل إن هذا الوضع غير المتكافئ بالإضافة إلى تقصير كثير من قيادات عالم الجنوب سوف يؤدي إلى تهميش الجزء الأكبر من عالم الجنوب. هذا التهميش سوف يؤدي حتما إلى التظلم، والغبن، والاحتجاج.
ينبغي أن يهتم عالم الشمال كقيادة فعلية للأسرة الدولية اهتماما خاصا بالتنمية في عالم الجنوب لأسباب كثيرة، فالاحتجاج واتلظلم لا يمكن حصره في عالم الجنوب بل سوف يتعداه إلى الشمال عبر عدد من وسائل الاحتجاج نسميها أسلحة الضرار الشامل، ونذكر أهمها وهي:
‌أ- أضرار سياسية. ومنها تكوين مصادر مستمرة لحركات الإرهاب الذي يمكن أن يسمي نفسه أسماء عديدة ولكنه في النهاية احتجاج سياسي يتخذ العنف أسلوبا.
‌ب- القنبلة السكانية التي يمكن أن تنفجر في عالم الجنوب وتكون لها آثار سلبية في كافة أنحاء العالم.
‌ج- القنبلة الأيكولوجية. إن تصرف أي جماعة أو دولة في العالم بطريقة غير مسئولة نحو البيئة والطبيعة سيكون له آثاره السلبية العامة.
‌د- قنبلة المخدرات. ضبط التعامل مع المخدرات إنتاجا وتوزيعا أمر مهم ولا يمكن تحقيقه إلا على أساس دولي حازم.
‌ه- القنبلة الصحية. إن العالم يشكل بيئة صحية واحدة، وإن علاج الأوبئة والوقاية من المخاطر الصحية يتطلبان مشروعا صحيا عالميا.
‌و- الهجرة غير القانونية. هذه الظاهرة سوف تستمر وتتصاعد ما لم تعالج أسبابها الأساسية. وعالم الشمال لا يستطيع أن يتعامل معها كظاهرة أمنية فحسب وإن حاول ذلك فلا يحقق نجاحا جزئيا إلا على حساب إلغاء الحريات العامة في مجتمعاته!!.
.. ذلك النهج الغربي المطلوب يشكل لنا بيئة خارجية صالحة. ولكن الأهم منها أن نقف نحن المسلمين وقفة صدق مع الذات نحاسب أنفسنا ونحسب خطانا لأن تجديد دورنا الفاعل في الحياة يبدأ بصحوة ذاتية.
يجب أن نعترف أننا استقبلنا وحيا هو الأوثق لأن الكتب الأخرى لم تدون على نحو ما حدث للقرآن الكريم. كذلك كان نبينا هو الأكثر تاريخية بالقياس للرسل الآخرين الذين محت أكثر تفاصيل سيرتهم الأيام اللهم إلا ما دون منها في القرآن الكريم.
هذه الحقائق الناصعة حبسنا بها أنفسنا في الماضي دون مبرر ديني صحيح. الملزم لنا بموجب عقيدتنا هو القطعي ورودا والقطعي دلالة من النصوص الإسلامية. لكننا ألزمنا أنفسنا بتفاسير للقرآن، وبمدونات للسنة، وباستنباطات في الفقه، وبروايات للسيرة، جعلناها ملزمة لحاضرنا ومستقبلنا فألبسنا الفكر والثقافة والحياة قميص حديد ماضويا. إن في شريعة الإسلام ما هو ثابت ومتحرك. وإن من مقاصدها التوفيق بين حقائق الوحي والعقل. ولكن إلزام أنفسنا بتلك التفاسير والاستنباطات والروايات يلحق اجتهادات عقول الأقدمين بحقائق الوحي، ويلحق المتحرك من أحكام الشريعة بالثابت وهذا معناه إلغاء دور العقل وإلغاء هامش حركة الخَلَف.. إن في هذا تضييقا لواسع وتبديدا لمقاصد الشريعة.
الإسلام رسالة خاتمة خاطبت الإنسانية في مرحلة نضجها، وكلفتها بالاجتهاد في كل ما ليس قطعي الورود وقطعي الدلالة. إن على أمة الرسالة الإسلامية واجبا نجاحها في أدائه يؤهلها لقوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ..الآية) . وإخفاقها في أدائه هو السبب المباشر لما تعاني منه اليوم من انحطاط. إنها معاناة سوف تستمر ما بقيت أسبابها، ولا يخرجنا منها إلا جهدنا واجتهادنا: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ.. الآية
إننا ونحن نستقبل القرن الميلادي الجديد نشاهد بوضوح:
1. الإسلام الديانة، الذي فصلته حقائق الوحي وأحكامه ثابتة لا ينفك يعمق في النفوس وفي التربية. ولا ينفك يتسع انتشارا بصورة جعلته حتى يومنا هذا الدين الأوسع انتشارا في كل قارات العالم.
2. الإسلام الحضارة –أي ديوان الحوار بين المسلمين والحضارات الأخرى والمجتمع والتاريخ- كون حضارة عالمية متفردة يزيد تقديرها يوما بعد يوم.
3. لكن مع أن الإسلام كأساس للنظام الاجتماعي مشتمل على أرفع المبادئ السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأكثرها تفوقا على أفضل ما أفضى إليه التقدم الإنساني في المجال الاجتماعي.. مع ذلك كله، فإن المسلمين اليوم يعيشون واقعا اجتماعيا سيئا. الشعوب الإسلامية هي الضحية الأكبر للجمود الفكري والثقافي في العالم، وبالتالي هي الأكثر تخلفا اقتصاديا وسوء توزيع للثروة والدخل. وهي الأكثر تعرضا للهيمنة الأجنبية. والسبب واضح: دور العقل في التفسير والاستنباط وتحليل الروايات، ودوره في التعامل مع الجوانب المتحركة من الشريعة دور هام في مجال المعاملات. أي في المجال الاجتماعي، إنه دور يقع التكليف به على الأمة وتعطيله يدل على تقصير الأمة في القيام بواجبها ويؤدي إلى ما أدى إليه من واقع اجتماعي كريه.
يا أهل القبلة تعالوا إلى كلمة سواء بيننا
أولا: إن كتابنا واحد معلوم ومحفوظ النص، ورسولنا واحد معلوم السيرة والهوية. هذه من نعم الله علينا. كتاب الله وسنة رسول الله بين أيدينا. علينا أن نؤمن تماما بأن ما نلتزم به هو القطعي ورودا والقطعي دلالة من الكتاب والسنة. أما الظني ورودا والظني دلالة وما ليس فيه نص أصلا فأمور اجتهادية غير ملزمة لنا.
ثانيا: التعامل مع الآخر المذهبي الإسلامي يجب أن يقوم على الإيمان المشترك بالقطعيات والاعتراف المتبادل بالاجتهادات على أساس أن التقليد في الاجتهادات غير ملزم وأن القاعدة السنية من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فاخطأ فله أجر واحد.
ثالثا: هنالك عوامل مستجدة اختلف المسلمون حول كيفية التعامل معها:
• أهل السنة قالوا بالتعامل مع المستجدات على أساس القياس والإجماع.
• الشيعة قالوا بمعرفة خاصة للأئمة ولمراجع التقليد في غيابهم. هؤلاء يفتون في أمر المستجدات.
• الصوفية قالوا بأن الصالحين ملهمون مكشوف لهم الحجاب مما يتيح لهم معرفة خاصة للتعامل مع كل الأمور وعلى الآخرين اتباعهم.
لقد جادل المسلمون كثيرا حول تلك الأساليب، فمن قائل أن القياس غير صحيح، لأنه لا تكون حالة مثل حالة أبدا، وقائل أن الإجماع في أمر من الأمور غير القطعية لم يقع أبدا، وقائل أن الأئمة المعنيين لم يوجدوا أصلا، وأن القول بالكشف مختلف عليه، وغيرها من مقالات الإسلاميين. إن عصرنا الحالي يمتاز بإلغاء المكان عن طريق المواصلات، وإلغاء الزمان عن طرق الاتصالات مما يتيح لنا وسائل افضل في التعامل مع هذه القضايا. الأسلوب الأمثل هو تحديد هيئة أو هيئات فنية ذات معرفة وتخصص في كل المجالات ذات دور استشاري. واتخاذ هيئة أو هيئات تشريعية ذات تفويض شعبي للتداول بشأن المستجدات واتخاذ قرار بشأنها.
رابعا: ينبغي أن نحدد أساسا واضحا للتعامل مع الآخر الملي في أوطاننا. إنهم وجدوا معنا في هذه الأوطان واستمروا فيها باختيارهم، وإن هذا الموقف أكسبهم موقف أهل العهد –عهد المواطنة- وإن نحن سحبنا منهم هذا الحق فإنهم في نطاق القانون الدولي المعاصر سوف يسعون إلى حق تقرير المصير. إن عهد المواطنة يقتضي الاتفاق على حد أدنى من الحقوق لكل المجموعات الوطنية، وإلا دفعناهم دفعا نحو العمل لتقرير المصير ومن ثم التمزق الحتمي. علينا إذن أن نقر عهد المواطنة وحق المواطنة كأساس للكيان الوطني، فالوطن لكل سكانه بموجب عهد المواطنة، ولكن هذا لا يتعارض مع الحقوق الدينية والثقافية للمجموعات الوطنية المختلفة ما دامت لا تطالب بوضع ينتقص من حقوق المجموعات الأخرى.
إن الشريعة الإسلامية واجبة التطبيق للمسلم، وعلينا أن نضع ميثاقا واضحا يوفق بين حق المسلمين في تطبيق الشريعة الإسلامية، وحقوق المواطنة للآخرين. وعلينا أن نعلن بوضوح التزامنا الأساسي بأن 00000000000التعامل بيننا وبين أهل الملل الأخرى يقوم على مبدأين أساسيين هما: ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ..الآية) - (ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..الآية) .
خامسا: النظام الدولي الحالي يقوم على أساس العهد الذي يقوم عليه نظام الأمم المتحدة. إنه نظام بالنسبة للمسلمين يعتمد على مرجعية إسلامية أساسية هي: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا(34) .و ( لَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ.. الآية) .
إن النظام الدولي المعاصر لم ينشأ من فراغ. لقد كانت بداياته مستمدة من مفاهيم المعاهدة والائتمان، ومعاملة الأسرى، والعلاقات بين الكيانات السياسية الدولية التي خطها المسلمون استنباطا من مبادئ وأحكام الإسلام، وتسربت إلى أوربا عبر الأندلس وصقلية وجنوب إيطاليا. وقديما قال بلاسكو ايباريز في كتابه "تحت ظلال الكاتدرائية": "إن إحياء أسبانيا لم يأت من الشمال بل من الوسط مع العرب الفاتحين".
نعم ..إن النظام الدولي الحالي أقيم في غياب كثير من البلدان الإسلامية.
نعم.. إن فيه نقصا يفتقر إلى تصحيح وتصويب لتكتمل عدالته. وهذا ما ينبغي أن نسعى إليه ونحققه.
سادسا: هنالك منجزات حققها الغرب لا تتعارض مع أصول مبادئنا الإسلامية، ولكن الفضل في تحقيقها وتكوين مؤسسات لاستدامتها يرجع للحضارة الغربية في المقام الأول. تلك المنجزات ينبغي أن نستصحبها دون أدنى حرج، وأن نحدد مرابطها في مقاصد الشريعة الإسلامية:
‌أ- الحرية الفكرية وحرية البحث العلمي والتكنولوجي.
‌ب- النظام السياسي الذي يقوم على رضا المحكومين ومساءلة الحكام ويحقق التداول السلمي للسلطة والخضوع العسكري للشرعية الدستورية.
‌ج- النظام الاقتصادي الذي يقوم على آلية السوق الحر لا سيما في مجال الاستثمار والإنتاج والتبادل التجاري.
‌د- الالتزام بحقوق الإنسان على أساس أن الله كرمه وأوجب له حقوقا مقدسة. إن حقوق الإنسان التي جاء بها الإسلام تتكامل ولا تتناقض مع حقوق الإنسان العالمية على نحو ما أوضحنا بالتفصيل سابقا . وحقوق الإنسان في الإسلام تمتاز على غيرها لأنها تستمد من جذور روحية وخلقية وتستوجب جزاءا أخرويا.
‌ه- لقد دار في مسألة المرأة جدل كبير. المرأة هي الوالدة والزوجة والأخت والبنت للرجل، والنساء في مفهوم الإسلام شقائق الرجال. والنصوص الإسلامية واضحة في مساواتها إنسانيا وإيمانيا:
- يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ.. الآية.
- أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أو أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ.. الآية .
4. وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ.. الآية .
هذه المساواة بين الرجل والمرأة حددها أمران: الأول: فطري وهو أن للرجل والمرأة في أمر التوالد والأسرة وظيفتين مختلفتين متكاملتين. هنالك أحكام تتعلق بهذا الاختلاف لا مفر منها بل هي واجب تقتضيه الفطرة. المهم ألا يكون هذا مدخلا للتفاضل بل للتكامل. الأمر الثاني: أحكام واستنباطات لحقت بالمرأة بسبب ظروف فكرية وثقافية واجتماعية مقدرة في زمانها ولكنها الآن تجاوزتها الظروف.
إن حقوق المرأة في الإسلام كانت طفرة تحريرية في ظروفها. أما الآن فإن حقوق المرأة العالمية قد بلغت مرحلة متطورة. التحدي الذي يواجهنا هو هل تستطيع المرأة أن تكون مسلمة وحديثة في آن؟ الجواب: نعم .
سابعا: الجهاد هو ذروة سنام الإسلام. والجهاد هو رهبانية أمة محمد (ص). والجهاد ماض إلى قيام الساعة. إن مادة جهد هي أساس الصلاح والفلاح والنجاح في كل مجالات الحياة. ولا يفلح الإنسان في أية حالة إذا لم يبذل الجهد: لا بد لنيل الشهد من إبر النحل. الجهاد في هداية الإسلام هو بذل الجهد كله للالتزام بأمر الله. إنه يبدأ دائما بإلزام النفس على الفضيلة, وهذا هو الجهاد الأكبر لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
ثم يتجاوز الإنسان نفسه إلى أسرته وإلى مجتمعه وعليه بذل الجهد كله وبكل الوسائل للالتزام بهدى الله. هذا الالتزام يصير التزاما قتاليا في حالة فتنة الناس عن دينهم أي إكراههم على الخروج من دينهم. وفي حالة الدفاع عن النفس. أي دفاعا عن العقيدة ودفاعا عن الحياة: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)
إن اتحاد الفهم بين كافة أهل القبلة حول هذه النقاط السبع واجب إسلامي.
الحقائق الجديدة:
هنالك سبع حقائق جديدة في عالم اليوم لم يسبق للفكر الإسلامي أن حدد موقفا بشأنها. إنها حقائق ينبغي أن نحدد نحوها مواقف واضحة هي:
أولا: الوطنية:
الوطنية والدولة القومية المترتبة عليها شكل سياسي جديد اتخذته الكيانات الأوربية منذ صلح وستيفاليا في 1648م وصار الوحدة المعتمدة في العلاقات الدولية.
لقد عرف الإسلام رابطة الأسرة. ورابطة القبيلة. ورابطة الإقليم أو الجهة.. لكن الوطنية تقوم على أساس ثقافة معينة، وتاريخ، وتجارب تكون شعبا مرتبطا بأرض معينة. المواطنة هي الرابطة التي تجمع بين شرائح هذا الوطن. إنه تطوير لرابطة الأسرة والعشيرة، يربط بين المجموعات الوطنية والدولة، وله فاعلية في تنظيم مصالح المواطنين من حيث توافر أسباب المعيشة والأمن.
إن الرابطة الوطنية يمكن أن تكون مفيدة في سبيل تحقيق التنمية وكفالة سبل المعيشة والأمن، ومع أنها تقوم على مفهوم متشدد على السيادة الوطنية، فإن التعامل مع السيادة بصورة مرنة لتقبل الانتماء إلى كيانات أوسع ممكن ما دام ذلك يتم برضا المواطنين. لذلك يجب ألا ننظر إلى الانتماء الوطني بريبة وألا نضعه في مقابل الولاء للأمة الأكبر، بل نعتبر الانتماء الوطني صالحا في حدوده المختارة قابلا للتوسع الاختياري.
ثانيا: القومية:
إن في الأمة الإسلامية عدة قوميات. والإسلام لم ينف الانتماء القومي بل استصحبه بصورة جعلت العرب يحققون بالإسلام أمجد أيامهم، كذلك حققت القوميات الأخرى الطورانية، والفارسية، والهندية بالإسلام أمجد أيامها وأفضل عطائها.
إن علينا أن نعترف بالانتماء القومي لا سيما على أساس ثقافي ولغوي وسلالي لا يتعارض مع الانتماء الأوسع للأمة إلا إذا كانت فيه عصبية. العصبية هي الشعور الذي يمقته الإسلام لا القومية.
ثالثا: العولمة:
هنالك عوامل جديدة في عالم اليوم هي:
• تكنولوجيا المواصلات نسفت المسافات. وتكنولوجيا الاتصالات كمشت الزمان فصارت أطراف العالم متداخلة وصار كوكب الأرض أقرب إلى حاضرة واحدة.
• المصلحة البيئوية (الأيكولوجية) لكوكب الأرض واحدة مما يوجب التعامل معها كوحدة طبيعية واحدة.
• هنالك فضاءات تملكها الإنسانية ملكا مشتركا:. الفضاء والبحار والمحيطات والأجزاء غير المأهولة من الكوكب.
• أثناء التسعينيات انعقدت مؤتمرات قمة قاربت بين وجهات النظر حول كثير من القضايا الهامة: السكان- المرأة- النواحي الاجتماعية.. وهلم جرا.
• هنالك عدد من الأديان العالمية كالمسيحية والإسلام والبوذية والأديان التي كونت حضارات كالمسيحية والإسلام والهندوسية، والحضارات المتعددة الأديان كالصينية واليابانية والثقافات الإنسانية الكثيرة.لقد انطلقت حوارات جادة بين أطراف هذه الانتماءات وهي حوارات تصب في خانة تبين القيم المشتركة بينها والتنوع والتعدد فيها. إن هذه الحوارات تتجه لتكوين تصور موحد للتعايش والتسامح الديني والحوار بين الحضارات تجنبا للصدام والخصام.
• التطور الاقتصادي والتجاري وحركة انتقال الأيدي العاملة والاستثمارات والحركة المالية العالمية تتجه لخلق سوق عالمي واحد.
هذه العوامل الستة هي التي تقف وراء العولمة كظاهرة مرتبطة بتطور الوعي الإنساني والتاريخ الإنساني. لكن العولمة تتم في عالم فيه توزيع غير عادل للسلطة والثروة والقوة العسكرية. لذلك فإن القوى المهيمنة عالميا إنما تلون العولمة بلونها وتحاول إخضاعها لمصالحها الذاتية.
إن علينا أن نقبل العولمة كتطور حتمي لتاريخ الإنسان، وأن نتخذ ما نستطيع من إجراءات على كافة الأصعدة لكيلا تتحول العولمة إلى امتثال للهيمنة الدولية. هذه معادلة صعبة ولكن الانكفاء دون العولمة تخلف والامتثال للهيمنة تبعية، وعلينا أن نحقق الانفتاح نحو العولمة ونتجنب التبعية.
رابعا: الوحدة الإسلامية:
التطورات العالمية نحو العولمة تزيد من الوعي بالذات الحضاري وبالمصالح الوطنية الإقليمية لذلك نشطت مع العولمة تيارات التكوينات القومية والإقليمية لتحقيق أقصى درجات الانتفاع بالواقع العالمي الجديد وحماية المصالح الخاصة والحماية من الهيمنة.
ماذا عن الوحدة الإسلامية؟.
الوحدة المتجسدة في دولة واحدة لم تعد ممكنة في المستقبل المنظور، إنها اختفت من الواقع الإسلامي منذ نهاية العهد الأموي في عام 150هـ. إن مفهوم القيادة العليا الواحدة كما كان متاحا للخليفة لم يعد واردا لأن ضوابط العدالة صارت تقتضي أن يكون رئيس الدولة مختصا بالسلطة التنفيذية، ضمن إطار يحدد مؤسسات السلطة التشريعية والقضائية، وآليات تبسط الشورى والمشاركة على نطاق واسع عبر مؤسسات المجتمع المدني والصحافة وآليات البحث العلمي والاجتهاد الفكري والتطور الثقافي، وهي آليات لها دورها ووزنها ووظيفتها القانونية. حتى في إطار دولة قطرية واحدة لم تعد توجد مؤسسة قيادة شاملة مطلقة إلا في الدولة الاستبدادية.
إن وجود دول مختلفة محكومة بنظم دستورية لا يمنع التعامل مع مفهوم السيادة الوطنية بمرونة وتحقيق وحدة في مجالات عديدة:
1. في المجال الروحي والعبادي إذ يمكن للمسلمين الاتفاق على ما يجمع بينهم والتعايش فيما يفرق بينهم على أن يقيموا تنظيما موحدا يقرر بشأن المسائل العقدية والعبادية ويتخذ تكوينا جماعيا شوريا.
2. تكوين محكمة استئناف عليا ذات صلاحيات متفق عليها للحكم في قضايا معينة.
3. برنامج موحد للتعليم الديني وتعاون في كافة المجالات التعليمية. برنامج يحقق التعاون في مجالات معينة ويفسح مجال التنوع.
4. تعاون ثقافي وإعلامي.
5. تنسيق تنموي وتجاري في المجال الاقتصادي والتجاري.
6. تحديد آليات للحوار الداخلي بين المسلمين وأخرى للحوار مع غيرهم.
إن الإبقاء على تعدد الدول لا يتنافى مع تحقيق درجة عالية من التنسيق والتوحد في المجالات الدينية، والثقافية، والاقتصادية، والحضارية لبلوغ درجة من الوحدة الإسلامية وترك المجال مفتوحا للتطوير المستقبلي.
خامسا:التعددية الاجتهادية
هنالك نظرة سلبية جدا لدينا نحو التعددية في المسائل الاجتهادية. ينبغي أن تكون نظرتنا لكل أنواع التعددية المذهبية والفكرية الإسلامية إيجابية لأنها إحدى نتائج الحرية اللازمة. على أن نلتزم في هذا الصدد بأمرين هما:
الأول: التسليم بالقطعي ورودا والقطعي دلالة من نصوص الإسلام.
الثاني: تجنب التعصب لاجتهادنا الخاص.والتعامل معه بقاعدة اجتهادنا صواب يحتمل الخطأ، واجتهادكم خطأ يحتمل الصواب. هذه النظرية المرنة للتعامل المذهبي مع التراث المنقول ومع العطاء الإنساني ومع الاجتهاد الآخر هو المطلوب لإخراج أنفسنا من الانكفاء ومن التعصب الذميم.
التعددية فيما عدا وحدانية الذات الإلهية جزء لا يتجزأ من نظام الكون، وينبغي التخلص من النظر إلى فرقة واحدة ناجية فمن كفر مسلما فقد باء بالكفر أحدهما، ومن اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد، وليس من طلب الباطل فأصابه كمن طلب الحق فأخطأه.
إن الإنسان هو محور رسالة الإسلام لإسعاده في الدنيا والآخرة. وكل هداية للإنسان ينبغي أن تراعي عوامل الزمان والمكان. الشريعة الإسلامية تفوقت على الملل والنحل الأخرى لاعترافها بالإنسان كإنسان وتكريمها للإنسان كإنسان، ومراعاتها لظروف المكان والزمان.. إن إهدار هذه المعاني إهدار لمقاصد الشريعة. وللإنسان عشرة مطالب أساسية تفتقر إلى إشباع متوازن هي: المطالب الروحية- الخلقية- العاطفية- المعرفية- المادية- الاجتماعية- البيئية- الجمالية- الرياضية- والترفيهية.
إن الإسلام دين الفطرة.. فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا..الآية . مستبين لتلك المطالب ولضرورة إشباعها إشباعا موزونا ينبغي على المسلمين السعي لتحقيقه اجتهاديا في ظروف الزمان والمكان المختلفة.
سادسا: الحركة في الشريعة
الإسلام عقيدة وشريعة. الشريعة الإسلامية فيها عبادات ثابتة ومفصلة ومعاملات مرنة. منذ عهد الخوارج هنالك من جعل أمر السلطة السياسية –الإمرة- كالعبادات، وهذا عين الخطأ الذي وقع فيه الخوارج ومن خلفهم بعد ذلك. علينا أن ندرك بوضوح:
‌أ- أن العبادات مفصلة وثابتة لكن المعاملات معممة ومتحركة.
‌ب- الثابت من أحكام الشريعة لا تؤثر فيه عوامل الزمان والمكان. أما المعاملات –أي المتحرك من مقاصد الشريعة فإن الثبات يفسده ويؤدي إلى عكس مقاصده.
‌ج- الأمة باجتهادها المستمر مكلفة بتطوير فقه المعاملات على أساس مقولة الإمام المهدي الشهيرة: لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال.
في ظروف معينة، وأمام زحف التتار على ديار المسلمين اجتهد بعض الفقهاء ورأوا أن حماية بيضة الإسلام توجب تقديس المسئولية السياسية، وعلى نفس النمط اجتهد الشيخ أبو الأعلى المودودي وصاغ مفهوم الحاكمية لله على نحو مشابه لمقولة الإمرة لله.
إن الذين رأوا باجتهاد معاصر أن يعطوا الإمرة أو القيادة السياسية قدسية تناهز قدسية العقائد والعبادات مهدوا للتطرف الإسلامي المعاصر الذي جعل اجتهاد أصحابه السياسي هو موقف الأمة كل الأمة ونفى رأي الآخرين باعتباره كفرا وخروجا عن ملة الإسلام. هذا الاعتقاد هو الذي مهد للتيارات الاحتجاجية المتطرفة المعاصرة، عبر تكريسه للاستبداد وفتح باب المظالم السياسية والاجتماعية.
نعم إن المسلمين في محنة ويواجهون اضطهادا عظيما وإذلالا على يد الهيمنة الدولية وإسرائيل. إن أصحاب هذا الاتجاه اعتبروا أنفسهم مبعوثي العناية الإلهية واستحلوا لأنفسهم العمل لاستلام السلطة بالقوة والانفراد بها واستحلوا لأنفسهم استخدام أساليب العنف العشوائي الذي يزهق الأرواح البريئة ويدمر الأملاك في سبيل تحقيق أهدافهم.
الإمرة لا تكون في شريعة الإسلام إلا عن طريق: وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ.. الآية . والعمل من أجل الأهداف مهما عظمت لا يكون إلا بموجب: ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ.. الآية .. والقتال في الإسلام له ضوابطه وهي: الدفاع عن النفس وعن حرية الدعوة. إن ربط الإسلام بالسلطة السياسية المستبدة، وربط العمل الإسلامي بأساليب العنف العشوائي جلب للإسلام ضررا كبيرا وأعطى أعداءه حجة قوية للنيل من ديباجته الوضاءة.
إن علينا معشر أهل القبلة أن نرفض أية عملية استيلاء على السلطة بالقوة الغاشمة. وأن نرفض أية دولة تقوم على أساس بوليسي يقهر الناس. وأن نرفض أية صلة بين الدعوة للإسلام والعنف العشوائي. وأن نعتبر الاستيلاء على السلطة باسم الإسلام ترهيبا بعيدا عن مقاصد الشريعة، كما نعتبر أية دولة بوليسية قاهرة خارجة على مقاصد الشريعة.
لقد صار نهج الذين ربطوا الإسلام بالاستبداد الغاشم وهم في السلطة، والذين انتهجوا العنف العشوائي كأسلوب لمعارضة النظم الشرعية، وإن كانت ظنية، سبة على الإسلام، ووسيلة للإساءة إليه، ومخلب قط للتدخل الأجنبي، لذلك وجب علينا أن نتبرأ منهم وندين نهجهم .. هذا طبعا لا ينطبق على الذين يتخذون العنف أسلوبا لمقاومة الاحتلال الأجنبي، فهم إنما يردون على العدوان بمثله: فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ(193) .
إن أسلوب الدعوة المشروع هو بالتي هي أحسن، والتغيير المشروع هو بالتعبئة الشعبية وبالعمل المدني الخدمي وبالترجيح الديمقراطي لأن أساليب العنف ضد النظم المؤسسة بشرعية ذات قبول واسع يؤدي لنتائج عكسية، لا سيما العنف العشوائي والانقلابات العسكرية التي ما بنت قصرا إلا هدمت مصرا وما ادعت عمل إصلاح إلا أتت أضعاف أضعافه من الإخفاق .
سابعا : التحول السياسي
إن الضغط الإصلاحي المنظم على كل الأصعدة من شأنه أن يحقق إصلاحا ديمقراطيا، وان تدرج في النظم القائمة، ودلائل هذا الإصلاح ظاهرة للعيان وكل من سار على الدرب وصل . إن الخريطة الإسلامية على المستوى الشعبي مكونة من : -
• هيئات ومنظمات وتكوينات تقليدية لها دورها الديني والثقافي والاجتماعي الإسلامي ولها سندها الشعبي العريض وان كانت على درجة عالية من الضمور في حركة تغيير المجتمع.
• جماعات احتجاجية مندفعة انتهجت العنف العشوائي وصار لها درجة من التأييد في مجتمعاتنا ذات الإحساس القوي بالظلم والاضطهاد والهيمنة الأجنبية والتكوين السكاني الذي يغلب عليه الشباب العاطل من العمل . هذه الجماعات جعلت دورها السياسي مقدسا وأسقطت على نفسها دور الأمة وقدست قيادتها وكفرت المجتمع الواسع .
• مفكرين إسلاميين على درجة عالية من الوعي والاستنارة والالتزام الإسلامي والإحاطة بالفكر الإنساني والتجارب الإنسانية المعاصرة ومقدرة عالية على استصحاب النافع من فكر وأساليب العصر . لكن هؤلاء مع وضوح رؤيتهم لا يجدون سند الهيئات التقليدية الشعبي العريض ولا تأييد الشرائح المتحمسة الشعبية المندفعة في تأييد حركات الاحتجاج.
• أنصار الله ينتمون إلى دعوة المهدية في السودان. إن مدارس المهدية في الإسلام عشر مدارس: ثلاث شيعية هي الاثنى عشرية، والسبعية ، والزيدية . وأربع سنية هي: صاحب آخر الزمان ، وإمام القرن ، ومدرسة فخر الدين الرازي القائلة بالشاهد لله بالحق، ومدرسة ابن كثير القائلة باثني عشر مهديين. ومدرستين صوفيتين: مدرسة ابن عربي والمدرسة القائلة بخاتم أقطاب الزمان، ومدرسة فلسفية قائلة برئيس المدينة الفاضلة.
المهدية في السودان سنية ومقولتها تجعل المهدية وظيفية هي وظيفة إحياء الكتاب والسنة بصورة ذات خصوصية تجيز لها تعليق المذاهب وإبطال التفرق بين المسلمين عودة للكتاب والسنة. هذا موقفها النظري . لكن موقفها من الخريطة الإسلامية الشعبية هو أنها جمعت ما تفرق بين التكوينات الإسلامية فهي ذات موروث شعبي تقليدي عريض ، وهى ذات طلائع فدائية متحمسة ،وهى ذات كوادر فكرية مثقفة لذلك يرجى أن يكون لها عطاء إسلامي في داخل السودان وفيما يتجاوز السودان داعية لنهج إسلامي ملتزم ومستنير بأسلوب الحكمة والموعظة الحسنة .
إننا في هيئة شئون الأنصار المنبر التنظيمي لهذه الدعوة نخاطب أهل القبلة أن حيَّ على الفلاح تلبية لنداء الإسلام نداء المهتدين راجين أن يتخذ كافة أهل القبلة عهدا على نحو ما اقترحنا . وفقنا الله لمرضاته. آمين.
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بصيرة ٍ أنا ومن اتبعني وسبحانَ الله وما أنا منَ المشركين}
الصادق المهدي
صاحب العهد مع أنصار الله




نداء الإيمانيين



في مطلع الألفية الثالثة بعد ميلاد المسيح، وفي منتصف الألفية الثانية لهجرة النبي محمد عليهما الصلاة والسلام، ينبغي للإنسانية أن تقف مع ذاتها تتأمل نموها الروحي والخلقي وتقدمها العلمي والتقني ومصيرها بين العلم والدين.
1. الإيمان الديني، والانتماء الثقافي، ظاهرتان صحبتا الإنسانية منذ بداية وجودها، وحيثما ظهرت أيديولوجيات ربطت التقدم الإنساني بالتخلي عن الموروثات الدينية والثقافية، تراجعت تلك الأيديولوجيات. وبقى الإنسان متدينا ومتمسكا بهوية حضارية وثقافية. ولكن إزاء تعدد الأديان واختلافها، وتنوع الحضارات والثقافات وصدامها، وترابط مصالح كوكب الأرض عن طريق تقدم العلم والتكنولوجيا: ماذا يجب عمله للتوفيق بين هذا الترابط الموحد بين أطراف الدنيا وذلك التنوع المفرق للجماعات البشرية؟
هنالك ثلاثة خيارات:
الخيار الأول: أن يهيمن على البشرية دين واحد وحضارة واحدة.
الخيار الثاني: أن يطرد الدين من الحياة ويحكم على الموروث الثقافي بالزوال لتحل محلهما قيم عالمية وثقافة عالمية.
الخيار الثالث: الاعتراف بالتعددية الدينية والتنوع الثقافي كجزء لا يتجزأ من الحالة الإنسانية، على أن تقبل الأديان التسامح والتعايش فيما بينها، وأن تقبل الحضارات والثقافات الإنسانية التعايش والحوار والإثراء المتبادل.
الأديان العالمية والحضارات الكبرى تطلعت للخيار الأول، فكانت النتيجة نزاعات دموية وصراعات مستمرة لم تؤد إلى فرض الخيار الأحادي.
الأيديولوجيات الرأسمالية، والفاشستية، والشيوعية، تنبأت بانقراض الأديان وبتخلي الإنسانية عن تنوعها الحضاري والثقافي ليسير العالم وفق حضارة واحدة تفرضها الأيديولوجية الغالبة. وعبر مراحل تاريخية كانت النتيجة انحسار تلك الأيدلوجيات وبقاء الإنسان متدينا ومنتميا ثقافيا.
إن التجربة الإنسانية عبر القرون أكدت حقيقتين:
الأولى: أن محاولة طرد الدين من الحياة، ومحاولة القضاء على الهوية الثقافية لن تنجح بل تؤدي إلى مزيد من التمسك بالقيم المراد إعدامها.
الثانية: أن محاولات إخضاع الحياة لالتزام ديني معين ولتراث حضاري وثقافي ماضوي معين لم تنجح بل عزلت من بيئتها الاجتماعية ومن وسطها الدولي وتلاشت.
إن ضمير الإنسان الحالي كونته العقائد الدينية. والعقائد الدينية تفاعلت مع العطاء الإنساني لتتحف الإنسانية بعشرين حضارة كبرى وبعشرة ألف ثقافة إنسانية.
إن العقائد الدينية قد أعطت الإنسانية الطمأنينة النفسية، والرقابة الذاتية، والتحصين الأخلاقي، والهوية الجماعية.
إن قيمة الاعتقاد الديني والانتماء الثقافي للإنسانية ينبغي ألا تغفلنا عن الأضرار التي لحقت بالإنسانية نتيجة للتعصب الديني والانكفاء الثقافي. هذان العاملان –التعصب والانكفاء- أوقعا أصحابهما في ثلاثة أخطاء فادحة:
الخطأ الأول: اعتبارهم أن المعرفة، كل المعرفة الإنسانية غيبية نقلية، ورفضهم المعارف العقلية والتجريبية. هذا الخطأ جعلهم أعداء لتطور العلوم واكتشافاتها والأبحاث العلمية واستنتاجاتها.
الخطأ الثاني: قاسوا ضرورة الالتزام الديني بالقيم الروحية والخلقية بالتزام مماثل أوجبوه في المعاملات الاجتماعية والسياسية.
إن الأمور الروحية كالإيمان والعبادات، والأمور الخلقية كالصدق، والأمانة، والحكمة، والعفة.. أمور ثابتة والالتزام بها يحقق الفضيلة. أما المعاملات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية فأمور متحركة مع ظروف الزمان والمكان، وتراعى فيها المنافع والمستجدات، وتستوجب اجتهادات ومدخلات إنسانية واجتماعية.. إن محاولة إخضاع هذه الأمور المتحركة لأحكام ثابتة يحقق المضرة.
الخطأ الثالث: اعتبروا أن الإخلاص لعقيدتهم يوجب نفي العقائد الأخرى ومواجهتها مواجهة دائمة.

2. منذ ثلاثة قرون اهتز العالم القديم بأديانه، وحضاراته وثقافاته المعروفة اهتزازا عنيفا نتيجة لثلاث ثورات تفجرت في الغرب:
أ‌- الثورة الصناعية. قادتها الرأسمالية الحديثة وانطلقت في بريطانيا منذ القرن الثامن عشر.
ب‌- الثورة اللبرالية التي قادتها الثورة الفرنسية وحركة استقلال الولايات المتحدة وأسست النظام الديمقراطي.
ت‌- الثورة المعرفية التي طورت موروثات الإنسان المعرفية وحققت حرية البحث العلمي والتكنولوجي.
تلك الثورات صنعت الحداثة. إن عالم الحداثة اعتبر نفسه حاضر ومستقبل الإنسانية، وكتب نعي الولاءات الدينية والهويات الثقافية.
انقسم عالم الحداثة بين أيديولوجية رأسمالية وأيدلوجية شيوعية جاءت لترث إنجازات الرأسمالية وتقود الإنسان لمصيره الشيوعي الحتمي. ومنذ منتصف القرن العشرين تقاسم النفوذ العالمي معسكران، كل يحاول إخضاع العالم لصورته في نزاع ثنائي استغرق جل النصف الثاني من القرن العشرين.
خطت الإنسانية خطاها من الثورة الصناعية، إلى القطبية الثنائية التي امتد عمرها حتى نهاية الثمانينات من القرن العشرين. ولكن منذ بداية التسعينيات حتى الآن تشهد الإنسانية ثورة جديدة: ثورة العولمة.
3. ما هي العولمة؟ وما هو أثرها على عقائد الناس وعلى هوياتهم الثقافية؟:
‌أ. هنالك عولمة فرضها إدراك البشر لمصلحة مشتركة في كوكب الأرض ، المقام المشترك للإنسان: الأرض الكوكب الواحد ميراث الإنسانية، والأصول المملوكة للبشرية كأعماق البحار والفضاء، والغلاف الجوي، والقطبان- مملوكات للبشرية كلها توجب نظرة مشتركة في التعامل معها.
‌ب. هنالك عولمة فرضها الوعي الإنساني بالمصير المشترك للإنسانية وتوالت المؤتمرات العالمية لتدرس موضوعاتها المختلفة، ولتضع استراتيجية موحدة للتعامل مع مشكلاتها مثل: مؤتمر البيئة 1992، ومؤتمر السكان 1995م، والمؤتمر الاجتماعي 1996م، وهكذا.
‌ج. هنالك العولمة التي ارتبطت بها العبارة أكثر من غيرها .. إنها العولمة التي صنعتها ثورة المعلومات والاتصالات والمواصلات والتي حولت المعاملات التجارية والمالية والاستثمارية، إلى سوق عالمي واحد.. هذه العولمة التي مكنت أصحاب السندات والأسهم وطلاب الصفقات التجارية من الانتقال عبر الآليات الإلكترونية بسرعة مذهلة وعلى نطاق عالمي، كما مكنت الشركات المتعددة الجنسية من توزيع عملياتها على نطاق عالمي، ومن نقل خياراتها الاستثمارية حيث التكلفة الأقل والربح الأكبر.
هذه الوجوه الثلاثة للعولمة: الاستعداد لإدارة الملكية الكوكبية المشتركة، وبرنامج المصير الإنساني المشترك، والسوق العالمي الذي فتحته ثورة المعلومات والاتصالات والمواصلات تمثل عولمة حميدة.
4. هنالك عولمة خبيثة هي:
‌أ. صحبت العولمة ظاهرة "الرأسمالية النفاثة". وهي حماسة للتنافس والربحية تندفع غير مبالية بآثار سلبية إنسانية و اجتماعية لا سيما في مجالين :-
المجال الأول:- يتوقع أن تؤدي العولمة المرتبطة بالرأسمالية النفاثة إلى تراجع عن دولة الرعاية الاجتماعية في الرأسمالية المتقدمة- كذلك عدم الاهتمام بالآثار السلبية التي تحدثها وسائل الإنتاج الحديثة على توظيف الأيدي العاملة. لقد كانت الإصلاحات التي لجأ إليها النظام الرأسمالي فاهتم بمصالح القوة العاملة، واتبع برامج رعاية اجتماعية، من أهم أسباب صنع السلام الاجتماعي في البلدان الرأسمالية مما أبطل نبوءات كارل ماركس الصدامية.إن تيارات العولمة توشك أن تقوض البرامج الواعية التي أدت للسلام الاجتماعي والاستقرار السياسي. المقولة الصحيحة في هذا الصدد: المجتمع الحر الذي يعجز عن مساعدة الأكثرية الفقيرة من مواطنيه سوف يعجز عن حماية الأقلية الغنية.
المجال الثاني: تراجع الشمال المتقدم من كل المفاهيم والسياسات التي اقترنت بحوار الشمال والجنوب التي أوجبت اهتمام الشمال بالتنمية في الجنوب كوسيلة من وسائل بناء الاستقرار العالمي. مثلما حققت الرأسمالية سلاما اجتماعيا في أوطانها بسياسات نقابية مستنيرة وببرامج رعاية اجتماعية متقدمة فإن الدول الغنية مطالبة بالاهتمام بتنمية الجنوب الفقير لبناء السلام والاستقرار في العالم. ولكن التيار الراجح في ظل تيارات العولمة هو ترك هذه الأمور كلها لعوامل السوق الحر.. السوق الحر في البلدان الفقيرة لا يمكن افتراض وجوده بل المطلوب القيام بأعمال كثيرة لتكوينه.
‌ب. توزيع الثروة والقوة الاقتصادية، والقوة الاستراتيجية في العالم توزيع غير متوازن. لقد أتاحت العولمة بإمكانات الاتصال والمعلومات والمواصلات للقوة الأعظم في العالم فرصة هيمنة إعلامية بحيث تستطيع غسل أدمغة الآخرين، وأتاحت لها فرصة هيمنة اقتصادية واستراتيجية لم يعهد التاريخ مثلها من قبل. إن العولمة في هذه المجالات صارت هيمنة القطبية الأحادية على السياسة الدولية.
‌ج. كذلك أتاحت العولمة بالسوق العالمي الواحد، ووسائل الاتصالات والمواصلات والمعلومات فرصة لقوى الجريمة المنظمة لتصبح الجريمة معولمة من حيث التخطيط، والتنفيذ، والتدريب، وحماية عملياتها، وغسيل أموالها، واقتحام السوق التجاري والمالي الاستثماري.
‌د. ثورة المعلومات، وطفرة وسائل الإعلام، والاتصالات والمواصلات، أتاحت فرصة هائلة لعولمة ثقافة التسلية الأمريكية، وهي ثقافة رائجة بالغناء الصاخب، والرقص الماجن، والمشروبات الفوارة، والمأكولات المحمولة، والملابس العارية. ومقترنة بسلوك الاستلاب واللامبالاة. إن انتشار ثقافة التسلية يعبر عن وجود فراغ روحي وعاطفي، ويغذيه، ويدفع ضحاياه في كل اتجاه، يحاولون ملء الفراغ الروحي والعاطفي بتكوينات رافضة غريبة، وبالانغماس في الكحوليات والمخدرات. إن المجتمعات الرأسمالية المتقدمة تعاني من أبشع صور المجاعة الروحية والعاطفية.

.. هذه الوجوه الأربعة من العولمة- الرأسمالية النفاثة، واختلال ميزان الثروة والقوة العالمي، والجريمة الدولية المنظمة، وثقافة التسلية الأمريكية- تمثل عولمة خبيثة.
5. الجوانب الخبيثة من العولمة استفزت كثيرا من المجتمعات لانفعال مضاد يعادي العولمة، ويلتمس الحماية لاستقراره الاجتماعي في حصون التأصيل الديني والانتماء الثقافي. هذه الانفعالات المضادة للعولمة اتخذت في كثير من الأحيان طابعا متعصبا منكفئا يرفض العولمة جملة وتفصيلا حميدها وخبيثها. بل يعادي الحداثة كلها ويحاول بعث ماض ذهبي معالمه مستقرة في ذاكرة المجتمعات الجمعية تتطلع إليه كلما أحاطت بها التحديات.
هنالك أسباب مختلفة لانبعاث نداءات التأصيل الديني والثقافي في العالم في الخمس الأخير من القرن العشرين. إن التماس الحماية من استلابات العولمة من أسباب انبعاث تلك النداءات. لقد شهد العالم في الخمس الأخير من القرن العشرين مظاهر تعصب ديني منكفئ هندوسي، ويهودي، ومسيحي، وإسلامي.. إن كثيرا من الإيمانيين ودعاة التأصيل الثقافي التفوا حول هذه المظاهر المتعصبة، وتطاولوا بقهر الرأي الآخر، واستخدموا الإرهاب وسيلة للاحتجاج والتعبير الصارخ عن مواقفهم.
إن التمادي في العولمة حميدها وخبيثها، دون الاستهداء بايكولوجية إنسانية سوف يزيد من حدة نداءات الاحتجاج الديني والثقافي فتتخذ أشكالا مهووسة عمياء تتيح الفرصة لقوى سياسية - بعضها مخلص لأهدافه المنكفئة، وبعضها انتهازي – لتزعزع السلام الاجتماعي والأمن الوطني والاستقرار العالمي باسم الدين وباسم التأصيل الثقافي.
إن المفكرين والساسة الذين أسقطوا الدين من معادلة الحياة، واعتبروا الهوية الحضارية والثقافية نفايات سوف تزيل العولمة آثارها، يستشهدون بهوس دعاة التأصيل الديني والثقافي على صحة مواقفهم.
إن النظرة الاستئصالية التي يقول بها هؤلاء لاستئصال الدين والانتماء الثقافي من الحياة. والنظرة الاستئصالية المضادة التي يقول بها أصحاب التعصب الديني والانكفاء الثقافي رفضا للعولمة، نظرتان صداميتان يمكن لهما أن تقوضا السلام الاجتماعي داخل البلدان، وأن تقوضا الأمن والتعاون الدوليين.
إننا في هذا المنحنى التاريخي من تطور الإنسانية جدير بنا أن نؤكد مرة أخرى أن الدين هام للحياة البشرية، وأن الهوية الثقافية جزء من تركيب المجتمعات الإنسانية. كذلك جدير بنا أن ندرك أن الإنسانية تخطت الحداثة في حركة تطور لا رجعة منها إلى الوراء، بل تقفز عبر العولمة إلى عالم جديد لا يسعد إنسانه ولا يستقر حاله إذا لم يوازن بين مطالب الأصل ومطالب العصر
6. إن التمسك بالتأصيل وحده معناه التمسك بوفاء لا مستقبل له، كما أن التطلع للحداثة والعولمة وحدهما معناه التطلع لمستقبل لا وفاء له.
إننا من منطلق الحرص على وفاء له مستقبل، ومستقبل له وفاء، نؤكد تمسكنا بالميثاق الآتي نداء إنسانيا، وإقليميا، ووطنيا يهدي الإنسانية ويجنبها التدين المتعصب، والانتماء الثقافي المنكفئ، والاندفاع في حداثة مستلبة وعولمة عمياء.



نداء الإيمانيين



أولا: الاعتقاد الديني ضرورة للإنسان. ضرورة للطمأنينة النفسية، وللرقابة الذاتية، ولتحصين الأخلاق، وللتماسك الاجتماعي، وللهوية الجماعية. الإيمان حق إنساني اختياري لا يجوز إكراه الإنسان عليه ولا حرمانه منه. إن للحياة معنى روحي، وكذلك لها معنى خلقي، وهي معان نزلت بها رسالات الوحي أو تفتقت عنها الفطرة الإنسانية المتطلعة دائما لاكتشاف معاني الحياة الروحية والخلقية.
إن الأديان المختلفة هي المسئولة عن تعريف عقائدها. وإن عقائدها كما تعرفها ينبغي أن تجد الاعتراف والاحترام. إن على المجتمع كفالة حرية العقيدة لأصحابها على أن يلتزموا بالامتناع عن فرضها بالإكراه أو نشرها بالقوة بل أن يلتزموا بالتعايش مع العقائد الأخرى ونشر العقيدة بالتي هي أحسن.
ثانيا: إن الهوية الحضارية والثقافية حق للإنسانية يجب احترامه وكفالته على أن تعترف الحضارات والثقافات ببعضها بعضا، وتسعى للقاح اختياري للإثراء المتبادل، والتواصل النافع لأطرافه.
ثالثا: حرية الفكر والبحث العلمي أساس لتقدم الإنسانية. إن على الإيمانيين احترام العقل الإنساني والحقائق التجريبية.
رابعا:إن للإنسان ضرورات ينبغي إشباعها بمعادلة متوازنة، وإلا اختل مزاج الإنسان وقل عطاؤه.. تلك الضرورات هي: روحية- خلقية- مادية- عقلية- عاطفية- بيئية اجتماعية- جمالية- رياضية- ترفيهية.. إن الالتزام الديني السوي يتخذ موقفا محيطا مدركا أن هذه الضرورات مرتبطة بفطرة الإنسان وينبغي توافرها في تربية الإنسان وفي حياته.
خامسا: إن النظام السياسي الذي يليق بكرامة الإنسان هو النظام الذي يكفل حقوق الإنسان كما نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد أن تتم تكملته بإضافة الحقوق الدينية والثقافية، ويكفل حريات الإنسان الأساسية. ويقيم السلطة السياسية على أساس انتخابي حر ومساءلة الحكام بواسطة المواطنين.
سادسا: إن اقتصاد السوق الحر هو الذي يحقق أعلى درجات التنمية الاقتصادية. على أن يراعي اقتصاد السوق الحر الرعاية الاجتماعية المطلوبة للسلام الاجتماعي والرعاية البيئوية المطلوبة للايكولوجية المستدامة.
سابعا: لقد صيغت وثائق حقوق الإنسان العالمية في وقت لم تبرز فيه أهمية حقوق الإنسان الروحية والخلقية والثقافية مما يوجب أن تراجع لتكملة ذلك النقص.
ثامنا: مسيرة الإنسانية أوقعت ظلما على بعض الشرائح الإنسانية: اضطهادا لونيا، ونوعيا.. وشرائح إنسانية مستضعفة لصغر سنها، أو لكبر سنها، أو لأنها معاقة. إن الضمير الديني والخلقي يتبنى إنصاف هذه الشرائح الإنسانية دعما للإخاء الإنساني. كذلك يتعرض العالم لكوارث طبيعية أو من صنع الإنسان.. إن على المنظمات الدينية أن تستعد دائما لاحتواء الكوارث والنكبات.
تاسعا: الأديان العالمية تدرك أهمية البيئة الطبيعية وضرورة رعايتها. والأديان الأفريقية تركز على التواصل بين أجيال الإنسان حاضرها، وماضيها، ومستقبلها.. كما تركز على التواصل الوثيق بين الإنسان والبيئة الطبيعية.
ينبغي إعطاء الاهتمام بالبيئة الطبيعية بعدا روحيا وخلقيا لتقديس المحافظة على كوكب الأرض وإعطاء البيئة الطبيعية عافية مستدامة.
عاشرا: لقد تعولمت أنشطة الإنسان المختلفة مواكبة لمقتضيات العولمة الحميدة. إن الحاجة ملحة لمؤسسة عالمية تكون منبرا للدراسات المشتركة والأبحاث في الأديان المقارنة، والإحصاء، والتوثيق، مما يثري أدب الأديان المقارنة لا من زاوية أكاديمية ولكن من زاوية إيمانية مشغولة ببناء البعد الروحي والخلقي للعولمة وساعية لعمارة الكون بصورة موزونة.



نداء: حوار الحضارات



إن ثقافات سكان العالم كثيرة جدا ولكن الحضارات الحية اليوم ثمانية هي :-
* الحضارة الإسلامية.
* الحضارة الغربية.
* الحضارة الصينية.
* الحضارة اليابانية.
* الحضارة السلافية الأرثوذكسية.
* الحضارة الأمريكية الجنوبية.
* الحضارة الهندية.
* الحضارة الأفريقية.
هنالك تشكك لدى بعض الناس حول حقيقة الحضارة الأفريقية.إن في أفريقيا جنوب الصحراء ثقافات عديدة وقد تناول الأستاذ على مزروعي تراث أفريقيا فسماه تراثا ثلاثيا مكونا من : الإسلام - الغرب - الموروث الأفريقي.
هذا الموروث الأفريقي فيه مؤثرات مشتركة كونت الذهنية الأفريقية ولونت تأثر أفريقيا بالمؤثرات الوافدة. هذه الذهنية الأفريقية انفردت بالتركيز على العلاقة بين البشر والطبيعة وبين المادي وغير المادي، وبين العقلاني والفطري، وبين الأجيال الحاضرة والماضية.. هذه الذهنية يمكن أن تساعد في حل مشاكل معاصرة كإنقاذ البيئة وتحقيق توزيع عادل للحقوق والواجبات بين الأجيال.
محاذير الصدام بين الحضارات
الحضارة الغربية بالحداثة أبطلت مفاهيم ونظم العالم القديم في الغرب نفسه. العالم الشرقي والجنوبي ظلا يراوحان مكانهما في ظل الحال الحضاري والاجتماعي الذي كان سائدا في العالم قبل الطفرة النوعية التي أحدثتها ثورات الغرب الثلاثة. واجهت الحضارة الغربية الأجزاء الأخرى من المعمورة بقدرات لا قبل لها بها فأخضعتها إخضاعا تاما واستعمرتها وأقامت في أقاليمها إمبراطورياتها : البريطانية، والفرنسية والألمانية والهولندية والأسبانية والبرتغالية.
هذه الطفرة مكنت الحضارة الغربية من تحقيق أمرين هامين:
الأول: تجاوز المفاهيم والنظم الدينية، والسياسية، والاقتصادية الموروثة وإقامة المجتمع الحديث الذي تطور فيه الخطاب الديني، ونظمت أحكامه الدولة الوطنية، وتجاوز المفاهيم القديمة للقوات المسلحة لتكوين جيوش عالية الكفاءة والتسلح والتنظيم والانضباط. وتكوين آلية اقتصادية، وتجارية، ومالية بلغت بالإنتاج والإنتاجية شأوا عظيما.
الثاني: محاصرة وغزو الثقافات والحضارات الأخرى وإخضاعها جميعا للحضارة الجديدة "الحداثة". هكذا صارت لكل حضارة أخرى مشكلة التعامل مع الحضارة الغربية.
تطابق موقف كافة الحضارات والثقافات والشعوب المغلوبة على ضرورة التحرر من الاستعمار والتخلص من السلطان الغربي، وبعد تحقيق ذلك التحرر من الاستعمار فإن الموقف من الحضارة الغربية انقسم في كافة الحضارات الأخرى إلى ثلاثة آراء: الرفض التام للحضارة الغربية جملة وتفصيلا- الاستسلام التام للحضارة الغربية- التوسط ما بين المحافظة على الأصالة الحضارية واستصحاب الحداثة.
لقد ظهر تماما أثناء التسعينيات دور الثقافات التراثية والحضارات العالمية. وظهر أن المجتمعات الأكثر تعرضا لثقافة الحداثة هي الأكثر حماسة للتأصيل الثقافي والحضاري. لقد جاءت حركات التأصيل الثقافي والحضاري بنظم ووسائل عمل مستحدثة وإن كانت ماضوية الفكر والبرامج.

الغبن التنموي يهدد السلام العالمي
إن للغرب الاستعماري مسئولية في تخلف البلدان التي وقعت تحت نير الاستعمار. صحيح أن للقيادات الوطنية التي حكمت هذه البلدان بعد استقلالها مسئولية في الإبقاء على التخلف. لكن ينبغي أن نعترف أن النظام العالمي السياسي والاقتصادي والاستراتيجي الذي قام بعد الحرب العالمية الثانية كان نظاما بالنسبة لدول الجنوب –والعالم الإسلامي جزء منه- غير متكافئ.
والآن إن تحرير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين عالم الجنوب أي جنوب الكرة الأرضية المتخلف، وعالم الشمال المتقدم، وحصول عالم الشمال على أهم أسباب الرقي والتقدم سوف يؤدي إلى اتساع فجوة التنمية بين نصفي الكرة الأرضية بل إن هذا الوضع غير المتكافئ بالإضافة إلى تقصير كثير من قيادات عالم الجنوب سوف يؤدي إلى تهميش الجزء الأكبر من عالم الجنوب. هذا التهميش سوف يؤدي حتما إلى التظلم، والغبن، والاحتجاج.
ينبغي أن يهتم عالم الشمال كقيادة فعلية للأسرة الدولية اهتماما خاصا بالتنمية في عالم الجنوب لأسباب كثيرة فالاحتجاج والتظلم لا يمكن حصره في عالم الجنوب بل سوف يتعداه إلى الشمال عبر عدد من الوسائل نسميها أسلحة الضرار الشامل، ونذكر منها:

o الضرر السياسي: من ذلك تكوين مصادر مستمرة لحركات الإرهاب الذي يمكن أن يسمي نفسه أسماء عديدة ولكنه في النهاية احتجاج سياسي يتخذ العنف أسلوبا.
o القنبلة السكانية التي يمكن أن تنفجر في عالم الجنوب وتكون لها آثار سلبية في كافة أنحاء العالم.
o القنبلة الأيكولوجية. إن تصرف أي جماعة أو دولة في العالم بطريقة غير مسئولة نحو البيئة والطبيعة سيكون له آثاره السلبية العامة.
o قنبلة المخدرات. ضبط التعامل مع المخدرات إنتاجا وتوزيعا أمر مهم ولا يمكن تحقيقه إلا على أساس دولي حازم.
o القنبلة الصحية. إن العالم يشكل بيئة صحية واحدة، وإن علاج الأوبئة والوقاية من المخاطر الصحية يتطلبان مشروعا صحيا عالميا.
o الهجرة غير القانونية. هذه الظاهرة سوف تستمر وتتصاعد ما لم تعالج أسبابها الأساسية. وعالم الشمال لا يستطيع أن يتعامل معها كظاهرة أمنية فحسب وإن حاول ذلك فلا يحقق إلا نجاحا جزئيا وعلى حساب إلغاء الحريات العامة في مجتمعاته!!..

العولمة وحوار الحضارات
ومنذ التسعينيات حتى اليوم استبدت بالعالم ظاهرة العولمة، في العولمة جوانب حميدة وأخرى خبيثة .. الجوانب الخبيثة من العولمة تفرض على المجتمعات الرأسمالية النفاثة، وثقافة التسلية الأمريكية، وتستفزها وتغذي تيارات الأصولية الحضارية والثقافية والدينية المتشددة. كل ذلك ينذر بأطروحة صدام الحضارات.
إن مناخ العولمة الذي يهيمن على البشرية اليوم يجعل للحضارة الغربية اليد العليا على بقية حضارات العالم، مما يحول دون علاقات صحية بين الحضارات تحقق التعايش والتعاون.إن في الحضارة الغربية تيارات مستنيرة مستعدة للاعتراف بالآخر الحضاري والحوار البناء معه. وفي الحضارة الغربية كذلك نزعات هيمنة تتطلع لإخضاع الحضارات الأخرى لها.
لقد كانت العلاقات بين الحضارات عبر التاريخ غالبا تنافسية وأحيانا كثيرة عدائية. لكننا اليوم على مشارف القرن الحادي والعشرون ينبغي أن نتناول بحث العلاقات بين الحضارات على ضوء حقيقتين جديدتين هما:
الحقيقة الأولى: وجود عوامل كثيرة توجب الوفاق العالمي. هي: تكنولوجيا الاتصالات والمواصلات كفكفت أطراف العالم وجعلته متداخلا. المصلحة الايكولوجية لكوكب الأرض توجب إيجاد خطة مشتركة لبيئة صالحة. تقريب وجهات النظر عالميا وإصدار مواثيق عالمية حول القضايا البيئية- النسوية- السكانية- والاجتماعية. علاوة على إجراء حوارات كثيرة ثنائية وجماعية عبر مؤتمر جميع الأديان وهي كلها تسعى للتسامح والتعايش .
إن في الإسلام، ولدى كثير من المسلمين، بل غالبية المسلمين، توجها تسامحيا يحترم كرامة وحقوق الإنسان ويسعى للتعامل مع الآخر الملي والدولي بالحسنى. كما أن في الحضارة الغربية كثيرون يدركون مخاطر الهيمنة ويدركون أن مصلحتهم ومصلحة الإنسانية توجب التعايش من اجل مصير إنساني مشترك.
الحقيقة الثانية: لأول مرة في التاريخ صار الإنسان يمتلك أسلحة دمار شامل قادر على تحطيم العالم بحيث لن يكون في نهاية النزاع غالب ومغلوب كالمعهود في الحروب الماضية. لذلك صار التعايش والتوافق والحوار بين الحضارات اليوم واجبا حياتيا. لم تكن العلاقات بين الحضارات في ماضي الإنسانية متكافئة فبعضها كان معزولا نسبياً كالحضارة اليابانية، ولكن بقية الحضارات تداخلت وتلاقحت وتنافست واحتربت.
علاقة الحضارة الغربية بالحضارة الإسلامية:
إن علاقة الحضارة الغربية بالحضارة الإسلامية معقدة لأسباب أهمها:
1. الحضارة الإسلامية تكمن فيها تيارات مشدودة إلى نجاحها القديم لدرجة تجعلها تظن أن استنساخ ما حدث تاريخيا ممكن. هؤلاء يسقطون نجاح الماضي على الحاضر فيشلون حركته. هؤلاء يعتقدون أن التعامل المشروع مع الأديان الأخرى والحضارات الأخرى هو ذلك التعامل الذي يقاس على سابقه في الماضي ولا مشروعية لأية معاملات تقوم على أنماط مختلفة.
2. الحضارة الغربية الحديثة تعاملت مع الحضارة الإسلامية بدرجة عالية من الذعر لأنها الحضارة الوحيدة التي كادت تمتصها بسبب تفوقها الفكري والتكنولوجي والثقافي عليها في الماضي. كما كانت الحضارة الوحيدة التي هددت الحضارة الغربية في وجودها أكثر من مرة. لذلك صار التخوف من الإسلام والمسلمين شيئا عاديا في كثير من النفوس الغربية.
3. الحضارة الغربية الحديثة تعاملت مع الحضارات الأخرى بدرجة كبيرة من التعالي وافتراض الدونية. وكان تعاملها مع المسلمين ظالما مهينا غدارا لم يراعوا فيهم إلا ولا ذمة. لذلك صار بغض الغرب وأهله قريبا من نفوس كثير من المسلمين.
إن إصرار الغرب على التعامل مع الحضارات الأخرى بالتعالي ومع المسلمين بالظلم يغذي مشاعر الكراهية والتنافر في الطرفين ويرفد تيارات التشدد والمواجهة فيهما مما يسوق العالم إلى فترة صدام ظلامية. فترة ظلامية آتية حتما ما لم تهزم الحضارة الغربية نزعات التعالي والظلم فيها، وتنتهج وهي في موقف القوة والهيمنة الحالية نهج الاستنارة الذي يغذي الاستنارة الإسلامية ويسهم في إحلال التواصل بدل الصدام.
شروط التواصل بين الحضارات
ذاتية وأنانية الحضارة الغربية تحول دون علاقات صحية بين الحضارات تحقق التعايش والتعاون. إن في الغرب عقول نيرة تدرك ذلك وتتطلع لاستنارة غربية تجعل ذلك ممكنا.
ظاهرة التشدد الإسلامي في مجتمعاتنا، والتشدد الأصولي في غيرها من المجتمعات، وظاهرة الهيمنة الحضارية في الغرب تياران يبرران ويغذيان بعضهما بعضا ويدفعان بالإنسانية نحو الخصام والصدام. وظاهرة الاستنارة الإسلامية -والاستنارة عند أهل الحضارات المختلفة- وظاهرة الاعتدال الغربي تشكلان تيارين يغذيان بعضهما بعضا ويبرران بعضهما بعضا. فإن تغلبا فإنهما يفتحان أبواب التواصل والحوار البناء ويمهدان لتنوير عالمي يبشر بمستقبل إنساني أفضل. شروط ذلك التواصل هو:
أولا:-أن يدرك الغرب ويعترف بأن الحضارة الغربية الحديثة حضارة مركبة ساهمت كل حضارات الإنسان السابقة لا سيما الحضارة الإسلامية في تكوينها.
ثانيا: الاعتراف بأن الحضارات الإنسانية والثقافات الأخرى لها دورها في بناء حاضر ومستقبل الإنسانية، ولا يجوز التعامل معها ككائنات منقرضة أو في طريقها للانقراض الوشيك.
ثالثا: التسليم بأن منجزات الحضارة الغربية الحديثة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتكنولوجية التي نضج عودها في الغرب والصالحة لاستصحاب البشر لها في كافة البلدان، سيتم استصحابها برؤية ذاتية لا بالإكراه، والرؤية الذاتية هذه تشتمل على أقلمة ثقافية واجتماعية تحددها الشعوب المعنية باختيارها.
رابعا: إدراك أن الظلم الاجتماعي على صعيد الدولة الواحدة مثل الظلم الاجتماعي على الصعيد العالمي.كلاهما يقوض الاستقرار والسلام. إن إزالة الغبن التنموي عن عالم الجنوب والسعي الحثيث لدعم التنمية في عالم الجنوب المتخلف ضرورات لحفظ السلام العالمي.
خامساً:- إقامة علاقات حوار إيجابية بالحضارات الأخرى على أساس التعلم المتبادل.
سادساً:- التوصل عن طريق حوار متكافئ قدر المستطاع للاتفاق على غايات إنسانية وأيكولوجية مشتركة.
سابعا ً:- إدراك أن إن الغرب قد كان سببا أساسيا في تكوين عدد من بؤر النزاع الساخنة، ومهما كانت مسئولية الأطراف المحلية عن استمرار تلك البؤر الملتهبة فإن اعتراف الغرب بدوره في تكوينها واستعداده للقيام بدور تكفيري في علاجها أمر هام وعتبة نحو علاقات دولية سليمة وسوية. أهم تلك البؤر هي:
o قضية الحق الفلسطيني المغصوب وقيام دولة إسرائيل على حسابه.
o قضية كشمير وأهلها كشعب متطلع لتقرير مصيره.
o مسألة جنوب السودان وما كان من أمر سياسة الاستعمار لتطوير الجنوب على أساس مناقض لما في الشمال ثم عكس تلك السياسة في فترة زمانية لم تكف لتكريس الاتجاه الجديد.
.. ذلك النهج الغربي المطلوب يشكل لنا بيئة خارجية صالحة. ولكن الأهم منها أن نقف نحن المسلمين - ويقف جميع أهل الحضارات- وقفة صدق مع الذات نحاسب أنفسنا ونحسب خطانا لأن تجديد دورنا الفاعل في الحياة يبدأ بصحوة ذاتية.



خاتمة



هذه النداءات متداخلة ببعضها البعض، وتتفق في السعي لإيجاد أخوة عامة- إسلامية، دينية، أو إنسانية- للالتقاء على قيم الوئام والتعايش المتبادل وتقبل الآخر. ولا يخفى أنها تستبطن الإيمان العميق بالتعددية الفكرية والسياسية والدينية والحضارية والثقافية، وبالحقوق والحريات الإنسانية سواء أكانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية أم ثقافية أم دينية، وتسعى لدعمها بصورة موزونة بحيث تنتهي حقوق وحرية أي من الناس حينما تبدأ حقوق وحرية الاخرين.
لقد وصل الفكر الإنساني الوضعي لكثير من المسلمات وبرامج الإخاء الإنساني التي صاغتها المواثيق الدولية المختلفة. ولكن المأخذ الرئيسي لتلك المواثيق أنها صيغت متأثرة بالتجربة الغربية المادية في طبيعتها، والمواجهة للكنيسة في تجربتها التحديثية، مما سبب غيابا للحقوق الروحية والثقافية في تلك المواثيق، وجعل الانطباع أن الوئام العالمي لن يتحقق إلا بانتفاء التطلعات الدينية والثقافية عند حملتها، وهو ما لم يحدث تاريخيا، بل ان مثل هذه الأفكار تغذي أصوليات دينية وثقافية متزمتة ترمي في سبيل التمسك بجذورها كل أحاديث الحداثة في المرحاض، وتدمر كل أحلام العالم في السلام والاستقرار بما تفجره من حركات متطرفة متعطشة لإرواء حلمها التأصيلي بدماء كل المخالفين.
إن على الجماعات الإسلامية واجبا أن تفك هذه المعضلة التاريخية وتتواطأ على ميثاق يهدي خطاها فيجعلها رافدأ أصيلا للقيم الإنسانية السامية التي حملها دينها الإسلامي قبل أن يلتفت إليها الفكر الوضعي، ويبعد عنها أشباح الصدام والتردي في دوامة القهر والعنف الماثلة في أغلب أرجاء العالم الإسلامي اليوم، ويعيد للإسلام مركز الصدارة الروحي كدين يحمل في طياته بذرة التطور ويستجيب لتطلعات البشر في جميع الأزمان.. عليها أن تبحث "نداء المهتدين" بكل الجدية والهمة المطلوبة لنصل لميثاق يكفل كل ما ذكرنا.
وعلى كل حملة الأديان واجب الالتفاف حول ميثاق يعيد الاعتبار للاعتقاد الديني في منظومة العالم الذي يضمن التعايش للجميع ويكفل حقوق البشر الإنسانية على قدم سواء. فهل يكون ذلك الميثاق "نداء الإيمانيين"؟
كما على كل عقلاء العالم بمختلف توجهاتهم الدينية والفلسفية والحضارية أن يسعوا للالتفاف حول برنامج الحد الأدنى الإنساني الذي يسعى بين البشر لأن لا يكون ضرر ولا ضرار. هذه دعوة لبحث "حوار الحضارات" كأطروحة تسعى لصياغة ذلك البرنامج.
وعلى الله قصد السبيل.

Post: #51
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-29-2010, 05:35 PM
Parent: #50

بسم الله الرحمن الرحيم

الوفـــاق والفــــراق

بين "الأمـــة" و"الجبهة" فــي السودان

"58- 1995م"

الصــــادق المهـــدي



بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:
في هذا الكتيب يستعرض السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة حقيقة الموقف الفكري والسياسي لحزب الأمة من الجبهة الإسلامية القومية منذ ميلادها في منتصف الأربعينيات من رحم حركة الأخوان المسلمين " في مصر" مرورا بتطورها وسلوكها السياسي عبر منحنيات الممارسة السياسية السودانية حتى إلي ما انتهت إليه كتنظيم انقلابي يفرض قهرا حزبيا علي المسلمين وغير المسلمين بالسودان. ما هي حقيقة الوفاق والفراق بين حزب الأمة وحزب الجبهة الإسلامية القومية عبر جميع مسمياتها؟
ما هي الأخطاء التي ارتكبتها الجبهة الإسلامية القومية؟
من خلال رؤيتها القاصرة في قضايا أساسية .. الديمقراطية، الحرية، السلام، الاقتصاد، التأصيل العلاقات الدولية وغيرها؟
إن حزب الأمة إذ يحدد موقفه من ممارسات الجبهة القومية الإسلامية من خلال رؤاه السياسية ومنظوره الفكري إنما يقدم الوجه الحقيقي للجبهة الإسلامية القومية خاصة وأنها انطلقت من إعلام واسع تصور لنفسها وللناس إن الإسلام هو ما عليه حزبها.
إذا قالت خزام فصدقوها
فإن القول ما قالت خزام
إن مكتب الإعلام الخارجي بحزب الأمة ليسره أن يقدم للقارئ السوداني والعربي ما يعين علي تبين حقيقة الجبهة القومية الإسلامية من خلال هذا المقال الذي كتبه السيد الصادق المهدي والذي يشرفنا نشره في هذا الكتاب.
مكتبة الإعلام الخارجي
حزب الأمة
القاهرة 26 مارس 1995م
الجبهة الإسلامية في السودان انطلقت من إعلام واسع الذمة تصور لنفسها وللناس إن الإسلام هو ما عليه حزبها " إذا قالت خزام فصدقوها فإن القول ما قالت خزام "!!
الذين يرفضون الشعار الإسلامي يرون أن كل مقولات الإسلاميين واحدة ولا يفرقون بين الشحم والورم.
..هذان الموقفان طمسا كثيرا من الحقيقة وخلطا الحابل بالنابل!
لذلك كثرت تساؤلات المعنيين بأمر السودان عن حقيقة التوافق والاختلاف بين الأمة والأنصار من ناحية والجبهة الإسلامية القومية من الناحية الأخرى.
أن الخريطة الإسلامية في السودان ليست قاصرة علي هذين التيارين، وقد تناولت بيان تلك الخريطة في محاضرتي عن مستقبل الإسلام في السودان ( مؤتمر جماعة الفكر والثقافة الإسلامية- أكتوبر 1982م ). ولكن ملابسات معينة جعلت العلاقة بين هذين التيارين محلا للشبهات، فلزم البيان.
لقد نشأت الحركة الإسلامية الحديثة في مؤسسات السودان التعليمية المدنية كجواب إسلامي لمبادرات الحركة الشيوعية التي هجمت علي المسرح السياسي السوداني بعد الحرب العالمية الثانية.
هذه الحركة الإسلامية نشأت من أصول سودانية في مرحلة طفولته، ولكنها في مرحلة صباها ارتبطت بحركة الأخوان المسلمين – الأم – المصرية واستمدت منها أدبها ونظامها.
لقد التقيت بهذه الحركة في جامعة الخرطوم في عام 1953م وشهدت مرحلة انشقاقها الأول بين تيار يقوده المرحوم بابكر كرار،وأخر أكثر انتماء لحركة الأخوان المسلمين في مصر يقوده المرحوم الرشيد الطاهر.
كنت أتابع نشاط الحركة من خارجها وكان واضحا لي أنه مهما شغلنا الإهتمام بقضية استقلال السودان في تلك المرحلة فإن التزامنا الفكري الأصيل هو التزام إسلامي.. وبدأ لي أن التحالف بيننا كاتجاه إسلامي يستمد من دعوة الأمام المهدي ويستمتع بقاعدة شعبية عريضة، وبينهم كاتجاه إسلامي حديث يحظي بوجود مهم في القطاع الاجتماعي الحديث، تحالف طبيعي يمكنه أن يقوم بدور دفاعي في حماية المجتمع من الهجمة الشيوعية وبدور إيجابي يقدم الإسلام نظاما حديثا وبديلا حضاريا بأسلوب شعبي ديمقراطي.. هكذا نشأ بيننا تحالف تطور مع ظروف البلاد السياسية، وأثمر الأتي:
أ‌. تعاون في إطار قومي في التصدي للدكتاتورية الأولي (58-1964م)، وتعاون فعال في الإطار القومي في تفجير ثورة أكتوبر 1964م.
ب‌. عمل مشترك لادارة الحوار مع القوي السياسية الجنوبية حقق إيجابيات في مؤتمر المائدة المستديرة 1965م، وإيجابيات في لجنة الأثني عشر 1966م، وإيجابيات مؤتمر الأحزاب السودانية 1976م.. تلك الإيجابيات ساهمت مساهمة كبيرة في تحضير الأدب الوفاقي الذي تبناه فيما بعد النظام المايوي(69-1985م) وأقام علي أساسه اتفاقية أديس أبابا 1972م.
ت‌. التصدي المشترك الفعال لمحاولات السيطرة الشيوعية علي ثورة أكتوبر 1964م وعلي حكومتها الانتقالية (64-1965م) مما أدي للالتزام بميثاق أكتوبر وبإجراء الانتخابات في موعدها وقيام مؤسسات الديمقراطية الثانية.
ث‌. تكوين مؤتمر القوي الجديدة 1967م لاقامة منبر موحد للقوي السياسية الجديدة في الشمال والجنوب علي أساس تجديدي غير شيوعي.
ج‌. تعاون فعال أثناء الديمقراطية الثانية(65-1969م) في كتابه مشروع دستور البلاد بصورة جمعت بين أفضل ما في النظم الديمقراطية الحديثة، أقصي درجة ممكنة للامركزية في شكل الحكم الإقليمي، والنص علي إسلامية التشريع .. هذا المشروع كان قاب قوسين أو أدني من المرور ثم قضي عليه انقلاب 25 مايو 1969م.
ح‌. مواجهة النظام المايوي في مرحلة اتجاهه اليساري، وتنظيم المعارضة في شكل الجبهة الوطنية المتحدة التي كان الحزب الاتحادي الديمقراطي ضلعها الثاني والتي أفلحت في تنظيم سلسلة من المواجهات زعزعت النظام المايوي وكان أخرها انتفاضة 2يوليو 1976م.
خ‌. إبرام المصالحة الوطنية 1977م كخيار أفضل متاح للحركة السياسية السودانية في تلك الظروف.
د‌. تكوين جماعة الفكر والثقافة الإسلامية 1980م لتكوين المنبر القومي القومي الإسلامي السوداني الجامع لتيارات التوجه الإسلامي في البلاد.
ذ‌. العمل المشترك عبر المجلس الإسلامي العالمي لإقامة منبر إسلامي عالمي يوحد موقف العلماء والمفكرين والحركيين الإسلاميين من أهم قضايا الساعة.
هذا ديوان تعاون إسلامي وطني بيننا مجالاته .. تعاون بآدابه الأمة والأنصار وقام فيه الجبهويون بدور فعال وكان له عائده الإيجابي للإسلام والسودان. على طول فترة التعاون والتعامل بيننا التي امتدت ثلث قرن وانتهت عام 1989م فرقت بين طرفينا العوامل الأساسية الآتية:
#61558; أحداث الجزيرة أبا ودنوباوي – مارس 1970م :
عندما وقع انقلاب 25 مايو 1969م كان فكره وبرنامجه يساريا معاديا لكل الاتجاهات الأخرى لا سيما الاتجاه الأخواني الإسلامي الذي كانت تمثله في ذلك الحين جبهة الميثاق الإسلامي.
عندما وقع الانقلاب كان الأمام الشهيد الهادي المهدي في الجزيرة وحوله في موقعه التقت القيادات السياسية المعارضة للنظام الجديد .. قررنا في ذلك الاجتماع إن النظام الجديد يجد سندا داخليا من اليسار السوداني كلها وخارجيا يجد سندا من مصر الناصرية وليبيا والمعسكر السوفياتي ..لذلك لا تجدي معه التحركات الارتجالية وينبغي التحضير لمواجهته باستقطاب القوي المدنية والقوي المعارضة لتوجهاته داخل القوات المسلحة. والتحضير لمقاومته بالسلاح أن لزم الأمر عن طريق تدريب وتسليح القاعدة الشعبية المستعدة لقتاله. ورؤى إن هذا الاستعداد يتطلب وقتا، لذلك لا بأس بفتح باب الحوار مع النظام الجديد فأن قبل النصح " كفي الله المؤمنين القتال، وان أصر واستكبر استكبارا استفدنا من الوقت وأعددنا له ما استطعنا من قوة.
انتدب النظام الرائد طيار الفاتح عابدون لفتح باب الحوار معنا فاتفق ان أذهب للخرطوم لذلك الغرض. وان يذهب الشريف حسين الهندي للخارج ويكلف هو والأخ عمر نور الدائم الموجود خارج السودان بالاتصال بالأصدقاء خارج البلاد والحصول علي السلاح وإمكانيات المقاومة.
بعد جلسة الحوار الأولي غدر بي نظام مايو واعتقلت في 5يونيو 1969م. ولكن فكرة تجنب الصدام الوشيك وفكرة الاتصال بالخارج وجلب إمكانيات المقاومة نجحتا.
كانت بعض قيادات جبهة الميثاق الإسلامي (الجبهة الإسلامية القومية في ما بعد ) مع الأمام الهادي المهدي في الجزيرة أبا، وكانوا أكثر تطرفا في عداء النظام وأكثر تسرعا في مواجهته. كتبت قيادتهم تدعم موقف الأمام الهادي وتحث علي المواجهة وتبايع علي رئاسة الجمهورية مستقبلا. ولم يأخذوا في الحسبان الضرر الذي يصيب الأنصار من مواجهة عسكرية غير متكافئة وفي موقع لا يمكن الدفاع عنه عسكريا كالجزيرة أبا.
في مارس 1970 م قرر جعفر محمد نميري زيارة النيل الأبيض وشمل برنامجه زيارة الجزيرة أبا. كنت في ذلك الوقت معتقلا في شندي، وكان لي صديق يطلعني علي تقارير الأمن، وكان واضحا لي ان النظام يستعد للقضاء علي الحركة التي يقودها الأمام الهادي في الجزيرة أبا.. كنت أعلم صعوبات قد اعترضت نقل السلاح الذي حصل عليه الأخوة حسين الهندي وعمر نور الدائم وعثمان خالد
( الذي انضم إليهما في تنسيق العمل بالخارج) لداخل البلاد. وكان الأخوة بالخارج يرون ان يهجر المقاتلون للتدريب بالخارج، وكان الأمام يري ان يكون التدريب بالداخل . وبعد جدل بالمراسلات اتفق علي حل وسط هو ان يرسل عدد من أنصار الله للتدريب في الخارج ثم يعودون للجزيرة أبا لتدريب الآخرين.
جماعة التدريب هذه سافرت في الأسبوع الأول من مارس 1970م. السلام لم يصل إلي الداخل إلا جزء يسير منه (5%) والمدربون بدأ تدريبهم في أوائل مارس، وكان الأمام الهادي يواجه مسألة زيارة جعفر نميري إلي الجزيرة أبا ويبحث ما ينبغي عمله..في ذلك الظرف الخطير وصلت الأمام الهادي آراء وتقارير أهمها:
1. تقارير من بعض العسكريين تري ان الموقف داخل القوات المسلحة متأزم وِأن وقوع أحداث في الجزيرة أبا سوف يفجر الموقف.
2. تقارير من السياسيين تروي السخط الشعبي ضد النظام وتري ان وقوع أحداث في الجزيرة أبا من شأنه أن يؤدي لإضرابات تتسع لتصبح إضرابا عاما.
3. تقارير أخرى تري وجوب تجنب المواجهة في ذلك الظرف لم يكتمل فيه استعدادنا. كتبت للأمام الهادي خطابا وجده المعتدون في جيبه لدي استشهاده ونشروه. قلت للأمام في ذلك الخطاب : استعداداتنا لم تكتمل بعد، استعدادات النظام مكتملة، لذلك مصلحتنا ومصلحة الوطن تقتضي تجنب المواجهة الآن .فإذا الح جعفر نميري علي زيارة الجزيرة أبا فما علينا إلا ان نقابله بجماهير صامتة هادئة ترفع شعارات الإسلام والديمقراطية. وإذا هو عدل عن زيارة الجزيرة أبا فان علينا ان نهمل زيارته لبقية مناطق الأبيض كما أهملنا زيارته لسائر أقاليم السودان. وأن علينا أن نختار زمان ومكان مواجهة النظام بحيث لا تفرض علينا برد الفعل.
4. تدخل بعض الأشخاص ومنهم الأخ صلاح عبد السلام وأقنعوا جعفر نميري بآلاء زيارة الجزيرة أبا وقال الأخ صلاح عبد السلام أنه أقنع الأمام بإغفال نميري للنيل الأبيض ان هو عدل عن زيارة الجزيرة أبا.
5. أعلن جعفر نميري برنامج زيارته للنيل الأبيض وأسقط زيارة الجزيرة أبا وأجتمع مجلس الأمام ليقرر بشأن هذا التطور الجديد. روي لي الأخ عبد الرحمن عمر (نائب حمر سابقا) أن الأمام قال في ذلك الاجتماع كفي الله المؤمنين القتال، ولكن بعض أعضاء الاجتماع ومنهم ممثلو جبهة الميثاق الإسلامي رأوا غير ذلك وقدموا رأيا حماسيا خلاصته: يجب ان نسمعه صوت المعارضة حيثما يكون.. وبعد تداول الرأي استقر استقرار علي تنظيم مظاهرة كبيرة لمقابلة جعفر نميري في الكوة.وكان ما كان من تداعي التصرفات حتى وقعت الواجهة في أواخر مارس 1970م.
من الغرائب أن بعض جماعة الجبهة يفخرون بهذا الموقف. مع أنه مهما كانت الظروف التي أملته اتضح أنه رأي متسرع دفع نحو مواجهة قبل الاستعداد لها .. مواجهة كانت نتيجتها إعطاء النظام المايوي عمرا جديدا واشعار مؤيديه ان العقبة الأساسية في سبيلهم قد أزيلت. أما كيان الأنصار فقد وجهت له ضربة شبيهة بالتي تمت علي يد كتشنر في كرري وعلي يد ونجت في ام دبيكرات والشكابة.. حتى ليصبح القول ان ما شهدوه من بعث بعد كرري مولدا ثانيا .. كطائر العنقاء الأسطوري يبعث من جديد من رماد النار التي أحرقته.
#61558; انتفاضة شعبان/ سبتمبر 1973م:
اتفاقية أديس أبابا 1972م تضمنت نصوصا تكفل بعض حقوق الإنسان، وتضمن دستور النظام المايوي الجديد الصادر في أوائل عام 1973م نصوصا مماثلة.. هذا التطور الدستوري أدي لاطلاق سراحي في مايو 1973م بعد اعتقال استمر منذ 5 يونيو 1969م.
كانت المعارضة لنظام مايو في عام 1973م تقوم علي أضلاع ثلاثة في الخارج (الأمة – الاتحادي- الجبهة) .. اما في الداخل فقد كان العمل المعارض الأكثر انتظاما معتمدا علي تعاون الأمة والجبهة. بعد إطلاق سراحي وضعنا خطة تحرك معارض خلاصته القيام بتعبئة شعبية عامة تخاطب الطلبة، والعمال، والمهنيين، والمزارعين، والتجار للتحرك في إضرابات ومظاهرات ضد النظام، ومخاطبة القوات المسلحة لتأكيد انحيازها للحركة الشعبية أو علي الأقل لتحييدها. لتحقيق ذلك قررنا ان تقف جامعة الخرطوم عن طريق اتحاد الطلبة المكون من جبهة الميثاق والأمة بالدور الرائد. تقرر ان تعقد سبع ندوات حول مواضيع الساعة وأن تحشد الجماهير لهذه الندوات علي ان تقدم القوي السياسية مذكرة في موكب حاشد بعد الندوة الأخيرة. ورؤى ان يكون الإقبال علي الندوات مقياسا للتجاوب مع الخطة، وان تتم مخاطبة القوات المسلحة في هذا الثناء.
بدأ تنفيذ هذه البرنامج في شهر شعبان/ ‏سبتمبر 1973م، وكانت الندوة الأولي ناجحة جدا، ولكن في النقاش الذي أعقب الندوة فاجأنا الدكتور زكريا بشير- أيحد قادة جبهة الميثاق الإسلامي وأحد الذين شاركوا في وضع خطة التحرك – وفأجا الجميع بإعلان كل تفاصيل الخطة!! هذا الإعلان نبه أمن النظام، لذلك أعلن مهدي مصطفي الهادي محافظ الخرطوم بيانا حمل فيه علي الطلبة وتوعدهم بالويل والثبور.. ألهب البيان حماسة الطلبة فقرروا الرد عليه بالخروج في موكب كبير اليوم التالي. وفي مساء اليوم للموكب اجتمعت لجنة اتحاد الطلبة بي والدكتور حسن الترابي ونورونا بقرار الطلبة.. هل كان القرار طلابيا أو جبهويا؟ الله أعلم! قلت لهم إن التحرك المتسرع يجهض خطتنا فنحن لم نحقق التعبئة المطلوبة بعد، ولم نتحقق من التجاوب الواسع لدي أوساط النقابات والشرائح الجماهيرية الأخرى، كذلك لا نعرف مدي التجاوب العسكري بل سيكون التصرف برد الفعل علي بيان محافظ الخرطوم، وسيكون تحركا غير محسوب، بل يجهض برنامجنا المدروس. قالوا: لا نستطيع كبح جماح الطلبة. قلت لهم. ونحن لا نستطيع تأمين التجاوب الواسع المطلوب.
في صباح اليوم التالي سار موكب الطلبة وكان ناجحا جدا كمظاهرة طلبة وحدث معه تجاوب شعبي محدود وتجاوب نقابي عمالي محدود أيضا ولكن برنامج الانتفاضة المرسوم أجهض.
#61558; اتفاقية 2 يوليو 1976م:
بعد واقعة الجزيرة أبا ومذبحة ودنوباوي أحس الأنصار بغبن شديد وتدافعت أعداد كبيرة منهم مهاجرة علي نفس طريقة هجرة الأمام الشهيد الهادي المهدي وتجمع في دار الهجرة عدد بلغ في ذروته عشرين ألفاً.
بعد ضربة 19 يوليو 1970م تخلي جعفر نميري عن برنامجه اليساري وهجم علي الحزب الشيوعي هجمة دموية أكسبته إعجاب الغرب ودول الجوار. تلك تحولت الدول التي كانت تدعم المعارضة وصارت تدعم النظام المايوي.
أرسلت للأخ عمر نور الدائم – وأنا في المعتقل أنبهه إلي وجود بعض نقاط التوافق الفكري بيننا وبين القادة الليبيين وأقترح عليه الاتصال بهم وفتح حوار.
أتصل الأخ عمر نور الدائم بالقيادة الليبية بواسطة المرحوم بابكر كرار ودعاه الليبيون وتجاوبوا معه حاصرين علاقتهم بالأمة والأنصار . لكنه ألح عليهم أن تشمل العلاقة حليفينا الآخرين الاتحادي وجبهة الميثاق. فوافقوا بعد تردد وأنعقد اجتماع توصل لا تفاق استراتيجي بين الأطراف السودانية الأربعة ( الأمة- الاتحادي- الجبهة – الحزب الاشتراكي الإسلامي أي جماعة الأخ بابكر كرار) والقيادة الليبية ( أكتوبر 1973م).
هذا الاتفاق أتاح لجماعتنا (الجبهة الوطنية) المستعدة، تسليحا وتدريبا ومعسكرا، وبدأ برنامج ترحيل المهاجرين الأنصار من أثيوبيا الي ليبيا عبر الأراضي السودانية. كنت متحفظا علي بعض بنود ذلك الاتفاق ولكن رغم ذلك دفعت ثمنا له إذ جددت السلطات السودانية اعتقالي في ديسمبر 1973م.
كانت الإجراءات القمعية التي اتخذتها السلطات المايوية بعد انتفاضة شعبان قاسية جدا واوقفت بموجبها كل الحريات التي أتاحها الدستور الجديد في مايو 1973م لذلك صممت علي الخروج من البلاد إذا أطلق سراحي وقد ساعدني علي ذلك تقرير طبي كتبه لصالحي أحد الجراحين.
غادرت السودان بعد إطلاق سراحي في أبريل 1974م، وفي الخارج وجدت أن الاتصال بالليبيين قد أثمر وأن قيادة الجبهة الوطنية في الخارج تستعد لتدريب المهاجرين وتسليحهم والهجوم المسلح علي النظام في الخرطوم .
اجتمعت بالقيادة الليبية أجلينا النقاط التي تحفظت عليها واتفقت مع زملائئ علي ضرورة ان يقود العمل القتالي ضابط سوداني مؤهل فاخترنا العميد (م) محمد نور سعد لهذه المهمة وقبلها بحماس. تم أعداد المقاتلين وتهريب السلاح ودفنه داخل السودان بالقرب من أمدرامان وإدخال ألف مقابل من الأنصار وخمسين مقاتلا من الجبهة، وفي لندن عقدنا اجتماعا حاسما ضم قيادات الجبهة الوطنية للقاء اخير بالأخ محمد نور سعد قبل دخوله للسودان لقيادة الحركة . أجاز الاجتماع الآتي:
1. بيان الحركة الذي سيذاع للشعب السوداني
2. توجيهات أساسية للقيادة العسكرية:
أ-قلنا لقد تم إدخال العدد المذكور من المقاتلين وإخفائهم في مناطق مناسبة. وإدخال السلاح والذخيرة ودفنها في مناطق محدودة، وسيكون الأفراد والسلاح تحت أمرك.
ب-تم تحضير الناقلات التي سوف تنقل المقاتلين من ام درمان إلي موقع السلاح ثم من هناك الي الاهداف العسكرية.
ج-لقد اجرينا اتصالات مع عسكريين في الخدمة التزموا بالمشاركة في العملية .. اتصل بهم لتنسيق العمل معهم.
د- الجانب الشعبي من التحرك سوف تديره لجنة مكونة من أمة واتحاديين وجبهة، والمطلوب اطلاعهم علي التحركات واشراكهم فيها.
هـ- بعد التأكد من تجاوب جميع الأطراف حدد الزمن المناسب،وتحرك علي بركة الله وسوف ندعمكم عسكريا بالسلاح في ظرف 21 ساعة متحركين من الحدود الليبية.
و- نلتزم بإدخال العميد(م) محمد نور سعد إلي داخل السودان ونخفيه في الخرطوم حتى يقوم بكل إجراءاته واتصالاته.. شرطناً الوحيد هو أنه إذا لم يجد التجاوب المطلوب من الداخل لا سيما المشاركة العسكرية، فان عليه اتخاذ قرار بتأجيل الحركة والعودة للخارج حتى نضمن التجاوب المطلوب.
الجانب المدار من الخارج الخاص بتسريب السلاح الثقيل والأنفار وقائد الحركة نجح بنسبة عالية. أما الجانب الخاص بالمشاركة العسكرية والعمل الشعبي فقد اخفق تماما.
كان الأخ محمد نور سعد مرتابا في أمر الجبهة وكانوا يبادلونه الارتياب .. وكان بين الأنصار والمهاجرين وبين مقاتلي الجبهة مشاعر سلبية.وكان بين كوادر الجبهة داخل السودان وكوادر الأمة تنافر بعضه عائد لرواسب انتفاضة شعبان وما وقع فيها من تصرفات ..هذه العوامل جعلت القيادة بالداخل تتصرف بصورة اوغرت صدور جماعة الجبهة. هذه السلبيات جعلت قيادة الجبهة بالداخل تمنع المشاركة الشعبية لا سيما الطالبية مع الانتفاضة، هناك سبب أخر في ضعف تجارب الجبهة بالداخل مع الانتفاضة هو ان القيادة بالداخل لا تقيم وزنا لمثيلتها في الخارج وربما رمتهم بأنهم انساقوا مع زملائهم من قيادة الجبهة الوطنية إلي درجة لم يأذنوا لهم بها.
بعد اخفاق الانتفاضة، ركز المحققون والمحررون في أجهزة النظام علي توجيه التحريات بصورة كشفت عن درجة عالية من عدم الثقة بين الأطراف المشتركة في الانتفاضة .. المهم أن انتفاضة 2 يوليو 1976م وقد كانت من أهم مظاهر التعاون بين الأمة والأنصار والاتحاديين (الشريف حسين الهندي) وجبهة الميثاق الإسلامي تحولت الي نقطة سوداء في العلاقات لا سيما بين الأمة والجبهة. ولم يجر أي تشريح مشترك لما حدث لاجلاء الاتهامات المتبادلة بل احتفظت كل جماعة بمعلوماتها وتحليلاتها وتصوراتها ودفن كل نحو الأخر ما بدأ له وعلمت أجهزة الأمن المايوي علي تعميق عدم الثقة المتبادل.
#61558; المصالحة الوطنية:
بعد إخفاق انتفاضة يوليو 1976م اجتمعت قيادة الجبهة الوطنية في الخارج وقررت إعلان مسؤولياتها عن الانتفاضة وعزمها علي مواصلة المقاومة حتي النصر.. وتم تعيين لجنة برئاسة الشريف حسين الهندي رحمه الله وعضوية الأخوين ميرغني ضيف الله ومهدي إبراهيم لمواصلة تحدي السلطة بالداخل والإبقاء علي التحرك مستمرا.
لم تتمكن اللجنة من تنفيذ برنامجها بل قدمت تقريرا يفيد ان السلطات السودانية استفادت مما حدث ومن وقائع الانتفاضة واعترافات المقبوض عليهم فسدت كل الثغرات وقفلت دروب تسريب الأفراد والمعدات للداخل.
حدث أربعة أشياء مهمة بعد الانتفاضة أثرت سلبيا في موقفنا:
أولا: عقد النظام السوداني مع الحكومة المصرية اتفاقية الدفاع المشترك مباشرة بعد الانتفاضة وكان واضحا ان الاتفاقية موجهة ضد تحركات الجبهة الوطنية والمعارضة السودانية كما ان النظام السوداني استفاد من تجربة الانتفاضة لتأمين نفسه.
ثانيا: ليبيا لم تعد تحتمل إعطاء المقاومة السودانية مساحة من حرية الحركة كما كانت تفعل في الماضي لان الدفاع المشترك المصري- السوداني الجديد موجه ضدها .. ولا بد لها من مراقبة تحركاتنا بصورة دقيقة بل والتدخل فيها تجنبا لما قد تحدثه وما يترتب عليه من اثار علي أمنها الوطني.
ثالثا: التنافر وعدم الثقة الذي اتسع بين عناصر الجبهة الوطنية بعد إخفاق الانتفاضة.
رابعا: البطش والتعذيب الذي واجهت به الحكومة السودانية عناصر الجبهة الوطنية بالداخل والشلل التام الذي أصاب عناصر الجبهة الوطنية في الداخل.
علي الرغم من هذه العوامل واصلنا صمودنا ولكن عندما عرض علينا خيار المصالحة الوطنية قبلنا بالإجماع. وقدرنا إن ظروفنا الموضوعية تملي علينا ذلك كما قدرنا ان أمن الدكتاتورية وأعلامها وتماسكها يقوم عليفرض الرأي الواحد فان هي تخلت عن ذلك وأتاحت الفرصة للرأي فانه سيفت في عضدها ويسقطها. كانت مرحلة المصالحة الأولي متفقا عليها. ولكن حدثت ظروف أدت الي تباين مواقف عناصر الجبهة الوطنية من المصالحة.
‌أ. كان موقف الأمة والأنصار بشروطها المحددة.
‌ب. اتخذ الاتحاديون بعد المرحلة الأولي موقفا رافضا لها مهما حققت.
‌ج. جماعة جبهة الميثاق اندفعوا فيها وانخرطوا في النظام دون التفات لأي شروط.
القراءة الصحيحة لما حدث تاريخيا في أمر المصالحة هي ان موقف الأمة كان صائبا لأنه بالمصالحة من حيث هي أمكن تخفيض درجة التدخلات الخارجية في شؤون البلاد. كما أمكن نقض الظروف القاسية التي عاشتها الجبهة الوطنية داخل السودان. كما أنه بالحرص علي شروط المصالحة وبالحرص علي التعبير العلني والمستمر عنها أمكن خلق رأي ومواقع لممارسة الحرية ساهم في التمهيد لانتفاضة رجب/أبريل 1985 بل واعداد العدة لها.
#61558; قوانين سبتمبر 1983م:
في أوائل سبتمبر 1983م أعلن جعفر محمد نميري ما أسماه الثورة التشريعية وأصدر سلسلة من القوانين. لقد شرحت في كتابي " النظام السوداني وتجربته الإسلامية" كيف لجأ النظام المحاصر سياسيا واقتصاديا الي الورقة الإسلامية .وشرحت كيف انني أعلنت معارضة هذه القوانين واعتبرتها إساءة للإسلام لأنها فصلت العقوبات الشرعية من النظام الاجتماعي الإسلامي الذي وضعت لحمايته.
أما جبهة الميثاق الإسلامي فقد أيدت تلك القوانين وتحمست لها .. الآن وبعد الجلبة والضوضاء ثبت زيف تجربة نميري المسماة إسلامية لكل من كان له قلب أو القي السمع وهو شهيد. لقد أشهدنا نخبة من علماء المسلمين. دونا الأساتذة والعلماء الأتي بيانهم: محمد مصطفي شلبي- محمد كمال عبد العزيز- خورشيد – محمد سليم العوا- الدكتور تنزيل الرحمن -محمد تقي عثمان- الدكتور حسن إبراهيم عرزو- مصطفي الزرقاء وهم نخبة من علماء العالم الإسلامي ليطلعوا علي قوانين سبتمبر ويعلقوا عليها.
وفي فبراير 1987م كتبوا تقريرا جاء فيه: أن القوانين المعنية معيبة في جوهرها وصياغاتها وتطبيقها.
ان موقف الجبهة الإسلامية القومية من قوانين سبتمبر 1983م موقف متهافت وغريب.
#19968;. تحمسوا لها حماسا شديدا وهللوا وكبروا لقطع الأيدي والأرجل والصلب والاعدامات. كأنها إنجازات إسلامية كبري، وهكذا اوهموا قيادة جماعتهم ان برنامجها الإسلامي صحيح فتمادت في الجلد والقطع والصلب.. استمر هذا الحال منذ 1983م إلي 1985
#20108;. أثناء الحكومة الديمقراطية كانت هناك أحكام عديدة بالقطع ففرضنا تنفيذها وقررنا أن عيوب القوانين الجنائية المسماة إسلامية شبهة تمنع القطع أقامت الجبهة الدنيا في وجهنا لعدم تنفيذ الأحكام الحدية وكانت تقدم للجمعية وباستمرار اقتراحات تطالب بتنفيذ الأحكام الحدية حتى أصدرت الجمعية قرارا نهائيا برفض القطع.
#19977;. ثم جاءت الجبهة للحكم عبر مدرعات " الإنقاذ" فسكتت عن الإسلام عاما ونصف العام من 30 يونيو (حزيران) 1989م إلى أول يناير(كانون الثاني) 1991م ثم صرفوا النظر تماما عن تنفيذ تلك الأحكام الحدية واسقطوا بالتقادم!
#61558; التشريع الإسلامي 1988م:
دعونا لتوسيع قاعدة الحكم واستجابت الأطراف السياسية المعنية فاقمنا حكومة الوفاق الوطني في عام 1988 م والأسباب المباشرة لتلك الدعوة هي:
أولا: هنالك قضايا مهمة علي رأسها قضيتان: التشريع الإسلامي وتحقيق السلام، وهذه قضايا لا يجدي معها إلا النهج الوفاقي القومي ومشاركة كل القوي الوطنية ذات الوزن السياسي.
ثانيا: الديمقراطية في السودان هشة وتواجه خطرا من جوانب عديدة:
- فالديمقراطية لا تسمح بإقامة جهاز أمن ذي صلاحيات واسعة لحماية الديمقراطية نفسها.. البلاد العريقة في الديمقراطية أقامت أجهزت أمن قوية لحماية نفسها وقويت تلك الأجهزة حتى صارت أشبه بحكومة خفية. ظروف السودان السياسية وغياب تقاليد أمنية عريقة لم تسمح بالإسراع في إقامة جهاز أمن فعال واسع الصلاحيات . هذا الغياب الأمني أتاح فرصة واسعة للتآمر ضد الديمقراطية.
- اتبع وضع القوات المسلحة في السودان وضعا غريبا حتى صارت القوات المسلحة في السودان في ظل الديمقراطية اشبه ما تكون بهيئة مستقلة كالهيئة القضائية. هذا مع أنها ينبغي أن تكون أداة في يد السلطة التنفيذية.. هذه النزعة الاستقلالية في القوات المسلحة كرسها قانون القوات المسلحة الذي أصدره المجلس العسكري الانتقالي في عام 1985م لذلك نأت القوات المسلحة عن أي إشراف سياسي في ظل الديمقراطية مما ترك المجال واسعا لكل مؤامرة ومغامرة.
لقد تعذر في المناخ السياسي الحزبي الذي كان قائما في البلاد إقامة أجهزة أمن مقتدرة. وتعذر إصدار قانون يخضع القوات المسلحة كما ينبغي للجهاز التنفيذي. لذلك لجأنا لأسلوب سياسي لحماية النظام الديمقراطي وذلك عن طريق توسيع المشاركة واشراك الفاعليات السياسية ذات الوزن.
وكانت الجبهة الإسلامية القومية أكثر أحزاب السودان استقطابا لإمكانات مادية من خارج السودان . استمدوها من أفراد وحركات متعاطفة، أحيانا من دول في إطار محاربة الشيوعية وفي إطار التبشير الإسلامي داخل السودان وفي أفريقيا .. هذه الإمكانات وظفت لاقامة مؤسسات مالية واقتصادية ولاقامة مؤسسات إعلامية فانطلق إعلام الجبهة بإمكانات أكبر حجمها السياسي أضعافا مضاعفة. إعلام لم يمكن التصدي له بالإمكانات المتاحة في ظل الديمقراطية لا سيما وقد التزمنا خطا رفعنا بموجبه دور الدولية في تمويل صحافة رسمية، بل رفعت الدولة يدها عن صحيفتي "الأيام" و"الصحافة" وبث إعلام الجبهة وهما صدقة كثيرون أنها قادرة أن وجدت الفرصة أن تجعل السودان جنة الله في أرضه.
كانت حكومة الوفاق في نظرنا وسيلة لتحقيق تعاون سياسي في القضايا الأساسية لا سيما فضيتي الاسلمة والسلام ، ولتحجيم دعاوي الجبهة بالتعامل مع الواقع الموضوعي،ولإيجاد خط دفاع سياسي عن الديمقراطية. دخلت الجبهة القومية حكومة الوفاق الوطني ولحين من الدهر بدأ إن المقصود في إدخالها قد تحقق، لكن المبالغات الإعلامية والدعاوي الغوغائية التي اندفع فيها الجبهة في ما مضي جعلها منقسمة إزاء دخول الحكومة بين آراء واقعية تري سلامة المشاركة في الحكم وآراء حماسية تحلم تحلم بجنة الحسن بن صباح علي أرض السودان. واندفعت قيادة الجبهة تتبنى الشعار الإسلامي بصورة أكثر تطرفا للدفاع عن موقف المشاركة في الحكومة ولتجاوز الانقسام الداخلي.. هذا جعل الجبهة في موقف احتكار حزبي شديد للشعار الإسلامي وحرص شديد علي إظهار أنهم من حزب الإسلام. هذا الموقف أثار حساسيات حزبية مضادة لا سيما في أواسط الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي كان يشعر أن نمو الجبهة جماهيريا كان علي حسابه.
حرصت الجبهة أن يكون برنامج الأسلمة حزبيا يعزي الفشل في كل خطواته لها، وحرص علي تأكيد التزامه به، ولكن منعا لدعوي الجبهة الإسلامية القومية.. وكنا نحرص علي احتواء هذا التنافر الحزبي والإبقاء علي الطرح الإسلامي قوميا.
لقد احتد الخلاف بيننا في هذا المجال: أيكون برنامج الاسلمة حزبيا كما تحرص علي ذلك الجبهة قوميا كما يقتضي حرصنا بل كما تقتضي مصلحة الإسلام والسودان؟
والآن، وبعد اضطراب وتردد اجاز نظام "الإنقاذ" مشروع القانون الذي قدمه النائب العام في عهد الديمقراطية الثالثة واجازته الجمعية التأسيسية في مرحلة القراءة الثانية، إجازة ليصبح قانون البلاد الجنائي لعام 1991م، وقالوا أنه قانون يستمد شرعيته من إقرار الجمعية التأسيسية له! لم تكن الجمعية قد إجازته وفي خطابي أوضحت ضرورة تعديله في كثير من البنود، وهي تعديلات ذكرتها في خطابي بخصوص القانون أمام الجمعية التأسيسية في 4/10/1988م حلوا الجمعية التأسيسية لعدم صلاحيتها! واستشهدوا بأعمالها علي صحة تشريعاتهم!! وهو استشهاد باطل لأن الجمعية لم تصدره بعد قانونا، واستشهاد محير لان فاقد الشيء لا يعطيه.
#61558; قضية السلام:
التمرد في القيادة الجنوبية أدي إلي أحداث أغسطس 1955م في جنوب البلاد كان تمردا عسكريا له أسبابه السياسية والعسكرية وقد شرحها بتفصيل تقرير القاضي قطان - التقرير الرسمي الذي صدر من حكومة السودان بعد الأحداث- وانتهي التمرد تماما قبيل استقلال السودان وهدأت الأحوال وساد الوفاق الوسط السياسي في الشمال والجنوب وتوصلت قيادات البلاد السياسية وأحزابها لموقف جماعي هو إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان علي أن ينظر في مطالب الأحزاب الجنوبية للنظام الفيدرالي لدي كتابة دستور البلاد الدائم. وتم إعلان استقلال السودان في أول يناير 1965م بإجماع الرأي الوطني.
ولكن الخلافات السياسية أدت إلى انقلاب 17 نوفمبر 1958م وقد كان في مرحلته الأولي تسليما من رئيس الوزراء السيد عبد الله خليل، ولكنه سرعان ما قلب له ظهر المجن وتحول إلى حكم عسكري محض لا سيما بعد حركة شنان ومحي الدين.
شعر الجنوبيون بغبن شديد أولا تصفية المؤسسات الديمقراطية صفت وجودهم السياسي وصاروا محرومين من التمثيل في قيادة البلاد العليا المجلي الأعلى للقوات المسلحة- ومحرومين من التمثيل في مجلس الوزراء إلا في حد ضييق جدا- ومحرومين م النيابة. وأكثر من ذلك أهمية هو أن الانقلاب وضع حدا لمشروع دستور البلاد الدائم وقفل الباب أمام تحقيق الوعد الذي قطعته القوي السياسية للأحزاب الجنوبية ببحث مطلب إقامة نظام فيدرالي للسوداني.. هذه العوامل أدت لانطلاق حركة انيانيا الأولي في عام 1963م).
المقاومة المسلحة الجنوبية الأولي كانت نتيجة مباشرة سياسيات وممارسات الاوتقراطية الأولي ( 58-1964م. تواصلت أحداث المقاومة المسلحة وأحس النظام العسكري بالحيرة في أمره كما أحس الرأي العام السوداني بخطورة هذه الأحداث لذلك بدأ نقاش واسع في البلاد حول مشكلة جنوب السودان.
مساهمة مني في هذا النقاش المصيري كتبت كتابي الأول وهو مسألة جنوب السودان ونشرته في أبريل 1964م وخلاصته ما جاء في ذلك الكتاب:
أ‌. أن مسالة الجنوب جذوا تاريخية وأسبابا دينية وقومية وثقافية واقتصادية.
ب‌. أن الاستعمار قام بدور مهم في ترسيخ أسباب النزاع وزرع ألغاما موقوتة.
ت‌. أن المسالة لا يمكن حلها عسكريا بل ينبغي حلها سياسيا.
ث‌. أن الحل السياسي هذا ينبغي أن تشارك في الوصول إليه القوي السياسية الجنوبية والشمالية وهذا لا يتحقق إلا إذا كفلت الحريات الأساسية.
واتسع النقاش في البلاد وتناول الطلبة في جامعة الخرطوم الأمر وانعقدت الندوات لبحثه وكانت في اتجاهها العام تؤكد أن الحل سياسي، وأن الحرية شرط للوصول إليه. هذا الاتجاه أخاف النظام العسكري الحاكم فمنع الندوات وقامت ندوة 21 أكتوبر تحديا لأوامره ووقع الصدام الذي أشعل ثورة أكتوبر. كانت أهداف أكتوبر الأساسية: الديمقراطية، والحل السياسي لمسألة الجنوب.
تعاقبت نظم الحكم في السودان وكان الطابع المطرد هو أن النظم الديمقراطية تحاول الحل السياسي للنزاع في الجنوب وتبذل في ذلك المساعي وتعقد في سبيله الاتفاقيات. أما النظم العسكرية فتدير قفاها للحل السياسي وتجتهد في تحقيق نصر عسكري يفرض الحل من جانب واحد وتقضي علي محاولات الحل السياسي وتمزق ما ابرم من اتفاقيات.
صحيح أن نظام جعفر نميري العسكري ابرم اتفاقية السلام في 1972م ولكن تلك الاتفاقية كانت مؤسسة علي تحضيرات الديمقراطية الثانية التي تمت عبر مؤتمر المائدة المستديرة (1965) وعبر لجنة الاثني عشر (1966م) وعبر مؤتمر عموم أحزاب السودان (1967م).
ورغم إيجابيات الاتفاقية فان طبيعة النظام العسكري الاوتقراطية أدت إلى أخذ النظام باليمين ما أعطاه بالشمال وهيأ النظام بطبيعته الأحادية وسياساته الفردية لحرب أهلية اندلعت في البلاد في عام 1975م ثم في عام 1983م أكثر خطرا واوسع انتشارا من الحرب المحدودة التي كانت قائمة قبل 1972م.
النظام المايوي استفاد من تحضيرات الديمقراطية الثانية للقضاء علي تمرد محدود قادته انيانيا الأولي ولكنه أورث البلاد حربا أهلية خطيرة ذات سند خارجي اقليمي (حلف عدن ) ودولي ( المعسكر الشرقي).
في تلك المراحل كان موقفنا وموقف الجبهة من أسس السلام في الجنوب متقاربا جدا ولكن بعد أعوام قضوها في حضانة النظام المايوي وقضيناها في المعارضة افترقت مواقفنا وكان أول مظهر لهذا الخلاف هو أننا اشتركنا في إعلان كوكادام في عام 1986م بينما سبتمبر 1983م وعقد مؤتمر دستوري لعقد اتفاقية سلام.. الحزب الاتحادي الديمقراطي فتح حوار مع الحركة الشعبية في مرحلة لاحقة وتوصل للمبادرة السودانية معها في نوفمبر 1988م. ومع أن المبادرة السودانية طورت إعلان كوكادام في اتجاه أكثر اعتدالا – استبدلت الإلقاء بالتجميد – إلا أن الإخراج الحزبي الذي صحبها أدي إلى نفور عنها في أوساط حزب الأمة. أما في أوساط الجبهة الإسلامية فإن المبادرة كإعلان كوكادام وجد رفضا قاطعا بل وصفت بعبارات متطورة: ( ركع أحد أصنام الطائفية في أرض الكفر لقائد الكفار ) رغم هذا كله حاولت جاهدا بوضع التوجه نحو السلام في مساره القومي وذلك بإقناع الاتحاد الديمقراطي بإدخال توضيحات معينة في المبادرة ( الإعلان المشترك بين الأمة والاتحادي في 27 ديسمبر 1988م) وإقناع الجبهة الإسلامية بقبول ذلك ( بلاغ القصر الجمهوري عن اتفاق الأحزاب الثلاثة في 4 يناير 1989 ) لكن تطرف الجبهة الإسلامية خاصة ما قالوه أثناء ما سموه ثورة المصاحف وثورة المساجد لقد خلق رأيا عاما متطرفاً جداً في أوساط الجبهة الإسلامية رأيا لا يجدي معه إلا المواقف الثورية الفورية. لذلك لم تجد المحاولات مع الجبهة الإسلامية القومية.
أما القوي السياسية الأخرى فإنها استطاعت عبر اجتماعات القصر أن توقع علي البرنامج القومي الانتقالي الذي تضمن قبولا لمبادرة السلام السودانية بالتوضيحات التي اتفق عليها.
لقد تبلور الموقف من السلام في موقفين واضحين، موقف قومي تؤيده القوي السياسية السودانية، وموقف حزبي تلتزم به الجبهة الإسلامية القومي الموقفان هما:
الموقف القومي:
أ‌. وضع حد فوري للحرب الأهلية.
ب‌. تجميد التشريعات المختلف عليها.
ت‌. عقد مؤتمر قومي دستوري لبحث اتفاقية سلام وإبرامهما.
الموقف الحزبي:
أ‌. تطبيق فوري للشريعة ونظام الحكم الفيدرالي واستثناء الجنوب من تطبيق الشريعة.
ب‌. مواصلة الحرب جهادا إلى حين قبول المحاربين بهذا الرأي
إن موقف الجبهة الإسلامية هذا هو الذي تبناه نظام "الإنقاذ" والذي يسير عليه أنه موقف مرفوض لدينا ولدى أغلبية المسلمين في السودان ولدي أغلبية مواطني السودان، وهو موقف حزبي قهري أدى حتى يومنا هذا للسلبيات الآتية:
أ‌. حرف موضوع السلام في السودان عن مساره القومي وربطه بشروط حزبية من جانب واحد ترفضها أغلبية أهل السودان
ب‌. جعل أهل الجنوب المخالفين للنظام هدفا للجهاد وحد بين مشاعرهم وآرائهم في اتجاه مضاد، لأول مرة في تاريخ السودان اجتمعت كلمة القاعدة الجنوبية الأكبر على تقرير المصير والتطلع للانفصال.
ت‌. شعور دول الجوار الأفريقي الست (إريتريا ـ أثيوبيا ـ كينيا ـ أوغندا ـ زائير ـ وأفريقيا الوسطى) وهي دول أفريقية ذات حكومات يقودها مسيحيون انقلب تمام في اتجاه عدائي أساسه: إذا كان الجهاد معلنا ضد الجنوبيين بصفتهم مسيحيين أفارقة فإنهم كمسيحيين أفارقه هدف مشروع لهذا الجهاد. لقد استمر الحوار بيننا وبين القوى السياسية الجنوبية وصار موقفنا الآن من أساس السلام أكثر تباينا من موقف الجبهة الإسلامية القومية ونظام "الإنقاذ"
إخفاق حكم "الجبهة" ينبغي ألا يحسب على الإسلام أو السودان الديمقراطية الأولى والثانية والثالثة في السودان واجهت مشاكل وعقبات تناولتها بالبيان في كتابي الديمقراطية في السودان "راجحة وعائدة".
الديمقراطية مهما كانت صعوباتها أفضل نظام حكم يليق بكرامة الإنسان ويحتوي التنوع الفكري والسياسي والعرقي والجهوي وعيوب الديمقراطية على كثرتها يمكن علاجها سلميا عن طريق النظام الدستوري المختار، والإصلاح الحزبي والنقابي والصحافي المطلوب. الديمقراطية مع كل عيوبها افضل أداء من كل مجال من النظم الأوتقراطية التي أطاحت بها وكلفت البلاد ما كلفت من شقاء وتعاسة الجبهة الإسلامية القومية مفتونة بالتجربة الشيوعية في السودان وهي على عدائها لها تكن لها إعجابا خفيا، إن في ضمير كثير من الجبهويين إعجابا بفكرة لينين بأن صاحب السلطان السياسي يستطيع تشكيل الواقع الاجتماعي كما يشاء والجبهة الإسلامية القومي في السودان متأثرة بالحضانة الاوتقراطية في كنف النظام المايوي.
وهي أيضا متأثرة ومعجبة بأساليب النظام البعث العراقي هذه المؤثرات يصحبها عندهم اقتنع بأن بلادنا وأمثالها لا يصلح معها إلا الحكم المستبد.
ومع أنهم إذا ترووا قليلا لرأوا انهم إنما نموا كحزب سياسي في كنف الديمقراطية وأن مصلحتهم في التوسع والانتشار لصيقة بالظروف الديمقراطية بل المطالب الديمقراطية هي خط الدفاع الوحيد الملائم للمنظمات الإسلامية أي أن الديمقراطية هي على الأقل في المدى القصير - أهم ضمان لهم داخل السودان وخارجه.
كيف غابت عنهم هذه الحقيقة؟ الله وحده يعلم! ولكن يبدو إن المؤثرات المذكورة أعمتهم عنها، كما أعماهم التسرع المعهود في كل ممارساتهم فاندفعوا في مغامرة خاسرة. لا شك أنهم بحثوا كل الخيارات، ولا شك أن الخيار القهري سيطر على فكرهم ففي مارس من عام 1989 زارني السيد احمد سليمان وعرض على أن نقيم نظاما رئاسيا أقوده ليحكم البلاد ويحسم مشاكلها وتدعمه الأمة والجبهة ويفرض على الآخرين بالأغلبية النيابية إن أمكن وبالقوة أن لزم رفضت ذلك الاقتراح وأوضحت أنني مع إدراكي لعيوب الديمقراطية أرى إن صلاحها ينبغي أن يكون بالوسائل الديمقراطية.
لكن التسرع المعهود والإعجاب الخفي بالوسائل اللينينية البعثية العراقية دفعتهم نحو مغامرة " الإنقاذ" فأقاموا نظاما ألحق بهم كحزب سياسي ذي برنامج فكري وبالإسلام والسودان أذى بالغا.
لا سبيل لقبول أطروحة " الإنقاذ" في أي جزي من أجزائها الباطلة بل مصلحة السودان والإسلام تقتضي شجبها ومخالفتها وإسقاطها بصورة حاسمة وقاطعة. الخلاف الوحيد الممكن في هذا الصدد هو بين الذين يرون أن هذا ممكن بالوسائل السياسية والذين يرون أن الحديد لا يفله ألا الحديد!.
أدت الصحوة الإسلامية إلى تطلع لتجديد معالم الاقتصاد الإسلامي. وانعقد في جدة في عام 1976 المؤتمر الاقتصادي الإسلامي العالمي الأول، وتلاه المؤتمر الاقتصادي الإسلامي الثاني الذي انعقد في إسلام أباد في عام 1983. هذا الجهد الجاد بدأ البحث في مجال مهم وتخطي المراحل الأولية في موضوع الاقتصاد الإسلامي.
منذ عهد عبد الناصر في مصر عمل الأخ أحمد النجار في مجال تنظيم مدخرات ذوي الدخل المحدود وتوجيهها في مجال ائتمان لتمويل أنشطة استثمارية وتحقيق عائد ربحي يعود على أصحابه وعلى أصحاب المدخرات دون أداة التمويل المعهود سعر الفائدة.
انطلاقا من تلك التجربة عمل الأخ أحمد النجار لتطوير نظام مصرفي لا يقوم على سعر الفائدة ويشكل بديلا إسلاميا له. اهتمت بعض الأطراف بهذه الأفكار وساتبدلت فكرة أحمد النجار التي تقوم على جمع مدخرات أصحاب الدخل المحدود واستخدامها لتمويل استمارات تحقق أرباحا توزع على الشركاء وهم المدخرون والمستثمرون.
استبدل ذلك بإقامة مصارف إسلامية تجمع مدخرات أصحاب رؤوس الأموال الذين ينفرون من نظام سعر الفائدة المعهود في المصارف القائمة وتوجيهها على أساس المرابحة.
نجحت المصارف الإسلامية في جمع مبالغ ضخمة من أصحاب المدخرات وحصلت على قوانين خاصة بها أعطتها امتيازات معينة، ووجهت هذه المدخرات لأعمال غلب عليها تمويل المرابحات التجارية، والمضاربة في أسعار العملات، وتمويل شراء كميات من المواد الاستهلاكية وتخزينها ثم بيعها بعد تجفيف السوق بأسعار عالية وحرصا على أن تكون أنشطة هذه المصارف سليمة من ناحية إسلامية فإنها عينت بقانونها لجنة رقابة شرعية مكونة من الفقهاء.
منذ عام 1983 لنا الآتي:
أولا: النشاط المصرفي الإسلامي الذي اندفع سبق وضع أسس نظرية للاقتصاد، والمالية والنقد، والائتمان الحديث على أساس إسلامي لذلك فه نشاط مندفع في برامجه العلمية دون أساس في نظري مقنع من الناحية الشرعية ومن الناحية الفنية الاقتصادية في آن واحد.
ثانيا: هذا النشاط دافع عن هويته الإسلامية رغم ما ذهب إليه من ممارسات غريبة عن طريق لجان الرقابة الشرعية، وهي لجان قوامها فقهاء ربما ألموا بالأحكام الفقهية المنفصلة ولكن لا إلمام لهم البتة بالاقتصاد وقضاياه والمال ومؤسساته الحديثة والنقد وصفاته العصرية. لذلك فإن فتاوى هؤلاء الفقهاء، لا يمكن أن يكون لها سوي دور تبريري.
ثالثا: هذه المصارف عمليا لم تهتم بالاستثمار ولا بصيغ التمويل بل ركزت على نظام المرابحة ووضعت له ضوابط من حيث نسبة أرباح الممول وضمانة هذا الممول فاقت سعر الفائدة استغلالا للمقترض. كما أن هذا المصارف وجهت المدخرات لتمويل المضاربات في أسعار العملة ولتمويل احتكار السلع التموينية فكان أثرها التضخمي واضحا على الاقتصاد كما أن قدومها على قوانين خاصة بها شجعها على الإفلات من رقابة المصارف المركزية فأحدثت تجاوزات كثيرة وتعدت السقوف التمويلية.
رابعا: أن الائتمان الإسلامي ينبغي أن يكون أعدل من الناحية الاجتماعية من نظام سعر الفائدة، وان يكون أكثر فاعلية في تمويل الاستثمار. وأن يتجنب التمويل الذي يروج التجارة قصيرة المدى وإلا دفع التمويل الإسلامي بأنه أكثر استغلالا من سعر الفائدة واقل فاعلية في تمويل الاستثمار الأساسي للتضخم.
استقلت من دار المال في عام 1984 هذا بينما قبل الجبهويون تلك الأنشطة واشتركوا فيها وأثناء حكومة الوفاق الوطني اختلف الرأي بيننا تماما حول سعر الفائدة الذي اعتبروه هم ربا محرما. أما نحن فقد رأينا أن في اعتبار سعر الفائدة ربا اختلافا بين مجتهدي المسلمين وأنه حتى إذا كان مشبوها فهو أخف وأقرب لمقاصد الشريعة من نظام المرابحة البديل الذي اندفعت فيه المصارف الإسلامية، ومهما كان الأمر فإن سعر الفائدة عائد تعويضي مقبول شرعا وعقلا ما دامت نسبته دون نسبة تدني قيمة العملة ودون نسبة التضخم. اندفع جماعة الجبهة في إقامة المصارف الإسلامية وقبلوا تشريعات جعفر نميري المتهافتة لأسلمة النظام المصرفي، أوضحنا تهافتها في كتابنا "النظام السوداني، وتجربته الإسلامية، يوليو 1984. وعندما تولوا السلطة في نظام الإنقاذ فإنهم عمموا التجربة على مصارف المرابحة وهي أساس الائتمان التجاري في السودان وصار عقد السلم هو أساس الائتمان الزراعي.
المرابحات وعقد السلم أحكام متعلقة بنظام اقتصادي منقرض ولا وجود له في عالم اليوم. رغم هذا طبقوها دون مراعاة للضوابط الشرعية فأفسدوا النظام المصرفي السوداني كله، فالسلم مثلا لا يجوز الأخذ به إلا عندما يبدو صلاح المحصول قبل حصاده مباشرة ولكن أن يؤخذ بعقد السلم قبل تحضير الأرض للزراعة وقبل إجراء العمليات الزراعية فتلاعب بالنصوص الشرعية، أن النظام المصرفي السوداني الحالي لا هو إسلامي ولا هو حديث، والمطلوب حقا هو أن يكون النظام المصرفي حديثا غير مناقض لقطعيات الشريعة ومهتد بمقاصدها.
الجبهة وآخرون على نهجهم يبحثون عن نظام اقتصادي إسلامي لم يوجد بعد، وإلى حين وجوده يطبقون أحكاما فقهية منقولة عن واقع انقرض على مؤسسات وممارسات حديثة كمن يحاول استخدام قطع غيار حنطوره في سيارة تويوتا! الموقف الصحيح من هذا الجدل هو أن الاقتصاد الحديث بكل نظمه ومؤسساته وممارساته واجب استصحابه مع تجنب ما يخالف قطعيات الشريعة
#61558; الزكاة:
السودانيون حتى قبل إصدار قوانين كانوا يلتزمون بالزكاة، وفي عام 1984م صدر قانون زكاة عيب من الناحية الشرعية والوضعية للأسباب التالية:
- جمع بين الزكاة والضرائب في قانون واحد وديوان واحد ولا يجمع بينهما.
- أحل الزكاة محل الضرائب المباشرة وهو إجراء لا يفعله إلا من أراد توظيف الزكاة في وظيفة الضرائب وهو أمر غير مشروع. فللزكاة وظيفتها ودورها وللضرائب المباشرة وظيفتها ودورها هنا.
- أوجب الزكاة ـ باسم آخر ـ على غير المسلمين وهو أمر لا يجوز.
- جعل أمر الزكاة والضرائب صلاحية خاصة بشخص رئيس الجمهورية وفي هذا ما فيه من تجن على العدالة.
أصدرت الحكومة الديمقراطية قانون زكاة صحيحا، ثم جاء النظام الحالي فاصدر قانون زكاة فيه عيوب كثيرة منها:
- تؤخذ الزكاة على إنتاج الزروع مثناه، لقد كانت الزروع تزكي في المهدية بنسبة العشر، وجاء الاستعمار وابقى على هذه النسبة، ولتجنب التسمية الشرعية سماها عاشورا الآن المزارع السوداني يدفع العشور ـ وهي أصلا زكوات ـ ويدفع الزكاة!
وفي المشاريع المروية تؤخذ الزكاة كأنها جزء من تكاليف الإنتاج، ويمكن للمزارع أن يكون إنتاجه 25 جوالا وان تكون التكاليف المخصومة منه 27 جوالا أحدها جوال زكاة، وان يصبح مديونا جوالين!! وتؤخذ الزكاة من المرتبات والمستغلات مثل سيارات التاكسي دون بلوغ النصاب وحولان الحول، إن مرتبات الموظفين والعمال في السودان اليوم قاصرة دون كفالة ضرورات الحياة ويستحقون أن تدفع لهم زكاة لا أن تجبي منهم! أما المستغلات فان أصحابها يدفعون الزكاة في أول العام دون مراعاة لإمكان تعطل المستغلة مثل سيارة التاكسي فترة من الزمن أو احتمال نشوب ضرورة لصاحبها. الزكاة لا تكون ألا عن ظهر غني وإلا كانت محض جباية.
وأسوأ الممارسات الآن في صرف الزكاة فتصرف بطريقة مصممة بحيث يستفيد منها محاسيب النظام الحزبيون، كذلك تستفيد منها المنظمات الجماهيرية الحزبية، أن صرف الزكاة الآن في السودان تستبد به عوامل منفعة حزبية.
مفهوم الزكاة مختلف تمام عن مفهوم الزكاة الممارسات في سودان الإنقاذ:
أولا: الزكاة لا تكون إلا عن ظهر غني. والزكاة التي تؤخذ من أهل السودان اليوم دون معرفة حاجاتهم الاجتماعية ودون التزام بالنصاب وحولان الحول بل جباية لا صلة لها الزكاة الشرعية.
ثانيا: أن في أخذ الزكاة على الزروع والعشور أخذا مضاعفا للزكاة
ثالثا: أن في أخذ الزكاة والضرائب بالصورة الممارسة حاليا إرهاق لا يرضاه الشرع، والمطلوب أما أن يخصم دافع الضريبة ما يدفعه للزكاة مما عليه من ضريبة أو أن يدفع الضريبة ثم يزكي ما بقي له من مال أن بلغ نصابا وحال عليه الحول، على أن يعامل أصحاب الملل الأخرى معاملة مماثلة إن شاء ذلك.
رابعا: أن في الزكاة عنصرا شخصيا يمكن تضمينه إذا أقيمت مؤسسة للزكاة بقانون بحيث يكون قطاعا مختلطا فيه تمثيل للدول وفيه تمثيل أهلي للاطمئنان على صحة جمعها وصحة وتوزيعها.
خامسا: أن مجال الاجتماع في أمر الزكاة واسع جد والسبيل الوحيد لتجنب الفوضى والخطأ في هذا الصدد هو تحديد الاجتهادات الواردة في أمرها والاختيار منها عن طريق ديمقراطي.
#61558; الموقف من الدعوة المهدية:
إن للمهدية عشرة مفاهيم في التراث الإسلامي مها أربعة مفاهيم سنية وثلاثة شرعية واثنان صوفيان وواحد فلسفي.
أن موقف الجبهة الإسلامية في السودان من الدعوة المهدية لا ينطلق من مفهوم واضح بل يقوم على أساس ميكافيلي محض.
يقولون: نعم، الإمام المهدي أقام دولة إسلامية في السودان ولكنه ادعى المهدية ليجمع الناس حوله.
إن مفهوم أنصار الله للمهدية كما أوضحه نهج الصحوة هو أن المهدية كما أعلنها المهدي تشكل مدرسة جديدة في الفكر الإسلامي مدرسة تتسلح بالأساس السني للمهدية ولكنها تتجنب الصيغ العشر الواردة في التراث. لقد كان موقف الجبهة الإسلامية من المهدية حاجزا فكريا ونفسيا بينهم وبين أنصار الله.
#61558; مفهوم الجهاد:
هنالك اختلاف بين المسلمين في فقه الجهاد، كان الجمهور يقول إن الجهاد هو قتال هجومي مفروض على أهل القبلة. وشاهدهم هو قوله تعالى:"فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد" الآية التوبة (5) وقوله تعالى: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله لا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهو صاغرون" التوبة (29)
آخرون من المسلمين يرون أن أية السيف (آية 5 من التوبة) الواردة هنا، آية خاصة بجماعة معينة من المشركين هم الذين نكثوا إيمانهم، وهموا بإخراجهم الرسول، وهم بدءوا بالقتال أو مرة (كما أوضحت الآية 13 من التوبة).
والدليل الآخر على هذا التخصيص هو أن الآية الرابعة من التوبة استثنت المعاهدين، والآية السادسة استثنت المستجير، أما معاملة أهل الكتاب فهنالك اختلاف حول تفسير أية الجزية المذكورة، هل الجزية عقاب على عدم قبول الإسلام، أم هي مقابل عدم التكليف بالقتال؟
وفي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وعمر رضي الله عنه استثناء لجماعات من أهل الكتاب مثل نصارى تغلب من القتال ومن الجزية، وآيات التعامل بالتي هي أحسن مع أصحاب الأديان الأخرى كثيرة في القتال الكريم قال تعالى: "لا إكراه في الدين" وقال "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" وقال في أهل الكتاب: "ولا تجادلوا أهل الكتاب، إلا بالتي هي أحسن".
الجبهة الإسلامية القومية تتخذ موقفا مضطربا جدا من الجهاد، فعندما يخاطبون الغرب والرأي العام العالمي يقولون إن عبارة جهاد أوسع من القتال وان القتال في الإسلام لا يكون ألا دفاعيا وعندما يخاطبون قواعدهم والرأي العام المسلم يقولون الجهاد هو القتال في سبيل الله وهو هجومي فماذا نصدق؟ الغربيون أدركوا هذا التناقض لذلك تشككوا في كل ما يقال لهم.
موقفنا من الجهاد واضح وضوح الشمس الجهاد هو بذل الوسع لإعلاء كلمة الله وهو يشمل كل مجالات العدل والجهاد لا يصبح قتالا إلا لتحقيق حرية الدعوة أو الدفاع عن النفس وشواهد هذا الموقف في الكتاب والسنة كثيرة قال تعالى: "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا" وعقد النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل يثرب بيعه العقبة وهي دفاعية.
إن ثمة هامشا عريضا يحدد المسلمون موقفهم فيه على ضوء معطيات الممكن والواقع على نحو ما شاهدنا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. هذه المرونة واجبة على المسلمين في زمان ومكان أن المرونة والتسامح، والاعتدال نهج إسلامي أنزله الكتاب وبينته السنة والسيرة، والانحراف على هذا النهج غلو يمنعه الدين في الكتاب والسنة.
#61558; قضية التأصيل:
منذ قرنين من الزمان يواجه العالم المعمور هيمنة الحضارة الغربية التي استطاعت أن ترث منجزات ما سبقها من حضارات وان تطور نظاما سياسيا ونظاما اقتصاديا وطاقات عسكرية وتقنية مكنتها من بسط سلطانها السياسي والاقتصادي ونفوذها الفكري والثقافي على أرجاء العالم. المشكلة التي تواجه كل المجتمعات غير الغربية في عالم اليوم هي هل تستسلم لهذا السلطان وتسعي لتصبح نسخا من الغرب أم تقاوم ذلك السلطان مقاومة مطلقة فتنكفئ نحو ماضيها وتتكهف فيه؟ أم تسعى إلى توفيق بين ذاتها الحضاري والحضارة الغالبة؟!
إن الركون المطلق للذات الحضارية في وجه الهيمنة الغربية إذا كان ممكنا ونجح في تحقيق أهدافه يخرج أصحابه من زمانهم ويجعلهم نسخة من أهل الكهف! التأصيل الذي يتبع هذا النهج حراثة في صخر! أن الاستسلام المطلق للحضارة الوافدة إذا كان ممكنا وحقق أهدافه فإن يجعل ضحاياه نسخا باهتة من غير الحضاري بلا هوية ولا كرامة. التحديث الذي يتبع هذا النهج حراثة في بحر.
الفهم الصحيح لقضية التأصيل هو انه وعي كامل بالهوية الدينية، والقومية، والثقافية في علاقة جدلية بوعي كامل بالانفتاح لحضارات الإنسان الأخرى لا سيما حضارة العصر الحديث. فكر الجبهة الإسلامية القومية وفكر الذين استمدت منهم منفعل بهجمة الغزو الفكري والثقافي التي شكلها على هويتنا الفكر والثقافة الوافدة بشقيها الغربي والشرقي، لذلك فانه يحصر نفسه في تأصيل فيه تجاوز عن التنوع الموجود في هوية بلادنا الدينية والقومية والثقافية وفيه عدم إدراك بالقدر الكافي بأهميته علاقة التأصيل الجدلية بالانتفاح على العصر الحديث، لذلك جاء فهمهم لقضية التأصيل فهما ضيقا لهوية السودان.
أننا نرفض هذا الفهم المذهبي الضيق لقضية التأصيل. إن الفهم الصحيح لهوية البلاد الدينية هو كالآتي:
أ‌. الإسلام دين أغلبية أهل السودان.
ب‌. أن في السودان وجودا دينيا مسيحيا وأفريقيا يعايش الوجود الإسلامي.
ت‌. الأغلبية الإسلامية السودانية نفسها مكونة من عناصر مهدية وصوفية وعناصر حديثة وهي تنطلق من تعددية إسلامية تتفق في القطعيات ولكن تفرقها الاجتهادات.
التعريف الصحيح لهوية البلاد القومية هي:
أ‌. في السدان أغلبية قومية عربية وان لم تكن أغلبية فهي على الأقل أكثرية بمعني أنها اكثر من المجموعات القومية الأخرى.
ب‌. تعيش في السودان مجموعات قومية كوشية وزنجية نيلية وزنجية استوائية وحامية.
التعريف الصحيح لهوية البلاد الثقافية التراثية هو:
أ‌. إن شعب السودان شعب ناطق باللغة العربية وثقافتها في غالبيته سواء تحدثها كلغة أو استعرب فتحدثها كلغة خطاب.
ب‌. أن في السودان لغات كوشية وحامية وزنجية لهجاتها وثقافتها.
بعض الناس يعرفون هوية السودان تعريفا إسلاميا وعربيا أحاديا ويحاولن فرضها بالقوة المعنوية والمادية على الواقع. هذا نهج الجبهة الإسلامية القومية كما أوضحته سياساتها وممارساتها في السودان نحن على نقيض ذلك نرى أن الإسلام قد افلح كدعوة دينية وكنهج اجتماعي وحضاري لأنه تحلى بالاعتدال والتسامح والتدرج، لا بالتعصب والتنافر، كذلك تمددت العروبة لأنها خرجت بالمفهوم القومي من النطاق الضيق المرتبط بالعرق كما هو حال القومية الأوربية إلى مفهوم أوسع متعلق باللغة وبالتناصر.
نحن نقول بوضوح تام أن الدرس المستفاد في السودان من تاريخه الإسلامي والعربي والوطني يدفعنا دفعا إلى طرح قضية التأصيل من باب التنوع الديني والقومي، والثقافي، وتأكيد إن هذا التعايش والتلاقح والتنافس السامي بين عناصر هذا الطيف مهم بل واجب في توازن يعطى كل ذي حق حقه.
إن المسلم، والمسلم السوداني بوجه خاص، ينبغي أن يدرك انه مطالب اعتقادا بقطعيات الكتاب والسنة، أما ما عداها من تفاسير واجتهادات فهي اجتهادية بشرية غير ملزمة مما يفتح باب التطور على أساس قاعدة" كل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال" آن عليه أن يعترف اعترافا قطعا بالآتي:
- حق العقائد الدينية الأخرى في البلاد الديني والاجتماعي على أساس (لا إكراه في الدين)
- حرية دينية للكل ولقاح وتكامل يقوم على أساس " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة أو الموعظة السنة وجادلهم بالتي هي أحسن"
- انفتاح على العصر الحديث واستصحاب لحقائقه
موقفنا هو الدعوة للتأصيل على أساس منطلق من فهم للواقع السوداني المتنوع ومتفتح على العصر، ونشجب دعوة التأصيل المنطلقة من نهج مذهبي ضيق مدعوم بأدوات القهر ونرى إنها تخلق فتنة داخلية لا تنتهي إلا بتمزيق البلاد، وعزلة خارجية تعرض البلاد للتدخل الأجنبي لذا تقول لا للذين يستخفون بقضية التأصيل بقوة السلاح. ونميز موقفنا من أولئك وهؤلاء بالدعوة لتأصيل متوازن في حد ذاته ومستصحب لحقائق العصر ومنفتح للتطور والتجديد.
#61558; العلاقات الدولية:
الجبهة الإسلامية القومية تتحدث بلسانين في المجال الدولي فهم أحيانا يتحدثون كأنهم يقبلون الأسرة الدولية وعضويتهم فيها، واحيانا يتحدثون كأن البلاد المسلمين هي وحدها دار الإسلام وما عداها دار حرب تعامل كما يعامل الحزبيون.
نحن نقول بوضوح تام لا لبس فيه إن الإسلام لا يفرض أن تكون علاقات المسلمين بالآخرين حتما عدائية قال تعالى"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم أن الله يحب المقسطين" وأجاز الكتاب والسنة عقد المعاهدات مع الآخرين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، والمبدأ المحكم في هذا المجال هو إن المسلمين عند عهودهم.
نحن نقبل النظام الدولي الراهن ونوافق على مواثيقه ونرى تطويره من داخله ليكون اعدل وافضل. ونرى إن النواة الأولى لهذا النظام الدولي التعاون التكافلي قد اقتبسها الفكر الغربي الوضعي عن طريق صقلية في جنوب أوربا من أصول إسلامية ولدينا ما نوثق به هذه الحقيقة.
ربما بدأ إن رفض ميثاق حقوق الإنسان للعقوبات الشاذة يتنافى مع الحدود الشرعية أن تطبيق الحدود الشرعية كما يمارسه بعض الجلادين شاذ ومناف لحقوق الإنسان. ولكن العقوبات الإسلامية إذا أخذت بضوابطها الشرعية عقوبات رصينة كما أوضحت في كتاب العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الاجتماعي الإسلامي.
لقد دفعت الجبهة الإسلامية القومية نظام "الإنقاذ" في سياسات خارجية عمياء مثل تأييد الانقلاب السوفيتي في أغسطس 1991م ولكن الحديثين الدوليين الذين جسدا اختلافنا أوضح تجسيدهما حرب الخليج الأولى (8-1988) وحرب الخليج الثانية (9-1991) كان موقفنا في الحرب الأولى محكوما بمبدأ إيقاف الاقتتال بين طائفتين من المسلمين، أما الجبهة فقد كانت ترى أن الشيعة في إيران خارج الملة بينما البعث في العراق عاص داخل الملة! لذلك وقفوا بوضوح مع الثاني ضد الأول كانوا يرون الشيعة خارج ملة الإسلام وهذا خطأ ومخالف لموقفنا من حيث المبدأ أما في الحرب الثانية فان الاختلاف كان في عدم تصديهم للعدوان العراقي على الكويت بالحسم المطلوب دفاعا عن الحق ومنعا للعدوان، ومحافظة على مصالح السودان والسودانيين في الخليج.
#61558; أساس الشرعية:
الجبهة الإسلامية القومية قبلت بيعة الزور وشاركت إمام الزور في نظامه، ثم أظهرت بعد الانتفاضة أنها تؤمن بلا تحفظ بنظام الحرية والديمقراطية وامتدحته بأقوى العبارات، ثم انقلبت عليه وأقامت نظاما يقوم على شرعية القهر و الأمر الواقع، هذا يعني أنهم لا يلتمسون أساسا محددا للشرعية، ويفصلون الفتوى بشأن الشرعية حسب الظروف.. إن للإسلام فرائض سياسية إذا لم تتوافر في نظام الحكم فإنه مجرد سطو على رقاب الناس، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من بايع أميرا من غير مشورة المسلمين فلا بيعة له ولا للذي بايعه" "رواه أحمد". ونقول ويقول المفكرون الإسلاميون الصحويون بوضوح تام: الحرية أصل في الإسلام، الإنسان ميزه الله وجعله مسؤولا عن تصرفاته في حدود طاقته، وما دمنا نؤمن بالحساب فلا بد أن نؤمن بداهة بالحرية لأن فكرة الحساب وعدالته تسقطان إذا لم يكن المحاسب حراً "إحسان حتحوت".
الشورى شاملة وهي ملزمة وأصل إسلامي. كما أن التعددية الفكرية والسياسية حق إسلامي.
إن مقالات الإسلاميين في هذا المجال كثيرة وقد تنادى علماء المسلمين ومفكروهم واجتمعوا وأصدروا نداءات واضحة مثل بيانات المجلس الإسلامي العالمي الأربعة الصادرة في عام 1980م إلى عام 1983م. ومقالات رواد الحركة الإسلامية التي نشرها عبد الله النفيسي في 1989م، ونداء الجزائر في 1990م.
إن النظام الديمقراطي هو الشكل المؤسسي للشورى الإسلامية وهو واجب لممارستها وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. الشرط الوحيد المطلوب لإزالة التعارض الممكن بين النظام الديمقراطي والنهج الإسلامي هو أن يلتزم الدستور الديمقراطي بمراعاة المحافظة على مقدسات معينة مثل الامتناع عن أي تشريع يناقض قطعيات الشريعة، أو يعارض حقوق الإنسان، أو ينافي المبادئ والأعراف المطلوب لتوازن المجتمع.
نظام الإنقاذ ككل النظم الشمولية التي سبقته يدرك افتقاره للشرعية ويحاول اكتساب شرعية زائفة كما حاولوا. لذلك أجريت انتخابات في عام 1993م للمجالس، ولاتحاد المزارعين بالجزيرة، ولاتحاد طلاب جامعة الخرطوم.. انتخابات جرت في غيبة الحريات الأساسية وأشرفت عليها لجان غير محايدة، لذلك أمكن تزييفها فهي كإجراءات ديمقراطية لا تساوي شيئا. والنظام لافتقاره للشرعية يخطط الآن لانتخابات لنظامه السياسي ومؤسسات الحكم لتجري في عام 1995م، إنها انتخابات تتم في غيبة حقوق الإنسان وفي غياب الحريات الأساسية، وفي غياب لجنة انتخابات محايدة.. أنها انتخابات زائفة ولا قيمة لها، والموقف الصحيح هو اعتبارها مساحيق يحاول بها النظام القهري إخفاء حقيقته الاستبدادية.
#61558; انفصام الشخصية:
في أواخر عام 1976م دعيت لإلقاء محاضرة على عدد كبيرة من شبان جبهة الميثاق في أحد المعسكرات بطرابلس، كانت المحاضرة عن الإسلام والدولة الحديثة، وقد نشرت في ما بعد ضمن كتاب أحاديث العرب، بعد المحاضرة تناول الشباب ما قلته بالاستفسار والتعليق، وقد أدهشني جدا أن هذا اللفيف من طلبة وخريجي العلوم الحديثة أبدوا اتفاقا عاما في الرأي خلاصته:
أ‌. أن الإسلام مكتف بنصوصه الأصلية غير محتاج لشيء من الفكر الإنساني الآخر، فالفكر الإنساني الآخر إما مطابق لما جاء به الإسلام فهو فضول والأخذ منه تحصيل حاصل، وإما مخالف لنصوص الإسلام فهو باطل والأخذ منه حرام.
ب‌. نظام الدولة الحديثة ومؤسساتها المختلفة والديمقراطية ومؤسساتها لا تعنينا في شيء لأن لنا نظاما إسلاميا هو نظام الشورى والخلافة وهي نظم مختلفة عن نظام الدولة الحديثة وعن النظام الديمقراطي ومؤسساته.
ت‌. قالوا، قال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" وهذا معناه أن ما ركز عليه المحاضر من انشغال بقضايا المعيشة والتنمية يصرفنا عن العبادة وهي مراد الله للإنسان ويجعلنا أشبه ما نكون بالشيوعية بحثا عن المادية والنعيم الدنيوي.
استمعت للتعليقات والاستفسارات وهي في جملتها لا تخرج من هذه التصورات القاصرة. رددت على النقاط الأساسية بما خلاصته:
أولا: إن الملزم لنا اعتقادا هو قطعيات الوحي في الكتاب والسنة. ما عداها من تفاسير واستنباطات اجتهادات بشرية لا يلزمنا اعتقادها.
التجربة الإنسانية ليست خارج إرادة الله فالمجتمع الإنساني بأديانه وأفكاره أكثر أفكارا وتجارب لا مانع من استصحاب النافع منها. كذلك إن الله أودع الطبيعة سننه وهي سنن رؤى لكشافها إلى معرفة الطبيعة وتسخيرها. وما تحقق من معارف في هذا المجال وتقنيات رصيد لكل البشرية.
إن تاريخ أمتنا الإسلامية يدل على تجنب الانكفاء بل الانفتاح على كل تراث الإنسان بصورة واضحة فاستصحبوا كل نافع من فكر وتجارب الآخرين ما لم يناقض قطعيات الوحي.
ثانيا: أما الخلافة ونظامها فإن الإسلام لا يوجب نظام حكم معين.. إن للإسلام فراض سياسية معينة ومقاصد اجتماعية محددة فإذا تحققت هذه الفرائض والمقاصد في أي نظام حكم فهو إسلامي.
إن نظام الخلافة كما مورس في التاريخ الإسلامي أو كما سرده الماوردي وبينه في الأحكام السلطانية تجارب وأفكار تاريخية ليست ملزمة.. الملزم هو الشورى والعدل وسائر الفرائض السياسية الإسلامية، والدولة الحديثة والنظام الديمقراطي أفضل ما يلبي حاجات المسلمين اليوم ويحقق مقاصد الشريعة ما لم يكن فيهما ما يناقض قطعيات الشريعة.
ثالثا: أما العبادة فإن لله يتعبد الخلق بكل مقاصد الشريعة. لذلك فإن مفهوم العبادة في الإسلام لا ينحصر في أداء شعائر الصلاة والصيام. ولكنه يتعداها ليشمل كل مقاصد الشريعة، فإقامة العدل عبادة واستثمار الأرض عبادة.
تلى ذلك نقاش مستفيض، وبدا لي أن الحاضرين اقتنعوا بما سمعوا.. وبعد الاجتماع كتبت للاخوة قادة الجبهة بالخارج أقول لهم إنني لاحظت أن هؤلاء الشبان قد ملكوا فكرا متحجرا جدا لا يتماشى حتى مع مفاهيم ساستهم وقادتهم الذين يتحدثون بلغة أكثر انفتاحا وإدراكا للواقع، ولكن هذه الازدواجية الخطيرة بقيت على حالها في الشرعية، ومفهوم الجهاد بل وحتى الموقف من الدعوة المهدية تجد تصريحاتهم متضاربة وأفكارهم تعبر عن مزاج المستمع إليهم أكثر من تعبيرها عن مواقفهم الأصلية، مما يجعل في صفوف الجبهة الكثير من أمثال الشبان المذكورين أعلاه جنبا إلى جنب مع كوادر تتحدث بلغة الانفتاح على العصر الحديث وتجنب الجمود الفكري والتقليدي.
إن هذه الوصولية السياسية هي التي جعلت الجبهة تضطر دوما لمناقضة مواقفها وجعلتها غير قادرة على توحيد تصريحاتها حول الكثير من الأمور الهامة.. وهي الآن من أسباب انفصام شخصية نظام "الإنقاذ" الذي يحكم السودان.
ختام:
منذ قيام حركة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928م تفرغت منها أو تأثرت بها حركات إسلامية حديثة عديدة في كل أنحاء العالم الإسلامي، الجماعات والحركات التي تفرعت من حركة الإخوان المسلمين أو تأثرت بها واجهت في غالبية الدول الإسلامية قمعا وبطشا.. اللهم إلا في السودان فإنها وجدت ترحيبا وتسامحا ومعاملة كريمة. إنه لمدهش حقا أن يعاملوا الشعب السوداني الذي أكرمهم هذا الإكرام بهذه القسوة حتى كأنهم ينتقمون لاخوتهم بالبطش بالشعب السوداني! أو لعلهم دون قصد يهدون للذين بطشوا بالحركات المماثلة البرهان على صحة أفعالهم!
لقد سلكنا هذا الطريق في السودان على أساس مبدئي، لأنه أقرب إلى هداية الإسلام وألصق بروح التسامح المعهود في السودان وكل إناء بما فيه ينضح!!
كذلك سلكنا هذا الطريق في السودان لإدراكنا أن القهر يهزم ولإدراكنا عبر تجارب تاريخية كثيرة أن القهر يأتي لصاحبه بنتائج عكسية.. القهر يحرق صاحبه مع أول نار يشعلها لإحراق خصمه، لقد حاولنا جاهدين أن نجمع أهل السودان في نهج قومي يتصدى لحل مشاكل البلاد الأساسية.
لقد تساءل كثير من الناس لماذا هذا النهج القومي؟!!
أ‌. السودان وطن يعيش أهله تباينا دينيا وثقافيا وعرقيا وجهويا لا يجدي معه إلا نهج توفيقي.
ب‌. لقد صنعت المهدية للسودان وحدة، ولكنها دفعت في سبيل ذلك ثمنا غاليا ما زلنا نحن حتى يومنا هذا نسدد بعض أقساطه فإن بدا إننا نحاول صنع الوحدة بنفس الأسلوب القديم انفتحت في وجهنا كل الجراح القديمة وفي ظروف مختلفة.
ت‌. الديمقراطية لا تحقق الاستقرار إذا حكمت على أساس القرارات التي يصدرها 51% من النواب..لا بد للديمقراطية أن تراعي المحافظة على بعض القيم العليا وأن تراعي توازنات معينة.
هذه العوامل لها قوتها، وإن نحن أسقطنا واتخذنا نهجا حزبيا متشددا لدفعنا بالبلاد إلى الاستقطاب والتمزق. وحتى إذا اقتنعنا بجدوى التشدد الحزبي، هل كان ممكنا مع عدم وجود أغلبية حزبية؟ بل هل كان ممكنا مع تركيبة القوات المسلحة التي كانت قائمة؟ ومع تدابير الأمن التي كانت متاحة؟ ومع العلاقات الخارجية الإقليمية التي كانت سائدة؟... الهم لا،، إن نهج "الإنقاذ" الحزبي القهقري الذي خالف نهجنا القومي أعطى بفشله الذريع برهانا ساطعا على صحة نهجنا القومي. وبضدها تتبين الأشياء!. إننا كممثلين لأغلبية أهل السودان ولأغلبية مسلمي السودان نطرح اجتهادا مخالفا تماما لاجتهاد الجبهويين متنافرا معه على طرفي نقيض.
لقد خالفنا الجبهويون وخالفوا الأغلبية المسلمة في السودان والأغلبية الوطنية السودانية، وينبغي أن يحسب الإخفاق العظيم الذي حققوه عليهم لا على الإسلام ولا على الحركة الوطنية السودانية.. إن المنبت لا أرضا قطع ولا ماء أبقى.

Post: #52
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-29-2010, 05:39 PM
Parent: #51

الله الرحمن الرحيم
السودان الطريق المسدود والمخرج الممكن

• السودان أكبر قطر أفريقي من حيث المساحة التي تبلغ مليون ميل مربع وله مجموعة من الخصوصيات والصفات التي جعلته فريداً من نوعه.
• أدى الاجتهاد الفكري في المنطقة العربية والإسلامية والصراع بين التراث والفكر والثقافة الوافدين إلى قيام أربعة تيارات فكرية رئيسية هي:
1- تيار شيوعي أو يساري.
2- تيار قومي.
وهذان التياران تراجعا لطائفة من الأسباب الداخلية والخارجية أ÷مها محاولة القفز فوق الواقع وتعجل النتائج.
3- تيار إسلامي: أنقسم إلى ثلاثة اتجاهات رئيسية:-
- اتجاه شبه خارجي يعتبر أصحابه أنفسهم الفرقة الناجية ومستعدون لحسم خلافاتهم مع كل من لا يؤيد موقفهم بالعنف.
- اتجاه تقليدي يعتبر الإسلام حركة ماضويه ويبحث عن كل معضلة في كتب الأقدمين لإيجاد حل لها.
- الاتجاه الذي يري القطعيات ملزمة للمسلم في كل زمان ومكان وما عداها يدرس أيضا للاحاطه دون التزام.
• إن الاتجاهان الأول والثاني يدخلان في طريق مسدود ويتخذان العنف وسيلة لتحقيق الأهداف والعنف كوسيلة وحيدة يجر لهما القمع والإخفاق.
4- تيار ليبرالي: نما واستمد وجواه من عوامل وافده صحبت الاستعمار وكثير منهم صار حرباً على الاستعمار هؤلاء التزموا بالوافد واعتبروا الإسلام قرين التخلف.
• إن الطريق المسدود الآخر هو الذي يسير فيه الذين يتعلقون بالوافد من الخارج بدون تمييز واضح بين النافع ذي القيمة الكلية وإيقافه ، والضار ذي القيمة الذاتية لتجنبه. والحل الممكن في هذا المجال هو فكر صحوي إسلامي يلتزم بالقطعي ورداً ودلالة من نصوص الوحي وبفتح مجال الحوار والتعايش مع الفكر الآخر كله ويستصحب النافع من التراث الإنساني كله.
• التاريخ الإنساني أكد إن النظم التي تقدم علي الإكراه والعصا الغليظة تورث البلاد المعنية حمامات الدم. وتاريخ السودان الحديث تساعد على ذلك. لقد مر السودان بثلاثة نظم ديمقراطية مع فيها من إيجابيات أظهرت العلل الآتية.
• وعلى تفاوت بين الأحزاب كانت الأحزاب مرآة للتخلف الاجتماعي والسياسي الذي تعاني منه أوجه الحياة.
• المزايدات النقابية.
• خلل العلاقة بين القيادة المدنية الشرعية والقوات المسلحة.
• خلل في فهم مبدأ استقلال القضاء.
• عشوائية في ممارسة حرية الصحافة.
• المخرج الممكن هو الاستفادة من دروس الماضي والاعتراف بالمظالم والسلبيات والجلوس في مؤتمر قومي دستوري جامع يضع أساسا تعاقدياً جديداً للكيان السوداني.
المخرج الممكن هو الاستفادة من دروس الماضي والاعتراف بالمظالم والسلبيات والجلوس في مؤتمر قومي دستوري جامع يضع أساساً تعاقدياً جديداً للكيان السوداني


يتبع

Post: #53
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-29-2010, 05:41 PM
Parent: #52

لقد اتخذ النظام السوداني الحالي إجراءات سياسية جديدة في 1992م أدت لاتخاذ ميثاق نص ميثاقه على أن يقوم نظامنا السياسي على أعلا قيم الحق والحرية الكرامة) هذا نص أصدره النظام وأهل السودان يعيشون واقعا مختلفاً علي يديه ... أما المؤتمرات الشعبية المستمدة من التجربة الليبية والتي تقوم علي نظام هرمي دون مراعاة لظروف السودان، وما دام المواطن الذي يراد له ألم بالتجمع في الفائدة لا احترام لحقوقه ولحرياته الأساسية فكيف تكون اجتماعات التصعيد حرة.. أما المجلس الوطني الانتقالي فيكفي أنه كله بالتعيين ولا يمكن إدعاء أنه ينوب عن الشعب أو يمثله.
كل هذه التصرفات خطي في طرق مسدودة والطريق الصحيح هو إقرار الالتزام بحقوق الإنسان وبالحريات الأساسية وبحتمية الديمقراطية والاستفادة من تجارب السودان الماضية كلها ودعوة الأطراف السودانية كلها إلى اجتماع شامل للاتفاق على نظام يكفل حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ويحول دون المنكرين كالفوضى والاستبداد.
• المسألة الاقتصادية:
قام الاقتصاد السوداني على أسس رأس مالية بها معالم اشتراكية معتدلة وصلت درجة ا.............. في فترة جعفر نميري ومنذ حين ارتفع شعار الاقتصاد الإسلامي ولكن لا يمكن القول إن هناك نظرية اقتصاد إسلامي كاملة صالحة للتطبيق الآن.
• كان الاقتصاد السوداني مجديا في 1969م ويحقق توازناً داخلياً بين الإيرادات والمصروفات، بعدها جرد النظام المايوي السودان من جدولة الاقتصادية وفي السنوات التي تلت مايو(4سنوات) الحكم الديمقراطي كانت محاولة لاسترداد جدوى الاقتصاد الوطني السوداني. نصح صندوق النقد الدولي السودان بتبني سياسات السوق الحر والتي لا يمكن تبنيها دون توافر شرطان الأول اتفاق داخلي قائم على خطة مدروسة مقبولة للجهات الفاعلة في المجال الاجتماعي والثاني اتفاق خارجي يحمي الاقتصاد الوطني من أعباء الدين الخارجي.
• الآن يعاني الاقتصاد السوداني من:-
1- اختلال في التوازن الداخلي
2- اختلال في التوازن الخارجي
3- مديونية خارجية.
4- تدني الإنتاج.
5- العجز الداخلي والخارجي.
6- عدم الثقة بالاقتصاد الوطني.
القرار بشأن اقتصاد السوق الحر لا يمكن أن تتخذه شريحة سياسية واحدة بل أن تدرسه وتتخذه الإرادة السياسية السودانية القومية وتستعد لتبعاته.
• المسألة الخارجية:-
- الدرس المستفاد عبر تاريخنا الحديث من التعامل مع الوجود الآخر الدولي هو أن العداء والقطيعة التامة في ظروف عصرنا عسيرة لدرجة الاستحالة، أما الامتثال للوجود الآخر الدولي فهو مرفوض تراثيا وشعبيا.
- تطور النظام الدولي إلى الأمم المتحدة التي طورت مواثيقها وفي أوائل التسعينات عقب انتهاء الحرب الباردة تغيرت موازين القوي عالمياً ولكن لعوامل كثيرة سيجد الذين يسعون الهيمنة الدولية مزيدا من المقاومة. أما نحن فأمامنا خيارات محدودة وهي:-
• الامتثال لهيمنة القوي الدولية الغالبة، وهذه خيانة.
• التقوقع في وجه الواقع الدولي الغالية، وهذه خيانه.
• استبدال النظام العالمي الحالي بنظام آخر، وهذا لا يكون إلا نتيجة حرب عالمية جديدة وهذه لا تطولها قدراتنا وفيما يقابل هذا فما يناسب أهدافنا ومصالحنا هو العمل على تطوير نظام الأمم المتحدة والالتزام القوي بالمواثيق والشرعية الدولية وتنمية التعاون الدولي في المجالات كلها وعبر نشاط الأمم المتحدة.
- الدرس المستفاد من تجربة السودان الدبلوماسية في العهود الديمقراطية هو الأتي:
• الحرص علي سيادة البلاد الوطنية.
• مراعاة الانتماء العربي والأفريقي والإسلامي للسودان في شكل موزون.
• تجنب الدخول في محاور، والسعي داخل الأسرة العربية والأفريقية والإسلامية لمزيد من التضامن.
إن في السودان وعيا فكرياً وسياسياً وتراثياً تسامحياً في د يتداركان السودان فتجتمع كلمة أهلة سلمياً قبل فوات الأوان لتجنب هذه الطرق المسدودة والاتفاق قومياً وديمقراطياً على المخرج الممكن.
وإذا نحن الممنا بفكر الصحوة الإسلامية المعاصرة وأدركنا الفكر الإنساني الصاعد اليوم، وعلمنا بموجبة المستقبل في عالمنا العربي والأفريقي، حافظنا على خير ما في التجربة السودانية الحديثة، وما اختلفنا ول ما هيه الطرق المسدودة لتجنبها، وحقيقة المخارج الممكنة لاقتحامها حقا السنة الخلق أقلام الحق: وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون.

Post: #54
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-29-2010, 05:42 PM
Parent: #53

الديمقراطية المستدامة

Post: #55
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-29-2010, 05:43 PM
Parent: #54

مقدمة:

الحضارات الانسانية الكبرى: الفرعونية، والكلدانية، والسومرية، والبابلية، والاشورية، والفينيقية، والصينية، والفارسية، والهندية، واليونانية، والرومانية .. والاديان العالمية الكبرى: الهندوسية، والبوذية، والكنفوشية، واليهودية، والمسيحية .. هى التى عمرت ونورت الربع المعمور من العالم القديم واورثته قيمة الحضارية، وفلسفاته، واديانه، ونظمه السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية التى سادت لخمسة آلاف عاما حتى القرن السابع الميلادى.

منذ القرن الميلادى حتى القرن السابع عشر أى لمدة الف عام هيمنت على العالم المعمور الحضارة الاسلامية العربية والاسلامية التركية والاسلامية الفارسية والاسلامية الهندية.

منذ القرن التاسع عشر الميلادى حدثت فى الغرب ثلاث طفرات هامة هى:

ثورة سياسية ادت الى بلورة الدولة القومية منذ 1684م.
ثورة ثقافية حققت عصر النهضة الذى بلغ مداه فى القرن الثامن عشر.
ثورة اقتصادية هى الثورة الصناعية بلغت مداها فى القرن التاسع عشر.
هذه الثورات ادت الى تقويض المجتمع التقليدى القديم وادت الى حرية البحث العملى والتكنولوجى بصورة لم يعهد الانسان مثلها فى تاريخه. وادت الى قفزة نوعية فى قدرات الانسان الانتاجية، وقدراته فى الاتصال والمواصلات. وادت الى تطوير نظام سياسى حقق لاول مرة التداول السلمى للسلطة، واخضاع القوات المسلحة للقرار المدنى وكفالة حقوق الانسان وحرياته الاساسية. أى ادت الى قيام النظام الديمقراطى.

العالم الغير غربى وقف فى الحال الحضارى والاجتماعى الذى كان سائدا فى العالم قبل الطفرات الثلاث التى شهدها الغرب فحقق بها الحضارة الغربية الحديثة.


يتبع

Post: #56
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-29-2010, 05:46 PM
Parent: #55

الحضارة الغربية الحديثة ابطلت مفاهيم ونظم العالم القديم فى الغرب نفسه وواجهت الاجزاء الاخرى من العالم وحضاراتها ونظمها الموروثة بمفاهيم ونظم وقدرات لا قبل لها بها فاخضعتها لها اخضاعا تاما عن طريق الاستعمار واقامت فيها الامبراطوريات الاوربية الحديثة: البريطانية، والفرنسية، والالمانية، والهولندية، والاسبانية، والبرتغالية.

ونتيجة لتطورات معينة داخل الامبراطوريات، ونتيجة للصراع فيما بينها، ونتيجة للنزاع بين المستعمرين والشعوب المغلوبة، تراجعت الامبراطوريات لتخلفها الدول المستقلة الجديدة فى اسيا، وافريقيا، وامريكا اللاتينية، وجزر الهند الغربية.

كانت اجراءات انتقال السلطة من الايدى الاستعمارية الى الايدى الوطنية فى الغالب سلمية. وكانت نظم الحكم الانتقالية ثم المستقلة فى الغالب مصممة قياسا على نظام الحكم فى الوطن الام أى ديمقراطية.

القواعد الخمسة:

الديمقراطية فى الغرب تنامت ثم نضجت عبر اكثر من قرن من الزمان. وسبقتها او تزامنت معها الثورات الثلاث: السياسية، والثقافية، والاقتصادية. لكنها فى التربة الاسيوية والافريقية غرست بصورة فوقية ودون ان تسبقها او تتزامن معها الثورات السياسية، والثقافية، والاقتصادية. هذه الحقيقة تفسر لنا الى حد كبير لماذا تعثرت الديمقراطية فى بلدان آسيا وافريقيا.

القاعدة الاولى التى يجوز لنا استنتاجها هى: الديمقراطية فى الدول التى كانت مستعمرة نظام وافد وقد طبق دون ان تسبقه او تصحبه المقدمات السياسية، والثقافية، والاقتصادية كما كان الحال فى الغرب. مشاكل غرس الديمقراطية، صحبتها مشاكل تخلف الانتماء القومى وضعفه امام انتماءات طائفية، وقبلية، وجهوية فانعكس ذلك سلبا على استقرار الحكم.

القاعدة الثانية: عدم استقرار الحكم فى ظروف الحرب الباردة التى تمددت آثارها فى كل مكان فى الفترة ما بين 48 – 1991 جعل بلدان العالم الثالث عرضة لتدخلات اجنبية من المعسكر الشرقى او الغربى. عثرات الديمقراطية، وعدم استقرار الحكم، والتدخلات الاجنبية ادت فى اكثرية بلدان العالم الثالث الى وقوع انقلابات عسكرية او مدنية غيرت نظم الحكم الديمقراطية الى نظم اوتقراطية ذات انتماء واضح لاحد طرفى الحرب الباردة.. هذه قاعدة ثانية.

القاعدة الثالثة: ولكن بصرف النظر عن عوامل الحرب الباردة، فان هشاشة التكوين القومى للبلدان المعنية، ورخاوة مؤسسات الدولة الحديثة فيها، وتقاصر قدراتها الاقتصادية عن تلبية ضرورات الحياة، وهى من اعراض الاقدام على الديمقراطية قبل ان تسبقها المقدمات المذكورة سابقا، عوامل فاعلة فى تعرية النظم الديمقراطية واغراء البدائل الاتوقراطية لبسط سلطانها.

دراسة تاريخ الانقلابات العسكرية او المدنية والنظم الاتوقراطية التى اقامتها فى آسيا، وافريقيا، وامريكا اللاتينية تفصح عن الحقائق الاتية:

الانقلابات العسكرية والنظم الاوتقراطية التى تقيمها صالحة كوسائل احتجاج على قصور النظم الديمقراطية، وصالحة كوسائل للتعبير عن الاهداف الوطنية المنشودة، وصالحة للتعبير عن تطلعات النخب الفكرية والسياسية الحديثة.
النظم الاوتقراطية صالحة فى اقامة شكل مستقر للحكم مدافع عن الاستقرار بوسائل حديثة مستمدة من احكام واجهزة الدولة البوليسية كما اتقنها فى اليمين موسيلينى وفى اليسار ستالين.
اذا كنا ذكرنا ان الديمقراطية وافدة فان الاوتوقراطية ايضا وافدة وان اتفقت مع بعض النظم التقليدية فى نفي الرأى الاخر.
سجلت الاوتوقراطية اخفاقا ملموسا فى اربعة مجالات هى:
اخفاق فى مهمة البناء القوى للبلاد لانها تحاول القفز فوق الواقع تدفع الرأى الاخر والولاءات التقليدية الى استقطاب حاد يجعل الاختلافات عداوات.
اخفاق فى بناء الدولة الحديثة لأنها تجعل مؤسسات الدولة كالخدمة المدنية، والقضاء وغيرها ادوات لسلطانها فتفرغها من محتواها الوظيفى وتحاول جعلها روافد لحزب السلطة.
هنالك علاقة تلازم بين الديمبقراطية والتنمية فاغنى بلدان العالم ديمقراطية وافقر بلدان العالم اوتقراطية. وفى عام 1993 نشرت مجلة الايكونمست Economist دراسة احصت دول العالم ونظمها ومستواها التنموى واثبتت تلازما واضحا بين درجة الديمقراطية والمستوى التنموى. هذا التلازم منطقى لان من شروط التنمية احترام قوانين الاقتصاد واقامة العلاقات الاقتصادية مع العالم على اسس موضوعية. هذا الشرطان تهدمهما الاوتقراطية وتكفلهما الديمكقراطية.
الاوتقراطية تهزم نفسها لانها تنطلق من استخدام القوات المسلحة اداة للسلطة. والقوات المسلحة كفاءتها فى انضباطها وتدريبها فاذا اقحمت فى مجال السياسة فرطت فى ذلك وترهلت مثلما حدث للمشير عبد الحكيم عامر 1967، وجيش كولونيلات اليونان 1980، وجيش الارجنتين 1981، وجيش عمر البشير الان. الاوتقراطية تقوم على الكفاءة العسكرية ولكنها حتما تستنزفها.
القاعدة الرابعة: مهما كان اخفاق التجارب الديمقراطية، فان التجارب الاوتقراطية اكثر اخفاقا وهى الى ذلك اكثر خطورة لسببين هما:

زيادة حدة المشاكل الوطنية وتحويل الاختلاف حولها الى عداوات وفتح الباب لتمزيق الوطن.
ابطال الضبط والربط فى القوات المسلحة يودى بكفاءتها ويبطل دورها الاساسى كصمام امان لوحدة الوطن وسيادته.
القاعدة الخامسة: اعداء الديمقراطية فى اوربا ركزوا على سلبياتها داعين لبدائل يمينية ويسارية لها .. قال خرتشوف: التاريخ معنا وسوف ندفنكم! لكن الديمقراطية اثبتت انها مع سلبياتها قادرة على هزيمة النازية فى الحرب الساخنة وهزيمة الشيوعية فى الحرب الباردة. قال تشرشل: الديمقراطية اسوا نظام اذا استثنينا النظم الاخرى (أى انها الافضل اذا قورنت بغيرها). لقد ركز اعداء الديمقراطية فى العالم الثالث من دكتاتوريين، واوتقراطين، وشمولين، ومستبدين، وجلادين، على اخفاقاتها لكى يفسحوا المجال لنظمهم البديلة. ولكن الاستقراء التاريخى يثبت ان نظمهم اكثر اخفاقا وخطرا على مصالح الشعوب والاوطان.

عتبت على سلم فلما هجرته وجربت اقواما بكيت على سلم!


يتبع

Post: #58
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-29-2010, 05:50 PM
Parent: #56

البندول الحزين

إن الفرق الأوضح بين الديمقراطية والديكتاتورية في كون الأولى نظام يقوم على احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، ويسمح لجميع الآراء أن تعبر عن نفسها، وللشعب أن يختار من يحكمه. بينما الثانية تقيم نظاما يصادر تلك الحريات والحقوق ويستند على الدولة البوليسية، ليدعم اسمتراريته في الحكم ويحمي نفسه من الرأي الآخر. في هذا الصدد لا يختلف اثنان أن الديمقراطية أفضل من الديكتاتورية. ولكن، وفي بقية الأوجه نشأ جدل بين النخب المثقفة حول النظام الأفضل للحكم في بلداننا، وشاعت عند العديدين مقولة: المستبد العادل، الذي يستطيع أن يتجاوز فوضى الديمقراطية، ويقيم بالقوة النظام الذي يحقق الإنجاز الوطني في جميع المجالات التنموية والتأصيلية وغيرها.

الدكتاتوريات السودانية تحاول إلقاء اللوم على الديمقراطيات السودانية. الحقيقة هي أن عمر الديمقراطيات اقل من عشر سنوات منذ الاستقلال بينما عمر الدكتاتوريات اكثر من ثلاثين سنة، ويمكن تقديم البرهان أن تخريب السودان من صنع الدكتاتورية الثانية والثالثة عبر حكمهما الذي زاد عن ربع قرن. لقد أوضحت في كتابي "الديمقراطية في السودان راجحة وعائدة" أن النظم الاوتقراطية الثلاثة تردت من الأقل سوءا إلى الأسوأ. بينما تدرجت النظم الديمقراطية الثلاثة من الحسن إلى الأحسن. وأوضحت أننا إذا أخذنا الأداء في مجالات: التأصيل التشريعي، والسلام، والاقتصاد، والعلاقات الخارجية مقياسا فإن أداء الديمقراطيات كان متفوقا.2

عدد كبير من البلدان الافريقية شهد تأرجحا حزينا بين نظام ديمقراطى لبرالى يستمر لفترة من الزمان ثم تنقلب عليه القوات المسلحة فتحكم لفترة اطول ثم يطاح ليعقبها نظام ديمقراطى وهكذا دواليك.

هكذا كان الحال فى اكبر بلدين فى افريقيا من حيث عدد السكان نيجيريا ومن حيث مساحة الارض السودان.

لقد تعاقب على البلدين ستة نظم حكم ثلاثتها مدنية والاخرى عسكرية.

الدرس المستفاد من التاريخ السياسى لهذين البلدين هو ان النظم الديمقراطية وان تفاوتت فى ادائها تجد نفسها محاصرة بهشاشة التكوين القومى، وضعف مؤسسات الدولة الحديثة، وتعاظم المطالب الاقتصادية، وتجد ايديها مغلولة بقيود دستورية وقانونية فيضعف اداؤها ويعصف بها الانقلابيون.

النظم الاوتقراطية تستطيع فور استيلائها على السلطة كسر القيود الدستورية والقانونية واسكات الاصوات الاخرى واقامة دولة بوليسية. ولكن هذا الاستقرار الظاهرى لا يحل القضايا الوطنية بل يزيدها تأزما.

الاخفاقات والقهر يولدان انفجارا يطيح بالنظام عاجلا او اجلا.

النظم الاوتقراطية تحقق الاستقرار الظاهرى بثمن باهظ جدا لانها تفتح جبهة قتالية مع شعبها على حد تعبير امين هويدى. هذا الاستقرار الظاهرى الباهظ الثمن يتربع فوق بركان يعصف به وان طال الامد كما حدث لنظام جعفر نميرى ونظام سياد برى.

ويقام النظام الديمقراطى على انقاض العهد المباد.

هذه الظاهرة البندولية صحبت نظم الحكم فى كثير من البلدان الافريقية وتصورها تجربتا السودان ونيجيريا اصدق تصوير. الظاهرة البندولية واكبت الحرب الباردة واستمرت حتى يومنا هذا ففى النيجر، وقامبيا، وسيراليون انقلب القوات المسلحة على حكومات منتخبة فى الاعوام: 1992، 1995، 1997.

السودان من اغنى واعمق البلدان العربية والافريقية تجارب فى التعامل مع الديمقراطية والاوتقراطية، ومع مغامرات اليسار واليمين، ومع الحرب الاهلية، ومع مقاومة الاستبداد.

هذه التجارب الحلوة والمرة تجعل السودان من اكثر البلدان خبرة ذميمة فى اقامة الدولة البوليسية والمحافظة عليها وحميدة فى اقامة الديمقراطية والمحافظة عليها.

نعم الديمقراطية هي النظام الذي يوفر احترام حقوق الإنسان وحرياته العامة، ونعم هي النظام الأفضل في كل ملفات الإنجاز الوطني، ولكن الديمقراطية في بلداننا تحمل بذور فنائها في جبتها وتتسبب في الظاهرة البندولية الحزينة. نعرض هنا لمشاكل الديمقراطية ومعوقات الأداء الديمقراطي، ثم نخلص إلى المعادلة الحل: الديمقراطية المستدامة بصفتها دواء دائنا المزمن: عدم الاستقرار السياسي ، فالتجارب السودانية تؤهل شعب السودان لفك هذه الطلاسم واكتشاف معادلة تحقق الديمقراطية وتحافظ عليها وتوقف هذا البندول الحزين.

Post: #59
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: بكرى ابوبكر
Date: 10-29-2010, 05:55 PM
Parent: #58

SADIQ AL MAHDI
Sudan Table of Contents
In June 1986, Sadiq al Mahdi formed a coalition government with the Umma, the DUP, the NIF, and four southern parties. Unfortunately, however, Sadiq proved to be a weak leader and incapable of governing Sudan. Party factionalism, corruption, personal rivalries, scandals, and political instability characterized the Sadiq regime. After less than a year in office, Sadiq al Mahdi dismissed the government because it had failed to draft a new penal code to replace the sharia, reach an agreement with the IMF, end the civil war in the south, or devise a scheme to attract remittances from Sudanese expatriates. To retain the support of the DUP and the southern political parties, Sadiq formed another ineffective coalition government.

Instead of removing the ministers who had been associated with the failures of the first coalition government, Sadiq al Mahdi retained thirteen of them, of whom eleven kept their previous portfolios. As a result, many Sudanese rejected the second coalition government as being a replica of the first. To make matters worse, Sadiq and DUP leader Mirghani signed an inadequate memorandum of understanding that fixed the new government's priorities as affirming the application of the sharia to Muslims, consolidating the Islamic banking system, and changing the national flag and national emblem. Furthermore, the memorandum directed the government to remove Nimeiri's name from all institutions and dismiss all officials appointed by Nimeiri to serve in international and regional organizations. As expected, antigovernment elements criticized the memorandum for not mentioning the civil war, famine, or the country's disintegrating social and economic conditions.

In August 1987, the DUP brought down the government because Sadiq al Mahdi opposed the appointment of a DUP member, Ahmad as Sayid, to the Supreme Commission. For the next nine months, Sadiq and Mirghani failed to agree on the composition of another coalition government. During this period, Sadiq moved closer to the NIF. However, the NIF refused to join a coalition government that included leftist elements. Moreover, Turabi indicated that the formation of a coalition government would depend on numerous factors, the most important of which were the resignation or dismissal of those serving in senior positions in the central and regional governments, the lifting of the state of emergency reimposed in July 1987, and the continuation of the Constituent Assembly.

Because of the endless debate over these issues, it was not until May 15, 1988, that a new coalition government emerged headed by Sadiq al Mahdi. Members of this coalition included the Umma, the DUP, the NIF, and some southern parties. As in the past, however, the coalition quickly disintegrated because of political bickering among its members. Major disagreements included the NIF's demand that it be given the post of commissioner of Khartoum, the inability to establish criteria for the selection of regional governors, and the NIF's opposition to the replacement of senior military officers and the chief of staff of the executive branch.

In November 1988, another more explosive political issue emerged when Mirghani and the SPLM signed an agreement in Addis Ababa that included provisions for a cease-fire, the freezing of the sharia, the lifting of the state of emergency, and the abolition of all foreign political and military pacts. The two sides also proposed to convene a constitutional conference to decide Sudan's political future. The NIF opposed this agreement because of its stand on the sharia. When the government refused to support the agreement, the DUP withdrew from the coalition. Shortly thereafter armed forces commander in chief Lieutenant General Fathi Ahmad Ali presented an ultimatum, signed by 150 senior military officers, to Sadiq al Mahdi demanding that he make the coalition government more representative and that he announce terms for ending the civil war.

On March 11, 1989, Sadiq al Mahdi responded to this pressure by dissolving the government. The new coalition had included the Umma, the DUP, and representatives of southern parties and the trade unions. The NIF refused to join the coalition because it was not committed to enforcing the sharia. Sadiq claimed his new government was committed to ending the southern civil war by implementing the November 1988 DUP-SPLM agreement. He also promised to mobilize government resources to bring food relief to famine areas, reduce the government's international debt, and build a national political consensus. Sadiq's inability to live up to these promises eventually caused his downfall. On June 30, 1989, Colonel (later Lieutenant General) Umar Hassan Ahmad al Bashir overthrew Sadiq and established the Revolutionary Command Council for National Salvation to rule Sudan. Bashir's commitment to imposing the sharia on the non-Muslim south and to seeking a military victory over the SPLA, however, seemed likely to keep the country divided for the foreseeable future and hamper resolution of the same problems faced by Sadiq al Mahdi. Moreover, the emergence of the NIF as a political force made compromise with the south more unlikely.


Source: U.S. Library of Congress

Post: #60
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: بكرى ابوبكر
Date: 10-29-2010, 05:59 PM
Parent: #59

Former Sudanese Prime Minister Sadiq al-Mahdi would accept South Sudan independence
Written by The New Sudan Vision (NSV), www.newsudanvision.com
Thursday, 03 September 2009 12:47


Former Sudanese Prime Minister and Umma party leader Sadig Al-Mahdi is on a four-day tour of south Sudan capital to attend the Juba Conference. Photo by Al Ahram Weekly.
(Juba NSV) - Sadiq al-Mahdi arrived in Juba on Thursday to partake in the upcoming Juba Conference convened by the SPLM to host all Sudan political parties to discuss the implementation of the CPA in the remaining years of the interim period.

The Umma party leader said he would sign an accord with the SPLM, the ruling party in southern Sudan ahead of the general election in April of next year and said he would respect South Sudan’s decision if it chooses separation in the 2011 referendum.
"We have come with a specific programme to discuss with the SPLM the terms for a just Sudan, that we believe will attract our citizens
, our brothers and sisters in the south to support unity," Mahdi told reporters at Juba airport.
"We are going to discuss the terms of co-existence, if our brothers and sisters in the south opt for independence, what will be the special, fraternal relationship between our two successor states," said Mahdi.
He also warned the NCP not to inject politics regarding an eventual south Sudan independence.
"It is going to be counter-productive in the national interest if we play politics with self-determination.”
Mahdi will be in Juba for four days and in that time, he hopes to sign a “memorandum of understanding” with the SPLM


Post: #61
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: نيازي مصطفى
Date: 10-29-2010, 06:48 PM
Parent: #60

يا بكري شن جاب الصادق الهادي للصادق المهدي

Post: #62
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-29-2010, 07:17 PM
Parent: #61

قال لمن هتف لا نصادق الا الصادق قولوا لا نصادق الا صادق

Post: #63
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: محمد صلاح الدين عنقرا
Date: 10-29-2010, 10:50 PM
Parent: #62

Quote: لا نصادق الا صادق


تسلم ياحبيب على السرد الرائع

الله اكبر ولله الحمد

Post: #64
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-30-2010, 07:15 AM
Parent: #63

مرحب بالحبيب محمد حفيد الامير


الله اكبر ولله الحمد

Post: #65
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-30-2010, 09:04 AM
Parent: #64

الله اكبر ولله الحمد

Post: #149
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: محمد صلاح الدين عنقرا
Date: 11-05-2010, 11:54 PM
Parent: #63

يسألونك عن الوسطية - الصادق المهدى
الوسطية هي الاعتدال في كل أمور الحياة من تصورات ومناهج ومواقف ، وهي تحر متواصل للصواب في التوجهات والاختيارات ، فالوسطية ليست مجرد موقف بين التشدد والانحلال بل هي منهج فكري وموقف أخلاقي وسلوكي ، كما ذكر القرآن :" وابتغ فيما ءاتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين " حيث تشير تلك الآية إلى أهمية الوسطية وتحقيق التوازن في الحياة . ومرجع الوسطية إلى الشرع فما وافق الشرع فهو الوسط فالتشدد في محله وسطية والرفق في محله وسطا كذلك.[من صاحب هذا الرأي؟]
------------------------
لكل شيء في الحسّيات طرفين ووسطا، فإذا أمسك بأحد الطرفين مال الآخر، وإذا أمسك بالوسط اعتدل الطرفان
-----------------------
هذا المفهوم نقل من الحسيات إلى المعنويات، ففي تناول الأمور يرد الإفراط أي تجاوز القدر من الأمور، ويرد التفريط أي التقصير، وبين الإفراط والتفريط يكون التوسط. إذن الوسطية هي المنهج الوسط بين الأفراط والتفريط. وصف الإسلام نفسه بالوسطية في كل أمره وهو كذلك ـ مثلا ـ عقائد البشر في الغيبيات تقوم في حد منها على تعددية الآلهة وفي الحد الآخر تقوم على وحدة الوجود. الإسلام يقوم على الإله الواحد والكون أي ثنائية الوجود . ويقول قوم: اللاهوتية مطلقة، أي أن الإنسان مجرد متلق، ويقول آخرون بناسوتية مطلقة أي أنه مؤلف كل شيء. الإسلام يقوم على توفيق لطيف بين اللاهوت والناسوت، أي بين الوحي والعقل. ومن النحل ما هو فرداني ومنها ما هو جماعي، ويقوم الإسلام على توفيق لطيف بين الفردانية والجماعية، وفي الأخلاق يقوم الإسلام على أن خير الأمور أوسطها. آيات كتاب الله تنطق بهذه الوسطية في القضايا المختلفة وتصف بها أمة الإسلام (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا)*. الوسطية هي نسيج الإسلام وهي منهجه، فماذا تقول الوسطية في أمر أهم القضايا التي تواجه المسلم اليوم؟

فيما يلي أبين الجواب متناولا أهم تسع قضايا.

أولا: التعامل مع الوافد من الماضي

الوافد من الماضي قسمان وحي واجتهاد بشري في فهم نصوصه. قال المقلدون إن السلف قد انبروا لنصوص الوحي وبوسائل الاجتهاد الصحيحة من قياس وإجماع استنبطوا المبادئ والاحكام فصارت ملزمة للكافة. وقال المعطلون إن الزمن قد تجاوز رسالة الإسلام، ولكي ننهض فإن علينا أن نتمسك بالحضارة الحديثة لأنها تمثل مستقبل الإنسانية. الموقف الوسطي الصحيح هو أن القطعي، ورودا ودلالة من حقائق الوحي، ملزم للكافة ولكن بعض مفردات الوحي ظنية الورود كما في أغلب السنة وبعضها ظنية الدلالة كما في القرآن والسنة. ونصوص الوحي نفسها توجب على الناس تدبرها معتبرين المقاصد ومستخدمين الحكمة، والعقل، والمنفعة، والإلهام، والسياسة الشرعية، ما يمكننا من التوفيق بين التزامنا بقطعيات الوحي واستصحاب المستجدات.

ثانيا: التعامل مع الوافد من الخارج

المنكفئون يرون أن هدينا يشمل كل شيء وأنه قائم بذاته لا يحتاج لسواه. والمستلبون يرون عكس ذلك تماما. ولكن الموقف الوسطي السليم هو ان كتابنا المسطور نفسه وسنة النبي، صلى الله عليه وسلم، يؤكدان وجود إخاء إنساني وإخاء كتابي يفتح باب مقارنة ومقاربة ويؤكدان أن الكون نفسه كتاب منشور أودعه الله سننا: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ)* والإنسانية مكلفة باكتشاف تلك السنن لمعرفتها وتسخيرها. وأنه تكليف للإنسان كل الإنسان مهما اخلتفت ملله ونحله وينبغي تبادل المعرفة بها وبوسائل تسخيرها بين الناس أجمعين.

ثالثا: اختلافات أهل القبلة

واقع الحال هو أن أهل القبلة مختلفون فرقا ومذاهب واجتهادات. بعض أهل القبلة ينطلق من عبارة الفرقة الناجية ويدعيها لنفسه ومن نصوص قرآنية معينة يخرجها من سياقها وعلى أساسها يصدر أحكام التكفير للفرق والمذاهب الأخرى. أهل الشهادة بموجبها أمة واحدة وهنالك قطعيات يؤمنون بها جميعا ويختلفون فيما عداها.

اختلافات أهل القبلة نوعان: نوع اختلاف اجتهادي له ما يبرره واختلاف اجتهادي قائم على سوء الفهم. هذا النوع ينبغي أن يجري فيه حوار جاد لتوسيع دائرة الوفاق. ونوع من اختلاف يصعب تجاوزه. هذا النوع ينبغي أن يعذر الجميع بعضهم فيما اختلفوا فيه. الواجب على علماء الأمة ومفكريها إجلاء هذه الأمور وإصدار نداء المهتدين المؤسس لإخائهم.

رابعا: الموقف من الإصلاح السياسي

الشورى هي ديمقراطية مرتبطة بسقف شرعي. والديمقراطية هي شورى مرتبطة بمؤسسات تضبطها والإثنان يتفقان على أربعة مبادئ: المشاركة ـ المساءلة ـ الشفافية ـ سيادة حكم القانون. هذه المبادئ هي المطلوبة للحكم الراشد. والوسطية تؤمن بالحكم الراشد وتعمل لتحقيقه بحيث تصير النظم الملكية ملكية دستورية والنظم الجمهورية جمهورية ديمقراطية.

خامسا: الإصلاح الاقتصادي

التنمية البشرية التي تحقق نموا اقتصاديا وتوفيرا للخدمات الاجتماعية وتوزيعا عادلا للثروة هدف إسلامي مثلما هو هدف إنساني والوسطية تتطلع لها وتعمل على تحقيقها.

سادسا: العلاقة مع الآخر الملي والدولي

الإسلام يعترف بالتعددية الدينية والدولية والفهم الهجومي المقترن بجهاد الطلب فهم انتقائي لأحكام الإسلام (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)* والإسلام يوجب الالتزام بالعهود مهما اختلفت العقائد. قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة الكفر والإيمان فيهن سواء من عاهدته أوفى بعهده مؤمنا كان أو كافرا، واجبنا التسامح والتعايش مع الملل الأخرى على أساس المعاملة بالمثل، كما أن علينا التعاون مع الدول الملتزمة بالعدالة والسلام. ولكن المعتدين والمحتلين فإن الواجب الديني والقانوني هو التصدي لهم ) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ )*

سابعا: الإرهاب

عبارة إرهاب ترجمة غير صحيحة للمعنى، والصحيح هو الإرعاب. العنف في الإسلام له ضوابط هي أن يوجه ضد الظلم والعدوان وألا يطول الأبرياء. الإسلام براء من إرعاب خال من هذه الضوابط.

ثامنا: العلمانية

العلمانية اشتقاق على غير قياس من العالم وهي نحلة ترى أن الحقيقة مستمدة من عالم الشهادة وحده أي العالم الزماني المكاني. العلمانية بهذا الفهم تناقض الدين. ولكن التجربة زحزحت العلمانية من هذا الفهم المتعدي. العلمانية المعتدلة تلتقي مع الوسطية في كفالة حرية الاديان، وكفالة حقوق المواطنة للكافة، والتناوب السلمي على السلطة عبر انتخابات حرة.

تاسعا: العولمة

العولمة تمثل حلقة جديدة من انجاز الإنسان نتيجة لثورة المعلومات والاتصالات والسوق الحر. ولكن في الظروف الحالية في العالم فإن القوة الاقتصادية والاستراتيجية والإعلامية جيرت العولمة لصالح الولايات المتحدة فصيرتها أمركة. الوسطية توجب التعامل الإيجابي مع العولمة والاحتماء من الأمركة والحرص على الخصوصية الثقافية.

هكذا فإن منهج الوسطية يسعفنا في التعامل مع هذه القضايا الهامة وغيرها والنتيجة دعوة للتحرير من التقليد، ومن الاستلاب، ومن الهيمنة الاجنبية، ومن الحكم الاستبدادي.

هذا الموقف الواضح لم يمنع آخرين جيروا الوسطية لصالح قبول الاستبداد داخليا. هذه الوسطية السلطانية ولصالح التعايش مع الاحتلال والهيمنة هذه الوسطية الاستسلامية وكلاهما انحراف بالوسطية عن مقاصدها.

في الأسبوع الأخير من شهر أبريل عقد المنتدى الثاني للوسطية للفكر والثقافة مؤتمرا شاركت فيه وأمّه ستون عالما ومفكرا من عدد من البلدان قدموا ثلاثين بحثا ودراسة تدارسوها ثلاثة أيام بحرية وجدية.

وفي نهاية هذا الجهد الذي رعاه الأردن ملكا وحكومة وشعبا صدرت توصيات كعادة المؤتمرات ولكن الفرق في هذه المرة أن المؤتمر انتخب لجنة كلفها إعداد وثيقة مرجعية لفكر الوسطية وإعداد نظام أساسي لتكوين منتدى عالمي للوسطية واقتراح وسائل لجعل المنتدى شاملا لكل أطراف الأمة منسقا مع كافة المبادرات ذات الأهداف المماثلة في كل مكان مستقلا بموارده كمنظمة عالمية غير حكومية عاملة لبعث أهداف المرجعية الوسطية ولإنزالها على الواقع المتعطش للتحول إلى حال أعدل وأفضل.

Post: #70
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-30-2010, 03:05 PM
Parent: #54

...

Post: #66
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-30-2010, 09:13 AM
Parent: #1


Post: #71
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: Amani Al Ajab
Date: 10-31-2010, 01:35 AM
Parent: #66

بسم الله الرحمن الرحيم

المنتدى العالمي للوسطية الإسلامية

المؤتمر الدولي السابع

تحت: المفهوم .. التحديات .. الأدوار

صنعاء 19- 20 مايو 2010م

كلمة الإمام الصادق المهدي- رئيس المنتدى العالمي للوسطية



أخي الرئيس

أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي مع حفظ الألقاب والمقامات.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد.



يطيب لنا في المنتدى العالمي للوسطية أن نستهل هذا المؤتمر السابع للمنتدى في اليمن التي مدحها النبي "صلى الله عليه وسلم" بقوله الإيمان يماني.

أوسط الأمور أفضلها، قال تعالى: ( قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ)[1] أي أعقلهم أو أكبرهم. (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا)[2] . تفسيرها: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)[3]. خيرية مشروطة بهذا الأداء. إنه نهج الصراط المستقيم الذي نناجي به ربنا صباح مساء بأم الكتاب.

أمتنا تئن اليوم من تفرقة فكرية، ومذهبية، وإثنية، وثقافية، وقطرية. ولكنها رغم ذلك متحدة حول كتاب واحد، ونبي واحد، وقبلة واحدة، وشعائر عبادية واحدة، ومنظومة أخلاقية واحدة.

الوسطية الإسلامية مشروع نهضوي إسلامي لاحتواء آثار التفرقة وبيان موجبات وقواعد الوحدة.

هذا طريق شاق ولكن قضى الله أن يرتبط الخير والحق بمادة جهد من اجتهاد وجهد وجهاد.

على قدر فضل المرء تأتي خطوبه

ويحسن فيـــــه الصبر فيما يصيبه

فمـــن قـــل فيما يلتقيـــه اصطباره

فقد قــــــل فيمــا يرتجيـــه نصـيبه

أقول:

خلافات الفرق الإسلامية سياسية في المقام الأول دارت حول الحق في ولاية الأمر، ومع الزمن دخلت في الخلافات عوامل ثيولوجية طرأت عليها، وخلافات المذاهب في الأصل نتيجة حتمية لحرية الاجتهاد ولكن دبت فيها العصبية فجعلتها بلا مبرر إقصائية. واختلفت المدارس حول حجية النقل والعقل بين ظاهريين وقفوا عند حد النقل ومعتزلة أعلوا شأن العقل، وأشاعرة توسطوا بينهم.

وفي وجه التمدد الإمبريالي احتد الخلاف حول الذين امتثلوا للحضارة الغربية وعلمانيتها، والذين تحصنوا في التراث موئلا حصريا للحق والحقيقة.

الحضارة الغربية حضارة استعلائية مكنها التفوق التكنولوجي والعسكري من بسط السيطرة على العالم فانقسم الرأي حول الموقف منها بين من استسلموا للعلمانية ونادوا بها باعتبارها مستقبل الإنسانية. ومن تصدوا لها متمترسين في تعاليم التراث.

الموقف الأول نادت به مدارس مهما اختلفت رؤاها بين الذين نادوا بقطيعة معرفية مع التراث أو الذين قالوا بتاريخية النص القرآني أو غيرها فالنتيجة إلغاء الدور الغيبي أي حقائق الوحي.

الموقف الثاني يقدس المنقول من نصوص الوحي وتفاسير واستنباطات السلف ومهما اختلفت الحجج فالنتيجة هي إلحاق التفكير بالتكفير وإلزام الخف بمقولات السلف.

الوسطية الإسلامية تعتبر أن قطعيات الوحي ملزمة، ولكن الوحي نفسه يحث على الاجتهاد في النص، (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا)[4]. والوحي نفسه جعل العقل شرطا في تطبيق أحكامه فلا تجوز لطفل أو مجنون. فكيف يشترط العقل ثم لا يأبه بمدركاته؟ لذلك قال الإمام الشاطبي: "كلما أمر به الشرع حكم به العقل".

ولا غضاضة في اختلافات المذاهب أن تتعدد وأن تزيد فذلك من نتائج الاجتهاد الذي يقوم باستمرار على معرفة الواجب ومعرفة الواقع والتزاوج بينهما وإيجاد آلية شورية لتشريع الأحكام، الأمر الواجب تجنبه هو التعصب على نحو مقولة: "رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأيكم خطأ يحتمل الصواب".

أسس الفرق الإسلامية غير مختلف عليها:

· إذا كان موقف أهل السنة هو إتباع سنة محمد "صلى الله عليه وسلم" فالأمة كلها أهل سنة.

· وإذا كان موقف الشيعة هو حب آل بيت النبي "صلى الله عليه وسلم" فالأمة كلها شيعة.

· وإذا كان التصوف معناه أن لأحكام الإسلام أغواراً روحية فالأمة كلها متصوفة.

نعم في كل تلك الحالات نشأت إضافات ذات طابع تاريخي وفلسفي مختلف عليها. المهم ألا يقدح الخلاف في مظلة الإخاء الإسلامي، وأن تتحلى المجادلات الخلافية بأدب الحكمة والموعظة الحسنة، واعتبار الأمور التي ستظل محل خلاف مفوضة لرب العالمين ولا يترتب عليها مفاصلة في الدنيا على حد قوله تعالى: (فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)[5].

إن للوسطية اجتهاداً يفض الاشتباك بين الذين ساقهم التأصيل لحبس الحاضر والمستقبل في الماضي، والذين ساقهم التحديث للتخلي من التراث، إنه اجتهاد يقوم على المحامد السبع:

أولا: التعامل مع حقائق النقل بما يستوعب مستجدات الزمان والمكان عبر آليات: المقاصد، والحكمة، والمصلحة، والإلهام، والسياسة الشرعية.

ثانيا: استخدام كافة وسائل المعرفة وهي: الوحي، والإلهام، والعقل، والتجربة في معرفة سبل الحق.

ثالثا: سنن الطبيعة هي كتاب الله المنشور واكتشافها في كل المجالات النفسانية، والانثروبولوجية، والاجتماعية، والطبيعية لزيادة المعرفة ولمصلحة الإنسانية واجب يتطلب حرية البحث العلمي والتكنولوجي.

رابعا: حقوق الإنسان التي بينها الشرع والتي اهتدت إليها التجربة الإنسانية تعود لخمسة أصول هي: كرامة الإنسان، والحرية، والعدالة، والمساواة، والسلام.

خامسا: الحكم الراشد يقوم على أربعة أسس بينها الشرع واهتدت إليها الإنسانية وهي: المشاركة، والمساءلة، والشفافية، وسيادة حكم القانون.

سادسا: في تعاليم الشرع وفي كسب الإنسانية يقوم الاقتصاد على التنمية ومقاصده على العدالة لتحقيق الكفاية والعدل.

سابعا: ينبغي أن يقوم التعايش السلمي بين الملل على أساس (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)[6] وبين الدول على أساس (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )[7].

هذا التوجه الصحوي الإسلامي يواجه تحديا كبيرا من أطروحات وتحركات الغلاة والغزاة.

الغزاة بنهج الاستعلاء، وبفعل الاستيطان، والاحتلال، خلقوا دوافع لحركات التحرير، ولحركات الغلاة.

الوسطية الإسلامية تدعم مقاومة الاستيطان والاحتلال، ولكنها تشجب التعميم السقيم الذي يعلن العداء لكل ما هو يهودي ولكل ما هو غربي ولكل ما هو أمريكي، وتشجب العنف العشوائي الذي يستهدف المدنيين الأبرياء.

الحقيقة أن كثيرا من اليهود يقفون مع قضايانا العادلة. إن الذي كشف عن ترسانة إسرائيل النووية يهودي هو سيمور هيرش مؤلف كتاب: خيار شمسون. والذي شجب المتاجرة بالمحرقة يهودي هو نورمان فنكلستاين مؤلف كتاب: المتاجرة بالمحرقة. وما قاله البرت اينشتاين دامغ لمستقبل إسرائيل، قال: "إن إدراكي للطبيعة الجوهرية للدولة اليهودية يقاوم فكرة دولة يهودية". ولذلك عندما عرضت عليه رئاسة إسرائيل في 1952م رفضها. أما الشعوب الغربية فقد وقفت قطاعات هامة منها مع قضايانا بصورة رائعة، ولا يمكن لعين ألا تدمع لحادثة تلك الفتاة الأمريكية التي رقدت أمام الجرافة الإسرائيلية فدهستها القدم الهمجية.

مصلحة الإسلام والمسلمين اليوم أن نتعامل مع البلدان الغربية بوسائل القوة الناعمة، أما مقولة الذين استقروا في ديارهم واستباحوا دماءهم وأموالهم فغباء عدواني يعطي حجة لغلاة الغربيين الذين ينادون بطرد المسلمين من ديارهم بالتي هي أحسن وحقائق الإسلام الناصعة سوف سوف يجذب الإسلام الغربيين ولا غرابة ففي تاريخهم استمالت الحضارة اليونانية المغلوبة الفاتحين الرومانيين، وفي تاريخنا نجد أن التتار الذين فعلوا بالمسلمين أسوأ مما فعل الغربيون اعتنقوا ديانة ضحاياهم.

"الدِّينُ النَّصِيحَةُ"[8]، إن أمتنا في أكثر أقطارها تعاني من عيوب أهمها عيبان:

الأول: خصومة مرضية بين الحكام والشعوب.

والثاني: فجوة ظلم اجتماعي بين قلة موسرة، وكثرة معدمة.

من أهم رسالات الوسطية الإسلامية الاهتمام بهذين الأمرين.

أولا: لأن أمر الحكم بأم الشرع وثمرة التجربة الإنسانية ينبغي أن يقوم على المشاركة، والمساءلة، والشفافية، وسيادة حكم القانونة، أساسا للمصالحة بين الحكام والشعوب.

وثانيا: لأن العدالة الاجتماعية واجب إسلامي على نحول قوله تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ)[9]. ومقولة إمام المتقين علي بن أبي طالب: "ما جاع فقير إلا بما متع به غني". العدالة الاجتماعية واجب إسلامي مثلما هي أساس للسلام الاجتماعي.

والسبب الآخر هو أن عيوبنا هي المداخل التي يستغلها الأعداء لتحقيق أهدافهم العدائية ومن بينها تفكيك أوطاننا. أهداف بينها لافي رفتر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي في محاضرة ألقاها في يوليو 2008م وعلى نفس المنوال نشرت مجلة القوات المسلحة الأمريكية خارطة للشرق الأوسط الجديد تصوره فسيفساء من دويلات مقسمة على أسس عرقية، ومذهبية. إن ما يحدث الآن في عدد من أوطاننا إنما يدل على صدق تلك التوقعات.

ختاما:

إن الدور المصيري للوسطية الإسلامية هو أن تقدم تشخيصا جادا ومخلصا لحالة الأمة، وأن تصف روشتة الدواء، وأن تسعى لنشر رؤاها وأن تعمل بالجهاد المدني لمخاطبة القوى الاجتماعية الحية في السلطة أو المعارضة للعمل الجاد لخلاص ممكن وتتجنب طوفانا قادما. إن الوعد الحق قائم ولكن له استحقاقات فلا يتم إلا بها لأنه تعالى: (إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)[10]. فتكون العاقبة لهم: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)[11].





والسلام عليكم والرحمة

[1] سورة القلم الآية- 28

[2] سورة البقرة الآية - 143

[3] سورة آل عمران الآية- 110

[4] سورة الفرقان الآية -73

[5] سورة البقرة الآية- 113.

[6] سورة البقرة، الآية 256

[7] سورة الممتحنة الآية- 8

[8] صحيح بخاري

[9] سورة الماعون الآيات 1-2-3.

[10] سورة الرعد الآية

[11] سورة الأنبياء الآية

Post: #72
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: بدر الدين اسحاق احمد
Date: 10-31-2010, 06:13 AM
Parent: #71

الحبيب عمر

بكور سيد الحوش

ســلام

الـون تو حلــو ومعلــوب

بنفتــش ارشيـف صحيفة ( الــوان ) وبنجيــب اقـوال ( الامام الصادق الصديق عبد الرحمــن )




ترمــة :

والله الفكرة جميلــة جداً فى اطار التوثيــق لقادتنــا السياسيين ..

Post: #73
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-31-2010, 07:14 AM
Parent: #66

لك التحية و الاحترام الاخت الفاضلة اماني العجب

Post: #74
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-31-2010, 07:35 AM
Parent: #1

....

Post: #76
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-31-2010, 09:21 AM
Parent: #1

السودان: معضلة ونقائص نيفاشا
ضحكت باكيا عندما قرأت في الصحف السودانية لمسؤول قوله إن مسألة أيلولة وزارة الطاقة لأي من طرفي الحكم ربما أحيلت للإيقاد لحلها!.. مأساة تتكرر كل يوم الدلائل عليها في شكل ملهاة: تراجع الجهد السوداني في حل أزمات الوطن وتمدد الجهد الدولي!!

شهد إقليم دارفور أخيرا تحسنا نسبيا في أحوال الأمن والإغاثة بفضل الجهد الإقليمي والدولي. ربما شجع هذا التحسن والاختلافات بين أطراف المقاومة المسلحة النظام ليراهن على تراجع أهمية قضية دارفور وينغمس في مشغوليات تطبيق اتفاقية السلام فحسب. هذا رهان خاسر.. إن المصلحة الوطنية توجب اهتماما جادا بملف دارفور وطرح آراء واضحة وحاسمة للحل.

في أبوجا (بنيجيريا) وبتاريخ 5/7/2005 وقعت حكومة السودان مع الفصيلين المسلحين الأهم في دارفور: (حركتا جيش تحرير السودان والعدل والمساواة)، وبرعاية الاتحاد الافريقي، على إعلان للمبادئ لحل النزاع في دارفور، وتم تأجيل الاتفاق على التفاصيل إلى جولة قادمة. أهم ما في تلك الخطوة الاعتراف الرسمي السوداني والدولي بالمقاومة المسلحة في دارفور. هذه المقاومة وردة فعل النظام ضدها بالصورة التي حدثت كلفت أهلنا في دارفور ثمناً باهظاً: مائة ألف قتيل وأكثر من مليوني مشرد يتزايدون باطراد، وما شاء الله من إتلاف للأموال وفساد في الحرث والنسل والثمرات، ثم حدثت كارثة السيول الأخيرة التي تضررت منها أجزاء في الإقليم أضرارا بالغة.

مظالم دارفور التي أججت هذه الحرب كثيرة، وقد كنا في حزب الأمة معترفين بضرورة المشاركة العادلة للإقليم وكان كثير من صناع الرأي العام السوداني يأخذون علينا ذلك ويعتبرونه جهوية وانفصالية، وقد شهد «الكتاب الأسود» المنشور تأجيجا بمظالم الإقليم لفترة الديمقراطية الثالثة، والتي كان لحزب الأمة دور هام في تشكيل وزاراتها، بالتفرد في إعطاء الإقليم حجما وزاريا عادلا. أما الآن فإن مظالم التهميش في الإقليم اتخذت بالقدوة ـ فيما حدث بالجنوب ـ حمل السلاح مطية لتحقيق الإنصاف.. وكان التفاوض منصبا على مطالب شبيهة.

هنالك جهات كثيرة ترعى اتفاق دارفور: الاتحاد الأفريقي والأسرة الدولية حريصون عليه:

أولا: لمواصلة تطبيق اتفاق نيفاشا دون عرقلة من حرب دارفور.

ثانياً: لأن كثيرا من مساعدات الدول للسودان والتي تم بحثها في مؤتمر المانحين بأوسلو في أبريل الماضي، ربطت بتسوية مسألة دارفور، وعلى رأسها أميركا التي أوقفت دعمها لبناء السلام في السودان ـ بحوالي بليوني دولار ـ على ذلك.

هؤلاء الأجانب، مع افتراض حسن النية، لا يعرفون الواقع السوداني جيدا، ولا يدركون أن نجاح اتفاقية نيفاشا رهين بتجاوز افتراضاتها الخاطئة بأن نظام الإنقاذ والحركة الشعبية يمثلان كل الشمال والجنوب، وأن المشاكل في السودان شمالية جنوبية فقط، فالذين غيبتهم نيفاشا مهمون للغاية سواء في الشمال أو الجنوب، وهنالك خلافات شمالية/ شمالية وأخرى جنوبية/ جنوبية، لا بد من بحثها في ملتقى جامع يحشد الجميع حول أسس السلام ويشركهم في بنائه. والمشكلة الأخرى التي تواجه اتفاقية نيفاشا هي أن طرفي التفاوض ضحيا بالوحدة الوطنية وبحل القضايا المصيرية من أجل التمكين الثنائي، ولا شك عندي أن «السكرة» الحالية سوف تزول وتأتي «الفكرة».. عندئذ سوف يسمعون الحقيقة ويستجيبون لها. هذه المشاكل يضاف لها الآن رحيل الدكتور جون قرنق الذي وقف على الاتفاق شبه منفرد من الجانب الجنوبي، فزملاؤه كانوا اقل اشتراكا في المفاوضات.

وعموما، فإن إعلان المبادئ المذكور خطوة هامة، ويحتوي على أسس ضرورية للحل، ولكن أية اتفاقية لا تحقق المطالب الآتية تعني تهدئة وقتية وتفتح بابا أكبر لإراقة الدماء في المستقبل:

أولا: النص الواضح على أن نصيب الإقليم في السلطة والثروة يكون بنسبة الكثافة السكانية التي تقاس حالياً بآخر تعداد، وتضبط بالتعداد القادم المنصوص عليه في اتفاقيات نيفاشا. كفل هذا في بروتوكول قسمة السلطة للجنوب فقط، بينما المظالم تنتظم جهات السودان كلها، والعدالة تتطلب أن يكون الإنصاف ـ على أساس موضوعي ـ معمما على الجميع.

ثانيا: هناك عشرة بنود حققتها الاتفاقية الحالية بمشاركة الجنوب العادلة: الرئاسة، الوزارة، التشريع، الخدمة النظامية، الخدمة المدنية، القضاء، المفوضيات المستقلة، الثروة، لجنة الانتخابات، ولجنة التعداد. ينبغي خصخصة مشاركة عادلة للأقاليم فيها جميعاً.

ثالثاً: مفهوم الثروة في اتفاقية نيفاشا ناقص وسطحي لاقتصاره على بترول الجنوب وعائد الجمارك وحدهما: ماذا عن بترول الشمال والموارد الأخرى؟ ينبغي تقديم دراسة وافية بالثروة والمطالبة بنصيب عادل فيها للجميع. إن سد هذه الهفوات ينبغي تأسيسه على تحضيرات تختتم قبل بدء جولة المفاوضات القادمة.

رابعاً: الاتفاق على عقد ملتقى دارفوري جامع ممثل لكل القوى المعنية السياسية، المدنية، القبلية، والنخبة المثقفة في دارفور، وبمراقبة دولية لكي يدرس مشروع الاتفاق ويجيز ما يراه، لأن أي تغييب لعناصر هامة سوف يعيد إنتاج عيوب نيفاشا التي سوف تلاحقها وربما قضت عليها.

خامساً: إن قيمة تسليم نظام الإنقاذ بالحقوق الواردة في اتفاقيات السلام، حتى ولو صدق في بذلها، هي قيمة محدودة، لأنه آني وليس دائماً، بينما الحقوق المطلوبة ترجى ديمومتها عبر المصادقة عليها في ملتقى جامع لأهل السودان كافة.

سادساً: هناك أمور متفق عليها مثل كفالة حقوق الإنسان، وإجراء انتخابات عامة نزيهة.. وهي عرضة للتلاعب لذلك ينبغي الحرص على ضبطها بصورة لا تسمح بالتلاعب.

سابعا: ركزت اتفاقيات نيفاشا على إعطاء كينونة للجنوب، بينما دارفور، وكردفان، والشرق والشمال والإقليم الأوسط كلها تتطلع لكينونات خاصة بها، وهي الآن مقسمة إلى ولايات تابعة لحكومة شمال السودان الذائبة في الحكومة القومية. هناك حاجة لمراجعة حدود الأقاليم الحالية للعودة لحدود المديريات القديمة.

ثأمناً: الحرص على أن ما يتفق عليه في أبوجا يراعي مطالب الأقاليم الأخرى كالشرق، ويضمن في الدستور.

إن نقائص نيفاشا ظاهرة وتجد معارضة حتى داخل طرفي الاتفاقية أنفسهما.. ولكن نيفاشا وما صحبتها من إجراءات تحقق واقعا جديدا، وفرصة يجب ألا تفوت لمولد جديد للسودان يأتي بالسلام الشامل والعادل وبالتحول الديمقراطي الحقيقي.. فإن تركت الساحة لطرفي التمكين الثنائي فسيكتبان على السودان عهدا ينفتح فيه صندوق «باندورا» من مشاكل وقنابل موقوتة تنفجر كل منها يوم قنبلة..

الرأي العام السوداني مطالب باتخاذ الملفات المفتوحة في دارفور وفي الشرق منافذ لإكمال نواقص اتفاقية السلام المنقوص في نيفاشا، مخاطبا طرفي الحكم الثنائي والحركات المسلحة والمجتمع الدولي، متخذا كافة وسائل الضغط الشعبي، والعمل المدني الذي تشترك فيه كل القوى السياسية والمجتمعية والمنابر الإعلامية.. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إن لربكم في دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لها».

Post: #77
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-31-2010, 09:33 AM
Parent: #1

الصادق المهدي لـ«الشرق الأوسط»: ثلاثة سيناريوهات لسودان ما بعد السلام

ندعو إلى طريق ثالث والسودانيون وصلوا إلى قناعة بأن لا تقدم مع الحرب أو بأجندة شمولية



لندن: حسن ساتي
لدى الصادق المهدي زعيم حزب الأمة المعارض، دائما ما يقوله كما يقول أهل الغرب، كان ذلك على صعيد قضايا السودان على كثرتها وتعقيداتها، أو على صعيد القضايا الدولية، وفي هذا اللقاء بدا في غاية التفاؤل بمستقبل جديد في السودان، أرجعه الى أن طرفي الاتفاق في السودان، وبعد محادثاتهما المكوكية، أصبحا على ما يقترب من القناعة بأن إقصاء الآخرين مستحيل، بل أن المهدي رجح تسابقهما، أي حزب المؤتمر الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان، على خطب ود القوى السياسية الأخرى، وقال لـ«الشرق الأوسط»: تصدق هنا مقولة إن في اختلاف الأئمة رحمة. وأرجع ذلك الى أن محصلة الخلاف السياسي الكثير في السودان قد قادت الى اقتناع أي كيان سياسي بفشل سياسات الأقصاء من أي مصدر كانت ومن أي توجه سياسي اطلقت. ومع المهدي كان هذا الحوار:
* كيف ترى مستقبل السودان في ضوء اتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه أمس الأول؟

ـ المستقبل سيكون ناتج المخاض الذي طال ووصل بالسودان الى ما وصل اليه، بمعنى أن ذلك المخاض قد أوصل أهل السودان، وبرغم طول المدة، الى قناعتين لا أحسب أن أحدا سيزايد عليهما في المستقبل، وهما أنه لا مجال للتقدم في ظل حرب، ولا مجال للتقدم بأجندة شمولية ونظام ديكتاتوري.

من هنا أحسب أن توابع المخاض ستستمر تحت ثلاثة سيناريوهات هي: سيناريو المحافظة على نظام الانقاذ قدر المستطاع وهو السيناريو الذي يتبناه غالبية أهل الإنقاذ وتراهم يبذلون ما في وسعهم لاتخاذ كل التدابير التي تعينهم في هذا الشأن بدءا من تدابير تستبق الانتخابات المقبلة ونهاية باستعدادات أخرى.

سيناريو السودان الجديد الذي تتبناه غالبية أهل الحركة الشعبية أيضا، وهو سيناريو يقترب تعريفه من صيغة جديدة لجهة سودان جديد وبديل لما هو قائم، وركيزتيه العلمنة والأفرقة.

السيناريو الثالث هو الذي نتبناه نحن وقوامه سودان متجدد وليس جديدا، ونأمل أن تتصحح فيه أخطاء الماضي لاستيعاب الجميع في اطار سلام عادل وتحول ديمقراطي، وتقديري أنه إذا ما كان للفترة المقبلة أن تشهد صراعا سلميا ونزيها على السلطة فسيكون النصر للسودان المتجدد. ولا أقول ذلك من فراغ، وقراءة الواقع الإقليمي توحي بأن دول الإقليم نفسها تشهد وتعايش نفس مخاض السودان، والسيناريوهات فيها تقارب ما عندنا، ففيها نشهد قوى تريد حلولا شكلية مقابل الابقاء على جوهر الوضع القائم، وقوى تريد تغييرا راديكاليا وقوى التيارات الاسلامية المتشددة بأجندتها المعروفة، وأخيرا القوى التي لا تملك شكلا معينا للتغيير، فلا هي تريد الابقاء على الوضع الراهن ولا هي تريد أن يكون البديل طروحات التشدد الاسلامي.

ومن هنا نبدو نحن في السودان في حاجة الى طريق ثالث وبوسعنا اذا ما اسسناه أن نقدم معادلة طيبة وموضوعية لمآزق الدول الأخرى من حولنا.

* ولكن هل تعتقد أن السودان بتركيبته المعقدة مؤهل للنجاح ومن ثم تقديم المثال الذي تقول به؟

ـ بالتأكيد، والحيثيات هنا كثيرة، وفي مقدمتها الميراث السياسي في السودان وأشدد هنا على قوة هياكل المجتمع المدني في السودان، وقراءة التاريخ تقول إن تلك القوة استعصى تفكيكها طوال تاريخ السودان على أية شمولية وديكتاتورية، وأراها مؤهلة للقيام بدور محوري في الفترة القريبة المقبلة.

* تبدو متفائلا مع أن الانتخابات، أية انتخابات تحتاج الى مال وإعلام، ووجه المقارنة شبه معدوم بين المؤتمر الوطني الحاكم (الجبهة الاسلامية بمسماها القديم) وبين كل القوى السياسية الأخرى التي ستنافسها، فمن أين لقوى السودان المتجدد أن تكسب معاركها مع الخلل القائم في القوى المادية بين أطراف الصراع ؟

ـ لا أوافقك في النتيجة التي يحملها بالتضمين سؤالك وكأن القضية محسومة، لأن شواهد التاريخ المعاصر، ومع سائر النظم الشمولية، تقول إن أية انتخابات حرة ونزيهة تكسبها المعارضة، وأبدأ من بورما عام 1994 حيث كسبت سان سوشيه الانتخابات بنسبة 85 في المائة يوم أن قررت الجونتا العسكرية إجراء انتخابات ولكنها فجعتها فتراجعت عنها، واستدعي ما حصل في الهند أخيرا، وتعال الى أفريقيا واستدعي نماذج كينيا وغانا في العام الماضي، ومعنا في السودان أرجو التوقف مع نتائج انتخابات جامعة الخرطوم الأخيرة، وفيها مؤشر حي، وتقول تقديراتي إن أحزاب المعارضة قد أنفقت عليها ما لا يتعدى من 2 الى 3 في المائة مما أنفقه المؤتمر الوطني الحاكم الذي صرف عليها بتقديراتنا نحو مليار جنيه ولكنهم خسروها بفارق كبير. وأرجو أن أؤكد هنا أن المستقبل للمعارضة متى ما كانت الانتخابات المقبلة حرة ونزيهة.





Post: #78
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: الصادق ضرار
Date: 10-31-2010, 09:53 AM
Parent: #77

بحثت عن اقوال السيد الصادق المهدي في اليوم التالي لغزوة امدرمان فلم اجدها
من يتكرم بتوثيق ذلك ان توفر له الرابط .

مع احترامي للجميع

Post: #79
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: اكرام الصادق الحسن
Date: 10-31-2010, 01:58 PM
Parent: #78

شكرا ليك ايها الحبيب المناضل عمر فضل المولي
والشكر ايضا لصاحب البيت الكبير بكري بكري
دام عزاك ياامام الخير دام

Post: #80
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-31-2010, 02:24 PM
Parent: #79

شكرا الاميرة اكرام الصادق

Post: #82
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: نيازي مصطفى
Date: 10-31-2010, 09:51 PM
Parent: #80

لعل من حقه علينا أن نكرمه قبل أن يكرمه الآخرون كواحد من أبرز مائة قائد ومفكر مسلم في العالم . ربما يختلف البعض معه ، وربما يجحد البعض دوره لكن الجميع يتفقون في أنه أكثر السياسيين عطاء وأكثر المفكرين مبادرة وأنه اسم مشرف للسودان في المحافل الدولية والإقليمية. يشهد السودانيون له أن لم يكن يتقاضى راتبا عن وظيفته العامة كرئيس منتخب للوزراء ، ولم يختلس أو ينتهب المال العام ، ولم يرتهن للإغراء بتقاسم السلطة في غياب الآخرين ، ولم يتهم في انتهاك حق مواطن ، ولعل ما يحققه من نجاحات وحضور مشرف في الساحات الدولية والإقليمية الفكرية والسياسية والإعلامية يؤكد أن الوطن ربما لم يكن محظوظا بتوفر البيئة الديمقراطية الملائمة ليزهو بإبداعات جميع أبنائه في شتى المجالات .

*حسن أحمد الحسن


Post: #83
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: نيازي مصطفى
Date: 10-31-2010, 10:25 PM
Parent: #82



الكلمة التي ألقاها الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي بالملازمين 25 فبراير 2004م
أمام وفد قبائل التماس المشاركة في اجتماعات لجنة تسيير مؤتمر التعايش السلمي بين قبائل الدينكا والرزيقات والمسيرية
التي عقدت بأديس أبابا في الفترة من 14 إلى 18 فبراير 2004م بفندق امبريال أديس


بسم الله الرحمن الرحيم أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أنا مسرور جدا بأن التقيكم في بيتكم وأسمع هذا الكلام الطيب من الإخوة الذين تحدثوا قبلي وأفاضوا في المشهد الوطني العظيم الذي حدث في أديس أبابا الاخوة "بلبل منجواك ومسار وعبد الرسول ومكوال بما أوضحوا ما سمعناه من أخبار سارة وأقول سارة لأن المنطقة التي مثلتموها في أديس أبابا هي منطقة مؤهلة لأن تسمى دار الوصال الوطني وليس التماس لأن التماس "يمكن أن تكون فيه كهرباء" وكانت فيه عوامل سلبية ولكن مثلتم معنى الوصال الوطني ولا شك أن هذا معنى مصيري وتاريخي والأخبار التي سمعناها عن هذا اللقاء سرتنا جدا لأن هذه التي ستبني علاقات المستقبل من القاعدة الشعبية. لا شك أن السلام آت الآن وهذا السلام وحتى إشعار آخر سلام قمة. نحن كتبنا لإخواننا في الحركة الشعبية وفي الحكومة أنه من الضروري أن يفكروا في أن يتحول هذا السلام إلى سلام قومي بإنشاء مجلس وطني تشترك فيه القوى السياسية والقبلية والمدنية لأنه بغير ذلك سيكون السلام صفقة ثنائية محكوم عليها بالفشل ولكن هناك عوامل غير الملتقى الوطني والمجلس الوطني الذي نتحدث عنه يمكن أن تساعد، لا شك أن الأسرة الدولية لاعبة لدور إيجابي ونحن يجب أن نكون شاكرين شكرا جزيلا لصندوق السلام بالسودان ولبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على أنهم فكروا ورتبوا هذا اللقاء، للأسف الترتيب والتنظيم الوطني متخلف ولم يبلغ هذه الدرجة من الجودة والإتقان والتخطيط، فنحن نشكرهم شكرا جزيلا، فقد استخدموا قدراتهم المالية ووعيهم الإداري و الدبلوماسي كي يجمعوا السودانيين ويمنحوكم فرصة لتقوموا بما قمتم به من عمل نحن شاكرون لهم ومقدرون لمجهودكم، أما كيف يمكن لهذا السلام القادم أن يصبح سلاما مستداما فهو محتاج لعوامل كثيرة: 1. يحتاج لأن ينقل من ثنائي إلى قومي. 2. أن يترجم شعبيا: ما قمتم به هو عمل موازي وعمل مكمل وضروري لأن فيه معاني عظيمة أهم ما فيها أن هذه القبائل قررت أن تقوم بالصلح والسلام حتى إذا لم يكن هناك سلاما رسميا وهذا يعني مقاطعة الحرب وأن الناس نبذوا الحرب وصاروا في الطريق لإقامة صروح سلام وهذا خبر طيب من ناحية لأنه يؤمن السلام ومن ناحية أخرى لأنه يحفز القمة للاهتمام بهذه القضية التي أصبح لها تبني شعبي. 3. التبني الدولي: وهذا مجهود موازي: فهذه المجهودات التحويل لمجلس قومي، المؤتمر القبلي، العناية والرعاية والمشاركة الدولية كلها تعمل مع بعضها عملا مشتركا يجعل السلام مستداما ويغلق أبواب الفتنة ولذلك تجدوننا نحن مؤيدين تأييدا كاملا وقويا لما حدث، وحتى لا يكون الكلام عفويا أنا إن شاء الله مع الاخوة في قيادة حزب الأمة سوف نناقش كيف ندعم هذا العمل بعمل محدد فكري وشعبي وتخطيطي وستجدون منا –إنشاء الله- بعد أن ندرس المقترحات الموجودة قوة هائلة في سبيل إنجاح هذا المؤتمر القبلي وجعل هذا النجاح مساهما مساهمة قوية في السلام القادم، الأفكار موجودة لدينا وبعد الدراسة والتخطيط سوف نحدد كيفية تحويل المشروع الذي تحدثتم عنه إلى مشروع يساهم بصورة أكبر وأوسع، وفي الحقيقة "اليتيم ما بوصوه على البكاء" ولا شك نحن نعلم أن بلادنا جرحت وأوذيت ودماءها سفكت وتشرد أبناءها وبناتها وآن الأوان أن نعمل عمل فاعل وقوي يؤمن المعاني المطلوبة لإقامة سلام مستدام يقوم على صلح طموح يقوم على بناء ثقة ويقوم على تصور لسودان يفخر به أهله ويشعرون بأنهم راغبين في الانتماء له، فالآن يود تقرير المصير والتحدي الذي أمامنا أن نثبت لإخواننا الذين يمتلكون هذا الخيار في الجنوب أن الوحدة أفضل لهم، فقد التقيت بكثير من الاخوة الجنوبيين اللاجئين إلى يوغندا وأثيوبيا وخارج السودان في الحرب الأولى وقلت لهم لماذا في هذه المرة لجأتم للشمال فقالوا إن الشماليين مهما كانت معاملتهم سيئة فهي أفضل من المعاملة التي نجدها في البلاد المجاورة جنوبا، أي أن هناك درجة من الإخاء والمودة أكبر، وهذه عبارات عامة وأنا اعتقد أن كثرا من الجنوبيين الذين سكنوا الشمال لديهم رغبة في الاستقرار في بلادهم في الشمال وهناك من يرغبون في العودة، وعلى أي حال فنحن أمامنا تحدي كبير في أن نشعر أهل السودان بأنه يمكن أن يعيشوا في وحدة وعدالة. أتمنى النجاح لمؤتمركم هذا في أن يغذي هذه الفكرة فكرة الوصال الوطني الوصال القومي، فكرة إمكان أن يعيش أهل السودان في وحدة وعدالة وحرية لأن الحرية قيمة في حد ذاتها وهي شرط لكل قيمة أخرى، فبدونها يأتي الاضطهاد والإقصاء والظلم، والوحدة والعدالة والحرية لن تكون ذات قيمة إذا لم يشعر الناس أن بلادهم قادرة على مسح دموعهم وقادرة على معالجة مشاكلهم في مأكلهم ومشربهم وصحتهم وتعليمهم وهذه هي التحديات المفروضة علينا والتي نرجو من الله أن يوفقنا لأن نحققها. أشكركم على زيارتكم وأعدكم أننا إن شاء الله سنعمل بقوة في دعم هذا المؤتمر وتأكيد أن يصل إلى نتائج تصبح رافدا أساسيا من روافد السلام القادم وتصبح أيضا حيثية من حيثيات بناء الوطن الحر العادل المستقر بالسلام المستدام، ولتصبح كل المعارك والأزمات التي عشناها: "العثرة البتصلح المشية" والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Post: #84
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: نيازي مصطفى
Date: 10-31-2010, 10:40 PM
Parent: #83


Post: #85
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-01-2010, 07:17 AM
Parent: #80

دعينا في 20 و21 من شهر أبريل2010م للمؤتمر الدولي الثالث للوسطية في لبنان. وقد حضره عدد كبير من العلماء والأكاديميين والمفكرين والساسة. وبعد تداول جاد حول قضايا الساعة وأثرها على استقرار الشرق الأوسط طرح عبره خمسون محاضرا اجتهاداتهم في الموضوعات المختلفة واستمع إليها وناقشها نحو ثلاثمائة من الحاضرين واهتدوا إلى طائفة من التوصيات التي سوف تعلن لاحقا.
توصيات هذا المؤتمر سوف تعلن ولكنني من وحي قضية الوسطية أود أن أتطرق للتحديات الداخلية والخارجية التي تواجه المنطقة لأخلص إلى أن المنطقة تعشعش فيها أنماط من الغلو. فإن لم نبطل أثرها فإنها كفيلة بتدمير المنطقة.
أقول:
أولا: الوسطية ليست ذريعة لقبول الواقع كما هو. ولا تعني مسك العصا من نصفها. ولا تعني موقفا بين الحق والباطل. بل تعني الحق ذاته الذي يقع بين باطل الإفراط والتفريط. حب التناهي غلط خير الأمور الوسط. عبارة خير الأمور أواسطها بمعنى خير الأمور أفضلها على قياس ما بعد الحق إلا الضلال.
ثانيا: كل التراث الإنساني الديني والوضعي يشيد بالوسطية. فالشجاعة تقع بين طرفي التهور والجبن. والكرم يقع بين طرفي الإسراف والبخل. وهلم جرا.
الوسطية تجد دعما قويا من الوحي الإسلامي: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا)1 أي أمة فاضلة. وأوضح الحقائق ما نزل به الوحي وصدقته التجربة الإنسانية: (وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ؟)2.
ثالثا: سميت منطقتنا الشرق الأوسط حسب موقعها من الغرب. ولكن بالنسبة لموقعها من الكرة الأرضية ينبغي أن توصف بأنها وسط العالم.
إن لهذه المنطقة مشاكل في غالب أوطانها أهمها:
* تناقض بين الحكام والشعوب.
* غياب للعدالة الاجتماعية.
* تنمية بالمقياس البشري غير متوازنة.
* تأزم في التعامل مع التراث وفي التأقلم مع العصر.
* ظاهرة احتلال أجنبي.
* ظاهرة الاحتلال الاستيطاني.
هذه العوامل أفرزت ثلاثة أنواع من الغلو.
أ. غلو سلطاني تجسده نظم تقوم على حكم الفرد حتى أنه من بين 30 دولة في العالم هي الأكثر استبدادا عشرون منها في هذه المنطقة.
ب. غلو في الهيمنة الخارجية بصورة هي الأكثر في العالم من حيث الاحتلال الأجنبي الاستيطاني.
ج. غلاة المحتجين على هذا الواقع إذ ينادون بغلو فكري وحركي يقتل ويستقتل.
هذه الأنواع الثلاثة من الغلو تغذي بعضها بعضا وتؤجج اضطراب المنطقة بصورة مستمدة من خمسة عوامل:
عاملان داخليان هما: الاستبداد والظلم الاجتماعي. وثلاثة عوامل خارجية هي: الاحتلال، والاستيطان، والاستعلاء الثقافي.
وما لم تختف هذه العوامل الخمسة فإن محاولات التصدي لظاهرة الغلو والعنف المصاحب له بالوسائل الأمنية وحدها لن تجدي.
كثير من الخبراء درسوا ظاهرة العنف العشوائي والاستقتال. وكان كتاب روبرت بيب بعنوان "الموت من أجل الفوز" من أكثرها صدقية. لقد أثبت في دراسته أن الاستقتال ليس مرتبطا بدين أو ثقافة معينة بل شائع في كثير من الأديان والثقافات نتيجة لوجود احتلال أجنبي ووسيلة لمقاومة ذلك الاحتلال وهذا ما أكدته دراسة الأستاذ ضياء رشوان أيضا.
برنامج الوسطية هو أجدى وسيلة للتصدي للغلو في مجالاته المختلفة:
* إنه يدعو لإقامة الحكم الراشد المؤسس على المشاركة، والمساءلة، الشفافية، وسيادة حكم القانون. إنه البديل للاستبداد.
* ولنظام اقتصادي مؤسس على السوق الحر. الحر حقا لا المشبع بالخصوصيات والمحسوبيات والفساد. السوق الحر المصحوب ببرنامج عدالة اجتماعية.
* ويدعم المقاومة للاستيطان والاحتلال بصورة متكاملة مع استخدام القوة الناعمة. وإستراتيجية السلام العادل.
* ويتصدى لأطروحة الغلاة على الصعيد الفكري والحركي.
أما على الصعيد الفكري فالغلاة يعتبرون أن اختلاف الملة هو علة القتال في الإسلام. وهذا غير صحيح إذ إن علة القتال في الإسلام هي العدوان. قال تعالى: (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ)3 . كما قال (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)4 .
وهم يضيقون مفهوم الجهاد. الجهاد يبدأ بجهاد النفس. ويشمل كافة الوسائل المدنية لنصر الحق ولا يصير قتالا إلا لرد العدوان. وهم يستبيحون الأهداف المدنية وهذا يخالف ضوابط القتال في الإسلام. بل يقولون مقولات باطلة تغذي الإسلاموفوبيا، وتأتي بنتائج عكسية:
- قال قائلهم: إن التفكير كالتكفير اتفقت الحروف والمعاني. هذا مع أن ديننا يعظم التفكير. ويحث على المناشط العقلية. ويطالب بالبرهان ويستحسن الحكمة.
- ويستعدون المجتمعات الغربية على المسلمين المقيمين في البلدان الغربية. أفتى محمد الفاسي باستباحة تلك الديار باعتبارها ديار حرب واستباحة دماء وأموال أهلها. وأفتى محمد الأسطل باستباحة قتل المدنيين الغربيين لأنهم هم الذين انتخبوا حكوماتهم الجائرة.
الوسطية تتصدى لهذه المفاهيم وتصححها انتصارا لمبادئ الإسلام ولكنها تبرر عنف المقاومة للاستيطان والاحتلال لأنه (فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ)5 .
ولكن المقاومة ينبغي أن تتكامل مع القوة الناعمة التي تستخدم كل الوسائل المدنية لتحقيق المقاصد.
فالمطلوب مخاطبة الشعوب، والرأي العام العالمي، ومنظمات حقوق الإنسان، وآليات العدالة الدولية لدعم الموقف المشروع من الاستيطان الغاصب والاحتلال الأجنبي.
إن للوسطية نهجا إسلاميا واضح المعالم يتجاوز المنطق الصوري في الاجتهاد الذي كانت نتيجته على حد تعبير الإمام بن القيم: "إن هؤلاء جعلوا الشريعة قاصرة لا تقوم بمصالح العباد محتاجة إلى غيرها. وسدوا على نفوسهم طرقا صحيحة من طرق معرفة الحق والتنفيذ له". اجتهاد الوسطية يستمد من المنطق المقاصدي بما فيه من مراعاة الحكمة، والعقل، والمصلحة، والمقاصد، والإلهام الصائب. ويسعى للتوفيق بين مقالات الإسلاميين من سنة وشيعة وصوفية؛ وبين التأصيل والتحديث؛ وللتعايش بين الأديان والحضارات.
إذا اتضح البرنامج الذي تقدمه الوسطية في المجالات المختلفة فإن التحدي الذي يواجه الوسطيين هو تعبئة القوى الاجتماعية ذات المصلحة في هذه الإصلاحات. واتخاذ موقف حركي يحقق عملا في الأوساط الوطنية والدولية ويحقق تشبيكا لتقديم البديل الوسطي.
الطغاة إنما يكرسون واقعا أليما فقد شرعيته أمام الشعوب فصارت الشعوب تعبر بوسائل مختلفة عن رفض هذا الواقع وتتطلع لحياة أعدل وأفضل.
برامج الغزاة تعاني من هزائم في طول المنطقة وعرضها، وما حاولوا بسطه في المنطقة باسم الشرق الأوسط الكبير أو الجديد وهو محاولة لتجريد المنطقة من ولاءاتها كتكتل جغرافي بلا هوية: مشروع فاشل.
الغلاة يتطلعون لإقامة نظام خلافة ماضوي الصفات غير عابئ بحركة التاريخ.
هذه هي الأجندات التي تحاول تقرير مصير المنطقة وهي أجندات ظاهرة البطلان مما يوفر لخيار الوسطية حجة قوية إذا توافرت الإرادة السياسية الفاعلة.
1 سورة البقرة (143)
2 سورة الذاريات الآيتان (20،21)
3 سورة البقرة الآية (190)
4 سورة الحج الآية (39)
5 سورة البقرة الآية (193)

Post: #86
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-01-2010, 08:01 AM
Parent: #1

حفظ الله الامام الصادق

Post: #87
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-01-2010, 04:11 PM
Parent: #1

...

Post: #88
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-01-2010, 08:20 PM
Parent: #1

الله اكبر ولله الحمد

Post: #89
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: محمد المختار الزيادى
Date: 11-02-2010, 12:34 PM
Parent: #88

لله درك يا امام

Post: #90
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: أسامة البيتى
Date: 11-02-2010, 05:06 PM
Parent: #89

ورد هنا عن السيد الصادق المهدى:
Quote: وهم يضيقون مفهوم الجهاد. الجهاد يبدأ بجهاد النفس. ويشمل كافة الوسائل المدنية لنصر الحق ولا يصير قتالا إلا لرد العدوان.

قوله بأن الجهاد لا يصير قتالاً إلا لرد العدوان، قول غير صحيح!! فالجهاد بالسيف، وهو إكراه غير المسلمين على الدخول فى الإسلام بالقتال، هو شريعة إسلامية قامت على قوله تعالى:

"فإذا انسلخ الأشهرالحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم، وخذوهم واحصروهم، واقعدوا لهم كل مرصد.. فإن تابوا، وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم، إن الله غفور رحيم"..

ومن هذه الآية، والتى سميت بآية السيف، جاء قول النبى عليه أفضل الصلاة وله أتم التسليم:
"أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وأمرهم إلى الله"..

إذن، فالقتال ليس هو رداً لعدوان أو دفاعاً عن نفس، ولكنه شريعة، وأمر من الله لإكراه غير المسلمين أن يدخلوا فى الإسلام.. ومن أجل ذلك ظهر المنافقون فى المدينة، الذين يظهرون الإسلام، ويبطنون غيره، خوفاَ من القتل.. ومن أجل ذلك أيضاً، قامت الفتوحات الإسلامية فى التاريخ، فوصلت جيوش المسلمين إلى بلاد السند.. وإلى الأندلس.. فكيف يكون القتال ردا لعدوان، وأهل تلك البلاد لم يأتوا معتدين على المسلمين، بل ذهب المسلمون إليهم فى بلادهم ففتحوها و أكرهوهم على الإسلام بالقتال..

وهناك أيضاً قوله تعالى: "وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة، ويكون الدين لله".. وقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار، وليجدوا فيكم غلظة".. وكذلك قوله تعالى: "قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ"..

فكيف بعد كل ذلك يمكن القول بأن الجهاد لا يصير قتالاً إلا لرد العدوان؟

يجب عليكم فى حزب الأمة أن تسألوا الإمام الصادق، كيف يقول ذلك، والأمر بالقتال شريعة إسلامية لإكراه غير المسلمين على أن يدخلوا فى الإسلام؟؟؟؟

Post: #91
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: Omer Abdalla
Date: 11-03-2010, 02:41 AM
Parent: #90


القيادة الملهمة
إن المتتبع لسيرة الصادق ، و لأقواله ، و كتاباته ، يستطيع أن يري بوضوح أن مفتاح شخصيته يكمن في عبارة كثيرا ما وردت في كتاباته الأخيرة وهي عبارة (القيادة الملهمة) .. فهو ، في تحليله لأحداث التاريخ ، و الصراعات الفكرية التي نشأت في العالم الإسلامي ، و التحولات السياسية و الدينية التي تمت ، و التي ينتظر أن تتم ، يرجع دائما الي أمر أساسي هو (القيادة الملهمة) .. فالقيادة و الإلهام عنده هما الأمران اللذان بهما تتم التحولات الكبيرة في الفكر و في الواقع .. فمثلا الصادق عندما يتحدث عن فكرة المهدية في الإسلام ، في كتابه المشار إليه آنفا صفحة 92 يقول : (و مهما كانت التفاصيل فإن هذه الأصول أفهمت كثيرين بمجيء قيادة مختارة لإصلاح فساد الأحوال .. و في الأدلة الإسلامية أيضا ما يشير الي إتيان قيادة ملهمة يلهمها الله الصواب و يهديها) .. و في صفحة 94: (إن في الأدلة مكانا واضحا لقيادة مهتدية مرشدة مصلحة للفساد يؤهلها إصلاحها لإستقبال إلهامات روحية) .. و هو عندما يريد تلخيص دعوة محمد أحمد المهدي في السودان يقول في صفحة 163 من نفس الكتاب: (و مع تشعب المواصفات و النعوت فإن الذي أصف به الدعوة المهدية هو: أنها قيادة دينية ملهمة توحد الكلمة و تجدد الدين.)
ثم يخلص الصادق من مثل هذه الأقوال عن القيادة (الملهمة) و هي كثيرة جدا في كتاباته الأخيرة الي قاعدة أساسية في التغيير ، فأسمعه يقول في صفحة 158 من كتاب: (يسألونك عن المهدية) : (إن الصفاء الروحي و إلهاماته ، و حاجة الجماعة الملحة للقيادة الملهمة لتنبعث و تتحرك أمور لا يمكن إنكارها إلا من وجهة نظر شكلية بحتة في فهم النظام الإجتماعي و وجهة نظر مادية بحتة في فهم الإنسان): فالخلاصة التي يصل اليها الصادق هي: أن الجماعة لتنبعث و تتحرك ، تحتاج ، حاجة ملحة ، الي قيادة ملهمة .. فإذا كان الصادق يؤمن ، و يبشر ، في كتابته الأخيرة ، ببعث إسلامي مرتقب: و هو بعث حتمي الوقوع: أسمعه يقول (سواء نظرنا من ناحية نظرية عامة ، أو إستعرضنا وجودا واقعيا محددا سنجد أن كل المؤشرات تعلن حتمية البعث الإسلامي): و هذا البعث الإسلامي عند الصادق إنما هو بعث للمهدية كما سنوضح في فصل قادم: و قد وضع الصادق صورة متكاملة لفكرة هذا البعث ، و ضمنها الكتب التي كتبها في سجنه ، و في فترة ما بعد السجن .. فمن يكون (القائد الملهم) الذي تحتاجه الجماعة حاجة ملحة لتحقيق هذا البعث الحتمي إذا لم يكن هو الصادق نفسه؟!
إن كل الدلائل تشير الي أن الصادق يؤمن بحتمية قيادته للأمة كإيمانه بحتمية البعث الإسلامي الذي يبشر به ، و الذي وضع تصورا لمبادئه ، و وسائله ، و ملابساته ، في كتبه: 1- الصحوة 2- الدعوة 3- القوت 4- الرئاسة ..

من كتاب "الصادق المهدي!! والقيادة الملهمة!! والحق المقدس؟!"
للاخوان الجمهوريين

Post: #92
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: Omer Abdalla
Date: 11-03-2010, 02:44 AM
Parent: #91


حل الحزب الشيوعي
لقد إستغل الصادق نفوذه الطائفي ليصل الي زعامة حزب الأمة ، ثم لرئاسة الوزارة ، رغم حداثة سنه .. و عندما تآمرت الأحزاب السلفية و الطائفية ، و حلت الحزب الشيوعي ، بعد أن عدلت لذلك الدستور القائم آنذاك ، كان الصادق من الذين وقفوا خلف هذا الإجراء .. و لقد كان الشيوعيون آنذاك مصدر إزعاج لحكومات الطائفية ، بما يقدمونه لها من نقد ، خصوصا في المجال الإقتصادي مما جعل تلك الحكومات تضيق بهم ، و تقوم بطرد نوابهم من الجمعية التأسيسية .. هذا مع العلم أنهم كانوا يمثلون الصفوة من المتعلمين ، إذ أنهم فازوا في دوائر الخريجين .. و بهذا الإجراء قام الدليل العملي علي أن حكومات الطائفية لم تكن حكومات ديمقراطية ، بحال من الأحوال .. و عندما حكمت المحكمة العليا ، بأن تعديل الدستور ، و ما ترتب عليه من حرمان قطاع من المواطنين من حقهم الأساسي ، في حرية الرأي ، و حرية التنظيم عمل غير دستوري ، إعتبر الصادق- الذي كان رئيس الوزراء آنذاك- إعتبر حكم المحكمة العليا حكما تقريريا .. فقد قال الصادق يومها ، فيما نقلته جريدة الرأي العام في عددها بتاريخ 13/1/1967 ما يلي : (تحدث السيد الصادق المهدي ، رئيس الوزارة ، في الندوة السياسية التي نقلها التلفزيون ، و الإذاعة ، عن الأزمة الدستورية ، و عن قرار المحكمة العليا ، فأكد إحترام الحكومة للقضاء ، في حدود إختصاصاته ، و قال: إن الجمعية التأسيسية التي تملك الحق في وضع الدستور الدائم للبلاد تملك الحق أيضا في تعديل الدستور المؤقت ، و أشار الي ان الحكومة غير ملزمة بأن تأخذ بالحكم القضائي الخاص بالقضية الدستورية ، و لكنها ستسير في إجرآءتها التي إتخذتها ، و هي تقديم إستئنافها الي محكمة الإستئناف العليا) .. و بهذا القول حقر الصادق القضاء ، و سلبه أهم مقوماته ، و هو تنفيذ أحكامه .. و بذلك دلل علي أنه لا يتورع من إتخاذ أي أسلوب لمحاربة خصومه السياسيين .. و قد أدت قولة الصادق هذه الي خلق أزمة حادة بين الحكومة و القضاء ..

من كتاب "الصادق المهدي!! والقيادة الملهمة!! والحق المقدس؟!"
للاخوان الجمهوريين

Post: #93
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: Omer Abdalla
Date: 11-03-2010, 02:47 AM
Parent: #92


الصادق و مهزلة محكمة الردة
عندما دبرت الطائفية و الأحزاب السلفية ، مهزلة محكمة الردة في 18/11/1968 لإسكات صوت الجمهوريين الذي أزعجهم ، كان الصادق المهدي من الذين دبروا تلك المكيدة السياسية ، و وقفوا الي جانبها .. فأسمعهه يقول في تأييده لها علي صفحات جريدة أنباء السودان العدد الصادر بتاريخ 29/11/1968 ما نصه: (علق السيد الصادق المهدي علي آراء الأستاذ محمود محمد طه الأخيرة بقوله: إن أفكار رئيس الحزب الجمهوري خارجة عن نطاق الدين و الشريعة الإسلامية و إن التفكك و الإنحراف الذي تعيشه بلادنا هو الذي سهل من قبل لدعاوي الكفر و الإلحاد أن تتفشي و إذا أردنا حقا القضاء علي الردة و الإلحاد فيجب أن نسعي جميعا لإقامة دولة الإسلام الصحيحة و أضاف السيد الصادق بأن الوضع الحالي كله خارج الشريعة الإسلامية و هذا ما مهد قبلا لإعلان مثل هذه الأفكار و الدعاوي الغريبة دون أن تجد من يردعها) ، و الوضع الذي يصفه الصادق بأنه كله خارج الشريعة الإسلامية هو الوضع الذي حكم فيه الصادق كرئيس للوزراء ، و ما يرمي إليه من إقامة لدولة الإسلام الصحيحة إنما هو ما كانت الطائفية تسعي إليه من إقامة دستور يلتحف قداسة الدين ، و الدين منه براء ..

من كتاب "الصادق المهدي!! والقيادة الملهمة!! والحق المقدس؟!"
للاخوان الجمهوريين

Post: #94
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: Omer Abdalla
Date: 11-03-2010, 03:19 AM
Parent: #93


بعد المصالحة الوطنية مع نظام مايو وافق السيد الصادق المهدي علي نظام الحزب الواحد "الإتحاد الإشتراكي" و ذلك بقوله، في مقابلة صحفية أجرتها صحيفة (القبس) الكويتية وتم نشرها بالعدد 1905 ، بتاريخ الأربعاء 7/9/1977 (أما الآن فموضوع عدم الرغبة في التفرق الحزبي و الحرص علي إيجاد وعاء قومي ديمقراطي لتوجيه الإرادة السياسية هو محل إتفاق كل الأطراف) .. و قال عن النقاط التي يوافق فيها نظام مايو:
(ثانيا: لم يعد هنالك خلاف حول ضرورة أن تكون التنمية و النظام الإقتصادي علي أساس إشتراكي.
ثالثا: لم يعد هنالك خلاف علي أن يكون التشريع في البلاد إسلاميا مع مراعاة حقوق الأقليات الدينية خاصة في جنوب السودان ..
رابعا: المعارضة متفقة أساسا علي نظام رئاسي جمهوري في الحكم و هو أمر ليس محل خلاف الآن ..
خامسا: لم يعد أحد يطالب بأن تكون القوات المسلحة كما هي ، في النظم اللبرالية بعيدة عن المسيرة السياسية فميثاق الجبهة الوطنية ينص علي أهمية المشاركة السياسية للقوات المسلحة دون أن يؤثر ذلك علي الإنضباط اللازم لكينونتها ..
سادسا: هناك إتفاق علي أهمية الحكم الذاتي الإقليمي لجنوب السودان و جوهر هذا المفهوم قد إتفقت عليه كل الأحزاب السياسية قبل إتفاقية (أديس أبابا) و ذلك في ديسمبر 1966 ..
ثم هو يوافق نظام (مايو) علي التنمية التي قام بها و يقول: (فمن حسنات النظام الحالي في السودان التنبه بأهمية التنمية و التعريف بالإمكانيات السودانية و الدخول في مشروعات معينة مثل غزل بورتسودان و حاج عبد الله و نسيج شندي .. )
وكان أن أدى الصادق المهدي قسم الولاء لثورة مايو وقد جاء عن الخبر فى عدد 4/8/1978 من جريدة "الأيام" ما نصه: (ادى السيد الصادق المهدى عضو المكتب السياسى للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى السودانى القسم امام السيد الرئيس القائد جعفر محمد نميرى مساء امس بمكتبه بالاتحاد الاشتراكى) .. وكان نص قسم الولاء الذى اداه السيد الصادق كما يلى: (اقسم بالله العظيم ان اكون مخلصا وصادقا لثورة مايو الاشتراكية وان ادعم تحالف قوى الشعب العاملة وتنظيمها القائد الاتحاد الاشتراكى السودانى)

Post: #95
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 07:36 AM
Parent: #94

بسم الله الرحمن الرحيم


نبذة عن حياته
سيادة السيد الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي
رئيس مجلس الوزراء لجمهورية السودان



· ولد بأمد رمان في عام 1935م.

· تخرج من جامعة اكسفورت بإنجلترا عام 1957م.

· عمل مديراً للقسم الزراعي ثم القسم العقاري بدائرة المهدي وعضواً بمجلس الإدارة كما كان رئيساً لاتحاد منتجي القطن بالسودان.

· طاف كثيراً من أقطار أفريقيا والشرق الأوسط وأوربا.

· كاتب وأديب وباحث اقتصادي وسياسي ومن مؤلفاته كتاب((مشكلة الجنوب)) وكتاب((عام بعد ثورة أكتوبر)).

· اشترك في ثورة الحادي والعشرين من أكتوبر في عام 1964م ولعب دوراً قيادياً فيها.

· أنتخب رئيساً لحزب الأمة في عام 1964م.

· أنتخب نائباً بالجمعية التأسيسية عن الدائرة 62 كوستي الجنوبية في ديسمبر من عام 1965م

· اختير بواسطة الجمعية التأسيسية رئيساً لمجلس الوزراء في 25/7/1966م

كلمات للرئيس مأثورة:

· قال السيد الصادق المهدي رئيس مجلس الوزراء:

· أن أول الإطارات العامة التي نعمل بموجبها هي الإطار الإسلامي فنحن نمهد لدستور البلاد الدائم فلا بد أن نجعل تيار البلاد العام تياراً يمهد لخلق وتكوين مجتمع مسلم.

· نريد إقامة مجتمع للكفاية والعدل والعلم.

· الديمقراطية التي أوجست بعض الأنفس على مصيرها فإنا أن شاء الله نحميها ونقويها وندعمها وبها وبسند الشعب وتوفيق الله نقف في وجه كل تآمر داخلي وخارجي.

· إن للديمقراطية بيئة لا تترعرع إلا فيها تلك هي بيئة العدالة الاجتماعية التي ينتـفي فيها استغلال الإنسان لأخيه.

· إن أوجه أكتوبر الثائرة المتحركة التي كانت تناشدنا دائماً وتقف في جانبنا كلما واجهنا محنة أو مشكلة تطلب منا الكثير جداً من إنجازات وأعمال.

· نريد تنقية المجتمع مما فيه من أوشاب وضلالات.

· نريد خلق وعى إقليمي لدي قمة المسئولين يعالج الفجوة التي تعيش بين المسئولين في الخرطوم وبين الذين يعيشون في الأقاليم ويجعل القاعدة والقمة في تجانس ووئام.

· نريد سيادة المواطن في بلاده على كل مقدراتها وخاصة الاقتصادية حتى يكون الإدارة فيها وفي تصريفها.

Post: #96
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 07:38 AM
Parent: #95

أول خطاب للرئيس

فيما يلي أول خطاب ألقاه السيد الصادق أمام الجمعية
التأسيسية غداة 27/7/1966 عند انتخابه رئيساً للوزراء

بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس:

إني إذا اشكر أخواني وزملائي أعضاء هذه الجمعية على الثقة التي أولوني إياها وعلى هذا التأييد أرجو من الله سبحانه وتعالي أن يقوني وأن يمدني بمدد من عنده أنا وزملائي لنحمل أمانة المسئولية في هذه البلاد وأن يكتب لنا العظة في مسلك من سبقنا حتى لا نفقد هذه الثقة بل نحفظها على مر الأيام خدمات لمواطنينا وإسعاداً لهم وتقوية لبلادنا في الداخل والخارج. أننا يا سيدي الرئيس قد خضنا في الأيام القليلة الماضية تجربة نادرة تلك تجربة العمل على توطيد أركان الديمقراطية في الأحزاب السياسية الكبرى وعلى رأسها الحزب الذي كانت تدور التجربة في داخله أننا يا سيدي الرئيس ما لجأنا لهذه الجمعية لتحسم أمورنا ولتضع فيها كلمتها القاطعة ألا بعد أن وجدنا عزوفاً أكيداً عند بعض زملائنا ألا يستمعوا لرأي الجماعة وألا يقدروه وألا يتبعوه وقد كان هذا العزوف في مرات ثلاث كل واحدة منها كانت تؤكد بتعبير صادق واضح عن إدارة الجماعة ورأيها واتجاهها ولكنها قوبلت في ثلاثتها بالأعراض والعزوف فشرع الرأي العام يواكب دعوتنا ويسايرها معنا ويرخ معنا وينادي أن تطبيق الديمقراطية بالصورة والقوة التي سندها الرأي العام وسندها هذا الشعب سنداً منقطع النظير ثم لجأنا لدستور البلاد لكي يكون دستور البلاد مجالاً لتصحيح أي أوضاع غير ديمقراطية يريد الناس أن يحتموا بها ولذا فأن هذا الأمر الذي تم بهذه الطريقة كان أمراً استوجبته هذه المواقف المتكررة في وجه رأي الجماعة وإرادة المجموعة الديمقراطية وقد كانت المحنة التي اضطرارنا لخوضها قاسية – قاسية - لكن فيها صراعاً بين أفكار معددة وولاءات متعددة ولأن فيها خلافا بين الجماعة كانت تعيش في جو سياسي واحد وبيئة سياسية واحدة فانطبق فيها الحرج الذي ينطبق في نفس من قال:

قومي وهم قتلوا اميمة أخي فإذا رميت يصيبني سهمي

إن الجماعة يا سيدي الرئيس التي رأت أن لا بد من أن تسير القافلة مهما كانت أوجه الحرج ومهما كانت الصعاب في مجموعاتها المختلفة النيابية وغير النيابية صممت أن تكتب تاريخها وأن تسير سيرها مهما ما اعترضتها من عوائق ومهما واجهن من مشاكل وهذه الجماعة والنواب الذين وقفوا هذا الموقف قد ساروا في ذلك بتماسك وصبر ورباطة جأش ولم تدخلهم أي داخله حسب علمي تزحزح من عزيمتهم أو تضعف من تلك العزيمة بل وقفوا في وجه كل صراع نفسي وإغراء بأي صورة أخذ ذلك الإغراء شكله وساروا سيرتهم حتى كتبوا كلمتهم لامتهم في الأيام القليلة الماضية لاقوا يا سيدي الرئيس في الحق صعاباً تشيب لها النواصي بطلاقة أوجه وبلاغة السن.

... أننا يا سيدي الرئيس بعد أن كتبنا هذه الكلمات وطبقنا هذه المعاني سوف نسعى لحفظ حقوق من تخلف عنا وسنعتبرهم غياباً حتى يكتب الله لهم الحضور وسنلتزم بحقوقهم معنا أقلية مكرمة معززة متى ما احتملت مكانها وسط الجماعة ومع الجماعة في موكبها وسيرتها ومسئوليتها. وأما أولئك الذين أخذوا يغمزون ويلمزون ويهمسون وأخذوا يعتبرون أن المهمة السياسية هي النيل من الأشخاص والطعن في نواياهم فأنا سنسكت عما ذهبوا إليه وقد قررنا أن نصمت من كل ما يأخذ شخصاً بسيئة أو لأئمة ماعدا ما ينبغي أن يحاسب ليه الشخص في وسط الجماعة أو أنحاز أو أنحرف عن رأي الجماعة وسيكون شأننا في ذلك يا سيدي الرئيس شأن المقنع الكندي.



وإن الـذي بيني وبين بني أبـى وبين بني عمى لمختلف جــداً

فإن أكلوا لحمى وفرت لحومهـم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجداً

وإن زجروا طيراً بنحس ألم بي زجرت لهم طيراً تمر بهم سعـداً

ولا أحمل الحقد القديم عليهمو فليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

إن المرحلة القادمة يا سيدي الرئيس بعد هذه التجربة تواجهنا بتطلعات عديدة. فأوجه أكتوبر الثائرة المتحركة التي كانت تناشدنا دائماً وتقف في جانبنا كلما واجهنا محنة، أو مشكلة تطلب منا الكثير جداً من إنجازات ومال، ولذا يا سيدي الرئيس مع أنى سوف الجأ لبحث دقيق أنا وزملائي من أعضاء الحزبين المؤتلفين حزب الأمة والوطني الاتحادي وسنخاطب هذه الجمعية مخاطبة واضحة بما نود أن نعمل مدقـقين مفصلين موضحين ملتزمين. مع أن ذلك هو ما ننوي أن نقوم به إلا أنه لا يعذرنا أحد إذا لم نشر إشارة واضحة عابرة في هذه المرحلة الأولى قبل مرحلة التدقيق ومرحلة الالتزام بتوضيح معناها، وأن يحاسبنا إن أخطأنا.

أما الإطارات العامة يا سيدي الرئيس فأولها الإطار الإسلامي الذي نأمل بموجبه أن نمهد لدستور البلاد الدائم وان نجعل تيار البلاد العام تياراً يمهد لخلق وتكوين وتدعيم مجتمع مسلم.

والتيار الثاني يا سيدي الرئيس ذلك الذي يختص بإقامة مجتمع للكفاية والعدل والعلم.

والرابع يا سيدي الرئيس هو الديمقراطية التي وإن دقت بعض القلوب وأوجست بعض الأنفس على مصيرها فإنا أن شاء الله نحميها ونقويها وندعمها وبها وبسند الشعب وتوفيق الله نقف في وجه كل تآمر داخل وخارجي إن شاء الله.

والراية الثالثة يا سيدي الرئيس راية المصالحة الوطنية التي نود أن نسير فيها ونود أن نزيل بها جميع أوجه التضارب في الحياة الوطنية العامة ونأمل أن نكون مؤتلفين سائرين في خلق دعائم المصالحة الوطنية.

والراية الخامسة يا سيدي الرئيس تلك تدعيم وتقوية شعبية الحكم حتى يكون ممتزجاً بين الناس على اختلاف فئاتهم، وعلى تباعد أقاليمهم وعلى اختلاف نزعاتهم واتجاهاتهم وأن يكون طابعه طابعاً شعبياً واضح المعالم لا يشكو منه أحد.

والراية السادسة يا سيدي الرئيس هي سيادة المواطن في بلادة على كل مقدراتها وخاصة الاقتصادية حتى يكون حر الإرادة فيها وفي تصريفها.


يتبع

Post: #97
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 07:38 AM
Parent: #95

والسابعة يا سيدي الرئيس هى رفع رايات العزة والكرامة للوطن في الخارج وبروز ذاتية والتضامن مع الشعوب التي تشارك تلك الذاتية وجداناً ومبدأ ومصلحة مشتركة.

ثم يا سيدي الرئيس سنتقدم ببرنامج موقوت محدد يحدد كل ما نود أن ننجزه في الفترة الانتقالية القادمة وهي فترة قصيرة فسنلتزم فيها بأشياء محددة وموضحة ونقوم إن شاء الله بتنفيذها في تلك الفترة ملتزمين بأوقاتها ونصوصها وتفاصيلها فيما يتعلق بمراجعة الميثاق الذي كان يربط وما زال يربط الحزبين المؤتلفين وتحديد ما تم تنفيذه منه وما لم ينفذ، وتنفيذ ذلك على الوجه الأكمل الصالح. وكذلك أن عالج أسقام البلاد في الأوضاع المحددة الآتية:

في الإنتاج، وفي مسألة الأمن، وفي مسألة الجنوب، وفي مسألة تنقية المجتمع مما فيه من أوشاب وضلالات، وفي مسالة اتجاه الحركة النقابية والفئوية وتنظيمها وفي مسألة الحياة المخططة اقتصادياً واجتماعيا،ً وفي مسألة خلق وعي إقليمي لدى قمة المسئولين الاتصال المباشر الذي يجعل القاعدة والقمة في تجانس ووئام وكذلك يا سيدي الرئيس فيما يتعلق بمسألة الاتصال العام والرأي العام والصحافة، ففي هذه النقاط التي حدث فيها اضطراب وحدثت فيها أشياء تحتاج إلى تدقيق وتوضيح فإنا إن شاء الله نلتزم ببرنامج محدد موقوت بأوقاته وظروفه ونعمل إن شاء الله وبتوفيق منه على تنفيذ ذلك البرامج في الفترة القصيرة القادمة التي ستكون إن شاء الله موقوتة محدودة.

إن التجربة التي عشناها يا سيدي الرئيس في الفترة وهي تجربة فرض إرادة الأمة السودانية عن طريق جمعيتها التأسيسية ترفع أسهم هذه الجمعية إلى أعلا عليين، وتجعلها منارة الرأي والقيادة السياسية في البلاد وتجبرنا نحن جميعاً أن ننظر في أمر تنشيط هذه الجمعية تنشيطاً يجعل أعضاءها يشعرون بجسامة مسئولية ويشاركون فيها فحصاً وتدقيقاً ومحاسبة بصورة تمكنهم من المشاركة في المسئولية بصفة واضحة محددة. وهذا يا سيدي الرئيس ما تنطوي عليه وما يمكن أن يتحقق عن طريق تعديل اللوائح وما يمكن أيضاً أن يتحقق عن طريق شعور المسئولين في قيادة هذه الجمعية عن ضرورة إشراك النواب معهم في هذه المسئوليات محاسبة وتدقيقاً وتعاوناً في إحقاق الحق وإبطال الباطل، وأن المرحلة القادمة يا سيدي الرئيس نرجو لها أن تشهد مولد تدعيم للائتلاف الذي نشأ بن أكبر حزبين في هذه البلاد تدعيماً يمكن هذين الحزبين أن يزيلا أوجه الاختلاف الشكلية وأن يدعمها بائتلاف موضوعي ينفذ إلى كل مستويات العلاقة بينهما حتى يكون صرحاً قوياً يدافع عن حقوق هذه الأمة ويربط آمالها بعضها ببعض، ويحقق لها أهدافها البعيدة والقريبة إن شاء الله.

نرجو من الله سبحانه وتعالي أن يزيد من تدعيم هذا الائتلاف ومن تقويته ومن زيادة أوجه التدعيم الموضوعية على ما كان من علاقة شكلية قائمة في الماضي حتى ينبع من ذلك قوة متينة لا تكون قوة لعزل الآخرين وإنما تكون قوة لجمع السودانيين حول نواة الحق والتقدم والتطور والسير إلى الأمام، وذلك يا سيدي الرئيس جزء من الدعوة التي كنا ومازلنا وكان كثير من السودانيين ينادون بها وهي أن يلتقي الناس وأن يتمكن الناس من اللقاء في صعيد واضح المعالم بين، لا على أساس الحكم وإنما على أساس أن هنالك مصلحة وطنية يمكن للناس أن يجتمعوا حولها وأن يدعموا موقفهم فيها، ولسوء الحظ أن بعض الناس ظن أن في هذه الدعوة حلا للأحزاب وأن في هذه الدعوة رغبة في القضاء على الأحزاب وانما الدعوة تنطوي على أن تسير الأحزاب وفق إرادتها وبمحض إرادتها للوفاق واللقاء القومي وأن يعزف الناس بعد الآن من سماع كل هماز مشاء بنميم.

(( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين))

سيدي الرئيس نحن نشكو لله ضعفنا ونشكو له الصعاب التي ستواجهنا ونشكو له قلة عديدنا وكثرة المشكلات التي تواجهنا ولكن نرجوه سبحانه وتعالي أن يقابلنا بمثل ما قابل ذنوب إذ قال: (فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين) ونرجوه سبحانه وتعالي ونحن في حالة خوف من جسامة المسئولية وفي حالة وجل مما تقتضي أن يعاملنا أيضاً كما عامل موسى عليه السلام ((وأوجس في نفسه خفية موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى)).

سيدي الرئيس الناس بين الحق والباطل عبر التاريخ اثنان ويختلفان دائماً في مواقف الحق والباطل وقد روى الله سبحانه وتعالي لنا روايات عديدة عن هذه المواقف: ((كذبت ثمود المرسلين إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون أني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعوا وما أسألكم عليه من أجر أن أجري إلا على رب العالمين أتتركون فيما هاهنا آمين في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال بيوتاً رهين فاتقوا الله وأطيعوا أمر المرسلين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون)) وآخرون ممن قال الله سبحانه وتعالي فيهم ((الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)) نسأل الله سبحانه وتعالي أن يجعلنا من الآخرين وأن يجعل أمتنا كذلك وأن يوحد بين قلوبنا وأن يجعلنا نسير في هذا الدرب عاملين على نهضة أمتنا ورفعة شأنها.

لقد كان غريباً أن يقول بعض الناس كيف يدعي لوحدة قومية وجمع للصف بينما خرجت جماعتنا من خلاف ومحنة كبرى في أيام قليلة ماضية والسبب يا سيدي الرئيس: أننا لا ندعو لوحدة الصف بالرغم من انحراف الهدف، وإنما ندعو لوحدة الصف على استقامة الهدف.

إني سيدي الرئيس أود أن أشكر أخواني الذين وضعوا الثقة في وأن أهنئ في نهاية خطابي هذا جنودنا البواسل الذين يقومون بمسئولة الوطن في الدفاع عن وحدة ترابه والقضاء على حركة التمرد وأوجه بأسمى واسم زملائي في الحزبين المؤتلفين نداءاً حاراً أن يجعل أمتنا من ((الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Post: #98
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 07:40 AM
Parent: #97

التشكيل الوزاري
كلمة السيد/ الصادق المهدي رئيس مجلس الوزراء

التى أعلن فيها تشكيل حكومته الجديدة



بسم الله الرحمن الرحيم


بنى وطني: السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته

أود هذا الصباح أن أنقل إليكم نبأ تكوين الحكومة الائتلافية الثانية وأعضاؤها وهم السادة: عبد الله عبد الرحمن نقد الله، أحمد بخاري، أحمد إبراهيم دريج، عمر نور الدائم، محمد الحلو موسى، حمزة ميرغني وهو مستقل وقد وصل بالأمس ونحن ننتظر تأييد قبوله بعد لحظات، إبراهيم المفتي، محمد أحمد المرضي، نصر الدين السيد، حسين الهندي، مأمون سنادة، عز الدين السيد، حسن عوض الله، جار فيس ياك، واراب أكيج يير، وأن السيدين جار فيس ياك واروب أكيج يير يمثلان مواطنينا في المديريات الجنوبية كما ينص على ذلك الدستور.

إن بان هذه الوزارة المكونة من ستة عشر شخصاً بما فيها رئيس الوزراء يوضح أن عملهم في الوزارة في الماضي كان بيانه كالآتي:

تسعة منهم لم يسبق لهم الاشتراك في وزارة، وستة منهم كانوا أعضاء في الحكومة الماضية، وواحد منهم سبقت له التجربة الوزارية وذلك في جزء من حياة الوزارة الماضية، ولقد عمدنا إلى طريقة جديدة لاختيار ممثلي مواطنينا من الجنوب وذلك بعد أن اتفقت الأحزاب المؤتلفة على مبدأ إشراكها وذلك باختيار اثنين منهما من بين موظفي الخدمة المشهود لهم بالكفاءة والمعرفة، اتصلت بالأحزاب الجنوبية المختلفة وشرحت لهم الظروف التى تحول دون تمثيل الأحزاب الجنوبية أولاً لكثرة عددها وثانياً لأنه ينتظرها خوض انتخابات في المديريات الجنوبية فأوضحت لهم أن أسلم طريق اتفق عليه الحزبان المؤتلفان هو أن يمثل الجنوبيون عن طريق مستقلين يختارون من الخدمة المدنية ممن يشهد لهم بالنزاهة والولاء للبلاد والمعرفة والتعليم، وأني سوف أتبع فيما يتعلق بالصلة بمواطنينا من الجنوب اتبع أسلوب المشاورات السياسية والاتصال الدائم كذلك سأنتهج هذا النهج في الصلة بمختلف الهيئات السياسية السودانية لإتاحة الفرصة لمن يتقدم بأن يتقدم به في نطاق مسموع معلوم معترف به، وكذلك لتشرح وتوضح لهم الاتجاهات المختلفة التى تنتهجها الحكومة الائتلافية إن شاء الله.

لا شك أني قد تحدثت في مجال سابق عن المهام الرئيسية التى تنتظر هذه الحكومة وألخص منها: أولاً: إيقاف التدهور في أحوال البلاد الاقتصادية وأحوال الخدمة المدنية وأحوال البلاد عامة.

ثانياً: الالتزام بإنجاز أشياء محددة تبين وتوضح وتؤقت.

ثالثاً: العمل للتمهيد لقيام مجتمع مسلم.

رابعاً: إجراء تحول في مسلك الحل في مشكلة الجنوب بما يمكن من الإسراع بإعادة الأمور لمجاريها وكذلك إعطاء مشاكل الأقاليم المختلفة اهتماماً بالغاً ونظرة خاصة.

خامساً: الاهتمام بالجمعية التأسيسية وتنشيط تلك الجمعية تنشيطاً يمكن أعضاءها من المساهمة الموفقة الناجحة في سيرها وعملها.

سادساً: العمل على تقوية ائتلاف الحزبين هذا الائتلاف الذي نأمل على أن يكون نواة للمصالحة الوطنية لا عزلا للمواطنين الآخرين أن شاء الله.

سابعاً: أن تحدد وتنجز سيادة السودان على موارد بلاده المختلفة.

ثامناً: كتابة الدستور الدائم للبلاد في الفترة الوجيزة القادمة إن شاء الله وأن الخطوات المحددة التى تنتظرنا كحكومة الآن هي أن نجتمع:

أولاً: للنظر في وضع الوزارات المختلفة لأن تنظيماً جديداً ينتظرها ذلك التنظيم الذي يمكن من تنسيق الوضع في الوزارات المختلفة وإزالة أي خطأ في توزيع المصالح المختلفة على الوزارات المختلفة ثم توزيع تلك الوزارات لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

ثانياً: إعداد المخاطبة لجمعة التأسيسية وفض الدورة الحالية ذلك إعداداً واستعداداً للدورة القادمة.

ثالثاً: تحضير العمل اللازم قبل فض الجمعية وتحديد موعد انعقادها مع الرئيس الجمعية حتى نتمكن من إنجاز الأعمال الهامة قبل فض الدورة وتحديد الموعد للدورة القادمة أن شاء الله.

إنا يا بني وطني نأمل أن نوفق في هذه المهام الجسيمة ولا يسعنا إلا أن نسأل الله سبحانه وتعالي أن يمدنا بمدد من عنده وأن يوفقنا لتأييد وثقة شعبنا حتى نسير إلى الأمام ((لا يكلف الله نفساً إلا وسعها عليها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا أن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا أصراًُ كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين)) صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته.


Post: #99
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 07:40 AM
Parent: #1

المنهج السياسي

فيما يلي نص الخطاب الذي ألقاه السيد الصادق المهدي

رئيس مجلس الوزراء أمام الجمعية التأسيسية صباح

يوم 10.8.1966 كمنهج لسياسة حكومته



بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الرئيس:

السلام عليك وعلى أعضاء هذا المجلس الموقر

إن رفاقي أعضاء مجلس الوزراء وأنا مهم نود أن نشكر هذه الجمعية مرة أخرى لما أولتنا من ثقة وأن نشكر السيد رئيس وأعضاء الحكومة السابقة على ما قدموا ونود أن نقرأ عليكم في نهاية هذه الدورة البرلمانية بياناً سياسياً يوضح الخطوط العريضة لسياستنا ونقطع وعداً بان نقدم خطاب الدورة والميزانية السنوية في مستهل الدورة القادمة.

وهذا الوضع يتمشى مع التقاليد الديمقراطية الجادة فلا بد لنا إذا تحدثنا أن نتحدث بما نعلم وإن قلنا أن يكون ما ننطق به مطابقاً لما نفعل، وهذا يقتضي أياما من الدرس والتحميض تكون ثمارها التزامات محددة وأرقاماً محققة واتجاهات تخضع للمحاسبة الدقيقة المفيدة.

سيدس الرئيس:
إن شعب هذه البلاد شعب سكوت قليل الانفعال كثير التسامح في مسلكه السياسي. ولكن بالرغم من هذا الطبع الغالب في حياته فإن عبقريته قد تفجرت في لحظات تاريخه الحاسمة تفجراً هائلا تكاد السماوات ينفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا.

ففي الحادي والعشرون من أكتوبر 1964م أتحف شعبنا العالم بأحد انتفاضاته الفذة فانتزع حريته من بين أسنة السلاح وألسنة النيران انتزاعاً، ومضي يجمع انتصاراته حتى أقام هذه الجمعية جنيناً شرعياً لتضحيات الثورة ودليلا عمليا على إيمان شعبنا بالديمقراطية، وتكليفاً لقيادات السودان السياسية بحماية الديمقراطية، وعزلا محققاً لأعداء النظام الديمقراطي وحشرا لهم مع المنبت فلا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقي.

إن النظام الديمقراطي ومقوماته وهي كفالة الحريات الأساسية، وسيادة القانون وأن يكون الحاكم نائباً عن الشعب خاضعاً لمحاسبته.. أمانة في أعناقنا نحرسها بحكمة الشيب وعزيمة الشباب.

إن للديمقراطية بيئة لا تترعرع إلا فيها. تلك هي بيئة العدالة الاجتماعية التي ينتفي فيها استغلال الإنسان لأخيه ويتحرر المواطن من ذل الحاجة وينشأ الإخاء بين الناس فيكون جميعهم كبنيان يشد بعضه بعضا.

سيدي الرئيس:

إن التكوين الغالب لشعبنا تكوين إسلامي وإن التعبير الغالب له تعبير عربي ولا تتوحد إرادة هذه الأمة وتحدد ذاتيتها وتتوفر عزتها وكرامتها إلا في ظل بعث إسلامي عربي يبعث كرامة الأكثرية دون مساس بحقوق الأقلية فلا رجعة لنا عن مبدأ حرية العقيدة والعبادة ولا بد لنا من التسامح الاجتماعي فليس منا من دعا إلى عصبية.

سيدي الرئيس:

إن مقومات شعبنا المعنوية والمادية لا حدود لها فالسودانيون ما برحوا يشدون إليهم الأنظار إعجاباً في مواقف تاريخية متتالية والسودان ما زال مستودع ثروات مادية هائلة ولكننا بالرغم من هذه النعم لا نستطيع أن ننسب إلى واقع بلادنا السعادة بل أنا لنلمس تدهوراً ملموساً في شتى ميادين حياتنا.

تدهوراً وجب علينا عملا بالمصارحة الوطنية في تصريف شئون الحكم أن نرفع عنه الحجاب وأن نخاطب به الأمة وأن نحرك به وجدانها الذي إذا تحرك أحق الحق وأبطل الباطل.

لقد شهدت بلادنا في السنوات القليلة الماضية تدهوراً في حالها الاقتصادي، تعاقبت السنوات الأربع الأخيرة وتبلورت أثناءها اتجاهات لازمت حياة بلادنا الاقتصادية حتى وصلت بها إلى ما هي عليه اليوم تلك الاتجاهات هي:

(1) انخفاض مستمر في أرصدة بلادنا من العملات الأجنبية منذ عام 61/62 وقد أخذ هذا الانخفاض شكلاً منتظماً في العامين الماضيين وإليكم موقف الأرصدة في التواريخ الموضحة أدناه:

جنيه

28.200.000 يوليو 64

27.100.000 يوليو 65

14.100.000 يوليو 66

وهذا الرصيد ينبغي ألا ينزل عما هو عليه لأنه القدر اللازم لغطاء العملة.

(2) زيادة مستمرة في مصروفات الحكومة أدت إلى استدانة الحكومة من النظام المصرفي ( البنك المركزي) فكانت هذه المديونية تزيد تزايداً مستمراً كالبيان أدناه.

مليم جنيه

1.850.000.000 مارس 1965م

3.800.000.000 يونيو 1965م

5.000.000.000 يوليو 1965م

17.000.000.000 الآن في عام 1966م

وهذا الرقم من المديونية كبير ولا بد من معالجة مع هذا الاتجاه.

(3) أسباب هذا التدهور عديدة ولكن السبب المباشر هو زيادة المنصرفات على ميزانية الإنشاء والميزانية العادية على ما يقدر لها مما يسبب عجزاً فقد كان العجز في الأعوام الماضية كالآتي:

جنيه

28.000.000 63.62

39.200.000 64.63

35.800.000 65.64

والمتوقع لعام 66.65 يساوى 33.500.000

أن هذا الموقف نتيجة حتمية لضعف الإنتاج موقف سوق القطن وضعف السيطرة على المصرفات وأننا ننتظر من السيد وزير المالية بياناً مفصلاً عن الموقف المالي ومشروعاً مفضلاً لعلاجه. وقد وضع وزير المالية السابق ملاحظات في هذا الصدد شرع الوزير الحالي في دراستها ودراسة الموقف برمته للتقدم بمشروع إصلاح محدد.

ومن الناحية السياسية نجد أن بعض الخصومات قد استفحلت بعد أن زالت أكثر أسبابها الموضوعية. ومن الناحية الاجتماعية نجد أن الأخلاق العامة قد انحطت فقل تقدير المسئولية ونداء الواجب كما ضعفت الإخلاف الخاصة وكثر الانحلال وسامر الهوى والمجون. ومن ناحية الخدمة العامة فأن ضعفاً ملحوظاً قد تسلل إلى صفوفها فانحلت إدارتها وقل إنتاجها فأدى ذلك إلى تدهور في أدوات الإدارة والأمن.

سيدي الرئيس:

أن مواطنينا أصبحوا يصيحون صيحات المستغيث من هذا الواقع فوجبت علينا جميعاً النجدة وأنا لنأمل أن نكون رأس الرمح للإصلاح وأن نمنح بلادنا القيادة وأن تمنحنا الثقة والتأييد لنوقف هذا التدهور في كل ميادينه أن العهد الذي نقطعه ونشمر عن سواعدنا من أجله هو إيقاف التدهور.

سيدي الرئيس:

أن مهمة حكومتنا مهمة انتقالية وأننا في هذه الفترة سوف نتوجه نحو الأداء الآتي:-

توصيات الجمعية:-

لقد أجازت هذه الجمعية الموقرة منذ انتخابها توصيات اغلبها لم ينظر وأنا سوف ندرسها وننفذ ما يمكن تنفيذه ونوضح ما لا يستطاع تنفيذه ونحد الأسباب المانعة لذلك.

قرارات الحكومة السابقة:-

لقد اتخذت الحكومة الماضية عدداً من القرارات بعضها شرع في تنفيذ وبعضها لم ينفذه وهذا الذي لم ينفذ سننفذ منه ما نقر نعدل ما يلزمه التعديل.

ونسقط ما لا نرى صلاحيته ونوضح أسباب ذلك.

أن من بين تلك القرارات ما ينطبق بنودا رئيسية في ميثاق الائتلاف وما سنعمل على تنفيذه نذكر منها مسألة تصفية الإدارة الأهلية في مناطق الوعي وتطويرها وتطهيرها في المناطق الأخرى ومسألة تحويل المشروعات الخصوصية لجمعيات تعاونية بعد مرحلة الرخصة الأولى.

ومسالة توفير المياه الريفية وقد ربطناها بتنمية الثروة الحيوانية وسوف نولى أمر المياه جهداً لا كلل فيه ولا ملل.

إجراءات فورية:-

(1) تكوين لجنة قومية للدستور تتكون من لعناصر الممثلة في هذه الجمعية ومن العناصر السياسية غير الممثلة في هذه الجمعية والتي تتمتع بكيان سياسي شرعي ويكون للهيئات السودانية المختلفة حق إبداء الرأي في هذه اللجنة وفق خطة شاملة تضعها اللجنة القومية للدستور عند كمال تكوينها الذي سيتم في بحر الشهر الجاري.

(2) تعديل الدستور لقيام محكمة استئناف عليا وهذا أيضاً يتم في بحر هذا الشهر.

(3) تكوين لجنة لتعيد النظر في قوانين السودان لتضع اصلها باللغة العربية ولتسقط منها ما ينافي مبادئ الإسلام وقد تقرر قيام هذه اللجنة وشرع في تكوينها.

(4) إجازة القوانين الهامة المعطلة كقانون المجالس المحلية الذي سيعرض لهذه الجمعية في بحر الأسبوع القادم وننتظر قراراها بشأنه حتى نجرى انتخابات المجالس ونملاً الفراغ المحلي الكبير الذي عاشت فيه مدن السودان وأقاليمه نصف عام.

النهج السياسي:-

أن أهم ما وفق أليه شعبنا بعد تحقيق النظام الديمقراطية هو تحقيق الائتلاف بين أكبر حزبين في البلاد ذلك الائتلاف القائم على أساس ميثاق محدد معتصم بمصلحة البلاد. لم يكن الائتلاف ولا ينبغي أن يكون سبيلا لعزل الآخرين بل أن العناصر المكونة له تعمل ليكون نواة لجمع الشمل الوطني ومنبرا للمصالحة الوطنية. أن ائتلافية الحكم لا تمنع قومية المسلك وهذا ما نسعى لتحقيقه وتأكيده أن باب المصالحة الوطنية مفتوح إلا أمام أعداء النظام الديمقراطي أو الذين يخضعون مصلحة السودان لسيادة أخرى. بعض الناس يستخفون بهذه الجمعية أن هذه الجمعية هي سفينة النجاة لهذه البلاد وأن نجاحها رهين بتنشيطها وإشراك أعضائها في المسئولية كالمحاسبة والمراقبة وهذا ما خططنا له على الصعيد الحزبي والائتلافي ويسرنا أن نلاحظ أن السيد رئيس الجمعية خطط له على الصعيد البرلماني باهتمامه بوضع لوائح للجمعية تفضل لوائحها الحالية.

النهج الاقتصادي:-

لقد أوردنا حديثاً إجماليا عن موقف بلادنا الاقتصادي وسوف يدلي السيد وزير المالية والاقتصاد ببيان أكثر تفصيلا وهو عاكف على دراسة الموقف ليتقدم لمجلس الوزراء بمشروع لعلاج الموقف ونحن ملتزمون بإيقاف التدهور في هذا الصدد وسنراجع تنظيم أجهزة التخطيط الاقتصادي.

المركزية وندعم أجهزة التنمية في الوزارات المختلفة ونقيم وحدات تنمية إقليمية ونمثل الأقاليم في جهاز التخطيط المركزي ونراجع الخطة العشرية ونضع خطة دورية أخري لا تزيد مدة سريانها عن خمس سنوات لدفع التطور الاقتصادي والاجتماعي في السودان دفعاً إلى الأمام.

ونلتزم بأحداث الإصلاح الاقتصادي الآتي:

(1) توضح معالم القطاعات الإنتاجية المختلفة وذلك لتحديد أوجه النشاط الاقتصادي التي ينفرد بها القطاع العام والنشاط ينحصر في القطاع التعاوني والنشاطي الذي يخصص للقطاع الخاص.

أننا نرحب بمساهمة راس المال الأجنبي في تطور بلادنا الاقتصادي ولكن ليس في كل المجالات ولذا فستحدد المجالات التي يشجع لخوضها والمجالات التي ليس من سياستنا أن نعمل فيها وستكون هذه الإجراءات خاضعة لدراسة دقيقة وستراعي العدالة التامة في جوانبها المختلفة فنحن نحكم بالقانون ونحكم بالقانون.

ونتيجة لها التفصيل فأننا سنضع دستوراً اقتصاديا ينظم هذه القطاعات ويحده مجالات نشاطها بما يلائم مصلحة البلاد في نهضة اقتصادية تقيم مجتمع الكفاية والعدل والعلم.

(2) سنعيد النظر في أجهزة الإنتاج في القطاع العام وأجهزة الإشراف على الإنتاج في القطاع الخاص والقطاع التعاوني وذلك لتفجير حملة لتنشيط الاقتصاد العامة الزراعي والحيواني والصناعي والتعديني.

(3) تنظيم التسويق لحاصلات البلاد وتقوية أجهزة التصدير وتشجيع تصدير منتجات السودان وإعادة تنظيم تجارة الواردات بما يتمشى وأهداف الاقتصادية العامة ويحقق سيطرة المواطن السوداني على موارد بلاده.

(4) إعطاء اهتمام خاص لتنمية موارد الثروة الحيوانية وموارد الإنتاج الزراعي البدائي ووضع مشروع ينفذ بمراقبة البنك الزراعي وعن طريق المجالس المحلية لمحاربة (الشيل) وتوفير التمويل للمزروع العادي.

(5) محاربة الغلاء ووضع مشروع لتركيز الأسعار بالنسبة للمواد الاستهلاكية الشعبية ومراقبة ذلك رسمياً وشعبياً.

النهج الاجتماعي:-

أولاً: العمل على تطهير المجتمع من الرذائل العلنية بقفل باب الدعارة وقد أمرنا أن لا تمنح الإقامة للعاهرات الأجنبيات وسنمنع شرب الخمر في الأماكن العامة وسنضع مشروعاً مدروساً للتطهير الاجتماعي.

ثانياً: الشروع في علاج الفجوة التي نشأت بين العاصمة والأقاليم بالاتفاق إلى الأقاليم وتقوية الصلة بها والعناية بمشاكلها في المد القصير والمد الطويل عن طريق خطة التنمية.

ثالثاً: توجيه الإرشاد القومي لمساعدة التطور الاقتصادي والاجتماعي في صهر جيوب التنافر الاجتماعي في بوتقة قومية وحدة.

نهج التربية والتعليم:-

(1) إخضاع التعليم لخطة دوريه محدده توضع سير التعليم الحكومي والموقف من التعليم الأهلي والتعليم الأجنبي.

(2) تنظيم التعليم المهني رأسياً بربط حلقاته الدنيا بالعليا ربطاً منظماً وأفقياً بتوحيد الإشراف على وحدات التعليم المهني العليا المختلفة وربط إنتاجها بحاجة البلاد.

(3) العمل على أن يكون التعليم الجامعي مخططاً منسقاً مع حاجة البلاد في الحاضر والمستقبل.

(4) تدعيم التربية الإسلامية في دور التعليم وتقوية الإرشاد الديني لغير المسلمين وزيادة اهتمام السوداني بتاريخه وتراثه القومي القديم والجديد.

مشكلة المديريات الجنوبية:

(1) مضاعفة الجهد لتحقيق الأمن والنظام في المديريات الجنوبية وذلك بالقضاء على حركة التمرد.

(2) فتح باب التفاهم والتعاون مع جميع مواطنينا من المديريات الجنوبية الذين يؤمنون بحل المشكلة على الأساس السياسي في إطار وحدة القطر السوداني.

(3) وضع مشروع لجنة الأثنى عشر موضع المشروع بين يدي لجنة الدستور القومية وتأكيد ضرورة تحقيق اللامركزية في حكم السودان.

(4) مضاعفة مجهودات الاستقرار في المديريات الجنوبية وإعادة المياه لمجاريها وتقوية الإشراف على هذه العمليات.

(5) تمثيل المديريات الجنوبية في لجنة التخطيط الاقتصادي المركزي للمشاركة في مجهودات البناء لما هدمته حركة التمرد والتطور الاقتصادي والاجتماعي اللازم للقضاء على حالة التخلف.

(6) الالتزام بإشراك الأحزاب الجنوبية في لجنة الدستور والحرص على إجراء الانتخابات في المديريات الجنوبية بعد موسم الأمطار.

(7) تأكيد حرية العقيدة والعبادة للمسيحيين من أبناء الجنوب وكفالة الدولة لذلك ورعايتها.

(8) التوجه بنداء حار لجميع عناصر الحركة السياسية السودانية أن تعامل مشكلة المديريات الجنوبية على الصعيد القومي وألا تترك فيها مجالا لحزبية.

أداة التنفيذ:-

أننا لن نحقق شيئاً ما لم نعالج المشاكل بالجدية والحزم في الأجهزة الإدارية ومشاكل الضبط والربط في أجهزة الأمن وهذا ما سنوجه له قسطا كبيرا من طاقتنا.

فمسلك الموظف وعلاقة الوزير بالخدمة المدنية ومحاسبة الموظف، والإشراف على الخدمة المدنية، وتطهيرها وتطويرها، وربط الترقي بالكفاءة وضمان حقوق الموظف، وحماية الجمهور من المظالم الإدارية.. أن جميع هذه المسائل أصبحت جزءا من صلاحيات لجنة تم تعيينها لتقديم مشروع لعلاج مسائل الخدمة التى لا تصلح أل أحوال إلا بصلاحها ونأمل أن نفرغ من هذا المشروع في ظرف شهر وأن نشرك في بحثه عناصر الخبرة والكفاءة من الخدمة المدنية فإذا اخذ به مجلس الوزراء نطبقه بحزم وعدل.

القوى الاجتماعية:-

سنقوم بإحصاء دقيق للهيئات والمنظمات الاجتماعية والمطلبية ونسعى لإقناعها بمبادئ المصالحة لتوحيد مجهودها ونساعدها على ذلك التوحيد الذي يمكنها أن تعمل في ظل قوانين البلاد ويمكنها من خدمة أهداف أعضائها ومن التعاون معنا في تعبئة الشعب لمواجهة مهام الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي.

هدفنا تنظيم القوى الاجتماعية في ظل المصالحة الفئوية وإبعاد عوامل التخريب والتفتيت منها حتى تقوم بواجبها الوطني في تدعيم الاقتصاد وتطوير المجتمع.

الرأي العام والصحافة:-

سنسعى لتدعيم شعبية الحكم وتعبئة الرأي العام لبناء الوطن وفي هذا الصدد فأن دور الصحافة دور كبير كأحد مراكز النفوذ في مجتمعنا وكأحد عوامل توجيه الرأي العام وتوضيح اتجاهاته.

أننا نهدف لتقوية الاتصال العام بين ولاة الأمر في القيادة السياسية وبين القطاعات المستنيرة من المواطنين ونهدف لتحويل الاحتكاك والتذمر الذي اتسمت به علاقة الصحافة بالدولة إلى تعاون في خدمة الهداف الوطنية وتجنب النقد الهادم والخبر الكاذب.

السياسة الخارجية :-

الهدف الأكبر لسياستنا الخارجية سيكون تأكيد ذاتية السودان وتحقيق كرامته الوطنية والمحافظة على مصالحة وتدعيم العلاقات مع الشعوب التى تاركنا ذاتيتنا والبلدان التى تتشابك معها مصالحنا الوطنية.

أننا نجدد التزامنا بقرارات مؤتمر نيروبي ونصادق من يصادقنا كما نجدد التزامنا بمواثيق هيئة الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية.

أننا سوف ننظر في روابطنا بالدول المختلفة السياسية منها والاقتصادية فأن اقتنعنا بضعف فعاليتها أو تعارضها مع كرامة البلاد عملنا على عديلها أو إسقاطها.

وأننا سوف نعمل لتدعيم تيارات الوحدة في العالم العربي وأفريقيا ولتقوية دعوات السلام للمساهمة في حل القضايا العالمية المتأزمة وخاصة في جنوب آسيا حيث يقوم نزاع له خطورة بالنسبة لمستقبل السلام العالمي والمشكلة في نظرنا سياسة وليست عسكرية ونرى لزاما علينا أن نشترك في قبول هذا الفهم وإيجاد الحل السياسي.



سيدي الرئيس:-

هذه نقاط محددة ذكرناها توضيحا للخطوط العريضة لما سوف نصرف همنا وجهدنا في القيام به وسنضع بين يديكم وفي خطاب الدورة الذي سنقدمه في مستهل الدورة البرلمانية القادمة وفي الميزانية تفاصيل ما سنحرص على تحقيقه.

أننا يا سيدي الرئيس سنحمل بعضنا على الجادة والاستقامة وسنحاسب بعضنا على الكسل والانحراف وسنحمل كل واحد منا قدر طاقته وسنحرص على سرعة الإنجاز وسنمتنع عن اتخاذ قرار لا يمكن تنفيذه فإذا اتخذنا قرارا فسننفذه بكل ما أوتينا من قوة ولن تجدي مع ذلك وساطة وسيط. لقد رفعنا راية المصالحة الوطنية ونقفل كل باب للمهادنة وبعد أن نتمنطق بتوفيق الله الذي نطمع أن يهبنا من رحمته وأن يجعل لنا لسان صدق عليا وبتأييد الشعب لنقف في وجه كل تحد للأمن والنظام وتعد على حقوق الآخرين.

أن سيطرة القانون قد ضعفت وواجبنا الأول هو أن نؤكد تلك السيطرة ونؤيدها فلا يطمعن ظالم في رحمة ولا يقعن مظلوم في حسرة هذا سبيلنا ندعو له ونأمل أن نسير فيه برا بسوداننا أرض جدودنا ومنبت رزقنا. وبالله التوفيق.

Post: #100
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 07:41 AM
Parent: #1

الثورة المهدية



فيما يلي ملخص المحاضرة التى ألقاها السيد الصادق المهدي

رئيس الوزراء بدار اتحاد طلاب جامعة الخرطوم



بسم الله الرحمن الرحيم

كيف نفسر التاريخ:-



أيها الأخوة: أنى اشكر أعضاء جمعية التاريخ بجامعة الخرطوم على توجيههم الدعوة لي للحديث في هذا الموضوع الهام الذي يخص تاريخ هذه البلاد وأود أولاً أن اطرح السؤال الذي يدور في خلدنا جميعا وهو هل يمكن للتاريخ أن تحتويه نظرية تفسر الخطوط العريضة فيه وتخضع تلك الخطوط العريضة لمقاييس محددة أملا والذي خرجت به نتيجة لهذا السؤال أن النظريات التاريخية كانت على طول تاريخ البشرية تتأثر بما يتأثر به روح العصر في الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية وكلما سادت نظرية سياسية معينة هرع المؤرخون يحللون على ضوئها حوادث التاريخ ويدعمون وضعها بتلك الحوادث. فلم تبرز حتى يومنا هذا نظرية تاريخية مجردة من الارتباط بروح العصر التى تتغير في كل زمان ومكان ليس بغريب فالإنسان وشئونه كلها كان ولا زال اللغز الأكبر في الوجود فقد استطاع الإنسان أن يكشف الأسرار في كثير من الموجودات ولكنه مازال قاصرا في فهم حوادث حياته وفي فهم وجوده وبيئته وفى وضعها على أسس عمليه قاطعة، ولكن عدم وجود نظرية متكاملة للتاريخ لا يحرمنا من أن نحاول وضع آرائنا في شكل مرتبط مفهوم عسى أن يفسر حوادث التاريخ التى لابد أن تفسر لتكون نورا يهتدي به التفسير السياسي والاجتماعي في البلاد ولتكون أيضا أساساً لتحديد الجذور التى تنتمي أيليها هذه الأمة لهذا السبب صعب جدا أن يتفق المؤرخون على تفسير الحوادث التاريخية المختلفة، فمثلا نحن نختلف اختلافا واسعا حول أسباب الحروب الصليبية لماذا قامت وما كانت أهدافها ماذا حققت إلى أخر هذه الأوضاع نختلف فيها اختلاف كبيرا وهذا الاختلاف يعكس وجهة نظرنا كمسلمين أو الآخرين كمسيحيين ولم يمكن حتى يومنا هذا الاتفاق على تفسير متكامل للحروب الصليبية وهكذا نجد أن الخلافات الواسعة بين المؤرخين الأوربيين حول الأسباب والدوافع مثلا لغزوات وحروب نابيلون وهل إفادات أم أضرت فالاختلاف حولها واسع جداً ولكن نحن بشكل خاص فإن حوادث تاريخنا لم تكن فقط محط اختلاف في التفسير والرأي وانما كانت أيضا محط اختلاف في الرواية والحقيقة فمثلا نجد أن جزءا كبيرا من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم محل اختلاف كبير بين المؤرخين حتى في حوادثهم ونجد أن مؤرخا كبيرا محترماً مثل البروفيسور أنسو الذي تدرس كتبه بجامعة اكسفورد ومبردج وجامعات أوربا الأخرى التي تعلم بالإنجليزية نجد أنه يروي عن المهدي أنه كان قبل أن يقوم بالدعوة يعمل كموظف لدى الحكومة التركية وبعد أن رفت من وظيفته بدأ يعمل في تجارة الرقيق.

ولا اعتقد أن المسألة خطأ عادى وانما المسألة هي أن خطرنا كشعب وكأمة في سير تاريخ البشرية الآن خطر ضعيف للغاية ولذا يستطيع المؤرخون أن يهملونا وأن يكتبوا عنا ما يشاؤن وحركتنا الفكرية والثقافية ليست بالقدر الذي تتمكن بموجبة أن تصحح كل هذا ولذا فنحن كما كنا مضطهدين سياسياً فإن حالتنا الاقتصادية فيها تخلف شنيع كذلك نحن شعب وأمة مازلنا نعاني قلة الخطر وقلة الأهمية في تقييم وتقدير المسئولية والدارسين والباحثين وهذا مالا يمكن تصحيحه إلا إذا أصبحنا أمة ذات خطر وذات وجود وذات وزن وأن نحن لم نستطع الوصول ألي تلك المرتبة وذلك المستوى فستكون شئوننا كلها كما هي الآن شئون إهمال وإغفال واستخفاف.

ما هي أسباب الثورة المهدية:-

أود أن اترك هذه المجادلة عن خطرنا وقيمتنا ووزننا لا تحدث في لب الموضوع وهو أن الدعوة أو الحركة المهدية لماذا قامت؟ أولاً أني اعترف بأني أعاني مشكلة كبيرة هي أن هذا الموضوع يثير في روحي حرارة كبيرة لأني اعتقد أني وغيري من السودانيين على اختلاف أيماننا بالدعوة المهدية سواء كان هناك أيمانا أولا، نحن نعتقد أن تاريخ المهدية تاريخ لشعبنا هذا في مرحلة من مراحل حياته وهذا التاريخ لنا كأمة في الواقع كتبه مثل ما تكتب كل تواريخ الأمم المغلوبة الذين هزمونا كتبوه لا من واقع الحوادث التاريخية ولا من واقع الدعاية الحربية فأن أي حرب قامت سبقتها دعايات كبيرة لتبررها وقد سبقت الحرب ضد المهدية دعايات كبيرة لتبرر الغزو عنا مبررين به لحرب وموضحين به أن غزوهم لنا كان إنسانية وكان إجراء شريفاً وكان تحقيقاً للمثل العليا التي تحرص عليها الإنسانية ولذا فنحن نبدأ أولا بأن التاريخ المكتوب عنا تاريخ كتبه أعداؤنا لمصلحة ذلك العداء ولتبرير الغزو والفتح ولذا فنحن نواجه أذن في البداية دخاناً كثيفاً في وجه تحديد معالم تاريخنا ووضوح الرؤيا فيها وإزالة الغموض وإزالة التهم وإزالة الروايات الخاطئة التي علقت بهذا التاريخ إذا نحن لخصنا الأسباب التي جمعها لنا تاريخنا الذي كتبه الغزاة لوجدنا أن أسباب الدعوة المهدية أو الثورة المهدية عندهم ترجع إلى أربعة أسباب رئيسية.

أولا: القول بأن الدفتر دار قبل حرق ود الباشا كان قد وجه لفتح الغرب وعندما أتخذ الملك نمر الإجراء الذي أحرق به إسماعيل رجع الدفتر دار من مهمة الغزو في الغرب وقام بمهمة تأديب السودانيين على هذا الإجراء وكانت حملاته التأديبية قاسية للغاية واستمرت مرارتها طوال العصر التركي في السودان فغزوا هذا من أسباب الدعوة المهدية وأسباب الثورة المهدية والمهم أن ثورة السودانيين أو رد الفعل السوداني ضد إجراءات الدفتر دار القاسية أولا.

ثانيا: مسألة الضرائب فقد كانت تجني على أساس قاس وبطريقة قاسية فأدى هذا أيضاً إلى الظلم الذي فتح الباب الثورة.

والسبب الثالث: منع الرق فالسودان كان يعمل في تجارة الرقيق وهذه التجارة قد صنعت ومنعها أدي إلى رد فعل والسبب الرابع الذي يختلفون في تقييمه ولكنهم يذكرونه هو أن الحكم التركي كان يحابي طائفة سودانية دينيه هي الختمية ويحابي قبيلة سودانية معينة هي الشايقية وأن محاباة الحكم التركي لهاتين المجموعتين من السودانيين أدت إلى التظلم والثورة. وهذه الأسباب ذكرها المؤرخون الذين أشرت إليهم باختلاف في تقييمها وفي وزنها أود أن أناقش هذه الأسباب أقول أولا نتحدث عن الناحية الاقتصادية فما من شك أن التركية كانت تتسم بظاهرة واضحة هي أن أساليب الإنتاج وطريقة الإنتاج كانت تسير بطريقة تقليدية ((طريقة الحش بالملود مثلا)) وهي الطريقة السودانية التقليدية والنظام الرعوي ما زال كما هو ولذلك فالإنتاج يقوم على أساس أنه إنتاج تقليدي ليس فيه إنتاج بأسلوب أوفر أو بأسلوب آلي يمكن من وفرة الإنتاج ويمكن من قوة الإنتاج هذا ما كان من شأن الإنتاج والناحية الاقتصادية.

ومع أن هذا الوضع كان فأن نظام الحكم نظاماً ليس تقليدياً وإنما كان نظاماً حديثاً بالنسبة لذلك العصر فقد كان في البلاد جيش قوامه أربعين ألف جندياً وكان في البلاد أيضاً إدارة متفرعة من رئاساتها المتفرعاً إدارة مباشرة قائمة على أساس إدارة البلاد ولذا فقد كانت الإدارة تخضع لنظام حديث في مسألة الأمن والإدارة وكان الإنتاج يخضع لنظام تقليدي وهذه المفارقة تعنى أن النظام الحديث مرهق بالنسبة لتكاليفه وهذه التكاليف لا تجبي من جهاز اقتصادي متطور وإنما تجبي من جهاز اقتصادي مختلف هذا يعني أن هناك استغلال وأن هناك اضطهاداً وان هناك ظلماً لأن تكاليف الإدارة وحدها تكاليف كبيرة باعتبار أنها إدارة حديثة وتجبي هذه التكاليف من قطاع أو من إنتاج يقوم أساساً على وضع تقليدي هذه الناحية قد سببت ضغطاً فظيعاً والناحية الأخرى هي أن الموارد لم يكن فيها مجال مثلا التجارة الخارجية لم تكن متسعة وهى لم تتعد إلا تجار بما يفوق حاجة الموظفين من إنتاجهم التقليدي وما يمكن اصطياده من سن لفيل ومن ريش النعام إلى آخر هذه المنتجات البدائية. فالتجارة ضعيفة وأداة الإنتاج ضعيفة وسائرة على أساس تقليدي لا سبيل إلي أن تكون هناك ضرائب غير مباشرة على أساس التجارة الخارجية فتمكن من تمويل العلميات الإدارة وإنما هنالك سبيل لضريبة مباشرة في الدخل المحدود سواء كانت على أساس رأس المال أي النتاج نفسه وقطعان الماشية أو على أساس الأشخاص أي ((الدقنية)) لذا كان وضع الضريبة المباشرة هذا لتمويل الجهاز الإداري الحديث وهذا كان وقعه وأثرة كبيراً فلا شك أن هذا سبب من أسباب المفارقة والضغط الاقتصادي الذي كانت تعيش فيه بلادنا.

وسبب آخر هو أن الرق في السودان الشمالي كان حقيقة مصدر رزق لكثير من قبائل الشمال التي نزحت إلى مناطق تجارة الرقيق والاتجار بالرق وأيضاً كان الرق جزءا من اقتصادنا إذ كان الرق يقوم مقام العامل الزراعي في البلاد بما يقوم به عمل مباشر. وضع الرق هذا بالطب كان وضعا اقتصاديا قائما وقد عقد إسماعيل باشا وكان حريصا على سمعته في أورباـ اتفاقا بإيقاف تجارة الرقيق في عام 1877م وهذا بالطبع أدى إلى محاربة الحكومة وقتذاك لتجارة الرقيق وقد أدي هذا الإجراء فقدان العمل لعدد كبير من السودانيين ولم يوضع بالطبع أي نوع من التخطيط لاستيعاب هذه الأيدي العاملة أو هذه الخبرات أو هذه الرؤوس من الأموال في أي عمل آخر وانما منع الإجراء بالصورة التى تمت ولم يكن حتى المنع نفسه قائما على أساس مدروس مفهوم وإنما كان قائماً على أساس إرضاء للرأي العام الأوربي هذه ناحية وناحية أخرى هي أن مصر عام1877م كانت الطبقة الحاكمة فيها وهى طبقة أجنبية قد دخلت في بعض المغامرات الكبيرة والمنصرفات الهائلة تلك المغامرات و المغامرات والمنصرفات التى أدت في النهاية ألي إفلاس مصر وأدت ألي فتحها واستبعادها وتحويل كل مواردها ألي الديون التى كانت على إسماعيل حول قناة السويس وما صرف فيها وما أجراه هو أيضاً في هذا الأمر وقد حول إسماعيل حول قناة السويس وما صرف فيها وما أجراه هو أيضاً في هذا الأمر وقد حول إسماعيل هذا الضغط ألي إجراء مختلفة منها السودان وقد طلب من السودان أن يدفع للخزينة العامة مائة وخمسين ألف جنيها في العام مساهمة منه في الموقف الاقتصادي أو المالي المتدهور في مصر. كذلك سارت سياسات خاطئة في السودان نفسه كلفت الدولة مبالغ هائلة كان لا سبيل إلى ردها ألا عن طريق الضرائب مثلا دار فور لم تكن قد فتحت بعد وجندت لها حملة يقودها إسماعيل أيوب لفتح دار فور وكان لابد من تمويل تلك الحملة كذلك كان هناك موقف خلاف في مديرية بحر الغزال يقوده سليمان الزبير وقد جردت الحكومة ضده حملة تقضى على موقفة ومن جانب آخر شرعت الحكومة في تأسيس سكه حديد تمول من ميزانية مديريتي بربر ودنقلا. وهذه الأشياء كلها كانت تكاليف باهظة ولم يكن هناك أي مشروع اقتصادي قادر على مواجهة هذه التكاليف الإضافية.

هناك أسباب أخرى إدارية فمثلا الخديوي إسماعيل كان لا يثق هو ومستشاروه الأوربيين في المصريين ولا في السودانيين العاملين بالسودان ولذا فرضوا تعيينات أوربية مثلا تعيين بيكر باشا وتعيين جسى وتعيين غردون نفسه قبل الدعوة المهدية وهذه التعيينات كلها كانت للقيام بعمليات إدارية محددة في السودان ولم تكن نابعة من رضاء النظام الإداري القائم في السودان وقتها فكان من جرائها في الواقع تطبيق سيئ على الموقف في الإدارة في السودان. هناك ناحية أخري وهى أن متأخرات الضرائب كانت كبيرة ولذا فرض إسماعيل على الحكومة في السودان أن توقف صرف المرتبات للعاملين حتى تجنى الضرائب وكان لهذا الإجراء أيضاً سيئ مما اضعف الروح المعنوية للإدارة القائمة في السودان بالإضافة إلى أضعاف الروح المعنوية بالتعيينات الأجنبية المذكورة سابقاً وهناك أسباب أخري أيضاً هي أن غردون الذي فاز جوراً وظلماً بلقب البطولة وبالتضحية كان في الواقع شخص غير طبيعي ويأتي تصرفات شاذة للغاية مثلا أنه عندما عين كان أول إجراء قام به هو أنه دخل في خلاف مع رؤساء الخدمة الموجودة في السودان وقتها وأدي ذلك إلى اضطراب كبير. ناحية ثانيه هي أنه كان يسعى لإثارة المشاكل عن طواعية فمثلا الخلاف الذي قام في بحر الغزال كان أساساً خلاف ما بين سليمان بن الزبير وبين إدريس ابتر وتعاون معه بالصورة التى إلى فتنة لم تكن في الحسبان وما كان أغناه عنها كذلك شرع غردون في محاربة أو معاقبة الجلابة على أساس أنه عندما قامت هنا حرب بين الحكومة وبين سليمان الزبير شرع في القول بأن الجلابة مكنوا سليمان الزبير من المقاومة بما أوصلوه وباعوه له من أهلها ولذا أصدر أمراً لا يمكن لحاكم عاقل أن يصدر وهو أن يخرج الجلابة ما بين الأبيض وما بين دار فور عن المنطقة لا بطريق إداري منظم ولكن عن طريق أثاره زعماء العشائر والقبائل الذين يعيشون بين ظهرانيهم لينهبوهم وليسلبوهم وليضطهدوهم فمهد لهم السبيل إلى ذلك وأعطاهم تأييد القانون وقد أدى هذا التصرف إلى فتنه ونهب وسلب كان الحاكم هو الذي حرض ودفع أليه وبعد أن أثار كل هذه التيارات وافسد هذه الأوضاع تقدم باستقالته في عام 1880م وأدي هذا كله إلى الفوضى الإدارية التى عاش فيها السودان.

ثم أن هناك عوامل كثيرة دخلت في حساب الفوضى التى قدمت للثورة في السودان وهى أن ضعف الإدارة السياسية في مصر وهى أداة تابعه للنفوذ الأجنبي بل كانت هى نفسها في تناقض واضح بينها وبين حركة سياسة وطنية تسعي لإزالتها وتقويضها كل هذا أدى في النهاية بالطبع إلى انقضاض الاستعمار على مصر وإلى القضاء على أداة الإدارة المصرية فيها.

أنني في الواقع ذكر كل هذا السرد لأوضح أن أسباب الاقتصادية والاجتماعية والمظالم وكل هذه الأشياء كانت بالطبع وبوضوح ضاربة إطنابها في السودان وكان هذا الوضع مقدمة وتمهيداً لأي عمل عنيف ضد الحكومة ولكن السؤال الذي ينبغي أن نواجهه هو لماذا قامت دعوة المهدية ؟ ولماذا كانت دعوة المهدية؟ هذا السؤال هو الذي لا يجيبنا عنه كل التاريخ الذي كتبه الأجانب لأن الأجانب كانوا يكتبون هذا التاريخ من زاوية أثره على الإمبراطورية البريطانية أو على مصر أو على الأوضاع الإدارية في السودان وقتها ولم يكن في حسبانهم أن هناك أمة لها وجدانها ولها شعورها ولها وجودها ولها تفاعلها مع هذه الأحداث ولها إمكانيتها التى تمكنها من المساهمة إيجابياً في تغيير الأحداث بمواصفات وباتجاهات تنبعث منها ومن شخصيتها ومن عقليتها ولا تكون فقط أملاً عابراً للظروف التى كانت تمر بها مصر في ذلك الوقت أو التى كانت تمر بها بريطانيا في ذلك الوقت أو التى كانت تمر بها الإدارة داخل السودان في ذلك الوقت.



الخلافة في الإسلام والشيعة وأهل السنة:-

أن أول حدث أود أن أتكلم عنه هو الخلافة في الإسلام فالرسول صلى الله عليه وسلم أنتقل إلى جوار ربه وبانتقاله ظهرت مشكلة جديدة ما هي الخلافة للرسول صلى الله عليه وسلم؟ وكيف تكون الخلافة وكيف يحفظ المسلمون كيف يسير أمرهم في ظل الدولة التى أسسها الرسول؟ نشأ الخلاف حول هذه الخلافة بطريقة واسعة للغاية ونشأت الأحزاب الفكرية في الإسلام على أساس هذا الخلاف كيف تكون الخلافة فعندنا التطبيق السني والرأي السني بأن الخلافة تكون بشروط معينة وصلاحيات معينة لمسلم من قري وعندنا الرأي الخارجي الذي لا ينص على أن يكون الخليفة من قريش وقد يكون الخليفة فرد من لمسلمين الذين تتوفر فيهم الشروط. على أن الخوارج والسنيين لم يختلفوا في أن الخلافة من المصالح الهامة للمسلمين ولم يحرص أحدهم أن ينص على أن الخلافة اصل من أصول الدين أو أن وضعها يستقيم على أساس أنها أصل له تلك الأهمية ولكن الذين ظنوا أن الخلافة أو اعتبروا أن الخلافة أصل من أصول الدين وأن ضرورتها كبرى للغاية هم حزب الشيعة فنشأت هذه الأحزاب حول مسألة الخلافة فالشيعة يصرون على أن تكون الخلافة لا من قريش وإنما من هاشم وأنها لا تقسيم فقط من هاشم وإنما في هاشم نفسه ينبغي أن تكون من نسل محدد ذلك هو نسل فاطمة وعلى بن أبي طالب.. أجل: نشأ هذا لخلاف وكان لهذا الخلاف باعتباراته المختلفة أعظم الأثر في مستقبل هذه المنظمة وهذا الوضع لماذا كانت هناك أهمية خاصة لمسألة الخلافة في الإسلام؟ أن الأهمية الخاصة التى ترجع لوضع الخلافة في الإسلام تنبع من أن أفكاراً سياسية معينة ومذاهب سياسية معينة التفت حول هذه المسألة وعاشت حولها بطريقة واضحة محددة وأدي هذا في النهاية للخلافات التى سنذكرها فيما بعد بين لدول الإسلامية المختلفة وأدي أيضاً في النهاية إلى تلف نظام الحياة الفكرية في الإسلام بالصورة التى سنذكرها فيما بعد وما دمنا بصدد الحديث عن الخلافة فينبغي أن نتحدث أيضاً عن منشأ عقيدة المهدية في الإسلام فعندنا في الإسلام بالطبع ملل ونحل عديدة فمن هذه الملل والنحل الملل الشعبية والصوفية فقد كان رأي الصوفية منصباً أساساً على أن الدين ظاهر وباطن وان مسألة الباطن هذه مسألة لم تعط للناس كلهم وإنما هناك وضع خاص لقوم مخصوصين هم الذين خصهم الله بعقيدة الباطن هذه فزعم الصوفية مثلا أن حذيفة بن اليمان كان له وضع خاص في تأويل الباطن ومعرفة الباطن هذه وزعم الشيعة أن على بن أبي طالب أيضاً كان له وضع خاص وكانت له اعتبارات خاصة للحد الذي قالوا فيه أن قراءنا خاصا قد أنزل وسلمه الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب وأوصاه أن يكون هذا القرآن لآل البيت يتوارثونه إماماً عن إمام وهذا ما كشفه ووضحه كتاب الشيعة المختلفين وما أشار أليه حتى بعض الذين تشيعوا وتصوفوا مثل بن القارض في قصيدته التائية المشهورة التى قال فيها:



وأوضح بالتأويل ما كان مشكلا على على بعلم ناله بالوصية



هذا العلم الذي ناله على بن أبي طالب بالوصية هو قرآن خاص أنزل له ولآل البيت من بعده ووصى على بن أبي طالب أن يورث هذا العلم لأبنائه من بعده فيتوارثوه صاغرا عن كابر حتى يصل إلى الإمام المهدي المنتظر هذه الفكرة وهذه المبادئ وهذه الآراء بالطبع رفضها السنيون في الإسلام ونفي زعماؤهم وقادتهم على أنهلا يوجد مثل هذا التفريق بين علم الظاهر والباطن في الإسلام كما يقول لنا بن حزم في كتابه((واعملوا أن دين الله تعالي ظاهر لا باطن فيه وجهر لا سر تحته..الخ)) هذه العقائد المختلفة حول مسألة الظاهر والباطن كانت مرتبطة أيضاً حول عقيدة الإمام المهدي هل يأتي مهدي أم لا يأتي؟ مهدي؟ فكان اعتقاد الصوفية والشيعة مختلفاً على أنماط مختلفة من العقيدة المهدية ولكنها تتفق في أن شخصاً من آل البيت سيظهر يوماً ما ويكون ذلك الشخص مقلدو وضعيته خاصة وأن ذلك الشخص هو المهدي المنتظر وأن الأئمة الذين يسبقون مجيء المهدى المنتظر الذي يكون آخر الأئمة يكونون أئمة منهم الخضر ومنهم أهل الغيب ومنهم الظاهرون ومنهم المختفون إلى آخره حتى يأتي الإمام المهدي وأن هؤلاء الأئمة ورثوا عن على جميع هذه المعلومات ورثوا عنه العلم بالغيب وورثوا عنه ذلك القرآن الخاص وورثوا عنه كل الصفات وهذه المقومات.

المهدي في نظر أهل السنة:-

أن أهل السنة في الواقع لم تكن عقيدتهم بالمهدية في أي صورة من صورها قريبة من صورة عقيدة أهل الشيعة وإنما كان يتردد القول عن أحاديث كثيرة للرسول صلى الله عليه وسلم بأن مهديا يأتي آخر الزمان وأن حديثا منسوبا أيضاً للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه يأتي لهذه الأمة على رأس كل مائة من السنين من يجدد لها دينها)) هذه الاختلافات حول عقيدة المهدية سقتها لأوضح البيئة الفكرية التى يعيش فيها المسلمون سنيون وشيعيون وصوفية حول معتقد المهدى لأن هذه البيئة الفكرية مهمة جداً في النهاية حول معتقد المهدى لأن هذه البيئة الفكرية مهمة جداً في النهاية حول ما سنتكلم عنه بالنسبة لتاريخ المهدية إذا نستطيع أن نقول أنه هناك بيئة فكرية إسلامية سنية وشيعية تتحدث حول عقيدة المهدية هذه بعبارات يختلفون فيها ويبالغ بعضهم فيها ولكن المعتقد في وجود أو قدوم شخص يكون مسمى بالمهدي المنتظر حقاً حول هذه المبادئ الفكرية في الإسلام هذه ناحية والناحية الثانية هى أن الإسلام لا وجود فيه الاكليروس ولا وجود فيه لنظام كنيسة هذا يعنى أن لا يكون في الإسلام حجاب بين التكليف الفردي تقوم به إدارة معينة كما يحدث مثلا بالنسبة للمسيحية وعدم وجود الاكليروس هذا أدى إلى شعور المسلم كل مسلم في كل زمان ومكان أدى لشعوره بالتكليف الخاص للقيام بالإصلاح بأوضاع الإصلاح المختلفة هذا الشعور لدى المسلمين بالتكليف الفردي المباشر كان من الأسباب التى فتحت بابا كبيرا لحركات الإصلاح التى قامت في الإسلام قادها أفراد معينون لتصحيح الأوضاع القائمة في البلاد والناحية الثالثة هى أن الدعوة الإسلامية يتعشقون ويكتبون حولها الأشعار ويتغنون بأمجادها ويمجدون ذكراها وقد أدي هذا إلى نزوع كثير من قادة المسلمين في تواريخ مختلفة أن يقلدوا الحركة الأولي في الإسلام فأدى هذا إلى حركات كثيرة أكثر منها في القرن الحادي عشر حركة المرابطين في وادي السنغال التى قامت بقيادة عبد الله بن ياسين وحركة بن نومر في بداية القرن الثاني عشر وحركة الموحدين التى نشأت في شمال أفريقيا هذه الحركات كانت جميعها تستوحي الحركة الإسلامية الأولي والصدر الأول للإسلام وتسير وفق المخطط الأول في إعلان الدعوة للإسلام والسير فيه تجديداً وتقويماً وتأييداً.


Post: #101
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 07:42 AM
Parent: #1

عهد السلطنة في الإسلام



وناحية أخرى أود أن أشير أليها وتعتبر أيضاً جزاً من التراث الفكري الوجود في الإسلام هي أن المسلمين على اختلاف أزمنتهم المتأخرة بدءوا يشعرون بفساد الحكم في الدولة الإسلامية كلها منذ أن أنتهي عهد الخلفاء الراشدين. فمثلا بعد انتهاء عهد الخلفاء الراشدين بدأت أدانه واضحة من كثير من الشخصيات ذات الوزن في القيادة الإسلامية إدانة واضحة للدولة الأموية على أساس أنها أقامت ملكاً وأهدرت الخلافة، هذه واحدة والثانية أن بني العباس عندما أقاموا دولتهم وجهت ضدهم نفس الإدانة التي وجهت ضد من قبلهم في المجافاة للعقيدة الإسلامية فيما يتعلق بمسألة الخلافة ووجه ضدهم أيضاً اتهام آخر بالخيانة إذ أن الأمر المنتظر كان هو أن تكون الدعوة العباسية في الحقيقة دعوة علوية ولكنها لم توفق إلى ذلك بل انقلب العباسيون ضد العلويين انقلاباً قوياً وأدى هذا إلى تهمة الدولة كلها في البداية بالخيانة وإلى رد فعل لدى الشيعة والعلويين بعد ذلك حدثت الثورات في القرن التاسع الميلادي فأصبح الخليفة العباسي مثلا في عهد المعتصم على عهد الواثق بالله اصبح ألعوبة في أيدي القادة العسكريين من الذين أستؤجروا ليكونوا قادة عسكريبر فتركزت في أيديهم السلطة فأصبحوا يحركون الخلفاء واصبح الخلفاء ألعوبة في أيديهم فأدى هذا أيضاً إلى أدانه الدولة الإسلامية وضعف احترامها لدى المسلمين وفي القرن الحادي عشر ظهر ولأول مرة في دنيا الإسلام السلطان إلى جانب الخليفة فكان هذا أول بداية الانهيار للدولة الإسلامية وظاهرة أخرى أيضاً ظهرت في آن واحد وهي أن ثلاث خلافات في عهد واحد قامت مرة واحدة الخلافة في بغداد والخلافة في مصر والخلافة في المغرب. وهذه الخلافات الثلاث عاصرت بعضها البعض وهذه الخلافات الثلاث بمعاصرتها لبعضها البعض أيضاً أضعفت مشروعية بعضها البعض لدى المسلمين وفي نفوسهم وقد أدى كل هذا إلى قيام الحركة العثمانية التى قامت في القرن السادس عشر وأدت هذه الحركة العثمانية التى أقامت الدولة العثمانية إلى قيام السلطان العثماني الذي جلب كل تلك الخلافات و تلك الأوضاع ولكن الدعوة أو الدولة العثمانية لم تكن مقبولة بحال من الأحوال للملابسات الكثيرة التى صحبت قيامها وصحبة قيام الخلافة فيها لذا نجد أن المسلم المخلص كان يقف موقف الناقد في وجه كل هذه التجارب التى نشأت منذ نهاية الصدر الأول للإسلام ينتقدها ويدينها ويعتبرها مجافية لعقيدته ولم تكن الدولة العثمانية قد تعمدت أن تنحرف عن الإسلام ولكن الظروف قد فرضت عليها الأوضاع التى ذكرناها وأدت بتطبيقاتها المختلفة إلى عزوف في نفوس المسلمين خاصة من المسلمين الذين كانوا يودون إسلاماً أقرب إلى الصدق وأقرب إلى التطبيق في المصدر الأول للإسلام بالإضافة إلى هذا حلت في الإسلام كارثة أو بعالم الإسلام كارثة أولها مثلا الموجه الكبيرة التى قامت في القرن الثالث عشر تلك الموجة التى صحبت تحركات قبيلتي سليم وبني هلال عبر شمال أفريقيا وأدت إلى تدمير كثير من الحضارة الإسلامية الموجودة في تلك المنطقة ثانياً الغزو التركي الذي تم على يد السلاجقة فكان هذا الغزو في المواقع تحطيماً وتحقيراً للتكوين الإسلامي والوضع الإسلامي بما فيه من احتلال وغزو وفتح والكارثة الثالثة هي غزو والتتر الذين غزو العالم الإسلامي وأنهوا الخلافة العباسية في بغداد هذه الكوارث المختلفة لم تذهب دون أن تترك حسرة وألماً في نفوس المسلمين ودون أن تصيب المسلمين بشعور قوى من المرأة في أنفسهم ثم أن توجيه الصدمة الأوربية التى تمت على يدي نابيلون الذي غزا مصر عام 1798م والصدمة التى أتت العالم الإسلامي عن طريق الغزو الأوربي كانت أكبر هذه الصدمات وكانت أقواها ٍوكانت أضخمها وكانت أكثرها أثراً على المسلمين فيما بعد ذلك؟ أولاً لأن المسلمين كانوا يعتقدون في الواقع أن كل من واسهم من تلك الأمم ضعيفاً صغيراً لا يرقي أبداً إلى مصاولتهم أو منازلتهم ويوضح لنا مثلا المفكر العربي الكبير الشعراني أنهم يعتقدون أن الدولة التى تعيش في المنطقة التى نسميها أوربية الآن أنها دول ضعيفة في خلقها وفي أرادتها وفي فهمها وفي كل شئ أن الشعور بأن هذه الدول ليست في المستوى الإسلامي الذي تنازل فيه الدول الإسلامية أو الشعوب الإسلامية أو تقاربها في صورة من الصور كان من أقوى المؤثرات وحتى بن خلدون وهو يكتب في القرن الرابع عشر كان يشير إلى الأوربيين بنفس الصورة التى يشير إلينا الأوربيون بها الآن في حالة ضعف وتحقير واستخفاف وعدم وضع أي وزن من الأوزان لهم في ذلك الحين ومما ضاعف الألم أن هذه الجماعة من المتوحشين((الترتر)) استطاعوا أن يغزو والعالم الإسلامي وفي نظر العالم الإسلامي في ذلك الوقت أن الغزو كان صدمة كبرى لهم وكان خيبة أمل كبري لهم وعلى ضوء ذلك تأتي التطورات التى ترتبت على الغزو المباشر الأوربي الذي حل العالم الإسلامي في بدايته على يد نابليون بالطبع أن المسلمين قل الغزو النابليوني كانوا يعتقدون أن هذا الوضع وهذا الوجود الأوربي كان ضعيفاً وكان مستخفاً به ولكن في فترة من الزمن ما بين شعورهم ذاك وما بين قيام حركات اليقظة والإصلاح في أوربا تمكنت أوربا من أن تقوى نفسها ومن أن تبعث نفسها ومن أن تدخل العالم الإسلامي دخول قوى مقتدر، أولا دخلوا على أساس الصداقة وعلى أساس معاملة الصداقة التى أتاحتها لهم الدولة العثمانية بالأمنيات التى منحت للفرنسيين عام 1535م وللإنجليز عام 1580م والهولنديين عام 1612م. هذه الامتيازات التى منحت للأوربيين لم تكن قد منحت لهم لقوتهم أو لقهرهم وانما منحت لهم في نظر المسلمين آنذاك تفضلا وتصديقاً لمبدأ إلزامية القائمة في العالم الإسلامي آنذاك ولكن الأوربيين استغلوا هذه الامتيازات استغلال مكن لتجاربهم ومكن لتبشيرهم مما أدى في النهاية إلى أن بدءوا يمكنوا لاحتلالهم وغزوهم الذي بدأ بالغزو النابليوني المشهور في مصر هذا الوجود الأوربي وهذا الغزو الأوربي وهذه الصدمة الأوربية قد وجهها وبررها أيضا الصراع الذي قامت به الدول الكبرى آنذاك أولا السيطرة على التجارة في الشرق الأوسط ثانياً السيطرة على هذه المنطقة لموقعها الاستراتيجي وثالثا السيطرة على الأراضي المقدسة التى تقع في هذه المنطقة.



يقظة أفريقيا المسلمة:

أود أن أقول أن هذا الصراع قد بلغ قمته في القرن التاسع عشر، والخلاصة أن هذا الغزو وهذه الصدمة والحسرات المتكررة التى ذكرتها والمواقف المختلفة التى ذكرت من خيبة الأمل لدى المسلمين في الوهن الذي أصاب الإسلام لدى الدول الإسلامية المتعاقبة التى تعاقبت على الخلافة أدت كل هذه الأوضاع بما صحبها من خيبة أمل وما صحبها من صدمة وما صحبها من فشل. أدت كل هذه الأوضاع إلى حركة يقظة إسلامية قوية في القرن التاسع عشر هذه الحركة حركة رد الفعل الإسلامي للغزو الأوربي وللتحضير الأوربي وللتطبيق الإسلامي الفاشل والمشاكل المختلفة التى حلت بالعالم الإسلامي كانت سببا في يقظة إسلامية اجتاحت جميع العالم الإسلامي.

وسأتحدث الآن بالنسبة لموضوع هذه المحاضرة عما حدث في أفريقيا بوجه خاص من جراء هذه الحركة: حركة اليقظة الإسلامية ورد الفعل الإسلامي للخيبة المتكررة والصدمة القوية التى أصابت المسلمين عبر تاريخهم الذي ذكرناه ووصلت إلى قمتها في شكل الصدمة الأوربية في نهاية القرن التاسع عشر. أولا:الحدث عن حركة الشيخ عثمان ود لوده ذلك الذي امتشق حسام الجهاد واستطاع أن يؤمن وضع الإسلام في الساحل الغربي لأفريقيا واستطاع أن يحيل إلى الإسلام الشعوب القاطنة في وادي السنغال وفي وادي الفعل الإسلامي من رؤساء وزعماء الحركات الصوفية الإسلامية التى كانت قد تأسست وقويت في المشرق العربي مثلا حركة السيد أحمد بن إدريس الذي أرسل أيضا إلى السودان السيد محمد عثمان الميرغني((الجد الأكبر)) كجزء من حركة اليقظة الإسلامية في أفريقيا وأيضا المنطقة تبشيراً ومقاومة للتبشير المسيحي وعملا على النهضة الإسلامية في أفريقيا وأيضاً النشاط الذي قام في السودان وفي أفريقيا الإسلامية كلها عن طريق دعاة القادرية وعن طريق دعاة التيجانية. هؤلاء الدعاة الذين ينتسبون إلى حركات صوفية، تأسست فعلا في المشرق العربي وتأسست في المشرف الإسلامي وتأسست فعلاً في زمن كان فيه دعاة الإسلام يشعرون بأن الدولة قد فسدت وأن التطبيق لدى الخلفاء قد أصبح تطبيقاً منحرفاً ولذلك أقاموا هذه التنظيمات لأن يكون واحات من الهداية يقدمون فيها الهداية عن طريق الطرق الصوفية وعن طريق التنظيمات الصوفية المتقاربة فعندما نشأت موجة اليقظة في العالم الإسلامي كانت هذه الموجة أيضاً قد قام بنصيب منها قادة هذه الطرق الصوفية وقد وصل إلى أفريقيا التى نتكلم عنها عدد كبير من هؤلاء الدعاة واشتركوا في اليقظة الإسلامية التى حدثت في القرن التاسع عشر.

أن كل هذه الحركات كانت ترجع إلى أصل واحد هو اصل اليقظة الإسلامية نشأت في القرن التاسع عشر والتي نتحدث عنها اليوم وعن التطبيق الأفريقي لها ولا أنس أيضاً أن أذكر الحركة السنوسية التى كانت أيضاً قد قامت بنصيب في مسألة حركة اليقظة الإسلاميةـ التى اجتاحت العالم الإسلامي أثناء القرن التاسع عشر ـ أود أن أقول أن هذه الحركات كلها كانت بمثابة جزء من التيار العام الذي كانت الحركة المهدية في السودان تطبيقاً قوياً صارخاً له وكانت هذه الحركات كلها ترجع أصلا إلى الحسرة والى رد الفعل الذي ذكرناه وأوضحناه في بداية هذا الحديث.

الدعوة المهدية في السودان:-

لقد كانت الدعوة المهدية في السودان أصرخ رد فعل حدث من كل ردود الفعل هذه مع انتمائها إلى نفس الصراط ومع انتمائها إلى نفس الاتجاه ومع انتمائها إلى نفس الفصيلة من التفكير إلا أنها كانت أكثرها قوة وأكثرها حركة وأكثرها اندفاعاً وقد حددت من أهدافها الآتي:

1- رصد الفترة التى تقوم ما بين الدعوة وما بين الصدر الأول للإسلام باعتبار أن التطبيق الذي حدث في هذا الأثناء تطبيق منحرف ولذا فأن المهدي خليفة للرسول صلى الله علية وسلم)) وخلفاءه الآخرون الخلفاء الراشدين والآخرين وليسوا خلفاء للخلفاء الآخرين الذين حكموا العالم الإسلامي من الصدر الأول للإسلام. الناحية الثانية أن يرفض الأثر الأوربي بكل تطبيقاته وأشكاله وألوانه ومنظماته رفضاً كاملاً أساسياً باتاً الناحية الثالثة: رفض الخلافة العثمانية باعتبارها تنفي فيها شروط لخلافه وشروط القيادة في الإسلام كذلك رفض الخلافة العثمانية باعتبارها تنفي فيها شروط لخلافة وشروط لقيادة في الإسلام كذلك رفض قبول الإسلام بغر تطبيق على أن يكون الإسلام أيماناً وتطبيقاً مرتبطاً بعضه ببعض ـ هذه النواحي هي التى تكشف لنا الجانب والوضع الذي يربط الحركة المهدية بكل هذا التراث الذي ذكرناه والتراث الإسلامي التاريخي الذي استعرضناه.

ما من شك أن هاك حديثا كثيراً ربما نتطرق إليه في مناسبة أخري هو أثر التفكير السني في المهدية في السودان وأثر التفكير الشيعي في المهدية في السودان ـ وتحديد موقف المهدية من التراث السني والتراث الشيعي وإلى أي ما تنتهي في وضعها وتفاصيلها أن تفكير الإمام المهدي للدعوة من ناحية التفكير السني أنها تقوم ليس على أساس الدعوة المهدية الشيعية بالإشكال التى ذكرناها وإنما على أساس أنه في كل زمان ومكان يمكن لله سبحانه وتعالي أن يخاطب فيه أي شخص بأي صورة يريدها سبحانه وتعالي أن يخاطب شخصاً فيها.

قال الله تعالي (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فالقيه في اليم ولا تخافي ولا تخزني أنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين)) وكذلك أن الله سبحانه وتعالي((يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)).

والحديث عن الأثر السني والأثر الشيعي بالنسبة للمهدية موضوع قائم بذاته يمكن أن نتحدث عنه ولكن الذي أود أن أخلص إليه هو أن الإسلام كان دائماً بالنسبة للمسلمين أسلوب تعبيرهم عن الإصلاح وسبيلهم للإصلاح تكررت هذه المسائل على طول وعرض التاريخ الإسلامي والسؤال لماذا يحدث ذلك؟ والجواب عليه هو أن الإسلام بالنسبة للمسلمين لم يكن أبداً في الواقع كالمسيحية بالنسبة للمسيحيين.

فالمسيحية مثلا بالنسبة للمسيحيين جاءت وقبلت جميع ما كان قبلها كالقانون الروماني المطبق من الدولة الرومانية فهي لم تأت بقانون وجاءت وقبلت اللغة اللاتينية السائدة في الإمبراطورية الرومانية فهي لم تأت بلغةـ بلغة وقبلت التفكير والوضعية التى تعيش عليها الدولة الرومانية في نطاقها القومي وهي أيضاً لم تأت بتطبيق قومي جديد أما الإسلام ففر الواقع جاء أولا ليجد أن اللغة التى توحد المسلمين لغة تعطيها لهم هو ولا تكون لغة يؤكدها أو يثبتها الإمبراطورية من الإمبراطوريات فان اللغة الإسلامية والتي نتحدث بها اليوم هي اللغة العربية السائدة في شمال الجزيرة العربية وكل المناطق الأخرى في الجزيرة العربية.

وغير الجزيرة العربية كانت تتكلم لغات ثانية أخري فلولا الإسلام لم تكن اللغة العربية التى نتكلمها اليوم وضعاً عالمياً سائداً ثانياً وجاء الإسلام بتفكير محدد بالنسبة للنظام القانوني وتشريع محدد فلم يرد تشريع آخر وحتى وأن أمتد تشريع آخر فيه فباعتبار أن الشخصية الجديدة تنبع من الشرائع التى قبلة ما لم ينسخها ينتج منها في تكوينه الجديد ويعطيه تبريراً جديداً وشخصية جديدة ويعطي المسلمين كينونة جديدة ووضعية جديدة كل هذه الاعتبارات جعلت الإسلام أن يكون أداة الإصلاح المضطردة لدى المسلمين لما له من هذه الصفات وكذلك لفتحه الباب للتطوير والتجديد باعتبار أنه لم يقم إدارة اكليروزونية يفرض على المسلمين أتباعها والسير في خطواتها وفي نظامها لهذه الأسباب مجتمعة كان للإسلام هذه لخاصية وهذه الخاصية استمرت معه حتى يومنا وبالطبع فان هذه الخصائص وهذه الاعتبارات لا تذكر فقط كحوادث تاريخية وإنما تذكر لتكشف العمق الذي بموجبه طبق المسلمون الإسلام في الأزمنة المختلفة التى عاشوها.

من أسباب الثورة أيضاً:-

أود أن ألخص حديثي أيها الأخوان في عبارة واحدة وهى أن الظروف التى ذكرناها في البداية وهى أحوال السودان الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أحوال في الواقع تدل على انهيار في الوضع الذي كان قائماً في السودان وذلك الانهيار كان يمكن أن يتصدى له أي قائد أو زعيم قبيلة سواء كان قائداً وطنياً أو سياسياً أو اجتماعياً كان يمكن ذلك وربما كان يمكن أيضاً أن تقوم فيه أي ثورة بمضمون اجتماعي أو مضمون سياسي أو مضمون اقتصادي أو بأي مضمون من هذه المضمونات لقد كان الهيكل والجهاز والوضع مهيئاً للتغير لم يتطرق إليه في تلك اللحظة أي قائد وطني بالمعني القومي أو قائد اقتصادي ينشد الإصلاح الاقتصادي أو الاجتماعي وإنما تطرق إليه قائد بمعني محدد وهو بعث الدولة الأولى للإسلام ولا ن مخاطبة الشعور الإسلامي والنخوة الإسلامية للقيام بحركة محددة لبعث الصدر الأول للإسلام كما قال الإمام المهدي ((أنى عبد مأمور بأحياء الكتاب والسنة المغمورين حتى يستقيما)).

والخلاصة أيها الأخوان هي أن دعوة المهدي في السودان كانت نتيجة حسرات تراكمت في نفوس الناس وفي نفوس المسلمين عبر العالم الإسلامي كله بسبب ما لحق بالإسلام والمسلمين من مذلة وإهانة وصدمة كبرى وجدت هذه المشاعر الاستعداد الشخصي لذي قائد إسلامي والمناخ الفكري في الإسلام يمكن لقادة الإصلاح أن يتخذوا مواقف مستقلة قوية وجدت في السودان ظروفا اقتصادية وسياسية واجتماعية عينة منهارة صادفت لذي المسلمين رغبة أكيدة في استرداد كرامتهم وتصفية ما علق بدينهم من أو شاب ودنس وضعف وربط وجودهم بالصدر الأول للإسلام بها وكانت رغبتهم أحياءه وبعثة بأمجاده والوصول إليه رغبة كبيرة ولذا اجتمعت كل هذه الأسباب والمسببات وهذه البيئة لتؤدى إلى الدعوة المهدية وتؤدى لنجاحها والتفاف الناس حولها بالرغم من أن جزاءاً كبراً من الناس كانوا يتظلمون تظلماً بتحسينها وكانوا يودون تقديم أنفسهم في المعارك بالرغم من ذلك كله فقد وجدوا أنفسهم بالنسبة للبيئة السياسية التى كانت سائدة والبيئة الفكرية التى كانت سائدة وقوة النداء الإسلامي الذي كان سائداً وجدوا أنفسهم متجاوبين ووجدوا أنهم وما يتطلعون أليه هو رغبات اقتصادية في بعض الأحيان بالرغم من ذلك وجدوا أنفسهم منساقين وراء دعوة رفعت شعار خراب الدنيا لعمار الآخرة والسلام عليكم.


Post: #102
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 07:43 AM
Parent: #1

مع أهالي حلفا الجديدة


فيما يلي النص الكامل للخطاب الذي ألقاه السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء في الاحتفال الجماهيري الكبير بريفي حلفا الجديدة يوم 14 أغسطس 1966م



بسم الله الرحمن الرحيم



أيها الأخوان: السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته.

أنني وزملائي السادة أعضاء مجلس الوزراء وأعضاء الجمعية التأسيسية واعيان الحزبين المؤتلفين ونائب هذه الدائرة المستقل الذين جئنا إلى دياركم نشكركم شكراً جزيلا على سن استقبالكم واستبشاركم بنا وتفانيكم في لقائنا ونرجو الله سبحانه وتعالي أن يوقفنا لخدمتكم ولرضائه في مستقبل أيامنا ويسرنا جداً أن زرناكم في دار هجرتكم ودار الهجرة دار انتعاش ثان دار بعث ثان ولقد كتب الله لكل نب دار هجرة فكان فيها معززاً كرماً ناجحاً موفقاً ونسأل الله لكم في دار هجرتكم التوفيق والسداد والتقدم والازدهار. ولقد أراد الله لداركم هذه أن تتكون من قبائل عدة من قبائل السودان كان بعضها مستقراً والبعض متنقلا بادياً. ونسأل الله أن يدوم الاختلاط بينهم وأن يسود الامتزاج بينهم قائمين على مبدء ((أنهم جميعاً أخواناً)) فليكتب الله لقبائلنا المختلفة الإخاء في ظل الإسلام والسودان وأن يجعل بينهم هذا الإخاء متيناً قوياً قويماً مثمراً في عقيدتهم الإسلامية في وتدعيم وطنهم السودان ((يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم)).

لقد تقدم لنا ممثل إخوانكم هنا وتلى لنا مطالب ومشاكل هذه المنطقة ونحن أن شاء الله سندرسها كما وعدنا وأن شاء الله سنعكف عليها بجد واجتهاد وننجز منها ما يمكن إنجازه.. وما لا يمكن إنجازه نبلغكم به نبلغكم به ونكون معكم على حد التفاهم صريحين واضحين عاملين على حل هذه المشكلات.. ولقد تعاون معنا نائبكم المستقبل في الحزبين المؤتلفين وسنتعاون مه أن شاء الله بتدعيم وتركيز هذه المنطقة والاستجابة لمطالبها وعلاج مشكلاتها أن شاء الله.

أبشركم أن مشكلة التوزيع في الامتداد الثاني جئنا أساسا لمعالجتها قد تم علاجها بحمد الله وتوفيقه. ولذا سنرجع أن شاء الله حامدين الله شاكرين هذا التوفيق أملين أن يكون هذا التوفيق بداية اجتهاد وعمل لتكملة الزراعة لأن الزراعة موسم إذا فات لا يمكن أن تدرك.. فنرجو أن ينصرف الناس جميعاً للزراعة بهمة ونشاط واجتهاد.. والعنوان الذي رفعناه والراية التى أيدناها هي راية الانصراف للإنتاج لأن الإنتاج في هذه المرحلة واجب وطني.. كل منا في حلقه.. العامل عمله والزارع في حقله. نعمل جميعاً على تطوير السودان وتقديم الإنتاج فيه فلينصرف كل منا إلى مهامه ومسئولياته ليجتهد فيها.. ونسأل الله بعد ذلك التوفيق.

وأننا أن شاء الله سنقوم جهاز الإشراف على الإنتاج بتكوين الهيئة التي تتمكن من القيام بذلك بتفويض وقوة وسلطة في ظل القانون حتى تتمكن من الإشراف الدقيق على الإنتاج وتوقف إلى تحقيق وتحسين وإصلاح في الإنتاج ملحوظ للناس كلهم.. لذلك سنتبع أسلوب العلاقة المباشرة بين القمة والقاعدة في جميع المحن والمشكلات التى تواجه القاعدة.. سواء كانت مشاكل أمن أو مشاكل إنتاج أو مشاكل خدمة ولذا إن شاء الله ستجدوني وغيري من أعضاء مجلس الوزراء أو المسئولين دائماً منصرفين إلى حل مشكلة تطرأ في أي جزء من أجزاء القطر لعلاجها علاجاً حاسماً أن شاء الله حتى نتمكن من أن نطور بلادنا وأن نجبت بلادنا الويلات وان نقدمها وأن لا تترك مشكلة معلقة يكون الناس ضحية لتعليقها أو الانصراف عنها ولذا أرجو أن ننال ثقتكم وتأييد الله حتى نسير في هذا الدرب ونكرر لكم الشكر على هذا الترحاب أنا وزملائي.

وأسال الله أن يجمعنا بكم في ساعة الخير والبركات والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته.

Post: #103
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 07:44 AM
Parent: #1

أول مؤتمر صحفي للسيد الصادق المهدي

بعد تولية رئاسة الوزراء

15 أغسطس 1966م



عقد السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء ووزير الإعلام والشئون الاجتماعية مؤتمراً صحفياً في الساعة الخامسة والنصف مساء 15 أغسطس 1966م بقاعة الاجتماعات بوزارة الإعلام والشئون الاجتماعية استغرق حوالي الساعتين وقد حضرة السيد مدير وزارة الإعلام والشئون الاجتماعية والسادة رؤساء تحرير ومديرو وكالات الأنباء المحلية ومراسلو الوكالات العالمية ومندوبو الإذاعة والتلفزيون.

وفي بداية المؤتمر رحب السيد رئيس الوزراء بالحاضرين وقال أن الروح الطيب الذي قابلت به الصحافة الحكومة الجديدة سيكون حافزاً لنا لنحرص على الاستمتاع بهذه الثقة في مستقبل أيامنا.

ثم تحدث سيادته عن عدة نقاط قال أنها أثارت تساؤلات كثيرة في الصحف وحددها سيادته بخمس مسائل وأوضحها السيد رئيس الوزراء على النحو التالي:-

1- مسالة تقسيم الوزارات:

قال سيادته أن الطريقة التى تم بها تقسيم الوزارات تعرضت إلى مآخذ مختلفة من بينها التعجيل في التقسيم.. ولكن أود أن أوضح أن المسالة التى بنى عليها التقسيم كتبت عنها مذكرات كثيرة، وعندما تولينا المسئولية وجدنا تضارباً كبيراً على الاختصاصات ورأينا أنه لابد من حسم الأمر وتفادى هذا التضارب والتركيز على إنتاج.. وقد تطلب ذلك خلق وزارات جديدة.. كوزارات العمل والتعاون التى تبرز أهميتها القصوى في الدولة الحديثة وذلك لتطوير أوضاع القوى العاملة والتركيز عليها لتقوم بواجبها الكبير فيحل مشاكل الإنتاج.. وكذلك توسيع القطاع التعاوني وتنفيذ سياسة الحكومة بتحويل المشروعات الزراعية ألي جمعيات تعاونية كلما انتقضت مرحلة الرخصة الأولى ولخلق قطاع تعاوني اكبر في البلاد.

أما وزارة الصناعة والتعدين فقد أنشئت لأن أمر الصناعة لم يكن في الماضي موفقاً بالدرجة المطلوبة وتجربة القطاع العام لم تكن في المستوى المطلوب من التوفيق أيضاً وقد رأينا في إنشاء هذه الوزارة السبيل الوحيد لتقوية الدولة وتحريرها اقتصادياً..وكذلك الأمر بالنسبة للتعدين الذي سيدفع الاهتمام به الإنتاج خطوات واسعة إلى الأمام وعن تغيير الوضع في وزارة الداخلية قال السيد رئيس الوزراء أنه معروف أنها كانت من بقايا مكتب السكرتير الإداري، وقد اقتضى التغيير الجديد أن يركز فيها على تطوير وسائل الأمن للقيام بواجبها مما استوجب أن تبعد منها الجوانب الأخرى.

أما عن وزارة الثروة الحيوانية فأن ربط البحث عن المياه معها فأمر شئون الخدمة لأن معظم القبائل التى تحتاج إلى الماء هي قبائل رعوية.

والتعديل في وزارة المالية وإزالة الثنائية بين قسميها وإدخال قسم شئون الخدمة تحت أشراف الوكيل الدائم سيساعد في التركيز والضبط بالنسبة للأقسام المختلفة وكذلك ضرورة الاهتمام بضبط المنصرفات وربطها بالمقدرات.

2- مـا حدث فـي القـرية:

تحدث السيد رئيس الوزراء عن زيارته الأخيرة لخشم القربة فقال أنها كانت ضرورية لأن أي قرار حول المشكلة يتخذ في الخرطوم لن يكون ذا أثر كما لو أتخذ هناك والحمد لله فقد تم الاتفاق هناك على توزيع حواشات الامتداد الثاني وقبلت جميع القبائل قاعدة التوزيع التى أقرت وستبدأ الزراعة فوراً وقبل أن ينتهي موسمها..وعزى سيادته بعض أسباب المشكلة إلى أن الحكومة الماضية اتخذت قراران متناقضان حول هذا الموضوع.

3- المسـالـة الماليـة:

وعن المسألة المالية ذكر السيد رئيس الوزراء أن السيد وزير المالية سيطلع الرأي العام بعد أيام قليلة على الإجراءات اللازم اتخاذها بعد أن أطلع مجلس الوزراء على الموقف.

وقال سيادته أن النظر سيعاد في الميزانية وستقدم لمجلس الوزراء لإجازتها إجازة مؤقتة ويبدأ العمل بها..ثم تعرض الميزانية بعد ذلك على الجمعية التأسيسية في دورتها الجديدة.

4- الخـدمة المرئيــة:

أوضح السيد رئيس الوزراء للمؤتمرين أن اللجنة التى عينها مجلس الوزراء لتقويم الخدمة المدنية ورفع التوصيات اللازمة لزيادة فعاليتها سائرة في عملها وقد كلفت عدداً ن الخبراء لعمل دراسات في مدة وجيزة تستفيد منها اللجنة..وقال سيادته أن كثيراً من المثاليات أحالتها الخدمة المدنية حبرا على ورق ولا يمكن أن يتحقق شئ من تلك المثاليات إذا لم نرتفع بمستوى الخدمة المدنية.

5- مسـألة البيــان:

ثم تحدث السيد رئيس الوزراء في النقطة الأخيرة عن مسألة البيان الذي أشارت أليه الصحف والذي وزعت منه نسخ كثيرة للمواطنين ودارت حوله مناقشات على اعتبار أنه صار من سيادته.. ووصفه السيد رئيس الوزراء بأنه دس رخيص ومحاولة للوقيعة ومحاولة للتشويه واستغلال الأسماء.. وقال أن أمر البيان الآن في مكان التحري والبحث لمعرفة الدوائر التى تعمل للترويج للأفكار التى حواها.. ووصف سيادته البيان بأنه أسلوب جديد للعمل السياسي في السودان فيه خطر كبير.

هذا وفي نهاية المؤتمر أجاب السيد رئيس الوزراء بإسهاب على الأسئلة العديدة التى تقدم بها الصحفيون حول ما أدلى به سيادته وحول العديد من المسائل التى تهم المواطنين.


Post: #104
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 07:45 AM
Parent: #1

ردود على المعارضة



نص كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء في الجمعية

التأسيسية في الرد على المعارضة في يوم16/8/1966م

بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليك يا سيدي الرئيس وبعد فأني أود أن أتقدم لهذا المجلس الموقر برأينا مجملا فيما سمعنا من نقاش لبيان الحكومة السياسي وأود في مستهل حديثي هذا يا سيدي الرئيس أن اشكر السادة أعضاء المعارضة إلا جزاءاً يسيراً منهم على الروح الطيب الذي استقبلوا به هذا الخطاب، كانت الروح تفهم وتعقل ونقاش واشترك في ذلك الكثيرون ممن يجلسون اليوم رسمياً على مقاعد المعارضة ونحن أن شاء الله نعطى ما وجهوا به وما نصحوا به الاهتمام الكافي تقويما لنا وتأكيداً من أن نسير على الدرب القويم وكان السادة المتحدثون على اختلاف كتلاتهم وجماعاتهم إلى حد كبير موضوعيين في نقاش البيان الذي قدمناه لهم وسأذكر بعض النقاط التى تطرق إليها البحث أكثر من غيرها والتي سنأخذها في الاعتبار الكافي أولا مسألة محاربة الرذائل فقد تكلم المتكلمون في هذه النقطة موضحين أننا لا نستطيع أن نلغي الرذيلة بجرة قلم وهذا صحيح ولكن ليس هناك شئ في الوجود يمكن أن يلغي بجرة قلم فنحن اليوم في مجتمعنا نجد أن السرقة ممارسة الناس لها ينبغي أن تكون سببا لانصرافنا عن وضع القوانين والطرق لمحاربته فالإنسانية واجهت مشكلات عديدة في خيانة الأمانة وفي السرقة وفي خيانة العهد وفي كل هذه الأوضاع واجهت مشاكل عديدة في خيانة الأمانة وفي السرقة وفي خيانة العهد وفي كل هذه الأوضاع واجهت مشاكل عديدة هذا لم يمنعها من وضع القوانين والطرق لمحاربة هذه الرذائل وذلك أولا بتربية النشء عليها وثانياً بتحديد الاتجاه العام للمجتمع فنحن عندما نتحدث عن إدخال الرذيلة في السودان في حظيرة الأشياء المختلفة والجرائم المختلفة التى أعلن المجتمع الإنساني حرباً ضدها لا نعني أننا بجرة قلم سوف نهدم صرح الرذيلة في بلادنا ولكن نعنى أننا نضيف إلى ما نواجه به مشكلاتنا الإنسانية قوائم أخري من الرذائل نحاربها بالخلق والإرشاد والقانون)) ونحن ندرك جيداً أن هذه المسألة لا يمكن أن تقضي عليها بجرة قلم وندرك جيداً أن الحصول على نتائج فيها أمر تدريجي وندرك جيداً أن كثيراً من الذين يعيشون في الرذيلة ومن البغايا اللائى يعشن فيها في الواقع هن ضحايا أوضاع اجتماعية فاسدة وهن أيضاً ضحايا اعتبارات خاطئة ولذا فلا بد من وضع الخطة المدروسة التى تنتشلهن من الوحل الذي يعشن فيه وتلحقهن بركب الإنسانية حتى ينكشف ما يعشن فيه اليوم من حياة ضالة إلى حياة الفضيلة.

أننا يا سيدي الرئيس لن نهاتر ولن نتعدى على أحد بل سنضرب صفحاً ونطوي كشحا عما ووجهنا به من تهم وهجوم إلا أننا لن نترك ما ورد فيها أبداً غفلا أنصافاً للأمة السودانية التى تسمع لما نقول وتوضيحاً لها وتحريراً لآذانها مما وقع فيها واستقر فيها وفي عقولها من كلام لا يليق أن يرد من قوم مسئولين قيل أنا نفسد الأخلاق واتهمنا بأن لا أخلاق لنا ثم اتهمنا بأننا ننفذ مخططاً شيوعياً واتهمنا بالتناقض والارتجال ورمينا بكل هذه الألفاظ وبأعنف منها في هذه الجلسة الموقرة وقبلها من الجلسات في هذا المجلس الموقر ونحن إذ ننصرف عن هذا البهتان نود أن نناقش بموضوعية ما ورد من نقاط محددة عسانا أن ننقذ ما أتلف من أسماع أخواتنا المواطنين الذين يشاركوننا في هذه الجمعية التأسيسية وإخواننا الذين يشاركونا في السودان كله الوجود والحياة)) قيل يا سيدي الرئيس:

أن الغموض الذي اتسم به حديثنا شمل السياسة القطنية وأننا لم نوضح في مجمل ما قد منا أفكار اقتصادية ما ننوي عمله بالنسبة لهذه السياسية القطنية ونود أن نقول يا سيدي الرئيس أن من أهم النقاط التى تعكف عليها.. وبالطبع لا نود أن نتعجل بإعلان شئ منها الآن هي مسألة السياسة القطنية ولو أن الناس صرفوا كل ما قلنا بانا ندرس هذه المسائل بأمل علاجها لا أمل الحديث عنها حديثاً عذباً حلواً لا علاقة له بالواقع بأن ندرس هذه المسائل بأمل علاجها لا أمل الحديث عنها حديثاً عذباً حلواً لا علاقة له بالواقع لو صرفوا هذا الحديث العام على توصيل أوهامهم التى في قلوبهم لوجدوا رداً واضحاً عاماً شاملاً لهذه النقاط من الغموض الذي أثاروه أحاطوه أنفسهم به وجعلوا أنفسهم في ظلما ته)) ثم قيل يا سيدي الرئيس أننا تبينا قرارات الحكومة السابقة وهذا حديث طريف: الحكومة السابقة نحن الذين صنعناها ونحن الذين انتخبناها ونحن الذين قدمناها وميثاقها نحن الذين وضعناه وجميع النقاط التى وردت فيه نظيرياً هي في الواقع مما قررنا في جلساتنا المختلفة ومما أنجزنا ومما أقمنا ولكننا لم نقل أن الحكومة السابقة بوجودها شئ غريب وانما قلنا أنها لم تضع ما كان يرجى منها الأمر الذي صعد أبو بكر الصديق رضي الله عنه المنبر ليقول له يوم ولى((وليت عليكم ولست بخيركم فأن أخطأت فقوموني وأن أحسنت فأيدوني)) والأمر إذن أمر تقويم فهناك أخطاء وردت واعتبارات جدت ألزمتنا أن تغير تلك الوضاع حتى لا نترك بلادنا تتهاوى فيما تهاوت فيه بأسباب ما تعرضت إليه وما أغفلته الحكومة السابقة والحقيقة أن هذه المسألة مسألة أزلية فأن الله سبحانه وتعالي يوضح لنا في القصص القرآني الذي يكشف لنا جوانب عديدة من الإنسانية مسألة المسئولية والعزم بمسألة إعطاء المسئولية وردها بمسألة التكليف في الرسالة وبعد ذلك تسلمها إذ أن الله سبحانه وتعالى قال لنا في مجمل ما قال لنا واتلوا عليهم نبأ الذي أتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين)) المسألة لم تكن مسألة تبني يا سيدي الرئيس وإنما كانت مسألة تقويم وقد ذكرت بعض القرارات التى قيل أننا تبنيناها مثل مسألة المياه فمسألة المياه هذه وضعت مشروعاتها بدراسة مختلفة متعلقة بتطوير الريف اكتفائه بين عدد كبير من الذين يعملن الآن في صفوف هذه الحكومة وضعت قبل القضاء على الحكم العسكري ووضعت تظلماً منا بشعورنا أن جزءاً كبيراً من مواطنينا يعيشون في شظف من العيش ولا يجدون الحياة الدنيا التى ينبغي أن يعيشونها وإذا الأمر قد وضع في حقيقته قبل أن ينتهي الحكم العسكري ولكن بعد ذلك دخل في ميثاق الحزبين ولكن الأمر الذب عاتبنا الحكومة السابقة من أجله هو أنها أدخلت هذا الأمر في متاهات من الخلافات جعلت هناك قيادة جماعية في تنفيذه والقيادة الجماعية هي أكبر خطأ لأن التنفيذ يقتضي التركيز ويقتضي توحيد المسئولة فيمن يتولاها وأيضاً أن الموضوع برمته لم يعالج ولم يتصرف فيه بالقدر الكافئ من الحرص والعجلة وسرعة البت فأن الذي أخذناه عليها في وقتها هو هذا ولم يكن الذي أخذناه عليها أنا كنا لا نحدب على مسألة مشروع المياه الذي كما أسلفت أن الخطوط العريضة قد وضعت له قبل أن ينقضي الحكم العسكري نفسه ومسألة الإدارة الأهلية أيضاً أن الذي قلناه فيها لم يكن عدم الانصراف إليها أو الانصراف إليها بصورة معينة وانما الذي قلناه أن هذا الأمر ظل معلقاً مسلطاً سيفاً على الناس في كل مكان وزمان وأيضاً أن الذي قلناه أن هذا الأمر ظل معلقاً مسلطاً سيفاً على الناس في كل مكان وزمان وأيضا معطى له بطريق آخر حقوق أفراد لا تنطبق مع ذلك السيف المسلط وكان لابد من حسم هذا الأمر والذي كنا نتوجه بنقده لآخر لحظة هو جعل هذا الأمر معلقاً هكذا خالقاً الفراغ في كل أقاليم السودان ومعرضاً مصالح البلاد والذين يقومون بهذا الأمر لتلف وضياع بالشكوك والمخاوف التى أثارتها سياسات متضاربة ليس فيها حسم وليس فيها عزم)) والناحية الثالثة هي مسالة المشروعات الخصوصية والأمر فيها أيضاً يا سيدي الرئيس يرجع إلى ما قبل القضاء على الحكم العسكري ولكن المسالة التى أشير أليها هي أن هذا الأمر أتخذ فيه قرار كان ينبغي أن يكون مجدداً قبل أن يكون مجمداً فيثير التطلعات ويفتح الشهية دون أن يقدم الوجبة وقد فتح الشهية ولم يقدم الوجبة وكان النقص في هذا ولم يكن في ضرورة أو عدم ضرورة الإسراع بحسم مسالة المشروعات الخصوصية)) ثم يا سيدي الرئيس تحدث متحدثون ن أولئك الذين جنحوا إلى التغيير أسلوب المناصحة إلى أسلوب الغموض والاتهام تحدث بعضهم عن مسالة الصرف في الجنوب هو السبب الرئيسي لما حدث من تدهور في أرصدتنا الأجنبية ومما حدث أيضاً في أرصدة البلاد الداخلية والحقيقة التى كنت اعتقدها وقد تأكدت لي أن عدداً كبيراً من الذين عملوا في وزارة السودان أو في حكومة السودان في الوزارة السابقة دخلوها بغير بصيرة وخرجوا منها بغير بصيرة وسبب ذلك أتدرى يا سيدي أن جميع ما صرف في هذا الأمر من رصائد السودان الأجنبية في عام 65، 66 لم يتعد سبعمائة وخمسين ألف جنيها أتدري أن العجز والنقص الذي تم في الفترة نفسها أرصدتنا الأجنبية كان عشرة ملايين من الجنيهات إذن هذا الخلط للناس وهذه المحاولة تجعله من مشكلة الجنوب مشكلة تعطف وابتزاز لعواطف الناس دونما تدبير للحقائق أمر لا نريد أن يعرض لهذه الجمعية وهي مستواها من المشرعين الذين علمهم القانون تسيير هذه البلاد نحو اليمين أو اليسار وذكر الصرف على الجنوب أيضاً من رصائدنا الداخلية ولكنني لا أود هنا أنن أتحدث عن أرقام الدفاع ولكن الذي أود أن أقوله هو أن هذه المحاولات أيضاً غير صحيحة ومع أن الأرقام معي أمسك عن إعلانها لا لأني لا أود أن أذكرها لهذا المجلس ولكن لأن هذه المسائل ينبغي أن تظل إلى حد ما وغلى فترة طويلة في طي الكتمان لكن الذي أود أن أوضحه هو أن هذه المحاولة لتفسير جميع المشاكل المالية التى واجهناها جعلها مربوطة بمشكلة الجنوب اتجاه غير صحيح والأرقام لا تؤيد ولا تؤدي إليه وقد ذكرت منها الرقم في الموضوع الذي تكلم عنه ثلاثة من المتكلمين وأوضحوا هذه النقطة بإسهاب كأنما هي البلسم أو الإكسير الذي سيحول المعارضة إلى تأييد أو التأييد إلى معارضة والواقع أن الذي صرف من جملة أرصدتنا الأجنبية في عام 65،66 على مقتضيات القوات المسلحة في ذلك العام لم يتعدى 750 ألف جنيهاً إسترلينيا وأرجو من السيد الرئيس أن كان هناك شك في هذا الأمر أن يطلع هذه الجمعية عن طريق تحريه على هذا الأمر حتى تنكشف هذه الغمة التى أراد بعض الأخوان أن نعيش فيها كالحشرات ومسألة الجنوب هذه يا سيدي الرئيس لها قصة ذلك أننا في يوليو الماضي عام 65 قمت بزيارة للمديريات الجنوبية في طريق عودتي من شرق أفريقيا وتقدمت للسيد رئيس الوزراء آنذاك بمذكرة فيها حال القوات المسلحة هناك وضرورة العمل على تلافي النقص بمختلف أنواعه في مال القوات المسلحة هناك وأن يقوم بزيارة فورية هو ووزير الداخلية ووزير الدفاع لكي يقفوا على الأحوال هناك في يوليو أو أغسطس حتى يتمكنوا بعد ذلك من وضع الأسس الصحية على ضوء ما قدمناه لهم من مذكرات لعلاج هذه المشكلات أتدرى ماذا حدث يا سيدي حدث أن تمت تلك الزيارة ولكن في 19/4/1966م وكان ذلك بعد كل هذه الفترة ما بين تحديد موعد الزيارة وما بين الزيارة كذلك تحدثنا عن مسألة تدعيم القوات المسلحة وقد ترك هذا الأمر أيضاً معلقاً حتى أدى إلى نوع من التمرد وأدى إلى سفر غير نظامي قام به وزير الدفاع بالإنابة ومعه القائد العام في 23/10/196م.

يا سيدي الرئيس:

في شهر يوليو من ذلك العام تركت المسألة معلقة حتى كادت أن تؤدى إلى فتنة إلى وضع كل المواطنين عليمون بما أدى إليه والضحايا الذين واجهوا تضحية في سبيل هذا الإهمال الذي تم والحقيقة يا سيدي الرئيس أن المسألة ليست مسلة الصرف على الدفاع وهو أمر لا يختلف اثنان في ضرورته وضرورة مضاعفته أن لزم الأمر لمواجهة المحنة المصيرية التي تواجهها أمتنا في الجنوب ولكن المشكلة هي أن هناك اعتبارات معينة وددنا أن نشير إليها وأن نوضحها وهى أن ميزانيات السودان المختلفة منذ عهود متتالية ظلت دائماً تفوق الوضاع الموضوعة لها وهذا موطن العلة والمشكلة هي أننا نقدم ميزانياتنا ونضع تلك الميزانيات فتصرف في الأعوام المتتالية بمعدل خمسة مليون زيادة أو سته أو سبعة مليون زيادة والضرورة أذن هي التي ينبغي أن توقف هذا التدهور هي ضرورة مواجهة عدم الصرف على الميزانيات أكثر مما تعتمده هذه الجمعية أو أكثر مما يقدر لها أي السيطرة على الموارد المالية فالمشكلة هي أذن مشكلة التحلل والتفسخ الذي تواجه به مشكلة المصروفات هذه والذي ننادى به والذي نعمل على تحقيقه هو وقف التدهور يعنى أن نربط ما بين ما يقدر من الميزانيات وما يصرف من تلك الميزانيات هذا ما نعنى من إيقاف التدهور أما مسألة الخدمات ومسألة الإنشاء والتعمير فبالطبع هذا تعجل للأمران نذكر ما نحن بصدده منها ولكن الذي نقوله بصفة واضحة هي أننا نود أن نوقف التدهور لا أن تقيسه ببعض الأشياء أتدرى يا سيدي الرئيس أنه يمكن لنا الآن أن نحصل على مشروع زراعي في جهة من جهات السودان مثلا في منطقة النيل الأبيض وأن نوضح أن هذا المشروع منذ أن تأسس البنك الزراعي إلى يومنا لم يربح قرشاً واحداً بل ظل يخسر عاماً بعد عام بعد عام ولم تواجه هذه المشكلة إلى يومنا هذا وان في هذا الخطأ من صرف أموال دافع الضرائب فيما لا طائل فيه هذا ما يعود على البلاد بالتدهور وأن في إيقاف مثل هذا الصرف الذي هو في غير محله ليس إيقاف للتطور ولا إيقافا للخدمات وإنما هو إيقاف للتدهور في هذا المرفق أيضاً حتى يعادل ما بين صرف المواطنين ودخلهم على الصرف العدل لا على تمويل الجرائد التي ليس هناك حق في تمويلها من أموال دافع الضرائب)) هذه هي المسائل يا سيدي التي سنرفع فأساً لهدمها وهى يا سيدي الرئيس المسائل التي سنوقف بها التدهور والصرف الذي في غير مكانة والخدمات التفاخرية التي في غير مكانها ونعتقد أن هذه جزء من المشاكل المالية ولا نقول أن الحكومة الماضية هي المسئولة عن هذا وإنما هو قد أنحدر إليها من أوضاع ماضية والذي نطالب به اليوم هو أن نوقف هذا التدهور وكان يمكن لها هي أن تنظر في هذا التدهور وأن توقفه في زمنه أن تنبهت إلى ذلك)) نحن يا سيدي الرئيس قد جررنا جرا لمناقشة سياسات الحكومة الماضية وهذا لم يكن من سياستنا ولا من اتجاهنا ولكن هناك مسائل ضرورية لابد من الإشارة إليها وهي أن حديثاً قد قيل بأن الأمن قد أستتب في الجنوب وأن الأمور قد انتهت وهذا يا سيدي الرئيس نعده أيضاً من جملة المقدرات التي تصرف دون ميزانية أو حدود. الأمر لم ينته بعد ولكنه تحسن والأمر محتاج بعد إلى مجهودات مضنية لا عادة الأمور إلى مجاريها والى تعمير الجنوب والى إعادة الحياة المدنية فيه والى إعادة الحياة السياسية فيه للاستفادة والى حياة متطورة متقدمة فالمشكلة هي أن تحسنا ملحوظاً قد تم ونحن أبداً سنظل شاكرين ومقدرين للمجهود المضني الذي قامت به قوات بلادنا المسلحة في مواجهة هذه المشكلة في القضاء على ما أمكن القضاء عليه من التمرد ولكن الأمر مازال قائماً ولا بد عليهم إلا يشعروا بفتور ولا يشعروا بتراخ بل يضاعفوا المجهود ونحن أيضاً في الصعيد السياسي والإداري لابد من أن نضاعف الجهود وألا نعتقد أن الأمر قد حل وأن المشكلة قد انتهت وهذا حلم يداعب بعض الأجفان وينبغي ألا نسمح له أن يداعب أجفان المشرعين للوطن ثم قيل يا سيدي الرئيس حديثاً غريباً عن مسألة الاربحال والتخبط وما هو الارتجال والتخبط المقصود أهو مسألة الوزارات هذه كانت على اجندة الوزارات السودانية المختلفة وظلت في الاجندة حبراً عللي ورق دون دراسة ودون قرار وظل الوكلاء الدائمون يكتبون الدراسة تلو الدراسة وظل رجال الخدمة المدنية يقدمون التقرير تلو التقرير وظلت هذه الدراسات وهذه التقارير تكون مكتبة كبيرة للمطلعين والمطالعين ولكنها في الواقع لم تكن مكتبة حسم ومكتبة حزم ولا مكتبة قرار واجهتنا هذه المشكلة ولذا رأينا إلا نحدد المناصب الوزارية إلا بعد أن تنتهي منها ولذلك اقسم الوزراء وذلك لنجتمع كلجنة تدرس الموضوع من نواحيه المختلفة وتتقدم فيه دون تحيز لوزراء أو أخري وبالفعل جلست اللجنة أو جلس المجلس كلجنة وبحث الأمر كله ونوه بضرورة اهتمامنا بأشياء معلومة أولا أن الصناعة في السودان الاهتمام بها لم يكن بالمستوى اللائق وكذلك التعدين ولذا رأينا أن تقوم له وزارة وأن العمل في الدولة الحديثة أمر مهم للغاية لأنه يشكل التنظيم وعلاج المشكلات ووجود قطاع التعاون اكبر وكذلك أن تعطي الحركة التعاونية اهتمام اكبر لأننا بصدد توسيع قطاع التعاون ليشمل أوضاع مختلفة وكان لابد من خلق هذه الوزارة اهتماما بهذين المرفقين من مرافق البلاد ثم أجرينا بعض التنظيمات في وزارة المالية لماذا لأن وزارة المالية هذه ظلت إمبراطوريات ثلاث تعيش باختلاف تقوم على ثنائية فيما يتعلق بقسمي الميزانية وقسم الإنشاء والتعمير وهذه الثنائية تواكبها وتعيش معها ثلاثية قائمة من وجود قسم شئون الخدمة في المالية بعيداً من سيطرة الجهاز الإداري المباشر ونحن بصدد معالجة مسألة المصروفات هذه وبصدد إقامة ضبط وربط في مسألة الصرف والدخل ولذا أبح لزاماً علينا أن نوحد المسئولية في يد وكيل دائم واحد يقضي على الإمبراطوريات الثلاثة ويفرض بإرادتنا السياسية تنظيماً حكيماً للوزارة بشقيها وشقها الثالث الذي تعيش فيه قسم شئون الخدمة وهناك مسألة ما أجرى من تعديل في وزارة الداخلية والأمر في هذه أيضاً واضح وزارة الداخلية هذه كانت البقايا من مكتب السكرتير الإداري وقد زال السكرتير الأدرى ومازالت بقاياه مقيمة في أنفس الكثيرين فأصبح لزاماً علينا أن نزيل هذا الوضع وأن نحدد مهمة وزارة الداخلية وأن نصرفها على مسائل الأمن وأن نجعل المسائل الأخرى مرتبطة بوزارات أخرى حتى تتطور أجهزة الأمن لتتمكن من مواجهة مشاكل المن التى نواجهها في أمننا الداخلي في كل مناطق البلاد وأجزائها المختلفة فكانت المسألة مسألة تنظيم لوزارة الداخلية لتقوم بمهمتها وتنظيم لا يحتاج لدراسة لأنه أمر بديهي وإنما كان يحتاج لقرار ومسألة القرارات هذه وتنفيذها كان معدماً)) بعد ذلك يا سيدي الرئيس أيضاً هناك قرارات أخري قد تكون قد رميت بالارتجال نذكر منها مثلا قرار خشم القربة وبالطبع هو من أعمال هذه الحكومة وهذا ما يسمي بالارتجال أيضاً وفق ما حاول أن يسميه لنا بعض السادة المتحدثين وحقيقة هذا الأمر انه قبل 24 يوليو 66 يا سيدي الرئيس صدر قراران والحكومة الماضية تقبع على كرسي الحكم متناقضان في مسألة توزيع الأراضي في خشم القربة مما كان أن يؤدي إلى فتنة لولا اضطررنا أن نستعجل الأمر وأن ننقل كل شخص دون وزن إلى محل الحوادث لتخذ القرار هناك وحتى لا يكون قرار متناقضا مع القرارين السابقين ونكون قد أضفنا مزيداً من التخطيط والارتجال الذي بعرض المواطنين ومصالحهم للخطر فمسألة قرار خشم القربة هذا الذي يقال أنه من جملة المسائل التى قامت بها هذه الحكومة وأن أمرها إنما هو أمر تخبط وارتجال إنما هو في الواقع أمر إزالة لتخبط وارتجال عاش في تلك المنطقة يوليو بأكمله هذا التخبط يا سيدي الرئيس هو ملء الوظائف البرلمانية وأنت تدرى يا سيدي الرئيس أن النظام البرلماني ليس هو الحكومة فقط وإنما هو الحكومة والنواب والحكومة والنواب لا يمكن أن يعيشوا عيشة منظمة مرتبطة ببعضها البعض إلا إذا كانت((هناك صواميل)) تقوم بهذه الرابطة وتؤدى هذه العلاقة ولا صامولة أبداً إلا نظام المراقبين الذي يربط ما بين الحكومة وما بين النواب وقد ظلت هذه القوانين غير موجودة سنة كاملة وهذا مما أدى إلى ضعف هذه الجمعية وضعف الاهتمام بها وضعف العلاقة ما بين الحكومة ونوابها هل الارتجال يا سيدي الرئيس أننا قلنا أننا لن نقدم خطاب دورة مفصل إلا بعد دراسته دراسة كاملة وقد كان من ضمن ما عبته أنا وعابة كثيرون على الحكومة الماضية أن هيئة برلمانية كاملة واذكر في ذاك الوقت هيئة حزب الأمة البرلمانية لم يطرح عليها خطاب الدورة إلا بعد أن ألقي في هذه القاعة وكان هذا مثار تدهور بعيد وعنيف هذا هو التردد وهذا هو الارتجال الذي نود ألا يتكرر وهو أن تتلى سياسة متكاملة لعهد متكامل دون أن تكون قد عرضت على الهيئة البرلمانية التى تشكل جزاءاً أساسياً في تشييده وتأييده يوم نصره)) هل الارتجال هو يا سيدي الرئيس هو حل المجالس المحلية كما حلت في يوم 5/1/66 ونحن اليوم في أغسطس 1966م عاش السودان بأكمله سبعة شهور دون علاج لمسألة الفراغ الإقليمي هذه وكأن الأمر لا يهم شخصاً وكان الأمر ليس مهماً حلت هذه المجالس وفي نظري أن هذا الحل كان إلى حد كبير هو هذا الارتجال وهذا التسرع وكان ينبغي أن يحدد كيف يخلق الوضع كيف تظم مسائل المواطنين ومصالحهم قبل أن يؤخذ مثل هذا القرار الارتجالي الذي حدث والتخبط الذي عاش المواطنون فيما عاشوا فيه.

اكتفي يا سيدي الرئيس من مسألة التخبط والارتجال وان كانت القائمة طويلة للغاية، سؤال آخر سؤلناه وقول آخر أيضاً بهتنا به هو أن التغيير الوزاري والأزمة الوزارية هذه المسائل أدت إلى ضياع سمعة السودان في الخارج وأرجو يا سيدي الرئيس أولا أن تعين لجنة من هذه الجمعية أن تدرس افتتاحيات الجرائد السودانية لتقدم وتقريراً لهذا المجلس بالترحيب الذي واجهت به البلاد وجرائدها المختلفة المسئولة ذات الوزن التغيير الذي حدث وأستطيع أن أقول أن هذا التغيير والإجراء الذي صحبة واجه ترحاباً لم تواجهه حكومة من حكومات السودان المختلفة يقدم لهذا المجلس تقرير مفصل عن هذه المسألة. وناحية ثانية يمكن للسيد الرئيس أن يطلبها من السيد وزير الخارجية وهي قصاصات الجرائد السودانية لتقدم تقريراً لهذا المجلس بالترحيب الذي واجهت به البلاد وجرائدها المختلفة المسئولة ذات الوزن التغيير الذي حدث وأستطيع أن أقول أن هذا التغيير والإجراء الذي صحبه واجه ترحاباً لم تواجهه حكومة من حكومات السودان المختلفة يقدم لهذا المجلس تقرير مفصل عن هذه المسألة. وناحية ثانية يمكن للسيد الرئيس أن يطلبها من السيد وزير الخارجية وهى قصاصات الجرائد الأجنبية المختلفة سواء كانت من بلدان اليمين أو من بلدان اليسار أو بلد أن العرب أو البلدان الأفريقية ستجد يا سيدي الرئيس أن تلك القصاصات أيضا كانت ترحب بالإجراءات التى حدثت في السودان وتؤكد أنها إجراءات تحي وتعيد النظام الديمقراطي وترحب بها وتعتقد أن فيها إصلاحاً واضحاً ولا أسبق هذا التقرير الذي يمكن أن يطلع عليه المجلس تلخيصاً لقصاصات الجرائد التى وردت من وزارة الخارجية عن كل المناطق المختلفة والتي تجمع التعليق من دول اليمين واليسار.

سيدي الرئيس ذكرت مسائل كثيرة أيضاً مثلا أن السوق كسدت وأنه قد ضعف أمرها أيضاً بهذا التغيير الوزاري وهذه المسائل في نظري في الواقع تتريث لتنظر مما يقدمه لنا السيد وزير المالية وان كنت قد وددت أن أتحدث عنها وهناك حديث ورد من السيد نائب دائرة الدويم التاسعة وتحدث فيه عن بعض المسائل التى تهم هذا المجلس أيضاً. الأولى مثلا مسالة مشروع لجنة الاثني عشر وهذا المشروع بحذافيره لم نقل فيه اكثر من انه سيوضع موضع الدراسة الجادة في يد لجنة الدستور القومية التى نأمل أن يجيزها هذا المجلس قيامها وتشكيلها في دورته هذه. وتحدث أيضاً عن مسألة الأحزاب الجنوبية واشتراكها وقد حددنا في الخطاب أن الأحزاب الجنوبية التى نقصدها والتي يجب أن تشترك هي تلك إلى يجب أن تؤمن بالحل داخل وحدة السودان وتحدث لنا عن إغفال الانحياز وعدم الانحياز شئ من فضول القول وقد عبرنا عنه بتعبير آخر هو الذاتية السودانية وهى في الحالين تعنى أن سياستنا لن تنحاز إلى أي جهة من الاتجاهات أو مجال من المجالات أما مسالة المشاركة لذاتيتنا فهذا أيضاً تفسير لتعبير تحدثنا عنه وهو أننا تحدثنا في بداية الخطاب عن وجودنا الإسلامي العربي وضرورة بعث ذلك الوجود فلم نقل اكثر من أن يدعم هذا الوجود خارجياً.. وقد تحدثنا في مضمار العلاقات المختلفة بضرورة حسن الجوار فلا نعتقد أن في هذه النقاط شئ جديد ومهم ولكن بالطريقة التى قيلت بها ما كان سيؤدي إلى بعض الغموض وددت أن نوضحه للسادة أعضاء هذا المجلس الموقر.

بعد ذلك يا سيدي الرئيس أود أن احصر الحديث عن مخططاتنا الشيوعية لأن أحد المتكلمين أتهم خطابنا بأنه خطاب تنفيذ وضع للمخططات الشيوعية وأؤكد لك يا سيدي الرئيس أنه لولا مجهودات مضنية قام بها نفر مسئول اليوم في هذه الحكومة لكان نفر غير مسئول اليوم في الحكومة الماضية لكانوا قد تهاونوا تهاوناً جعل الشيوعية اليوم هي المخططة أو السائرة في السودان لكن الأمر ليس بالسهولة يا سيدي الرئيس والتهم لا تفيد شئنا نحن أصحاب الرد لا يهمنا أن يقال هذا المبدأ شيوعي أو شرقي أو غربي فنحن نعتقد أننا أصحاب ذاتية محددة نود أن نبعثها في هذه البلاد ولا يهمنا أن تلتقي هذه الذاتية مع مخطط يمني أو يساري والذي يهمنا أن تكون حقيقة أو غير حقيقة هي الحق أما الباطل فيذهب جفاء وأن كان الحق سنير فيه مهما أرجف حولنا المرجفون ولكن اعتقد أن مثل هذه التهمة في مثل هذا المقام كان ينبغي أن تمنع وكان ينبغي إلا يسمع لها لأن فيها في نظري محاولة لإثارة ضباب وإثارة فتنه لا يليق بمن يردون أن يتعاملوا بالنظام الديمقراطي الواضح المبني على الحجة الواضحة البينة أن ينصرفوا إلى مثله من الاتهامات والمهاترات وأن كنا نود أن نبادل الناس هذه التهم والمهاترات فان هناك رصيداً كبيراً يمكن اللجوء إليه مما أعتقد أنه لا يليق بوقار هذا المجلس ولا مع احترامه ولا مع احترامنا للرأي العام السوداني أن ندخل فيه أو نتصدى له. وتلى الكلام كلام عن مسألة الغموض وأن الخطوط عريضة ومسألة الخطوط العريضة هذه قدمناها نحن عريضة وقلنا أنها عريضة ومسألة بسبب أننا نود أن ندرس هذا الأمر وحتى نتحاشى مسائل الارتجال والغموض وحتى نتحاشى هذه المسائل طلبنا أن يكون هذا بعد دراسة وافيه لأننا يا سيدي الرئيس قد شهدنا في عهد ماض أن زعيم الحكومة يقول لمجلس مكون من ثمانين شخصاً من مؤيديه أن معدات قد شحنت بالفعل لمسألة تنفيذ مشروع المياه وقد كان هناك بيان من وزارة الأشغال في غد ذلك اليوم يؤكد أنه لم يعرض أي عطاء في هذا الأمر ولم يعمل أي شئ في ذلك اليوم يكد أنه لم يعرض أي عطاء في هذا الأمر ولم يعمل أي شئ في ذلك الأمر بتاتاً مثل هذا الأمر يا سيدي الرئيس ومثل هذا التخبط هو الذي وددنا أن ننتشل منه مواطنينا والله يهدينا بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كانت عاقبة الظالمين ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين وأن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم)) ومنهم من يستمعون إليك أو أنت تسمع الصلم ولو كانوا لا يعقلون ومنهم من ينظر إليك افأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون أن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون)).

أننا يا سيدي الرئيس نعتقد أن كل ما رمينا به باطل ونعتقد بأن التهمة بأن ما قلناه مجمل وليس فيه تفصيل ليست هي تهمة ولكن هي جزء مما قلنا وذلك حتى نتحاشى المسائل المرتجلة والأحاديث المرتجلة وحتى لا نعرض المواطنين للتخبط. ونحن يا سيدي الرئيس نعتقد أن عهداً سياسياً كاملا قد انفضي، وهو الذي يجعل الزعامة السياسية بالوكالة والذي يجعل الاتجاهات السياسية بالخرافة والذي يجعل التشبث بالمسئوليات العامة أمراً لا سبيل فيه أبداً للعلو والارتفاع إذا لم يصحبه العمل الجاد وقد تعاقبت علينا عامات سياسية في الواقع عاشت عيشة غريبة للغاية ومنها من أصر متشبثاً بالسلطة والمسئولية ساعياً لها بكل سبيل متمسكاً في سبيلها بخيوط العنكبوت وهو متى ما وصل إليها لا يجد فيها سبيلا إلا لكي يؤكد أنه لا يستطيع أن يسير فيها وأن يثبت أنه لا يستطيع أن ينتج منها ولا يستطيع أن يتقدم بها كمستتر بالنار تحرقه.

وقد أتينا يا سيدي الرئيس بمنهاج جديد ذلك هو ضرورة الجدية في تصريف المسائل العامة ونادينا بالمصالحة الوطنية وأن كان السيد نائب حمر الغربية أراد أن يفسر المصالحة الوطنية إذابة للقانون ونعتقد أن جميع ما قيل في المصالحة الوطنية لم يعن إفساح المجال لكل من يريد أن يرتكب جريمة ضد القانون أن يرتكبها وإنما المصالحة الوطنية في ظل القانون وفي ظل الدستور ودائماً أن الذي يستطيع أن يقوم بمهمة المصالحة الوطنية في ظل القانون وفي ظل الدستور ودائماً أن الذي يستطيع أن يقوم بمهمة المصالحة الوطنية هو الذي يشعر بثقة في نفسه أو تشعر حكومته بثقتها في نفسها نحن لا نعني بهذه المصالحة أن تأخذ حقاً من حقوق الناس القانونية أن المصالحة الوطنية لا تعني أبداً صرف النظر عن القوانين وإنما تعنى الحرص على تلك القوانين والمعاملة بها وكما قلنا نحكم بالقانون ونحكم بالقانون وهى تعنى أن الفئات المختلفة التي استبعدت دون سبب أو طائل ستعطي فرصة لكي يقوم بينها وبن المواطنين الآخرين الذين يتولون الآن مقاليد حكم السودان أن يقوم بينها وبينهم تعاون على أساس مصلحة البلاد الكبرى وأن يكون ذلك في ظل هذا التفهم العام وأن يعطي كل فرصة ليثبت أنه يستطيع أن يعمل للمصلحة الوطنية ويريد أن يعمل للمصلحة الوطنية وإلا يبادر الناس بالتهم وإلا نقفل أمامه الباب بل نسعى يكون العمل بيننا وفاق وائتلاف وتعاون وتضامن هذه هي معاني المصالحة الوطنية ولم تعني ولن تعني أن نتخلى عن القانون. وتحدثنا عن شعبية الحكم وضرورة تدعيمها وعن فعالية البرلمان وضرورة تقويته عن إيقاف التدهور وضرورة القيام به وعن ضرورة البناء المخطط الاجتماعي والاقتصادي وغيره وتحدثنا عن تأكيد ذاتية السودان في المحيط الخارجي وتحدثنا عن مسألة الوعي الإقليمي وأن يكون هذا الوعي الإقليمي سبيلا إلى أن تكون قمة المسئولية في السودان غير محاطة ببيئة الخرطوم أو محاطة بها إنما تكون منتشرة في السودان كله لمعالجة مشاكل الأقاليم المختلفة علاجاً حاسماً حازماً هذه هي الغابات التي ذكرناها في الأول والتي وردت في شكل سياسة عامة في خطاب الحكومة السياسي والتي لم تتوار ولن تتواري أن شاء الله.

يا سيدي الرئيس نطلب طلباً أكيدا من أخواتنا هنا ولم نشك قط هذه الفترة كلها أنهم منحونا الثقة ومازالوا يمنحونا الثقة إلا فريقاً من الذين أرادوا أن يستفيدوا بثلاثة أيام من أيام الخريف في الخطابة ثلاثة أجل: أيام من أيام الخريف التى كان يمكن أن ينصرف الناس فيها إلى عمل جاد مهم صرفت في خطابات متداولة لم يكن هناك مجال لها ولم يكن هناك سبيل إليها لأنها لم تقدم سياسة مفصلة لنحاسب عليها ولذلك ليس هناك سبيل إليها لأنها لم تقدم سياسة مفصلة لنحاسب عليها ولذلك ليس هناك مجال لإعادة الثقة فينا لأننا قد منحنا تلك الثقة اللهم إذ إذا كان بعض الناس يظن أن أعضاء هذه الجمعية مصابون بضعف القلب وضعف للدرجة التي يغيرون بها أنفسهم وضمائرهم في ظرف عشرة أيام أرباً بهذه الجمعية ومن يجلس فيها بهذا وأرباً أيضاً بها من هذه التهمة فهذا جمع من النواب جيد للغاية ثبت ذلك في كل أعماله وتصرفاته حتى يومنا هذا.

نحن يا سيدي الرئيس كنا نود أن تتلوا الحكومة خطابا سياسياً هاماً يحدد هذه الاتجاهات العامة وأنه لا مانع من مناقشة لتوضيح بعض جوانبه في اليوم الأول وأن يطوى الأمر بعد ذلك حتى نقدم خطابنا المفصل في مناسبة أخرى ولكن أجبرنا أن نناقش هذا الأمر ثلاثة أيام نقاشاً تكرر فيه أنها خطوط عائمة وأننا نود أن نستدرك ما نناقشه وترك مجال للناس أن يبحثوا وأن يستنتجوا ما يعارضونه وهذا يا سيدي الرئيس كان حبس لنا وحصر لنا في مهمة في الواقع لا طائل فيها والذي نود أن نطلبه لآن يا سيدي الرئيس أن يتركنا هؤلاء لنعمل وأن نأخذ المجال الكافي أنا وزملائي أعضاء الحكومة الائتلافية أن يمنحونا الفرصة لكي نعد هذه المسائل ولكي نقدم علاجها ولكي نكون مسئولين عما نقدم من علاج.

سيدي الرئيس أننا قد بينا نوايانا وأوضحنا اتجاهاتنا العريضة عدلا وصدقاً وشمرنا عن سواعدنا حزماً وعزماً وقد هبت في بلادنا رياح التغيير ونود أن نعمل معاً لبناء السودان الجديد فأطلبك يا سيدي الرئيس أن تتوجه لهذا المجلس بندائنا هذا أن ينصرف عن هذه المناقشات المطولة لمهله العمل لتوضيح وتحديد ما نحن بصدده ولنعمل دون رجوع وحديث عن الماضي ومشكلاته وخلافاته وأوضاعه لأننا نود أن نشد أبصار المواطنين للسودان الجديد وأهدافه فدع عنك نهضاً سبح في حجراته وهات حديثاً الروابح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


Post: #105
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 07:46 AM
Parent: #1

نداء وطني ألي المنتجين والمزارعين

بسم الله الرحمن الرحيم


أيها الاخوة السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته


لا شك أنكم تعلمون أن الزراعة مازالت متأخرة في بعض المشاريع الزراعية وذلك بسبب خلاف بين أصحاب الحقوق المصلحة المشتركة فيها.

أن الزراعة مواطنة الأعزاء كما تعلمون موسمية وأن التأخير فيها يعود بالضرر على كل الأطراف وأن بلادنا التي يعتمد اقتصادها اعتماداً كبيراً على محاصيلنا الزراعية لن يسعد حالها إلا بوفرة الإنتاج وجدية العمل. ومن أجل هذا أوجه ندائي لكل المنتجين والمزارعين لتكريس جهودهم وحصرهم مهم في إتمام الزراعة في مواعيدها كل ذلك في ظل القوانين القائمة والحقوق السائدة.

أنني وزملائي قد قطعنا شوطاً في دراسة مشاكل المشاريع الزراعية ونحن نوليها اهتمامنا الخاص وعنايتنا الفائقة وأنني أود أن أقطع عهداً بأننا إن شاء الله سنحسم تلك المشاكل قبل الموسم الزراعي القادم. وأننا بعونه تعالي لن نترك أمراً معلقا وسنعطي كل ذي حق حقه وسنخطط تخطيطاً عادلا لمستقبل الزارعة في المشاريع الزراعية. وهذا ما توجهنا نحو دراسته وما سوف نحققه بإذن الله وتوفيقه.. وعليه فأني أطلب من المنتجين والمزارعين وأصحاب الأراضي ترك المنازعات والمعاكسات جانباً والالتفاف إلى مهمة الزراعة وترك كل شئ في الوقت الحاضر إلا وضع البذرة في التربة.

أيها الأخوة وتوجهوا نحو الزراعة وانصرفوا عن الخلافات في الوقت الحاضر فالأيام الباقية للزراعة قليلة وسوف تنقضي قريباً ولا بد من الاستفادة منها.

أيها الاخوة أن الأرض أرضكم والوطن وطنكم والإنتاج إنتاجكم فهبوا لبناء بلدكم.

وأؤكد لكم أن خلافات الماضي ومشاكل الحاضر والمستقبل سوف تحسمها حكومتكم بعدل وحزم أن شاء الله.

أيها الأخوة هذا داعي الوطن فاستجيبوا له وستجدوننا مؤمنين بما وعدنا عازمين على تنفيذ ما قطعنا من عهود وبالله التوفيق.







بين السودان وتشاد


عقد السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء/ ووزير الإعلام والشئون الاجتماعية مؤتمراً صحفياً في الساعة السابعة من مساء يوم 28/8/1966م باستوديوهات التلفزيون تناول فيه الحديث عن الموقف بين جمهورية السودان وتشاد وقد حضر المؤتمر السد إبراهيم المفتي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والسيد عبد الله عبد الرحمن نقد الله وزير الداخلية والدفاع والسادة خليفة عباس وكيل وزارة الخارجية وإبراهيم حسن خليل مدير وزارة الإعلام والشئون الاجتماعية ورحمة الله عبد الله نائب وكيل وزارة الخارجية وإبراهيم حسن خليل مدير وزارة الإعلام والشئون الاجتماعية ورحمة الله عبد الله نائب وكيل وزارة الخارجية.

وفي بداية المؤتمر شرح السيد رئيس الوزارة الملابسات الأولى لافتعال هذه المشكلة من جانب تشاد في يوليو عام 1965م عندما أعلن السيد رئيس جمهورية تشاد أن حكومة تشادية في المنفي قد كونت في الخرطوم وعبأ الشعب التشادي لمواجهة هذا الموقف وأدعي دعوات فيها عدوان على السودان والسودانيين المقيمين بتشاد. ألا أنه بعد حين نشأت حلقات متصلة من الصداقة بين السودان وتشاد ووقعت اتفاقات بين البلدين لتنظيم العلاقات من بينها اتفاقية لتسليم المجرمين واتفاقية للطيران واتفاقية للعمال الموسميين وقد كانت هذه الاتفاقيات قائمة لتنظيم العلاقة بين البلدين وقد كان هناك صدام بين قوات الأمن التشادية ومواطنيها ولم يكن للسودان دخل في تلك المصادمات ومثال ذلك ما حدث في إحدى قري تشاد في أواخر عام 1965م ومارس 1966م وحوادث أخري كان من نتائجها أن فر بعض الجرحى عب الحدود وعولجوا من ناحية إنسانية في مستشفيات السودان وتعرضوا للمحاكمة في المخالفات التي ارتكبوها هذا غير عدد لجأ إلى السودان عقب حوادث داخل تشاد.

وفي يوم 11/ أغسطس وصل خطاب إلى السودان يحدد أن هناك معسكرات في داخل حدود السودان تعمل على محاربة تشاد وهذا الخطاب الذي يهاجم فيه السودان كان أول اتصال بيننا وبين تشاد وكان الأحرى بتشاد أن تثير ذلك وفق الاتفاقيات بل اتضح أن الخطاب أرسل في اليوم الثلاثين من يوليو 1966 بالبريد العادي وذلك إلغاء خطب من الإذاعة وعلى الجماهير تحدد موقفاً عدائياً من السودان وقد كان كل ما ذكر في ذلك الخطاب لا يطابق الواقع.

وفي يوم 24/أغسطس/1966 وبعد أن تسلم رئيس جمهورية تشاد ردنا على خطابة أدعى أن هناك طائرات حربية سودانية قد حلقت فوق تشاد وأمر بإطلاق النار عليها. وقفل الحدود وحدد إقامة السودانيين المقيمين في تشاد. ثم خطب رئيس جمهورية تشاد بعد ذلك بمناسبة الفراغ من اجتماعات حزبه وجدد الهجوم على السودان باعتباره معقلا للعروبة والإسلام وقال وأنه ما دام هناك وجود إسلامي وعربي فلا شك أن هناك مواجهة ستتم مع السودان وأعلن مواجهته لهذا الوجود.. كما قام بعملية إزعاج للسودانيين المقيمين بتشاد ودخل جنوده الحدود السودانية وفتشوا بعض القرى وأصيب بعض المواطنين وسيقت بعض المواشي السودانية وقد تكررت هذه الحوادث عبر حدود السودان واستطرد السيد رئيس الوزارة يقول نحن لا ننكر وجودنا هذا ومساهمتنا للحضارة الإنسانية كانت كبيرة بموجب هذا التراث والأمر الذي ندعو ألبه الناس هو أن يرتبطوا في ظل التسامح والديمقراطية وأن لا يحرم هذا الارتباط حق الاقليات.

وقال السيد رئيس الوزراء أن تشاد دولة صغيرة لا يزيد عدد سكانها عن مليونين و 900 ألف نسمة ولا تتعدى ميزانيتها العشرة ملايين ولا يزيد قوتها عن القوة العسكرية الضاربة المقيمة بدار فور ولا يمكن أن تكون ومصدر إزعاج عسكري للسودان أو غيره.

ومع معرفة هذه الحقائق لماذا تتخذ تشاد هذا الموقف؟ مع العلم بأنه لم تحلق طائرات سودانية في سمائها ولا توجد معسكرات مناوئة لها داخل حدودنا لا بد أن هذا يحدث لعدة احتمالات منها:-

1. أن تكون القيادة السياسية هناك مضللة.

2. أن تكون هناك دوافع أخري سندركها في حينها.

3. أن يكون هذا الموقف قد جاء نتيجة للوضع المحلي في مؤتمرات الحزب الحاكم.
وقال السيد رئيس الوزراء أن هذه الادعاءات لا يسندها سند من الحقائق أو القوة الأصلية الموجودة في جمهورية تشاد كما أن حكومة تشاد في سعيها للحصول على مساعدات رأت أن ذلك لا يتأتى ألا بإبراز هذا الموقف، وهو تعميق متواصل لما تحاول دول الاستعمار أن تؤكد كمسالة المواجهة العربية الإسلامية في أفريقيا..
ونحن نرى أن هذه المواجهة ينبغي أن لا تكون وعلى العرب المسلمين والمسيحيين أن يعيشوا في سلام ونرجو من الحركات الوطنية المخلصة أن ترفع هذه الشعارات في وجه الدسائس وتؤكد المصلحة المشتركة بين الأفريقيين والعرب والمسلمين والمسيحيين.

ثم تحدث السيد رئيس الوزراء عن علاقاتنا مع جيراننا فقال أننا ملتزمون مع جيراننا باتفاقيات محدودة هي التي تنظم علاقاتنا ولا نود أن نشارك الذين يكسرون القوانين..وأننا نشيد بالدول الأخرى المجاورة التي عقدنا معها اتفاقيات لأنها لم تلجأ لمثل هذا الأسلوب القائم على الافتراءات خاصة من دول المجموعة التي تنتمي أليها تشاد كجمهورية أفريقيا الوسطي وجمهورية الكاميرون. كما أوضح السيد رئيس الوزراء النقاط التالية بقولة.

(1) المسائل الداخلية من شأن الشعب التشادي ولا مسئولية لنا فيها إطلاقاً.

(2) شرعت وزارة الخارجية السودانية (دبلوماسياً) في توضيح الأمر بشكل واسع.

(3) أرسلنا رداً يوضح بطلان الإدعاء بأن هناك جيوباً من العمل المسلح العسكري في السودان تعمل ضد تشاد وأوضحنا أنه ما دمنا وتشاد نرتبط باتفاقيات فيجب أن تثار أي مواضيع عن طريق هذه الاتفاقيات وتعرض مثل هذه المشاكل على اللجنة المشتركة المكونة من البلدين.

أما ما يحدث بغير ذلك فهو تهريج سياسي خارجي من المعني ولا أساس له من الصحة.

هذا وقد أوضح السيد رئيس الوزراء أن مجلس الدفاع قد أجتمع واتخذ كل الاحتياطات اللازمة لمواجهة إي موقف وقال أن السودانيين في تشاد يلقون اهتماماً كبير منا وأن العرف الدولي ينظم حقوق الرعايا في كل مكان وأن ذلك العرف ينبغي أن يحترم ويقدس. وقال سيادته أن دعوة التعصب مردودة لأن الإسلام يقوم أصلا على التسامح وليس فيه مجال لتعصب أو عصبية.

وقد أكد السيد رئيس الوزراء الحقائق والمواقف التالية:-

(1) التزام السودان بالاتفاقيات.

(2) عدم إعطاء أي اعتبار لأي حديث يكون خارج هذه الاتفاقيات باعتباره لغواً من القول.

(3) المحافظة على حقوق رعايا السودان في الدول المختلفة.

(4) إذا حدثت أي تصرفات من الجانب الآخر ستقابل بالمثل.

(5) سياسة السودان الخارجية سياسة ديمقراطية مستقلة وربما لا يروق ذلك لبعض القوى.

العالمية وستكون هذه هي سياستنا في وجه أي تآمر أو عدوان.

وأوضح السيد رئيس الوزراء أن مجلس الوزراء رأي أنه لا بد من تحديد هذه المعالم في هذه السياسة تحديداً بيناً واضحاً..وطلب من السيد وزير الخارجية أن يعقد مؤتمر لسفرائنا في الدول العربية والأفريقية والآسيوية والأوربية لمناقشة موقفنا من القضايا العالمية الهامة على ضؤ هذه السياسة. وسيعقد هذا المؤتمر في الأشهر القليلة القادمة.

وقال سيادته أننا نأمل أن تكون هذه السياسة رائداً لغيرنا من الدول المختلفة الخارجية ووزير الداخلية والدفاع على الأسئلة العديدة التي تقدم بها الصحفيون وقد برزت النقاط التالية نم الإجابات وأثناء الاستيضاحات.

· لقد اتصل السودان بمنطقة الوحدة الأفريقية بهذا الشأن.

· سفيرنا بتشاد أتصل بوزارة الخارجية هناك للاطمئنان على موقف الرعايا السودانيين.

· أعددنا مذكرة وسلمناها لسفراء كل الدول في السودان ولسفرائنا في الخارج لتوضيح الموقف.

· ربما لا يستبعد أن يكون لهذا الموقف علاقة بالموقف بالجنوب بعد أن أحس البعض بأن هناك تحسناً في جنوب السودان.

· لا شك أن للتغلغل الإسرائيلي في تشاد صلة بهذا الموقف.

· ستكون مواجهة الموقف من السودان بروح وطنية عالية.

· التشاديون الموجودون في السودان رعايا لا ثوار.. وقد جاءوا للعمل في السودان باتفاقيات للعمل مع لجنة لقيط القطن وهم يؤدون عملا مقدراً مشكوراً وأنهم مسالمون وليست عليهم أي مآخذ في سلوكهم.


Post: #106
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 07:46 AM
Parent: #1

هجــرة أهـــالي حلفـــــا

تحدث السيد الصادق المهدي رئيس مجلس الوزراء في الجمعية التأسيسية عن الأسس المعيشية التي بنيت عليها هجرة أهالي حلفا فأوضح أن هذا الأمر يتعلق بتجربة فريدة في تحويل جزء كبير من مواطني السودان من مكان إلى آخر أدى إلى زعزعة في المكانة الاجتماعية والاقتصادية له أثر كبير في النتائج التي يراد تطبيقها وقال السيد رئيس الوزراء أن الشيء الذي ينبغي أن ندركه أن هذه الهجرة التي تمت من حلفا إلى خشم القربة كانت مصحوبة بدراسات وافتراضات لوضع الأفراد في حالة دخلهم ومعاشهم وحياتهم كانت النتيجة أن متوسط جنيها الدخل الشهري في المنطقة الريفية 16 جنيها و 394 مليما ومتوسط الأنفاق في نفس المنطقة 18 جنيها و983 مليما وفي المدينة كان متوسط الدخل 19 جنيها و881 مليما ومتوسط الأنفاق 22 جنيها و 469 مليماً وأثبت البحث أن هذه الموارد المختلفة تتكون من 37 في المائة من مصادر زراعية 27 في المائة أجور ومواهى و24 في المائة تأتي من خارج المنطقة عن طريق التحاويل نم أبناء حلفا و12 في المائة موارد أخري. وقال السيد رئيس الوزراء أن هذه الدراسة كانت لازمة لتحيد المستوى المعيشي من الدخول لسكان المنطقة وأثبتت الدراسة في ذلك الوقت أن الأراضي الزراعية المملوكة في تلك المنطقة 11.000فدان وعندما تمت الهجرة كان الأساس للتعويض أن يعوض الأهالي عن مساكنهم وعن الأراضي التي يزرعونها مقابل كل فدان فدانين والناحية الثانية أن يعطوا حواشات أو حواشة على ثلاثة أقسام كل منها خمسة أفدنه أي كل منهم خمسة عشر فدانا تزرع ثلاثة محاصيل وهى قطن وقمح وفول سوداني أما الأراضي التي أعطيت كتعويض للملك الحرفي الوطن الأول فتزرع زراعة غير موجهة أي فواكه وخضراوات وغيرها ومساحة الأفدنة الخاصة للتوجيه هي 120.000 وتفيد توصيات قسم الأبحاث الزراعية ولمزروعة التجريبية أن الخمسة عشر فدانا كوحدة زراعية للأسرة الواحدة تكون وحدة اقتصادية يمكن للأسرة فلاحتها دون استخدام أيدي عاملة. وقال السيد رئيس الوزراء أنه على ضوء الدورة الزراعية تلك أجريت دراسات اقتصادية وكان العائد 44 في المائة نصيب المزارع و 56 في المائة نصيب الحكومة ويكون نصيب المزارع على افتراض التقديرات 90 جنيه و40 مليم من المحاصيل الثلاثة بعد استنزال قيمة الماء المقدرة بالنسبة للقمح وهي 45 جنيها وهذا التقدير مبني على أساس النتائج التي تم الحصول عليها على أساس أن ينتج المزارع 50 في المائة من غلة الفدان من إنتاج المزرعة التجريبية ويضاف لهذا التقدير ما يحقق من دخل من الأفدنة التي عوض عليها.
من الملك الحرة. وقال السيد رئيس الوزراء إلا أن هذه الأسس والافتراضات التي بني عليها التعويض بالنسبة لأن الموسم الأول كان موسم عدم استقرار لذا قدم تعويض لكل الأسر والأفراد وصرف في العام الأول وكان وحدة غذائية كاملة بما فيها جميع اللوازم المعيشية للمهاجرين في العام الأول للمساعدة علي الاستقرار وقال السيد الصادق المهدي ورئيس الوزراء عندما نظرنا في الإنتاج الذي تم بالنسبة للعاملين 64– 65- و65-66 اتضح أن المحصول الذي تم الحصول عليه في عام 54-65 كان متوسط إنتاج الفدان 3,9 قنطار قطن و 4 أرداب قمح وربع طن فول سوداني أي هبط بمقدار25 في المائة مما كان مقدراً له وبناء على هذه الأرقام كان صافي دخل المزارع 76 جنيها و 152مليما أما بالنسبة لسنة 65-66كان الإنتاج 2ونصف قنطار للقطن و3 أرداب قمح وربع طن فول وبلغ الدخل 72 جنيه و550 مليم وفي كلا الموسمين قد اعفي المزارع من دفع تكاليف الماء بالنسبة للقمح تقديراً لضعف الإنتاج. وأضاف السيد رئيس الوزراء أنه يتضح من الأرقام والبيانات أن هناك مفارقة من بين ما كان مقدراً وما حقق ونتائج ذلك أن الهجرة تدخل فيها عناصر لا يمكن إحصاؤها واعتبارات لا يمكن أن تدخل في حسبان من يخطط وأن افتراضنا أن التخطيط لم يأخذ قدره من الوقت وكلنا يعلم أن الظروف المصاحبة له كان فيها كثير من التخبط وسوء الأنفاق ونتيجة لهذه العوامل لم تكن هناك مقارنة بين الإنتاج والتقدير كما أن عدداً من المزارعين كان متعيباً يوكل أعماله على آخرين للعمل الذي كان مفروضا أن يقوم به المزارع وأسرته مما أدي ألي صرف التعويض النقدي ومما أدي ألي عسر في أحوال المواطنين المهاجرين كما لم يتمكن المزارعون من الإقامة في الظروف الجديدة وفلاحة المساحات الجديدة ولم تستغل الأرض الممنوحة عن الأرض المملوكة بالملك الحر في الوطن الأصل بالمستوى اللازم وقال السيد رئيس الوزراء أنه إذا ما استطاع المزارع والإدارة أن يحسنوا من مستوى أدائهم واستطاع المزارع أن يتقلب على الظروف الجديدة فان هناك احتمالات كبيرة لدخل واسع في المستقبل وأعلن السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء أن النتائج الحالية أدت ألي بعض المشكلات صحبها بعض التظلم مما دعا سيادته لتكوين لجنة لتنظر فيها لعلاجها وقال السيد رئيس الوزراء أننا ننتظر نتيجة تحقيق هذه اللجنة التي وضعنا أمامها الشكاوى كما وافق سيادته على قيام لجنة ذات كفاءة لتقصي الحقائق عن مشروع خشم القربة الزراعي كما طالب بعض الأعضاء.

Post: #107
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 07:56 AM
Parent: #1

لجنــــة الأثنــى عشـــر

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء التي ألقاها

يوم سبتمبر في الحفل الذي أقيم بدار الضيافة

بمناسبة تسلمه تقرير لجنة الأثني عشر



بسم الله الرحمن الرحيم

أخواني :-

السادة رئيس وأعضاء لجنة الأثني عشر، ضيوفنا السادة ممثلي البعثات الدبلوماسية من الدول الأفريقية الشقيقة، ضيوفنا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته.
أنه ليسرني نيابة عن الحكومة الائتلافية أن استلم مكن لجنة الأثني عشر تقريرها ومقرراتها التي لا شك قد أنفقوا فيها وقتاً كثيراً وجهداً كبيراً حتى وصلوا لهذه التوصيات المطروحة أمامنا والتي ستكون أن شاء الله مكان عنايتنا واهتمامنا كما كانت دائماً مكان اهتمام وعناية الرأي العام السوداني الذي كان ولا يزال يتحرك ويتحرق لا يجاد حل سياسي في إطار السودان الموحد شعباً ودولة لحل مشكلة المديريات الجنوبية.((وقد اعترت هذا المجهود نكسات كثيرة اعتراه خلط كثير وتخليط كبير وذلك أن الثقة بن سكان السودان في هذا الأمر أضعفها وضعضعتها السياسة التي غرسها الحكم الأجنبي في السودان إذ حول طبيعتها وهي طبيعة بسيطة. طبيعتها التي لا تتعدى أن تكون عدم اكتمال لنضوج القومية السودانية وعدم اكتمال لانتشارها في ربوع السودان فنشأت مشكلة أقلية لكن السياسة الموجهة التي ظلت تغرس وتمارس أثناء الحكم الأجنبي كانت عاملة على تعميق هذه المشكلة وعلى توسيعها وعلى تطويل جذورها حتى تظهر بالمظهر القبيح الذي ظهرت به وحتى تنال فقدان الثقة الذي نالته وحتى تكون جزاءاً من التمزيق الأفريقي الذي شمل أفريقيا كلها على أساس أن نقسم إلى قسمين القسم شمال الصحراء والقسم جنوب الصحراء وأن يشجع هذا التقسيم وهذا التمزيق ليسري عنصرياً ودينياً فيجعل ن أفريقيا وجداناً منغلقاً ويمهد بهذا التمزيق للسيطرة الأجنبية ولأضعاف شعوبها وبلدانها بالصورة التي حدثت فعلا. وواجهتنا نحن كبلد يمثل أفريقيا أصدق تمثيل لأن فينا جميع العناصر التي تجمعها أفريقيا فأبعادها المختلفة. فنحن السودان جزء من أفريقيا ولكننا في الوقت نفسه نموذج لأفريقيا مصغر فيه الصراع الذي نشأ ونشأة ودعمه وشجعه الاستعمار وأن استطعنا نحن أن نقوم بواجبنا التاريخي في أن نكون جسراً بن أفريقيا شمالها وجنوبها لوفقنا إلى ما ينبغي أن نوفق إليه ولقمنا بأداء رسالتنا التاريخية الكبرى ولتمكنا بالفعل من أن نزيل هذا الانغلاق وهذا الانشطار الذي يتمزق فيه الجسم الأفريقي ولتمكنا من هزيمة هذه المؤامرة الكبرى التي طرحت وكانت أساليبها وكانت أسبابها وما زالت تعمل ولكنها ضعفت إلى حد ما بزوال الاستعمار ولكن جيوبها ما زالت قائمة فأن تمكنا نحن من أن نقضي على بقاياها ومن أن نوحد السودان التوحيدات الوجدانية والاجتماعية والعاطفية الذي يقضي على هذه الفرقة لتمكنا من إعطاء أفريقيا الجسر الذي يجعل شمالها وجنوبها متصلا ثقافة وحضارة ووجدانا، هذه المهمة مؤكد عسيرة وهي مهمة جيل كامل وينبغي إذاً ألا نتشاءم في كل التضحيات التي تقدمها وألا نستكثر أي تضحية نقدمها لأننا في الحقيقة نقدم هذه التضحيات التي لا لإنقاذ وحدة السودان وهي هامة في ذاتها وإنما لإنقاذ أفريقيا من هذا الانشطار وهذا الانغلاق وهذا الانقسام ولذا ففي سبيل هذا ترخص كل تضحية وفي سبيل هذا ينبغي أن نصبر وينبغي أن نتحلى برباطة الجأش وينبغي أن نعلم أنا في مسرح التاريخ نمثل في هذا المسرح دوراً رائعاً فإن نجحنا فيه أدينا هذه الرسالة الكبيرة وأن فسلنا فيه نلنا مذمة الأجيال القادمة ولذا فينبغي ألا نتضجر وألا نتشاءم بل ينبغي أن نتحلى بالصبر وأن نكيل التضحيات بعد تضحيات وأن نواصل المجهود بعد مجهود وأن ندرك أننا لا نتعامل في موضوع بسيط يسير أو سهل وانما نعمل في مهمة وقضية كبيرة للغاية كلفت الشعوب الأخرى في أمريكا، في أوربا، في كل البلدان والمناطق الأخرى كلفتها أجيالا وكلفتها أموالاً وكلفتها أرواح وكلفتها تضحيات جسيمة عسيرة. فأن تحت فرض علينا التاريخ أن ندفع ضريبة الوحدة وأن ندفع ضريبة توحيد أفريقيا وأن ندفع ضريبة إزالة الأشياء والمؤامرات والأوضاع التي خلفها الاستعمار ينبغي ألا نضجر وأن نتقبل هذه المسئولية برباطة جأش واستعداد، أن نؤديها ما وهبنا الله العقل والإدارة والحياة. لا شك أن حكومات السودان المتعاقبة تجد مشكلة الجنوب دائماً في صدارات المشكلات التي ينبغي أن تعالجها وأن كل حكمة تعد نفسها لتعالج هذه المشكلة ولتواجه ما تقدم هذه المشكلة من إشكالات. فنحن عندما تولينا المسئولية رأينا أن أهم وأجب ينبغي أن نقوم به هو أن نقوم بمراجعة ما تم في الآونة الأخيرة لنحدد ونصفي ما أنجز وما لم ينجز ونحدد ما ينبغي أن ينجز ولنحدد أيضاً الأخطاء أو الإغفالات أو الإهمالات فيما تم قبلنا حتى نتعلم من ماضينا علاج المشكلة وحتى نتمكن من الصواب بعد أنة نعالج الخطأ. وهذا قد تم في حلقات مختلفة عن طريق مؤتمرات رجال الأمن وعن طريق إحصاء لجميع ما تم وما ينبغي أن يتم وما لا يمكن أن يتم ذلك لتحديد ومعرفة ما ينبغي أن نصححه من خطأ، ومن ذلك انطلقنا في وضع خطة شاملة تنسق لجانب السياسي والجانب الدبلوماسي وجانب الأمن والنظام والجانب الإداري والجانب الاقتصادي وجانب إعادة المياه إلى مجاريها للمديريات الجنوبية وقد وضعت الأسس العريضة في كل واحد نم هذه المشاكل مربوطة ببعضها البعض وسيكون هذا هو المسلك الذي سنتخذه وهو أن ننسق بين أوجه الحل في ميادينه المختلفة على أساس أن كل ميدان من هذه الميادين يؤثر على الميدان الأخر وأن نضع اهدفاً محددة موقوتة بظروف زمنية محددة حتى نتمكن من محاسبة أنفسنا فيما نأتي وما نوفق أليه وهذا أيضاً بحمد الله ما تم ومن أهم ما سيتم بالنسبة لهذه الخطة الشاملة هو قيام جهاز استثنائي يهيمن على الأجهزة المختلفة ويحقق وجوداً من القمة، من قمة المسئولية التنفيذية ليمكن من المتابعة ويمكن من التنسيق بين أوجه النشاط المختلفة ويمكن من ربط التنفيذ بالمواقيت والخطة التي توضع ويتفق عليها.((هذا كله حتى الآن بحمد الله قد درس وأتخذ فيه القرارات اللازمة وبعد ذلك سيبدأ التنفيذ لنتمكن أن شاء الله من مواجهة المشكلات المباشرة مواجهة عملية تابعة لخطة محددة. أن أهم نقطة نعاني منها أقاليم السودان اليوم هو الفراغ الذي نشأ بعدم وجود كيان محلي على مستوى المجلس وعلى مستوى المديرية وهذا بالنسبة للمديريات الجنوبية وبالنسبة لغيرها من مديريات السودان وهذا ما قد تم بحمد الله وضع القانون المتكامل للمجالس المحلية ومجالس المديريات لتكون المنابر الشرعية للحكم المحلي وقد اتخذت بذلك القرارات اللازمة وستقوم هذه الكيانات المحلية لمواجهة مشاكل الأحكام الإدارية المحلية ومشكلة هامة أخرى هي أن جميع الأداة الذي وفقت إليه اللجان المختلفة كلجنة الأثني عشرة هذه متعلقة بوضع لا يمكن أن يجد سبيلا إلى النظر الجاد ألا عن طريق لجنة الدستور لأن لجنة الدستور هي المكان الطبيعي لنظر جميع المشروعات الدستورية والتي تغير بوجه حقيقي وأساسي كل الأوضاع السائدة الآن لتضعها وفق مشروع الدستور الذي تخصه وتراه الحركة السياسية السودانية. وهذه اللجنة ستقوم أن شاء الله في الأسابيع القليلة القادمة لتواجه مسئولياتها هذه ولتتمكن من معالجة المشروعات المختلفة التي توضع لوضع المشروع في دستور السودان الدائم الذي يضع الكيان السياسي للسودان ويحدد الكيان الذي نريده دستورياً وإدارياً لحل مشكلة المديريات الجنوبية أن الخطوة الأولى التي سنتخذها بالنسبة لتقرير لجنة الأثني عشر هو الدعوة لاجتماع الأحزاب السودانية المختلفة للنظر في هذا المشروع ولإصدار توصياتها بشأن ذلك أن الأمر كله في الحقيقة يختص بقرار سياسي من الأحزاب السودانية المختلفة في مآل المشروع الذي قدمته لجنة الأثني عشر مشكورة بجهد وتوفيق، ولذا فأن هذا التقرير بعد إطلاع مجلس الوزراء عليه سيكون أول اتجاه لنا أن نعرضه لاجتماع يضم الأحزاب السودانية كلها ويكون لذلك الاجتماع حق التوصية فيما يتعلق بمصير هذا التقرير والأمر الهام الذي ينبغي أن نتنبه إليه هو أننا كلنا ولا زلنا وسنظل حريصين على أن علاج مشكلة الجنوب هذه وما يتعلق بها ينبغي أن يتم على الصعيد القومي. وذلك أن هذه المشكلة لا تخص حزباً دون حزب الحكومة دون المعارضة وإنما تخصنا جميعاً لأنها مصيرية تشملنا جميعاً على اختلاف أحزابنا ومواقفنا من الحكم القائم ولا بد من المشاركة فيها بإبداء الرأي والمساهمة في ذلك الرأي لحل المشكلة أن شاء الله، لا شكل أننا اليوم بعد أن وفقت لجنة الأثني عشر إلى كتابة هذا التقرير قد نجد أنفسنا قد نسينا الظروف الأولي التي أدت إلى مؤتمر المائدة المستديرة الذي أدى بدوره إلى قيام هذه اللجنة التي وضعت التقرير ولكن إذا رجعنا القهقرى إلي الظروف التاريخية التي كانت فيها لزاماً علينا أن ندعو مؤتمر المائدة المستديرة أوجدنا أن بلادنا خرجت بعد الحكم العسكري لتجد أن كل أوضاعها واعتباراتها ومنظماتها السياسية قد مزقت وتضعضعت وأن هذا التمزيق وهذه الضعضعة لم تعطي بعد مجالا لمعالجة المشكلة عن الصعيد السياسي ولمواجهة المشكلات السياسية المختلفة. ولذا فالفراغ الذي حام حولنا وحظر علينا كان لابد أن نملأه ولذا أجمعت الأحزاب السودانية وقتها على دعوة مؤتمر المائدة المستديرة الذي دعت إليه الحكومة القومية الانتقالية الأولي فجلس ذلك المؤتمر وكانت الشقة واسعة بين الممثلين من الشماليين ون الجنوبيين وكذلك كان الخلاف كبيراً وكانت الثقة مفقودة للغاية فكان لابد من أيجاد منبر يكون ذلك المنبر سبيلا للتعبير عن الآراء المختلفة وقد جدنا العسرة الشديدة في معالجة الأمر ومواجهة بعضنا البعض مما كان أن يؤدي لأن يقف ذلك المؤتمر ولا يؤدي أي رسالة من الرسالات المنوطة، به وفي وجه ذلك الإخفاق رأت الأحزاب المشتركة في المؤتمر أن تولى الأمر للجنة أثني عشرية لتنظر في الحلول التي يمكن أن تقدم مرة أخري لمؤتمر المائدة المستديرة ولكن بعد تلك الظروف وتغيرت الأحوال السياسية تغيراً ملموساً فالفراغ التشريعي قد ملأ عن طريق قيام الجمعية التأسيسية والفراغ السياسي قد ملأ في جميع جوانبه بقيام الأحزاب السياسية فازدادت وقويت واتسع نشاطها وكذلك أن توفيقاً ملحوظاً قد تم فيما يتعلق بمواجهة مشكلة الأمن ولذت فنحن اليوم أسعد حالا من تلك الظروف الحالكة وموقفنا من ذلك الفراغ الذي عقدنا فيه مؤتمر المائدة المستديرة فالآن يوجد على كل مكان مسئولية محددة ويوجد الممثلون الشرعيون للامة ليكونوا هم مكان النظر في أي أمر يتعلق بتغيير أوضاعها أو بوضع معين دستوري أو إداري فيه تغيير جوهري. لذا فإن الخط الذي سنسير عليه فيما يتعلق بهذا التقرير هو أن نعد بدراسته الدراسة الجادة وأن نضعه في بداية التصرفات بين يدي مؤتمر أو اجتماع للأحزاب السودانية المختلفة وبناء على توصية ذلك الاجتماع نحدد المصير الذي يصير إليه هذا التقرير بالطبع في نهاية المطاف مهما كان السبيل الذي نظرنا فيه لعلاج هذه المشكلة في نهاية المطاف فأن المكان الطبيعي لنظر هذا التقرير هو لجنة الدستور التي ستدرسه وتضعه هي أيضاً من ناحيتها مكان الاهتمام ومكان التقدير وستشمله فيما تضع فيه هذا الدستور نفسها لمهمتها في عجل وإسراع لأن بلادنا ينبغي ألا تستمر في وضع دستور مؤقت أطول مما بقت عليه. ولذا فهمنا جميعاً ولا شك أن مصلحة السودان وهم أحزابه المختلفة أن تفرغ من وضع دستورنا الدائم ولنضعه بالصورة التي تعالج فيه جميل مشكلاتنا السياسية الكبرى ولنضعه أيضاً في أسلوب يشمل إشراك العناصر المختلفة في الحركة السياسية السودانية وأن ننهي بلادنا من هذا الوضع الضعيف وضع دستور مؤقت يكون هو السبيل لتحديد وتسيير الحكم في البلاد وهذا أمر لا نرضاه لبلادنا ويبغي ألا يطول طويلاً بعد الآن. أود أن أختتم حديثي هذا بشكر السيد رئيس مؤتمر المائدة المستديرة على المجهود القيم الذي قام به أثناء انعقاد ذلك المؤتمر وكذلك أشكر زملاءنا الذين اشتركوا في ذلك المؤتمر بما قدموا من مجهود ما قاموا به من عمل سيكون محل عناية واهتمام كبير. سيكون له شأن أيضاً في تحديد السبيل لعلاج المشكلة في إطارها الإداري و الدستوري أن شاء الله أشكرهم الشكر الجزيل على ما قدموا وأشكركم أنتم الشكر الجزيل على حضوركم وارجوا الله أن يكتب لنا ولبلادنا التوفيق والسداد والسلام عليكم وحمة الله تعالي وبركاته.


Post: #108
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 07:56 AM
Parent: #1

الجلسة الختامية لمؤتمر الصناعات

نص الكلمة التى ألقاها السيد الصادق المهدي رئيس مجلس الوزراء

ووزير الإعلام والشئون الاجتماعية في الجلسة الختامية

لمؤتمر الصناعة باركويت أكتوبر 1/أكتوبر/1966



بسم الله الرحمن الرحيم

أخي السيد الرئيس:

أخواني أعضاء المؤتمر:-



يسرني في هذه الجلسة الختامية لمؤتمركم هذا أن القي هذه الكلمة معبرا فيها عن الشكر الجزيل لجميع من اشتركوا في تنظيم هذا المؤتمر وفي المشاركة فيه وفي منجزاته والشكر أيضاً على دعوتنا لحضورك ذلك الحضور الذي مكننا من الإطلاع ومشاهدة الروح العظيمة التي سرت كالكهرباء في داخل هذه الغرفة وبين أعضاء هذا المؤتمر فكانت روح جد وابتهاج وتعاون وأداء حسن لمصلحة عامة ليس فيها مجال لغرض خاص وليس فيها وضع خاص لأحد ما وإنما يتفاوت الناس فيها بأعمالهم وبآرائهم وبمجهودهم محققين بذلك المستوى اللائق من الأداء لهذا الجمع من المثقفين السودانيين وغيرهم من ضيوفهم من الأجانب.
أني أقدر الجهد الكبير الذي صحب هذا المؤتمر وعاش في غصونه وكذلك أقدر المجهود العظيم الذي بذل فيه وأرجو أن نوفق لمثل هذا الأداء في ميادين عملنا المختلفة لأن الجدية إذا قرنت بروح التعاون والنفير التى شهدناها في هذا المؤتمر لأدت إلى التوفيق في كل ميدان نطرقه.. وأن الأسلوب الذي اتخذتموه في هذا المؤتمر وهو أسلوب التفرغ والانقطاع لفترة من الزمن تشبه الترهبن والابتعاد عن الحياة بكل ما فيها من جلبة وضوضاء وكل ما في مواكبها من صخب وضجيج أن هذا المسلك مسلك حميد وقدرة ينبغي أن تتبع في معالجة كثيرة من المشاكل الجادة لأن في الانقطاع هذا ابتعاد عن الحياة بصغائرها ونواحيها التي تعرقل السير ومثل هذه الرهبنة وهذا الانقطاع نتيجة النتائج والإنجازات التي لمستها وقرأتها عندما شهدت هذا المؤتمر في نهايته السعيدة المفيدة.
وأن هذا المنهج الذي يجمع نخبة من السودانيين وغيرهم من العاملين في السودان بمشاكل السودان، هذا النهج نهج ينبغي أن نحرص عليه لا فقط لتحقيق ما توصل إليه هذه الرهبنة وهذا الانقطاع من فوائد وانما أيضاً لأن بلادنا تفقد كثيراً من التأليف والنشر على الصعيد الفردي فليس أسباب النشر ميسورة ولا يوجد إقبال على التأليف كما نجد في البلدان المتقدمة الأخرى، وأن كان الأمر كذلك فليس أقل من أن نتيح مجال التأليف الجماعي، التأليف الذي يشارك فيه الناس بمجهودهم الصغير فتتجمع هذه المجهودات فيما تجمعت فيه في أثناء هذا المؤتمر وتؤدي إلى المؤلف الضخم الذي سيكون نتيجة أعمال هذا المؤتمر. فأن كنا نجد نقصاً كبيراً في بلادنا في مسالة التأليف والنشر على الصعيد الفردي فلا أقل من أن نحققها على الصعيد الجماعي وهذا من ماوفقتم إليه وما أرجو أن توفق إليه المؤتمرات بعد هذا المؤتمر التي تعالج مشكلات من مشاكل السودان المختلفة وتعالج أيضاً النقص في التأليف والنشر إذ أنها تجد سبباً آخر إلى هذا التأليف والنشر على الطريق الجماعي الذي نظمه هذا المؤتمر والذي نأمل أن تسير عليه المؤتمرات التى تعقبه، هناك فائدة أخري تلك هي حياته تتركز حول مسئولياته المباشرة في خدمته سواء كانت تلك الخدمة في الحياة الحرة الخاصة أو في الحياة الطائفية العامة ولذا نجد أن جل شبابنا الذين نالوا حظاً كبيراً في الثقافة والتعليم يتقوقعون تقوقعاً واضحاً بعد نيلهم شهاداتهم العليا فيما يتعلق بالمسائل العمة وهذا ليس عن نقص فيهم وإنما سببه عدم وجود المنابر التي يمكن فيها أن يعبروا عن آرائهم وعن أنفسهم والتي يجدوا فيها السبل لعرض أفكارهم ولعرض آرائهم ولمناقشة تلك الأفكار وتلك الآراء في غير المحيط الرسمي الذي يرتبطون به ويعملون فيه ولذا فأن مثل هذا المؤتمر يتيح منبراً لهذه الجماعة المثقفة ثقافة عالية والتحصيل لأداء مهمة كبيرة هي مهمة مناقشة مشكلات هذه البلاد بجدية وانقطاع وتفرغ وتعطي مجالا واسعاً للخريج السوداني مهما اختلفت ميادين عمله أن يساهم في المسائل العامة والمشاكل العامة والأوضاع العامة فينتعش لدي الخبير السوداني والخريج السوداني الاهتمام بالمسائل العمة وهذا تحقيق ينبغي أن نحرص عليه وأن نواصل الحرص عليه حتى تثقف هذه الأذهان وحتى تستغل هذه الثروات في نفع البلاد في مشاكلها العامة ومشاكلها الخاصة، أن هذا المؤتمر قد أتخذ توصيات هامة وأنى أعدكم باسم الحكومة أن نضعها موضع الاهتمام التام وأن نتجاوب معها بنفس المستوي من الجدية الذي لمسناه في المؤتمرين وفي أدائهم ونحرص يا أحي السيد الرئيس على أن يكون هذا الاجتماع عملياً وأن يؤدي أن شاء الله الفوائد التي تجعله حافزاً لمثل هذه المؤامرات وأن تتجمع حوله مشكلات البلاد العمة وأن تفيد بأدائها هذا يتمكنوا مما تصل إليهم من أفكار وأبحاث وتوصيات أن يجعلوا رؤياهم لكثير من المسائل التي قد لا تتضح فيها الرؤيا في مثل هذا التجمع الموضوعي وقد تخفيها إعداد مكدسة من الفايلات لا أجد الآن منها هنا ما يحجب الرؤيا الصادقة الصالحة. كم أود أن يتكرر مثل هذا المؤتمر ليشمل الأوضاع والموضوعات الهامة الأخرى كالزراعة والتجارة وغيرها من ميادين الإنتاج في البلاد حتى يكون هذا البحث وهذا التقصي سبيلا أيضاً لإنارة السبيل تلك في الأوضاع والموضوعات الهامة، ونحن كحكومة قد اتخذنا نحواً سيؤدي أن شاء الله لتعبئة في مثل هذا الإجراء ويعالج بمثل هذا الأسلوب النظر في كثير من القضايا الهامة وقد بدأنا فعال النظر في قضية ومسألة ومستقبل الإصلاح المراد بالإدارة الأهلية أن ينظر بقاعدة تكون أكثر ميلا للدراسة والبحث وتكون أكثر استئثارا بطاقات مخلصة مؤتلفة في مشاربها التى تعلمت فيها وعرفت فيها وتتمكن أكثر استئثاراً بطاقات مخلصة مؤتلفة في مشاربها التى تعلمت فيها وعرفت فيها وتتمكن بذلك من إنارة السبيل في الخطوات التي ينبغي أن تتخذ بالنسبة للإصلاح الضروري اللازم في موضوع هام كموضوع الإدارة الأهلية في السودان. وكذلك أننا اليوم في مفترق الطرق بالنسبة لمشروع الجزيرة ذلك المشروع الهام ولا شكل أن جميع من حضر هذا المؤتمر يعلم أن تقريراً قد كتبته لجنة دولية عن مستقبل مشروع الجزيرة قد اعد وأنا نتجه أيضاً أن نشرك فيها الرأي السوداني عن طريق مؤتمر جاد يساهم في إبراز وجهات نظر مختلفة لمساعدة الحكومة في النهاية أن تتخذ القرارات الحكيمة الحصيفة في أمر مستقبل هذا المشروع الحيوي.
أخي السيد الرئيس زاوية أخري مهمة جداً هي أن الشباب السوداني المتعلم بصفة خاصة ينبغي أن ينخرط في لك تعبئة مدنية عامة تمكنه هذه التعبئة من معالجة مشكلات بلاده ومن التفاعل بالنسبة لكل ما يطرح في هذه المشكلات من المقدرة على النقد السليم السديد ومن المقدرة على المساهمة المفيدة وهذا الوضع الذي لا نشك أن هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات تساعد في التنبيه له وفي الوصول إليه وضع هام للغاية خاصة إذا كررنا شعور كثير من أبناء هذه البلاد بانعدام المنبر الذي منه يمكن أن تخاطبوا مشاكلهم الهامة والذي فيه يمكن أن يناقشوا وينتقدوا الأوضاع العامة في جو وبيئة موضوعية لا ترقي إليه الشبهات. ولذا فأن مسألة التعبئة المدنية التى نود أن تنتشر فعلا وأن تشمل القطاع المثقف السوداني كما تشمل بأساليب أخري قطاعات السودان الأخرى نأمل أن تجد في مثل هذا المؤتمر مجالا ومتسع يمكنها من الأداء المطلوب لها. وطبعاً يا أخي السيد الرئيس أن هذه المسألة تقودنا إلى أننا في مثل هذا المؤتمر ويره من المؤتمرات الشبيهة به لا نؤدي في فراغ وانما أداؤنا يرتبط بالبيئة السياسية والاجتماعية السودانية وهي البيئة التى تحيط بنا والتي مهما كان أداؤنا ومهما كان علمنا ونجاحنا لابد أن تأخذها في الاعتبار ولابد أن تمهد هي أيضاُ لنكون مجالا واسعاً لتقبل الأفكار والنصائح والإرشادات والتوصيات المفيدة ولا تكون مغلقة ولا تكون متعصبة فيوضع يحجب عنها الرؤيا ولا يتكون في وضع يفرض عليها أن تسعي للتسلط على كل فكر لتقهره أو لتشوهه أو لتستغله. فنحن نعيش في زاوية هذه الناحية في قطاعين قطاع تقليدي يوزع ويمزق قبليا وطائفيا، وقطاع آخر هو القطاع الحديث الذي تجمع حول مدن السودان وحول منظمات السودان الرسمية وغير الرسمية ويعيش هذان القطاعان جنبا إلى جنب يقل بينهما التفاعل وتقل بينهما الصلة ولكن لا يمكن لبلادنا أن تسير بالخطي التى نؤدها لها وأن تحتل المكانة التى نريدها لها إلا إذا أمكن توحيد الإدارة السودانية وانتزاع وضع موحد يربط بين الأداء والمجهود في هذين القطاعين ويمكن السودان من السير إلى الإمام دون اعتبارات التمزيق في القطاع السوداني وحدة الإرادة السودانية ودون ما يؤدى إلى تشقيق وتفتيت وتبديد القطاع الحديث في وضعة وأدائه فكيف لنا أن نحقق ذلك؟ الحقيقة أن هذا الأمر أمر يواجه كل سوداني جاد لأنه هو الوضع الذي يؤدي في النهاية أما إلى التوفيق والنجاة أما إلى تفتيت هذا السودان تفتيتا لا رجعة بعده إلى وحدة ولذا وجب علينا جميعا أن نضع في الاعتبار دائماً ضرورة وحدة أراده السودانيين وضرورة توحيد الإدارة في الأداء السوداني لا حول كل شئ لأننا لا نود أن نحول السودان ولا يمكن أن نحول السودان إلى تجمع من المواطنين هم نسخة واحدة لبعضهم البعض ولكن المهم أن القضايا الهامة مثل هذه القضية التى بحثتموها في هذا المؤتمر قضية تضيع البلاد. والقضايا الأخرى الاقتصادية هذه القضايا ينبغي أن نوحد حولها الإرادة السودانية ولا بد أن نحمي هذه الإرادة من أي تمزيق أو تفتيت قد يتسلق إليها من القطاع التقليدي ومؤامراته أو القطاع الحديث ومشكلاته، وهذا يفرض علينا نفسها لا بقوة السلاح ولا بإرهاب بوليس وانما تفرض نفسها باعتبارها المصلحة الوطنية الكبرى التى تلتقي حولها هذه الآراء وهذه الإرادات ويجمع حولها السودانيون إن شاء الله. لا شك أن الحركات السياسية في البلدان الأخرى واجهت هذه المشكلة واجهتها وكان ردها أن سارت في طريق الوصاية فرضت وصاية عسكرية أو وصاية حزب واحد على المواطنين وجعلت السبيل لتوحيد الإرادة وجعلت السبيل للتعبئة الوطنية قيام تبعية تامة وانصياع تام للوصاية العسكرية أو للوصاية المدنية ونحن في السودان قد جربنا الوصاية العسكرية وقد حدث من جراء تلك التجربة أن لفظها شعبنا لفظاً وركلها ركلة لا رجعة بعدها وهنا نود أن نشير إلى أن السودان بتكوينه سيرفض كل نوع من الوصاية ولن يقبل كل هذه الأنماط من الوصاية المدنية والعسكرية فأصبح لا بد لنا من أن نشق سبيلا آخر لتوحيد الإرادة ولتوحيد الأداء وإزالة هذا التمزيق ولا يمكن أن نجد إلى ذلك سبيلا إلا عن طريق الاتفاق وعن طريق إجماع الكلمة حول المشكلات الكبرى والذي نأملة والذي نسعى إليه والذي نود أن تتحول جميع أوجه أدائنا الجادة إلى تعابير عنه هو العمل على توحيد الإرادة السودانية حول المشكلات السودانية الكبرى لا قسراً ولا وصاية وإنما إرادة سودانية متطلعة نحو هذا الاتفاق هذا هو الذي نأمل ونسعى ونعمل أن نحققه ونرجوا من الله أن يكتب له التوفيق لأنه إذا كتب له التوفيق كتب لنا أسلوباً يواكب وضع السودان ويسير مع أوضاع السودان ويكون فذاً تماماً كما كان تاريخ السودان فذا في وقفات تاريخية مختلفة وفي تحولات تاريخية أخري. لاشك يا أخي السيد الرئيس أن مثل هذا المؤتمر والمنجزات التى وفق إليها والمعلومات التى وصل إليها والبيانات التى وضعها سيخلق بيئة فكرية وتكون هذه البيئة الفكرية معيناً ثراً غنياً ليتمكن السودانيون على اختلاف ميادين حياتهم التى يؤدون فيها ويعيشون فيها يتمكنوا من أخذ الضوء منه وليتمكنوا أيضاً من الاستنارة بما يشكل من ثروة فكرية كبيرة ولذا فأن هذا المؤتمر يمكن أن ينظر إليه من هذه الزاوية ويمكن أن ينظر بأدائه من هذه الزاوية ويمكن لنا أن نأمل وقد نكون من المتفائلين لكن كثيراً من الإنجازات الكبيرة من التطورات التاريخية الكبرى لم تنبع فقط من الواقع الكالح وانما نبعت من الإرادة والتصميم والخيال المطلق الذي يمكن له أن يفرض على الواقع أوضاعاً تكون تطويراً لذلك الواقع وتكون وثبة إلى الإمام في محط التاريخ الطويل العريض أن الناس يختلفون حول الطرق المختلفة التى يمكن أن نحقق بها هذه المسائل ولكن مهما اختلفنا فأن هنالك أوضاعاً معية يمكن أن نقبلها جميعاً دون خلاف وهي أهمية الاهتمام بالبيئة السياسية القومية وأعدادها لحسن الأداء في المسائل المختلفة ليكون ذلك بيئة ويكون ذلك مجالا لنقبل أفكار البحث الموضوعي المتعلق بمصلحة البلاد وليمهد السبيل لحسن الأداء فيما تقدم من أفكار وما تقدم من بحث. والناحية الثانية التى لا يختلف الناس فيها أيضاً هي ضرورة توحيد الإرادة العمة لتحقيق الأهداف القومية الكبرى. والناحية الثالثة التى أيضاً لا يختلف الناس فيها هي ضرورة تعبئة الطاقة المثقفة وتحريك اهتمامها بالمسائل العامة هذه الأوضاع على اختلاف الناس في مشاربهم الفكرية والحزبية لا يختلفون فيها ونأمل أن ننبه إليها وأن نحشد الأفكار حولها وأن نمكن الحركة الفكرية كلها أن تؤمن بها وأن تلتف حولها وأن تسير فيها في موكب واضح قوى)) أود يا أخي السيد الرئيس أن أعود من هذا الميدان الذي تطرقت إليه لا تحدث بعض الشيء عن الموضوع الذي اخترتموه لهذا المؤتمر((ولا شك بحسن الاختيار لبحث موضوع التصنيع في البلاد ذلك أن اقتصادنا محاصر، بالتخلف ومحاصر بالاعتماد على محصول واحد، ومحاصر باعتبارات الاعتماد التام على التجارة الخارجية في موارده التى يمول منها أمنه ونظامه وتطوره وهذا الحصار لا يرضاه وطني مخلص لبلاده لأنه يعنى بالضرورة الضعف ويعني بالضرورة التخلف ويعني بالضرورة أننا نعيش جزءاً من احتمالات واعتبارات لابد لنا فيها هي تفرض وتسير وتمارس في مراكز مستقلة عنا في الخارج لذا فأن ضرورة الاكتفاء الذاتي لحماية سيادتنا وكرامتنا وعزة بلادنا واستقلالها ضرورة قصوى ولا يتم ذلك أبداً إلا إذا قمنا بمعاول الهدم نهدم هذا الحصار ونقيم بعد هدم هذا الحصار ونقيم قاعدة لاقتصادنا قوية قومية واسعة وهذا ما يفتح التصنيع الأفق له وما يحق لهم فيه وما يمكن من نيله وتحقيقه أن شاء الله. هذا المؤتمر لا شك أنه يعطي التصنيع اهتماماً بارزاً ولا شك أن الأفكار التي تختلج في ذهن زميلي السيد وزير الصناعة متعلقة في كل صغيرة وكبيرة بأن يستفاد من هذه المناسبة وغيرها من المناسبات لإبراز أهمية التصنيع والسير في وضع التصنيع في مكانته اللائقة به من التخطيط الاقتصادي ومن الأداء السوداني، بالطبع أن المهم ليس هو أن نهتم بالتصنيع ونضرب صحفاً عن غيره من الأداء الاقتصادي إذ أن كثيراً من مواطنينا عند ما يتكلم عن غير التصنيع يتكلمون عنه بحياء وخجل كأنه شئ ينبغي أن يترك وبهجر وهذا ليس صحيحاً. فتطوير الزراعة وتصنيع الزراعة وجعل الزراعة آلية متطورة وتحديث أساليب تنظيمها يمكن أولا من فك كثير من الأيدي العاملة بالزراعة آلية متطورة وتحديث أساليب تنظيمها يمكن أولا من فك كثير من الأيدي العاملة بالزراعة الآن لتكون يداً عاملة للصناعة و يمكن ثانياً من خلق الدخول التى تعطس التصنيع السوق المستهلكة الذي يشجعه على الأداء والاستمرار. فالاهتمام بالقطاعات الأخرى ينبغي أن يكون وينبغي أن يعرف أنه منسق كجزء من الاهتمام بالتصنيع نفسه وأن التصنيع في بيئة فيها زراعة متطورة هو الذي يمكن أن يعيش ولا بد من تمويل التصنيع بشرياً وشرائياً من التطوير الزراعي، ولذا فمع ضرورة إبراز أهمية التصنيع ينبغي أن يبرز أن هذه الأهمية ليست كالمنبت ولكنها مشتركة مع غيرها من أوجه النشاط الاقتصادي الأخرى لزيادة دخل السودان ولتطوير أوضاعه كلها وخاماتة كلها، أود يا أخي السيد الرئيس قبل أن أختتم ما أقول أن أتحدث بعض الشيء عن نقد بسيط لمسته في بض الأشياء التى دارت في هذا المؤتمر وأمل أن تكون هذه الانتقادات في محلها ولكن لا أري أني سأسكت عنها لأهميتها في نظري وأرجو ألا تكون فيما يقال فيها أي وضع يأخذ أو ينقص من الأهمية الكبرى لما أدى هذا المؤتمر وانما كل أداء أنساني مهما كان ذلك الأداء حتى وان كان في أدق أوضاع الهندسة لابد له من تقصير في شئ ما فالأداء الإنساني مربوط بالنقص ارتباط الإنسان بطبيعته وتكوينه، ولذا فينبغي أن يؤخذ ما أنتقد وأن أخذ ما ينتقد في على أساس أنا نؤدي أداء إنسانياً لا مجال فيه للكمال.
النقطة الأولي هي أن هذا المؤتمر ينبغي أن يرتبط وأن ترتبط المؤتمرات التي تليه بوجدان هذه الأمة ولا يمكن لذلك أن يتم ألا كان معرباً في أدائه ومهتما بقضايا التعريب أيضاً لأننا اليوم نعيش في عالم نحن السودانيين الذين نلنا حظاً من التعليم نعيش في عالم مشطور نجد أن تعبيرنا منشطر ومنشق ونجد أن أداءنا منشق ونجد أن اعتبارات الترجمة تختلج لنا وتخطر في بالنا وتضعضع وتضعف بعض مجهودنا ولذا لابد لنا رحمة بالبيئة السودانية كلها وبمستقبل الأجيال السودانية أن نجد جدية كبيرة في مسألة التعريب هذه لننقل لغة الأمم، إلى لغتنا ننقل إليها الحياة الحديثة وننطقها هي بهذه الحياة وهذا التعبيرات لتكون تراثاً يورث ولتكون أدباً علمياً وغير علمي نعيشه وتعيشه الأجيال القادمة من بعدنا ويمكن أن يعالج هذا النقص بأن نهتم بتعريب مادة هذا المؤتمر وموضوعاته وأن يكون الطبع والنشر باللغة العربية ليمكن من نشرها بطريقة واسعة وليمكن العدد الكبير من السودانيين أن يتابعوها وأن يعيشوا فيها وأمل أملاً ليس فيه مجال لتشاؤم أن تكون المؤتمرات القادمة مؤتمرات باللغة العربية ولا شك أن فيها عسر وأن فيها صعوبة ولكنا ما دمنا بصدد، الابتكار وما دمنا بصدد الإبداع، وما دمنا بصدد ولوج الآفاق الجديدة لا بد لنا من أن نجهد أنفسنا حتى نؤدي هذا الواجب علينا ونسهله على من بعدنا أن شاء الله. النقطة الثانية هي أن الأعداد للمؤتمر مع ما بذل فيه من مجهود كان يمكن أن يصل إلى مستوى أعلى لتفادي ما ورد في الأبحاث التى قدمت من تكرار وأيضاً لمساواة مستوى المجهودات التى قدمت وأيضاً لا شراك عدد آخر من المواطنين المثقفين والمؤهلين السودانيين الذين كان يمكن فعلا في ميادين أدائهم المختلفة أن يشتركوا ولكن هذه مسالة يمكن أن تحسنها التجربة بعد هذا المؤتمر وأن يشترك في هذا التحسين في مستوى يمكن أن تحسنها التجربة بعد هذا المؤتمر وأن يشترك في هذا التحسين في مستوى التمهيد أن يتم هذا أن شاء الله في المستقبل. والذي أود أن أنبه أليه في هذا الصدد هو ضرورة الاهتمام بما يتمخض عنه هذا المؤتمر من نشر بالسبل السليمة الصحيحة ومن إيجاد مجال النشر الذي أن شاء اله سنجد له المتسع في وزارة الإعلام ونأمل أن تجد اللجنة التى اختيرت المتابعة أن تجد من وقتها وزمنها وجهدها المجال الذي يمكنها من تقوية صدى هذا المؤتمر ومن تقوية صدى منجزاته وبياناته وآرائه التى توصل أليها. والذي يحز في نفسي في هذا الصدد هو أن كمية التقرير وكمية البحث التى بحثت في السودان وعلى وجه الخصوص في العشر سنوات الماضية وفي الموضوعات المختلفة كمية كبيرة للغاية ولكن إذا نظرنا لأثرها ووقعها وتأثيرها الحقيقي لوجدنا أنه ضعيف للغاية. وأذكر أني كلفت أحد الأخوان أن يعد بيانا بهذه التقارير وهذه الأبحاث حتى نتمكن من العمل على معرفة ما استفيد به منها والصدى الذي تركته والأثر الذي تركته وأمل أملاً كبراً أن نستفيد جميعاً من هذه الأبحاث وهذه المجهودات وأن نتمكن فعلا من جعل هذا التراث من البحث والتقارير تراثاً حيا لا يكون محل اهتمام فقط وقت تكوينه وإنما يكون قد ولد حيا ويعيش بعد ذلك ولا يموت في طفولته.
أخي السيد الرئيس أود أن أتحدث بعض الشيء عن بعض المسائل التى لا شك أن هناك إجراءات عملية سائرة فيها وان تقريركم وتوصياتكم ستكون لها قدحاً معلى في اعتبارها ووضعها وذلك أنا نشهد أولا أن الأداء بالنسبة للصناعة الحكومية كان أداء ألا يليق وكان في مستوى جعل هذه المصانع أو جعل عدداً منها الحقيقة بمثابة أهرامات حديثة ليس فيها المستوى من ربح وليس فيها المستوى من التوفيق الذي نريده لها بل انفق فيها أربعة وثلاثين مليونا من الجنيهات ولم يؤدي وراء ذلك ألا فائدة بسيطة منها وحتى ذلك الجزء وهو الدباغة لا نستطيع على وجه التحديد أن نقول أنه كان ناجحاً نجاحاً تاماً أما لآن هناك اعتبارات متعلقة بالمحاسبة وغيرها قد تكون أغفلت كثيراً من النواحي الاقتصادية التى ينبغي أن تؤخذ في الحساب عندما يحدد الربح ولذا فأنا سرنا على طريق مراجعة هذا الركام من الصناعات التى قامت دون دراسة وتحضير وتمهيد والعمل على تصحيح الأوضاع فيها ولا شك أن الملاحظات التى أبداها هذا المؤتمر في توصياته ستكون مفيدة للغاية لمن يتطرق لمراجعة هذا الركام وستكون أيضاً سبيلا للعلاج أو سبيلا لنظر في العلاج ولا شك أن هذه المسألة مسألة قومية ذات أهمية قصوى لأننا كبلد سنكون في المرحلة القادمة من تاريخ بلادنا الاقتصادي سنكون مهتمين بزيادة طاقتنا الإنتاجية للقيام بواجبنا ومسئولياتنا المختلفة وأيضاً لرفع مستوى المواطن السوداني وأيضاً لمواجهة أعبائنا من السلفيات المختلفة التى استلفتها العهود المختلفة من هذه البلاد. ولا بد من مواجهة هذه المسئوليات وهذه الديون من الإنتاج وهذا لا يتم ألا بتحسين الأداء في هذه المراكز مراكز الإنتاج الحقيقي والزراعي الصناعي ولا شك أيضاً أن تنبهكم الطاقة الناقصة في أدائها القطاع الخاص تلك الطاقة التى تعمل حسب ما نعلم دون المستوى الذي كان يمكن أن تعمل فيه تنبيه سيجد اهتماما كبيراً لدى وزارة الصناعة للعمل بشتى السبل وعن طريق الحوافز المختلفة لإزالة النقص في طاقة الأداء للقطاع الخاص حتى نرفع إنتاجه. لا شك أيها الأخ السيد الرئيس أن هذا المؤتمر قد تطرق لمسائل في الحقيقة لا يمكن أن تحددها إلا السياسة الاقتصادية السودانية وقد أعجبني أن إخواننا المؤتمرين د ربطوا الجأش وقد حافظوا على أنفسهم من الانحراف وراء عاطفة وتحاشوا أن يدخلوا في أمر يثير خلافات والمشاكل الخلافية السياسية ولكن لا بد أن نرسم الإطار السياسي وأن نحدده حتى نزيد الأداء وحتى لا يقودنا البحث لمثل المشكلة التى قادنا أليها البحث هذا الصباح في مسألة مستقبل صناعة الجلود وغيرها من الصناعات وستحدد القطاعات المختلفة تحديداً يتمشى مع الأهداف السياسية التى ترمى لتحريك كل قطاع بما يلائمه مع الحرص على عدم ترك مجال لوضع في القطاع الخاص يمنعه من أن يفرض استغلال اجتماعياً على طاقات البلاد. وهذا الوضع قد بدأنا فعلا في النظر فيه والنظر في جهاز التخطيط الذي سيكون مهتماً بتنفيذ هذه الخطة ولمتابعتها سنكون هذا الجهاز جهازاً مركزياً له خلايا في الوزارات وله خلايا في الأقاليم يعمل على تنسيق الأداء في هذه الخلايا ويكون هو نفسه أيضاً في تكوينه المركزي ممثلا للأقاليم المختلفة حتى نتمكن من علاج مشاكل التباين الإقليمي وحتى نتمكن عن طريق هذا الجهاز من أن نجعل الخطة الخمسية التى نتبعها ونتخذها خطة واقعية خطة يكون لها جهاز يتمكن من المتابعة من حسن التنفيذ ولا تكون كالخطة العشرية الماضية التى كانت في القواقع دليلا علي سؤ الأداء. وكانت فيها أدت إليه من قرارات لا نود أن نذكرها ونأمل ألا تتكرر. لقد تناول هذا المؤتمر غير هذه المسائل مسائل هامة ولا أود أن أعلق عليها واحدة ولكن قبل أن أبرح مكاني أود أن أتطرق لحديث بسيط عن المسألة التى شغلتنا أيضاً بعض الوقت هذا الصباح فيما يتعلق بالخبرة الفنية وفيما يتعلق بحسن تنسيقها وأدائها ولا شك أن هذا الوضع ينقسم إلى قسمين: قسم يخص تنسيق وتنظيم التعليم الفني في مستواه التعليمي وهذا ما تجلس اليوم لجنة دولية لارشادنا والاستشارة والاستنارة برأيها حتى نتمكن من تنظيم التعليم الفني. في أوضاعه كلها وحتى ينتظم هذا التعليم أفقياً ورأسياً حتى تزول منه هذه الفوضى التى نعيش فيها اليوم وهذا بالطبع سيقضي أيضاً معرفة حاجات الصناعة السودانية ومعرفة حوائج الاقتصاد السوداني وهذا ما ستكون فيه أسئلة مستفيضة نأمل أن يجاوبها المسئولون سواء في الأجهزة الرسمية أو في القطاع الخاص بحرص ودقة حتى تتمكن هذه اللجنة من وضع التوصيات الشاملة التى تمكننا من علاج مسألة الأيدي العاملة الفنية الخبيرة. وأما المحيط العملي فلاشك أن القيم بهذا الواجب تنسيقاً وتنظيماً قد شملته توصياتكم وسيجد أن شاء الله العناية الكافية في أمره، هناك مسألة خاصة ذكرت متعلقة بالصناعة في الجنوب والصناعات فيها وقد بدأ فعلا يحث يسعى لوضع خطة مرحلية تلحق بالخطة العامة لتعمير الجنوب حتى نتمكن من إزالة التخريب الذي لحق بالمديريات الجنوبية من جراء حركة التمرد وحتى يمكن لنا أن ننهض تلك المديريات في ذلك الجزء من القطر وحتى نتمكن الفعل من أن نجعله جزءاٍ حياً متفاعلاً مع الأجزاء الأخرى. وهذا ما يقتضي فعلا الاهتمام التام بتعميره التعمير الذي يمكنه من أن يقوم على أرجله نقطة وحدة أود أن أذكرها قبل أن أبرح هذه النقاط متعلقة بما ذكرتموه متعلقة بالنظام المصرفي وما يؤول إليه الوضع في ه والأمر الذي نسير نحوه وينبغي أن شاء الله أن نحققه قريباً هو ضرورة أن تكون هذه النظم المصرفية نظماً سودانية أو شركات سودانية وأن تكون أما جزئياً أو كلياً تحت ملكية الدولة وأن لم تكن كذلك ستكون شركات عامة حتى يمكن النظام المصرفي في أن يسير وفق الأهداف الاقتصادية الكبرى في البلاد. أود أن أختتم حديثي أيها الأخ السيد الرئيس بأن أقول أن فوائد أخري قد حققها هذا المؤتمر غير الفوائد المختلفة التى ذكرناها وهى ما حدث وما دمنا في بحر الصناعة ما حدث من تزييت للعلاقات الاجتماعية بين أعضائه وتوفيق إلى روح التعاون الذي سار في هذا المعسكر العلمي ولا بد في هذه الجوانب الإنسانية من أن تشكر وان تعرف وأن يعترف بها لأنها لا شك كانت جزءاً من حسن الأداء الذي وفقتم إليه. أمل أيها السيد الرئيس أن يكون مستقبل هذا العمل مستقبلا موفقاً واعد بأن نهتم اهتماماً كبيراً بالتوصيات التى وضعتوها وأرجو لكم التوفيق في المتابعة وفي غيره من النظر في مسائل البلاد الكبرى بهذا الأسلوب، أسلوب النفير في شكل من الانقطاع والاهتمام والتفرغ الذي أدى إلى التوفيق الذي نأمل أن يشمل جوانب حياتنا الأخرى في هذه البلاد والسلام عليكم ورحمة الله.




Post: #109
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:00 AM
Parent: #1

جماعة نافو

أدلى السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء يوم

10ر10ر1966م بالبيان التالي عن الجماعة التى أسمت

نفسها نافو



بسم الله الرحمن الرحيم

مواطني الأعزاء:-

أود أن أخاطبكم اليوم في موضوع هام بالنسبة لسمعة بلادنا وكرامة شعبنا ذلك الموضوع هو أن جماعة من لناس سمت نفسها((نافو)) قامت بنشاط تهديدي وعيدي إرهابي سرى ضد النزلاء في السودان، كتبت لهم أنها تعمل على محاربتهم محاربة لا تخضع للتشريع ولا القانون بل تقوم على أساس الجناية، رمتهم بأنهم أجانب ورمت بعضهم بأنهم متسودنين وفي الحالتين كالت لهم التهم وسعت سعياً حثيثاً لإرهابهم. نحن نعتقد أن هذا المسلك الذي سلكته هذه المنطقة لا يتمشى مع الخلق السوداني المعروف، ذلك أن السوداني قد عرف بالموضوع وعرف الشجاعة وعرف بالمروءة وعرف بأنه إذا أراد أن يسلك مسلكاً فأنه لا يتخذ الجناية والأسلوب السري سبيلا إلى تحقيق غاياته وأهدافه السياسية فالاغتيال السياسي والوعيد وغير هذه من الأساليب أساليب الجناية السياسية والاجتماعية التى عرفت في البلدان المختلفة ولم تعرف في السودان وذلك لجودة معدن السودانيين وخلقهم وتمسكهم بدينهم الحنيف، نحن نعامل الأجانب القائمين معنا في السودان على أساس واضح من القانون وأن كان منهم من نال جنسية سودانية فنحن نعامله على أساس القانون أن أستوفي الشروط فنحن نعطيه المجال وفق ما وعدنا به في القانون وأن أردنا تغيير القانون لأي سبب ما فلا نلجأ للدسيسة ولا للوشاية ولا للتهديد بل نغير قانوننا كأمة ذات سيادة ومجتمع واع لمسئولياته مدرك لها، ولذا فأننا نعامل بعضنا بالقانون ونعامل نزلاءنا بالقانون ونعامل المتجنسين بالجنسية السودانية وينبغي أن يواجه بهذا العمل وينبغي أن يجد الجزاء الرادع. وقد وجهنا السلطات المختلفة أن تسهر سهراً وأن تعمل عملا كثيراً حتى تكشف الذين قاموا بهذا التشويه لسمعتنا والذين قاموا بهذه الإجراءات التى لا نشك في أنها لا تخرج عن نطاق طيش أو قول من الذين يدسون للسودان وليسوا مطلقاً من أولئك الذين يضعون مصلحة السودان في المكانة العليا والمرتبة الأولي، فنحن نعتقد أن النشاط الذي يقوم به غير السودانيين في المحيط الاقتصادي نشاط يسير وفق قوانين محددة ونحن نحرص على إلا تفرط تلك القوانين وقد أوضحنا في مناسبات عديدة أننا بصدد تحديد أوجه النشاط الاقتصادي في القطاعات المختلفة وهذا ما سيحدد المكان والصور التى نريد فيها نشاطاً لرأس المال الأجنبي في القطاع الاقتصادي.

أن هذا الأسلوب هو الأسلوب الذي نسير فيه على تطبيق كل الإصلاحات التى نهدف لإقامتها فلا إصلاح بالدسيسة ولا إصلاح بالجريمة وإنما الإصلاح دائما بالسياسة الواضحة وبالقانون المحدد وبالتشريع الواعي وهذا هو المسلك الذي ينبغي أن يكون مسلك السودانيين كلهم وينبغي أن يجعلوا كرامة مسلكهم هذا وسمعة شعبهم فوق كل شئ ولذا فأنا ننذر هذه المنظمة المدسوسة التى أخذت تضع النشرات لتخفيف النزلاء في السودان والتي أخذت تقيم شيئاً من الإرهاب وهو أسلوب لم يعهد في السودان في الماضي وهو دسيسة على السودان ولابد أن يكشف ويردع حتى لا يلوث هذا الشعب ولا يلوث سمعة هذه الأمة.

مواطنة الأعزاء:-

أن لنا مواطنين عديدين سودانيين يدرسون في الخارج ويعلمون بالتجارة وهم أيضاً رسل الحضارة في أجزاء كثيرة من العالم هؤلاء نود أن يعاملوا معاملة متحضرة معاملة من يعطي فرصة لينال قصده وهدفه أن كان قصدا هدفا مشروعاً وان وجد اتجاه للحد من نشاطهم في أي صورة من الصور فليكن المسلك مسلكاً قائماً على التشريع الواضح وعلى القانون الواضح لا مبينا على الحنق والحقد والجريمة لأن مثل هذه المسالك أن وجدت وأن طبقت على السودانيين المغتربين في أي مكان فحكومة السودان مسئولة عن رد حقوقهم وشعب السودان يطالب بتلك الحقوق فلا اقل مكن أن نعامل الآخرين معاملة المثل((كما تدين تدان)) .

نحن نسعى ونحرص أن يكون مسلكنا دائما مسلك القدوة الحسنة لآن في ذلك تربية سياسية ومسلكا يمكن أن يتحذى وسبيلا لعلاج المشكلات دون تعريضها لوضع فاضح من الناحية الإنسانية أو من الناحية السودانية أو من الناحية الإسلامية.

أن سلطات البوليس ستكون ساهرة حادبة لكشف هذه العصابة التى سمت نفسها((نافو)) ونأمل أن توفق مثلما وفقت في كشف حادث النهب السطو بالأبيض الذي كان لكشفه وقع حسن في جميع الأوساط مما يدل على يقظة قوات الأمن في بلادنا.

ونأمل أيضاً أن تزداد أوجه التوفيق في نشاط قوات أمن بلادنا بالصورة التى تمكنها أيضاً من كف حادث السطو وقع في مدني قريباً والحوادث المختلفة التى نأمل أن يكون في كشفها العاجل السريع تأكيداً لسلامة جهاز الأمن في بلادنا الذي نحرص أن يكون جهازاً أميناً قوياً ونرجو أن يتعاون المواطنون في كل مكان مع سلطات الأمن وأجهزته لأن المواطنين هم العمود الفقري لأجهزة الأمن ولابد أن يتعاونوا معها لكشف كل تخريب يواجه الأفراد أو الجماعات في بلادنا فالشعب مكلف ومسئول ومحاسب على مدى التوفيق الذي تتوصل \غليه قوات الأمن. فأن تعاون مع قوات الأمن تمكن من الوصول إلى توفيق يشرف مجتمعنا ويشرف بلادنا. وهذا ما نرجو أن يكون بالنسبة لكشف الجرائم الصغيرة التى تمت في الأوساط المختلفة وهذه الجريمة الاجتماعية المسماة بنافو والتي لا بد أن يكشف أمرها ولا شك أنهم أصابوا سمعة بلادنا.

مواطني الأعزاء:-

أرجو أن يوفق رجال الأمن وأن يوفق الشعب معهم بالتعاون في العمل على كشف كل الجرائم والتعاون على تنظيف المجتمع من الأوساخ التى تقوم بها عصابات التشويه والجريمة والسطو والنهب، وذلك سيرفع سمعة بلادنا وسيحقق لبلادنا أثراً طيباً وسيجعل بلادنا مضرب مثل للتعاون الأكيد بين عناصره المختلفة، أن ديننا الإسلامي دين تسامح وعدل ومن أهم الأسس التى يحرص عليها الإسلام العدل وهذا ما ينبغي أن نحققه لنا ولغيرنا من المواطنين والنزلاء فأرجو أن يتعاون الجميع على تأكيد أن ديارنا في السودان ديارنا نحن المسلمون الأفريقيون العرب ديار حضارة وعدالة وسمو في الخلق والمعاملات.

ونأمل بهذا المستوى أن رفع أسم بلادنا وكرامة بلادنا للمكان الذي يليق بها و بالله التوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.







Post: #110
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:02 AM
Parent: #1

المصالحة الوطنية



النص الكامل للمحاضرة التى ألقاها السيد الصادق المهدي

رئيس الوزراء عن المصالحة الوطنية بدار الثقافة بالخرطوم

في اليوم الثالث من شهر أكتوبر 1966م



بسم الله الرحمن الرحيم



أيها الأخوة :

أشكر أولاً السادة المسئولين في دار الثقافة على دعوتهم لي للحديث في هذا الموضوع الهام وأشكر ثانياً السيد نصر الحاج على للكلمات الطيبة التى طوق بها عنقي وأرجو أن أوافق في التعبير عن المراد بالمصالحة الوطنية وأود أن أبدأ بمقدمة قصيرة وهى أن الموضوع الذي سأتحدث عنه موضوع يتعلق بمسائل كبيرة جداً وسأضطر أن اختصر اختصاراً كبيراً أرجو أن لا يكون مخلا وأود في هذه المقدمة أن أؤكد أن هذا المبدأ كمبدأ المصالحة الوطنية لم يدر الحديث عنه حديثاً كما سماه بعض مواطنينا " من سكرات السلطات" فهو لم يدر بخلدي أو بخلد من يؤيده ونحن في مركز السلطات وكذلك لم يكن كما سماه بعض مواطنينا(من عبث أبناء الثلاثين) فقد كان التفسير فيه من كثير من المواطنين المفكرين المخلصين في زمن لم ابلغ فيه الثلاثين أن المشكلة التى أود أن اركز عليها في البداية هي مشكلة الحكم في تراثنا فنحن أن بدأنا بأن تراثنا قبل الإسلام تراث قبلي نجد أن التراث القبلي يحسم مشكلة الحكم بدستور بسيط مربوط بالنسب والوارثة وإن القينا نظره على تراثنا الإسلامي لوجدنا أن تراثنا الإسلامي بعد الصدر الأول للإسلام واجهته مشاكل دستورية في الحكم أدت إلى قيام المدارس الفكرية الإسلامية المختلفة التى مزقت العالم الإسلامي وانتهت بتلك النكبة التى تعاقبت على العالم الإسلامي وكان أساس الفساد فيها فساد الحكم والدستور وفي المهدية أي تراثنا الخاص في السودان الذي يجمع عناصر التراث الإسلامي في بلادنا ويعطيه شكلاً سودانياً وتطبيقاً سودانياً في بلادنا نجد أن إحدى المشكلات الكبيرة التى أحاطت بالدولة المهدية كانت أيضاً تتعلق بمشكلة دستورية تتعلق بكيان الحكم وأزمة الحكم والخلاف فيها نحن أذن نستمد من بلادنا هذه تراثاً عريقاً من الأزمة في الحكم والدستور ونظامه وهذه الأزمة ليست غريبة إذ أنها تتعلق بأهم ما يدور في المجتمع ذلك أمر السلطة دستور وأمر النهي وما يحيط بهما بعد ذلك دخلنا الفترة التى حكمنا فيها بدستور مبسط وهو الحكم الثنائي الذي فيه جرد سيادة بلادنا حكم أجنبي فرض علينا دستوراً مبسطاً للحكم ووزع السلطان بين أفراد معينين محددين وجردنا ثمن الإرادة والسيادة والحرية واستطاع أن يحكم مستنداً في النهاية على قوات كثيرة انخرطت في سلكه المسلح تستطيع أن تقهر أي حركة سياسية تقوم إذا فشلت محاولات السلام عن طريق فرق تسد وعن طريق المقايضة وعن طريق العمل على توطيد ذلك السلطان وقبول الناس له فأن فشلت تلك المحاولات هرعت إلينا أو إلى مواطنينا قوة مسلحة أخمدت أي تحرك فإذا ما فشلت تلك القوة المسلحة أن تضرب فأن خط الدفاع الذي يمكن وراءها خط دفاع من جنود أجانب لا يفرقوا أبداً في مسألة الولاء للإمبراطورية ولذا فهم يضربون المواطن السوداني المسلح وغير المسلح أن هو أعتدي على أساس الحكم القائم أو النظام الدستوري القائم فلما أن قضي هذا الحكم نحبه واقتضت ظروف عديدة أن يبارح الحكم الأجنبي بلادنا أقام نظام الحكم في البلاد وفق ما يعرف من نظم دستورية وهكذا كان التطبيق في كل الدول التى نالت استقلالها حديثاً فأن جميعها نالت استقلالها في شكل حكم منقول من نظام الحكم في الوطن الأم سواء كان ذلك الوطن الأم بريطانيا أو فرنسا أو غيرها من البلدان المستعمرة ولم يفكر الحكم الأجنبي تفكيراً كثيراً في مشاكل الحكم التى قد تعقب خروجه ولا عن ملاءمة نظام الحكم للبيئة التى حكمها بل طبق نظاماً منقولاً حرفياً مما يطبق في الوطن الأم غادر البلاد بموجب الاتفاقيات المختلفة والجلاء كان طابع القيادة السياسية يوم الاستقلال يتميز بظاهرتين رئيسيتين هما الأولي الشعار الغالب والتيار الغالب والهدف الغالب يشيرون جميعاً لوطنية متحمسة مستمدة كثيراً من حماسها ضد الحكم الأجنبي والسند العريض الذي يجده النزاع والصراع مع الحكم الأجنبي. ومن ناحية ثانية على افتراض أن الأشياء المتعلقة بنظام الإدارة والحكم التى تسود البلاد ستستمر كما لو كان الأمر عادياً وطبيعياً وان في ذلك الاستمرار كفالة لتماسك الدولة ووضع أجزائها المختلفة هذا الافتراض وهذا الشعور كان طابع القيادة السياسية في كل البلدان التى نالت استقلالها حديثاً ولكنها ما أن انطوت صفحة الاستعمار حتى واجهت مشاكل جديدة هذه المشاكل جميع القيادات السياسية في البلدان التى نالت استقلالها حديثاً المشكلة الأولي هي مشكلة تكملة أجهزة الدولة الحديثة فما من شك أنه قد قامت في البلاد دولة حديثة لها قوانينها ونظامها وقضاؤها ودواوينها إلى آخره وأن هذه الدولة الحديثة كان من واجب القيادة السياسية الأول أن تمتد فتشمل جميع أجزاء القطر وأيضاً أن تمتد فتفرض نفوذها على كل جيوب النفوذ الاجتماعي المختلفة وأن تكون هذه الدولة السيدة كما تكون الدول الحديثة المعاصر المعاصرة لها فالمشكلة أذن مشكلة فرض سيادة الدولة الحديثة على كل ما في مجتمعها وأيضاً مشكلة التحديث والتعصير كترجمة لعبارة ((موردمايديشن)) مشكلة أن تطبق الأسس والنظم التى تسود في الدولة الحديثة في قوانينها واوضاعها واعتباراتها ومقاييسها أن تطبق على مرافق المجتمع المختلفة هذا اختصار أو تلخيص لمهمة التعصير أو التحديث التى تواجه القيادة السياسية بعد الاستقلال والمشكلة الثانية مشكلة البناء القومي فمما لا شك فيه البلدان التى غادرها الاستعمار كانت فيها جيوب عديدة للانقسام والصراع والخلاف وهذه الجيوب تمنع النمو القومي فكان من أهم واجبات القيادة السياسية أن تقضي على هذه المشاكل وأن تكمل البناء القومي للامة والناحية الثالثة التى تواجهها القيادة السياسية هي أنها مع حرصها على التحديث أو التعصير أو بعث كيانات معاصرة حديثة تحرص أيضاً لبعث الذاتية الموروثة في تراثنا لأنها بغير الذاتية تفقد أحد المقومات الرئيسية لبنا الأمة وكيان الدور له الحديثة فلا بد إذن من بعث التراث القديم ولا بد إذن من التسمي به ولا بد من أن يشعر المواطنون أنهم ليسوا وجوداً طارئاً تم عن طريق الصدفة وأنا هم وجود ذو اصل وكيان وعروق دفينة وأن هذا الكيان وهذا الأصل وهذه العروق لها رسالة وكل هذه الأوضاع ضرورية لقيام الدولة والأمة فلا بد أذن من بعث التراث ومن تأكيد الذاتية حتى يمكن للقيادة السياسية أن تقود شعباً له معنويات تستطيع أن تدفع إلى الإمام هذه المشكلة أيضاً تواجه القيادة السياسية فمنهم من يحاول أن يتجاوب معها مثلا بالتسمي باسم مملكة عريقة من الممالك التى كانت تسود في البلاد التى يحكمها كغانا مثلا وتسمية ساحل الذهب بغانا أو كتغيير التسمية جملة وتفصيلا تجاوباً مع مفهوم أيدلوجي جديد كما حدث بالنسبة للجمهورية العربية المتحدة أو غير ذلك من الضرورات التى تفرضها مسألة الذاتية على القيادة السياسية بعد استكمال السيادة والمشكلة الثالثة التى تواجه القيادة السياسية بعد الاستقلال هي مسالة النفوذ الأجنبي فالنفوذ الأجنبي لا يقتضي بالجلاء وإنما يستمر بأشكال مختلفة وتكون له مصالح مختلفة وهذه الأشكال وهذه المصالح تتدخل في الكيان السياسي الداخلي وتحاول أن تفرض أنماطاً وأشكالاً معينة وهذا يواجه القيادة السياسية بمشاكل لم تكن في حسبانها بصفة مباشرة وناحية أخري هي أن الدولة والمجتمع الذي ترثه هذه القيادة السياسية مجتمع تكون فيه تطلعات اقتصادية ومطلبيه كبيره بسبب ذلك أن نظام المواصلات ووسائل الإعلام نقلت إلى كل أجزاء العالم مستويات من الناشط الاقتصادي ومن الحياة أصبحت تجبر كل مجتمع أن يسير بخطي ليست هي خطاه وأن يتشابي لمستوى ليس هو مستواه وهذه المفارقة تفرض ضغطاً شديداً على القيادة السياسية بعد الاستقلال يواكبها أيضاً. أن التفكير القائم على ضرورة العدالة الاجتماعية سواء كان ذلك التفكير انطلق من بعث قديم كالكيان الإسلامي أو أنطلق من أثر غير مباشر لقوى الاشتراكية في العالم سواء كان هذا السبب أم ذلك فأن الوضع الذي يسود في هذه المناطق هو وضع مطالبة بمستوى معين من العدالة الاجتماعية وبمستوي معين من الكفاية وهذه المستويات تكون أكبر من الطاقة الموجودة في ذلك المجتمع وهذا يواجه القيادة السياسية بأحد مشكلاتها الكبيرة كذلك المجتمع الحديث به قوى اجتماعية جديدة تنشأ حول ما قامت من مؤسسات في البلاد كمنظمات العمال وكمنظمات الطلاب إلى آخره و هذه المنظمات منظمات توجد لها تقاليد معينة وأوضاع معينة في الوطن الذي نقلنا منه نظامنا ولكنها نقلت بغير تقاليدها وبغير نظمها فهي أذن تعيش بدون المحيط اللازم لها أو اللازم حولها من تقاليد معينة فتكون أذن محتاجة لتقاليد جديدة ولأوضاع جديدة ولمعاملات جديدة وهذه أيضاً تنؤ بكاهل القيادة السياسية بعد الاستقلال تروح بمقاييسها التى تركتها وتترك القيادة السياسية في شئ من الخلاف والانقسام يبدأ زحفه في أشكال متعددة ويأخذ صورة مختلفة فمثلا نجد أن نخبة المثقفين من السياسيين تشعر بنوع من العزلة نحو السواد الأعظم من المواطنين الذين ينضوون تحت لواء منظمات تقليدية قبلية وخلافها، وهذا يؤدى لإنشطارات وانقسامات ومشاكل كذلك تأتي مشكلة التنظيم السياسي الذي لا يوجد في تراثنا تقليد ثابت ألا ما كان من أمر التراث الإسلامي والقبلي قبل الإسلام وهذه مسائل تحتاج لبحث كيما تتمكن من مواجهة التطبيق المعاصر ولذا فهي لا يمكن من مواجهة مشاكل التنظيم السياسي في ظل الدولة الحديثة والمجتمع لحديث ثم تواجه القيادة السياسية مشكلة الاستقرار إذ أن جميع تلك المشاكل تضغط عليها وتؤدي إلى عدم أن الاستقرار وتواجهها أيضاً مشكلة الشرعية التي تتمثل في اتخاذها لدستور دائم ونجد هذه الدول تعيش في صراع طويل حول وضع دستورها الدائم وقد أخذ في هذه الدول تعيش في صراع طويل حول وضع دستورها الدائم وقد اخذ في عدد كبير منها وضع الدستور الدائم مدة تتراوح ما بين خمس سنوات وعشر سنوات كذلك تنبع مشاكل الحكم الإدارية والخلاف الذي يقوم بين القيادة السياسية والخدمة المدنية والخلاف الذي ينشأ بين القيادات السياسية والقضاء الذي يضع له الدستور نظام استقلال واضح في هذه البلد بعد مغادرة المستعمر ولكن هذا الاستقلال في ظروف البلدان المنقول منها هذا النظام يسير وفق تقليد معين يزيل التناقض ويزيل الانفصام ويزيل الاحتكاك ولكنه هنا لا يجد في هذه البلدان لا يجد هذا الوضع ولذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى كثير من الاحتكاك والتناقض والمشاكل وكذلك نجد مشاكل تتعلق أيضاً بمفهوم مسئوليات المؤسسات المختلفة الحاكمة فمثلا نشأ في نيجيريا قبل الثورة أو الانقلاب الأخير نشأ صراع عنيف ما بين رأس الدولة الذي ينص الدستور على أن مسئوليته اسميه وما بين رئيس الوزراء وكان ذلك النزاع سبباً رئيسياً في الفوضى التى أدت في النهاية إلى الانقلاب العسكري وفوق ذلك كله أيضاً نجد مشكلة السيطرة المدنية على القوات المسلحة في هذه البلدان لا تأتي بطبيعة الحال وإنما تحتاج أيضاً لمران ولقوة من ناحية الإدارة المدنية الشعبية حتى تتمكن من السيطرة الفعالة على كل أجهزة الدولة.. هذه المشاكل كلها تقع عل عاتق القيادة السياسية فجر الاستقلال وتنطوي شهراً بمد شهور وعاماً بعد عام وتؤدي إلى مشاكل والى فوضي كبيرة فقد يزيد الطين بله قيام صراع حزبي عنيف وقيام فتن مصيرية كما حدث مثلا من قبل الاشانتي في غانا وتنشأ أيضاً مشاكل إخفاق في مستوى تصريف اقتصاد البلاد وتنشأ أيضاً مشاكل تدخل أجنبي قد تصل درجة قريبة من الاحتلال والسيطرة التامة والتصريف التام لشئون البلاد بطريقة غير مباشرة كما يحدث في كثير من بلدان العالم الثالث اليوم هذه المشاكل كلها تعصر نفسها في عصير مركز يكون جرعة سامة تشربها الحركة السياسية في البلدان حديثة الاستقلال فتموت الحركة السياسية ويقتلها معول أو تقتلها معاول شكلها كالآتي :

أما أن يقوم انقلاب عسكري ويتولى السلطة ويتولى الحديث عن الفشل في حل هذه وينادي بأنه هو القادر على حلها وعلى مواجهتها وعلى فرض التعصير والتحديث وعلى قيام الدولة الحديثة وعلى خلق الأمة ومواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها أو أن يحدث انقلاب مدني ذلك الانقلاب المدني يأخذ أحد شكلين هما في كلا الحالين يقومان على أساس حزب واحد فأما الحزب الواحد الذي يفرض على كل المنظمات القائمة في الدولة النقابية والطلابية والنسائية إلى أخره أن تتحول كلها إلى حيوية محددة لنشاطه السياسي الذي تقوم به تلك القيادة التى يفرضها وضعا قيادياً سياسياً ويترك للمنظمات الطلابية ومنظمات الشباب والنقابية غيرها من المنظمات المختلفة يترك لها نوعا من الحرية ونوعا من الذاتية في علاقة مخففه مع القيادة السياسية الموحدة.

حدث هذا بالضبط تقريبا في كل العالم الثالث وكل هذه الخطوات لم تكن خطوات مأخوذة من خيال ولا هي مسائل لفرد تاريخي ولكنها تحليل لحركة سياسية حديث تقريباً فيكل المسمي بالعالم الثالث وهذه المشكلة التى وجهها العالم الثالث لم تواجه في الحقيقة أبداً في طريقة نهائية وبطريقة حاسمة المشكلات التى أدت إليها بل على العكس كان كل انقلاب عسكري في الواقع بداية لانقلاب عسكري ضده وكانت كل مؤامرة عسكرية تمهيداً لمؤامرة عسكرية تعقبها وكان كل حزب واحد فرض نفسه وسيطر على الأوضاع بطريقة مغلظة أو مخففه مقدمه لقيام تأمر في داخل الحزب الواحد يطيح بالحزب الواحد عن طريق مؤامرة مدنية أو عسكرية ولذا فقد استمرت أزمة الحكم والسياسة في هذا العالم الثالث استمرت متعاقبة في شكل تأمر مستقل لا نكاد أبداً نقف من أن نسمع في بلد عالج مشكلة الحكم والدستور بقيام انقلاب عسكري أو يفرض سيطرة مدنية لا نكاد نقف من أن نسمع عن التيارات المختلفة التى تتجاذب السلطان في داخل الكيان الواحد تجاذباً سريعاً يؤدي إلى التسليم والاغتيال والمحاربة والصراع وفي كل حال من الأحوال لا يمكن استثناء أي حال نجد أن أي حل للازمة السياسية وأزمة الحكم عن طريق هذا الحزب الواحد المخفف أو المغلظ أو عن طريق الانقلاب العسكري اليساري أو اليمني تؤدى في النهاية دائما إلى حركة تنقصها حركة تقتلها وتمزقها وتحشر الأمة في أزمة سياسية جديدة هذه المشكلة مشكلة أزمة الحكم والدستور في العالم الثالث حاول بعض الناس أن يخففها ويحاولن أن يتحدثون عن التطبيق الناجح في مكان والمخطئ في مكانات أخري وأنا أبادر فأقول أن التطبيق كان ناجحا جزئياً في مكان ومخفقا إخفاقا مريعاً في أماكن أخري ولكن المهم انه على تفاوت درجاته من الإخفاق والنجاح انطبقت فيه ظاهرة استمرار الانقسام الداخلي في القيادة السياسية انقساماً خطيراً وأن يطيح في القمة عدد من القادة السياسيين بدون مقدمات وأن ترد المؤتمرات عاما بعد عام وأن تنقلب الأحوال عاماً بعد عام إلى أوجه تأمر ودسيسة ونميمة وتوقع شر مستطير في كل زمن وأخر وحتى في الأحوال التى يحدث فيها شئ من التوفيق في القضاء على هذا التآمر المطرد الذي يصل في بعض الأحيان إلى درجة مريعة مخيفة للغاية حتى في بعض أحوال الاطمئنان الجزئية تحدث مشكلة إنسانية كبيرة هي أن الشجرة الظليلة الوارفة القوية المسئولية على السيطرة وعلى الحكم تزيل الأشجار البسيطة الضعيفة التى تنمو تحتها أو بالقرب منها إذ تحجب عنها ضؤ الشمس وتحجب عنها أيضاً قوة الإرادة والتوجيه فتحيل تلك الجماعات المحيطة بالقيادة السياسية إلى أحزان لا يمكن أن يتصور أن تستولي على الحكم أو المسئولية إذا ما حل بالشجرة الوارفة الظليلة شئ أحرقها أو أذهبها أو أضاعها وهذه المشكلة ينبغي إذا أن تدخلنا نحن جميعاً في هذا العالم الثالث في وضع نحتاج فيه إلى عمق الرؤية والى صدق الرؤية حتى لا ندخل أنفسنا في اجحار لا نستطيع أن نخرج منها أو نتمسك بخيوط العنكبوت دون أمل في النجاة خاصة وأن التجارب المختلفة كلها الآن قد انطرحت أمامنا ولا مجال هنا ولا في أي مكان من عالمنا الثالث هذا لأن نضلل بعضنا البعض أو أن نتحدث كأنما التصديق هنا ناجح ينبغي أن يحتذي أو يقلد فالأمر في الحقيقة أن التجارب العسكرية والوصاية المدنية وصلت نهاية الشوط ولا بد أن ندرك ذلك وأن جميع الشعارات التى تعلل بها عدد كبير منا لم تصل لتلك الغاية ليس هذا لأنهم كذابين ولا انهم مراوغين ولا لأنهم أرادوا أن يضللوا شعوبهم ولكن المسألة في حقيقتها أن التجربة أدت إلى هذه النتيجة)) نجد أنها تواجه إذا هذه المشكلة الفريدة وهي أن التجارب التى عشناها أو عاشها عالمنا الثالث بعد استقلاله سواء أخذت شكل الديمقراطية الغربية أو أخذت شكل تطبيق نظام الحزب الواحد المخفف أو المغلظ أو تطبيق نظام الحكم العسكري اليمني أو اليساري كانت النتيجة في النهاية أن النظام السياسي واجه أزمة وأن الدستور يواجه صعوبات وضغوط عنيفة)) الحقيقة أنا إذا وجدنا أن نظام الحكم الغربي واجه في بلادنا مشاكل عديدة ولم يتمكن حتى الآن في العالم الثالث أن يعيش عيشة مضطردة متماسكة متصلة إلا في الهند لا سباب قد نذكرها فيما بعد نجد أن هذا النظام إذا واجه مشكلة عدم المقدرة على معالجة أزمة الحكم في العالم الثالث قد يقول بعض الناس أن نظاماً لم يجرب بعد ذلك هو النظام الشيوعي أن النظام الشيوعي للحكم قد أدي للاستقرار في البلدان التى نالت منه وأخذته وجربته والحقيقة التى لا اعتقد أن هناك فراء فيها في أن ذلك النظام يحقق قدراً من الاستقرار سببه الحرية والمسالة الثانية هي أن ذلك النظام لم يواجه بمشكلة الخلافة كيف يخلف القيادة السياسية ؟ وليس من الصدفة أن أشيح قيادات سياسية اعجز قيادات سياسية أسن قيادات سياسية في العالم اليوم هي القيادات السياسية في تلك المنطقة أو المنطقة التى تأخذ بذلك التطبيق ما عدا مناطق معينة فيها يكفل استمرار التغيير أو الخلافة عن طريق الوصاية المهم في المشكلة أن مشكلة الحكم هذه ليست لعب ولا هي عبث ولا هي مسألة بسيطة يمكن أن نقول أنها قد حلت أو أنها ستحل بسهولة وأن الأمور يمكن أن تسير في دولابها العادي إنجازات عبقرية ومحاولات هائلة من مواجهة المشاكل المتعلقة بها)) هذا هو الأساس النظري لما وددت أن أقوله وأنطلق منه فأتحدث عن مسألة السودان أو الوضع في السودان وأود من أخواني المستمعين أن يضعوا في مخيلتهم دائماً هذه الصورة التى حاولت أن أرسمها لمشكلة الحكم بأنها مهمة جداً بالنسبة لبقية ما سأقوله في هذا الحديث(( نحن بالطبع واجهنا كالعادة إخفاق النظام البرلماني في التجربة الأولى وواجهنا الحكم العسكري وعاش وتخللته المؤامرات العادية التى تتخلل الحكم العسكري في كل مكان وانتهت المؤتمرات بأن صفي الحكم العسكري أجزاء منه كثيرة وعاش في اضطراب مستديم مستمر إلى أن قامت ثورة الشعب ف أكتوبر واستطاعت هذه الثورة بطريقتها وأسلوبها أن نضع مستوى من الإنجاز والتوفيق عالياً لم تتكرر التطبيق فيه في مكان آخر)) فتمكنا بذلك من الوصول إلى نظام الحكم القائم اليوم المبني على الدستور المؤقت المعدل لعام 1964م والدستور الذي ينظم الحكم في بلادنا الآن وبحكم تصرفاتنا(( السؤال الأول الذي يواجهنا هو أما ما الفرق بين وضعنا الآن وبين وضعنا قبل الانقلاب العسكري وإذا لم يكن هناك فرق فماذا لنا أن نتوقع ؟ وماذا ينبغي علينا أن نتوقع ؟ هذا الوضع هذه الحيرة السؤال هو الذي جعلنا نرفع شعار المصالحة الوطنية رفعناه أولاً لأننا أثناء الحكم العسكري وجدنا الفرصة لتعيش القيادات السياسية المختلفة قريبة من بعضها البعض ولتعرف إلى حد كبير كثيراً عن بعضها البعض ولذا فقد تقدمنا للأحزاب السياسية المختلفة التى كنا نعمل معها أثناء الحكم العسكري ضد الحكم العسكري بمشروع للمصالحة الوطنية في مارس 1963 وذلك المشروع كان يقضي ضرورة تغيير العمل السياسي والأسلوب السياسي بعد القضاء على الحكم العسكري إذا وفقنا الله أن نقضي عليه حتى لا نعود بالأمور إلى ما كانت عليه قبل عام 1958م قبل الانقلاب العسكري هذه إذا ناحية تاريخية هي أن الجماعة التى لها مسئولية في قيادة الاتجاهات المختلفة في الحركة السياسية السودانية وجدت فرصة التفاهم والتفا كر والاتصال ببعضها البعض أثناء الحكم العسكري وقد نشأ نتيجة لهذا الاتصال فكرة التقارب أو اللقاء الوطني وقد تجسدت تلك الفكرة في مشروع قدم في مارس 1963م((السبب الثاني هو أن الصراع حول استقلال البلاد وعدم استقلال البلاد واتحاد البلاد مع مصر الخلافات السياسية التى نشأت في المعترك السياسي السوداني تركت جراحاً فكان من ضمن مقاصدنا أن نعمل على محو أثار تلك الجراح إذ أن المعركة التى استوجبت تلك أو التى أدت إلى تلك الجراح قد حسمت وحسمت بإجماع فاصبح من الضروري أن يعمل الناس على محو آثار الخلاف تلك وكان لا بد من استدراك هذا الذي فاتنا. الناحية الثالثة هي ضرورة الوفاء لتراث العمل الوطني المشترك أثناء الحكم العسكري وضرورة الوفاء لتراث التعاون الوطني الصادق المخلص الذي كلل الله مجهوده بالانتصار الرائع الذي حدث في أكتوبر 1964م هذه المسائل كانت من ضمن الأسباب المقدمة لضرورة العمل على مسألة المصالحة الوطنية لكن هناك أسباب أخري وهي ضرورة توحيد الإرادة السودانية في وجه المشكلات الكبرى التى تواجهها البلاد وهذه الأسباب مجتمعة كانت هي في الواقع السبب الذي أدي إلى تقديم مشروع وفاق متكامل في مارس 1963م وهي أيضاً كانت السبب الذي أدي إلى تقديم مشروع وفاق متكامل في ديسمبر 1964م والحقيقة أن هذه المجهودات لم يكتب لها التوفيق في وقتها ولكنها لا بد أن تذكر كحقائق تاريخية كمعالم بالنسبة لتطور الحركة السياسية في بلادنا ما هي المسائل الكبرى؟

المسائل الكبرى هي أولا نظام الحكم وقد أوضحنا أن العالم الثالث كله يواجه أزمة في نظام الحكم والدستور فلا بد أذن أن كنا جادين أن نسعى لاتفاق حول الأسس التى يقوم عليها نظام الحكم والدستور ثانياً مشكلة المصير التى يواجهها شعبنا في جنوب السودان وضرورة الاتفاق حول النقاط الرئيسية للحلول لهذه المشكلة والناحية الثالثة هي ضرورة الاتفاق حول معالم رئيسية لسياستنا الخارجية والناحية الرابعة هي ضرورة الاتفاق على الأسس التى يتم عليها الإنتاج والتوزيع الاقتصادي في بلادنا والناحية الأخرى هي الاتفاق على الأسس الرئيسية التى يتم عليها الإنتاج والتوزيع الاقتصادي في بلادنا والناحية الأخرى هي الاتفاق على الأساس الذي يتم به تنظيم الفئات والذي يحكم هذا التنظيم بصورة لا تخضع للصراع الحزبي والناحية الأخيرة والهامة هي مسألة تحديد الذاتية التى لابد من تحديدها لتكون الحركة السياسية قادرة فعلا على مواجهة المشاكل والتطلعات التى تعيشها البلاد كيف نستطيع أن نتوصل لحلول لهذه المسائل الرئيسية بينما فشلت القيادات السياسية المختلفة في العالم كما حاولنا أن نقول وكيف نختار السودان ليكون مركز تطبيق ممتاز أو جديد لشيء لم يسبق إليه في تلك المناطق هذا السؤال مهم خاصة وأن السودان كغيرة من البلدان يواجه انقسامات خطيرة وانقسامات رئيسية ولابد لهذه الانقسامات من أن تؤثر على أي مشروع للوفاق العام أو للمصالحة العامة لأن الناس أينما يتحركون بتأثير انقساماتهم الجذرية التى يعيشونها النقطة التى أو أن أبرزها فيما يلي من حديث هي أن السودان يمتاز بوضع فريد بالنسبة للانقسامات المصيرية التى تواجه البلدان الأخرى وأن هذا الوضع الممتاز هو الأمل الوحيد في أن نستطيع أن نتقدم بتطبيق أعلى مستوى وأكثر تحضيراً مما يتم أو يجري في بلدان أخري لنمسك الانقسامات واحداً فالثاني الانقسام الأول الذي نعانيه بالطبع هو الانقسام العنصري وفي السودان ما في شك عناصر مختلفة عناصر عربية وعناصر زنجية وهذا الاختلاف العنصري أو الانقسام العنصري هو أيضاً موجود في بلدان كثيرة في العالم الثالث ولكن الشيء الوحيد الذي تواجه انقساما عنصريا هو أولا أن العروبة أو العنصر العربي الموجود في السودان في عنصر قد تمت فيه عملية الانصهار مع البيئة الزنجية فهو إذا استثنينا الجنوب القليلة من قبائل الجمالة من القبائل المترحله يعيش في الواقع في شئ من الانصهار والاختلاط كبير، هذه واحدة والناحية الثانية هي أن تجربة الانصهار في السودان عبر تاريخ الطويل كانت تجربة سليمة موفقة مثالية ناجحة فليس أقل من أن نأمل أن تكون هذه التجربة حافزا لنجاح في نفس الخط في المستقبل والناحية الثالثة هي ناحية في الحقيقة ذكرها قد يعتبر نوع من التجني على إخواننا الجنوبيين ولكن ذلك ليس حقيقة وهي أن وهي أن إخواننا الجنوبيين الذين يعيشون معنا هذا الانشطار تركهم الاستعمار في وضع الإهمال والتخلف جعل هذا الإهمال وهذا التخلف جعل وضعهم يحتاج في الواقع إلى عمل جديد والى نشاط من جديد والى نشئ من جديد وهذا الوضع ف الحقيقة مع انه سيئ بالنسبة لهم إلا أنه يجنبنا نوع من الانشطار الذي مثلا عاشته أو جربته بلاد كنيجيريا بين شمالها وجنوبها أو حتى بلاد كالعراق بين العنصر العربي والعنصر الكردي فيها فإذا مع وجود الانقسام العنصري هذا توجد هناك أسباب تدعو للتفاؤل في مواجهة هذا الانقسام العنصري خاصة وأن القيادة السياسية السودانية كلها مجمعة على أن لا تعتبر العنصرية سبيلا للعمل السياسي وإلا تعتبرها سبيلا للتطبيق السياسي، هذا الانقسام يعرض انقساما آخر أيضاً والشيء الوحيد الذي يمكن أن نخرج به في هذا الانقسام هو أن التطبيق الإسلامي الذي تحرص عليه الحركة السياسية السودانية نستطيع أن نقول أن مسألة الانقسام الديني هذه أيضاً يؤكد وضع ممتاز في السودان من جرائه، الناحية الثالثة مسألة انقسام الطائفي الذي تتشكل في وضع رئيسي بين الأنصار والختمية والطوائف المختلفة الأخرى، وفي هذا الوضع فأن المخرج في نظري لتفسير اوجه التفاؤل هو أولا إذا نظرنا للانقسام الطائفي الموجود مثلا في العالم العربي المسلم لوجدنا أن الخلاف مثلا ما بين الشيعة والسنة والدروز والعلويين انقسام أساسي هائل للغاية أما الخلافة هنا فخلاف مختلف للغاية باعتبار أن القدوة التى يقتدي بها ويسير عليها الأنصار هي الإمام المهدي والإمام المهدي وضع دستوراً واضحاً محددا في هذه المسائل وهي أن أمره الذي جاء به هذا أما هو تطبيق وأحياء للكتاب والسنة وما نسب إليه أبداً من هنا مناقضاً في أي شكل من أشكاله. للكتاب والسنة فاليضرب به عرض الحائط لذا فهو أذن قد رفع رأساً لبعث إسلامي سني أن كان الأمر كذلك فالختمية أيضاً يتبعون أيضاً تطبيقاً دينياً سنياً لم يأت في أي قول أو عمل ما يدل إلي ما يدل إلى أن هناك إشارة لرفع محو التطبيق الإسلامي والسني أن كان الأمر كذلك أذن فقد اقتصرنا الخلاف في داخل نطاق معسكر واحد من معسكرات الإسلام التى سطرته فيها خلافات المذاهب والمدارس الفكرية المختلفة وأن كان الأمر كذلك فأن هذا يخيف وطأة الانقسام الطائفي تخفيفاً كبيراً لدرجة أن يمكن أن تلتقي طوائف السودان المختلفة حول مسألة رفع البعث الإسلامي على أساس أحياء الكتاب والسنة وقد وضع الإمام المهدي أساساً للتسامح الطائفي مرة واحدة ـ إذ قال:ـ بالنسبة لجميع التطبيقات من الطرق المختلفة التي عاشت في السودان قال أهل الطرق جزاهم الله خير وصلوا ووصل لكن بعد اليوم رفعنا راية الخلافة الكبرى والخلافة الكبرى تقتضي وحدة الأمة ووحدة الأمة تقتضي أن يسير الناس جميعاً في راية موحدة وسيادة موحدة فلهذا فأنه لم يفعل كما فعلت مثلا مذاهب أخرى من مذاهب البعث الإسلامي التى قالت شيئاً مريعاً مخيفاً متطرفاً في أمر الطرق الصوفية وشيئاً مسيئاً مهيناً لها وإنما قال قولا كان يمكن أن يستوعب في الواقع النشاط الديني كل في ظل بعث إسلامي جديد هذه الناحية مهمة جداً كذلك لأنها تشير إلى الحقيقة وهي أن قيام الإمام المهدي في السودان في الواقع كان جزءاً من حركة اليقظة الإسلامية التى اجتاحت العالم الإسلامي كله في القرن التاسع عشر وهي سلسلة من الحركات الإسلامية التى جريت السيف والعلم والقلم والكتاب في وجه الحكم الأجنبي وفي وجه الخلافة العثمانية إذ تعفنت وفقدت صلاحيتها بالاستمرار في حكم المسلمين فاتخذت صورة المشاعر كلها في حركة اليقظة الإسلامية التي أدت إلى قيام كثير من المبشرين والمصلحين والمسلمين في كل بقاع العالم الكامل منهم السنوسي ومنهم الواهبى ومنهم الحركة التي بعث بها من قبل السيد أحمد بن إدريس إذ أرسل السيد محمد عثمان الميرغني الكبير في حركة تبشير إسلامي وتوسع إسلامي في السودان وأيضاً شملت هذه الحركة حركة التغطية الإسلامية والمضطردة والمتواصلة قيام دعوة الإمام المهدي لأحياء الكتاب السنة كحركة بعث إسلامي مرتبط ببعضه البعض هذه المسائل كلها تشير إلى أن الانقسام الطائفي في السودان ليس كالانقسام الطائفي في البلدان العربية الإسلامية الأخرى وانما يتميز بهذه الصفات مجتمعة المشكلة التى أيضاً تواجهنا بانقسام أخر من نوع آخر والانقسام بين القديم والجديد ففي السودان كغيرة من البلدان الحديثة هذه يوجد انقسام كبير ما بين القديم والممثل في قبائله وأوضاعه وظروفه إلى أخره وبين الجديد والممثل في خريجيه ومثقفيه ومتعلميه إلى أخر هذا الانقسام بين القديم والجديد حدث في السودان في الواقع بظروف الطف بكثير من الظروف التى يوجد فيها في مناطق عديدة أخري مثلا من مناطق أخري نجد أن الجديد بل في اغلب المناطق الأخرى نجد أن الجديد أي أولئك يمثلون الجاه والذين يمثلون العلم والذين يمثلون النفوذ إلى أخره في الواقع قد جندوا في طبقات اجتماعية معينة ذلك لوجود سلطان إقطاعي أو سلطان ملكي في تلك البلاد فرض أن يكون تجنيد المثقفين أو اخذ الشباب للتعليم أو تجنيد الضباط في الجيش أو تجنيد المدرسين أو المتعلمين إلى أخره من طبقات اجتماعية معينة هذا الوضع لم يحدث في السودان بل جاءت لطبقة السودانية المثقفة مهما يقال عن وضعها الممتاز الآن جاءت في كل حدب وصوب وفي كل مجال اجتماعي لم يكن هناك أي نوع من الحرص على أن يكون النظام الاجتماعي هو السبيل لتجنيد الشخص ليذهب إلى المدرسة أو يؤخذ في القوات المسلحة أو ليؤخذ في أوجه التعليم ودوره المختلفة ولذا فالطبقة المثقفة في السودان في الواقع تختلف عنها في كثير من البلدان الأخرى إذ أنها معبأة أو مجندة من بيئة ديمقراطية دون مراعاة للوضع الذي فيه أب أو أسرة الشخص الذي ينخرط في سلك التعليم ليأتي بعد ذلك وبعد مؤهلاته فيكون حاكما في الخدمة المدنية أو مدرسا في الجامعة أو ضابطاً في القوات المسلحة الانقسام الأخر الذي نعتقد أن وضع السودان فيه وضع أيضاً هائل وانقسام يؤثر على إمكانية الوفاق أو إمكانية اللقاء وهذا التراث الحزبي أو الانقسام الحزبي أولا لا نستطيع أن نقول نحن أبناء السودان أنه خضع ليس لأول مرة نحاول أن نوحده وانما خضع في مراحل عديدة في الماضي إلى وحدة صف واجهت مثلا تحقق مشكلة استقلال السودان وواجهت أيضاً مشكلة الحكم العسكري وواجهت أيضاً العمل على ثورة أكتوبر كل هذه الأشياء تعد تراث لقاء وتراث وفاق بن الأحزاب السياسية والسودانية وقد التقت فيها في تلك المناسبات المختلفة الناحية الثانية هي أن الضرورة التى واجهها القائمون بالقيادة السياسية في بلادنا في وجه التفتيت والتمزيق أصبحت واضحة حتى أنه لا يتحدث الآن الساسة السودانيون في كثير مما يتحدثون إلا في ضرورة الوفاق أو حتى أولئك الذين لا يرون ذلك الوفاق يسكنون باعتبار أن المسألة قد تواجه مشاكل عملية وتتطور والسبب الثالث الذي يجعل الوضع في السودان إلى حد ممتاز هو أنه يصرف النظر عما يقول زيد وعمر إذا نظرنا لوجهات النظر الشعبية عند كل منا ممن يطوف على أجزاء السودان المختلفة يجد أن الجمهور أو السواد الأعظم في السودان أصبحت هناك ميزة معينة في اتجاهاته السياسية العامة تلك الميزة أولا تتمسك ببعث لذاتيتها في شكل يقظة إسلامية واضحة المعالم هذه واحدة والناحية الثانية أن هذه الجماعات تتضح فيها أيضاً معالم مطالبة بأوضاع بالنسبة لمعايشها مطلبيه قائمة أيضاً على العدالة ومقتضية مستويات معينة من الكفاءة واضحة لكل من يريد أن ينظرها أو يطلع عليها فأذن تلخصت أهداف الأمة السودانية وسوادها الأعظم باختلاف جهاتها المختلفة أو اتجاهاتها المختلفة في جمهرة هذا السواد الأعظم في وضع بعث لذاتيتها وفي وضع حركة مطلبيه ذات مستويات معينة في العدالة وأيضاً في وضع مطالب محددة ذات طابع وطني عام تفرض نفسها على كل من يقابل الناس في بقاع السودان المختلفة يتحدث في المشكلات العامة المختلفة أن كان هذا هو الأمر فنجد أذن أن نجد أن السواد الأعظم من السودانيين قد حل كثيراً من عقداته وقد واجه بعض هذه المشكلات بحلول واضحة ومعينة في مسلكه يستطيع كل من يعرف الرأي العام السوداني أو بتلمسه أن يتلمسها ويدركها هذه المسائل أول من تخطر على باله وأول من تفرض عليه أن يتحرك القيادة السياسية السودانية أن تدرك هذه المسائل وأن تعرفها وأن تواجه المشكلات التى تنبع من الانقسامات المذكورة سابقاً وأن تستثمر الوضع الخاص الذي نعيشه نحن في السودان في حل هذه المشكلات ووضع خاص فات على أن أذكره بالنسبة للناحية الاقتصادية وهي أنه لصدفة أرادتها تطبيقات النظام القائم في السودان في الماضي كان السودان يستمتع بقطاع اقتصادي عام كبير وهذا القطاع العام يفرض هيمنته على كل الاقتصاد السوداني بصورة لا تحققها البلدان الأخرى إلا بعد سعي جهيد وبعد مجهود كبير وبعد تصفية قوى سياسية كبيرة وبعد صراع سياسي هائل كيف نتمكن من استثمار هذا الوضع الخاص كله وكيف نتمكن من الوصول إلى هذه الغاية التى تمكننا من افتراض أننا فعلا قد جئنا بتطبيق جديد لوضعنا السياسي كله المسألة الأولي هي أن تتفق الأحزاب السياسية السودانية على الخطوط الرئيسية المواجهة المشكلات السودانية الكبرى هذه المسألة يمكن أن تسميها التقاء الأحزاب السودانية فستعطس أفقاً أفق جديدا فهي تنظم الفئات العالمية وخلافها في إطار عام متفق على الأوضاع الرئيسية لهذا الإطار وميسر لهذه الفئات وهذه التنظيمات حرياتها النقابية ومحدد للإطارات العامة التي تعيش فيها هذه الفئات ويعيش فيها عملها هذه اللبنة الثانية واللبنة الثالثة هي التعبئة المدنية العامة للمواطن السوداني العادي وهذا عن طريق المنظمات المختلفة غير السياسية بالإضافة إلى الأحزاب السياسية التى تعمل لتحقيق هذا الاتفاق الجديد وأما المثقف غير المنتمي فلابد أيضاً من وصوله لمرحلة المشاركة في هذه الحركة وهذه العملية وهذا لا يتم إلا أولا بالاعتراف السائد والذي ينبغي أن يسود بين الأحزاب نفسها أنه لا ينبغي لأن يكون الشخص مفيداً في العمل العام أن يكون حزبياً وقد يكون غير حزبي والناحية الثانية اقتناع المثقفين غير المنتمين بأنهم يمكن أن يعملوا في العمل العام دون أن يبتدأ ذلك بشرط نهاية الأحزاب السياسية وإنما يكون العمل السياسي الذي يقوم به متجهاً نحو مقابلة كل هذه القوى في هذا الأفق الجديد الذي ذكرناه ما هي الأشكال العملية التي يمكن أن يتم فيها ؟ هذا الأشكال العملية لهذا هي أولا أن ينبع من كل هذا الحديث التيار الفكري الذي يأخذنا جميعاً في موجته ويأخذنا لغايته واتجاهه الشكل العلمي الثاني هو التكوين القومي لمؤسسات إنجازنا التى تعمل على مواجهة المسائل أن لم تتسم بهذا الطابع فقدت القدرة على التجاوب مع هذا التيار الذي يؤدي في النهاية إذا وفقنا فيه بتوحيد الإرادة السودانية أن الاتفاق حول هذه المعالم وهذه الأسس وقيام هذا التيار الفكري ليحيط بنشاطنا العام كله ولنظم هذا النشاط العام حول هذه المسائل يؤدي أيضاً إلى عدم الالتفات إلى المشكلات العمة والصراع وحولها وإلى الانتباه للمشكلات التفصيلية مثلا مشكلات اقتصادنا كمشكلات الزراعية ومشكلاتنا الصناعية إلى آخره إلى آخره كل هذه المشكلات رلآن لا تأخذ الصدارة لأن الصراعات السياسية والخلافات حول المشاكل العامة تحجب الأفق عن الناس ولذا ينتبهون إلى تلك المشكلات العامة وهي مهمة ولا يمكن أن تقلل من أهميتها ولا يمكن أن نصل إلى صرف الناس عنها إلا بالوصول إلى اتفاق عام أساسي حولها فالمظهر العلمي الآخر أيضاً هو انصراف الناس للمشكلات العملية الحقيقية التى تواجههم يومياً وفوق هذا كله وذاك أن قيام دستور متفق عليه يحسم أزمة ومشكلة الحكم والقيادة يستطيع أن يعطي القيادة السياسية التفويض اللازم والاستقرار اللازم والاستمرار اللازم لتتمكن من مواجهة المشكلات المختلفة وفق البرنامج الموضوع لها أذن فخلاصة القول التى وددت أن أصل إليها ولا شك أن هذا الحديث فيه كثير مما هو مدعم ومختصر هي أن مسألة المصالحة الوطنية هذه هي استثمار لظروف السودان الخاصة لمحو جراح الماضي وتوحيد إرادة السودانيين حول أفق سياسي جديد وهي ليست كما يحاول أن يقول بعض الناس محاولة لمزيد من المساومات الحزبية فليس فيها مجال في الواقع لمساومة الحزب من الأحزاب أن وفقنا إليها وليست هي أيضاً محاولة لتخدير المعارضة أو تجميدها كما يحاول بعض الأخوان أن يصفوها وهي ليست بدعوة سياسية جديدة في محيط العمل السياسي السوداني وقد تكررت المصالحة وتكرر الوفاق في مراحل من تاريخ السودان مختلفة ومحددة من تاريخه القديم والجديد ولكنها هذه المرة نود أن نصبغها بشيء من الاستمرار وشئ من التنظيم لمواجهة المشكلات التى ذكرناها في البداية و التى لا يمكن أن نواجهها إذا لم نحسم هذه المسألة حسماً نهائياً. ما هي القوي الاجتماعية التى تساند هذه المصالحة ؟ ما هي القوي صاحبة المصلحة في هذه ؟لأنه لا يمكن لشيء أن يتم في عالم السياسة وليست وراءه إرادة اجتماعية قوية وليست وراءه أيضاً أسس وأهداف واضحة المعالم الحقيقية أن القوي السياسية والاجتماعية التى تمكن وراء مسألة المصالحة هذه هي الجماعات الواعية في الأحزاب السياسية المختلفة على اختلاف أحزابها السياسية المختلفة وأيضاً المثقفين السودانيين المنتمين وغير المنتمين الذين يريدون توسيعاً لماعون العمل السياسي حتى يتمكنوا من المساهمة في بناء وطنهم والانخراط في سلك تلك المساهمة وأيضاً السواد الأعظم من السودانيين الرعاة والزراع الذين لم يمسهم السودان الحديث بعد والذين أصبحوا قوة مطلبيه هائلة لابد أن يحط السودان الحديث نفسه طولا وعرضاً ويتشابي طولا وعرضاً حتى يتمكن من الاستجابة لمطالبهم في الآبار والشفخانات والمدارس إلى آخر المطالب التى أصبحت تتلق النواب وتتفق وتعلن معهم الحكام وتقلق معهم النواب وأيضاً كل الحركة السياسية اليوم أذن الجماعة ذات المصلحة التي يمكن أن تكون صاحبة مصلحة حقيقية في توسيع مواعين العمل السياسي في السودان هي الجماعات المختلفة الواعية في جيوب العمل السياسي المختلفة السودانية صاحبة المطالبة الحقيقية سواء جاهرت بذلك أو أسرت به في توسيع مواعيد العمل السياسي حتى تتمكن من حسن الأداء وحتى تتمكن من حسن المساهمة والجمهور العريض من السواد الأعظم صاحب المطالب الكبيرة اليوم التى تطالب مطالبة حثيثة بتوسيع قاعدة السودان الجديد حتى تتمكن من أن تنخرط في سلكه وأن تستمتع بنعمائه هناك عناصر لا شك ستعارض المصالحة الوطنية بكل هذه المفهومات التى وردت فيها لأسباب كثيرة أولا هنالك أشخاص عديدون وجيوب كثيرة لا شك إنها منتفعة في تجميد الوضع الحاضر لما هو، توجد عناصر كثيرة تستمتع بتجميده ولها مصلحة حقيقية في هذا التجميد جماعة أخري هم النقليون من الذين ينقلون أفكارهم من جهات مختلفة سواء كانت تلك الجهات جهات من تراث سوداني أو غير سوداني المهم في الظاهرة مسألة النقل والاعتماد على مسألة((تابلت)) مخطط معروف محدد لا يخضع في كثير أو قليل إلى مسألة التجاوب مع ظروف خاصة موجودة في قطر من الأقطار إلى مستوى كريم أو مستوى بالغ فعلا يمكن من التمشي مع ظروف تلك البلاد كمما ينبغي أن تكون فأذن نحن في وجه الذين يحرصون على تجميد الوضع وأولئك الذين يحرصون على النقل سنجد أن مسألة التجميد ومسألة النقل هذه ستمدنا بمعارضة عنيفة وتشكيك كبير فيما نحن بصدده من ناحية توسيع مواعيد العمل السياسي في السودان هذا المجهود لا شك أن واجهته فقط قوى التجميد في السياسة السودانية وقوى النقل في السياسة السودانية فلا شك في أنة سيوفق وينجح اللهم إلا إذا حدثت العوائق الآتية يتحمل جداً أن يجر السودان فيما يتعلق بأولئك الذين يتتلمذون لأساتذة خارج السودان أن يجروا بلادنا في الواقع إلى معترك لاناقة لنا فيه ولا جمل باعتبار أن مسألة التلميذة هذه تفرض أو تجر إلى بلادنا ظروفاً في الواقع ليست من واقعها ليس معنى هذا أننا نود أن ننعزل ولا أن نفرض الانعزال ولا أننا عندما نقول أننا نرفض الأستاذية لأي معسكر يحيط بنا أن معنى ذلك أننا نود أن نقفل بابنا في وجه التيارات المختلفة أو أننا نود لا نتعاون مع غيرنا ولكن الشيء الذي ينبغي أن يؤدى إلى المشاجرة الوطنية هو أن نسمح لجيوب ذات ولاء أصيل لجهة خارج السودان أن تجعل من نفسها في داخل السودان أن تجعل من نفسها محركا لمصالح تلك الجهات الخارجية وهذا هو الذي ينبغي أن نرفض وينبغي أن نقسوا في رفضه لأنه يدخل بلادنا في الواقع في دوامة تفرض علينا صراعاً ليست مصلحة بلادنا في مقدمة الأسباب المؤدية إليه وهذا لا يعني أننا نعزل أنفسنا مما يدور حولنا أبداً ولكن يعني أننا نشترك فيما يدور حولنا بتأكد لذاتيتنا ولا صالة مساهمتنا ولإيجابية مساهمتنا ولاستغلال مشاركنا في تلك المشكلة بنجاح فليس أقل من أن نقول أن جربنا مقدرتنا الأصلية النابعة من تفكير أصيل إيجابي مستقل قد تكون أوفق في الوصول إلى حل بدل أن نشارك هذا أو ذاك في تأييد وجهة نظره وتعميق الخلاف عاماً بعد عام في المشكلات المختلفة التى تواجه العالم العربي والأفريقي وهذه المشكلات لا نستطيع أن نعزل أنفسنا منها ولا يمكن حتى إذا عزلنا أنفسنا منها أن نسكت عنها ولكن المهم أن يكون طابع يتميز بذاتيتنا وكياننا وإبعادنا نكون نحن واجهة لشخص آخر في تصريف هذه المشاكل أو في مواجهتها أو في المشاركة في حل فيها فالمشكلة أذن ليست هي لانعزال ولا أننا ليست لدينا مصلحة في التطور الذي يحدث في المنطقة ولا أننا ليس لنا وجهة نظر فيما ينبغي أن يتم وإنما الواقع أننا ينبغي أن تكون لنا وجهة نظر وإذا تحدثنا عن مضمون المسائل التي ذكرناه مجملة هنا كان يمكن أن نتحدث عن هذه الوجهة من النظر المهم أن لا بد لنا من هذه الوجهة في النظر ولا بد لنا من هذه الذاتية ولا بد لنا من مساهمة فعالة في التطور والأحداث التى تتم في المنطقة ولكن الشرط أن يتم ذلك ما أمكن بوحدة الحركة السياسية السودانية وذلك لأنه أن لم يحدث ذلك وان لم يكن على الأقل العناصر السياسية منها في هذه الوحدة مكتملة فلا شك نحن سنجد أنفسنا سواء تسامحنا مع بعضنا أو لم نتسامح نجد أنفسنا متشاجرين شجاراً وصراعاً عنيفاً وسنجد أنه لا سبيل إلى أن نعالج مشكلة من هذه المشاكل معالجة سليمة أو حكيمة وأن ما يدور حول هذه المسألة أيضاً أو أن هناك إهمال لها ولكن مادمنا بصدد المصالحة ومادمنا نرفع شعارات المصالحة المسألة ليست مسألة إهمال وإنما مسألة إمهال حتى يدرك الذين يقدرون أن مسألة الإمهال هذه متروكة لهم للمراجعة حتى إذا امكنت المراجعة في ظل الإمهال هذه أمكن الوصول إلى مستوي أعلى وأوسع من المصالحة وإلا فحتما تبدأ المشاجرة العنيفة التى تنتهي بتوحيد إرادة الأمة في ظل الوصاية فنبدأ من حيث انتهينا وندخل في دوامة أزمة الحكم في العالم الثالث مرة ثانية مما قد تتدهور إليه من وصاية تعرضها علينا أي جهة مغامرة في وسطنا أن أهم شئ في مسألة المصالحة الوطنية هذه هي أنها توضح أن هناك ضرورة حتمية لتوحيد إرادة الأمة وانه في غير ظل الوصاية العسكرية أو المدنية لا بد أن يتم ذلك عن طريق الاختيار أن يتم اختيارياً وأن هناك عناصر تداعب اليوم أوتار تثير بركانا هائلا أنها لم تترك هذا المسلك لأن في ذلك الوضع الذي نحن مجبرون لمصلحة المصالحة أن نتركه إمهال لكل من فكر أن يشاجر أن يفكر قبل المشاجرة في المصالحة حتى نوفق أن أمكن في توحيد إرادة الأمة في ظل الحرية وفي ظل الاختيار لا الوصاية والجبرية لأن شعار المصالحة الوطنية توجه طاقتنا لأفق جديد في ظل الحرية وأن سقط هذا الشعار فستتوجه طاقتنا لتمزيق بعضنا بأسي بعض في معركة من ينتصر فيها لا شك لن يعامل الأطراف الأخرى معاملة لطيفة. أود في ختام حديثي هذا أن أشكركم على حسن الاستماع وأرجو أن أكون قد وفقت في توضيح المراد من هذه الكلمة التى تشعب بها الحديث والسير والسلام عليكم ورحمة الله.

Post: #111
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:02 AM
Parent: #1

الرئيس يتحدث أمام مؤتمر الأحزاب السياسية



فيا يلي نص الخطاب الذي ألقاه السيد الصادق المهدي

رئيس مجلس الوزراء في مؤتمر الأحزاب السياسية للنظر في

توصيات لجنة الإثنى عشر 17ر10ر1966م

بسم الله الرحمن الرحيم



حضرات السادة :

1- أحييكم أطيب تحية وارحب بكم اليوم في هذا المؤتمر الذي رأت الحكومة أن تعقده اليوم لبحث توصيات لجنة الاثنى عشر المتعلقة بالحل السياسي لمشكلة المديريات الجنوبية.

2- لا شك أنكم تعلمون جميعاً الاهتمام الفائق بمشكلة الجنوب الذي أولته لها الحكومات المتعاقبة منذ ثورة أكتوبر المباركة وقد دعت الحكومة الانتقالية الأولى لمؤتمر المائدة المستديرة الذي اشتركت فيه الأحزاب السودانية القائمة آنذاك كان هذا في الفترة من السادس عشر إلي التاسع والعشرين من مارس 1965م وقد حضر ذلك المؤتمر مراقبون من الدول الأفريقية الشقيقة من غانا ـ يوغندا ـ الجمهورية العربية المتحدة ـ كينيا ـ الجزائر ـ تنزانيا ونيجريا

3- وقد أتخذ مؤتمر المائدة المستديرة القرارات التالية:-

‌أ. أن تتخذ الخطوات التالية بواسطة الحكومة لقادة الحالة في الجنوب إلى ـ الأوضاع العادية :-

1. تنفيذ الاتفاقية المبرمة بين حكومتي السودان ويوغندا بشأن اللاجئين وكفالة استقرارهم..

2. الاتصال بحكومات البلدان الأخرى بغرض التوصل إلى اتفاقات مماثلة بشأن اللاجئين..

3. كفالة استقرار المواطنين الموجودين داخل البلاد ممن فقدوا ديارهم وممتلكاتهم..

4. يطلب من الحكومة (أ) محاربة لمجاعة في المناطق المتأثرة بها في الجنوب (ب) والتحقيق في الأسباب المزمنة للمجاعة والفيضانات.. في الجنوب واتخاذ الخطوات الضرورية بشأنها..

5. إعادة نقل كل المدارس الجنوبية الموجودة حاليا بالشمال.

‌ب. تبني الخطوط السياسية التالية:-

1- اختيار المزيد من الجنوبيين لتدريبهم للوظائف التالية :-

1. ضباط بوليس وسجون.

2. إداريين.

3. ضباط صحة ومساعدين طبيين.

4. ضباط حربيين.

5. ضباط صيد واسماك.

2- ملء وظائف الإدارة والبوليس وأجهزة الإعلام بالجنوبيين متى توفرت فيهم الكفاءة لذلك. وفي حالة عدم وجود أكفاء أن تتخذ الخطوات اللازمة للإسراع في تدريبهم وترقيتهم.

3- المساواة في فرص العمل والمساواة في الأجور وعدم التمييز بسبب المعتقدات الدينية أو اللغة أو العنصر فقط.

4- حرية الدين وحرية التبشير في نطاق قانون البلاد.

5- السماح للأشخاص والمؤسسات بفتح المدارس في نطاق قانون البلاد.

6- حرية التنقل.

7- إنشاء جامعة في الجنوب.

8- فتح مدارس ثانوية للبنات ومدرسة زراعية بملكال.

9- إعادة فتح مدرسة يامبيو الزراعية ومركز التدريب بجوبا والمركز البيطري بملكال

10- ملء كل وظائف نظار المدارس بجنوبيين أكفاء ويجب إلا يحول الجهل اللغة العربية دون الترقية إلى وظيفة ناظر.

11- إيجاد عمل للعاطلين.

12- تكوين مجلس اقتصادي قومي للتنمية تتبعه وكالة فرعية في الجنوب ومهمة هذه أن تدرس من جميع النواحي المشاريع التى تقدم بها فريق البحوث عام 1945رأي مشاريع أخري بغرض وضع الخطط لتنفيذها ـ وعلى الحكومة أيضاً أن تدرس مشروع الزاندى.

13- إعطاء الأولوية في استغلال الأرض للسكان المحليين وتقديم التسهيلات.

‌ج. إن الأعضاء الموفدين المشتركين في هذا المؤتمر مصرون على إزالة أسباب الشكوى وتنفيذها الخطوط السياسية المذكورة وهم مستعدون للسفر في حملة من أجل السلام والاستقرار ويؤكدون أنهم سيبذلون كل ما في وسعهم من جهد لإنهاء أعمال العنف خلال شهرين.

1. أن المؤتمر قد نظر في بعض أشكال الحكم التي يمكن إن تطبق في السودان ولأنه لم يتمكن من الوصول إلى قرار إجماعي كما تتطلب قواعد إجراء المؤتمر.

2. لذا فقد قررنا تكوين لجنة من أثني عشر عضواً لتتولى بحث الوضع الدستوري والإداري الذي يضمن مصالح الجنوب الخاصة كما يضمن مصالح البلاد عامة.

3. وستعرض النتائج التى يتوصل إليها على المؤتمر الذي ستدعوه الحكومة للانعقاد خلال ثلاثة أشهر..

4. وأنتم ترون أنه بناء على الفقرة (د) (2) قد تم مولج لجنة الأثني عشر وقد أعطيت الصلاحيات الآتية:-

أولاً: أن تتولى بحث الوضع الدستوري والإداري الذي يضمن مصالح الجنوب الخاصة كما يضمن مصالح البلاد عامة.

ثانياً: أن تكون لجنة رقابة تشرف على تنفيذ الخطوات والسياسة المتفق عليها.

ثالثاً: أن تخط وسائل إعادة الأحوال في الجنوب إي الأوضاع العادية وأن تدرس الخطوات اللازمة لرفع حالة الطوارئ في الجنوب واستتباب الأمن وحكم القانون

5. باشرت لجنة الأثني عشر مهامها حسب صلاحياتها وانسحب منها بعض الأعضاء لأسباب أبدوها تجدوها مضمنة في التقرير وكانت ثمار مجهوداتنا هذا التقرير الذي نضعه اليوم بين يديكم وتلاحظون أيضاً أن إحدى مهامها وهي مراقبة تنفيذ قرارات مؤتمر المائدة المستديرة قد قامت دونها عقبات شتى حالت دون تطبيق جزء غير يسير منها، ولكنها وأصلت البحث وتوصلت إلى توصيات معينة. لكنها تركت موضوعين هامين وأساسين لم تتخذ فيهما قرارا وأوصت بعقد مؤتمر المائدة المستديرة.

6. قد قامت دونها عقبات شتى حالت دون تطبيق جزء غير يسير منها، ولكنها وأصلت البحث وتوصلت إلى توصيات معينة.

7. وعندما تسلمت الحكومة التقرير هذا قررت أن تعقد هذا المؤتمر :-

أولاً: لاطلاع الأحزاب السياسية السودانية على التقرير.

ثانياً: لمحاولة الوصول لاتفاق حول نقطتي الخلاف وهما نقتطان أساسيتان.

ثالثاً: النظر في هل يدعى مؤتمر المائدة المستديرة الممثل للأحزاب السودانية يحضره مراقبون من الدول الصديقة أو لا.

رابعاً: النظر في هل من الممكن أن تجمع الأحزاب السودانية على مشروع للحل السياسي.

وأود أن أقول في هذا المجال أن الأمر برمته موضوع يهم لجنة الدستور. عليه فأن استطاعت الأحزاب السودانية الممثلة في مؤتمركم هذا الاتفاق على حل للمشكلة بما في ذلك نقطتي الخلاف فأن هذا سيسهل مهمة لجنة الدستور كثيراً وأننا قد قررنا الآن تكوين لجنة الدستور القومية التي ستمثل فيها الأحزاب السودانية كلها والمستقلين شماليين وجنوبيين وسنعلن تكوينها في بحر هذا من الشهر أن شاء الله وقد أجريت اتصالات مبدئية مع الأحزاب الشمالية في هذا الصدد وأن مهمتها ستكون أيسر كثيراً أن اجتمعتم على حل للمشكلة وسيقوم السيد وزير العدل بالاتصال برؤساء الأحزاب للاتفاق على الأسس لتعين أعضاء اللجنة.

8. أما مؤتمر المائدة المستديرة فأن عقده لا يغني عن تحويل الأمر للجنة الدستور وستكون فائدته هي إطلاع جيراننا عن طريق المراقبين على ما تتخذه من حلول للمشكلة هذا إذا كنا قد أجمعنا على مشروع الحل من نواحيه جميعها. وأن الحكومة لم تتخذ قراراً في أمر مؤتمر المائدة المستديرة، أما عقده فسيأخذ وقتاً ليس بالقصير لدعوة المراقبين للحضور وسيكون مؤتمراً مجرداً من المناقشة غرضه أساساً إعلان الالتزام الحزبي العام للاتفاق.

حضرات السادة:-

9. أننا قد فرغنا بحمد الله من دراسة الإشكالات الحالية في المديريات الثلاث ووضع الحلول لمواجهة الصعاب القائمة هناك وأننا قد قمنا بجرد عام لكل ما أنجز في الجنوب في الفترة الأخيرة وقررنا عمل حملة واسعة لإعادة الأمور لطبيعتها وأخري شاملة للاستقرار ووضعنا الخطط اللازمة لزيادة الخدمات وتنشيط الإنتاج وستبدأ تلك الحملة بزيارتي والوفد المرافق إلى المديريات الجنوبية وقد سبق كبار المسئولين في الوزارات المختصة للمساهمة في تحليل الأحوال هناك للتحضير اللازم.

وهذا وقد قررنا أن يقوم مكتب رئاسة وزير ليشرف على تنسيق الأعمال المختلفة في الجنوب ومتابعة تنفيذ الخطة الشاملة وبرمجة رفع حالة الطوارئ والاندفاع بالاستقرار والتعمير برامجه تنفيذ قرارات المائدة المستديرة حسب ما تسمح به أحوال الاستقرار والأمن والنظام.

10. نريد أن تؤيدنا الأحزاب السودانية في هذه الخطوات اللازمة - لتنفيذ الخطة الشاملة المبرمجة الموقوتة، وأني أطلب من مؤتمركم هذا :-

أولاً: محاولة الاتفاق على نقطتي الاختلاف.

ثانياً: تقديم توصياتكم عن عقد مؤتمر المائدة المستديرة الثاني أم يحصل الاكتفاء بالاتفاق على الالتزام الحزبي وتحويل المشروع برمته للجنة الدستور رأسا هذا وأني أتمني التوفيق والسداد لما فيه خير البلاد.


Post: #112
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:04 AM
Parent: #1

العيد الثاني لثورة أكتوبر



فيا يلي نص الخطاب الذي ألقاه السيد الصادق المهدي

رئيس مجلس الوزراء صباح 21 أكتوبر 1966م بمناسبة

العيد الثاني لثورة أكتوبر المجيدة



بسم الله الرحمن الرحيم



في مثل هذا اليوم من عام 1964م أصاب رصاص الظلم جبين الثورة الأول أحمد قرشي فمات معطراً بدمائه سيرة جيله وباعثاً ضمير أمته التى هبت على بكرة أبيه تطلب الثار له ولمن سبقه ولحق به من الشهداء وتطلب الثأر والعدل أساساً للحكم فكم من حياة بعثها الموت وقوة بعثها الضعف وولاية جلبها الاستبداد والاستضعاف تلك آيات الكتاب.



مواطني الأعزاء :-

حق لنا أن نخلد هذا اليوم وحق لي أن أبعث لكم تحية طيبة (ابعثها إليكم مواطني الكرام اليوم) ونحن نحتفل بمرور العم الثاني لثورة أكتوبر الخالدة ذلك الوليد الذي كان نتيجة تفاعل خصائص شعبنا العظيم مع تاريخه المجيد ووضعه الجغرافي الفريد فمنذ أن عرفت بلادنا الغزاة الظالمين عقدت أمدها على طردهم واستنبط الشعب لنفسه وسائل ردعهم السلمي منها وغير السلمي عندما تدعو إليه الحاجة ولما أن أتي القهر والظلم من الداخل هب الشعب بوسائله تلك فكانت ثورة أكتوبر امتداداً وتتويجاً لثورتنا التاريخية الكبرى ـ التى بدأت بثورة الإمام المهدى ضد الغاصبين والمستعمرين والتي وجهت طاقاتها لاجتثاث جذور الفساد والمفسدين ثم استمرت انتفاضات الأحرار بعد الحكم الثنائي فكانت هبة المواطنين عام 1924م بداية للكفاح الجديد من أجل التحرر وتلاها قيام مؤتمر الخريجين الذي قاد الحركة الوطنية وسلم مشعلها للأحزاب السياسية التى ناضلت وكافحت إلى أن تحقق الاستقلال ومارست البلاد تجربتها الديمقراطية الأولي، وقبل أن يحقق النظام الديمقراطي المعاني الحقيقية للاستقلال عاجلت الديكتاتورية العسكرية الشعب وسلبته حريته وجثمت على مقدراته ست سنوات عجاف. عانى الشعب فيها مرارة الكبت والحرمان والقهر والظلم في سبيل ذلك ما لقيت من سجون وتشريد ومحاربة في الرزق. فصيرت وصابرت وقاومت وجاهدت حتى هب الشعب في أكتوبر فأطاح بالدكتاتورية في ثورة شعبية فريدة في تاريخ الثورات فكانت تتويجا لثورات التحرير الكبرى والتي يذخر بها تاريخنا.

أن الحكم الحالي هو وليد ثورة أكتوبر يستمد منها ثوريته واندفاعه وتقع عليه مهمة تجميد إرادة الأمة لترسيخ القواعد الديمقراطية الصحيحة والحفاظ عليها والدفاع عنها، ومسئوليته الكبرى هي الحرص على الاستقلال والوحدة وصيانة الكيان القومي ومقاومة كل من يتعدى على ذلك، وواجبه هو تعبيد الطريق لنيل أهداف البناء والرخاء مبتدئاً بمراجعة أخطاء الماضي في النظم المختلفة والقيام بحركة إصلاحية كبري تشمل الجهاز الإداري والاقتصادي والتربوي.

وقد أعيد تنظيم الوزارات بما يكفل فعاليتها وكفاءة أدائها وخلقت وزارة جديدة لتعني بجوانب لم تجد العناية الكافية في الماضي رغم أهميتها الكبرى، ولابد أن وزارة التعاون والعمل ستركز على الاستفادة القصوى والتنظيم الأمثل للطاقات العاملة. على تعميق النظام التعاوني وتقويته كنظام اقتصادي يفتح آفاقاً جديدة في الإنتاج والعدل الاجتماعي، وأن وزارة الصناعة والتعدين ستدعم الاقتصاد القومي برعايتها للثروات الخبيئة وباستنباط وسائل جديدة للبحث والدراسة وقد بدأت الوزارة في إعادة النظر في القوانين البترولية والتعدينية بغرض تنقيحها ونجحت في عقد برتوكول مع بعض دول أوربا الشرقية وأنتم ترون أن كلتا الوزارتين بدأتا في مهامها بروح جديدة وأسلوب حديث. وجانب آخر من جوانب التنظيم الإداري هو تكوين لجان من المؤهلين وذوى الاختصاص والثقافة والخبرة لدراسة مشاكلها ووضع الحلول المناسبة لجعلها أداة مقتدرة لمجابهة مشاكل التقدم ولخدمة أغراض الشعب السوداني وأهدافه بأمانة وكفاءة وجدارة ومباداة وحماس. وقد واجهنا مشاكلنا الاقتصادية بشجاعة فوضحنا الموقف على حقيقته لجماهير شعبنا وطلبناها بالتضحية في سبيل إنقاذ الاقتصاد السوداني وتدعيمه وعملنا على إصلاح أخطاء الماضي، واتخذت الإجراءات اللازمة للحد من البذخ والإسراف في الصرف الحكومي كما أعلنا سياسة تسويقية حديثة للقطن بدأت توتي أكلها بتصريف مقادير كبيرة من القطن السوداني، ثم بدأنا في مراجعة وتقويم أجهزة لإنتاج بدأت بمشروع الجزيرة وستنتظم جميع وحدات الإنتاج والاقتصاد الأخرى كالمؤسسة العامة للإنتاج الزراعي والبنك الزراعي والبنك الصناعي، وبنك السودان. والهيئات الحكومية وشبه الحكومية الأخرى.

وقد تابعنا جهودنا في التمويل الخارجي فأثمرت اتصالاتنا صندوق النقد الدولي ثم أجرينا مفاوضات ناجحة مع البنك الدولي لتمويل مشاريعنا الإنتاجية الكبرى كمشروع الرهد ومشاريع الزراعة الآلية، ومشروع كهربة خزان الروصيرص والتعليم الثانوي وقد كونت هيئة توفير المياه الريفية وباشرت أعمالها وستظهر نتائج ذلك قريباً في إنجازات محددة لمحاربة العطش وقد بدأت الأجهزة المالية في مراجعة الخطة العشرية واستبدالها بأخرى خمسية من أهم أهدافها تحريك القطاع التقليدي الرعوي والزراعي والمطري بغرض تطويره وأسعاده وستجمع لجنة التخطيط المركزي قريباً للنظر في الخطة مرة أخري ووضع التخطيط القومي الشامل الذي يعالج مشكلتنا الاقتصادية من جذورها ويضع لها الحلول العلمية الناجحة وسيقوم مجلس لتخطيط التربوي أغراضه وضع الأسس التربوية التى تسير علي هديها المنظمات التعليمية وربط النشاط التعليمي الرسمي والأهلي بحاجة المجتمع وأغراض الأمة وقد ألفت لجنة دولية للتعليم الفني والمهني بدأت تباشر أعمالها الآن لتخطيط ودراسة وتنسيق وتطوير التعليم وربط ذلك كله بحاجة البلد وقواه العاملة وخطته الاقتصادية وستقوم لجنة أخرى للتعليم العالي للتنسيق التعليم الجامعي وتطويره وربطه مع متطلبات المستقبل وحاجيات البلاد، وقد بدأنا في مراجعة دور الإعلام والإرشاد في دولتنا الحديثة فكونا اللجنة العليا لشئون الإعلام، واللجنة الوزارية للإعلام ولجان أخري هادفة شملت عضويتها جميع قطاعات المجتمع مهمتها تخطيط سياسة الإعلام وتوجيهها نحو الأمة وأهدافها، وقد أتخذ قرار بتدعيم الإذاعة وتقويتها، وصدر قرار آخر بتنظيم مهمة الصحافة يكفل لها رعاية الدولة ويبدل النظرة التقليدية والعلاقة التقليدية بين الدول والصحافة.

وقد أجاز مجلس الوزراء قانون الحكم المحلي وسيكفل ذلك سد الفراغ في الهرم الديمقراطي الذي استمر طويلا، وأجاز مجلس الوزراء بإنشاء جهاز لأمن الدولة يكفل سلامة الوطن وحمايته وصيانة نظامه الديمقراطي ومقدراته الاقتصادية وتعكف وزارة العدل الآن على إعداد القوانين التى تمنع تفشي أسرار الدولة وتعاقب بالخيانة العظمى كل معتد على استقلال البلاد ووحدتها وكيانها الوطني ولكي ندعم الأجهزة المنوط بها الحفاظ على سلامة النظام الديمقراطي واستقلال وحدتها قرر مجلس الوزراء إنشاء الجيش الاحتياطي كما قرر البدء في التدريب العسكري للشباب السوداني وتعميم التربية العسكرية للطلاب وأن وزارة الدفاع الآن تخطط وتضع تفاصيل الإجراءات الكفيلة بتنفيذ ذلك كله هذا وأننا بصدد إنشاء مصنع للأسلحة الخفيفة وقد وضعت الخطط أيضاً لتطوير الأجهزة الفنية الأخرى كسلاح البحرية والسلاح الجوى ليتمكن من مقابلة متطلبات الدولة الحديثة تثبت ذاتية السودان وكفل دوره القيادي في المنطقة العربية والأفريقية وأولينا عناية فائقة أكثر من أي وقت لأفريقيا الاستوائية الناطقة بالفرنسية وقد عقد مؤتمر لسفراء السودان في أوربا، وفي المنطقة العربية وسيعقد مؤتمر أخر لسفرا السودان في المنطقة الأفريقية في أوار هذا الشهر. ويتلوه أن شاء الله مؤتمر دبلوماسي عام يعقد في الخرطوم ليساعد في وضع الأسس لتدعيم جهازنا الخارجي ولوضع البرنامج التطبيقي للسياسة الخارجية التي وضعها الجهاز السياسي.

وقد أخذ مجتمعنا طابعة الإسلامي وقيمته الروحية الأصلية وبدأت الدولة لأول مرة تستغل سلطتها التنفيذية في محاربة الرذيلة ومطاردة الموبغات والمفاسد الخلقية والانحلال وجميع الرذائل الوافدة على مجتمعنا وعلى طبيعتها المفسدة لنشأتنا.

ومواطني الأعزاء أن الجنوب قد استقر الآن من أي وقت مضى وعمليات التحضير للانتخابات تسير بخطي واسعة وفائقة وقد عاد كثير من اللاجئين والعائدين إلى دورهم وبدأت الحياة تعود سيرتها الأولي، وقد قامت الحكومة بتسليم تقرير لجنة الأثني عشر للأحزاب السودانية التى بدأت مؤتمرها في دراسة توصيات اللجنة. أنا قد وضعنا خطة محكمة شاملة سياسية واقتصادية وإدارية لزيارة تدعيم الاستقرار والإسراع بإرجاع الجنوب لحالته الطبيعية كبقية أجزاء القطر الأخرىـ وسوف أسافر مع وفد كبير مكون من عدد من ذوى الاختصاص في رحلة تفقدية طويلة للمديريات الجنوبية سيكون لها أثرها في دقة تقييم الموقف ووضع الأسس التطبيقية لتعمير المديريات الجنوبية والاتجاه نحو الحياة.

أنا فد انتهجنا سياسة جديدة نحو العمال تهدف لاحترام كيانهم وذاتيتهم وتقرر مبدأ التفاوض البناء الهادف المشترك لبحث قضاياهم وحل مشاكلهم وتلتزم بالتعاون الوطني بينهم وبين الحكومة لمصلحة البلاد ولتطوير الاقتصاد وقد ناشدنا المزارعين في مطلع الموسم الزراعي أن يهتموا بالإنتاج الزراعي ويقبلوا على العمل النافع لهم وللبلاد وقد استجابوا لهذا النداء وحدث استقرار في الحقل الزراعي هذا وقد كونا لجنة وزارية لشئون المزارعين والمشاريع الزراعية الخصوصية والإصلاح الزراعي عموماً وقد فرت اللجنة من تقريريها وهو الآن في طريقة إلى مجلس الوزراء لاتخاذ قرار بشأنه. ونحن نهتم اهتماماً بالغاً بمشاكل الأقاليم ومتطلبات الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات المياه فيها وسنستجيب لكل المطالب المعقولة ونجرى العدل في توزيعها في حدود مقدرة البلاد المالية ونطلب م الجميع أن يسهموا في الخدمات ويشتركوا مع الحكومة في مجهوداتها تلك الخدمات في متناول المواطنين.

ونحن حريصون على أن يكون لكل إقليم ذاتيته ولكننا أشد حرصاَ على تنمية القومية السودانية وانصهارها في بوتقة الوطن الواحد.

وبعد تعديل الدستور لقيام محكمتي الاستئناف المدنية والعليا والشرعية العليا لم يبق من ميثاق أكتوبر إلا لجنة مراجعة القوانين وقد تم تكوينها بحمد الله وفقاً لما جاء في البند التاسع والأخير من ميثاق ثورة أكتوبر من نخبة من رجال القانون وستباشر مهامها في إعادة النظر في القوانين حتى تتمشى مع تقاليد الشعب السوداني وتستمد مقاييساً من تراثه الخالد، أما لجنة وضع الدستور الدائم للبلاد فقد كدنا أن نفزع من تكوينها وانتهي الجزء الأكبر من المشاورات بصدد عضويتها وهدفنا أن تكون لجنة قومية يشمل تكوينها جميع القطاعات ووجهات النظر السياسية المختلفة ووسعنا نطاق لجنة الدراسات الدستورية وزيد عد أعضائها وقد اتخذت جميع الإجراءات التى ستودي لوضع الدستور الدائم للبلاد حتى يعرض على الجمعية التأسيسية لتنظره في ميعاده المحدد.

مواطني الأعزاء لقد قام هذا الائتلاف كضرورة وطنية اقتضها مرحلة الانتقال وصيانة الاستقلال والوحدة والديمقراطية وإصلاح الوضع الاقتصادي، وقوة هذا الائتلاف مستمدة من سيادة الديمقراطية في الأجهزة السياسية المكونة له.

أن رأينا كان ولا زال هو أن ائتلافية الحكم لا تمنع قومية المسلك بل تؤكدها وتجسدها فحكمنا هنا مبني على المصالحة الوطنية والمشاركة القومية هو مفتوح اليد والقلب والضمير والوجدان لكل السودانيين على مختلف آرائهم واتجاهاتهم ليسهموا فيه بالجهد والفكر والمشورة.

فنحن نجتاز مرحلة قلقة وخطيرة تتطلب منا جميعاً التضافر والتعاون والموازرة حتى تتقلب أعداءنا.

لقد كافح شعبنا لاستعادة الديمقراطية ودفع في سبيل ذلك ثمناً غالياً وأن المحافظة على النظام الديمقراطي وحمايته من أعدائه في الداخل والخارج ومن المتربصين بالتجربة الديمقراطية عموماً تلقي علينا تبعات كبيرة وتلزمنا بمسالك محددة لا غنى عنها وتتطلب منا الوعي والمثابرة لصيانة الديمقراطية.

مواطني الأعزاء :-

لقد حددت لنا ثورة أكتوبر معالم الطريق وأن ميثاقنا وفلسفتها هي الدستور الذي نهتدي به ونحن إذ نحتفل بذكراها اليوم نقطع العهد على أنفسنا أن نحافظ على منجزاتها وأن ننفذ ما تبقي من ميثاقها وأن نواصل السير على هدي نبراسها وأن نواجه مشاكلنا جميعها بقلوب مفعمة بالشجاعة مليئة بالأيمان عامرة بالثقة مستندة بعهد الله على تأييد هذا الشعب الوفي الشجاع وعلى الله قصد السبيل.


Post: #113
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:06 AM
Parent: #1

رحلــة الرئيس إلــى الجنــوب



الخطاب الذي ألقاه السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء

بنادي جوبا يوم 25ر10ر1966م



بسم الله الرحمن الرحيم



أيها الأخوة السلام عليكم ورحمة الله

أنني وزميلي السيد أروب يورايك وأعضاء الوفد الذين حضروا إلى هذه النقطة ليقوموا ببعض واجبهم تجاه هذا الجزء من الوطن نشكركم على استقبالكم الرائع وترحباكم الحار الذي سيحاول ت######## مهمة هذه الزيارة لأن المهام التي تقوم بها الدولة لا يمكن أن يكتب لها النجاح إلا إذا وجدت المساندة التأييد من المواطنين لأنها موجهة لهم ولخيرهم ورفاهيتهم ولا شك أننا قد دخلنا محنة وهي أن جماعة من مواطنينا حملوا السلاح ضد وطنهم وقاموا بأعمال أدت إلى تعطيل الخدمات الحيوية وتعطيل الحياة في جزء هام من القطر.

واستطرد سيادته يقول إن هذه المحنة نحن لسنا أول من واجهنا في البلدان الأفريقية فنحن والبلدان الأفريقية المستقلة قد وجدنا أن هناك مشكلة خلقتها أيام الحكم الاستعماري وظروفه وقد ساعدت بعض الظروف الأخرى في خلق هذه المشكلة مما أدي بنا إلى هذا الوضع الذي بلغ فيه الأمن حد التدهور لسنوات عديدة ونحن من واجبنا إلا نياس ولا نبتئس في أي محنة تواجهنا لأن الشعوب تكتب مجدها وتقدمها بالانتصار على هذه المحن ونحن لا نسير في طرق مفروشة بالرياحين والورود ولكننا نسير في طريق شائك مليء بالصعاب لخلق وبناء وطننا وشعب السودان الذي خاض من قبل في جلد وجد وعزيمة مثل هذه المحن سيخوض الآن يجلد وعزيمة أيضاً محنة الجنوب وأن شاء الله يكون موقفه منها مضرب الأمثال كما كان موقفه مضرب الأمثال في المحنات التاريخية الكبيرة.

أخواني :-

أن الفترة التى مررنا بها كانت قد أدت إلى تدهور الخدمات العامة وضعف الإنتاج مما أدي إلى شلل هذا الجزء من القطر وقد جئنا اليوم للعمل لفتح آفاق جديدة واستنفار كل الطاقات الرسمية وغير الرسمية في اتجاه تأكيد الوضع الذي يسعي إلى أحياء هذا الجزء من الوطن وإعادة الخدمات والإنتاج في كل مستوياته بالإضافة إلى مواجهة كل التحديات التى تعترض أستتاب الأمن حتى نستطيع إعادة الحياة كاملة قوية نابضة في كل أوضاعها في المناطق التي استقر فيها الأمن أو الأماكن التى يمكن أن تحميها قواتنا المسلحة حتى نتمكن من مغالبة التحديات والقضاء عليها ولكي نحقق ذلك يجب أن نجعل إخواننا الجنوبيين يجدون حقهم كاملا في هذا الوطن ويقومون بدورهم في دفع تنشيط الحياة في ربوعه لقد أوقفت حركة التمرد الإنتاج الخاص وإنتاج الدولة والخدمات العامة في ميادينها المختلفة إلى ما كانت عليه قبل التمرد وأن نضع خطة فرعية تقوى كجزء من الخطة الاقتصادية العامة تهدف إلى تنشيط ودعم الإنتاج وبناء الجنوب على أساس اقتصادي متين باعتبار أن هذا الجزء من الوطن قد أهمل في الماضي إهمالا شنيعاً وهذا و الهدف الذي ستكرس أجهزتنا الرسمية كل جهدها لتحقيقه بغرض إعادة جميع الخدمات كما كانت عليه قبل التمرد ثم بعد ذلك وضع خطة توسعية تعمل على تأكيد الحياة أن هذه المسألة مسألة هامة جداً وقد بحثتها الحكومة بحثاً مستفيضاً وقد صدرت التوجيهات إلى الأجهزة الرسمية في الجنوب كله لتقوم بتنفيذ هذه الخطة وهنا لابد أن ندرك أن التمرد والفيضانات والظروف الأخرى قد زعزعت الكثيرين من المواطنين الجنوبيين فمنهم من ترك الجنوب ونزح إلى الأقطار الأفريقية المجاورة ومنهم من نزح إلى الشمال وقد وجدوا هناك استقبالا طيباً في المديريات الشمالية يعملون جنباً إلى جنب مع إخوانهم في الشمال دون أية مشاكل ويبلغ عدد هؤلاء رقماً قياسياً فهم يزيدون على نصف مليون واطن جنوبي ويسرني جداً أنني لاحظت أه لا توجد أية مشاكل بالنسبة للهجرة الكبيرة إلى الشمال وهذا يؤكد أن الوحدة الوطنية الشاملة بين الشمال والجنوب هي مسألة مصيرية وحتمية لا بد أن تتم أما اللاجئون إلى الأقطار الأفريقية المجاورة فبلغ عددهم مائة وخمسة وعشرين ألف من اللاجئون وذلك حسب إحصائيات غوث اللاجئين الدولية ونحن جادون الآن لعودتهم إلى بلادهم واستقرارهم في وطنهم وحبذا لو صاحب هذا المجهود مشروع هلي بأن يقوم نفر من المواطنين بزيارة اللاجئين في مناطقهم وتوضيح الحقائق والأوضاع لهم وإقناعهم بالعودة إلى حظيرة الوطن وبالرغم من أن عدد هؤلاء المواطنين لا يزيد عن مائة وخمسة وعشرين ألف إلا أننا لا يمكن أن نمهلهم ولقد وجدنا تعاوناً ومساعدة من الأقطار الأفريقية المجاورة في هذا الصدد وإن شاء الله نجد تعاوناً من قبائل هؤلاء المواطنين وأهلهم بإقناعهم بالعودة إلى وطنهم فهناك جزء كبير من المواطنين زعزعت استقرارهم تلك الظروف التى ذكرناها فلجأوا إلى الغابة يعيشون حياة مزعزعة لا استقرار فيها ونحن لا نعتبرهم متمردين ونرجو أن تصل إليهم المعلومات والحقائق حول الأوضاع في الجنوب من الجهات الرسمية والشعبة بأن يعودوا إلى وطنهم وسيجدون من الحكومة كل عون ومسعدة ونحن نأمل أن نوفق في هذا وأن نجد مجهوداً أهلياً مماثلاً حتى نقضي على حالة القلق والتوتر وتفتح الأبواب لهم للعودة إلى أرض الوطن. أن قرى السلام تقوم بمجهود كبير في هذا الصدد وهى تجد من المسئولين اهتماماً بالغاً كخطوة عملية لإعادة الاستقرار إلى هذه المنطقة هناك لجنة خاصة بمسألة اللاجئين تأمل أيضاً أن توفق في عملها هناك الهيئة القومية لمساعدة الجنوب التى نأمل أن تقدم مساعداتها ومجهوداتها الشعبية في هذا الصدد وأنني أوكد أن مسألة المواطنين الذين لجأوا إلى الأقطار المجاورة أو الذين يعيشون داخل الغابة هي حالة نعني بها ونتهم بها كثيراً ونحن الآن نضع قانوناً بتنظيم مسألة العفو العام ونجعله موقوتاً للقضاء على حالة القلق وهذه المسائل القانونية إنما قصدنا بها أولا ضمان الأمان لكل من يستقر ويترك اللجوء خارج القطر وثانياً تأكيد هذا الأمان بإشاعة الحياة وازدهارها والعمل على تطوير الخدمات وتوسيعها ونحن نأمل أن تعمل الأجهزة الإدارية جميعها على توسيع هذا الأمان والإقناع بخلق الثقة في نفوس المواطنين التى تساعد على الاستقرار وتقضي على الدعايات المغرضة التى يستغلها المتمردون والمنتفعون بالتمرد أن القبائل الجنوبية التى زعزعتها الأحوال جئنا لننقل إليها أمان الله وأمان الوطن وسنعمل على توطيد هذا المعني لهم لأن هذا الوطن هو ملك للجميع شماليين كانوا أم جنوبيين ولا شك أن ما نحن بصدده اليوم من تركيز لاعادة الخدمات والإنتاج يجب علينا أن نعمل على تأكيد وجود المواطن الجنوبي ومنحة الفرصة كاملة ليسهم بمجهوده في تطوير الوطن إن الإجراءات الحاسمة التي اتخذت لإعادة الأمن والاستقرار كان لابد من القيام بها حتى نخلق للدولة السودانية الحبيبة ونهيئ للمواطنين في الجنوب المن والسلام وأود أن إوكد للجميع بأن المواطنين الذين جندوا لحماية وحدة الوطن لم يجندوا للقيام بإعمال العنف والتشفي والانتقام لكنهم اجبروا على هذا الموقف لكسر حدة التوتر واستئصال شافته وهم قوم قاموا بهذا الحب من أجل الوطن وإذا كان في تصرفهم ما اشعر إخواننا في الجنوب
أيها المواطنون :-
حرصا منا على استنفار الهمم والسير في اتجاه استنهاض الحياة وتسيير الناس في طريق يساعد على الاستقرار فقد قطعنا خطوات كبيرة ساعدت على خلق جو سياسي مناسب وموقف الأحزاب الجنوبية تجاهنا موقف إيجابي مثمر ونأمل أن يستمر هذا الاتجاه ونأمل كذلك أن يسير هذا التيار فيعزل المخربين وتتجه البلاد للتقدم والتعمير لقد قلنا في مناسبات مختلفة أننا نعتبر كل مواطن جنوبي عامل وله الحق في أن يعيش في أمن وسلام وقد عملت بعض الدعايات المغرضة لتسويق موقف المواطنين المخلصين الذين استطاعوا العمل الحر تحت ظلال الوحدة والسلام والعمل على إزالة تلك الدعاية اصبحوا عاملين للوحدة ولمواجهة أي خطاء يحدث في البلاد وهذا ما نريده وما نأمل أن يتم ويدعم بكل جهد مخلص أي مشكلة يشعر بها المواطنون في البلاد يمكنهم أن يعبروا عنها بصراحة في ظل الديمقراطية والشورى أما الجنوح إلى التهرب فهذا طريق معوج ولا يمكن أن ينجح لأنه طريق مخرب أننا نريد من مواطنينا أن نعمل جميعاً في ظل الديمقراطية لمصلحة بلادنا وكذلك أن يختلفوا معنا في الرأي في ظل الديمقراطية إذا أرادوا وذلك حتى نتوصل جميعاً إلى الصواب.

أننا قد وفقنا في وضع الإطار العام لحل مشكلة الجنوب و ذلك ببحث المشاكل التي تخص الحكم في البلاد وقد وضع نظام لذلك واشتركت الأحزاب في وضعة وأنبثق عن ذلك مؤتمر لحل الاختلاف في الحكم ونكون قد وصلنا لحل مشكلة الجنوب وضربنا مثلا رائعاً لحل أي مشكلة تمس البلاد وتقدمها وأقول في هذا الصدد أن التعاون السياسي بين أحزاب الشمال والجنوب كاد أن يتم في أغلب النقاط وأستطيع هنا أن أقول أننا قد قطعنا شوطاً بعيداً في النواحي السياسية التي تهمنا ونأمل أن تتضافر الجهود لخلق الظروف الملائمة للقضاء على كل مظاهر التخلف في بلادنا وفي اتجاه تدعيم هذا الوضع الذي يسعى لإعادة النتاج ولإعادة الخدمات وإلى أحياء هذا الجزء الحبيب من الوطن هذا مع العمل الجاد لمواجهة كل التحديات والمشاكل التي تتعرض سبيل الأمن حتى نكون بمسلكنا هذا عاملين على المحافظة على الأمن في كل مستويات وكذلك عاملين في الوقت نفسه على أن نعيد الحياة كاملة قوية نابضة في كل أوضاعها في المناطق التي استقرت فيها الأحوال والمناطق التي يمكن أن تحميها قواتنا المسلحة وذلك حتى نتمكن فعلا من أن نجعل هذا التحدي لمصيرنا وهذه الخطورة التي وضعت في سبيل تطورنا أن نتمكن من مقابلتها ومن أن نجعل إخواننا المواطنين الجنوبيين يجدون مكانهم وحقهم اللائق بهم كمواطنين ( يمنحون وطنهم مساندتهم ومعاضدتهم ونشاطهم وحياتهم ونود منهم أن يكونوا جزءاً حياً قوياً قويماً من أجزائه العامة في هذا الوطن لقد أوقفت حركة التمرد الإنتاج الخاص والإنتاج الذي تقوم به الدولة في وزاراتها المختلفة وكذلك الخدمات فيما يتعلق بالصحة والتعليم وهذا الموقف هو الذي جئنا لتحريكه والشيء الذي نعمل عليه الآن هو تجنيد كل طاقاتنا أن نحقق أولا إعادة الإنتاج في مياديننا المختلفة والخدمات في ميادينها المختلفة إلى ما كانت عليه قبل التمرد وأن نضع خطة فرعية لتطوير وتعمير الجنوب في مسائل الإنتاج ومسائل الخدمات فتقوم هذه الخدمة فنهم من الخطة الاجتماعية العامة بهدف تعبئة وتقوية وتنشيط جهاز الخدمات في هذا الجزء من الوطن على اعتبار أن هذا الجزء من الوطن قد أهمل في الماضي وينبغي أن ندرك ما فاتنا في هذا الصدد وأن نعمل على الحاقة بأجزاء الوطن الأخرى ما كننا الله إلى ذلك من سبيل هذا هو الهدف الذي ستكرس أجهزتنا الرسمية كل همها فيه بغرض أن نعيد الإنتاج والخدمات إلى مستواها قبل التمرد وكذلك مع وضع خطة أخري بالنسبة للإنتاج والخدمات تعمل على تأكيد الحليلة ومقابلة الموت إنشاء الله أن هذه المسألة هامة جداً وقد بحثتها الحكومة بحثاً مستفيضاً وصدرت بموجبها التوجيهات لأجهزة التنفيذية حتى نعمل للوصول بموجب هذا السعي للمستوى المنشود وإلى جانب مسألة الخدمات والإنتاج هذه لابد أيضاً من العمل على تأكيد الاستقرار وتطمين الاستقرار وهذا بالطبع أن ندرك فيه أن التمرد والفيضانات والظروف المختلفة التي أحاطت بهذه المديريات قد أدت إلى زعزعت جزء كبير من سكانها فمنهم من ذهب إلى المشال ليعمل وهؤلاء بالطبع قد وصلوا منطقة هم من أهلها ومواطنيها ومع كثرة أعدادهم ووفرة تلك الأعداد هم بحمد الله وجدوا استقبالاً طيباً في المديريات الشمالية المختلفة وهم يعملون جنباً إلى جنب مع مواطنيهم الشماليين في الإنتاج وفي الخدمات في المديريات الشمالية دون أية مشاكل اجتماعية أو غيرها وعددهم كبير جداً يزيد عن نصف مليون وهذا لا شك جزء من سكان هذه المديريات وجدا مكان في مكان آخر من أجزاء وطنهم واستطرد سيادته قائلا ويسرني جداً أن ألاحظ أنهلا توجد أي مشاكل في أي مديرية من المديريات بالنسبة للهجرة الجنوبية الكبيرة التي تمت وهذا مما يثلج الصدور ويؤكد أن حركة اندماج هذا القطر ووحدته حركة مصيرية لا توفقها عقبة إنشاء الله

إن جزءاً يسيراً من إخواننا في المديريات الجنوبية يبلغ حسب تقدير هيئة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة 125.000 يوجدون الآن في إطار أفريقية مجاورة ونحن جادون جداً في أن نعمل كلما في وسعنا ليعودوا إلى بلادهم ويستقروا في وطنهم وحبذا لو أمكن لهذا المجهود أن يضاعف بأن يقوم جزء من المواطنين الجنوبيين من القبائل التي ينتمي إليها إخواننا الذين لجأوا إلى أقطار مجاورة أن يقوموا بمساعدتنا ومساعدة مواطنيهم هؤلاء بزيارتهم في مناطق لجزئهم وتوضيح الأحوال لهم بما يؤكد إمكانية حضورهم وبما يساعد على إقناعهم بالحضور وعددهم مع قلته وهو لا يزيد عن 125 ألفاً لا يمكن أن يهمل ونحن سأعود في أيجاد كل السبل التي تمكن من عودتهم إلى وطنهم وقد وجدنا في سبيل ذلك تعاوناً كبيراً من الأفريقيين المجاورين لنا ونأمل أن نجد تعاوناً أهلياً من مواطنيهم في قبائلهم المختلفة ليساعد ذلك على تأكيد الإقناع وعلى أن يحضروا ويستقروا في بلادهم. هناك لا شك جزء من المواطنين الجنوبيين نتيجة لحركة التمرد والفيضانات وغيرها زعزعت أحوالهم ويعيشون الآن بعيداً من الاستقرار والحكومة يعيشون بعيداً منها وقد لجأوا أي الغابة وهذا الجزء لا نعتقد أنه كله جزء متمرد أو جزء مخالف ونأمل أملاً كبيراً في أن نعمل له المعلومات التي تؤكد النوايا الطيبة للدولة السودانية ونؤكد حسن الاستقبال لهم حتى تزداد حركة استقراهم وحضورهم للاستقرار في مناطق السلام وفي المدن المختلفة في المديريات الجنوبية التي تقضي على الزعزعة والقلق الذي يعيشون فيه وحتى ينخرطوا في سبيل لإنتاج والخدمات التي تمكنهم من العيشة الطيبة في وطنهم نأمل أن نوفق إلى ذلك ونأمل أيضاً أن نجد مجهوداً أهلياً يساند المجهودات التي تقوم لعكس تيار اللجوء للغاية ليكون اللجوء لمناطق السلام وإلى المدن حتى يتم بذلك تعمير المديريات الجنوبية ويقضي بذلك على حالة القلق التي يسببها وجود عدد ليس بقليل من مواطنيها في حالة اضطراب وحالة زعزعة فهم أهل للتقدم وأهل للاستقرار والرعاية من الدولة أن قرى السلام تقوم بمجهود في هذا الصدد وأن كل الأجهزة الإدارية ساعية في تأكيد قيام هذه القرى واستقبال هؤلاء الأخوة المواطنين ونأمل أن نوفق في عملها وإدارتها وهناك لجنة قومية لمساعدة الجنوب تعمل أيضاً في هذا المضمار نأمل أن توفق في عملها وإدارتها وهناك لجنة قومية لمساعدة الجنوب تعمل أيضاً في هذا المضمار نأمل أن نوفق إلى حد كبير في هذا كذلك أن هنا لجنة خاصة بمسألة اللاجئين هذه ونأمل أن توفق في عملها وإدارتها وهناك لجنة قومية لمساعدة الجنوب تعمل أيضاً في هذا المضمار نأمل أن نوفق أيضاً في تقديم المجهود الأهلي القومي الذي يساعد ويساند المجهود الرسمي في تأكيد الاستقرار وفي عكس حركة الفرار من الاستقرار والأمن أن مسألة الجزء من مواطنينا الذين لجأو إلى أقطار مجاورة ويعيشون الآن في حالة وضع غير لائق في الغابة حالة بها ونهتم بها اهتماماً بالغا وأننا الآن نضع قانوناً يعين وينظم مسألة العفو العام حتى تكون مربوطة بمواقيت وحتى تكون مسألة قانونية وحتى نضمن أن إخواننا الجنوبيين الذين تنقل إليهم أخبار مشوهة عن نوايانا وعن اتجاهاتنا يضمن أن القانون والتشريع الرسمي في الدولة يكفل هذا العفو العام وينظمه ويحسن استقبالهم وأن هذا الاتجاه اتجاه نأمل أن يوفق وأن ينجح لأن بنجاحه يمكن القضاء على حالة القلق التي تسند وتؤيد وتدعم مجهودات التمرد والمتمردين وهذه المسائل القانونية التى نعمل فيها إنما أريد بها أولاً ضمان الأمان لكل من يستقر ويترك اللجوء في مكان خارج القطر أو في مكان خارج وضع التعمير في داخل القطر ويقصد منها تأكيد هذا الأمان ونأمل أن نتعاون مع الأجهزة الإدارية المختلفة كي يتم التطمين اللازم والتأكيد اللازم لمواطنينا بما يصفهم بالاستقرار وقبول هذا الاتجاه ونسعي سعيا حثيثاً أن يتم هذا الإقناع وان يتم هذا التأكيد حتى نتمكن فعلا من خلق الثقة التى تساعد على الاستقرار على نقيض الدعايات المشوهة التى تسعي لأن يعيش الناس في حالة قلق وأن يستغل ذلك القلق لمصلحة شرذمة من المتمردين أو من المنتفعين بالتمرد أن القبائل الجنوبية التى زعزعتها الأحوال نأمل أن ننقل إليها أمان الله والوطن وأن نحمل إليها هذا الأمان ولا مانع عندنا من أن ننظم هذه المسألة بأي صورة كانت مهما كانت المخاطرة في ذلك حتى نعمل على تأكيد وتركيز هذا المعني في رؤوسهم وتأكيد وتركيز أن هذا الوطن مهم ولا مصلحة ولا منفعة إطلاقاً من حياة التشرد والتمرد التى يمارسها بعضهم ويستغلها البعض الأخر لأغراض مختلفة أخواني : لا شك أن ما نقوم به اليوم من بداية حملة للتركيز لإعادة الإنتاج إلى مستوى لائق ولإعادة الخدمات إلى مستوى لائق وتأكيد الإنجازات المدنية وتأكيد وجود المواطن الجنوبي لا شك أن كل هذا جاء نتيجة للإجراءات الحازمة التى كان لابد من اتخاذها في مواجهة التمرد والمتمردين حتى نخلق للأمة السودانية كيانها الرسمي وحتى نخلق ظروف الأمن التى تمكن من التفكير. أن المواطنين من أبناء هذا البلد الذين جاهدوا وحملوا السلاح في ميادين الدفاع عن وحدة البلد لم يفعلوا ذلك انتقاماً وتشفيا وقسوة فهم قبل كل شئ ككل الناس أرباب أسر وعوائل ومواطنون لهم إنسانيتهم وقلوبهم الرحيمة ولكنهم وقفوا هذا الموقف في وجه حركة التمرد الذي أن يؤدي بوحدة البلاد قياماً بواجبهم وقياماً بالواجب ونيابة عن الوطن كله وان كان في مسلكهم أو تصرفهم أو مازال في مسلكهم أو تصرفهم ما أشعر بعض مواطنينا من الجنوبيين ببعض العنف أو القسوة فالمسألة لم يكن الغرض منها التشفي ولم يكن للغرض منها الاضطهاد ولم يكن الغرض منها لجبروت وإنما هي أمر أجبرت عليه ظروف التمرد والمتمردين ولا شك انه من يكون حازماً فليعطف أحياناً هذه مسألة أساسية لأن هناك دعايات ومحاولات تود أن تصور مجهود هؤلاء الجماعة من المواطنين لصورة لا تخلو من تلويث وتشويه وقسوة وهذا بالطبع ليس صحيحاً فهؤلاء كما قلت مواطنين وأرباب أسر ولهم رحمتهم وشفقتهم ورأفتهم ولكن هذه المواقف أجبرت عليها ظروف الوطن ومسئولياته ولابد من تقدير هذا ومن معرفة حدود هذه القسوة وهذا الموقف أن كان في هذا الموقف أي جانب أدي إلى أي نوع من الخطأ الذي جعل برئياً من الأبرياء يصيبه ضرر من الأضرار فهذا بالطبع ليس عن قصد وإنما دعت إليه وأوقعت فيه ظروف العمل العسكري نفسها ولابد من فم وإدراك. أن واجب القوات السودانية المسلحة واجب مربوط مسألة التمرد فهم ليسوا حملة تأديب أو قهر أو بطش بمواطنيهم الجنوبيين وإنما هم قوة سودانية تعمل على إنقاذ السودان من أي حركة في أي جزء منه وهذه الحركة تهدف إلى إضعاف السودان أو استقلال السودان أو وحدة السودان وهكذا ينبغي أن ننظر إلى وضعهم ووجوهم فهو ليس وضعاً منطقياً وليس دائماً وإنما هو وضع مربوط بقيام تمرد ضد وحدة البلاد وضد الدولة السودانية وكل ما أمكن الإسراع بالقضاء على التمرد أمكن القضاء على مظهر الطوارئ وحالة الطوارئ وحالة والظروف التى تؤدي إليها هذه المسألة ونحن نود أن نعمل بكل ما أوتينا من قوة لحلق الظروف التي تمكننا من رفع الطوارئ وفي زيارتي هذه إليكم يمكن أن نضع برنامجاً لرفع حالة الطوارئ كلما أمكن كان ذلك ميسور بطين رفع حالة الطوارئ يخلق الظروف التي تساعد على استمرار الأمن دون لجوء لحالة الطوارئ والشيء الذي تركز عليه قواتنا المسلحة الآن ونأمل أن توفق فيه فيع توفيقاً كبيراً هو العمل الجاد على أن تفرق ما بين المواطن العادي والتمرد حتى لا يصيب المواطن العادي رشاش العقوبة التى تقع على المواطن المتمرد وهذه حالة لا شك أنها صعبة في بعض الظروف ولكن الأمل كبير في أن نتمكن بالوعي والرشد والمسئولية من هذا التمييز الذي يمكن من حصر الإجراءات العسكرية في تطاق التمرد والمتمردين والذي يمكن استثناء المواطن الجنوبي من أي نوع من العقوبة كمواطن له الحق الكامل في أن تعيش حراً كريماً والذي نأمله ونرجوه أن عمل بكل قوانا على تأكيد وتركيزها التمييز بين المتمرد والمواطن حتى لا يصيب المواطن الأكل خير ولا يصيب الأكل شر اللهم إلا إذا عاد إلى رشده وترك حياة التمرد والغابة.

أن في المديريات الجنوبية مواطنين لهم حقوقهم اللهم إلا إذا أتي منهم ما يثبت العكس من تصرف أو إجراء ضد سلامة بلادهم وهذا ليس ضد الجنوبيين وحدهم وإنما ضد أي سوداني مهما كان عظيماً أو كبيراً أو فخماً أو ضخماً أن أتى أمراً وسار سيراً معوقاً لبلاده فأن قوانين هذه البلاد التى تعلو على كل هامة تعمل على إخضاع كل شخص أن هو خرق قانوناً أو خرق حقاً للوطن والمواطنين الآخرين وهذه هي القاعدة التي بموجبها يواجه التمرد والمتمردون لا يوجهون لأنهم جنوبيون ولا يواجهون لألوانهم ولا بأنسابهم ولا بدينهم ولكن يواجهون إن كانوا خرقوا القانون وخرقوا حقوق وطنهم ومواطنيهم أما إذا التزموا حقوق وطنهم ومواطنيهم فلا عقوبة عليهم لا حد وأن عوقبوا فأن هذا ظلم ونحن نأمل أن نعرفه ونكشفه بالتحقيق ونعاقبه عقوبة رادعة حتى لا يعود بمثله.

المشكلة إذن هي مشكلة تمرد إن حدثت في أي جزء من أجزاء الوطن وخرق للقانون والنظام أن حدث في أي جزء من أجزاء الوطن ومن أي شخص مما كبرت مكانته لابد أن ينال العقوبة وليست المسألة مسألة متعلقة بدين ولا بجنس ولا بفضله وإنما متعلقة بوضع البلد ونظامها العام الذي نحرص على أن يدوم ويستمر وأن يعاقب كل من يعمل على خرقة أو إضعافه أو زعزعته نحن أيها الأخوة المواطنون عملا منا علي استنفار الهمم والنهوض بالحياة ليسير الناس في موكب عكس تيار التحريض والعمل على تأكيد الرغبة في التعبير وعلى إعادة الخدمات خطونا خطوات نعتقد أنها ساعدت مساعدة كبيرة في خلق جو سياسي مناسب ذلك أن جميع الأحزاب السياسية الجنوبية اليوم موقفها منا أحسن من أي وقت مضي وتعاوناً في خط العمل على عكس تيار التخريب والخراب وبناء الوطن أصبحت استجابتها اكثر من أي وقت مضي ونأمل أن يستمر هذا الاتجاه وأن يجد تجاوباً في أي جزء من أجزاء لجنوب حتى نضمن أن تسير هذا القافلة ويسير هذا التيار وبذا سينهزم المخرب والمخربون وتكون تيارات التعمير أقوي وأصدق وأصلح من كل مجهودات مخربه معزولة وقد قلنا في مناسبات مختلفة أننا نعتبر أن كل جنوبي مواطن ما دام يعمل على وحدة بلاده ما لم يثبت منه عمل مضاد ذلك أن كثيراً ما تحاول الدعايات أن تقوم به منصب على محاولة تسوية فيما يتعلق بموقف مواطنينا الجنوبيين الذين تجاوبوا فعلا مع التيار الهادي للتعمير وعزل التخريب فاستطاعوا فعلا القيام بواجبهم نحو وطنهم ونحو مدنيتهم واستطاعوا كذلك العمل السياسي الحر مع بقية المواطنين السودانيين في نيل حقوقهم المدنية والسياسية كاملة واستطاعوا التعبير عن أي مخططات اجتماعية واقتصادية قد يلمسونها واستطاعوا العمل على إزالة تلك المظالم بالتعاون مع الأجزاء الأخرى من الحركة السياسية السودانية في ظل دولة موحدة بأسلوب سياسي وعلمي لمواجهة كل خطأ أو خلافة قد يشعرون بوجودها في ربوعهم ويتعاونوا مع الأجزاء الأخرى من الحركة السياسية لنيل تلك الأهداف هذا ما نأمل أن يتم وما نسعى لأن نتوصل إليه وهو أن أي مشكلة يشعر بها مواطنونا في أي جزء من بلادنا يمكن أن يعبر عنها في ظل الوضع السياسي الديمقراطي الحر تعبيراً صالحاً سليماً ويمكن أن نواجه جميع المشكلات في ظل النظام الديمقراطي ولكن أي محاولة لنيل الهدف بطريق فيه تمرد أو فيه تحد للدولة فهذا سير نعزل ومعوج ولا يمكن أن يكتب له النجاح لأنه سير منعزل ومخرب ولا يمكن أن يسكت مالا نطالب به ولا نطالبه ولن اعتقد أنه عادل ولكن الذي يلفوا أفكارهم ويتبعوننا هذه مالا نطالب به ولا نطلبه ولن اعتقد أنه عادل ولكن الذي نطلبه ونعتقد أنه عادل أننا نحن وهم نمل في ظل نظام سياسي واحد وهم في ظل ذلك النظام السياسي لهم الحق في أن يعملوا معنا لمواجهة أي خطأ من الأخطاء وأن يختلوا معنا إذا نحن أخطأنا في حقهم ولك يكون ذلك الاختلاف أو ذلك التعاون لا عن طريق حمل السلاح ضد الوطن وإنما عن طريق الخلاف في الرأي والتنظيم السياسي في ظل النظام الديمقراطي.

أخواني، لقد وفقنا لحد كبير في وضع الإطار العام لكل مشكلة الجنوب وذلك بمجهود ومثابرة كبيرة بذلت فيها جميع نقاط ومطالب الجوانب المختلفة بالنسبة للحكم ومستقبلة في السودان وقد وضع تقرير بذلك ولم يكن هناك اختلاف ألا في نقطتين. ولما قدم لي هذا التقرير الذي اشتركت فيه الأحزاب السودانية المختلفة والذي كان فيه اتفاق حول أغلب المسائل ألا في نقطتين فقط دعوت إلى مؤتمر للأحزاب السودانية كلها وهذا المؤتمر عقد ثلاث جلسات الآن بالخرطوم وهو يعتبر الحل بالنسبة للنقطتين المختلف عليهما ونأمل أن يتفق عليهما وبذا نكون قد توصلنا إلى إجماع الأحزاب السودانية السياسية كلها حول الحل السياسي لمشكلة الجنوب وحول الإطار السياسي والإداري لمستقبل هذه المشكلة وهذا أن وفقنا إليه لوقفنا فعلا إلى وضع سياسي لائق ولضربنا مثلا رائعاً عن إجماع شعبنا حول قضية من قضاياه الهامة ولاستطعنا فعلا أن نكون قد فرغنا من الإطار السياسي والإداري للمشكلة.

والشيء الذي أستطيع أن أقوله في هذا الصدد هو أن مسألة الاتفاق السياسي والتعاون السياسي الآن بيننا وبين الأحزاب الجنوبية المختلفة في أحسن وضع له في العلاقات المختلفة وأن الاتفاق أيضاً حول المشروع المتعلق بالعلاقات ومستقبلها بين مديريات السودان المختلفة ونظام الحكم في المستقبل تم في أقرب النقاط والآن يبحث وسيتم أن شاء الله في النقطتين المتبقيتين ولذا أستطيع أن أقول أننا قد قطعنا شوطاً فيما يتعلق بالمسائل السياسية للحل ونأمل فعلاً أن تخلق الظروف بمجهودات المسئولين هنا ومجهوداتنا في الخرطوم ومجهوداتنا جميعً نأمل أن نوفق لخلق الظروف التي تمكننا من رفع حالة الطوارئ بإجراء الانتخابات التكميلية في الجنوب وإن وفقنا إلى ذلك وعملنا على وضع يمكن من أن نكون قد حصلنا بالفعل على هذه الظروف لاعتبرنا أنفسنا قد اجتزنا جزءاً هاماً من المشكلة التي واجهت شعبنا ولو وصلنا لشيء يقرب جداً من الحل النهائي لهذه السائل والاعتبارات ونأمل أن نوفق في هذا الصدد وأن يوفق المواطنون في تعاونهم لخلق الظروف التي تمكن من ذلك وبالطبع أن علينا وعلى المسئولين ورجال الأمن الانفراط في مسألة الأمن وأن نحرص عليها حرصاً أكيداً قوياً لأن المسألة مسألة مصير لا يمكن التلاعب فيه ولا يمكن إغفال الاهتمام البالغ لأننا جميعاً مهما كانت الظروف سنستمر نضحي ونبذل كل ما في وسعنا دما ومالا حتى نحول دون أي اعتبار قد يضعضع وحدة هذه البلاد.

أن بعض أخوانا يثيرون فيما يتعلق بمسألة الانتخاب والمسائل السياسية يثيرون مسألة الواحد وعشرين نائباً الذين فازوا بالتزكية ويتكلمون عنها كلاما نود أن نوضح الموقف فيه بالطبع الأخوان أن مسألة الـ 21 نائباً الذين فازوا بالتزكية مسألة لم يكن لأي حزب سياسي دخل فيها وإنما حدثت إجراءات متعلقة بلجنة الانتخابات وبعد ذلك أعلنت لجنة الانتخابات فوز الـ 21 نائباً بالتزكية وفي بداية فوزهم لم يكن هناك اعتراف بفوزهم فرفعوا وكما تعلمون يا أخوان فأن القضاء وفي هذه البلاد مستقل وقد نظر في جميع الإجراءات المتعلقة بفوزهم ورأي أن لهم الحق في أن يكونوا ممثلين لهذه الدوائر من الزاوية القانونية عن طريق القضاء ونحن في الأحزاب السياسية ندرك أولاً أننا التزمنا لمواطنينا الجنوبيين بأن توقف الانتخابات في الجنوب إلى أن تهيأ الظروف التى يمكن أن تجري فيها ولم نتنكر لا في الأحزاب الماضي ولا الآن لذلك الوعد لأننا وعدناهم بأن تجرى الانتخابات في الشمال وتوقف في الجنوب لآن ظروف المن في الجنوب لا تسمح بذلك ولكن الذي حدث إن إجراءات روتينية تتعلق بلجنة الانتخابات أدت إلى الذي حدث ونحن ندرك الذي حدث والظروف التي حدث فيها هذا الأمر ولا نعتقد أن هؤلاء ال21 الفائزين بالتزكية، لا نعتقد إن هناك لوماً شخصياً عليهم فهم أيضاً قيل لهم أن هناك انتخابات وقدموا أنفسهم ورشحوها وقاموا من جانبهم بتلبية النداء ثم من جهة رسمية لأجراء الانتخابات لم يكن في الوقت الذي تقدموا فيه إعلان لمنع الانتخابات في المديريات الجنوبية. لذا فليس هناك تبعة شخصية عليهم لكننا نحن ندرك إن هناك تظلماً من كثير من مواطنينا الجنوبيين ولأنهم لا يعتقدون أن هذه المقاعد لم تكن مفتوحة للمنافسة ويطالبون بأن تفتح للمنافسة ونحن نقول في هذا الصدد إن هذا الأمر ليس في يدنا كحكومة هناك أحزاب سياسية إنما قد تم فيه قرار الحكومة يفيدنا بالرأي في هذا الصدد فهذا الأمر إذن في يد القضاء فقد قال كلمته وفي يد هؤلاء الأشخاص الذين فازوا بالتزكية. إن هؤلاء الأخوة من المواطنين لهم حق الجلوس في البرلمان وهذه المسألة تمت كما قلت دون رجوع إلى الأحزاب السياسية ومازلنا نقول أننا قررنا في مناسبة نجري هذه الانتخابات وقلنا لإخواننا الجنوبيين أننا نطالب بإجراء انتخابات فقط وليس في الجنوب لأنهم في الجنوب، ولكن الظروف أن نغير الاتجاه الذي قررناه وهناك مسائل دار فيها البحث ومسائل أذكر فيها إخواننا الجنوبيون بأنهم لم يعطوا الفرصة الكافية في حكم البلاد ولم يشاركوا بالقدر الكافي وأنهم لم يعطوا الفرصة الكافية في حكم البلاد ولم يشاركوا بالقدر الكافي وأنهم يحسون بغبن وألم من ذلك ونحن مقول أننا متقنعون بأنه ليس الجنوب وحده وإنما المديريات الجنوبية وبعض من مديرياتنا الأخرى شكوا ظلماً ملحوظاً أيضاً نعترف نحن بذلك وأن هناك تقصيراً في إدارة أبنائها إن هذا التقصير سنعمل على إزالته في الصعيد الجاد ونضع المقدرة والعمل عن سد هذا الفراغ وتلاقي هذا النقص ونحن ندرك أن هذا الفراغ وهذا النقص إذا لم يعالج سيسبب مشاكل ولكن الذي نقوله هو أن هذا الأمر يمكن أن نسير فيه بخط أوسط ويمكن أن نوفق فيه أكثر إذا ما تعاونا على القضاء على ظروف التمرد وعلى خلق الظروف العادية التي تساعد على التنمية والتقدم والترفيه وإعطاء المسئولية لهم أنهم أسوه بمواطنيهم الآخرين مشاركة منهم في حكم بلادهم بالصورة والمستوي الذي يمكنهم من إدراك ما فاتهم من هذه الناحية والذي نرجوه أن يحصل أننا من حيث المبدأ ندرك هذه المسألة ونعتقد أنها مهمة ليست بالنسبة لإخواننا الجنوبيين فقط وإنما لغيرهم من مواطنينا الذين يشكون نقصاً في هذه الناحية. ولكن الذي نطلبه ونؤكد الطلب فيه وهو أن السير في هذا الدرب مربوط أيضاً بالعمل كثيراً ومتماسكاً ومتجانساً للقضاء على ظروف الأمن الشاذة وخلق الظروف العادية التي تساعد على هذا التقديم وهذا الترقي الذي يمكن إخواننا الجنوبيين من إدراك مافاتهم في هذا الصدد.

إن مسألة العلاقة بين الأديان خضعت كذلك لتشويه وتشويش كثير والدين الإسلامي الذي ننتمي له أولاً يدرك أن الدولة يمكن أن تقوم دولة ويكون المواطنون العايشون في ظلها منتمين لديانة سماوية مختلفة هذه واحدة والثانية أن الدين الإسلامي يدرك بوضوح أنه يمكن أن يقوم مجتمع من أديان سماوية مختلفة تتعايش مع بعضها البعض وليس ذلك بغريب لأن المنطقة التي نشاء فيها الإسلام وعاش فيها هي المنطقة التي مورست فيها كل الديانات المساوية المختلفة وهبطت فيها كل الديانات السماوية وأن كانت ظروف الأوربيين الذين لا يعلمون هذا ولا يدركون أنهم مارسوا حياة دينية متشعبة كهذه ولم يهبط الوحي في جزء من أجزاء قطرهم وهم يدركوا أن الذين الإسلامي نشأ أصلا بوضوح في مجتمع متعدد الأديان وكان تعدد الأديان واضحاً وكان الدين الإسلامي مدركا لذلك ومنظماً لعلاقات المجموعات الدينية في ظل مجتمعهم وديننا هو الذي هبط في المنطقة التي هبطت بها كل الديانات السماوية وأن ديننا قد نظم علاقات واضحة للتعايش السلمي بين الأديان المختلفة وهو الذين الذي يمكننا أن نقول بوضوح أن ديننا دين تسامح ودين حريات الأديان مختلفة ودين تعايش سلمي ينبغي أن نرفع رايته ولا ننكسها لوجه تيار متعصب أو منحرف لذلك فأن من ضمن المقترحات التي سنقوم بها أن شاء الله في مؤتمر منظمة الوحدة الأفريقية بأديس أبابا هو تأكيد ضرورة التعايش السلمي التجاوب مع العاطفة الوطنية وذلك بأن لا تفرق المسئوليات الكنسية وغيرها من المسئوليات المختلفة التي يحمل فيها على التوجيه الديني ولكن في الوقت نفسه يكون واضحاً أن التعايش السلمي بين الأديان السماوية ينبغي أن يؤكد ويركز ويعلن كل من يود أن يدس دسيسة ونميمة يسعى من ورائها لخلق فتنة دينية لا تبغي ولا تزر وتقضي على الأخضر واليابس فتضر أول من تضر العقيدة الدينية نفسها لأنها مبنية على المحبة والسلام والإنسانية وأود أن أوضح هنا أن التضامن والتعاون بيننا وبين جيراننا في البلدان الأفريقية قد أصبح علماً واضحاً قوياً بحمد الله وقد كان هناك مسعى من بعض المواطنين الجنوبيين الذين ضلوا السبيل بأن يحاولوا أن يخلقوا فتنة أفريقية عربية وأن يحاولوا الاعتماد على الدول الأفريقية باعتبار أنها تسندهم عنصرياً وهذه المسألة كانت في الواقع تفكيراً غير سليم وطائش وقد أدركت الدول الأفريقية المجاورة بحمد الله هذا ونحن الآن نتعاون تعاوناً تاماً فيكل الأوضاع والاعتبارات ضد الذين يعملون ضد وحدة بلادنا وسلامة أوطاننا وهكذا مما أدى إلى تعاون وثيق في مسألة اللاجئين وغيرها وأننا إن شاء الله داعون إلى مؤتمر لجيراننا في الخرطوم ليواصل المجهود الذي دعينا إليه في مؤتمر نايروبي لتأمين التضامن في هذه المنطقة والتعاون بين القيادات السياسية والحكومات المختلفة حتى نوفق إلى إزالة التشويش الذي يحاول أن يقوم به بعض الشواذ من الذين يودون ويريدون أن يشوهوا العمل السياسي ويخلقوا فتنة بين العرب وغير العرب في هذه المنطقة وهذا أمر شاذ وخطير وخاطئ أن وفقوا فيه إلى نجاح فسيؤدى إلى اضطهاد عام في كل أفريقيا ونحن نعمل على أن لا يوفقوا إليه لأن العنصرية نفسها أصبحت شيئاً ساقطاً في العالم والناس الآن لا يتعلمون على أساس لون شعبهم ودمائهم وأرحامهم وإنما يتعاملون على أساس مبادئهم وآرائهم وتعاونهم وعلى أساس التعمير لأوطانهم التعاون في تدعيم هذه الأوطان وهذا ما حدي بالإفريقيين في كل مكان أن يدعوا لقيام منظمة الوحدة الأفريقية في صورها المختلفة ولا تفرقة في ذلك بين عربي وغير عربي وإنما يجتمعون في المبادئ والأوطان وهذا ما نأمل أن يسود وأن يتم حتى يقضي على كل وجه من أوجه التآمر ضد سلامة التعاون القائم بين العناصر القبلية والعنصرية المختلفة التي تعيش في الدول الأفريقية عن شاء الله أيها الأخوة أن الحالة الآن قد تحسنت بعض الشيء من ناحية بداية النشاط الإداري بفتح نقاط الأمن فنأمل أن يستمر هذا التيار حتى ينتشر الاستقرار في ربوع هذا الجزء من الوطن ونأمل أن تقوم عاجلاً مع حالة الأمن والاستقرار الانتخابات التي تجعل مجالسنا البلدية والريفية تبدأ في ممارسة الديمقراطية في القاعدة وممارسة الحقوق الإدارية للمواطن هنا، وهناك عدد كبير من المثقفين الجنوبيين وغير المثقفين لا يمكن أن يشرتكوا في عملية الحكم المحلي إلا عن طريق الانتخابات المحلية وقد أجاز مجلس الوزراء قانون الحكم المحلي بقيام الجهاز المحلي في كل مجلس ريفي وبلدي وأيضاً لقيام مجالس المديريات وذلك لتدعيم الحكم الإقليمي في كل مكان ونرجو أن تسود الظروف العادية حتى تمكن المواطن الجنوبي المثقف وغير المثقف من ممارسة حقه في الحكم المحلي ومن مشاركته في حكم بلاده وتطورها وهذا من ناحيتهم ومن الناحية الأخرى لا شك أن الزعزعة والاضطراب الذي حدث أثناء فترة التمرد وإلى يومنا هذا لابد أن تقوم الكيانات القبلية وأن زعماؤها بممارسة مسئولياتهم كاملة حتى تكتمل هذه الكيانات القبلية وتكون قادرة على مشاركة العمل في أداء حقوقهم وواجباتهم نحو الدولة وكذلك على إزالة التخريب الذي حدث للكيانات القبلية حتى تتجانس وتنتظم وتنخرط في سلك الوطن وتعمل للتعمير بدلا من الوضع الذي آلت إليه من جراء التخريب والتشرد الذي حدث بسبب الفيضانات ونحن نحرص على أن تكون مسألة الكيانات القبلية وممارستها لمسئولياتها في المناطق الريفية ومسألة قيام المجالس المحلية الريفية والبلدية ومجالس المديريات هذه الأفكار وهذه الاتجاهات لاشك أنها تحتاج إلى تركيز أكثر وإلي مجهود أكبر من المسئولية في الحكومة ومن أجهزة الإدارة ومن المواطنين ومنا جميعاً للقيام بنفير عام متجه نحو تدعيم هذه المسائل وتأييدها والفوز بموقف سليم فيها ونحن نعتقد أن هذا هو الذي فرض علينا أن تقرر قيام جهاز خاص في المديريات الجنوبية يكون فيه دائماً أنا أو أحد وزراء مجلس الدفاع ليكون مشرفاً على التنسيق بالنسبة لهذه المسائل كلها ويكون حريصاً على تأكيد التعاون لكل أجهزة الحكم والمسئولين هنا واستنهاض همم المواطنين حتى تبلغ هذه الغاية. أن هذا الجهاز الذي ذكرناه ليس معناه أننا سنفتح مكتباً هما ليكون فيه وزيراً لشئون الجنوب كما صورة بعض الناس وإنما هو مكتب برئاسة وزير من وزراء مجلس الدفاع يكون مربوطاً بالظروف القائمة حالياً في الجنوب ومربوطاً باستمرار لوجود حالة الطوارئ وعندما يزول هذا الوضع الذي يقتضي بموجب تبعته أن يكون بالجنوب يساعد على التنسيق إذا لزم بين القطاعات والوزارات والمصالح المختلفة ويساعد على سرعة الإنجاز لأي قرارات يلزم اتخاذها عن طريق مجلس الوزراء وأنني إن شاء الله بعد مروري الآن في الجنوب سأعود للجنوب مرة أخرى بعد نهاية مؤتمر أديس أبابا وابقي هنا في الجنوب إلى أن يأتي لنا من المجهود الذي أقوم به بالتعاون مع المسئولين لتنشيط كلما يوصل نحو الهدف المنشود وأنني أعتقد أن مثل هذه المساهمة قد تساعد في أن نختصر الخطي وأن نقضي على بعض ظروف الروتين ونعمل على استنهاض كل الطاقات الموجودة للتركيز حول هذه الأهداف التي ذكرناها. أنني لم أتطرق لمناقشة قضية وحدة البلاد ولماذا ؟ لأننا نجد مسألة الوحدة هذه مسألة بديهية لها وقوتها من بداهتها ووضعها ذلك لأنني اعتبرت الأمر منتهياً في هذا الصدد واعتبرت أن قضية الوحدة قضية واضحة للجميع ولكن الذي أود أن أذكره لكي لا ننسي هو أنه ليست الرغبة في القضاء على التمرد أو في القضاء على حركة الانفصال كما يقول البعض أنها رغبة استعمار رأسمالي أو استعمار عربي المسالة هي أننا شمال وجنوب وجدنا أنفسنا نرث هذا القطر بالمشاركة ومسئوليتنا هي أن نحافظ على وحدته باعتبار أن هذه الحقوق لنا أجمعين وأن فرطنا في ذلك فقد فقدنا جزءاً من بلادنا أن مثل هذه المشاكل التي لا تواجهنا نحن فقط وإنما تواجه أقطار أفريقية مختلفة ونأمل أن لا نكون نحن السودانيون أول من يتقهقر أمام مسئولياتهم التاريخية. هذه ناحية والناحية الأخرى هي أن المديريات الجنوبية لا يوجد لها أمل بأن تكون منفصلة بأي صورة لا اقتصادية ولا قبلياً ولا ثقافياً .

أيها الإخوان أعتقد أن مسألة السودان هذه والمسئولية نحو السودان مسألة لها ارتباط وتنبع من الوعي وتنبع من الوعي السياسي والوطني وواجبنا أن يقوم كل منا بجزء من المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا وعلينا أن نعمل في ظل هذه المسئولية لا باعتبار أننا موظفون وإنما كمواطنين كادحين يهمهم في المكان أول أن يسدوا الثغرات التي قد تحدث في وطنهم الأم.

بني وطني :-

نحن نسير في هذا الدرب ونأمل أن نستمر فيه حتى النهاية المنشودة وحتى نقيم العمران في وجه التحديات التي لجأ إليها بعض من مواطنينا ضلوا سواء السبيل وأن نمكن مجهودنا الرسمي والأهلي من القيام أبان هذه الظروف التي تقوم في هذه المديريات ومن بنائها بالمجهود الذي يمكنها من أن تكون جزءاً من الوطن حتى لا تكون كما هي اليوم جزءاً مصاباً بشيء من الشلل ينبغي أن نوجه طاقتنا في القضاء عليه بتوفيق الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


Post: #114
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:08 AM
Parent: #1

في مؤتمر القمة الأفريقية



نص الكلمة التي ألقاها السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء

في المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقده الرئيس عقب انتهاء مؤتمر

القمة الأفريقية بأديس أبابا



أيها السادة :

أشكركم شكراً عظيماً لحضوركم هذا المؤتمر الذي نعقده استجابة لرغبة بعض الأصدقاء من رجال الصحافة الذين طلبوا لقاءات منفرد ولكن نظراً لضيق الوقت فقد رأينا عقد هذا المؤتمر لنلتقي جميعاً ونحاول إيضاح المسائل التي نعتقد بأنها ذات أهمية حول مؤتمر القمة الأفريقي وسأقوم بالرد على جميع الأسئلة التي قد تتقدمون بها والتي لم ترد في البيان الذي سأدلي به ومعي الآن اثنان من الوزراء السودانيين هما السيد إبراهيم المفتي وزير الخارجية والسيد أروب يور ابيك وزير الأشغال اللذين سيردان أيضاً على أسئلتكم، أود أولا أن أتحدث عن بعض النقاط حول مؤتمر القمة الأفريقي الذي سيتحدث عنه بإسهاب سكرتير المنظمة عندما يدلي ببيانه حول هذا الموضوع ولكني اعتقد انه من الأفضل أن أدلي لكم ببعض التعليقات الخاصة الضرورية، أن زعماء المؤتمر لم ينجزوا الكثير مما يرجي ويتوقف الأمر على مفهوم الكثير بالنسبة للنتائج الملموسة والإنجازات العملية ولكن توقع الكثير من هذا المؤتمر يتوقف على النظرة غير الواقعية لما يمكن أن يحققه المؤتمر يتوقف على النظرة غير الواقعية لما يمكن المؤتمر وأن هذا التجمع يعتب ظاهرة عملية كبيرة لمعاني الوحدة الأفريقية وأن هذا وحده له وزنه السياسي فقد خلقت منظمة الوحدة الأفريقية كسياج قوى للدول الأفريقية في المجال الدولي، وربما لا يكون أعطيت منظمة الوحدة الأفريقية رؤساء الدول حول المصالح المشتركة لبلادهم وحول الموضوعات التي يتحقق لديها التضامن الأفريقي الكبير في قضايا تحرير المناطق المستعمرة في أفريقيا ومقاومة حكم الاقليات البيضاء وقد أتاح فرصة اكتشاف نقاط الالتقاء حول هذه القضايا وإيجاد حلول مناسبة لها وقد ساعد المؤتمر في تحطيم أسوار العزلة التي كانت تحيط ببعض الدول فهناك بعض الدول الأفريقية التي انتهجت سياسات التزاميه نتيجة لبعض الأسباب التاريخية ولكن هذه الأسوار بدأت تتحطم بالتدريج وأخذت هذه الدول تفتح أبوابها لرياح التغير وتشارك في بناء الكيان الأفريقي وأن هذه المسائل ذات أهمية عظمي وإنها ساعدت في تحطيم العزلة المتبقية في عديد من المناطق في القارة الأفريقية التي أدركت الترابط الوثيق بين السياسات الخارجية والداخلية وهذا يعني أنه يجب إعطاء المسائل الخارجية ما تستحق من اهتمام. أن مؤتمر القمة الأفريقي لا يمكن أن يتعارض في أهدافه ونشاطه مع المبادرات الأخرى التي يمكن القيام بها في المجالات المحلية والقومية وأنه يكون الاتفاق شاملاً حول كل المسائل ولكن الواقع يستدعي هذا الاحتمال ومن الواضح أن هذا المؤتمر كان واقعياً وقد قام المشتركون فيه بأبعاد المسائل المثيرة للخلافات والتي قد تشتت وحدتهم والتي قد تؤثر على كفاءتهم والذي تحقق من خلال قرارات هذا المؤتمر واجتماعاته قليل ومن الواضح أن هذا الموقف ربما يؤدي إلي خيبة الأمل مثلما يحدث عندما تسقط الاقتراحات التي تتقدم بها بعض الوفود أو عندما تقابل مقترحاتهم بروح غير طيبة من الآخرين وهذا ما حدث لنا في عديد من المسائل والمقترحات وأننا نعتقد أن هذا هو من طبية الأشياء ولا ينبغي أن يعوقنا أو يجعلنا ننظر إليه كمصير لمستقبل المنظمة أو الشعوب الأفريقية بل بالعكس نري أن هناك تطورات محددة في طريق التقدم بالرغم من أن هناك فارقاً بين طيق الإحلال وطريق الواقع لأن هذا المؤتمر كان واقعياً لا بعد الحدود وأن الروح التي سادت في هذا المؤتمر كانت روحاً واقعية تماماً للعمل على إحراز الحد الأقصى من الالتقاء حول نقاط محددة واستيعاب كل ما من شأنه أن يبعث روح التضامن والوحدة بين الدول الأفريقية يدل على سلامة هذا الاتجاه ذلك الاهتمام الذي حظيت به لجنة التوفيق والوساطة والاهتمام بالمسائل الاقتصادية ومسال التنمية وخلق اللجنة الثالثة لتنظيم التعاون بين الدول الأفريقية بمسائل التنمية الاقتصادية والاجتماعية. أن المؤتمر باتباعه سياسة واقعية قد حقق نتائج مرضية نرجو أن تنفذ وقبل أن أبرح هذا المكان أود أن أحدثكم عن السودان بالرغم من أن هذا الحديث قد يكون لدي البعض غير مقنع ولهذا فنحن نوجه الدعوة إلى أي واحد منكم من رجال الصحافة يرغب في زيارة السودان في أي وقت يشاء حتى يرى ويقتنع بنفسه. أننا نعتقد أن السودان من المناطق التي عانت من سوء الفهم في الماضي وإذا أراد واحد منكم الحصول على معلومات أوفر فنحن نكرر دعوتنا إلى أي صحفي أو صحفية لديها الرغبة والاهتمام بمعرفة ما يدور في السودان لزيارة بلادنا وسنقدم له كل التسهيلات الممكنة ليطلع على الأحوال هناك أني أود أن أتحدث حول مسألتين هامتين تتعلق إحداهما بالوضع الداخلي في البلاد وتتناول الأخرى المسائل الخارجية أما الموضوع الداخلي فهو موضوع جنوب السودان وأود أولا أن أذكر بعض الحقائق التاريخية البسيطة عن بداية هذه المشكلة. أن المشكلة الرئيسية التي بلورت مشكلة جنوب السودان هي ما تعرف الآن بسياسة الجنوب وقد وضعت هذه السياسة ونفذت بواسطة الحكم الأجنبي في السودان وقد قام بوضع هذه السياسة عام 1930م السكرتير الإداري لحكومة السودان في ذلك الحين وكان قائما بالسلطة التنفيذية ويدعي مستر ماك مايكل وقد أصدر منشرواً أصبح فيما بعد أساساً للسياسة نحو الجنوب وقد كانت فكرة سياسة الجنوب تهدف إلى خلق كيان قومي جنوبي معارض للكيان القومي الذي كان سائداً في الشمال حتى تعوق عملية التطور الطبيعي التي كانت قد بدأت في أخذ مجراها ووقف عملية انتشار العربية والإسلام في الجنوب وذلك بجعل المديريات الجنوبية الثلاثة منطقة مقفولة وتطوير المناطق الجنوبية لكي ما تكون مناطق زنجية أفريقية مسيحية مع نشر اللغة الإنجليزية كلغة سائدة وقد اتبعت هذه السياسة بحماس وسارت بخطأ حثيثه منذ عام 1930م وقد خلقت هذه السياسة تصدعاً في الكيان القومي وأصبح فيما بعد مصدراً للمتاعب الكبيرة والمعاناة وقد كان لدينا فعلا تعدد في الأجناس التي تسكن السودان وقد قام الاستعمار برعاية هذه التعدد فعلا تعدد في الأجناس التي تسكن السودان وقد قام الاستعمار برعاية هذه التعدد وإعطائه أساسا وقواعد ثابتة كانت فيما بعد سبباً للمواجهة التى زعزعت حياتنا القومية وفي نهاية الحكم الثنائي أدركت الإدارة البريطانية ن هذه السياسة ستؤدي إلى طريق مسدود وأنه لم يحدث تطوير في المديريات الجنوبية حتى يصبح لها كيان كدولة مستقلة كما لم يكن ممكنا ضمها إلى أقطار شرق أفريقيا لأنها ستكون عبثاً ثقيلا عليها وباستبعاد الحل الأول والثاني لم يكن هناك سوى طريق واحد هو طريق ربطه بالشمال كدوله واحده وعندما اتخذ هذا القرار سنة 1946 كانت على رأس الوزارة البريطانية عناصر ذات عقول مفتوحة وإدراك للتغيرات التي تجري في العالم والتي جعلت أيام الإمبراطورية البريطانية معدودة وهؤلاء كانوا واضحين في مهمتهم بما طرأ من تغيير على الخطة السياسية للوزارة البريطانية تجاه الجنوب ولكن صعب بعد ذلك تغيير أثار سياسة الانفصال السابقة في المدة من عام 1946 وحتى جلاء القوات الأجنبية عن السودان التي لم تزد عن ثماني سنوات وقد كان هذا هو السبب الحقيقي لما كان يعرف بمشكلة الجنوب وقد واجهنا هذه المشكلة في فجر الاستقلال وقد سببت بعض المتاعب في بلادنا وقبل أن يحاول القادة السياسيون في إطار النظام الديمقراطي دراسة هذه المشكلة لإيجاد الحلول المناسبة لها تعرض الكيان الديمقراطي بأسره للانهيار بقيام الحكم العسكري في البلاد في عام 1958 وعندما تولى الحكم العسكري مقاليد الحكم كانت نظرتهم للمشكلة على أساس أنها مشكلة أمن فحسب وهذا لم يساعد للتقدم نحو حل المشكلة وكما تعلمون مقدماً فقد قامت في أكتوبر 1964 الثورة الشعبية الكبرى التي أطاحت بالحكم بقلب مفتوح واضعة في اعتبارها أن المشكلة يجب حلها حلا سياسياً وإن مشكلة الأمن والنظام ليست لها الأهمية الراجحة وأن الحل السياسي ذو أهمية كبرى في هذا السبيل ولكن هذه النظرة التي لم تهتم كثيراً بمسألة الأمن أدت إلى تدهور أحوال الأمن والنظام في ذلك الجزء من البلاد والرأي الآن إن إغفال طبيعة المشكلة السياسية وكذلك إغفال طبيعتها كمشكلة أمن ونظام هي خطأ ينبغي إزالته. أن هذه الجوانب جميعا لها أهميتها الحيوية البالغة لحل مشكلة الجنوب السوداني . أما فيما يتعلق بمسائل إقرار الأمن والنظام فأننا نرى أن الحالة الآن في تحسين مستمر وتسير سيرا مرضياً وأن التمرد قد قضي عليه إلى حد كبير ولم تعد له سوى بعض الجيوب في المناطق المتاخمة للحدود حيص توجد ثغرات إدارية وحيث ما تزال توجد أعمال تتنافي مع القانون والنظام ولكننا نعتقد أن موضوع الأمن النظام قد تم علاجه بطريقة مرضية وتحقق الآن توطين الجماعات والسكان الذين تشردوا بسبب أعمال المتمردين وتهديداتهم وإعادة الخدمات إلى مجراها الطبيعي. ونحن الآن بصدد تنفيذ خطة شاملة لتعمير ما خربه المتمردون وإعادة الخدمات واستقرار الأحوال وفي نفس الوقت توصلنا إلى حل سياسي واقعي لمشكلة الجنوب وقد بدأت محاولة إيجاد حل سياسي بعقد مؤتمر المائدة المستديرة في الخرطوم والذي جمع ممثلين عن جميع الأحزاب السياسية في البلاد والذي لم تتخذ قرارات محددة ولكنه كلف مجلساً مؤلفاً من أثني عشر شخصاً لبحث المشكلة واقتراح حلها وقد حدث في غضون عام أن استطاعت لجنة الأثني عشر أن تصل إلى اتفاق حول جميع النقاط المتعلقة بالمشكلة فيما عدا موضوعين فرعين الأول موضوع العلاقة بين الحكومة المركزية والحكومات الإقليمية التي ستقام في السودان وهو القرار الذي وافقت عليه لجنة الأثني عشر والذي أيدته جميع الأحزاب السياسية في الشمال والجنوب وقد دعوت لمؤتمر عام للأحزاب السودانية ليبحث المسائل المتعلقة بالوضع الدستوري والإداري في البلاد وقد نتخلص من حالة التوتر التي صحبت تأجيل الحل السياسي للمشكلة. ونحن نعتقد أن مؤتمر الأحزاب إذا توصل إلى اتفاق شامل حول المسائل الإدارية والدستورية للمشكلة نكون قد توصلنا إلى حل المشكلة ولقد أقمنا في السودان لجنة قومية تضم جميع الأحزاب لوضع دستور البلاد الدائم إذ أن السودان لا يزال حتى الآن يحكم بدستور موقت وستقوم اللجنة بوضع توصياتها ورفعها إلى الجمعية التأسيسية التي ستقر الدستور وسيكون هذا في غضون العام المقبل وهناك مسألة هامة أود أن أتعرض لها وهي أننا نرفض تطبيق مبدأ تقرير المصير بالنسبة لأي مجموعة من السكان على حدة فإذا ما طبقنا هذه القاعدة في السودان الذي لم تتضح فيه الوحدة القومية بعد فسوف تتفكك وحدة البلاد وتعود الحكومة القبيلة وإذا ما حدث سيكون أمراً مؤسفاً ولن نسمح به في أي مكان ولا يوجد حزب سوداني وطني يؤيد هذا ا لاتجاه أننا نعترف بأن لإخواننا في الجنوب بعض المظالم وهي مسائل مفهومة لدينا وترجع أساساً لأسباب تاريخية فقد تركت هذه المنطقة متخلفة عن عمد وحاولت الإدارة البريطانية تطوير الشعور القومي المنفصل عن الشمال والمعارض له بينما تقم بأي جهود لتطوير النواحي الاقتصادية فهو ما زال من أكثر المناطق تخلفاً في العالم.

أن الحركة الوطنية في البلاد تؤيد وضع خطة شاملة لتطوير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في الجنوب فهناك تساؤل من إخواننا الجنوبيين بأنهم لا يجدون الفرصة الكافية في أجهزة الدولة وهذا راجع لظروف التخلف والتأخير في الجنوب ونحن سنراعى هذه المشاكل ونعمل على حلها كما أن هناك شكاوى من عدم المساواة والتمييز بسبب الجنس أو الدين ولكن دستورنا يحقق المساواة التامة بين جميع المواطنين من مختلف الأجناس أو حرية الدين والعقيدة مكفولة وحق لكل مواطن سوداني وأن التعصيب موجود في كل مكان ولكنه سيزول بانتشار التعليم ووجود قيادات سياسية واعية وقد كان للإرساليات التبشيرية الأجنبية مصلحة في بقاء الجنوب منطقة مقفولة فعند ما أزيلت الحواجز نشأ شعور لدي الإرساليات بأن الحكومة تود فرض الدين الإسلامي أو منع إنتشار المسيحية ولكن هذا فهم خاطئ فأن الدين الإسلامي يعترف بمكانة المسيحية ولن تحاول الحكومة مطلقاً فرض أي نوع من الضغط على حرية العقيدة.

هناك أيضاً شكاوى من مركزية الحكم وقد وافق المؤتمر القومي للأحزاب على أن السودان يحتاج إلى شكل من أشكال الحكم اللامركزي ونحن الآن بسبيل تنفيذه إن مسألة الحدود بين السودان وتشاد قد تمت تسويتها وأحيلت إلى لجنة التحكيم المكونة بمقتضى اتفاقية بين السودان وتشاد لمعالجة مثل هذه المشاكل أن هذه المشاكل تنشأ من وجود قبائل تعيش على جانب خط الحدود.

ثم أن هناك اقتراحاً بعقد مؤتمر التعاون بين دول شرق أفريقيا ووسطها على غرار مؤتمر نيروبي وقد بدأنا نستعد لعقده كما إن هناك متسعاً للمبادرة من جانبنا لدعم السلام في القارة الأفريقية كما أن هناك مشروعاً كاملاً لإحلال السلام في فيتنام وأن السودان سيعمل لإشراك الدول الأفريقية في الجهود المبذولة لوقف الحرب في فيتنام. أما فيما يخص بمشكلة الصومال الفرنسي فأن السودان يعتبر أن الاتفاق بين أثيوبيا والصومال حول هذه المسألة دليل على نجاح المؤتمر كما أن السودان يسعى لتوطيد دعائم السلام وإزالة الخلافات بين كل من الصومال وأثيوبيا وكينيا.


Post: #115
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:09 AM
Parent: #1

خطاب الرئيس في مطار ملكال



كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء في مطار ملكال

يوم 14.11.1966



بسم الله الرحمن الرحيم



أيها الأخوة السلام عليكم ورحمة الله تعال وبركاته، أن وزملائي نتقدم لكم بالشكر الجزيل على هذا الاستقبال الحار وطبعاً نحن لا نعتبر هذا الاستقبال لذواتنا وأشخاصنا وإنما هو استقبال للمعاني التي اعتبرتم أننا تنطوي عليها، معاني توحيد لإرادة الأمة السودانية وعملها الدائب الصبور القوي، القويم، للمحافظة على وحدة ترابها وشعبها، وتماسك هذا الشعب لبناء الوطن ولا نشك أيها الإخوان إن حرارة استقبالكم هذا الاستقبال العظيم تشجيع لنا فأن كنا سائرين في درب لابد أن نجد السير وأن كنا مقصرين أتممنا ما قصرنا، وأن كنا مترددين ألا نترد، وأن كنا ضعافاً أن نتقوى بإرادتكم، ونسير بهذه الإرادة إن شاء الله لبناء أهداف أمتنا، وتحقيق مراميها.

نحن في السودان ليس هناك شك في أننا نواجه محنه فيما يتعلق بأن بعض إخواننا مواطنينا، ضللتهم السياسة الأجنبية التي عاشت بينهم وخلقت الفتنة وبين بلدهم وبينهم وبين أرضهم، وبينهم وبين دولتهم، هذه الفتنة الحمد الله استطاع عبنا أن يتماسك في وجهها وأن يقف موقفاً عظيماً، فيه الصبر، وفيه القوة وفيه التماسك، والحمد الله، قطع جزءاً كبراً من الشوط، وبقي جزء يسير بقي علينا أن نجد السير وأن نتماسك حتى نقضي على جيوب التمرد وحتى نتمكن ن إعادة الإنتاج والخدمات لهذه الربوع بكل أوضاعها واعتباراتها، وحتى نقيم الحياة مكان ما أرادوا كيدا أن يقيموا الموت، حتى نقيم الحياة قوية قويمة، متينة.

هناك بلدان كثيرة غيرنا، واجهت مشاكل مماثلة، تتحدى حريتها ووحدتها واستقلالها ونظام حكمها، ولكن البلدان التى واجهت نفس المشكلة اضطرت أن تجلب جنوداً من دول أجنبية تستعين بهم للقضاء على محنتها، ومشكلاتها. لكننا في السودان والحمد الله حتى الآن المجهود كله مجهود سوداني، والتضامن تضامن سوداني والقوة العاملة على الإنتاج، وعلى التعمير، وعلى الخدمات قوة سودانية، والقوة العاملة على رد العدوان والقضاء على التمرد قوة سودانية ضباطها، وجنودها وخبراؤها وفنيوها، والحمد الله على ذلك ونأمل أن يوفقنا الله بهذا المجهود الوطني الخالص المخلص أن نحرر بلادنا من كل ما اعترض سبيلها من فتنه، وأن يمكننا من السير إلى الإمام.

ونحن في الوقت الحاضر قد جئنا من مؤتمر القمة الإفريقي، والحقيقة لو أن الإنسان رأي أحوال الشعوب الأخرى غير حالة السودان يطمئن جداً بالمقارنة والنسبة على أنه مهماتكن مشاكلنا ومهما تكن أوضاعنا، ومهما تكن المحن التى نواجهها فإنها أخف بكثير جداً من المحن والمشكلات التى تواجهها البلدان والشعوب الأخرى، وهذا ليس يعنى أننا نستكين ونضعف ونضحك عليهم. ولكن نجتهد ونحل مشاكلنا البسيطة القليلة بسرعة لكي نساهم معهم في حل مشكلاتهم إن شاء الله.

وفي الختام أشكركم الشكر الجزيل على هذا الاستقبال وأرجو أن تبلغوا سلامنا لإخواننا الذين لم نلتق معهم هنا، ونرجو أن نكون عند حسن ظنكم في القيام بالأمانة الوطنية التى قلدها أعناقنا شعبنا الوفي الكريم.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته

في مؤتمر السلاطين


Post: #116
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:10 AM
Parent: #1

فيما يلي الكلمة التي ألقاه السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء

مجلس الوزراء بملكال في مؤتمر السلاطين



بسم الله الرحمن الرحيم



السادة زعماء قبائل أعالي النيل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أن سياسة الحكومة هي أن تتوصل إلى حل سياسي يحدد وضع المديريات الجنوبية في ظل السودان الموحد ويحقق تطويراً للمديريات الجنوبية ويمكن مواطنينا من أبناء المديريات الجنوبية أن ينخرطوا في سلك الأجهزة الحكومية المختلفة بقدر أكثر مما هو عليه الآن ويمكن مواطنينا في المديريات الجنوبية من الدخول في أعمال الإنتاج والتجارة عن طريق الجمعيات التعاونية التى تنظمها وتساعدها الدولة ويزيل أي مظهر من مظاهر الفوارق بين المواطنين السودانيين ليكونوا سواسية أمام القانون وأمام المجتمع فأن وجدت أي فوارق فالدولة ملتزمة بإزالتها وهذه السياسة تعنى الاهتمام بتنشيط الخدمات والإنتاج وتوسيع مجالات الخدمات والإنتاج وهذا ما عكفنا على دراسته في هذه الزيارة ليتم بقوة ودقة. وسياسة الحكومة أن تقضى على كل خطر على الأمن والنظام وأن تبسط يد الدولة والعدالة وهددت المواطنين المسالمين قد انتهي أمرها وزال خطرها والدولة في تنفيذ هذه الغاية ستكون حازمة وصارمة. أن عددا من المواطنين قد فر الآن من حياة العمران والاستقرار إلى الغابة وأن جزءا كبيرا من هذه الإعداد برئ هدره المتمردون أو ضللوه هؤلاء الأبرياء ينبغي أن يعلموا أن الدولة تعاملهم بالعفو وتريد أن تعاونهم ليستقروا مع أهلهم في قري السلام وتريد أن تحميهم من بطش المتمردين وعلى ضوء ذلك عليهم أن يساعدوا الجهاز المدني الرامي إلى عودة الإنتاج والخدمات وتوسيع مجالاتها وان يساعدوا في تثبيت سلطان الدولة ونشر الأمن والنظام وأن يساعدوا في مخاطبة المضللين الأبرياء الذين بدأت جماعات منهم تعود إلى حيث الأمن والاستقرار حتى تأتي كل الإعداد الباقية لتستقر وتنعم بما تجد من أمن وحماية وعمل إنتاجي لها وخدمات لها ولأطفالها وعوائلها وأبقارها. أن جهاز زعماء القبائل في هذه المديرية قد أصيب ببعض الاهتزاز أثناء أيام الفوضى والاضطراب وأن اجتماعكم هذا الغرض منه أن نوضح لكم سياسة الحكومة العامة وان نوضح لهم سياسية الحكومة بالنسبة لكم ولزعماء القبائل في مديرية أعالي النيل وأن نمكنكم من مناقشة الموضوعات الهامة التى تخصكم وإن نستمع لآرائكم وتعليقاتكم وتوصياتكم. أن سياسة الحكومة نحوكم تهدف إلى تقويتكم وإعطائكم السلطات والصلاحيات الكافية لممارسة واجباتكم وان تمكنكم من حماية أنفسكم وأن تعطيكم الأجر الكافئ مقابل عملكم وأن تشجعكم على مخاطبة أهلكم وجمعهم في أماكن الاستقرار وقرى السلام فمن بقي بعض أهله في حالة تشريد حتى الآن عليه أن يضاعف جهوده ليجمعهم ويمكنهم من الاستقرار .

أن سياسة الحكومة نحو الإدارة الأهلية بصفة عامه ليست متعصبة بل هي سياسة مرنة تتمشى مع اختلاف الأحوال في أجزاء السودان المختلفة وأن كل خطوة ونحو الإدارة الأهلية ستقوم على دراسة دقيقة وكل جزء سيتم ما يتم فيه من أجراء بموجب معلومات مفصله حتى ينال السودان من كل هذه الإجراءات الحكم السليم والعدالة والاستقرار. لقد أوضحت لكم الخطوط العريضة لسياسة الحكومة العامة وسياسة الحكومة نحوكم وأمامكم الآن في هذا المؤتمر جدول أعمل أرجو أن توفقوا لمناقشته وتقديم توصياتكم التى ستنال عنايتنا الفائقة وأرجو أن تتسم مناقشتكم بالصراحة والوضوح. أن الحكومة قد اختارت لكم رجالا من خيرة أبناء السودان ليعملوا في هذه المديرية فأن تم تعاونكم معهم استطعتم أن تسعدوا أهلكم وأن تخدموا بلادكم. أن أبناءكم من إخواننا الذين لواحظا من التعليم يجدون اهتماماً كبيراً من الحكومة ومع أن عدداً آخر منهم قد حفظهم الله من هذه الشرور وهؤلاء أصحاب حق متساوي في السودان مع زملائهم من أبناء المناطق الأخرى في السودان ونحن في الحكومة نسعى سعياً كبيراً لإنقاذ الذين وقعوا في حبائل الفتنة ونفتح لهم باب العودة لصوابهم على أساس السياسة العامة التى أوضحت معلمها. وأن كل مواطن جنوبي صاحب حق في هذه البلاد وصاحب كلمه فيها وواجب الحكومة نحوه الاحترام والتقدير هذا إذا لم يقم بعمل ضد وحدة بلاده أو سيادتها أو قانونها أو أبنائها الآمنين فأن ظهر ذلك فواجب الدولة أن تعاقبه عقاباً رادعا. أن سياستنا بالنسبة للمعتقدات الدينية هي تأكيد المبدأ الإسلامي والواضح الذي يقول لا إكراه في الدين وهى كفالة حرية الأديان السماوية ونشر التسامح بينها. لقد سار التسجيل للانتخابات في دوائر مديرتكم سيراً حسنا وأن تشرفوا على مساعدة لجنة الانتخابات حتى نهاية التسجيل وان تجتهدوا في جميع أماكن الانتخابات حتى تمكنوا مواطنينا في هذه المديرية من ممارسة حقوقهم الديمقراطية اللازمة هذا مع تمنياتي لمؤتمركم بالنجاح ورجائي أن يجعل الله لنا ولكم التوفيق والسداد وان يكتب لبلادنا السعادة والمجد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


Post: #117
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:16 AM
Parent: #1

الخطاب الذي ألقاه السيد الصادق المهدي رئيس

مجلس الوزراء في نادي واو



بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

وزملائي نشكركم شكراً جزيلاًً على كل ما قدمتم لنا فوجوهكم التى استبشرت بمجيئنا وقلوبكم التى انشرحت للقائنا، واستقبالكم لنا في كل منعرج، وفي كل دار أثلج صدورنا وشعرنا بعده بحسن التقدير وحسن العلاقة، فنحن لذلك شاكرون شكراً جزيلاً وهذه كما تعلمون الليلة الأخيرة التى نقضيها معكم في بحر الغزال لنعود بعدها إلى الخرطوم إن شاء الله ثم نعود بعد حضور مؤتمر القمة إلى ملكال وربما مررنا بهذه المنطقة مرة أخري أيضاً فنرجوا أن نذهب ونعود لنجدكم على خير وعافيه ونجدكم سالمين طيبين عاملين في الخط الذي نرجو أن تحشد في سبيله كل إرادات السودانيين على اختلاف اتجاهاتهم ومواقفهم، خط الدفاع عن وحدة البلاد وسلامتها وكيانها، وخط تعمير هذه المنطقة التى خربتها أيدي المخربين وعثت فيها جيوبها فسادا حينا من الدهر، فأصبح واجبنا الآن أن نحشد قوانا كلها لنعمل عملا أكيدا متواصلا لنغير هذه النغمة المتشائمة ولنزيل هذا القلق ولنحل محله الحياة الكريمة الطيبة القوية القويمة، حتى نسعد شعبنا في هذه المنطقة، وحتى نوفق إلى تعمير ما خربة المخربون وحكومة السودان قد وضعت معكم رجالا شهدت من اتصالي بهم وعلاقتي معهم حرصهم الشديد الأكيد على التعاون مع الناس كلهم لاجتياز هذه المحنه بسلام، ولمست فيهم سعة الأفق والاستعداد للتضحية بكل ما في يدهم وفي أعصابهم وفي عقولهم وفي عظمهم ولحمهم أن يضحوا به في سبيل إنقاذ هذا الجزء من الوطن من براثن الشر التى تطاولت عليه فمست جزءاً منه. نحن يا إخواني في أغسطس الماضي دعونا إلى اجتماع حضره أعضاء لجان الأمن في المديريات الثلاث بحث هذا الاجتماع حالة المن وحالة الإنتاج وحالة الخدمات في المديريات الجنوبية واتخذ قرارات كان الواجب أن يقوم المسئولون بتنفيذها حسب ما اتفقوا على ذلك وفعلا جاءوا وشرعوا في التنفيذ، وزيارتي هذه لاجتمع معهم واعرف ما تم من القرارات التى اتخذت والتأكد من أن القرارات التى اتخذت لتأمين موقف الأمن مسألة الخدمات وإنعاش مسألة الإنتاج قد نفذت، وأن لم تنفذ لمعرفة العوائق التى اعترضت السبيل حتى نتمكن من علاجها، والحمد الله قد وفقنا إلى معرفة كل هذا بالنسبة لمديريتي الاستوائية وبحر الغزال فقد تم جزء كبير من تنفيذ تلك القرارات والأجزاء الأخرى سائرة نحو التنفيذ حتى تفتح جميع نقاط البوليس وحتى تفتح جميع المدارس والشفخانات وحتى يؤتي بالأدوية وبكل ما يلزم لقرى السلام وحتى يؤتى بكل ما يمكن إخواننا الذين ضللوا وشردوا ودخلوا الغابة حتى يتمكنوا من الاستقرار في قري آمنة مطمئنة زاخرة بالخدمات وبوسائل كسب العيش، وأيضاً فيها القوة الكافية من القوات السودانية لحمايتها من أي تلاعب أو تآمر قد يحيط بها. هذه المهمة، مهمة النظر في ما نفذ من قرارات مؤتمرات لجان الأمن في أغسطس الماضي قد نظرنا في المديريتين الاستوائية وبحر الغزال وأني مطمئن على أن جزءاً كبيراً من القرارات قد نفذ وأن الجزء الآخر في طريقة إلى التنفيذ وأن الجزء الذي لم ينفذ قد أزيلت العوائق والعقبات والصعوبات التى اعترضت سبيله، أننا قد حرصنا في هذه الزيارة أن نطمئن على موقف الأمن، والحمد الله، نعتقد وأن موقف الأمن مطمئن، وإن الدار محروسة، وإن نتحرى عن مستوى الخدمات والإنتاج في مستواها القديم، نتحرى عن المدارس التى كانت عاملة فتوقفت والمستشفيات التى كانت عاملة فتعطلت والشفخانات التى كانت عاملة فأغلقت ونقاط البيطري والمشروعات الزراعية والمناشير للغابات والنشاط كله، كان همنا أن نعرف النشاط الذي كان سائراً وحددنا فيه ما يمكن فتحه في مدي قصير وما ينبغي أن نعد الخطة الطويلة ليفتح حتى نعاود النشاط المدني في الإنتاج والخدمات إلى المستوى الذي كان سائداً وسائراً وعاملاً قبل التخريب الأخير، هذه واحدة، والأخرى هى أننا حسب القرار الذي اتخذناه في مؤتمر المائدة المستديرة قد قررنا أن يقوم جهاز تخطيط فرعي للمديريات الجنوبية لكي ما تعالج تخلفها ولكي ما يسرع بها للتقدم في نطاق خطة فرعية توضع وإدراك ما فات المديريات الجنوبية وتطويرها وتقدمها في مسألة الخدمات ومسألة الإنتاج وهذه الخطة الخمسية التى سنضعها للسودان كله، ولكنها ستكون فرعية أو أنها ستتركز في المديريات الجنوبية حتى ندرك فيها ما فاتنا ونتم بموجبها النقص في مستوى الإنتاج والخدمات في هذه المديريات الجنوبية إن الناس مشغولون بمسألة مشكلة المديريات الجنوبية والحقيقة أنه ما من شك في أن كل البلدان الأفريقية فيها مشاكل قبلية ومشاكل اقليات ومشاكل صراع بين مختلف الأقليات هذه المسائل عاشت في عدد كبير من الأقطار الأفريقية ولكن نحن في السودان يجب أن نفهم كيف نشأت المشكلة في المديريات الجنوبية علينا أن نعرف أولا الأسباب لتكون الأدلة في أيدينا. إن الوسائل والدلائل تشير على وجود المشكلة. وأنا أريد أن أتكلم عن السبيل الذي أدي إلى قيام مشكلة المديريات الجنوبية وأدي إلى الخلاف بينها وبين المديريات الشمالية ثم أدى غلى المحنة التى نريد الخروج منها إن الإنجليز عندما فتحوا بلادنا لم يجدوا بلادنا بلا اتجاه لقد كان لبلادنا اتجاه قائم على مبدأ وعقيدة وقد وجدوا أيضاً أن هناك اختلافا بين عناصر السودان كلها يعنى أن الناس في المديريات الشمالية ليسوا من عنصر واحد فهناك عناصر مختلفة، فيها العربي وفيها الزنجي وفيها النوبي فيها كل الأجناس وكل القبائل اختلطت هذه العناصر وتمازجت وامتزجت فادت إلى السكان الموجودين الآن في المديريات الجنوبية وهنا كانت مهمتهم مسألة القضاء على الحروب القبلية، في الجهات المختلفة، وتأمين المناطق المتباينة وذلك قبل أن يكتمل لديهم الغرض في فرض سيطرتهم على البلد واستمروا كذلك لغاية سنة 1930، وقبل سنة 30 بقليل كان السكرتير الإداري في ذلك الوقت له أفكار سوداء وأفكار خبيثة يريد بها الفتنة وهو هارولد ما كما يكل. هذا الرجل تولى مسئولية السكرتير الإداري في السودان وهو الذي وضع السياسة التى سميت فيما بعد ( السياسة نحو الجنوب) وهي سياسة خاصة الغرض منها خلق مركز تجمع قوى في الجنوب مضاد للتجمع القومي في الشمال، وإن يخلق الفتنة ما بين مركزي التجمع القومي في الشمال وفي الجنوب بالصورة التى تسبب الفرقة والصراع والاحتكال والحرب،وقد وضع هذه السياسة وأوصى بها وقبلتها حكومته بعد ذلك وقبلها الحاكم العام، وبدا في تنفيذها وأساس هذه السياسة وإنما يقفل مجال التفاعل العادي ما بين الناس في الجنوب والناس في الشمال ولكي يستمر في تنفيذ خططه وضع أسساً معينة ليسير عليها التخطيط في الجنوب إن ما قلته حقيقة ثابتة ووثائقها موجودة. هذه هي السياسة التى وضعها الإنجليز في سنة 1930 في الجنوب وقادها هذا الشخص ذو الأفكار الخبيثة السوداء ووضع هو أسسها وطريقة تطبيقها هذه السياسة هدفها الأساسي تعكير صفو العلاقات ما بين الجنوب والشمال بأن لا تسير سيرها الطبيعي هذه السياسة هدفها الأساسي تعكير صفو العلاقات ما بين الجنوب والشمال بأن لا تسير سيرها الطبيعي ولا تقوم إلا على أساس الإكراه لا على أساس التسامح تقوم على أساس أن الجنوب يسير وفق تخطيط محدد معين، أسسه موضوعة في خطاب كتبه هذا السكرتير الإداري، وبموجبه بدأ تنفيذ هذه السياسة وتتلخص أسسها في الآتي أولاً: أن يحصر تطور الجنوبيين في نطاق العادات القبلية والعوائد القبلية القديمة. ثانياً: أن تشجيع اللهجات المحلية. ثالثاً: إذا كانت هناك ضرورة للغة عامة غير اللهجات المحلية فلا بد أن تكون اللغة الإنجليزية ثم محاربة اللغة العربية في أي صورة من صورها ومنع المخاطبة بها وتحريم أي مظهر من المظاهر الشمالية العربية أو أي شكل يمكن أن ينتمي إلى العرب والعروبة مع محاربة العادات الشمالية في الجنوب محاربة تامة ومحاربة الزي العربي ومحاربة الإسلام ومحاربة جميع العادات العربية والإسلامية وكل الآثار الإسلامية والعربية، وترحيل الموظفين الشماليين في أي مستوى من مستوياتهم من الجنوب وترحيل التجار الشماليين بأي صورة من صور وجودهم من الجنوب وتشجيع التجارة فقط للأجانب من الخواجات وإزالة جميع جيوب الوجود الإسلامي أو العربي إذا كانت هناك أو أي قبيلة أو أي ناس متزوجين من الجنوب أو مستقرين في الجنوب في أي صورة من صورهم من شتى القبائل المختلفة إن كانت مسلمة تستأصل وتبعد هذه السياسة لم تطبق باللين، ولم تطبق بتفاهم بل طبقت بالقوة وبالعنف وبكل ما يسند قانونهم من القوة والعنف، وساروا فيها بغرض أن يخلقوا في الجنوب تجمعا قومياً مضاداً للتجمع القومي الموجود في الشمال يقوم على أساس الفتنة بين هذين التجمعين. هذه السياسة سارت فيها هذه العقلية السوداء بقوة وبعنف وبحماس وبتفصيل في كل مستوى من المستويات حتى تمكنت من أن تغرس الحبة السوداء التى اتجهت في النهاية التمرد الذي نعيش اليوم في نتائجه الضارة إن إخواننا الجنوبيين غير مسئولين من هذا الضلال أنهم كانوا ضحايا لهذا الضلال، وهذا التضليل وقد وضع مخططة مستعمر أراد أن يفرق بيننا وان يمزق شملنا، وهم أذن ضحايا ينبغي أن ننظر إليهم كضحايا وقعوا في جبال وشراك هذا التفكير والتخطيط الآثم. وبعد هذا أن انتهت بالطبع الحرب العالمية الثانية حوالي 1946 وقبلها بقليل، ابتدأ الإنجليز يفكرون في أن بقاءهم هنا محدود وأنهم لن يبقوا إلى الأبد لأنه أصبح مؤكداً بعد الحرب العالمية الثانية أن الاستعمار في كل مكان في حالة رحيل وفي حالة ضعف وفي حالة هزيمة، فأبتدأوا يفكرون فيما يعملون حيال هذا الجنوب وكيف يتصرفون في المشكلة التي خلقوها كالنبت الشيطاني وهداهم تفكيرهم الاستعماري بأنه ليس هنا غير ثلاثة أساليب، أما أن يرتبط مستقبل الجنوبيين بالشماليين وأما أن يبقي الجنوب دولة مستقلة، أو ينضم الجنوبيون ليوغندا صعب المنال لأنه إذا انضم الجنوب ليوغندا فأن هناك منطقة في يوغندا في الشمال فيها مشكلة، يعني أن هناك في يوغندا مشكلة أيضاً بين الشمال والجنوب فإذا أضيف الجنوب إلى شمال يوغندا فسيزيد من المشكلة في يوغندا ذاتها بين الشمال والجنوب هذه واحدة أما مسألة أن يكون الجنوب دولة مستقلة فقد وجدوا أنهم لم يضعوا الأسس الاقتصادية حتى يقوم الاستقلال على ساقية لأنهم مع ضيق افقهم ومع قلة فهمهم عملوا على خلق فتنة ما بين الجنوبيين الشماليين ولكن فأت عليهم أنهم لم يعملوا قاعدة اقتصادية للجنوبيين ليقفوا عليها فوجدوا أنه ليس بمقدور الجنوبي الوقوف على قدميه منفرداً وبالتالي لا يقدر في هذه الفترة الوجيزة تكوين دولة مستقلة وانه ليس هناك طريقة غير أن يبقي الجنوب والشمال كما هو، وأن لا سبيل إلى غير ذلك وخصوصاً ولم يبق لهم إلا أيام معدودات في السودان وفي تلك المرحلة أيضاً كان قد وصل بعضهم من ذوى العقليات المستنيرة وصل أولا نيوبولدو بعده روبرسون لا شك أنهما كانا بالنسبة لصحاب العقلية الآثمة (ما كما يكل) أناسا عندهم فهم وعقلهم أوسع من تفكير ذلك المجرم. ولذلك قادوا حركة في الداخل الإدارة البريطانية تؤكد أنه لا مفر من أن يعتبر الجنوب والشمال قطراً واحداً وساروا في هذا الاتجاه وبحمد الله أن إخواننا الجنوبيين مع ما حدث من تضليل ومع ما حدث من فتنة بالرغم من هذا كله كان عدد كبير جداً منهم قد وافق في مؤتمر جوبا على تأكيد وحدة القطر جنوباً وشمالاً ولكن المدة التى بدأت فيها هذه السياسة كانت ضيقة لأن هذه السياسة بدأت بعج عام 1946 تلها بعد ذلك تطورات إلى أن نال السودان الحكم الذاتي ثم نال استقلاله وفي عهد الاستقلال لم يجد السودان فرصة كافية ليت مكن من تطويره وعلاج مشكلة الجنوب فقام بعد ذلك الحكم العسكري ولاشك أن الحكم العسكري لم يفكر في حل مشكلة الجنوب حلاً سياسياً وإنما نظر إلى المشكلة من زاوية أخري بعيدة كل البعد عن الجانب السياسي وهذه هي مشكلة الحكم العسكري نفسه فقد ترك الأزمة مستحكمة إلى أن هبت ثورة أكتوبر الظافرة التى إعادة الديمقراطية. إن إخواننا الذين يتحدثون عن الحكم العسكري يخلطون في كثير من الأحيان بين الحكم العسكري والجيش ولكن لابد أن يكون واضحاً لدينا أن الجيش لم يكن جزءاً من الحكم العسكري لقد كان الجيش في أثناء الحكم العسكري مأموراً والمسألة كانت عصابة من الناس سيطرت على قطاعات السودانيين القطاع المدني والقطاع العسكري وفرضت عليهم سياسة خاطئة منحرفة ولما قامت ثورة أكتوبر قامت القوات المسلحة إلى جنب القوات المدنية بواجب كبير جداً على إزالة الحكم العسكري وإعادة الديمقراطية والحقيقة أن حكومة أكتوبر عندما تسلمت الحكم اتجهت إلى حل مشكلة الجنوب حلا سياسياً بأسرع فرصة ممكنة ولذلك دعت لمؤتمر المائدة المستديرة وحكومة أكتوبر نفسها وقعت في أخطاء كثيرة ولم يكن الخطأ سر الختم الخليفة وحدة لقد أخطأنا كلنا فقد كنا مشتركين في هذا الخطأ لقد قلنا أن الحكم العسكري قد أخطأ فلا بد أن نفتح صفحة جديدة هذه الصفحة الجديدة هي أننا نجلس مع إخواننا الجنوبيين في مائدة واحدة ونبحث معهم أصل المشكلة وكونا مؤتمر المائدة المستديرة وأول ما لمسناه إن إخواننا الجنوبيين لم يكن لديهم حزب سياسي أو أحزاب سياسية متماسكة. أن جبهة الجنوب التي قامت في ذلك الوقت قامت في أثناء تلك الفترة وفي أثناء المشاورات التى حدثت بعد أكتوبر لاختيار وزراء جنوبيين ولا وجود لجبهة الجنوب قبل ثورة أكتوبر إطلاقاً. لقد كان لحركة المتمردين في الغابة والجنوبيين الذين كانوا مقيمين في يوغندا وفي كمبالا وفي كينيا وجود ولذا وجهنا إليهم نداء وأرسلنا إليهم مناديب وقلنا لهم تعالوا لنتفاهم وكنا نعتقد أنهم سيلبون نداءنا مسرعين خاصة بعد نهاية الحكم العسكري لنتفاهم تفاهماً تاماً وننهي المشكلة ولكنهم لم يستجيبوا لنا والذي استجاب لندائنا هو السيد وليم دينق وما عداه هو السيد أقرى جادين الذي جاء إلى مؤتمر المائدة المستديرة ووقف في المكرفون وكال لنا السباب ثم خرج ولم يعد أما جبهة الجنوب لم تكن حزباً سياسياً فقد تكونت من الموظفين السودانيين الجنوبيين الموجودين بالشمال وقد وجدنا أنفسنا نتكلم كلاماً سياسياً مع جماعة ليست منظمة تنظيماً سياسياً. لقد اكتشفنا هذا. واكتشفنا أمراً آخر ذلك أننا لم نكن نعرف أن المحتمين بالغابة لا علاقة لهم بالقيادات السياسية هناك كما انهم لا يتلقون الأوامر منهم وفي القوت الذي كنا نتفاهم ونتشاور مع القيادات السياسية الجنوبية ظن المتمردون بالغابات والخارجون على القانون إن الشمال قد انهزموا وان الجيوش السودانية قد انهزمت ففسروا مفاوضاتنا وتشاورنا مع السياسيين الجنوبيين هزيمة بأنه وضعفاً ولذا أخذوا يعيثون في الأرض فساداً وخيل إليهم أن القوى السودانية قد انهدت وانهزمت وأن الفرصة قد سنحت لهم ليقيموا حكومة وهمية صورية فقاموا بسياسة الضغط على الأهالي ففرضوا الضرائب على الأهالي ووزعوا عليهم أعلامهم على أساس حكومتهم الجديدة واضطهدوا كل من خرج على أرادتهم.

لقد كان هذا يا أخواني من أكبر الأخطاء التى وقعنا فيها فبينما نحن نتفاوض مع السياسيين فإذا بالمتمردين الذين يحملون البنادق بأيديهم رفعوا أسلحتهم في وجوه الناس ######روا الناس لخدمتهم وفرضوا الضرائب ونهبوا واستولوا على الماشية وخطفوا النساء والأطفال وعاثوا في الأرض فساداً وخراباً في تلك الفترة من الزمن هذا من ناحية ومن ناحية أخري فأن إخواننا في جبهة الجنوب لم يكونوا بادئ ذي بدء حزباً سياسياً كما قلت وعندما أحسوا بأن لهم وزناً سياسياً فأن أي موظف منهم مهما كان صغيراً كان يشعر ما دام هو في جبهة الجنوب وجبهة الجنوب حزب سياسي مشترك في الحكومة يستطيع أو في إمكانه أن يأمر الموظف الذي هو اكبر منه ليطيع أمره وقد سبب لنا هذا السلوك فوضى وبدأنا نجابه ثلاث مشكلات الأولي أننا نتفاوض مع جماعة لا تنتمي إلى حزب سياسي. ثانياً: أن ألانانيا اعتبروا أن فترة الهدنة ضعف وتراجع ولذا أطلقوا أيديهم في البلد، ثالثاً: أن إخواننا في جبهة الجنوب اعتبروا أن لهم رأياً في السلطة الحاكمة وهم موظفون في أماكنهم أحداث تغيير في قاعدة جهاز الخدمة المدنية وأن كل موظف تحت إدارتهم يخضع لإدارتهم. لقد كان لدي كل واحد منهم شعور بأن مسئوليته كسياسي مستمدة من تنظيم حزبه السياسي. وأما هذا الوضع وجدنا أنفسنا في حالة صعبة يضاف إلى ذلك أننا في الشمال كنا نعاني نفس المشكلة ذلك أن جبهة الهيئات التى ولدت مع ثورة الحادي والعشرين من أكتوبر قد نظمت نفسها تنظيماً سياسياً مثل جبهة الجنوب وأخذوا يتطلعون إلى الحكم فوجدنا أنفسنا بين نوعين من التنظيمات كلاهما نشأ مع ثورة أكتوبر ولم يكن لدى جبهة الهيئات استعداد لتحكم لذا كان حرصنا شديداً على إجراء الانتخابات في موعدها إذ لا سبيل لتغيير الحكومة الانتقالية إلا بتغيير الأساس كله من القمة إلى القاعدة.

لقد رأينا أنه لابد من تغيير الحكومة تغييراً كلياً لتتولى الحكم حكومة قادرة على أساس إنشاء جمعية تأسيسه تكون مسئولة أمام الشعب ولإزالة كل هذا العبث إن المسالة كانت مسألة ضرورية وهي مسألة تغيير هيكل الحكومة الماضية.

لقد أحسن الناس كلهم أن الحكومة القومية الأولي قد أخطأت وإن كانت أخطأت بحسن نية لكن عندما أدركنا أنها أخطأت كان لابد من تصحيحها وأدركنا أن أحوال الأمن في الجنوب متدهورة. وأحوال الأمن حتى في الشمال متدهورة كان لابد من اتخاذ هذه الخطوات وعندما انتهت الفترة الماضية وبعد الانتخابات حدث رد فعل فقد حدث نوع من القلق والخوف أدي إلي رد فعل ورد الفعل أدي إلى حوادث كثيرة منها الحادثة التى حصلت في مدينة واو والحادثة التى حصلت في مدينة جوبا. وردود الفعل كانت مرتبطة بالقلق والاضطراب الذي نشأ قبل تلك الفترة. ولذلك لابد أن نفهم كل الأحداث التى حصلت بعد حكومة أكتوبر الانتقالية على أنها في الحقيقة كانت في الشمال والجنوب والذي حدث في الشمال من أخطاء مثل ما حدث في الجنوب. فإذا أصاب خطأ بريئاً فلابد أن يفهم على أساس أن الحوادث في الشمال والجنوب كانت مرتبطة بظروف القلق والاضطراب التى سبقت الحكومة الانتقالية التى خلفت حكومة أكتوبر ولابد أن يدرك أن هذه المسألة كانت مجرد رد فعل في ظروف معينة وليس هناك تخطيط لإصابة أي بريء بضرر من الأضرار.

سياستنا نحو الجنوب:

أن السؤال الذي يسألنا عنه الأخوان ومن حقهم أن يسألوا ومن واجبي أن أجيب عليه ما هي سياستنا الآن نحو الجنوب. أن كل ما ذكرته من سياسة الماضي قد أصبح في حساب التاريخ واصبح ذكري يعرفها الناس فالمواطنون يريدون الآن أن يعرفوا موقفنا من مشكلة الجنوب لذا أريد أن أتحدث إليكم بطريقة واضحة.

أننا أيها الأخوان نعتقد أن مشكلة المديريات الجنوبية كما قلنا لها تاريخ. والعناصر التى انساقت وراء هذه الحركة سيكونون ضحايا هذا التاريخ. ولكن في هذا الوقت بالذات يقول بعض الناس حديثاً كثيراً عن حل مشكلة الجنوب ونحن نعتقد أن ما يتردد على بعض ألا لسنة غير مشروع ولا معقول ولا مقبول وليس في الإمكان الاتفاق عليه مثلا يقول بعضهم بالاستفتاء ويقول البعض بتقرير المصير وبعضهم يقول باستقلال المديريات الجنوبية. كل هذه المطالب أو الشعارات أو المقترحات أو الحلول التى يراها بعض الناس ليست مشروعة لأن السودان كله قد قرر مصيره كوحدة لا تقبل الانقسام يوم نادينا باستقلال السودان وقررناه وحققناه.

لن نفرط في شبر من السودان:

أن هذه الأرض قد ورثناها وليس في إمكاننا أن نفرط في شبر واحد منها ولا بد أن نحتفظ بها مشتركة بيننا وبين بعضنا البعض نطورها ونحميها وفي نظرنا أن هذه المطالب غير شرعية وغير ممكن التفاهم فيها لأن هذه مسائل مصير لا تقبل التهاون والمساومة فيها ولكن مما لاشك فيه توجد مطالب حقيقية ومطالب صحيحة سليمه نحن نعترف بها ونعتقد أنه لابد من أن نعالج ولابد من أن تواجه مثلا لابد لظروف السودان من أن يكون الحكم فيه لا مركزياً وأن يكون لكل أقليم في هذا الوضع اللامركزى ذاتية في ظل السودان الموحد وفي ظل الدولة الموحدة ومثل هذا الوضع اللامركزي ذاتية في ظل السودان الموحد وفي ظل الدولة الموحدة ومثل هذا المطلب لأقاليم السودان المختلفة عادل ومعقول وهو يحقق اللامركزية في الحكم المحلي وهذا مطلب عادل ومفهوم وهناك مطالب أخري فإخواننا الجنوبيون يقولون أنهم لم يكونوا مشتركين في المسئوليات المختلفة بالقدر الكافئ ويقولون أنهم لم يكونوا مشتركين في المسئوليات المختلفة بالقدر الكافي ويقولون أنهم متخلفون في الإدارة والجيش والبوليس نصيباً عادلاً ومعترفاً به وهذا أيضاً من المطالب العادلة وينبغي أن تعالج جوانب التخلف الشاملة في أي أقليم من أقاليم السودان بحزم وعزم وسرعة. وهناك مطلب بالمساواة وإذا كان إخواننا في الجنوب يحسون بأي جانب من جوانب القانون أو التطبيق للقانون في أي صورة من صورة عامل على تفرقة بين الشمالي والجنوبي وعلى تحيز قبيلة على قبيلة وعامل على تحيز جهة على جهة فانه لابد من إزالته والمطالبة بإزالته عادلة ومعقولة وأي حركة سياسية لا تستطيع أن تحمي امتيازاً لأي عنصر من العناصر أو أي قبيلة من القبائل أو أي جهة من الجهات لابد من علاجها بأسرع فرصة ممكنة أما مطالب التعمير يا أخواني فأن المديريات الجنوبية متخلفة ومفلسة لا سباب عديدة بسبب السياسة البريطانية ذاتها وللتخلف والإهمال أسباب كثيرة فلابد من علاج التخلف ولابد من الإسراع بخطي التطور في هذه المنطقة أن هذا الكلام إنما يريد أن يسبب فتنة في البلاد ويعمق الخلاف بين المواطنين. أن جميع المطالب وجميع الأهداف وجميع الاتجاهات في إطار السودان الموحد لا غبار عليها فالمسالة ليست مسالة وصاية منا على الجنوب أو من الجنوبيين علينا أو وصاية لأية جهة أخرى وإنما المسألة أن هذا الوطن واحد لنا جميعاً نحن لا نقول للجنوبيين اتبعونا ولا نقول لهم اسمعوا كلامنا ولا نقول لهم إذا خالفتم رأينا فقد ضللتم لا نقول ذلك ولكن الذي نقوله أن هناك مسائل لا نملك نحن أن نختلف عليها ولا نملك أن ننقسم فيها.

فصل الجنوب جريمة وخيانة:

هناك بعض الشماليين يقولون(( أصلوا الجنوب وأريحونا)) هؤلاء الذين ينادون بفصل الجنوب هم خونة لوطنهم تماماً كالانيانيا لأن المسألة هي مسألة مصير يربطنا جميعاً فنحن في حدود المصير الواحد نختلف ما شاء الله لنا أن نختلف نحن لسنا أوصياء على الجنوبيين، كما قلت ولا نملك الحق لنطالب بحق أي امتياز على الجنوبيين فنحن والجنوبيون نحافظ على السودان الواحد وفي إطار السودان الواحد(( والحشاش يملأ شبكته)).

أن الحل السياسي يمكن أن يقوم وأن يسود بيننا وبين إخواننا الجنوبيين ونحن في سياستنا متجهين للاتفاق السياسي في الإطار العام للسودان الموحد وقد تركت في الخرطوم مؤتمر الأحزاب منعقداً بعدما دعوته وحددنا بحث النقاط التى مازالت موضع خلاف في توصيات لجنة الأثني عشر وسيبحث مؤتمر الأحزاب كل الطرق الممكنة للوصول إلى اتفاق سياسي بين الأحزاب باعتبار أن مشكلة الجنوب مشكلة قومية.

الأحزاب الجنوبية:

لقد فتحنا باب التفاهم للأحزاب الجنوبية على أساس أن كل مواطن يجب أن يكون صالحاً إلا إذا ثبت أنه يعمل ضد بلاده ومجتمعه وأهله ففي هذه الحالة فان القانون سيكفي شره ويقوم بالواجب نيابة عن الدولة في أمره لقد فتحنا باب التفاهم وفتحنا باب الاتصال على مصراعيه ولم نقفله في وجه أحد مادام ليس هناك إثبات على انه يجرم في حق وطنه وإن ثبت أنه يجرم في حق وطنه بالطبع سواء كان جنوبياً أو شمالياً فأن باب التعاون أمامه مغلق نحن يا إخواني بالنسبة للإجراءات التي اتخذت و التى سوف تتخذ من جانب القوات المسلحة وقوات المن السودانية نقول إنها ليست حرباً شمالية ضد الجنوب ولا أنها قائمة بحرب ضد المسيحيين ولا قائمة بحرب ضد قبائل الجنوب وضد العنصر الزنجي. أن المسألة هى أن هذه القوات المسلحة قوات اسند عليها واجب المحافظة على الأمن والنظام في أي جزء من أجزاء السودان مهما كان الأشخاص أو القبائل أو الاتجاهات القائمة في الإخلال بالأمن والنظام فالمسألة ليست مسألة حرب دينية ولا حرب عنصرية ولا مسألة حرب قبلية ولا حرب بين الشمال والجنوب المسالة هى أن جزاءاً من السودان تقوم فيه أي جماعة مهما كانت ألوانها وأشكالها أو قبائلها أن تحدث النظام أو الأمن أو القانون لابد أن تعاقب وان توقف في حدها ولذلك فأن السياسة التى تسير عليها أوضاعنا كلها هي القهر والعمل المحدد القويم ضد من يحمل السلاح ضد بلده أما المسألة العنصرية فالسودان كله قبائل مختلفة وبطون مختلفة ولابد من التعايش في ظل هذا الوضع القبلي والوضع العنصري ولابد من عدم التحيز لعنصر على آخر حتى نكفل للسودان وحدته وتضامنه أما مسألة المسيحيين فنحن لا نحارب الأديان وغنما الإسلام يعترف بالأديان الكتابية الأخرى ويتسامح في معاملتها وينظم علاقاتها ويعطيها حرية البقاء والعبادة وليس هناك أي خلاف إلا مع الذين يودون استغلال الدين لأغراض سياسية ولذلك نحن لاعداء لنا مع المسيحيين ولا لأي جزء آخر من قبائل السودان فأنما المسألة مسألة عمل ضده جماعه حاربت دولتها وحاربت كيانها وحاربت وجودها وهذه الجماعة إذا تكونت في أي جزء من أجزاء السودان فتعتبر خائنه فلا بد أن تواجه بمثل ما ووجهت به من أجل ذلك نحن الآن نضع قانوناً للخيانة العظمي وليس لدينا قانون كاف للخيانة العظمي يحدد كل من يعمل ضد سياسة السودان أو استقلال السودان أو وحدة السودان فهو خائن وهذا القانون سيكون محدداً ومفصلاً على أساس أن كل من يخطي ضد وحدة السودان أو ضد استقلال السودان أو ضد سيادة السودان لن تغفل عنه قوى السودان ولن تغفل عنه دولة السودان فينبغي أن ينال جزاه الرادع في ظل القانون هذه حقوق الأمة ونحن لا نستطيع أن نختلف في أي واحد فيها والذي يختلف فيها إنما يتلاعب ولابد من تأديبه لآن حقوق الأمة فوق الجميع في ووحدة البلاد واستقلالها وسيادتها فوق الجميع إذا حدثت خلافات ينبغي أن تحصل في الآراء فالناس طبعاً أحرار لكن لابد من أن تكفل حقوق الأمة ولابد من أن هذه الحقوق المصيرية لا يعبث بها ولا يترك أي مجال للاختلاف عليها أن الناس يتحدثون كثيراً عن القوات المسلحة وينالون شيئاً من حقها حقيقة أن قواتنا المسلحة من أعظم القوات المسلحة في أفريقيا وهى ذاتها خاضعة للقانون ولا تستطيع أن تعمل شيئا خارج نطاق القانون ولديها قيادة ولديها نظماً تعمل على ضوئها ولا تخرج عن النظام وعن أسسه وعن مسلكه وليس لديها عداء قبليا لجهة من الجهات ولا لديها عداء دينيا لجهة من الجهات وإنما هي اليد اليمني للدولة للقضاء على أي تحدي لمصير الدولة أو كيان الدولة أو لوحدة الدولة وهكذا ينبغي أن يفهم واجبها وهي تسير على أساس وأضح وان أي عمل تقوم به هناك ضرورة لرحمة البريء ولرحمة المواطن العادي حتى لا تكون القسوة موجهه ألا ضد الذين قاموا فعلا بالعمل المخرب الضار وينبغي أن يكون شعارها الرحمة للمواطنين الأبرياء المساكين الذين زعزعوا وضللوا وأرهبوا من الجنوبيين الذين لا ناقه لهم ولا جمل في حركة الاضطراب والفوضى القائمة الآن ولكن لا بد أن يركز العمل ضد الجماعة التى تخرب والتي تمزق والتي تقوم بالفتنة فعلا وطبعاً لا نستبعد أن يصاب في بعض الأحيان شخصاً برئيا عما إذا كان قريباً من الذين يحملون السلاح ضد دولتهم أو كان في شكل من الأشكال متواطئنا أو متفاهما معهم ولكن هذه المسألة مسألة عادية لأن الفتنه لا تصبين الذين ظلموا منكم خاصة والرصاص لا يميز ولكن نريده والذي تعمل القوات المسلحة بموجبة هو حرصنا بأن يحصروا عملهم كله في المخرب فعلا والمتمرد فعلا والخارج فعلا ويستثنوا المواطن البريء العادي ويضعوا أمامه أبواب الحياة ويمكنوه من الاستقرار والسعادة في أي منطقة من المناطق التى يأوى إليها.




Post: #118
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:20 AM
Parent: #1

الخطاب الذي ألقاه السيد الصادق المهدي رئيس

مجلس الوزراء في نادي واو



بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

وزملائي نشكركم شكراً جزيلاًً على كل ما قدمتم لنا فوجوهكم التى استبشرت بمجيئنا وقلوبكم التى انشرحت للقائنا، واستقبالكم لنا في كل منعرج، وفي كل دار أثلج صدورنا وشعرنا بعده بحسن التقدير وحسن العلاقة، فنحن لذلك شاكرون شكراً جزيلاً وهذه كما تعلمون الليلة الأخيرة التى نقضيها معكم في بحر الغزال لنعود بعدها إلى الخرطوم إن شاء الله ثم نعود بعد حضور مؤتمر القمة إلى ملكال وربما مررنا بهذه المنطقة مرة أخري أيضاً فنرجوا أن نذهب ونعود لنجدكم على خير وعافيه ونجدكم سالمين طيبين عاملين في الخط الذي نرجو أن تحشد في سبيله كل إرادات السودانيين على اختلاف اتجاهاتهم ومواقفهم، خط الدفاع عن وحدة البلاد وسلامتها وكيانها، وخط تعمير هذه المنطقة التى خربتها أيدي المخربين وعثت فيها جيوبها فسادا حينا من الدهر، فأصبح واجبنا الآن أن نحشد قوانا كلها لنعمل عملا أكيدا متواصلا لنغير هذه النغمة المتشائمة ولنزيل هذا القلق ولنحل محله الحياة الكريمة الطيبة القوية القويمة، حتى نسعد شعبنا في هذه المنطقة، وحتى نوفق إلى تعمير ما خربة المخربون وحكومة السودان قد وضعت معكم رجالا شهدت من اتصالي بهم وعلاقتي معهم حرصهم الشديد الأكيد على التعاون مع الناس كلهم لاجتياز هذه المحنه بسلام، ولمست فيهم سعة الأفق والاستعداد للتضحية بكل ما في يدهم وفي أعصابهم وفي عقولهم وفي عظمهم ولحمهم أن يضحوا به في سبيل إنقاذ هذا الجزء من الوطن من براثن الشر التى تطاولت عليه فمست جزءاً منه. نحن يا إخواني في أغسطس الماضي دعونا إلى اجتماع حضره أعضاء لجان الأمن في المديريات الثلاث بحث هذا الاجتماع حالة المن وحالة الإنتاج وحالة الخدمات في المديريات الجنوبية واتخذ قرارات كان الواجب أن يقوم المسئولون بتنفيذها حسب ما اتفقوا على ذلك وفعلا جاءوا وشرعوا في التنفيذ، وزيارتي هذه لاجتمع معهم واعرف ما تم من القرارات التى اتخذت والتأكد من أن القرارات التى اتخذت لتأمين موقف الأمن مسألة الخدمات وإنعاش مسألة الإنتاج قد نفذت، وأن لم تنفذ لمعرفة العوائق التى اعترضت السبيل حتى نتمكن من علاجها، والحمد الله قد وفقنا إلى معرفة كل هذا بالنسبة لمديريتي الاستوائية وبحر الغزال فقد تم جزء كبير من تنفيذ تلك القرارات والأجزاء الأخرى سائرة نحو التنفيذ حتى تفتح جميع نقاط البوليس وحتى تفتح جميع المدارس والشفخانات وحتى يؤتي بالأدوية وبكل ما يلزم لقرى السلام وحتى يؤتى بكل ما يمكن إخواننا الذين ضللوا وشردوا ودخلوا الغابة حتى يتمكنوا من الاستقرار في قري آمنة مطمئنة زاخرة بالخدمات وبوسائل كسب العيش، وأيضاً فيها القوة الكافية من القوات السودانية لحمايتها من أي تلاعب أو تآمر قد يحيط بها. هذه المهمة، مهمة النظر في ما نفذ من قرارات مؤتمرات لجان الأمن في أغسطس الماضي قد نظرنا في المديريتين الاستوائية وبحر الغزال وأني مطمئن على أن جزءاً كبيراً من القرارات قد نفذ وأن الجزء الآخر في طريقة إلى التنفيذ وأن الجزء الذي لم ينفذ قد أزيلت العوائق والعقبات والصعوبات التى اعترضت سبيله، أننا قد حرصنا في هذه الزيارة أن نطمئن على موقف الأمن، والحمد الله، نعتقد وأن موقف الأمن مطمئن، وإن الدار محروسة، وإن نتحرى عن مستوى الخدمات والإنتاج في مستواها القديم، نتحرى عن المدارس التى كانت عاملة فتوقفت والمستشفيات التى كانت عاملة فتعطلت والشفخانات التى كانت عاملة فأغلقت ونقاط البيطري والمشروعات الزراعية والمناشير للغابات والنشاط كله، كان همنا أن نعرف النشاط الذي كان سائراً وحددنا فيه ما يمكن فتحه في مدي قصير وما ينبغي أن نعد الخطة الطويلة ليفتح حتى نعاود النشاط المدني في الإنتاج والخدمات إلى المستوى الذي كان سائداً وسائراً وعاملاً قبل التخريب الأخير، هذه واحدة، والأخرى هى أننا حسب القرار الذي اتخذناه في مؤتمر المائدة المستديرة قد قررنا أن يقوم جهاز تخطيط فرعي للمديريات الجنوبية لكي ما تعالج تخلفها ولكي ما يسرع بها للتقدم في نطاق خطة فرعية توضع وإدراك ما فات المديريات الجنوبية وتطويرها وتقدمها في مسألة الخدمات ومسألة الإنتاج وهذه الخطة الخمسية التى سنضعها للسودان كله، ولكنها ستكون فرعية أو أنها ستتركز في المديريات الجنوبية حتى ندرك فيها ما فاتنا ونتم بموجبها النقص في مستوى الإنتاج والخدمات في هذه المديريات الجنوبية إن الناس مشغولون بمسألة مشكلة المديريات الجنوبية والحقيقة أنه ما من شك في أن كل البلدان الأفريقية فيها مشاكل قبلية ومشاكل اقليات ومشاكل صراع بين مختلف الأقليات هذه المسائل عاشت في عدد كبير من الأقطار الأفريقية ولكن نحن في السودان يجب أن نفهم كيف نشأت المشكلة في المديريات الجنوبية علينا أن نعرف أولا الأسباب لتكون الأدلة في أيدينا. إن الوسائل والدلائل تشير على وجود المشكلة. وأنا أريد أن أتكلم عن السبيل الذي أدي إلى قيام مشكلة المديريات الجنوبية وأدي إلى الخلاف بينها وبين المديريات الشمالية ثم أدى غلى المحنة التى نريد الخروج منها إن الإنجليز عندما فتحوا بلادنا لم يجدوا بلادنا بلا اتجاه لقد كان لبلادنا اتجاه قائم على مبدأ وعقيدة وقد وجدوا أيضاً أن هناك اختلافا بين عناصر السودان كلها يعنى أن الناس في المديريات الشمالية ليسوا من عنصر واحد فهناك عناصر مختلفة، فيها العربي وفيها الزنجي وفيها النوبي فيها كل الأجناس وكل القبائل اختلطت هذه العناصر وتمازجت وامتزجت فادت إلى السكان الموجودين الآن في المديريات الجنوبية وهنا كانت مهمتهم مسألة القضاء على الحروب القبلية، في الجهات المختلفة، وتأمين المناطق المتباينة وذلك قبل أن يكتمل لديهم الغرض في فرض سيطرتهم على البلد واستمروا كذلك لغاية سنة 1930، وقبل سنة 30 بقليل كان السكرتير الإداري في ذلك الوقت له أفكار سوداء وأفكار خبيثة يريد بها الفتنة وهو هارولد ما كما يكل. هذا الرجل تولى مسئولية السكرتير الإداري في السودان وهو الذي وضع السياسة التى سميت فيما بعد ( السياسة نحو الجنوب) وهي سياسة خاصة الغرض منها خلق مركز تجمع قوى في الجنوب مضاد للتجمع القومي في الشمال، وإن يخلق الفتنة ما بين مركزي التجمع القومي في الشمال وفي الجنوب بالصورة التى تسبب الفرقة والصراع والاحتكال والحرب،وقد وضع هذه السياسة وأوصى بها وقبلتها حكومته بعد ذلك وقبلها الحاكم العام، وبدا في تنفيذها وأساس هذه السياسة وإنما يقفل مجال التفاعل العادي ما بين الناس في الجنوب والناس في الشمال ولكي يستمر في تنفيذ خططه وضع أسساً معينة ليسير عليها التخطيط في الجنوب إن ما قلته حقيقة ثابتة ووثائقها موجودة. هذه هي السياسة التى وضعها الإنجليز في سنة 1930 في الجنوب وقادها هذا الشخص ذو الأفكار الخبيثة السوداء ووضع هو أسسها وطريقة تطبيقها هذه السياسة هدفها الأساسي تعكير صفو العلاقات ما بين الجنوب والشمال بأن لا تسير سيرها الطبيعي هذه السياسة هدفها الأساسي تعكير صفو العلاقات ما بين الجنوب والشمال بأن لا تسير سيرها الطبيعي ولا تقوم إلا على أساس الإكراه لا على أساس التسامح تقوم على أساس أن الجنوب يسير وفق تخطيط محدد معين، أسسه موضوعة في خطاب كتبه هذا السكرتير الإداري، وبموجبه بدأ تنفيذ هذه السياسة وتتلخص أسسها في الآتي أولاً: أن يحصر تطور الجنوبيين في نطاق العادات القبلية والعوائد القبلية القديمة. ثانياً: أن تشجيع اللهجات المحلية. ثالثاً: إذا كانت هناك ضرورة للغة عامة غير اللهجات المحلية فلا بد أن تكون اللغة الإنجليزية ثم محاربة اللغة العربية في أي صورة من صورها ومنع المخاطبة بها وتحريم أي مظهر من المظاهر الشمالية العربية أو أي شكل يمكن أن ينتمي إلى العرب والعروبة مع محاربة العادات الشمالية في الجنوب محاربة تامة ومحاربة الزي العربي ومحاربة الإسلام ومحاربة جميع العادات العربية والإسلامية وكل الآثار الإسلامية والعربية، وترحيل الموظفين الشماليين في أي مستوى من مستوياتهم من الجنوب وترحيل التجار الشماليين بأي صورة من صور وجودهم من الجنوب وتشجيع التجارة فقط للأجانب من الخواجات وإزالة جميع جيوب الوجود الإسلامي أو العربي إذا كانت هناك أو أي قبيلة أو أي ناس متزوجين من الجنوب أو مستقرين في الجنوب في أي صورة من صورهم من شتى القبائل المختلفة إن كانت مسلمة تستأصل وتبعد هذه السياسة لم تطبق باللين، ولم تطبق بتفاهم بل طبقت بالقوة وبالعنف وبكل ما يسند قانونهم من القوة والعنف، وساروا فيها بغرض أن يخلقوا في الجنوب تجمعا قومياً مضاداً للتجمع القومي الموجود في الشمال يقوم على أساس الفتنة بين هذين التجمعين. هذه السياسة سارت فيها هذه العقلية السوداء بقوة وبعنف وبحماس وبتفصيل في كل مستوى من المستويات حتى تمكنت من أن تغرس الحبة السوداء التى اتجهت في النهاية التمرد الذي نعيش اليوم في نتائجه الضارة إن إخواننا الجنوبيين غير مسئولين من هذا الضلال أنهم كانوا ضحايا لهذا الضلال، وهذا التضليل وقد وضع مخططة مستعمر أراد أن يفرق بيننا وان يمزق شملنا، وهم أذن ضحايا ينبغي أن ننظر إليهم كضحايا وقعوا في جبال وشراك هذا التفكير والتخطيط الآثم. وبعد هذا أن انتهت بالطبع الحرب العالمية الثانية حوالي 1946 وقبلها بقليل، ابتدأ الإنجليز يفكرون في أن بقاءهم هنا محدود وأنهم لن يبقوا إلى الأبد لأنه أصبح مؤكداً بعد الحرب العالمية الثانية أن الاستعمار في كل مكان في حالة رحيل وفي حالة ضعف وفي حالة هزيمة، فأبتدأوا يفكرون فيما يعملون حيال هذا الجنوب وكيف يتصرفون في المشكلة التي خلقوها كالنبت الشيطاني وهداهم تفكيرهم الاستعماري بأنه ليس هنا غير ثلاثة أساليب، أما أن يرتبط مستقبل الجنوبيين بالشماليين وأما أن يبقي الجنوب دولة مستقلة، أو ينضم الجنوبيون ليوغندا صعب المنال لأنه إذا انضم الجنوب ليوغندا فأن هناك منطقة في يوغندا في الشمال فيها مشكلة، يعني أن هناك في يوغندا مشكلة أيضاً بين الشمال والجنوب فإذا أضيف الجنوب إلى شمال يوغندا فسيزيد من المشكلة في يوغندا ذاتها بين الشمال والجنوب هذه واحدة أما مسألة أن يكون الجنوب دولة مستقلة فقد وجدوا أنهم لم يضعوا الأسس الاقتصادية حتى يقوم الاستقلال على ساقية لأنهم مع ضيق افقهم ومع قلة فهمهم عملوا على خلق فتنة ما بين الجنوبيين الشماليين ولكن فأت عليهم أنهم لم يعملوا قاعدة اقتصادية للجنوبيين ليقفوا عليها فوجدوا أنه ليس بمقدور الجنوبي الوقوف على قدميه منفرداً وبالتالي لا يقدر في هذه الفترة الوجيزة تكوين دولة مستقلة وانه ليس هناك طريقة غير أن يبقي الجنوب والشمال كما هو، وأن لا سبيل إلى غير ذلك وخصوصاً ولم يبق لهم إلا أيام معدودات في السودان وفي تلك المرحلة أيضاً كان قد وصل بعضهم من ذوى العقليات المستنيرة وصل أولا نيوبولدو بعده روبرسون لا شك أنهما كانا بالنسبة لصحاب العقلية الآثمة (ما كما يكل) أناسا عندهم فهم وعقلهم أوسع من تفكير ذلك المجرم. ولذلك قادوا حركة في الداخل الإدارة البريطانية تؤكد أنه لا مفر من أن يعتبر الجنوب والشمال قطراً واحداً وساروا في هذا الاتجاه وبحمد الله أن إخواننا الجنوبيين مع ما حدث من تضليل ومع ما حدث من فتنة بالرغم من هذا كله كان عدد كبير جداً منهم قد وافق في مؤتمر جوبا على تأكيد وحدة القطر جنوباً وشمالاً ولكن المدة التى بدأت فيها هذه السياسة كانت ضيقة لأن هذه السياسة بدأت بعج عام 1946 تلها بعد ذلك تطورات إلى أن نال السودان الحكم الذاتي ثم نال استقلاله وفي عهد الاستقلال لم يجد السودان فرصة كافية ليت مكن من تطويره وعلاج مشكلة الجنوب فقام بعد ذلك الحكم العسكري ولاشك أن الحكم العسكري لم يفكر في حل مشكلة الجنوب حلاً سياسياً وإنما نظر إلى المشكلة من زاوية أخري بعيدة كل البعد عن الجانب السياسي وهذه هي مشكلة الحكم العسكري نفسه فقد ترك الأزمة مستحكمة إلى أن هبت ثورة أكتوبر الظافرة التى إعادة الديمقراطية. إن إخواننا الذين يتحدثون عن الحكم العسكري يخلطون في كثير من الأحيان بين الحكم العسكري والجيش ولكن لابد أن يكون واضحاً لدينا أن الجيش لم يكن جزءاً من الحكم العسكري لقد كان الجيش في أثناء الحكم العسكري مأموراً والمسألة كانت عصابة من الناس سيطرت على قطاعات السودانيين القطاع المدني والقطاع العسكري وفرضت عليهم سياسة خاطئة منحرفة ولما قامت ثورة أكتوبر قامت القوات المسلحة إلى جنب القوات المدنية بواجب كبير جداً على إزالة الحكم العسكري وإعادة الديمقراطية والحقيقة أن حكومة أكتوبر عندما تسلمت الحكم اتجهت إلى حل مشكلة الجنوب حلا سياسياً بأسرع فرصة ممكنة ولذلك دعت لمؤتمر المائدة المستديرة وحكومة أكتوبر نفسها وقعت في أخطاء كثيرة ولم يكن الخطأ سر الختم الخليفة وحدة لقد أخطأنا كلنا فقد كنا مشتركين في هذا الخطأ لقد قلنا أن الحكم العسكري قد أخطأ فلا بد أن نفتح صفحة جديدة هذه الصفحة الجديدة هي أننا نجلس مع إخواننا الجنوبيين في مائدة واحدة ونبحث معهم أصل المشكلة وكونا مؤتمر المائدة المستديرة وأول ما لمسناه إن إخواننا الجنوبيين لم يكن لديهم حزب سياسي أو أحزاب سياسية متماسكة. أن جبهة الجنوب التي قامت في ذلك الوقت قامت في أثناء تلك الفترة وفي أثناء المشاورات التى حدثت بعد أكتوبر لاختيار وزراء جنوبيين ولا وجود لجبهة الجنوب قبل ثورة أكتوبر إطلاقاً. لقد كان لحركة المتمردين في الغابة والجنوبيين الذين كانوا مقيمين في يوغندا وفي كمبالا وفي كينيا وجود ولذا وجهنا إليهم نداء وأرسلنا إليهم مناديب وقلنا لهم تعالوا لنتفاهم وكنا نعتقد أنهم سيلبون نداءنا مسرعين خاصة بعد نهاية الحكم العسكري لنتفاهم تفاهماً تاماً وننهي المشكلة ولكنهم لم يستجيبوا لنا والذي استجاب لندائنا هو السيد وليم دينق وما عداه هو السيد أقرى جادين الذي جاء إلى مؤتمر المائدة المستديرة ووقف في المكرفون وكال لنا السباب ثم خرج ولم يعد أما جبهة الجنوب لم تكن حزباً سياسياً فقد تكونت من الموظفين السودانيين الجنوبيين الموجودين بالشمال وقد وجدنا أنفسنا نتكلم كلاماً سياسياً مع جماعة ليست منظمة تنظيماً سياسياً. لقد اكتشفنا هذا. واكتشفنا أمراً آخر ذلك أننا لم نكن نعرف أن المحتمين بالغابة لا علاقة لهم بالقيادات السياسية هناك كما انهم لا يتلقون الأوامر منهم وفي القوت الذي كنا نتفاهم ونتشاور مع القيادات السياسية الجنوبية ظن المتمردون بالغابات والخارجون على القانون إن الشمال قد انهزموا وان الجيوش السودانية قد انهزمت ففسروا مفاوضاتنا وتشاورنا مع السياسيين الجنوبيين هزيمة بأنه وضعفاً ولذا أخذوا يعيثون في الأرض فساداً وخيل إليهم أن القوى السودانية قد انهدت وانهزمت وأن الفرصة قد سنحت لهم ليقيموا حكومة وهمية صورية فقاموا بسياسة الضغط على الأهالي ففرضوا الضرائب على الأهالي ووزعوا عليهم أعلامهم على أساس حكومتهم الجديدة واضطهدوا كل من خرج على أرادتهم.

لقد كان هذا يا أخواني من أكبر الأخطاء التى وقعنا فيها فبينما نحن نتفاوض مع السياسيين فإذا بالمتمردين الذين يحملون البنادق بأيديهم رفعوا أسلحتهم في وجوه الناس ######روا الناس لخدمتهم وفرضوا الضرائب ونهبوا واستولوا على الماشية وخطفوا النساء والأطفال وعاثوا في الأرض فساداً وخراباً في تلك الفترة من الزمن هذا من ناحية ومن ناحية أخري فأن إخواننا في جبهة الجنوب لم يكونوا بادئ ذي بدء حزباً سياسياً كما قلت وعندما أحسوا بأن لهم وزناً سياسياً فأن أي موظف منهم مهما كان صغيراً كان يشعر ما دام هو في جبهة الجنوب وجبهة الجنوب حزب سياسي مشترك في الحكومة يستطيع أو في إمكانه أن يأمر الموظف الذي هو اكبر منه ليطيع أمره وقد سبب لنا هذا السلوك فوضى وبدأنا نجابه ثلاث مشكلات الأولي أننا نتفاوض مع جماعة لا تنتمي إلى حزب سياسي. ثانياً: أن ألانانيا اعتبروا أن فترة الهدنة ضعف وتراجع ولذا أطلقوا أيديهم في البلد، ثالثاً: أن إخواننا في جبهة الجنوب اعتبروا أن لهم رأياً في السلطة الحاكمة وهم موظفون في أماكنهم أحداث تغيير في قاعدة جهاز الخدمة المدنية وأن كل موظف تحت إدارتهم يخضع لإدارتهم. لقد كان لدي كل واحد منهم شعور بأن مسئوليته كسياسي مستمدة من تنظيم حزبه السياسي. وأما هذا الوضع وجدنا أنفسنا في حالة صعبة يضاف إلى ذلك أننا في الشمال كنا نعاني نفس المشكلة ذلك أن جبهة الهيئات التى ولدت مع ثورة الحادي والعشرين من أكتوبر قد نظمت نفسها تنظيماً سياسياً مثل جبهة الجنوب وأخذوا يتطلعون إلى الحكم فوجدنا أنفسنا بين نوعين من التنظيمات كلاهما نشأ مع ثورة أكتوبر ولم يكن لدى جبهة الهيئات استعداد لتحكم لذا كان حرصنا شديداً على إجراء الانتخابات في موعدها إذ لا سبيل لتغيير الحكومة الانتقالية إلا بتغيير الأساس كله من القمة إلى القاعدة.

لقد رأينا أنه لابد من تغيير الحكومة تغييراً كلياً لتتولى الحكم حكومة قادرة على أساس إنشاء جمعية تأسيسه تكون مسئولة أمام الشعب ولإزالة كل هذا العبث إن المسالة كانت مسألة ضرورية وهي مسألة تغيير هيكل الحكومة الماضية.

لقد أحسن الناس كلهم أن الحكومة القومية الأولي قد أخطأت وإن كانت أخطأت بحسن نية لكن عندما أدركنا أنها أخطأت كان لابد من تصحيحها وأدركنا أن أحوال الأمن في الجنوب متدهورة. وأحوال الأمن حتى في الشمال متدهورة كان لابد من اتخاذ هذه الخطوات وعندما انتهت الفترة الماضية وبعد الانتخابات حدث رد فعل فقد حدث نوع من القلق والخوف أدي إلي رد فعل ورد الفعل أدي إلى حوادث كثيرة منها الحادثة التى حصلت في مدينة واو والحادثة التى حصلت في مدينة جوبا. وردود الفعل كانت مرتبطة بالقلق والاضطراب الذي نشأ قبل تلك الفترة. ولذلك لابد أن نفهم كل الأحداث التى حصلت بعد حكومة أكتوبر الانتقالية على أنها في الحقيقة كانت في الشمال والجنوب والذي حدث في الشمال من أخطاء مثل ما حدث في الجنوب. فإذا أصاب خطأ بريئاً فلابد أن يفهم على أساس أن الحوادث في الشمال والجنوب كانت مرتبطة بظروف القلق والاضطراب التى سبقت الحكومة الانتقالية التى خلفت حكومة أكتوبر ولابد أن يدرك أن هذه المسألة كانت مجرد رد فعل في ظروف معينة وليس هناك تخطيط لإصابة أي بريء بضرر من الأضرار.

سياستنا نحو الجنوب:

أن السؤال الذي يسألنا عنه الأخوان ومن حقهم أن يسألوا ومن واجبي أن أجيب عليه ما هي سياستنا الآن نحو الجنوب. أن كل ما ذكرته من سياسة الماضي قد أصبح في حساب التاريخ واصبح ذكري يعرفها الناس فالمواطنون يريدون الآن أن يعرفوا موقفنا من مشكلة الجنوب لذا أريد أن أتحدث إليكم بطريقة واضحة.

أننا أيها الأخوان نعتقد أن مشكلة المديريات الجنوبية كما قلنا لها تاريخ. والعناصر التى انساقت وراء هذه الحركة سيكونون ضحايا هذا التاريخ. ولكن في هذا الوقت بالذات يقول بعض الناس حديثاً كثيراً عن حل مشكلة الجنوب ونحن نعتقد أن ما يتردد على بعض ألا لسنة غير مشروع ولا معقول ولا مقبول وليس في الإمكان الاتفاق عليه مثلا يقول بعضهم بالاستفتاء ويقول البعض بتقرير المصير وبعضهم يقول باستقلال المديريات الجنوبية. كل هذه المطالب أو الشعارات أو المقترحات أو الحلول التى يراها بعض الناس ليست مشروعة لأن السودان كله قد قرر مصيره كوحدة لا تقبل الانقسام يوم نادينا باستقلال السودان وقررناه وحققناه.

لن نفرط في شبر من السودان:

أن هذه الأرض قد ورثناها وليس في إمكاننا أن نفرط في شبر واحد منها ولا بد أن نحتفظ بها مشتركة بيننا وبين بعضنا البعض نطورها ونحميها وفي نظرنا أن هذه المطالب غير شرعية وغير ممكن التفاهم فيها لأن هذه مسائل مصير لا تقبل التهاون والمساومة فيها ولكن مما لاشك فيه توجد مطالب حقيقية ومطالب صحيحة سليمه نحن نعترف بها ونعتقد أنه لابد من أن نعالج ولابد من أن تواجه مثلا لابد لظروف السودان من أن يكون الحكم فيه لا مركزياً وأن يكون لكل أقليم في هذا الوضع اللامركزى ذاتية في ظل السودان الموحد وفي ظل الدولة الموحدة ومثل هذا الوضع اللامركزي ذاتية في ظل السودان الموحد وفي ظل الدولة الموحدة ومثل هذا المطلب لأقاليم السودان المختلفة عادل ومعقول وهو يحقق اللامركزية في الحكم المحلي وهذا مطلب عادل ومفهوم وهناك مطالب أخري فإخواننا الجنوبيون يقولون أنهم لم يكونوا مشتركين في المسئوليات المختلفة بالقدر الكافئ ويقولون أنهم لم يكونوا مشتركين في المسئوليات المختلفة بالقدر الكافي ويقولون أنهم متخلفون في الإدارة والجيش والبوليس نصيباً عادلاً ومعترفاً به وهذا أيضاً من المطالب العادلة وينبغي أن تعالج جوانب التخلف الشاملة في أي أقليم من أقاليم السودان بحزم وعزم وسرعة. وهناك مطلب بالمساواة وإذا كان إخواننا في الجنوب يحسون بأي جانب من جوانب القانون أو التطبيق للقانون في أي صورة من صورة عامل على تفرقة بين الشمالي والجنوبي وعلى تحيز قبيلة على قبيلة وعامل على تحيز جهة على جهة فانه لابد من إزالته والمطالبة بإزالته عادلة ومعقولة وأي حركة سياسية لا تستطيع أن تحمي امتيازاً لأي عنصر من العناصر أو أي قبيلة من القبائل أو أي جهة من الجهات لابد من علاجها بأسرع فرصة ممكنة أما مطالب التعمير يا أخواني فأن المديريات الجنوبية متخلفة ومفلسة لا سباب عديدة بسبب السياسة البريطانية ذاتها وللتخلف والإهمال أسباب كثيرة فلابد من علاج التخلف ولابد من الإسراع بخطي التطور في هذه المنطقة أن هذا الكلام إنما يريد أن يسبب فتنة في البلاد ويعمق الخلاف بين المواطنين. أن جميع المطالب وجميع الأهداف وجميع الاتجاهات في إطار السودان الموحد لا غبار عليها فالمسالة ليست مسالة وصاية منا على الجنوب أو من الجنوبيين علينا أو وصاية لأية جهة أخرى وإنما المسألة أن هذا الوطن واحد لنا جميعاً نحن لا نقول للجنوبيين اتبعونا ولا نقول لهم اسمعوا كلامنا ولا نقول لهم إذا خالفتم رأينا فقد ضللتم لا نقول ذلك ولكن الذي نقوله أن هناك مسائل لا نملك نحن أن نختلف عليها ولا نملك أن ننقسم فيها.

فصل الجنوب جريمة وخيانة:

هناك بعض الشماليين يقولون(( أصلوا الجنوب وأريحونا)) هؤلاء الذين ينادون بفصل الجنوب هم خونة لوطنهم تماماً كالانيانيا لأن المسألة هي مسألة مصير يربطنا جميعاً فنحن في حدود المصير الواحد نختلف ما شاء الله لنا أن نختلف نحن لسنا أوصياء على الجنوبيين، كما قلت ولا نملك الحق لنطالب بحق أي امتياز على الجنوبيين فنحن والجنوبيون نحافظ على السودان الواحد وفي إطار السودان الواحد(( والحشاش يملأ شبكته)).

أن الحل السياسي يمكن أن يقوم وأن يسود بيننا وبين إخواننا الجنوبيين ونحن في سياستنا متجهين للاتفاق السياسي في الإطار العام للسودان الموحد وقد تركت في الخرطوم مؤتمر الأحزاب منعقداً بعدما دعوته وحددنا بحث النقاط التى مازالت موضع خلاف في توصيات لجنة الأثني عشر وسيبحث مؤتمر الأحزاب كل الطرق الممكنة للوصول إلى اتفاق سياسي بين الأحزاب باعتبار أن مشكلة الجنوب مشكلة قومية.

الأحزاب الجنوبية:

لقد فتحنا باب التفاهم للأحزاب الجنوبية على أساس أن كل مواطن يجب أن يكون صالحاً إلا إذا ثبت أنه يعمل ضد بلاده ومجتمعه وأهله ففي هذه الحالة فان القانون سيكفي شره ويقوم بالواجب نيابة عن الدولة في أمره لقد فتحنا باب التفاهم وفتحنا باب الاتصال على مصراعيه ولم نقفله في وجه أحد مادام ليس هناك إثبات على انه يجرم في حق وطنه وإن ثبت أنه يجرم في حق وطنه بالطبع سواء كان جنوبياً أو شمالياً فأن باب التعاون أمامه مغلق نحن يا إخواني بالنسبة للإجراءات التي اتخذت و التى سوف تتخذ من جانب القوات المسلحة وقوات المن السودانية نقول إنها ليست حرباً شمالية ضد الجنوب ولا أنها قائمة بحرب ضد المسيحيين ولا قائمة بحرب ضد قبائل الجنوب وضد العنصر الزنجي. أن المسألة هى أن هذه القوات المسلحة قوات اسند عليها واجب المحافظة على الأمن والنظام في أي جزء من أجزاء السودان مهما كان الأشخاص أو القبائل أو الاتجاهات القائمة في الإخلال بالأمن والنظام فالمسألة ليست مسألة حرب دينية ولا حرب عنصرية ولا مسألة حرب قبلية ولا حرب بين الشمال والجنوب المسالة هى أن جزاءاً من السودان تقوم فيه أي جماعة مهما كانت ألوانها وأشكالها أو قبائلها أن تحدث النظام أو الأمن أو القانون لابد أن تعاقب وان توقف في حدها ولذلك فأن السياسة التى تسير عليها أوضاعنا كلها هي القهر والعمل المحدد القويم ضد من يحمل السلاح ضد بلده أما المسألة العنصرية فالسودان كله قبائل مختلفة وبطون مختلفة ولابد من التعايش في ظل هذا الوضع القبلي والوضع العنصري ولابد من عدم التحيز لعنصر على آخر حتى نكفل للسودان وحدته وتضامنه أما مسألة المسيحيين فنحن لا نحارب الأديان وغنما الإسلام يعترف بالأديان الكتابية الأخرى ويتسامح في معاملتها وينظم علاقاتها ويعطيها حرية البقاء والعبادة وليس هناك أي خلاف إلا مع الذين يودون استغلال الدين لأغراض سياسية ولذلك نحن لاعداء لنا مع المسيحيين ولا لأي جزء آخر من قبائل السودان فأنما المسألة مسألة عمل ضده جماعه حاربت دولتها وحاربت كيانها وحاربت وجودها وهذه الجماعة إذا تكونت في أي جزء من أجزاء السودان فتعتبر خائنه فلا بد أن تواجه بمثل ما ووجهت به من أجل ذلك نحن الآن نضع قانوناً للخيانة العظمي وليس لدينا قانون كاف للخيانة العظمي يحدد كل من يعمل ضد سياسة السودان أو استقلال السودان أو وحدة السودان فهو خائن وهذا القانون سيكون محدداً ومفصلاً على أساس أن كل من يخطي ضد وحدة السودان أو ضد استقلال السودان أو ضد سيادة السودان لن تغفل عنه قوى السودان ولن تغفل عنه دولة السودان فينبغي أن ينال جزاه الرادع في ظل القانون هذه حقوق الأمة ونحن لا نستطيع أن نختلف في أي واحد فيها والذي يختلف فيها إنما يتلاعب ولابد من تأديبه لآن حقوق الأمة فوق الجميع في ووحدة البلاد واستقلالها وسيادتها فوق الجميع إذا حدثت خلافات ينبغي أن تحصل في الآراء فالناس طبعاً أحرار لكن لابد من أن تكفل حقوق الأمة ولابد من أن هذه الحقوق المصيرية لا يعبث بها ولا يترك أي مجال للاختلاف عليها أن الناس يتحدثون كثيراً عن القوات المسلحة وينالون شيئاً من حقها حقيقة أن قواتنا المسلحة من أعظم القوات المسلحة في أفريقيا وهى ذاتها خاضعة للقانون ولا تستطيع أن تعمل شيئا خارج نطاق القانون ولديها قيادة ولديها نظماً تعمل على ضوئها ولا تخرج عن النظام وعن أسسه وعن مسلكه وليس لديها عداء قبليا لجهة من الجهات ولا لديها عداء دينيا لجهة من الجهات وإنما هي اليد اليمني للدولة للقضاء على أي تحدي لمصير الدولة أو كيان الدولة أو لوحدة الدولة وهكذا ينبغي أن يفهم واجبها وهي تسير على أساس وأضح وان أي عمل تقوم به هناك ضرورة لرحمة البريء ولرحمة المواطن العادي حتى لا تكون القسوة موجهه ألا ضد الذين قاموا فعلا بالعمل المخرب الضار وينبغي أن يكون شعارها الرحمة للمواطنين الأبرياء المساكين الذين زعزعوا وضللوا وأرهبوا من الجنوبيين الذين لا ناقه لهم ولا جمل في حركة الاضطراب والفوضى القائمة الآن ولكن لا بد أن يركز العمل ضد الجماعة التى تخرب والتي تمزق والتي تقوم بالفتنة فعلا وطبعاً لا نستبعد أن يصاب في بعض الأحيان شخصاً برئيا عما إذا كان قريباً من الذين يحملون السلاح ضد دولتهم أو كان في شكل من الأشكال متواطئنا أو متفاهما معهم ولكن هذه المسألة مسألة عادية لأن الفتنه لا تصبين الذين ظلموا منكم خاصة والرصاص لا يميز ولكن نريده والذي تعمل القوات المسلحة بموجبة هو حرصنا بأن يحصروا عملهم كله في المخرب فعلا والمتمرد فعلا والخارج فعلا ويستثنوا المواطن البريء العادي ويضعوا أمامه أبواب الحياة ويمكنوه من الاستقرار والسعادة في أي منطقة من المناطق التى يأوى إليها.




Post: #119
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:22 AM
Parent: #1

في الحفل الشعبي بملكال



كلمة السيد الصادق المهدي مجلس الوزراء في

الحفل الشعبي بملكال يوم 17/11/1966م



بسم الله الرحمن الرحيم



أخواني أخواتي

السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته،،،



أنا وزملائي نشكركم شكراً جزيلاً على هذا الاستقبال، وهذه الروح المليئة بالحماس والتأييد والترحاب والسرور حتى كأنما نحن وأنتم في عيد من أعيادنا،نشكركم لهذه الروح ونعتقد أن التكريم الذي نجده منكم ليس لنا ولذواتنا الشخصية الفانية وإنما هو للتعبير عن تضامن الأمة السودانية للعمل الموحد للقضاء على المشكلات التى تواجهها ولتأكيد أن عزيمتها وصبرها لا ينقضي ولا ينفذ بل تواجه المحنه بعد المحنه والمشكلة بعد المشكلة لتتمكن من الحفاظ على شرف ووحدة السودان وكرامة السودان والحفاظ على سلامة أراضيه وسعادة أبنائه وفتح الآفاق الواسعة لبنائه على أساس يرضى طموح أبنائه وبناته ويمهد لخلق مجتمع تتطلع الأقطار الأخرى له وتقتدي به ويسير نحو القوة والسعادة والسؤدد، وأنني يا أخواتي أعتقد أننا في احتفال وأن الاحتفال وبهجته ليس بالمكان الطبيعي للحديث الذي طلب منى أن أقوله لكم ولكن لابد أن أتحدث لكم لأننا لا نلتقي كثيراً وأنتم مواطنون حقكم على كمسئول أن أحدثكم في كل أمر يخص البلاد وأطلعكم على السياسة التى نتخذها فيما يتعلق بحل مشكلة المديريات الجنوبية فأنتم تطالبونني بذلك ليس فقط بهذه المناسبة ولكن لأنكم كمواطنين أنا ملزم أن أبلغكم بكل ما يدور في ذهني وقلبي وأن أوضح لكم الطريق الذي نسير فيه لحل مشكلة الجنوب حتى أن كان هناك تقويم توضحوه وان كان هناك غموض نوضحه لكم لأن الحكم السليم لا يقوم إلا على أساس من التفاهم التام بين المسؤولين والمواطنين والمسألة ليست مسألة راع ورعاية وإنما مسألة مسئول ومواطنين والحكم الذي نستند عليه اليوم حكم ديمقراطي وأن أخطأت فلا يشفع لي حسبي ونسبي ولا يشفع لي وضع اعطانيه الناس وإن أصبت فمهما كان ضعفى وقلة عدد من يقف معي فان الأمة السودانية ستوازرني وتعضدني وتعطيني القوة للسير إلى الأمام وعلى أساس هذا الفهم لابد من وضوح السياسة التى ننتهجها حتى إنكم تعلمون انه لا توجد جماعة معينة هى المسئولة عن مشكلة الجنوب فالمشكلة طبعاً تهم السودان كله على اختلاف وتباين أهله، أن الشعب السوداني كان يسير في تضامن وإخاء كي يكون أمة وأحدة موحدة ولكن عندما دخل الاستعمار البريطاني هذه البلاد كان يريد أن يعمل على فصل المديريات الجنوبية كان يريد أن يجعل من المديريات الجنوبية منطقة مقفولة كان يريد أن يخلق فيها شعوراً مضاداً للشعور الموجود في الشمال وأن يقوم فيها وجود مضاد للوجود الشمالي وعلى هذا يريد الاستعمار خلق تجمع قومي في الجنوب يختلف عن التجمع القومي في الشمال وإن كان الناس في الشمال مسلمين يحارب الإسلام في الجنوب ويفتح الباب للمسيحيين وإن كان الناس في الشمال يتحدثون العربية يقفل أبواب العربية في الجنوب ليتحدث الناس فيه الإنجليزية وأن كان سكان الشمال يتعممون فاليمنع التعمم والجلباب في الجنوب ليرتدي سكان الجنوب البنطلون والقميص وإذا كان الناس في الشمال يتسمون بأسماء عربية فليتسم الناس في الجنوب بأسماء غير عربية وإن كان الشمال يتجه نحو الشرق الأوسط مكان علاقاته الحضارية وتعاونه وتفاهمه فالناس في الجنوب ينبغي أن يتجهوا نحو شرق أفريقيا ليكون هناك تكتل أفريقي ضد التكتل العربي تكتل مسيحي ضد التكتل الإسلامي تكتل زنجي ضد التكتل العربي هذه هي السياسة التى وضعت بخطاب وأضح محدد كتبه ماك مايكل سنة 1930م وعلى أساسه صدرت التعليمات لكل القائمين بالمسئولية في الجنوب أن يعملوا على أساس تكوين تجمع قومي مضاد في الجنوب للشمال وهذا هو أساس الفتنة التى تعاني منها اليوم.. بعد ذلك جاء الاستقلال وبعد الاستقلال كان همنا الأساسي بلا شك كسر تلك الحيطان وإزالة تلك العوائق حتى ينسجم الناس في قومية واحدة ويبنوا السودان الجديد ولكن بكل أسف كانت بذور الفتنه قد بذرت في البلاد وقد واجهتها القيادة السياسية السودانية الوطنية منذ أن نلنا الاستقلال وقبل أن يتمكن النظام السياسي الديمقراطي من مواجهة المشكلات بوضوح تام قام الانقلاب العسكري ذلك الانقلاب الذي جمد التفكير السياسي واوقف النشاط السياسي وحكم بالقوة بال تفاهم بلا تعاون وبال تراض وبلا مشورة كل ما في الأمر وهو صدور الأوامر والطاعة من يخرج على حدود المسلحة السودانية وهذه حقيقة ندركها وينبغي أن نفهمها وإنما هى مسؤولية تآمر بعض الساسة مع بعض العسكريين أنها لا تعدو أن تكون عملية تآمر لا أكثر واجه ذلك التآمر الفشل حتى إزالة الشعب السوداني ومن ثم فأن تبعة الانقلاب العسكري لا تقع على الجيش السوداني كما يحاول أن يصورها البعض فالجيش السوداني بصفة عامه برئ من الانقلاب العسكري الماضي وكذلك الحركة السودانية برئية منه. كل ما في الأمر أن أناسا منا في الحركة السياسية تآمروا مع أناس منهم في القوات المسلحة فجاءوا بجنين غير شرعي هو الانقلاب العسكري والحمد لله فقدا عقبته ثورة أكتوبر وقلنا جميعاً نحن في المحيط السياسي لأخواتنا الجنوبيين الموجودين في الغابة الآن اضعوا أسلحتكم وهلموا لنتفاهم فهذه البلاد لنا جميعاً فتعالوا لنتفاهم حتى نتمكن من بناء السودان بالتفاهم والإخاء كما صدرت التعليمات من الحكومة في ذلك القوت بأن تجتمع كل القيادات السياسية السودانية الشمالية والجنوبية قائلة عفا الله عما سلف وأعلن العفو العام واجتمع الناس في الخرطوم للاتفاق على أمر من الأمور، كما صدرت التعليمات للقوات المسلحة بالا تضرب أحداً وأن تسير الأمور بالسلم هذه التعليمات تمخض عنها موقف لم يكن موفقاً ولا ناجحاً وان تسير الأمور بالسلم هذه التعليمات تمخض عنها موقف لم يكن موقفاً ولا ناجحاً لماذا ؟ لأن الذين جاوأ للتفاوض في الخرطوم باسم القيادات الجنوبية لم تكن لهم المقدرة لإيقاف سفك الدماء ولم يكن لهم النفوذ على من بالغابة ليلقوا السلاح ولذلك كانوا((عمد وخالين أطيان)) لم تكن لهم المقدرة على إيقاف الحركة في الغابة ثم هم أنفسهم لم يكن لهم تنظيم سياسي ناضج وكذلك من أنتهي إليهم في جبهة الجنوب بدلا من أن يعتبروا أنفسهم في حالة تفاوض وتفاهم اعتبروا أنفسهم قد انتصروا وبدوا يمارسون أنواعاً من الأعمال غير المسئول فقد كان الواحد منهم أن كان مأموراً اعتبر نفسه مفتشا وان كان مفتشاً اعتبر نفسه مديراً وان كان ضابط بوليس اعتبر نفسه قمنداناً وهكذا حتى ارتبك النظام القائم واضطرب ووجدت الأنيانيا في الغابة الفرص لتعمل كما تريد وظنوا انهم قد انتصروا وهزموا الحكومة والسلطة ووصلت الفوضى حداً بعيداً واجهته الحكومة بعد ذلك بموقف حازم أعادت المن وقضت على الفوضى والاضطراب لأن ذلك مسؤولية الحكومة الأولي تلك هذه سلسلة الأخطاء المتكررة التى وقعنا فيها كلنا بسبب ما نادينا به عندما قولنا عفي الله عما سلف وقتها كنا نريد أن نتفاهم لكن إخواننا الذين جلسوا معنا على مائدة المفاوضات كانوا لا يمثلون شيئاً ولم يستطيعوا على إيقاف شئ وقد استغل جماعة الغابة هذا الموقف وهذه الطيبة وهذه الروح السمحة ففتكوا بالأبرياء ونهبوا الناس واستباحوا أعراضهم وأموالهم وفرضوا الضرائب عليهم كل ذلك حدث بسبب الخطأ الذي نشأ عن حسن النية والاستعداد للتفاهم وغرقت البلاد في حالة من الفوضى رأيتموها هنا وعشناها نحن هناك ورغم كل ما حدث فما سياستنا الآن التى نحن سائرون عليها.

أننا عندما تسلمنا الحكم في السودان اجتمع مجلس الوزراء وقرر أن يدعو إلى مؤتمر للجان الأمن في المديريات الجنوبية الثلاث ليحدد الخط العام من اجل أن يكون لدينا خط محدد وأضح يسير عليه الناس فقد تم هذا الاجتماع وأحصي كل شئ بالنسبة لحالة المن وبالنسبة للظروف السائدة ووضع خطة نظرها مجلس الدفاع ونرها مجلس الوزراء ووضع مجلس الوزراء تخطيطاً لكل جوانب المشكلة أولاً المسألة السياسية على الأحزاب أن تجتمع ونتفاهم للوصول إلى حل ولذلك دعونا لمؤتمر الأحزاب السياسية السودانية لتجتمع وتوحد كلمتها لحل المشكلة وهذا الاجتماع مازال مستمراً وقائماً إلى يومنا هذا وينتظر أن يصل إلى نتائج حتميه في كل المشاكل المتعلقة بالقضية من الزاوية السياسية ثم وضعت خطة لاستتاب الأمن والنظام والقضاء على حركة التمرد وجيوبها الباقية كما وضعت خطة لإعادة الخدمات التى توقفت عن النشاط مرة ثانية وإعادة عجلة الحياة للمشاريع الإنتاجية فالمواطنون الذين نزحوا وذهبوا إلى أي مكان يجب أن يعملوا أن يعودوا وإن يستقروا وسنزيد من صلاتنا بهم لاقتناعهم بالعودة وسنتصل بالدول المجاورة بغية أن نوضح لهم عدم فائدة التشجيع لأي من الحركات ضد وحدة السودان وأن هم فعلوا ذلك فالسودان قادر على معاملتهم بالمثل ومن يسكن بيتاً من الزجاج لا يرمي الناس بالحجارة فعلي هذا الأساس يكون التفاهم وعلى أساس أننا أخوة في أفريقيا نتضامن ونتحد كما سنوضح لهم وللمتعصبين منهم بشكل خاص أن القضية ليست قضية أديان وليست حرباً بين الإسلام والمسيحية والإسلام يؤمن بأنه لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ويؤمن بالأديان الكتابية الأخرى ويعطيها الوجود ويعترف بها(( آمن الرسول بما أنزل إليه من به والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير)) وعلى ذلك فنحن لا ننظر للمسألة من ناحية دينية فأن هذه الفتنة قد خلقها الإنجليز وسياستهم الرامية للتفرقة أن غرضنا إزالة تلك الرواسب وبحمد الله قد وضعنا الخطوط العريضة وبدأ التنفيذ في مؤتمر لجان الأمن والمجالس التنفيذية وغرضنا الوصول إلى استقرار الأمن وكفالة الإنتاج وإعادة الحياة إلى طبيعتها كل ذلك إلى جانب التفاهم السياسي بين الأحزاب الشمالية والجنوبية.

كما قلت لكم أن الأحزاب تجتمع الآن للوصول إلى حل سياسي للمشكلة أما فيما يتعلق بجيراننا من الدول الأفريقية فقد تم التفاهم معها وأستطيع أن أوكد لكم أننا توصلنا معها إلى اتفاقيات نهائية حاسمة في كل ما نريد بالنسبة للتعاون للقضاء على حركات التمرد. الموضوع الآخر الذي أريد أن أتحدث عنه هو تأكيد أنه لا داعي للخوف والذعر من بعض الأخوان إن حوادث 1955م ثم أحداث 1954م تركت في نفوس بعض الأخوة شيئاً من الخوف وشيئاً من الذعر وأنني أريد أن أوكد أنه ليس هناك ما يخاف منه وان ذلك لن يتكرر وأننا كشعب يعمل لخلق نفسه من جديد لابد أن نصطدم بعقبات ومشاكل وكل الشعوب صادفت من المشاكل والمحن أضعاف ما عانينا وعلينا أن نواجه مشاكلنا بصبر وجلد وحسن نية وعلينا أن نقتلع الخوف والذعر من النفوس وأن ننزع اليأس والبؤس وأن نسير على أساس أننا جميعاً أناس مسؤولون عن المحافظة على وحدة أراضينا وعلى أرضنا التى ورثناها من آبائنا وأجدادنا وان نسير في هذا الخط إلى أن نقضي على كل تحد لهذه التركة المشتركة بين الشماليين والجنوبيين وليست هذه بلاد الشماليين وحدهم وليست بلاد قبيلة من القبائل فقبائل السودان كلها شمالية وجنوبية صاحبة هذا التراب وهي الوصية عليه من شماله وجنوبه ومن خان هذه الأمانة شمالي أو جنوبي ابيض أو أحمد أو أزرق أو أصفر مسلم أو مسيحي فهو خائن لهذا التراب وينبغي أن يواجه بنفس المستوى من الحزم والقوة حتى يقف عند حده، يقول بعض إخواننا الجنوبيون أن لديهم بعض المطالب وأنهم يريدون تطوير بلادهم ونقول أنه يوجد تخلف في الكثير من مناطق السودان وأنه لابد من تركيز الإنتاج في مناطق وأنه لابد من أن يشاركوا في العمل الاقتصادي في مناطقهم وأنه لابد من وجود حكم لا مركزي من أجل تنمية القطاع الإقليمي وإفساح المجال للناس في كل منطقة لمعالجة مشاكلهم المحلية بقدراتهم المحلية ولكن هذا لا ينبغي أن يعني ولا يسمح له أن يعني أن هناك مجالا للدعوة في أي جزء من أجزاء السودان غير قابلة للنقاش ولا بد أن يكون لكل سوداني موقف الدفاع عن الحق المشترك ولكن فيما عدا ذلك فلا بد لنا أن نعترف أن هناك مشاكل وأخطاء كثيرة في الجنوب ارتكبتها القيادات المختلفة وعلينا أن نعالج تلك المشاكل والأخطاء وأن نعامل إخواننا الجنوبيين كإخوان لنا على قدم المساواة وإذا وجدت تفرقه بيننا وبينهم فأن هذه من المشاكل التى لا بد أن نحلها، وعندما نتكلم عن تقرير المثير أو الاستقلال، فإن المسألة ليست مسألة حزب لأن المصير لا يستطيع أن يتكلم فيه إنسان بمفرده وإن أي إنسان يفرط في مصير السودان أو أي جزء من أجزاء الوطن فإن أحد لن يستمع إليه ولا يسمح له بذلك. أما عن وجود مشاكل في الداخل وظلم بعض الفئات فسوف تعالج هذه الأشياء ونحن كحركة سياسية معترفون بذلك وعاملون على علاجها حتى لا يكون هناك مجال لاحتكاك أو تضارب وهناك بعض المسائل تحتاج إلي توضيح سوف أتكلم عنها باختصار أولا هناك تساؤل عن كيفية فوز واحد وعشرين نائب بالتزكية وبأي حق جلسوا في البرلمان وسموا بالنواب رغم وجود حالة الطوارئ في الجنوب في ذلك الوقت وليس هناك تسجيل كاف وهل كانت الانتخابات حره. الرد على هذا السؤال هو أن الحركة السياسية على اختلافها وكذلك الحكومة قرروا أن تجري الانتخابات لن لجنة الانتخابات لجنة مستقلة وكانت تعلن عن بداية التسجيل ثم بداية التصويت وكذلك بداية الترشيح وعن مواعيدها. ثانياً في هذه المرحلة من المراحل أعلنت فتح باب الترشيح في المديريات الجنوبية وهذا كله ثم قبل أن يعلن تعطيل الانتخابات في المديريات الجنوبية وعلى أثر هذا كان بعض الأشخاص رشحوا أنفسهم في بعض الدوائر وهم والواحد وعشرين مرشحاً ولم يجدوا أمامهم منافساً وعليه أعلنتهم لجنة الانتخابات بفوزهم بالتزكية بعد هذا الكلام قرر مجلس السيادة أن الانتخابات في الجنوب لا يمكن إجراؤها لأن الحالة لا تسمح بذلك وان تكون الانتخابات في الشمال فقط هذا ما حدث لانتخابات الجنوب لكن إخواننا الذين قدموا أسماءهم أعلنوا أنهم فائزون بالتزكية وبعد ما حدث هذا الأمر تقدموا للقضاء بهذا الموضوع علماً بأن جميع الأحزاب قررت عدم جريان الانتخابات في الجنوب لذلك كنا نعتقد بأنه ليس هناك مجال للفوز في الجنوب بأي صورة من الصور ولكنهم قالوا إننا أعلنا بالترشيح وكذلك بالفوز ولكننا أبلغناهم إذا كان لهم الحق في ذلك فآمالهم القضاء لأن هذه المسائل سياسية ونحن قررنا عدم انتخابات الجنوب نسبة للحالة الراهنة في ذلك الوقت ولكنهم رفعوا قضية للمحكمة وأعطتهم المحكمة الحق في دخول البرلمان لا بالرجوع إلى الأحزاب السياسية ولا بالرجوع إلى الحكومة وكما تعلمون أن القضاء مستقل وهذه هي الأسباب التى أدت إلى فوزهم. الآن نرى إن موضوع الواحد وعشرين الذين فازوا بالتزكية في أيديهم شخصاً وفي يد المحكمة لا في يد الأحزاب السياسية أو الحكومة ونحن نريد وضوح الموضوع لكي لا يسبب لنا حرجاً مع إخواننا الذين فازوا بالتزكية أو بيننا وبين إخواننا الجنوبيين. أما عن موضوع الحرس الوطني فهو الموضوع الثاني ويقال أنه موضوع ليس واضحاً وليس منظماً الحرس الوطني فهو الموضوع الثاني ويقال أنه موضوع ليس واضحاً وليس منظماً ولكن رأينا في موضوع الحرس الوطني أننا محتاجون إليه ذلك أن إخواننا في الجنوب بل أن عددا كبيراً منهم متألم من مسألة المتمردين ونحن محتاجون لوجودهم ليساعدوا القوات المسلحة النظامية في أعمال مختلفة تتعلق بالقضاء على المتمرد والمتمردين وعليه أصدرنا يكون خاضعاً لتوجيه ومسئولية القوات النظامية (2) أي شخص يعمل بالسياسة أو صاحب اتجاهات سياسية لا يسمح له أن يعمل مع القوات المسلحة لأنه يحتمل أن يكون في هذا استغلال للوضع بالنسبة للموقف السياسي ولذا فمن يريد أن يعمل حزباً سياسياً ويعمل بالسياسة أو من يريد العمل في التعاون فيما يتعلق بالقضاء على التمرد والمتمردين يخضع لمسألة منظمة ونظامية بالصورة التى ذكرتها الآن على هذا الأساس يكون وضع الحرس الوطني قائماً على أساس النظام وعلى أساس مسئولية واضحة وليس لها أية صلة بالاستغلال سياسياً أو مجال لاستغلال سياسي بأي صورة من الصور.

هناك كثيرون لا يعرفون نظام القوات المسلحة وهم ليسوا أشخاصاً شغلهم الوحيد أنهم يقتلون الناس أو لأحداث حرب بين الشمال والجنوب والجنوب والشمال هذا الكلام تفكير أعوج وليس قائماً على أي أساس فالقوات المسلحة السودانية من اعظم القوات المسلحة في أفريقيا وأكثرها جداره وقدره وهى تميز ما تقوم به من أعمال وتخضع للقانون وللنظام وليست مفككه أو مضطربة وإنما قائمة على أساس ونظام وليس وجودها هنا لتحارب بين الشمال والجنوب ولا توجد حرب بين الجنوب والشمال ولكن هناك جماعه ما هم الأدسيسه خبيثة لسياسة ذكرناها وان هناك يدا تقدم لهم العون بتحدي المن والنظام هؤلاء الناس جاءوا ليقضوا على هذا التحدي للأمن والنظام على أساس نظامي وعلى أساس وأضح وخاضع لقيادة ومسئولية تامة على أساس أنهم يحصروا عملهم في المتحدين للنظام والقانون فعلا وعلى أساس أنهم يحصروا مسئوليتهم في هذه الناحية وليس على أساس قبلي أو عنصري أو إقليمي وهم مسئولون في هذه الحالة عن هذا الواجب في أي جزء من أجزاء السودان مهما كان الناس القائمين بالتحدي شرفاء أو غير شرفاء كرماء أو غير كرماء المهم إذا تحدوا وحدة البلاد أو سيادتها أو كرامتها فهذه القوات المسلحة تحت قسم وتحت نظام وقيادة مسئولة على القضاء على أي تحدي على وحدة البلاد واستقلالها وسيادتها وحسب علمنا وإدراكنا إن المتمردين هم جزء من الجنوبيين وليس كل جنوبي متمرد وبالعكس الأغلبية الساحقة غير متمردة ولكن التمرد سبب الخوف للجزء الآخر وهو إرهاب وتحدي لوحدة البلاد فمن واجب القوات أن تعمل على نشر الطمأنينة في نفوس الأبرياء وحمايتهم لكي يعيشوا عيشة كريمة وتضرب المتمرد الخائن الذي رفع السلاح ضد بلاده فالموضوع الآن محدد وواضح وخاضع لقيادة محددة وقوانين محددة واضحة لا فوضي ولا حرب بين الشمال والجنوب بالصور التى يحاول بعض الناس تشويهها لغرض الدعاية عن نظمنا وعن قواتنا المسلحة في دعاياتهم الخارجية والحقيقة أن قواتنا المسلحة قوات نظامية ذات مسئوليات واضحة ومحددة وموضوعة على أساس برنامج محدد وليس هناك مجال إطلاقاً للتهم التى يكيلها بعض الساسة الذين يقفون من وراء التمرد والذين حولوا حزاً كبيراً من التمرد إلى نهب وسب وأولئك الذين يستفيدون منه محاولين تصوير القوات المسلحة بصورة ليست صورتها، وهم أيضاً أبناء أسر ولديهم عائلات وأطفال ومسئوليات يعلمون ليكسبوا العيش الحلال بالعمل المنظم الواضح في أداء الواجب الشريف لخدمة بلدهم وشعبهم ولا بد أن يكون معلوماً لديهم أن هذه واجباتهم ومسئولياتهم ويتعاونوا على أداء هذا الواجب وأداء هذه المسئولية باعتبار أنهم ليسوا أجراء يأخذون نقوداً من الحكومة لكي ما يضربوا أعداء الحكومة وإنما هم يكسبون الكسب الحلال في ظل حكومة ودولة منظمة ليخدموا بالإضافة إلى كسبهم العيش الحلال ويخدموا أمتهم في أكبر قضاياها وهي قضايا وحدتها ومصيرها. هذا هو واجبهم وهذه هي مسئوليتهم وهم ليسوا مستأجرين لإثارة افتن جاءوا من الشمال ضد الجنوب لقتلهم بدون سبب وليس كل جنوبي متمرد بل المفروض عليهم إن يحصروا كل همهم على أساس أن المتمردين جزء من الجنوبيين لابد من استئصاله على أساس انهم يخدموا ليكسبوا العيش الحلال من عملهم وعلى انهم يؤدون واجباً وطنياً مقدساً وأن كان هناك مجال لكي يؤديه الناس لأدوه لنه واجب وطني مقدس.

أما عن موضوع السلاطين لا شك أن المناطق المتخلفة والمناطق في المديريات الجنوبية المتخلفة فيها من وجود المسئولين والقيادة القبلية لابد منها ليكون هناك نظام ومسئولية وان المسئولين فيها ترعاهم الدولة وتقديهم وتنظم وضعهم ليتمكنوا من تأدية واجباتهم كاملة ولذلك فقد قررنا عقد مؤتمرات للسلاطين والزعماء القبليين لنتمكن من بحث كل المشاكل التى يعانونها ونأمل أن نواجه تلك المشاكل ونعالجها وليتمكنوا من التعاون في القضاء على التمرد بين أهلهم ولتعاونوا معنا جميعاً لتعمير مناطقهم ولنقضي على حالة التخريب التى حدثت في الفترات الماضية فالسياسة نحوهم واضحة وليس فيها غموض ومؤتمرات السلاطين هذه ستبدأ أولاً في أعالي النيل ثم المديريات الأخرى وتحل جميع المشاكل التى يعانون منها حتى نتمكن من تهيئة الفرص لهم للقيام بواجبهم في تصريف شئون الإدارة والحكومة مع أهلهم وذويهم أما عن المثقف الجنوبي أننا لا نعتقد أن كل جنوبي مثقف معناه معاد للوحدة كما أننا لا نعتقد أن كل جنوبي مواطن معناه متمرد لقد عرفنا بعض إخواننا الجنوبيين المثقفين أنهم نشأؤا عن تربية عدوانية من الذين أرادوا أن يكونوا دعاة فتنه ولكننا نعتبرهم ضحايا لتلك الفتنة وهذه هي الحقيقة وهي أننا لسنا نعتبركم متمردين أو معادين للوحدة ولكن نعاملكم على أساس أنكم سودانيين مواطنين مخلصين إلى أن يثبت منكم العكس وإذا ثبت العكس سوف يعامل على أساس أنه خائن وهي الخيانة العظمي التى لابد أن تواجه بقوة أما من أدرك أن عليه واجباً ومسئولية لتطوير بلده وعنده ولاء للسودان كله لا فرق بين شمال السودان وجنوبه ووجدت عنده مقدرة بأن يشارك في بناء السودان فمرحباً به أخاً وزميلا في التعاون وبناء السودان لأن واجبنا أن نغطي على التخلف والقبلية والعنصرية لنبني السودان موحداً في ظل الإخاء والتعاون والتضامن ونحن نريدهم معنا لتبني السودان سوياً أننا الآن يا إخواننا مصرين على أن نجري الانتخابات لأن الانتخابات سوف توصلنا إلى الدوائر المتخلفة والتي ليس لها مثلين لكي يمثلها أشخاص يشتركوا معنا في وضع الدستور الدائم والدستور المؤقت لا يعطي هذا إطلاقا لا بد إذا من كتابة الدستور الدائم بسرعة حتى تتمكن القيادة السياسية التى يوليها السودانيون تأييدهم وحتى نتمكن من مواجهة المشكلات الكبرى ونبني البلد ولهذا أسرعنا في الانتخابات ولكن نريدها انتخابات قويه عادله وان الغرض الأساسي من زيارتي هذه أن نتأكد من أن كل أحوال الانتخابات تسير سيراً حسناً وأنها سوف تجري في مواعيدها لكي نضع الدستور في موعده المحدد وقد كونت لجنة للدستور وستبدأ اللجنة نشاطها فوراً بعد عودتي وليس أمامها إلا جزء بسيط ليكتمل وأن شاء الله سنضع مشروع الدستور في ميعاده وبعد أن تكتمل انتخابات المعية التأسيسية سنتمكن من نظر الدستور ونقضي على مسألة الدستور المؤقت لأنه دستور ضعيف وظل يحكمنا عشر سنوات وهذه قضية تهمنا جميعاً ينبغي نقبلها.

من هنا يتضح لنا أن الكلام كثير والقضايا أكثر وأنا آمل أن أكون هنا مدة من الزمن أستطيع أن أجد مجالات أتكلم فيها من جوانب أخري وقضايا أخري ولكن الآن أرى الواجب أن أنهي كلامي ما حاولت أن أفعله لكم مع توضيح أننا نسير في خط مدروس محكم من جوانبه المختلفة، أننا لا ندعى الكمال ولكن نعتقد أننا كملنا فيه جهدنا ونجتهد على أساس تكميل جهدنا الذي قمنا فيه بجوانب مختلفة جوانب الأمن المسائل ربطناها بعضها ببعض والآن نحن سائرون فيها ومتابعون السير ومتجهون في هذا الطريق ونسأل الله التوفيق وقد وفقنا إذ أن في المديريات الجنوبية الآن من ناحية المسئولين الإداريين والعسكريين خيرة أبناء السودان ليس لدينا أحسن منهم وهم الآن المسئولون في المديريات الجنوبية من الناحية العسكرية ومن الناحية الإدارية يتحلون بصدور واسعة وثقافتهم واسعة في حدود إمكانيات بلدنا ونعتقد أنهم خيرة ما عندنا ونأمل ونرجو أن يخدموا البلاد بما لديهم من إمكانيات ومن مسئوليات لينفذوا هذه السياسة بحذافيرها وبقوة واعتقد أن ما عندنا اليوم من مسئولين في المديريات الجنوبية عسكريين وإداريين خيرة ما يوجد نأمل من الله سبحانه وتعالى أن يوفقهم لهذا الغرض وقد اختيروا ليواجهوا المشاكل بأتعابها المختلفة وجوانبها المتعددة ويتمكنوا من فهم الجوانب المختلفة حتى يحسنوا الأداء ويحسنوا التصرف فها نسأل الله لهم التوفيق والسداد لأنهم يؤدون نيابة عنا جميعاً واجباً وطنياً مقدساً نأمل أن يؤدوه بسلامه ويؤدوه بشرف وبإخلاص وبصبر لأن كل واحد منهم يحمل في تصرفاته علم السودان وراية أمته وهو مسئول عن تصرفاته هذه ومحاسب عليها لكي يؤدي فيها الأداء الطيب الحسن سواء كلامي هذا يا إخواني بان أقول أننا الآن قادمون من اجتماع عقد في أديس أبابا خاص بمنطقة الوحدة الأفريقية ونعتقد أننا كبلد وسوداننا كموطن أيضاً استطاع أن يساهم مساهمة كبيره وان يقوم بدور كبير جداً في هذا المؤتمر ونعتقد أننا استطعنا أن نوضع لكل الرأي العالمي الذي اشترك في هذا لمؤتمر أن القضية الجنوبية ليست قضية عنصرية وليست هناك جماعة تريد اضطهاد جماعه أخرى ولا قضية دينية تريد اضطهاد الدين وهي ليست إلا قضية مخلفات وضعها الحكم الأجنبي ومشاكل نواجهها مشاكل داخلية سياسية واقتصادية واجتماعية وأوضحنا الخطوط العريضة التي نريد بها حل هذه المشاكل ونعتقد أن إخواننا في الدول الأفريقية المختلفة قدروا هذا وأن الرأي العام أيضاً الذي اشترك في المؤتمر استطاع أن ينقل ما يؤكد أن طابع المشكلة لا هو اضطهاد قد ربحنا إذ جعلنا إخواناً لنا في أفريقيا يلموا بقضيتنا وبحقيقتها وأيضاً نسمع العالم الجوانب المختلفة من قضيتنا وحقيقتها ونأمل ألا يتكرر سوء الفهم الذي حدث في المستقبل وندرك أن الناس جميعاً يدركون أن القضية الحقيقية هي ليست قضية عنصرية ولا هي قضية دينية وإنما هي قضية سياسية في وقتنا الحاضر أننا حقيقة جادون في علاجها في النطاق والأفكار المفهومة عالمياً والحمد الله وأن بلداً كبلدنا فيها حرية وديمقراطية استطعنا بهذا أيضاً أن نكسب عطف الجميع بأن وطننا فيه حرية وفيه ديمقراطية ونحن جادون لحماية الحرية وهذه الديمقراطية ونستطيع أن نقول لقد كان لهذه النواحي من قبل سوء فهم فيا يتعلق بقضيتنا انجلت إلى حد كبير ونأمل أن تنجلي أكثر في الأيام المقبلة وآمل أنا وزملائي أن نقضي معكم وقتاً مفيداً في النواحي المختلفة من المديرية حتى نقوم بأداء الواجب الذي. ذكرت أننا حضرنا من أجله ونأمل أن نجد من مواطنينا المعونة والتفاهم في كل أمر نسير فيه إذا كان هو الحق وإن كان هو الصواب ونأمل أن نجد منكم التعاون والتعاضد والتآزر لأن قوتنا منكم وشجاعتنا منكم وسيرنا إلى الأمام بكم جنوبيين وشماليين على اختلاف أحزابكم لأن القضية ليست حزبية ومن يعتقد أنها حزبية فهو إنسان خائن ولكنها قضية مصير ليس في هذه أي اختلاف لأن الاتفاق على وحدة السودان ضرورة يتفق عليها وضرورة تضامن السودان وبناؤه وأي فهم خارج من هذا فهو فهم خائن وليس فهم حزبي إنما هو فهم متضارب مع الفهم الوطني كله وكذلك نحن نأمل أن تفهم وتسير وتعالج على أساس وطني وقومي عام وهذا ما حاولنا علمه وما زلنا نناشد الجميع أن يعملوه. بعض الأشخاص أو بعض القيادات الحزبية غير متفهم لهذا الكلام ونحن نحاول أن نشرحه لهم ونحاول أن نفهمهم به ونأمل أن يقتنعوا وأن نسير كما يسير الشعب في كل مكان بفهم أن هذه القضية وغيرها من القضايا الأخرى قضايا قومية عامة تهم الجميع وينبغي أن يتحدوا في وجهها لمعالجتها بسلامه وبقوة وبصبر وبأناة وفقنا الله إلى ذلك ومكننا من أن نحقق الخير وجعل عزائم أبناء السودان ودعواتهم الصالحة تواكب هذا السير وهذا الخط حتى تنير السبيل لكل من يؤمن بحل هذه المشكلة بطرق واضحة سليمة نحافظ بها على وحدة البلاد وعلى كرامتها وعلى سلامتها لننير السبيل ونحرم الذي يود أن يعرقل سير السودان ويود أن يعرقل وحدته وكرامته وعزته وشرفه والسلام عليكم.


Post: #120
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:25 AM
Parent: #1

كلمة الرئيس أمام حامية ملكال



إخواني ضباط وجنود القوات المسلحة بحامية أعالي النيل السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته.

أننا قد حضرنا إليكم في طوافنا هذا للوقوف على حقيقة الأحوال التى انتم نيابة عنا وعن الوطن كله تقومون بواجبها وتؤدون ذلك الواجب في حزم وعزم أكيدين وأنا في الحقيقة لفخورون جداً بمستوي الأداء ومستوي الصبر والتضحية وذلك معهود ومعروف في رجال القوات المسلحة السودانية وأننا كأي أمة من الأمم الأخرى أمام مشكلة من مشاكل الحياة ومشاكل الحياة كثيرة وليس هناك أمة في العالم ولا في التاريخ استطاعت أن تمشي إلى الأمام دون عوائق ومشاكل وليس هناك أمة في أوربا أو أمريكا أو آسيا إلا وواجهت تحديا لوحدتها ولسيادتها ولحريتها وكم لقيت فيها الحروب الأهلية أرضاً خصبة. ليست هناك دولة في العالم استطاعت أن تحد الطريق أمامها مفروشاً بالرياحين لتتمكن من البناء في السلام ووئام وأن كل القيادات السياسية في كل الأمم واجهت في فترات مختلفة من تاريخها محنات سواء كانت تلك المحنات في وحدتها أو في استقلالها أو في كرامتها أو في أناس يودون الاستبداد برأيهم ضد الدستور. ونحن في السودان ليس غريباً أن نواجه أناساً حملوا السلاح ضد بلدهم ولكننا ننفي بشدة أن تكون هناك حرب بين الشمال والجنوب وننفي أن القوات السودانية محتلة منطقة من مناطق السودان وإنما ذلك دعايات مغرضة ليست في محلها ولكن الحقيقة أن هناك نفراً من المواطنين قد خرجوا على القانون والخارجون على القانون سواء في الشمال أو الجنوب أو من أي قبيلة ن قبائل السودان المختلفة لابد أن يواجهوا بالحزم والعزم وكسر شوكتهم في بداية نموها وذلك هو واجب القوات المسلحة وليس معنى ذلك إنها حرب شمال ضد جنوب أو حرب قبيلة وليس واجب القوات بقتل الأبرياء وإنما واجبها تعقب الجماعة الذين رفعوا السلاح ضد القانون والنظام ووحدة البلد واجب القوات هو أن تتصدى لأي تحدى لقانون البلاد وكرامتها وسيادتها ووحدتها هذه هي الظروف التي جعلت إخواننا من رجال القوات أن يكونوا في هذا الجزء من الوطن. وأن اجتهاداً أساساً ألا يكون هناك تمييز في صفوفنا على أساس قبلي أو عنصري لأن في ذلك تمزيقاً لوحدة الأمة. أننا تحت لواء واحد ونعتبر أن هذا اللواء هو قوميتنا وعلينا أن نذيب أي خلاف قد يحدث فيه. وبحمد الله رغم المشاكل التى تواجهنا إنما نحن في وضع أحسن من غيرنا من البلدان الأخرى وقياساً لذلك فأننا نجد في أفريقيا بلداً لا يتعدى عدد سكانه المليون أو الخمسمائة ألف نسمه يتحدثون بأكثر من عشرين لغة وأكثر من ثلاثين ديانة يتدينون بها. ونجد أن الخلافات التى تعايشها الدول الأفريقية المختلفة واسعة وهائلة جداً ونحن أن نظرنا إلى ذلك فأنا نجد أنفسنا في وضع أحسن بكثير وكل مشكلتنا أن هناك بعضاً من إخواننا في الجنوب قد شهروا السلاح ضد الدستور وكان وأجب قواتنا المسلحة أن توقفهم عند حدهم وهذا ما كان وكان ذلك ضرورياً لوقف الدعاية المغرضة التى يروجها بعض الناس من أن هناك حرباً شمالية في الجنوب أو أن الشمال قد أحتل الجنوب وهذا لعمري كلام لا أساس له من الصحة. كل المشكلة أننا نواجه محنة كغيرنا من الشعوب الأخرى التى واجهت محناً أكبر وأعمق مما نواجهه نحن الآن ولكنها صمدت في وجهها وانتهت من كل الحركات المناوئة للقانون والنظام والدستور وبدأت تمشي قدماً في طريق التطور والنمو والازدهار. أن مشكلتنا هذه قد قيدتنا عن السير قدماً وقد استمر زمنا يربو عن العشر سنوات ولكن هذه السنوات العشر إنما هي في عمر الشعوب لا تساوي شيئاً فكم من دولة عاشت في ظروف اقسي مما تعيشها اليوم فقد عاشت عشرات السنين المحنة ولكنها قد اجتازتها ومرت منها وخرجت بسلام ونحن ينبغي علينا أن نلم بالحقيقة حقيقة محنتنا وان نقوم إزاءها بالواجب اللازم.

إن جنودنا الموجودين هنا لم يأتوا لكسب عيشهم من القوات المسلحة رغم أن كل إنسان عليه أن يسكب عيشه الحلال بانتمائه لأية وظيفة أو بانتمائه إلى القوات المسلحة وهذا هو عمل مقدس للدفاع عن كرامة الوطن وشرفه وبالإضافة إلى ذلك فإنما عليه واجب الوطن ومسئولية المواطن في أن يحمل بين جنبيه أمانة الوطنية السودانية والحضارة التي ينتمي إليها بلده وهو سواء كان صغيرا أو كبيرا سواء كان ضابطا أو جنديا بالقدر الذي يمكنه من مسئولية ليحافظ على سمعته وكرامته وعلى شرفه وعلى سمعه وكرامة وشرف وطنه. وأنه في هذا الموقف يمثل وطنه وسواء كان صغيرا في سنه أو رتبته لكن ما في ذلك شك أنه في كل ما يعمل وما يصنع يمثل شرف وكرامة وحضارة وطنه. وأنا نعلم أن إخواننا في القوات المسلحة مقدرين لكل هذه المعاني مهتدين بها وسايرين على دربها وأنا لنأمل أن يسيروا على دربها بخطى قوية قويمة وان يستمر في ربع سمعة الجندي السوداني للمستوى الذي شهد به أعداؤه وأصدقاؤه وان يستمروا في هذا الصبر وهذا العمل إلى أن ينتصروا بالقضاء على أي نوع من التحدي لوحدة البلاد ونظامها وكرامتها. لأنني أعلم إنكم أصحاب وجيعة في ذلك الأمر.

وإنني أسأل الله أن يوفقكم في مجهودكم ويقوي في عزيمتكم ويواليكم بهذا التوفيق ونسأله تعالى أن يرحم من استشهد منا في أي معركة من المعارك أو كمين من الكمائن رحم الله هؤلاء الشهداء وأنزلهم منزل صدق عنده وجعل البركة في ذويهم والأحياء منهم للقيام برسالة الوطن خير قيام حتى نجتاز هذه المحنة التي قطعنا فيها جزءا كبيرا وحتى نحفظ لبلدنا أرض جدودنا ومنبت رزقنا شرفها وكرامتها ووحدتها وتماسكها وان نجعل من وطننا بالنسبة للأوطان الأخرى الأفريقية الممزقة الضعيفة المضطهدة عنصريا ركيزة وسندا وظهرا والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

Post: #121
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:28 AM
Parent: #1

في حفل الجالية العربية بملكال

فيما يلي كملة السيد الصادق المهدي رئيس مجلس الوزراء في

حفل الجالية العربية بملكال في يوم 26/11/1966م

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني:

السلام عليكم ورحمة الله إنني وزملائي أشكركم شكرا جزيلا على هذا الاستقبال الطيب وهذه الكلمات الطيبة التي تنفث الروح والقوة والتشجيع فينا وتؤكد لنا ما لم نشك فيه قط وهو تأييد وتعضيد وإخاء الشعب العربي لنا في هذه الرقعة من الأرض ونحن في هذه المنقطة ثغر العروبة والإسلام في المنطقة التي أردأت قوى اشر الأجنبية أن تقطع شمال القارة من جنوبها ليحلو لها أن تلعب بالجنوب كما شاءت ـ مؤامراتها وأفكارها واتجاهاتها وألاعيبها ف هذه المنطقة كان الاستعمار يريد أ، يقيم حاجزا كثيفا قويا يمنع التيار الحضاري العربي الإسلامي من أن يصل من شمال القارة إلى جنوبها وان نعيش في انقسام بين أفريقيا شمال الصحراء وأفريقيا جنوب الصحراء. ويحلوا للمستعمر أن يقيم في أفريقيا جنوب الصحراء وطنا أجنبيا آخر يقوم على أسس من الانغلاق قد استطاع أن يقيم في جنوب القارة مرتعا خصبا لأفكاره واتجاهاته وأوضاعه إن الحديث عن العلاقات بين شعب السودان ومصر حديث يطول ولكن الخلاصة التي يمكن أن نركز عليها المعاني وان ننطلق منها فيما نقول هي إننا تربط بيننا علاقات إخاء قوية قومية متينة ولن يعرقل هذه العلاقات ويضعف فعاليتها الكاملة إلا أوضاع سياسية بائدة هي في طريقها لتنجلي ويستجلى الناس ويستوضح الناس في القطرين حقيقة الهدف الموحد الذي ينبغي أن تنشده شعوبهم وهي حقيقة الهدف الذي ينبغي أن تجند القطاعات المختلفة لنيله وتحقيقه تأكيدا وتدعيما للرسالة المشتركة التي ينبغي أن نقوم بها في محاربة الاستعمار في أوكاره الباقية في أفريقيا في نشر حضارة الأم والأب الإسلامية العربية في أجزاء أفريقيا الأخرى". أن الأوضاع والمحن التي عشناها نحن هنا في هذه المنطقة في المديريات الجنوبية بالذات أوضاع لا شك غريبة وقد حدثت في زمن كان فيه للمستعمر الحرية والقدرة أن يضع ما يشاء حاجزا قفل به هذه المناطق وانشأ أجيالا من أبناء وطننا. هذا أنشأهم على أساس حقد وعداء ضد التكوين القومي والحضاري الذي، نعيش فيه نحن. والحقيقة إن هؤلاء الأخوة من مواطنينا هم ضحايا لهذه السياسة الخاطئة وهذه السياسة والحمد لله بعد أن نال السودان استقلاله بدأنا تصفيتها تدريجيا ولكن ظروف الخلافات التي نشأت والاضطرابات التي نشأت هي التي أدت إلى تعطيل تصفية تلك السياسة والقضاء عليها قضاء تاما لأن الحقيقة التي لا مراء فيها ولا جدال هي إننا بموجب حضارتنا وعقيدتنا لا نتعصب دينيا ولا نتعصب عنصريا. أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد زجر أبا ذر الغفاري يوما ما إذا شار إلى أن اصل بلال ليس عربيا قال له انك يا أبا ذر أمر فيك جاهلية" وقال رسول الله صلى الله عليه وسمل ليس منا من دعا إلى عصبية. وذا فالقاعدة التي ننطلق منها لا وجود ولا سبيل للعصبية العنصرية الناس لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على عجمي ولا ابيض على أسود أو اخضر ولا أحمر إلا بالتقوى والعمل الصالح. والناحية الأخرى هي أن ديننا هو الدين الوحيد الذي لا يجد حرجا أبدا في الاعتراف باتباع الملل الكتابية الأخرى وتنظيم حياتهم وتنسيقها وإعطائهم الحرية الدينية كاملة غير منقوصة ولذا فلا حرج عندنا ولا مجال عندنا في أي نوع من الصراع بين العقائد الدينية الكتابية بل تستطيع العقائد الدينية الكتابية أن تتعايش في سلام ووئام وإخاء في ظل مجتمع الهيمنة الكبرى فيه لدين غالبيته، الدين الإسلامي الذي يفتح الصدر واسعا والمسلك واضحا " لا إكراه في الدين" ويفتح السبيل واضحا في المعاملة الحسنة الطيبة لأصحاب الملل الكتابية الأخرى فلا مجال لفئة دينية كما أراد المستعمر أن يدسها ويبثها ويجند الخبائث والأشرار ليكونوا في خطها وسيرها ويقوموا بمخطط الفتنة التي أودعها ودفنها في بلادنا. هذه الناحية أيضا نستطيع أن نتخلص من أي حرج فيها ومن أي إشكال فيها بل أن الوضع الذي يلاحظه مثلي وغيري كثيرون هو إننا كمسلمين وعرب لم ينشئ فينا أبدا في أي زمن من أزمان تاريخنا الماضية أي تعصب قائم على أساس تشريد أو محاربة المنتمين لعقيدة كتابية أخرى. وحتى المسألة المتعلقة باليهود فالعرب والمسلون ليسوا ضد اليهودية كدين وإنما ضد الصهيونية كتنظيم آثم غاشم أراد أن يزحزح قوما سكنوا في منطقة هم أصحاب حق فيها بقوة التآمر والسلاح من منطقتهم وحقوقهم فالعداء إذن ضد الصهيونية وضد أن تتولى الصهيونية سيادة دولة توجهها بالعداء ضد سكان المنطقة ومصالحهم وليست المسألة في أي صورة من التعصب الديني أو التعصب العنصري. أود أن انهي حديثي هذا بصعوبة شكركم كجالية لأن الحقيقة عبارة عن جالية بها من الغربة والوحشة ما لا أود أن أؤكده وأورده والحقيقة أن أوضاع الدول ونظمها ونظامها هي التي تؤدي إلي مثل هذا الحرج ومثل هذه العبارات. فأنتم إن كنتم غرباء من حيث مسكنكم فأنتم بين أهلكم وعشيرتكم ونرجو أن تشعروا بذلك ونرجو أن نتمكن من إشعاركم بذلك حتى تكونوا فعلا روحا وجسدا عائشين في مجموعة من أهلكم وعشيرتكم ونرجو أن نكون قد وفقنا حتى يومنا هذا في معاملتنا كمسئولين أو معاملاتنا كمواطنين أن نكون قد نجحنا في إشعاركم بأنكم بين أهلكم وعشيرتكم وذويكم لستم في غربة ولا وحشة"..














Post: #122
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:31 AM
Parent: #1

خطاب السيد الصاد ق المهدي رئيس الوزراء
بمناسبة العيد الثاني والثلاثين
للاستقلال بمدينة الدمازين
بتاريخ أول يناير 1988م

بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد ...
أخواني وأخواتي أبنائي وبناتي بني و طني
أن لشعبنا السوداني تاريخا حاشدا من البطولات والتضحيات فالدولة المستقلة في السودان ترجع إلي ألف عام قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام ، ومنذ ذلك العهد البعيد ظل أهل السودان يحافظون على عزة الوطن وكرامة المواطن حتى تم تكون السودان الحديث في عهد الثورة المهدية الثورة الأم وفي عهد تجدد استقلال السودان مرة أخرى بعدى وقع السودان في ظل الاستبداد الأجنبي فقاوم شعبنا الغزو مقاومة فريدة في التضحية والفداء. وبعد ضياع استقلالنا بدأت المقاومة على حركات متفرقة مثل حركة ودحبوبة والفكي علي الميراوي وانتفاضات النوير وغيرها من حركات المقاومة السودانية ثم كانت انتفاضة 1924م ثم نهضة الخريجين ثم الوثبات النقابية الحزبية التي صلت في تكوين الحركة الاستقلالية والاتحادية ، في هدف استقلال السودان الذي تجدده مرة أخرى في 1956م والذي نحتفل اليوم بعيده الثالث والثلاثين.
أن المعاني التي نقرؤها في التاريخ الطويل هي أن الدولة المستقلة في السودان ظاهرة عريقة وأن الشعب السوداني قد صنع أمجاده بآيات خالدات من التضحية والإقدام وأن هذا الشعب المتنوع المشارب قد تجاوز خلافاته في ساعات المحنة وواجهها بما يلائمها من وحدة الكلمة واتحاد العزيمة. فالتحية لشعبنا في عيد استقلال السودان على مرة القرون ولنضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يرحم شهداء جهاد شعبنا على مر القرون.
لئن كان لنا أن نذكر بالخير مواقف شعبنا في وجه الاستبداد الأجنبي وما تبع ذلك من جهاد وطرد للدخول فان لشعبنا أيضا مواقف تصدي فيها للاستعمار الداخلي الذي تسلطت بموجبه عصابة من المواطنين فأهدروا كرامة مواطنيهم وجردوهم حقوقهم،هؤلاء الغاصبون قد واجههم شعبنا مرتين في تاريخه الحديث في أكتوبر 1964م وفي رجب / أبريل 1985م وحرر نفسه من الاستبداد الداخلي مثلما تحرر من الاستعمار الأجنبي ،هنالك عصابة من مواطنينا بدأت نشاطها المسلح ضد النظام المايوي المباد وعندما سقط ذلك النظام بعناية الله واردة الشعب فاتها أن تشارك في عرس الديمقراطية السودانية بل بقيت خارج السودان تستمد تسليحها و تدريبها وأعلامها وتمويلها وأرضها وتمونها من مصادر أجنبية توصل هجمات على قرى السودان وقبائله الآمنة باسم تحرير السودان.
السودان اليوم الأول هو في أفريقيا التي تؤمن بأن للتنمية بعدا اجتماعيا عدا ليا وتؤمن بان التنوع الديني والعرقي لا يعالج بالقهر والعسر بل بالتفاهم والتعايش ، أن المشاكل الدينية والعرقية والاجتماعية والقبلية موجودة في أكثر أقطار أفريقيا ولكن السودان من البلاد القليلة التي تعترف بوجود هذه المشاكل وتتأهب لحلها بجدية في نطاق مؤتمر قومي دستوري تدعو لحضوره الجميع دون قيد ،أو شرط، قطر هذا شأنه يريد حملة السلاح المعتدون تحريره من ماذا ؟ قالوا من حكم الجنرالات فتصرف القادة العسكريون السودانيون بوعي سياسي تام لنواب الشعب ، فأسقط في أيدي المتشككين وواصلوا اعتداءهم لتحرير السودان لا يحكم طائفيا منا أن لبعض أهل السودان إنماء الحديث الحزبية والنقابية كلها تصنيفات يبتلعها النظام السياسي القائم على النيابة الشعبية المباشرة وهذا هو أرقى أنواع النظام السياسي.
لقد كلفت الحركة العنصرية العشائرية المستدفئة الأحضان الأجنبية وطنها تكاليف كثرة ، تكاليف تصدى لها شعبنا وواجهتها قواتنا المسلحة بحسم حطم مخططاتها في جنوب السودان فلم تحقق أهدافها في السيطرة على الجنوب ولا في عزله عن الشمال ، بل كانت النتيجة الحتمية للهجمات العشوائية هي استشارة الجماعات القبلية المعتدى عليها للتأهب للدفاع عن نفسها وإفشاء العنف في أنحاء الجنوب واستنفار قبائل الشمال وسكانه لا على درجات المواجهة والتصدي.
وبعد أن حصدت الحركة هذا الشوك فكرت في التركيز على الهجوم على من السودان الحدودية حيث يمكنها أن تستغني عن خطوط الإمداد الطويلة أن تستعين إلى درجة أكبر كالمشاركة الأجنبية .
لقد كان هدف العدو من الاعتداء على الكرمك هو إظهار قدرات الحركة في شمال السودان وتصعيد التحالف الأجنبي لدرجة أعلى محاولة تشتيت قدراتنا الدفاعية،هذا الاعتداء على الكرمك و قيسان واجهته قواتنا المسلحة الشعب معها بوثبة الأبطال غضبة الحليم لإبطال أهداف المعتدين ولمواصلة التأهيل العسكري والتعبئة لمواجهة العدوان.
لقد دخلت الكرمك مرتين في تاريخنا الحديث حينما أقترن اسمها بهجرة الأمام الهادي المهدي ثم استشهاده في مقاومة الباطل المايوي ثم دخلت تاريخنا الحديث عندما أصبحت رمزا لصمود شعبنا في وجه العدوان.
لقد قررنا تعمير الكرمك بعد أن تم تحريرها وكذلك قيسان كونت لجنة لوضع برنامج التعمير لتعميرها كرمز لصمود الشعب السودان في وجه العدوان ولتكونا وجهات حضارية السودان ، لذلك فإنني أخاطب أهلنا من سكان الكرمك و قيسان والناطق المجاورة أن يعود كل وبكل حماسة لموطنه وسيجد أن شعبه سيقف معه لاعادة تعمير ما خربه المعتدون في الحياة العامة والخاصة والخدمات ، أن كل صوت يشكل في هذا صوت تخذيل وتثبيط فلا تلتفتوا له ، بل أن علينا أن نعود جميعا لديارنا بصورة أقوى مما كنا عليه وستقف معكم الدولة والشعب بكل الوسائل لتعمير المدينة وقرارها وما حولها تعمير أنموذجا ، لقد قرر مجلس الوزراء أن يتم ه هذا التعمير وأن يستقطب له الجهد الرسمي و الشعبي أن نتخذه نمطا لما سيكون عليه تعمير الجنوب في المستقبل القريب أن شاء الله ، وبهذه المناسبة التحية للصامدين في الدفاع عن كل بقاع الوطن لاسيما في الجنوب.
لقد حطم شعبنا مرة أخرى كل الأرقام القياسية في موقفه الرائع من العدوان على الكرمك وما جاورها ليعلم المعتدون أن كيدهم مردود عليهم وأن الشعب السودان بعد العدوان أقوى وأكثر تماسكا ، صحيح أن بعض العناصر حاولت تشويه روعة الإجماع بالشماتة حينا وبالتجاوب مع شعارات العدو حينا ولكن هؤلاء أفراد قيادا ت عزلها موقفها الشاذ من قوا عدها وحاكمها الرأي العام وسيحاكمها القضاء إذا كان موقفها ما يبلغ درجة جنائية.
أما قوة وثبة الأسود فلها من شعبنا التقدير كله وقد وجهت الأخ القائد العام للتوصية لدى مجلس رأس الدولة بالتكريم المناسب لهؤلاء الأبطال.
أننا كما تعلمون قد وضعنا خطة شاملة لتأهيل قواتنا المسلحة وكنا نسير فيها بالإمكانات المحلية و الخارجية وقد قطعنا شوطا وسوف نستمر حتى ننجزها.
وعندما واجهتنا محنة الكرمكك استطعنا تسريع برنامج التأهيل لمواجهة الموقف . لقد أشاعه إذاعة العدو أن قوات غير سودانية قد شاركت في استرداد الكرمك ، ولكن أعلن عليكم مؤكدا أن السودان أسترد الكرمك بجهد أبناء السودان الفريق أول فوزي احمد الفاضل ورفاقه في القيادة العامة واللواء زين العابدين قسم الله في القيادة الميدانية ومعه من معه من ضباط وجنود وثبة الأسود، كانوا جميعا سودانيون حققوا ما حققوا من الإمكانات الذاتية الموجودة .
لقد وقف معنا الأشقاء معنويا وماديا موقفا كريما لعب دورا هاما في أن للسودان سندا قويا وسيلعب دورا في خطة التأهيل المذكورة و لكن السودان سيظل مدافعا عن نفسه بدم أبنائه ويرحب بمؤازرة أشقائه وأصدقائه المعنوية والعتادية إننا نشكر لاشقائنا مواقفهم الإيجابية معنا كذلك وقفت أكثرية العالم مع السودان ضد العدوان فلكل من وقف معنا معنويا وماديا من الأصدقاء جزيل شكرنا وتقديرنا . أن ما حدث بعد عدوان الكرمك يؤكد مرة أخرى صحة وسلامة سياسة بلادنا الخارجية فقد وقف معنا رغم اختلافاتهم بلاد إسلامية عربية وأفريقية وقدرت موقفنا وتجاوبت معه الأسرة الدولية كلها لهؤلاء جميعنا نقول أن السودان سيظل قوة للسلام العادل فمنطلقاته الروحية تدفعه نحو ذلك و "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " لا عدوان إلا الظالمين , ونظامه أساسي القائم على الحريات الأساسية للجميع وكرامة اٍلإنسان والحكم النيابي يصونه من المغامرات العسكرية ويدفعه نحو البناء والتعمير كأولوية وطنية فالوقوف مع السودان إن وقوف م السلام العادل.

بني وطني ..
لم يخامرني شك منذ العدوان على الكرمك أن شعبنا وقواته المسلحة قادرون على استردادها وصد العدوان والآن يخامرني شك في أن شعبنا سوف يجتاز المحنة المفروضة عليه في الجنوب بسلام ويخرج من التجربة أقوى عودا من حيث نضجه السياسي ومن حيث قدارت قواته القتالية , ولكي نبلغ هذه الأهداف ينبغي أن نحافظ على التعبئة الشعبية الحالية لنواجه بها مهامنا الوطنية الأساسية , وهى خمسة مهام أساسية:-

Post: #123
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:31 AM
Parent: #1

السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
في ندوة الإصلاح الإداري
بتاريخ 9يناير 1988م

بسم الله الرحمن الرحيم


أخوتي ...وأخواتي
نحن دعوناكم اليوم لنسمع لا لنسمع ولذلك ستكون عبارات قصيرة جدا ولكن الموجب لها أن أفر لماذا دعوناكم لمثل هذا اللقاء ، الحقيقة هي أن الموضوع هام جدا والمشاكل التي فيه كثيرا جدا والدراسات الموجودة حوله كثيرة وأنا أذكر أنني عندما توليت رئاسة الحكومة قبل عشرين عاما كان من أهم المشاكل التي واجهتني مسألة النظر في إصلاح الخدمة المدينة لذلك كونت لجنة المرحوم الأستاذ / كرار أحمد كرار وكنت أقول له لبعض أعضائها أرجو الاستعجال للفراغ من اللجنة لأنني لا أعتقد أن كثير من الآخرين يشاركوهن الاهتمام بهذا الموضوع وربما سقط حكومتي في فترة تحضيركم للدراسة وتصبح الدراسة بعد ذلك تمرينا نظريا وهذا ما حدث بالفعل ، بعد ذلك جاءت الظروف بمايو اتسعت الخدمة العامة اتسعت المشاكل والمفاسد وتم ما تم من دراسات تحضيرات أتنم بها عليمون ، ثم اللجنة التي كونت في الحكومة الانتقالية برئاسة الأستاذ كرم الله وهذا كله يشكل الآن أدب إصلاح الخدمة العامة والخدمة المدنية وأنا رأيت مثل هذا الندوة في صنف آخر من الندوات و ورشات العمل وحلقات الدراسة ولكنه صنف أكثر تركيزا من حيث إجماع كل أعضاء مجلس الوزراء مع جماعة من الأخوة المؤهلين لتداول الرأي قبل اتخاذ قرار من مجلس الوزراء حول هذا الموضوع وأنا شخصيا وجدت كل هذه الاستفسارات خصوصا إذا توبعت بحدية واهتمام تفيد كثيرا.
سئل مره الجوهري من أعلم الناس ..قال الناس كلهم أن كل وأحد عنده أضافه يمكن أن يزيد بها معرفة الآخر "وفوق كل ذي علم عليم " الحقيقة هناك قضايا نمكن أن نعتبرها أيضا جديدة بالنسبة لمشاكل الخدمة العامة وضرورة اتخاذ قرار بشأنها ، ومسألة فائض العمالة ، ومسألة العلاقة الإقليمية المركزية ، وكذلك الآن فكرة جديدة وهى أن جزاء من التنظيمات الإقليمية والجهوية متعلقة بقلة تمثيل بغض مواطنينا بما سيدخل في أحكام ميثاق السودان وكيفية أن نأخذ هذا الموضوع في الحسبان دون أن يؤدي إلى اضطراب في مستوياتنا المختلفة بالنسبة لأدائنا كله ولا أريد أن أوسع الحديث في هذا الموضوع كله ولكن الذي أود أن انتهى إليه هو أننا لا نريد من هذه الندوة مناقشة لهذه القضايا الهامة لكي نتخذ القرار بالنسبة لهذا الموضوع ، واجب أن انوه إلى أن هناك أشياء لا تحتاج إلى مزيد دراسة حيث أنها قتلت بحثا ودراسة وهذه لا أعتقد أن المجال فيها موجود ألا لنظرة خاصة لكيفية الأخذ بالتوصيات والدراسات الموجودة حبذا لو أن النقاش فصل هذا النوع من الجوانب المدروسة فعلا والتي لا تحتاج إلى لمزيد من دراسة وإنما تحتاج لخطة تنفيذية محكمة ,ثم هناك أشياء قطعا تحتاج إلى دراسة وربما أخذت زمنا محدودا , ثم هناك أشياء تحتاج إلى مطولا لأن فيها مشاكل الهياكل وقبائل الكوادر المختلفة و التنسيق بينها وهذه مشكلة كبيرة جدا عولجت في أثناء الحكومة الانتقالية وفي أثناء حكم ومنتا هذه بوسائل الاستجابة للضغوط إطفاء الحريق و العلاجات الجزئية فخلقت مشاكل إضافية ولذلك حبذا لو أن النقاش والذي لا أشك نقاش مثقف ومستنير ومؤهل استطاع أن يميز بين ثلاثة درجات من الفورية في اتخاذ القرار, الدرجة الأولى بلك المسائل التي قتلت بحثا وتوصية ودراسة وينبغي أن تتخذ بشأنها قرارا تنفيذية .
المسألة الثانية: الأشياء التي احتاجت لمزيد من الدراسة ولكن بزمن أقل من الحلقة الثالثة وهى التي تحتاج لدراسة طويلة ومقارنات ومسألة حقيقة سوف تستغرق زمن طويلا حبذا لو أن النقاش استطاع أن يميز هذه الحلقات الثلاث لكي لا نجمع بين أشياء نمكن اتخاذ قرار فيها ،وأشياء يمكن أن تدرس بدرجة زمنية وسيطة ،وأشياء محتاجة لفترة زمنية أطول .على كل حال وكما قلت نحن جئنا لنسمع لا لنسمع ولذلك أرجو أن نسمع الآراء المختلفة وأرجو أن تساعد هذه الآراء في التنوير العام الذي نتخذ على أساسه قراراتنا , فقط أريد أ، أقول أنني أفكر في أن ٍاتخذ نوعا من المجلس الاستشاري بصفة مؤسسية بمعنى أن يكون هناك مجلس استشاري لرئيس الوزراء يجتمع مرة في الشهر ويساعد في إعطاء هذا اللون من اللقاح الفكري شكلا مؤسسيا مطردا وبهذا الصورة نستطيع أن نستفيد من خبرة وتأهيل النقر من السودانيين المؤهل الذين لا يحتلون الآن موقعا رسميا معينا يسمح بتبادل الرأي معهم ولكن عندهم من الخبرات والتأهيل ما ينبغي السعي لتوظيفه لمصلحة السودان , في هذا المقدمة أترك المجال لإدارة الندوة ليبتدرها المبتدرون ثم يشارك الآخرون في إثرائها.
السلام عليكم .

Post: #124
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:33 AM
Parent: #1

خطاب السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
حول التطورات التي وقعت
أثناء عطلة الجمعية التأسيسية
بتاريخ 11يناير 1988م



بسم الله الرحمن الرحيم

"قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني"
قال محمد صلى الله عليه وسلم أني للمجتهد وأن اخطأ أجر
وبعد

أخي الرئيس
زملائي نواب الشعب
سلام الله عليكم ورحمته

فمرحبا بمن غاب عنا عائدا بعد عطلة الجمعية تفقد أثناءها أحوال أهلنا في بقية الوطن المختلفة ، فالعمل متصل لأن النيابة تكليف مستمر ،وأرجو أن تكونوا قد وجدتم الأهل والأسر بخير يحسنون التعبير عن مشكلاتهم ،فالمشاكل في بلادنا موجودة بأحجام كبيرة لكن نأمل أن يكون الجميع قد أقتنع بأمرين :-
الأول : مجهودا جاد مسلطا عليها وأن حركة في اتجاه إيجابي قد بدأت ..
والثاني أن المواطن قادر على التصويت والتوجيه وأنه صاحب كلمة لا يملك أحد يتجاهلها .
أخي الرئيس أنني أشعر وأنا أستعرض التطور التشريعي والبرنامج التنموي ومشروع تأهيل مؤسساتنا الإنتاجية الخدمية وأستعرض التطور كل وجوه الأداء العام ، أن الجسم الهامد الذي ورثناه من عهد الظلام بدأ يتنفس وتعود الدماء إلى عروقه والروح إلى كيانه ،أن السودان بإمكاناته البشرية والطبيعية وامتداده القاري في أفريقيا وجواره البحري بآسيا وامتداده بين المشرق والمغرب العربي عملاق وسيكون لعودة الروح فيه أثر إيجابي في أفريقيا وفي أجزاء هامة من آسيا وفي العلاقة المصرية بين العالمين العربي والأفريقي .
أخي الرئيس
لقد قرر مجلس الوزراء أن ألقى هذا الخطاب لألقي على أهم الأحداث التي وقعت والتطورات أثناء عطلة الجمعية وسوف يأتي عدد زملائي الوزراء بيانات مفصلة ليلم المشروع بكل البلاد من وجهة نظر الحكومة وسيكون عرض هذا عبر نقاط
النقطة الأولى : الموقف السياسي وتكوين الحكومة . تقوم الحكومة الحالية على تحالف بين الحزبين الكبيرين وائتلاف مع أحزاب جنوبية ، وجسور ممتدة عبر النهج القومي نحو المعارضة ونحو القوى الصحفية والفئوية في الجمعية ،وٍلأسباب شرخناها هنا كلنا قد فضضنا التحالف بين الحزبين اتخذنا برنامجا مؤقت لكيلا تتأثر البلاد سلبا بذلك ثم أعدنا تأكيد التحالف بعد تعثر البديل له وأقمنا على أساسه فكرة تفاوض وقع عليها الحزبان لقد أوجب الاتفاق الجديد تعديلا وزاريا وتعديلات أخرى وتم اختيار لجنة تنسيق بين الحزبين أوكل إليها مهمة تحديد التعديلات المطلوبة وشرعت هذه اللجنة في أعمالها بعد إبطاء ، وإلى جانب معالجة مشاكل التحالف بين الحزبين ودخلنا في بحث مشاكل الإتلاف مع الأحزاب اٍلأخرى وهذه المهمة أيضا كلفتنا كثيرا من الزمن ، ولكنها هي أيضا أن هناك اتفاقات مبدئية بين أطراف الحكومة حول السياسيات والبرامج والتكوين الحكومي ، وهناك مشاكل يمكن أن تعزى للتنافس الحزبي ولدرجة ميل هذا الحزب أو ذاك فيما بين السياسيات والمركبة.
أن نوع المشاكل القائمة بين أحزاب الحكومة حتمي في ظروف الائتلاف ،ولكن هذا الائتلاف الحالي يعد الأنجح بالمقارنة لما سبقه من ائتلافات أنتهي أولها باللجوء إلى تسليم السلطة ،انتهى ثانيها بفراغ دستور خلقته استقالة رئيس الوزراء.
الائتلاف الحالي ضبط الاختلافات ولم تؤثر مشاكلها على عمل الدولة والحكومة بل حتى في أسوأ حالات الاختلاف أستمر عمل الحكومة في أقوى صوره ممكنة ،وإذا قارنا الحال بما كان عليه أثناء الحكم المايوي لوجدنا كيف كان الوفاق والاتفاق فوقيا بينما تشتعل أزمة حقيقية تحت السطح بين رئيس النظام ونوابه وبين الوزراء والوزارات وداخل الاتحاد الاشتراكي وبين الجهاز السياسي والمؤسسة العسكرية ،وإذا قارنا ذلك بظروف البلاد الديمقراطية الأخرى كأمريكا وفرنسا وإيطاليا لبدأ لنا كأن الحكم في تلك البلاد في سلسلة من الأزمات لا تنقطع بالمقارنة مع تاريخنا الائتلافي والحكم في الاستبدادي الذي كان سائد ومع ظروف البلاد الديمقراطية الأخرى فـأن مشاكلنا الحلفية والائتلافية تصغر وتدل على استقرار نسبي .. المهم أننا في ظل الديمقراطية نستطيع داخل أحزابنا وفيما بينها أن نعدل ونصوب للترقي من الحسن لٍلأحسن بل نستطيع في النهاية المطاف أن نلجأ لانتخابات عامة أخرى لحسم الأمور فلا مكان للحيرة أو لشلل ولكل داء دواء يستطب به .
لقد بلغت الحركة السياسية والفئوية السودانية مرحلة النضج ومخاطبتنا لها ينبغي أن تكون راشدة وجادة وصريحة ونهجنا الذي نسير عليه هو الممكن في الظروف الحالية ومن كان عنده بديل أفضل لمصلحة السودان وفي ظل الديمقراطية فكلنا آذان للاستماع إليه
أما النقد للواقع الماثل بالقياس لأنماط مثالية فضرب من الحراثة في البحر لا تسمن وتغني من جوع.
النقطة الثانية ميثاق السودان : لقد تطابقت أراء كثير من أهل السودان حول ضرورة التصدي بوعي وجدية وأحاطه للتنوع الديني والعرقي والجهوي والموجود في السودان وهو أن هوية السودان في الغالب إسلامية وعربية ن ولكن في السودان أديان وثقافات أخرى لقد أدت الصحوة الإسلامية والبعث العربي الأفريقي وما صحب هذا الصحوات من اهتمام بالهوية بحث عن الذات إلى تضارب زاد من حدته إحساس بعض السودانيين بأن نصيبهم في السلطة والثروة ليس عادلا وتسبب هذا التضارب في اتجاهات الهوية والإحساس بالظلم بأمر السلطة والثروة في اختلافات سياسية وحمل بعض السودانيين السلاح للتعبير عن مواقفهم في وجه نظام الحكم المستبد ، قفل كل دروب التعبير السلمي عن الرأي السياسي الآخر ، هذه الفئة لجأت من البداية للاحتضان الأجنبي وهو لجوء اضطراري يمكن فهمه في وجه نظام الحكم المستبد ، أما بعد سقوطه فاللجوء إلى العنف وللاحتضان الأجنبي يصبح محض عدوان ######رة لمصالح أجنبية ، وينبغي لكن مواطن أن يتخذ ضده موقف إدانة ، ,أن يدعم مواجهة الوطن له بكل وسائل الدفاع والردع .. ومن ناحية أخرى فالتصدي للعدوان والعمالة الأجنبية ينبغي ألا يشغلنا عن الاهتمام بمسألة تضارب الهوايات والمظالم لإزالتها ، لذلك دعونا للميثاق السوداني الذي يتطرق للتوفيق بين حقوق المواطنة المكفولة لكل سوداني وبين تطلعات المسلمين المشروعة لتطبيق شرع الله وتطلعات المسيحيين والآخرين لكفالة حقوق المواطنة ،وحقوقهم الإنسانية والدينية ويتطرق لتحديد الهوية الأفريقية وتحديد أسس المشاركة العادلة في السلطة والثروة القومية.
أن المؤتمر القومي الدستوري هو المنبر المختار لحسم هذه القضايا ،وأننا في اتجاه هذا المؤتمر سائرون ولكيلا يقف سيرنا حاليا وضعنا مشروع الميثاق السوداني الانتقالي وتداول الكثيرون وبعد تعديلات وقع عليه حوالي سبعة عشر حزبا سياسيا مساء يوم العاشر من يناير الجاري وأنني أضع اليوم نصا كاملا لهذا الميثاق وأود أن أضيفه للبنات البناء السوداني وعندما يقوم المؤتمر القومي فأنه سوف يبني على هذا الميثاق ،ويبلغ به غاياته المثلى وبعد التوقيع على هذا الميثاق فأننا سوف ندعو الجميع لبحث تفاصيل المؤتمر القومي زمانا ومكانا وتكوينا وأجنده.
الميثاق الاجتماعي:ـ
لقد لعبت الحركة النقابية السودانية دورا أساسيا في تحقيق استقلال البلاد وفي إسقاط الاستبداد والأول والثاني ،نحن الآن في مرحلة شرعية ودستورية فلابد ونحن في هذه المرحلة أن نتفق على معالم الدور السياسي للنقابات لحصره في القضايا القومية كيلا يختلط الأمر وتصبح النقابات أحزابا ، وللنقابات بالإضافة إلى ذلك دورها القطاعي ودورها في رعاية مصالح أعضائها وفي تطوير إمكانياتهم الثقافية والمهنية بل في تطوير إمكانياتهم المادية وتسهيل ظروفهم المعيشية ، للنقابات دورها في المشاركة في خطط التنمية والأسس التي يوزع بموجبها عائد تلك التنمية والبلاد الآن في حالة استشفاء من أمراض اقتصادية عديدة وهى تعاني عجز خطير داخليا وخارجيا . أننا مفتقرون لوضع أساسي واضح لدور الحركة النقابية في ظل الديمقراطية ولدورها الاقتصادي والاجتماعي ولتحديد حقوقها وواجباتها في مرحلة الإنقاذ الاقتصادي وفيما بعد ومحتاجون أيضا لتحديد واجبات الدولة نحو الحركة النقابية ، كذلك واجبات أصحاب العمل المستخدمين على أساس أن الأداء العام شراكه بين جميع هذه الأطراف ,لذلك نادينا بالميثاق الاجتماعي كوثيقة تحدد حقوق وواجبات كل أطراف الإنتاج وفي سبيل ذلك كلفنا منظمة العمل الدولية التي تقدمت لنا بمقترحات ويدرس ديوان شئون الخدمة (وزارة العمل) أراء متعلقة بهذا الميثاق ، وانعقد حلقة دراسية بين الحكومة واتحاد نقابات السودان وأصحاب العمل لبحث موضوع الميثاق ونتيجة لكل هذه الدراسات فأننا سوف نقدم مشروعا محددا لكل القوى النقابة السودانية والمشروعة في التكوين لدراسته ثم نعقد مؤتمرا جامعا لمناقشة وإصدار الميثاق الاجتماعي وأننا نعبره لبنة أخرى هامة في بناء الوطن.
رابعا القوانين البديلة:ـ
أننا ملتزمين يا أخي الرئيس ميثاقيا وانتخابيا بإلغاء قوانين سبتمبر 83 لتحل محلها قوانين تحقق تطلعات غالبية المسلمين من أهل السودان ي تطبيق شرع الله وتكفل حقوق المواطنة للسودانيين جميعا وتحافظ على الحقوق الإنسانية والدينية للمسيحيين وغيرهم من المواطنين وكان واضحا أن ما نحن بصدده مهمة حضارية كبرى ينبغي أن نصونها من الفوقية العشوائية التي صدرت بها قوانين سبتمبر ألغيت فعلا مثل قانون الهيئة القضائية وقانون الزكاة والضرائب وبعضها جمدت نتائجه لكيلا علماء بأحد ظلما، وفي هذا الأثناء فتحنا باب البحث واسعا داخل السودان بل أشركنا علماء مؤهلين من خارج السودان وقدمت دراسات عديدة سيكون لها أثرها في صحة ما نتخذ من قرارت، وقدمت مشروعات محددة للقوانين البديلة أذكر منها:
مشروع قانون النائب العام ، مشروع نقابة المحامين ، مشروع الحزبين الكبيرين مشروع الجبهة الإسلامية القومية مشروع الأخ على محمود طه حسنين ، مشروع القانون العربي الموحد تم تكوين لجنة قومية شاملة للنظر فيها وتقديم مشروع شامل متفق عليه ،ولق قطعت هذه اللجنة شوطا كبيرا أثناء الأشهر الثلاثة الماضية وسوف نضع كل هذا الأدب القانوني أمام مجلس الوزراء لاتخاذ قرار بشأنه ثم نضع الأمر كله أمامكم لإصدار التشريع المطلوب .
يا أخي الرئيس إنجاز تاريخي يحقق توفيقا فيما قد ينشا من تعارض بين العقيدة والمواطنة قفلا لأبواب الفتنة الدينية والفتنة العرقية التي توشك أن تلتحم معها في تحالف مقيت يمزق السودان ،وتكون تجربة قدوة للآخرين وفتح مجال التطور الديني والروحي والخلقي في مجتمعنا بعيدا من مزالق التعبئة العدائية التي حشرتنا فيها تجربة سبتمبر لقد فتتت تجربة سبتمبر الناس عن قضية التوجه الإسلامي في سائر دروب الحياة ، فيهو يقتضي تأصيل التعليم العام والعالي وترشيد الإعلام والتربية الخلقية كلها جوانب نأمل أن يشملها علمنا لغرس التوجه الإسلامي ودفع التوجه الإيماني والخلقي لغير المسلمين لاسيما المسيحيين وفي هذا الصدد فأننا الآن نراجع تكوين برنامج وزارة الشئون الدينية لتصبح اسما مسمى وتكوين قيادات دينية حقيقية وترعى النهج في كل مجالات الحياة وتتيح المشاركة المشروعة لكل السنن بأمر الدين وتتيح لغير المسلمين دورهم في تطوير شؤون جماعاتهم وفي غرس القيم الإنسانية والأخلاقية.
خامسا: قضية التعليم ـالتعليم العالي:
لقد ألقيت بيانا أمام الجمعية أوضحت فيه توصيات لجنة مستقبل التعليم العالي وما قبلناه منها ،والنقاط فلاثني عشر التي سنقيم عليها إصلاح التعليم العالي في بلادنا ، ونحن ماضون في تنفيذ ذلك الإصلاح بعد تريث تسبب فيه تمهيد مطلوب لتشترك كل قنوات التنظيم الجديد فيه بحماس ، لقد وقعت في الفترة الأخيرة أحداث أدت إلى إغلاق ثلاثة من جامعتنا جوبا ، الجزيرة الخرطوم ،ولقد تدارسنا في مجلس التعليم العالي القومي هذه الظاهرة لاسيما والدولة وفرت التعليم العالي ضرورياته بصورة فاقت ما كان عليه الحال في الأعوام الماضية كما إن الإدارات الجامعية تتصرف بحرية وفق قوانينها ،والاتحادات الطالبية تحظى بكل الحقوق المشروعة في ظل الديمقراطية ،وبعد تداول الرأي حول أسباب الأحداث وما صاحبها اتخذ المجلس الموجهات الآتية:ـ
تأييد الإدارات في عملها الحازم لمراجعة اللوائح والنظم التي تحدد صلاحيات الأجهزة المختلفة.
تأكيد أن قرارات في إطار صلاحياتها نهائية.
تطوير العلاقة بين الأستاذ والطالب كأعضاء في أسرة جامعة واحدة ،الاهتمام بالأنشطة غير الأكاديمية لاسيما الدينية والثقافية والاجتماعية والأدبية والرياضية والفنية،والاهتمام بدور الاتحادات الطالبية كجزء من أسرة الجامعة لا كنقابات على أن تلعب دورها في الأسرة الجامعية وبنائها الديمقراطي ، الإسراع في إقامة الكلية الإعدادية ،والدعوة لمؤتمر جامع يناقش كيفية ممارسة الأحزاب السياسية لنشاطها في الوسط الجامعي بوسيلة وأسلوب راشد هذا وقد استؤنفت الدراسة في جامعة جوبا بعد إزالة أسباب التعويق وستفتح جامعة الجزيرة تحسم أسباب الاضطراب على أساس يمنع تكراره.
أخي الرئيس أنني أؤكد أنه لا توجد أسباب حقيقية مشروعة لهذه الأحداث ،وحبذا لو كونت الجمعية لجنة لتقصي الحقائق لتشارك هي أيضا في تحليل الموقف وتحديد الوسائل التي تصون التعليم العالي في السودان من الزوابع المفتعلة وأن كانت حقيقية فاقتراح وسائل علاجها .
العليم العام : أننا ماضون في خطة إصلاح التعليم العام أوضحها لكم الأخ وزير التربية والتعليم في التزامنا بصيانة وتأهيل المدارس يدعمنا جهد قومي مقدر وفي تنفيذ التزامها بتحسين أوضاع المعلمين والعاملين بالتربية والتعليم ،وعندما نشأ شعور لدي نقابات المعلمين أن التنفيذ في هذا المجال بطئ اجتمعت بالنقابة المعنية ، ثم أجتمع بها وزير التربية والمالية واتفق على أن يكون اليوم الأخير لشهر نوفمبر 1987 م هو موعد اتخاذ القرار بشأن هذا الموضوع وافقت الحكومة بالتزامها وحددت ما سيعمل الآن والمستقبل لتحسين ظروف المعلمين،ومع هذا قع إضراب نقابة معلمي المدارس الثانوية وهو حدث ما كان ينبغي أن يكون، لقد تجاوزت العلاقات بين الوزارة والنقابات تلك المرحلة الآن ،وسيوضح الأخ وزير التربية الحال في وزارته من حيث السير في الإصلاح التربوي والصيانة والتأهيل والعلاقات بين الوزارة والنقابات..
الصحة :
هنالك عدد من المستشفيات الجديدة تم إنشاءها ، 3 مستشفيات سعودية في كسلا وأمد رمان الفاشر ، ومستشفيان كويتيان في كسلا والأبيض ،مستشفيان للأطفال هولنديان في مدني وأمد رمان ، هناك مستشفيان إقليميان تم إنشاءها وبرنامج تأهيل المستشفيان يسير سيرا حسنا فقد تم تأهيل 26 مستشفى ،وتمت العطاءات لعشر أخرى ، والبرنامج متصل حتى تأهيل البقية أن شاء الله .
سابعا قضايا الأمن :
أـ الجنوب ،ومازال الجنوب يعرض للعدوان المدعوم من الخارج ولكن قواتنا المسلحة استطاعت أن تحتوي الخطط العدوانية وأن تنتقل من الدفاع إلى الهجوم ، والمطاردة والتمشيط والنتيجة أنها الآن مسيطرة على الإقليم إلا قليلا من المناطق التي أخلتها ، ولم تقرر بعد إعادتها وستفعل أن شاء الله ـ ولكن الجرارات تعبر النهر من كوستي إلى ملكال وتعود . القطارات تواصل الرحلة من بابنوسة إلى أويل وتعود .
الطرق البرية : الضعين ،راجا ، واو طمبرة ،ومريدي جوبا وغيرها سائرة المطارات الثلاثة بالجنوب مؤمنة ومستخدمة ،ولا يسعني هنا إلا أن أشد على أيدي قواتنا المسلحة لصمودها وتصديها الرائعين أن أشيد بوعي عدد كبير من مواطنينا في الجنوب ودورهم في دحر العدوان ،أن أرحب بالأعداد من الذين اكتشفوا بطلان حمل السلاح ضد ديمقراطي ، فعادوا.
النهب المسلح في دار فور :
أن من مشاكلنا الأمن التقليدية في دار فور محتواه مثل الاضطرابات في المدن ،والشغب والنزاعات القلبية . ولكن المشاكل التي صعدت لمستوي الاهتمام القومي هي مشاكل أمنية وافدة إلينا ، النهب المسلح ، اللاجئون ، التهريب لقد كثف الإقليم بدعم مركزي المجهودات الأمنية لمحاصرة هذه المشاكل وكانت النتائج إيجابية جدا ، حتى حجمت تلك المشاكل ,لكن النهب المسلح أفرز سلبيات عديدة، ذات مضمون سياسي وقبلي ودبلوماسي لذلك رؤى بحث الموضوع برمته في مؤتمر قومي إقليمي جامع تشارك فيه الحكومة المركزية والإقليمية وأجهزة الدفاع والأمن ،والقبائل ،والقوى الشعبية ، وأنعقد المؤتمر في اٍلأسبوع الأول من هذا الشهر وكان ناجحا في تحقيق مقاصده ،وسوف تتضافر كل الجهود لمحاصرة النهب المسلح والمشاكل الأمنية الوافدة ، والتخلص من إفرازاتها الضارة ، والتحضير ماض لمؤتمر مماثل لأمن جنوب كردفان بعد أن تم احتواء التحدي الأمني المباشر في ذلك الجزء من الوطن . وبعد أن عقد السمنار التمهيدي للأمن في جنوب كردفان في أغسطس الماضي في قاعة الصداقة.
النازحون :
لقد أدت ظروف الجفاف في الماضي ،ثم ظروف الأمن نزوح عدد كبير من مواطنينا إلى مدن الكبيرة لاسيما العاصمة القومية.
لقد دعون الأجهزة المعنية إلى عدد من الاجتماعات لبحث هذا الموضوع الهام ،وتمخضت عن توصيات أيدناها ،وبسير في تنفيذها خلاصتها : تكوين جهاز قومي للنازحين برئاسة وزير دولة هو الفريق معاش يوسع أحمد يوسف وإعطاء الجهاز الصلاحيات القانونية ،وتحديد حجم ونوع الإغاثة العلاجية والكسائية اللازمة لمدة زمنية لا تتجاوز أسبوعين وضع خطة أمنية عاجلة للاستعانة بالمشايخ ،ونقاط الشرطة لتنفيذها واحتواء السلبيات اٍلأمنية الراهنة .على أن تشمل هذه الخطة كل القطر.
القيام بإعلام وسط النازحين سياسة البلاد نحوهم ،وحرصها على مصالحهم على المدى الوسيط والبعيد.
تحديد المناطق التي سوف يستقر فيها النازحون إلى الشمال وتلك التي سوف يستقر فيها النازحون إلى المدن الجنوبية وتوطين المتضررين بالعدوان في قرى سلام في الأقاليم الجنوبية تحديد نوع العمل الذي سوف يوفر تحديد نوع حجم الخدمات الاجتماعية المطلوبة لهم
تحديد الشكل الإداري والأمني الذي سوف يقام في مناطق استقرارهم .
تحديد تكاليف المدى القصير والوسيط والبعيد كميزانية محددة ، إصدار التوجهات الحازمة لكل الجهات ذات الاختصاص لأغاثه المتضررين في مناطقهم ، والحد من الهجرة للمدن الكبيرة .
استقطاب الدعم من كل المصادر المتاحة الرسمية والشعبية والطوعية والدولية.
استفسارات كل الذين يمكن أن يعملوا فورا في أعمال زراعية وصناعية للعمل فيها .
العمل على توفير الخدمات في الجنوب والحيلولة دون بقاء الموظفين في العاصمة والمدن الكبيرة .
أخي الرئيس لقد تضاربت الآراء حول أسباب هذا النزوح خاصة للعاصمة بأعداد كبيرة وتقريرنا المدروس هو أن هؤلاء المواطنين فروا من اعتداءات التمرد وكذبوا ادعاءات التمرد ضد الشمال باحتمائهم بأهلهم في الشمال من ويلات بطشهم ، والواجب الوطني نحوهم هو الإيواء وحل مشكلاتهم المعيشية والاجتماعية على أن تكون هذه الخطة شاملة لكل مناطق النزوح الأخرى مصوبة بإقامة قرى سلام بالقرب من مناطق الاضطراب الأمني لإيواء ضحاياه .
لقد ساهمنا في المؤتمر السكاني القومي الأخير ،ورأينا تكوين مجلس قومي للسكان للإشراف على سياسة سكانية جديدة للسودان ـ سياسة مؤشراتها مراعاة العلاقة بين السكان عددا وتكوينا ، والتنمية ومراعاة الاستقرار السكاني في المناطق الأكثر ملائمة لظروفهم ،وظروف حيواناتهم.
استقرار النازحين شمالا في مناطق الشمال ـ واستقرار الراغبين في النزوح جنوبا في مناطق مماثلة في الجنوب ـ هذا مع توفير الأمن ووسائل الإنتاج والخدمات لكل في مواقعه الجديدة ، والقضاء نهائيا على إحدى أبقار الاستعمار المقدسة ـ المناطق المقفولة .
اللاجئين :ـ
هنالك اختلاف في أعداد اللاجئين بالسودان ، ونعتقد أن الرقم الصحيح هو أن عددهم يساوي الآن بالمائة من سكان السودان ـ هذا العدد الكبير ،ولا يستطيع قطر مهما كان غنيا أن يستضيفهم د ون مؤثرات سلبية على نموه الاقتصادي ـ وموارده التموينية ، وكيانه الاجتماعي ، وأمنه لذلك قررنا:ـ
أولا ضبط وجود اللاجئين في السودان في معسكرا تهم واستخراج أوراق ثبوتية لهم وتقييد الخروج من معسكرات إلا لأسباب مشروعة.
ثانيا: استقطاب العون الدولي لإعاشة اللاجئين وتقديم الخدمات الاجتماعية لهم .
ثالثا: إلزام أجهزتنا الرسمية بتقديم كل عون ممكن لهم ، ومخاطبة مواطنينا في إحسان معاملتهم .
رابعا: تشجيع عودة اللاجئين الاختيار لبلادهم ومخاطبة منظمة غوث اللاجئين لمساعدتهم على الاستقرار في أوطانهم إذا عادوا.
خامسا : عدم مزيد من اللاجئين للسودان ، إبلاغ كل من يهمهم الأمر بذلك ، لكن لا ينقلب كرم وتسامح أهل السودان المعهود إلى مشاعر عداء لا تؤمن عقباه.
قضايا الاقتصاد:ـ
أـ أهم رقم المعادلة الاقتصادية هو حجم الإنتاج الزراعي في السودان ، بالنسبة لهذا العام 87/88 الموقف حسب آخر تقدير في نهاية هذه الأشهر الثلاث كالآتي:ـ
الذرة مليون و325 طن ، أقل من الموسم السابق 56 بالمائة ، الدخن 232ألف طن أقل من الموسم السابق 54بالمائة .
القمح إنتاجه المتوقع 195 ألف طن أكثر من الموسم السابق 24بالمائة .
السمسم 258 ألف طن أكثر من الموسم السابق 19 بالمائة .
القطن المروي 280 ألف طن أكثر من الموسم السابق 8 بالمائة . القطن المطري 14الف طن أكثر من الموسم السابق40بالمائة.
الفول السوداني 434ألف طن أكثر من الموسم السابق 15بالمائة.
وهناك محصول نقدي جديد هو عباد الشمس الذي قفز من حجم محدود جدا لنصف مليون طن هذا العام .
الثروة الحيوانية والإنتاج البستاني من خضر وفواكه هذا العام أكبر من سابقه . أما انخفاض المحصولين الغذائيين الذرة والدخن هذا العام فسببه الأول هو قلة المساحة المزروعة ، الذرة 86/87 كانت المساحة المزروعة 12مليون فدان إلا قليلا ـ في عام 87/88 مليون فدان .
الدخن المساحة المزروعة 86/87 كانت 2,6 مليون فدان ـ وهذا الموسم 2,3 مليون فدان وسوف أتتناول آثار هذا الانخفاض عندما اتحدت عن الإغاثة .
ب ـ سير اتفاقية الصندوق معنا وبرنامج التعاون الثنائي بيننا وبين الآخرين ، أود أبدي الملاحظات الآتية:ـ
أولا يسير تنفيذ الاتفاق سيرا حسنا من الجانبين ،الفجوة الخارجية المقدرة لبقية العام 207مليوم دولار أمكن تمويل الجزء الأكبر منها ، نتوقع أن تمويل كلها قبل نهاية هذا العام المالي وأرقام ميزانيتنا الداخلية تسير على أساس سليم .
ثانيا: مبادرة السودان حول الدين الخارجي التي تتلخص في اعتبار الدين مسؤولية مشتركة إعطاء تقدير خاص للبلاد الأفقر وإيجاد صيغة إعفاء للديون الرسمية وصيغة تخفيض أساس للديون التجارية وعدم الربط بين التعامل المالي الجديد والدين القديم ـ المبادرة بهذا المعالم صارت مقبولة عالميا. وتبناها مؤتمر القمة اٍلأفريقي اٍلأخير ووجدت استجابة في اجتماعات نادي باريس ونادي لندن .
التحضير لجهاز ، التخطيط الجديد والبرنامج الرباعي استمر وأوشك على النهاية وحجم النشاط التنموي الآن يبلغ 2,6 بليون دولار .
الأخ وزير المالية سوف يلقى بيانا يفصل فيه التزام الحكومة بالميزانية وسيرها حتى الآن ، ويمكن أن يناقش اٍلأداء المالي كله مفصلا بعد الاستماع لبيانه .
مشروعات الطرق التي سار فيها العمل التنفيذ في الفترة الماضية المباشرة هي:ـ
كسوستي تند لتي بدأ فيه العمل .
تند لتي اٍلأبيض تم التعاقد .
اٍلأبيض الدبيبات تمت المرحلة اٍلأولى ، تم التعاقد للمرحلة التكميلية.
سنجه الدمازين بدأ العمل بواسطة الهيئة العامة للطرق والكباري.
هنالك طبعا الطرق التي تمويلها في الطريق ، التي تحت الصيانة ولن أتطرق لها هنا.
الإسكان الاستثماري :ـ
هنالك مجموعة من المشروعات التي تنتقل بموجبها الدولة إلى الإسكان الاستثماري الشعبي الوسيط وقد وضع حجر الأساس للمشروع الأول في يوم 7يناير 1988م أما بالنسبة للخطة اٍلإسكانية اٍلأخرى ، فامدرمان تم تنفيذ القرعة للمستحقين الدرجة الثانية ـ الخرطوم تم افتتاح مدينة دار السلام لاستيعاب 10 فدان نسمة من الساكنين عشوائيا ـ الخرطوم بحري ، التنفيذ جار للخطة اٍلإسكانية في الحلفايا والجريف ـواٍلأخ وزير الإسكان سيوضح مشروعاته المختلفة تفصيلا ـ ولكنني هن أذكر ما نفذ فعلا.
الموضوع الخامس يتناول ما أنجز في مجال التعدين وتوفير الوقود ـ عدلت الاتفاقية مع صن أويل ، وبدأ عملهم في الإقليم الأوسط ـ وتم الاتفاق مع شيفرون لتبدأ تحضيرات استئناف العمل في الشهر الجاري يناير ، على أن يبدأ الحفر في مارس القادم وسيشمل عملها الإقليم اٍلأوسط وأيضا بالإضافة لجنوب كردفان وجنوب دار فور ـ وتم الاتفاق مع شركة بانيكو للبدء في بحث عن الغاز في سواكن ومعادن أخرى ـكما بدأ إنتاج الذهب تجاريا في جبيت المعادن بدأ الإنتاج التجريبي للذهب مع الشركة الفرنسية .
أما حاجة البلاد للوقود فهي مقدرة بمائة وخمسين ألف من النفط الخام ،وتغطيها
الآن منحة سعودية ، تغطي شهرين هما يناير وفبراير ، وصفقة ليبية بقرض ميسر لتزويد البلاد ب600ألف طن في ظرف عام ابتداء من يناير الجاري بمعدل 50ألف طن شهريا وهنالك وعد كويتي ، سيذهب اٍلأخ وزير الطاقة لتكملة إجراءاته ـ كما أنن نتوقع قرضا ليبيا أخرا لاستيراد 400ألف
طن أخرى على مدي هذا العام.
أننا نعتقد أن البرنامج ربما عرقل التنفيذ له إجراءات إدارية ـ والترحيل ـ لذلك فستكون المالية مستعدة لتمويل الفجوات التي تنشأ تجنبا لعجز إمدادات الوقود.
اٍلإغاثة: جملة المخزون من الذرة والدخن والقمح والدقيق حسب التقديرات الأخيرة يساوي 37مليون جوال أي حوالي 3,7مليون طنـ هذا يفوق استهلاك البلاد المتوقع ، لكن لا تقفز أسعار الذرة ركزت الأسعار على 45جنيه الجوال زائد تكاليف الترحيل ـ أما الذين لا يستطيعون شراء الذرة على أي حال فقد تم تقدير حاجتهم في كل أنحاء السودان ب218ألف طن ، واستعدت مفوضية الإغاثة لمواجهة هذا الموقف .
زـ أراضي العاصمة درست مشاكل أراضي العاصمة الصالحة للإنتاج الزراعي وكون جهاز بقيادة المعتمدية ، ومشاركة كل الجهات المعنية لتذليل كل مشاكل ملكية الأرض، والتمويل والمدخلات ،والبذور المحسنة ، والإرشاد الزراعي ، لتعمير الأراضي الصالحة في خطة حزام تنموي للعاصمة هدفه توفير الخضر وات والدواجن واللحوم والألبان والفواكه وسائر المنتجات البستانية والحيوانية . والحكومة تعطي هذا الموضوع أهمية كبيرة وتطويره ليصبح نموذجا للمناطق السكانية الحضرية الأخرى في السودان.
الخدمة المدنية:
بين يدي الحكومة مجموعة من التقارير الجيد ة عن الخدمة المدنية وضرورة إصلاحها مثل تقرير الأخ كرار أحمد كرار عام 68 وتقرير الأخ كرم الله العوض عام 86 ـ وقد نشأت مسائل أخرى ذات أهمية خاصة مثل إزالة آثار مايو فائض العمالة الهياكل الإ دارية والتوصيف الوظيفي تحديد العلاقة بين الحكومة المركزية الإقليمية والمحلية بالنسبة للخدمة العامة ـ مشاكل التدريب ، والأجور والمرتبات ، غلاء المعيشة ، وعندما أستعرض مجلس الوزراء في الشهر الماضي هذه التقارير والمشاكل المستجدة قرر أن يرجئ اتخاذ قرار حتى تعقد ندوة وزارية يحضرها كل مجلس الوزراء وسودانيون مؤهلون من كل مواقع الخدمة العامة ومعاهد التدريب الإداري والخبراء وأصحاب الخبرة ، فدعوت لندوة جامعة استعرضت كل المشكلة وأتخذ التوصيات الآتية:ـ
نحن نريد خدمة مدينة مؤهلة ومدربة وقادرة على تنفيذ السياسات والتنسيق والمتابعة وتكامل العطاء مركزيا ولامركزية وقادر على التطور والتحديث ونريد منها توفير الأمن وضروريات الحياة ،والخدمات الاجتماعية وتنفيذ التنمية ذات الأهداف الاجتماعية العادلة على أن تكون الخدمة نفسها مستقرة بداخلها محكومة بعلاقات محددة مع السلطة السياسية وبنشاط نقابي منضبط ـ هنالك توصيات مقبولة في التقارير الموجودة فالمطلوب تنفيذها مثل :ـ
صندوق المعاشات ـ خطة التدريب ـ إنشاء شبكة معلومات قومية .
مطلوب تقديم التقارير والتوصيات الموجودة لتنفيذ المقبول منها.
التركيز على الالتزام السياسي بصلاح اٍلإدارة وإعطاؤه شكلا مؤسسيا .
الاهتمام بالتربية الوطنية قبل التوظيف وأثناءه وتكوين الضمير الوطني الحي.
علاج مسألة سياسة الأجور والعلاقة بين الإنتاج وتكاليف المعيشية وحقوق العاملين في إطار العقد أو الميثاق الاجتماعي المزمع موضوع فائض العمالة . يعالج على ضوء تقارير منظمة العمل الدولية مقيمة بواسطة جهاز سوداني مؤهل.
إزالة الرواسب المايوية في نظام الخدمة العامة ومراجعة النشرات واللوائح المتضاربة المقيدة للخدمة.
وضع الضمانات المطلوبة استقرار الخدمة وتأمين العاملين فيها ، وتنفيذها عن طريق اللجنة الخدمة المدينة .
إرشاد أساسي لعناصر الخدمة المدنية ، بمحتوى وظائفهم ومقتضياتها
الاهتمام بتوعية الخدمة المدنية بالواجبات قبل الحقوق.
الاهتمام بالمشاركة في القرار داخل الخدمة بالنسبة للهياكل وترتيب وتقويم الوظائف وتحدد هذه بعد دراسة فنية مؤهلة ، وتنشر النتائج المقرر فدليل ملزم ، أن توقف الحلول الجزئية والاستجابة للمطالبات الفردية .
اعتبار ، كذلك مراحل التعليم الأخرى . وتقديم هذه التوصيات لمجلس الوزراء لاتخاذ قراراته بشأن الخدمة على ضوئها ، هذا ما سنفعل بعد أن تمت كل الدراسات واٍلإجراءات التمهيدية .
ثامنا: التعبئة العامة:
أخي الرئيس عندما وقع عدوان على الكرمك وتجمعت المعلومات عما حدث ، عقدنا
مجلسا للدفاع في 14/11 ورأينا أن هذا الحدث يشكل منعطفا هاما في العدوان على بلادنا لأنه يصعد درجة التحالف الأجنبي مع حركة التمرد وينقل مسرح الأحداث إلى الشمال بفكرة إيجاد فرصة للتحرك ضد السلطة ،ويحاول فكرة أن التمرد قد بلغ درجة التحدي العسكري المباشر لقواتنا المسلحة لذلك ينبغي أن يواجه بالحسم العسكري والتعبئة العامة لقهره في مهده ـ استعرض مجلس الوزراء توصيات مجلس الدفاع ووضع قرارت التشريع برنامج تأهيل قواتنا المسلحة والقيام بتعبئة العامة عامة يواجه بها الشعب كله هذا العدوان الأثام ثم أنعقد اجتماع بيننا ومجلس رأس الدولة ، استعرضنا فيه الموقف ورأينا أن يتبنى مجلس رأس الدولة التعبئة العامة في تكامل مع الجهاز التنفيذي وقد حدث مما كان نتائج باهرة وحدت الإدارة السودانية ، واستنهضت همة الجميع ،مما لعب دورا أساسيا في إحباط محاولات لاستغلال الانسحاب من الكرمك وقيسان لخلق اضطرابات في البلاد ،وفي تأمين ظهر قواتنا المسلحة وهى تواجه العدوان ـ أن الدور المعنوي الذين لعبه تجاوب الشعب السوداني كان أضعاف ما تحقق ماليا ، وان كان هذا نفسه ليس بقليل ـ فقد كان الموقف عظيم وعريضا ، لكن الأداء الصحافي صحف في اتجاهات الشماتة ونشر المعلومات العسكرية ،كما أن بعض الاتجاهات السياسية لم تخف عطفها على حركة التمرد فأن الموجة الشعبية علت حتى غطت كل هذه الحالات ، وعزلت أهلها ، ووقف الشعب عملاقا ، يلعق جراحه ،مصمما على تضميدها استرداد أرضه وكرامته .
لقد كان أداء الصحافة الأجنبية في كثير من الحالات غير موضوعي ، قد أرسلت لنا وزارة الأعلام ورقة غير دورية تشير لتشو يهات الصحافة العالمية مثل القول بأن الديمقراطية فشلت في إدارة البلاد ، وأن الكرمك اختيرت للعدوان لأنها مركز لتجارة الرقيق ـوالتركيز على وجود إنقسام ديني وعرقي وحاد وغير قابل للعلاج في السودان.
لقد درسنا هذه الاتجاهات وهى تعود لوجود رواسب في عقول كثير من الكتاب والمفكرين والصحفيين في الغرب ،ورواسب عائدة لعقيدة كانت سائدة في القرن الماضي في أوربا وهى أن الإنسان غير اٍلأبيض بطبعه ناقص ومفتقر لوصاية الرجل الأبيض ولا يرجى له حكم ديمقراطي ولا تنمية إلا بقدر ما يسوسه الإنسان الأبيض ، ورواسب أخرى عائدة لفكر صليبي يبغض المسلمين بغض متعصبا ، ورواسب أخرى عائدة لفكر استعماري يطيب له تقسيم أفريقيا بصفة جذرية ‘إلى شمال الصحراء وجنوب الصحراء ويرى في السودان واصلا لهذا الذي يريد أن يوصله .هذه الرواسب تشجع على فهم مشوه جدا لأحوال السودان ويغذيها بصورة لاشعورية ما تطالع في بعض الصحراء السودانية وبعضها يكتب من منطلقات دينية كأنها تهضم حقوق غير المسلمين ،وبعضها تتحدث كأن السودان عربي ولا مكان لغير العربي فيه وبعضها يتحدث كأنما في السودان أفريقيا عرقية مضطهدة مع أنها هي الأصل ..هذه الأتحاداهات على تناقض بينها موجودة في بعض صحفنا ، وهى تمنح أصحاب الرواسب المشار إليها مادة يستفيد منها في رسم تصوراتهم المريضة عن السودان.
سابعا: تكملة حلقات الديمقراطية
الحكم المحلي: بعد دراسات ومراجعات أجاز مجلس الوزراء قانون الحكم المحلي في جلسة 10يناير الجاري ، وسوف يوضع أمام الجمعية لدراسته أجازته كما تقرر.
الحكم الإقليمي : يسير الحكم الإقليمي الآن على أساس قوانين النظام المباد ويستمد صلاحياته الدستورية من مجلس الوزراء وكنا ننتظر مراجعة المؤتمر القومي الدستوري ، ولكننا الآن نرى ضرورة إصدار قانون جديد للحكم الإقليمي ستقدم التوصية بموجبه لمجلس الوزراء ، فإذا صدر قانون جديد فأنه سوف ينظم الحكم الإقليمي ثم تجئ القرارات الدستورية الجديدة التي تقره وتعدله . وأننا سوف نشرع في انتخابات الحكم المحلي بعد إجازة القانون في الجمعية مباشرة تجري التعديلات المطلوبة في الحكم الإقليمي عند صدور القانون الجديد الذي سوف يؤكد لامركزية الحكم الإقليمي وديمقراطيته.
عاشرا: محادثات لندن : فلقد دارت أحاديث غير دقيقة حول محادثات عقدت في لندن في أواخر نوفمبر 87 ،والحقيقة أن بعض القوى السياسية يحلولها أن تتصور تناقضا مدنيا وعسكريا في السودان وتحاول مخاطبته . ونحن لثقتنا في موقعنا نتابع هذه التحركات ، فإذا كان فيها ما يمكن أن يسئ السودان فلا نشجعه اتصلت حركة التمرد برئيس هيئة الأركان السوداني أكثر من مرة ووافقنا في المرتين أن يلتقيها ويحاول مخاطبة عقلها . ففعل في الحالتين . وفي الاجتماع الأخير في لندن كان معه شخصان آخران وكانوا مستمعين للطرف اٍلآخر ونقلوا ما يؤكد حركة إيجابية في موقفهم خلاصته :ـ
أـ أنهم يقرون أن اجتماع كوكادام لم يكن شاملا ولابد من لجنة قومية شاملة يدخل فيها من غابوا في كودكادام من القوى السياسية السودانية .
ب ـ أنهم موافقون على أن يكون رفع حالة الطوارئ بعد وقف إطلاق النار.
ج ـ أنهم يرون إلغاء قوانين سبتمبر يمكن أن يستثنى الأحكام الشرعية التي يمكن أن تجمد أو أن تستمر إلى أن ينظر في أمرها المؤتمر القومي الدستوري .
دـ انهم يوافقون على استمرار الدستور المؤقت لعام 1985م إذا حذفت المادة الرابعة .
أننا درسنا وقائع الاجتماع استفدنا منها في أكثر من مجال لمصلحة الوطن وسنقرر في الوقت المناسب هل ترتب عليها خطوة أخرى أم لا؟
الحادي عشر : تحركنا الخارجي : زيارة اليابان .لقد قمت ووفد سوداني كبير بزيارة اليابان ونتائجها العملية تفاهم مع اليابان للتعاون في قبول مبادرة السودان للدين الخارجي التفاهم مع اليابان لسد عجز ميزان المدفوعات السوداني في إطار اتفاقنا مع صندوق النقد الدولي . التمهيد لدراسة اليابان لدور في تمويل برنامج الإنقاذ الرباعي بمنحة نقدية للسودان ليمول بها احتياجاته العاجلة على أساس دوري يتتالى عاما بعد عام . وفي صعيد آخر فأن اليابان تمثل درسا مفيدا لنهضة السودان من حيث الجمع بين الأصالة والتحديث ومن حيث إتقان الاقتباس من الآخرين للنفع الوطني ومن حيث الاستعداد لنقل التكنولوجيا للسودان وتوسيع التبادل التجاري السودان يكون من قاعدة برلمانية يابانية قوية سيزور وفد منها السودان أثناء الشهر الجاري وهم مرشحون للقيام بدور فعال في تطوير العلاقات بين البلدين , حبذ ا أخي الرئيس لو قام تشكيل سواني برلماني للتجاوب معهم في تطوير العلاقات بين البلدين .
زيارة الصين :كذلك قمت ووفد سوداني كبير لزيارة الصين الشعبية نتائجها تنفيذ ستة مشروعات سودانية بتمويل صيني . التوقيع على بروتوكول تجاري جديد بيننا ، التوقيع على بروتوكول ثقافي جديد ودعم التعاون العسكري بيننا.
وفي مجال آخر فقد شملت اللقاءات قيادات الصين السياسية وشرح تجربة الاشتراكية وكان البحث صريحا جدا مفيدا في النقد الذاتي لمشروع القفزة الطويلة للأمام وللثورة الثقافية ولكثير من أبقار الماركسية المقدسة . الزيارات التي ترتبت على إعلان التعبئة العامة كانت :
أولا :زيارة السيد محمد عثمان الميرغني للملكة العربية السعودية بعد الاتفاق على التعبئة العامة ورؤى أن نخاطب بعض أشقائنا بظروفنا وأقترح السيد أحمد الميرغني أن ينتدب السعودية لمخاطبتها في هذا الصدد واستحسنا هذا الرأي وتمت الزيارة وبعد تلك الزيارة كان السيد محمد عثمان الميرغني مدعوا لزيارة العراق وأخبرني للعلم ، واتفقنا أن يأخذ معه احتياجاتنا العاجلة ضمن برنامج للتأهيل لتحثها مع الأخوة في العراق ، فأخذها وصحبه عميد من القوات المسلحة لبحث المسائل الفنية إذا لزم لنفس الأغراض تمت زيارتي ووفد شامل للملكة العربية الأردنية الهاشمية ثم للجماهيرية الليبية ، وكانت الزيارات كلها مثمرة ولله الحمد وللأشقاء الشكر.ولكنها لم تكن وحدها الإجراءات التي اتخذناها لتسريع تأهيل قواتنا المسلحة بل استنفرنا إمكانياتنا الذاتية إلى أقصى مدى ممكن مما أثر سلبا على تمويل بعض احتياجاتنا الخارجية لأغراض مدنية, ولكن كما هو معلوم الأهم مقدم على المهم ..وللحقيقة المجردة فأن ما وفرناه من قدراتنا الذاتية نقدا وعن طريق الصفقات لتسريع برنامج تأهيل قوتنا المسلحة يساوي أكثر من مرة ونصف قيمة ما ساهم به الأشقاء .. وما ساهم به الأشقاء يقع بالترتيب الآتي من حيث القيمة ك
أ ـ الجماهيرية الليبية ويبلغ يصف الكل .
ب ـ الجمهورية العراقية .
ج ـ المملكة العربية السعودية.
د ـ المملكة الأردنية الهاشمية.
أننا إذ نشكر لاخوتنا مساهمتهم معنا في ظروف المحنة نواصل برنامجنا الأساسي الموضوع لتأهيل قواتنا المسلحة في السلم والحرب.
وزيارة كمبالا ـ كنت مستعدا للسفر إلى ٍأثيوبيا لحضور مؤتمر القمة العربية الأفريقي الاستثنائي المتعلق بموضوع الدين الخارجي ،وعندما وقع العدوان على الكرمك قررت عدم السفر من باب الاحتياج ، كلفت الأٍخ إبراهيم حسن عبد الجليل للنيابة عني لحضور مؤتمر القمة اٍٍلأفريقي ، وكذلك في اجتماع نادي باريس ونادي لندن الذين سيمثلنا فيها الأخ ببشير عمر ، وقد نجحت مساهمة السودان في المؤتمر وفي اجتماعي باريس ولندن ولله الحمد ،وفي طريقه إلى أديس أبابا توقف السد عاطف صدقي رئيس الوزراء المصري في الخرطوم وعرض علينا مبادرة مصرية بأن يجتمع السودان وأثيوبيا لبحث خلافاتهم وإيجاد جل سلمي لها . شكرناه على اهتمامه ولكن حرصنا على تقديم تنوير عسكري كامل له لتأكيد أن العدوان على الكرمك مدعوم بجهد خارجي ،ثم سافر واشترك في مؤتمر القمة العربية وعاد ناقلا اقتراح أثيوبيا بأن تجتمع في كمبالا في المؤتمر الأفريقي اٍلإقليمي المنتظر ،ووافقنا على الاقتراح وتم الاجتماع على هامش المؤتمر الأفريقي في كمبالا اتفقنا في اجتماع كمبالا على تصنيف المشاكل بين بلدينا على تكوين لجنة مشتركة مؤهلة لبحثها بحثا عميقا وجادا وتقديم ورقه عمل لاجتماع قمة بين بلدينا وبعد هذا الاتفاق كنا نتوقع أن يعين الجانب الأثيوبي لجنة ونتابع تنفيذ ما اتفقنا عليه ،ولكن وقع العدوان على قيسان وتأخر الخبر اٍلأثيوبي ،بعد جاءنا خبر بتكوين الوفد الأثيوبي ورحبنا بذلك وكونا وفدنا ،واقترحنا زمانا للاجتماع وعددا من الخيارات للمكان .. وجاء الرد الأثيوبي بقبول الزمان ،ويطلب حصر الاجتماع في إحدى العاصمتين تحاشيا لتدويل ،وبتوجيه الدعوة للسودان للحضور إلى أديس أبابا ،وردنا على الدعوة بالشكر عليها ،تبادل المشاعر التي صحبتها بتفصيل الخرطوم في الاجتماع الأول أن تجري الاجتماعات بعد ذلك بالتناوب في العاصمتين وجاءنا ما يفيد قبول أثيوبيا للحضور للسودان أجريت الاستعدادات الكاملة لذلك وحضرنا موقف السودان الحريص على الاجتماع ونجاحه ثم جاء ما يفيد تأخير الوفد اٍٍلأٍثيوبي والتشكيك في صحة الأخبار التي وصلتنا حول قبول الخرطوم مكانا للاجتماع الأول ، حتى ينجلي الأمر قررنا التريث مع تأكيد موقف السودان الثابت من الحرص على السلام بين بلدينا وحسن الجوار . هذا وفي الوقت نفسه المضي في الاستعداد لمواجهة أي عدوان بما يستحقه من تصد أن شاء الله .
أخي إذ أختم الحديث عن التحرك الخارجي أؤكد سلامة سياسة السودان الخارجية فبالإضافة إلى مواقف الأشقاء أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية بيانا يشجب العدوان على السودان ،كذلك نقل إلينا القائم باٍلأعمال الإيرانية إدانة بلاده للعدوان على السودان واستعدادها للوقوف بجانبه .وأن السودان مع أصالة موقفه ووضوح أهدافه وحرصه على عدم الانحياز والمحورية يتطلع حقا للسلام العادل والتعاون الإقليمي والدولي وسياسته الخارجية المستقلة تحظى بالجسور المفتوحة على الجميع والتعاون في كل قضايا السلام والتعاون الدولي الصادق.
ثاني عشر: تأهيل قواتنا المسلحة : يتبادر للذهن أن مايو ولأن قادتها من العسكريين منحت القوت المسلحة اهتماما بالغا ..في الحقيقة هي أن الضباط أو الضباط الذين يقومون بانقلاب عسكري نوع غير منضبط من الضباط، وقد أجريت دراسات نفسية وسوسيولوجيا تؤكد أنه صنف فاشل من الناحية العسكرية وعندما يقع الانقلاب العسكري يكون أهم تفكير الانقلابيين هو تحطيم السلم الذي به صعدوا لكيلا يستخدمه ضدهم الآخرون ولذلك يكون همه اتخاذ تدابير لإثبات أن لهم شرعية ليست هي مجرد القوة العسكرية .هذه الشرعية المزعومة هي السياج الذي يسلطه على القوات المسلحة لكيلا يظن أي ضابط آخر أنه يستطيع أن يفعل ما فعله الانقلابين ويستقر له الحكم ولكن الانقلابيين يعلمون من صميم قلبهم أن شرعيتهم زائفة.
لذلك فهم محتاجون لإيهام المدنيين بان القوة المسلحة معهم فيستخدمونها كشرطة في حماية النظام دون علمها أو استشارتها طبعا .مع أنها مستخدمة لهذا الغرض فالنظام الانقلابي يخشاها لذلك يسلط عليها أجهزته يحرمها التدريب الحقيقي لكيلا تستغله لاستحداث انقلاب عسكري وكما هو معلوم تحرك مايو نفسه تم من موقع تدريب في خور عمر فالنتيجة الكلية لهذا التدابير غير شرعية فاشلة ،وقوات مسلحة ممزقة داخلية ومحرومة من التدريب ومعرضة للجاسوسية وخيانة زمالة السلاح ،وشرخ بين المدنيين العسكريين في البلاد وحصيلة هذا كله نقص في كفاءة القوات المسلحة وهبوط في روحها المعنوية بعد رجب بدأ الحالة تتحسن فقد لعبت القوات دورا وطنيا مشهود ا لجانب الشعب وكون المجلس العسكري الانتقالي لجنة فنية مؤهلة للنظر في تنظيم القوات المسلحة ففرغت اللجنة من أعمالها وقدمت تنظيما شاملا ..وعندما تولينا السلطة درسنا أحوال القوات المسلحة وفي زيارات واسعة واجتماعات متعددة ،ثم قررنا تأهيل القوات المسلحة بتنفيذ التنظيم المقترح والحصول على ما يؤهل قواتنا المسلحة كقوة قادرة على الدفاع عن السودان دائما ..هذا البرنامج هو الذي يصب فيه ما نوفر من إمكانيات ذاتية ومساعدات الأصدقاء والأشقاء ، ولن يهدأ لنا بال حتى ننفذ في عمر حكومتنا هذا البرنامج أن شاء الله.
النقطة الأخيرة الكرمك وقيسان وما بعد هما ..خسائرنا في الكرمك أثناء الهجوم العدواني والتحرير مها 29 شهيدا، 114 مفقود وبينهم ضابط وبعض العتاد الحربي ، وخسائرنا في قيسان 10 منهم رائد ، 11 جريحا ،,تسعة مفقودون وبعض العتاد الحربي . خسائر العدو القتلى في الكرمك و354 والجرحى ألف ، في قيسان القتلى 212 والجرحى خمسمائة .هذا بالإضافة للعتاد حربي كثير وقتلى أخلوا من مكان المعركة ،و هناك عدد من الأسرى الأجانب أدلوا باعترافات وأوضحت الدور الأجنبي في العدوان مما دعم قرائن أخرى وحقائق أخرى .
أخي الرئيس وبعد تحرير الكرمك وقيسان كونا لجنة وزارية لٍلإشراف على تعميرهما وتطويرهما كما كونت لجنة قومية محلية لذلك الغرض ، والعمل سائر الآن لإغاثة المتضررين ولتنظيم إعادة التعمير ،ولكن لا يفوتني هنا أن اذكر شيئا عن سلوك القوات التي احتلت الكرمك وقيسان من القوات المعادية. لقد أثبتت تلك العناصر همجيتها التامة. فأنهم أثناء احتلالهم منعوا الناس الصلاة في المسجد حتى عمرناه من جديد بصلاة الجمعة استعملوا المصحف لأغراض دنيئة ،ووقعوا على النساء بوحشية بالغة حتى المسنات كل أعمالهم تدل على معني واحد انتقامي عنصري لا يليق بقبائل الجنوب المعروفة ولا بأي سوداني وهو نفس المعنى الذي ينطبق على أسماء كتائبهم ،فكلها مأخوذة من أسماء الحيوانات المتوحشة الغادرة والحشرات السامة ،فأنهم يقولون :نتعامل معكم مثلما تتعامل هذه الوحوش والحشرات مع الآخرين ..هذه هي نهاية المطاف لمثقفين عشائرين يستخدمون لغة أيدلوجية معينة لاستقطاب العون والمساعدة الخارجية . كم هو مؤسف أن بعض مثقفينا في السودان الذين يريدون القفز على الواقع بشعارات التحرير والتقدم يتجاوبون مع هذه اللغة ويتطلعون لهذه الحركة المختلفة لأن تنقذهم من واقعهم ..هؤلاء هم الذين انحازوا لمايو لتكون لهم الخلاص ،وهاهم مرة أخرى يتوهمون الخلاص من جهة أخرى صار لها اٍٍٍٍٍلأمر ... وما كان برنامجها العملي إلا نحو مما طبقت في الكرمك وقيسان . ولكن بعض الناس عميان البصيرة يلدغون من جحر واحد ألف مرة حتى كأنهم صاروا يستعذبون طعم السم ورب ضارة نافعة ..فقد ذاد ما حدث في الكرمك وقيسان من كشف هذه الطبيعة الهمجية ، وزاد من صحوة الشعب السوداني ومن تلاحمه مع قوات الشعب المسلحة من تأكيد أن للسودان ظهرا قويا يسنده في ملماته ،ومن منطلق هذه القوة المادية المعنوية والسلام العادل مع جيراننا .. وفي الوقت نفسه نعد أنفسنا ونستعد لمواجهة الخيانة والتخريب الداخلي والعدوان الخارجي مدركين تماما أن على الباغي تدور الدوائر وأن أمره تعالى سيظل على أعناقنا دائما متمثلين به (ولا يجري منكم شنآن قوم على ألا تعدلوا هو أقرب للتقوى)
والسلام عليكم

Post: #125
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:34 AM
Parent: #1

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء

أمام الدورة الرابعة عشر
لمجلس المنظمة العربية
للتنمية الزراعية
بتاريخ 18 يناير 1988م
بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى :ـ ( هو أنشأكم من الأرض وأستعمركم فيها)
قال محمد (ص):ـ
ما " من مسلم يزرع زرعا أو يغرس غرسا فيأكل منه طيرا أو إنسان أو بهيمة ألا كان له ب ه أجر"
الأخ الكريم رئيس الدورة
الأخر الأمين المساعد للجامعة العربية
الأخوة أعضاء المجلس الوزاري للمنظمة العربية الزراعية
الأخ المدير العام للمنظمة
ضيوفنا الكرام سفراء الدول الممثلة لدي السودان
أخواني وأخواتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أرحب بكم في وطنكم السودان الذي قصده منذ انتفاضته المباركة عقد من المؤتمرات والمهرجانات العربية الأطباء المحامون المهندسون الشباب وغيرها ثم مؤتمركم هذا وقد كانت كلها اٍلأنجح من حيث إقبال المدعوين لها ومن حيث بلوغها مقاصدها فكان الإقبال المنقطع النظير دليل على فرحة الأمة بعودة الروح للسودان ، أننا إذ نرحب بوفادتكم للسودان ونشيد ياقبالكم عليها نؤكد حرصنا على أن تجدوا في السودان المحبة والمودة والتجاوب والمناخ الذي يساعد على بحث موضوعاتكم بالحرية والجدية والإٍحاطة لاتخاذ القرارات الصائبة بشأنها . أن وطنكم السودان قد تخطى مشاكل التحول من حكم الفرد إلى رحاب الحرية الديمقراطية وهو يخوض تجربة مصيرية إذ يوفق بين مطالب التوحيد الذي نوجبه يناء الوطن والتعدد الذي توجيه الحرية ، ويخوض تجربة التوفيق بين الالتزام الوطني والانتماءات الدينية والثقافية ،وهذه المسألة قد بدأنا حلها في إطار ميثاق السودان الذي سوف يكتمل مشكله النهائي في المؤتمر القومي الدستوري الذي نزمع عقده ، ونعالج مسألة التوفيق بين حاجاتنا التنموية وبين المطالب النقابية في ظل الحرية في إطار ميثاق اجتماعي ، أن التجربة السودانية الراهنة محاولة لهندسة بشرية مسترشدة بديمقراطية التوازن والميثاقين السوداني الاجتماعي ،هذه التجربة في حد ذاتها تثير طائفة من عناصر الشر والعدوان ضدنا أيضا لعرقلة مسيرتنا أيضا موقع السودان الجغرافي المميز .
فالسودان يشكل في قارته جسرا بين شرقها وغربها وقرنها ، ويشكل في حضارته وأصلا بين مشرقها العربي ومغربها ،ويشكل في قدره جسرا بين أفريقيا العربية شمال الصحراء وأفريقيا السمراء جنوب الصحراء ، والسودان اليوم مستهدف لأنه موطن تجربة إسلامية تحاول الخروج من حلقتي الإسلام بلا عصرنه والعصرنة بلا إسلام ‘إلى أسلمة ملمة بمتغيرات العصر وحقوق غير المسلمين من المواطنين والظروف الدولية المعاصرة ، أنها تجربة إذا كتب لها النجاح فسوف تنقص أطروحة أفنى الغزو الفكري والثقافي الوافد عمره في تثبيتها وهى أن سلام لا يسعه ألا أن يخلع رداء الإسلام ِ،والسودان مستهدف أيضا لإمكاناته الواعدة ، لقد أطلق مؤتمر الفاو على السودان في منتصف السبعينات صفة سلة الغذاء هي صفة أيدتها الدراسة الجامعة التي أعدها الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي وهى مقولة تصدقها إمكانات السودان المادية ماءا و ترابا و حيوانا ، ولكن كذبتها الإٍدارة السودانية الجاهلة الفاسدة في عهد الطغيان .
أن الإنسان وقدراته البشرية كان ولا زال وسيظل أهم من موارده المادية قلت أم كثرت فالإٍمكانات بلا تدبير ملم خوالد ما يبين كلامها على نحو ما وصف الحكيم العربي :
سيوف حداح يا لؤي بن غالب **** مواطن ولكن أين بالسيف ضارب
أن بلادنا لكل تلك الأسباب مستهدفة ولكن شعبنا بوعيه وحماسته صامد للتحديات واثق من لطف الله واثق من قدراته الذاتية ومطمئن لوقوف أمته معه ظهرا ولاتلين وقناة لا تنكسر.

أخي الرئيس ...
أن ظروف الوحدة متوافرة للأمة العربية بدرجة مثلى من حيث الدين واللغة والتراث المشترك والتجاور الإقليمي والموارد التي تشكل تكاملا طبيعيا ، لكن مع هذا كله أخفقنا في إقامة تلك الوحدة ، أن لذلك اٍلإخفاق أسبابا عديدة لا أود أن أخوض فيها ولكن أود أن أقول لنبدأ بالممكن على طريقها ، لقد أتضح لنا جميعا أن الزراعة قطاع رئيسي في إ اقتصادنا وأن نصف السكان يعيش عليه مباشرة وأن الصناعات عندنا تقوم غالبا على خدماته وأن المنتجات الزراعية تشكل جزءا هاما من صادراتنا ، كذلك اتضح لنا جميعا أن بلداننا تعاني من عجز غذائي معتمدة على الاستيراد في عالم صار فيه الغذاء سلعة استراتيجية تتحكم في مصائر الدول وفي سياساتها ، لقد بدأ مجلسكم هذا منذ عام 1978م التنبيه لأهمية التنمية الزراعية لاسيما الفجوة الغذائية ، فاتخذ قرارت راشدة من أهمها إعداد البرنامج العربية المشتركة في مجالات القمح والحبوب والحبوب الزيتية والسكر واللحوم والألبان والأسماك وصيانة الموارد الطبيعية ومكافحة التصحر وتحقيق المجزون الغذائي الاستراتيجي ، ثم جاء قرار مجلس المنظمة لدراسة برنامج الأمن الغذائي العربي عام 1980م مما أثمرت الدراسة المفصلة وهى دراسات أن نفذت سوف تقطع شوطا هاما في تحقيق الأمن الذاتي العربي .
أن هذا التوجه التكاملي يقتضي درجة من الالتزام السياسي ينبغي تحديدها لتأمين البرنامج ووضع أساس لتطويره ، فالسياسة هي الحاضر الغائب أبدا فلتكن حاضرة حضور إيجابيا ، هذه الدراسات تمثل نهجا علميا لاسبيل لنهضتنا إذا تجبناه فأن استطعنا تنفيذ ما اشتملت عليه تلك الدراسات لحققنا خطوة إيجابيا في طريق الاتحاد العرب ، وهذا في حد ذاته يمثل ظاهرة صحية في تنمية علاقات بلاد الجنوب ويمكننا من الحديث بصوت أعلى في سبيل القامة نظام اقتصادي عالم وأعدل وأفضل ، أن عالم اليوم عالم متشابك المصالح والعلاقات ولابد لنا ونحن نقدم على مزيد من التعاون العربي أن نطور علاقاتنا الآسيوية والأفريقية ،هذا كله يؤمن مصالحنا ويساهم في إعطائنا دورا رائد في صحوة النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.
أخي الرئيس ...
لقد لعبت المنظمة العربية للتنمية الزراعية دورا هاما في بلورة ما يجب عمله في الأمن الغذائي العربي واجبنا أن ندعمها لتزويدنا بمزيد من الدراسات الصائبة ولإثراء البحث العلمي والتدريب لأن النهضة التقنية المعاصرة إنما تتنفس برئة البحث العلمي لذينك المرفقين ، فحبذا لو استطعنا إبراز أهميتها والاهتمام بهما وتمكين المنظمة من الإسهام الأكبر فيهما وإيجاد صيغة لتعاون جامعاتنا معها في هذين المجالين لنحقق توظيفا أفضل لمواردنا البشرية .
كم يكون عظيما إذا استطاع هذا المؤتمر أن يخرج باتجاهات واضحة تدعم البحث العلمي والتدريب فلي مجال التنمية الزراعية تبرمج التعاون الاقتصادي العربي مع البلاد الأفريقية والآسيوية المجاورة وتحدد خطا عمليا في سبيل تنفيذ برنامج الأمن الغذائي العربي المقترح ، فمبلغ استيراد عامين من المواد الغذائية يكفي لتمويل هذا البرنامج أو مبلغ الخسارة التي منيت بها المصالح العربية في يوم الأوراق المالية الشهير .
أخي الرئيس ..
ما زال يؤرقنا استمرار النزيف الذي تسببه حرب الخليج المهدرة لمصالح المسلمين والعرب ، وأننا نرى أن قرار مجلس الأمن رقم 598 يشكل أساسا لإيقاف هذه الحرب ونرى أن يتحد الموقف الإسلامي والعربي والدولي لتنفيذ هذا القرار وعزل من عارضه ويصر على ذلك بكل الوسائل المتاحة ، ويؤرقنا النزيف الذي خرب لبنان الشقيق ، نزيف لا يوقفه ألا تصميم لبناني يؤازره موقف عربي موحد لإ يقاف الاقتتال وصيانه وحدة لبنان واستئنافه لدوره الهام في كيان أمته ، لقد حقق مؤتمر القمة العربي الأخير في عمان درجة من الوفاق العربي نرجو أن تثمر ثمارا إيجابية في مواجهة المشاكل العربية وفي الخروج من مستنفع الفرقة والانقسام . وفي الصعيد الدولي حقق اتفاق الدولتين العظمتين انفراجا باتفاقهما على الحد من الأسلحة النووية المتوسطة المدى فليكن فاتحة أي جابيات أخرى تساعد على احتواء الحروب الإقليمية العديدة التي تؤرق السلام العالمي الآن ، أن اٍلأنباء الواردة عن ثلاث من البؤر الساخنة اللصيقة بنا تحمل شيئا من البشرى ، فانتفاضة الشعب الفلسطيني في اٍلأراضي المحتلة أكدت صمود هذا الشعب العظيم وتصديه والمستمر للكيان الصهيوني التوسعي وزاد من عزلة هذا الكيان . وفي أفغانستان كاد جهاد المجاهدين أن يصل لغاياته وصارت القيادة السوفيتية الحالية تتعامل مع الموقف بواقعية أكبر ،وفي جنوب أفريقيا يواصل الصمود الأفريقي نضاله بنجاح كبير .
ختاما يا أخي الرئيس أننا في السودان قد فتحنا صفحة جديدة باتجاه عقلاني عقلانية لصقية بجذور انتمائها ومثلها العليا مؤصلة ، وفي المجال الاقتصادي فقد وضعنا برنامج لتحقيق التوازن في المدى القريب وجد استحسانا لدى المؤسسات الدولية التي نتعامل معها ووضعنا برنامج رباعيا للإنقاذ الاقتصادي والتنمية والإصلاح حدد أولوياتنا وأهدافنا لقد استطعنا استئناف علاقاتنا الاقتصادية المجمدة والمقطوعة مع المؤسسات العربية والدولية ومع الدول ثنائيا ونحرص على تطويرها للمصلحة العامة و أن السودان بهذا النظرة والاستعداد يدرك حجم إمكاناته البشرية والطبيعية ويتطلع بالقيام لدوره كاملا في تحقيق الأمن الغذائي العربي وفي تطوير العلاقات العربية والأفريقية ، وفي تدعيم علاقات الجنوب وفي تحقيق نظام عالمي اقتصادي أعدل . السودان يا أخي الرئيس قطر متسامح طبعا وأن كان أحيانا عسيرا طبيعة ولم يقع في تاريخا السياسي اغتيال سياسي سوداني ونحن حريصون أن لا نستورد هذه البضاعة المنكرة لاسيما في ظل الديمقراطية ، ولذلك فسوف نتخذ من الاحتياطات اللازمة مهما كلفنا ذلك ذلك لفتح السودان لكل الأنشطة الخيرة وأحكام قفلها أمام العنف .
أخي الرئيس ..
أن لله في منطقتنا هذا شأنا عظيما ، كانت مهد حضارة الإنسان ، كانت مهبط رسالات الوحي ،أذكر منها رسالات أولي العزم نوحا وإبراهيم وموسى عيسى ومحمد عليهم صلوات الله وسلامه . هي في قلب العالم من حيث ممراته البرية والبحرية والجوية ومن حيث الموقع الجغرافي السياسي ، هي مستودع مخزون الطاقة وإمكانات الزراعية أنها بكل هذه المقومات قائمة ولكن :
لم أر في عيوب الناس عيبا ***كعجز القادرين عن التمام
لقد كنا عاجزين وراضين بالعجز ولكننا الآن في مرحلة العجز القلق نضيق ذرعا بالعجز ، ليكن هذا المؤتمر وجها آخر من وجوه الضيق بالعجز وخطوة أخر من وجوه الضيق بالعجز وخطوة أخرى في طريق القضاء على العجز ، ومع حسن ظننا في الغاية فالقاعدة أبدا " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


Post: #126
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:35 AM
Parent: #1

خطاب السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر
أخصائي الأمراض الصدرية
بتاريخ أول فبراير1988م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الاستشفاء من مقاصد الشريعة
السادة العلماء المؤتمرين
أخي وأخواتي
السلام عليكم ورحمة الله

أنني أود أن ٍأرحب بهذا المؤتمر المنعقد في بلادنا نه يشكل فرصة مستمرة للقاح بين عقليات من تخصصات مختلفة تناقش موضوعا هاما ولأنه يتيح بعدا دوليا لجهد بلادنا في هذا الموضوع الهام فالعالم اليوم عالم واحد متكامل في نظراته ومشاكله بل كل حضارات الأنسان لا يوجد بينها حضارة مستقلة بذاتها فكلها معتمدة على بعضها بعضا متداخلة تاريخيا وحاضرا كذلك هذا المؤتمر يشكل فرصة لتطوير المعرفة والتجارب حول هذا الموضوع ويشكل قناة من قنوات المعارف والتأثير على القرار لاسيما في البلاد التي فيها القرار يتخذ دائما بعد أوسع درجات الشورى والمشاركة وسودان اليوم يتطلع ليلعب دورا كبيرا في هذا المجال لأتاحه الفرصة لهذا اللقاح العلمي الفكري إتاحة المجال لهذا التلاقي الدولي والاستفادة مما يجري فيه من دراسات وتوصيات لمعالجة القضايا الأساسية لذلك فأنني أعد باهتمام البالغ لدراسات وتوصيات التي قد يصل إليها مباشرة وعبر الأجهزة السواد نية التي يمكن أن تنتفع بهذا الأداء في برامجها دعوتها وتعبئتها، وأرجو من الله التوفيق والسداد لهذا المؤتمر ليقوم بدراسة أوراق تقديم توصياته بالدرجة الواضحة التي يمكن أن يستفاد منها هناك بعض النقاط أود أن أضغط عليها لم ترد في خواطركم ولكن مساهمة مني في ما نتوقعه من مثل هذا اللقاح الفكري الجاد.
النقطة الأولى متعلقة بالتلاقي الاجتماعي الطبي والتركيز على تلك المشاكل خاصة الدرن الذي يقترن بالظروف الاجتماعية وما تسببه هذه الظروف الاجتماعية السالبة من أسباب الاكتساب الأمراض الصدرية، هناك لجان من تلك الأمراض الذي يتم عن طريق الإهمال يتسبب فيه اٍلإنسان ويكون السبب الرئيسي هو إهمالي( )وهناك تلك الأمراض التي يتسبب فيها اٍلإنسان عمدا () وهذا الحديث ينبغي أن يمتد لتناول التدخين تلك العادة الضارة التي قيل عنها أنها لا توجد سبب لاتلاف الحياة ممكن التفادي مثل الدخان.
 هناك مجال الوقاية وهو مجال تتسع فيه العلاقة الاجتماعية الطيبة فحبذا أن تكون الآراء في هذه المجالات الهامة واضحة والنقطة الثانية متعلقة بقضية نتطلع لنسمع كثيرا عنها وهى أن للبلاد الفقيرة وظروفها الطيبة ظروفا خاصة سياسة صحية من حيث التدريب والتأهيل ومن حيث الأولويات تزامن الفقر فنحن إلى حد كبير نمضي في سبيل برامج الصحية على أساس لا يأخذ بالقدر الكافي هذه الظروف الخاصة مع أننا نتحدث في إطار مؤتمر دولي الوعي والإحاطة ينبغي أن ينقلاننا من الحديث المعمم إلى الحديث المخصص عن مثل ظروفنا نحتاج بالفعل لتركيز كبير على تلك المعاني والمعالم في السياسة الصحة التي تأخذ في الحسبان ظروفنا الاجتماعية وتخلفنا لكيلا يكون تحثنا لقضايانا المختلفة عالة على الأولويات والظروف الاجتماعية السائدة في بلدان متقدمة فنكون في الواقع نتحدث بغير صلة قوية بهذا الواقع ونكون نمارس تلك الظاهرة السالبة المسماة بنزيف الدماغ الداخلي () .
والذي تركز دراستنا وأولوياتنا على مشاكل بعيدة من واقعنا الماثل الاجتماعي والنقطة الثالثة التي أود أتحدث عنها هي شئ من التركيز على مسألة التدخين لأنني أعتقد أن هذا التدخين يقنواته المختلفة يسبب ضررا بالغا متزايد في البلاد النامية المختلفة ولابد أن يجد شئ من المواجهة الصحية والاجتماعية هناك الدخان العادي وهناك التدخين الإ جباري الذي يفرضه عليك المدخنون أن كنا لاندخن وهناك التدخين بلا دخان في شكل ما يمضغ وما يستنشق وما يسف كلها قنوات من قنوات تعاطي السم الذي يقال عنه الآن أنه يقتل مابين إلى 2,2 مليون من البشر في العام والذي لا تواجهه الآن بالجدية الكافية لاعلى مستوى الحكومات وعلى مستوى القيادات الدينية فإذا نظرنا مثلا للإسلام نجد أ، الإسلام حقا صدقا يتيح المجال واسعا للتشريعات والأحكام على أساس مقاصد الشريعة ربما لم يكن هناك نص الصلة الواضحة بين ما يمكن عمله في المجال من حيث تحليل الطيبات وتحريم الخبائث ومعلوم الآن أن هذا التدخين يلعب دورا أساسيا في الضرر الصحي ولاضرر ولاضرار في الشريعة،وباء التدخين ينمو عالميا بمعدل 2وذيادة في المائة في السنة بدرجة أكبر من درجة نمو سكان العالم وهو ينمو في مجالات معينة نموا أكثر في مجالات أخرى فمع زيادة إحساس المرأة بدورها وشخصيتها بدأ ينمو في مجالات أو تنمو ممارسات نسائية في هذا المجال أوسع ،كذلك في أوساط الشباب ونحن في السودان بالذات سمعنا هتافا " بلا كيف ندرس كيف ؟ " وهذا من شأنه أن يكشف هذا التزايد لهذا الوباء في قطاع حيوي هام من أبنائنا وبناتنا ـ معلوم الآن الصلة القوية بين هذه العادة وبين الأمراض المختلفة وهذا أمر أنتم أعلم به ولكن المهم نحن لتركيز كبير علمي حول هذا ـ الموضوع ليس مجرد التفكير في أحكام قوانين ولكن في تربية وتوعية أعلام لكي نمنع الشباب والناشئين من الوقوع في هذا ولكي نقنع الذين وقعوا فيه بالإقلاع ولكي نحمي أولئك الذين يدخنون إجباريا لأنهم يستنشقون الهواء الذي يلوثه المدخنون هذه كلها قضايا ربما التزمنا ببرنامج عزل التدخين أو عزل هذه
العادة بصورة واضحة بحيث يمنع في مرافق العمل وساعة العمل وغيرها من المجالات التي تؤكد استقباحنا لهذا العادة وتعبئة الرأي العام ضدها بالصورة التي تمكننا من محاصرتها وهذا موضوع لاشك أن رأيا علميا جادا ومسئولا يساعد كثير على مساندة الآراء والبرامج والمقترحات التي يمكن أن تتخذ في هذا المجال .
هناك نقطة رابعة هي نقطة أشار إليها الدكتور أبو الكل وأنا كنت مقدرا أن أتحدث عنها هي نقطة مهمة للغاية وهى موضوع مصداقية الطبيب ليس مجرد صاحب مهنة آخر ولكنه صاحب مهنة معناه بصحة هذا المخلوق الممتاز اٍلإنسان الذي وأن صغر حجما في عاملة هو في الواقع مميز بين المخلوقات ـ عندما تحدث بعض الناس عن هذه النقطة قال بعض القائلين من ناحية قضائية فاٍلإنسان صغير لدرجة بالغة رد أحدهم ردا صحيحا في رأي وهو الكلام كان وكان الرد  الإنسان هو قطعا الذي بتكوينه قادرا على كل ذلك وكل ذرة منه يمكن الفضاء كله
دواؤك فيك تشعر
ودواؤك منك وما تفكر
وتزعم إنك جرم صغير
فيك انطوى العالم الأكبر
فالإنسان إذن هو هذا ولاشك أن الإطفاء يلتزمون خلقيا بقسم ابقراط ولكن الآن ولظروف كثيرة منها زيادة الوعي الاجتماعي وزيادة الوعي البيئة ـ  كل هذه الأشياء تقتضي ربما أن تفكر منظمة الصحة العالمية في تطوير هذا القسم لزيادة المعاني فيه للتركيز على معنى القدوة في العبارة التي ذكرها الأخ أبو الكل والتي تلعب دورا كبيرا لأنه مهما قيل من العادات الوقائية من العادات الضارة إذا وجد الإنسان طبيبا يمارس تلك العادة فمهما كان حديث الطبيب حولها فأن شكوكه أبلغ حديثا مما يقوم .
إذا فعل الفتي ماعنه ينهي
فمن جهتين لاجهة أساء
أود في ختام حديثي عن هذه الموضوعات أن أشيد بالجمعيات السودانية الطوعية القائمة في هذه المجالات مكافحة الأمراض الصدرية ومكافحة التدخين وأرجو أن تجد هذه الجمعيات من التوصيات والدراسات التي يتداولها هذا المؤتمر مادة غنية تساهم بها في عملها الموفق كما أود أن أشيد هنا بالحملة القومية لتطعيم الأطفال التي أعتقد أيضا في بلادنا بلغت درجة كبيرة من النجاح وأرجو لها مزيدا النجاح ولأساليبها في السودان أن يقتدي بها في مجالات أخرى في العالم المختلف والعالم الثالث للنجاح في هذه المهمة الخطيرة التي تعني بإنقاذ أطفالنا في السودان ـوأنني أقول نحن نفكر بجدية وفي كل المجالات في تطوير السياسات القومية ولاسيما السياسة القومية الصحية من حيث الأولويات والبرامج الوطنية والتدريب والتعاون الدولي هذه مسائل لايمكن أن نقول أن ما نعلم منها هو الختام أو النهاية بل ينبغي أن نقول نحن على استعداد مستمر للتعليم والاستزادة والتصويب وهذا يعني أن المؤتمرات على تنوعها وتعددها تلعب دورا أساسيا في المشاركة في تطوير السياسات القومية ـ نحن نحب أن تلتقي هذه الدراسات والتوصيات في الطريق إلى ما هو أفضل وأحكم وأمثل فقد سئل الجوهري يوما أعلم الناس قال (الناس كلهم ) وهذا معناه أن"وهذه حقيقة فوق كل ذي علم عليم " والمعرفة لاحدود لها فهي تيار متجدد باستمرار والقرار الصحيح هو الذي يوفق بين الثبات والحركة والانتفاع بما في الحركة من جديد ـ ومع أننا نتحدث وعن هذه المعاني يعتقد أننا لا نستطيع أن نحققها كلها فسيقصر دائما تطبيقنا عن تطلعاتنا وعن تنظيرنا ولكن المهم أننا نهتم بالجديد في هذا المجال ونحاول أن نتأثر به في التطبيق .
لكم منا جزيل الشكر وللذين قالوا كلمات طيبة عن بلادنا من المتحدثين قبلي الشكر الجزيل عما قالوا عن السودان.
أرجو أن يستمر السودان صورة حية من مجتمع يستفيد من أخطائه ويستزيد من المعرفة ويفسح مجالا واسعا للنشاط الدولي والإقليمي المفيد فيلعب بذلك دورا كبير في تطوير المعرفة وفي تطبيقها .
والسلام عليكم ورحمة الله.

Post: #127
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:36 AM
Parent: #1

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
في قرية المرابيع مديرية النيل الأبيض
بتاريخ 3 فبراير 1988

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أخوتي وأخواني وأبنائي وبناتي..
السلام عليكم ورحمة الله..
أنا وزملائي نشكركم شكرا جزيلا على حسن استقبالكم وعلى الكلمات الطيبة الشاملة التي تلاها على مسامعنا نيابة عنكم الأخ أبو الكرام فقد تكلم بلسانكم حديثا فيه من المشاعر المؤثرة وفيه الوعي والإحاطة بموقف البلاد ،وفيه من التفصيل لمطالب المنطقة ما يثلج الصدر ويؤكد حقيقة أن الديمقراطية هي نظام يليق باٍلإنسان ـ فيه كل منا يقوم بدوره معلما ومتعلما ، مفيدا ومستفيدا وهذا هو الأساس الذي يمكن أن تتكامل النظرة بين القيادة في ظل النظام الديمقراطي ، نحن في الطوف الماشيين فيه ده غرضنا الأساس هو أنو أنا كنائب لهذه الدائرة ما جيت أطوفها منذ أنأ،انتخبت ده معناه صله بيننا أو الاتصال ولكن معناه أنه رغم وجود الصلة والاتصال لابد من الصلة المباشر نسمع منكم وتسمع منا ونتفقد الأٍحوال اللي إحنا ملمين بها عن طريق الاتصالات والوفود والزيارات التي يقوم بها المسئولون والمذكرات ولكن بالإضافة لده زيارة من هذا النوع فيها أنوـ أنا وزملائي من مجلس الوزراء جايين بصفة عمل مشترك ،نسمع منكم وتسمعوا مننا وده يساعدنا كثير على التصدي للمشاكل الموجودة هنا ومواصلة العمل على علاجها أن شاء الله ومواصلة تنفيذ البرامج المطلوب لهذا العمل أحنا في الحقيقة علينا واجب كان مفروض أنا أقوم به منذ أن تم انتخابي وهو أن أسمعكم الشكر الجزيل أنو هذه الدائرة وقفت معي بقوة وصلابة بصورة حسمت بها موقف القيادة الشعبية في السودان وإعطاء أكبر صوت بأكبر نسبة ردت على كل متحدث ومتشكك في ناس لما بدأت الحملة الانتخابية افتكروا شغلهم الشاغل هذه الدائرة بوعيها وصلابة موقفها حسمت هذه نهائيا وأسكتت هذا الصوت ، كان في ناس بيقولوا حزب اٍلأمة عائلة والعائلة وعائلة المهدي وأنو المسألة دي عاطفية وتقدموا عدد من الناس من أبناء أسرة الأمام المهدي ، كل واحد بحسبه نسبه وبلقبه ولكن أهلنا هنا أيضا اختاروا الموقف مع البلاد ومع المبادئ مش مع العواطف ولا مع الأسرة وإحنا بنعتقد أنو ده المعني اللي بيقوى فينا وبقوي فيكم أننا نتمسك بالمبادئ وأي واحد يسقط منها ما بينفعه حسبه ولانسبه ( يا بني أركب معنا ولاتكن مع الكافرين ) وده هو المعني اللي أحنا فيه لازم نبنيه لأنه ده المعني اللي بيربطنا بتاريخنا ، الأمام المهدي لما اختار خلفاءه كيف نختار عبد الله بن محمد اللي هو خليفة المهدي اللي هو خليفة الصديق كيف تختاروا ، الرجل اٍلأول وأنت أخواتك في وأنت أعوانك في وأنت أهلك في ، وقام وقال لهم أنا ما اخترتهم ٍلأنهم أهلي ولا لأنهم أخواني ولكن لبلاؤهم في سبيل الدعوة وده الأساس اللي بنختار به الناس وبنقدهم ، دحين دي المعاني اللي نرجو أن نصونها في نفوسنا وأن نبنيها بالنسبة لمستقبلنا ومستقبل أبناؤنا وبناتنا المنطقة دي منطقة حقيقة وقفت مواقف تاريخية مش هسه من الأول من دعوة الأمام المهدي إلى الاستقلال الوقوف ضد الدكتاتورية الأولى إلى الوقوف ضد الدكتاتورية الثانية إلى حسم الموقف من حيث القيادة الشعبية في كل هذه المواقف وف كل هذه التواريخ ، كان أهلنا هنا موقفهم الوقوف واضح حاسم جزاهم الله خير الجزاء ،نحن هسه ومنذ أن تم الانتخاب عندنا قضايا رئيسية واضعنها في بالنا وماشين على تحقيقها ، القضايا التاريخية دي أو القومية دي أو القومية دي أساسا خمسة أحنا بنعتقد أنو واجبنا في هذه الحكومة تكريس كل جهدنا علشان نحققها في منتصف الطريق. القضايا دي أولا ـ ميثاق السودان نحن عايزين نثبت هوية البلد دي الإسلامية العربية اٍلأفريقية بأساس يرتضيه أهل السودان ويتفقوا عليه وده أساس نحن هسه ماشين فيه نأمل أنو نصل إلى نهاية المطاف فيه ووصلنا هسه إلى شئ سمعتم عنه ميثاق السودانيين وإرضاء لتطلعات المسلمين وغير المسلمين من أهل السودان في ظل هذه المواطنة الواحدة ،ده موضوع هسه مشينا فيه خطوة وأن شاء الله نحسمه عن طريق المؤتمر القومي الدستوري وده التزام نحن بنأمل نعمله علشان نؤمن هذه الأمور لأبنائنا وبناتنا حفدتنا من بعدنا في السودان أن شاء الله ـ القضية الثانية قضية الميثاق الاجتماعي وده هو اللي بيكون الميثاق الاجتماعي واللي بموجبه أن شاء الله نحقق السلام الاجتماعي وعن طريقه نخلي كل الفئات تعمل في سبيل بناء الوطن. القضية الثالثة هى قضية التنمية ما في فايدة أنو نعمل على أي رخا في بلدنا إذا بلدنا ما زدنا الإنتاج ، إنتاج زراعي ،إنتاج صناعي إنتاج حيواني ، إنتاج تعديني كل هذا لابد أن يزيد ، يزيد كيف؟ بالتنمية ، التنمية إذن قضية رئيسية أحنا دي الوقت ماشين ومشروعات التنمية الماشة هسه تساوي 2,6 بليون زي ماشين في زيادة في ظل البرنامج الرباعي للإنقاذ اللي نعتقد بموجبه نستطيع نزيد القدرات الإنتاجية السودانية ونزيد من البنية الأساسية والشوارع الرئيسية الكبيرة والخزانات الكبيرة ، نحن عندنا بالنسبة للبيئة الأٍساسية ستة مشروعات رئيسية بنفتكرأنو لو حققناه بنعمل طفرة في زيادة الإنتاج في البلد، من ناحية الشوارع والطرق ، الطرق الرئيسية الطريق الشمالي شندي ، عطبرة ، والطريق الغربي إلى الأبيض ـ نيالا ، والطريق الجنوبي إلى ملكال ، دي الطرق الثلاثة اللي نعتقد أنها طرق أساسية لابد من إقامتها لربط البلاد في طريق الشرق يبقى في طريق الغرب وطريق الجنوب وطريق الشمال يكون السودان ارتبط أن شاء الله ، بالنسبة للبنية الأساسية في ثلاثة خزانات ، تعلمية خزان الرصيرص خزان الستيت بالنسبة لخشم القربة وخزان الحماداب في الشمال ده اللي ماشي يحسم حاجة البلاد كلها بالكهرباء إذا قدرنا ننقده، دي ثلاثة خزانات أساسية فنحن بنأمل أنو نركز في عملنا ده على تحقيق هذه المشروعات الأساسية ده جزء من عملية التنمية ، القضية الرابعة هي قضية أننا دايرين نأمن بلدنا من حيث توجهنا الخارجي، نحن نصادق ونتعاون مع كل البلاد لكن من منطلق أن قرارانا قرار يصنع في العاصمة الوطنية السودانية لاتبعية ٍلأحد شرقا ولا غربا وده أساس أحنا بنعتقد أنو واجبنا أن نبني عليه، القضية الخامسة اللي أحنا بنعتقد ضروري من تأمينها ،كل ده عايز جهة تحرسه الشرطة والقوات المسلحة هي الجهة اللي لابد من أن تؤهل تدريبا وتسليحا ورجالا ونساء كمان لأٍنو في دور للنساء في هذه المسائل كلها، ده كل لابد من تأهيله بالمستوى ليؤمن داخليا ويحفظ وحدة السودان داخليا ويحمي السودان من العدوان الخارجي ،دي القضايا الخمسة اللي نحن بنعتقد أنو واجبنا نكرس مجهودنا كله علشان نحققها وهسع عمل الحكومة كله منصب عشان نحقق هذه القضايا الخمسة تفرغ في الزمن بتاع الحكومة الله أعلم ،ولكن كل أحنا بنكمل مجهودنا بكل قدراتنا ونسأل الله في هذا التوفيق.
بالنسبة للمنطقة دي ـ منطقة النيل الأبيض عموما ومنطقتنا دي خصوصا بالنسبة للمنطقة دي، المنطقة عندها دور كبير، القضايا اللي أتكلم عنها الأخوة المتكلمون قبلي والمطالب دي كلها حقيقة ماشي تحل بطريقة جذرية في المستقبل عن طريق مشروع كهربة النيل الأبيض ، المشروع مشروع بيعني أنو حتبقى في كهرباء ميسورة لنا نحقق بها المشاريع الزراعية تروي من طلمبات كهربائية تمكن مش من زراعة موسم واحد وأنما من زراعة ثلاثة مواسم في السنة على أساس الري المستديم مش الري الموسمي ،بعدين في أيضا الكهرباء ماش تمكن من انارة المدن والقرى في النيل الأبيض وماش تمكن أيضا من توفير الطاقة لتكوير وتنقية المياه عشان الشرب ،القضايا الرئيسية ماشي تحسم عشان طريق هذا المشروع ده وزي ما أنتو سمعتوا أنا مشيت ليوغسلافيا واتفقت مع اليوغسلاف على أنهم ماشين ينفذوا المشروع ده واتفقنا نحن بندفع المقابل ليه عن أي طريق ولذلك المشروع الخاص بكهربة النيل الأبيض حسم من حيث التمويل ومن حيث التنفيذ وده موضوع نقدر نقول نفذناه لكن بيأخذ زمن في أن يأتي أكله ،علشان كده إلى أن نحقق ماشين نحن نعمل إجراءات انتقالية أو مؤقتة ،مش بس بالنسبة طبعا للصحة والتعليم، دي كلها قضايا لابد من توفير المطلوب فيها والخدمات والأشياء اللي ذكرت دي ، اللي ذكرها الأخ أبو الكرام حقيقة أشياء محدودة وواضحة ومعلومة، وإحنا أنا وزملائي من الوزراء والأخ لحاكم وكل حكومة الإقليم مؤكد بنقدر نعرف أكثر وأكثر عن تفاصيل هذا الأشياء الشيء اللي أصلنا ماشين لحله نمشي فيه والشيء الجديد بنعمل على أخذه في الحسبان لأنو ده من الواجب اللي إحنا بنطلع عليه عن طريق الكهرباء، ولكن إلى أن تأتي الكهرباء بالحل الجذري سيحصل أن شاء الله النظر في المطالب المختلفة على مستواها المذكور لعلاجها بالصورة التي أن شاء الله تؤدي إلى الفرج وإزالة الكرب الذي تحدث عنه اٍلأخوة المتحدثين، الحقيقة إذن أنو أحنا في هذا الطواف ينلم بهذه الأوجاع وأولوياتها وشكاوي الناس منها مش على أساس أننا ما عارفنها ولكن على أساس أنو بالوصول والتحدث وتبادل الرأي حولها ده يمكن من ترتيب الأولويات ومن متابعة التنفيذ أن شاء الله ، في كلام كثير قيل عن الموقف الخاص بمؤسسات التعليم وطبعا دي مؤسسات مهمة جدا وبنتنا نصره اللي هى تكلمت نيابة عن الطالبات والطلبة وبفصاحة وبجرأة جزاها الله خير وحفظها ،قالت وأوضحت هذه المسائل وطبعا قالت أنا أكتب شيك قبال ما أقوم من هنا أحنا ما شغالين حكومة زي كده ، حكومة زي كده كافي أحنا يعني ما في مانع أنو الناس يساهموا ويساعدوا الناس بحماسة ولكن الصحيح هو أنو نمشي في الموضوع بطريقة موسسة، أنا هسه كل الخطب اللي بتنقال دي كلفت الأخ فاروق أنها تجمع على أساس أننا نحن بندرسها، إقليميا، وبيدرسها مركزيا، وبعدين بنشوف كيف تحقيقها عن طريق مؤسسي وده الطريق إللي طلبتها بنتنا نصرة ده أيه الموقف قالوا في دراسة عن الأشياء الخاصة به ، أول حاجة جات أنو الأٍولوية مش للأثاثات اللي هى قالتها الأولوية عايزين مولد علشان يذكروا به فأذن الحاجات المدروسة دائما بتوري شنو الحاجة الأهم علشان الناس يعالجوا اٍلأهم ثم المهم فدي الوقت قالوا أنو نحنا عايزين مولد علشان الكهرباء ،عشان نقدر نذاكر وبعدين في الأثاثات اللي هى تحدثت عنها وهى مهمة على كل حال أنا أسلوبي اللي ماشي به أنو ما بدي حاجة أصلا في حزتها كدي ،ٍلأنها دي طريقة ما بمشيها أنا ولكن اللي ويلتزم به أنو الحاجات الجات دي تدرس بجدية مسئولية ،أنا هسه قاعد أدون وزملائي قاعدين يدونوا وحاكم اٍلإقليم قاعد يدون وأحنا جايين مش علشان نخطب ونسمع و نسمع ،نحن جايين علشان نتعرف ونتفاهم وندرس ونحقق ونحلل ونضع أولويات ،وعلشان كدي أن شاء الله المرحلة ستنعكس على المطالب ببرنامج محدد علشان نشوف كيف التنفيذ يتم ده الأسلوب اللي بمشي به واللي حاستمر به لأنو زي ماقلت الأسلوب الارتجالي أتحمس أنا متحمس جدا ولما أسمع واحدة من بناتي يقول لي كلام زي القالتو دي حقيقة بيأثرني جدا لكن برضو بضبط نفسي عشان ما إعمل حاجة إرتجالية وأعمل حاجة مدروسة أن شاء الله ، في مطالب قبلت وأشياء تحددت متعلقة بالمساجد ومتعلقة بنوادي الشباب وأنا ماعايز أقول د ه المجال هو مجال مش بتاع حكومة وحدها ،بتاع الحكومة والمواطنين وعشان كده أنا بقول بالنسبة للمسجد والمساجد أحنا البنرجوه يحصل أنو لجان هذه المساجد أن كانت قائمة كمساجد أوعايزة تكتمل وهى قائمة وعايزة تأسيس تتصل بينا عشان نبني أحنا في الأقاليم ومركزيا ووزارة الشئون الدينية كيف بتقدر تساعدهم على أساس أنهم عندهم عمل ، عمل هم قائمين به ، نفس الشيء بالنسبة للشباب أنا بعتقد أنو الشباب ضروري جدا تكون عنده دور ينشط فيها اجتماعيا وثقافيا وأدبيا ورياضيا ونحن مستعدون ندعمه لهذا كله لكي تكون عنده هو قيادة وتنظيم وأساس عشان نبني على هذا الأساس ما نبدأ أحنا من جديد لأنو الحاجات دي لو عملتها الحكومة براها بتبقى زي معزولة لكن اللي يحصل أنو الناس يعملوا عمل ويقولوا ده عملنا العملناه، كملوا لينا عمل بالصورة دي نحن بنقدر نبني عمل فيه تكامل رسمي وشعبي في هذا المجال ده برضو نفس الشيء اللي أنا برجو تعمله المرأة ،المرأة مطلوب أنها تقوم بنشاط كبير والنشاط الكبير الممكن وتقوم به لأغراض تسوية أحنا مستعدون برضوندعمه لكي تبقى في نشاط نسوي عندو قيادة قادرة تقوم بعملها نحن نكمل هذا ، عايزين مشاغل، ماكينات أي حاجة لكن بس يكون عندهم هم الخميرة اللي بنطلق منها العمل ونقدر نحن ندعمه بعد ما ينطلق من هذه الخميرة، أنا وزملائي أثلج صدورنا جدا المشهد اللي شفناه اللي هو دار الصحوة لأنو دا فيه عمل حي وعمل واعي وعمل مسئول وفيه كل الأجيال واحدة تشبه حبوبة وواحدة تشبه بنتها وواحدة تشبه حفيدتها، حتى وده عمل ديني ده شئ مرغوب فيه وشئ نحن نشجعه بكل الوسائل ونحن نرجو للقائمين بهذا العمل وهو عمل رائد أنو ربنا نوفقهم مش هنا كمان عشان تصبح هذه التجربة نمط للآخرين عشان الناس في المنطقة عموما يستفيدوا بهذا النوع من النشاط المفيد القرآن ،الفقه، التنويري الإسلامي والمفيد ونسأل الله سبحانه وتعالى لٍلأخ الهادي القائم بالعمل ده مزيد من التوفيق والنجاح في العمل ده، أنو العمل يمتد لمناطق أخرى لأنو ده عمل خير وسنة طيبة ومن أستن سنة طيبة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة كما قال رسول الله (ص) بعدين أنا عايز أقول بالنسبة لزملائي مجلس الوزراء حقيقة نحن في الحكومة دي وإلى حد كبير ما ماشين على أساس حزبي، صحيح كل زول عنده عواطفه لكن نحن نتكلم على أنو الناس قدر المستطاع يحاولوا يلتزموا التزام قومي والحقيقة أنو الزملاء في مجلس الوزراء لا اختلفوا ولا أتفقواعلى أساس حزبي داخل المجلس ، دائما كان كل واحد بيستلهم ضميره ومسئوليته ويتخذ موقفه لغاية يومنا ده بيعني أنو الناس ماشين بمسئولية وطنية مش بمسئولية حزبية، ده ما معناه أنو الحزبية حاجة بطالة، الحزبية كويسة في حدود أنها تنظم المنافسة ،توضح الخيارات توضح الأشياء دي ن لكن ما تبقى عصبية بتاعة أن أنا وأخوي على أبن عمي وأنا وأبن عمي على الغريب، دي تبقى عصبية وبتبقى حجاب من الحق وفي الحالة دي بتسقط وكل حاجة الفات حدو ينقلب على ضده ،كل حاجة الإنسان لما يبالغ فيها بتبقى سيئة، الحزبية في حدود أنها تنظم المنافسة، الحزبية في حدود أنها الناس ، الحزبية في إطار التعاون على الحق والبر، الحزبية على أساس أنها تحديد خيارات للشعب عشان يختار واحد منها في الصدد ده وفي الحدود دي الحزبية مطلوبة، الحزبية اللي بتخلي أشوف زيد ٍلأنو معاي وهو على باطل صاح دي غلط ودي عمى ودي مرفوضة وما بتقدم البلد لقدام، عشان كده نحن لازم نلتزم هذا الالتزام وعشان كده نحن محاولين نجعل حزب الأمة من النوع ده الناس مقدمين فيه على الأساس ده وبالمفهوم ده، زمان كانت الأحزاب كلها واشتعلت وعملت عمل وطني لكن كانت في نقائص تلقي قيادة الحزب في الغالب من مجموعة من الناس عايشين لكنهم في الخرطوم ، الكلام ده بيخلي كثير جدا من بلاد السودان الأخرى تشعر بأنها ما ممثلة دي الوقت، نحن حكومتنا الحالية دي نقدر نقول أنها السودان مصغر، كل إقليم من أقاليم السودان ممثل فيها والكلام ده ذاتو
نحن ما حيينا هوى ساكت من الرؤوس ، نحن مقتدين فيه من الشيء اللي عمله الأمام المهدي إلا أنو اٍلأمام المهدي لما عمل راياته الثلاثة ولما عمل خلفاءه الثلاثة عملهم بيمثلوا أقاليم السودان المختلفة عشان يجمع الكل في راية واحدة وده اللي نحن بنعتقد هو أساس سليم، التنوع من حيث هو ضروري من الاعتراف به ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلكم شعوبا وقبائل لتعاونوا، أن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ، التنوع من حيث هو تنوع لازم نعترف به عشان نطوره في اتجاه العمل الموحد وده اللي بنأمل نعمله واللي بنأمل حزبنا يحققه ،حزبنا يتمكن يكون شئ يجمع السودانيين كلهم بأوسع صورة ممكنة ألما بيقدر يجمعهم برضو يشوف طريقة يتعاون معاهم عن طريق ميثاق السودان أو عيره ،المهم نسعى لتوحيد الكلمة عشان نبني الوطن بسواعد المواطنين المتعاونة المشتركة المتفقة وده نحن بنأمل ربنا سبحانه وتعالى يوفقنا لتحقيقه أن شاء الله.
في الختام أود أن أشكركم الشكر الجزيل على حسن الاستقبال وعلى الكلمات الطيبة التي سمعناها نيابة عنكم ، جزاكم الله عنا خير الجزاء وإلى اللقاء.
والسلام عليكم ورحمة الله .

Post: #128
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:37 AM
Parent: #1

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
بقرية أم شوكة
فبراير 1988م

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوا الله
أخواتي وأخواني
أبنائي وبناتي

السلام عليكم ورحمة الله
أنا وزملائي نشكركم شكرا جزيلا على حسن الاستقبال هذا و لاشك أنتم تعملون المجهود الكبير القائمة به حكومة الوحدة الوطنية لتحقيق الصحوة الإسلامية في السودان و لبناء الوطن ولتحقيق التنمية وكل المشروعات اللي أتكلم عنها الأخ المتحدث نيابة عنكم مشروعات مفهومة ومعقولة وهى داخلة ضمن البرامج التنموية التي نرجو الله سبحان وتعالى أن يوفق على تشييدها وتحقيقها وأنا في الختام حديثي هذا أود أن أؤكد لكم شكرنا الجزيرة على الروح الطيبة اللي قابلتونا بها وكذلك أننا ماضون أنشاءالله بعناية الله سبحانه وتعالى وسند الشعب السوداني في العمل على تحقيق رفع الروح المعنوية والمادية التي تنعكس خيرا إنشاء الله على الشعب السوداني ودعم قواتنا المسلحة وأجهزة أمتنا كلها عشان تحقق حماية الوطن من الدخلاء ومن العدوان وما في شك أنو شعبنا دي لوقت واقف وراء قوته المسلحة وده أهم ما يهم الجندي السوداني ـ الجندي السوداني معروف بالبسالة والتضحية ولكن إذا شعر كمان أنو شعبه وراه يزيد من قوته المعنوية وتضحيته وفدائيته نسأل الله لهم دائما الإقدام والإزهار الرفاء.
والسلام عليكم ورحمة الله .

Post: #129
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:38 AM
Parent: #1

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
في قرية طيبة الحلاوين
الإقليم الأوسط
فبراير 1988م

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أخواتي وأخواني أبنائي وبناتي

السلام عليكم ورحمة الله أنا وزملائي نشكركم الشكر الجزيل على حسن الاستقبال هذا وعلى الكلمات الفصيحة الواعية التي قالها نيابة عنك الأخ الصادق على فقد استطاع ببراعة واضحة أن يذكر تاريخ هذه القرية مساهمتها في نضال شبعنا أيام الحكم المباد ومشاكلها الحالية ـ وطبعا كما تعلمون مسألة أننا ساعين الآن كجزء من خطتنا التنموية نحقق كهربة هذه القرى وإتاحة الكهرباء علشان تلعب دور في الإنتاج الزراعي وكل المشروعات الأساسية اللي دي الوقت ماشين فيها من ناحية الطرق والكباري كلها دي الغرض منها طبعا أنشاءالله إنعاش المنطقة وزيادة الخير فيها ـ المطالب التي ذكرها الصادق بالنسبة للمسائل الصحية والتعليمية أنشاءالله الأخ حكم الإقليم بتابعها لعمل الممكن لتحقيق التطلعات والمطالب المذكورة وفيما يتعلق بموضوع الموية صحيح الموية ملوحتها عادية ومؤكد الأخ وزير الطاقة ماشي يشوف إمكان أننا تعالج هذه المشكلة إذا في موية حلوة أنشاءالله توجد وأن كانت لان دي طبيعة الموية في المنطقة لكن على أية حال هو المهم لما نجي نحنا ليكن في منطقتكم دي والمناطق والمشابهة بنقدر نحن منكم نتعلم ونستفيد ونعرف ونأخذ نعطي في كيف نعالج مشاكلنا وده هو ميزة النظام الديمقراطي أنو فيه الناس بيأخذوا ويعطوا والحاكم بيتعلم من المواطنين أية مواطن الخلل عشان نعالج أنشاءالله ـ أحنا حنستمر طبعا في هذا النظام إنشاء الله الذي نرجو عن طريقه نتلمس المشاكل ونعالجها والمشاكل التي ذكرها الأخ نيابة عنكم إنشاء الله ستجد مننا العناية والرعاية والاهتمام والمتابعة لتحقيقها . وكمان جميل جدا لما يتكلم إنسان في مناسبة ذي دي يذكر وعي ونشاط أهله زي ما حدث لأنه بيوري كيف الناس قاموا بعمل في الماضي وكيف هم عندهم تماسك ووعي واستعداده كل شئ مطلوب جدا وفي ذلك فليتنافس المتنافسون فلكم منا الشكر الجزيل على حسن الاستقبال ولاشك إنشاء الله نتعاون معاكم في علاج المشكلات اللي ذكرها المتحدث نيابة عنكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

Post: #130
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:39 AM
Parent: #1

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
بقرية العريفات والقرى المجاورة
فبراير 1988م


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أخواني وأخواتي ..
أبنائي وبناتي..


السلام عليكم ورحمة الله ...
أنا وزملائي نشكركم شكر جزيل على حسن استقبالكم لينا ده، وطبعا المعاني الطيبة اللي سمعناها من المتكلمين تؤكد الحقيقة التاريخية المعروفة عن أهلنا العريقات ، دورهم والتاريخي القديم والحديث وحفظهم الله وحفظ لهم مبادئها وعقيدتهم وصمودهم ، الديمقراطية زي ما هو معلوم نظام ما فيه تجبر ولا تصعر ولا إنفراد وإنما فيه تكامل مشاركة وشورى وتعاون ن عشاهن كدي نحن يسرنا جدا نسمع المطالب نفهمها وتعرف أولوياتها فيها ,أجب للمتحدثين يذكروها ويوضحوها و أحنا واجبنا نستمع ليها ونعمل على تحقيقها أن شاء الله قدر المستطاع فنحنا بالنسبة للمطالب اللي سمعناها دي الأشياء اللي بتخص الكهرباء زي ما انتو عارفين أحنا خطتنا العامة أنو ندعم الكهرباء ونكهرب القرى وأيضا نمكن العمل الزراعي أنو يعتمد على الطاقة الكهربائية فده جانب نحن أصلا ماشين فيه ونأمل أ، شاء الله التوفيق في تحقيقه .






فيما يتعلق بالصحة والقضايا الخاصة بالصحة والتعليم الأخ حاكم الإقليم أن شاء لله ماش يتابع كل المطالب ويشوف الممكن تحقيقها منها شنو فيما يتعلق بموضوع المياه برضو الأخ وزير الطاقة والتعدين ماشي يتاتع المطالب دي ويشوف أيضا اللي بيخضع للخطة القومية الماشة بالنسبة لتوفير المياه يكون العمل فيه أية وكل هذه المطالبة الجاتنا أن شاء الله بيكون نصيبها المتابعة والدراسة والعمل على تحقيق الممكن منها أن شاء الله ، وطبعا نائبكم ما بيقصر في متابعة كل هذه الأشياء وهو بيها ،فيما يتعلق بموضوع المساجد أنتو زي ما عارفين المساجد كل مكان جهد لازم يبدأ شعبي ناس عندهم حاجة لمسجد لازم يكونوا لجنة ويسعوا في أنهم يعملوا على تعمير بيت الله بكل الوسائل، والشئون الدينية وبوسائل العمل الطوعي والتبرعات نساعدكم لكن لازم الناس يسووا هم المجهود بالأول ، أي ناس القرية أو منطقة عايزين يعملوا جامع مع يتركوا الموضوع ده للمحافظ ولا للحكومة ولكن ده موضوع بيخص عقيدتهم وبخص نجاتهم ويخص عبادتهم ولازم طوالي هم يكونوا في المسجد ويعملوا على تشييد المسجد وبعدين الحكومة وإنحنا لكنا ندعمهم أن شاء الله فموضوع المساجد دا لازم يمش فيه الناس بالطريقة ده ، فأن شاء الله المطالب المذكورة زي ما قلت حتجد مننا العناية والمتابعة.
أكرر في النهاية شكرنا الجزيل ليكم على حسن الاستقبال وأؤكد أنه في النظام الديمقراطي يا هو الأمور بتتم بهذه الطريقة المتكلمين يوضحوا مطالبهم والحكومة تعمل على الاستجابة لمطالب شعبها في حدود إمكانيات المتاحة.

والسلام عليكم ورحمة الله ...

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
بقرية الدبكرة ـ ريفي أبو حجار
مديرية النيل الأزرق
فبراير 1988م

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله..

أخواني وأخواتي ..
أبنائي وبناتي

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله..


السلام عليكم ورحمة الله

أنا وزملائي يشكركم جزيلا على حسن الاستقبال وعلى الحماس الذي ظهر واضحا في كل عبارتكم وحركاتكم وجزاكم الله عنا خير الجزاء ـ كمانه الكلمات الواضحة اللي قالها نيابة عنكم الأخ إسماعيل والأخ بشرى إسماعيل حزاهما الله عنا خير الجزاء فقد أوضحا المطالب التي تتعلق بمشاكلكم هنا وهذه المطالب جزء كبير منها داخل في خطة التنمية والتأهيل اللي نحنا ماشين فيها إنشاء الله واللي ما داخل في تلك الخطة اٍلأخ حاكم اٍلإقليم واٍلأخوة الوزراء المركزيين ماشين يدرسوها في إطار تنفيذ برامج التنمية اللي نحنا ماشين فيها أنشاءالله ـولكن أنتو عارفين الحمد لله إنحنا جينا دي الوقت وشهدنا معاكم بداية دخول الكهرباء وهناك كما تعلمون خطة كاملة لكهرباء الريف في مناطق جنوب الجزيرة وده مشروع سيمتد إنشاء الله ـ كذلك مبروك عليكم بيت الله الجديد المسجد إنشاء الله تتمكنوا من تعميره بالتقوى والعلم والمعرفة والعبادة نحنا كما ترون مهتمين جدا بموضوع مجمع الرماش ٍلأنو ده مشروع ما يكون للأهل دفعة كبيرة للإنتاج في المنطقة دي إنشاء الله تعاوني يمكن لٍلأهل في هذه المنطقة من زيادة الإنتاج بتركيبة محصولية فيها المنتجات النقدية والغذائية والأعلاف والحيوان وكل التركيبة المحصولية اللي ممكن تعمل على زيادة الدخول وزيادة الإنتاج من هذا المشروع اللي بنأمل أن يلعب دورا كبير في هذه المنطقة ـ كمان في المنطقة دي حيقوم إنشاء الله الكبرى ونأمل أنه الكبرى ده برضو بيسهل الاتصال بصفة واضحة جدا مابين ضفتي النيل شرقا وغربا وده بيلعب دور اقتصادي كبيرـ كذلك في الطريق الواصل جنوبا إلى الدمازين وده البنأمل أن أيضا يلعب دور كبير جدا في إنعاش وإحياء هذه المنطقة من الناحية الاقتصادية دي كلها جزء من المشروعات التنموية اللي بنأمل تتم أنشاءالله قي الأيام القادمة بعد أن تمت الدراسة وبدأ التنفيذ فيما يتعلق بزيارتنا ليكم هنا نحنا يهمنا جدا أنكم تعلموا في ظل الديمقراطية الحاكم والمحكوم هم متكاملين مع بعض وعليهم المناصحة والتشاور وأحنا كلما سمعنا من نوابكم وما سمعنا من ممثليكم هنا يكون محل الدراسة والعناية والمتابعة أنشاءالله ـ وده شئ طبيعي في ظروف الديمقراطية نزوركم نسمع منكم تسمعوا مننا عشان بالصورة دي إنشاء الله ـ نحسن الأداء والعطاء في سبيل بناء الوطن ـ انتو أظنكم طبعا عارفين أنو بكره يناسب يوم 26يناير اللي هو بيمثل يوم الاستقلال الأول في تاريخ السودان الحديث لأٍنو السودان الحديث استقل مرتين 26يناير تحرير الخرطوم على أساس نصرة الدعوة المهدية في سنة 1885م والاستقلال الثاني اللي تم سنة 1956م وده كلكم متا بعينه عارفينه والمعلوم أنو السودان كان فيه دولة مستقلة على ثلاث ألف عام مضت ولكن الاستقلاليين اللي بنتكلم عنهم ديل إحداث جديدة في تاريخنا الجديد وأحنا بنأمل أن نحي هذه الذكرة يوم 26يناير ٍلأنها تلك المناسبة التي ساهم فيها أباؤكم وأجدادكم مع الأمام المهدي في تحرير هذا الوطن بقوة السيف والقدرة العسكرية والموجة الشعبية المسلحة الشعب السوداني استقل مرة ثانية سنة 1956م بإجماع أهله وده معناه أنو استقلينا مرتين في تاريخنا الحديث بوسيلتين مختلفتين عهدنا القديم عهد قائم وترعاه نفوسنا وواجبنا نحن جميعا نرعاه لاعلى أساس الحسب والنسب والورثة والوراثة ولكن على أساس ده تراث لأهل السودان جميعا خلقوه أبهاتهم وجدودهم وهم بالعمل يجوا عشان يرثوه ويواصلوا المشوار أنشاءالله ـ نحن الحقيقة على طول فترات المحن والظروف اللي مرينا بها في العهد المباد والاستبداد وفي كل تلك الظروف كنا عارفين أنو ورانا ظهر قوى وأنو هذا الظهر القوى يقف معنا أيام المحنة وعندما تأتي الديمقراطية أيضا يقف معنا لنواصل المشوار في ظل الديمقراطية وبالسند الشعبي. الحقيقة دي ما كانت غايبة عن أذهاننا وهى كانت بعد عناية الله اللي بتمدنا بالسند وبالدعم بالروح المعنوية اللي بها واصلنا المشوار إلى أن أمكن مغالبة الدكتاتورية وإسقاطها وإقامة النظام الديمقراطي والآن المطلوب ٍلإنجاح الديمقراطية نفسيها الواجب ده واجبنا كلنا كل إنسان من موقعه من رجل وشاب وشابة وطفل جميعا لازم نكون واعين ومدركين أن عندنا واجب ومسئولية وأنا لما أشوف هسه لما أشوف الجد وأبنه وحفيده جارين بحماس وتأييد والحبوبة وبنتها وحفيدتها جارين بنفس الحماس والتأييد يشعر بأن الموقف بخير والسند مستمر والدعم قائم واٍلأجيال متراصة ما زمان وصفها الشاعر
عهدنا معاك كنداب حربة ما بتملخ
صرة عين جبل ملوية مابتتفلخ
في الختام أشكركم الشكر الجزيل أسال الله لنا و لكم التوفيق والسداد والسلام عليكم ورحمة الله...

Post: #131
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:40 AM
Parent: #1

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
بقرية العريفات والقرى المجاورة
فبراير 1988م


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أخواني وأخواتي ..
أبنائي وبناتي..


السلام عليكم ورحمة الله ...
أنا وزملائي نشكركم شكر جزيل على حسن استقبالكم لينا ده، وطبعا المعاني الطيبة اللي سمعناها من المتكلمين تؤكد الحقيقة التاريخية المعروفة عن أهلنا العريقات ، دورهم والتاريخي القديم والحديث وحفظهم الله وحفظ لهم مبادئها وعقيدتهم وصمودهم ، الديمقراطية زي ما هو معلوم نظام ما فيه تجبر ولا تصعر ولا إنفراد وإنما فيه تكامل مشاركة وشورى وتعاون ن عشاهن كدي نحن يسرنا جدا نسمع المطالب نفهمها وتعرف أولوياتها فيها ,أجب للمتحدثين يذكروها ويوضحوها و أحنا واجبنا نستمع ليها ونعمل على تحقيقها أن شاء الله قدر المستطاع فنحنا بالنسبة للمطالب اللي سمعناها دي الأشياء اللي بتخص الكهرباء زي ما انتو عارفين أحنا خطتنا العامة أنو ندعم الكهرباء ونكهرب القرى وأيضا نمكن العمل الزراعي أنو يعتمد على الطاقة الكهربائية فده جانب نحن أصلا ماشين فيه ونأمل أ، شاء الله التوفيق في تحقيقه .






فيما يتعلق بالصحة والقضايا الخاصة بالصحة والتعليم الأخ حاكم الإقليم أن شاء لله ماش يتابع كل المطالب ويشوف الممكن تحقيقها منها شنو فيما يتعلق بموضوع المياه برضو الأخ وزير الطاقة والتعدين ماشي يتاتع المطالب دي ويشوف أيضا اللي بيخضع للخطة القومية الماشة بالنسبة لتوفير المياه يكون العمل فيه أية وكل هذه المطالبة الجاتنا أن شاء الله بيكون نصيبها المتابعة والدراسة والعمل على تحقيق الممكن منها أن شاء الله ، وطبعا نائبكم ما بيقصر في متابعة كل هذه الأشياء وهو بيها ،فيما يتعلق بموضوع المساجد أنتو زي ما عارفين المساجد كل مكان جهد لازم يبدأ شعبي ناس عندهم حاجة لمسجد لازم يكونوا لجنة ويسعوا في أنهم يعملوا على تعمير بيت الله بكل الوسائل، والشئون الدينية وبوسائل العمل الطوعي والتبرعات نساعدكم لكن لازم الناس يسووا هم المجهود بالأول ، أي ناس القرية أو منطقة عايزين يعملوا جامع مع يتركوا الموضوع ده للمحافظ ولا للحكومة ولكن ده موضوع بيخص عقيدتهم وبخص نجاتهم ويخص عبادتهم ولازم طوالي هم يكونوا في المسجد ويعملوا على تشييد المسجد وبعدين الحكومة وإنحنا لكنا ندعمهم أن شاء الله فموضوع المساجد دا لازم يمش فيه الناس بالطريقة ده ، فأن شاء الله المطالب المذكورة زي ما قلت حتجد مننا العناية والمتابعة.
أكرر في النهاية شكرنا الجزيل ليكم على حسن الاستقبال وأؤكد أنه في النظام الديمقراطي يا هو الأمور بتتم بهذه الطريقة المتكلمين يوضحوا مطالبهم والحكومة تعمل على الاستجابة لمطالب شعبها في حدود إمكانيات المتاحة.

والسلام عليكم ورحمة الله ...

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
بقرية الدبكرة ـ ريفي أبو حجار
مديرية النيل الأزرق
فبراير 1988م

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله..

أخواني وأخواتي ..
أبنائي وبناتي

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله..


السلام عليكم ورحمة الله

أنا وزملائي يشكركم جزيلا على حسن الاستقبال وعلى الحماس الذي ظهر واضحا في كل عبارتكم وحركاتكم وجزاكم الله عنا خير الجزاء ـ كمانه الكلمات الواضحة اللي قالها نيابة عنكم الأخ إسماعيل والأخ بشرى إسماعيل حزاهما الله عنا خير الجزاء فقد أوضحا المطالب التي تتعلق بمشاكلكم هنا وهذه المطالب جزء كبير منها داخل في خطة التنمية والتأهيل اللي نحنا ماشين فيها إنشاء الله واللي ما داخل في تلك الخطة اٍلأخ حاكم اٍلإقليم واٍلأخوة الوزراء المركزيين ماشين يدرسوها في إطار تنفيذ برامج التنمية اللي نحنا ماشين فيها أنشاءالله ـولكن أنتو عارفين الحمد لله إنحنا جينا دي الوقت وشهدنا معاكم بداية دخول الكهرباء وهناك كما تعلمون خطة كاملة لكهرباء الريف في مناطق جنوب الجزيرة وده مشروع سيمتد إنشاء الله ـ كذلك مبروك عليكم بيت الله الجديد المسجد إنشاء الله تتمكنوا من تعميره بالتقوى والعلم والمعرفة والعبادة نحنا كما ترون مهتمين جدا بموضوع مجمع الرماش ٍلأنو ده مشروع ما يكون للأهل دفعة كبيرة للإنتاج في المنطقة دي إنشاء الله تعاوني يمكن لٍلأهل في هذه المنطقة من زيادة الإنتاج بتركيبة محصولية فيها المنتجات النقدية والغذائية والأعلاف والحيوان وكل التركيبة المحصولية اللي ممكن تعمل على زيادة الدخول وزيادة الإنتاج من هذا المشروع اللي بنأمل أن يلعب دورا كبير في هذه المنطقة ـ كمان في المنطقة دي حيقوم إنشاء الله الكبرى ونأمل أنه الكبرى ده برضو بيسهل الاتصال بصفة واضحة جدا مابين ضفتي النيل شرقا وغربا وده بيلعب دور اقتصادي كبيرـ كذلك في الطريق الواصل جنوبا إلى الدمازين وده البنأمل أن أيضا يلعب دور كبير جدا في إنعاش وإحياء هذه المنطقة من الناحية الاقتصادية دي كلها جزء من المشروعات التنموية اللي بنأمل تتم أنشاءالله قي الأيام القادمة بعد أن تمت الدراسة وبدأ التنفيذ فيما يتعلق بزيارتنا ليكم هنا نحنا يهمنا جدا أنكم تعلموا في ظل الديمقراطية الحاكم والمحكوم هم متكاملين مع بعض وعليهم المناصحة والتشاور وأحنا كلما سمعنا من نوابكم وما سمعنا من ممثليكم هنا يكون محل الدراسة والعناية والمتابعة أنشاءالله ـ وده شئ طبيعي في ظروف الديمقراطية نزوركم نسمع منكم تسمعوا مننا عشان بالصورة دي إنشاء الله ـ نحسن الأداء والعطاء في سبيل بناء الوطن ـ انتو أظنكم طبعا عارفين أنو بكره يناسب يوم 26يناير اللي هو بيمثل يوم الاستقلال الأول في تاريخ السودان الحديث لأٍنو السودان الحديث استقل مرتين 26يناير تحرير الخرطوم على أساس نصرة الدعوة المهدية في سنة 1885م والاستقلال الثاني اللي تم سنة 1956م وده كلكم متا بعينه عارفينه والمعلوم أنو السودان كان فيه دولة مستقلة على ثلاث ألف عام مضت ولكن الاستقلاليين اللي بنتكلم عنهم ديل إحداث جديدة في تاريخنا الجديد وأحنا بنأمل أن نحي هذه الذكرة يوم 26يناير ٍلأنها تلك المناسبة التي ساهم فيها أباؤكم وأجدادكم مع الأمام المهدي في تحرير هذا الوطن بقوة السيف والقدرة العسكرية والموجة الشعبية المسلحة الشعب السوداني استقل مرة ثانية سنة 1956م بإجماع أهله وده معناه أنو استقلينا مرتين في تاريخنا الحديث بوسيلتين مختلفتين عهدنا القديم عهد قائم وترعاه نفوسنا وواجبنا نحن جميعا نرعاه لاعلى أساس الحسب والنسب والورثة والوراثة ولكن على أساس ده تراث لأهل السودان جميعا خلقوه أبهاتهم وجدودهم وهم بالعمل يجوا عشان يرثوه ويواصلوا المشوار أنشاءالله ـ نحن الحقيقة على طول فترات المحن والظروف اللي مرينا بها في العهد المباد والاستبداد وفي كل تلك الظروف كنا عارفين أنو ورانا ظهر قوى وأنو هذا الظهر القوى يقف معنا أيام المحنة وعندما تأتي الديمقراطية أيضا يقف معنا لنواصل المشوار في ظل الديمقراطية وبالسند الشعبي. الحقيقة دي ما كانت غايبة عن أذهاننا وهى كانت بعد عناية الله اللي بتمدنا بالسند وبالدعم بالروح المعنوية اللي بها واصلنا المشوار إلى أن أمكن مغالبة الدكتاتورية وإسقاطها وإقامة النظام الديمقراطي والآن المطلوب ٍلإنجاح الديمقراطية نفسيها الواجب ده واجبنا كلنا كل إنسان من موقعه من رجل وشاب وشابة وطفل جميعا لازم نكون واعين ومدركين أن عندنا واجب ومسئولية وأنا لما أشوف هسه لما أشوف الجد وأبنه وحفيده جارين بحماس وتأييد والحبوبة وبنتها وحفيدتها جارين بنفس الحماس والتأييد يشعر بأن الموقف بخير والسند مستمر والدعم قائم واٍلأجيال متراصة ما زمان وصفها الشاعر
عهدنا معاك كنداب حربة ما بتملخ
صرة عين جبل ملوية مابتتفلخ
في الختام أشكركم الشكر الجزيل أسال الله لنا و لكم التوفيق والسداد والسلام عليكم ورحمة الله...

Post: #132
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:41 AM
Parent: #1

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
بقرية الشلال وحمراني
فبراير 1988م

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أخواني وأخواتي ...
أبنائي وبناتي...
السلام عليكم ورحمة الله ...

أنا وزملائي نشكركم شكرا جزيلا على هذا الاستقبال الطيب وعلى الكلمات الواعية التي قدمها الأخوة هنا نيابة عنكم، وفيما يتعلق بالمطالب التي نحن إنشاء الله هذه المطالب داخلة في طار برامجنا السائرون على تنفيذها من حيث تجمع الرماش وتنفيذه كوسيلة لزيادة الإنتاج ومن حيث المطالب التعليمية والصحية والمائية والأخ حاكم الإقليم والأخوة الوزراء المعنيين أن شاء الله سيتابعون هذا العمل، بالنسبة للكلام عن حرم الحلة هذا الموضوع سهل أن شاء الله يعالج بحيث أنه حرم الحلة يوسع بحيث أنه يكون ما استوعب العدد المناسب من التوسع السكني للقرية نفسها.
فيما يتعلق بهذه المطالب أن شاء الله كلها تدرس وتعالج باعتبار أنه أصلا نحن في زيارتنا إليكم تفقد الأحوال وأن نتشاور فيما بيننا من واجبكم أن تقولوا مشاكلكم ونحن من واجبنا النظر في حلها والاستجابة لها، طبعا هذا ليس معناه هذه الطريقة الوحيدة، نائب الدائرة يتابع مطالب مواطنيه والوزراء الذين يطوفون يسمعون رئيس الوزراء أثناء طوافه يسمع أيضا كل هذا ليس بضار بل ينفع لأن الذكرى تنفع المؤمنين وفي النهاية النظام الديمقراطي قائم على أنه كل الناس كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ولذلك في كل المجالات على المواطنين عند حضور كل مسئول أن يذكروا مطالبهم ومشاكلهم وهو عليه أن يسمع يستفد مما يسمع لمزيد من المجهود لعلاج المشاكل في كل صورة من الصور أن شاء الله كما هو معلوم نحن الآن لدينا قائمة في السودان حكومة الوحدة الوطنية أساسا قائمة على تحالف بين حزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي وأحزاب أخرى جنوبية وكما هو معروف أن لهذه الحكومة برنامج ومن أهم البرامج التي لدي الحكومة هى بناء الوطن وفق برامج محددة الغرض منها أن شاء الله توفير للضروريات لأهلنا في السودان بكل الوسائل المستطاعة، وقبل أن أختم حديثي هذا أود أن أبدي ملاحظة بالنسبة للمظهر الذي فيه إخواننا هنا هو مظهر السلاح الأبيض طبعا هذه هى أدوات الجهاد ومظهرها دليل على أن الناس ما زالت في نفوسهم هذه الروح، أرجو الحفاظ على هذه الروح لأن الدين والوطن محفوظين بهذه الروح، صحيح أدوات القتال الآن تغيرت وتنوعت وتطورت ونحن واجبنا أننا نسايرها ولكن الحرية والسيف يرمزان للرمز الموجود في القلوب على التربية الجهادية هذا هو المهم أن تكون في النفوس التربية الجهادية.
الرسول (ص) قال :ـ
" من لم يجاهد ولم يحدث نفسه بالجهاد فليمت أن شاء الله يهوديا"
هذا معناه أنه وجود روح الجهاد في النفس تربية أساسية، الأمام المهدي عندما ذكر في منشور المهدية الأول ذكر أنه اجتمعت لدعوته شيئين الأول ستة خصال العبادة والتسبيح والمجاهدة والرياضات الروحية هذه ستة خصال اجتمعت وهناك ست خصال أخرى هى الحزم والعزم والتشمير والاستعداد للجهاد، إذا المهدية جمعت هذين الشيئين، والنواحي الروحية الجهادية ، وعندما جاء الأمام المهدي لاختيار أمير الشرق شاور في الاختيار قال أبناء الشرق للأمام مهدي الله هى المهدية سبحة وفروة وحزم وعزم قال له هى الأربعة معا.
قال له إذا أولي واحد بها هو عثمان دقنة نحن كمسلمين وكسودانيين واجبنا أننا نعلم أن حفظ الدين وحفظ الوطن هو بالاستعداد الفدائي والاستعداد للتضحية، الاستعداد الجهادي لذلك الرموز التي تؤكد أن النفوس فيها هذه التربية هذه رموز عظيمة وتدل على هذه التربية في النفوس التي نسأل سبحانه وتعالي أن يحفظها فيها لأنه م مجاهدات روحية ورياضات روحية وصلاة وصيام وهذا كله واجب لكن في النهاية حفظ الدين الوطن بالاستعداد للتضحية والفداء لذلك يجب أن يكون الفرد مستعد لكي يواجه في سبيل الله والوطن كل ما يلزم من موجهات وتحديات أن شاء الله .
أختتم حديثي بالشكر الجزيل لكم والدعاء إلى أخواننا وأخواتنا ويحفظهم الله ويجمعنا في ساعة خير.
والسلام عليكم ورحمة الله.













كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
في قرية ود الجزلي وريفي أبو حجار
مديرية النيل الأزرق
فبراير 1988م


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أخواني وأخواتي
أبنائي وبناتي

السلام عليكم ورحمة الله .

أنا وزملائي نشكركم شكرا جزيلا على هذا الاستقبال والروح الحماسية التي قابلتمونا بها جزاكم الله خير الجزاء. وكذلك كانت الكلمة التي ألقاها الأخ يس نيابة عنكم واضحة في معناها ونحن قطعا تعتقد أن حبال التاريخ ربطت بيننا و روابط قوية متينة عاشت حتى الآن قرنا من الزمان ونرجو من الله سبحانه تعالي أن يبقيها قرونا أخرى خدمة للإسلام والسودان . وأنا إذ أؤكد هذه الروابط والحبال نعتقد أنها وحدها لا تكفي بل الواجب أن ندرك واجبنا جميعا نحن وأنتم في خدمة الإسلام وفي خدمة السودان ونعمل معا في ظل الديمقراطية ولكن نبني وطننا بسواعدنا وقدرتنا الذاتية أن شاء الله.
نحن طبعا كما ترون أن هذه الحكومة حكومة الوحدة الوطنية تريد أن تعمل ما تستطيع في الفترة القصيرة المتاحة لنا لكي نغير أحوال بلدنا إلى اٍلأحسن. النقاط التي ذكرت الآن مثلا المجمع مجمع الرماش هذا مؤكد مشروع كبير ومهم الآن سائرون فيه بهمة ونأمل حقا أن يتم لكي يحقق طفرة زراعية كبيرة. يحضر الماء الدائم ويمكن من الزراعة بالمستوى الذي كما قال الأخ يس وهذا تفكيرنا أيضا الذي فيه يدخل الحيوان والمحاصيل البستانية وكما أنتم تعلمون نحن النظام الذي سائرون عليه هو أن تكون هذه المؤسسات التنموية الزراعية في النهاية مؤسسات تعاونية ولذلك هى عائدة إليكم في كل مجالاتها وهذا الذي يجعل أن شاء الله عملها أكثر منفعة. والتركيبة المحصولية التي بها من حيث الزرع والحيوان ودخوله والخضر وات وغيرها كلها تكون فيها تفاهم مابين الجهة الفينة التي تقترح التركيبة المحصولية الأفضل وكذلك المواطنين الذين سيكونون أصحاب كل شئ بالنسبة لهذا العمل. أرجو أن يكون مفهوما أن المشروع مستواه الجديد وكفاءته الجديدة ستكون لزيادة فكرة التطوير الزراعي المكثف والنوع الذي يمكن أن شاء الله يفيد المواطنين بالنسبة لزيادة إنتاجهم .
بالنسبة للخدمات الأخرى التي ذكرها الأخ يسن بغضها أصلا جزء من الخطة التأهيلية والعمل المعتمد وهذا أن شاء الله سيتم. وبعضها ما دخل بالخطة ولكن نحن نقول أن هذا الجزء سندرسه أن شاء الله أن كان تابعا لحاكم الإقليم فيدرس وأن كان تابعا للوزارات المركزية يدرس وسوف يفيدكم أي جزء منها إمكانياتنا ستستطيع أن تحققه أن شاء الله لأننا نعتقد أن هذه المطالب لم تخرج عن أنها ضرورات بنهتم إليها ونحن لابد من الاستجابة إليها إلا الإمكانات وهذا ما نستطيع أن نفيدكم به عن طريق الدراسة أن شاء الله سوف تتم بصدد هذا الموضوع.
بالنسبة لموضوع المسجد مؤكد الخطة التي اتبعتموها سليمة وصحيحة بمعنى إنكم بتهتموا بالعمل وكونتوا لجنتكم وجمعتم ما جمعتم من أموال ولاشك أني سأساهم معكم في هذا العمل وأيضا الشئون الدينية ستساهم معكم أيضا إلى أن يكتمل أن شاء الله . وهذه في الحقيقة الطريقة السليمة في التعامل مع بيوت الله . ونأمل أن تعمروا هذا المسجد حقا بالصلاة والدراسة والعبادة بكل ما من شأنه أن يجعل منه منارة بالنسبة للمواطنين جميعا ولا تنسوا في هذا أيضا " تثقيف النساء" والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أوليا بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" .
فالمسؤولية مشتركة والمجتمع لا يطير إلا بجناحين جناح رجل وجناح امرأة وهذا التعبير نفسه استخدمه الرسول (ص).
"النساء شقائق الرجال"
لذلك لابد من تعليم النساء وتفقهن لكي يطير المجتمع بجناحيه الرجل والمرأة ونحن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم في حسن الأداء بالنسبة لكل هذه الأعمال ونشكركم الشكر الجزيل والسلام عليكم ورحمة الله.

Post: #133
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:42 AM
Parent: #1

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
بقرية الرماش ـ مديرية النيل اٍلأزرق
فبراير 1988م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أخواني أخواتي
أبنائي وبناتي
السلام عليكم ورحمة الله
أنا وزملائي شاكرون لكم هذا الاستقبال وهذه الروح الفتية القوية التي نرجو الله سبحانه وتعالي أن يزودنا ويزودكم بها لبناء الوطن جميعا . كما تعلمون انتم هنا في ظل الديمقراطية ليس هناك تحكم أو تحيز أو تفرط العمل مشترك ومتكامل ،والمجهود مشترك ومتكامل والحاكم يجد قوته وسنده من شعبه وكذلك الشعب يجد تأييده ودعمه من قيادته والاثنان يتكاملان في العطاء والأداء وكل من يقصر في واجبه يخسر البلاد ولذلك لابد أن نواصل مشوا رنا مع بعض بدعم منكم بلطف الله سبحانه وتعالي . الكيان الديني والسياسي الذي وقف وراء الدعوة الاستقلالية كيان تأسس من قديم الزمان عندما رفع الأمام المهدي دعوة إحياء الكتاب والسنة المقبورين، الأمام المهدي وجد في دعوته هذه السند والتأييد والدعم من أهل السودان أجمعين ولكن هناك أناس نالوا قصب السبق في هذا العمل وطبعا كما تعلمون الجماعة التي خلقها الأمام المهدي وضع على أول القائمة خليفة الصديق الخليفة عبد الله التعاشي . جاء الناس إلى الأٍمام المهدي كيف أن لديك أخوان وأعوان وأهل وتقدم شخصا غريبا عليهم قال لهم أن الدعوة التي نحن فيها لا دعوة حسب ولا نسب هي دعوة أناس يتسابقون بأعمالهم . الخليفة عبد الله نال مقامه هذا لأنه هو بعمله أستحق هذا المنصب هذا المكان هو مني وأنا منه على أساس استطاعت الدعوة أن تجمع أهل السودان على اختلاف قبائلهم وربطت ناس البحر وناس الغرب وناس الشرق وناس الجنوب ،ربطهم كلهم والرايات الثلاث هذه تدل على تجميع أقاليم السودان لكي يرى كل السودانيين الرايات مرايا يروا فيها وجههم وسحنتهم وعملهم. بعد أن انتهت المهدية كدولة ولكن الدعوة كانت في القلوب . لذلك مهما عمل الاستعمار لم يستطيع أن يقلعها من القلوب كل عام يقوم شخصا . يقوم عبد القادر ود حبوبة أو الفكي على الميراوي السيد حامد محمد حامد في سنجة كل واحد من هؤلاء من زمن لأخر يقوم ويكون منه دليل على أن الدعوة في القلوب وأن كانت الدولة قد زالت وبعد ذلك مجموعة من الرجال من أبناء الأمراء والخلفاء والمجاهدين والمهاجرين كل واحد عمر له منطقة واستطاع بتعميره لهذه المنطقة أن يحيي التراث من جديد . الأمام عبد الرحمن كان هو الشخص الذي قام بإعادة إشعال الشعلة ولكن ليس لوحده في كل منطقة من المناطق قام أبناء الشهداء والأمراء والخلفاء بإشعال السعلة كما تعلمون أن هذه المنطقة عدد من الناس كل شخص في مزيته وجهته بالنسبة لهذه المنطقة السيد يحي بن الخليفة كان هو الشخص الذي استطاع أن يشعل الشعلة ، فالشعلة التي أعادت الكيان من جديد الكيان سلامي الوطني الذي أعاد إحياء قضية الوطن من حديد هذه الشعلة أشعلها السيد يحي وطبعا في كل جهة من الجهات كان هناك واحد تصدى فجمع الناس بغية المقاتلين بقية الشهداء تجمع أسرهم وأهلهم وقبائلهم ومن جديد ولله الحمد البلاد قتلوا دبيبها واستطاعوا أن يقطعوا شجرها ويعمروها من جديد.
نحن نتكلم عن الماضي ليس لنقف فيه
ليس الفتى من يقول كان أبي
أن الفتى من يقول هاأنذا
ولذلك نحن عندما نتحدث عن الأباء لا نعني أننا نعتقد كما قال الرسول(ص) يا بني هاشم لا يأتيني الناس بالأفعال والأعمال والأمجاد وتأتوني بالأحساب والأنساب وهذا هو أساس التربية الإسلامية.
" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم"
وهذا هو الأساس وهذا هو الطريق والنهج وهذا الطريق الذي إذا سرنا فيه نعيد تعمير بلدنا . الأخ كدوان تكلم بالنيابة عنكم وذكر مطالب المنطقة وطبعا كما معروف المطالب مقدرة والأخ على عثمان يحي نائبكم هو المتعاون معنا في أننا نحقق هذه الأشياء جميعا المطالب الخاصة بالإقليم أن شاء الله سيتابعها الأخ فاروق إسماعيل حاكم الإقليم والأشياء التي تخص الوزارات المركزية والوزراء المركزيين الذين معنا أن شاء الله يتابعونها لتحقيق ما يمكن تحقيقه منها طبعا أهم شئ في كل هذا هو موضوع تعتقد أنه إذا أمكن تنفيذه ونحن ذاهبون في تنفيذه أن شاء الله يعيد الطاقة الإنتاجية الواسعة للمنطقة وطبعا كما تعلمون هذا هي الطريق الصحيح لتحقيق الرخاء هذا الطريق الصحيح هو زيادة الإنتاج وتكون زيادة الإنتاج عن طريق زيادة الطاقة الإنتاجية التي سيحققها تنفيذ مجمع الرماش هذا. هناك موضوع ذكر عن نادي الشباب والنساء عمل في الخير والبر والنشاط لأن اٍلإنسان أي وقت يقضيه في الفراغ عليه يضره ولذلك لابد أن يملأ وقت فراغه بالعمل المفيد المنتج . فيما يتعلق بالمسجد وتعمير المسجد وعموم تعمير المساجد نحن نود من كل ناس ف كل منطقة شاعرين بأنهم ليس لديهم مسجد أو مسجدهم يحتاج لعناية أو رعاية أو وصيانة لا مانع لكن المطلوب لجنة قومية لجنة من الناس كلهم مسئولة عن المسجد تقول لدينا كذا وعملنا كذا وكذا فأكملوا مجهودنا لأن العمل الخاص بالمساجد لا بد أن تكون خميرته الأساسية عمل شعبي محلي في قرية أو منطقة من المناطق . ولكن نحن مستعدون أن تعاون الشئون الدينية ومن أنفسنا لكي نستطيع أن نتعاون على أن تكون هذه المساجد عامرة وقادرة أن توفر المجال المناسب للمصلين وزيادة وعلى ذلك إرشاد ديني بواسطة أمامها لكي يستطيع الناس زيادة من شئون وأمور دينهم فيها أن شاء الله.
أنا أود أن أختم حديثي هذا بأن نشكركم الشكر الجزيل على حسن استقبالكم وعلى المعاني الطيبة الموجودة في شعرائكم وأعمالكم نحن أن شاء في هذه الحكومة حكومة الوحدة الوطنية نعمل كل المستطاع لتحقيق تطلعات أهل السودان ومدركين تماما أنه في الديمقراطية عندما يطوف عدد من الوزراء على أهلهم ف اٍلأقاليم إنما يطوفون فاتحي أعينهم لكي يسمعوا ويروا الكيفية التي يمكن أن يساعدوا بها لإزالة المضمار والمشاكل التي يعاني منها أهلنا لأنه في الديمقراطية العمل متكامل ما بين القيادة والقاعدة وليس هناك قيادة يحق لها أن تشعر بأنها متكبرة أو متفردة عن الناس لابد أن تكون بالناس لابد قوامة وبالناس سندها وفي الناس تأييدها أن شاء الله ونحن في الختام نشركم الشكر الجزيل ونسأل الله لنا ولكم والتوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله .

Post: #134
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:47 AM
Parent: #1

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
بقرية الرماش ـ مديرية النيل اٍلأزرق
فبراير 1988م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أخواني أخواتي
أبنائي وبناتي
السلام عليكم ورحمة الله
أنا وزملائي شاكرون لكم هذا الاستقبال وهذه الروح الفتية القوية التي نرجو الله سبحانه وتعالي أن يزودنا ويزودكم بها لبناء الوطن جميعا . كما تعلمون انتم هنا في ظل الديمقراطية ليس هناك تحكم أو تحيز أو تفرط العمل مشترك ومتكامل ،والمجهود مشترك ومتكامل والحاكم يجد قوته وسنده من شعبه وكذلك الشعب يجد تأييده ودعمه من قيادته والاثنان يتكاملان في العطاء والأداء وكل من يقصر في واجبه يخسر البلاد ولذلك لابد أن نواصل مشوا رنا مع بعض بدعم منكم بلطف الله سبحانه وتعالي . الكيان الديني والسياسي الذي وقف وراء الدعوة الاستقلالية كيان تأسس من قديم الزمان عندما رفع الأمام المهدي دعوة إحياء الكتاب والسنة المقبورين، الأمام المهدي وجد في دعوته هذه السند والتأييد والدعم من أهل السودان أجمعين ولكن هناك أناس نالوا قصب السبق في هذا العمل وطبعا كما تعلمون الجماعة التي خلقها الأمام المهدي وضع على أول القائمة خليفة الصديق الخليفة عبد الله التعاشي . جاء الناس إلى الأٍمام المهدي كيف أن لديك أخوان وأعوان وأهل وتقدم شخصا غريبا عليهم قال لهم أن الدعوة التي نحن فيها لا دعوة حسب ولا نسب هي دعوة أناس يتسابقون بأعمالهم . الخليفة عبد الله نال مقامه هذا لأنه هو بعمله أستحق هذا المنصب هذا المكان هو مني وأنا منه على أساس استطاعت الدعوة أن تجمع أهل السودان على اختلاف قبائلهم وربطت ناس البحر وناس الغرب وناس الشرق وناس الجنوب ،ربطهم كلهم والرايات الثلاث هذه تدل على تجميع أقاليم السودان لكي يرى كل السودانيين الرايات مرايا يروا فيها وجههم وسحنتهم وعملهم. بعد أن انتهت المهدية كدولة ولكن الدعوة كانت في القلوب . لذلك مهما عمل الاستعمار لم يستطيع أن يقلعها من القلوب كل عام يقوم شخصا . يقوم عبد القادر ود حبوبة أو الفكي على الميراوي السيد حامد محمد حامد في سنجة كل واحد من هؤلاء من زمن لأخر يقوم ويكون منه دليل على أن الدعوة في القلوب وأن كانت الدولة قد زالت وبعد ذلك مجموعة من الرجال من أبناء الأمراء والخلفاء والمجاهدين والمهاجرين كل واحد عمر له منطقة واستطاع بتعميره لهذه المنطقة أن يحيي التراث من جديد . الأمام عبد الرحمن كان هو الشخص الذي قام بإعادة إشعال الشعلة ولكن ليس لوحده في كل منطقة من المناطق قام أبناء الشهداء والأمراء والخلفاء بإشعال السعلة كما تعلمون أن هذه المنطقة عدد من الناس كل شخص في مزيته وجهته بالنسبة لهذه المنطقة السيد يحي بن الخليفة كان هو الشخص الذي استطاع أن يشعل الشعلة ، فالشعلة التي أعادت الكيان من جديد الكيان سلامي الوطني الذي أعاد إحياء قضية الوطن من حديد هذه الشعلة أشعلها السيد يحي وطبعا في كل جهة من الجهات كان هناك واحد تصدى فجمع الناس بغية المقاتلين بقية الشهداء تجمع أسرهم وأهلهم وقبائلهم ومن جديد ولله الحمد البلاد قتلوا دبيبها واستطاعوا أن يقطعوا شجرها ويعمروها من جديد.
نحن نتكلم عن الماضي ليس لنقف فيه
ليس الفتى من يقول كان أبي
أن الفتى من يقول هاأنذا
ولذلك نحن عندما نتحدث عن الأباء لا نعني أننا نعتقد كما قال الرسول(ص) يا بني هاشم لا يأتيني الناس بالأفعال والأعمال والأمجاد وتأتوني بالأحساب والأنساب وهذا هو أساس التربية الإسلامية.
" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم"
وهذا هو الأساس وهذا هو الطريق والنهج وهذا الطريق الذي إذا سرنا فيه نعيد تعمير بلدنا . الأخ كدوان تكلم بالنيابة عنكم وذكر مطالب المنطقة وطبعا كما معروف المطالب مقدرة والأخ على عثمان يحي نائبكم هو المتعاون معنا في أننا نحقق هذه الأشياء جميعا المطالب الخاصة بالإقليم أن شاء الله سيتابعها الأخ فاروق إسماعيل حاكم الإقليم والأشياء التي تخص الوزارات المركزية والوزراء المركزيين الذين معنا أن شاء الله يتابعونها لتحقيق ما يمكن تحقيقه منها طبعا أهم شئ في كل هذا هو موضوع تعتقد أنه إذا أمكن تنفيذه ونحن ذاهبون في تنفيذه أن شاء الله يعيد الطاقة الإنتاجية الواسعة للمنطقة وطبعا كما تعلمون هذا هي الطريق الصحيح لتحقيق الرخاء هذا الطريق الصحيح هو زيادة الإنتاج وتكون زيادة الإنتاج عن طريق زيادة الطاقة الإنتاجية التي سيحققها تنفيذ مجمع الرماش هذا. هناك موضوع ذكر عن نادي الشباب والنساء عمل في الخير والبر والنشاط لأن اٍلإنسان أي وقت يقضيه في الفراغ عليه يضره ولذلك لابد أن يملأ وقت فراغه بالعمل المفيد المنتج . فيما يتعلق بالمسجد وتعمير المسجد وعموم تعمير المساجد نحن نود من كل ناس ف كل منطقة شاعرين بأنهم ليس لديهم مسجد أو مسجدهم يحتاج لعناية أو رعاية أو وصيانة لا مانع لكن المطلوب لجنة قومية لجنة من الناس كلهم مسئولة عن المسجد تقول لدينا كذا وعملنا كذا وكذا فأكملوا مجهودنا لأن العمل الخاص بالمساجد لا بد أن تكون خميرته الأساسية عمل شعبي محلي في قرية أو منطقة من المناطق . ولكن نحن مستعدون أن تعاون الشئون الدينية ومن أنفسنا لكي نستطيع أن نتعاون على أن تكون هذه المساجد عامرة وقادرة أن توفر المجال المناسب للمصلين وزيادة وعلى ذلك إرشاد ديني بواسطة أمامها لكي يستطيع الناس زيادة من شئون وأمور دينهم فيها أن شاء الله.
أنا أود أن أختم حديثي هذا بأن نشكركم الشكر الجزيل على حسن استقبالكم وعلى المعاني الطيبة الموجودة في شعرائكم وأعمالكم نحن أن شاء في هذه الحكومة حكومة الوحدة الوطنية نعمل كل المستطاع لتحقيق تطلعات أهل السودان ومدركين تماما أنه في الديمقراطية عندما يطوف عدد من الوزراء على أهلهم ف اٍلأقاليم إنما يطوفون فاتحي أعينهم لكي يسمعوا ويروا الكيفية التي يمكن أن يساعدوا بها لإزالة المضمار والمشاكل التي يعاني منها أهلنا لأنه في الديمقراطية العمل متكامل ما بين القيادة والقاعدة وليس هناك قيادة يحق لها أن تشعر بأنها متكبرة أو متفردة عن الناس لابد أن تكون بالناس لابد قوامة وبالناس سندها وفي الناس تأييدها أن شاء الله ونحن في الختام نشركم الشكر الجزيل ونسأل الله لنا ولكم والتوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله .

Post: #135
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:49 AM
Parent: #1

خطاب السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر
السابع عشر للنقابة العامة
لعمال مشروع الجزيرة د
بتاريخ 7فبراير 1988م


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أخواني وأخواتي
أبنائي وبناتي

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاكر ومقدر لدعوة النقابة العامة لعمال مشروع الجزيرة لإشارك في مؤتمرها السابع عشر شكرا جزيلا وأوجب بهذه المشاركة ومع أن الأخ فاروق قدمي لا تحدث حديث طويلا فسوف أوجز محاولا أن أقول أن شاء الله ما قل ودل. أنا سعيد جدا رغم الجراح التي أتحملها وزملائي من هنا وهناك جراح اللسان وجراح الفعل من بعض المارقين وأقول أنا سعيد جدا بالمناخ العام في الحياة الذي يسود السودان الآن فمهما بالغ الحزبيون المتعصبون قد انحسر التعصب الحزبي في الحياة السياسية السودانية العامة وصار المناخ حقا مناخا قومي مع اختلاف الأحزاب وتنافسها كذلك مع حرص كثير من القيادات الحزبية التي تريد تحريض الحركة النقابية لمواقف متشنجة مع حرصها على ذلك فأنا ألاحظ حقيقة أن الحركة النقابية السودانية قد تجاوزت تلك المراحل صارت تتعامل بموضوعية تقوم على أساس وعيها والقومي ومصالحها الفئوية هنالك مولد جديد في الحياة السودانية العامة هذا أمر لا ستطيع أن ينكره أحد حتى إذا اختلفت الأحزاب وتنافست فالقواعد الشعبية أقرب إلى التعاون والتفاهم والتضامن كذلك حتى إذا كثرت محاولات التحريض للحركة النقابية أن تخرج من طورها لتصبح وسائل للسلطة السياسية لبعض القوى فأن الوعي والنضج العمالي والنقابي عامة قد وصل مرحلة جديدة .
أنا سعيد جدا بهذه الروح الجديدة لأنها روح موضوعية فيها إذا حدث نقد فهو مقبول وإذا حدث تأييد فهو أيضا مقبول بل ساعة من تأييد اختياري خير من ستة عشر عاما من تأييد اضطراري . لقد كان لظروف التحزب الحزبي في الماضي أسباب ،كان في بعض الناس يدعون للاستقلال علاقة معينة مع مصر وناس يدعون الاتحاد وعلاقة معينة مع مصر وكانت العوامل تفرق أكبر كتلتين سياسيتين في السودان ثم كانت هنالك الأحزاب العقائدية منها اليمنى ومنها اليساري في الفترة الماضية هذا حدث نوع من الانصهار . السودانيون عموما في الوسط صاروا استقلاليين مؤمنون باستقلال السودان وينظمون علاقاتهم الخارجية مع جيرانها الأقرب فالأقرب والأخص وفألا خص بطريقة موضوعية تقوم على المصلحة المتبادلة هذه قضية حسمت ولذلك لم تعد ولا يمكن أن تصبح أساسا لتمزق أو تفرقة حزبية يمكن أن يختلف عليها الناس كان هذا أيضا نوع من التنافس التاريخي القائم على منطلقات دينية هذا التنافس بين الختمية و الأنصار وأيضا حدث فيه نوع من الانصهار وتوجه إسلامي عام يريد أ، يقيم الإسلام على أساس مقاصد الشريعة ومراعاة الزمان والمكان والعقائدية واليمينية امتصت كل ثمارها الداعية للتطبيق الإسلامي القوى السياسية الوسطى بما أمنت وأعلنت إلزامها الإسلام سارا في النهج الإسلامي أوضح يريد أن يقيم التطبيق الإسلامي على أساس الوعي بظروف العصر واجتهاداته كذلك الحركة اليسارية وما كانت نتفرد به من اهتمام معين بشعارات تقدمية اجتماعية وبعلاقات خارجية حيادية هذه المعاني أيضا امتص جوهرها الحركة السياسية الوسطى في البلاد لذلك نستطيع أن نقول تبلورت هذه الأفكار التي كانت تسبب في الماضي نوعا من التشنج والانقسام أدي كل لذلك إلى نمو في الوعي السياسي في الوسط العريض مما أدي إلى زوال الظروف الموضوعية لأي نوع من التشنج الحزبي ولذلك ن التشنج الحزبي قد مضى وانقضى ولم يعد منه إلا ما يريد به بعض القيادات التي لا تجد ما تقول من برامج للناس ولذلك هى مضطرة للاعتماد على نوع من العاطفة ولكنها قد فات زمنها ولا تسمن لا تغني من جوع الظروف الموضوعية الآن هى لا مجال للتعصب الحزبي قد انقضى هذا العهد موضوعيا كذلك لا مجال للنقابة العقائدية لأن هذا كان في الماضي له ظرفه الحركة السياسية الوطنية إما مهملة أو غير مدركة أو غير ملمة بظروف المجتمع الحديث والدور الأساسي للحركة النقابية في هذا قد زال زال وقد تثقفت الحركة السياسية الوسطى وأدركت الدور الحقيقي الفعلي والدور المطلوب للحركة النقابية لذلك لم يعد هذا مدخلا كما كان للعقائدية تريد أن تستغل الحركة النقابية لأغراض السلطة السياسية المناخ الآن إذن تغير فلا مجال لحزبية متعصبة ولا مجال لنقابة مستغلة وإنما الحزبية لها دورها وسأتحدث عن معالم ذلك الدور في إطار السودان الذي نحن نبنيه والحركة النقابية لها دورها وسأتحدث عن الدور أن شاء الله ولكن في كلا الحالتين الدور مبرأ من التشنج من التشدد من التعصب في استغلال بل منصب على الوعي بالمصالح القومية ودرك تلك المصالح القومية والوعي بالمصالح القومية الحقيقية ذلك فليتنافس المتنافسون لقد كان مشروعا جدا أن تقوم الحركة النقابية بدور سياسي صدامي في ظل الاستعمار الخارجي الأجنبي أو الاستعمار الداخلي الاستبدادي ففي الحالتين إذا كان من يحكم السودان في الخرطوم في القصر الجمهوري أجنبي الوجه بيده أو كان سودانيا ولكنه أجنبي التصرف بفعله ففي الحالين هما يفرضان استبداد ولذلك لابد أن يواجه هذا الاستبداد بالموجهات المختلفة وأسلوب المساواة وأسلوب الإحراج لذلك لم يكن غريبا أن يكون سلوك الحركة النقابية في الماضي سلوك مواجهات. ولكن الأمر الآن يختلف تماما الحكم يفخر بأن يسمي ويدعي ويتطلع لأن يكون خادما لا سيدا للشعب ومن هذا المنطق لا مجال أذن لتفكير في مواجهات أو احراجات بل كيف نعمل معا في سبيل المصلحة العامة هذا كله في تقديري هو الذي أدي لتغيير المناخ العام في الحياة العامة وهو تغيير أنا به سعيد وأرجو أن ندعمه لأن فيه مفتاح دعم الديمقراطية فالديمقراطية لا يمكن أن تقوم أو تستمر إذا كانت الأحزاب متشنجة أو متعصبة أو تعتبر المصلحة الحزبية فوق المصلحة الوطنية أن الفهم الصحيح للحزبية في ظل الديمقراطية هو أن الحزب وسيلة للتنافس الشريف الحزب وسيلة للمشاركة الشعبية الحزب وسيلة لتقديم خيارات تمثيل يسارا أو تمثيل يمينا للناخب السودان هذا كل ما في اٍلأمر لكل تفكير في الحزبية يزيد على هذه المعاني بما يجعل من الحركة عشائرية سياسية يضر السياسة السودانية ويقوض الديمقراطية ويخلق تمزق الوحدة الوطنية بنفس المنطلق كل نظرة للحركة النقابية بعيدة من تصور معين لدورها أي ذلك التصور يبعدها أن تكون مطية للسلطة السياسية لكل محاولة لاستغلال النقابية لتصبح سلما للتسلط السياسي إنما يؤذي النقابية أولا لأنه عندما تمارس النقابة دورا كحزب سياسي تستعدي الأحزاب السياسية الأخرى فتكون هموم تلك الأحزاب السياسية النيل من هذه النقابة أما إذا كانت النقابة تعلم وتدرك حقيقة لكل حزبه ولكن النقابة للجميع كل من أدرك ذلك وسار في دربه دعم الحركة النقابة لأنها حينئذ تنال أحترم الجميع وتقدير الجميع الأحزاب التي لا تطمئن إلى الأغلبية الشعبية لا بدأن تفكر كيف تختصر الطريق للسلطة هم يفكرون اختصار الطريق للسلطة عن طريق أما إجراءات تصيد مدينة أو تصيد عسكرية فيمثلا كتب منيف الرزاز وهو أحد مؤسسي حزب البعث كتب كتابا سماه التجربة المرة في هذا الكتاب قال نحن قمنا بتعبئة الأفكار البعثية ونشرها ولكننا وجدنا أننا إذا أردنا أن ننال السلطة لابد أن نستقطب قاعدة عسكرية لأن للتعبئة الشعبية فالأغلبية البرلمانية طريق طويل جدا اختصرنا الطريق وقمنا باستقطاب جماعة من العسكريين واستطلبناهم واستولوا على السلطة باسمنا ولكن كان أول إجراء لهم أن أبعدونا أبعدوا السلم الذي به صعدنا واعتبروا أنفسهم هم المسئولون مباشرة وهذا بالطبع ما يحدث دائما لأنه :
ومن يجعل الضرغام بازا لصيد
تصيده الضرغام فيما تصيدا
الأحزاب التي عندها شعبية كبيرة مفتوحة للسلطة ولكن ليس لها عندها الأغلبية الشعبية تحاول اختصار الطريق مدنيا عن طريق استغلال حركات نقابية وعسكريا عن طريق استغلال أيضا عناصر عسكريا وفي الحالتين هم يؤذون حركتهم كلها ولذلك نحن نقول حسنا فعلت الحركة النقابية السودانية أنها أعلنت برأيها أعلنت شفائها من هذه الأدواء ، نحن لا نقول لها أيدي الحكومة ولا أيدي أحزاب الحكومة بل نقول لها كوني ذاتك حرري نفسك من كل استغلال وتعالي فأنت شريكة معنا في كل القضايا والمسئوليات ـ كل منا إذا أردنا أن نحمي الديمقراطية ينبغي أن يلتزم سلوكا معينا الأحزاب ، النقابات ، الإدارة ، الشرطة القضاء ، القوات المسلحة ،كل منا ينبغي أن يراعى ضوابط خاصة ـ فإذا راعينا جميعا هذه الضوابط حفظنا الدولة الحديثة وحفظنا الديمقراطية ـ الدولة الحديثة التي تقوم الناس على أساس الكفاء وعلى أساس المسئولية وعلى أساس الإنسان المناسب في المكان المناسب هى الدولة التي تليق بنا يمكن أن نبني بها تقدمنا وهذا لا يكون ألا إذا راعى كل منا الضوابط والعوامل والاعتبارات فمثلا إذا سار الحزب بطريقة تقول أعين أوليا حزبي مهما كانت كفاءتهم خرب الجهاز الإداري إذا قام بتنفيذ هذا وبتخريب الجهاز ، الإداري أنها ركن أساسي من أركان الدولة الحديثة وإذا لم يراع القاضي استقلاله بل صار يستغل أفكاره السياسية فمثلا ما فعل السيد / بابكر عوض الله في مرحلة تاريخية معنية فأنه إذا يقوض بممارسته الخاطئة هذه إذ يقوض مبدأ أساسيا يتيح باستقلال القضاء بل صار استقلال فيما نعني حيدة القاضي فأن لم يكن القاضي محايدا أنها ركن استقلال القضاء بل صار استقلال القضاء وسيلة لتقويض الديمقراطية وللإساءة لحقوق الآخرين وهكذا كل منا ينبغي أن يراعي كل مننا يرعي بقيده ـ إذا عرفنا دي ـ يرعى الحزبي يرعى بقيده ، الإداري يرعى بقيده ، النقابي يرعى بقيده القاضي يرعى بقيده كلنا نرعى بقيدنا نحفظ القانون ونحفظ النظام ونؤيد وندعم الدولة الحديثة ده فقي إطار الدولة الحديثة ومراعاة الضوابط للديمقراطية في هذا اٍلإطار أود أن أتحدث بعض الشيء عن النقابة السودانية نحن نتطلع لحركة نقابية تعرف دورها والتزامها القومي وتمارس دورها والتزامها القومي هذا في الحماية للوحدة الوطنية والحماية لاستقلال السودان والحماية للديمقراطية ـ هذا واجب عليها في التزاماتها القومية ـ كذلك أن لها دورا دوليا لا في التعبئة لهذا أو ذاك في التكتلات النقابية ولكن في العمل على تأكيد أكبر قدر من التعاون العمالي الدولي لمصلحة الحركة العمالية ونحن نعتقد أن الحركة العمالية لها واجبنا النقابي المطلبي ولها أيضا واجبنا لتطوير المصالح العمالية في كل المجالات سكنية ، تعاونية ،استثمارية استهلاكية ،تعليم ،علاج كل هذه المجالات مشروعة الدولة والمؤسسات العامة ملتزمة بأن ترعى هذا رعاية بالغة لتحقيق النجاح فيه لأن المجتمع لا يمكن أن يبني فقط بمبادرات من الدولة وحدها نحن نريد مبادرة الجميع الدولة تقوم بمبادراتها وأعمالها ولكن الحركة النقابية الحركات النقابية كل واحد منها في ناحية ومن منطلقه يعمل للبناء هذا الأسلوب الصحيح والسليم وأنا سعيد جدا أن أرى هذه التلقائية التي أشاهدها الآن في البلاد في كل المجالات فمثلا عندما حس الشعب بالعدوان الذي أصاب البلاد في الكرمك و قيسان وغيرها من المواقع تحرك بشعور إنسان واحد هذا التحرك التلقائي هو الذي يشكل أكبر قوة معنوية لقواتنا المسلحة وللحركة ولكل مسئول لأنه حينئذ يشعر بأن الشعب كله يسير في خطى مؤكدة واضحة فنحن نقول هذا ونعتقد أن هذا المناخ الجديد هو الذي صار عالميا هو المناخ الذي صارت تتطلع إليه عالميات القوى السياسية الواعية، فمثلا نحن نجد في الغرب الرأسمالي مشاعر ووعي في اتجاه واحد واضح يؤكد ويبني ويدعم استقلالية الحركة العمالية والوعي بالتطور الاجتماعي وهذا معناه أنه لم تعد الرأسمالية تتحدث بلغة الأنانية وسيطرة رأس المال بل صار واضحا في ذهنها أن هناك مشاركة وأن هناك تكاملا في المسئولية والاجتماعية ينفس المنطلق لقد زرت الاتحاد السوفيتي والصين وهما مصدرا الشيوعية العالمية الآن وأستطيع أن أؤكد أنها في الحالتين تجاوزا النظرة القديمة هناك استعداد لتقبل أفكار جديدة في الديمقراطية وأفكار جديدة في الإدارة الذاتية وأفكار جديدة في الدور العمالي صحيح لم يبلغ ذلك للدرجة الكبيرة المتطلع إليها ولكن الفكر قد تغيرت الاسطوانة تغيرت لكن في بعض الناس لسه بيرضعوا الجرة ـ في ناس لسه بيرضعو الجرة نحن دايرين نقول لهؤلاء وأولئك حقيقة المسألة دي زمنها فات وغنايا مات ودخلنا في مرحلة وعى إنساني فيه حقا أعترف بالديمقراطية والحرية والذاتية والمشاركة والتنوع وما فيش واحد يعتقد قاعد في مكتب قال نفسه ماسك عصاته وهو يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب كل واحد يعتقد هذا غير عصري ومتجاوز الزمن كل مننا لازم يشعر أنه قاصر وجزء من كل يتكامل مع الآخرين في وفاق ده كله أنا بتكلم عنه لأنو عايزين أعتبره مدخلا للميثاق الاجتماعي الميثاق الاجتماعي هو أننا أحنا دايرين نقول إحنا في السودان عندنا إمكانيات محدودة هذه الإمكانيات ينبغي أن تكون مدركين أنها لنا جميعا كسودانيين عايزين نسخر الإمكانيات هذه للتنمية وعازين نحقق أيضا القدر الملائم للمعيشة لأنو هى التنمية قيمتها شنو إذا الناس لغاية ما تجيب نتيجتها يموتوا نعني في التنمية ذاتها ما ممكن نقول يا أخوانا تعالوا نضحي من أجل التنمية لأنو إذا مسينا معيشة الناس معناها لغاية التنمية تجيب ثمارها بيكونوا الناس ماتوا ولذلك هذه الواجبات للدولة للمخدمين للمستخدمين للعمال للمزارعين لكل أدوات وشرائح الإنتاج ما هو نصيبها في هذه الثروة السودانية الميثاق الاجتماعي وسيلة علشان نقول بها إحنا ضوابطنا كدولة هى كذا وكذا ونراعيها، ضوابط الحركة النقابية هى كذا وكذا ونراعيها والثروة القومية توزع على أساس كذا للتنمية و كذا للمعيشة وفي إطار ما للمعيشة يوزع بطريقة عادلة بين شرائح العاملين هذا هو الإطار العام والمطلوب من هذا إلا يأتينا جاهزا منتهيا مصمما مكتوبا منشورا وإنما يأتينا في شكل مشروع ندرسه في إطار مؤتمر وعن طريق ذلك المؤتمر نهتدي للاتفاق حول الميثاق الاجتماعي وبه تحدد الكيفية التي بها تتم التنمية في نفس الوقت تسير عملية المعيشة كصورة مرضية فنحقق بذلك حقيقة السلام الاجتماعي وهذا هو المطلوب والمقصود والذي نرجو أن تكون هذه الدورة التي ستنتهي إليها الانتخابات الحالية بالنسبة للحركة العمالية الدورة التي فيها نجلس معا لمناقشة وإجازة هذا الميثاق إلى أن يأتي هذا الميثاق هناك أشياء كثيرة إحنا ماشين فيها مثلا الكلام المتعلق بالخطة التنموية إحنا أنا قلت الآن بكرر إحنا ما عندنا صعوبة سكر أو بنزين ، صابون ، زيت ، عدس ما عندنا صعوبة في أننا نقول الناس عايزين كم استهلاك إحنا بننتج كم منه داخليا عايزين نستورد ما عندنا صعوبة في ذلك وكل الإجراءات اتخذت عشان العرض بالنسبة لهذه السلع الأساسية يكون موجودا داخليا وخارجيا المشكلة التي كنا ومازلنا وسنظل نعاني منها وما في لها حل فردي لابد أن تحلها الدولة والنقابات والمجالس المحلية بعد ماتنتخب وغيرها مشكلة التوزيع والمراقبة ونحنا بنعتقد هذا مربط الفرس صحيح كلنا عايز يبض التجار اللي هم يمارسوا عمليات السوق السوداء واللي هم قطاع طريق ممكن نحنا في هذا الآن نقول في ذممهم ما نشاء لأنهم بيعملوا أعمال كثيرة جدا كريهة ولكن هذا النوع من الناس لأنو هكذا صعب تقبضه لأنو فيه هذه الصفقات صعب بقبضه زمان خليفة المهدي لما أشار لهذا الموضوع قال أن هذا العمل عمل جن لابد لأنو مهما نعمل مش نحن هنا في السودان أيضا على صعيد العالم كله في ناس أقدر من الأجهزة وأقدر من الإدارات ت وأقدر من القوانين عشان ما يقدروا يعملوا فيها و لذلك إذا ما استطعنا أن نكون جبهة عريضة حكومية / شعبية ونقابية وكل هذه العوامل نسلطها على هذه الممارسات هذه الممارسات سوف تهزمنا ولذلك أنا أقول الخطة التنموية اللي إحنا قلنا الأخ وزير التجارة والتموين يضعها بالتفاهم مع حكام الأقاليم ماش يضعها ستحدد الكميات هذه وجاية كميات كبيرة المشكلة تبقى في النهاية هزيمتنا أو نجاحنا في قدرتنا على مسألة التوزيع ومسألة المراقبةـ فيما يتعلق بموضوع المدخلات إحنا في الحقيقة كان عندنا مشكلة في موضوع المدخلات الزراعية والصناعية وهذه جابت مشاكل كثيرة بالنسبة للصابون بالنسبة الإنتاج الزراعي يفسه بالنسبة للمبيدات بالنسبة للأسمدة ولكن ليه كان كده ـ كان كده لأنو نحن في الحقيقة لما أتينا جميعا السلطة كان السودان صنعته الصناديق العربية والصناديق الدولية صنعته صعلوك بلد لأنو ما عنده كلمة ولا عنده جدية ولا مسئولية صنفونا صعلوك ولذلك كانوا يتعاملوا مع السودان على أساس أنه صعلوك وفي الحقيقة كانت ممارسات السودان إلى حد كبير منطبق عليها هذه الصفة أتت الحكومة الانتقالية وكان مفروض الحكومة الانتقالية تأخذ وتعطي في الموضوع هذا ويتفق على الإطار الذي به السودان يضع أساس التعامل مع القوى الدولية ما أمكن ٍلأنو أساسا أدي إلى استقالة وزير المالية واختلافه مع زملائه الآخرين وهذا أوقف العملية والسودان صنف مجمد كان صعلوك وبقى مجمد فظلت الحالة أنو الصعلوك ظل مجمدا والمعاملة مع الصناديق الدولية والعلاقات الدولية ظلت غير موجودة نحن طبعا استأنفنا علاقاتنا مع كل جهة كانت تتعامل مع السودان أيا كان سودان وظلت العلاقات قائمة على أساس واضح مع الدول ثنائيا مع الصناديق العربية ومع الصناديق الدولية وهذا جعلنا نبدأ نخطط من أجل ذلك أقدر أقول أنو دي الوقت أتفقنا أن السنة القادمة المدخلات الزراعية والمدخلات الصناعية تأمنت لسنوات ثلاث متتالية بالنسبة للسودان ونعتقد هذا هو أهم ما تحقق قي هذا المجال نحن دي الوقت حتطلع أن شاء الله قبل أبريل خطة تقوم على أساس الإنقاذ للوطن وعايز أتكلم فيها لأنو الكلام فيها بيطول بس عايز انتهى أنو إحنا دي الوقت لما نقول إحنا عندنا مناخ جديد مناخ حزبي جديد حتى الأحزاب اللي ما معانا في الحكومة إحنا ما عندنا صعوبة دي الوقت نتكلم معاها ندعوها دعيناها لميثاق السودان وحندعوها للميثاق الاجتماعي وداعينها للمؤتمر القومي لمجلس التخطيط الاقتصادي وبنتعامل معاهم كلهم لا في تشنج ولا في عزل ولا في إكراه على أساس أنو قواعدهم حتجبرهم عشان يسيروا في هذه الخط اللي هو خط قومي وفاقي ف كل القضايا الأساسية عايز أقول إذا أنو إحنا بالنسبة لهذا المناخ عايزين نضع ميثاق السودان اللي هو وضعناه فعلا بشكل مرحلي وماشين نكمله عايزين نضع الميثاق الاجتماعي ونعتقد أنو الحركة العمالية الناضجة المبرأة من الظروف التي يتخلوا عن حقوقهم إحنا بنقول تعالوا شوفوا هى الحقوق دي حقت منو قسمتها كيفن إحنا يقول المسألة مش الدولة عندها المال ده ودايرة توزعه على الناس حسب قراراتها لا المال ده حقنا كلنا نشوف كيف يوزع على أساس عادل بيننا ده هو لأساس اللي نحنا عايزنه إحنا بنقول الحركة العمالية مطالبة بأن تتخلى عن حقوقها أو مطالبها إذا فعلت ده هى بتتخلى عنها قواعدها ولذلك نحنا ماعايزينها قيادات معزولة نحنا عايزنها حركة مسئولة عشان نشترك معا في بناء السودان لا يغشهم ولا يغشونا لا تظلمونا ولا تظلمون ده الأساس اللي يقوم عليه التعامل وأي إنسان بقدر بتفق مع الوزير بوزراء ما طريق زي ده الطريق إحنا هو إحنا بنجلس وكلام مفتوح وحنقول الحساب ولد أنت عندك وأنا عندي وإحنا عندنا ...
الخ وحقوق زيد وعبيد وعمرو تكون على أي أساس اللي نحنا عايزين يقوم عليه العقد الاجتماعي واللي بنعتقد أنه حركة نقابية ديمقراطية مستقلة مسئولة جادة يمكن أن تجلس معنا طرفا مسئولا لمناقشة والتوصل لأساس واتفاق فيه طبعا الحركة النقابية مطلبية زي ماقلنا هى عندها التزامات قومية في حاجات وحدة السودان استقلال السودان الديمقراطية في السودان دي أشياء حقتنا كلنا وكل واحد فينا حتى أن كان في عمل فني أو عمل جنسي لازم يكون مدرك أنو مسئوليته أن يساهم في هذا لأنو لوده يبقى ما في حقوقه كلها بتروح وأيه قيمة كل الكلام المكتوب في الورق إذا مافي ديمقراطية همه النهار ده الحركة النقابية عندما كذا وكذا وأيام نميري كذا وكذا أيام مايو عندها كذاو كذا كلام مكتوب لكن عمياء تكحل مجنونة تقول ليها عيونك سودة و حواجبك مقرونة لأنو في النهاية أنت بتبقى الخصم والحكم مافي سيادة للقانون ما في ممكن تكتب كلام وتخلي كلام الليل يمحوه النهار وما حاجة بتقدر تسير ولكن الآن في مصداقية عشان كدا بنقول أنه الحركة النقابية تنطلق من هذه المصداقية في حقوقها النقابية وفي التزامانها القومية اللي هى لازم تقوم بها لأنه زي ما قلنا إذا راحت الديمقراطية أو راح استقلال السودان أو راحت وحدة السودان إذن راحت أي واحدة من هذه المعاني بتبقى الحقوق المكتوبة في القوانين حبر على ورق ولذلك لابد أن نعطي مصداقية لهذه الحقائق عن طريق ما نحقق في المحافظة على المصالح القومية بعدين في المسألة بتاعت العمل الإٍخر العمل الصحي العمل اٍلإسكاني البنوك التعاونيات يعني إحنا دي الوقت بنشوف اليوم أنا طلب مني وكنت شاكر أن أفتتح المركز الصحي الجديد وأن أفتح الصيدلية الشعبية الجديدة وقادر أشوف كيف ده ممكن يساعد بالنسبة للناحية الدوائية وبالنسبة للناحية الصحية وكيف أنو القائمين بالعمل ده ذاتهم قائمين به كنوع من الإنجاز الشعبي الطوعي الاختياري اللي فيه هم فخورين يوروا شوف نحنا سوينا شوف نحنا سوينا شنو تعالوا ساعدونا في أننا نزيد من هذه القدرات دي الروح الواحد إذا ولع ليه شمعة واحدة أخير ليه من يقضي عمرو كله يلعن الظلام ولذلك نحنا لما نجي نشوف أنو أخوانا هنا ولعوا شمعتين زي ديل بنشوف أنهم أخير من يقضوا سنواتهم كلها يلعنون الظلام ويسئون من هنا وهناك لهذا أو ذاك من المواطنين إحنا بنعتقد أنه هذا نهج سليم وتوجه قويم المدخل للتعامل معا أن شاء الله يكون الأساس الواضح اللي بيضعه الميثاق الاجتماعي مناقشاتنا المهدئة للميثاق الاجتماعي سائرة بسلام ونرجو أن يتم اكتمالها في وقت مناسب لتقوم فعلا هذه الفكرة كركيزة أساسية للديمقراطية في السودان.
وأنا في ختام حديثي هذا أتمني للأخوة المؤتمرين في مؤتمرهم السابع عشر هذا النجاح التام والمساهمة الكبيرة في كل الانتخابات التي ستؤدي لاتحاد نقابات عمال السودان في شكله النهائي المنتخب ونعد بأن نعطي توصياتهم ودراساتهم الدور الهام مشاركة في هذه المسائل دي مسائل حقوق يمارسونها وهم معافون من كل استغلال بل منطلقون من وعيهم الأساسي ومصالحهم الحقيقية ونرجو أن يوفقهم الله لذلك.
السلام عليكم ورحمة الله.

Post: #136
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:50 AM
Parent: #1

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
بمناسبة العيد الذهبي لمؤتمر الخريجين
بتاريخ 11 فبراير 1988م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الوعي بالتاريخ وسيلة لبناء الحاضر والمستقبل وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك "والسلام على رسوله أوضح الثبات والحركة في مسيرة الإنسان نحن معشر الرسل أولات علات رسالتنا واحدة وأن تعددت الشرائع.

السيد/ الرئيس
أخواني وأخواتي ، أبنائي وبناتي

أشكركم على دعوتي لافتتاح هذه الندوة ،ولا أحب أن يقف دوري في شكلية الافتتاح فأنتم جيل أسس الصحوة الوطنية ويليق بنا أن نساهم معكم في بناء الفكر السياسي السوداني لذلك فسوف أساهم بأطروحة حول الحركة السياسية في السودان محاولا بها استجابة فكريه لاتقف على سطح الواقع بل تنبع منه لدعوة التوحيد المطلوبة في الحركة السياسية السودانية وسأتناول هذه الأطروحة بشكل مختصر في مقدمة وسبع نقاط ، قبل أن أدخل في المقدمة يأخي الرئيس ـ عمي الرئيس ـ أود أن أشكركم شكرا جزيلا على الكلمات الطيبة التي قلتها عني وعن أهلي جزاك الله عني خير الجزاء السودان القديم ممعن العراقة والأصالة وكل يوم يأتي بجديد يؤكد هذه الحقيقة ففي هذه الأيام هناك بعثة أثارية سويسرية رئيسها يدعى الأستاذ شارلي يوني ، أكتشف في حفريات كرمه كيف مدينة سودانية كانت موجودة قبل أكثر من ألف عام قبل السيد المسيح مما دعاه للتفكير الآن في تسمية هذه العلوم سودانولوجيا ( علوم سودانية ) وهذا جديد في سجل مستمر يؤكد أصالة وعراقة الدولة والحضارة في السودان هذا شأن اٍلأقدمين ،ولكن السودان الجديد صنعته أساسا ستة أطوار:ـ
الطور الأول ـ طور التأسيس 1885ـ1899م
الطور الثاني المقاومة العنيفة 1908ـ193338م
الطور الثالث ـالمقاومة السياسية 1938ـ1948م
الطور الرابع ـ الاستقلال 1948ـ 1964م
الطور الخامس ـ أكتوبر1964ـ 1985م
الطور الأخير الذي مازلنا نعيشه رجب 1985م
النقطة الأولى يا أخي الرئيس حول هذه الأٍطروحة هى أن أتحدث عن عطاء كل واحد من هذه الأطوار الستة.
عطاء الطور الأول المؤسس ..عطاؤه للسودان أنه وحده وحرره وشهره وخلق مسرحية لبطولات أبنائه ورشحه لموقف قيادي في إقليمه وعالمه ،كذلك صنع وعى السودان بذاته إسلاميا.. لعب هذا الطور دوره في صنع الركائز الخمس التي ـ لا مندوحه للبعث الإسلامي لغيرها وهى النقاط .
أولا: الدعوة للكتاب والسنة مبرأة من التفرقة المذهبية.
ثانيا: الدعوة لتطوير الأحكام ، على أساس لكل وقت ومقام حال ،ولكل زمان وأوان رجال .
ثالثا:ـ أدرج التصوف في الوعي الديني كله المحيط والشامل على أساس أن للتكاليف الدينية أغوار روحية لا تقوم إلا بها
رابعا:ـ التركيز على أن الوعي الديني لابد يصحبه توجه جهادي والخامس واٍٍلأخير هو أن الدين بالضرورة قيادة لابد من قيامها بواجبها .
هذه المساهمة هذا الدور الإسلامي في القرن الماضي كلها على اختلاف مدارسها وأنواعها.
الطور الثاني وعطاءه . هو طور المقاومة .وهو الطور الذي فيه مقاتلون مجاهدون ومناهضون أمثال المجاهد عبد القادر ود حبوبه وأمثال المناضل على عبد اللطيف هذان يمثلان صنفين من المقاومة بالعنف ،صنف هو في الواقع إمداد لأنفاس المهدية ،وصنف هو في الواقع امتداد للوعي واليقظة والوطنية المصرية ،عطاؤهم جميعا على اختلاف الموقعين والصنفين هو ترسيخ مفاهيم الرفض للاستعمار بوسائل مختلفة ومن منطلقات مختلفة.
طور المؤتمر..
هذا طور الانتقال من معارضة العنف وبأساليب مختلفة إلى المعارضة بأسلوب العصر الحديث والتعمير عنها وتنظيمها وتعبئتها ، والتعمير عن الصحوة الوطنية في السودان ،والعمل على التعبئة الحديثة وتنظيم العطاء الشعبي قاعديا فانتقالا إلى أعلى صنع ماعون لتوحيد القوى الاجتماعية الجديدة واختيار إستراتيجية لانفتاح هذا الماعون للقوى التقليدية الاجتماعية في السودان ،هذه في تقديري أهم معالم عطاء هذا الطور.
طور الاستقلال ..
هذا الطور طور فيه قام تكامل أساسي بين القيادة السياسية الجديدة التي نشأت من نشاط الخرجين والكيانات الدينية الأصلية الموجودة في المجتمع السوداني ، هذا اللقاح أثمر عملا سياسيا موحدا فيه وإنجاز الحركتين الاستقلالية والاتحادية.
ثانيا/ هذا الطور فيه نشأة الأحزاب السياسية والتي فيها هذا المزج بين القوى السياسية الجديدة التي صنعها مؤتمر الخريجين والكيانات الدينية السودانية، وتطورت الأحزاب السياسية باجتهاداتها المختلفة وفي هذا الطور استطاعت هذه الأحزاب أن تتجاوز بمنارة مقصودة أو غير مقصودة أن تتجاوز الفرقة وأن تحقق تكاملا فيه استطاعت الحركتان الاستقلالية والاتحادية أن تحقق عملا وطنيا واحد أثمر في النهاية الإجماع على استقلال السودان ،كذلك استطاعت هذه القوى وفي تلك لمرحلة تجاوز التآمر الانفصالي الذي كان موجودا بصنع الاتفاق على وحدة السودان ـ مؤتمر جوبا 1948م.
هذا الطور فيه تطلعات الجيل الجديد للتجديد والإصلاح وما رفع من شعارات بدل على هذا ( لا زعامة للقدامى) ، وفيما بعد الاستقلال ركز هذا الطور على الهوية الفكرية للسودان إلى أين ، كذلك في هذا الطور نشأت ثقة مجددة في عطاء السياسة السودانية بنفي التسلط الدكتاتوري وإثبات القدرات للإمكانات والمساهمات الشعبية ،ولكن من بين مشاكل ومخاطر هذا الطور هو أن النظام العسكري اٍلأول كان نظاما عسكريا مؤسسيا بمعنى أن قيادة القوات المسلحة كقيادة تولت المسئولية ، لذلك فالصراع السياسي أدي إلى شرج أساسي بين القوى السياسية المدنية وكيانها العسكري في القوات المسلحة ،هذا الموروث الذي خلق مرارة في العلاقة المدنية العسكرية في السودان صحبه صدام وتوتر بين اليسار والقوى السياسية الأخرى، وصحبه عجز ظهر في ممارسة الحركة السياسية الحزبية وصحبه تدخل أجنبي ،هذه الفرقة العسكرية والمدنية ،والصدام والتوتر اليساري والعثرات الحزبية والتدخل الأجنبي هذه كلها كونت خلطة أدت إلى ذلك التفجير الذي طلع بفجر كاذب في مايو 1969م ،مايو تصورت تطلعات معينة للشعب السوداني وحاولت فرضها من على وتأكد في نهاية المطاف أن مايو مع أنها كانت تحاول الاستجابة لتطلعات معينة للشعب السوداني وحالت فرضها ن على وتأكد في نهاية المطاف أن مايو تصورت أنها كانت تحاول الاستجابة لتطلعات شعبية في الإصلاح والتغيير والتجديد في واقع الحال حققت بأسلوبها وبقياداتها المتفردة في الخذلان أدت إلى نتائج عكسية تماما مما رفعت من شعارات رفعت شعار الديمقراطية وحققت حكم الفرد المطلق ،رفعت شعار الاشتراكية وحققت أسو نوع من الرأسمالية الطفيلية عاشه السودان أو عرفه السودان ، دعت إلى التحرر الخارجي وحققت تبعية خارجية للسودان لم يعرف مثلها في تاريخه الحديث سواء التبعية في الأول للمعسكر الشرقي أو التبعية في المرحلة الأخيرة للمسكر الغربي ،مايو إذا مدرسة فيما ينبغي اجتنابه حتى تستطيع الحركة السياسية السودانية من التخلص من هذه السلبيات طبعا الإحصاء والتقدير والتحليل النهائي ليس بالنوايا والرغبات ولكن بما تحقق فعلا .
رجب جاءت بمفاهيم جديدة فيها شجب حقيقي وعيا وممارسة للتهريج الفوقي واستنتاج عدم جدواه ،فيها أيضا تجاوز للشرخ المدني العسكري إلى حالة وفاق أكدتها رجب نفسها ثم استمرت حتى يومنا هذا فيما نشاهد من وفاق ومساندة وتناصر مدني عسكري في الحياة العامة السودانية وفي هذه المرحلة وطورها برزت القضايا المصرية والتحديات التي تحاول الآن القوى السياسية أن تصوغ وعيها بها في ميثاق السودان الذي هو وسيلة لتنسيق وتكامل وتوفيق الصحوات المختلفة المتضاربة المتنوعة في ظل السودان الواحد والمواطنة المعهودة و المفهومة والمشهودة لكي يمكن تحقيق التنمية في وفاق بين الدولة ومؤسساتها العامة والمخدمين وأعمالهم والعمل والنقابات والحركة النقابية كلها في إطار وثيقة وترتضي وتكون أساس لهذا الوفاق الاجتماعي ،ثم التنمية ثم العلاقة الخارجية السوية المبرأة من التبعية.
هذه قضايا هامة وهى صياغة مرحلة رجب بقضايا الوطن، لكن فيها لترات المؤتمر دورا هاما وقبل أن استعرض دور المؤتمر في معالجة هذه القضايا التي طرحها طور رجب أود ألاحظ بعض الملاحظات الهامة حول ما قام به المؤتمر في طوره.
أولى الملاحظات تتعلق بالانفتاح نحو الكيانات الدينية وهل كان هذا بعيدا غير صائب، ولابد أن ننظر لهذه المسائل نظرة موضوعية وتاريخية للاستفادة منها ولكي نبني عليها دروس حاضرنا من ماضينا.
أعتقد أن هذا الانفتاح كان ضرورة وإلا لا نحبس هذا الوعي وهذه الصحوة بعيدا من الواقع الاجتماعي السوداني، وأعتقد أن الكيانات الدينية نفسها حقيقة لعبت دورا مهما في أنها جنبت السودان الوقوع في العشائرية السياسية التي يعيش فيها ألان مثلا أسوأ مرات ومرات من مشاركة الكيانات الدينية .. كذلك فأن الانفتاح الذي حدث لم يكن انفتاح جامدا بل كان انفتاح قائم على درجة من التفاعل والأخذ والعطاء وفرض تطورا على الحركة السياسية بكل معالمها وأنواعها حول مفهوم التطور هذا.
النقطة الثانية التي أود أن أتحدث عنها هي الحزبية السودانية والتي كانت ثمرة للصحوة الوطنية التي حدثت ثم للتفاعل الوفاقي والانقسامي داخل المؤتمر قبل أن أتحدث عن الحزبية السودانية أود أن أتحدث عن الحزبية في البلاد اٍلأخرى لكي أقارنه، نجد مثلا أن في البلاد الأفريقية الحزبية كانت ولازالت عالة على العشائرية بصورة واضحة تماما حتى في أكثرها تقدمية، وإذا نظرنا للبلاد العربية المجاورة لنا وقانا بدور الحزبية فيها لوجدنا مثلا أنه في ليبيا كانت الحزبية مجرد لافتات سياسية لا تعني شيئا، وفي مصر كانت الحزبية لها دورها ولكن دورا مربوطا رباط وثيقا جدا بالسفارات الأجنبية ، الإقطاع وسيطرة وهيمنة البلاط المالك ولعل أكثر صورة تمثل هذا الانتكاس هو أنه في يناير 1950م عندما نال حزب الوفد الأغلبية الشعبية الكبرى وذهب الرئيس الراحل مصطفى النحاس لمقابلة الملك فاروق وخشى الملك فاروق له اللقاءـ الوطنية المصرية وقد كان في الشارع المصري واضحة تماما فقال له مصطفى النحاس ..أن طلبي أن أقبل يد مولاي.
الحزبية السياسية السودانية في تقديري متجاوزة بمراحل هذه الممارسات سواها الأفريقية التي لم تخرج عن ضوابط وحابى القبلية والعشائرية السياسية أو تلك التي شهدناها في البلاد العربية المجاورة مصر وليبيا ما ذكرت وأوضحت حول دورها.
أما الحزبية السودانية فهما قبل عنها من تصور ، وفيها ككل كائن سياسي واجتماعي سلبيات كثيرة ،استطاعت أن تحسم قضية المصير ،وأن تحمي قضية الوحدة الوطنية وأن تتكامل مع بعضها بعضا وأن تحقق شيئا مهما وهى القدرة على التطور ..في بداية المكان كان موقف الأحزاب السياسية في الغالب من الحركات الإقليمية وحركات التجمع الإقليمي أنها معها كحركات ينطلق من مظالم اجتماعية مختلفة لابد من استيعابها والاستجابة لها ، كذلك كانوا كثيرا ما يعتقدون أن كل نشاط أو تجربة نقابية إنما هي نحو اليسار ويدان على هذا توجه يساري، اليوم قد استطاعت أيضا الحركة الحزبية أن تتجاوز هذا وأن تتعامل تعاملا إيجابيا مع العطاء النقابي كذلك في علاقاتها مع الحركة الحزبية أو مع الكيانات الدينية لم تقف المسألة عند حد العلاقة التي نشأت منذ البداية مع السيدين وإنما تطورت تطورا مختلفا في المراحل المختلفة ،وأنا شخصيا قد درست الصلة ما بين الكيان الديني والحزب السياسي بالنسبة لحزب الأمة بصفة خاصة والحزب الاتحادي الديمقراطي وأعتقد أنها انتقلت من مراحل مختلفة إلى أن وصلت إلى درجة المشاركة التامة بينما كانت في البداية تقوم على نوع من التعبئة التي ليس فيها كثير من الحوار ،والمهم في هذا أن العلاقة مع الكيانات الدينية قد تطورت تطورا ملموسا عن الأعوام الماضية، المهم في هذا كله أن ما أفرزه مؤتمر الخريجين بعد ما حدث فيه من تطورات من حركة حزبية لعبت دورا في الوطنية السودانية وأستطيع أن أقول أن الحزبية السودانية يمكن وبكل المقاييس أن تقارن مقارنة لصالحها مع الحزبية العربية والحزبية الأفريقية.
النقطة الرابعة..
لقد صنع تراث المؤتمر والحركة السياسية السودانية صنع وخلق وترك السودان تراث لتوحيد سياسي لا يمكن أن يتجاوزه العمل السياسي السوداني، هذه المواقف التي خلقت هذا التراث هي..
1942 المذكرة، 1946 الوفد، 1948 مؤتمر جوبا، 1955الاجماع على الاستقلال،1964 ميثاق أكتوبر، 1985ميثاق رجب ..هذه الوثائق ,هذه المنابر هذه الوثائق تشكل في تقديري قواعد في الحركة السياسية السودانية وتراثها، هذا في تقديري
النقطة الثانية ..
الخريطة السياسية السودانية الحالية.
لقد استمعنا أمس في نداء من السيد إسماعيل عتباني يناشد الحركة السياسية السودانية أن تتحد ،وأنا أريد أن أترجم هذا النداء عبر تحليل الحركة السياسية السودانية القائمة حاليا ،وتحديد إمكانية توحيد النظرة بينها انطلاقا من واقيعها، فالنداء الوطني مطلوب ولكن لابد أن نقترب منه عن طريق الواقع السياسي الموجود ولذلك سأطوف بكن قليلا حول الخريطة السياسية والفكرية السودانية المعاصرة.
اليسار وهو موجود في الساحة السودانية ألان أنحسر شيئا ما لأن دخوله في تجربة مايو قد أفقده كثيرا من المصداقية ، وإعطاء حقيقة خلفية إخفاق بسبب ما أرتفع من شعارات في بداية مايو وما في عكسها في واقع العطاء والأداء عبر مايو تحقق .ولكن بالإضافة إلى هذا المعني السلبي هنالك معان إيجابية أدت إلى تغيير مطلقات اليسار، فكان أو هذه الحقائق هي..
المراجعات التي طرأت على الفكر الماركسي من مصادره الحقيقية سواء كانت هذه المصادر في موسكو أو في بكين فقد تغير تحليل ومفاهيم هذه المصادرة الفكرية،ولعل أهم سبب هوأن اليسار ألان لا يعتمد على طبقة في تقديره سائرة وإنما يعتمد تأييده إلى حد كبير على فئات يمكن أن تسمى طبقات وسطى من المهنيين الذين هم ألان في نقاباتهم أكثر ميلا لليسار.. الإخفاق في التجربة المايوية .
ثانياـ التغيير في مصادر الفكر الماركسي
ثالثا نوعية السند السياسي هي في الواقع سبب مباشر للدور الذي يمكن أن تصنفه اليوم للقوى اليسارية، اليمين وعلى أساس أنه دخل في تجربة فاشلة مع النظام المايوي مما جعل الموكب الرجبي ينخطاه دخل في السياسة ما بعد رجب في راديكالية واضحة جدا ربما تعوض ذلك التخلف ولكن هذه الراديكالية صارت إلى حد كبير سببا في استقطاب الفكر السياسي في الحلقة أو الحركة السياسية السودانية المعاصرة. ولكن أنا شخصيا أعتقد على الإسلام لن تجد بديلا حقيقيا لمفاهيم الصحوة اٍلإسلامية التي من أنطلق من التزام سياسي ولكنه التزام نعي العصر ويعي حقوق الآخرين في ظل المواطنة، كل من أنطلق من هذه المفاهيم التزام إسلامي ،وعي بالعصر،وبالواقع الاجتماعي سوف يصل لمفاهيم الصحوة الإسلامية ،كذلك لا سبيل لإحياءـ أي صورة من الصور ـ لمفاهيم تجربة سودانية إسلامية منطلقة من التجربة المايوية هذا حرث في البحر ومستحيل تماما، وكل نظرة ثاقبة تتجاوز الاستقطاب السياسي وتنفذ إلى الحقائق تجد ألا سبيل إلى أي نوع من العمل الإسلامي في السودان منطلقا من التجربة المسماة إسلامية المايوية.
هنالك ثالثا الراديكالية العرقية ..وهى التي ينادي بشعاراتها جون قرنق،هذه الراديكالية العرقية كان لها دور في إطار تخلف الفكر السياسي السوداني وفي ظل وجود نظام استبدادي في السودان يرفض الإصغاء للرأي الأخر ولكن سرعان ما سقط هذان العاملان أنحصر وانكمش دور هذه الراديكالية العرقية إلى التبعية الأجنبية والعنف (نعني هم سموا أنفسهم 
 المعنى السياسي:ـ


بعد المرحلة الأخيرة اختفى الجانب السياسي تماما، وصار الموضوع هن عنف مسلح معتمد على الخارج ، هذه خلاصة الراديكالية العرقية الموجودة حاليا، مسلح معتمد على عوامل مصادر أجنبية. وواضح أنه لا مستقبل لهذا الفهم أو هذا التيار لأن القوى التي تريد أن يستقطبها حقيقة قوى إلى حد كبير مختلفة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ولا تملك إلا أن تموت وهذا معناه أن تعريضها لمزيد من الامتحانات لاسيما وضرورة لذلك هو حماقة تاريخية كبرى .
كذلك أتضح أن القوى المستهدفة ، الكيان الإسلامي العربي المستهدف بهذه التعبئة كيان يزيده هذا التحدي قوة ولذلك ما أحمق هذا التيار الذي صنف نفسه عنفا مسلحا معتمدا على الخارج إلا أنه أنحصر وأنحسر هذا الدور وعطاؤه السياسي لا يزيد إلا أن يثني الجماعة التي يخاطبها ويحاول استقطابها ويزيد من مقاومة ومعارضة وشدة حماسة القوى التي يريد أن يستهدفها هذه حماقة تاريخية كبيرة أعتقد أنها أيضا سوف تصاب بصحوة وشيكة يتجاوزها هذا الزمان بالإضافة إذا لهذه التيارات الأساسية هناك الوسط الفكري والسياسي، أعتقد أن الوسط الفكري والسياسي قد استطاع عبر التجربة السودانية الفكرية والسياسية أن نحقق الأتي :ـ
أن يستمد كثيرا من اليسار
أن يستمد الإحساس والوعي بدور القوى الاجتماعية الحديثة
أن يستمد التعامل بانفتاح مع الفكر الاشتراكي العالمي.
أن يستمد التعامل بانفتاح مع القوى الدولية، لأن كثيرا من نظرات القوى السياسية السودانية قبل ذلك كانت محصورة ومحسورة بعيدة من الانفتاح على الفكر الاشتراكي عالميا وعلى الدور الذي يقوم به الوجود الدولي الاشتراكي، كذلك هذا الوسط الفكري والسياسي امتص وأوضح في معناه من التعبئة الراديكالية اليمينية التأصيل الإسلامي كضرورة من ضرورات التطبيق السياسي المعاصر ومن الراديكالية العرقية التوفيق المطلوب بين الصحوات المختلفة وكلنا يعلم وهذا حقيقة ن الكيان السوداني كيان في الغالب إسلامي عربي، ولكن هنالك فيه وجود لا إسلامي ولا عربي فكيف يكون التعامل معه في الماضي كان هذا الموضوع متروكا على أساس أن تقوم بالمسلمات ولا تشير لها الجوانب مثلما جاء في نشيد المؤتمر.
أمة أصلها للعرب ـ دينها خير دين يحب
والمطلوب ألان هو الوعي بوجود آخر لابد من إيجاد دور له في الخريطة الفكرية والسياسية السودانية كذلك ورث هذا الوسط الفكري والسياسي التراث التوحيد الذي أشرنا إليه والذي تحدثنا عن نقاطه السبع .
النقطة الخامسة ..في تقديري أهم تطلعات شعبنا ألا يمكن إيجازها في أربع نقاط
1) معادلة واعية وصحيحة لقضايا العصر والأصل.
2) الديمقراطية كقيمة وكنظام.
3) التنمية وأهداف التنمية الاجتماعية العادلة والمتوازنة.
4) التعبير الأكيد عن السيادة الوطنية بلا تبعية وبتوازن معلوم ف انتماءاتنا المعلومة الإسلامية والعربية والأفريقية.
هذه في تقديري أهم تطلعات شعبنا فعلا المحتاجة منا فكريا وسياسيا لعطاء.
أقول ..اليسار بكل قنواته لا يستطيع أن يحقق من متطلبات اليسار هذه التطلعات أو شيئا من هذه التطلعات أو شيئا قريبا منها لأسباب.
ـ ضيق القاعدة التي ينطلق منها .
ـ يدخل حتما في صراع دولي لأنه ينطلق من انحياز دولي معلوم
ثالثا: يشكل رد فعل فكري أساسي بالنسبة للقوى الفكرية اٍلأخرى لذلك لا يستطيع لا العمل الفوقي الانقلابي وأظنه قد جرب هذا ولدغ منه لدغة لا أعتقد أنه يريد يجربها مرة أخرى ولكن هذا قائم ، قائم حقا أن يفكر بعض المتحمسين اليساريين القفز فوق الواقع وأحداث التغيير على أساس فوقي ولكن حقيقة لا يرجى من هذا إلا مزيدا من النتائج العكسية التي وصفناها في عطاء وأداء مايو السودان وطن تم فيه أفضل ما فيه من إسلامه واستعرابه على أساس اختياري وقاعدي ولا احسب أن أية صورة من التغيير أو التبديل أو التصوير يمكن أن تنفع السودان إذا حاول من يحاول فرضها من فوق .هذا ينطبق أيضا على خارجي أكيد، ولذلك فإذا فكر في العمل الفوقي ستكون النتائج أيضا عكسية تماما مثلما شهدنا في تجربة مايو المسماة إسلامية.
أما الراديكالية العرقية فالحقيقة أنها كما قلنا تقوم على قاعدة عشائرية سياسية وهى على افتراض أنها تقدمت خطوات ستؤدي إلى رد فعل قوي داخلي وخارجي هناك احتمالات القفز فوق الواقع عن طريق العسكرتاية وهناك تجاربنا مع العسكرتارية، التجربة 58ـ 64
وكانت في النهاية وهى تجربة قائمة على استيلاء السلطة من منطلق مؤسسي وأدت ما أدت إليه من نتائج معلومة ،ولكن حتى في الظروف الأفضل الناصرية والبعثية إذا نظرنا لوجدنا كيف أن التجربة لا يمكن أن نصنفها بأي مقياس ناجح ودونا في هذا كثيرا من المذكرات، لا مذكرات اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية المصري الأول ولكن البغدادي وغيره من الذين كتبوا وكيف أن ما آل في هذه التجربة ،وأما التجربة البعثية فخير تلخيص لما أتت به من القفزة فوق الواقع كتاب منيف الرذاذ ( التجربة المرة).
أود أن أخلص من هذا أن العسكرتارية ليست سبيلا للقفز الناجح فوق الواقع الليبرالية، لا أعتقد أن الليبرالية المعزولة من التجربة الواقع ومن التوازن المطلوب يمكن أن تنجح ،وإذا حصرنا نفسنا فيها لوجدنا نفسنا نكرر إخفاق التجربة التي سبقت مايو .
إذا أود أن أبلغ النقطة السابقة والأخيرة لا تحدث عن المخرج من إطار الواقع المشاهد أقول..
السودان مستهدف، مستهدف لإمكاناته غير المحدودة ،ومستهدف لأنه منبر لتجربة الإسلام في العصر ومستهدف لأنه ماعون تفاعل إيجابي عربي أفريقي، بذلك يشكل دورا واصلا في قارة يريد الطامعون فيها أن تفصل وتمزق . وهو أعد لعراقته وإمكاناته ولأننا إذا قاناه هو والثمان دول التي تحيط به ، أي التسع دول لوجدنا أنه أكثر قدرة على التعامل مع المجتمع تماسكا، وللاثنين اللتين أكثر تماسكا منه هو حتى ألان أكثر قدرة على التعامل مع المجتمع المفتوح. هناك في السودان أيضا تراث المؤتمر وجدلية التوحد والتنوع، وهناك إذا حتمية الاجتهاد عن طريق وعيه وديمقراطيته ودوره في مخاطبة القوى الديمقراطية والقوى الحديثة وقدرته في التفاعل الدولي المعاق،نعني لا يستطيع الوسط أن يقول ( سقطت الرايات الأخرى ونحن أصحاب الشأن، إذا لبسنا الدلقان نحن أولاد السلطان) هذا المفهوم غير موجود ولا سبيل إليه، ولابد أن يجتهد اجتهادا بالغا لاحتلال الوسط، هذه المساحة إذا الوسط ليست وراثة، الوسط وظيفة يحتلها من يحتلها إذا استطاع أن يسمو لمستوى التحديد يرث هذه المورثات الإيجابية يمكنه أن يعطي السودان المفتاح الذي يعي هذا الدور وهذه الوظيفة وأن تطوره. فالممكن أن يقبل الوسط التحدي، وان يفهمه فينجح أو أن يخفق، فإذا أخفق الوسط هذا يفتح المجال لكل المغامرات المتطرفة أو لعله يفتح الطريق لبعض قوى التطرف الحالية ولكن الخطأ أنه أمام اخفاقات الوسط يتقدم المغامرون ويفكرون في نوع من التحالف على أساس ذلك التحالف المقيت بين الأعمى المتين الجسم والمبصر الكسيح، هذا التحالف المقيت الذي يمكن أن يفكر بعض الناس فقرا فوق الواقع فيجرون للسودان الضرر البالغ والتمزق الحتمي، لذلك وفي نوع من الإجابة للنداء الذي وجهه السيد: إسماعيل العتباني أقول المطلوب..أن يستجيب الوسط لقدره وأن يتحرك اليمين ي اتجاه موضوعي متخلصا من عقابيل التجربة في أخريات مايو، واليسار كذلك استفاد من تجاربه أكثر اعتدالا والراديكالية العرقية في اتجاه ميثاق السودان، والوعي بدور سياسي في تحقيق هذه المعاني إذا حدث هذا، لحدث تراكم إرادي في الوسط يمكن أن يحقق في ظل الديمقراطية إنقاذ الوطن وبناء الوطن والسلام عليكم ورحمة الله..

Post: #137
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:51 AM
Parent: #1

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
في ندوة التعليم الإسلامي
بالمركز الإسلامي الأفريقي
بتاريخ 29 فبراير 1988

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أوجب الاستزادة من العلم
والصلاة والسلام على رسوله حث على طب العلم من المهد إلى اللحد
الأخ الرئيس
أخواني وأخواتي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنني أود مرة أخرى أن أكرر اهتمامنا بنشاط المركز الإسلامي الأفريقي اهتمام يعود ليكون هذا المركز يشكل مركز إشعاع في مجتمعنا قارتنا كذلك هو مجال تعاون دولي بين عدد من أشقائنا وكما هو في المجالات العلمية فحبذا أن تزيد هذه الممارسات التعاونية الموفقة لتستقطب مزيدا من التعاون المثمر المفيد هذه الندوة التي دعيت شاكرا لافتتاحها الموفقة هامة لأنها تتعلق بالتلبية لواجب أساسي.
"أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة "
كذلك فهي تتعلق بالتعليم الإسلامي في أفريقيا القارة التي يشكل الإسلام فيها أكبر نسبة دين منه في أية قارة أخرى .وفي ظروف يلعب التعليم دورا هاما في التنافس بين العقائد وفي الدعوة للدين والهداية والإرشاد ولاشك أن دراسة مشاكل التعليم الإسلامي في أفريقيا أمر هام لمعرفة المشاكل التي تعترضه وتحديد وسائل علاج تلك المشاكل هذه هي المقدمة التي أوضحت فيها أسباب الاهتمام بأنشطة المركز الإسلامي الأفريقي وبموضوع هذه الندوة ومساهمة مني في الآراء المختلفة التي سوف يخوض فيها المؤتمرون أود أن اطرح النقاط الآتية:ـ
1/ أن الالتزام بالعقيدة والمبدأ لا يعنى مبدأ ظلم الآخرين والمساواة لا تكون أبدا الإفزاع فبعض الناس يرون انه لا سبيل للوحدة الوطنية ولا للتعايش بين الأديان إلا بالتسليم بمقولات علمانية تفزع الالتزام تساوي الناس المساواة السالبة .والحقيقة أن الالتزام الإسلامي التزام يعلو فوق هذه الاعتبارات ولا سبيل أبدا للحديث عن المساواة السلبية هذه . المساواة تكون بالأسلوب والنظرة الإيجابية فنحن في هذه ننطلق من قوله تعالى "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وقال أنني من المسلمين " صدق الله العظيم
والتزامنا الإسلامي هذا لا يعني ظلم الآخرين بل كجزء من التزامنا هذا نحترم الآخرين وحقوقهم الدينية والإنسانية ولذلك فلا سبيل إلى حديث عن مساواة تقوم على الإفزاع ،والمساواة التي تنطلق من الاعتراف بالالتزام والتعايش السلمي والحقوق هو الذي ننشده ونحن أن نحققه والتمايز والتنافس لا أبدا لعداء فالملل تستطيع أن تتعايش من منطلق إيجابي دون أن يؤدي ذلك عبر التنافس إلى العداوة وهذا أيضا من المعاني التي أجبها الله سبحانه وتعالي " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرهم تقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين " صدق الله العظيم
من هذين المنطلقين نحن مطالبون بتطوير معارفنا الإسلامية ووعينا الإسلامي وممارستنا الإسلامية دون أن يكون في هذا سببا للتفرقة مع الآخرين بل في إطار يحقق للآخرين أيضا ذواتهم وتطلعاتهم في إطار نظام عام متفق عليه أود أن أذكر شيئا حول موضوع هذه الندوة من تجربتنا في السودان وفي عهد الاستعمار احتكر التعليم في جزء هام من السودان سمى مناطق مقفولة لدعوات المبشرين والتبشير وهذا ضمن أسباب أخرى أدي إلى مشاكل عديدة نشأت في المجتمع السوداني ونحن الآن نتحدث عن التعليم الديني في السودان ونهجنا الحالي يقدم الأساس الأتي :ـ
أن التعليم القاعدي ينبغي أن ينفتح فيه الدور الإسلامي بصورة واضحة حتى لا تقوم وحتى لا تشعر أي مجموعة من أبنائنا وبناتنا أن قضية الثقافة والتربية الدينية قضية هامشية لذلك فتعلمينا الأكاديمي هو الفتى وغيره القاعدي نحب تطويره على أساس يهتم بالتربية الدينية وبالوعي الديني على أساس واضح نحن الآن بصدد معهد سوف نقيمه في الجزيرة أبا نريد أن يتخذ شكلا نمطيا بحيث يوفر ثقافة تقنية واضحة مرتبطة بثقافة إسلامية دينية واضحة لتكون النتيجة معرفة واستطاعة للتعامل مع ظروف الدنيا والدين وفي التعليم العالي ولتوحيد التعليم العالي التخصصي الديني ليساهم في خطة الموارد البشرية من حيث الموارد البشرية المطلوب توفيرها للتنمية والمطلوب توفيرها لبث الوعي والثقافة وهذا طبعا لا يعني في كل جزئية من جزئياته إننا نحصر اهتمامنا على التعليم الديني الإسلامي بل أيضا بالنسبة لغير المسلمين يريد الاهتمام بتعليمهم الديني وفق ثقافتهم الدينية مبرأة من أي عوامل أخرى ربما تؤدي إلى فتنة دينية.
والسلام عليكم ورحمة الله

خطاب السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي حول
الأبعاد الإنسانية للتنمية في أفريقيا
بتاريخ / 5/ مارس 1988م

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الرئيس
السيد/ الأستاذ/ أديبايو أد يد يدجي
مساعد الأمين العام لمنظمة الأم المتحدة
السيد أيدي عمرو
السكرتير العام لمنظمة الوحدة الأفريقية
السادة الوزراء ووفود الدول الأفريقية الشقيقة
السيد / مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية
السيد/ المستشار الخاص لسكرتير عام منظمة الأمم المتحدة
السيد/ مدير مكتب الأمم المتحدة بفينا
السادة ممثلي وكالات الأمم المتحدة
السادة السفراء
أيها الأصدقاء والأشقاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنني أرحب بكم ترحيبا حارا باسم شعب السودان وحكومته في الخرطوم مقرن النيليين ومولد النيل العظيم ومشهد أكبر منازلة ضد الاستعمار في القرن الماضي خاضها شعبنا وخط درسا لكفاح الشعوب على مدى الأجيال ومولد الاستقلال الحديث في حركة التفاف سياسي تجمعت حوله القوى السياسية السودانية ومولد ثورتين عظيمتين حررتا إدارة الشعب السوداني في عام 65 أكتوبر وفي عام 85 أبريل ،واليوم الخرطوم مشهد محاولة لمواجهة التنمية في ظل الحريات الأساسية تنمية يرشدها التوازن في ظل ميثاق السودان ،والعدل الاجتماعي في ظل الميثاق الاجتماعي . أرحب بكم وبمؤتمركم راجيا له العمل المسئول الجاد المعهود والنتائج الإيجابية وسوف
أحدثكم مساهمة منا في الحوار الجاد غبر خمسة أقسام ،قسم هو مقدمة وقسم يتناول الوعي الإنساني الجديد بالأبعاد الإنسانية والاجتماعية وقسم يتناول الويلات ذات الأثر المباشر في أفريقيا على موضوعنا في هذا المؤتمر وقسم يتناول أسس الميثاق الذي نقترحه وقسم أخير يعلق على التجربة السودانية.الإنسان الأفريقي أيها الأخ الرئيس قد نال أكبر قسط من الإهانة وسوء التقدير لنفسه وتراثه في التاريخ ابتداء من الرق من الاستخفاف بدوره في حضارة الإنسان والاستغلال الاستعماري والفصل العنصري الذي عاناه ومازال يعاني قسطا كبيرا منه في جنوب القارة بحيث صار الإنسان الأفريقي مستحقا رد الاعتبار لصورته الإنسانية ولكرامته .منذ السينات استقلت أفريقيا إلا قليلا ،ولكن هذا الاستقلال لم يأتي بشكل الخير الموعود فما زال صورة الإنسان الأفريقي مشوهة وقامت في أوطاننا تجاربا واجهتها ظروف عالمية فيها نظام عالمي اقتصادي ونقدي تجاري جائر ، كذلك واصلت بعض النظم الحاكمة في أوطاننا أساليب في القهر و إهانة الإنسان أسوأ من أساليب الاستعمار والذل ،وذل سواء كانت اليد التي تمارسه بيضاء أو سوداء .منذ السبعينات تضافرت مجموعة من العوامل لتخلق أزمة حقيقية في أفريقيا تلك الأزمة التي أحاط بأسبابها وأقترح حلولها البرنامج الأفريقي وقررت برنامج الأمم المتحدة العمومية لهيئة الأمم المتحدة فدرست البرنامج الأفريقي وقررت برنامج الأمم المتحدة للإنعاش الاقتصادي ,التنمية  في أفريقيا 1986ـ1990، ثم جاءت هذه المبادرة ليعقد هذا المؤتمر الحالي للاهتمام بالبعد الإنساني للتنمية والاتفاق على موقف أفريقي موحد منه. هنالك يا أخ الرئيس أبعاد خارجية ذات مساس مباشر بموضوعنا هذا هي ضرورة إزالة التشويهات عن صورة الإنسان الأفريقي ودوره في حضارة الإنسان وإزالة الظلم والسياسيات والمؤسسات الدولية التي تكرس الظلم وتحافظ على امتيازات الأقوياء والأغنياء ...وهناك أبعاد داخلية في أوطاننا ذات مساس مباشر بموضوعنا تطالبنا بدرجة أعلى من توفير حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ، وتطالبنا بإزالة السياسيات الصفوية التي تكرس الامتياز لفئات معينة .أننا بهذا الاجتماع لا نعني أننا حققنا ما نصبوا إليه من نجاح في التنمية ونريد من نجاح في التنمية ونريد علاج أعراضها السلبية على الإنسان فالتنمية في أفريقيا ما زالت تعاني مشاكل عديدة ولكن لزيادة فاعليتها وتحقيق ينبغي أن نهتم بالأبعاد الإنسانية التي سوف يدرسها ويحددها هذا المؤتمر الآن سأتحدث عن النقاط الأربع التي أشرت إلها في البداية :
النقطة الأولى :ـ
لقد تحققت التنمية في أوروبا بشقيها الغربي والشرقي مع درجة عالية من الاستبداد السياسي والغلظة الإنسانية فركزت السياسيات على عوامل تراكم رأس المال واستثماره سواء كان المستثمر الفرد أو الدولة ،مما جعل كثيرين يعتقدون أن هذا النمط ضروري للتنمية ولكن في الغرب ثم في الشرق نما وعي بالتكاليف الإنسانية وإحساس بضرورة تجنبها . هذا الوعي صوره الفكر المستنير في الغرب ثم في الشرق وأنعكس على بعض المؤسسات الدولية لاسيما المنظمات المتخصصة للأمم المتحدة مثل  وغيرها . أننا في أفريقيا مطالبون بالاهتمام بهذا الجانب الإنساني الاجتماعي انطلاقا من وعينا بحاجة الإنسان الإفريقي للكرامة ورد الاعتبار ،وانطلاقا من وعينا بالتيار الإنساني والاجتماعي الإيجابي الذي يسود عالم اليوم.حرصا على التوازن الذي يحافظ على السلام الاجتماعي والاستقرار في الأوطان الإفريقية ـ و الاستقرار شرط على حال من شروط التنمية . هناك أربعة ويلات تزيد من تعاسة الإنسان الأفريقي وينبغي أن نتحد في وعينا بها ونعمل معا على حلها واستقطاب الدعم العالمي لتحقيق ذلك . المسألة الأولى : العنف داخل أوطاننا وفيما بينها ،لابد لأفريقيا من الاهتمام جماعيا بقضايا العدل والسلام فيها لتحل المشاكل الداخلية على أساس الحوار السلمي داخل السيادة الواحدة . والتوازن العادل ،ولتحل المشاكل الثنائية بين الدول على أساس التفاوض وحسن الجوار المسألة الثانية : مسألة اللاجئين الذين تدفقوا عبر الحدود الأفريقية بأعداد كبيرة اللاجئين بالمفهوم السياسي ينبغي أن تتخذ نحوهم سياسة أفريقية تعاليم مشاكلهم المعيشية والإنسانية إلى حين علاج المشاكل السياسية التي أدت إلى طردهم أما اللاجئون بحثا عن الطعام فهذه الظاهرة ينبغي أن نقضي عليها تماما محافظة على كرامتهم ومنعا للسلبيات العديدة التي تفرزها هذه المرحلة الإجبارية .الطعام والدواء ينبغي ينقل لهم وتتضافر الجهود الوطنية والثنائية والأفريقية والعالمية لتحقيق ذلك ولتوفير الأمان لتوصيل الطعام فوق كل اعتبار.كذلك ونحن نوفر حاجة اللاجئين الحقيقيين والإنسانية والمعيشية علينا نجعل حظ الآجيئ أوفر من حظ العائد بتطوير برامج العودة للأوطان وجعلها مغرية للعائدين. المسألة الثالثة : مسألة الدين الخارجي أنعقد له مؤتمر قمة أفريقي استثنائي إن التركيز على المسئولية الدولية عن هذا الدين أمر مطلوب لعلاج الأمر بصورة تحقق استثناء للبلاد الأكثر فقرا وتحقق تخفيفا لعبئ الدين دون أن تؤدي ذلك لأضرار اقتصادية عالمية. المهم أن يكون واضحا أننا نعطي أولوية لمعيشة شعوبنا وبرامجها التنموية وأن هذا في النهاية يحقق مصلحة حتى للدائنين أنفسهم . المسألة الرابعة :هي مسألة الجفاف والتصحر التي لا يمكن أن تدرس أو تعالج قطريا والتي سببت أضرار بالغة للإنسان الأفريقي وزعزعته فأوجبت خطة أفريقية حازمة لدراسة وعلاج الظاهرة واحتواء آثارها السلبية واستقطاب المجهود الأفريقي والدولي لدراسة وعلاج الظاهرة واحتواء آثارها السلبية في أوطاننا. أننا أيها الأخ الرئيس إذ نهتم بالأبعاد الإنسانية للتنمية نقول أن هذا التفكير لا ينبع من تردد في الالتزام بالتنمية على نحو ما يدعو له الفكر الانطوائي ولكن المطلوب هو جدية أكثر في تحقيق التنمية لأنه عن طريق ثمارها يمكننا أن نوفر حاجات الناس والخدمات الأساسية لهم والنظرة الجادة للتنمية هي تلك التي تحيط بكل ظروفها وتوفر لها المناخ المطلوب وتعطي أولويات صائبة إنسانيا واجتماعيا وعقلانيا لها. أن الاهتمام بالأبعاد الإنسانية للتنمية هو نظرة محيطة للتنمية تجعلها أكثر فاعلية وإرضاء وتوفر لها استقرار الاجتماعي مثلما تعطي التنمية دعما روحيا وخلقيا يزيد من الالتزام بها والاهتمام بها ، لقد حقق الإنسان التنمية وزاد من قدراته الإنتاجية واستغلاله لموارده الطبيعية وفي حركة تطوره الفكري تنبه للأبعاد الإنسانية والاجتماعية لتطوره الاقتصادي والتقني ثم بالأبعاد البيئوية الاقتصادية والتقنية وأبعادها الإنسانية والاجتماعية والبيئوية هي النظرة المحيطة المطلوبة . أننا في أفريقيا إذ نواجه تنفيذ برامجنا التنموية بجدر بنا أن نضع أهدافا إنسانية اجتماعية نصب أعيننا وأن نتفق عليها وأن نعمل على مراعاتها بكل الوسائل والأساليب تلك الأهداف هي:ـ
أولا: أن قياس النمو بالدخل القومي نصيب الفرد مه قياس ناقص لأنه لا يدخل في الحسبان صورة للتوزيع المعقول لهذا الدخل ،لذلك ينبغي أن ندخل قياسا آخر نسميه........................... ندخل في تركيبته صورة لنسبة ما يصرف على الخدمات الاجتماعية الأساسية وصورة للفوارق الاجتماعية بين أعلى و أدني 20% من شرائح المجتمع .
أن نراعي التنمية التي لا تعير الموروث العقائدي والثقافي اهتماما وننطلق كأنها حدث وافد تساهم في الاستغراب وتعزل نقسها من جسم المجتمع العريض لذلك يبغي تأصيل سياسات التنمية وهذا في الإطار الأفريقي ممكن ،فالإسلام إيجابي في النظرة للتنمية والعدل الاجتماعي كذلك المسيحية لاسيما في شكل الـ ..................................... أما الموروثات الأفريقية التراثية فهي إيجابية في الوعي بالمصالح الجماعية ومقتضياتها .دوافع الإنسان هي عوامل التنمية ودوافع الإنسان لا يمكن أن تجرد من عقائده وقيمة والتنمية التي تتم بعيدة عن تلك العوامل تكون سببا للاستغراب الذي يسلب التنمية كثيرا من ثمارها.
ثالثا:ـ أن تراعي برامج التنمية إعطاء أولوية للحاجات الأساسية للمواطنين (..............)
رابعاً:ـ أن تراعي التنمية الاهتمام بالتنمية الريفية مما يحقق نمواً متوازنا ويحول دون النمو المرضي للمدن.
خامساًً:ـ هنالك خياران أساسيان حديان يحققان الاستقرار المطلوب للتنمية أن يكون تحقيق الاستقرار عن طريق القهر وأدواته أو أن يكون تحقيق الاستقرار عن طريق درجة من الرضا بين المواطنين ،والأسلوب الأول يشوه توزيع الموارد لصالح أجهزة القهر مثلما يذل المواطن ويشقيه ، علينا إذن أن نتجنب هذه السلبيات بالحرص على درجة عاليا من حقوق الإنسان الأفريقي وحرياته الأساسية ليقوم الحكم أكثر على الرضاء والوفاق بعيدا عن القهر. سادساً:ـ أن تراعي برامج التنمية حاجة البيئة الطبيعية للحيلولة دون التدهور الطبيعي والذي يسببه القادمة ،وذلك لكي نحافظ على البيئة الطبيعية لمصلحة الأجيال القادمة من أبنائنا وبناتنا.
سابعاً:ـ أن توجه البرامج الصحية للوقاية وللقضاء على الأمراض المستوطنة والوبائية وأن تقدم التأصيل ويراعى الهرم الاجتماعي الصحية كل هذا إطار برنامج خدمات صحية شامل ذي أولويات صحيحة .
ثامناً:ـ أن ينظر للتعليم العالي والتدريب والبحث العلمي في إطار مخطط يراعي التأصيل ويراعي الحاجة التنموية ويركز على الصرف على هذه المسائل على أساس الاستخدام الأمثل للموارد البشرية .
تاسعاً:ـ مراعاة المحافظة على رأسمالنا العقلي والتقني عن طريق احتواء مشكلة هجرة العقول والنزيف الداخلي للعقول هي ظاهرة يسببها ترك الأبحاث والدراسات عندنا لتحددها أولويات .
عاشراً:ـ مهما اختلفت نظرتنا لقيادة القطاع العام للتنمية فلابد لنا من دور للقطاع الخاص الذي نرجو أن نحيطه بضوابط ترشد أداؤه من الناحية الاجتماعية والإنسانية .
النقطة الأخيرة :ـ لابد أن نحدد معالم واضحة للتعامل الدولي في المحيط الاقتصادي والمالي والتجاري لتأخذ به المنظمات الدولية والشركات العالمية وتكون هذه المعالم مراعية لضوابط اجتماعية وإنسانية معينة نحاول إقناع المؤسسات الدولية والشركات للأخذ بها ونجعلها جزأ من ميثاق الخرطوم الموعود . في هذا المجال يمكننا أن نحصي ما نعتبره أساليب الاستعمار الجديد في التعامل مع العالم المتقدم وما نعتبره أساليب الوجه القبيح للرأسمالية في التعامل مع الشركات العالمية ونحدد مقاييس وقيما أخرى ونحاول استقطاب التأييد لها بكل الوسائل. القسم الأخير من خطابي ٍأيها الأخ الرئيس يتناول التجربة السودانية ، السودان قد استطاع عبر تصميم شعبه أن يسقط حكم الفرد وأن يقيم النظام الديمقراطي الذي حقق للصرف على القهر وأعطت المواطن السوداني إحساسا بكرامته وحريته ، كذلك نحن نحاول شكلها النهائي ومؤتمر قومي دستوري ندعو له ونرجو أن يعالج أربع قضايا أساسية : قضية الدين والسياسة ،قضية الانتماء العربي الأفريقي في السودان ،قضية التوزيع العادل للثروة وجهويا ،وقضية المشاركة ونعتقد أنه يساهم مساهمة بالغة في إثراء وفاعلية الديمقراطية. ثم هنالك البرنامج الرباعي للإنقاذ الاقتصادي في بلاد والذي التزم بأولويات توفير الضروريات ،ثم هناك الميثاق الاجتماعي الذي نريد أن يلعب دورا في ترسيخ العدالة الاجتماعية والعلاقات بين الفئات مخدمين ومستخدمين، تحقيق السلام الاجتماعي، حولها ثم هناك مسألة الدين الخارجي الذي لعب السودان دورا ما في الوصول لتصور موحد حولها للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة لبحث هذا الموضوع على أعلى المستويات ، ومادة الأسرة الدولية الاهتمام به في كل أبعاده ثم هناك الصرح التعليمي الذي شرعنا فيه في بلادنا ثم هناك مسألة التصحر وتبنينا لإقامة مركز عالمي في الخرطوم ويعالج قضية التصحر هذه ثم هناك الاهتمام بالموارد الطبيعية و التكوين القومي لمواجهة هذه المشاكل ،هذه بعض الأنشطة السودانية التي نعتقد أنها ذات مساس بموضوع مؤتمرانا هذا . وأخيرا فنحن في السودان ،وفي ظل الحرية نحاول أن نتخذ منه منبرا لمناقشة ودراسات جادة في كل مجالات انتمائنا الإسلامي والأفريقي والعربي ،ومن هذا المنطلق نرحب ترحيبا حارا بهذا المؤتمر لأنه يساهم قفي تبادل التجربة والخبرات ,الآراء ,تنقيحها للوصول إلى موقف أفريقي موحد حول هذه القضية الهامة ،ويهمنا في مقام أول أن نخاطب أصدقائنا وأشقائنا الذين أموا هذا المؤتمر أن السودان وهو يواجه هذه الظروف يحاول عبرها أن يخرج من موروثات ضارة إلى حاضر مستقبل يليق بإنسان السودان ويساهم به السودان الأفريقي في نهضته.في الختام أنني أيها الأخ الرئيس ،أود أن أكرر ترحيبنا حكومة وشعبا بأصدقائنا وأشقائنا في هذا المؤتمر المنعقد في السودان وأن ندعو الجميع إلى المشاركة والحرة والجادة في تبادل الآراء والخبرات حول هذا الموضوع الهام ،و نحن سننظر بكل الجدية وكل الدراسات والمساهمات للاستفادة بها في الموقف الأفريقي المشترك الذي سنشارك في صياغته ونستفيد من آراء و تجارب الآخرين س،ثم نؤيد القرار الجماعي لمصلحة الإنسان ونريدها أن تشهد الاهتمام بالبعد الإنساني الاجتماعي والبيئوي في مسيرته نحو التقدم والإخاء الإنساني في كوكب قريب.
والسلام عليكم ورحمة الله

Post: #138
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:53 AM
Parent: #1

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
بمناسبة العيد الثالث للانتفاضة الشعبية
بتاريخ 6أبريل 1988م

بسم الله الرحمن الرحيم

يسرنا أن نهنئ الشعب السوداني بالعيد الثالث للانتفاضة الشعبية المجيدة التي استردت للشعب حريته وكرامته وفتحت الباب لهذا الشعب الأبي الوفي ليجسد كل طاقاته لحل مشكلاته القومية. لقد شرعت الجمعية التأسيسية في مناقشة البيان أدلي به رئيس الوزراء يوم 15/ 3/1988م واتضح من المناقشات المفتوحة التي دارت والمشاورات المثمرة أن القوى السياسية ذات الوزن في الجمعية التأسيسية متفقة مبدئيا على :ـ
الدخول في مرحلة جديدة للنصف الثاني من عمر الجمعية .
توحيد الطاقات الوطنية لحل المشكلات القومية.
لذلك فأننا مع القوى السياسية الأخرى لاسيما الأحزاب الجنوبية والحزب القومي السوداني عاملون على أن يفضي النقاش في الجمعية لقرار إيجابي في مناقشات الجمعية التأسيسية يوم الخميس القادم ثم يتم ما يترتب على ذلك من إجراءات وتقوم حكومة الوفاق الوطني المنشودة.
والله ولي التوفيق.

خطاب السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
أمام الجمعية التأسيسية حول الوفاق الوطني
بتاريخ 16 أبريل 1988م
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى الأنبياء والمرسلين.
أخي الرئيس . زملائي نواب الشعب.
لقد كان مشهد المتفق عليها واضحة جلية وبقيت تفاصيل عكفت الأطراف المعنية على إنجازها بهمة وجدية . لقد ظهر جليا أن نقطة الوفاق الأولي هي الجمعية ففيها ثمرة الاقتراع الديمقراطية وفيها تصفية للآراء العديدة التي تنافست أمام الناخبين إذ تقدمت أحزاب وصرفت ما صرفت دون طائل يذكر وبعد التنافس الذي حدث وإدارته لجنة محايدة أدلي الشعب برأيه فإذا استثنينا الظروف الأمنية التي حالت دون الانتخابات في بعض أنحاء الجنوب فأننا نستطيع باطمئنان أن نتعامل مع الجمعية على أساس أنها النائب الذي أوكله الشعب .
أخي الرئيس
أن الأمر الذي نحن بصدده لم يكن أبدا أمر أزمة في السلطة فتكوين هذه الجمعية بجعل حسم من يحكم سهلا فالجمعية مقسمة تقريبا على خمسين وثلاثة أخماس وأي خمسين يمكن مع أي عشر من النواب حكومة .هذا كما أن السودان دولة حديثة يدور دولاب العمل الديواني والراتب دون توقف إذا توقف الجهاز التنفيذي حينا من الدهر.
إنما الأمر الذي نحن بصدده هو حشد الإدارة الوطنية لتحقيق أهداف مصيرية تهم بناء الوطن وتشع فيما وراء السودان إلى حلقات انتمائه الإسلامية والعربية والأفريقية .
إننا بصدد الوفاق الأعظم بين الالتزام الإسلامي وحقوق المواطنة . إننا بصدد القوانين البديلة التي تلبي تطلعات المسلمين وتحفظ وحقوق غير المسلمين من مواطنينا .
إننا بصدد التعبئة لخطة إنقاذ الاقتصاد الوطني .
أننا بصدد التعبئة الشاملة لمواجهة واجبات الدفاع الوطني.
إننا بصدد التحضير لخطوات السلام في بلادنا ومع خاصمنا من جيراننا .هذه المهام توجب مشاركة أشمل لذلك كان علينا أن نصبر ونجتهد حتى كلل الله مساعي الجميع بالنجاح وكان المنتصر هو السودان والمغلوب هو أعداء السودان.
منذ يوم الأربعاء 12 أبريل حدثت التطورات الآتية:ـ
أ/ اجتماعات مكثفة بين أحزاب الأمة ـ الاتحادي الديمقراطي ـ الجبهة الإسلامية القومية التجمع السياسي لجنوب السودان ـ حزب الشعب التقدمي ـ سابكو ـ ساك ـ الحزب الفدرالي الحزب القومي السوداني اجتماعات غطت كل التفاصيل إلا قليلا جدا .
أن الاتفاق على ميثاق الوفاق وهيكل الحكم في ظله بات وشيكا . وأرجو أن يكتمل كل شئ لنتمكن من إقامة التكوين الجديد يوم الاثنين القادم .
ب/ لقد قابلت مجلس رأس الدولة يوم الخميس 13/ 4 وسلمتهم خطاب من بندين الأول استقالة رئيس الوزراء والثاني إعفاء مجلس الوزراء وسينظر المجلس الخطاب موفقا بين الاستجابة له والحيلولة دون أحداث فراغ دستوري وسيتم ذلك طبعا بالتفاهم مع الجمعية .
أخي الرئيس
زملائي النواب
أنكم طبعا قلقون على أحوال البلاد الأمنية والإدارية والمعيشية واحب أن أؤكد لكم أن الأمور عادية في كل هذه المجالات تسير بانتظام أما الأمور غير العادية التي تحتاج لقرار سياسي فمجمدة لحين القرار بشأنها بعد التكوين الجديد .وعلى أي حال فبعد التكوين الجديد يستحسن أن يدلي أمام الجمعية ببيان عن واقع الحال في أهم المجالات الأمنية والمعيشية الدائرة في البلاد الآن للعلم والتعليق عليها.
هنالك ظاهرة إضراب نقابة البنوك والتي مهما كانت أسبابها كان ينبغي ألا تكون لا سيما وهم يعلمون ما تمر به البلاد من تطورات بل يعلمون أن هناك مبلغا يبلغ 6 مليون دولار على السودان أن يدفعه ويحقق مصلحة تفوق 60 مليون دولار والإضراب قد عرقل إكمال هذه فما هو الظرف الملح للإضراب مع كل هذه الحقائق؟
أن توجهنا الأساسي هو أن يعم أهلنا جميعا أن بلادنا معجزة ولا يمكن أن ندخل في تسويات جزئية بل علينا أن نطلع جميعا على مواردنا وأن نضع أساسا لتوزيعها بالعدل في ظل الميثاق الاجتماعي وهذا ما أتطلع أن يكون حزم حكومة الوفاق الوطني.
أننا باسم السودان ينبغي أن نقدر موقف تلك النقابات التي قدرت ظروف البلاد ومهمة عانت من ضائقة أعدت نفسها واستعدت لمعالجة مشاكلها في ظل الميثاق الاجتماعي المزمع لهؤلاء من شعبنا التقدير والإشادة .
أخي الرئيس ، الأخوة النواب
لقد زار بلادنا وفد برئاسة السيد الهادي البكوش الوزير الأول التونسي وأمين عام حزب التجمع الديمقراطي التونسي ،أننا إذ نرحب بهذا الوفد الشقيق نشيد بالتحول السلمي الديمقراطي في تونس الشقيق ونرحب بتطور آفاق التعاون الثنائي بين بلدين وفي النطاق الإسلامي والعربي والأفريقي بل وفي نطاق الحوار الإسلامي المسيحي الهادف لإقامة التسامح والتعاون بين الملل.
أن تجربة السودان الديمقراطية والمهام الكبرى التي يواجهها السودان لها آثارها الواسعة لاسيما والسودان يواجه برنامج التنمية يخاطب قضايا الأمن الغذائي العربي ويخاطب قضايا الجفاف والتصحر الأفريقي وتنظيم الاستفادة من الموارد البشرية على الصعيد الأفريقي.
كذلك إذ يخاطب السودان قضايا التطبيق الإسلامي وظروف العصر وحقوق المواطنة وإذ يخاطب الانتماء العربي والأفريقي إنما يطرق أبوابا لها صدؤها في كل عوالم انتمائنا الواسعة .
أن السودان القطر يقوم بهندسة بشرية للتوفيق اللطيف الفاعل بين الوحدة والتنوع في ظروف هذا العصر والواقع الإقليمي والدولي المحيط بنا وهذا يجعل لتجربتنا قيمتها الوطنية المصيرية وقيمتها الدولية الأساسية. ونحن إذ نواجه قدرنا نتطلع لتبادل التجربة والخبرة مع أشقائنا وأصدقائنا فالحكمة دائما أن نصف رأيك عند أخيك وفق الله تونس الشقيق ووفقنا إلى أعلى درجات التعاون المثمر لمصلحة شعوبنا والسلام.


كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث لجماعة
الفكر والثقافة الإسلامية
بتاريخ 23مايو 1988م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصبحه .
أخي الرئيس
أخواني وأخواتي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
إنني سعيد بالمشاركة في هذا المؤتمر الذي يطرق قضايا الفكر
الاجتماعي والإسلامي في هذه الظروف الهام الذي فيه رفعت رايات الصحوة الإسلامية في كل بقاع العالم الإسلامي والمسلمون في هذا المنعطف أشد حاجة لإثراء فكرهم الاجتماعي لكي يزودوا شعاراتهم المرفوعة عاليا ببرامج محدده تنفذ وتطبق .وأمام هذا التحدي الكبير ساساهم بمقدمة قصيرة من سبع نقاط ثم بموضوع العدالة الاجتماعية في الإسلام وسألخص ذلك في تسع نقاط أن شاء الله . أما المقدمة فلاشك أن عهود الاستبداد التي سيطرت على أوطاننا قبل الاستعمار ثم الاستبداد الذي أتى به الاستعمار جففت قدراتنا على الفكر الاجتماعي الجريء ولذلك نستطيع أن نقول أن ما نلمسه من عطاء كبير في مجالات العبادة والعقيدة والأخلاق لا يواكبه عطاء مماثل من فكرنا الإسلامي في المجال الاجتماعي ـ لأن الاستبداد تطبعه يحرم الخوض في هذه المجالات الهامة لأنها تقوض ضمن ما تقوض السلطة السياسية المستبدة سواء كان الاستبداد داخليا أو الاستبداد الخارجي الذي فرضه الاستعمار.
النقطة الثانية: هي أنه عبر الصحوة الإسلامية التي انتظمت العالم الإسلامي الآن صار الشعار الإسلامي التزاما . التزاما يريد الجميع أن يجد السبيل إلى تحقيقه في الواقع وهنا نستطيع أن نقول أن تلك المقولة التي حاولت أن تدعي العصرية باعتبار أن العصر يوجب إبعاد الدين من السياسية أو السياسة من الدين ـتلك المقولة مقولة طوباوية لا أساس لها حتى في البلدان التي تعيش علمانية معلنة . فأين هو طرد الدين من السياسة في بلاد كبريطانيا ؟ حيث الملكة هي رئيسة الكنيسة وهى رئيسة الدولة ، حيث مجس اللوردات جزء كبير من تكوينه للوردات القساوسة . وأين طرد الدين من السياسة في البلدان الديمقراطية ، في الغرب حيث نجد أن معظم هذه البلدان تحكمها أحزاب سياسية تسمي نفسها الحزب الديمقراطي المسيحي ـ وأين طرد الدين من السياسة ونحن نشاهد مثلا ما يحدث بالنسبة للصهيونية التي رفعت شعاراتها من واقع ديني معين ـ صحيح هو تحريف لليهودية ولكن الحقيقة أنها قامت على أساس أصداء ومفاهيم ومنطلقات دينية .
أين طرد الدين من السياسة في بلاد مثل بولندا ، حيث نجد أن القوى السياسية الرئيسية الآن هي قوى ملتزمة بالكاثوليكية . أي طرد الدين من السياسة في أمريكا اللاتينية حيث الحركات الاجتماعية في الغالب ترفع شعارات دينية . والدين في أمريكا اللاتينية يراجع مواقعه بما يسمى ....... وهى الفكر الديني التحريري المهم هذا الحديث عن طرد الدين من السياسة وطرد السياسية من الدين حديث خرافة لا وجود له ولا أساس له . فالدين والسياسة الحديث عن بلادنا لا تكون عصرية ألا إذا حققت ذلك شئ من محاولات الآخرين أن يفصحوا ويفصلوا بين حقائق وجودنا لإضعافنا . ولكن هذه الخرافة غير موجودة حتى في أشد البلدان علمانية.
ولعل المفكر السوفيتي الكبير سولجنتين إذا نظرنا لكفره لوجدنا كيف أ، فكره منغمس تماما في مفاهيم دينية .
النقطة الثالثة: التي أتحدث عنها في مجال المقدمة هي أن رمى الدين بالتحجر والتخلف وأراد في حالة بعض الأديان تلك التي فصلت بين حقائقها الغيبية والحياة أو تلك التي حاولت أن تفرض ثباتا غير مشروع للحركة الاجتماعية وتسود مصالح لطبقات معينة على الآخرين باسم الدين . في هذه المجالات يمكن أن نتحدث عن الانحراف واستغلال الدين أما لشغل الناس عن مصالحهم الاجتماعية ظالم عليهم وقبول ذلك الواقع الاجتماعي الظالم عن طريق العقيدة الدينية .هذا كله وارد في تلك الحالات . أما بالنسبة لدين كالإسلام منذ البداية
وبوضوح تام فيه تأكيد وتوضيح وتبشير بالإخاء الإنساني، العدل الاجتماعي وضرورة ذلك كيف يمكن أن نتحدث عن الانحراف أو نتحدث عن استغلال الدين للظلم الاجتماعي وفي اتجاهه ـ هذا أمر أيضا غير مشروع.
النقطة الرابعة: من باب المقدمة أنا متابع لنشاط جماعة الفكر والثقافة الإسلامية وأعتقد أنه نشاط في الماضي أتاح منبرا للحركات الإسلامية لتتحد فيه وأرجو أن يواصل أو تواصل الجمعية هذا العطاءـ طبعا نستطيع أن نقول نحن كمسلمين ، وهذه يمكن أن ينكرها أحد. هذه الحقائق السبق والإحاطة والعمق الروحي والخلقي والتوفيق اللطيف بين الثبات والحركة . هذه المعاني ، هذه المبادئ التي أوحى بها لرجل أمي قبل خمسة عشر قرنا لا يمكن أن يكون فيها ألا ما يدل على ألوهية المصدر .لأن هذا السبق غبر الزمان وهذه الإحاطة وهذا التنوع في الامتياز لا يمكن أن يفهم في إطار بشري ومن ثم نجد أن كل الفكر الاجتماعي هذا والتأمل في هذا الفكر الاجتماعي والتشريعات والقوانين توجب حركة في الفقه وتوجب حركة . في تغير الفتوى كما ذكرنا فكيف التعامل مع المتغيرات؟ أهل السنة تعاملوا معها على أساس الاجتهادات المختلفة التي ينوها على القياس والإجماع لاستحسان الاستطلاح الاستلطاف وهكذا والشيعة بنوها على الإمام المعصوم الذي بعصمته يستطيع أن يحقق ما يمكن أن يسمى نبوة مستمرة . وهذه النبوة المستمرة تتجدد أقوالها وفتاواها وعباراتها مع الزمن وتتعامل مع المتغيرات على أساس النبوة المستمرة التي بصورتها توكل فكر الشيعة للإمام المعصوم وهو كعقيدتهم يستطيع أن يحقق التعامل مع الجديد في ما يقرر حسب عصمته وحسب الطاعة المفروضة له على الآخرين . وطبعا نحن الآن في موقف نستطيع أن نقول مهما كانت هذه الخلافات فلاوجود لمؤسسة إجماع نستطيع أن نتحدث عنها .ولاوجود للإمام المعصوم هذا ولذلك لابد أن نتحدث عن كيف سنتعامل نحن المسلمين مع قضية المتغيرات . وطبعا قد تحدثت أنا عن المؤسسة الثورية بضوابطها وهى مؤسسة الموسوعة ومؤسسة النيابة ومؤسسة الاجتهاد التي تحدد الخيارات من النصوص والتي تفرز هذا الموضوع التي تعطي السبيل عن طريق هذه المؤسسة لاتخاذ أو للتعامل مع الجديد عبر التشريع في داخل هذه المؤسسة.
الدول الإسلامية المعاصرة المجتمع الإسلامي المعاصر مطالب بالتنمية بالرعاية الاجتماعية بالتكافل الدولي منطلقا من مصادر الإسلامية مستصحبا للجديد ومتفرقا أن شاء الله في المجالات المختلفة . النقطة الأخيرة متعلقة بمالية الدولة الحديثة . إيرادات الدولة التقليدية من المسلمين فكانت الزكاة ومن غير المسلمين الخراج والجزية والفئ والغنائم هذا الوضع يرتبط بأمرين . مرتبط بالحرب المستمرة وبعهد الذمة .وقد أوضحنا كيف من مصادر الإسلام أننا نستطيع أن نبني علاقاتنا مع الآخرين لا على أساس الحرب المستمرة وكيف أن الحرب المستمرة لها ظروفها منذ أن أخرج المشركون محمدا صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى معاملاتهم معه يعد ذلك من عدوان إلى ما قام بين الدولة الإسلامية الوليدة وما قام بينها وبين السلطة القيصرية الفارسية والرومية . وإننا نستطيع أن نقيم علاقاتنا الآن على أساس السلام والتعايش:
" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم تقسطوا إليهم"
و أنه بالنسبة لعهد الذمة فهناك ضرورة للتعامل مع عهد المواطنة .وقد قال القاضي البويصلي في أحكامه السلطانية العلاقة القائمة على عهد أصلا لا توجب جزية وقد وردت في هذا شواهد تاريخية أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)استثنى نصاري تغلب واستثنيت أيضا قبيلة الجراجمة إذا قامت بدور دفاعي في الكيان الإسلامي.
المهم أننا نستطيع أن نقول هناك عوامل جدت بالنسبة للعلاقات الدولية وبالنسبة لعلاقات المواطنة لابد أن نقول فيها رأينا الواضح للتعامل على أساس هذا الرأي أ، ثبتت لنا صحته الإسلامية ضوابط اجتهادية للزكاة اليوم . طبعا مهما كان ما سنفعل بإيرادات الدولة الأخرى فلابد أن نعلم فريضة الزكاة وأن نتعامل مع هذه الفريضة على أساس أن الزكاة هي مؤسسة عدل اجتماعي ورعاية اجتماعية . فلابد أن تفصل من الضرائب تماما لأن لها دورا مختلفا من الضرائب وكذلك لابد أن نوسع في جبايتها من كل المال لا من المال المخصص المذكور تاريخا عنها و أن يراعى التقسيم بين المصارف الثمانية على أساس يراعى الحاجة الفعلية ويراعى الجهوية بالنسبة للزكاة وصرفها والمراقبة الشعبية للاطمئنان.
واجتهاد حول حد الكفاية وحد الغني واتفاق حول التنسيق بين الزكاة والضريبة حتى لا يقع ازدواج على المسلم في جبايتها. طبعا تحدث كثير من السلف حول إمكانية الدولة جباية ضرائب من المواطنين وفي هذا الموضوع بالذات تلي الإمام الشاطبي متحدثا عن حق الدولة في فرض الضرائب . إنما لم ينقل مثل هذا عن الأولين لاتساع بيت المال في زمانهم بخلاف زماننا " الاعتصام جزء104" .
هناك سبيلان أما أن نعتبر الضرائب دين على الزكاة مثلما قال أبو جعفر البلخي " ما يضربه السلطان على الرعية مصلحة لهم يعتبر دينا وواجبا مستحقا كالخراج أو أن تكون الزكاة دين على الضريبة فتدفع الضريبة يتناسق حول هذا : المرحوم الإمام محمود شلتوت قال في هذا الموضوع تخرج الضرائب وتكون بمثابة دين على المال فإن بلغ الباقي نصاب الزكاة وتحقق فيه شرطها وهو الفراغ من الحاجات الأصلية ومر عليه الحول وجب دينا إخراج زكاته .هذا حديثه في الفتاوى ص 116 . المهم نحن أمام هذه القضايا محتاجون لحسم قضية عهد المواطنة في الدولة الحديثة للتعامل مع الآخرين واعتقد أن للجماعات الإسلامية السودانية الآن بموجب ميثاق الوفاق الاجتماعي تصورا لهذا الموضوع . النقطة الثانية تنسيق الأعباء بين المواطنين في التعامل بين الضريبة والزكاة والنقطة الثالثة إيجاب الزكاة وتنظيم ذلك مراعين المراقبة الشعبية والعامل الجهوي والاجتهاد الجديد والتقنين . العدل الاجتماعي المعاصر يوجب استصعاب كثير من العوامل والمفاهيم في دور الدولة التنموي . دور الدولة في الرعاية الاجتماعية والإسلام قطعا مؤهل بنصوصه وبالممارسة التاريخية على أن يلعب دورا كبيرا في إعطاء القدوة والنموذج الأفضل بالنسبة للتحرك من المنطلقات العقائدية والخلقية والمبادئ الإسلامية في مجال تحقيق العدل الاجتماعي في المجتمع الحديث .هذا طبعا من التحديات التي تواجهنا كمسلمين والآن هناك قنوات كثيرة تحاول أن تقوم بنشاط جماعي للحديث عن الاقتصاد الإسلامي ومبادئ الاقتصاد الإسلامي وأنعقد المؤتمر الاقتصادي الإسلامي الأول في جدة وانعقد المؤتمر الاقتصادي العالمي الإسلامي الثاني في إسلام أباد . وهناك مجموعة كبيرة من المفكرين الاقتصاديين يحاولون سد الفجوة ما بين فقهاء ملمين بالشريعة ومعانيها وأحكامها وغير ملمين بالقدر الكافي بالاقتصاد وقضاياه وبين اقتصاديين ملمين بالعلم والاقتصاد كعلم وغير ملمين بالشريعة ومبادئها أحكامها .فنهاك من يحاولون الآن سد الثغرة وطبعا هذه الثغرة موجودة في كل مجالات الحياة الأخرى . العلوم السياسية ،العلوم القانونية ، ونحن مطالبون كمسلمين الآن أن نوفق إلى تأصيل الفكر المعاصر لاستصحاب ما نستصحب منه وتطوير الفكر الإسلامي في الاتجاهات التي تأخذ في الحسبان والمستجدات العصرية لنتمكن من تقديم ممارسة في آن أصلية وأصلية إسلامية وقادرة في أن تتعامل مع المستجدات العصرية والدولية . هذا هو التحدي الذي يواجه جماعة الفكر والثقافة الإسلامية في السودان لاسيما ونحن في وضع لم يعد هنالك مانع من حيث الإدارة السياسية. بل هناك واجب من حيث الإدارة السياسية للنهضة والصحوة والبعث الإسلامي. فالمانع الآن إلى حد كبير هو البرامج المحددة المفصلة القادرة على التعامل مع هذه القضايا بالاجتهاد الذي يحقق التطبيق الإسلامي الأصيل في إسلاميته القادر على حل المشكلات العصرية وهذا الموضوع طبعا الآن يفكر فيه كل المسلمين في كل مكان . نحن في السودان ظروفنا تؤهلنا لعطاء أكبر لأ، الإرادة السياسية إرادة إيجابية في هذا المجال في القطاعين الحديث والتقليدي وكذلك لأن وجود ممارسة ديمقراطية تسمح بالاستجابة للتطلعات الشعبية . وهذا كله يعني أننا في موقف إيجابي من هذه المجالات . وجماعة الفكر والثقافة الإسلامية بل كل الجماعات المشابهة يمكن بل ينبغي أن تنظر لنفسها على أساس أنها قنوات فكرية تحاول أن تصب في هذا المعين الواحد الذي يثري التجربة الإسلامية في السودان . وأرجو وأتطلع لأن يحدث هذا عبر المؤتمر وغيره من المؤتمرات . وأعتقد أن فكرة قيام المعهد الذي تحدث عنه الأخ رئيس جماعة الفكر والثقافة الإسلامية موضوع بحثناه معا في شكل عملي ونحن بصدد الوصول إلى صيغة علمية لقيامه ليصبح مؤسسة تعني بتطوير هذا الفكر في اتجاه ما ينبغي عمله للتطبيقات الإسلامية في الظروف المستجدة هذه . المهم أن البعد الاجتماعي هذا مهم كان فقيه قصب السبق للإسلام في الماضي وتجاوزنا الآخرون علينا الاستجابة للتحدي في هذا المجال لكي نستنهض أنفسنا من مبادئ وعقائد ومرتكزات الإسلام لممارسة في العدالة الاجتماعية تسترد لنا دورا رائدا في هذا المجال الإنساني الهام.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

Post: #139
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:54 AM
Parent: #1

بيان السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
أمام الجمعية التأسيسية
ودورة الانعقاد الثالثة
بتاريخ 6 يونيو 1988م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الفّ بين قلوب تنافرت والصلاة على نبيه أوجب التآخي بين نفوس تباينت وبعد:
أخي الرئيس ،زملائي نواب الشعب ، السودان قطر قارة فهو أفريقيا مصغرة وإمكاناته البشرية والمادية هائلة وهو لنعمته محسود بل أنه لتجربته الثرية التاريخية محط أمل المستضعفين وخوف المستكبرين وحسد المتطلعين.
وفي ظل الأمل والخوف والحسد فإن عوالمنا الثلاثة : الإسلامية ،والعربية، والأفريقية تواجه تحديات عديدة وتجد التجربة السودانية تقدم نطا هاديا أمام تلك التحديات.
التحدي الأول :الديمقراطية القائمة على تنوع الرأي وتعدد الاتجاه والتي عرفتها كثير من البلدان وتعلقت بها ولكنها ما كادت تؤسس في بلدنا حتى عصف بها عدم الاستقرار وحاصرها التأزم فانهارت . تلك الديمقراطية كانت لها في السودان قصة فقد جرت أول انتخابات عامة بعد الاستقلال في السودان في مارس 1968 وكان الانقلاب نتيجة أزمة شلت الحكم القائم .وجرت الانتخابات العامة الثانية بعد ثورة أكتوبر في مارس 1969 نشأ فراغ في الحكم ملأته ذئاب مايو بانقلابها المشئوم . وها نحن الآن بعد الخيارات الديمقراطية من ائتلاف ،إلى وحدة وطنية ، إلى وفاق وطني وينفذها سلميا. الانقلابات لا تقوم ألا عندما يعجز النظام السياسي ويقيده الشلل ولا يجد سبيلا سليما للتصويت . لقد أعطى السودان المثل أن ديمقراطية التنوع التعدد قادرة على التصحيح السلمي وعلى أحياء ،الجسم السياسي وتنشيطه دون لجوء للعنف والقهر .
التحدي الثاني :أمام المشاكل القومية الموروثة تقلبت النظم السياسية ولكن مهما استلبت الشرعية الدستورية فأن الشعوب تتطلع لاستردادها مرة أخرى . فالشعوب بين عجز النظم الديمقراطية ورفض البدائل الاستثنائية لها في حيرة لذلك نجد النظام في نيجريا يدرس تاريخه ويحاول علاج حاضرة لكتابة دستور وإجراء انتخابات في أوائل التسعينات كذلك النظام في يوغندا يقوم بدراسة دستورية لانتخابات في عام 199م .
السودان يمارس الديمقراطية كاملة بينما يفتح مجال الدراسة في المؤتمر القومي الدستوري المزمع . السودان يقود قاته في مسيرة العودة للشرعية الدستورية تما يحقق الحريات الأساسية والتوازن السياسي.
التحدي الثالث: أن دعوة التأصيل والعودة للجذور دعوة عامة لاسيما في البلدان التي سلبت إرادتها في عهد الاستعمار ثم استقلت فكان عليها أن تبحث عن ذاتها وطرحت لنفسها السؤال : كيف التوفيق بين الأصل والعصر ؟ وكيف التوفيق بين الالتزام الديني والوطني وإيجاب من السياسة ونوفق بين العقائد تهميشها.
أوربا لم تطرد الدين من السياسة والعقائد الدينية أن صح وجودها لا تهمش .لقد توصلت أوربا ولا تقليده يسعفنا ومن تبع هذا الوهم إنما يعد مجتمع لمواجهات بغيضة . إن السودان يخوض تجربة التوفيق بين الالتزام الديني والوطني والتعايش بين الأديان من منطلق الاعتراف بالالتزام الديني ومقتضياته والحقوق الوطنية ومقتضياتها إنها تجربة توفيق بين إيجابيات وتجنب للصدام.
التحدي الرابع : أمام بعض المشاكل الموروثة وفتح المجال الجاد لدراستها ودعوة كل المعنيين بالأمر للتفاوض بشأنها على مرأى ومسمع من جيراننا للوصول لاتفاق يضع خريطة جديدة لبناء الوطن . التحدي الخامس : المسألة الاقتصادية في كل واحدة : علاج ندرة السلع والخدمة المعهودة عن طريق التنمية وزيادة الإنتاج . وزيادة الإنتاج والتنمية تقوم على علاقات إنتاج معينة . وفي هذا الصدد ينشأ نزاع حتمي حول توزيع العائد على عوامل الإنتاج كما ينشأ نزاع حتمي حول ما يوظف من المال للاستثمار وما يوظف للاستهلال . هذه النزاعات تتبارى النظم الفكرية حول حلها . وفي السودان تطلع لاحتوائها في إطار الميثاق الاجتماعي
التحدي السادس :تعدد الثقافات وربما القوميات في الوطن الواحد حقيقة معروفة هذا التعدد عالجه البعض تاريخيا بوسائل مختلفة . نحن في السودان نحاول علاجه بإقرار اللغة الوطنية الواحدة لسانا قوميا . أن في هذا التوفيق بين الوحدة والتنوع نطا يسعف نجاحه أولئك الذين وقفوا أمامه في طريق مسدود.
التحدي السابع :لقد اقتسم العملاقان العالم وحاولا جعل جميع دوله ظلا لنفوذها كنا ولا زلنا نقول أننا نريد علاقات سوية وقوية مع كل بلاد العالم جعل لمصلحتنا التنموية والأمنية والثقافية ولصالح التعامل الإيجابي في كوكب انكمش حتى صار كالقرية . لقد كان بعض الناس ينكرون هذا النهج ويرون إلا مناص من التبعية لهذا العملاق أو ذلك . ولكن هاهو المناخ الدولي نفسه يتجه نحو علاقات جديدة تجعل موقفنا أسلم . أن السودان يخط أنماطا قياسية في هذه المجالات السبعة تدفعه مؤهلات تاريخية وعزيمة شعبية عريضة ولن تعيق مسيرته خيوط العنكبوت التي تحال يسحبها في طريقه عناصر متمسكة بالفتنة الدينية أو العرقية أو الاجتماعية لتثير أهل السودان ضد بعضهم بعضا. كل دعاة هذه الفتن يشكلون. تحالفا موضوعيا واحد هدفه تقويض التجربة السودانية وتخريب السودان.
إننا في حكومة الوفاق الوطني ننبه بأعلى أصواتنا إلى وجود هذه التجربة السودانية ونستنهض الشعب السوداني المعلم لدعم مسيرتها والاندفاع في دربها : أصم عن غضب من حوله ورضى في نهضة تلد البطولات والإنجازات.
أخي الرئيس , زملائي النواب:
هناك برنامج كامل سنقدمه لكم في خطاب قبل إجازة الجمعية ولكن لافتتاح هذه الدورة أقدم هذا البيان السياسي الذي يتجنب التفاصيل ويوضح سياساتنا وبرامجنا في عشرة نقاط هامة هى :ـ
الأولى : ميثاق الدفاع الوطني. لقد كان هذا الميثاق ثمرة دراسة وفي نهايتها أمكننا التوقيع على ميثاق الوفاق الوطني الذي يشكل أساسا لبرنامج هذه الحكومة وأود هنا أن أؤكد التزامنا به التزاما كاملا نصا وروحا.
أن الميثاق يمثل العتبة الأولى في سبيل خريطة بناء الوطن لأنه وضع اللبنات المفتاحية في هذا الطريق وهى :ـ
تأمين حقوق الإنسان وتأكيد الحريات الأساسية وذلك وفقا للمواثيق الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتأسيسا على المبادئ الإسلامية والأديان السماوية التي تدعو لتكريم الإنسان والمحافظة عليه . كذلك كفالة حق المواطنة لجميع السودانيين على اختلاف أديانهم ولغاتهم وأعراقهم.
تأكيد حق كل المواطنين في التنافس لتولي الوظائف العامة على اختلاف مستوياتها .
ثانيا: تأسيس النظام الاقتصادي وفق اجتهادات نابعة من الأصول الإسلامية والعرف وموفقة بين الأصل والعصر . ومراجعة التجربة المصرفية الإسلامية الحالية في السودان بغرض تقويمها على أن يعرض كل ذلك في مؤتمر اقتصادي قومي خاص بهذا الموضوع . كذلك التعاون عبر المجلس القومي للتخطيط الاقتصادي ودعم الخطة الرباعية للإصلاح والتنمية بعد مراجعة تكوين المجلس وإعادة النظر في الخطة كذلك دعم التعاون الاقتصادي بين السودان والمؤسسات الدولية والدول الصناعية والعربية والأفريقية والمانحة للعون مع التأكيد على استقلال القرار الاقتصادي الوطني وتمكين البلاد من الاعتماد على الذات. كذلك بذل الجهود للوصول إلى ميثاق اجتماعي يوفق بين الحقوق والواجبات وبين التطلعات النقابية المشروعة والإمكانيات والمصالح الوطنية.
ثالثا: السعي لبسط الأمن وردع العدوان وتأمين سلامة المواطنين واستقرارهم وبذل الجهد للوصول إلى حل سلمي عب المؤتمر الدستوري . وذلك تنفيذا لالتزامنا بالحل السلمي لمشاكل السودان القومية خاصة مشكلة الجنوب والمناطق التي وامتدت إليها.
رابعا: إجراء نهضة تشريعية شاملة بوضع قوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية والعرف تنظيما وتأكيد فعالية المؤسسات الديمقراطية مع التركيز على حكم القانون واستقلال القضاء ووضع الضوابط للمؤسسات السيادية والتشريعية والتنفيذية وبيان صلاحياتها ومهامها وتقنيين ذلك.
خامسا: التصدي بين الإصلاح لكل من شأنه رفع المعاناة عن الجماهير وبسط الأمن في البلاد وإصلاح الخدمة العام ومحاربة الفساد بكل أنواعه والالتزام بسياسات محددة في مجالات الإغاثة واللاجئين والنازحين.
سادسا: توحيد الرؤية في السياسة الخارجية على حماية الكيان السوداني وكفالة الحرية الدينية للجميع والعمل على تنمية العلاقات العربية و الأفريقية
وانتهاج سياسات خارجية تحقق التوازن تخدم مصلحة السودان بعيدا عن الارتباطات والاستقطاب المحوري . ومجابهة الاستعمار الحديث الطامع في استغلال ثروات البلاد وموقعها الاستراتيجي . كذلك ورعاية المصالح المشتركة في مجالات الأمن والدفع الاقتصادي والثقافة مع الحرص على علاقات متميزة مع دول الجوار العربي (مصر والسعودية وليبيا) ودول الجوار الإفريقي ( تشاد ويوغندا وأثيوبيا وكينيا وزائير وأفريقيا الاسطى ) ومناصرة قضايا السلام والتحرر العربي الأفريقي و الإسلامي عامة وخاصة فلسطين وأفغانستان وجنوب أفريقيا وناميبيا.
سابعا: الالتزام بإزالة أثار مايو وذلك بمراجعة سياساتها وقراراتها وقوانينها والمساءلة لكل من استغل موقعه في العهد المايوي لإحداث ضرر بالبلاد أو لتحقيق مصلحة خاصة وذلك وفقا للقانون.
هذه النقاط السبع تشكل بيانا واضحا لحقوق المواطنة في السودان وحقوق الالتزام الديني أسس التوجه الاقتصادي والتشريعي وكيفية التعامل مع التنوع الديني والعرقي والثقافي وكيفية التعامل مع تباين المصالح الاقتصادية وبيان الموقف من الماضي المايوي البغيض والالتزام بالهجوم على الفساد والالتزام بمصالح الجماهير المعيشية والأمنية وبيان العلاقات الدولية بصورة تحدد انتماءات البلاد وتحقق مصالحها التنموية والأمنية وتعاونها العالمي المفتوح مع المحافظة على حرية القرار الوطني.
المسألة الثانية: هى المسألة الاقتصادية وقد حددنا مدخلنا النظري إليها في ميثاق الوفاق . أما سياستنا العملية نحوها فتتلخص في ثلاثة وثائق:
*البرنامج الرباعي 88ـ92
*الميزانية العامة 88/89 وميزانية التنمية لنفس العام.
*برنامج الإنعاش الاقتصادي
هذه الوثائق الاقتصادي سوف تقدم للجمعية مفصلة في الأيام القادمة ولكنني هنا سوف أوضح التزاماتنا السياسية المثبتة فيها.
البرنامج الرباعي 88ـ92
أننا بصدد تكوين مجلس قومي للتخطيط الاقتصادي تدعى إليه كل القوى السياسية والنقابية لتشارك في مناقشة برنامج الإنقاذ والتنمية الرباعي واتخاذ القرار بشأنه والانطلاق به وثيقة تخاطب أهداف ومصالح الشعب وتستنهض همته وقدراته المعهودة وتستثمر علاقاته الخارجية في سبيل إنقاذ الاقتصاد الوطني . أن البرنامج الذي سوف تقدمه الحكومة يدور حول خمسة أهداف أساسية:ـ
الهدف الأول :تكملة المشروعات الاستثمارية التي بدأ العمل فيها وإعادة تأهيل المشروعات الاستثمارية الخدمية والقائمة .
الهدف الثاني : تحقيق مشروعات هامة للبنية الأساسية أهمها الطرق البرية الثلاثة طريق الشمال لشندي عطبرة هيا طريق الجنوب ربك الجبلين الرنك ملكال وطريق الغرب كوستي تندلتي الأبيض النهود نيالا أو الفاشر ـ هذه الأخيرة تحددها دراسة الجدوى .
والخزانات الثلاثة :تعلية الرصيرص ، ستيت ، الحماداب ، وشبكة الاتصالات التي تربط السودان داخليا سلكيا ولاسلكيا وتربطه بالعالم كذلك .
الهدف الثالث : توفير الحد الأدنى من الضروريات التسع :الماء ،الغذاء ، الكساء ،الدواء ، التعليم ، الترحيل ، الطاقة ، السكن ، الأمن.
الهدف الرابع: مشروعات للتوازن الجهوي والتنمية الريفية.
الهدف الخامس :خطة اقتصادية للجنوب الآن وما بعد إحلال السلام.
• الميزانية العامة 88/89 وميزانية التنمية لنفس العام وضعت على أساس أنها الميزانية الأولى في نطاق البرنامج الرباعي وسوف تقدم للجمعية في بحر هذا الشهر .
• لدى استعراض الميزانية العامة وميزانية التنمية لعام 88/89 تقرر الالتزام معها ببرنامج إنعاش عاجل اقتضته ظروف البلاد المعيشية والأمنية.
• ملامح برنامج الإسعاف تتلخص في :ـ
أ‌. وضع وتنفيذ خطة تموينية عاجلة تتناول المواد التموينية الضرورية توفيرا وترحيلا وتوزيعا.
ب‌. الإسراع ببرنامج تأهيل المؤسسات الخدمية (الصحة التعليم ـ المياه الكهرباء) .
ج. دعم أجهزة الأمن للقيام بواجبها على وجه أكمل في المناطق المتأثرة بضغوط أمنية .
د. دعم الأنشطة الإنتاجية واستخدام المقابل المحلى وقرض الإنعاش والتسهيلات المتاحة مقابل صادراتنا لمواجهة برنامج الإسعاف وبنوده المختلفة (26بند).
المسألة الثالثة: تتعلق بالميثاق الاجتماعي ويدور حول القضايا الآتية:ـ
أ. إما أننا ملتزمون بحركة نقابية ديمقراطية تخدم مصالح أعضائها القومية والمطلبة.
أما المصالح القومية فهي تأكيد وممارسة الدور الوطني التاريخي للحركة النقابية السودانية مما يجعلها سندا دائما لاستقلال الوطن ووحدة ترابه وحماية نظامه الديمقراطي وحمايته من تيارات الفتنة الدينية والعرقية والتبعية الأجنبية .
أم المصالح المطلبية فهي تأمين المشاركة النقابية في الخطة الاقتصادية وتحقيق مصلحة الأعضاء في الأجر المناسب لدورهم في الإنتاج وحماية ذلك الأجر من الآثار السلبية وتحقيق التوازن العادل بين فيئات العاملين أنفسهم وكفالة التأمين الاجتماعي لفئات العاملين أنفسهم وكفالة التأمين الاجتماعي لفئات العاملين وتطوير مصالحهم الاستثمارية والمصرفية والتعاونية والإسكانية .
ت‌. إننا ملتزمون بتحديد الفوارق التي نشأت نتيجة للقرارات العفوية بين فئات العاملين بموجب دراسة موضوعية وإزالتها كذلك بدراسة شاملة لهياكل الخدمة العامة لوضع كتاب يحدد جميع هياكل الخدمة العامة ويوضح المستقبل التنفيذي والإداري والمهني والفني والمحاسبي والكتابي واليدوي لكل فئات العاملين بالدولة .
ث‌. إننا ملتزمون بإصلاح أساسي للخدمة العامة إصلاح يرفع كفاءة أدائها ويقنع ممارساتها ويجنبها الترهل وفائض العمالة .
ج‌. ونلتزم بسياسة أجور تقوم على بيان موضوعي لقيمة العمل الإنتاجية وقوة الأجر الشرائية وحجم العائد المادي في معادلة توفق بين الأجور والمعيشة والإنتاج معادلة تحدد حقوقا وواجبات واضحة لكل من الدولة والمستثمرين والعاملين.
أن بلادنا مازالت مقيدة بعجز كبير في أدائها المالي وهو عجز يمكن أن نخترقه إذا حققنا إنجازات في المجالات الآتية:ـ
أ‌. محاربة الفساد والتهريب والسوق الأسود .
ب‌. استخراج النفط المكتشف في بلادنا.
ت‌. ربط المغتربين السودانيين بالاقتصاد السوداني الأبيض .
ث‌. إيقاف الحرب وما تهدر من موارد .
ج‌. زيادة الإنتاج الزراعي والصناعي والتعديني.
أن للعاملين السودانيين حقا في حياة كريمة مهما كانت المالية للأجور فإنها لن تحقق شيئا ما لم تكن عائدة لواحد أو أكثر من العوامل الخمسة المذكورة هنا ومرتبطة بضبط لحركة الأسعار ولان شك أبدا أن الحركة النقابية السودانية ملمة بهذه الحقائق .
الحركة النقابية السودانية محقة في البحث عن الوسائل الموضوعية لتحسين معيشة وحياة أفرادها تحسينا حقيقيا ومحقة في القيام بدورها القومي والنقابي ومحقة في المطالبة بإزالة الفوارق الهيكلية التي ترسبت على مر الأيام ومحقة في التطلع لوضع هيكلي شامل يمنع نشأة الفوارق موضوعية ومطالبة كذلك بالأغراض عن الزيادات النقدية في الأجور مالم تحقق فائدة موضوعية ومطالبة كذلك بقفف الباب أمام الذين يحاولون جرها لأهداف حزبية ماجنت منها الحركة النقابية إلا التفتت والاستغلال.
وانطلاقا من المبادئ المذكورة هنا والتي توضح دور الحركة النقابية السودانية وحقوقها وواجباتها وعلاقتها بالدولة وبالمستثمرين فإننا ندعو لميثاق تناقشه وتقره كل الأطراف المعنية وتتخذ بموجبه طريقها إلى السلام الاجتماعي والتعاون في مسيرة بناء الوطن



المسألة الرابعة : السودان وهو الآن يكفل لمواطنيه جميعا حقوقهم السياسية وحرياتهم الأساسية وحقوقهم الإنسانية والدينية بصورة نادرة في العالم الثالث متعرض لعدوان مسلح يحظى بتدريب وتمويل وتدعيم أجنبي . ورغم ذلك فان السودان ينفرد من بين الدول والمعرضة لعدوان مماثل بالاعتراف بمشاكله الداخلية وبالدعوة لمؤتمر قومي دستوري يحضره جيرانه كمراقبين لبحث القضايا الخمس التي اتفقت الأطراف كلها على أنها محور الخلاف وهى :ـ
*طبيعة الدولة ونوع العلاقة بين أقاليمها
*العلاقة بين الدين والسياسة
• الهوية العربية الأفريقية
• المشاركة العادلة في السلطة
• التوزيع العادل للثروة والقومية
لقد طرح السودان بادرة سلام جديدة تقوم على ضرورة بحث المقدمات للمؤتمر القومي الدستوري من حيث تكوينه وموعد انعقاده وعلى ضرورة تنفيذ إجراءات عاجلة لإغاثة المواطنين في المناطق المتأثرة بالقتال . كما دعونا للجنة وطنية شاملة لتتولى تعقب المؤتمر .وللسير قدما في هذا الطريق فأننا سنكون مجلسا قوميا للسلام ليحل محل وزارة السلام وليصدر برنامج السلام السوداني وليتابعه مع كل الجهات المعنية.
أن التزامنا بالسلام يوجهنا نحوه والتزامنا بكل المواثيق التي عقدناها في الطريق إليه مسائل نعيد تأكيدها لها من جديد وهى تتكون من : إعلان كوكادام/ نص مبادرة 6 أبريل 1989م ـ مذكرة التفاهم بين الأحزاب السودانية. ميثاق السودان الانتقالي ـ ميثاق السودان الذي أصدرته الجبهة الإسلامية القومية ، قرارات لجنة الوفاق الوطني وميثاق الدفاع الوطني هذا بالإضافة للمبادرة الأخيرة التي اتخذناها بعد الوفاق الوطني والتي ننتظر جوابها قريبا.
المسألة الخامسة: أننا مع حرصنا على السلام نخاطب الذين مازالوا يحملون السلاح بسؤال هام :لماذا تقاتلون؟
أن كنتم تقاتلون لتثبيت حقوق المواطنة لكل سوداني على اختلاف الدين والعرق والإقليم فهذا مكفول الآن في السودان وأن كنتم تقاتلون للتفاوض الجاد العادل لعلاج مشاكل السودان الموروثة وتحقيق الديمقراطية والتوازن فهذا مقبول دون حاجة لقتال .
وأن كنتم تقاتلون لفرض عقيدة أيديولوجية معينة على السودان أو رأي سياسي معين على السودان فهذا لن تنالوه أبدا بل أن حرصكم على مواصلة القتال يأتي بآثار ضارة لكم قبل ضررها بالآخرين . هذه المعاني صار يدركها عدد كبير من قادة التمرد وصاروا يعبرون عنها وصارت تدركها أعداد كبيرة من قاعدة التمرد وصاروا يعبرون إلينا متخلين عن التمرد وهذه تطورات حميدة نرحب بها فالوطن وطنهم والرجوع إلي الحق فضيلة وسوف يكل أولئك القادة والأفراد الذين قرروا الانحياز للسلام وسوف نقوم بحملة واسعة لتعريف هؤلاء بحقيقة موقفنا والترحيب بهم في صفوف السلام .كذلك سوف نقيم إدارة حازمة في الأقاليم الجنوبية مزودة ببرنامج إعادة التعمير والخدمات في المناطق التي شملها الأمن كذلك سوف نقوم بتوسيع قاعدة المشاركة الجنوبية في كل وجوه الحياة ليشاركوا في إدارة شئون البلاد أما الذين تأثروا بالقتال ونزحوا نحو الشمال فأنهم بنزوحهم هذا أثبتوا أن الذي يدور في الجنوب ليس حربا أهلية إذ لو كان حربا أهلية لما اختاروا النزوح إلى مناطق عدوهم.أ
أنهم أكدو أنهم سواد نيون اعتدت عليهم قوى مسلحة مدعومة من الخارج فاستحقوا أن يعاملوا أكر م معاملة وأن يتاح لهم الاستقرار في أماكن مناسبة من وطنهم وهذا ما سوف نفعل على أوسع نطاق .
أما الذين لجأوا إلى الجارة أثيوبيا فقد كنا نظن أنهم لاجئين أتضح أنهم كلهم رجال وفي سن تتراوح بين 12عاما و30عاما أي أنهم جماعة مستغلة لأغراض سياسية سوف نكشف عنها في وقت لاحق . لذلك اتصلنا بهيئة الأمم المتحدة وأوضحنا طبيعة هذه الجماعة وأكدت لنا هيئة غوث اللاجئين أنها بعد زيارتها لهم أكد أنهم كلهم ذكور وأن سنهم ما بين 12و30 عاما. لقد وضعنا ضوابط صارمة لضبط إغاثة هؤلاء ولكيلا يستغل العون الدولي في تمويل وتموين معسكرات إرهابية والسودان كعضو في هيئة الأمم لا يوافق على معاملة هؤلاء كلاجئين بالمعنى المعتاد ويرى أن تمارس إغاثتهم بالضوابط التي تحول دون استغلالهم للإرهاب والعدوان.
كذلك خاطبنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتتولى نقل الإغاثة للمناطق المتأثرة بالقتال وأعطيناها الأمان وهذا يعني أننا لا نوافق أن تتعامل هيئات أو الدول المجاورة من منظمات التمرد مهما أطلقت على نفسها أسماء إنسانية ومن هذا المنطلق خاطبنا كينيا أن تغلق مكاتب الإغاثة السودانية التابعة لقيادة التمرد وإلا أعددنا ذلك تدخلا في شئون السودان الداخلية وعاملناهم بالمثل نحن حريصون على صداقة كينيا ولكننا أحرص على أمن السودان ونود أن تبادلنا كينيا خيرا بخير وألا تجبرنا أن نبادلها شرار بشر. أن حرصنا على السلام وعلى تنظيم الإغاثة الإنسانية بصورة حضارية غير معودة في كثير من البلدان لا ينسينا واجبنا الأمني . لذلك فإننا قد وضعنا خطة قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى لتأهيل قوات الشرطة والقوات المسلحة لمواجهة الواجب الأمني وسوف نزيد من تأهيل قواتنا المسلحة والشرطة بتعبئة بأكبر درجة من العطاء لمواجهة العدوان وحماية أمن السودان.
المسألة السادسة : لقد قررنا إلغاء قوانين سبتمبر وإصدار قوانين بديلا مستمدة من الشريعة الإسلامية والعرف تعيد الحياة إلى أصالتها وتراعي مستجدات العصر وفق اجتهادات ودراسات تأخذ في اعتبارها الموروث السوداني وستكون أهم سمات هذه القوانين أنها :ـ
أ‌. القوانين الشاملة التطبيق ستكون هى القوانين المتفق بصفة شاملة على مصدرها.
ب‌. القوانين المخصصة التطبيق ستكون هى التي تلبي تلطع الأغلبية المسلمة لتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية .
ت‌. تحديد وسائل التخصيص والتوفيق بين حق المواطنة الشائع للجميع والالتزام الإسلامي ستقدمه الحكومة بالتفصيل المطلوب في أسرع وقت ممكن
ث‌. وأننا لتعجب من موقف الذين يقولون أننا نوافق على أن نصدر أحكام إسلامية ما دامت لا تمس حقوق المواطنة أو حقوق الدينية لغير المسلمين يقولون ذلك ثم يطالبون بأرجاء البحث في الموضوع إلى حين المؤتمر القومي الدستوري أن المؤتمر القومي الدستوري سينظر في طبيعة الدولة وعلاقة الدين بالسياسة ولكننا الآن بصدد قوانين إذا لم نصدرها فسوف نظل تحت قوانين سبتمبر 1983 فهل هذا ما يريد الآخرون ؟ أننا في الطريق إلى المؤتمر القومي قد تطرقنا لبعض القضايا التي سوف يتطرق إليها.
لأننا لا يمكن أن نبقي في فراغ ثم يأتي المؤتمر ليقرها أو يعدلها ، فمثلا نحن قررنا بشأن المشاركة الجنوبية في السلطة على أن تكون في مستوى السلطة التنفيذية بنسبة سكان الجنوب من نسبة سكان السودان .كما قررنا بشان التنمية المتوازنة والعدل في توزيع الثروة وهلم جرا . ومهما كان من أمر المؤتمر القومي الدستوري فانه لن يأتي بجديد في أمر القوانين لأنه لن يقنع المسلمين بالتخلي من أحكام الإسلام ولن يقنع غير المسلمين بقبول تطبيق أحكام الإسلام عليهم فلم يبق إلا الحل الوفاقي وهو تحديد القوانين الشاملة التطبيق وربطها بحق المواطنة وتحديد القوانين الأخرى على أساس من التخصيص . أن بعض الناس ـ جريا وراء الفتنة الدينية يقولون أن الإسلام لا يسمح . وهذا قول مردود فالنبي (ص) خط لنا سنة في صحيفة المدينة كما أن الله سبحانه وتعالى قال :
(وأنزلنا إليك الكتاب بالحق ومصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه وشرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما أتاكم فاستبقو الخيرات ..الآية وقال ( فان جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وأن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط أن الله يحب المقسطين.
المسألة السابعة : الخدمة العامة في بلادنا مترهلة والسلبيات كثيرة سواء كان ذلك في الخدمة المدينة أوفي المؤسسات العامة وقد وضعت تقارير قومية ودرست كل وجوه الضعف والنقص و التقصير في الخدمة العامة. لقد كلفت وزارة الخدمة العامة والإصلاح الإداري بدراسة تطبيق توصيات تلك الدراسات على أساس يرفع من فاعلية الخدمة العامة ويمكنها من ترجمة الحماسة السياسية التي تعبر عنها القيادة السياسية والتطلعات المشروعة التي تعبر عنها القاعدة الشعبية في شكل إنجازات عملية .
المسألة الثامنة : الإصلاح التعليمي في التعليم العام والتعليم العالي ذلك الإصلاح الذي حددته دراسات قومية وأوضحت الحاجة المحلة للأتي:ـ
أ‌. التركيز على التعليم الفني والمهني
ب‌. ربط التعليم بالحاجة التنموية
ت‌. التخطيط التربوي
ث‌. تأصيل التعليم
ج‌. إخضاع التعليم الخاص والأجنبي للخطة التعليمية الوطنية
ح‌. ربط البعثات الخارجية بالخطة التعليمية
خ‌. وضع خطة لعلاج مشكلة الفاقد التربوي
المسالة التاسعة :
لقد قرر ميثاق الوفاق قومية الإعلام الرسمي وتنظيمه وفقا للقيم والمعايير الدينية والإنسانية والخلقية والعرف وذلك بقانون يحترم حريته ويضبط ممارسته دون المساس بالحقوق الدستورية وهذا ما سوف نلتزم به . كذلك لقد اتضح لنا كثير من القوى الدخيلة أن تستغل حرية الصحافة السودانية.
للإساءة للصحافة وللسودان مما يوجب وضع ضوابط لحماية السودان وصحافته كذلك ظهرت معالم إعلامية داخلية تشايع الطابور الخامس للعدو وتتحالف مع حملة أجنبية تحاول تشويه صورة السودان دامغة بالتورط في مخالفة حقوق الإنسان والحقوق الدينية بل محاولة أن تصور السودان بؤرة للاضطهاد الديني والعرقي مع أن أي شهادة منصفة تنفي ذلك بل يستطيع السودان أن يتحدى أن حقوق الإنسان والحقوق السياسية مكفولة فيه بصورة منقطعة النظير . أما الحقوق الدينية فالكنائس السودانية تنعم بحية ذاتية لا تجدها حتى في البلاد الأفريقية التي يحكمها مسيحيون أننا سوف نتصدى بصوت الحق لأكاذيب الطابور الخامس التي يحكمها مسيحيون . أننا سوف نتصدى بصوت الحق لأكاذيب الطابور الخامس وحلفائه في الوسط الدولي لبيان حقيقة الأوضاع في السودان.
المسألة العاشرة : لقد اتضحت معالم سياستنا الخارجية وهنا أود أن أوكد أن السودان هو صاحب المبادرات الدولية اليوم قضايا هى :ـ
• الدين الخارجي
• حقوق الإنسان
• محاربة الجفاف والتصحر
• قضايا اللاجئين
• الدعوة للسلام في القرن الأفريقي والبحر الأحمر
• التصدي الدولي للحروب الإقليمية
وفي هذا المجال فأننا بالوفاق الذي عالج قضية أفغانستان ونتطلع للشعب الأفغاني الحر يمارس حياته إلى جانب الآخرين في الأسرة الدولية . ونرحب بوادر الانفراج في الأزمة الليبية التشادية برسالة العقيد معمر الغذافي لمؤتمر القمة الأفريقي باعترافه بنظام الحكم في تشاد وسوف نسعى لتطبيع العلاقات الليبية التشادية . نرحب ببوادر السلام في حرب الخليج ونؤكد تأييد لقرار مجلس الأمن 598 ونناشد الجمهورية الإسلامية في ٍإيران الإسراع بتأييد القرار الذي قام على الاعتدال ومراعاة حقوق الجميع وسنكون على استعداد للمساهمة في بناء السلام وإعادة الجسور بين الأطراف التي فرقت بنها الحرب
لقد قامت هيئة الأمم بوساطة من شأنها أن تضع حدا لحرب الصحراء الغربية ونحن في السودان نناشد الأطراف المعنية الإقبال على توصيات لجنة الأمم المتحدة ونعتبر التقارب بين المغرب والجزائر بارقة أمل في طريق تضميد هذا الجرح لمصلحة شعوب المنطقة . أننا نحي بالإكبار والتقدير انتفاضة الشعب الفلسطيني التي بلغت نف عام من العمر وسوف يلعب السودان دورا رائدا في مؤتمر القمة العربي في الجزائر محددا موقفه من دعم الانتفاضة وحماية الخط القومي من الانتكاس والإبقاء على الموقف العربي مشدودا إلى أهدافه العليا . لقد لعب السودان دورا رائدا في القمة الأفريقية الأخيرة وقدم برنامجا محددا لربع القرن القادم وأننا سوف نقدم برامج عملية لدعم الثورة الوطنية في جنوب أفريقيا وناميبيا.
أن السودان يقوم بواجباته الإسلامية والعربية والأفريقية بمبادرات وأقدام رغم ما يواجه من ظروف العدوان والفقر والتخلف والتآمر الداخلي والخارجي ذلك فان الذين يستغلون ظروف الحرية والتسامح في السودان للإرهاب والتخريب يستحقون منا التصدي والردع .لقد أصدرنا قاونا الأمن الوطني أقمنا جهاز أمن السودان لكشف المؤامرات التي تحالك ضد وطننا الآمن وسوف ندعم أجهزة أمننا لاحتواء الخطر التآمري على بلادنا ونناشد المواطنين الذين بوعيهم وتعاونهم تمكنت الشرطة من تحقيق نجاح كبير وقبضت على الجناة في حادث تفجير الفندق .هؤلاء القتلة الذين استباحوا حرية الوطن ومواطنيه .لقد كان قبضهم والتحقيق معهم شهادة للكفاءة للتعاون الرسمي والشعبي الذي يحقق الديمقراطية ونرجو أن تكون محاكمتهم كذلك شهادة للكفاءة السودانية. أننا نقول لكل الأجانب المندسين في بلادنا لأغراض التخريب والإرهاب ولأعوانهم من مرضى القلوب من السودانيين بارحونا بأسرع ما تستطيعون وإلا فحتما ستجدون منه ما تكرهون .أن سيادتنا الخارجية التي فتحت دروبا واسعة في العلاقة بيننا وبين الدولتين العظميين وفتحت مجالات واسع في التعامل مع دول أوربا لاسيما الغربية ووسعت العلاقات مع دول آسيا لاسيما العملاقان العظيمان اليابان والصين ستمضي في سيبلها للانفتاح على العالم وستحرص على دورها في مجالات الانتماء العربيـ الأفريقي الإسلامي وسوف نكرس خصوصية العلاقة مع بعض الجيران الأقرب مع الحرص الشديد على حسن العلافة وحسن الجوار مع كل جيراننا فتحن نريد مع جيرانا تعاونا تاما في ظل ميثاق الوحدة الأفريقية ولكن الذين نسوا الجغرافية والتاريخ منهم نقول لهم يا أيها الذين سيكنون في غرف الزجاج كفوا عن حجارتكم .
أخي الرئيس
زملائي النواب
سوف يقدم كلم زملائي الآتي ذكرهم بيانات وافية وهم:ـ
أ‌. وزير التجارة الداخلية والتموين :بيان عن الخطة التنموية
ب‌. وزير الزراعة :عن الاستعداد للموسم الزراعي 88/1989.
ت‌. وزير التربية والتعليم ورئيس المجلس القومي للتعليم العالي : عن الاستعداد للسنة الدراسة .
ث‌. وزير الدفاع والداخلية بالإنابة : عن موقف الأمن في الوطن
ج‌. وزير الطاقة والتعدين : عن خدمات الماء والكهرباء
ح‌. الأخ انجلو بيدا رئيس مجلس النواب بالجنوب : عن الإدارة والأمن والخدمات في الجنوب
ثم الخ وزير المالية ومقرر المجلس القومي للتخطيط الاقتصادي الذي سيقدم خطاب وبيانات الميزانية العامة 88/1989 وميزانية التنمية لنفس العام .هذا وأنني أرجو أن يوفقنا الله للالتزام بنهج الوفاق وأن تتجاوب المعارضة معنا للتعاون فيما يحشد الطاقات لبناء الوطن.

Post: #140
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:55 AM
Parent: #1

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
في افتتاح المهرجان الثقافي
للاتحادات الطلابية
بتاريخ 20يونيو 1988

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الآمر:
(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)
والصلاة والسلام على نبيه القائل:ـ
" يد الله مع يد الجماعة"
أخواني وأخواتي
أبناء وبناتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاكر للجنة المشتركة للاتحادات الطلابية لدعوتي للتحدث إليكم في افتتاح هذا المهرجان الثقافي الهادف. والحقيقية هى أنه يليق بنا أن نسعد ونحمد لله كثيرا أن إزالة فترة فيها تفريق الفكر الإسلامي في السودان أذاق بعضنا باس بعض بصورة كانت قد جعلت في النفوس قصة حتى كان بعضها يشعب ذلك الشعور الذي وصفه البحتري:ـ
إذا أحتر بت يوما ففاضت دماؤها تذكرت القربى ففاضت دموعها
لاسيما ونحن نعلم من حقائق داخلية وحقائق خارجية أنه توجه ضد كياننا وكينونتنا وهويتنا وقيمنا مؤامرات عديدة ذات جذور داخلية متآمرة وفروع خارجية مستبيحة حتى أنه نصبت للفرقين الحبائل، وحتى أننا كنا ولا زلنا نتابع هذا التآمر الداخلي الخارجي ضد جلدتنا وكينونتنا وكنا نواجه هذا الموقف بشيء من عدم الوعي بأبعاده كلها والانصراف إلى نزاعات فرعية بيننا فقنا الله الآن إلى تجازها فله الحمد والشكر كثيرا ، أنني كما ذكرت الأخ مهدي من الذين يعجبون كثيرا لتلك الظاهرة التي أورثها الله بلادنا إذا أن معاهدنا التي خطط لها أن تلعب دورها في سلخ كيان هذه الأمة وجلدتها كانت هى رأس الرمح في مواجهة وجدت للسلطة والثروة وأجهزة الإعلام وأنها سوف تتمكن عن طريق ما تولي من اهتمام بالبراعم وبالطلائع وبغيرها من كتائب الجيل الجديد أنها سوف تستطيع خاصة في توجهها مرة أخرى تحقق 1لك الحديث النبوي " الكيد والبغي والمكر مردودات على صاحبها " : لذلك حدث تماما أنه من الشباب في المعاهد الجامعات والمساجد جاء التعبير عن تأكيد الأصالة والمحافظة عليها. وهذا أيضا من مكونات ما أنجز أبناؤنا وبناتنا في تلك المرحلة الهامة. لقد تصفحت برنامج المهرجان الثقافي وأشيد بما فيه من أحاطه ورنما فيه من استعداد لتنوير وتأهيل الحركة الطالبية في وحجتا المكتسبة لمواجهة المسئوليات والظروف المختلفة، كنت ولا زلت أرى أنه في الحياة تسع مطالب لا يمكن لنشاط ما أن يكون جادا لأن الجدية هى الإحاطة أي إذا استطاع أن يحيط بها، مطالب روحية ومادية خلقية واجتماعية، عاطفية،مصرفية، ترويحية، فنية رياضية، هذه في جملتها مطالب الحياة التي أري أن الحركة الطلابية إذا استطاعت أن تبرمج لدورها فيها وفي كل مجالاتها فإنها تستطيع أن تلعب دورها كاملا في حياة بلادنا وأنا أتطلع لأن يقوم هذا المؤتمر أو هذا المهرجان الثقافي بدراسة هذه المجالات المختلفة في البرنامج التي قدمها والتوصل عب اجتهاد جاد ومسئول لآراء وتحليلات وتوصيات ،ففي الديمقراطية والشورى التي تنعم بها بلادنا كل اجتماع جاد هو برلمان و كل اجتماع مسئول هو قناة تصب في النهاية في صنع القرار ،ولذلك فهو منتظر ومتوقع ومتابع ويمكن له أن يلعب دوره كاملا إن شاء الله لاسيما في مجالات معينة سوف أذكرها ، أما المجال الأول فضرورة التنبيه والتأكيد والتثبيت لنهج الوفاق ومعاني ذلك الميثاق الذي يحدد ويحسم هوية الأمة ونهجها في نفس الوقت الذي يتيح فيه فرصة واسعة للتعامل مع التنوع الديني والعرقي والثقافي الجهوي وهذا هو أسلوب من أساليب التجربة السودانية إذا نجحنا فيها لا أعطينا غيرنا من المجموعات الإسلامية المعاصرة القدوة للخروج مما هو فيه من طريق مسدود.
ثانيا: الدور الذي يمكن أن تلعبه الحركة الطلابية في الاصطلاح التعليمي المنشود لاشك أبدا أننا نعلم أنه عبر مؤتمرات كثيرة ودراسات كثيرة قد اقتنعنا تماما بضرورة إصلاح أساسي في التعليم في بلادنا العم والتعليم في بلادنا العالي وترشيد وتوجيه التدريب والبحث العلمي لتخضع لأولويات تخضع لمصلحة الوطن العليا ولعل مما زكى الأخ الشيخ محجوب لما تولى مسئولية وهى مسئولية يخلط الناس ألفاظها لأن حقيقتها أنه وزير التربية والتعليم ورئيس المجلس القومي للتعليم العالي والبحث العلمي الذي زكى أو زكاه لهذا أنه كان رئيس لجنة قومية بحثت وتقدمت بتوصيات حول تخطيط وتأصيل وترشيد التعليم العالي في بلادنا، واعتقد أنه أكثر من يتمكن أن شاء الله من تطبيق هذه التوصيات التي لها شأنها أن شاء الله في تخطيط وتحديد ألا ولولايات وتأصيل التعليم في بلادنا. والذي وأرجوه أن تتمكن الحركة الطالبية من أن تلعب دورها المشارك والإيجابي والجاد والمسئول في هذا المجال الحيوي الهام. كذلك هناك المجال التنموي وما فيه من ضرورة تخطيط دخلنا مراحلها وتطلع ليتحرك المجتمع بكل قدراته . والشباب هو مرحلة القدرات الفائقة الفائضة المتوثبة التي نرجو أن تنخرط وتشترك في هذه المسألة بهمتها المعهودة ، كذلك هناك المجالات المختلفة التي تحدث عنها المتحدثين من حيث المسائل التموينية وتوفيرها وحسن توزيعها. والمسائل الأمنية والعين الساهرة المتابعة أو المراقبة. ولاشك أبدا، ولاشك أبدا أن الحكومة مهما اتسع سندها البرلماني ومهما اتسعت قدرات أجهزتها محتاجة للشعب بكل قنواته لاسيما الحركات الطالبية والشبابية والنسوية في يتعلق بالخطة التموينية أعتقد صادقا أن الحكومة تستطيع أن توفر المواد ولكن توزيعها من المشاركة الشعبية، كذلك الأمن، فالأمن في كل جوانبه من حيث الخبر أو عزل المجرم أو مواجهة الأجرام في كل هذه المجالات فأن للشعب دورا هاما في هذا المجال والحركة الطلابية تستطيع أن تلعب دورا كبيرا جدا في هذا. بما أنني دعيت لأشترك في برنامجكم الثقافي في هذا المهرجان اعتذرت لا لعدم الاهتمام. ولكن لأن الموضوع يحتاج لاجتهاد ليس عندي الآن من الوقت ما أيذله فيه ولكن قد كتبت في الموضوع الذي كلفت بتقديم محاضرة حوله. كتابات عديدة سأتيحها ولكن كتبت في الموضوع الذي كلفت بتقديم محاضرة حوله كتابات عديدة سأتيحها لكم ربما أمكن أن تناقش كجزء من اجتهاد حول قضية الاقتصادية الإسلامي ولكن المهم أنني أعتقد أن البرنامج من حيث هو برنامج جاد ومحيط وأتمني لها التوفيق رغم أنني لم أتمكن من المشاركة فيها بالقدر المطلوب للزمن الذي اعتذرت به وقبل أن أنهي حديثي هذا أود أن أقول أن بلادنا هذه مستهدفة. مستهدفة لأشياء معلمة وواضحة معنوية ومادية، ولكن هناك أمور هى مستهدفة، بسببها غير واضحة وأشير إليها الآن في حديث قصير أن السودان هو البلد فريد في أن الدعوة الإسلامية فيه ناشئة كمطلب شعبي بصورة تجاري وتضاهي المطالب الشعبية الأخرى بصورة لا يوجد لها نظائر كثيرة هذا يعني أنه إذا استطاع السودان أن يقدم تجربة إسلامية من منطلق هذه المفاهيم وفي إطار الحريات الأساسية وفي إطار هذه المعاني فيكون السوداني قد قدم نموذجا لا يمكن الرد عليه من أولئك الذين يكيدون إلى الإسلام ويعتقدون أن الإسلام يفرض بحد القوى وأن الإسلام دائما يأتي بالوسائل التي ينكرونها . ولكن إذا قدم السودان نموذجا للتطبيق الإسلامي بالصورة المذكورة هذه فإنه بذلك يتحدث مع العصر وبلغته ويهزم العصر في منطقه ويقدم الإسلام بالصورة التي تلجم الجميع تقحم الجميع أمام هذا الأجراء. الناحية الثانية هى النموذج وهذه التجربة في وجه أنظمة مختلفة في عالم اليوم تقهر شعوبها وتحرص على نفي أصالتها وكينونتها ولذلك ينصب نفسه حقيقة محاميا لهؤلاء المستضعفين ،وبذلك في الواقع يلعب دورا كبيرا جدا تفي هذا المجال . لذلك فالسودان مستهدف مستهدف لأن هذه التجربة إذا نجحت تلجم وتقحم منطق الكثير ولأنها أيضا إذا نجحت يسقط كثيرا من النظم والأنظمة والأجهزة التي قامت بقمع شعوبها ونفى حقوقها ومصادرة حرياتها لذلك فنحن مطالبون لإنجاحها لكي تنجح هذه التجربة ولكي تقوم هذه التجربة بالإفحام بين شمالها وجنوبها وجنوب الصحراء ، واسطة العقد في أفريقيا السمراء وأفريقيا العربية واسطة العقد بين المشرق و المغربي العربي ، واسطة العقد بين أفريقيا في غربها وقرنها وشرقها ، ولذلك فهو يلعب دورا استراتيجيا هاما جدا ، وإذا نجحت فيه توفيق لطيف وصحيح بين الأصالة والتنوع بين الوحدة والتنوع فأنه بذلك يحقق انتصارا حضاريا كبيرا وهو في ذلك يسلخون جلدتنا وأن يفرضوا علينا تبعيتهم وأن يجعلوا أصداء لأصواتهم وأفكارهم وثقافتهم لذلك فالسودان مستهدف وسيظل مستهدفا طالما هذا التوجه حقيقيا فيه ، وطالما هذا الالتزام حقيقي فيه ، وطالما استيقظت القوى الإسلامية في السودان لهذه الحقائق وأدركت أنها مستهدفة ولذلك وحدت كلمتها واستعدت لمواجهة هذا الأمر ن فسنواجه كثيرا من الانتقادات وكثيرا من المؤامرات الداخلية ضد هذا التوجه وضد هذا التأصيل وضد هذا النموذج أو هذه القدوة التي إذا نجحت لكان لها أثرها البعيد في كل المجالات التي ننتمي إليها في أفريقيا العربية وأفريقيا السمراء.
أبنائي وبناتي..
كما قلت لكم لقد سعت باستعراض برنامجكم الذي اخترتموه لهذا المهرجان ولا يسعني إلا أن أدعو الله سبحانه تعالى أن يوفقكم توفيقا كبيرا فيما تتطرقون إليه من بحث ودراسات وتوصيات وأعلموا أنكم إذ تفعلون ذلك تشكلون قناة من قنوات الوعي والبعث واليقظة الإسلامية السودانية وإنكم بما تتطرقون وتحققون تشكلون برلمانا من برلمانات السودان وشريحة من الشرائح التي تصب في النهاية في صنع القرار السوداني الكبير فاجتهدوا يوفقكم الله في هذا العطاء.

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
بمناسبة عيد الأضحى المبارك
بالجزيرة أبا
بتاريخ 24 يوليو 1988م

الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر
الحمد لله القائل ذلك ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب والصلاة والسلام على نبيه الذي فصلت سنته العبادات والشعائر وتركت الناس على المحجة البيضاء ،والحجة الثابتة في قوله: تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا أبدا: كتاب الله وسنتي وبعد.
أحبتي في الله وأخواني في الوطن، إن عبادات الإسلام من صلاة وصيام وحج وزكاة و غيرها تتكامل فيما بينها لتحقيق ثلاثة أهداف هامة الهدف الأول: توثيق الصلة بين الإنسان وخالقه سبحانه وتعالى.
الهدف الثاني: تزكية النفس الإنسانية لتتجه نحو الطيبات وتنفر من الخبائث. والهدف الثالث: تهذيب العلاقات الاجتماعية لتقوم على المعروف وتتباعد عن المنكر. كل عبادات الإسلام ملزمة للمسلم العاقل ولكن بعضها شرطه الاستطاعة، الحج لمن استطاع إليه سبيلا، والزكاة على من ملك نصابها، والصيام على من لم يكن مريضا أو مسافرا، والأضحية التي سنت اليوم شرطها الاستطاعة فمن لمن يستطع لفقر لا تجب عليه إنما يجب على المستطيع شاة سليمة الأعضاء ويجب ذبحها نهار اليوم بعد الصلاة أوفي بقية أيام التشريق ويستحسن أن يأكل صاحبها وأسرته ثلثها ويهدي لأصدقائه ثلثها ويتصدق للمحتاجين بثلثها.
فالأضحية قربان للمولى عز وجل "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم" (آية 27الحج). وهى ذكرى لقصة إبراهيم وإسماعيل عليها السلام إذ امتثلا لأمر ربهما وكاد أبو الأنبياء أن يذبح وحيده وفي اللحظة الأخيرة بعد أن صحت منهما النية وظهرت نيتهما العزمية جاءهما الفرج قال تعالى "فلما بلغ معه السعي قال يا ابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى؟ قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إنشاء الله من الصابرين. فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين، وفديناه بذبح عظيم".
هكذا كانت قصص الأنبياء عبرة لمن اعتبر ودلالة لمن استدل بأن بلاءات المؤمنين امتحانات وخيرات المعرضين إمهالات والعاقبة للمتقين.
أحبابي في الله:
لقد ختم الله رسالاته بالإسلام وأراد لأهل السودان أن تسلم غالبيتهم فأسلموا طوعا واختيارا.
والإسلام يبدأ من الشهادة ويتدرج إيمانا وتقوى وعلما حتى يبلغ درجة عليا فيها تمام امتثال الفرد لما جاء به الوحي درجة يصورها قول النبي (ص) "حتى يكون ما جئت به موافقا لهواه"، وكما الإيمان درجات والتقوى درجات والعلم درجات، فإن الالتزام بأحكام الإسلام درجات فأهل السودان الآن يلتزمون غالبا بأحكام الإسلام في العبادات وكذلك يلتزمون غالبا بأحكام الإسلام في الأحوال الشخصية ونحن الآن بصدد الارتقاء إلى درجة أعلى من تطبيق الأحكام الإسلامية على مجالات الحياة الأخرى في مجتمع فيه مسلمون وفيه آخرون من المواطنين وهناك علاقة مواطنة بين الجميع بحيث لا يعتبر أن المسلمين قد غلبوا الآخرين بعد حرب وفي ظروف دولية فيها غلبة لغير المسلمين.
إننا سائرون في تحقيق درجات أعلى من الالتزام الإسلامي والتطبيق لشرع الله آخذون في حسباننا كل عوامل الواقع السوداني والوسط الدولي المعاصر وهذه هي مهمة القيادة في الإسلام أن تقرر في هذه الأمور، فالنبي في مكة التزم سياسة وفي المدينة التزم سياسة، والدولة الإسلامية في مهدها التزمت وفي أوج قوتها التزمت سياسة وهذه السياسات لا تتعارض في جوهرها وانما جوهرها واحد واختلافها اختلاف تلاءم مع ظروف اجتماعية ودولية مختلفة ظروف تعرفها وتقرر بشأنها القيادة الإسلامية ولا تترك مغلقة بلا توجيه ولا تفوض لمقياس ولا تترك مغفلة بلا توجيه ولا تفوض لمقياس النصوص وحدها لذلك قال الإمام المهدي عليه السلام قولته المشهودة " لكل وقت مقام حال ولكل وزمان وأوان رجال",
السودان يخوض تجربة الالتزام الإسلامي وتوسيع تطبيقاته في واقع جديد وظروف عصرية مستحدثة وكل من أهل القبلية يتطلع لنجاح التجربة السودانية لاسيما وهى تجربة محاولات التطبيق الإسلامي الحديثة التي جاءت أما ناقصة الوعي بالإسلام وصدق التوجه وأما ناقصة الوعي بالواقع المعاصر والظروف الدولية وأما ناقصة الوسائل الصحيحة لقيامها في ظروف القهر الشورى والحرية لذلك جاءت لتطبيقات عاجزة وفاشلة وحجة لأعداء الإسلام لا حجة للمسلمين التجربة السودانية هى التي عليها المعدل في إعطاء القدوة وتصحيح التشويه فهى اليوم طليعة الإسلام . ولا يسعنا في هذا المجال إلا استنجاز وعد الله :" أن الله يدافع عن الذين آمنوا" (الآية ) وقال النبي (ص) يد الله مع الجماعة اتبع السيئة بالحسنة تمحها .وقال استغفروا الله ,أكثروا من الاستغفار .

الخطبة الثانية

الله أكبر ، الله اكبر ، الله أكبر
الحمد لله القائل وكان حق علينا نصر المؤمنين والصلاة والسلام على نبيه القائل إذا أراد الله أمرا هيأ أسبابه وبعد..
أحبائي في الله وأخواني في الوطن الغالي: لا يستطيع أحد مهما كان عزمه أن يحقق كل أهدافه في وقت واحد بل العاقل هو الذي يعرف أهدافه العليا ويسعى نحوها بخطوات جادة .
ثانية .ونحن في السودان الآن نعتبر القضايا آلاتية هى الممكن تحقيقها في ظرف العامين القادمين ، إ نشاء الله:
أولا: تأهيل وقواتنا المسلحة وقدراتنا الأمنية لاحتواء العدوان الغادر الموجه ضد بلادنا في الجنوب والاضطرابات الأمنية الأخرى في بقية أنحاء السودان هذا التزامنا وقد قطعنا نحوه شوطا كبيرا
ثانيا: الدعوة للسلام والعمل للحل السلمي الديمقراطي لمشاكل بلادنا فوحدنا كلمة الشعب حول إستراتيجية السلام تحضيرا للمؤتمر القومي الدستوري وعرضنا مبادرة سلام محددة توضح الخطوات التمهيدية لعقد المؤتمر ثم توضح المؤتمر من حيث موعد انعقاده وموضوعاته والمدعوين إليه ثم تبين ما يعقب المؤتمر من خطوات انتقالية . وجاءنا أن الجماعة التي تمردت وحملت السلاح ضد الوطن ـمازالت تبحث تلك المبادرة فإذا استجابت فإننا نستطيع المضي قدما نحو المؤتمر القومي بعد أن نتفق على إجراءات وقف إطلاق النار
ثالثا:
التنمية الاقتصادية: وفي سبيلها أصدرنا البرنامج الرباعي للإصلاح والإنقاذ والتنمية ولتوسيع التشاور حوله كونا المجلس القومي للتخطيط الاقتصادي .
وفي ظل البرنامج نرجو أن تنجح خططنا التنموية لتوفير الضروريات للمواطنين في كل مكان .فإننا لا نجد صعوبة في توفير المادة التنموية ولكن وجدنا صعوبة في توزيعها بطريقة عادلة ومراقبة أسعارها. وهى صعوبة نأمل أن يتكامل الجهد الرسمي والشعبي لتذليلها وفي ظل البرنامج المذكور فإن منطقة النيل الأبيض سوف تزود بالكهرباء مما يتيح لها الإنارة والري المستديم وقد اتفقنا مع يوغسلافيا على تنفيذ هذا العمل. أما الجزيرة أبا فسوف يتم تطويرها على أساس عمل زراعي صناعي نموذجي تجري تفاصيله الآن مع الإيطاليين لتلعب الجزيرة أبا دورها التاريخي قدوة للإصلاح والتنمية لبقية أنحاء الوطن.
رابعا:
التزمنا بإلغاء قوانين سبتمبر وإصدار قوانين بديلة شرعنا فيها الآن على نحو ما سوف تثمر التجربة السودانية المذكورة في الخطبة الأولى.
خامسا:
التزمنا بالميثاق الاجتماعي الذي يرتضيه المستثمرون والعاملون والدولة لتنظيم الحقوق والواجبات وتحقيق السلام الاجتماعي وشرعنا في ذلك.
سادسا:
التزمنا بسياسة خارجية تحفظ لنا حرية القرار وتمكننا من المبادرات الأصلية في الأوساط الدولية والعربية والأفريقية والإسلامية وتمكننا من المشاركة في إخماد النزاعات الإقليمية. لقد حققنا إنجازات عديدة في سياستنا الخارجية فمبادراتنا للدين الخارجي، واللاجئين، والتصحر، وحقوق الإنسان وجدت تجاوبا دوليا كبيرا وصارت مسألة السلام الإقليمي سمة من سمات المسرح الدولي.
ويسرنا الآن أن نشهد حل مشكلة أفغانستان وأن نشهد ثمار المجهودات بما فيها مجهوداتنا لوقف إطلاق النار وإنهاء حرب الخليج فالتهنئة للعراق ثم لإيران على قبول مشروع السلام ونحن أسعد الناس بحقن دماء المسلمين.
إننا سوف نقوم بمبادرة إسلامية للأخذ بيد أفغانستان لتتبوأ مكانها المرموق في عالمنا الإسلامي كما نواصل العمل للوفاق بين السنة والشيعة والعرب والإيرانيين ليعيشوا جيرانا متعاونين.
لقد ساءنا إسقاط الطائرة المدنية الإيرانية وترحمنا على أرواح ضحاياها ونعتبر إسقاطها خطأ جسيما، نقدر لأمريكا اعترافها به ونطالبها أن تعتذر عنه وأن تعوض ضحاياها ونرى انطلاقا من قبول خطة السلام سحب الأساطيل الدولية من الخليج وتأمين حرية الملاحة فيه باتفاق الدول المطلة عليه.
أحبابي في الله وأخواني في الوطن ..
هذه هي أهدافنا المرحلية وقد قطعنا فيها شوطا ملموسا ونأمل بعناية الله وعزيمة الشعب أن ننجزها جميعا للاستعداد لخطوات أخرى بعدها.
أحبابي في الله ..
لقد أجرينا تعديلات في تنظيمات حزب الأمة ليستعد للمرحلة القادمة وسوف يوضح تفاصيلها منشور صادر من رئيس الحزب وسوف نتجه لعمل جاد في كل المجالات إنشاء الله وسندعو لمؤتمر الحزب العام الثاني في 26 فبراير 1989م. أما الأنصار فسوف يراجع التنظيم أيضا على أساس من الشورى وعلى ضوء ذلك ندعو للمؤتمر العام لهيئة شئون الأنصار وبذلك تكون تنظيماتنا الشعبية الأنصارية قد اكتملت متجنبة كل نقاط الضعف إنشاء الله ومنطلقة لمستقبل أفضل.
أحبابي..
أعفو منا ومن هفواتنا ونحن عافون منكم لنجدد بمناسبة العيد الصفاء بيننا فنحن أسرة وجدانية واحدة تكمل محبة الروح وروابط التاريخ وتطلعات المستقبل ما قصر فيها من وشائج الأرحام.
اللهم احفظ كياننا ووفقها على طريق الحق واحفظ سوداننا ووفقه على طريق الأصالة والعدالة والرخاء والمجد. وارحمنا وارحم آباءنا واهدنا واهد أبناءنا. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

Post: #141
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:56 AM
Parent: #1

في الجلسة الافتتاحية للمجلس
القومي للتخطيط الاقتصادي
20 أغسطس 1988م

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله استخلف الإنسان في الأرض ######ر له مجوداتها. والصلاة على المصطفى جعل السعي للكسب المادي والعدل في توزيعه بين الناس واجبا دينيا.
أخواني وأخواتي أعضاء المجلس القومي للتخطيط الاقتصادي وضيوفنا الكرام
ارحب بكم في الاجتماع الافتتاحي لهذا المجلس الأول في تاريخ السودان الحديث لتراث التخطيط التنموي في السودان والمصب الواسع لاجتهادات وتوصيات كل المؤتمرات والندوات ذات الموضوعات الرافدة.
أخواني أخواتي وضيوفنا الكرام
سيكون حديثي لكم هذا الصباح من مقدمة وخمس نقاط.
المقدمة:ـ
1. إن السودان اليوم يخوض تجربة متعددة الفصول فيها الممارسة الديمقراطية في التطوير العصري المتعامل مع التنوع والمتغيرات ، وفيها فصل المحافظة على الوحدة الوطنية مع إشباع تطلعات التنوع و المتغيرات ، وفيها فصل التعامل الإيجابي الدولي مع المحافظة على حرية القرار الوطني ، وفيها فصل التجربة التنموية الفاعلة المشددة لأهداف اجتماعية معينة.
فصول التجربة السودانية متعددة ونحن اليوم بصدد فصل واحد هو الفصل التنموي الذي نجتمع بلك الطيف السياسي والاجتماعي والفئوي السوداني لتداول الرأي حوله .جدير بي أن أذكر أننا نمارس تبادل الرأي حول مسيرتنا الاقتصادية ينبغي أن نتذكر أن الفكر المستنير داخليا وعالميا قد تجاوز الاستقطاب الحاد في التفكر الاقتصادي وصار الحوار بين الأطراف المختلفة أدنى إلى الإيجابية منه إلى التراشق العقيم.
2. كذلك أدرك الفكر السياسي والاقتصادي في عوالمنا النضج بحيث لم يعد واردا أن يردد الفكر الإنساني دوره وأن المطلوب هو أن تجمع توجهاتنا بين الأصالة والمعاصرة بلا انكفاء في الماضي ولا تبيعيه للوافد في إطار فكر صنع في الوطن ـ ضرب في امدرمان على وزن الريال الجيد.
3. ومهما تناطح الفكر فقد ظهر على السطح جليا مسلمات سبع في هذا المجال الاقتصادي لمن يعد لمنكرهن منطق معقول هن:ـ
أ‌. أن للمسائل الاقتصادية والمعيشية أهمية فكرية وسياسية بحيث لا أمن ولا استقرارا بدون إشباعها.
ب‌. لا قدسية للقطاعات ولكن لها جدواها الوظيفية العام والخاص التعاوني لكل دوره الذي يقاس بجدواه.
ت‌. الدور التنموي والاستثماري الخاص لا يقبل مطلقا ولا يرفض مطلقا بل يرشد في إطار خدمة مصلحة الاقتصاد الوطني وعلاقات النفع المتبادل التي أبرزها حوار الشمال والجنوب.
ث‌. التنمية الاقتصادية لها بعدها الإنساني على نحو ما ورد في إعلان الخرطوم ولها بعدها الاجتماعي على نحو ما سيرد في ميثاقنا الاجتماعي ولابد للتنمية من خذ هذين البعدين في اعتبارها
ج‌. التنمية لها بعدها الجهوي بحيث يستنهض المجتمع كله ويتوازن عطاء أقاليمه .
ح‌. الحرية بلا معيشة نقص يليق بالقاصرين ، والمعيشة بلا حرية تقصير يليق بالقصر وكلاهما الحرية والمعيشية ينبغي أن يتكاملا في عطاء يحقق للإنسان العدل الكرامة
خ‌. ينبغي أن يتكاملا في عطاء يحقق للإنسان العدل والكرامة وكلاهما الحرية والمعيشة ينبغي أن يتكاملا في عطاء يحقق للإنسان .
د‌. أن للدولة دورا تنمويا نشطا والتخطيط الاقتصادي الشامل وسيلة تقود بها الدولة مجتمعها نحو غابات التنمية
ذ‌. في ظل هذه المسميات يجتمع مجلسنا هذا كبرلمان اقتصادي أرجو أن يجسد الوعي والتطلعات الاقتصادية السودانية .
4.ولا شك عندي أننا سوف نساهم بفكرنا وتجاربنا بحرية تامة في مداولات هذا المجلس الفكري الذي سيكمل النقص في منطقه بإطلاق الاتهامات غير المشروعة
5.لقد سبق قيام هذا المجلس مشاورات كثيرة وواسعة ولكن ظروف الالتزام الدستوري فرضت المضي في إجازة البرنامج الرباعي في المؤسسة التشريعية للبلاد . وكانا الأفضل أن يناقش الأمر في بدايته في هذا البرلمان أساسية ثم يتسلسل الأمر حتى يبلغ القرار الدستوري . لكننا مع ما استرشدنا به من وراء عديدة قد جعلنا البرنامج فضفاضا بحيث يمكن أن ستقبل التعديلات الضرورية . بالإضافة إلى ما يمكن اقتراحه من تعديلات فسيكون لهذا المجلس دور منبر للتقويم والترشيد والمتابعة لسير البرنامج التنموي .
هذا الآن أما مستقبلا سوف يقوم بدوره كاملا كمجلس قومي للتخطيط الاقتصادي .
ومهما كان عزمنا التخطيطي محكما فسوف تظل هناك عوامل هامة توجب التعديل مما يوجب أن يكون برنامجنا مرنا قادرا على استيعاب المتغيرات دون يفقد كيانه بعد هذا المقدمة أتناول خمس نقاط هى:ـ
النقطة الأولى:ـ
يمر السودان بظروف وتشويه استثنائية فقد واجه الاقتصاد الوطني تخريبا على عهد النظام المباد كان كافيا لتخريبه نهائيا . فإذا أضفنا لأثار مايو المخربة الظروف الطبيعية من جفاف وتصحر المشاكل الأمنية الداخلية والوافدة ألينا لحق لنا أن نعجب كيف بقى للسودان اقتصاد؟وكيف استطاع هذا الاقتصاد أن يسجل نموا إيجابيا منذ سقوط الطاغية؟ إننا نخوض حربا عدوانية علينا بإمكاناتنا الذاتية ومساعدات الأشقاء لنا حالا ت استثنائية مشكورة .ولكن بعض البلاد المجاورة لنا والتي تخوض حوربا داخلية تزودها بالمال والعتاد دول غنية .اقتصادنا الوطني يواجه هذا الظرف الاستثنائي المرهق ويحمل على ظهره عبئا ميتا مكونا من لاجئين وافدين وموطنين نازحين يشكلون معا ما لا يقل عن 25% من حجم سكن السودان كلهم. هذه المعوقات الاستثنائية إذا استطعنا التخلص منها لا مكننا الانطلاق بسرعة هائلة نحو آفاق التنمية الاقتصادية لا سيما واقتصادنا الوطني يرقد فوق خمس فرص ذهبية هى :ـ
الأولي: البترول المكتشف الذي يمكن أن نسرع في استغلاله
الثانية: جدوى القطاع التقليدي وسرعة استجابته بإنتاج وفير بقليل من الترشيد.
الثالثة : الأموال السودانية الطائلة المغربة التي حالت ظروف دون تدفقها في قنوات الاقتصاد الوطني.
الرابعة: وجود عدد كبير من المؤسسات الاستثمارية التي يعوق إنتاجيتها مقدار محدود من التأهيل والمدخلات .
الخامسة : الاقتناع العالمي بضرورة التعامل مع عبه الدين الخارجي لا سيما في البلاد الأكثر فقرا بطريقة استثنائية ستمكن السودان من التخلص من هذا العبء
إننا إذا بصدد اقتصاد يعاني من تشويهات طارئة تشويهات ممكنة الإزالة وأمامه فرص ذهبية . فرصا ممكنة الاهتبال.
النقطة الثانية:
لا يستطيع قطر أن يعزل نفسه من الأسرة الدولية لابد لتنمية من معادلة صحيحة بين القدرات الذاتية والتعاون الخارجي ـوأن كانت القدرات الذاتية في السودان اليوم قد أنهكت تماما بفعل السلبيات المشار إليها سابقا وبفعل تغريب الثروة الوطنية.
أن للسودان وجها مقبولا عالميا استطاع بموجبه أن يتعامل مع المتناقضات وأن يحصل على قد كبير من التمويل الاستثماري الخارجي الذي فاق اليوم ثلاثة بملايين من الدولارات حصل السودان على هذا الحجم من الاستثمارات دون أن يكون ذلك على حساب وحرية القرار السياسي . بل إذا نحن فحصنا الاتجاهات الدولية المعاصرة لوجدنا أنها غالبة تسيير في اتجاه مارا هنا عليه ودعونا له من نطاق إقليمي ودولي الحالي يؤكد مزيدا من الفرص لبلادنا على صعيد التعاون شامل الاقتصادي والاستثماري والتجاري والثنائي منع الدول العربية الأفريقية والإسلامية ومعدل الصداقة في الغرب والشرق وآسيا.
أما على صعيد التعامل مع المؤسسات الدولية الاقتصادية فأننا ـ رغم المآخذ التي سنذكرها ـ نلمس تطورات إيجابية .
لقد كانت هذه المؤسسات تعاني من قصر نظر فكري ونهجي عالجه الوعي العالمي تدريجيا. بحيث نجد أن مؤسسات الأمم المتحدة المتخصصة كاليونسكو والفاو والصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية وغيرها تخلصت من القصور الفكري والنهجي الذي صحب مولدها وصار وعيها العالمي والإنساني والاجتماعي متقدما جدا.
أن من يناقش دور هذه المنظمات باعتبار ما كان علليه ماضيها متخلف يجادل في الثمانينات بحقائق الخمسينات.وحتى البنك الدولي كان رمز التدخل السياسي في شئون البلاد الفقيرة. على نحو ما حدث في موقفه في تمويل السد العالي وغيره من المواقف ـ حتى هذا البنك حدثت فيه صحوة الاقتصادية واجتماعية جعلت برامجه وسياسته واعية بالأبعاد الإنسانية والاجتماعية وواعية بالظروف الواقعية في البلاد المختلفة .أن تجربة السودان الراهنة مع البنك الدولي تؤكد أن الصحوة عمت منظمات الأمم المتحدة ـ التي كانت منغمسة في فكر لبرالي فردي ـبسطت شعاعها على البنك الدولي.
أما صندوق النقد الدولي أخو البنك الدولي فإننا نأخذ عليها أربعة مآخذ أساسية:ـ
الأول : أنه ينطلق من مفاهيم اقتصادية لها فاعليتها في الاقتصاد الرأسمالي المتقدم ولكنها لا تجد فاعلية مماثلة في ظروف التخلف الاقتصادي .ومن تلك المفاهيم لمقدسة عنده أداة سعر الرف للعملة الوطنية .
ثانيا: أنه مصوب العين نحو الآثار الاجتماعية لبرامجه
ثالثا: أنه مؤمن بجدوى النظام الرأسمالي ويستخدم سياساته في هذا الاتجاه دون مراعاة لواقع العالي الفقير و لا لحقيقة تصرفات القطاع الخاص التي قد تكون في اتجاهات اقتصادية ضارة
رابعا: أنه يهمل الآثار المتوسطة والبعيدة المدى لسياساته وهى آثار قد تكون ضارة.
أن تجربتنا مع الصندوق تدل على أنه هو الآخر قد بدأ يتخلى عن بعض تلك المآخذ ولكن نظرته لجدوى تعديل سعر الصرف مازالت غير واقعة . فتعديل سعر الصرف للعلم .
أن تجربتنا مع الصندوق تدل على أنه هو الأخر قد بدأ يتخلى عن بعض تلك المآخذ ولكن نظرته لجدوى تعديل سعر الصرف مازالت غير واقعية . فتعديل سعر الصرف للعملة السودانية الذي أطرد من 78 وعدل سعر الجنيه السوداني بحيث كان الدولار يساوي 33. من الجنيه فاصبح يساوي 4,5 جنيها . هذه الإجراءات لم تحقق الإصلاحات المنشودة لان سعر الصرف وحده ليس حاسما في تحقيق الإصلاح . لذلك اختلنا مؤخرا مع الصندوق لأنه كان يرى أفضل وسيلة للتخلص من عجز الميزانية الداخلية ولترويج صادراتنا في الخارج آخر نحن ماضون يه وأن تسويق صادراتنا سيتم عن طريق بأداة أخرى . ونرى أن أسلوبنا هو الأفضل وأن مجرد تعديل سعر صرف الجنيه السوداني مرة أخرى لا يخدم الغرض المنشود بل سيفتح الباب لمزيد من الصرف الداخلي هذا فضلا عن أنه سوف يزيد من تكلفة إنتاج الصادرات بزيادة تكلفة المدخلات لإنتاجها . والحقيقة هى أننا إذا نظرنا لمشاكل الإنتاج والتصدير في بلادنا لوجدنا أن المشاكل الأهم من سعر الصرف لزيادة الإنتاج والتصدير هى:ـ
تحضير المدخلات في أوقاتها محاربة الآفات ـ تحسين البذورـ رفع الكفاءة الإدارية ـ حل اختنا قات النقل ـ حل اختنا قات الميناء ـتحقيق المرونة التجارية ـ تسيهل التمويل العامل والاستثماري.
هذه العوامل سعر الصرف أكثر جدوى من رفع الإنتاجية وزيادة الإنتاج وزيادة حجم الصادرات السودانية .
أن التحدي الحقيقي الذي يواجهنا لإزالة العجز يمكن في ثلاثة مجالات هى :ـ
ـ وقف الحرب الداخلية .
ـ الإصلاح الإداري
ـ الميثاق الاجتماعي الذي يرشد العلاقة بين الدولة والمستثمرين والعاملين .
والتحدي الحقيقي لإزالة العجز الخارجي يكمن في ثلاثة مجالات هى :ـ
ـ استغلال بترول السودان
ـ زيادة إنتاج وجود تسويق الصادرات
ـربط اقتصاد المغتربين السودانيين بالاقتصاد الوطني
كذلك فأن الإنجاز الذي يؤدي لرفع معدلات الاستثمار والتنمية في السودان يمكن في تحقيق:ـ
ـ جدب أموال المستثمرين السوداني للكف عن النشاط الطفيلي والاتجاه نحو الاستثمار الحقيقي
ـ رفع كفاءة استثمار القطاع العام.
جدب أكبر قدر من التمويل الأجنبي في إطار البرنامج التنموي ولصالح الاستثمار في القطاعين العام والخاص .
ـ جذب المدخرات العربية للساحة الاستثمارية السودانية على أساس المنفعة المتبادلة لاسيما في مجالات الأمن الغذائي.
هذه هى التحديات الحقيقية لتحقيق التوازن الداخلي والخارجي ولزيادة الإنتاج والإنتاجية ولزيادة الاستثمار والتنمية . والمهم كيف يساهم المجلس الموقر في تحقيق ذلك؟
النقطة الثالثة:
لقد كان القطاع العام السوداني ولازال وسيظل قائد التنمية في السودان ولكنه بشكله الحالي لن يقود لإنعاش الاقتصاد ففاقد الشيء لا يعطيه . ومن اهمم المفاهيم التي سوف تحبسه في الإخفاق أن اسم القطاع العام منح وحداته قدسية وأن بعض أصحاب المصلحة من العاملين في هذه الوحدات صاروا يلوحون بتلك القدسية شكلا لحماية مصالحهم الوظيفية وما يلحق بها من امتيازات مما جعل تلك الوحدات قطاعا خاصا لهم لا مساهمة لها إلا سلبا ي الاقتصاد الوطني هذه النظرة ينبغي اجتثاثها هائيا فالقطاع العام بما يحقق من مصلحة عامة فأن حققها استحق دوره وإلا فهو جسم طفيلي على عنق الشعب السوداني . والقطاع الخاص نقسه يبغي تحويله تحويلا أساسيا من الطفيلية فاعتباره قطاعا خاصا لا يحميه من أن يحكم عليه بمقياس مصلحة المجتمع.
هذه المعاني أرجو إلا تكون محل خلاف بيننا لتقبل على الإصلاح في القطاعين للمصلحة العامة. هنالك موضوع آخر له أهميته لنجاح البرنامج الاقتصادي وأن لم يكن ضمن أجندتنا الآن هو موضوع الإصلاح الإداري فان قسطا كبيرا من نجاح التجربة الاقتصادية سوف يتوقف على الكفاءة الإدارية التي تلعب دورا أساسيا في تهيئة الفرص لكل من القطاع العام و الخاص . يمكن للمجلس القومي للتخطيط الاقتصادي أن لطلب تقريرا من رئيس اللجنة القومية للإصلاح الإداري أن شاء لتكملة الصورة أمامه .
النقطة الرابعة :
أن للبرنامج الاقتصادي الرابع أهداف سياسية واجتماعية واقتصادية محدودة أركز على آلاتية منها وأرجو أن تجد منكم القبول أو التعديل أن شئتم.
1ـ تأهيل المؤسسات الاستثمارية الخدمية القائمة .
2ـ إعطاء أولوية للضروريات المعيشية للمواطن ـ الغذاء ـ الماء ـ الكساء ـ السكن ـ التعليم ـ الصيحةـ الترحيل ـ الوقود.
3ـ تأهيل قوات الأمن والدفاع لأقصى درجة ممكنة تستطيع معها قواتنا المسلحة حماية السودان برا وبحرا وجوا.
4ـ تحقيق مشروعات بنية أساسية معينة في الري والمواصلات والاتصال لاستغلال حصة البلاد. من مياه النيل ولربط البلاد.
5ـ إنجاز الميثاق الاجتماعي في ظل البرنامج لتحقيق الاستقرار والسلام الاجتماعي .
6ـ بداية الطريق في اتجاه التوازن الجهوي على نحو ما سيقرره ميثاق السودان الذي سوف يضعه المؤتمر القومي الدستوري.
7ـ تحقيق الإصلاحات المقررة في المؤسسات الخدمية.
8ـ تحقيق التوازن المالي الداخلي والخارجي .
9ـ تحقيق نسبة نموء حقيقي معتدلة 5% في السنة.
النقطة الخامسة:
لقد وزعت لحضرتكم كل وثائق المجلس القومي للتخطيط الاقتصادي فأرجو أن تكون قد أعدتم مساهمتكم عب اجتماعات المجلس ولجانه المقترحة لنتمكن من عرفة ما يؤيدون من البرنامج المقترح وما تعارضون وما تقترحون من إضافات وهى توصيات ستجد الاهتمام المستحق من اللجنة الوزارية للقطاع الاقتصادي .
هنالك خمسة موضوعات هامة ولصيقة الصلة بموضوعنا سأذكرها باختصار قبل نهاية. حديثي هى:ـ
الموضوع الأول:
في أكتوبر الماضي انعقد المؤتمر القومي الثالث للسكان في السودان وتلاه انعقاد ورشة العمل الخاصة بدور القطاع الخاص في السياسة القومية السكانية في يوليو 1988م وسوف يلي ذلك عقد ورشات عمل إقليمية وذلك كله في الطريق إلى وضع سياسة قومية للسكان في السودان .
لقد كونا لجنة قومية للسكان كلفناها بالاستفادة من توصيات المؤتمرات وورشات العمل والاستعانة بالخبرات الوطنية والدولية لتحديد معالم السياسة القومية للسكان لتحقيق الأهداف القومية السكانية للبلاد أهمها :
ـ ربط معدل النمو السكاني مع معدل النمو السكاني مع معدل النمو الاقتصادي الاجتماعي
ـ تحقيق توزيع جغرافي أفضل للسكان ليتناسب مع المتطلبات التنموية والأمنية والإقليمية مها والجهوية
ـ الارتقاء بالخصائص السكانيةـ خفض نسبة الأمية مثلاـ تحسين نوعيتها لتتلاءم مع ضروريات خلق الظروف المناسبة للتنمية والتماسك والاستقرار.
وإننا لنرجو أن تضع اللجنة القومية سياسة سكانية واعية ومحيطة لنلتزم بها رسميا وشعبيا ونعمل بكل طاقاتنا لتنفيذها ونناشد الأسرة الدولية للتعاون معنا في هذا المجال الهام .
الموضوع الثاني
لقد الزمنا المجلس القومي للبحث العلمي بدعوة العشيرة العلمية السودانية والخبراء في الشئون السودانية لبرلمان علمي يضع سياسة البلاد البحثية القومية لتسخير العلم والتكنولوجيا لدعم مسيرة البلاد التنموية واوجه أجهزتها الرسمية أناشد علماء بلادنا والخبراء في شئونها من غير مواطنينا التعاون في هذا الصدد ليتمكن البرلمان العلمي المنشود من وضع سياسة بحثية قومية تلعب دورا أساسيا في تنمية البلاد الاقتصادية.
الموضوع الثالث:
لقد رأت الحكومة في الربع الأول من هذا العام أن ظروفا داخلية في سير القتال في الجنوب وظروفا خارجية في التوجه نحو السلام إقليميا ودوليا تجعل الوقت مناسبة لمبادرة سلام جديدة . لذلك وضعنا مشروع سلام وعرضناه للوفد السوداني الذي شارك باسم السودان في مؤتمرا نتراكشن في هرا ري لمناقشته والاتفاق على مشروع مبادرة سلام سودانية جديدة ودرس المشاركون المشروع وأدخلوا فيها ما ادخلوا من تعديلات فاعتمدنا ه مشروعا سودانية للسلام وأرسلناه للمحاربين في أثيوبيا في أبريل 1889 . والمشروع مكون من مقدمة تحلل المشاكل القومية السودانية وتحيط بأسبابها ثم ورقة عمل للسلام الجزء الأول منها يتناول إجراءات خاصة بتوصيل الإغاثة للمتضررين في الجنوب ومسألة وقف إطلاق النار وغيرها من أسباب التمهيد لعقد المؤتمر القومي الدستوري.والجزء الثاني يتناول تكون موعد ومكان المؤتمر القومية الدستوري .والجزء الثالث يتناول ما بعقب المؤتمر القومي من إجراءات ولا قامة السلام في البلاد وبناء الوطن.
بعد ذلك زار وفد الأحزاب الأفريقية المعارضة أديس أبابا والتقى بالمحاربين واصدر معها بيانا مشتركا .وبعد عودة الوفد اجتمع بي حضرة زعيم المعارضة فاتقنا على أن موقف المحاربين من السلام ألان أكثر إيجابية فكونا لجنة سداسية من الحكومة والمعارضة لتوحيد الموقف من خطة السلام انطلاقا من الوثائق الموحدة ولتكوين لجنة وطنية شاملة تتولى تنظيم الاتصالات لعقد المؤتمر القومي الدستوري أثناء العام الجاري أي 1988 . وسوف تقرر هذه اللجنة الوطنية الجامعة بشان المؤتمر القومي الدستوري من حيث موعده ومكانه واجندته وتكوينه وسوف تقرر بشان الاتصال بالمحاربين للمشاركة في هذه اللجنة الوطنية الجامعة . هذا وهناك قنوات أخرى ساعية في طريق السلام في السودان وليس من المصلحة الكشف عنها الآن . فان تحقق السلام فمن نتائجه المباشرة على برنامج تنموي لاعادة تعميير الجنوب مما سوف يشكل محلقا هاما لبرنامجنا الرباعي الحالي وإننا سوف نوظف له الممكن من مواردنا الذاتية ونواصل النداء لأصدقائنا واشقائنا للمساهمة معنا في هذا الإنجاز الكبير .
الموضوع الرابع
لقد هطلت على العاصمة القومية أمطار غير عادية فمتوسط المطر في العاصمة على طول الثلاثين عام الماضية كان 160 مم في السنة .بينما كانت الأمطار التي هطلت في اقل أسبوع ما بين يوم 30/7و 4/8 تساوي 46,5+ 23×279,5 وهى كمية فوق التصور فاحدث ما أحدثت من دمار في العاصمة وتشريد المواطنين .لقد اتخذنا الإجراءات الفورية لمواجهة هذا الموقف من ومواردنا في الذاتية ومن نجدة الأشقاء والأصدقاء الذين نهضوا مسرعين للنجدة مشكورين على هذا التجاوب العظيم
ولكن على مستوى آخر فقد ا؟هرت الأمطار عيوبا هيكلية في العاصمة القومية من حيث التخطيط وغياب المصارف ومواقع المساكن في مجاري السيول كذلك أتحصينا التخريب الذي أصاب المنازل والمنشآت الحكومية ومنشآت الخدمات المائية والكهربائية والهاتفية وذلك لعمل برنامج سريع الإنعاش العاصمة القومية وبينما بدأت الاجتماعات لأعداد هذا البرنامج اتصلنا بالجهات الخارجية التي يمنكن أن تساهم في تمويله وستأتي مؤهلة لبحث هذا الموضوع الهام. لقد اتضح بعد ذلك التخريب الذي ألحقته السيول والفيضانان بمناطق غير العصمة ومثلما قمن بالنجدة السريعة لها سوف نحصى الأضرار ليشملها برنامج إعادة التعمير .أن الأمطار والسيول والفيضانات مع ما أحدثت من أضرارا مزهقة في الأرواح والممتلكات أظهرت وسوف تظهر روح هذا الشعب المقدام في نفير النجدة ومستوى علاقاتنا الأخوية والودية الطيبة مع العالم المحيط بنا . كذلك فأن هذه الأمطار والسيول والفيضانات أتت بخير كبير للسودان من حيث جودة المرعى وري الحيضان والأراضي الزراعية لكل أنواع الزراعة في السودان بصورة ستجعل من الحصول القادم محصولا كبيرا إنشاء الله.
ولا عطاء فكرة عن حجم وتوزيع الأمطار استشهد بما توصلت إليه مصلحة الأرصاد الجوية بعد أن أعطت بيانات مفصلة عن الأمطار في مناطق الإنتاج .قالت " لم تتأثر أيا من مناطق الإنتاج الزراعي بفترة انقطاع المطر مما يضمن مواصلة الإنبات .بدأت الأمطار في ميعادها ولم تتأخر في أي منطقة.
الموضوع الخامس
لقد كنا قررنا أن يتم الاكتفاء الذاتي في القمح أثناء فترة البرنامج الرباعي .ولكن هذا العام ظهر جفاف في مناطق إنتاج القمح العالمية في أمريكا وكندا والصين مما سوف يضاعف أسعار القمح ولذلك رأينا عمل برنامج إسعافي للتوسع في إنتاج القمح في الإقليم الشمالي وفي مشروعات النيل الأبيض والأزرق لسد فجوة القمح .
أخواني وأخواتي وضيوفا لكرام
أنني إذا افتتح هذا الاجتماع المبارك بكم للمساهمة بالجدية الحرية والنصيحة والموضوعية في بحث موضوعنا الهام للأخذ بيد هذا الوطن الحبيبي وهو يخوض تجربة لها أبعادها الفكرية والسياسية ولاقتصادية والدولية في نهضة تلد الأمجاد أو تئد والبشائر ولكها تدل على أننا سوف نجفف الدماء ونمسح الدموع ونبني الوطن.

والسلام عليكم ورحمة الله ،،،،

Post: #142
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:57 AM
Parent: #1

بيان السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
عن آثار الفيضانات والسيول
أمام الجمعية التأسيسية.
بتاريخ 22أغسطس 1988م

أخي الرئيس..
زملائي نواب الشعب...
الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه وبعد..
نجتمع اليوم بعد شهر صاخب حافل بالأهوال والمآسي والضحايا .أسأل الله سبحانه وتعالي الرحمة لمن فقدنا ، والشفاء لمن جرحوا والعزاء لمن فقدوا ممتلكاتهم .وبعد واجب التعزية لهؤلاء جميعا .أهنئ زملائي بالعيد وبالحجة المبرورة للذين حجوا . وبسلامة العودة بعد العطلة ، وأهنئكم بتكملة لجان الجمعية لتمارس الجمعية عملها بالجدية والمطلوبة لتكملة إطار الحكم الإقليمي لسائر القطر .لمن يبق من مراجعتنا إلا المراجعة المتفق عليها سياسيا وفي داخل إطار الجمعية ورأس الدولة ومجلس رأس الدولة وذلك شأن له دوره إنشاء الله .كذلك أود أن أهنئ القيادة الجديدة لقواتنا المسلحة شاكرا من سبق منهم لمن قاد وما قام به من جور في خدمة الوطن . مؤكدا أننا في المسئولية السياسية الحالية نتطرق نح والقوات النظامية بقواعد محددة بحرص على أن تكون القيادة العليا التي بيدها مصداق وانضباط على المستوى من الكفاءة ثم لها أن تختار الفريق الذي يعمل معها في القيادة لتحقيق الانضباط والانسجام والكفاءة واستخدام القدرات المتاحة.وهذا أجراء لا نفسح فيه ابدأ شاء الله المجال لمكاسب شخصية أو حزبية . ونرى أن أي محاولة في هذا المجال للتدخل في معادن من هذا النوع محاولة تعود بنتائج عكسية . والموقف الآن في تقديرنا في القوات النظامية السودانية أنه على مستوى القيادة السياسية فيها قيادة ملمة وقيادة نظامية مؤهلة وفريق قيادي مؤهل لتحقيق أكبر قد من الانسجام. هذا على أساس قومية هذا القوات أن نحميها ونحترمها ونقدرها وندافع عنها ونمنع عنها أي محاولة للاستغلال الشخصي أو الحزبي أن شاء الله . والتهنئة الأخر يا أخي الرئيس للأشقاء المتحاربين على وقف إطلاق النار في العشرين من هذا الشهر في حرب الخليج .تلك الحرب المدمرة المخربة التي أراد الله الآن إيقافها وتجاوب وقام الطرفان المتحاربان الآن بالالتزام بوقف إطلاق النار هى مهمة علمنا لأجلها بكل الوسائل حتى عندما كان كثير من الناس يضحك ويستهدى ثابرنا حتى أراد الله أن يحقق الآن ز ونفعل ذلك وفعلنا ذلك ليس لأن منا من تشده ارتباطات عقائدية بعثية أو شيعية، ولكن حقنا لدماء المسلمين , والحمد لله قد حدث هذا والذي نرجوه أن يواصل السعي لحل المشكلات بينهما سلميا ,ولقيام الوئام المذهبي بين أهل السنة والشيعة .ونناشد الطرفين هضم تجربة الحرب. أنها مع ما جرت من الويلات وأضاعت الطرفين ما قيمته من المال تساوى كل قيمة تغطها منذ اكتشافه حتى اليوم وأضاعت من الأرواح مليون .ومن الجرحى ما لم يحص حتى الآن . أقول ينبغي الاستفادة من هذا الدرس وتجنب الحرب وحل المشاكل سلميا .والامتناع عن أي نوع من الإثارة أو الاستفزاز الذي يجدد الحرب .نسأل الله أن يوفقها لتدعم السلام ولإدارة القفا تماما للحرب وويلاتها.
أخي الرئيس ..وزملائي النواب..
لقد أوغلت في التهاني رغم أن جوهرها بياني أن سيتعرض المآسي التي جرها علينا فيضان فوق العادة .وأمطار فوق العادة .فخنقنا بالخير على وزن تعبير السلطان على دينار "الخير خنقا" وفيما يلي أمر على الحقائق والأحداث .أولاها مشكلة المياه التي حدثت في العاصمة .مياه العاصمة تحتاج لـ 250 مترا مكعبا في اليوم ، مصادرها أربع محطات رئيسية على النيل ـ المقرن ،بري ـبحري أم دمان إيرادها 150مترا مكعبا وهنالك أيضا 110 بئر إيرادها 100 ألف متر مكعب ارتفع النيل قبل شهر من الآن حوالي 17/1988 وجاء نسبة عالية من الطمي في الماء . كان الطمي عادة يتراوح في هذه الظروف ما بين 13 إلى 14 جراما في اللتر فارتفع إلى 27 جراما في اللتر . ويقال أن السبب هو استمرار فترة طويلة من الجفاف في منطقة أعالي النيل أو منطقة الهضبة الإثيوبية أدى إلى أن تزيد كمية الطين والتعرية مما ذاد الطمي في الماء بهذه الكمية الكبيرة والطلمبات ضاعفها هبط بعد ذلك أيراد مياه المحطات .ويقال لأن الطمي قفل مصافيها والطلمبات التي تصفى المياه الطينية لم تعمل بالكفاءة المطلوبة ثم اثر على موقف المياه موقف الكهرباء . لأن المحطات المذكورة هذه تعمل بالكهرباء المستمدة من الكهرباء المركزية وكذلك تشغيل الآبار يعتمد على الكهرباء لاسيما وعدد من المولدات التي في هذه الآبار لم يكن مستعدا بالقدر الكافي .السؤال ما هى الأخطاء الفنية الإدارية التي تسببت في هذا كله .ومن هو المسئول ؟ لقد تم تعيين لجنة لتقصي الحقائق والإجابة على هذه الأسئلة رئيسيها المهندس/ محمد الأمين سعيد وثلاثة آخرون . وصلاحيتها النظر في نقص مياه الشرب وصلاحيتها ونوعيتها وخلاف ذلك ،ومراجعة الاستعدادات والتحوطات لمقابلة موسم الفيضان . وتقصي القصور ورفع التوصيات لمعالجة الأمر .وعدم تكرار ما حدث مستقبلا تم هذا في 28يوليو 1988 المهم أن هنالك خطأ أو عجز حدث ولابد من معرفة المسئولين عن هذا واتخاذ ما ينبغي عمله حيالهم.
الكهرباء :ـ
الاحتياج الكلي للعاصمة والأقاليم الأوسط 210 ميقاواط من الكهرباء من 120 إلى 140 تأتي عن طريق التوليد المائي منن الدمازين وسنار .والباقي يأتي بالأرقام الآتية من محطات توليد حرارية
60ميقاوط من بحري الحرارية
6إلي 8 ميقاواط من كليو عشرة
28 ميقاواط من حطتي بري الحرارية.
والمصدر المائي الكهربائي الأساسي هو الست توربينات العاملة في الدمازين . في أواخر يوليو الماضي تدهورت خدمات الكهرباء فقرر مجلس الوزراء تكوين لجنة وزارية لتقصي أسباب التدني والعمل على إزالته وكانت اللجنة إلى جانب الوزير بالإنابة مكونة من وزير الاتصالات ،ووزير الري ووزير الزراعة .كان أول أعمال هذه اللجنة تكوين لجنة فنية لتحديد أسباب القصور الفنية والإدارية . تلك اللجنة لا زالت تعم . والسؤال والأسئلة المهمة متعلقة لماذا حدث هذا الهبوط في الكهرباء إفادات أولية أن التوربينات الست كانت معطلة لأسباب . اثنين لأسباب عمرة أساسية , واثنتين لصيانة عادية ،واثنين لأن الاطماء والأشجار ر التي جاء بها فيضان مبكرا قد حالت دون كفاءة عملها . محطة بحري الحرارية توقفت تماما لتعطيل إمداد مياه التبريد بسبب الاطماء التي تسربت لطلمبات الضخ ن وهذه هى الأسباب ، اثنين لأسباب التي سيقت ،محطة حلة كوكو الغازية توقفت ماكينات تحتاج أحدهما لقطع غيار وأخرى أوقفت للصيانة السنوية العادية وهلم جرا ، تدهور الإنتاج إلى 30 ميقاواط ثم إلى صفر ، اللجنة التي كلفت عملت واتخذت عدة إجراءات ارتفعت الطاقة إلى 135 ميقاواط في 3/ 8/ 1988م ثم تدهور الموقف في الدمازين مرة أخرى ، ثم هطلت الأمطار الغزيرة يوم 4/8 وأتت بما أتت به من أضرار أيضا للمحاطات الكهربائية .هنالك أسئلة مهمة جدا ، إلا يمكن الاستعداد للفيضان ؟ واتضح أنه في الظرف الحرج جدا لتنظيف المياه أمام الخزان كانت الكراكة الرئيسية لنظافة المياه المقبلة على الخزان معطلة ، ثم الشبك الواقي للتوربينات كذلك أتضح نه غير مصان محطة بحري الحرارية التي تنتج 60 ميقاواط أحاط بها الماء من كل جانب بحيث لم يمكن الدخول إليها بما أحاد بها من ماء ، لماذا لم تربط بشبكة الطرق المسفلتة ؟ يوجد بالمحطة تنكان وهى تنكان وهى تعمل بالفيرنت ، كل تنك يسع 20 ألف طن ، اتضح في هذه الظروف أن المخزون في التنكين غير كاف وأفيد في البداية أن الموجود في التنكين يساوي 550طن ، ثم اتضح أن الحقيقة أنه ثلاثة ألف طن .وعلى كل حال المجال للتخزين كبير جدا ، فلماذا لم يستغل ؟ ثم هنالك قطع الغيار التي اتضح غيابها بصورة كبيرة ،لماذا لم تحضر ،وكم منا موجود في العهدة . لأنه اتضح للجنة أن هناك قطع غيار مطلوبة واعدت العدة لاستجلابها بسرعة ، ثم اتضح أنها مخزونة في العهدة مثلما ما حدث في مواد اللحام ، المهم أن هنالك مساءلات أساسية ،وإلي جانب هذا المعلوم أن الكهرباء تدخل مرحلة طوارئ في بداية الفيضان إلى بداية التخزين بعد متصف سبتمبر، وأتضح في تساءل واضح أن أهم ستة أشخاص معنيين بالكهرباء كنون غائبين في إجازات في هذه الفترة الحرجة بالذات على القياس بظروف الجندية جنود متغيبون عن العمل العسكري في ظرف الهجوم على النقطة العسكرية ، ومعلوم أن هذه المرحلة هى المرحلة الهامة جدا بالنسبة لظروف الطوارئ ،وبالنسبة لظروف إنتاج الكهرباء هذه كلها مسائل مهمة حدا نستطيع أن نقول نعم جاءت في بلادنا ظروف غير عادية ،ولكن هناك أيضا قصور إداري وفني واضح، من المسئول ؟ وما هى طبيعة المسئوليات في الهيئات المستقلة .؟ مسئول ،هذه المسئولية ينبغي أن تعلق على عنق واحد منا ، أو آحاد منا ، هذه قضية لا بتقبل التردد أو المجاملة ،ولذلك لابد أن يصل لحقيقة المسئولية والتفريط ،فقد جاع الناس وعطش الناس ،وأظلمت العاصمة ، وحدث ما حدث بصورة لولا أن شعبنا شعب متحضر لوقعت كارثة لا يعرف مداها إلا الله.
الموقف الآن هو أن مجهودات كبيرة استثنائية حدثت ، وطاقة التوليد المتاحة الآن بين 77 إلى 136 مقياواط ،وموجهة للخدمات الأساسية كمحطات المياه والمستشفيات ومحطات المجاري ومصانع المواد الاستراتيجية والباقي يوزع على الأحياء السكنية التي بها شبكات توزيع عاملة ، لاين كثيرا من الكوابل في شبكات التوزيع أصيبت بأعطال من الأمطار.
في منتصف الشهر القادم ، شهر سبتمبر ، يبدأ ملء الخزان ويبدأ التطبيع كذلك حراريا لوصول قطع الغيار التي ستجلب بصفة استثنائية ، وهذه كلها أشياء كانت مقدرة وكان يمكن أن تتم قبل الزمن ، لا بالصورة الاستثنائية التي حدثت هذه المرة.أعطال الشبكة بالتوزيع ، 60 في شبكات الضغط العالي ـ 150 في شبكات الضغط المنخفض ـ أجريت صيانة .تقول اللجنة المعنية الآن بلغت 80% ،والعمل جار في الباقي ،ويقولون بعد عشرة أيام يمكن العودة للحالة الطبيعية ـ والذي أريد أن أقوله ليس في هذا الموضوع كله قضية فنية مستعصية فلسنا بصدد الوصول للمريخ ،ولا للقمر وإنما بصدد علاج قضايا معروفة مدروسة محددة مقررة ربما تضاعفت هذا العام ،,لكنها كلها مسائل فينة معروفة ،لماذا إذن لم يحدث التحضير اللازم والأعداد اللازم ،هذه كلها الأسئلة المشروعة التي لابد الإجابة عنها بوضوح تام أن شاء الله.
أثر هذا الموقف طبعا على الماء وعلى الخبز ، وذلك مما أدى إلى جوع العاصمة رغم أن البلاد بها ما بها من دقيق وذرة ولكن العاصمة جاعت ـ وحقيقة أن مواطنينا صبروا وصبرا جميلا وكل المظاهرات التي أثارت ، مظاهرات مفهومة جدا ـصحصح بعض الذين فاتهم التأييد السياسي الحقيقي حاولوا الاصطياد في هذا الماء ،ولكنها كانت عملية مكشوفة ولم يستجب لها أحد ، أما لمظاهرات التلقائية الغاضبة ، فمفهومة جدا شعب عبر عن سخطه لأنه جاع وعطش وشعر بان ضروريات أمامه اختفت ـ ولذلك قامت هذه المظاهرات التي عبرت هذا التعبير ، على كل حال بالنسبة لموضوع الذرة مرة أخرى هناك مشاكل سببتها الكهرباء لأن عدد من الخابز الآلية يعمل بالطاقة الكهربائية ومع أن المخابز الآلية ملتزمة قانونا بأن تكون عندها مولدات لكي تحتاط ضد انقطاع التيار الكهربائي وجدا أن كثير من هذه المولدات غير عاملة أو غير موجودة وهذه مشكلة أخرى متعلقة بعدم الانضباط الإداري والقانوني ـ المهم هناك مشاكل أتت من ظروف أخرىـ معلوم أن الدقيق كان يوزع للخبازين عن طريق وكلاء وكانت هناك مشكلة حول هذا الموضوع هل الوكلاء يوصلون هذا الدقيق كبير يدخل السوق الأسود ـ وقعت مشكلة حول تسعير الخبز ،وحول توزيع الخبر والآن تعفى الحكومة الخميرة من الجمارك وأن يوزع للخبازين الدقيق مباشرة أن نقول المشاكل المتعلقة بالطاقة والمتعلقة بتوليدها والمتعلقة بالكفاءة القانونية والإدارية ظهرت ، والمشاكل المتعلقة بالتسعيرة وضع لها أساس يغطي سعر التكلفة والربح المعقول.
مسألة توزيع الدقيق لمستحقيه حسمت على أساس التوزيع المباشر. ،نأمل أن يكون هذا مع الرقابة الشعبية ومعم الانضباط سبيلا لاجتياز هذه المشكلة كذلك بالنسبة لظروف أعطال الطواحين والتي عطلت جزءا كبيرا من الطواحين للذرة في العاصمة , أيضا اتخذت الإجراءات لعلاج هذه المشكلة كما اتخذت الإجراءات لتوزيع كميات من الذرة من عطش ، ومن انقاطع للكهرباء . ولتجعل أهلنا يعيشون أياما صعبة جدا ، وقد فاقم الأمر جدا مشكلة الأمطار ـ العاصمة في أقل من أسبوع ابتداء من يوم 30/7 هطلت فيها أمطار تبلغ في جملتها 279,5 مليمتر هذه الأمطار إذا قارناها بوضع العاصمة العادي نجد ، ما يهطل من الأمطار فيها يبالغ حوالي 160 ملم في العام.ولذلك بعد أمطار يوم 4/8 دونا لاجتماع طارئ لمجلس الوزراء بالجمعة 5/8 واستعرضنا الأخطاء والأخطار الني يمكن أن تواجه المواطنين أمام هذا الحدث الكبير. وكونا لجنة وزراية عليا .فوضناها بصلاحيات مجلس الوزراء لتعبئة الموارد الذاتية والإمكانيات الذاتية والاستنجاد بالآخرين ، مهمتها اتخذ كافة التدابير المتعلقة بتوفير المأوى المواد الغذائية والأدوية للمتأثرين بالأمطار والسيول ،حشد الطاقات الرسمية واستنفار الجهد الشعبي لجمع التبرعات العيينة والنقدية تكوين اللحنان الشعبية للأشراف على توزيع مواد الإغاثة ـ توفير الآليات والعربات اللازمة لحملة الإغاثة الاتصال بالجولة الصديقة والشقيقة والمنظمات الدولية على ان تبدأ فورا للصرف من موارد هذه اللجنة في علمها خصص لها من مواد الدولة على أ،تبدأ فورا للصرف من موارد الدولة 12مليون للصرف العاجل توزيع على المناطق المختلفة في العاصمة وغيرها . وألف طن ـ و10 أتلف طن ذرة للقيام بالنجدة العاجلة من الموارد الذاتية ،ونستطيع أن نقول أن هذا هو الذي افرد من الإمكانات الذاتية وحتى الآن لم نصرف قرشا م أي تبرع داخلي ا,خارجي وأما الصرف جار من خزينة الدولة على أساس مواجهة هذه الظروف الطارئة كذلك نستطيع أن نقول أن ما خصص من غذاء من مواردنا الذاتية يبلغ عشرة أضعاف ما وصلنا من مساعدات غذائية من الخارج ـ بالنسبة للنجدة الخارجية . ولصت 216 طائرة حتى يوم 21/8 ـ جلبت أربعة ألف و292 طن منها 600 أغذية و192 طائرة من هذه الطائرات أل 216 من الدولة العربية : ومن المملكة العربية السعودية بصفة خاصة لن، حجم ما قدمت يبلغ تقريبا نصف ما قدم الآخرون مجتمعين بالإضافة إلى ذلك ، طائرات للنقل ـ 5هيلكوبتر سعودية ـ وليبيا 3 طائرات منها 2 انتينوف ـ وواحدة عمودية وإيطاليا أهدت للسودان طائرة عمودية ،هذه الطائرات لتسهيل مهام النقل نقل الإغاثات المختلفة نحن طبعا. نشكر جميع الذين هبوا لسماعدتنا سواء كنوا من الأشقاء أو الأصدقاء أو المنظمات الدولية وكل حسب قدرته ،ولكن أحببت أن أضع إطار ما وصل في واقع الحال . وأننا حتى الآن نصرف م إمكاناتنا الذاتية ،وأن ما خصص من إمكاناتنا الغذائية يبلغ حوالي عشرة أضعاف ما وصلنا من غذاء من الخارج ،وأن كانت المساعدات الخارجية مهمة من ناحية ما جاء فيها من خيم نفتقدها للمأوى ,ومن أدوية معدات مفيدة حدا لنا بالنسبة لما فيها من مولدات وشافطات وغيرها من الأجهزة الآلية التي أوضحتها بتفاصيل كبيرة اللجنة الوزارية حجم الخسائرـ الخسائر عامة في السندان كله بالنسبة للفيضان والأمطار وللسيول ولكن العاصمة عندها آخر وأدق المعلومات وسأستشهد بالعاصمة لا لأن المناطق الأخرى لم تحدث فيها خسائر ، بل حدثت خسائر ،والإحصاء فيما يتعلق بمن فقد المأوى والروح،ومن جرحوا وغير ذلك في الطريق لنحدد حجم الخسائر كلها التي أصبنا بها في كل نواحي السودان علما بأن مبلغ ال12 مليون الذي ذكرته وزع على الأقاليم السودان بدرجات متفاوتة لمواجهة الظروف الاضطرارية ـ كل الأقاليم السودان نالت منه جزءا من حقائق بواسطة اللجنة الوزارية العليا لمواجهة الظروف فيكل أقاليم السودان ـ وسأستشهد بالعاصمة كما لأن المعلومات حول وقع فيها من تلف الآن واضحة ومفصلة. الوفيات 73 أصابه ـ وحالات الإصابة دون الوفاة 215 ـ المساكن التي سقت وآيلة للسقوط 120 ألف و705 ـ دعم هذا بتفصيل كثيرة ـ لا أريد أن أشغلكم بها ـمدارس ، طرق ، منشآت حكومية ..الخ وكما قلت هناك حجم من الخسائر في الأقاليم الشرقي ،الأوسط ، كردفان ، دارفور ، الشمالي ،الجنوبي ،وهذه بياناتها ستصدر بعد إحصائها الشامل الدقيق للإلمام بما ألم بنا من كارثة في الأرواح والضحايا والممتلكات . بم تكوين لجنة قومية بالتماس منى لرأس الدولة لتكوين لجنة قومية يرعاها رأس الدولة لجم ع كل القدرات السودانية الشعبية لتكوين رصيد قومي .وعمل تعبئة عامة لجمع الأموال الممكنة للتعويضات ، لأن نتيجة ما حدث من خسائر لاشك سنحتاج لبرنامج تعويضات أساسي وكبير ،وهذه اللجنة قد تم تكوينها واشتركت فيها القوى السياسية ،ونأمل أن نتمكن من خلق رصيد كاف ، أو على الأقل يساهموا مساهمة كبرى معنا في عملية التعويضات اللازمة لمواطنينا الدين فقدوا كل ممتلكاتهم ،هنالك دروس مستفادة من هذا الحدث وتأكيد لنا ،ونحن الآن قد أحصينا تلك الدروس السمتفادة ـ إن هناك.أخطاء هيكلية في العاصمة من حيث مواقع السكن، والمصارف ،ومن حيث المشاكل المتعلقة بمجاري السيول وهذه كلها محتاجة لإعادة نظر ، لأن كثير من التلف الذي وقع في الممتلكات وقع إما بسبب أن المواد التي تم بها البناء ضعيفة للغاية أو في مناطق مخفضة أو في مجاري سيول ، ولكن على كل حال المهم أن هناك نقاط ضعف هيكلية في العاصمة لابد من تجنبها ،ثانيا لابد من إعادة تأهيل العاصمة وكنا على أي حال نبحث هذا الموضوع ، والآن اتسع التفكير فيها وهنالك لجان فنية ستقدم تصورا أساسا لإعادة تأهيل العاصمة من جميع النواحي التي ظهر العيب فيها هذه تقريبا النقاط التي وددت تغطيتها بالنسبة لموضوع الأمطار في العاصمة ،ولكن عندما بحثنا الظروف والمشاكل التي خلقها انهيار الخدمات وركز عليها هذا الحجم الكبير من الأمطار واحتمال اضطرابات الأمن واستغلال هذه الظروف رأينا أن نصدر لائحة جديد لقانون الطوارئ فاللائحة القديمة قد انتهت يومن25/7 ـ وذلك لتوجيه ظروف الفيضان والسيول والأمطار ويف بعض المناطق للظروف الأمنية المتعلقة بالتمرد وفي بعض المناطق للظروف المتعلقة بالنهب المسلح ـوعلى كل حال ستناقش الجمعية في الوقت لمناسب هذه اللائحة التي وضعت أمامها بتفصيلها ،ولكن المناسبة لإصدارها هذه المرة كانت ما حدث من مخاوف حول المشكل الني جرها هذا الفيضان وهذا المستوى العالي من الأمطار.
النقطة الأخرى التي أود أن أغطيها متعلقة بالفيضان تصرف هذا العالم يشبه كثيرا تصرف فيضان عام 46 وهو العام الذي كان الماء فيه بصورة قياسيةـ فأمس مثلا كان مستوى النهر 16,72كمتر كما كان هو في يوم 21/8 سنة 46 ـاليوم 22/8 زادت المياه بحيث أن مقياس المياه 16,80 مترـ ذروة التي بلغها الفيضان عام 46 كنت 17,14 متر السؤال الآن هل هذا يهدد الخرطوم بخطر ؟ أولا نستطيع أن نقول أن تصرف فيضان هذا العام تماما كفيضان 46 سيكون ضرره أقل منفيصامن46 لسببين :عام 46 ملم تكن المشروعات الكبيرة في السودان الحالية موجودة ولذلك هذا سيقلل من مياه التدفق ـ ثانيا وجود خزان الرصيرص وهو أيضا ظاهرة جديدة يساعد على التخفيف ولكن ربما تصرف الفيضان بصورة أكبر من حجم عام 46 والله أعلم ـ المهم بالنسبة لهذا الموضوع نستطيع أن نقول أن الخرطوم تقع عل علو 363 مترا من سطح البحر فإذا أضفنا إلى ذلك اخطر منسوب يمكن أن تبلغه المياه بقياس عام 46 وهو 17,14 لكان معناه أن علو سيكون 38,14 هذا متر معناه أي جهة في الخرطوم دون هذا المنسوب سوف تغرق ـ معظم منشآت الخرطوم التي يمكن أن نشير إليها تقع على علن 382 بزيادة مترين عن هذا القياس الخطر ـكذلك سألت اليوم عن حركة المياه القادمة إلينا وبشرنا بأن المقاييس فيديم نزلت بمستوى متر و10 سنتمترات ـهذا معناه أنه مهم كان التدفق اليوم وغدا يتوقع بعد ثلاثة أو أربعة أيام أن ينحسر قليلا انعكاسا لهذا النقص في مقياس ديم كذلك المياه في الرصيرص كان المقياس أمس 643 مليون متر مكعب نزلت بعد ذلك إلى 603 ـبنقص 40متر مكعب ، وهذا يعني احتمال انه بعد ثلاثة أيام هاذ العلو يمكن أن نتوقع انخفاض على كل حال نستطيع أن نقول حتى الآن أن المقاييس هذه لا تنذر بذلك الخطر الكبير وأن كان فيها حتى الآن ما التهم كثير من الجزر والمناطق ولمدن ولذلك الخطر نستطيع أن نقول أنها سببت أضرارا حتى الآن ولكن إذا بدأ انحسار النهر بصورة ما فق الأيام القادمة هذا يكون مطمئنا عمانا بان التاريخ الذي يمنكن أ،نطمئن بعد على أن القمة قد فاقت هو الأسبوع الأول من شهر سبتمبر القادم.
فنستطيع أن نقول حتى الآن أغلب المنشآت تقع في منطقة تعلو القمة التي حدثت في عام 46 بمترين وهذا القدر هو الذي يمكن أ، يحقق قدرا من الطمين ، المهم أننا ونحن نعالج هذه القضايا نواجه أعلاما فيه كثير من التجني والمبالغات .. أننا ندعو الناس لمعرفة الحقائق ولا نتستر على شئ ، ونرحب بالذين يودون أن تعرفوا الحقائق ونسهل لهم مهمة معرفة الحقائق ، وخلافا لتجربة الآخرين في معظم أقطار أفريقيا حيث نخفي الحقائق يتستر عليها،ولكمن رغم هذا نعامل وكأننا من تلك البلاد التي تخفي الحقائق ويكمل المراسلون أو كثير من المراسلين حقائقنا بخيالاتهم ..ومن الخيال أن السودان سوف يغرق وأن الأوبئة قد عمت البلاد/ أتستطيع أن أؤكد أنه حتى الآن لا وباء ،وأن الإجراءات القائمة من ناحية صحة البيئة مستمرة بكفاءة كبيرة ،وعلى كل حال لا بوباء حتى الآن حديث عن اتهامات أن الجيش أكل الإغاثة والحقيقة أنه في الأيام الأولى تنازل الجيش عن مخزونه من مواد التموين لتستخدم في الإغاثة في مناطق كثيرة من العاصمة..يتحدثون كأن جيشنا هو تلك المليشيات التي تسمى نفسها جيوشا ،والتي تحكم حكما بلا قانون ،ولا ضوابط ولا روابط ، فجيشنا جيش منضبط وقواته تعرف وتعلم مصلحة منضبطة ..قيل أن الإغاثة قد بيعت مع أن اللجنة الوزارية المعنية تحدد كل يوم ماذا وزع للجهات المختلفة ..أشرك الشعب في استلام وتوزيع الاغاثات واشترك النواب ..قالوا لنا أن اشتراك السياسيين. أو اشتراك الأحزاب خطأ ،وعلى نفس القياس باعتبار أن الأحزاب كالجيوش في العالم الثالث ،مجموعات حرامية ..والحقيقة أن أحزابنا قامت بعمل كبير ومجيد وبتفان في سبيل الله خدمة المواطنين ..وعلي كل حال نحن مجتمع مكشوف ليس فيه شئ مخبأ وكل شئ أمام النواظر ولذلك كل هذا الحديث حديث هراء ، رما باع تعض الذين استلموا اغاثات لا يأكلونها ، فهناك أشخاص لا يأكلون المكرونة مصلا فيبيعونها. كذلك قيل أن التوزيع غير عادل ن وأخذنا نبحث عن الأصل الديني والأصل العرقي ...الخ كل هذه هواجس لا أساس لها من الصحة ،ولا تتمشى مع طابع التسامح المعروف فالسودانيين متسامحون ،والصليب الأحمر يحاول فيبعض البلاد المسيحية أن يعمل فرفضوه ،ونحن طلبنا في توزيع الإغاثة هنا.. والحقيقة أننا قطر متسامح و،نعامل بجهالة وتصورات غير التصورات الحقيقية ،وهناك صورة لأفريقيا ، أنها ظلماء وأنها متخلفة وأي ش يخرج عن هذه الصورة لا يستطيعون تصديقه ولذلك نخن نجتمع مع مجموعات أخرى ونحاسب بمقاييس لا وجود هلا في مجتمعانا ..والغريب أن محطة الإذاعة البريطانية وهى محطة قد اكتسبت شيء من الشعبية في السودان لمواقفها ضد النظام المباد، تصرفت بعدم دقة كبير جدا ، ففي يوم ي20 الجاري تتحدث عن النيل الأزرق فإذا أثر على الاستوائية كأنك تقول على أن نهر التايمز فاض وأثر على أدمبره ..فليس هناك صلة كذلك الكلام عن الجراد و
أو بيالوجيا الجراد ..هذا أيضا حديث فيه مبالغات .. يوجد تصور أن عالمنا عالم إخفاق وكوارث ، وقبل عدة شهور حديث فيه مبالغات ..يوجد تصور أن عالمنا عالم إخفاق وكوارث ، وقبل عدة شهور أزعجونا لأن " الميت أفس " المسئول عن قراءات الأرصاد في لندن رأي أن هناك علاقة بين حرارة المحيطات والجفاف ..وجاء أنه سيكون موسم هذا العام 88/ 1989 أكبر عام جفاف في السودان وبعد ذلك تأسف عند بعض زملائه هنا عن أن نبوءته خاطئة ..المهم أني أريد أن أقول أن هناك نزعة لدى كثير من هذه الجهات ،بأنها تتصور أن الخراب والدمار والإخفاق شئ طبيعي بالنسبة لنا ، انه متوقع ،ولذلك يكال لنا هذا ، ونحن نريد أن نتعامل نعامل بالحقائق وصدرنا مفتوح ،وبلدنا مفتوح لمعرفة الحقائق ،أما موضوع الجراد ،فبالطبع كما تعلمون أن الجراد توالد بسبب الأمطار ..أتستطيع أن أقول بالنسبة لنا في السودان حدث تحضير من إمكاناتنا وإمكانات الأصدقاء 22 طائرة لمواجهة حوالي نصف مليون هكتار ..وبإعادة التقدير ورفعت لأثنين مليون هكتار ..وستوسع الجهود لتغطية القطر ..أما موضوع الألف عام هذا هو فيضان النيل الأزرق في الاستوائية وكجفاف موسم 88/ 1989 والغول والعنقاء من أساطير أجهزة الإعلام. أسطورة أخرى أذكرها لأنها راجت أخيرا أن الأمطار كثيرة ،ولكن في غير مواقع الإنتاج،وقد طلبت من الاخوة في الأرصاد الجوي تقديم دراسة وتحليل ،فقدموا دراسة خاصة بمواقع الأمطار في مراكز الإنتاج ،وكانت النتيجة التي وصلوا إليها أنه لم تتأثر أي من مناطق الإنتاج الزراعي بفترة انقطاع المطر ،مما يضمن مواصلة الإنتاج وقد بدأت الأمطار ف ميعادها ولم تتأخر في أي منطقة.
الحقيقة أن نظامنا نظام شوري ومشاركة وحرية ومساءلة وليس فيه التجبر ولا التصعر ولا التستر ، وأن نعامل بالمقاييس الأخرى كأنما نقول هذا تستر لشيء خطير للغاية نحن نطالب بأن نعامل بحقيقتنا لا بأغراض الآخرين .. الخير الوارد بالنسبة لهذا نحن نطالب بان نعامل بحقيقتنا لا بأغراض الآخرين .. الخير الوارد بالنسبة لهذه الموسم كبير أن استطعنا أن نواجه الأضرار الكثيرة التي ذكرنها من ناحية زراعية ومن ناحية مائية ومن ناحية مرعى ومن ناحية الدروس السمتفاد من كل هذه النواحي ويمكن أن يحدث خير كبير إذا استطعنا أن نغالب ونواجه الأخطار التي ذكرناها. قبل أن أنهي حديثي هذا هناك خميس قضايا هامة متعلقة بفترة الشهر الماضي سامر عليها مرورا سريعا ،المسألة الأولى مسالة انعقاد المجلس القومي للتخطيط الاقتصادي وهذه مؤسسة الغرض منها أن تلعب دورا استشاريا لاستنفار المواطنين جميعا على اختلاف مناطقهم لتقييم الأهداف والسياسات للتنمية والمشاركة في وضعها وللتعبئة لتحقيق أغراض التنمية.
كذلك ناقش مجلس الوزراء مشروع القوانين البديلة كبداية لتشريع كل القوانين البديلة التي التزمنا بها ، وكبداية التزام حكومة الوفاق الوطني ..وستوضع نتائج ما يقرر بشأنها مجلس الوزراء أمام الجمعية التأسيسية لدارستها عبر لجنة التشريع علما بأن الموضوع سيناقش بالوضوح والحرية والجدية الصراحة لكي يعطي كل ذي حق حقه بإقرار الوطني الصحيح هناك تطورات في مشاكل الأمن في دارفور ،,الحديد منها هو دخول قوات أبن عمر بصورة لم تكن متفقا عليها ،عددها حوالي ألفين و التعليمات التي صدرت أن هذه القوة التي دخلت أمامها خيارات محددة إذا أرادت أن تبقى في السودان ،فينبغي أن تسلم سلاحها للقوات المسلحة السودانية. وتبقى كلاجئين إلى أن ننظر في الوساطة بينهم وبين النظام القائم في تشاد لعلاج المشكلات القائمة بينهم أو إذا أردوا أن يذهبوا إلى تشاد أن يذهبوا إليها باتفاق يصاغ ويحدد مع النظام القائم في تشاد ..على كل حال القوات المسلحة السودانية تتعامل مع الموفق بوضوح أننا غير راغبين في وجود قوات مسلحة في أراضينا ..فإما أن يظلوا في السودان كلاجئين ،أو أن يذهبوا إلى تشاد بالصورة التي يتفق عليها مع السلطات التشادية ..وقد كان قائد هم أبن عمر يزيد أن ينضم إليهم ،ولكن السودان
نمنع دخوله ،ونتعالم الآن مع تجريد هذه القوة ومعاملتها كلاجئين ثم التفاهم مع الحكومة تشاد حول مستقبلهم بالنسبة لأنهم مواطنون من تشاد.
هناك موضوع تطورات الحل السلمي ،وقد حدثت اتصالات عديدة حول هذا الموضوع ونأمل أن يتفق على الشكل الذي تتكون بموجبه اللجنة الوطنية الجامعة التي تنظم الاتصالات بالأطراف المختلفة لعقد المؤتمر القومي الدستوري والأمل متجه أن يتم ذلك أن شاء الله في غضون هذا العام 1988م
لا يفوتني في هذا المجال أن أذكر نبذة قصيرة لكم عن ضيف البلاد السيد الرئيس يوري مسوسفيني ،فهو يمثل نوعا من القادة الأفارقة الذين جاءوا بعد أن ظهر الإخفاق في حكومات الاستقلال فالكثير من البلاد الأفريقية , وأتوا بمفاهيم مثالية وفكرية أصيلة لتصحيح لمسار في بلدانهم ..وقد استطاع أن يدير شئون يوغندا بطريقة سليمة وحضارية ومتجه بحوار موسع للتفكير في النظام البديل الذي يحقق الديمقراطية الزيارات القائمة بيننا وبينه لتمتين الملائمة كذلك ، وقد زار السودان في سلسلة من الزيارات القائمة بيننا وبينه لتمتين العلاقات الثنائية ولنعلب معا دورا أساسيا في بناء علاقاتنا في المنظفة المجاورة , نعتقد أنه إذا جاء السلام للسودان نستطيع أن نطور الطرفين إلى أقصى درجة ممكنة ..فالتعامل بين بلدينا ممكن ، والاستعداد متوفر من لطرفين ،وقد كان مقدرا أن يخاطب التجميعية التأسيسية ولكن للأسٍف ضاق الزمن ،وعلى كل حال أرجو أن اذكر أن زيارته كانت ضمن هذا التوجه لدعم العلاقات بين بلدينا ارجوا أن يعود سالما لبلاده.
والسلام عليكم وحمة الله..

Post: #143
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:58 AM
Parent: #1

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
في مدينة كسلا
بتاريخ 11 سبتمبر 1988م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
والصلاة و السلام على رسوله الأمين
كنا نتطلع للقاء مع مواطنينا وأهلنا في الشرق نرمز له وتجمع نيابة عنهم فيه كسلا تجمعا نخاطبه لنؤكد له بالبيانات الواضحة كيف أن بلادنا الآن قد استطاعت ولله الحمد أن تزيلي فرقة كانت قائمة بين أهم أحزابنا السياسية وأن نحقق وفاقا يساعد على أن تعمل معا الوفاق مكون من سبعة أحزاب ثلاثة منها هى أحزاب البلاد الكبيرة الأمة والاتحادي والجبهة الإسلامية القومية. وهذه الأحزاب قد وضعت يدها مع بعض لتعمل لتلبية أهداف أهل السودان وعلاج مشكلاته وإنقاذه على النحو الذي واضحة ميثاق الوفاق. ولا أريد أن أطيل في الحديث عن هذه النقطة ولكن في اللقاء كن يمكن أن نوضح ونبرز كيف أن هذه التجربة نجحت في إننا وضعنا قوى كبيرة لتعمل مع بعضها بعضا من اجل الإسلام والسودان ، هناك خمس قضايا تختصر مسيرتنا ونحن نحرص عليها حرصا شديدا ونرجو أن نركزها أمام أهلنا لمتابعة السير فيها . القضية الأولى هى إننا جميعا نؤمن بان التجربة السودان السياسية المفضلة هى تجربة الديمقراطية ونتيجة لها نحن نعمل بكل الوسائل لكي ندعم ونثبت النظام الديمقراطي باعتباره الوسيلة الأفضل للشورى وباعتباره الأسلوب الأفضل لكرامة الإنسان ،ففيه لا تجبر ولا تصرع وتفرد بل مشاركة ومناصحة وشورى . فهذا النظام بأقلمته وأسسه أمانة في أعناقنا نثبتها وندعمها ونأمل أن تتجاوز العصبيات الحزبية والنقابية وكل العصبيات لنبت هذا النظام . القضية الثانية هى قضية تطبيق إسلامي نحن نقود الآن في نظرنا تجربة رائدة حيث في كثير من البلاد الإسلامية الموقف البلاد الإسلامية الموقف مستقطب مابين قيادات ترضى الإٍسلام من السياسة وقيادات ترى طرد السياسة من الدين بصورة فيها استقطاب للرأي ،. نحن في السودان نخوض تجربة نعتبر إنها يمكن أن تكون قدوة إذا أراد الله إنجاحها وهى تطبيق لإسلام يلبي تطلعات المسلمين يراعي ظروف العصر الذي نعيش فيه .فالإسلام أصلا في جوانب المعاملات والأحكام دين يستوعب المتغيرات وكذلك يراعي الظروف الدولية المعاصرة . نحن نعيش في وسط دولي فيه غلبة لقوى مختلفة لابد أن نراعي وجودها هذا في أي نهج ننتهجه كذلك هناك اقليات من المواطنين لابد أن تكفل لها حقها كاملا كمواطنين.حقوقهم كمواطنين .حقوقهم كمواطنين وحقوقهم الدينية وحقوقهم الإنسانية وهى عوامل كلها يكفلها الإسلام . ولذلك هذه القضية الثانية السودان يخط فيها خطا رائدا وكان آخر ما أجازه مجلس الوزراء مشروع القانون الجنائي 88 بإجماع أصوات أعضاء وهذه نفسها ظاهرة حميدة للغاية وبصورة فضفاضة اتخذت القرارات لتفتح باب النقاش واسعا في الجمعية التأسيسية وفي الرأي العام السوداني .لأننا لا نريد أن نطبق شيئا فيه عيب أو فيه نقص مثلما حدث في أيام النظام المباد ولكن نريد أن نطبق شيئا فيه القدوة وفيه نور الإسلام وفيه رحمة الإسلام وفيه رأفة الإسلام وهكذا فهذه هى القضية الثانية التي نعتقد أن تجربتنا تنصب فيهاـ القضية الثالثة أمامنا مشكلة الجنوب ونحن الآن كما نحارب بعزم قواتنا المسلحة التي استطاعت أن تحتوي كل أهداف التمرد العسكرة .التمرد كان يهدف لتهديد المدن الرئيسية في الجنوب وصد عنها ،كان يهدف لترويع وسائل الاتصال النهري والبري والسكة حديد صد عنها . كان يهدف لترويع مناطق الإنتاج الزراعي المتاخمة بين الشمال والجنوب صد عنها . كان يهدف لنقل القتال إلى مواقع شمالية صد عنها وهكذا قد احتويت تماما الأهداف التمريدة العسكرية بفضل هذا العمل الكفء من قواتنا المسلحة ولكنا كما نحارب لصد العدوان عن شعبينا ووطننا نشير مبادرات ومبادئات لهجوم بإسلام لم ينقطع.ونعتقد أن حركة التمرد نفسها الآن متقنعة كيف إن حكومة السودان وأحزاب السودان الأساسية متمسكة بالسلام تريده وسيلة للحل السلمي الديمقراطي العادل . وهذا موضوع فيها لسوداني في رأيي يبادر مبادرات مستمرة ولا يحصر نفسه في القتال دائمة على الصعيد السياسي والفكري والدبلوماسي وحيث ما واجهت وفود وسودانية حركة لتمر في منبر دولي واعتقد كان لنا التأكد لك الآخرين من محاديين من الاعتراف بان السودان الأكثر جدية والأكثر إحاطة والأكثر مسئولية في طرح قضية السلام كان هذا في أخر حلقة في ندوة انتراكشن التي عقدت في هراري القضية الرابعة التي نحن مستمسكون بها ونعمل على تدعيمها وتثبيتها هى قضية البرنامج الرباعي للإصلاح والإنقاذ والتنمية وهو برامج فضفاض ليتمكن من استيعاب كل المتغيرات وبالفعل دعونا المجلس القومي للتخطيط الاقتصادي الذي نظر في البرنامج أجازه مع تعديلات بسيطة وأقترح فكرة أن ينكون هناك محلق لاستيعاب المتغيرات التي حدثت مع الخسائر الكبيرة التي منيت البلاد نتيجة للخريف غيرا العادي والفيضان غير العادي الذي عم البلاد هذا العام .وهذا بالفعل ما نحن صمن المسائل التي نريد أنن حققها لبلادنا.القضية الأخيرة في هذه الخلاصة هى قضية تثبت وجه السودان في السياسة الخارجية الذي هو مفتوح للعالم كله في شرقه وغربه مفتوح لأحسن العلاقات مع جيرانه ولتطوير علاقاته بحلقات انتمائه العربية والأفريقية والإسلامية . وهذا كله أمر نحن الآن نمارس فيه التعبير عن مصالح وتطلعات أهل السودان في هذه العلاقات والمبادرة باسم أهل السودان في كل قضايا السلام والتعاون الدولي على أساس إننا نتبع سياسة خارجية لا تخضع لأحد . بل مصنوعة في السودان لحما ودما طبعا لا توجد سياسة معزولة من العالم حولها ولكن في قراراتها الأساسية هى سياسة مستقلة باسم السودان وأهله وتطلعات أهله .هذه هى المسيرة التي نسير فيها كنا ونريد أن نشرحها لأهلنا في اللقاء الجماهيري وعلى كل حال عبركم أرجو أن تكون هذه القضايا واضحة لأهلنا هنا.

والسلام عليكم ورحمة الله ,,,,,

Post: #144
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 08:59 AM
Parent: #1

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس والوزراء
عند لقائه بالجالية السودانية
بالجمهورية العربية اليمنية
"صنعاء"
سبتمبر 1988م


بسم الله الرحمن الرحيم
وأبدأ ذلك أن شاء الله بمقدمة من ثلاث نقاط:
النقطة الأولى تعريفية عن السودان:
السودان يبلغ مليون ميل مربع أي حوالي 13 إلى 14 ضعف اليمن ،جنوب السودان جغرافيا يشكل الربع وسكانيا يشكل الخمس حسب إحصاء عام 1983م ،وقد ظهرت في كثير من البلدان الأفريقية بحيث صارت اللغة السواحلية واللغة الصومالية والهوسوية يمكن أن تعتبر لغات مهجنة مع اللغة العربية وأن كانت التي تسمى ( عربي جوبا ) والتي يتفاهم أهلنا في جنوب السودان هى لغة عربية بسيطة.
الجنوبيين يشكلون في جملتهم حسب إحصاء 1983 ( 5) مليون من أهل السودان الذين يبلغ عددهم بنفس ذلك التعداد (22) مليون ، الجنوبيون لا يشكلون تركيبا قومية واحدة من حيث الدين ولا اللغة ،وأديانهم هى الأديان المحلية يعتنقها حوالي 70% منهم والأديان الكتابية 17% مسلمين و10% مسيحيين ،السودان يشكل ثروة تاريخية كبيرة فالدولة فيها عاصرت المصرية القديمة نبته ومروي وحسب حفريات هذا العام التي تمت في منطقة كريمة فهناك دلائل على أن هناك حضارة في السودان سبقت الحضارة المصرية وذلك ربما أيد نظريات انتارجوب عن اصل الأفريقي للحضارة المصرية ويشكل السودان ثروة طبيعية هائلة من 80% من الأرض الزراعية الصالحة في الوطن العربي في السودان . فيها (14) نهرا ومصادر مائية أخرى وثروه حيوانية غابية كبير
• النقطة الثانية : من المقدمة نشأت مشكلة الجنوب بطابعها الحالي في أغسطس 1955 في تمرد توريت وهى بلدة في الجنوب.
وكانت قيادة القوات المسلحة في السودان أبان عهد الاستعمار مكونة من وحادات إقليمية بحيث تكون القيادة الغربية جنودها مجندون من الغرب والقيادة الشمالية كذلك من الشمال والقيادة الجنوبية كذلك من الجنوب فتمردت القيادة الشمالية كذلك من الشمال والقيادة الجنوبية كذلك من الجنوب فتمردت القيادة الجنوبية بقيادة وحداتها في توريت عام ذ955 وكانت هذه أولى مراحل الحركة طابعها العنيف الحالي ،كانت لها حلقات أي هذه الحركات العنيفة والحلقة الثانية بعد حلقة 1955 شاركت في تقويض النظام الديمقراطي الثاني عام 69 وفي تفويض نظامي القهر :نظام عبود ونظام نميري ،أي أن حركات العنف هذه بدأت عام 55 بالحلقة الأولى ثم جاءت الحلقة الثانية عام 1963 وشاركت في تفويض نظامي القهر في السودان وهما نظامي عبود نميري فضلا عن تعوقهما للوحدة الوطنية في السودان.
النقطة الثالثة في المقدمة : هى الأثر الخارجي لهذه الحركات وهو أنها أتاحت أداة أساسية للتدخل الخارجي في شئون السودان .
فالتمرد الأول كان بعض الإداريين من الإنجليز يريدون قيامه لأحداث انهيار دستوري يعرقل استقلال السودان وكان بعض قادته يقومون بالتمرد لنفس ذلك الهدف ولتمرد الثاني الذي أعلن باسم حركة أنانيا وهى الثعبان السام " أنانيا الأولى" وجد احتضانا منذ البداية من إسرائيل وبعض العناصر الكنسية المسيحية ، التمرد الحالي احتضنه من باديته دول حلف عدن كما تذكرون دول حلف عدن كانت ثلاثة دول ليبيا وإثيوبيا واليمن الجنوبية ، من الأشياء القليلة التي الفت حولها لأسباب مختلفة عناصر كيف نشأت المشكلة ؟ الرد من سبعة نقاط
الأولى:
الإسلام حرر فتح كثيرا من البلاد المستعمرة في نقضته الأولى ولكن عندما وصل للسودان وجد دولة مستقلة قاومت وبعد المقاومة توصل عبد الله بن أبي السرح إلي اتفاقية مع حكومة الدولة المسيحية التي كانت تحكم السودان آنذاك ـ اتفاقية لعلها فريدة ي السياسة الخارجية الإسلامية في ذلك العهد لأنها أقامت المعاهدة هذه مع هذه الدولة المسيحية وسميت اتفاقية " البقط" لعل الفكرة أنها تعريب لكلمة " باكت " اليونانية أو اللاتينية أي كلمة معاهدة . ثم انتشر الإسلام بعد أن تم اتفاق ما بين الحكومة المسيحية السودانية في شمال السودان وبين الدولة الإسلامية في مصر.
تم هذا الاتفاق ولكن عبر السنيين عن طريق الهجرات والقدوة والمعاصرة والاستيطان والظاهرة الغربية الأولى عقد اتفاقية البقط نفسها لأن هذه كانت ظاهرة فريدة بالنسبة للسياسة الخارجية فلم يبقى مسيحيا واحدا على أساس سلمي لم يرفع فيها سيف واحد.
الظاهرة الثالثة هى أن هذا الاستعراض التدريجي خلق مناخا للتسامح مازال قائما في الساحات العامة السودانية هناك ظروف عديدة حجبت الجنوب عن هذا التيار من النباتات المائية الكثيفة ونهرا . هذه جميعها شكلت سدا حال دون توغل وانتشار إسلامي عربي جنوبا .إذا التكوين الأصلي للمشكلة هو ماحال دون اكتشاف منابع النيل كجزء من ممارسات علمية قام بها بعض المكتشفين أدى انتشار نفوذه إلى بداية التبشير المسيحي في المنطقة.
*منذ البداية كان الرق التجاري بحجم تجاري قد دخل السودان مع فتح محمد على في عام 1921 وكان حلفاء محمد علي يحبون أن يظهروا لأوربا ـ وهؤلاء بدأو يشجعون التبشير المسيحي ، ولكن الشكل الرسمي لسياسة المصير المخالف فتعبوا بعد ذلك سياسة واضحة المعالم لفصل المناطق الجنوبية :عن بقية البلاد لضمها للمتلكات الناتج البريطاني . المجاورة لإقامة اتحاد أفريقي شرقي تحت سيطرة بريطانيا ،ونتيجة لهذه السياسة أصدروا قانون المناطق المختلفة عام 1922 لمنع الاتصال بين شمال السودان وجنوب السودان ثم أنعقد مؤتمر الرجاف في عام 1928 لتوحيد وتنظيم الحركة التبشيرية في شرق أفريقيا اختيار اللغات المحلية المناسبة لنشرها ومحاربة اللغة العربية لأنها كما قالوا ليست المحكومين ولا الحاكمين ومحاربة المساجد والزي الوطني الشمالي والأسماء العربية والتجار الشماليين لقطع الصلة تماما بين الجنوب وبين الشمال ، كذلك لتمكين المبشرين المسحيين من العمل وتوزيع المناطق الجنوبية وبينهم واعطاء ميزانية الحكومة نفسها للتعليم والصحة للمنظمات التبشرية لذلك صار المتعلمون الجنوبيين مسيحيين.
• السبب الثاني للمشكلة هو آثار هذه السياسة الاستعمارية .
• السبب الثالث مسألة الرق. بعد فتح محمد على للسودان عام 1921 نشطت تجارة الرقيق،وطبعا كانت فكرة الحصول على الرقيق ، ولذلك انتشرت هذه التجارة ومع أن الذين شاركوا في هذه التجارة كانوا أوربيين وكانوا جنوبيين أيضا ، فبعض الجنوبيين اشتركوا فيها مثل أحد زعمار الزاندي واسمه "موبوي" ومع أن حجم التجارة على كبره لم يكن يقارن مع التجارة الاطلنطية للرقيق التي نقلت السكان الأصليين . واستخدموها كوسيلة لخلق حاجز نفسي بين الشمالي والجنوبي كان له دور فعال للغاية
• النقطة الرابعة للمشكلة :هلا أن الشمال أصلا متطور على الجنوب ولكن بعد غزو الإنجليز وعدم تنمية الجنوب ولذلك ارتبطت التنمية الاقتصادية الحديثة ببعض مناطق شمال السودان مما زاد من التباعد بين الجنوب و الشمال فهذه هى الفجوة التنموية .
• النقطة الخامسة : متعلقة بالوعي بالذات كما هو معلوم وفي كل العالم الثالث وبعد انحسار الاستعمار نشأت تيارات العودة إلى الجذور والنداء بالأصالة والبحث عن الذات وكل هذه الأشياء جاءت بنتائج فيها تباين بمعنى اتجاه الوعي الإسلامي .وهناك اتجاه الوعي الأفريقي لاسيما فيشكل المفاهيم التي طورها " سنغور ط والتي تعطي الأفريقية نوعا من المزاج الأيديولوجي المرتبط بالسحنة الأفريقية السوداء ، هذه المسائل أدت في مجملها إلى شئ من التناقض والتباين ، لأن العناصر التي استجابت لها سواء كانت الإسلامية أو العربية الأفريقية داخل السودان تباينت في ردود فعلها لهذه التيارات المختلفة.
• السبب السادس هو عهد الاستبداد ، ففي عهد الاستبداد الأول عهد عبود ، كن عبود قد حل البرلمان وكانت المشاركة الوحيدة للعناصر الجنوبية في الحياة العامة هى في شكل البرلمان والوزراء ،لأن السودنة عندما تمت ، تمسكت بكفاءة دون موازنة لمسائل الجهوية أو القبلية ، وهذا كان من أسباب التحرك الذي حدث عام 1955 ،ولكن على أي حال كان للجنوبيين مشاركة في الحياة العامة عن طريق البرلمان وعن طريق الحكومة ولكن بعد قيام نظام عبود ألغى هذا ولم يكن ولا أحد من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة من الجنوب مما أدى إلى مزيد من الشعور بعدم المشاركة وبالحرمان وكان سجناء حركة التمرد عام 1955 هؤلاء بعد خروجهم من السجن كونوا نواة التمرد الثاني في عام 1963ن و لذلك نستطيع أ، نقول أن العهد الاستبدادي في ذلك الزمن ساهم في قيام الحركة الأولى .
• العهد الاستبدادي الثاني عهد نميري ساهم أيضا لأسباب سأذكرها فيما بعد ،ولكن الحركة الحالية والتي بدأت بشكلها الحالي عام 1982 مرتبطة تماما بسياسات كانت قد وارتكبتها أو أخذتها العهد الاستبدادي الثاني.
• والنقطة السابعة متعلقة بتدخل الكنائس المسيحية وتدخل صهوني وتدخل استعماري وتداخل في المشاكل الإقليمية بين السودان وجيرانه
هذه هى العوامل السبعة التي يمكن أ، نقول ونستطيع أن نرد إليها المشكلة.
*النقطة الثانية أسباب وتطورات التمرد الحالي :ـ
• في عام 1966م كما قد حصدنا محصول مؤتمر المائدة المستديرة ، ذلك المؤتمر الذي تكون بعد ثورة اكتو بر والذي كان يحاول أن يجد حلا سياسيا لمشكلة الجنوب فلم يوفق في أيجاد حل ولكن عين لجنة سميت " لجنة الاثني عشر" هذه اللجنة وضعت توصيات الحل ، هذه التوصيات عرضت على مؤتمر الأحزاب السياسية وهذا المؤتمر توصل إلى معادلة أن يبقى السودان واحد وأن يعطي جنوب السودان حكما ذاتيا إقليميا ولكن هذه الفكرة قبل تطبيقها وقع انقلاب عام 1969م ولذلك تبنى الانقلاب هذه الأفكار وتوصل لاتفاقية 1972 والتي أعطت الجنوب حكما ذاتيا إقليميا .
• بعد أن تم الاتفاق على اتفاقية 1972 التي أقامت حكما ذاتيا إقليميا في الجنوب هدأت الأحوال بعض فشئ واستقرت بعض الشيء وبدأت ممارسة سياسة للحياة في الجنوب من جديد . ولكن هناك مشاكل ،المشاكل التي أدت في النهاية إلى اندلاع التمرد من جديد والمشاكل هى :ـ
أولا:ـ
• هناك عناصر أصلا تقبل اتفاقية 1972، هذه زاد في غضبها أنها وقد كانت مسلحة لم تستوعب في النظام المدني كلها ، عدم استيعابها أغضبها ولذلك فكرت في التمرد من جديد وهذه العناصر ذهبت لتكون حركة أنانيا الثانية وكلها كانت حركة محدودة الأثر ثم جاء إحساس الأخوة الجنوبيين بأن نظام نميري مع أنه أعطاها بموجب الاتفاقية صلاحيات لكي يديروا شئونهم الذاتية بأنفسهم حرمهم منها بتعيينه قياداتهم دون أن يترك لهم حق اختياره فبدأ هذا يثير غضبا ، شئ آخر هو أ ن خلافا قائما حول أين هى حدود الجنوب وحدود الشمال وظل هذا مكان خلاف.
• سبب آخر هو أنه عندما اكتشف البترول في السودان واتفقت على قيام مصفاة ، رأت الحكومة أو الشركة لأسباب فنية واقتصادية أ، تقاوم المصفاة في الشمال في منطقة كوستي بينما كان الأخوة الجنوبيين يريدون أن تقوم بانتيو في الجنوب كمظهر من مظاهر التنمية ثم سبب آخر وهو أن نميري أحسن بأن الجنوبيين في وحدة إقليميا ماروا يشكلون مركز قوة رأي يضعفهم بتقسيم الجنوب إلى ثلاثة اتجاهات وتقسيم الجنوب إلى ثلاثة أقاليم كان من مطالب الاستوائية ،أحد الأقاليم في الجنوب ولكن نميري هو الذي نفذه بحكم أمر جمهوري .
• والمشكلة الأخيرة التي فجرت هذه الخلافات هى أنه كان مقتنعا أ، القادة الجنوبيين وكان تكوينها نصفه جنوبي وسوف تدمج في القوات المسلحة دمجا كاملا وأمرت وحدات من هذه القوة مكونة من مواطنين جنوبيين أن ترحل أن تنقل إلى الشمال ولكنها من هذه الأسباب مصالح لا أريد أن أخوض في تفاصيلها ورفضت ذلك فضربت وتمردت تمرد الكتيبة (105) هو الذي أدى هروب عناصرها للخارج وهى التي انضمت إلى أنانيا الثانية لتكون الحركة بشركة الجديد ، قرنق نفسه وقائد الكتيبة ( 105) كاربينو اجتمعوا وانضموا إلى حركة أنانيا الثانية ليكونوا التمرد بشكله الحالي.
• بدأت تخاطبها للوصول سلمى ولكنها منذ البداية راوغت بأن قالت إنها لا تعترف بان تغييرا وقع ، بان قالت لابد أن يسلم العسكريون السلطة في ظرف أسبوع للمدنيين وكذا مراوغات .
• بعد ذلك أن أتحدث عن الحل السياسي الذي طرحه السودان للوصول لحل منذ أيام الحكومة الانتقالية ذهب وفد ممثل للتجمع الوطني لإنقاذ السودان إلى أديس أبابا ودخل مع الحركة فيا مفاوضات تمخضت هذه المفاوضات عن اتفاقية (كوكادام) التي توصل إليها بين حركة التمرد وبين التجمع الوطني لإنقاذ السودان والاتفاقية عبارة عن ستة نقاط تمهد لعقد مؤتمر قومي دستوري للنظر في المشكلة من جميع إبعاده وقد أعلن إعلان كوكادام ، هذا في مارس عام 1986 في وقت كانت فيه الأحزاب السودانية كلها مشغولة بالانتخابات العامة وكانت الحكومة الانتقالية نفسها تحسب أنفاسها الأخيرة لأنها سوف تسلم السلطة بعد شهر أو أيام للحكم المدني المنتخب ، ولذلك لم يجد إعلان كوكادام اهتماما كافيا ولكن بعد الانتخابات حدث لقائي بعد ا، تم اختيار رئيسا للوزراء بقرنق وجماعته في أديس أبابا في يوليو 1986 وناقشنا إمكان الاتفاق على عقد المؤتمر وكانت الظروف مهيئة لاتفاق ولكن بعد ذلك مباشرة وقبل الوصول لاتفاق أسقطت الحركة طائرة مدنية في ملكال في 16 أغسطس / 1986م مما جعلنا نعتبر الحركة غير جادة في الوصول لحل سلمي .
• ثم بعد عام وفي أبريل 1987 أعلنت مبادرة للسلام موجهة للحكومة الإثيوبية ولحركة التمرد فيها ضرورة الاتفاق على عقد المؤتمر وفيها تحديد ما فعلنا في هذا السبيل ثم جاءت محادثات وزير الدولة للدفاع وأروك توم الرجل الثاني في الحركة في لند ن في أواخر عام 1987 وقطعت شوطا من التفاوض ثم جاءت اتصالات في ذلك الوقت بين الجبهة الإٍسلامية القومية وهى معارضة وبين الحركة في اتجاه الاتفاق على التنوع والوحدة في السودان ثم جاءت وساطات عديدة اشترك فيها بعض رجال الدولة السابقين من أفارقة واوروبيبن ، ثم جاء وجود الحركة في إثيوبيا يشكل عنصرا هاما وتطورت العلاقات السودانية الإثيوبية إلى ما يؤدي إلى اتفاق حول حسن الجوار بين البلدين ، ثم اتصالات حزبية قام بها الحزب الاتحادي الديمقراطي مع قيادة الحركة هذه كلها وسائل تلمس طريق وبحث عن حل وهى مازالت لم تحسم حتى الآن
• الرد على المبادرة المحدودة التي وصلتها مكتوبة في أبريل 1988 هذا العام ونحن نتوقع أو ننتظر ردا محدودا حول هذا المبادرة
• بعد هذا أود أن أتحدث قليلا عن الأساس النظري للحل لأن كثيرا من الناس يقولون أن المشكلة معقدة ولا سبيل إلى أساس نظري حتة لحلها ، وأقول كانت هناك موانع لدى بعض الشماليين بأن الجنوبيين يريدون انفصالا ولذلك كان هذا يشكل مانعا سياسيا للتوصل لاتفاق سلمي وكان هناك إحساس لدى بعض الجنوبيين أن الشماليين إنما يريدون أن يفرضوا عليهم الإسلام والعروبة ، هذان العاملان زالا تماما باعتبار الصفا المختلفة ـ والعقائد المختلفة للسودانيين كذلك صارت كل الاتجاهات الجنوبية تعلن أنها لا تريد الانفصال ، كذلك هنالك تطور في الحركة السياسية السودانية أود أن ارسم معالمه باختصار :ـ
• أول معالمه هو قبول كل الحركة السياسية السودانية أن للحرب أن للجنوب خصوصية لابد من مراعاتها بالشكل الدستوري والإداري بالنسبة لمستقبل ، ثم هنا موضوع مراعتها بالشكل الدستوري والإداري بالنسبة لسمتقبل السودان ثم هناك موضوع الإسلام الذي يشكل طبعا مسالة هامة باعتبار إن الصحوة الإسلامية في السودان تريد
الاستجابة لتطلعاتها بينما هناك مخاوف لدى بعض الجنوبيين أن هذا قد يؤدي إلى قهرهم أو فرض الإسلام عليهم، الواقع أن الإسلام أصلا في مبادئه متسامح والإسلام في السودان أصلا في ممارساته متسامح وأنه لا يوجد تعارض بين الصحوة الإسلامية والتنوع الديني في الوطن الواحد ومفهوم الشريعة و منطلقات الشريعة واضحة في هذه المجالات واجتهادات الحركة السياسية السودانية أيضا واضحة في هذه المجالات ولا لبس في أننا نريد أ، نذكر للجميع حقوق المواطن وحقوقهم الإنسانية وحقوقهم الدينية في ظل هذه النهضة التي نتحدث عها نشأ نتيجة لهذا حوار اشترك فيه كل القوى السياسية السودانية شمالية مسلمة ومسيحية وكان إجماعهم حول النقاط الآتية.
• لا مكان لفرض الإٍسلام على غير المسلمين أو لأخبار المسلمين على الخلي عنه وشرعت في غيبة الديمقراطية فينبغي استبدالها.
• أسس البلاد الدستورية تحدد عبر المؤتمر الوطني الدستوري لا اعتراض على تطبيق أحكام الشريعة على المسلمين.
• هذه جملة ما كان قد اتفق عليه بعض الناس قالوا لا مجال لحل في العلاقات هذه إلا بالعلمانية والتوجه العلماني فكرا وسياسة.
• نحن نقول وهذا أمر واضح، العلمانية هى رد فعل في الفكر الأوروبي لقداسة السلطة في الإسلام هذا غير وارد معظم اتجاهات الفكر الأوروبي المعاصرة نشأت نتيجة لاتجاهات في الكنيسة رفضت الاعتراف بأشياء معينة إما في الفطرة أو في الواقع الإنساني،فتطور الجنس الذي تمارسه بصورة واضحة عدد من الاتجاهات الفكرية الكنسية، والعقلانية نفسها رد فعل لإنكار دور العقل في المعرفة والعلمانية رد فعل أيضا لإنكار العوامل النفعية والمصلحة في الدولة وربطها جميعها باعتبار كنسية غيبية التي واجبت ردود الأفعال في الفكر الأوربي ولذلك نحن نستطيع احترام حقوق المواطنة والديانة والإنسانية للجميع دون لجوء للعلمانية، التي جعلها فلاسفتها لاسيما هاور بيكر مقابلا للقداسة في ا لدولة نحن عندنا الدولة مدنية بمعنى أن أمرها مفوض للأمة والتشريع إذا التزم بالقطعي وردودا ودلالة يقوم على الاجتهاد ولذلك فلا مجال لهذا الفكر الغريب المستورد رد فعل لظروف لا نعرفها في واقعتا الفكري أو الديني.
• العروبة – لاشك أبدا أن هذه قد تشكل في إطار الفهم العرقي للعروبة ولكن هذا الفهم أصلا غير وارد لأن القومية في أصولها عندنا ليست كالقومية في أصولها اللاتينية المشتقة من أصل معناه مولد وإنما عندنا مشتقة من التضامن ولذلك لا وجود لتناقض إسلامي عربي في السودان وكذلك لفهم عرقي وعربي ولكن بعض الفهم للقومية العربية انطلاقا من فترات معينة في التاريخ الإسلامي نشأ فيها تناقض بين الإسلام والعروبة والفترة التي اقترن فيه ملامح التناقض مع الإسلام وملامح رد الفعل على الشعوبية هذا الفهم للعروبة مجافي لتجربة السودان ولمصلحة انصهار عناصره وهو أيضا يجافي حقيقة القومية العربية كما نشأت فيما قاله مثلا الجاحظ.
اللغة والشمائل المشتركة تكتسب من القوة بحيث تفوق وحدة النسب فالذين يتحدثون في النسب مثل العدوانيين والعبرانيين أحفاد أو حفدة إسماعيل وإسحاق صاروا أمتين قوميتين بينما وحدة السمات بين ذوي الأصول العرقية المختلفة العدنانيين والقحطانيين .أن العرب قد جعلت إسماعيل وهو ابن أعجميين إسماعيل وهاجر عربيا أسباب اللغة والشمائل جعلت لهم ولادة أخرى هذا كلام الجاحظ وافضل تعبير ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم " الرب واحد والأب واحد والدين واحد وليست العربية بأحدكم من أم ولا أب وإنما هى اللسان فمن تكلم العربية فهو عربي.
أما الأفريقية فأصل عبارة أفريقيا مشتقة من تسمية في شمال أفريقيا، فأفريقيا ليست دينا و ولا لغة ولا قومية ولا لون وإنما هى اعتبار جغرافي وتجارب تاريخية مشتركة وتطلعات تضامنية في الحاضر والمستقبل هذه الأسس نعتقد أنها من الناحية النظرية معها إدراك بضرورة الديمقراطية القائمة لا على الأغلبية المجردة وإنما الأغلبية والتوازن بحيث لا تقف عند حد المنطلقات اللبرالية الكلاسيكية وإنما تتجاوزها لاستقطاب و خلق تأسيس التوازن على نحو ربما أشرحه في مجال آخر هذه الاعتبارات أي الفهم والمشار إليه للمنطلقات الفكرية المذكورة زائد الديمقراطية القائمة على التوازن زائد الاقتناع بالتنمية المتوازنة هذه تشكل في تقديرنا الأسس النظرية للحل السياسي المقصود أن شاء الله.
• النقطة السادسة متعلقة بالأهداف الأجنبية- هناك أهداف أجنبية استراتيجية يريد أصحابها الفصل بين أفريقيا شمال الصحراء وأفريقيا جنوب الصحراء لاعتبارات و أسباب فكرية واقتصادية وسياسية – هناك أيضا الذين يسعون لإيجاد وسيلة لتهديد العالم العربي من الباب الخلفي فأحداث السودان يمكن نقلها لموقع السودان نحو الشرق عبر مصر و نحو الخليج عبر البحر الأحمر ونحو المغرب العربي- المهم أن هناك مصالح واتجاهات تريد أن تستخدم هذه التطورات السلبية في السودان لهذه الأهداف.
- ثم هناك من هدفهم تعويق نهضة السودان كبلد ذي مقومات كبيرة تمكنه من الوقوف في وجه التبعية الأجنبية، كذلك تعويق دوره الواعد في الأمن الغذائي العربي.

Post: #145
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 09:01 AM
Parent: #1

كلمة السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء
أمام الجمعية التأسيسية
عند مناقشة مشروع القانون
الجنائي
بتاريخ 4 أكتوبر 1988
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله
أخي الرئيس..
زملائي نواب الشعب..

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..


مقدمة
يطيب لي يا أخي الرئيس أن أساهم مع زملائي النواب في مناقشة هذا الموضوع الهام وسأقدم نقاط عبر مقدمة من أربع نقاط.ثم أربع نقاط أساسية أما في المقدمة فأود أن أشير أن التراث القانوني لأي مجتمع لا يكون كالمعادلات الرياضية ، مجردا من قيمها ، وثقافتها ،ومشاعرها،و إنما ينبع من مصادر موضوعية في بيئتها الاجتماعية ومن مصادر رسمية من التشريعات التي تجيزها المؤسسات التشريعي المعنية،ومن مصادر تفسيرية تعود إلى قرارات وأحكام القضاء،وواقع القانون اليوم في عالم اليوم ينقسم إلى الاستعماري هذه الأسر القانونية منتشرة في بقاع العالم محملة بقيم الثقافات والظروف مستعمرة تطلعت للبحث عن ذاوتها ،وتأصيل حياتها في كل المجالات في مجال الفكر والثقافة،والسياسة وكذلك في المجال القانوني، وفي عهود الديمقراطية التي تشهدها بلادنا برزت اتجاهات التأصيل لأن عهود الكبت ضمن ما نكبت تطلعات وآمال ومثل الشعوب، ولذلك بدأت حركة التأصيل منذ الديمقراطية الأولى بعد ثورة أكتوبر واجهت عملية التأصيل بما فيها من توجهات ، دخلنا في مرحلة التخبط التي فيها تبنت القيادة الفردية شعارات من هنا وهناك، تدور مائة وثمانون درجة من اتجاه إلى الاتجاه النقيض دون محاسبة أو رقابة أو مسألة لأنها إنما تستوحي فرديتها وعزلتها ، وبعد سقوط النظام الاستبدادي مجيء النظام الديمقراطي استأنف شعبنا مسيرته في ظل الديمقراطية نحو التأصيل عن الذات.
واتجاه التأصيل يا أخي الرئيس وزملائي النواب في السودان ليس أعور بحيث يسير في اتجاه التأصيل دون إدراك لعوامل العصر. وتعارض الانتماءات في قضية التأصيل بين أبناء الوطن الواحد، والوسط الدولي المعاصر ،بل أن القوى السياسية الجاهدة للتأصيل في السودان تسعى لذلك مبصرة مدركة ضرورة التوفيق بين التأصيل و المعاصرة وضرورة التوفيق فيما يتعلق بتضارب الانتماءات وهى قوى تنطلق في اتجاهها هذا مستصحبة روح الاعتدال. والتسامح المعروفين في الكيان العام السوداني. لم ولن يقول أحد إننا نريد أن نفرض شيئا القوة ولا أن نحرم أحد من حقه كمواطن بل الجميع رغم الاعتقاد يرون أن تم التشريع عن طريق ديمقراطي أن يراعى التشريع حقوق الآخرين. وهذا الاتجاه ملتزم بالدراسة الجادة ، المشروع الذي تقدمت به الحكومة استهدى بأدب قانوني واسع العقوبات المقدم 1925- قانون العقوبات سنة 1974- قانون العقوبات الحالي، مشروعات قوانين الحدود المقدمة من لجنة القوانين لتتمشى مع الشريعة الإسلامية بديوان النائب العام ـ مشروع قانون العقوبات للجبهة الإسلامية القوميةـ تقرير لجنة الوفاق الوطنيـ مشروع القانون الجنائي العربي الموحد ـ مشروع قانون الحدود المصري ـ مشروع قانون العقوبات لعام 1083، فالأمر يا أخي الرئيس مقدم لنا بعد أن غذته ورفدته مصادر عديدة من الأدب القانوني ورغم ذلك أخضعه مجلس الوزراء لمزيد من الدراسة بواسطة لجنة وزارية مستعينة بآخرين، وبعد دراسة تقرير اللجنة الوزارية قرر مجلس بالإجماع إحالته للجمعية بصورة تراعي خصوصية الموضوع فقدم للجمعية بصفة تبرز عليه حالتان الأولى أن بعض أهم النقاط من حيث عدد وصفة لحدود. وعدد وصيغة للمواد الأخرى وكيفية التعامل مع حقوق غير المسلمين بشأن الحدود هذه النقاط مفتوحة من النقاش والدراسة لتحسم في النهاية بالصوت المفتوح.
الصفة الثانية أن عددا من مشروعات القوانين الأخرى أعطيت صفة اعتبارية بحيث تدرج معه روافد معتبرة ، مصادر للصياغة النهائية.. أي حرص على الدراسة وعلى الاعتدال وعلى التسامح يمكن في أي من بلاد العالم أن يفوق هذا الأسلوب ؟ أي أسلوب من دراسة وجدية وإحاطة في أي قطر من أقطار العالم أن يفوق هذا الأسلوب ؟ لو أن هناك يا أخي الرئيس جائزة نوبل وجائزة نوبل في الواقع مكبلة بقيم أولويات مجتمعها الأوروبي الأمريكي ،أقول لو أن هناك جائزة نوبل عالمية في التسامح والاعتدال لا ستحقها أهل السودان دون منازع.
أعود الآن لا تحدث عن النقاط الأربع:ـ
النقطة الأولى :ـ
هناك سبع أسئلة أر الإجابة الواضحة عليها عبر ما رأيت وشهدت في مناقشات الرأي العام وهذه الجمعية الموقرة .
السؤال الأول: لماذا توقيت المشروع الآن:
التوقيت فرضه الواقع فقوانين سبتمبر موجودة فعلا وإلغاؤها أحد أهداف ميثاق الانتفاضة وإيجاد بديل إسلامي صحيح أحد التزامات القوى السياسية صاحبة الأغلبية وأي تراجع في هذا الموضوع معناه استمرا تلك القوانين والطعن في مصداقية هذه القوى السياسية.
السؤال الثاني: أليس للسودان أولويات أخرى؟
أن الاهتمام بالموضوع ليس على حساب شئ آخر ، بل أن تحويله للجمعية بالطريقة المشار إليها من شأنه أن يخلي طرف الجهاز التنفيذي للنظر في قضايا أخرى، لا يستطيع مجتمع حتى في أحلك ظروفه وأشدها اضطرابا، بل بصفة خاصة في أحلك ظروفه ،أن يستغني عن القوانين التي تنظم حياته لاسيما وتردع الجنايات فيه.
السؤال الثالث: مالفرق بين قوانين سبتمبر؟
أقول أن قوانين سبتمبر معيبة إسلاميا لأنها فرضت على جرائم أركانها وضعية عقوبات إسلامية، أننا بصدد صياغة رصينة للجريمة بأركانها الشرعية وعقوباتها المستحقة.
قوانين سبتمبر معيبة عداليا لأنها أدخلت قانون أمن الدولة الظالم في جسم القانون الجنائي ونحن بصدد إجراء مبرأ من ذلك.
قوانين سبتمبر لم تعمل لغير المسلمين ولم تراع آراءهم في الموضوع نحن بصدد إجراء يراعي فيه ذلك.
قوانين بسبتمبر صدرت بأمر جمهوري بصورة فوقية. ونحن بصدد إجراء واسع الشورى يحسم ديمقراطيا..
قوانين سبتمبر طبقت بواسطة قضاء موجه ونحن ننعم بقضاء مستقل، صحيح أن القانونيين يشتركان في التسمي بالإسلام ولكن كثيرا من الناس يسمى (محمد) ونحتاج لنفاذ وراء الاسم لنعرف من شخصيته أمحمد هو أم مذمم أما من كان ضد التسمي بالإسلام نفسه فموقفه من الإسلام من قوانين سبتمبر.
السؤال الرابع: إذا أريد الحديث عن الإسلام فلماذا يكون الابتداء بالقانون الجنائي؟
أن للإسلام يأخي الرئيس مبادئ عامة توجب الشورى في الحياة السياسية والعدالة في الحياة الاقتصادية والإخاء والتعاون في الحياة الاجتماعية وحرية القرار في العلاقات الدولية ونحن نلتزم بتلك التوجيهات ،كما أن للإٍسلام أحكاما محدودة في الزكاة والربا والحدود ونحن نحاول أيجاد مراعين التدرج والاعتدال وحقوق المواطنة لغير المسلمين ونسير في توجهاتنا دون إعطاء أولوية للحدود ونعترف نظريا أننا إذا كنا نملك التوقيت لأمكننا التقرير بشأن الأولويات ولكن التوقيت فرضه الواقع كما أوضحت.
السؤال الخامس: ألا يتعارض هذا القانون مع حقوق المواطنة لغير المسلمين؟
نحن لسنا بصدد إعطاء حقوق إضافية للمسلمين بل إيجاد عقوبات. حقوق المواطنة ياخي الرئيس إذا جاز لي أن ألخصها هى:
سياسة بحيث ينتخب وينتخب دون قيد، اقتصاديا بحيث يملك ويعمل وينال خدمات اقتصادية واجتماعية ويساهم مساهمة سوية في الضريبة.
أمنية بحيث يحمي ي ماله وعرضه ونفسه وان يشارك في واجب الحماية.
هذه الحقوق ياخي الرئيس يكفها دستور وقوانين السودان وسوف تكلف باستمرار أن شاء الله . التنوع القانوني في الوطن الواحد لا يتنافى مع وحدة المواطنة إذا كانت حقوق المواطنة مكفولة متفق و عليها.
السؤال السادس : آلا تنافي عقوبات قاسية مع حقوق الإنسان؟
حقوق الإنسان تشمل حريته الدينية والتزامه بأحكام دينه ومما يتنافى حقوق الإنسان أن يحرم المسلمين من هذا الحق.
الإسلام سبق إلى حقوق الإنسان ولا سيما في مجال الأحكام مثلا : أن تكون العقوبة شخصية ، هذا أمر سبق به الإسلام وبموجبه أعطى حقا للإنسان لم يعطاه سابقا ( لا تذر وازرة وزر أخرى) ، البراءة الأصلية من حقوق الإنسان التي كفلها الإسلام قبل غيره، قواعد إثباته دقيقة ( أن الإمام أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة) لا عقوبة إلا بقانون ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) إدخال اعتبارات اجتماعية في ركن الجريمة من حيث الضرورة ومراعاة الحال.القول أن بعضها فظيع يقول به بعضهم ولكن التربوي ، مجافاتها للذوق العام، الحديث هذا يقول به البعض ولكننا نحد في المجتمع الحديث عشر ممارسات ذكرتها في المقدمة التي وردت في مجلس الوزراء تجافي ذوقنا العام ولذلك مسالة الذوق العام هذه اعتبارات يختلف حولها الناس ونحن نرى في ممارسات المجتمعات الحديثة ما نعتقده بشعا وفظيعا، والمهم أن الحدود الإسلامية داخلة في إطار أسس لتطبيقها فيها الرفق وفيها الرحمة.
السؤال السابع: إلا تتعارض هذه الإجراءات مع حركة السلام وعقد المؤتمر القومي الدستوري ؟
أخي الحبيب..

لقد عقدنا مداولات كثيرة مع اخوتنا الجنوبيين في الداخل، مذكرة التفاهم بين الأحزاب كانت إحدى ثمارها، اتفاق لجنة الوفاق الوطني كانت إحدى ثمارها، ميثاق الوفاق الوطني كان إحدى ثمارها، هذه المداولات تعد بحق رافدا للمؤتمر القومي الدستوري وقد اتفق عبرها على مبادئ واضحة لا تفرض أحكاما إسلامية على غير المسلمين.
و لا تمنع المسلين من اتخاذ الأحكام الشرعية التي يرتضونها .
أما المؤتمر القومي الدستوري يحضره حملة السلاح فقد خاطبناهم أكثر من عشر مرات: خطاب رئيس وزراء الحكومة الانتقالية _ بيان مجلس الوزراء الانتقالي وما خاطبتهم به اتفاق كوكدام واجتماع التجمع الوطني لإنقاذ البلاد به – مقابلتي لهم في أديس أبابا – لقاء التجمع الوطني لإنقاذ البلاد بهم- مقابلتي لهم في أديس أبابا – لقاء التجمع اللاحق لمقابلتي لهم – ورشة العمل في وسكنسن – اتصالات الجبهة الإسلامية القومية- مبادراتنا في أبريل 1987م مؤتمر انتراكشن في هرا ري- للقاء لندن بين وزير الدولة للدفاع ورئيس هيئة الأركان وفريق بقيادة اورك تن اورك – مبادرتنا مع ردنا الإيجابي على كل مبادرة الوسطاء، هى خمسة مبادرات آخرها واحدة قبل ثلاثة أيام.
الحركة التي تحمل السلاح لم ستجب قاطعة لتلك المبادرات وأن فعلت فسوف يتحرك الأمر ،ولكن لا يمكن أن نرهن أحوال السودان لها ن أنها تقف الآن مكتوفة وربما حائرة، ربما مغلولة على أمرها ، ربما مراوغة بينما العالم كله الآن يسير فيه يا أخير الرئيس قطار السلام، في أفغانستان، في حرب الخليج ، وفي انغولا في وناميبيا في نيكاراغوا ، في الصحراء الغربية ، وفي قبرص وفي الخلافات المزمنة الداخلية في بولندا بين السلطة وبين التجمع والتي دخلت فيها أيضا محاولات السلام الاجتماعي، و أخيرا بالأمس اكتملت حلقة السلام بن جارتينا ليبيا و تشاد ،وهذه كلها تدل على أن قطار السلام في العالم في قاراته كلها يسير إلا حيث هذا الشلل وهذا القعود هذه الحيرة التي لا نعرف لها سببا ،ولكن لا يمكن أن نتخذها وسيلة إلى إيقاف حركة السودان الاجتماعية والتطورات الداخلية. وعلى كل حال ففي موضوع القوانين هناك اتفاق أن نلغي قوانين سبتمبر ويعلمون هم الالتزام الإسلامي مع مراعاة حقوق الآخرين، وهذا موضوع يتوقع للمؤتمر القومي الدستوري أن ينص عليه أو أن يتم الاتفاق عليه نهائيا لعدالته .
انتهيت الآن من التساؤلات..
النقطة الثانية:ـ
يا أخي الرئيس خمس قضايا فكرية أساسية أود أن اعلق عليها عبر ما قيل
القضية الأولى:ـ
أن الحوار والنقاش كشف أن البعض مستخف بالشريعة ، ويرى إمكان طردها من شئون التشريع هؤلاء أحيانا يتذرعون بالوحدة الوطنية. أقول يجب قبول التوجه الإسلامي المنطلق من إرادة الشعب لمصلحة الوحدة الوطنية، ففي بلاد أخرى استقطب الرأي بين دولة أو سلطة تطرد الإسلام من الحياة العامة وشارع يطلب الإسلام في الحياة العامة ونحن ذهبنا في خط آخر ليس خط الاستقطاب الذي يؤدي بالوحدة الوطنية،ولكن خط الحوار والاستصحاب ونعتقد أن أسلوبنا هذا سليم وصحيح، وهو الآن ينقذ الوحدة لا يعرضها للخطر.
القضية الثانية:ـ
آخرون مستخفون بالوحدة الوطنية أقول الاهتمام بالوحدة الوطنية لمصلحة الإسلام ، ماذا لو نشأت دويلة معادية في جنوبنا تسمم العلاقات بين الشمال والجنوب، وتلقى بظلها على العلاقات الأفريقية العربية وتشكل بؤرة معادية ومحالفة لإسرائيل ، أننا نريد ولا نستطيع أن نتخلى عهن القطعي ورودا ودلالة من كتاب الله وسنة رسوله ولا نريد ولا نستطيع أن نتخلى عن وحدة السودان ونستطيع أن نوفق بينهما، والسبيل والمصلحة واضحة وضوح الشمس.
القضية الثالثة :ـ
طرح العلمانية في حياتنا غر وارد لان الدين في السياسة في واقعنا مل نأخذ من أحد أذنا ليدخل الدين في السياسة،والدين في السياسة قائم في السودان قياما منطقيا واساسيا في واقعنا وفي واقع كل العالم المعاصر، في بريطانيا الدولة وجدت توفيقا بين السياسة والدين في أن رئيسة الدولة هى رئيس الكنيسة ،في الفاتيكان وهو دولة ليس مؤسسة دينية فحسب ،في أوروبا الغربية حيث الأحزاب التي تسمى أحزابا ديمقراطية مسيحية وعى في السلطة فهناك تداخل واضح بين الدين والسياسة ولم ينتظر منا إذنا ليدخل في أوضاع العالم المختلفة ، مشكلة ايرلندا فيها ظلال من هذا التداخل ،مشكلة أذربيجان وأرمينيا قائمة على سبيل التداخل. مسألة التجمع والسلطة ، في ايرلندا فيها هذا التداخل ، إن النداء العلماني في أوربا ركز أصلا على أبعاد الكنيسة من الدولة أما الدين فهو الحياة وهذا لم ولن يحدث إلا إذا انقرض الاعتقاد الديني أساسا
أن التوفيق بين الالتزام الإسلامي وحقوق المواطنة لغير المسلم ممكن انطلاقا من طبيعة الدولة في الإسلام وطبيعة التشريع فيه. التنوع القانوني إسلاميا ووضعيا ممكن .
النقطة الرابعة:
يا اخير الرئيس:-
التطلع الإسلامي ليس شيئا عرضيا أو انتهازيا وأنا أتحدث عن تجارب محددة أنا شخصيا زج بي إلى كل ما يمكن أن يحدث في التغريب والبعد عن هذا في ممارسات المؤسسات التعليمية التي دخلتها، أتستطيع أ، أقول: مهما كانت أخطائي – وهى كثيرة – أتستطيع أن أقول إنني وجدت في تلك الظروف أشياء وظروف قذفت بي إلى الأصل أبعدتني من تلك التغريبات والمؤسسات المدنية التي أقيمت في السودان ككلية غردون ومن أغراضها الأساسية التغريب قبلت ظهر المجن لمغربيين كثير من السودانيين الذين خرجوا من الدين فكرا وانتماء يعودون إليه في رحلة فكرية روحية معهودة في كثيرين نعرفهم ونستطيع تسميتهم لا لأسباب سياسية لكن بسبب قوة الوجدان الديني في السودان صحيح يا أخير الرئيس انه توجد مشكلة بسبب التقليد ومدى إلزاميته والعصر ومدى استصحابه، وهى مسائل يكثر حولها الكلام ،و اعتقد أن ثمة قاعدة ذهبية هى الالتزام بالقطعي وردا ودلالة في الكتاب والسنة واستصحاب النافع من تراث الإنسان ما لم يناقضه والاجتهاد المؤهل والشورى وسيلة لاتخاذ القرار هذه في تقدير ي القاعدة الذهبية التي نتعامل بها مع هذا الموضوع .
النقطة الثالثة: التوجهات الإعلامية:
رمونا يأأيخير الرئيس بكل قبيح
ج ، السلطة علينا أجهزة الإعلام جاهلة ومنكرة مقرضة سكتنا لا عجزا ولكن ما داموا مصرين فهاهم : في يوليو 1986 م وقس كانتؤيوس (مركز رئاسة الكنيسة الإنجيلية في مؤتمر جيمع أديان العالم كان حديث عن دين المستقبل تحدث عن الإسلام قلت المطلوب لدين السمتقبل أن يشبع تطلع الإنسان للأيمان ووحيا
أن يفسح مجال العقل والتجربة، وأن يتضمن نظاما خلقيا موضوعيا وأن يكون محتواه العدالي الاجتماعي إيجابيا . إن شجع الحركة العليمة والتقنية و أن يستوعب التعايش بين العقائد والأديان والحياة الدولية القائمة على السلام والتعاون، ثم أوضحت كيف يلبي الإسلام هذه المطالب من نصوصه فأمن رئيس الجلسة المستر هند رسون على صحة المقاييس، وعلى صحة الانطباق على الإسلام وطالب الأديان الأخرى تقديم ردها ومازلنا ننتظر.
رمونا بأشياء وأود أن أردها دفاعا عن الإسلام . الإسلام يا أخير الرئيس لم يدخل السودان إلا سلميا، المسيحية ولا أقصد القبطية ولكن المذاهب التي جاءت مع الأوروبيين دورا في نشره . المسيحية في عهد الحكم الاستعماري احتجز لها العمل في مجالات المناطق المغلقة، الإسلام يعترف بالمسيحية ، المسيحية لا تعرف حتى الآن بالإسلام- الدول المسيحية العلماينة اسميا كلها يتداخل الدين في شئونها السياسية ،في أعلامها ما يكابد يخلو علم من أعلامها من الصليب مثبتا مرة والثانية والثالثة والأحزاب المشتركة في السلطة نجد أن فيها أحزابا سياسية مسيحية حاكمة ، وفي أمريكا حتى النقود مكتوب عليها " ثق بالله" هذا تداخل واضح بين الدين والسياسة وشئونها.
أن الدوائر الرجعية في الكنيسة تريد أن تخلق فتنة دينية في السودان تدعي اضطهاد لا وجود له لتجد سندا أجنبيا تدعم به خطتها البائسة.
لا يوجد تعصب مؤسسي أبدا ف تاريخنا الحديث، أننا نعتقد إن في تاريخنا الحديث قانونا ودستورا لم يتعصب أبدا بشكل واضح أو بشكل محدد ضد دين أو ملة. الميلاد الديني.
نتعامل مع مؤسسات مسيحية من مدارس ومستشفيات ويدخل فيها أبناؤنا وبناتنا ونساؤنا ورجالنا دون حرج. العطل تكاد تكون متساوية رغم التباين العددي ويوجد تساوي بين العطل واليت للمسلمين والعطل التي للمسيحيين ، نتعامل مع الصليب الأحمر مع ما في الرموز من محتوى ديني بصورة اكثر قبولا من دول مسيحية. هذه حقائق تدل على أن بلادنا لا تعرف التعصب . نحن نريد أن نعيش م الأديان الأخرى متحابين على أساس (لكم دينكم ولي دين) وعلى أساس ولكل حقه ولكن هذه الحملة الجائرة كان لابد من التصدي لها لتوضيح أنه لا يوجد في سلوكنا ولا في مؤسساتنا ولا في رغبتنا تصعب نريد أن نوجهه ضد المسيحيين من مواطنينا.
أن التوفيق بين الالتزام الإسلامي وحقوق المواطنة لغير المسلم ممكن انطلاقا من طبيعة الدولة في الإسلام وطبيعة التشريع فيه: التنوع القانوني إٍسلاميا ووضعيا ممكن .
النقطة الرابعة:
الأحكام الجنائية الشرعية يا أخي الرئيس ثلاثة أنواع :حدود – تعاز ير- قصاص. الحدود محدودة كما ونوعا، وتطبق في حالات نادرة لأسباب أهمها: درة الحدود بالشبهات وصعوبة الإثبات لبعضها ومسقطات عديدة عندما لا تكتمل أركان الجريمة أو مطالب الإثبات، هذا الجزء من حديثي يا أخير الرئيس هو جزء اجتهادي أقول به إثراء لأقنع واقتنع .واري أن هذا هو الأسلوب (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) ورغم ذلك ففيما يتعلق بالحدود فإثباتها جزء من العقيدة ،ولها دورها في الردع وإرهاب المخالف وقياس مدى الإجرام خلقيا. . وهذا يعني إن الغالبية الساحقة للأحكام الجنائية هى التعازير ، وهى عقوبات اجتهادية يمكن التوفيق بينها وبين الأحكام الوضعية مما يجعل جل بود القانون الجنائي أمر فنيا مصلحيا ليس وارد الخلاف حوله لأسباب جوهرية .. والمأمول أن نوفق من نص المشروع المقدم من الحكومة والنصوص المرافقة إلى بنود مقبولة للجميع . أما القصاص فهو يتناول القصاص في النفس ،ودرجاته : العمد وشبه العمد والخطأ المختلفة، والقصاص فيما دون النفس في هذا المجال قدم مشروع لجنة الوفاق الوطني بنودا لإيجاد القصاص في النفس كنص الشريعة وللعقاب بالدية فيما دون النفس وهى صيغة لها مصوغاتها الشرعية وحظيت بقبول الآخرين لتطبق دون استثناء في كل السودان وارى شخصيا أن يؤخذ بهذا الرأي من بين النقاط الخلافية التي سوف تتداولها لجنة التشريع.
المسألة الخلافية الأخرى متعلقة بالحدود، ولا أري باسا من ذكر أرائي لا لألزم أحد ولكن مساهمة في النقاش والحدود جرائم محددة الأركان محددة العقوبات والصحيح أن نلتزم بالقطعي ووردا ودلالة منها . من ذلك رجم الزاني المحصن قال تعالى :








Post: #146
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-03-2010, 07:58 PM
Parent: #1

الســـودان الآن في مفترق الطرق
بقلم:الصادق المهدي


السودان الآن في مفرق الطريق بين نعيم ممكن وجحيم محتمل‏,‏ وأقدم لحديثي بتأكيد أن الاستفتاء لتقرير المصير التزام حتمي
ِ

ولكنه يقع بين حالين‏:‏ استفتاء حر ونزيه يجري في مناخ سياسي صحي تكون فيه القضايا الخلافية معالجة بالتراضي فيحقق بذلك نتيجة تحظي بشرعية وطنية‏,‏ وإقليمية‏,‏ ودولية‏,‏ فينهض السودان بدولته الموحدة علي أسس جديدة أو دولتيه التوءمين المتفق علي شروط وصالهما قبل الاستفتاء‏,‏ والحالة الثانية هي استفتاء لا حر ولا نزيه مختلف علي نتائجه ما يلقي ظلالا علي نقاط الخلاف الكثيرة فتلتهب محدثة براكين قتالية داخل الشمال‏,‏ وداخل الجنوب‏,‏ وفيما بين الشمال والجنوب‏,‏ تشد إليها جميع التناقضات الموجودة في القارة‏,‏ والبحر الأحمر‏,‏ والشرق الأوسط‏,‏ وفيما وراء البحار‏.‏
أقدم لكم حديثي عبر عشر نقاط‏:‏
الأولي‏:‏ منذ أن نفذ البريطانيون في السودان سياسة الفصل العنصري باسم سياسة الجنوب في عام1922‏ م‏,‏ وعزمت الحكومات الوطنية نقض تلك السياسة تراكم في السودان استقطاب حاد لا ما بين شماله وجنوبه‏.‏
الثانية‏:‏ التعبير الجنوبي عن مخاوف من الشمال اتخذ صورا مختلفة وترددت فكرة تقرير المصير علي ألسنة ساسة جنوبيين علي فترات‏,‏ ولكن الفكرة لم تحظ بموقف جنوبي إجماعي إلا في أكتوبر‏1993‏ م كردة فعل مباشرة لقيام نظام انقلابي سوداني التزم بأيديولوجية إسلامو عروبية‏,‏ فدعا السناتور السابق هاري جونستون جميع الفصائل الجنوبية في واشنطن واتفقوا علي أن السودان اتجه اتجاها لا مكان لنا فيه‏,‏ فنحن لسنا مسلمين ولا عربا‏,‏ ونطالب بتقرير المصير وما بين ذلك التاريخ وعبر محطات مختلفة انتهت الي توقيع اتفاقية سلام نيفاشا في يناير‏2005م‏,‏ اعتمدت تقرير المصير للجنوب بعد فترة انتقالية طولها ست سنوات تحكم البلاد أثناءها حكومة وحدة وطنية تتبع سياسات تجعل الوحدة جاذبة‏,‏ لكي يصوت الجنوبيون للوحدة في يناير‏1102‏ م‏.‏
الثالثة‏:‏ وفي مايو‏5002‏ م نشرنا كتابا بعنوان‏:‏ اتفاقية السلام‏5002‏ م ومشروع الدستور أبريل‏5002‏ في الميزان قلنا فيه إن الاتفاقية أعلنت جعل الوحدة جاذبة وضرورة التحول الديمقراطي وسمت نفسها اتفاقية سلام شامل رحبنا بما حققت الاتفاقية من وقف إطلاق النار وتقاسم للسلطة والثروة بين طرفي الاتفاقية‏,‏ ووضع الالتزام بحقوق الإنسان وحرياته كما في المواثيق الدولية ولكننا انتقدنا عيوب الاتفاقية لا سيما‏:‏
‏>‏ إن الاتفاقية تطلعت لجعل الوحدة جاذبة ولكنها في الواقع جعلت الانفصال جاذبا بموجب برتوكولين‏:‏ بروتوكول ميشاكوس قسم البلاد علي أساس ديني‏:‏ شمال للشريعة وجنوب للعلمانية‏,‏ مما يخلق استقطابا‏,‏ والأفضل كما قلنا إعلان مدنية الدولة واستثناء غير المسلمين من الأحكام ذات المحتوي الديني وبروتوكول تقاسم الثروة الذي خصص للجنوب‏05%‏ من إيرادات بتروله مما يجعل للجنوبي حافزا للانفصال ليحتفظ بكل إيرادات نفط الجنوب‏,‏ والأفضل كما قلنا أن يخصص للجنوب نصيبه بالتمييز القاصد من الثروة القومية‏.‏ وطعنا في مشروعية تسمية الاتفاقية اتفاقية السلام الشامل في وقت يحتدم فيه الاقتتال في شرق البلاد وغربها لاسيما دارفور التي كانت في عام اتفاقية السلام محط أنظار العالم كله‏,‏ هذه التسمية كان لها أثر سالب لأنها إذ حققت السلام الشمالي‏/‏ الجنوبي قفلت الباب أمام تسويات سلام أخري وحتي يومنا هذا التمسك بسقوف اتفاقية نيفاشا صار عائقا أمام اتفاقيات السلام اللاحقة‏.‏
ـ فترة الحكم الانتقالي زادت الطين بلة‏,‏ وعزز الاستقطاب الشمالي الجنوبي أمران آخران هما‏:‏ التباين الأيديولوجي بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وطرحهما للتوجه الحضاري والسودان الجديد الأول إسلامو عروبي والثاني علمانو إفريقيا ومع أنهما بموجب ما اتفقا عليه في اتفاقية السلام تنازلا في الحقيقية عن تلك التطلعات‏,‏ والعامل الثاني هو التعامل الانتقائي معهما من قبل ضامني الاتفاقية‏,‏ لاسيما التعامل الأمريكي الذي والي الحركة الشعبية بعين الرضا والمؤتمر الوطني بعين السخط‏,‏ وهو ـ أي المؤتمر الوطني لم يقصر في استخدام ألفاظ شتائمية تنابذية كرتية كرنكية مما ساهم في مزيد من الاستقطاب‏.‏
الرابعة‏:‏ في هذا المناخ الشبيه بالحرب الباردة بين الشريكين أجريت انتخابات أبريل‏2010‏ م وبموجبها سيطر المؤتمر الوطني علي الشمال والحركة الشعبية علي الجنوب بنسب تفوق‏90%‏ لكل في منطقته‏,‏ مما جعل كلا منهما يتهم الآخر بالتزوير‏,‏ كنا حريصين علي إجراء انتخابات حرة نزيهة تحقق التداول السلمي وتكمل التحول الديمقراطي‏,‏ ولكن الانتخابات عكس ذلك كانت علي ألسنة الشرق أوسطية‏,‏ وهي انتخابات لتمكين الحكام لا للتناوب علي السلطة‏,‏ وأهم نتيجة سالبة للانتخابات أنها ألقت بظلالها علي الاستفتاء باعتبار أن من يسيطر علي جهة سوف يسيطر علي التوصيت فيها‏.‏
الخامسة‏:‏ بعد تأخير لأكثر من عام كونت مفوضية الاستفتاء قانون الاستفتاء الذي يحكم المفوضية يفترض الثقة والتعاون بين شريكي الحكم وهو معدوم‏,‏ ويفترض أن تكون المفوضية مستقلة ولكنها منقسمة علي نفسها علي أساس جهوي‏,‏ وإجراءات الاستفتاء مقيدة بمواقيت يستحيل تحقيقها‏,‏ والميزانية المطلوبة لعملها لم تدفع وهناك خلاف حول كيفية تصويت ما بين‏1‏ ـ‏2‏ مليون جنوبي في الشمال‏,‏ وتقرر أن يصوت نحو مليوني جنوبي في المهجر عبر إدارة مستقلة عن سفارات السودان لم تؤسس بعد‏.‏ قانون الاستفتاء حدد مسائل ما بعد الاستفتاء ليتفاوض طرفا الاتفاقية حولها ما قبل الاستفتاء وهي‏:‏ الجنسية‏,‏ العملة‏,‏ الخدمة العامة‏,‏ وضع الوحدات المشتركة المدمجة والأمن الوطني والمخابرات‏,‏ الاتفاقيات والمعاهدات الدولية‏,‏ الأصول والديون‏,‏ حقول النفط وإنتاجه وترحيله وتصديره‏,‏ العقود والبيئة في حقول النفط‏,‏ المياه‏,‏ الملكية وغيرها هذه المسائل تأخر بحثها كثيرا وقد اجتمع الحزبان للاتفاق عليها في القاهرة وفي واشنطن وفي المكلة بأثيوبيا وفي الخرطوم‏,‏ وكل ذلك عبر وسطاء ولكن الأمر لم يحسم بعد‏,‏ بل بعد كل محاولة يبدو الاتفاق بعيدا‏.‏
السادسة‏:‏ أهم من مسائل ما بعد الاستفتاء مسائل جنوبية داخلية يري باحثان عالمان نشرا تقريرا هذا العام بعنوان جنوب السودان في تناقض مع نفسه هما ماريك شوميروس وتيم ألن أوضحا بدراسة حقلية وجود مشاكل حدودية داخل الجنوب ما لم تحسم سوف تشعل حروبا داخلية‏,‏ كثيرون يركزون علي المشاكل الشمالية الجنوبية ولكن في دراسة حقلية أجراها جوك مادوت جوك وشارون هتشتنسون في نهاية القرن الماضي أوضحا أنه منذ الثمانينات الي تاريخ الدراسة فإن ضحايا الاقتتال الجنوبي أكبر عددا من ضحايا الاقتتال الشمالي الجنوبي‏.‏
السابعة‏:‏ نصت اتفاقية السلام علي ضرورة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب بعد ستة أشهر من إبرام اتفاقية السلام أي في عام‏2005‏ م وكان هذا الإجراء مهما لإجراء الاستفتاء‏,‏ ولكن صار الأمر الآن محل خلاف هذه المسألة أوكلت لمفوضية فنية لترسيم الحدود المفوضية فرغت من الجانب الفني ولكن ما بقي قضايا سياسية كل منها قابل لإشعال الحرب إذا لم يعالج بطريقة صحيحة‏,‏ السيدان عمر البشير وسلفا كير ما برحا يؤكدان عزمهما علي عدم استئناف الحرب وأنا أصدقهما لأسباب موضوعية‏.‏
فمعلوم أن الجيوش التي تحكم تشغلها مصالح الحكم عن الحرب ولا أحد يريد أن يتهم بشن الحرب‏,‏ ولكن هناك أطرافا ثالثة وحلفاء هم الذين يمكن أن يشتبكوا ويجروا الآخرين‏.‏
وهنالك نقاط قابلة للالتهاب هي‏:‏
أ ـ تبعية الجبلين ما بين الرنك والنيل الأبيض وهو خلاف بين دينكا أبيلانق وقبائل رعوية‏:‏ سليم ـ الصبحة ـ الأحامدة ـ نزي رفاعة‏.‏
ب ـ جبل مقينص محل خلاف بين أعالي النيل وجنوب كردفان‏.‏
جـ ـ كاكا التجارية محل خلاف بين أعالي النيل وجنوب كردفان‏.‏
د ـ بحر العرب محل خلاف بين شمال بحر الغزال وجنوب دارفور‏.‏
هـ ـ كفياكنجي وحفرة النحاس محل خلاف بين غرب بحر الغزال وجنوب دارفور‏.‏
و ـ الخلاف حول أبيي ما لم يستطع حسمه التحكيم الدولي‏.‏
ز ـ واختلاف حول هجليج أشمالية أم جنوبية وهي منطقة نفطية‏.‏
حـ ـ واختلاف حول مفهوم المشورة الشعبية لجبال النوبة‏.‏
ط ـ واختلاف حول المشورة الشعبية لجنوب النيل الأزرق‏.‏
هذه الاختلافات تدعم وجهات النظر المختلفة فيها قبائل تدافع عن مصالحها وقد وقعت فيها نزاعات وسالت دماء‏,‏ وحتي الآن أمورها معلقة والأطراف المعنية تستعد لأية مواجهات‏.‏
المطلوب بإلحاح آلية مجدية للتعامل مع هذه الخلافات حتي لا تلقي بظلالها علي الاستفتاء‏.‏
الثامنة‏:‏ كذلك المطلوب قبل الاستفتاء الاتفاق علي شروط تتجاوز اتفاقية السلام الحالية لوحدة تقوم علي درجة أعلي من الندية والتوازن وعلي خطة بديلة في حالة الانفصال أي وحدة ندية أو انفصال واصل‏.‏
التاسعة‏:‏ القضية ليست متي يجري الاستفتاء‏,‏ ولكن ضرورة أن يكون حرا نزيها وأن يتفق علي آلية مجدية لتناول النقاط الخلافية لذلك اقترحنا‏:‏
ـ إسناد إدارة الاستفتاء لجهة محايدة‏,‏ دول معينة تحت مظلة الأمم المتحدة لأن أية جهة سودانية سوف يطعن في نزاهتها‏.‏
ـ وتكوين مفوضية حكماء لدراسة وحل النقاط الخلافية في زمن كاف دون تقيد بمواعيد الاستفتاء‏,‏ الذي يجري بأسرع ما يمكن بإدارة دولية‏.‏ ولكن للأسف حتي الآن الأسرة الدولية بقيادة الولايات المتحدة غير مهتمة بنوع الاستفتاء بل بشكله وهذا سيناريو كارثي هذا ما أوضحناه لمجلس الأمن الذي وفد للخرطوم الشهر الماضي ولممثليهم في العواصم المختلفة إنهم يتحدثون فقط عن إجراء الاستفتاء دون ضوابط نزاهته ولا يعيرون النقاط الخلافية الملتهبة اهتماما‏.‏
العاشرة والأخيرة‏:‏ الاستفتاء المضروب ـ أيا كانت نتائجه ـ سوف يسمم العلاقات بين الشمال والجنوب‏,‏ ويجعل السودان جبل مغناطيس يجذب إليه جميع تناقضات المنطقة‏,‏ نزاعات القرن الإفريقي وحوض النيل ـ وغرب إفريقيا ـ والشرق الأوسط‏,‏ بينما استفتاء حر ونزيه وتعامل راشد مع النقاط الخلافية يمكن السودان الموحد أو التوأم من دور بناء في التعامل مع كل التناقضات المذكورة‏.‏

رئيس حزب الأمة السوداني
ورئيس الوزراء السابق

Post: #147
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-04-2010, 04:19 PM
Parent: #1

...

Post: #148
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 11-04-2010, 04:22 PM
Parent: #1

خطبة الجمعة للمهدي في مسجد الهجرة بودنوباوي

8/10/2010 | 07:08:56




بسم الله الرحمن الرحيم





الله أكبر ولله الحمد







خطبة الجمعة



29 شوال 1432هـ الموافق 8 أكتوبر 2010م

التي ألقاها الإمام الصادق المهدي بمسجد الهجرة بودنوباوي







الخطبة الأولى





الحمد لله والصلاة والسلام على حبيبنا محمد وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد-

أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز

غبت عنكم عشرة أيام ولكن همكم ساكن إلى جنب ذكر الله في ضميري على نحو ما قيل:

وإذا صحوت فأنت أول خـاطري وإذا غفى جفنـي فأنت الآخر

غطت رحلتي زيارة لعمان والقاهرة شملت المشاركة في مؤتمر موضوعه: البيئة في الإسلام، وأجريت لقاءات رسمية وشعبية موضوعها بيان الموقف السياسي في السودان، والتطورات المتوقعة فيه، وما نسعى إليه من استفتاء حر نزيه، وما نعمل من أجل تحسين فرص الوحدة أو لتحقيق التآخي بين دولتي السودان ليصير الانفصال واصلا لا فاصلا، وما نرجوه من مواقف الحكومات والشعوب الشقيقة لدعم مواقفنا.

وفي مساء اليوم الجمعة سوف نلتقي ببعثة مجلس الأمن للسودان. بعثة نرحب بقدومها دليلا على اهتمام حميد بالسودان. إن الأسرة الدولية، مع حسن النوايا، أقدمت دائما على أمرين أضرا بالسلام الشامل في السودان والتحول الديمقراطي الحقيقي، هما: حصر حل مشاكل البلاد في إطار ثنائي بين المقاتلين، وهذا خطأ، فالاتفاق بين المقاتلين ضروري لوقف الحرب ولكنه ليس كافيا لبناء السلام. والأمر الثاني هو أنهم يركزون على الشكليات دون الجوهر، حرصوا على إجراء انتخابات كيفما يتفق دون مراعاة نزاهتها فجاءت بالنتائج الكارثية المشاهدة. والآن يركزون على شكلية إجراء الاستفتاء دون كفالة حريته ونزاهته، وإذا حدث هذا فإنه سيجر البلاد لكارثة، ويتحملون المسئولية.

وسوف نؤكد لهم ترحيبنا بالاستفتاء أساسا للوحدة الطوعية أو الانفصال الأخوي. ولكن لكيلا يكرر الاستفتاء سيناريو الانتخابات الماضية المعيبة هنالك خطوات مطلوبة لتجويد إدارة الاستفتاء، ولكفالة الحريات، وللتصدي لأزمة دارفور لكيلا تزيدها نتائج الاستفتاء تعقيدا واشتعالا.

هذا هو موقفنا الذي سوف نواصل العمل من أجله داخل البلاد، وإقليميا، ودوليا راجين من شعبنا قوة الموقف معنا ومن صاحب العناية سبحانه وتعالى التوفيق والسداد: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ".

أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز

البيئة الطبيعية في بلادنا وفي العالم أجمع مهددة بالتردي والتلوث. البيئة الطبيعية هي الأرض، والماء، والمناخ، والفضاء، والغطاء النباتي والحيواني. ومنذ بداية هذا العام كونا مع آخرين: المنظمة السودانية الشعبية لتغيير المناخ والبيئة. لنحشد الجهد لما ينبغي عمله لرعايتها.

أما مؤتمر عمان فقد نظمته مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي لدراسة موضوع البيئة في الإسلام.

نقول: إن البيئة الطبيعية هي موروث جيلنا من الماضي وأمانتنا للأجيال القادمة.

الحقيقة هي أن القرآن هو أكثر الكتب المقدسة اهتماما بالبيئة. كما أن النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" هو أكثر أنبياء الله اهتماماً بالبيئة. ولا غرابة في ذلك لأن الله يذكر الكون باعتباره كتاب الله المنظور. قال تعالى: "وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ". إن قدرة الله تتجلى في الطبيعة بحيث يستشهد بها عليه. قال تعالى: "وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ". وموجودات الكون خاضعة لنظام: "مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ"

الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي لا يخضع لحتميات الطبيعة لأن ربه أعطاه حرية الاختيار: " إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا". إن رب العالمين نفخ في الإنسان من روحه وكرمه واستخلفه: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً". الله استخلف الإنسان وكلفه بواجب الإعمار للأرض، ومنع الإفساد، ورعاية المناخ، والمياه، والحيوان، والنبات. قال تعالى:"هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا" - أي جعلكم عمارها. وقال: "وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا". وجاء في الحديث: "اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَ : الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ ، وَالظِّلِّ ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ". والحيوانات أقاربنا في أسرة الحياة. قال تعالى: "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم". وقال النبي "صلى الله عليه وسلم" فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبٍ أَجْرٌ" وقال حفاظا على الغطاء النباتي: "مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ فِي النَّارِ". قال الإمام الشاطبي هنالك خمسة أمور هي المقاصد التي تعمل أحكام الإسلام لتحقيقها هي: حفظ الدين- والنفس- والعقل- والمال- والنسل". وباستقراء نصوص الوحي يمكن أن يضاف لها ثلاثة مقاصد هي: "حقوق الإنسان، ورعاية البيئة، ووحدة الأمة".

الحضارة الغربية في نهضتها الحديثة ركزت على التقدم التكنولوجي دون مراعاة للجوانب الأخلاقية والبيئية ولكنهم منذ حين تنبهوا لخطورة هذا المسلك غير المتوازن. وعبر عدد من المؤتمرات هي كوبنهاجن 1972م، وريودي جنيرو 1992م، وجوهانسبيرج 2002م، تراكمت الدراسات واتخذت القرارات المهتمة بالتنمية المستدامة وأبعادها الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية. هذا التطور في الفكر البيئي الإنساني يقترب من المفاهيم الإسلامية. وفي إطار حوار الحضارات نحن محتاجون لاستصحاب إنجازاتهم التكنولوجية، وهم محتاجون لاستصحاب قيمنا الأخلاقية، والبيئية، وذلك ليستقيم نظر الإنسانية بعينين وتمشي برجلين. ثم عقد مؤتمر كيوتو الذي صارت قراراته ملزمة دوليا في 2005م. ثم اتخذت قرارات الألفية الجديدة في عام 2000م. وأخيرا عقد مؤتمر كوبنهاجن في عام 2009م. هذه المؤتمرات تمثل وعيا محمودا بمسائل البيئة ولكن يعاب عليها أنها لا تنفذ ولا توجد آلية للمساءلة على تنفيذها والمتابعة. لذلك يرجى أن نعمل على:

أولا: الحرص على تنفيذ قرارات المؤتمرات الدولية لتحقيق أهدافها.

ثانيا: العمل على تكوين مجلس أمن مواز ليتولى متابعة قضايا الأمن الاجتماعي والبيئة.

ثالثا: العمل على توحيد القوانين البيئية في قانون دولي واحد وتكوين محكمة للمساءلة في مخالفات البيئة.

رابعا: أقر مؤتمر كوبنهاجن الأخير مبدأ العدالة البيئية لتعويض الدول الفقيرة ضحايا تلوث البيئة. كان المبلغ المخصص ضئيلا بالقياس للمهام المطلوبة. ينبغي أن نطالب بمضاعفته والإسراع بتوفيره لينفق في الآتي:

· تخضير المناطق القاحلة وشبه القاحلة بالغطاء النباتي والتوسع الغابي.

· ترشيد استخدام المياه خاصة في مجال الري الزراعي.

· ترشيد الفلاحة والرعي.

· احتواء الاحتطاب والتحول نحو الطاقة النظيفة، سيما الشمسية واتخاذ هدف: أن تكون كافة الأغراض المنزلية من إضاءة، وتبريد، وتسخين، وطبخ بالطاقة الشمسية.

· الاستعداد لصد مياه البحار لحماية الأراضي التي سوف يغمرها.

· توجيه الأبحاث العلمية والتدريب لتحقيق هذه الأهداف.

· توحيد الكلمة للمطالبة بهذه المطالب في مؤتمر المكسيك القادم.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.

الخطبة الثانية

الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على حبيبنا محمد وآله وصحبه مع التسليم وبعد،

قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا". وقال النبي "صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم:"مَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ، أَوْ قَالَ : عَدُوَّ اللَّهِ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلَّا حَارَ عَلَيْهِ" -أي رجع عليه. وفي الماضي رزئت أمتنا بخوارج يكفرون الناس بلا رحمة، ونحن اليوم نواجه ظاهرة الخوارج الجدد الذين يكفرون الناس كما يتنفسون. فمن قال الأرض كروية كافر، ومن قال الإنسان وصل للقمر كافر، ومن انتخب امرأة كافر، ومن ذكر إمامة المرأة كافر، ومن شك في نقابها كافر.. تكفير هو خطوة في طريق استحلال الدماء والأموال. هذه ظاهرة عانى منها مجتمعنا ومجتمعات أخرى وتركها ولاة الأمر لتتمدد في كثير من البلدان وبلادنا "الفيها مكفيها" لذلك ينبغي تطهيرها من التكفيريين بحملة تقوم على ثلاث شعب:

أولا: بناء رأي عام قوي ضد نهجهم الجالب للفتنة.

ثانيا: ضبط الفتوى فلا تجوز إلا عبر آليات معتمدة. كيف نحمي الناس من السب ونسمح بسب الأديان؟

ثالثا: إصدار تشريع محكم لمساءلة كل من يصدر أحكاما جزافية على عقائد الناس.

أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز

أهم مدارس الفكر الإسلامي الآن ثلاث: سنة، وشيعة، وصوفية. نحن جميعا نؤمن بالله واليوم الآخر ونشهد أن محمدا رسول الله.

أهم مدخل الآن لأعداء الإسلام إثارة الفتن بين فرقه لا سيما السنة والشيعة وقد سالت الدماء بحاراً بسبب هذه الفتنة في العراق، وفي لبنان، وفي باكستان، وهي فتنة يراهن على استمرارها واتساعها أعداء الإسلام. علينا في وجه هذه الفتنة أن نتفق على الآتي:

1. نحن أهل كتاب واحد ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

2. خلافات الماضي منذ الفتنة الكبرى أمرها لله " تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ".

3. آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم محل تقديرنا ونحن نكرر ذلك في التحيات في صلواتنا، تقدير دون غلو فهم جميعا بشر.

4. صحابة النبي صلى الله عليه وسلم محل احترامنا، احترام دون تقديس فهم بشر.

5. باب الاجتهاد مفتوح ونتعاون فيما نتفق عليه ونعذر بعضنا بعضا فيما نختلف عليه.

6. نجادل بعضنا بعضا بالتي هي أحسن ولا نلزم بعضنا باجتهاداتنا ولا نمنع بعضنا من تحديد أي موقف مذهبي يشاء ما دام يفعل ذلك طوعا.

7. علاقاتنا بالآخر الديني والدولي تقوم على التسامح، والتعايش، والتعاهد في أمر المصالح المشتركة.

ومن هذا المنطلق نؤيد ما جاء في إعلان لجنة رسالة الإسلام وأيده قادة من الأزهر والشيعة من قم ونصه: "نؤمن جميعاً بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. ونؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وأن الاختلاف بيننا في الفروع هو اجتهاد يقره الإسلام".

وفيما يلي اجتهادات لبيان حول قضيتي النقاب والتربية الجنسية للشباب.

أقول: النقاب عادة لا عبادة. كل ما جاء بخصوص زي المرأة في القرآن هو:

· قال تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ" وهذا يعني ستر الأفخاذ والسيقان.

· وقال: "وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ" وهذا يعني ستر النحور أي أعلى الصدر، إضافة للرأس الذي إنما يستره الخمار بالأصل.

· وقال تعالى: "وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا" أي ما ظهر في الجزء المسموح بظهوره.

· وقال تعالى: "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ". وهذا توجيه لغض النظر عن شيء مرئي لا مغطى.

وروى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأسماء: "يَا أَسْمَاءُ ، إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا - وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ".

كلمة حجاب لم ترد أصلا في القرآن إشارة لزي المرأة بل خاص بالحاجز المطلوب بين نساء النبي والصحابة وهو أمر دعت إليه الضرورة لا سيما بعد حديث الإفك واقترحه عمر "رضي الله عنه" وأيده القرآن سدا للذرائع.

النقاب عادة عرفت في الجاهلية وعرفت لدى شعوب الشرق الأوسط القديم وهو إعدام شخصي واجتماعي للمرأة وقد صار الآن وسيلة يتخذها كثيرات وكثيرون للتستر على أعمال إجرامية يدبرونها ضد المجتمع.

مع كل هذا فما الذي يسوغ التكفير غير الاستخفاف بحرمات الدين. نحن لا نكفر من قال بالنقاب. ولكننا لا نكف عن إرشاده.

إن تبادل التكفير عبث بالدين.

أما التربية الجنسية فإن خوض التكفيريين فيه عجيب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ". والعلم يشمل أمر الدين وأمر الدنيا. وقال تعالى: "هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ"؟. وقال: "فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ". وأهل الذكر في كل مجال ديني أو دنيوي موجودون. مقترح إضافة: وكان علماؤنا وفقهاؤنا جريا على سنة رسول الله حبيبنا محمد (ص) يهتمون بأمر الثقافة الجنسية وحينما كانت الكنيسة في الغرب تحرّم الخوض في أمور الجنس لأنه بنظرهم خطيئة، كان علماء المسلمين يهتمون بالحديث عن النكاح وآدابه وكان بعض فقهائنا يكتبون كتبا أمثال كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين للإمام ابن قيم الجوزية، وكتاب طوق الحمامة للإمام أحمد بن حزم الظاهري، وكتاب شقائق الإترنج في رقائق الغنج للإمام السيوطي، وغيرها.. ومن منا لم يسأله ابن أو بنت: عن الزواج ما هو؟ وعن الحمل؟ وعن البلوغ ما هو؟ وعن الحيض؟ وعن ما هو الإيدز الذي تقوم بشأنه الحملات؟ وعن غيره من الأمراض المنقولة جنسيا؟ وعن حرمة أو استباحة المصافحة؟ وعن العادة السرية؟ وعن سماع الموسيقى وغيرها من الفنون؟ وغيرها من الأسئلة التي تتكرر على ألسنة الشباب بنين وبنات لأبيهم ولأمهم لا سيما ونحن نعيش في مجتمعات مفتوحة تروي الصحف فيها أموراً كثيرة تثير الأسئلة. ثم هناك الفضائيات والإنترنت والإذاعات وغيرها ونحن نرى في المجتمع حملات قومية في أمر الإيدز والمخدرات وهي حملات يسمع بها أبناؤنا وبناتنا. فهل بعد هذه الحقائق يمكن لعاقل أن يقول أسكتوا عن هذه الأشياء لأن الحديث عنها يخدش الحياء أو يثير الشهوات! ألا فقولوا: هذا كلام له خبيئ معناه ليست لنا عقول.

نحن أمام خيارين: إما أن نهتم بالتربية الجنسية ونعلم شبابنا هذه الأمور بصراحة وشفافية أو أن نتركهم نهبا للشهوات والجهالات والأوهام الشائعة في كثير مما يتداوله الأقران، وأدوات الإعلام تربيهم كما تشاء. لذلك أنا شخصيا بصدد نشر كتاب بعنوان أيها الجيل. وأرحب بنشاط المركز القومي للمناهج والبحث التربوي بالتعاون مع البرنامج القومي لمكافحة الأيدز ومنظمة اليونسيف.

يا سدنة مدرسة التكفير والتجهيل أهلنا يقولون: "المؤمن لدينه فتاش". والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ". وكيف لا نهتم بتربية أطفالنا ليميزوا الخبيث من الطيب وليعلموا أن الجنس من أهم هبات الله للإنسان، وهو كذلك من أكثرها عرضة للانحراف، فالواجب بيان حميده من خبيثه وهذا هو جوهر التربية الجنسية. أرجو ألا تثني أصوات التجهيليين العاملين في هذا المجال فإنه "لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ" والله يقول: "وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ".

أحبابي في الله

توفي هذا الأسبوع الحبيب ميرغني النصري. كان ميرغني من تقاة المثقفين الذاكرين وكان مع تمسكه بمبادئ سياسية لا يحيد عنها قومي التوجه تعاون معنا على هذا الأساس في كثير من قضايا الوطن، رحمه الله رحمة واسعة. اللهم ارحمنا وارحم آباءنا وأمهاتنا وأهدنا وأهد أبناءنا وبناتنا وبارك في أرزاقنا وألطف بنا ببلادنا واجعل لنا من أمرنا رشدا.

أحبابي

"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ". حي على الصلاة حي على الفلاح.












Post: #151
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: بكرى ابوبكر
Date: 12-15-2010, 06:44 PM
Parent: #148

د الصادق المهدي في حوار صريح وبلا رتوش لـ ( الأخبار) (1 -_2)


 


الفتاة المجلودة ضربت ضرب (غرائب الابل) ..والاتحادي رفض الغاء قوانين سبتمبر !!


 


الحكومة تخوّن الانفصال عبر فتاوى علماء ( مخرفين) !!


 


 أحزاب الشقق المفروشة والزينة طفيلية تمتص دم الوطني وهو ( عاجبو كدا)!


 


 


الحكومة اغترت بنتائج الانتخابات المطبوخة وصاروا يتصرفون باستفزاز واستعداء للآخرين !


 


أجرت الحوار بأمدرمان / نادية عثمان مختار


[email protected]


 


للحوار مع الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي متعة خاصة وفوائد كثيرة ، فالرجل موسوعة من المعارف وكتاب مفتوح ، واضح الحروف ، رصين اللغة ، غزير المعلومات في شتى مناحي الحياة؛ سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ودينيا !


التقيته في داره العامرة بحي الملازمين وبدأت معه الحوار لـ ( الأخبار) من الملف الأكثر سخونة في الساحة الآن، والذي أخذ الأنظار ولو مؤقتا من قضايا مصيرية كانفصال الجنوب وقضية دارفور آلا وهو ملف حقوق الإنسان في السودان على ضوء ما أثاره فيديو الفتاة ( المجلودة) بأيدي شرطيين، وصف من كل من رأى مقطع الفيديو المؤلم بأنها وحشية وقاسية؛ حد تحجر القلب !


تحدث المهدي بأسف بالغ عن منافاة ذلك للشريعة والقانون .. !


ووصف المؤتمر الوطني بـ ( العنيد والعدائي والمستفز) واعتبر انه لا صديق للوطني سوى الأحزاب  التي وصفها بـ(الشقق المفروشة) وقال إنها أجسام طفيلية تمتص دم المؤتمر الوطني ( وهو عاجبو كدا) !


وحذر الحكومة من غضب الشارع وإهمال حل المشكلة الدارفورية !


وبعث برسالة للضباط المعاشيين قال فيها : ( عبد الرحمن ولدي رجع ليهو حقو بعودته للقوات المسلحة انتو زعلانين مالكم)؟!


وأحاديث أخرى مهمة تشرح وتشرّح الواقع الراهن فماذا قال المهدي هذا ما ستتابعون تفاصيله في الحلقة الأولى من الحوار : 


 


دعني أبدأ حواري معك من القضية الأكثر سخونة في الساحة  الآن وهي قضية جلد الفتاة السودانية التي نشرت صورتها وصوتها على شبكة الانترنت.. كيف ترى هذا الفعل ؟؟


في اليوم العالمي لحقوق الإنسان بقاعة الصداقة قلت كلاما واضحاً؛ إدانة لهذا السلوك المشين؛ لأنه لا يناسب لا الأخلاق  السمحة السودانية ولا السلوك الإنساني، وفوق ذلك كله فهو مناقض تماما للشريعة؛ لأن السياط التي ضربت بها الفتاة ليس فيها ( حد) لأن الحد معروف في حالة القذف ثمانون جلدة، وحد الزنا مائة جلدة، وهذه السيدة ( نحنا عدينا دقوها زي خمسين جلدة) وهذه الخمسون جلدة معناها في شيء ليس حدياً ، وعلى أي حال حتى لو كان حديا فليست هذه هي الطريقة التي يضربوا بها الناس فهذه تسمى طريقة ( ضرب غرائب الإبل) فقد ضربوا الفتاة في كل أنحاء جسدها ، وجهها ، ظهرها ، بطنها ، وكل الجسد وهذا كله مناف للشريعة، وهو سبة في النظر السوداني والإنساني والإسلامي، وليس هناك شك أنها ذات الممارسات التي كان نظام مايو يتعامل بها في الشريعة، وهي تطبيق الأحكام بطريقة غير شرعية وغير صحيحة. وهيئة شئون الأنصار قد ناقشت الموضوع ولها مواقف وسجلت صوت إدانة واحتجاج ، كذلك المكتب السياسي لحزب الأمة حيث أننا نعتبر هذا الموضوع إساءة للشريعة والإنسان والسودان .


وما هي جهودكم المبذولة لتغيير هذا الواقع ؟؟


قمت بإصدار كتاب ( الإنسان بنيان الله) وهو يوضح كيف أن هنالك تطابقاً في المبادئ مابين حقوق الإنسان في الإسلام وحقوق الإنسان العالمية، والآن لدينا كتاب سيتم تدشينه يوم السبت القادم بعنوان ( ميزان المصير الوطني في السودان) وبه مناقشة أساسية لمساوئ تطبيق الإسلام في السودان بالتفصيل ) ولا شك أن حادث الفتاة المجلودة يلحق بهذه الإساءات للتطبيق الإسلامي، وهو من ضمن الدلائل على سوء تطبيق الأحكام الإسلامية في السودان، ونحن كما قلت سنتخذ مواقف واضحة، ونحن نطالب السلطات بالتحقيق في هذه الواقعة.


ذكرت أن عملية ضرب النساء هي ذات الممارسات التي كان نظام مايو يتعامل بها، أي أنها امتداد لقوانين سبتمبر التي كان باستطاعتكم إلغائها وأنت على كرسي الحكم فلماذا لم تفعل ؟؟


يا سيدتي .. هؤلاء الناس كانوا يعتقدون أن الصادق كان الحاكم الرئيس القائد ( أنا ما الرئيس القائد) أنا حاكم ديمقراطي ، وحزبنا كان يريد أن يلغيها، ووقف ضد  إلغائها الحزب الحليف معانا، وقد قالوا إنه لا يمكن إلغاؤها إلا بعد أن نقدم لها بدائل، وكنا نشتغل في البدائل لكننا اتفقنا على تجميدها كحل وسط ، وقد جمدت لفترة ، ولكني لم يكن لدي أدنى تردد في إلغائها إلا أنني لا استطيع إلغاءها بأصوات حزب الأمة، فهو ليس له أصوات أغلبية، وكان في الجمعية عندما تأتي أي قضية من هذا النوع هناك أصوات الجبهة الإسلامية القومية والاتحادي الديمقراطي ، ونعم الاتحادي حليفنا ونحن كنا قد اشترطنا  في التحالف بيننا وبينهم انه من اللازم إلغاء قوانين سبتمبر ولكنهم لم يوافقوا ولذلك جمدناها .


ثم ؟؟


أثناء الحكومة الديمقراطية هذه القوانين المشوهة للإسلام لم تكن مطبقة ( موش كدا بس) بل إنني دعوت علماء من العالم الإسلامي وعدداً كبيراً منهم كانوا قد أتوا في عهد نميري ليباركوا له تطبيق الشريعة بعد مرور عام؛ حيث دعاهم في العام 1984م وقد دعوناهم وقلنا لهم تعالوا لتروا هذه الأحكام والتطبيقات التي حدثت في السودان، وهؤلاء العلماء قاموا بعمل تقرير.. موجود الآن في وزارة العدل.. يقول إن هذا الإجراء بعيد في صياغته الأكاديمية والنظرية وتطبيقه، وصلاح أبو إسماعيل من الأخوان المسلمين في مصر كان أحد هؤلاء العلماء الذين أتوا وباركوا لنميري تطبيق الشريعة، وعندما تقدمنا لهم بالدعوة جاءوا واشتركوا في الإدانة والنقد لهذه القوانين فسألت أبو إسماعيل حول كيف انه أخذ الموقف ذاك وموقفه الجديد!؟ فقال لي نحن عندما دعانا نميري لم نطلع على شيء ولكن أخذتنا العاطفة عندما قالوا لنا تم تطبيق أحكام الله والشريعة، ولكن عندما اطلعنا على التفاصيل وجدنا أن هذه إساءة للإسلام ، لذا أريد أن أقول إننا اتخذنا إجراءات لإدانة هذه القوانين أثناء وجودي في السلطة؛  ولكن للأسف كان هناك جزء من نواب الاتحادي الديمقراطي أعضاء في الاتحاد الاشتراكي، وقد اشتركوا في هذه القوانين ، ولذلك رفضوا أن يقبلوا إلغاءها بالطريقة التي قلنا بها .


وانتهى الأمر على ذلك ؟؟


موش كدا .. بعد أن تمت الانتخابات في العام 1986م اجتمعوا الجبهة الإسلامية القومية والاتحادي الديمقراطي؛ وفي ذلك الوقت كنا نقف مع ميثاق الانتفاضة الذي يتحدث عن أشياء محددة وهي أولاً إلغاء قوانين سبتمبر ، ثانيا تكوين محكمة للقصاص الشعبي ، ثالثا إجازة الحل السلمي لقضية الجنوب وكان في ذلك الوقت بعد الانتفاضة جاء إعلان كوكادام، وكان من الأشياء التي نادينا بها وقبلناها واشتركنا فيها، وعندما انتهت الانتخابات اجتمعت الجبهة الإسلامية والاتحادي الديمقراطي ووقعوا على وثيقة مشتركة؛ وقع عليها بالنيابة عن الجبهة الإسلامية د. الترابي ونيابة عن الاتحادي الديمقراطي وقع السيد زين العابدين الهندي؛ وكانوا يشكلون أغلبية في البرلمان، واتفاقهم كان ينص على: أولا .. لا نوافق على محاكم قصاص شعبي، وإذا كان هنالك محاكمات تكون عن طريق المحاكم العادية ، ثانيا لا نوافق على إعلان كوكادام ، ثالثاً لا نوافق على إلغاء قوانين سبتمبر ، رابعا إذا تكونت حكومة فإما أن ندخل فيها معا أو نكون في المعارضة معاً ، واجتمع حزب الأمة لمناقشة هذا الأمر لأننا لدينا أكثرية، ولكن ليس لدينا أغلبية، فقلت لهم لا خيار لنا غير عمل حكومة تكون للجمعية وكل عشرة نواب ينوبهم وزير، ولدينا ثلثمائة عضو؛ أي ثلاثين وزيرا ، أو نقف في المعارضة ولكن حزب الأمة رفض كلامي، وقرر عمل ائتلاف مع الاتحادي الديمقراطي ، وبدأنا حوارا مع الاتحادي، ولكن يبدو أن اتفاق الاتحادي مع الجبهة كان مناورة لكي يضعنا في موقف ضعف ، ولكي نفض هذه المناورة رأيت أنه ( ما في داعي لكلام زي ده) واقترحت حكومة للجميع، وكل عشرة نواب يكون لهم وزير، لكن حزب الأمة رفض ورأى انه لابد من التفاوض مع الاتحادي، وتفاوضنا.. والاتحاديين قالوا نحن مستعدون لعمل بديل لقوانين سبتمبر؛ لكننا لسنا مستعدين لإلغائها ، وأنا لم أكف نهائيا عن الهجوم على هذه القوانين بصفتي رئيسا للوزراء، ولكني لا استطيع إلغائها بأصوات حزب الأمة حيث أنها إذا جاءت للجمعية فستسقط بالأغلبية .


وماذا كانت نتيجة معارضتك في ذاك الوقت لقوانين سبتمبر ؟؟


سجنت ثمانية عشر شهراً بسبب معارضتها، وخضنا الانتخابات ضدها وأتينا بالعلماء لكي يدينوها ولكن الاتحادي الديمقراطي لم يوافق على إلغائها، بل تجميدها فقط ، والجبهة كانت تأتي للبرلمان كل يوم والتاني لتقول لابد من التطبيق بدلاً عن التجميد، ولكننا منعنا ذلك لأننا نعتبرها أحكاماً لا تمثل الإسلام في شيء .


حديثك هذا يقودني لسؤال مهم سيد الصادق .. هل الشريعة الآن مطبقة في السودان حقيقة أم أنها شريعة مطبقة على ناس دون الآخرين ؟؟


هي مطبقة بطريقة خطأ، فالتطبيق قائم بطريقة انتقائية للغاية ، وبالمناسبة الآن كل واحدة أو واحد يصبح ضحية لهذه الأحكام الجائرة سيجد تعاطفا سودانيا وعالميا ، فالآن هذه الفتاة تحولت إلى بطلة وقبلها لبنى ( عملوا فيها العملوه) وحولوها إلى بطلة؛ لأن العالم له ضمير ، وهذا يعد قصر نظر شديد جداً من السلطات ، وزمان في الإسلام الناس الواعين في مثل هذه الظروف التي بها توتر أو حرب أو غيره؛ كانوا يجمدون الأحكام الحدية ويقولون في ذلك لكي لا يتم الانحياز للعدو !!


تعني أن توقيت ظهور الشريط سيكون له آثاره؟ خاصة وأن هنالك أجواء متوترة بالفعل في السودان ومشاكل كبيرة بين الشريكين وفي دارفور ؟؟


نعم وهنالك إدانة ، فالمؤتمر الوطني كحاكم فقد أي علاقة مع شريكه، وتحولت الشراكة إلى عداء ، وليس له أي صلة بأي قوى وطنية في السودان الآن وعلاقته فقط بما أسميه ( الشقق المفروشة) وأعني بذلك أحزاب الزينة والأحزاب الزخرفية؛ والتي ليس لها أي وزن، وهي أحزاب طفيلية متعلقة بجسم المؤتمر الوطني وتمص في دمه وهو ( عاجبو الشكل ده) ولكن لا يوجد أي شعبية تتمتع بها هذه الأحزاب الطفيلية ، فالمؤتمر الوطني ليس له أي علاقة حقيقية مع أي قوى سياسية شعبية في السودان وآخر صلة كانت بينه وبين الحركة الشعبية في إطار ثنائي والآن انفض هذا الإطار .


ثم ؟


هذا أولاً، وثانياً ليس لديه أي علاقة حقيقية مع أي دولة من دول الجوار ( ولا واحدة) فكل دول الجوار في رأيي- وبدرجات متفاوتة- ليس بينها وبين المؤتمر الوطني علاقات طيبة ، ودوليا ( مافيش) وهناك نوع من العلاقة مع إيران ولكن العلاقة معها قائمة في رأيي بصورة ليست عميقة؛ لأنه عندما وقعت الحرب الإيرانية العراقية نحن في حزب الأمة كان رأينا أن نأخذ موقفا حيادياً لنوقف الحرب ونتوسط لمنعها؛ ولكن الجبهة الإسلامية القومية ( اللي هم حزب هؤلاء الجماعة) في ذلك الوقت اجتمعوا وأعلنوا الانحياز لصدام حسين، والوقوف معه وهم يتخذون موقفا مبدئياً معاديا ضد الشيعة ، ففي جوهر الموضوع موقفهم من إيران لا عمق له؛ ولذلك هم الآن بلا أصدقاء لا على الصعيد الدولي ولا الإقليمي ولا الوطني ، وأنا مستغرب في ظرف مثل هذا وناس معزولين بهذا الشكل بدلا أن يفكروا تفكيراً جاداً لفك هذه العزلة نجدهم ( ماشين) في تصرفات وإجراءات تزيد من العزلة !!


وما هو السبب في ذلك في رأيك ؟؟


في رأيي أنهم اغتروا بعد الانتخابات بالنتائج المطبوخة، وصاروا يتصرفون بصورة فيها درجة أعلى من استفزاز واستعداء الآخرين ، بينما الحركة الشعبية وهي التي فعلت مثلما فعلوا في السيطرة على الانتخابات في منطقتهم ( الاتنين عملوا نفس الشيء) إلا أن الحركة غيرت من طريقة تعاملها مع الآخرين. ودعا السيد سلفاكير كل القوى السياسية الجنوبية سواء التي معه أو ضده، وقال لهم عفو عام و تعالوا نخطط معا لنهج قومي جنوبي للمستقبل واتفقوا على عدد من الإجراءات، أولاً- انه بعد الاستفتاء يقوم بحل حكومته ويكوّن حكومة لكل الأحزاب الجنوبية ، ثانيا- هذه الحكومة تدعو لمؤتمر دستوري يضع أساس لدستور الجنوب سواء كان موحدا أو منفصلا ، وانتخابات جديدة لجمعية تأسيسية لتجيز هذا، كما اتفقوا على تكوين جسم مشترك من الأحزاب الجنوبية يجتمع مرتين في الشهر لمتابعة هذه الإجراءات ، وهذا تصرف ناس رجال دولة !!


الحكومة أيضا حاولت أن تسعى باتجاهكم كأحزاب فاعلة وقوى سياسية لها وزنها ولكن كل حزب على حدة فهل كان هذا هو الخطأ الذي وقعت فيه برأيك ؟؟


لا لا .. نحنا عارفينها .. هم لا يريدون أن يفعلوا ذلك ، المؤتمر الوطني يريد أن يستخدم الأحزاب كعلاقات عامة ، لا يريد أن يغير سياساته ولا برنامجه ولا أن يضع في الأجندة مؤتمرا دستوريا ولا انتخابات جديدة ( كل ده مافيش) فهو دعانا ويريد فقط أن يلمنا في شعار مشترك بيننا وبينهم وهو أفضلية الوحدة، ولكننا نعتقد أن تبني المؤتمر الوطني للوحدة هو من الأسباب التي أتت بنتائج عكسية لأنهم يدعون للوحدة على أساس امتداد اتفاقية السلام ، أي أن يحافظ على نفس امتيازاته الموجودة في اتفاقية السلام في المستقبل ، وهم يريدون عمل وحدة تحت هيمنة المؤتمر الوطني؛ وليست هنالك جهة سياسية عاقلة ستذهب لتشترك في شيء مثل هذا و( نحنا شفنا المؤتمر الوطني أذى البلد كيفن) فإذا كان هناك أي نوع من عمل نحو الوحدة فلابد أن يكون ضمن برنامج وطرح جديد في العلاقة بين الحكومة والشعب والجنوب والشمال وفي حل مشكلة دارفور و...


مقاطعة


ولكن هل كان هذا الطرح الذي تقول به الآن سيغير من واقع أن الجنوبيين يريدون الانفصال وهو قد صار واقعا بالفعل ؟؟


لا .. لن يغير، ولكن طرحنا واضح في هذا الموضوع أولا- لكي نخلق مناخاً أفضل في العلاقة بين الشمال والجنوب، ويزيل هذا الاستقطاب بحيث ندعو للوحدة بأسس جديدة؛ أهمها أن يكون واضحاً بأن الدستور الموحد دستور ديمقراطي مدني يوفق مابين مدنية الدولة وتطبيق الأحكام الإسلامية للمسلمين ، ثانيا يضمن الحريات لأن الدستور الحالي فيه نصاً، ولكن ليس به طريقة التنفيذ للحريات ، ثالثا لابد من الاعتراف بأن بترول الجنوب للجنوب ، رابعا لابد من اعتبار العاصمة القومية قومية بالفعل وليس تبع الشمال ، لدينا أسس محددة لجعل الوحدة جائزة ليس؛ لأنه وارد انحياز الجنوب في هذا الوقت الضيق، ولكن لخلق مناخ؛ لأن الناس الذين يدعون للانفصال في الجنوب الآن دوما ما يدعون بلغة أن نحن إذا قبلنا الاستمرار في الوحدة فمعنى ذلك قبولنا بأن نكون مواطنين من الدرجة الثانية و...


مقاطعة


إذن تعاملتم مع الحكومة بسياسة ( التسوي بايدك يغلب أجاويدك) وتركتم الأمر للوطني فوقع الانفصال ؟؟


لا ـ نحنا كلامنا واضح .. نحن نريد أن ندعو للوحدة ولكن على أسس جديدة حتى يكون لها فاعلية والذي أتى بمثل هذا الموقف هو أن هنالك مفردات مهمة ، يعني مثلا مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في يوليو 2010م قال كلاما واضحا حيث أكد انه لا يمكن الاستمرار في الوحدة التي تجعلنا مواطنين درجة ثانية ، فنحن نريد أن نخاطب كل هذا الكلام، وحتى لو لم يكن له استجابة فهو يخلق مناخا أفضل، ويحول دون استخدام لغة في إدانة الوحدة، والقول بأنهم مواطنين درجة ثانية الخ ، ثانيا-  مع فكرة طرح الوحدة طرحنا التوأمة للدولتين بحيث أن تصيب واحدة من الاثنتين فإما وحدة على أسس جديدة ندية أو انفصال على أسس توأمة ، وهذا هو طرحنا ، أما طرح المؤتمر الوطني فهو مختلف تماما حيث انه يدعو للوحدة ويشجعوا ناس لتخوين الانفصال ، ولديهم جماعة من العلماء  (مخرفين وبيطلعوا فتاوي) من وقت لآخر لتخوين الانفصال في حين انه جزء لا يتجزأ من اتفاقية السلام .


مسألة (جاذبية) الوحدة في رأيك هل تعاملت معها الحركة الشعبية بشكل عادل أم استخدمت فيه شيئاً من أساليب الابتزاز للشمال كما يقول محللون ؟؟


ما في شك أن الحركة الشعبية في رأيي حولت عداءها مع المؤتمر الوطني إلى موقف من الشمال، ونحن نلومهم لأنهم لم ينظروا للعلاقة مع الشمال؛ بل مع المؤتمر الوطني ، وليس هناك شك أنهم شعروا أن هنالك أسباباً محددة جدا في رأيي جعلتهم يقفون موقفا واضحاً ضد الوحدة .


وما هي هذه الأسباب ؟؟


هي أسباب بنيوية في اتفاقية السلام نفسها ، أولا- حكاية أن الوحدة تعني خراج خمسين في المائة من بترولهم للشمال، وهذا من وجهة نظرهم و...


ولكن كان هذا أمراً متفقاً عليه بالتراضي بين طرفي الاتفاقية أليس كذلك ؟؟


معليش ـ لذلك يريدونه أن ينتهي فهو متفق عليه في الفترة الانتقالية ولكنهم يريدونه أن يتوقف في المستقبل، وهذا سبب مهم جدا، ولذلك منذ الأول قلنا بترول الجنوب للجنوب في ظل الوحدة الجديدة ، ومن المؤكد انه في كل العالم نجد أن المناطق التي بها بترول يحدث فيها توتر مع المناطق الأخرى ، حتى في الجنوب نفسه مناطق البترول سيكون لها مشاكل مع بقية الجنوب ، لأنهم سيكونوا حريصين على أن هذا البترول بحسابات ( ده بترولنا نحنا) وليس بترول الجنوب كله ، وحيث ما يكون البترول في رأيي يحرق الوحدة و....


ولكن ليست هذه نظرة أنانية لأناس من المفترض أنهم تحت سماء وطن واحد وإخوة سودانيين قبل أن يكونوا سياسيين ؟؟


هذا هو الواقع وقد حصل في بيافرا، وفي كل مكان في العالم ، وأقصد أن هذه نزعة أنانية إنسانية، وأما السبب الثاني هو أن بروتكول مشاكوس قسم السودان على قسمين على أساس ديني ، شريعة في الشمال ولا شريعة في الجنوب ،ورأينا هو أن يكون هناك أحكام عامة في السودان ليس فيها محتوى ديني ويكون للشماليين والمسلمين حق في تطبيق أحكام دينهم على أنفسهم ، توفيق مابين الأحكام الإسلامية والإسلام بيقبل تعددية القوانين ، والسبب الثالث هو أن المؤتمر الوطني خلق في سياساته منذ البداية عداوات كبيرة جداً وأصبح هناك ( لوبيات) كثيرة جدا في العالم ضده، ونحن حسبنا تسعة لوبيات أولا- لوبي مسيحي يريد أن يحمي المسيحيين  في رأيهم ، ثانيا- لوبي صهيوني يشارك في مثل هذه الأشياء ، ثالثاً- لوبي حقوق الإنسان الذي يرى أن بالسودان انتهاكا لحقوق الإنسان ، لوبي ضد الإرهاب ، لوبي الجماعة الأمريكية من أصل أفريقي ، لوبي الحريات الدينية ، لوبي ضد العبودية والرق ، لوبي سيف دارفور وتاسعاً- لوبي كفاية ، وجميعها مسلطة على المؤتمر الوطني والحركة الشعبية تعتقد أنها عندما تبعد عن الشمال المشرعة عليه هذه الحراب فباستطاعتهم الاستفادة من علاقات طيبة في الخارج، وهذه حقيقة، فنفس هؤلاء الناس المعادين للمؤتمر الوطني لهذه الأسباب هم متعاطفين مع الجنوب ، فهذه أسباب مهمة جدا غزت الفكرة الانفصالية ، مضاف لذلك عوامل كثيرة جدا منها ( الانتباهة) وسياساتها، وكلام علماء الدين الغير واعين بمصالح الإسلام والمسلمين الذين يتحدثون عن ارض الجنوب على أنها ( جزء من ارض المسلمين فتحناه بسيوفنا) ضاحكا ومستعجبا (ده كلام ده ، فتحناه بسيوفنا) ؟!!


ويتحدثون عن أن هذه البلاد لا يمكن أن تطالب بحق تقرير المصير لأن من قام بفتحها هم المسلمون ! فمثل هذه اللغة من الانتباهة التي تقول بان الجنوبيين سرطان، وانه خبث وماشابه غزت فكرة تصفية الحسابات مع هذه المرارات وخلقت رغبة شديدة جدا فيما يمكن تسميته بـ ( كينونة ذاتية جنوبية) !


ومن الواضح تماما انه قد حدثت غفلة شديدة جدا من المؤتمر الوطني في الكثير من الأشياء.


 غفلة عن أو في ماذا ؟؟


في الإجراءات المتعلقة بالاستفتاء فقد كتب قانون الاستفتاء، والمؤتمر لم يدقق في المصلحة الوطنية فيه؛ لأنه تم مساومته في الحركة الشعبية بأن يجيز لهم قانون الاستفتاء، ونجيز لك قانون الأمن ، وهذه مساومة لا دخل لها بالمصلحة السودانية؛ فجاء قانون الاستفتاء، ومن الواضح تماما انه يعطي الحركة الشعبية قبضة على الاستفتاء عن طريق مكتب الاستفتاء في الجنوب ، ثانيا قانون الاستفتاء نفسه حدد نسبة من يصوتون لكي يكون الاستفتاء قانونياً والنسبة هي 60%ونسبة الفوز وهي 51% لكنه لم يحدد ما هي نسبة  المسجلين من  المستحقين للتصويت، ولا أي نسبة؛ ولذلك الذين سيكونوا مسجلين للتصويت في التسجيل الحالي هذا سيكونوا في رأيي أقل من الذين صوتوا للحركة الشعبية في الانتخابات و( حا تشوفي) وليس هذا فقط ، بل سيكون المصوتون المسجلون للاستفتاء 98% منهم في الجنوب، ولا وجود حقيقي للموجودين في الشمال ولا من هم خارج السودان .


 


 




http://www.sudaneseonline.com/ar4/publish/article_3064.shtml

Post: #152
Title: Re: من اقوال الامام الصادق المهدي
Author: بكرى ابوبكر
Date: 12-31-2010, 07:30 PM
Parent: #151

الصادق المهدي لـ (أجراس الحرية) : البشير ليس بمتطرف ولكن قابل للحماس، حاوره: فايز السليك / صالح عمار


 


وصف رئيس وزراء السودان السابق ورئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي الرئيس عمر البشير" بالمتحمس" ورفض أن يكون " متطرفاً "وقال" هو يحمل مزاج أبناء البلد في السودان"، لكنه "قابل للحماس، فيما حذّر المهدي في حوار مع "أجراس الحرية" من تمدد تيارات الغلو الديني في السودان وتشكيل ذهنية وقاعدة لتنظيم "القاعدة"، وحذّر الولايات المتحدة من سياسات "اللعب بالنار لأنّ تيارات الغلو الحالي باسم الإسلام سوف تقدم المبرر النظري للشباب الذين سيندفعون لتنفيذ تلك الرؤى المغالية في فهم الإسلام، وذلك رداً على سؤال حول وجود تيار في واشنطن يدعو لاحتواء النظام الإسلامي في الخرطوم وتوظيفه في مجابهة الإرهاب في الشرق الأوسط وإفريقيا. وحول تعرّض ابنته (مريم) للضرب بواسطة الشرطة لمشاركتها في مظاهرة سلمية الجمعة الماضي وسجن شقيتها الأخرى (رباح) قال" أنا لم أستغرب وهذه أول كلمة قلتها لا مستغرب أنّهم يكونوا وطنيّات ولا مستغرب أن يضربهم الجلادون.


** نبدا من اخر الاحداث، حددتم السادس والعشرين من يناير القادم كتاريخ لقبول خياراتكم التي طرحتموها علي المؤتمر الوطني بتشكيل حكومة قومية ومطالب أخري، لماذا هذا التاريخ بالتحديد ؟


وضعت هذا التاريخ لانه مهلة كافية للتفكير وتيمنا بيوم تحرير الخرطوم في 26 يناير 1885، وباعتبار ان هذه مهلة كافية لاافكر وكل الاطراف تفكر باعتبار ان البلد في خطر شديد، نحن محتاجين لاجندة وطنية فيها ضرورة التعامل الوطني العقلاني مع الجنوب؛ وهذا يعني أن نتكلم ولو نظريا عن ماهي الشروط الافضل الندية للوحدة حتى ان لم تجد العناية والرعاية والتاييد الآن على الاقل تظل مرجعية بالنسبة للمستقبل، ثانيا ضرورة التحدث عن العلاقات بين دولتي السودان التي يجب ان تقوم على اساس احترام متبادل في كتير من الملفات وعلى كل حال تجنب الحرب؛ وتجنب خلق مشاكل لبعض ونحن نعتقد أن هذا جزء مهم من الاجندة الوطنية، وأيضا ضرورة حل مشكلة دارفور بالاستجابة لمطالب اهالي دارفور وموضوع الحريات وموضوع التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية على اساس عقلاني وليس الكلام السطحي بأنه يمكن إهمالها وأنها ستحل وتمضي لوحدها والمسالة الاقتصادية. والاجندة الوطنية هذه سيكون هناك وقت كافي للاتفاق عليها وعلى الآلية التي ستنفذها وهي الحكومة الجامعة، وإذا تم الإتفاق في ظرف هذه الفترة علي هذه الاجندة ممكن نجد مخرج للبلد ونكون اخدنا زمن كافي من هنا الى 26 يناير للتفكير في هذه الامور، وعندما يحين تاريخ 26 يناير أكون قد قدرت هل نحن بوسائلنا المدنية نستطيع أن نحدث التغيير المطلوب وذلك باعتبار انه اصلا سيبقى هناك نوع من الاستقطاب الوطني حول الاجندة الوطنية او يصبح من غير الممكن ممكن لاي سبب من الاسباب وفي هذه الحالة طرحت الخيار الاخر الذي هو التنحي ولكن ليس التنحي عن السودان والعمل العام ولكن التنحي عن العمل السياسي ولكن في ملفات اخرى اعمل فيها وأعتقد ان وضع الامر بهذه الصورة يعطي اعلاء لاهمية الحدث لانه للاسف هناك من يتكلم عن الحدث وكأنه "بلى وانجلا" وليس التفكير في ان هذا بلاء حل بالبلاد، ولذلك انا أيضا إتخذت الموقف الذي فيه خيارات جذرية من هذا النوع ويساعد على نقل الذهنية الإستخفافية بما يحدث والغير مسئولة إلى ذهنية جادة في التعامل مع هذه الخطوة الخطيرة .


** لديكم تجارب طويلة مع نظام الإنقاذ منذ 89 ودخلتم معه في حوارات كثيرة وإتفاقات، هل أنتم متفائلون بقبولهم حكومة قومية وحل دارفور والحريات وما وضعتموه من خيارات ؟


الدلائل تشير الي لا، أنا اعتقد في داخل المؤتمر الوطني وعلي  مستويات مختلفة هناك وطنيين وعقلاء، ولكن الامور في رائي في يد اشخاص اجهضوا قبل هذا إتفاق التراضي الوطني واجهضوا إتفاق نداء الوطن وماداموا هم موجودين سيغلقوا الباب امام هذا التفكير ولكن على أي حال نحن لا نعتبر انفسنا في مباراة بيننا وبين الموتمر الوطني ولكن بيننا الشعب السوداني وبيننا الاسرة الدولية وبيننا العالم ليحكم لاننا عندما نقول كلام معقول مثل هذا ويرفض اولا وحتى اذا رفض من قبل الصقور سيكون مقبول لدى عقلاء في المؤتمر الوطني .


**هل تعتقد أن هناك عقلاء داخل المؤتمر الوطني، البعض لايري ذلك ؟


نعم  أعتقد أن هناك عقلاء وكثير منهم غير راضيين عما يحدث.


** هل تصلكم رسائل من بعضهم مثلا ؟


نلتقي مع كثير من الاطراف إجتماعيا والمجتمع السوداني طبعا مجتمع عجيب الناس يلتقوا في المآتم والاعراس ويتحدثوا، وانا ماعندي شك ان هناك في داخل الموتمر الوطني من هم غير راضيين عن السلوك المتشدد هذا، ولكن نحن وكما أقول دائماً ناخذ موقف من هذا النوع اولا نخاطب هؤلاء، وثانيا نخاطب الراي العام السوداني الذي ولمدة طويلة كان يسوده نوع  من عدم الاهتمام الكافي بحسم الامور ونحن نخاطبه ليدرك هذه العوامل، ونخاطب دول الجوار والاسرة الدولية لان الاسرة الدولية ولزمن قريب مشغولة بعملية الاتفاق بين الطرفين وشكلية الاستفتاء ولاشئ آخر مهم، وغير مهتمين مثلاً بماذا سيحدث بعد انفصال الجنوب، مع ان إستقرار الاوضاع في الشمال مهم جدا لاستقرار الاوضا ع في الجنوب.


** لوتوقفنا عند الاسرة الدولية، الولايات المتحدة بالتحديد قدمت مشروع من ست نقاط  او سبع نقاط حول الاستفتاء ودارفور ولكن لم تشر الى الشمال ولم تشر الى التحول الديمقراطي والحريات ولو بكلمة، إلي ماذا ترجعون الامر ؟


ان أعتقد ان في الولايات المتحدة هناك خلل أساسي السياسات الخارجية ترسمها لوبيات وماتراه هذه اللوبيات يؤثر على سياسة الادارة، اللوبيات الموجودة الان مهتمة بان يجري الاستفتاء وتولد دولة الجنوب دون اهتمام كافي بما يحدث  لدولة الشمال بينما اي تفكير عاقل يرى انه من الضروري جدا ان تكون دولة الشمال نفسها راشدة حتي لاتكون فيها نزعات لتخريب لدولة الجنوب والان الكثيرين في الولايات المتحدة ينظروا من زاوية ضيقة جدا، اولا لم يهتموا أبداً بالانتخابات  وذلك دليل على عدم الاهتمام بالديموقراطية لاننا كنا نتكلم على ان الانتخابات يجب ان تكون حرة ونزيهة، وهم لايعنيهم هذا ويهتموا بأن تجري باي صفة حتى تفسح المجال للاستفتاء في نظرهم وهذا فيه درجة عالية من الاستخفاف بالديموقراطية  والحريات وتناقض مع حديثهم عن الإهتمام بالحريات والديموقراطية، ثانيا الفكرة السائدة الآن ان الولايات المتحدة تعاني من اخفاق سياساتها في المنطقة، فاشلة في أفغانستان وفي العراق وافغانستان وتريد أن تقدم إنفصال الجنوب لدولة مستقلة كانجاز للسياسة الخارجية بدون نظر في مايجب ان يحدث لكي تعيش هذه الدولة في سلام مع جيرانها خاصةً السودان الشمالي هم غير مهتمين بهذا الجانب، لذلك انا في رائي هذه سياسة قصيرة النظرحتي من زاوية عطفها على الجنوب كان ينبغي انا تكون مدركة ان لايسمح للاستفتاء ان يكون هونفسه سبب لحروب جديدة .


** هناك تيار يعتقد أن الولايات المتحدة الامريكية تفضل في الوقت الراهن نظام اسلامي يمكن احتوائه بحيث يوظف في الحرب على الارهاب، وهذا النظام هو افضل من يقوم بهذا الدور؟


مؤكد هناك تفكير مثل هذا لكن الجديد في رائي ان النظام في نفسه ولانه رفع شعار اسلامي والواقع اجبره لعمل تسويات اطلق الآن تيارات غلو اسلامي وتيارات الغلو الاسلامي هي في حقيقة امرها المبرر النظري لحركات العنف السياسي ومافي شك الان الصوت الذي صار يعلو في الاوساط السودانية الإسلامية يشكل القاعدة النظرية للعنف السياسي باسم الاسلام  واعتقد انه من الان فصاعداً سيكون من الواضح أن اللعب بالنار، واللعب بالنار سيودي الى حرائق والولايات المتحدة ستجد نفسها اول من يعاقب علي هذا الموقف لان تيارات الغلو الحالي بإسم الإسلام سوف تقدم المبرر النظري للشباب الذين سيندفعون لتنفيذ تلك الرؤى المغالية في فهم الاسلام.


** هذه التيارات المتشددة او تيارات الغلو كما أسميتها، هل تعتقد أن لديها علاقة مع المؤتمر الوطني أم إن نشوئها مرتبط باجواء التحولات في الشعارات الاسلامية ؟


موكد لديها علاقة مع الموتمر الوطني، والمؤتمر الوطني الآن فيه  طيف عريض جدا من الرؤى والافكار وهذا الطيف لان المؤتمر الوطني يفتقد للديمقراطية داخله وليس فيه أي مناظرة بين هذه الاطراف المختلفة، هناك البعض ممن يتبنون نظرة دينية وسطية ويقولون ذلك في منابر مختلفة؛ وفي ناس مثل الطيب مصطفى والطيب مصطفي ليس عضواً في المؤتمر الوطني ولكن يمثل راي كثير جداً من كوادر الموتمر الوطني وهو رأي عنصري ويريد يتخلص من الجنوب للاجندة الاسلاموية العنصرية، وهناك آخرين ضد تيار الطيب مصطفي من زاوية ان الجنوب جزء ارض الاسلام فتحتها سيوف المسلمين وتقرير المصير للجنوب حرام، هولاء جميعا يشكلون مزايكو وطيف من الافكار داخل الموتمر الوطني وهناك من يكفر من وقعوا على اتفاقية السلام الشامل وهناك من يؤيد اتفاقية السلام باعتبارها افضل ما حدث وكل هذا الطيف موجود في الموتمر الوطني ونحن من خلال مقابلاتنا مع شخصيات مختلفة منهم نلمس هذا التباين، ولذلك مثلاً عندما حدث الكلام الذي وقع في القضارف عن عدم الإعتراف بالتعددية والتنوع  هناك أصوات داخل الموتمر الوطني تحدثت بشكل مختلف  وهذا يدل على ان المؤتمر الوطني اشبه بصحبة مراكبية وليس مؤسسة؛ كل راكب يتكلم بلغته هو، وهذا اخطر مافي الامر، والان البعض داخله يعتقدون ان الموقف خطير ويحتاج لوقفة وطنية وآخرين يعتقدوا أنه قد آن الآوان ما دمنا تخلصنا من الشريك المشاكس ان نبطش بالآخرين وفي رائي واحده من مشاكل السودان الآن ازمة داخل المؤتمر الوطني


؛ ماذا سيفعل المؤتمر الوطني إزاء التحدي الذي يواجه البلد ؟ ، هناك من يريد ان يحمل القوي السياسية وزر إنفصال الجنوب وهناك من يري أن إنفصال الجنوب إنجاز يحتفل به، فانا اعتقد في خلاصة بسيطة المؤتمر الوطني الآن فيه طيف عريض جداً ويتحدثوا كالسنة بابل كل واحد يتحدث بلسان


** هذا يقودنا لحديث القضارف، كل العالم سمع حديث الرئيس البشير عن التعدد؛ هل تعتقدون ان الرئيس مع تيار التطرف ؟ ولماذا في إعتقادكم الحديث في مثل هذه الوقت عن الشريعة الاسلامية ومعلوم أن هناك تشريعات منذ العام 91 في القانون الجنائي وغيره من القوانين ؟


حقيقة الكلام غير مفهوم لانك لايمكن أن تتحدث عن تطبيق الشريعة الاسلاميه بينما انت أعلنت أن إنقلابك تم لتطبيق الشريعة فكيف تطبق الشريعة بعد 21 عاما ؟ ثانيا هناك أناس خاضوا جهاد وماتوا بإسم تطبيق الشريعة فماهو حكم هؤلاء ؟ وفي إعتقادي هذا الكلام غير مفهوم أن يقال في مثل هذا الوقت وغير معقول ومرفوض خصوصاً الحديث عن أن السودان لاتوجد فيه تعددية، الإسلام فيه تعددية (ومن آياته إختلاف السنتكم والوانكم) و(إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم)، التباين والتنوع في كل جوانبه الديني والإثني والثقافي جزء من نظام الكون (ولايزالون مختلفين ولذلك خلقهم) وهذه كلها آيات تدل علي أن التركيبة البشرية فيها التنوع ولايمكن أن نتحدث عن التركيبة البشرية بدون الإعتراف بهذا التنوع، أما الكلام عن ماحدث بالنسبة للسيدة التي جلدت فهذا كلام مرفوض، الشريعة عندها احكام ويجب تطبيقها بالضوابط الشرعية وماحدث لاعلاقة له بالشريعة وإنما عملية إنتقام ولاشك أنها لايمكن أن تقدم بإعتبارها كتطبيق لحد من حدود الله ولا ان يقدم هذا كوسيلة لعقاب بشر لان هذه السيدة ضربت في وجهها وفي بطنها وفي كل جزء من جسمها لايوجد مثل هذا الضرب في الشريعة وحتي عندما يكون هناك ضرب يكون في الكفين اوفي القدمين اوالايلتين وبطريقة منضبطة جدا والسوط لايعلو من الموقف الافقي، هناك ضوابط لهذه الأمور والطريقة التي تمت بها تذكر بالعذاب الغير مرتبط والغير منضبط بضوابط الدين ومافي شك أن هذا العمل لاعلاقة له بالاسلام ونحن نبرئ الإسلام تماماً منه وهذا مشهد لابد من التحقيق والإنصاف حوله


** هناك قصص كثيرة في ذات السياق مرتبطة بمنظومة قوانين النظام العام والقانون الجنائي، أنت كزعيم إسلامي وإمام لطائفة دينية معروفة  من وجهة نظركم ماهي الفلسفة من سن مثل هذه القوانين التي تجلب للإسلام الإنتقادات ؟


انا كتبت كتاب حول هذا الموضوع (العقوبات الشرعيه وموقعها من النظام الإجتماعي الإسلامي) الاسلام يبدأ بإقامة نظام إجتماعي معافي فيه العداله الإجتماعيه وفيه الشوري والمشاركه فيه العدل واولاً تقيم النظام الاسلامي الصحيح ثم تطبق العقوبات، العقوبات وسيلة لحماية المجتمع المسلم لكن للاسف الشديد وكما حدث في عهد نميري وكما حدث في حكم ضياء الحق بباكستان لاستقطاب سند شعبي يمضوا في تطبيق العقوبات الإسلامية قبل أن يكون المجتمع مسلماً، والمجتمع الذي نعيش فيه حالياً فيه ظلم إجتماعي فيه مفارقات كبيرة جدا فيه عوامل خطيرة جدا في تركيبته المجتمع الاسلامي هو المهمة الاولي وبعد ذلك العقوبات، والعقوبات لحماية النظام الإسلامي، وتطبيق العقوبات الإسلامية كاولوية دون إقامة العداله الإسلاميه خطأ وخطر علي الإسلام


** إذا في إعتقادكم لماذا يصر أهل الإنقاذ علي تطبيق العقوبات وبهذا الشكل المجحف كما تصفونه ؟


لا أدري ولكن أعتقد أنهم يجلبون لانفسهم النقد الإسلامي والنقد السوداني الوطني والرفض لان هذا نفس السلوك الذي سلكه جعفر نميري وهو نفسه أدرك في النهاية الخطأ بعد فوات الاوان، الآن وأنا أخاطب بصورة أساسية  كل الاطراف المعنية بالإسلام  أعتقد أننا وكما نحتاج لجلسة للمصير الوطني نحتاج لجلسة لمصير التأصيل، لنضع ضوابط للتأصيل : ماهو التأصيل ؟، لاننا إذا لم نفعل ذلك فستكون هناك برامج تطبق بوسائل تضر بالاسلام وتسئ له وتمزق الجسم الاسلامي نفسه


** بالعودة لنفس الحديث مربوط بخطاب الرئيس في القضارف، هذا الحديث ربما تكون له تداعياته الخارجية وخاصة الإقليمية في مصر وأثيوبيا وارتريا وبعض دول الجوار، لماذا في هذا الوقت والمؤتمر الوطني يعلم أنه قد يعيد تجربة التسعينيات ؟


لا أستطيع أن أفهم لماذا ؟ لانه كما أقول الوقت الآن هو لان نعي الدرس الذي حدث في الواحد وعشرين عاما الماضية ونري كيف نعالج المشاكل وليس أن نعيد نفس المشاكل، عندما نقول ليست هناك تعددية فنحن نقول لكل أهل السودان الذين لهم هويتهم وتعددهم الثقافي والإثني والديني انكم إن لم تكونوا مسلمين وأيضا ملتزمين بخط المؤتمر الوطني في الإسلام وإن لم تكونوا عرباً فلامكان لكم في السودان، وهذا هو الذي أدي بالجنوب لحق تقرير المصير وسيؤدي لنفس الفكرة في كل أنحاء السودان، كيف إنسان يصدر منه مثل هذا الحديث في هذه المرحلة أنا شخصياً لا أفهم أبداً وأعتقد هذا الموقف هو موقف الوعي من التجربة وأخطاء الواحد وعشرين عاماً الماضية لتحسين المسيرة الوطنية ولتطمئن أهل السودان جميعاً أننا سنحترم التعددية الدينية والتعددية الثقافية والإثنية وسنحترم ضرورة الوحدة في ظل التنوع وهذه هي الرسالة التي يجب أن نرسلها وأي رسالة غير هذه خطأ وخطر علي السودان


** على ضوء حديثك عن التطرف والتيارات الموجودة داخل المؤتمر الوطني، كثيرون يتحدثون عن أن الرئيس البشير غير متطرف وإنسان سوداني عادي، وأنت أيضا قابلته كثيراً هل تعتقد أنه متطرف من وجهة نظرك أم إن هناك أوراق سياسية؟


ـ لا أنا لا أعتقد أنه متطرف وانا دائما اقول هذا الكلام، ولكنه قابل للحماس. ووارد جداً هناك جماعات ضغطت في هذا الإتجاه وهو تجاوب معها، ولكن مزاجه الشخصي في إعتقادي مزاج إبن البلد السوداني العادي وليس فيه هذه النزعة، وفي هذا الموضوع لاشك أنه تحدث بلسان تيار متطرف وليس من الضروري أن يكون هذا التيار المتطرف داخل المؤتمر الوطني، الآن تيارات التطرف والغلواء لديها أصداءها في الشارع السوداني وممكن جداً تكون هي المؤثرة لكن لاشك أن الكلام بهذه الطريقة لاتشبه مزاج البشير ولا مصلحة البشير ومايوجب من نظرة واسعه؛ لانه لايمكنك أن تقول للجنوبيين نتنازل لكم عن البترول وحتي بترول الشمال؛ وفي نفس الوقت تقول نحن لانعترف بالتعددية، وهناك من تنطبق عليهم نفس ظروف التنوع التي تنطبق علي الجنوب ماهو الموقف من هؤلاء ؟؛ وهم حسب بروتكول المشورة لديهم حق المشورة وسيقولون إذا كان هذا كلامكم نحن نريد حق تقرير المصير


**  بعض هذه التيارات حرمت نشاط قوي سياسية مثل الحركة الشعبية، هل تعتقدون أن هناك دوافع سياسية لهذا الموقف أم إن للقاعدة وجوداً داخل السودان تدفع مثل هذه الآراء ؟


ـ الكثير من الناس يعتقدون أن القاعدة تنظيم ولكن أنا في رائي القاعدة ذهنية، وبموجب هذه الذهنية يتصرف أناس بطريقة لامركزية؛ وليس من الضروري أن تأتي تعليمات من قيادة القاعدة في أماكن تواجدها، هناك ذهنية تقوم علي إجتهاد إسلامي يري ضرورة تطبيق هذه الاحكام ومن لايوافق علي ذلك فهو كافر سواءً كان مسلماً اوغير مسلم، ثانيا أن الكافر مستباح الدم ودمه مهدر. وفي رائي نحن لدينا اسباب كثيرة جداً تؤدي لهذا الموقف اولا : وجود الإحتلال الاجنبي الذي يعطي المبرر للعنف، ثانياً : وجود الإغتصاب الاجنبي كما هو موجود في فلسطين، ثالثاً : وجود الظلم الإجتماعي، وهؤلاء الناس مواقفهم ان هذه المظالم يجب أن تزال بالقوة، ونحن كدعاة لما نسميه الوسطية الإسلامية نرى ضرورة التحرير من الإستعمار ومن الظلم الداخلي وحل مشكلة فلسطين ولكن ليس بأسلوب العنف الفردي المباشر الذي تتبناه القاعدة، وذهنية القاعدة موجودة في كل مكان وواضح أنها موجودة في السودان وماحدث مثلا بالنسبة لاغتيال غرانفيل هو جزء من هذا الكلام، ويجب أن ننتبه إلي أن هذه الذهنية موجودة وإذا لم تعالج المشاكل هذه الذهنية ستقود السودان للفتنة.


** تبقت ايام علي الإستفتاء وكل المعطيات تشير إلي قيام الدولة الجنوبية، ماهو تصوركم للعلاقة مع دولة الجنوب وقبل ذلك الحركة الشعبية ؟


ـ الحركة الشعبية قوة سياسية ونحن كنا ومازلنا نريد أن نتفق معها إذا إتحد السودان علي نظام ودستور جديد يقوم علي الندية والعدالة والمساواة وفي حالة الانفصال نريد الإتفاق علي مانسميه "التوأمة" تحدد كيفية التعامل بين دولتي السودان؛ وفي الحالين تجنب الحرب. ونحن نعتقد أن الحركة الشعبية سهلت لنا مهمتها لانها وحدت الرؤية الجنوبية عن طريق مؤتمر كل الاحزاب الجنوبية، والآن نريد أن نعرض علي الحركة الشعبية او علي الوحدة القومية الجنوبية مشروع معاهدة بين دولتي السودان ونحن الآن نعمل في إعداد هذه المعاهدة بحيث تأخذ شكلها المكتمل ونقوم بعرضه علي الحركة الشعبية والاحزاب الجنوبية، ونحن نأمل أن يحظي موقفنا هذا بنفس نوع التأييد القومي في الشمال بحيث تصبح الفكرة إتفاقية تنظم العلاقة بين الشعب السوداني في الشمال والشعب السوداني في الجنوب وهذا مانسعي إليه الآن، ونحن الآن قطعنا شوط في مشروع المعاهدة  ونعتقد أنها ستكون أفضل وسيلة للتعامل مع المرحلة القادم.  


ونبدأ بأن نقول دولتان كاملتي السيادة، ثانيا : هناك  مجالات للإعتماد المتبادل في مجالات التنمية، الامن، والعلاقات التجارية والثقافية والبترول ومياه النيل ..الخ، هذه المجالات يجب الإتفاق علي أنها توجب تعاون كامل بين الدولتين لتحقيق المصلحة المشتركة، وإذا اتفقنا على هذا هناك ضرورة لوجود آليات على مستوى القيادة التنفيذية والتشريعية والقيادات الامنية، وهذا يعني ضرورة التفكير في هيكل مشترك لتطبيق هذا البرنامج بين الدولتين، وفي النهاية يتم تسمية ذلك إتحاد بين دولتين اوكنفدرالية اوأي تسمية أخري هذا ليس مهماً  المهم ان نتفق على الملفات التي توجب التكامل بين دولتي السودان ونقيم هيكل لمتابعة تنفيذ هذا البرنامج


** في العلاقة بين الشمال والجنوب هناك جدل كبير حول المواطنة والجنسية، وانت اعلنت ان من حق الجنوبيين في الشمال ان يحتفظوا بجنسيتهم، الرافضين لهذا الخيار يعتقدون أن من إختار إقامة دولة جديدة لايحق له نيل الجنسية ؟


ـ هناك ذهنيتان، واحدة أساساً تريد التخلص من الجنوب والجنوبيين وتعتبر أن هذا الذي حدث شئ حسن وطيب،  وذهنية ثانية تعتبر أن ماحدث قد حدث ولكن من الواجب أن تكون هناك علاقة طيبة بين الدولتين وجائز يكون في ظروف تجعلنا نراجع هذا الامر في المستقبل. وانا أتحدث منذ مدة علي ضرورة علاقات تتجاوز الحدود مابين السودان وكل جيرانه فمن باب اولي الجنوب؛ كنا نتكلم ونقف مؤيدين للحريات الاربعة في علاقتنا مع مصر كذلك الجنوب. فيما يتعلق بالمواطنة هناك أناس ولانهم يعيشون في الخرطوم ولايرون شئياً يعتقدون أننا عندما نقول المواطنة نتحدث عن الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال وهذا غير صحيح، هناك أيضا الشماليين في الجنوب الذين نمثل نحن مصالحهم وهؤلاء يمثلون ثمانية مليون مواطن يقضون ثمانية شهور جنوب حدود 56، والحركة الشعبية هي التي من حقها أن تتحفظ علي قبول منح حقوق مثل هذه لهذه المجموعات وليس شمال السودان، وهذا تفكير أفندية لايرون مصلحة ولاوجود إلا وجودهم في الخرطوم ولايرون أن هناك 2200 كلم بيننا وبين الجنوب يسكنها من جانب الشمال فقط ثمانية ملايين لديهم مصلحة حقيقية في ضمان حقوقهم جنوب خط 56، وأي فعل ضد جنوبي في الشمال سيكون له قطعاً مقابل للشمالي في الجنوب.


وإخوتنا الذين لا يعترفون بالجنوب ويريدون أن تنتهي أي علاقة معه هذا لانهم في الخرطوم ويعيشون في حدود مصالح الأفندية في الخرطوم أما القبائل هذه التي لديها ثروة حيوانية فستموت إذا لم تجد التسهيلات في الجنوب فكيف تغيب عليهم مصالح هؤلاء، يمكن الجنوبي او القيادة الجنوبية هي التي تخاف علي نفسها وعلي مواطنتها من هذه المصلحة ولكن نحن من الضروري نتحدث بلغة غير هذه. 


وللأسف الشديد من يتحدثون هذا الحديث كثير منهم لديهم جنسية مزدوجة كندية وبريطانية وأمريكية، وإذا تم سؤالهم : هل جنسيتكم سودانية فقط ؟ انا متأكد أن أغلبية الكوادر التي تحكمنا لديها جنسية مزدوجة، وانا أعتقد أنه يجب عليكم في الصحافة أن تعدوا قائمة بهولاء الناس لانه إذا كان أنت أساساً لديك جنسية مزدوجة فكيف تطالب نزع جنسية الجنوبيين التي هي بالميلاد ؟، وهذه مسألة تضبطها قوانين ولا يتم الحديث عنها بالاهواء.


والسودان من مصلحته أن يقيم أقوى أقوي جسور بين الشمال والجنوب وأن تكون جسور سلام، لأنه إذا لم يحدث ذلك الجنوب يمكن أن يؤذي الشمال أذى بالغ؛ والشمال يمكن أيضاً أن يؤذي الجنوب أذىً بالغ؛ ولابد من قفل باب هذا الأذى المتبادل.


** هل تتبنون هذا الرأي لأن لديكم مصلحة سياسية مع القبائل القاطنة على الحدود كقاعدة كبيرة لحزب الأمة؟


ـ لا أنا أتبنى هذا الرأي وأقول هذا الكلام للأفندية في الخرطوم ويعتقدوا أنهم عندما يتحدثون عن هذا الأمر يتحدثون عن حرمان الجنوبيين الموجودين في الشمال فقط وتريد أن تحرمهم من هذه الفرصة. أنا أريد أن أفهمهم أن هذا الكلام جزء من المشكلة وهناك جزء آخر، وأنا أتحدث عن هذا الموضوع مبدئياً لكن أعتقد أن هذا الموضوع أيضاً فيه مصالح لمواطنين ولا يمكن أن تتحدث عن المستقبل دون رعاية وعناية لهذه المصالح المشتركة.


** في ما يتعلق بتاريخ 26 يناير كان هناك اجتماع لزعماء القوى المعارضة وخرجتم بقرارات قد تكون مصيرية، ما هي الوسائل التي يمكن اتباعها اذا مضيتم في طريق التغيير أو الإطاحة بالنظام ؟


ـ الوسائل الممكنة هي العصيان المدني والإضراب العام والمواكب والتي هي الوسائل المدنية الحركية، وفي رائي هذا مجرب. صحيح هناك آخرين لديهم عمل مسلح ونحن كنا نتوسط ونأمل أن نصل معهم لحل سياسي لكن نحن الآن نقول بالنسبة لنا القوى السياسية يجب أن تعمل في إطار ما هو التحريك المدني.


** هل ما قمتم به الجمعة الماضية وجمعكم لأعضاء حزبكم الجمعة الماضية بداية لهذا التحريك؟


ـ اجتماع الجمعة لم يكن في هذا الإطار، وكان لشرح مواقفي الأخيرة والمؤتمر العام ودعونا له قيادات الحزب من كل أنحاء السودان.


ولم يكن هناك موكب ولا تصميم على موكب، مافي إنسان مسلم في أي بلد مسلم يعتبر أنه يمكن قيام مظاهرة قبل نصف ساعة من صلاة الجمعة، لا يمكن لمن يريد التوجه لصلاة الجمعة أن يمضي اليها في موكب سياسي ولا في أي تفكير من هذا النوع، ابننا محمد أحمد غزالي ومريم ضربوا ضرب على الرأس أسميه شروع في القتل؛ ومريم إذا لم تقي رأسها بيدها كان اتفقش لأن اليد في آخر الأشعة اتضح أنها تهشمت، ونحن سنرفع بمعاونة كل المحامين الذين يقفوا مع حقوق الإنسان قضية جنائية؛ على أساس أن هؤلاء الناس قاموا بالشروع في القتل؛ ونحن نعرف أنه للأسف قوانين السودان تعمل حماية لهذا النوع من البطش ولذلك سنحضر مرافعة للمحكمة الجنائية الدولية ونطلب من كل المحامين الحقانيين المهتمين بحقوق الإنسان يوقعوا على هذه المرافعة وهذا الطلب، وكما حدث في كينيا وساحل العاج فيها عنف يتجاوز احتواء الشغب وفيه شروع في القتل، ونحن عندما أيدنا المحكمة الجنائية الدولية أيدناها لأنه توجد ظروف اعتداء مسلحين على مدنيين عزل ولا يوجد قضاء محلي مستعد لمعاقبة الجناة.


** السيد الصادق أسألك سؤال شخصي جداً، انت كأب ما هو موقفك الشخصي وأنت ترى د. مريم ورباح يتم ضربهم وسجنهم ؟


ـ هذا ليس بجديد عليهم فأمهم كانت كذلك وأبوهم كذلك وهذا طريق مسلوك، أنا سجنت وأمهم سجنت والمرض الذي ماتت به جاءها من السجن، وهذه ضريبة الوطن نحن مستعدين لها وأنا لم أحرض أحد ولم أقل له أذهب ولا تذهب لكن أعتقد أن وطنيتهم تدفعهم للتعبير عن مصلحة وطنهم ويدفعوا ثمن ذلك وهذا ثمن الوطنية في السودان مادام هناك نظام قمع وقهر.


** شعورك عندما يصل إليك نبأ أن رباح سجنت وأن مريم ضربت ضرب شديد؟


ـ (الشيء من معدنه لا يستغرب) أنا لم أستغرب وهذه أول كلمة قلتها عندما جاءني الخبر، لا مستغرب أنهم يكونوا وطنيات ولا مستغرب أن يضربهم الجلادون.


** عادة الآباء في مثل هذه المواقف يحاولون منع أبناءهم من الخروج في مواجهة عنف ومسيرات ربما تقمع؟


ـ لا أبنائي أنا دائماً أقول ليهم أريد منكم أمرين أساسيين تقوى الله وحب الوطن وهذا يكلفهم ثمن أنا عارف ويجب أن يدفعوا مستحقاته.


 


 


 



http://www.sudaneseonline.com/ar5/publish/article_88.shtml