وسام عبدالعزيز الحلو / محمد عثمان ابراهيم

وسام عبدالعزيز الحلو / محمد عثمان ابراهيم


05-02-2011, 05:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=330&msg=1304312187&rn=0


Post: #1
Title: وسام عبدالعزيز الحلو / محمد عثمان ابراهيم
Author: Abdelmuhsin Said
Date: 05-02-2011, 05:56 AM

خارج الدوام
وسام عبدالعزيز الحلو
محمد عثمان ابراهيم
www.dabaiwa.com

أعرف الرفيق عبدالعزيز آدم الحلو بشكل جيد، ولكن ليس باستطاعتي الزعم بأنني كنت على مقربة منه أو صديقاً له. التقيت الرجل الهاديء الوقور عدة مرات وفي كل مرة كان يقنعني بأنه نموذج للثائر النقي. شخصيته بها بعض الغلظة التي كسبها من تجارب الحرب العنيفة التي عايشها. ، خلال توليه القيادة الميدانية لقوات لواء السودان الجديد على الحدود مع ارتريا عمل بجد كبير لكسب ود الأهالي وتحويلهم إلى رصيد سياسي للحركة الشعبية . لقد كلفته تلك التجربة قرارات صعبة ، قام باتخاذها وتنفيذها بعزم بيّن.

بعد نيفاشا واصل الرجل اتخاذ القرارات الصعبة فسافر إلى الولايات المتحدة مغاضباً ومعتزلاً بزعم -شديد الأسانيد- أن الإتفاقية قد ظلمت أهل جبال النوبة، ولم تعطهم ما يوازي اسهامهم في النضال والعمل المسلح، وكان على حق. كان رافضاً ايضاً لتجاهل ما عرف في أدبيات المعارضة ب(الخصوصية الثقافية) لأهالي تلك المنطقة، وكان بالقطع على حق.

المشكلة الوحيدة أن غضبة الحلو على المؤتمر الوطني ، كان ينبغي توجيهها إلى الصدر والقلب، لأن الحركة الشعبية هي التي ركزت على كسب الجنوب أولاً وخدمة قضايا بقية الوطن بالمفرق وبما تسمح به الظروف.

عاد الحلو من أمريكا بعد عودتين ظافرتين لرفيقيه ياسر عرمان ونيال دينق نيال ممن استنشقا كميات هائلة من الأكسجين السياسي في الساحة خصماً على مثل الحلو.

في حين كان الحلو مسئولاً عن الحركة الشعبية كلها في شمال السودان في الأيام القليلة التي فصلت ما بين سلام نيفاشا ومقتل الزعيم الراحل قرنق، لم يبق للرجل مقعد في الخرطوم أو في الجنوب فأعيد إلى أهله خلفاً للرجل القليل الإنجاز: دانيال كودي.
بعد الإنتخابات الحالية في جنوب كردفان، وإذا قدر لمرشح المؤتمر الوطني أحمد هارون الفوز، لن يصبح هناك مكان للحلو خارج مكارم الحزب الحاكم الشحيح.، ون يكون له موقع في الخرطوم مع تخليه عن علم الدولة وتفضيله علم الحزب الذي سيحظر قريباً بدعوى الإرتباط بقوة أجنبية والحصول على تمويل خارجي.

لقد كان قرار رئيس الجمهورية بمنحه وسام الإنجاز السياسي مناصفة مع خصمه الإنتخابي هارون مبادرة جيدة من الحكومة الإتحادية لتحقيق مرجعية وطنية للمرشحين واعتبار أن انتماءهما لشمال السودان عاملاً لتحقيق تقارب منشود رغم حالة التنافس القائمة.

برفض الحلو للوسام الممنوح بقرار رئيس الجمهورية، القيم الحالي على الدولة، فإن الحلو يضع سابقة سيئة في عدم الفصل بين شخص الرئيس ومهامه، و يتخلى –دونما تدبر- عن التشرف بوام دولة ينتمي إليها في الشمال لصالح دولة ستلفظه حالما ترفع علمها.

إن وسام الإنجاز الذي منحه له الرئيس ليس تكريماً من منظمة مجتمع مدني، ولكنه إنابة عن دولة نأمل أن يتشرف جميع الخصوم بالجلوس تحت علمها.