خاطرة عن (حسن كفاح)

خط الاستواء
عبد الله الشيخ
خاطرة عن (حسن كفاح)
(الذكرى ناقوس يدق فى عالم النسيان).. ! من هو صاحب هذه العبارة ..!؟
هذه العبارة تذكرنى برجل شفيف إسمه حسن كفاح ، و حسن كفاح يرتبط فى خاطرى بصاحب ديوان ( الرحيل فى الليل) عبد الرحيم ابو ذكرى .. ! وأبو ذكرى يدخلنى الى عالم بدر شاكر السياب ، والذى هو مثل لفحة النسيم.. كل هذه ذكريات تدق فى عالم النسيان..و هكذا كنا نكتب فى الحيطان على ايام الصبا ، هكذا كنا نلتقى باصدقاء اصفياء ، قبل أن يأتى علينا زمان الباعوض الثوري هذا ..
كان حسن كفاح يحب أن يمشي راجلاً ، يده لا تخلو من كتاب ، له خلوته المكشوفة فوق حواف الشوارع ، سميره فيها ديوان من الشعر العربي .. لا يقرأ ليحفظ ، بل ليجري مقابلة بين عوالم الشعراء .. بين شاعر عربى قديم وشاعرة منسية فى ديار الكبابيش ، أو أخرى مسترجلة عاشت وماتت فى جزيرة من جزاير الشوايقة .. يورد لك النصوص كما هي ، يقولها بلهجة قائلها .. كان يقول أن الأعراب كان تلقى الشعر مرجوزاً..
فى يوم من أيام الله ، وفى إحدى برندات السوق الأفرنجي ، وصل بي حسن كفاح الى الحديث عن رجل عابد ذاكر فى ديار الشايقية ، قال لي أن الرجل أدمن الذكر بـ ( الإسم) ، حتى دخل فى حال لا يعلم به إلا الله ..! بقية الرواية لا تصلح للتدوين هنا.. لكن السوق الأفرنجي فى تلك الفترة كان ميداناً للسمسرة فى الحقن الطبية ، و الزئبق الأحمر .. هذه ليست أقوال ، ولا هي فبركات ،، لقد كنت فى هذا السوق و شاهدت شعاعاً من كل ذلك ..و كنت على وشك إكمال صفقة فى بيع الحقن الطبية ، اتلقى منها عمولة يسيل لها اللعاب، لولا أن حسن كفاح قال لى ما معناه : ( كيف تلاقى الله بهذا السحت ،، هل غلبتك العيشة حتى تزدرد الحرام)..!؟
أذكر العبارة جيداً : ( هل غلبتك العيشة حتى تزدرد الحرام)..!؟
خرجت حينها من برندات السوق الأفرنجي ولم أعد الى تلك الشقوق إلا بعد إجراءات الانقاذ فى إخلاء ذلك المكان العامر عن طريق ترحيل المواقف ..
اليوم وجدت بين أوراقى قصيدة (الرحيل فى الليل ) ، قطعة من ديوان للشاعر ابوذكرى ، صدر عن دار النشر بجامعة الخرطومعام 72.. هذه القطعة هي بقايا من أوراق حسن كفاح ، أو عثمان كباشى ، كفاح ، طيَب الله ثراه ، كان يقتنص السوانح للاطلاع ولو كان واقفاً فى طابور الخبز .. أذكر هذا الكتاب ، كتاب صغير ، غلاف سماوي ، مع رسم سريالي لغروب أوشروق ..
بعد سنوات التقت برفيق آخر كان مفعماً بهذه القصيدة ، ذلك هو أحمد مصطفى الحميدي ، كان الحميدي يسالنى عن كيف هو إشراق المروج ؟ وكيف يمكن لانسان ، من لحم ودم ، أن يخفى حيرته فى الشجر ..!؟
و تعود بى الذاكرة الى الوراء ، الى نهار شتائي على شط الخليج ، هناك جاءنى صوت النشيج ، صوت صديقى عثمان كباشي بنعي حزين ، وقد رحل مصطفى سيد أحمد ..! عندها طفر الى الذاكرة بدر شاكر السياب ، ذاك الذي قال : ( عيناك غابتا نخيل ساعة السحر ، أو شرفتان ، ينأى عنهما القمر )..! ربما قفز هذا العراقي الى ذاكرتي لانه كان يناجي هذا الماء المر الأزرق ذات يوم : ( يا خليج ، يا واهب المحار والردى ، يجيئنى الصدى ، كأنه نشيج)..! لم يحتوشنى الحزن ساعتها ، رغم ما كان على من أثقال الغربة ، مضيت على الشاطئ استولف الارواح التى رحلت ، أو تلك الجاثمة على دفوف الرحيل ..مضيت مدندناً ، لا يسمعنى أحد .. !إلا ذلك الراحل فى الليل وحيداً ، ضائعاً منفردا ، موغلاً منفردا .. ! (حين زارتنى بواكير الخريف ..كان طيفى جامدا وجبينى باردا ..و سكوتى رابضا خلف البيوت الخشبية ...مخفياً حيرته فى الشجر ..وغروب الأنهر .. وانحسار البصر..!لوحت لى ساعة حين انصرفنا .. ثم عادت لى بواكير الخريف ..حين عادت وثب الريح على أشرعتى المنفعلة ..سطعت شمس الفراديس على اروقتى المنعزلة..ومضت تحضننى شمس ندية ..والتى ما حضنتنى فى الزمان الأول ، فى الزمان الغائب المرتحل..) ..!
أي زمان هذا ؟ هل لنا حياة ، قبل هذه التى نحياها ..؟
ما العلاقة بين (غروب الأنهر )، بين السياب ، مصطفى ، وأبو ذكرى ..؟ !

يا عبد الله الشيخ يا مجنون

مالك قلبت المواجع

حسن كفاح وأبو ذكرى ومصطفى سيد أحمد وذكريات عمان حتى واحدة ؟

أما حسن كفاح هذا فلينزل الله دوما عليه شآبيب الرحمة زززززز فقد هدانا من ضلال كثير مثلما أكرمك بإبعاد السحت عن بطنك

لكن يبدو أن بوستك هذا جاء بالتوقيت الخطأ تماماً مثل صاحبه حسن كفاح الذي يبدو أنه جاءنا من أزمنة ابن سينا والفارابي وابن حزم والجنيد ززززز علما شموليا وادينا حقيقيا وزهدا في كل شيء

الأخ الكريم عبد الله الشيخ

لك التحية والرحمة والمغفرة لحسن كفاح

الموضوع التالي عن المرحوم حسن كفاح من أرشيف منتدى البركل ، نشر عام 2007م وكاتبه هو السر أحمد خليفة

Quote: حينما تفحت عيناي علي الدنيا كان حسن قد سبقني بعامين وحينما بدانا نخطو خطوات الطفولة كان هو رفيقي ولم لا وقد كانت بيوتنا مفتوحة علي بعضها كعادة كل اهلنا قديما وحين سبقني للدراسة في خلوة القاضي كانت تفصلنا تلك السنتين وكذلك في جميع المراحل التي كنت معه في نفس المدارس في مروي شرق ومروي المتوسطة والثانوية حينما اتذكر طفولتنا وتلك الشقاوه التي مارسناها اضع يدي علي راسي متعجبا حتي صار جسمي كقول خالد بن الوليد -رضي الله عنه- لم يبق فيه موقع من فلعة حجر في الراس وعضة ###### في الرجل ومسكة سنارة في اليد كنا نمارس تلك الشقاوة وحين يكتشف ما قمنا به كانت هذه ليله كان عمنا احمد والد حسن- مغتربا في وبورتسودان- وكان ابي مشرفا علينا جميعا وعندما نتسبب في احدي المشاكل اوقضايا التخريب كان حسن ياخذ عقابه اولا لانني في منتناول اليد كما يظن ابي-رحمه الله- ولكنني حين اسمع صراخة احضر كل قوتي واشعل كل صواريخ الدفع للهروب الكبير مماجعل ابي يعمل علي تغير استرتيجياته. حينما دخل حسن مدرسة مروي المتوسطة برز في دراسة اللغة الانجليزية وكان حين يحضر من الداخلية كل اسبوعين يشوقني اليها وحين دخلت مروي المتوسطة كان الحس الادبي عنده قد تطور وكما يذكر الاخوة كان يقوم بالقاء القصائد باللغة الانجليزية والامثال في ليال السمر والجمعيات الادبية ولا زالت ترن في اذني شرحه للمثل الانجليزي-كيوريستي كل ذ كات -بحب الاستطلاع كتل الكديسي خالطاالانجليزية بالفصحي بالشايقي ويضج المسرح بالضحك. في مروي لا انسي انه وبعض اولاد سنه رابعه من ابناء مروي شرق من ضمنهم الاخ محجوب فضل-الان المستشار الصحفي لرئيس الجمهورية-كانوا السبب لناخذ اول علقه -لي- نسبة لطلوعنا من الداخلية الي اهلنا في الاسبوع الاول بدلا من اسبوعين الشي الذي كان الجميع في القرية في شوق الينا رغم مايلاقونه من وجودنا خلال اجازة الصيف ويحضرني سوال عمنا ود اب شنب-البطاله متين .....وكان ردنا له قربت ولكن حين نحضر في الاجازه وبعد ان تبدا ماكينات التخريب في خرت التمر والمنقا كان السؤال -السروحسن...... متين تفتح المدرسة هكذا اذن-ما بدورك وما بحمل براك. حين التحق حسن بمروي الثانويه كان من الناشطين في جبهة كفاح الطلبه-القوميين العرب ولهذا طغي عليه اسم حسن كفاح وبرز حسن في الدراسات الادبية في اللغة الانجليزية وكان يحفظ اغلب كلمات القاموس الانجليزي وقد كنت اسمع له مقالات التاريخ لينبهني في بعض الاحيان لقلب الصفحة حينما يصل لذلك الموضع ومن الطرائف انه يقرا في كتاب البلاغة درس التفاعيل وكان متكا علي تربيزة عليها الراديو فنبهته والدته -لا تكسر الرادي يا حسن -فما كان منه الا ان حولها للتفاعيل-عاين امي قالتها بصيغة متفاعل ....متفاعل.....فعول....مفاعيل فما كان من امه الا ان ردت عليه كلام الجن ده شنو ياولد-رحم الله ام الحسين بتد ابراهيم- التحق حسن كفاح بوكالة سونا للانباء بعد تخرجة من قسم الاعلام بجامعة امدرمان الاسلاميه وبرز في قسم ترجمة الاخبار كما عمل في تحرير الاخبار وكان صليعا ومتخصصا في القارة الافريقية والاسيوية ومحبا للشعر العربي وشعراء السودان وكانت له صلات طيبة مع شيخ شعراء السودان الاستاذ عبد الله الشيخ البشبر وعلي المك وكان مهتما بالقضية الفلسطينية وله علاقة خاصة بسفيرها السيد ابو رجائي الذي تكلم عن حسن كفاح في حفل تابينه بقاعة الشارقة وكذلك زملائه من الاعلاميين كمحي الدين تيتاوي وسيداحمد خليفة كان محبا للبحث في التراث وكان مرحا......حدثتني شقيقته المذيعة المعروفه نفيسه احمدعلي بانهاعملت مقابله معه علي الهواء عن شعر التراث وحينما كان المصورون والمخرج يتجهزون لبداية التصوير قال لها- والله تقولي حسن ده اخوي الا اكسر راسك ده واكسر لكم مرابناتكم دي-حوامل الكاميرات-فقالت صرت اضحك واوقف التصوير لبعض الوقت رحل عنا حسن كفاح فجاة في ذلك المساء من مارس 1999 مخلفا وراءه ذخيرة من الاعمال الادبية والتراجم والمقالات السياسية وقد جمع جزء منها في كتاب اهداني نسخة منه شقيقه علي احمد علي ادعو الله العلي القدير في هذه الليلة المباركة -ليلة القدر-ان ينزل عليه الرحمة وان يتقبل منا اعمالنا وكل عام وانتم بخير ------- السر أحمد خليفة: المصدر ارشيف منتدى البركل/ اكتوبر 2007

Quote: بقية الرواية لا تصلح للتدوين هنا

الذكريات صادقة و نبيلة ياخ ..

ذكرتني خالد مونيكا في " عظمة سمك كبيرة - غنائية لسواكن " ..

بلأ بالحكي و الثرثرة عن لقاء اتنين ستات .. جوز لوز كدا " وانخراطهما في ونسة نسائية حميمة .. و يعقب بـ " الباقي تفاصيل لا تخص الرواي في شئ "
اها نحن الشمار كاتلنا ..

نديك رقم تلفونا تتمها لينا خلف المنبر العام دا طيب؟




---------

شفت اوباش بني امية الجدد عملوا شنو مع صاحبك فيصل؟

Quote: التحق حسن كفاح بوكالة سونا للانباء بعد تخرجة من قسم الاعلام بجامعة امدرمان الاسلاميه

رحم الله اخي وصديقي حسن كفاح فقد كان اول من تعرفت عليه في الجامعة الاسلامية مع اول دخولنا اليها
كما تزاملنا في العمل سويا بوكالة الانباء السودانية
ونشات بيننا صداقة عميقة وقد كنت احسب ان هذا الاسم (حسن كفاح) اقترن به فقط في الجامعة لانه كان من الوهلة الاولي يحرر
جريدة كفاح الطلبة

حسن احمد علي مزير او حسن كفاح كان واسع الاطلاع شاعرأ و ثائرا بطبعه
رحمه الله واحسن اليه وتجاوز عنه

يا لها من خاطرة اخي عبد الله الشيخ
خاطرة لرجل حبيب لاتملك الا ان تحبه (رحمه الله) فقد كان يفرض عليك ان تحبه
تزاملنا في صحيفة الاسبوع ابان الديموقراطيه فكان جوادا بعلمه الغزير على من حوله وصاحب قلم متفرد في الاسلوب ودسامة المعلومة
ظللت ابحث بعده عن صاحب زوية مشابهة في كل المجلات والصحف العربية فلم اجد حتى الان.
له الرحمة ولاحبائه حسن العزاء

مامان ..
سلامات
شكرا على المقال .. اتمنى ان تواصل ..
نحتاج الى متابعة كل اثر لحسن كفاح ..

كمال ادريس .. لك التحية ..
ياريت تقدر تجمه لينا بعضاً مما كتب فى صحيفة الاسبوع ..
اشكرك على الحضور

الاخوة الاعزاء
عفواً على الغياب
نتابع بوست خاطرة حسن كفاح ..
التحية لكباشى ..
حسن كفاح رجل نادر وعظيم ... يرحمه الله ..

قيقراوي

هناك كلام غير قابل للتدوين هنا .. مما يستدعى وسوسة تنفجر بعدها ضاحكاً ............
ساحاول اوصلا ليك ولو بالماسنجر
اما صاحبك ، استاذي فيصل والعسس ، فهذا موضوع لاحقنى فيهو راس السوط عشان كده انا حأقول تعليقي بعدين ..
هل تعرف حسن كفاح يا قيقراوي ؟ هل التقيت به ؟

ما سمعت بموته
رحم الله حسن كفاح وأنزله فسيح جناته

رحم الله حسن كفاح وغفر له ذنوبه
ويحعله من اهل اليمين.


سيرة ومسيرة سمحة لزول سمح السريرة.

Quote: هل تعرف حسن كفاح يا قيقراوي ؟ هل التقيت به ؟

لا و الله .. و ياربت لو عرفت

من كلامك حسيت باسى على نفسي لتفويت معرفة كنزية زي دي :

Quote: سيرة ومسيرة سمحة لزول سمح السريرة.

على روحه شآبيب رحمة الله




------------


على قولة الشوام :

دير بالك على حالك يا حبيب

و كن دائماً بالف خير