هل تاريخنا مزوّر؟

هل تاريخنا مزوّر؟


06-13-2011, 10:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=330&msg=1307999342&rn=0


Post: #1
Title: هل تاريخنا مزوّر؟
Author: محمد بدوي مصطفى
Date: 06-13-2011, 10:09 PM

هل تاريخنا مزوّر؟
بقلم: سمر المصطفى - صحفية عربية شابة

Jun 8th, 2011 | Category: أخبار, ثقافة لعل هذا السؤال يثير في نفس القارئ مشاعر الاستغراب والخوف والعصبية، الاستغراب من أن يتجرأ أحد ما أو “يتواقح” إذا صح التعبير على طرح مثل هذا السؤال المصيري الهام، والخوف يأتي من الشك ولو للحظة واحدة بأن الإجابة قد تكون بالإيجاب، أما الشعور بالعصبية فهو ينبع من “تحزبنا” وانحيازنا الدائم لتاريخنا وأمتنا ووجودنا “المستهدف” من قبل الأعداء أو كل ما يمكن أن نطلق عليه لقب الآخر. لقد راودني هذا السؤال وأنا أتذكر المقولة الشهيرة “التاريخ يكتبه المنتصرون”، وجالت في خاطري بسرعة كل الدروس التاريخية التي تلقنتها وحفظتها عن ظهر قلب، والأحداث التاريخية التي عصفت بالأمة العربية، والتي كانت بالنسبة لي من المسلّمات التي لا يجوز المساس بها أو التشكيك بصحتها، فهي كتاب مقدّس لا يجوز الحياد عنه. لكنّ الأحداث الجارية في الوطن العربي، جعلتني أدرك بأن هذه الروايات التاريخية قابلة للطعن والتشكيك، فقد أثبتت كاميرا المحمول اليوم، وصفحات الفيسبوك والتويتر واليوتيوب أن ليس كل ما يقال “من الطرف الرسمي” صحيحا بالضرورة، فانهالت على الشبكة العنكبوتية الصور والفيديوهات التي تفضح كذب “الروايات” الرسمية لما يجري من أحداث وأعمال قتل. وهنا أتساءل، لقد كنا محظوظين بوجودنا في زمن التكنولوجيا الحديثة وعصر الاتصالات، ولكن يا ترى، ماذا عن العصور السابقة والقديمة التي لم يكن يتوفر فيها الأدلة الحسية إلا من خلال شهادات وروايات مؤرخي العصر و”أزلام النظام” إذا صح التعبير، إذا كانت الروايات الرسمية لأحداث اليوم مشكوك بها وغير صحيحة، فكيف إذا نصدّق الروايات السابقة التي لا ندري من كتبها ولأي غرض كتبها. ما الذي يمنع أي سلطة قائمة من تجييش الأقلام الموالية لها، وكتابة تاريخ “مشرف” تتباهى به وتدرسه للأجيال القادمة حتى تثبت شرعيتها وعظمة الأعمال التي قامت بها، من يملك أن يدين الحكام والزعماء السابقين إذا كان اللاحقون أُدينوا بكل قوة؟ هل حقا يجب أن نقول: شكرا فيسبوك لأنك كشفت لنا زيف أنظمتنا وأكاذيبها التي لا تنتهي، لم نكن لنعلم أبدا حقيقة الثورات العربية وأسبابها وأبعادها لو أنا كنا في عصر الشموع والمخطوطات، ربما كانت الثورات الليبية والسورية واليمنية ستُسجل تحت عنوان ” الأطماع الاستعمارية في الوطن العربي”، هذا العنوان الذي اعتدنا عليه وحفظناه، وربما كان القذافي رمزاً “للنضال” العربي، والأسد “زعيم الممانعة” وصالح ” محارب الإرهاب والقاعدة”، وربما كانت الثورتان التونسية والمصرية ثورة على “الصهيونية والامبريالية الأمريكية”، بالفعل لا يملك المرء أن يتخيل ما هي العناوين التي من الممكن أن تُطرح في روايات الأنظمة العربية، والتي ستُكتب في صفحات التاريخ وتنتقل إلى الأجيال القادمة في سلسلة من التزييف والكذب المتراكم. ولا أملك هنا إلا أن أشعر بالحزن والأسى على كل ضحايا التاريخ الذين قُتلوا وشُردوا ونُكّل بهم ثم لُفقت لهم التهم المختلفة من أجل تجريمهم وتبرير ما تعرضوا له من أعمال عنف، كم يزخر التاريخ بشهود العيان الذين تم تزوير شهاداتهم وتحريفها بجرة قلم من الطرف “المنتصر”!!، يقال “ياما في السجن مظاليم” وأنا أقول “ياما في التاريخ مظاليم”، لقد أثبتت لنا التكنولوجيا الحديثة أن الكذب لا يعرف حدودا، بل وإن له فنونا وعلوما، ولابد أن يأتي اليوم الذي تنكشف فيه الحقائق، كل التحية والإجلال لأحرار الأمة وشرفائها قديما وحديثا، والويل كل الويل لمن تاجر بتاريخ الأمم من أجل أغراض رخيصة.تحيتي لكم