صندوق الأشياء المفقودة - قصة

صندوق الأشياء المفقودة - قصة


06-10-2011, 03:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=330&msg=1307717706&rn=0


Post: #1
Title: صندوق الأشياء المفقودة - قصة
Author: Abuelgassim Gor
Date: 06-10-2011, 03:55 PM

يتحدث الناس فى المدينة هذه الايام عن ذلك التحول الكبير الذى طرأ على حياة السيد رمضان، ذلك بالطبع بعد أن أنقلبت حياته من شقاء الى سعادة ، ومن بؤس الى نعيم ، ثم أغرب ما فى الامر عندما مات السيد رمضان تلك الميته الغريبة التى زال يلفها سر وغموض . بدأت الحكاية ذات ليلة بينما ظل السيد رمضان يتجول متسكعاً فقيراً فى طرقات الخرطوم ، جائعاً لاهثاً فوقع بصره على صندوق مكتوب عليه (مشروع صندوق الأشياء المفقودة) لم يتوان رمضان لحظة واحدة فى فتح الصندوق وهو يقف منتبرا مثل كل الاشياء غير المهمة فى هذه المدينة .قام بذلك على مراى من أعين المارة دون أن يحركوا ساكناً واحداً فالمشروع أصلاً احد مبادرات حكومة الولاية ، لكن الناس فى هذه المدينة سئموا تلك المبادرات الولائية. المهم فى الامر هكذا فتح رمضان الصندوق ، ثم بدأ يعبث ببالاشياء المفقودة.عثر على جنسية قديمة ، واوراق كثيرة ممزقة ، من بين الاشياء المفقودة محفظة مزركشة قديمة متآكلة. بحث رمضان داخل المحفظة ، فعثر على بطاقة ، وشريحة موبايل ، لكنه فجأة فغر فمه دهشة عندما وجد ورقة بمائة دولار تحبس انفاسها بصورة حانية داخل المحفظة.سرعان ما قام رمضان بارجاع الاوراق المبعثرة والحافظة داخل الصندوق ثم شدد قبضته على الورقة المالية الامريكية وأنطلق كلااعضار ميمما وجهه شطر السوق الأسود . كان رمضان يعلم ان حكاية السوق الأسود هذه فقط احبولة فساد كبير ، فالاووراق المالية تتدفق من البنوك مباشرة الى هذا السوق. هؤلاء السماسرةة هم سماسرة وعملاء البنوك زاتهم.كان كل مايهم السيد رمضان هو شراء جنيهات سودانية وقد فعل ذلك حيث حظى بثلاثمائة وثمانية وعشرين ألف جنيه سودانى مقابل مائة دولار أميركى. عاد رمضان لمنزله عند طرف المدينة وهو محمل بالخبز والخضار والفواكه .

Post: #2
Title: Re: صندوق الأشياء المفقودة - قصة
Author: Abuelgassim Gor
Date: 06-10-2011, 04:45 PM
Parent: #1

لم ينمْ رمضانُ تلك الليلة.ظل يضربُ أخماساً فى أسداسٍ، وهو يتقلبُ على فراشهِ المتهرئ وسريره الحديدى، وزوجته كاكا ترقبه عن كثبٍ. كان كلما نظر الى أطفاله السبعة نيام ملئ شوردهم بعد تناول وجبة كاملة يزداد حنقه ، وفرحه فى آن واحد ، ثم يتذكر تلك الحافظة المزركشه !! يتذكر كيف كان الدولار يرقد فى داخلها بصلف اميركى بائن. وضع رمضان خطة محكمة تتيح له العثور على كافة صناديق (مشروع الأشياء المفقودة) بالخرطوم فهو يعلم هناك كثيرون فقدوا أشيائهم الثمينة و لا بد أن تكون تلك الأشياء موجودة فى تلك الصناديق والتى دون شك موزعه على العاصمة المثلثة ( الخرطوم ، بحرى وأم درمان). كان رمضان لا يعرف الكتابة ولا القراءة لكنه يتمتع بعقل تشريحي فعلم بحاسته تلك انه كلما كان الصندوق موجود وسط احدى الاحياء الغنية كلما ارتفع احتمال وجود أشياء القيمة بداخلة وهكذا كلما ابتعد عن المركز قلت فرصة الاحتمالات . هكذا وبطريقة الحرمان النسبى تكونت لديه نظرية المركز والهامش تمتاح من غبن طبقى أصيل.وفى صباح اليوم التالى بدأ رمضان حملة تمشيط واسعة لصناديق الأشياء المفقودة متسلحا بالعدة اللازمة من شاكوش ، وزردية ، ومقلاع.لم يكن رمضان يدرى انه بمجرد ببحثه عن صناديق الأششياء المفقودةة لقد بدأ فعلا بفضح المدينة وكشف المستور فيها من فساد وهو يضع يده على كافة اسرار الأحياء والموتى !!