حـضرة اللواء جـستابو ..... سرد ... (نسخة منقحة )

حـضرة اللواء جـستابو ..... سرد ... (نسخة منقحة )


06-15-2011, 10:50 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=330&msg=1308131415&rn=0


Post: #1
Title: حـضرة اللواء جـستابو ..... سرد ... (نسخة منقحة )
Author: salah awad allah
Date: 06-15-2011, 10:50 AM

حضرة اللواء جـســتابو
بينما كنت منهمكاً بين كتبى واوراقى المبعثرة كبقايا ليلة إنفض ســـمارها ، إذ بصوت يتهادى ،، صوت اعرفه ويعرف بذكاء مدخله الى ذهنى ...، ظل هــائماً وهو يدندن بقربى ...
صمت وقال :- ماذا يفعل هــؤلاء بحطامنا ؟؟؟؟
قلت :- كل المشاهد هنا تثير الدهشـــة والتوتر والغثيان ،،،
صديقى بعد غربته الطويلة مازال مهجساً بأمكنه عتيقة ، أحياء شعبيه ، مقاهى وسط المدينة
، شخوصها النمطية ، أفراحها ، أحداثها الكبيرة والصغيرة يعدد مراحل نموها ، إنكســاراتها ، أحزانها ، تبدو أسئلته مربكة ومرتبة ترتيباً منطقياً ولا تخلو من تهــويل ..... !!! وإن لم تكن
هذة هى تلك التى يتحســـســها فى ذاكرته ، أهى دواعى العشق للتراب ام هى غربة المكان لا أحد يدرى شيئاً من أقرانه ....!!! رحل كثيرون منهم وبعضهم إبتلعته مدن الضجيج ،فظل على كرسى عتيق أمام منزلة كل مساء يرقب تداعيات تداعيات حياة شاحبة ومتسارعة من حوله ..
تنهد وقال :- فى منتصف نهار امس توقفت سيارته الفارهه أمامى والشارع العام وسط المدينة
يعج بصراخ صغار الكسبه ووجوه أخرى شاحبة تدور وتدور وتلهث متسارعه ، لم يكن مسئولى المباشر ولا ما بعد بعد المباشر فى العمل ، أشــار على من الجهة المقابلة وبحركة درامى متمكن أخرج الموبايل وبدأ يحادث شخصاً تارة بصوت عالى وأخرى بصوت منخفض ومرات عديدة بلغة الأفرنج ؟؟ وقفت أمامه مطأطـأً رأســى على أفضل ما تكـــون علــيه طقوس الطاعة الزائفة
كما هى حال بلاد سبقت فيها مشـــيئة الدبابة عدالــــة الســــماء ... !!!!
جمهور من المارة كان يرقبنا ، حيث أدركوا انه مسئولاً كبيراً ورجلاً مهماً ...،
كانوا مشدوهين ! وكان هذا كلما يتمناه ...!!!
كنا نمارس دراما سخيفة أمام أولئك البـســطاء !!!
ضحكت بمرارة ،
حينها طاف ( حنظلة ) بخيالى وإرتسمت صورته ، كان منظرى مطابقاً له تمام التمام
وإذا بدمعة ساخنة تجرى
تركته متكوماً فى سيارته تلك الفارهة وإنسحبت متثاقل الخطى
وصياح الصغار يتعالى رويداً رويداً ......
يا أم أحمد دقى المحلب*