موت بن لادن يعزز مسيرة الشعوب العربية نحو الحرية ـ معاوية محمدين

موت بن لادن يعزز مسيرة الشعوب العربية نحو الحرية ـ معاوية محمدين


05-19-2011, 07:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=330&msg=1305829486&rn=0


Post: #1
Title: موت بن لادن يعزز مسيرة الشعوب العربية نحو الحرية ـ معاوية محمدين
Author: مريم عزالدين صديق
Date: 05-19-2011, 07:24 PM

[ 03.05.2011 ]
موت بن لادن يعزز مسيرة الشعوب العربية نحو الحرية ـ معاوية محمدين


ينبغي الاعتراف بان المنطقة العربية تجتاحها مشاعر مختلطة تجاه مقتل أسامة بن لادن. هناك من اعتبره شهيداً، وهذه كلمة لها مغزى قد لا يدرك كنهها الغربيون مهما حاولوا، وهناك من يشعر بالارتياح والغبطة لان ضالاً أساء إلى الإسلام والعرب، قد ذهب.

وفي الواقع فان أسامة بن لادن ليس شهيداً، كما انه ليس ضالاً، ولكنه ببساطة استمرار لمجموعات العنف الثوري اليائسة التي اجتاحت المنطقة منذ السبعينات والى اليوم، كرد فعل على العنف الأجنبي، أو عنف الدكتاتوريات المحلية. خرجت بتأثير وهم أنها الأقدر على التحرير من الأجنبي أو سحق المستبدين المحليين وتحقيق العدالة الاجتماعية، بيافطات اليسار مرة، وباسم الإسلام تارة أخرى، حسب مقتضيات المرحلة.

لم يؤمن هؤلاء بالشعوب مطلقا، واعتقدوا أنهم المصطفون الخارقون الذين بإمكانهم أن ينفذوا ما يؤمنون به، نيابة عن الشعب، ومن ثمّ حكمه بشرعية بما قد ينجحون في تحقيقه. ظنوا أنهم يمكن أن يستأثروا هم، بحق الشعوب، وواجبها في مواجهة الاستعمار الأجنبي أو الاستبداد الداخلي، فعانت منهم شعوبهم معاناة فاقت في كثير من الأحيان كل تصور وخيال.

بن لادن ليس شهيداً، ولا يمكن أن يكون كذلك، ولكن الحقيقة هي انه وجد تعاطفا حتى من أناس لا يتفقون معه في آرائه ومنطقه. لقد كانت الشعوب المحاصرة بعنف الغرب وإستبداد حكـّامها، في حاجة لإثبات كبريائها وكرامتها وقيمتها الإنسانية التي كانت تهان يوميا من الخارج والداخل، فقدم لها بن لادن ما تحتاجه، وبات يجسد للبعض رمزاً للجرأة والإقدام المفقودين. لقد كان الناس يعرفون أن هذه اوجب واجبات حكوماتهم، وكانوا يتمنون أن تقوم بواجباتها، ولكن مع تقاعسها كان "الشيخ بن لادن" يكتسب تعاطفاً متزايداً إلى أن تمدد وأصبح تشكيلات منظمة من المحيط الهندي إلى المحيط الهادي.

إن ما لم ينتبه له المتعاطفون هو الفارق بين ما يريدونه هم، والحاجة إلى التشبث بأي "منقذ" في ظل حالة الضعف التي ظلوا يشعرون بها، وما يريده هو من أهداف يسعى لتحقيقها، لو قدرت له الظروف أن يتسيـّد أو يحكم. إن المؤكد أن اغلبهم أن لم يكن كلهم، لو تبيـّنوا بصورة واضحة ما هي طبيعة الحياة التي كانوا سوف يحيوها لو أن بن لادن وأمثاله يتحكمون فيها، لن يرغبوا في مجرد التفكير فيها. أن التطرف غير المسبوق الذي وصل إليه بن لادن وأتباعه، والتعاطف الذي قد يشعر به البعض تجاهه، إنما هما عنوانان كبيران لليأس الذي بلغه الطرفان. فبن لادن ليس المنقذ، وأفكاره وأفعاله لا يمكن أن تمثل الكرامة والكبرياء، والتعلق به بأي صورة من الصور ليس سوى الوجه الآخر من نفس العملة، وهي قلة الحيلة والتطرف.

لقد رأينا كيف أن الثورات العربية قد حققت بسلميتها، ووضوح مطالبها، وقوة عزيمتها، ما لا يمكن لبن لادن، أو ألف بن لادن، أن يحققه في استعادة الكرامة والكبرياء، وإجبار الغرب على الاعتراف برغبات هذه الشعوب واحترام إرادتها. ولقد رأينا كيف أن هذا النجاح المثير سحب البساط تحت أقدام التيار الديني المتطرف إذ أكد على فشله في تحقيق إي انتصار، متسلحاً في الوقت نفسه بشعارات وأفكار لا تمت له بصلة، وهو ما سيضعفه في مقبل الأيام وربما يزيله نهائيا. وفي ظل هذه الظروف فان الإعلان عن نهاية مسلسل مطاردة بن لادن سيساعد حتما في تعزيز مسيرة الشعوب العربية نحو الديمقراطية والحرية والانفتاح نحو حضارة العصر. ولو كانت هناك فائدة واحدة مباشرة من ذهابه فهي الأمل أن تؤدي نهاية أسطورة بن لادن التي شغلت العالم سنينا طويلة إلى إنهاء "حقبة الإرهاب" التي غيرت علاقات العالم، وهددت حقوق وحرمات الناس.




Source: www.tahalof.org