في تأتبين ماكينة الرونيو .. و وداع الشمولية ..

في تأتبين ماكينة الرونيو .. و وداع الشمولية ..


05-22-2011, 08:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=330&msg=1306047661&rn=0


Post: #1
Title: في تأتبين ماكينة الرونيو .. و وداع الشمولية ..
Author: أحمد الابوابي
Date: 05-22-2011, 08:01 AM

الشكر للصديق azz gafar .. فبمجهوده وصلت كثير من مقالاتي إلى المنبر ..
في تأبين (ماكينة الرونيو) ، و وداع الشمولية .. .. / د. أحمد الأبوابي

Post: #2
Title: Re: في تأتبين ماكينة الرونيو .. و وداع الشمولية ..
Author: أحمد الابوابي
Date: 05-22-2011, 08:07 AM
Parent: #1

في تأبين (ماكينة الرونيو) ، و وداع الشمولية ..

د. أحمد الأبوابي


(1) - (( ليس القوي بالصرعة )) .. كذلك ليس إنجازاً جديراً بالاحتفاء أن يتمكن نظام من قهر شعبه ، و تكميم أفواههم عقوداً أو سنين .. ليس إنجازاً يمكن للشخص السوي، ذي العقل و الخلق أن يفرح به .. و لكن بعض الناس يفعلون .. فأنت تراهم منتشين حين يتحدثون عن قدرتهم على قمع الرأي ، و تكميم الأفواه ، و إجهاض حركات الجموع ، و هي تسعى للتعبير عن رأيها ، اعتراضاً على حيف من عدوا مصالحها ، و هم أجراؤها .. و تراهم يفخرون بأنهم قد قلموا الأظافر ، و أرهبوا كل معارض ، فلم يبق في الأفق من يجرأ على أن يقول للحاكم ( لا ) .. و لعمري إن المرء ليرثى لهم قبل شعوبهم .. فيا لهم من غافلين ..
هاهي إنجازات أنظمة القمع العربية ، في تكميم الأفواه تصير لعنة عليهم ، و تتحول إلى وقود للثورة لدى الملايين التي صبرت ، عقوداً على الظلم ، مدفوعة بالخوف حيناً ، و باللامبالاة حيناً آخر .. الآن يدفع طاغية تونس ثمن طغيانه ، فينتهي به الحال ذليلاً بعد عز ، طريداً خائفاً ، بعد جاه ، و أمن .. و هاهو فرعون مصر يصل إلى آخر فصول مسرحية تزيييف الديمقراطية ، فيهب في وجهه عين الشعب الذي زعموا أنه قد اختاره لعقدين من الزمان ، رئيسا ، بل ملكاً متوجاً..
(2) – العالم يتغير ، في كل شيء ، و مع هذا التغيير ، تنقرض بعض الأشياء، و الأدوات التي كان لها فيما مضى شأن عظيم ليحل محلها ، ما هو أقدر منها خدمة الغرض الأصلي الذي من أجله صنعت .. و بيوتنا السودانية ظلت تودع منذ زمن رموزاً منزلية ، خدمت اغراضاً جليلة ، فحق لنا أن نحتفي بها ... و مثال ذلك الفانوس ، و الرتينة ، و ( المرحاكة ) .. و من جانب آخر فإن إخوتنا السياسيين لابد يذكرون بكل الخير أختهم ( مكنة الرونيو ) ، تلك التي كانت المستهدف الأول من قبل الأجهزة الأمنية لدى مداهمتها لمنزل شخص معارض للنظام .. الآن في عصر الكمبيوتر ، و الانترنت ، و طابعات الليزرجت ، حق لنا أن نقف تقديراً لأولئك الذين كانوا يتكبدون مشاق تلك المهمة العسيرة ، و المخاطرة الجسيمة ألا و هي طباعة المنشور السياسي .. و كذلك إذ نودع ماكينة الرونيو ، نودع معها في وقت واحد نمطاً من أنماط الحكم ، و شكلاً من أشكال المعارضة.. فالمشهد التالي لن يتكرر بعد اليوم .. مجموعة من الأشخاص يتسللون إلى بين مهجور ، أو مجهول .. يتسللون واحداً ، واحداً ، في حلكة ليل بهيم .. يدخلون واحداً تلو الآخر إلى ذلك البيت .. لا يتكلمون ، إلا همساً .. أحدهم يحمل في يده مسودة ، للمنشور المراد طباعته ، أو في سياق آخر ينهمكون في صياغة جماعية لذلك المنشور .. ثم يشق صمت الليل صوت تلك الآلة العجيبة .. طق ، طق، طق .. ثم تبدأ عملية شاقة و مملة يخرج بعدها المنشور إلى العلن ، محاطاً بالكثير من الخوف ، و الترقب .. و بعدها بساعات، يدخل المنزل رجال ذوي صفة أخرى، يبحثون بدأب عن صديقتنا (ماكينة الرونيو) .. هذا طبعاً بعد حملة واسعة للاعتقال ، لقيادات ذاك الحزب..
(3) وداعاً لماكينة الرونيو ، و مرحباً بالفيسبوك، و تويتر ، و اليوتيوب ، و أخواتها .. إنه عصر الثورات الالكترونية يا صديق .. فوداعاً للأيادي المرتجفة ، و هي تطبع ، و وداعاً لمخاطر توزيع المنشور السياسي .. اليوم يوم الشباب المتسلح بالمعرفة الكافية لفنون التعامل مع تكنولوجيا الاتصال .. تلك التي عابوا عليه من قبل اهتمامه ، بها ، و انكبابه عليها ، ظانين به ، أنه لا يعرف سوى كيفية تحميل أغاني نانسي عجرم ، أو البحث عن طريقة لتجاوز حجب المواقع الإباحية .. هاهو الشباب العربي يثبت للجميع بأنه قادر على صنع المآثر ، و و انجاز الثورات .. و هاهي منتديات النت ،و صفحات الفيسبوك تغدو منبراً للتغيير ، بعد ان كانت غرفاً للغو الكلام ، و ماجن القول ..
(4) .. ليس الحاكم القوي بالصرعة .. بل الحاكم القوي هو
الذي يستوعب ضرورات العصر ، و حتمياته .. و اليوم فإن العصر ينطق بلسان فصيح .. أن وداعاً للشمولية ، و قمع الشعوب .. فكما انقرضت (ماكينة الرونيو) ، فإن قانون البقاء للأصلح ، و حتمية الإنتخاب الطبيعي في بعدها الاجتماعي تقول بأن أي نظام يتجاهل إرادة الشعوب فهو سيذهب إلى مذابل التأريخ ، و غياباته .. و كذلك فإن أي نظام لا يدرك لطبيعة العصر الجديد ، سيفيق ، بعد حين من الزمان قصير ، على حقائق و وقائع تستثير شفقة الخصم الألد ..
(5) .. اليوم يشرق صبح جديد يزول فيه الوهم بأن الملك للأجهزة الأمنية تؤتيه من تشاء ، بالكبت ، و التقتيل ، و الإذلال ، بل أسفرت حقيقة كانت قبل قليل ضمن حقائق الدين ، و مقولاته .. (( قل اللهم مالك الملك ..تؤتي الملك من تشاء) .. فها نحن نشهد من الأحداث التي تجري أمام أعيننا على شاشات التلفاز بأن مصائر الشعوب ، و الحكم لم تعد قابلة للتكهن ، و الحسابات الأمنية ، و الاجراءات التحوطية ، التي يجند لها الجند ، و تدجج لها الجيوش .. و لذا فإن من اليسير على كل عاقل أن يدرك أننا أمام نهاية عهد ، و بداية عهد آخر .. فاليوم انتهى عهد امتهان إرادة الشعوب ، و قهرها .. ذلك القهر الذي تبين أنه غير مأمون العواقب ، و لو طال السفر .. و كذلك انتهى العهد الذي يمكن فيه تزييف إرادة الشعوب ، و تزوير الديمقراطية .. فدوننا الشعوب الصامتة الصابرة ، التي غضت الطرف عقوداً من الزمان ، ترسل دكتاتوريي (صناديق الاقتراع) ، إلى المنافي ، ليطاردهم (الانتربول) ، هم ، و أسرهم .. و إذا بهم إذ دهمتهم نائبات الثورة التي لا تأتي إلا بغتة ( يخربون بيوتهم بأيديهم ، وأيدي المؤمنين ) .. فحق لنا اليوم أن نقيم سرادقاً متعدد الأغراض .. تابين ( ماكينة الرونيو ) ، و الاحتفاء بالفيسبوك و اليوتيوب ... و وداع الشمولية إلى مثواها الأخير ..

Post: #3
Title: Re: في تأتبين ماكينة الرونيو .. و وداع الشمولية ..
Author: dardiri satti
Date: 05-22-2011, 09:42 AM
Parent: #2

عزيزي ،
ليست ماكينة الرونيو وحدها،
فهناك أختها الأكبر ،
والأكثر بدائية ،
ولكنها كانت اختراعاً ثورياً وعبقرياً في آن.
إنها ذلك الصندوق العجيب :
الدرداقة
استفاد من ماكينة الرونيو
في استخدام حبرها ، و"الحريرة"
و"الإستنسيلالأسطوانة
التي "تدردق" فوق الحريرة
وتحتها الإستنسيل،
فيخرج المنشور ورقة فورقة،
ومن هنا جاء الإسم درداقة.
فيالذاك من عمل شاق!!
إسال عنها أن%

Post: #4
Title: Re: في تأتبين ماكينة الرونيو .. و وداع الشمولية ..
Author: dardiri satti
Date: 05-22-2011, 09:42 AM
Parent: #2

عزيزي ،
ليست ماكينة الرونيو وحدها،
فهناك أختها الأكبر ،
والأكثر بدائية ،
ولكنها كانت اختراعاً ثورياً وعبقرياً في آن.
إنها ذلك الصندوق العجيب :
الدرداقة
استفاد من ماكينة الرونيو
في استخدام حبرها ، و"الحريرة"
و"الإستنسيلالأسطوانة
التي "تدردق" فوق الحريرة
وتحتها الإستنسيل،
فيخرج المنشور ورقة فورقة،
ومن هنا جاء الإسم درداقة.
فيالذاك من عمل شاق!!
إسال عنها أناس من القاش ، وجبال النوبة،
والتونج ، وواو ، والقضارف ،
وجميع القرى والمدن النائية.
إسال عنها واحتفي بها
وبأفندية وعمال السودان،
الذين قدموا لشعبنا ....
الوعي ما استطاعوا .


تحياتي

Post: #5
Title: Re: في تأتبين ماكينة الرونيو .. و وداع الشمولية ..
Author: أحمد الابوابي
Date: 05-22-2011, 05:08 PM
Parent: #4

الأخ درديري
تحياتي ..
أرجو أن تكون بخير ..


شكراً على المداخلة المثرية..

لم أسمع ، مطلقاً ، بالدرداقة ، و أشكرك على لفت انتباهي لها ..
سأحاول أن أستفسر عنها ..
فعلاً حاجه جديرة بالاهتمام..

Quote: إسال عنها واحتفي بها
وبأفندية وعمال السودان،
الذين قدموا لشعبنا ....
الوعي ما استطاعوا .

لهم التجلة..

Post: #6
Title: Re: في تأتبين ماكينة الرونيو .. و وداع الشمولية ..
Author: أحمد الابوابي
Date: 06-09-2011, 09:06 PM
Parent: #5

.

Post: #7
Title: Re: في تأتبين ماكينة الرونيو .. و وداع الشمولية ..
Author: أحمد الابوابي
Date: 06-10-2011, 06:47 PM
Parent: #6

للمزيد من الاطلاع

Post: #8
Title: Re: في تأتبين ماكينة الرونيو .. و وداع الشمولية ..
Author: أحمد الابوابي
Date: 06-13-2011, 05:13 AM
Parent: #7

Quote: (5) .. اليوم يشرق صبح جديد يزول فيه الوهم بأن الملك للأجهزة الأمنية تؤتيه من تشاء ، بالكبت ، و التقتيل ، و الإذلال ، بل أسفرت حقيقة كانت قبل قليل ضمن حقائق الدين ، و مقولاته .. (( قل اللهم مالك الملك ..تؤتي الملك من تشاء) .. فها نحن نشهد من الأحداث التي تجري أمام أعيننا على شاشات التلفاز بأن مصائر الشعوب ، و الحكم لم تعد قابلة للتكهن ، و الحسابات الأمنية ، و الاجراءات التحوطية ، التي يجند لها الجند ، و تدجج لها الجيوش .. و لذا فإن من اليسير على كل عاقل أن يدرك أننا أمام نهاية عهد ، و بداية عهد آخر .. فاليوم انتهى عهد امتهان إرادة الشعوب ، و قهرها .. ذلك القهر الذي تبين أنه غير مأمون العواقب ، و لو طال السفر .. و كذلك انتهى العهد الذي يمكن فيه تزييف إرادة الشعوب ، و تزوير الديمقراطية .. فدوننا الشعوب الصامتة الصابرة ، التي غضت الطرف عقوداً من الزمان ، ترسل دكتاتوريي (صناديق الاقتراع) ، إلى المنافي ، ليطاردهم (الانتربول) ، هم ، و أسرهم .. و إذا بهم إذ دهمتهم نائبات الثورة التي لا تأتي إلا بغتة ( يخربون بيوتهم بأيديهم ، وأيدي المؤمنين ) .. فحق لنا اليوم أن نقيم سرادقاً متعدد الأغراض .. تابين ( ماكينة الرونيو ) ، و الاحتفاء بالفيسبوك و اليوتيوب ... و وداع الشمولية إلى مثواها الأخير ..

Post: #9
Title: Re: في تأتبين ماكينة الرونيو .. و وداع الشمولية ..
Author: أحمد الابوابي
Date: 06-13-2011, 11:18 AM
Parent: #8

في تأتبين ماكينة الرونيو .. و وداع الشمولية ..